الاثنين، 30 يونيو 2025

الرد على مقال هل مصر المذكورة فى القرآن هى مصر المعروفة الآن؟

الرد على مقال هل مصر المذكورة فى القرآن هى مصر المعروفة الآن ، مصر وادى النيل وجمهورية مصر العربية ؟
صاحبة المقال هى زهرة إبراهيم وقد تحدثت في البداية عن انتشار أقوال عن وجود مصر الحقيقية في بلدان متعددة غير ما يسمى ببلاد القبط الحالية فقالت:
*" كثرت الأقاويل والتكهنات فى السنوات الأخيرة حول ما المقصود بمصر التى ذكرت فى القرآن
* ووجدنا شبه حملات إعلامية مكثفة ، تريد بكل الطرق الترسيخ لأن مصر القرآن هى فى اليمن
وأنها ليست مصر واحدة بل إثنتان
واحدة فى شمال اليمن وهى مصر يوسف (ص)والأخرى فى جنوب اليمن وهى مصر موسى (ص)
* ووجدنا كذلك حملات موازية اقل حده وكثافة من سابقتها تريد أن ترسخ كذلك ان مصر القرآن تلك هى فى مكان من الأماكن التالية ، أثيوبيا وإريتريا والسودان والنوبة بالإضافة طبعا لمصر وادى النيل "
وتحدثت عن أن كل الأقوال خاطئة بسبب ابتعادها عن القرآن واعتمادها على التوراة والإنجيل المحرفين فقالت :
"فلو كان القوم تدبروا القرءان بديلا عن البحث فى التوراة وغيرها لكانوا وجدوا ضالتهم بسهولة وبيقين ثابت لا يتزعزع "
واستهلت براهينها التى ليس فيها برهان فقالت :
" طيب من أين نبدأ ؟
* دعونا نبدأ من قول الله تعالى
* هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡجُنُودِ فِرۡعَوۡنَ وَثَمُودَ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكۡذِيبٖ وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُۢ بَلۡ هُوقُرۡءَانٞ مَّجِيدٞ فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ البروج
* وكما وضحنا بالسابق انه عندما يبدأ القرآن الحديث مخاطبا الرسول بقوله (( هل أتاك )) او(( ألم تر )) فإن الحديث وقتها إما يكون عن مظاهر قدرة الله فى الكون أوعن غيب الساعة
أو تكون تلك إشارة إلى أن ذلك الحدث أو الخبر أو القصص محل الحديث كان قد حدث فى الماضى فى ارض بلاد الرسول ، أرض الحجاز بالكامل أو أرض المملكة الآن
* هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود
نلاحظ أن معهود القرآن أنه يقرن بين عاد وثمود ، ويقرن كذلك بين ثمود وفرعون ، ويقرن بين ثلاثتهم كذلك فى سياقات أخرى ، مما يشير إلى أنهم الثلاثة ، أقوام مستخلفة فى نفس البقعة من الارض أونفس المدينة
* أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ (وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ الفجر
* لاحظ قوله تعالى الذين طغوا فى (( البلاد )) فاكثروا (( فيها )) الفساد
* لم يقل الذين طغوا فى الأرض مثلا ، أوالذين طغوا فى القرى أوالبلدان
وإنما قال فى البلاد
* والبلاد تطلق على المفرد وتطلق كذلك على الجمع
ولكن عندما تتبع بقوله (( فيها )) وليس (( فيهن )) فتلك إشارة إلى أن المقصود بلد واحدة للثلاثة أقوام إستخلقوا فيها وليست بلاد متعددة فى بقاع مختلفة "
السؤال لزهرة:أين البرهان أن ألم تر في آيات مثل :
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ"
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ "
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ"
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ"
أن تلك الأخبار وقعت في بلاد الرسول الأخير (ص) وهى تتحدث عن الأرض والفلك والبحر والجو وهى موجودة في كل الأرض ؟
وأين الدليل مثلا على أن أحداث قوم موسى(ص) وقعت في بلاد الرسول(ص) لأنها بدأت بألم تر مثل :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"؟
وأين الدليل على أن خبر إبراهيم(ص) مع الملك وقع في أرض الحجاز في قوله تعالى :
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ"؟
السؤال التالى :إذا كانت عاد وثمود وقوم فرعون في الحجاز فأين أعمدة عاد وقصور ثمود وأوتاد فرعون في الحجاز الحالى الذى لا يوجد فيه أى آثار لأقوام من الكفار ؟
البرهان الثانى عندها أن مجرد التشابه الكلامى عن قصص الأقوام دليل على وجودها في مكان واحد وهو قولها :
*"طيب نأتى الآن لسياق سرد القرآن فى سورة الأعراف لقصص تلك القرى التى أهلكهم الله بذنوبهم وجاء السرد بذلك التشابه الواضح ، وذلك الترتيب والتسلسل
** ١ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (59)
** ٢ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)
أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ وَزَادَكُمۡ فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ (69)
* إذا القرآن هنا بين وصرح بشكل مباشر أن قوم عاد هم كانوا خلفاء على نفس الأرض وفى نفس القرية أوالمدينة من بعد قوم نوح
* إذا نوح وعاد من نفس القرية
** ٣ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةٗۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ (73) (( وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ )) وَبَوَّأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورٗا وَتَنۡحِتُونَ ٱلۡجِبَالَ بُيُوتٗاۖ فَٱذۡكُرُوٓاْ ءَالَآءَ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ (74)
* إذا ثمود هم خلفاء من بعد قوم عاد فى نفس القرية أو البلدة والتى كان فيها قوم عاد هم خلفاء من بعد قوم نوح
** ٤ وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ (80)
* ثم أتى بعد ذلك لقوم آخرين فى قرية أخرى غير هذه القرية التى كان بها قوم نوح وعاد وثمود
ولذلك لم يقل القرآن هنا عن لسان نبيهم أنهم كانوا مستخلفين من بعد ثمود
* الآن أتينا لقرية قوم لوط ، والتى وضحنا بالسابق أنها كانت بالقرب جدا من مكة ، حيث خاطب القرآن الرسول وأهل مكة بأنهم يمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون
أى يمرون عليهم يوميا صباح مساء
* إذا قرية قوم لوط هى قرية مستقلة وبعيدة إلى حد ما عن سابقتها وهى قريبة من مكة
** ٥ وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ قَدۡ جَآءَتۡكُم بَيِّنَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡۖ فَأَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَٱلۡمِيزَانَ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (85)
* وهنا كذلك تحدث عن مدين وقومها بشكل مستقل عن قوم لوط وقريتهم ، ولم يذكر القرآن على لسان شعيب أن قوم مدين كانوا مستخلفين من بعد قوم لوط أو غيره
بل قال فقط وأذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم "
وكل الكلام السابق لزهرة ليس دليلا لأن الله استخلف الناس جميعا في قوله :
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ"
وبناء على حكاية الاستخلاف يكون الناس جميعا قد سكنوا بقعة واحدة من ألأرض وتركوا بقيتها وهو ما لا يقوله عاقل ؟
زهرة جعلت كلمة بعد الزمانية مكانية في قوله " خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ قَوۡمِ نُوحٖ" وقوله " وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ جَعَلَكُمۡ خُلَفَآءَ مِنۢ بَعۡدِ عَادٖ"
فبعد هنا تعنى بعد هلاك قوم نوح(ص) وعاد ولا يوجد في أى آية ما يشير لكونها نفس الأرض ولكن الآيات تدل على العكس وهو مثلا أن ثمود كانت تعيش في السهول وهى الوادى ناقلة صخور الجبال لبناء البيوت وهو قوله تعالى :
"وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا"
وقوله "الذين جابوا الصخر بالواد "
بينما عاد كانت تعيش في المرتفعات الجبلية كما في قوله تعالى :
"أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ"
وهى الأعمدة أى القلاع في قوله :
" إرم ذات العماد "
ومن ثم لا علاقة بين مكانى العيش فلا دليل على أنهما كان يعيشان في ذات المنطقة ؟
وتحدثت عن مكان مدين فقالت:
" طيب أين مكان مدين ؟
يقول القوم أنها الآن مدينة تبوك شمال غرب المملكة
** ٦ أَولَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَسۡمَعُونَ (100) تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ (101) وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ (102) ثُمَّ بَعَثۡنَا (( مِنۢ بَعۡدِهِم )) مُّوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَظَلَمُواْ بِهَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (103) الأعراف
* لاحظ قوله تعالى أولم يهد للذين (( يرثون الارض من بعد اهلها ))
أى أن كل ما سبق ذكره من أقوام وقرى كان هؤلاء القوم مستخلفين من بعد بعضهم البعض "
زهرة هنا تتكلم عما تعرفه فقط وهو وجود مدين التى هى عندها تبوك بينما الخرائط تقول أن هناك مدين اثنين مدين على الحدود السعودية الأردنية ومدين في إيران
والغريب أن مدائن أو صحراء لوط موجودة في إيران فلماذا نصدق كونها في تبوك ونكذب كونها خارج الحجاز على الحدود السعودية الأردنية الحالية أو في إيران ؟
وكررت حكاية البعدية باعتبارها مكانية وليست زمانية عن كون موسى(ص) عاش في نفس المنطقة فقالت :
*" ثم بعثنا (( من بعدهم )) وطالما قال (( من بعدهم )) أى فى نفس أرضهم وبلادهم
بعثنا من بعدهم موسى إلى فرعون وملإيه
* أى أن فرعون وقومه كانوا فى نفس بلاد نوح وعاد وثمود ، ولكن تم ذكره فى النهاية لانه بحسب الترتيب الزمنى هوجاء بعد هؤلاء الأقوام سابقة الذكر جميعا ، وكذلك بعد أقوام إستخلفوا بعدهم على نفس الأرض ولكن لم يذكر الله أسماءهم
* ولذلك ذكره القرآن وقومه وموسى على أنهم جاءوا من (( بعدهم )) أى من بعد الأقوام سالفة الذكر التى أهلكهم الله بذنوبهم وهم قوم نوح وعاد وثمود ، وقوم لوط بالقرب من مكة وقوم مدين فى تبوك
* إذا ومن ذلك السياق يتبين لنا أن نوح وعاد وثمود وكذلك فرعون الذى يقرنه القرءان بعاد وثمود فى سياقات أخرى
هم جميعا كانوا فى بلاد واحدة فى بقعة بعينها من جزيرة العرب أو بلاد الرسول المملكة "
زهرة لم تسأل نفسها :
وأين أنهار فرعون كما قال :
" أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى "؟
لا وجود لأى أنهار في الحجاز
وأين الاثنتا عشرة عينا التى كانت في الجبل ؟
هل لها وجود في الحجاز؟
أين اليم الذى عام فيه تابوت موسى(ص)؟ واليم الذى غرق فيه فرعون وقومه
هل له ذكر في الحجاز؟
أين صرح أو أوتاد فرعون في الحجاز الحالى ؟
لا وجود لها
وتحدثت عن أن مكان الكل كان الأحقاف في جنوب الحجاز فقالت :
*" طيب أين كانت تلك البلدة ؟
* كانت فى الأحقاف
* ما الدليل على ذلك ؟
الدليل فى قوله تعالى
* وَٱذۡكُرۡ أَخَا عَادٍ إِذۡ أَنذَرَ قَوۡمَهُۥ بِٱلۡأَحۡقَافِ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦٓ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ (21) الأحقاف
* طيب أين هى الأحقاف ؟
* الأحقاف جغرافيا وواقعا هى جنوب الحجاز ، أى جنوب المملكة
* ولكن القرآن على لسان فرعون قال أليس لى ملك مصر وهذه (( الأنهار )) تجرى من تحتى أفلا تبصرون
* فهل فى الأحقاف أنهار ؟
* أجل وبحسب القرآن فإن بها أودية تمتلأ بمياه المطر وتشكل أنهارا موسمية تفيض أحيانا وتجف أحيانا أخرى وذلك يفسر السبع سنين الرخاء والسبع العجاف والعام الذى فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فى عهد يوسف
ويفسر كذلك أخذهم بالسنين ونقص من الثمرات ، وكذلك الفيضان فى الآيات التسع فى عهد موسى "
هنا تقول زهرة أن الأحقاف ليست في الحجاز وإنما في جنوب الحجاز وهو ما يناقض قولها في أوائل المقال أنها في الحجاز وهو :
"أو تكون تلك إشارة إلى أن ذلك الحدث أو الخبر أو القصص محل الحديث كان قد حدث فى الماضى فى ارض بلاد الرسول ، أرض الحجاز بالكامل أو أرض المملكة الآن"
والأغرب أنها تجعل الوادى نهرا بينما الوادى هو أرض جافة أو بها زرع كما قال تعالى :
" بواد غير ذى زرع "
ولم تسأل نفسها وأين جبل الميقات المتهدم ؟
ولم تسأل أين جبلى الطور ؟
وتمضى زهرة فى براهينها التى ليس فيها برهان حيث تقول :
" طيب هل من دليل من القرآن على ذلك ؟
* بالطبع الآية التى تليها فى السياق فى سورة الأحقاف
* فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ (( أَوۡدِيَتِهِمۡ )) قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ (( مُّمۡطِرُنَاۚ )) بَلۡ هُومَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ (25) الأحقاف
* طيب ما الدليل القطعى كذلك على أن تلك القرى جميعها والتى أخبرنا القرآن بقصصها كانت فى بلاد الرسول فيما حول مكة ؟
* الدليل فى الآيات التالية على تلك الآية مباشرة حيث يقول الله تعالى
* وَلَقَدۡ (( مَكَّنَّٰهُمۡ )) (( فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمۡ فِيهِ )) وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ سَمۡعٗا وَأَبۡصَٰرٗا وَأَفۡـِٔدَةٗ فَمَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُمۡ سَمۡعُهُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُهُمۡ وَلَآ أَفۡـِٔدَتُهُم مِّن شَيۡءٍ إِذۡ كَانُواْ يَجۡحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ (26)
* إذا الله مكنهم فيما مكن فيه الرسول وأهل مكة ، أى نفس الارض والبلاد وهى مكة وما حولها
* نكمل
* وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا (( مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ )) وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ (27) فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ (28) الأحقاف
* هل من وضوح وتصريح أكثر من ذلك !!
أى أن تلك القرى التى أهلكها الله هى قرى حول قرية الرسول وقومه ، أى حول مكة
وليس فى اليمن وليس فى مصر وادى النيل وليس فى السودان ولا جيبوتى ولا أثيوبيا وإريتريا وكل تلك الخرافات والأباطيل البعيدة كل البعد عن أنباء القرءان "
والتمكين في الأرض التى تقول به زهرة كان لكل الأقوام في كل نواحى الأرض كما قال تعالى:
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ "
فكل الأقوام تمكنوا من الأرض ولذا من يسير في الأرض سيجد في كل البلاد آثارهم التى يجب أن يتعظ بها البشر كما قال تعالى :
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"
وما قالته يخالف بعث الله لكل قوم رسول فى الأرض فلو كانوا كلهم فى نفس المنطقة ما قال تعالى :
" ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا "
وتكمل زهرة كلامها فتقول :
*" يقول تعالى
﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾[ القصص: 48]
* والمعنى
يقول الله مخاطبا الرسول عن أهل الكتاب وكفار مكة بقوله
فلما جاء محمد هؤلاء القوم نذيرًا لهم، قالوا: هلا أوتي هذا الذي أُرسل إلينا مثل ما أوتي موسى من معجزات حسية، وكتابٍ نزل جملة واحدة! قل -أيها الرسول- لهم: أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل؟ قالوا: في التوراة والقرآن سحران تعاونا في سحرهما، وقالوا: نحن بكل منهما كافرون
