الأحد، 11 أبريل 2021

نقد كتاب ذكر أقوال الأئمة في صفة الساق

نقد كتاب ذكر أقوال الأئمة في صفة الساق وترجيح ما ذهب له السلف
الكتاب إعداد أو تأليف عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي وه ويدور حول إثبات الساق لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا والغريب فى أمر القوم هو أنهم يثبتون الأعضاء الجسمية لله ومع هذا يؤمنون أن الله ليس كمثله شىء أى ليس له جسم كالمخلوقات وقد نقل الهرفى قول القمي : قال أهل السنة : الدليل الدال على أنه تعالى منزه عن الجسمية" وهو تناقض فى المنهج والغريب هو تفسيرهم تلك الكلمات بأنها اعضاء مع أنها تستخدم فى لغة الكتب والناس وحتى القرآن بمعانى أخرى ولكنهم يصرون على أن المراد بها أعضاء الجسم وفى المقدمة يذكر الهرفى هذا المنهج الذى لا يتفق مع كتاب الله ويبين انقسام القوم فى الساق فيقول:
"أما بعد : فإن من المعلوم أن اعتقاد أهل السنة أصحاب الحديث في الأسماء والصفات والإثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من غير تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ، ولم يحدث بين السلف خلاف في الصفات إلا ما روي في صفة الساق ، قال شيخ الإسلام ( وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت على أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته إلا مثل قوله تعالى : " يوم يكشف عن ساق " فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة وان الله يكشف عن الشدة في الآخرة وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أب وسعيد في الصحيحين أن النبي (ص) قال : " يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال " يوم يكشف عن ساق " ولم يضفها الله تعالى إلى نفسه ، ولم يقل عن ساقه ، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنها من الصفات إلا بدليل آخر ومثل هذا ليس بتأويل ، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف ) وبعد كلام شيخ الإسلام تبين لنا أن هناك خلافا بين الصحابة في هذه الصفة فما حقيقته وما الراجح فيه ؟ . هذا ما سنتناوله هذا من خلال هذا البحث "
وقد استهل الهرفى الكتاب بنقل أقوال الفقهاء فى تفسير الساق بأنها لا يراد بها العضو الجسمى فقال:
"المطلب الأول :
أنها الشدة والكرب ، روى الفراء في تفسيره قال ( .. عن ابن عباس أنه قرأ " يوم يكشف عن ساق " ) يريد القيامة والساعة لشدتها ، قال أنشدني بعض العرب :
كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر صراح

وروى ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس انه قال ( " يوم يكشف عن ساق " قال ه ويوم كرب و شدة ) .قال الزمخشري " يوم يكشف عن ساق " في معنى يوم يشتد الأمر ويتفاقم ، ولا كشف ثم ولا ساق ، كما تقول للأقطع الشحيح يده مغلولة ولا يد ولا غل وانما هو البخل ، واما من شبه فلضيق عطنه وقلة نظره في علم البيان والذي غره حديث ابن مسعود " يكشف الرحمن عن ساقه فأما المؤمنون فيخرون سجدا واما المنافقون فتكون ظهورهم طبقا كأن فيها سفافيدا ومعناه يشتد أمر الرحمن ويتفاقم هوله وهو الفزع الأكبر يوم القيامة ثم كان من حق الساق أن تصرف على ما ذهب إليه المشبهة لأنها ساق مخصوصة معهودة عنده وهي ساق الرحمن ) وقال القمي ( قال أهل السنة : الدليل الدال على أنه تعالى منزه عن الجسمية وعن صفات الحدوث وسمات الإمكان دل على أن الساق لم يرد بها الجارحة فأولوه أنه عبارة عن شدة الأمر و عظم الخطب ، وقيل يكشف عن ساق جهنم أو ساق العرش أو عن ساق ملك مهيب .. ) وقال الرازي : ( واختيار المشبهة أنه ساق الله تعالى الله .. واعلم أن هذا القول باطل لوجوه :
أن الدلائل دلت على أن كل جسم محدث لأن كل جسم متناه و كل متناه محدث ولأنه جسم فإنه لا ينفك عن الحركة والسكون و كل ما كان كذلك فهو محدث لأن كل جسم ممكن وكل ممكن محدث
أنه لو كان المراد ذلك ـ أي الصفة ـ لكان من حق الساق أن تعرف لأنها ساق مخصوصة معهودة وهي ساق الرحمن أما لم حملناه على الشدة ففائدة التنكير الدلالة على التعظيم) .