* إذا يقرن القرآن دائما بين الرسول وبين موسى عليهما السلام ،
ويوجه هنا خطابا لقوم الرسول بإعتبارهم هم أنفسهم الذين كذبوا موسى من قبل
* وذلك يعنى أن كفار مكة هم أنفسهم من نسل الفئة من بنى إسرائيل التى كفرت حينها بالذى أنزل على موسى
وأن يهود مكة والمدينة هم أنفسهم بنو إسرائيل ، وآباءهم وأجدادهم هم الذين كانوا على عهد موسى وفى نفس المكان وهو أرض جزيرة العرب ، أرض بلاد الرسول "
وهذا كلام لا يعقل لأن نسل بنى إسرائيل ككل الأقوام انقطع بموت كفارهم كما قال تعالى في كل الأمم :
"حتى إذ استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين"
وقال :
"وكأين من قرية هى أشد قوة من قريتك التى أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم"
فقوم محمد(ص) ليسوا قوم موسى(ص) فموسى(ص) عاش معظم حياته في مصر ومدين بينما محمد (ص) مكى كما قال تعالى :
" لتنذر أم القرى ومن حولها "
وقال :
"هو الذى بعث في الأميين رسولا "
والأميين هم أهل أم القرى
ولو كان أولئك هم هؤلاء فلماذا تحدثوا عن الأمم السابقة اليهود والنصارى واعتبروا أنهم سيكونون افضل منهم أى أهدى وهو قوله تعالى :
"أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم"
وقالت زهرة :
* ﴿ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾
[ النساء: 153]
* إذا من سألوا الرسول هم أنفسهم ذرية بنى إسرائيل الذين سألوا موسى أكثر من ذلك ، بمعنى إنهم وموسى كانوا فى نفس البلاد ، وأن جزيرة العرب (( بلاد المملكة )) كانت هى مسرح كل أحداث موسى مع بنى إسرائيل حتى وصلوا للمحطة الفاصلة بينهم وبين موسى وهارون وهى محطة التيه بعد رفضهم دخول الارض المقدسة لدى المسلمين جميعا وهى (( ارض مكة )) وليست فلسطين كما يعتقد الناس ذلك "
الآية التى تتحدث عنها زهرة واضحة في أن أهل الكتاب طلبوا من النبى الأخير (ص) بينما قسم الله الناس لأهل الكتاب والمشركين وهو ما يعنى أن أهل الكتاب ليسوا كلهم أهل مكة فقال :
"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم"
وقالت عن البحر او اليم :
*" يبقى سؤال أخير
ما هو البحر الذى شقه الله لموسى وهل هو بحر أم نهر ؟
* ما يستدل من معهود ألفاظ القرءان أنه بحر
ووقتها هناك إحتمال من إثنين
* إما أنها بحيرة من البحيرات الممتدة على ساحل البحر الأحمر غرب الأحقاف وبذلك يكون فى الإمكان قطعها وتجاوزها
* أو أن شق البحر كان فى البحر الأحمر ذاته ولكن بالطبع ليس بشكل خط مستقيم قاطع للبحر الأحمر متجها من السعودية إلى مصر ، ولكن كان الشق بشكل نصف دائرة تبدأ من الساحل من نقطة فى الجنوب غرب الأحقاف عند جازان ، وتنتهى فى منطقة ما فى الشمال عند أبها مثلا !!
* فالهدف من شق البحر هو الوصول إلى إغراق فرعون وجنوده ، بمعنى أنه مجرد فخ لهم ، وليس الهدف هو فرار موسى وقومه إلى بلاد أخرى بعيدة
هم عبروا من قرية إلى قرية أخرى فى نفس الارض ونفس البلاد
* وعندما يشق البحر ويكون كل فرق كالطود العظيم ، وقتها لن يرى ولن يدرك فرعون وجنوده أن موسى وقومه عبروا بشكل دائرى (( نصف دائرة ووصلوا لنفس الساحل شمالا "
لأن الطود العظيم على يمينهم سيحجب عنهم الرؤيا تماما ولن يدركوا أن موسى وقومه ذهبوا إلى نفس الأرض والساحل ولكن شمالا
* ووقتها وبعد أن جاوز الله بهم البحر مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم "
ويظل الكلام عن البحر أو اليم معضلة تواجه زهرة فهى ليست متأكدة مما تقول فهى تقول أنه بحيرة والبحيرة لا تسمى بحرا أو شق في البحر الأحمر ذاته وهذا التخيير معناه أنها لا تعرف ما تقوله حقا فهى تقدم فروض أولها وهو البحيرة لا وجود لها في الحجاز حاليا وشق البحر المزعوم أين هو كلام بلا تحديد فالشقوق إن افترضنا وجودها فهى خليج العقبة وهو ليس جزء من الحجاز وإنما من الشام
ولو سرنا خلف الآيات فالبحر الأحمر والحجاز غربا بينما الآية "فاتبعوهم مشرقين " إن اعتبرنا الشرق هنا مكانا فهذا معناه أن البحر كان هو الخليج العربى وهو ما يبعدنا عن الحجاز
وأما قولها :
*" وعبادة الأصنام والآلهة المتفرقة والدراهم المعدودة وكل تلك الأمور كانت فى جزيرة العرب وليست فى بلاد نهر النيل "
وهو كلام بعيد عن الحقيقة فماذا يسمى الصنم ابو الهول مثلا وماذا عن آلاف التماثيل في الوادى؟
وقالت :
"* إذا الخلاصة
* مصر القرآن ليست هى جمهورية مصر العربية ، وليست هى معين مصرن فى اليمن وليست فى أثيوبيا أو إريتريا أو السودان والنوبة
وإنما هى فى بلاد الرسول جنوب الحجاز (( جنوب المملكة ))
وهى عدة مدن صغيرة مجتمعة (( مدائن )) (( فابعث فى المدائن حاشرين )) وتلك المدائن مجتمعة تسمى مصر حتى الآن فى المملكة "
هذا الكلام عن كون المدائن تسمى مصر يخالف كلام أهل مصر فلو كانت المدائن هى نفسها مصر ما قالوا " أرسل في المدائن حاشرين"فهنا المدائن هى القرى التى حول مدينة مصر
الغريب أن إيران التى لم يذكرها أحد فيها بلدة تسمى المدائن وفيها مدائن لوط(ص)
ثم قالت :
*" لاحظ قوله تعالى
* ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
[ البقرة: 126]
* ﴿ لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾
[ الفتح: 27]
* ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾[ سورة يوسف: 99]
* فدعاء إبراهيم (ص)رب إجعل هذا بلدا آمنا
جاءت (( بلدا )) منكرة عامة مطلقة
ولم يقل هذا البلد آمنا
وذلك يعنى أن هذا الدعاء يشمل جزيرة العرب بالكامل
(( أم القرى ومن حولها )) وليس خاصا بمكة فقط
* إذا إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين
هى من مشتملات تطبيق وتحقق دعوة إبراهيم جد يعقوب وأبناءه بان يجعل مكة وماحولها بلدا آمنا "
السؤال لزهرة هل يوجد ذكر لجزيرة العرب في القرآن الذى جعلتيه المعيار الأول والأخير في كلامك؟
هل يوجد اسم الحجاز في كتاب الله ؟
قطعا لا وجود لتلك الكلمات في كتاب الله
وأما كلامك عن كون البلد منكرة لأن المقصود بها كل البلاد فيكذبه تسمية مكة البلد الأمين في القرآن ويكذبه أيضا اسم الإشارة للبلد في الآية ويكذبه وجود البيت فيه وهو :
"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا أمنا وارزق أهله من الثمرات" فهل في الحجاز أو الجزيرة المزعومة بيوت متعددة لله حتى يمكن أن ننكر أن المقصود بالبلد مكة ؟
وهل نكذب أن الله قال أن البيت في بكة وهى مكة وأن من دخله يكون آمنا في قوله :
" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا"
كلمة حق :
أنتقد هذا البحث لكونه يقوم على أساس خاطىء وهو أن مكان كل الرسل (ص) المذكورين واحد ولكن ما أومن به حقا هو أن هؤلاء الرسل (ص) كانوا يعيشون في مناطق مختلفة من منطقة كبيرة محورها دوما مكة لارتباطها بالحج وهو أمر واجب على المسلمين في كل العصور ومن ثم لا يمكن إنكار أن كل الرسل المذكورين في القرآن والذين لم يذكروا كلهم عاشوا في مكة فترة زمنية طويلة أو قصيرة لأنها مركز الدولة المسلمة في كل العصور
ويشتم من البحث رائحة ليست زكية وهى أنه يبدو من البحوث التمهيدية لعلاقة قادمة بين المملكة وإسرائيل أو تمهيد لدولة إسرائيل الكبرى والتى تحتل مكة الحالية باعتبار بنى اسرائيل عاشوا فيها