وقال ابن الجوزي : ( ذكر أهل التفسير أن الساق في القرآن على وجهين ، أحدهما : العضوالمعروف ومنه قوله تعالى " فطفق مسحا بالسوق والأعناق " ، والآخر : الشدة ومنه قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " و " التفت الساق بالساق " ) وقال القرطبي : ( ….فأما ما روي أن الله يكشف عن ساقه فإنه عز وجل يتعالى عن الأعضاء والتبعيض وان يكشف يتغطى ) وقال النووي : (و فسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة ، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر ولهذا يقولون قامت الحرب على ساق ، وقال القاضي عياض وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم وقيل قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة من الملائكة على خلقة عظيمة لأنه يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقيل أنه كشف عن الخوف وازالة الرعب عنهم ، وقال الخطابي : وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى وانما هذه للامتحان والله أعلم واستدل بعضهم بحديث أبي موسى عن أبيه عن النبي (ص) أنه قال : " يوم يكشف عن ساق يعني نور عظيم يخرون له سجدا ) وقال محمد الغزالي بعد ذكر حديث الساق ( وهذا سياق غامض مضطرب مبهم وجمهور العلماء يرفضه وقد حاول القاضي عياض القول بأن الذي جاء المؤمنين في صورة أنكروها هو احد الملائكة ، وكان ذلك اختبارا من الله لهم ، وهو اخر اختبار يلقاه المؤمنون ، ومحاولة القاضي لا تقدم ولا تؤخر فليست الدار الآخرة دار اختبار ..ثم لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة ؟! وبإذن من ؟! وما جدواها ؟! .. والحديث كله معلول وبعض المرضى بالتجسيم هو الذي يشيع هذه المرويات وان المسلم الحق ليستحي أن ينسب لرسوله هذه الأخبار ) وقال الإسماعيلي عن قوله (ص) " يكشف عن ساق " ـ يريد لفظ مسلم ـ هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة ، لا يظن أن الله ذو جوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء ) وقال الفيروزآبادي "يوم يكشف عن ساق " : (عن الشدة ) "
ثمأورد الهرفى الأقوال والروايات فى كون الساق مراد بها العضو نفسه فقال :
"المطلب الثاني:
وهو قول أهل السنة والجماعة قال ابن القيم : ( ومن حمل الآية على ذلك ـ أي أنها صفة الرحمن قال : قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " مطابق لقوله (ص) " يكشف عن ساقه " وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم أن يقال كشفت الشدة عن القوم ، لا كشفت عنها ، كقوله تعالى " فلما كشفنا عنهم العذاب " العذاب هو المكشوف لا المكشوف عنه وايضا فهناك تحدث شدة لا تزول إلا بدخول الجنة وهنا لا يدعون لسجود وانما يدعون الله أشد ما كانت الشدة وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسير الآية : ( وقيل أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه ، وقيل يكشف عن ساق جهنم ، وقيل ساق العرش وقيل أنه عبارة عن القرب .. وسيأتي في أخر البحث ما هو الحق واذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ..ـ ثم قال بعد ذكر حديث أبي سعيد وقول ابن عباس وقد أغننا الله سبحانه في تفسير الآية بما صح عن النبي (ص) كما عرفت و ذلك لا يستلزم تجسيما ولا تشبيها فليس كمثله شيء
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر ) وسئل الوالد عبدالعزيز ابن باز عن معنى قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " فقال : الرسول (ص) فسرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه وهي العلامة التي بينه تعالى وبين عباده فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه وان كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا اشتدت وهذا معنى معروف لغويا قاله أئمة اللغة ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه وتعالى …) وقال السيوطي في الدر المنثور : ( أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال : قال الرسول (ص) يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه ) وقال محمد الجامي : ( فانطلاقا من هذا الحديث الصحيح الذي يثبت لله ساقا نرى أن الآية من آيات الصفات المفسرة بالسنة لأن الآية جاءت محتملة المعنى حيث جاء الساق مجردا عن الإضافة المخصصة فجاءت السنة مبينة بأن المراد بالساق هو ساق الرحمن فسلك في إثبات الساق مسلك السلف الصالح وهو اثبات بلا تمثيل ولا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل ، فالكلام في صفة الساق كالكلام في صفة اليد والوجه ، واما الخلاف والنزاع الذي جرى بين الصحابة والتابعين فينبغي أن نعتبره منتهيا بعد ثبوت حديث أبي سعيد الخدري الذي نعده تفسيرا للآية المجملة ثم نعده فيصلا في هذه القضية ) وقال عبد الله الغنيمان ( الضمير في قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " يعود إلى الله تعالى ففي ذلك إثبات صفة الساق لله تعالى ويكون هذا الحديث و نحوه تفسير لقوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " وهذا الحديث متفق على صحته وفيه التصريح في أن الله تعالى يكشف عن ساقه وعند ذلك يسجد له المؤمنون ومن تأوله التأويلات المستكرهة فقد استدرك على الرسول (ص) ، ومعلوم أن قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق " ليس نصا في أن الساق صفة لله تعالى ؛ لأنه جاء منكرا غير معرف فيكون قابلا كونه صفة و كونه غير صفة وتعيينه لواحد من ذلك يتوقف على الدليل وقد دل الدليل الصحيح على ذلك فلا يجوز تأوله بعد ذلك ، أما ما جاء عن ابن عباس وغيره أن ذلك الشدة والكرب يوم القيامة فهذا بالنظر إلى لفظ الآية لأنها كما قلنا لم تدل على الصفة بلفظها وانما الدليل هو الحديث المذكور ) وقد جمع الشيخ سليم الهلالي كل المرويات في تفسير هذه الآية من طريق ابن عباس فكانت عشرة روايات لم يصح منها شيء ثم قال : ( ا علم أيها الأخ المحب أن هذا التفسير عن ابن عباس ـ لو صح ـ وقع على مقتضى اللغة وان الساق في اللغة هو الشدة وقد أشار أبو يعلى في كتابه ـ إبطال التأويلات لأخبار الصفات ـ فقال : والذي روي عن ابن عباس والحسن فيحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة وهو ان الساق في اللغة هو الشدة ، ولم يقصد بذلك تفسيره في صفات الله تعالى في موجب الشرع .) قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد : ( الآية فيها إثبات صفة الساق لله سبحانه وتعالى ، كما في حديث أبي سعيد الخدري و خير ما يفسر فيه القرآن بعد القرآن السنة النبوية والحديث صريح في إثبات صفة الساق لله سبحانه وتعالى ) وقال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني بعد تخريج حديث أبي سعيد : ( وجملة القول إن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد ) وقد أورد الإمام ابن مندة أحاديث واثار نذكرها منها : عن أبي سعيد الخدري عن النبي ـ (ص) ـ وقال فيه : " ويكشف عن ساقيه جل وعز " ، و عن ابن مسعود في قوله جل و عز " يوم يكشف عن ساق " قال : عن ساقيه قال أبو عبد الله : هكذا في قراءة ابن مسعود.) "
ثم ذكر قول يجمع بين المعنيين وهو الشدة والعضو فقال:
"المطلب الثالث :
قال أبوبكر الجزائري" أي يوم يعظم فيه الهول ويشتد الكرب ويكشف الرب عن ساقه الكريم التي لا يشبهها شيء عندما يأتي لفصل القضاء "

ثم ناقش الهرفى الأقوال الثلاثة ليخرج لنا بالراى الراجح فقال:
"المطلب الرابع :

وبعد عرض الأقوال نحب أن نجرى مناقشة سريعة لنتبين مع من الحق في هذه المسألة .
أصحاب القول الأول لم يذكروا دليلا واحد خلا ما أشار إليه النووي وقد ذكره ابن كثير نقلا عن ابن جرير و فيه أنه تعالى يكشف عن نور قال الحافظ ابن حجر فيه : ( أخرج أبو يعلى بسند ضعيف عن أبي موسى مرفوعا في قوله " يوم يكشف عن ساق " قال " عن نور عظيم فيخرون له سجدا " وما سوى هذا الدليل اعتراضات أقواها أن الآية لم تدل على ذلك بمفردها وقد سبق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك وقد رد الألباني على اعتراض الإسماعيلي بقوله ( نعم " ليس كمثله شيء " ؛ ولكن لا يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات شيء من التشبيه أصلا وانا وان كنت أرى من حيث الرواية أن لفظ " ساق " أصح من لفظ " ساقه " فإنه لا فرق بينهما عندي من حيث الدراية ؛ لأن سياق الحديث يدل على أن المعنى هوساق الله تبارك وتعالى .) وقال محمد موسى نصر ـ عن كلام الإسماعيلي ـ ( أن مطابقتها ـ أي لفظ الساق ـ للفظ القرآن لا يكفي لترجيحها وتقديمها على رواية البخاري ؛ والقرآن حمال أوجه وكذلك وان صحت كما عند مسلم فلا تنافي بين الروايتين لاتحاد سياقهما وتكون الزيادة في حديث أبي سعيد زيادة ثقة مقبولة ) وقال الألباني: ( ووجدت للحديث شاهدا آخر مرفوعا وهو نص في الخلاف السابق في الساق واسناده قوي فأحب أن أسوقه إلى القراء لعزته و صراحته و هو : " إذا جمع الله العباد بصعيد واحد ….هل تعرفونه ؟ فيقولون : إذا تعرف إلينا عرفناه ، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا ، و ذلك قول الله تعالى " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " ، ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ، ثم يقودهم إلى الجنة " قلت و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة ، ثم وجدت له شاهدا آخر عن أبي هريرة مختصرا بلفظ : " يوم يكشف عن ساق " قال : يكشف الله عز وجل عن ساقه ) وقال الشيخ مشهورآل سليمان : ( و على أية حال لا يقدم قول الصحابي على قول الرسول (ص) وتحمل مخالفة الصحابي للحديث المرفوع على عدم العلم به لما عرف عنهم من التمسك بالسنن .. ) وسبق أن بينت أن أصحاب القول الأول لم يذكروا أدلة بينما ذكر أصحاب القول الثاني أدلة سبقت "
مما سبق نجد أن الهرفى يرجح أن الساق تعنى الساق العضو وأن الآية من آيات الصفات ولذا قال فى المطلب الخامس:
"المطلب الخامس :
أخي القارئ الكريم بعد أن ذكرنا أدلة كل قول مع ذكر بعض من قال بكل قول فلا شك أن القول الثاني هولاالصحيح الذي لا يصح غيره ، وتبقى مسألة هل الآية من آيات الصفات أم لا ؟ مع إثبات الصفة من خلال الأحاديث الصحيحة السابقة ، والذي يظهر أنها من آيات الصفات والله تعالى أعلم بالصواب "
انتهى الكتاب دون أن يناقش فى الحقيقة شىء فالرجل ومن نقل عنهم لم يتعرضوا لمعنى الكشف عن الساق يوم القيامة وهو : إظهار أعمال الإنسان كلها أى إعطاء الكتاب الذى يرى فيه الكفار كلهم سيئاتهم فتخشع أبصارهم وترهقهم الذلة وفى هذا قال تعالى :
"ولو ترى المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا"
فهنا القوم أبصروا وسمعوا ما عملوه فالمكشوف عنه يوم القيامة هو عمل الإنسان كما قال تعالى "ليروا أعمالهم "
وكلمة ساق لا يمكن أن تعنى الله لأنه لو قصد نفسه لقال " يوم يكشف عن ساقه "أو يوم أكشف عن ساقى"
ولكن لا يوجد فى السياق على شىء وحتى لو قلنا أنه الله فستقابلنا مشكلة كبرى وهو أن الله له ساق واحدة تعالى عن الساق والساقينومن له ساق واحدة عند القوم يسمى اعرج ومن ثم فهو اتهام لله بالنقص والعجز لو فهم من يفسرونها بالعضو أو من يدخلون الله فى سياق الآية
وأما الروايات سواء فى الساق العضو أو الساق بمعنى النور العظيم فهى لا تصح والغريب أن القوم يجعلون روايات الآحاد دليل على التفسير مع أنهم يقولون أن نسبة معظم الروايات للنبى(ص) ليست يقينية أى كلام ممكن أن يكون قاله وممكن أن يكون لم يقله