 

الأحد، 29 يونيو 2025

الزرْع فى الإسلام

الزرْع فى الإسلام
الزرع فى القرآن :
حق الزرع وبقية النبات:
بين الله للمؤمنين أنه هو الذى أنشأ أى خلق كل من الجنات المعروشات والمراد الحدائق المسكونات وهى التى ينظمها أى يزرعها الإنسان والجنات غير المعروشات وهى الحدائق غير المسكونات وهى الغابات ،والنخل والزرع والزيتون والرمان التى منها المتشابه أى المتماثل فى صنف المحصول وغير المتشابه وهو غير المتماثل فى صنف المحصول لوجود عدة أصناف فى النوع الواحد وكل هذه المخلوقات مختلف أكله والمراد متنوع طعمه ويطلب الله منا أن نأكل من ثمره إذا أثمر والمراد أن نطعم من ثمار أى منافع النباتات إذا نضجت وهذا يعنى حرمة الأكل من النبات قبل نضجه ويطلب منا أن نؤتى حقه يوم حصاده والمراد أن نعطى زكاة النبات يوم جمع المحصول.
وفى هذا قال تعالى :
"وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده "
الحفاظ على الزرع بتركه في سنبله:
وفى هذا قال تعالى :
"قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون "
بين الله لنبيه(ص)أن يوسف (ص)بين للرجل أنهم يزرعون سبع سنين دأبا والمراد يفلحون الأرض سبع سنوات متتابعات وهذا يعنى أن السبع بقرات والسبع سنبلات الخضر هى رمز لسبع سنوات خصب ،كما بين لهم حل المشكلة وهو أن ما يحصدوه أى ما يجمعوه من المحاصيل عليهم أن يذروه فى سنبله والمراد أن يتركوه فى غلافه وهو ورقه المحيط به الذى خلق الله له لحمايته من الآفات ويستثنى من ذلك القليل الذى يأكلون وهو الذى يستخدمون فى طعامهم .
وفى هذا قال تعالى :
"قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون "
للزرع قطع أرض هو فيها وأطعمة مختلفة:
بين الله للناس أن فى الأرض قطع متجاورات والمراد أن فى اليابس تضاريس متلاصقة وفيها جنات أى حدائق من الأعناب والزرع وهو المحاصيل الحقلية والنخيل الصنوان وهو النخل المتشابه ومنه النخيل غير الصنوان أى غير المتشابه وهو المختلف وهذا يعنى النخل ذو الصنف الواحد والنخل ذو الأصناف المختلفة وكلاهما يسقى بماء واحد والمراد يروى بماء واحد المكونات ومع هذا يحدث التالى أن يفضل الناس فى الأكل بعضها على بعض والمراد أن يميز الناس عند الطعام بعض الأصناف على بعض فيحب بعضا ويكره بعضا وهذا يعنى أن المزروعات طعمها يختلف من نوع لأخر ومن ثم يختلف الناس فيما يفضلون من الأطعمة وفيما سبق ذكره آيات أى براهين تدل على وجوب طاعة حكم الله وحده وهى لقوم يعقلون أى يفكرون أى يطيعون حكم الله والخطاب حتى ماء واحد للناس وهو جزء من آية حذف بعضها وما بعده هو جزء من آية أخرى لأنه يحكى قول الناس عن تفضيل بعضهم لبعض الأكلات على بعض
وفى هذا قال تعالى :
"وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضهما على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون "
وادى الكعبة لا يزرع :
بين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله .
وفى هذا قال تعالى :
"ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
الزرع ينبت بالماء:
بين الله للناس أنه ينبت أى يخرج بالماء لكم التالى :الزرع وهو المحاصيل ،والزيتون ،والنخيل وهو النخل،الأعناب ،ومن كل الثمرات وهى أنواع النبات كلها وفى إخراج هذه النباتات آية والمراد برهان على أن الله واحد يستحق العبادة وحده لقوم يتفكرون أى "لقوم يذكرون "كما قال بسورة النحل وهم من يفهمون .
وفى هذا قال تعالى :
"ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
الزرع في الجنات :
طلب الله من رسوله(ص)أن يضرب للناس مثلا والمراد أن يقص على الناس قصة رجلين جعل أى أعطى الله أحدهما جنتين أى حديقتين نباتهما الرئيسى هو الأعناب وقد حفهما بنخل والمراد وقد جعل حول الحديقتين سور من أشجار النخيل لحمايتهم وجعل بين شجر العنب وأشجار النخيل زرع وهذا يعنى أن الحديقتين تنتجان ثلاث محاصيل العنب والنخل والزرع .
وفى هذا قال تعالى :
" واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا "
الزرع طعام للناس والأنعام :
سأل الله :أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز والمراد هل لم يعرفوا أنا ننزل المطر على الأرض الميتة فنخرج به زرعا والمراد فننبت به نباتا تأكل والمراد تطعم منه أنعامهم وهى حيواناتهم وأنفسهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا أن الله هو الذى يعيد الحياة للأرض الميتة بالماء ويسأل أفلا يبصرون أى "أفلا يسمعون "كما قال بنفس السورة والمراد أنهم لا يؤمنون بحكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون "
مراحل وجود الزرع:
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس مصداق لقوله بسورة المؤمنون"وأنزلنا من السماء ماء فأسكناه فى الأرض "وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ويبين أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول مصداق لقوله بسورة آل عمران"إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار"
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب "
وبين الله للناس أن محمد(ص)رسول أى مبعوث الله لإبلاغ الوحى للناس والذين معه وهم المؤمنين برسالته أشداء على الكفار أى غليظين فى معاملة المكذبين لحكم الله أى "أعزة على الكافرين "كما قال بسورة المائدة رحماء بينهم أى أذلاء لبعضهم البعض كما قال بسورة المائدة"أذلة على المؤمنين"والمراد خدم لبعضهم البعض،ويبين للإنسان أنه يراهم ركعا سجدا أى يعلمهم مطيعين متبعين لحكم الله يبتغون فضلا من الله والمراد يريدون رحمة من الرب فسرها بأنها رضوان أى ثواب أى الجنة سيماهم فى وجوههم من أثر السجود والمراد أفراحهم وهى نضرة النعيم ظاهرة على نفوسهم من نتيجة الطاعة لحكم الله مصداق لقوله بسورة المطففين "تعرف فى وجوههم نضرة النعيم"وذلك وهو ما سبق ذكره مثلهم فى التوراة أى وصفهم فى التوراة المنزلة على موسى (ص) وهذا يعنى أن الله قال فى التوراة عن محمد (ص)ومن معه "ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود"وأما مثلهم وهو وصفهم فى الإنجيل وهو الكتاب المنزل على عيسى (ص)فهو أنهم كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه والمراد يشبهون نبات أطلع ثمره فقواه والمراد أمده بالغذاء فاستقوى أى أصبح ناضجا أى فاستقر على جذوره وهذا يعنى أن المسلمين أخرجوا الأعمال الصالحة فأمدهم الله بالقوة حتى تكثر الأعمال الصالحة حتى أصبحت الأعمال الصالحة هى قوة المسلمين ويبين أن هذا النبات يعجب الزراع والمراد أن هذا النبات يرضى الخالق له حتى يغيظ بهم الكفار والمراد حتى يهزم بهم المكذبين للدين
وفى هذا قال تعالى :
"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار "
الله هو الزارع :
سأل الله الناس أفرأيتم ما تحرثون والمراد أعرفتم الذى تضعون فى التراب أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون والمراد هل تنبتونه أم نحن المنبتون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن ما يضعونه فى التراب من بذور وأنوية للنباتات لا يقدرون على إنباته أى خلقه وإخراجه والله وحده هو المنبت المخرج له ،لو نشاء لجعلناه حطاما والمراد لو نريد لجعلنا النبات مدمرا فظلتم تفكهون والمراد فاستمررتم تقولون بعد تدميره :إنا لمغرمون أى لمثقلون أى لمتعبون بل نحن ممنوعون والمراد إنما نحن جائعون
وفى هذا قال تعالى :
"أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون"
ترك الكفار نعم الله ومنها الزرع:
بين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)قال للقوم :أتتركون ما ها هنا آمنين والمراد هل تذرون الذى هاهنا وهو بيوتكم فيها آمنين أى مطمئنين فى جنات أى حدائق وعيون أى أنهار وزروع أى ومحاصيل وفيرة ونخل طلعها هضيم أى ونخيل ثمره طيب وتبنون من الجبال بيوتا فارهين والمراد وتقيمون من صخر الرواسى مساكنا آمنين مصداق لقوله بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين "وهذا يعنى أنهم تركوا بيوتهم العادية بما فيها من منافع وجلبوا من حجارة الجبال حجارة ليبنوا بها بيوتا أخرى والسبب أن هذه البيوت ستجعلهم آمنين من عذاب الله من وجهة نظرهم ولذا يحذرهم صالح (ص)من هذا البناء
وفى هذا قال تعالى :
"أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين "
سأل الله كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين والمراد كم خلفوا بعدهم من حدائق وأنهار ونباتات وبيت عظيم أى متاع كانوا به فرحين ؟والغرض من السؤال هو إخبار أن القوم تركوا كل هذه النعم الإلهية بسبب كفرهم ،كذلك أى بتلك الطريقة وهى هلاكهم أورثها قوما أخرين والمراد ملكها لناس أخرين من بعدهم فما بكت عليهم والمراد فما حزنت السماء والأرض على قوم فرعون وما كانوا منظرين والمراد وما كانوا مرحومين أى منتصرين مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين"
وفى هذا قال تعالى :
"كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما أخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين "
الزرع في الفقه :
الزرع طبقا لآيات القرآن هو النبات الذى يقوم الإنسان بنثر بذوره في الأرض أو وضعها تحت التراب لتنتج محاصيل أرضية وهو ما يسمونه في الزراعة الحالية المحاصيل الحقلية
وقد تحدثوا عن التالى فيه :
إحْياء الْموات:
اتفقوا على أن الأرض الميتة سبيل جعلها حية بذر البذور وهو الزرع فيها أو غرس الشجر فيها وسقيهم
زكاة الزّروع:
الصدقات وهى الزكاة واجبة فى الزرع فى كل يوم حصاد شرط أن تغطى الثمار الناتجة منه كلفة الزرع وكلفة ضروريات أسرة الفلاح طوال موسم الزرع
بيْع الزّروع:
فرق الفقهاء فى بيع الزرع بين بيعين :
الأول بيع الزرع وهو المحصول وحده جملة أو تجزئة
الثانى بيع الزرع والأرض التى هو فيها معا
وكلاهما عند الفقهاء مباح
بيْع الْمحاقلة:
المحاقلة عند الفقهاء بيع القمح فى سنبله بقمح مثله دون مراعاة للكيل أو الوزن حيث تباع جزافا أى دون معرفة حقيقية للمقدار وهو نوع من البيوع المحرمة لأنه يظلم طرف من الأطراف
بيْع ما يكْمن في الأْرْض:
المراد بيع الزروع التى فى باطن الأرض ولا تظهر إلا بحرث الأرض كالبطاطا والبصل والثوم
وقد جرم البعض منهم هذا البيع وهو الصحيح والبعض الأخر أباحه رغم أن بيع لما فى علم الغيب فلا أحد يدرى كمية الثمار فى داخل وهو باطن الأرض
إتْلاف الزّرْع:
اختلف القوم فى المسألة بين الاتلاف نهارا والاتلاف ليلا ففى الليل يضمن صاحب الحيوانات ثمن الزرع وفى النهار لا يضمن لأن على صاحب الزرع حماية زرعه
والحق أن فى كل الأحوال صاحب الحيوانات وهى الدواب يجب أن يصلح ما أتلفته دوابه لأن من المحال أن يحمى صاحب الزرع جوانبه الأربعة خاصة عندما تكون الأرض واسعة فيأخذ وقتا للجرى نحو الدواب لطردها ففى تلك الدقيقة أو الدقيقتين يمكن لقطيع الدواب اتلاف عدة قراريط
وقصة الحرث والغنم ليس فيها أى توقيت لا ليل ولا نهار ومن ثم وجب اصلاح التالف فى كل الأحوال