السبت، 10 أبريل 2021

قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله

قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله
الكتاب تأليف سلطان بن فهد الطبيشي من أهل العصر وهو يدور حول كون الحنان اسم لله تعالى أم لا والعنوان وهو إثبات الاسم يتناقض مع نفى الكتاب له ويبدأ الطبيشى الكتاب بمقولة خاطئة أطبق عليها القوم وهو أن الأسماء الحسنى يراد بها الألفاظ التى تطلق على الذات العلية فقال:
"وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه
قال ابن القيم : أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء وقال ابن الوزير : فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته : رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه وقال السفاريني : لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلا بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع ، وأما السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع "

قبل الدخول فى نقد البحث اقول أن الأسماء الحسنى فى القرآن تعنى الأحكام العادلة ولا تعنى الألفاظ التى تطلق على الله و الدليل على كون الأسماء بمعنى الأحكام فهو قوله بسورة المائدة "ومن أحسن من الله حكما "فالله هنا وصف حكمه بالحسن زد على هذا قوله بسورة يوسف "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم "أى ما تطيعون من غيره إلا أحكام ألفتموها أنتم وأباؤكم لأن الكفار يطيعون أحكام وليس ألفاظ تطلق على الآلهة المزعومة مثل مناة واللات والعزى
وقد بين الطبيشى أنه سيتعرض لاسم الحنان فقال :
"وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه"
ثم ذكر وجود حديث99 اسم لله فقال :
"أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا؛ من أحصاها دخل الجنة"
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي :
- طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
- طريق مجاهد عن أبي هريرة
- حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان
- حديث أبي ذر
- حديث جابر
-حديث حذيفة
- أثر علي
- أثر عروة بن الزبير
- أثر زيد بن عمرو بن نفيل
- أثر الأسود بن يزيد
أولا : طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي

أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم"
وقبل الدخول فى النقاش الذى أتى به الطبيشى يوجد فى القرآن أكثر من 110 اسم لله صريحة ومن ثم فحديث99 ليس صحيحا ولا يمكن أن يقوله النبى(ص) وهى:
1-الإله 2-الرب
3-الحى
4- الأحد
5- الواحد
6- الرحمن
7- الرحيم 8-ذو الرحمة
9-أرحم الراحمين
10- الرءوف
11- البر
12-ذو الفضل
13-العفو
15-الودود
16- السلام
17-التواب 18-قابل التوب
19-الكريم 20-الأكرم
21-الغفور 22-الغفار 23- غافر الذنب24 - خير الغافرين 24- واسع المغفرة
25- الحليم
26- الوهاب 27-الشاكر 28- الشكور
29-المستعان
30-الرازق 31-خير الرازقين 32- الكفيل
33-العليم 34- المحيط
35-الخبير
36- السميع
37- البصير 38- الرقيب
39-عالم الغيب والشهادة40 - علام الغيوب41 - عالم غيب السموات والأرض 42- اللطيف
43- القريب
44- المجيب
45- الكاتب
46- الشهيد 47- المؤمن
48 -المبين 49-الخالق 50- الخلاق 51- أحسن الخالقين
53- البارىء 54- المصور
55- بديع السموات والأرض
56- فاطر السموات والأرض 57- فالق الحب والنوى 58-الله
59-الملك
60-مالك الملك
61-القدوس
62-المهيمن
63-العزيز
64-الجبار
65-المتكبر
66-السلام
67- أهل التقوى
68-أهل المغفرة
69-القهار
70-الصمد
71- رب الناس
72- ملك الناس
73-إله الناس
74-رب السموات والأرض
75-رب المشرق والمغرب
76-الغنى
77-الولى
78-الحميد
79-الوكيل
80-القدير
81-القادر
82-العفو
83-المحيى
74-محى الموتى
85-أحكم الحاكمين
86-الرازق
87-المتين
88-المؤمن
89-رب الفلق
90-القاهر
91-خير الفاصلين
92-أسرع الحاسبين
93-رب العالمين
94-ذو القوة
95-
96- الحكم
97-نور السموات والأرض
98-المقتدر
99-المجيد
100-شديد العقاب
101-ذى الطول
102-رفيع الدرجات
103-ذو العرش
104-رب العرش
105-الكريم
106- الحق
107 -المليك
108-الناصر
109-العظيم
110-النصير
111-المولى
112-الواسع
113-الحسيب
114-المقيت
115-الحفيظ
116- العلى
117- الأعلى
118-الحليم
119-سريع الحساب
120-الأول
121-الأخر
122-الظاهر
123-الباطن
124-ذو الجلال والإكرام
125-رب المشارق والمغارب
126-مالك يوم الدين
127- شديد المحال
128- ذو الانتقام
129-القيوم
130-المتعال
131-الوهاب
132-خير الماكرين
133-الكاشف
134-القوى
135-القريب
136-المجيب
137-الفتاح
138-النور
139 -أحسن الخالقين
140-فاطر السموات والأرض
141-خير الوارثين
142-الكافى
ثم أورد الطبيشى الكلام فى الحديث فقال:

"ثم قال الحاكم : هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهدا للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم -
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله : وفي كلامه مناقشات:
- جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات
- شرط الشاهد أن يكون موافقا في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء
-جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلا وبعضها لم يرد بذكر الاسم وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال : "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري"وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،ومنها ما يلي :
- أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلا عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة
- تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين : أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعا وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسما مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي { وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج وكذا قال ابن حجر
ثانيا : طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها إلى أن قال :ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه إلى آخر الحديث
وهذا السند فيه علل هي :
- صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة

- يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه، فإذا لم يكن هو فهو مجهول
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة
ثالثا : حديث أنس الأول :
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال : حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل فيقول ردوا عبدي فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها فيقول: دعوا عبدي"ورواه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، وفي الأسماء والصفات، والبغوي في شرح السنة، وابن خزيمة في التوحيد، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه قال ابن حجر في القول المسدد : أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا، وقال : هذا حديث ليس بصحيح قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثا، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلا أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعا انتهى كلام ابن حجروأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه وقال ابن حجر : ضعيف مشهور بكنيته فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس
رابعا : حديث أنس الثاني :
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله { جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين :
- أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج
- تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه : حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض الحديث
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين :
- أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان
- أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان فلعلها خطأ من النساخ وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي { سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"وهذا السند فيه : يوسف أبو خزيمة ، وهو : ابن ميمون أيضا، قال فيه البخاري: منكر الحديث جدا، و قال أحمد : قدري ضعيف و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر : ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد وقال الذهبي: ضعيف وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضا : عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلا يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله : "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"
وهذا السند فيه : أبو عبيدة وهو : سعيد بن زربي قال فيه ابن معين : ليس بشيء، وقال البخاري : عنده عجائب، وقال النسائي : ليس بثقة، وقال الدارقطني : ضعيف
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه
خامسا : حديث أبي ذر:أخرج الحاكم : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان" قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه وهذا السند فيه حكيم بن جبير : قال أحمد بن حنبل فيه : ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء، قلت : ما محله قال : الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري : كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك
فهذا الراوي كما ترى الضعف بين عليه من خلال كلام أهل العلم فيه وله شاهد من حديث سعيد بن جبير قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما"
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه وفي سند هذا الحديث : محمد بن حميد الرازي قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة : يكذب وقال النسائي : ليس بثقة انتهى فالرجل ضعيف جدا
سادسا : حديث جابر:أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال : أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام"
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال : هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي : خالد بن يزيد كذاب
سابعا : حديث حذيفة:أخرج الطبراني فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت" ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى وأخرجه الحاكم، وأبو نعيم من طريق موسى بن أعين به
وهذا السند فيه علتان :
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
- اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه قال ابن رجب : يروى من حديث حذيفة مرفوعا، وموقوفا، وهو أصح
ثامنا : أثر علي بن أبي طالب أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال
وفي هذا السند فيه علتان :
- عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي : من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضرا بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة ثم ذكر له الذهبي حديثا وقال: المتهم به أبو الحسن- أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال قاله الذهبي
تاسعا : أثر عروة بن الزبير أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه
وفي هذا السند أبو معاوية قال فيه ابن حجر : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره انتهى وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد
عاشرا : أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه، وأبو موسى المديني في الغريبين، وابن الأثير في النهاية كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع"

ويعد أن استعرض الطبيشى ما جاء فى الروايات التى جاء فيها اسم الحنان قال ان كل تلك الروايات لايصح منها شىء وهو قوله:
"وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأما الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين"

كما انتهى إلى أن الحنان ليس من أسماء الله تعالى فقال:
"ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره، والبيهقي في الأسماء والصفات، وأبو نعيم في جزئه، والغزالي، وابن الجوزي، وابن الأثير والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضا أن يقول: يا حنان، يا منان فإنه ليس بمأثور عنه وقال الخطابي : ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله : الحنان وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم : لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال : الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبد الحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا {مريم: } أي رحمة منا
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسما؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم"

وما قاله القوم يرد عليه بالتالى :
أنه ليس كل الأسماء المطلقة على الذات العلية يسمى بها الناس أولادهم مثل ذو الجلال والإكرام وذو الطول وذو المعارج ومن ثم سقطت حجة من رفض كونه اسم لأنه لا أحد يسمونه عبد الحنان
ولا أدرى كيف اخترع القوم ان هذا الشىء أو ذاك ليس صفة من صفات الله أو صفة من صفاته مع أن الصفة لم تذكر فى الوحى والصفة فى نحو النحاة اسم ؟
وكما جاز أن يسمى الرحمن والرحيم وأرحم الراحمين من قوله" ورحمة منا " بجوز أن يسمى الحنان من قوله" وحنان من لدنا"