 

السبت، 28 يونيو 2025

النبهرجة في الإسلام

النبهرجة في الإسلام
النبهرجة لفظ فيما يبدو أنه ما نطلق عليه :
البهرجة
وهو لفظ يعنى اللمعان والبريق الخادع وفى كتب اللغة نجد أن اللفظ معرب وأصله فيما يبدو فارسى
ويطلق على :
الدراهم المزيفة أو قل مال نسميه حاليا :
تزييف الفلووس أو النقود
والتزييف القديم كان يعتمد على وضع معادن مكان معادن مع طليها بمادة لها لمعان مثل لمعان الذهب والفضة
وأما التزييف الحالى فيعتمد على التزييف الورقى حيث تتم طباعة العملات على ورق وألوان تكاد تشابه ما تتم طباعته في دار سك النقود أو فيما يسمونه :
المصرف المركزى
وقد عرفه الفقهاء بالتالى :
النقود التى تسك في غير دار سك نقود الدولة
وقد قسموا النقود إلى نوعين :
الأول :
الجياد وهى الدراهم والدنانير الأصلية وتكون من المعادن الأصلية بنسب محددة وهى :
الفضة والذهب
وهى النقود التى يستعملها أفراد الدولة فيما بينهم في معاملاتهم المالية وبالقطع التاريخ الذى نعرفه حاليا هو تاريخ مزور لأنه يقول :
ان المسلمين ظلوا يتعاملون بدنانير ودراهم الدول الأخرى كالفرس والروم مدة طويلة إلى أن جاء أحدهم وهو عبد الملك بن مروان وأنشأ دار لسك نقود الدولة ألأموية وليس الإسلامية
الثانى :
الزيوف وهى :
النقود غير الأصلية مثل :
النبهرجة وهى نقود المادة الأصلية فيها قليلة بالاضافة إإلى مواد أخرى قريبة لها في اللون واللمعة
الستوقة وهى :
دراهم صفر مموهة بالفضة نحاسها أكثر من فضتها.
وفى تعريف أخر :
ما غلب عليه غشه من الدراهم
وكان هذا التزييف للمعادن يبقى لها قيمة ما مالية هى قيمة المعادن وأما التزييف الحالى فلا يبقى أى قيمة للعملة الورقية التى ثبت زيفها
وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل في النبهرجة منها :
التعامل بالنبهرجة:
فرق الفقهاء بين النقود المزيفة فقسموها إلى نوعين :
الأول :
ما غلب معدن الفضة على المعدن المزيف في المقدار وقد اعتبروها كالفلوس الأصلية تستعمل دون أدنى اعتبار لما فيها من تقليل نسبة الفضة عن الحد المعروف
وقد أوجبوا الزكاة في هذا النوع من الدراهم ومن المؤكد أنهم قالوا نفس الكلام في الدنانير الذهبية
الثانى :
ما غلب المعدن الأخر على الفضة فيه فذهبوا إلى جواز استعمالها في المعاملات طالما عرفت نسبة الفضة فيها ما دام الناس يستعملونها في التجارة
وقد أوجبوا الزكاة فيها بنسب الفضة فبدلا من أن تكون في عدد مائتى درهم تكون مثلا في ثلاثمائة أو أربعمائة أو أكثر بحيث تجمع الفضة في العدد وترد إلى رقم المائتى درهم الأصلية
وحكم الله في تلك النقود :
أنها نقود باطلة إلا أن تعرف نسبة الفضة بالضبط فيها وتستعمل كأجزاء من الدرهم بنسب الفضة فيها
والأفضل هو:
جمع تلك النقود لاعادة سكها في دار سك النقود حرصا على عدم أكل أموال الناس بالباطل
وفى هذا قال تعالى :
" ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "
ويستوى في ذلك الدراهم الفضية والدنانير الذهبية أو حتى المعادن الغالية كالماس أو الماس الذى وحدته حاليا القيراط
ويجب على مؤسسات المجتمع معرفة مصادر إنتاج النقود المزيفة أيا كان نوعها للقضاء على هذا المصادر والقبض على من قام بعملها ويخاكم بكونهمفسد في الأرض لأنه يرتكب جرائم متعددة :
جريمة سرقة أموال الناس
جريمة خداع الناس
جريمة تهديد اقتصاد المجتمع
جريمة سك عملة بدون أن يكون له حق في ذلك
وهؤلاء عقوباتهم:
القتل إما القتل المعروف في المجتمع كالشنق أو اطلاق النار أو تقطيع أطرافه وتعليقه على المصلبة أو الصليب أو نفيه من الأرض وهو اغراقه في الماء ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم فلا يقدم أحد على ارتكاب مثل تلك الجريمة
وفى هذا قال تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
بيع المزيف بالجيد:
هذه المسألة كان رأى الفقهاء فيها هو :
حرمة بيع النبهرج بالجيد والعكس طالما أن النبهرج مجهول الكن في كل درهم أو دينار
وأباحوا هذا البيع إذا عرفت مقدار المادة الأصلية في النبهرج حتى يجمع ويوضع في مقابل مثله من الجياد
والحقيقة :
أنه لا يمكن معرفة مقدار المعدن الأصلى الذهب أو الفضة إلا عن طريق عملية الاسالة أو الحل وأما معرفة المقدار في واحدة فقط والقياس عليها فلا يمكن أن يعد ذلك معرفة لمقدار المعدن في تلك النقود خاصة أن المزيفيين يكونون على عجلة من أمرهم فلا يضعون وزنا محددا للتزييف وإنما نتيجة الخوف يضعون أى مقدار يغطى الجريمة أمام الناس العاديين
وعليه يجب القضاء على تزييف النقود أو غيرها من خلال تطبيق حكم الافساد في الأرض وهى الحرابة على المزيفيين

 

الجمعة، 27 يونيو 2025

اللوْنٌ فى الإسلام

اللوْنٌ فى الإسلام
الألوان فى القرآن:
الألوان :
مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله تعالى:
"فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "
وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها "
والأخضر بقوله تعالى:
"الشجر الأخضر "
والأبيض والأحمر والأسود بقوله تعالى:
"ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".
بقرة صفراء فاقع لونها:
وضح الله أن بنى إسرائيل قالوا لموسى(ص) اطلب لنا من إلهك يظهر لنا ما دهانها قال إنها بقرة صفراء فاتح جلدها تفرح الرائين ،وهذا يعنى أنهم لم يقتنعوا بذبح أى بقرة حيث لم يحدد الله أى شىء فيها ومن ثم طلبوا منه أن يوضح لهم لونها أى جلدها أى دهانها فأجاب موسى (ص)أن البقرة المطلوبة هى بقرة لونها أى جلدها أى دهانها أصفر يسر الناظرين أى يفرح من يشاهدها وفى هذا قال تعالى :
" قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"
وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه:
وضح الله للناس أنه ذرأ والمراد خلق لهم فى الأرض من المخلوقات مختلفا ألوانه أى متنوعا دهانات جلوده وهذا يعنى أن كل مخلوقات الأرض مخلوقة لمنفعة الناس وفى ذلك آية وهى المخلوقات لقوم يذكرون أى برهان لناس يفهمون فيتبعون الوحى وفى هذا قال تعالى :
"وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون "
يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه:
وضح الله أنه طلب من النحل فى الوحى الخاص بها الأكل من كل الثمرات والمراد استخدام كل ثمار النباتات كطعام وهذا يعنى أن النحل يأكل كل ما نعتبره حلو أو مر أو حامض أو غير ذلك كما طلب منها سلوك سبل الرب الذلل وهو السير فى طرق الله السهلة والمراد طاعة أحكام الله الممهدة التى ليس بها صعوبة والله يخرج من بطون النحل والمراد يطلع من أجواف النحل شراب أى سائل مختلف ألوانه أى متنوع ألوانه وهى مرئياته وهذا يعنى تعدد الأشكال الدهانية للعسل الذى فيه شفاء للناس وهم البشر وفيما سبق ذكره عن النحل آية أى برهان يدل على قدرة الله لقوم يتفكرون أى لناس يفهمون فيطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى :
"ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
واختلاف ألسنتكم وألوانكم:
وضح الله للناس أن من آياته وهى علاماته الدالة على قدرته خلق وهو إنشاء السموات والأرض واختلاف وهو تعدد ألسنتكم وهى لغات الناس وألوانهم وهى طلاءات جلودهم الإلهية وفى خلق الكون وتعدد ألسنة الناس وألوانهم آيات أى براهين للعالمين وهم العارفين أى أصحاب النهى وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين "
فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها
سأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها والمراد فأنبتنا بماء المطر منافع متعدد طلاء جلودها ومن الجبال وهى الرواسى جدد أى قطع بيضاء وحمراء مختلف ألوانها أى متعددة درجات طلاء جلودها وغرابيب سود والمراد وقطع سمراء والقطع هى النباتات الخضراء وخلق من الماء الناس وهم البشر والجن والدواب وهى الحيوانات والأنعام مختلف ألوانه أى متعدد طلاؤها وهو دهان جلودها وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ووضح أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما "
اللون فى الفقه
اللون فى اللغة هيئة من ضمن هيئات الشىء وعند الفقهاء صفة للشىء واللون هو اختلافات فى ظاهر جلد الجسم أو فى باطن الجسم إذا ظهر
وقد تحدث الفقهاء فى مسائل فى اللون منها
أثر تغيّر لوْن الْماء في الطّهارة:
اتفق الفقهاء على أن تغير لون الماء بنجاسة يجعله غير صالح للوضوء والتطهر بناء على حديث :
"الْماء لا ينجّسه شيْءٌ إلاّ ما غلب على ريحه وطعْمه ولوْنه "
ومجرد التغير اللونى قد لا ينجس الماء بسبب ما يضاف للماء من مواد وإنما ما يغير طعمه ورائحته إلى رائحة البول والبراز هو ما يجعله غير طاهر
ورووا حديث :
أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم: توضّأ منْ بئْرٍ كأنّ ماءه نقاعة الْحنّاء "
فهنا تغير اللون فى الحديث ولم يحكم بنجاسة الماء
حكْم إزالة لوْن النّجاسة:
اعتبر الفقهاء الدم نجاسة يجب إزالتها من الماء والدم أساسا ليس نجاسة لأنه لو كان نجاسة لكنا جميعا نجسين لأنه يسير فى عروقنا ومن ثم يجب تصفيته وهو كلام لا يقوله إلا من لا يعقلون ولذا طلبوا غسله وإن بقى أثره طبقا لحديث أبي هريرة أنّ خوْلة بنْت يسارٍ قالتْ: يا رسول اللّه إنّه ليْس لي إلاّ ثوْبٌ واحدٌ وأنا أحيض فيه، قال: إذا طهرْت فاغْسليه ثمّ صلّي فيه قالتْ: فإنْ لمْ يخْرج الدّم؟ قال: يكْفيك غسْل الدّم ولا يضرّك أثره ."
وما ينزل من النساء ليس دما وإنما هو سوائل مختلطة ومن ثم يظهر على بعض الملابس السواد وبعضها الحمار وبعضها الصفار
تلوين الثياب :
التلوين يقصد به صباغة الثياب ولا أدرى من أين جاء الفقهاء بأن بعض الأصباغ نجسة لأنها ليست بولا أو برازا والتلوين مباح وعامة يتم غسل الملابس وجفافها وهو ما يؤدى إلى زوال أى شىء متعلق بها من البول او البراز إن وجدا وهم غير موجودين إلا نادرا
اللون والأسنان والأظافر والشعر والجلد :
تحدث الفقهاء عن تحول اللون نتيجة الضرب من جانب أخر عن سيرته وهى عادته وهى ما نسميه اللون الأصلى كبياض الأسنان إذا تحول لصفار أو سواد أو الشعر الأسود تحول لأبيض أو تحول لون الجلد نتيجة طعام معين او ضرب بشىء معين وقالوا كلاما مختلفا عن دفع الدية أو الأرش أو حكومة عدل
وقد جعلوا هذا التحول عقوبته تلك الأمور والحق هو :
الحكم الأول هو القصاص فمن ضرب وجه أحدهم وتغير سنه بسبب ذلك يجب أولا ضرب المجنى عليه للجانى فإن تنازل عن القصاص فله دية على حسب قدرة الجانى المالية وإلا رضا بعدم القصاص وعدم الدية فى حالة فقر الجانى ويجب على الجانى غير القادر ماليا صوم عدة أيام
وأما فى حالة الطبيخ الذى أكله الرجل وحول لونه ولا أدرى أى طعام هذا الذى يحول لون الجلد من لون للون أخر بعد أكلة واحدة فالأكل ليس جناية حتى يتم العقاب عليه ولا وجود لهذا الطعام المحول للون الجلد
وأما تحويل لون الشعر فهو جريمة ممن غير اللون إن كان حلاقا أو صباغا طاعة لقوله الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
وهذا يدخل ضمن جريمة الإفساد فى الأرض
تلْوين الْغاصب الْمغْصوب بلوْنٍ منْ عنْده:
المراد بالمسألة استعارة ثوب او ما شابه وتلوينه بلون مخالف للونه الأصلى ثم رده لصاحبه وقد اختلف الفقهاء فى الأمر والحق هو :
أن المستعير عليه حل من الحلول التالية :
شراء شىء مماثل لما غير لونه واعطائه للمستعار منه
اعادة صباغة الشىء باللون المماثل للأصلى واعطائه للمستعار منه
دفع ثمن الشىء المستعار لمن استعاره منه
وأما المستعار منه فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو :
التصدق بالمستعار منه على من استعاره
تلوين الحيوانات:
يحرم تغيير ألوان الحيوانات لأنه استجابة لقول الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
ونجد أن من يستعمل ذلك هم السارقون حيث يلونون الحيوانات ليخفونها عن أصحابها ويبيعونها وهو أمر مشهور بين سراق الحمير فى مصر وأيضا المهرجين فى السيرك قد يلونون الحيوانات
أثر اخْتلاف اللّوْن في ضمان الأْجير:
المسألة هى :
ان تتفق مع صباغ للملابس على أن يلون لك الثوب بلون كذا فيخطىء أو يسهو فيلونه بلون أخر وقد اختلف القوم فى المسألة وهى أشبه بمسألة الاستعارة فالحلول واحدة وهى :
شراء شىء مماثل لما بدل لونه واعطائه لصاحبه مع بيع الصباغ له
اعادة صباغة الشىء باللون المطلوب واعطائه للمستعار منه
دفع ثمن الشىء لصاحبه لشترى واحد أخر
وأما صاحب الثوب فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو :
التصدق بالثوب على صاحب محل الصباغة

 