الجمعة، 9 أبريل 2021

نقد كتاب تيسير الرحمن في أحكام سجود تلاوة القرآن

نقد كتاب تيسير الرحمن في أحكام سجود تلاوة القرآن
الكتاب تأليف عصام عبد ربه محمد مشاحيت وهو يدور حول عبادة تم اختراعها دون أن يكون لها سند فى كتاب ورواياتها متناقضة وهى ما يسمونه سجود القرآن وفى مقدمته قال مشاحيت:
"وبعد أتقدم إلى أخواني وكل شباب المسلمين المحبين لسنة رسولهم (ص)والمتمسكين بها والداعين إليها بهذا البحث المتواضع ، والذي سميته ( تيسير الرحمن في أحكام سجود التلاوة في القرآن ) ، وذلك إيمانا مني بما للسجود من فضل عظيم حث النبي (ص) أمته عليه "
وقبل الدخول فى الموضوع يجب البدء من الأصل وهو أن التسمية سجود القرآن هى مخالفة واضحة صريحة لكون السجود لله كما فى قوله " فاسجدوا لله واعبدوا " وقوله " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا "
ومن ثم لا يوجد ما يسمى سجود القرآن بمعنى وضع الرأس عند عدد قليل جدا من الآيات على الأرض وإنما الموجود هو السجود للقرآن كله بمعنى طاعة أحكامه كلها وهذا هو معنى السجود لله
استهل مشاحيت الكلام بالحديث عن فضل السجود فقال:
" فضل السجود والحث عليه:
للسجود فضل عظيم لما ثبت عن النبي (ص) في أكثر من حديث له بين فيه هذا الفضل وحث أمته عليه منه :
1- أحب الأعمال إلى الله حيث يدخل صاحبه الجنة لما ثبت في صحيح مسلم عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله (ص)فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال : قلت : بأحب الأعمال إلى الله ، فسكت ثم سألته فسكت فسكت ثم سألته الثالثة ، فقال : سألت عن ذلك رسول الله (ص)فقال : " عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ". قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء فسألته ، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان."

الحديث لا يمكن أن يقوله النبى(ص) للخطأ التالى:
أن السجدة بدرجة وهذا معناه وجود ألوف مؤلفة من الدرجات فى الجنة وهو ما يخالف كونها درجتين فقط واحد للمجاهدين وواحد للقاعدين فى قوله " "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
والخطأ أيضا أن أفضل العمل هو السجود ويخالف أن أفضل العمل الجهاد حيث رفع أهله على الكل درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة
ثم نقل مشاحيت التالى:
"قال القرطبي في شرحه لصحيح مسلم : ( الحديث دليل على أن كثرة السجود أفضل من طول القيام وهي مسألة اختلف العلماء فيها فذهبت طائفة إلى ظاهر هذا الحديث وذهبت طائفة أخرى إلى أن طول / القيام أفضل متمسكين بقوله ( : " أفضل الصلاة طول القنوت " ، وفسروا القنوت بالقيام ، كما قال تعالى : " وقوموا لله قانتين " ذكر هذه المسألة والخلاف فيها الترمذي ، والصحيح من فعل النبي (ص) أنه كان يطول في قيام صلاة الليل وداوم على ذلك إلى حيث موته فدل على أن طول القيام أفضل ويحتمل أن يقال أن ذلك يرجع إلى حال المصلي فرب مصل يحصل له في حال القيام من الحضور والتدبر والخشوع ما لا يحصل له في السجود ورب مصل يحصل له في السجود من ذلك ما لا يحصل له في القيام فيكون الأفضل الحال التي حصل له فيها ذلك المعنى وهو روح الصلاة والله تعالى أعلم "
الغريب فى الفقرة أنه يصدق الروايات رغم تناقضها فيما هو أفضل العمل وتناقض الفقهاء فى الأمر والغريب أنهم لا ياتفتون لكتاب الله وكون الروايات مخالفة له تماما ثم قال:
"2- مرافقة النبي (ص) في الجنة : لما ثبت في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي قال : كنت أبيت مع رسول الله (ص)فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي : " سل " فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة . قال (ص): " أو غير ذلك ؟ " قلت : هو ذاك ، قال : " فأعني على نفسك بكثرة السجود ""
الرواية قد تكون صحيحة المعنى ولكن ليس بتفسير كثرة السجود بالسجود على الأرض وإنما بطاعة أحكام الله وليس ما يدل على كونه السجود الأرضى ثم قال:
"3- يرفع الله به الدرجات ، ويحط به السيئات : لما ثبت عنه ( ص) " ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه سيئة "
نفس خطا الرواية الأولى فى حكاية الدرجات ونفس الخطأ فى حكاية أنها تزيل خطأ واحد وإنما تزيل كل الخطايا كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات"ثم قال:
"4- إذا سجد بن آدم اعتزل الشيطان يبكي ، لما ثبت عنه (ص)أنه قال : " إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر هذا بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت أنا بالسجود فعصيت فلي النار"
المتحدث هنا لا يفقه وهو ليس النبى(ص) أن هناك فارق بين السجود بسبب قراءة آية والسجود لآدم (ص)ومن ثم لا يمكن أن يكون نفس المر واحد زد على هذا أين المر بالسجدة لقراءة آية فى كتاب الله ؟ لا يوجد هذا الأمر المزور ثم قال :
"5- أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد : لما ثبت عنه (ص) أنه قال : " إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى أن يكون ساجدا ".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : " أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا سجد فأكثروا الدعاء عند ذلك "