الخميس، 26 يونيو 2025

اللمز في الإسلام

اللمز في الإسلام
اللمز في القرآن :
النهى عن لمز الأنفس:
نادى الله الذين آمنوا :
لا تلمزوا أنفسكم والمراد ألا تنتقصوا من بعضكم البعض أى :
ولا تعيبوا على بعضكم البعض
وفى هذا قال تعالى :
"ولا تلمزوا أنفسكم "
لمز النبى(ص) في الصدقات :
وضح الله لنبيه (ص):
أن من المنافقين من يلمزك فى الصدقات والمراد منهم من يذمه بسبب توزيعه العادل للأموال فإن أعطوا منها والمراد فإن سلموا من الأموال بعضا رضوا أى فرحوا بما سلموا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون والمراد وإن لم يسلموا بعضا من الأموال إذا هم يغضبون أى يثورون
وفى هذا قال تعالى :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
لمز المطوعين من المؤمنين فى الصدقات:
وضح الله أن المنافقين :
هم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم والمراد هم الذين يذمون أى يعيبون على المتبرعين من المصدقين بحكم الله بالأموال للجهاد ويعيبون على الذين لا يلقون سوى عملهم بأنفسهم دون دفع مال لحاجتهم وفسر الله يلمزون بأنهم يسخرون منهم أى يستهزءون أى يضحكون عليهم فلا هم يعجبهم الدافع أو الذى لا يدفع والله سخر منهم أى استهزى بالمنافقين أى عاقبهم وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب مهين
وفى هذا قال تعالى :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم "
الويل لكل همزة لمزة
وضح الله أن الويل وهو العذاب أى العقاب لكل همزة لمزة أى موسوس عياب والمراد :
لكل مزين للسواء مستنقص من غيره
وفى هذا قال تعالى :
"ويل لكل همزة لمزة "
اللمز فى الفقه:
اللمز في اللغة هو :
العيب في الإنسان في الخفاء
ويقال أن أصله هو:
الإشارة بالعين والرأس والشفة مع كلام خفي.
وفى قول أخر اللمز هو:
العيب في الوجه والوقوع في الناس
وفى القرآن نجد أن المعنى هو:
الاستنقاص من عمل الأخر
وفى تفسير به نفس المعنى :
القدح في عمل الفرد الصالح ففى الآيات القرآنية السابقة نجد المنافقين عابوا على النبى(ص) العدل في التوزيع لأنه أعطى الفقراء والمحتاجين ولم يعط الأغنياء في قوله :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
كما نجد أنهم عابوا على المؤمنين التبرع بمال وعابوا على من لم يتبرع إلا بجهده وهو عمله الجسدى في معاونة أو مساعدة الغير وهو قوله :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم"
وهو ما يعنى أن من أعطى عشرة استنقصوه لأنه لم يتبرع بمائة ومن عمل بنفسه عابوا عليه أن لم يدفع
وعليه اللمز هو:
الاستنقاص من العمل الصالح ذما لأصحابه
والغيبة أعم من اللمز لأن اللمز من أقسام الغيبة.
وقد اعتبر الفقهاء اللمز من المحرمات وهو :
كبار الذنوب
ومن براهينهم على قولهم :
"قال قتادة: وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله وكان له ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف فقال قوم: ما أعظم رياءه فأنزل الله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات}
وقال ابن حجر الهيتمي:
" وغاير بين صفتي: تلمزوا، وتنابزوا - {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا} ، لأن الملموز قد لا يقدر في الحال على عيب يلمز به لامزه فيحتاج إلى تتبع أحواله حتى يظفر ببعض عيوبه بخلاف النبز فإن من لقب بما يكره قادر على تلقيب الآخر بنظير ذلك حالا فوقع التفاعل ثم قال: ومعنى:
{بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}
أن من فعل إحدى الثلاثة استحق اسم الفسق وهو غاية النقص بعد أن كان كاملا بالإيمان وضم تعالى إلى هذا الوعيد الشديد في نفس الآية قوله
{ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} للإشارة إلى عظمة إثم كل واحد من تلك الثلاثة، وقال: وقدمت السخرية، لأنها أبلغ الثلاثة في الأذية لاستدعائها تنقيص المرء في حضرته، ثم اللمز لأنه العيب بما في الإنسان، وهذا دون الأول ثم النبز وهذا نداؤه بلقبه وهو دون الثاني إذ لا يلزم مطابقة معناه للقبه فقد يلقب الحسن بالقبيح وعكسه"
وقد فسر القرطبى اللمز بالقتل فقال :
"{ولا تلمزوا أنفسكم} وهذه الآية مثل قوله تعالى:
{ولا تقتلوا أنفسكم}
أي لا يقتل بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة فكأنه بقتل أخيه قاتل نفسه"
وهو معنى بعيد لا يمكن تصديقه لأن ظاهر آيات اللمز هو:
كون اللمز لا يقتل ولكنه عيب في الآخرين
بالطبع يتضح مما سبق :
أن اللمز هو استنقاص عمل الفرد الصالح لغرض ما كإرادة أخذ مال كمن أخذوا كما فى قوله تعالى :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
والمثال الثانى كان الغرض من استنقاص العمل فيه هو:
السخرية وهى :
الاستهزاء بمن ليس لديهم مال أو عندهم قليل
وفى هذا قال تعالى :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم"
وعليه المعنى :
الذم فى عمل الفرد الحسن لغرض ما فى نفس من ذمه

 

الأربعاء، 25 يونيو 2025

الغرق فى الإسلام

الغرق فى الإسلام
الغرق فى القرآن:
غرق
إدراك الغرق فرعون :
وضح الله أنه جاوز ببنى إسرائيل البحر والمراد عبر بأولاد يعقوب (ص)اليم وهو الماء سالمين فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا أى عدوا والمراد فخرج فرعون وعسكره خلفهم ظلما أى رغبة فى قتلهم دون حق حتى إذا أدرك فرعون الغرق والمراد ولما غطى فرعون الماء حتى فمه قال :آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل والمراد صدقت أنه لا رب سوى الذى صدقت به أولاد يعقوب(ص)وأنا من المسلمين أى المطيعين لحكم الله ،وهذا يعنى أنه حقق لموسى (ص) دعوته بهلاكهم وهم كفار وفى هذا قال تعالى:
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "
الموج المغرق :
وضح الله أن ابن نوح قال لنوح(ص)سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء والمراد سأصعد على مرتفع يحمينى من الغرق وهذا يعنى أنه ظن أن ارتفاع الجبل سيحميه من الغرق فى الماء فقال له نوح(ص)لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم والمراد لا مانع اليوم من عقاب الله إلا من نفعه الله وهذا يعنى أنه أخبره أن الله يمنع العذاب عن من آمن ،وهنا وضح أن الموج وهو الماء المرتفع حال بينهما أى حجز بينهما فكان الولد من الغارقين أى الهالكين فى الماء وفى هذا قال تعالى:
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين "
خرق السفينة يعنى غرقها
وضح الله أن موسى والعبد الصالح(ص)انطلقا أى تحركا فى الأرض حتى إذا وصلا لميناء ركبا سفينة أى دخلا فلكا سار فى البحر وعند ذلك خرقها أى خرمها العبد الصالح (ص)فلم يصبر موسى (ص)على هذا الفعل الذى فى ظاهره شر فقال أخرقتها أى أخرمتها لتغرق أهلها أى لتهلك ركابها ،وهذا يعنى أن السبب الذى جعل العبد الصالح(ص)يخرم السفينة هو أنه يريد إغراق ركابها ،وقال لقد جئت شيئا أمرا أى لقد ارتكبت عملا منكرا والمراد لقد ارتكبت جرما سيئا وفى هذا قال تعالى:
"فانطلقا حتى إذا ركبا سفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا "
إغراق الباقين :
وضح الله أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة وفى هذا قال تعالى:
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
إغراق المكذبين :
وضح الله أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله ووصفهم بأنهم كانوا قوما عمين أى ناسا سيئين والمراد كافرين بحكم الله وفى هذا قال تعالى:
"فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين"
إغراق آل فرعون :
وضح الله لبنى إسرائيل أنه أغرق آل فرعون وهم يرونهم وبكلام أخر وأهلكنا قوم فرعون وأنتم تشاهدون هلاكهم وفى هذا قال تعالى:
" وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون"
إغراق قوم فرعون الظالمين :
وضح الله أن الناس فى عهده فعلوا كدأب أى كفعل آل وهم قوم فرعون والذين من قبلهم وهم الأقوام التى سبقتهم زمنيا كذبوا أى كفروا بآيات وهى أحكام الله فكانت النتيجة أن أهلكناهم بذنوبهم أى أن عذبناهم بسيئاتهم أى أخذناهم بكفرهم ومنهم آل وهم قوم فرعون أغرقناهم أى دمرناهم فى الماء وكل كانوا ظالمين والمراد وجميع الأقوام قبل آل فرعون كانوا مكذبين للرسل(ص) وفى هذا قال تعالى:
"كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين "
عاقبة المكذبين الغرق :
وضح الله أن القوم كذبوا نوح(ص) فنجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا والمراد وأهلكنا الذين كفروا بأحكامنا فى الماء وطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف كان عاقبة المنذرين والمراد أن يعلم كيف كان جزاء المبلغين بالوحى الكافرين به وهم المجرمين وفى هذا قال تعالى:
" فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك وجعلناهم خلائف و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين"
إغراق الآخرين :
وضح الله أن قوم فرعون طاردوا بنى إسرائيل مصبحين فأوحينا لموسى (ص)أى فألقينا له :اضرب بعصاك البحر والمراد ضع عصاك على ماء البحر فوضع العصا عليه فانفلق أى فانشق الماء إلى فرقين فكان كل فرق أى جانب كالطود العظيم وهو الجبل الكبير وفى وسطهما طريق ممهد وأزلفنا ثم الآخرين والمراد وأمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون وفى هذا قال تعالى:
"فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين "
من طرق الهلاك الإغراق :
وضح الله أن كل الأقوام الكفار أخذهم الله بذنبهم والمراد أهلكهم الله بسبب كفرهم فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا والمراد ومنهم من بعثنا عليه حجارة أى رجزا من السماء وهم قوم لوط(ص)ومنهم من أخذته الصيحة وهى الرياح الشديدة وهم عاد ومنهم من خسفنا به الأرض والمراد ومنهم من زلزلنا به اليابس وهو قارون ومنهم من أغرقنا أى أهلكنا فى الماء وهو فرعون وهامان وفى هذا قال تعالى:
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا "
إغراق قوم نوح(ص)
وضح الله لنبيه (ص) أنه ترك على نوح(ص)فى الآخرين سلام والمراد أنه ذكر نوح(ص)فى الوحى المعطى للقادمين بعد وفاته بخير والمذكور عليه هو سلام على نوح أى خير لنوح (ص)فى العالمين وهم الناس وهنا وضح أن كذلك وهو نصر الرسول يجزى الله المحسنين أى يثيب الله الشاكرين والسبب إنه من عبادنا المؤمنين أى المصدقين أى المخلصين وأغرق الباقين أى وأهلك الكافرين عن طريق الطوفان وفى هذا قال تعالى :
"سلام على نوح فى العالمين إنا كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الأخرين "
الإغراق فى اليم :
وضح الله أنه انتقم من قوم فرعون والمراد غضب عليهم فأغرقهم فى اليم والمراد أهلكهم فى البحر والسبب أنهم كذبوا بآيات الله والمراد بأنهم كفروا بأحكام الله وفسر هذا بأنهم كانوا عنها غافلين أى كانوا عاصين لأحكام الله وفى هذا قال تعالى:
"فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"
إغراق قوم السوء :
وضح الله أن نوح (ص)قد نادى أى دعا الله من قبل أن ينتصر له من الكفار فاستجاب أى فاستمع الله والمراد فحقق له ما أراد حيث نجاه وأهله من الكرب العظيم والمراد حيث أنقذه وشيعته المؤمنين من الطوفان الكبير وفسر الله هذا بأنه نصره من القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد أنه نجاه من أهل القرية الذين كفروا بأحكامنا وهنا وضح أنهم كانوا قوم سوء أى كافرين أى شعب خصمون فكانت النتيجة أنه أغرقهم جميعا أى أهلكهم كلهم بالطوفان وفى هذا قال تعالى:
"ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين "
آية المغرقين :
وضح الله أن قوم أى شعب نوح(ص)لما كذبوا الرسل والمراد لما كفروا بالآيات التى مع النبى (ص)أغرقهم أى أهلكهم الله بالماء وجعلهم للناس آية والمراد وعينهم للخلق عظة وفى هذا قال تعالى
"وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية "
إغراق قوم فرعون مثل للآخرين :
وضح الله أن فرعون استخف قومه والمراد أضل شعبه فكانت النتيجة أن أطاعوه أى اتبعوا حكمه إنهم كانوا قوما فاسقين أى كانوا شعبا مجرمين فلما أسفونا والمراد فلما أغضبوا الله انتقم منهم أى انتصر عليهم أى أغرقهم أى أهلكهم جميعا فى الماء وجعلهم سلفا أى مثلا أى عبرة أى قصة بها العظة للأخرين وهم الأتين فى المستقبل بعدهم وفى هذا قال تعالى
"فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهما سلفا ومثلا للآخرين "
لا منقذ من غرق الله :
وضح الله أنه إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفى هذا قال تعالى :
"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا "
الريح المغرق :
سأل الله الناس :أم أمنتم أى هل استحلتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى أى أن يرجعكم فى البحر مرة ثانية فيرسل أى فيبعث عليكم قاصفا من الريح أى ضارا من الهواء المتحرك فيغرقكم بما كفرتم أى فيهلككم بما كذبتم ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن استبعادهم أى استحالتهم أن يرجعهم الله للبحر مرة ثانية حتى يغرقهم بسبب كفرهم عن طريق القاصف من الريح هو أمر خاطىء لأن الإنسان عليه ألا يأمن مكر الله فى حالة كفره وفى هذا قال تعالى:
"أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم "
سبب الغرق الخطايا:
وضح الله أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فأسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم وفى هذا قال تعالى بسورة نوح :
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "
النازعات غرقا :
أقسم الله بالنازعات غرقا وهى الشادات شدا والمراد فرق الجيش المفارقات لثباتها وسكونها ،ويقسم بالناشطات نشطا أى المتحركات حركة والمراد فرق الجيش التى تتجهز استعدادا للمسير للعدو ،ويقسم بالسابحات سبحا وهى فرق الجيش السائرات سيرا لحرب العدو ،ويقسم بالسابقات سبقا وهى فرق الجيش المقتربة اقترابا من العدو ،ويقسم بالمدبرات أمرا وهى فرق الجيش المنفذات خطة الحرب وهو يقسم على أن يوم ترجف الراجفة والمراد يوم تتزلزل الأرض تتبعها الرادفة أى تليها التابعة وهى السماء قلوب يومئذ واجفة والمراد نفوس يومذاك خائفة مرتعبة أبصارها خاشعة وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات
"والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة "
عدم المخاطبة فى المغرقين :
وضح الله أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله وطلب منه ألا يخاطبه فى الذين ظلموا والمراد ألا يحدثه فى رحمة الذين كفروا بحكمه والسبب أنهم مغرقون أى هالكون أى معذبون وفى هذا قال تعالى:
"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون"
ووضح الله أنه قال لنوح(ص)لا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له وفى هذا قال تعالى :
" ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "
الجند المغرقون:
وضح الله أن موسى (ص)دعا ربه والمراد نادى خالقه فقال :أن هؤلاء قوم مجرمون أى مفسدون فأنقذنا منهم وانتقم منهم فقال الله له أسر بعبادى ليلا والمراد اخرج من البلد مع خلقى فى الليل إنكم متبعون أى مطاردون وهذا يعنى أن فرعون سيلاحق القوم بجيشه ،واترك البحر رهوا والمراد ودع الماء ساكنا والمراد وهذا يعنى ألا يعيد البحر واحدا بعد تجاوزهم له إنهم جند مغرقون أى إنهم عسكر مهلكون فى الماء وفى هذا قال تعالى:
"فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون "
الغرق فى الفقه:
الغرق هو الرسوب فى الماء وهو السقوط لقاع الماء ثم قذف البحر بعد ذلك بأيام الجثة وهوما نسميه أحيانا طفو الجثة ومن المسائل الفقهية التى تحدثوا عنها :
اعتبار الغرق من أسباب الشهادة:
اعتبر الفقهاء الغريق شهيدا وهوكلام ليس عليه أى دليل من القرآن وقد بنوا حكمهم على روايات مثل :
الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله
وفى رواية مناقضة سبعة والشهيد واحد هو :
المقتول فى سبيل الله
قتال الأعداء بإغراقهم:
أجاز الفقهاء اغراق مقاتلى العدو فى الحرب بالماء سواء كان ذلك باغراق شفنهم أو بفتح وهدم سد أو بوابة تجرفهم أمامها لماء أخر يغرفون فيه
القتل بالإغراق:
أوجب الفقهاء القصاص فى القتل بالاغراق إلا أن يكون القاتل معروف بالسباحة حيث يلقى فى الماء حتى يموت كما مات القتيل
والقاتل السباح يتم ربطه بالحبال ويلقى قى الماء ليغرق كما أغرق القتيل
قطع الصلاة لإنقاذ غريق:
يجب على من وجد من يغرق أو سمعه يستغيث وهو يصلى ترك صلاته والعمل على انقاذه سواء بالنزول للبحر إن كان يجيد السباحة أو رمى حبل أو عوامة أو ما شابه لانقاذه بها
حكم ترك إنقاذ الغريق:
انقاذ الغريق واجب على من سمعه يستغيث ولكن لا يجبل على من لا يجيد السباحة لأنه بدلا من أن يموت واحد سيموت اثنين ومن يحاكم فى ترك الغريق هو:
المعروف عنه أنه يسبح
والحكم عليه باحدى عقوبات القتل الخطأ
إرث الغرقى:
يوزع الإرث الموتى بالغرق معا كالعادى إلا إذا شهد البعض ممن شهدوا غرقهم أن واحد غرق قبل الأخر فساعتها إن كان من ورثته ورث فى الميت أولا وورث الأخرون ما ورثه الغريق الثانى من الغريق الأول وهو أمر نادى الحدوث