الخطأ أن أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد وهو تخريف لأن الله قريب للعبد ما دام داع أى مطيع لله مصداق لقوله تعالى "وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ثم قال:
"6- وكان (ص) يقول : " ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ، قال : أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه فيها ؟ قال : بلى ، قال : " فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء"
الخطأ هو معرفة النبى(ص) أمته فى القيامة بتحجيل الوضوء ولا يوجد له أمة وإنما هى أمة الله أو امة المسلمينوهو ما يخالف أن الصلاة ومعظم الحكام عدا أحكام تعد على أصابع اليد كانت مفروضة على كل المؤمنين بالرسل(ص) قبله كما قال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك "
ومن ثم لو اعتبرنا لكل نبى أمة من المؤمنين به فكل منها لها نفس الصفات ثم قال :
"7- ثبت عنه ( أنه قال : " إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود "
الخطأ خروج ناس من النار بعد دخولهم إياها وهو يخالف قوله تعالى "وما هم بخارجين من النار "وقوله "وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم تكذبون "فهنا لا أحد يخرج من النار بعد دخوله لها كما أن المسلمين لا يدخلون النار لأنهم لا يصيبهم أى فزع يوم القيامة مصداق لقوله تعالى "وهم من فزع يومئذ آمنون "وقوله تعالى بسورة الحج "لا يحزنهم الفزع الأكبر ".
ثم تناول مشاحيت حكم سجود التلاوة فقال:
"حكم سجود التلاوة:
أجمع العلماء على مشروعية سجود التلاوة واختلفوا في الوجوب فالجمهور أنه سنة وقال أبو حنيفة : واجب غير فرض ثم هو سنة في حق التالي والمستمع إن سجد التالي وقيل وإن لم يسجد
فإذا لم يسجد القارئ أو السامع لا يأثم ولكن يكون تاركا للسنة
لما ثبت عن ربيعة عن عبد الله أنه حضر عمر وقرأ على المنبر يوم الجمعة سورة النجم حتى إذا جاء السجدة فنزل وسجد و سجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأها حتى إذا جاء السجدة قال : أيها الناس إنا لم نؤمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه
فالشاهد قول عمر رضي الله عنه : إنا لم نؤمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ، وكذلك ما رواه زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : قرأت على النبي (ص) النجم فلم يسجد فرسول الله (ص)ترك السجود تارة وفعله تارة ، قال ابن قدامة : وجملة ذلك أن سجود التلاوة سنة مؤكدة عند إمامنا ومالك والأوزاعي والليث والشافعي وهو مذهب عمر وابنه عبد الله ....
والراجح أنه سنة والله أعلم بالصواب."

إجماع العلماء يتناقض مع كتاب الله فلا يوجد شىء اسمه السجود للقرآن بمعنى وضع الوجه على الأرض عند كلمة معينةوسوف نذكر كل الأسباب فى نهاية النقد ثم ذكر الرجل شروط السجود فقال:
"ما يشترط لسجود التلاوة:
اشترط جمهور الفقهاء لسجود التلاوة ما اشترطوه للصلاة من طهارة واستقبال قبلة وستر عورة وقال بعض أهل العلم لا يشترط الطهارة ( قال البخاري : كان ابن عمر يسجد على غير وضوء ) وفي مسند ابن أبي شيبة " كان ابن عمر ينزل عن راحلته فيهريق الماء ثم يركب فيقرأ السجدة فيسجد وما يتوضأ ". ( وعن الشعبي فيمن يسمع السجدة على غير وضوء يسجد حيث كان وجهه )
أما ما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن الليث عن نافع عن ابن عمر قال : ( لا يسجد الرجل إلا وهو طاهر ) فيجمع بينه وبين ما كان من ابن عمر بأنه أراد بقوله ( طاهر ) الطهارة الكبرى أو الثاني على حالة الاختيار والأول على الضرورة.
ويقول شيخ الإسلام بن تيمية ( وسجود القرآن لا يشرع فيه تحريم و لا تحليل هذا هو السنة المعروفة عن النبي (ص) وعليه عامة السلف وهو المنصوص عن الأئمة المشهورين وعلى هذا فليست صلاة فلا تشترط لها شروط الصلاة بل تجوز على غير طهارة كما كان ابن عمر يسجد على غير طهارة ولكن هي بشروط الصلاة أفضل ولا ينبغي أن يخل بذلك إلا لعذر فالسجود بلا طهارة خير من الإخلال )
والراجح والله أعلم بالصواب ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية
أما ستر العورة والاستقبال مع الإمكان فقيل أنه معتبر اتفاقا وذهب بعض أهل العلم على أنه يشترط له أن يكون في غير أوقات النهي قال الأثرم : ( سمعت أبا عبد الله يسأل عمن قرأ سجود القرآن بعد الفجر وبعد العصر أيسجد ؟ قال : لا ، وبهذا قال أبو ثور وروى مالك ذلك عن ابن عمر وسعيد بن المسيب واسحق وكره مالك قراءة السجدة وقت النهي وعن أحمد رواية أخرى أنه يسجد وبه قال الشافعي وروى ذلك عن الحسن والشعبي وسالم والقاسم وعطاء وعكرمة ورخص فيه أصحاب الرأي قبل تغير الشمس

وروى أبو داود عن أبي تميمة الهجمي قال : ( كنت أقعى بعد صلاة الصبح فأسجد فنهاني ابن عمر فلم انته ثلاث مرات ثم عاد فقال : إني صليت خلف النبي (ص) ومع أبي بكر وعمر وعثمان فلم يسجدوا حتى تطلع الشمس ) وروى الأثرم عن عبد الله بن قسم أن قاصا كان يقرأ السجدة بعد العصر فيسجد فنهاه ابن عمر وقال : إنهم لا يعقلون.
ويرى الشافعية جوازه في أوقات النهي قياسا على الصلاة التي لها سبب إذ أن كل صلاة لها سبب مثل تحية المسجد ، سنة الوضوء يجوز أداؤها في أي وقت وحتى في أوقات النهي والذي أرجحه هو ما ذهب إليه الشافعية من جوازه في أوقات النهي قياسا على الصلاة التي لها سبب والله أعلم بالصواب."

كما يقال اول القصيدة كفر فأول الشروط هو السجود بلا وضوء مع ملاحظة أن الساجد يقرأ القرآن فهل يقرأ أحد القرآن بلا طهارة سواء كانت وضوء أو غسل بالماء أو تيمم مع قوله تعالى "لا يمسه إلا المطهرون"
وأما بقية الشروط فحدث ولا حرج عن الأوقات المتناقضة فى الروايات للنهى عن الصلاة ثم حدقنا عن مواضع السجود فى القرآن قال :
"مواضع السجود في القرآن:
اختلف فيها ، فهي عند مالك إحدى عشرة سجدة وليس في المفصل منها شيء ، أولها : آخر الأعراف ، وثانيها : في الرعد ، وثالثها : في النحل ، ورابعها : في مريم ، وخامسها : في بني اسرائيل ( الإسراء ) ، وسادسها : الأولى من الحج ، وسابعها : في الفرقان ، وثامنها : في النمل ، وتاسعها : الم تنزيل الكتاب ( السجدة ) ، وعاشرها : في ص ، والحادية عشرة : حم تنزيل الكتاب عند قوله تعالى : { إن كنتم إياه تعبدون } وقيل عند قوله : { وهم لا يسئمون } . وقال الشافعي هي أربع عشرة سجدة في المفصل ثلاثة. الأولى في النجم . الثانية في إذا السماء انشقت . والثالثة في اقرأ ولا يرى في ص سجدة لأنها سجدة شكر وقال أحمد هي خمس عشرة سجدة لأنه أثبت الثانية في الحج والتي في ص ، وله رواية أن التي في ص ، ليس من العزائم ، وقال أبو حنيفة هي أثنتا عشرة سجدة . هذا ما ذكره ابن رشد ...
فأقصى ما قيل في عددها خمس عشرة سجدة وهي معلومة في المصاحف. لقول عبد الله بن عمرو بن العاص : " إن النبي (ص) قرأ خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان إليك بيانها :

1- قوله تعالى : { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون }
2- قوله تعالى : { ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال }
3- قوله تعالى : { ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون }
4- قوله تعالى : { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
5- قوله تعالى : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا }
6- قوله تعالى : { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء }
7- قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون }
8- قوله تعالى : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا }

9- قوله تعالى : { ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم }
10- قوله تعالى : { إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون }
11- قوله تعالى : { قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب }
12- قوله تعالى : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون }
13- قوله تعالى : { فاسجدوا لله واعبدوا }
14- قوله تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون }
15- قوله تعالى : { واسجد واقترب }
ومما يثبت حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص) قرأ خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان الأحاديث الآتية :
1- عن أبي هريرة ( قال : سجدنا مع رسول الله ( (ص)في ( إذا السماء انشقت ) و ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )
2- عن ابن عباس ( قال : " ( ص ) ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله ( (ص)يسجد فيها "

[ أي ليست مما ورد في السجود فيها أمر ولا تحريض ولا تخصيص ولا حث وإنما ورد بصيغة الإخبار عن داود (ص) بأنه فعلها وسجد نبينا محمد ( فيها اقتداء به].
3- ثبت أنه ( سجد بالنجم. رواه البخاري عن ابن عباس ( وهذا دليل على السجود في المفصل أما ما ثبت عن زيد بن ثابت ( قال : قرأ على النبي (ص) النجم فلم يسجد فيها فهذا دليل على السنية لا الوجوب فحديث زيد ناف وحديث بن عباس مثبت وطبقا للقاعدة الأصولية أن المثبت مقدم على الناف.
4- عن ابن عمر ( أن النبي (ص) كان يقرأ /القرآن فيقرأ سورة السجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعا لمكان جبهته
5- عن أبي رافع قال : رأيت أبا هريرة يسجد في ( إذا السماء انشقت ) فقلت : تسجد فيها ؟ فقال : نعم رأيت خليلي ( يسجد فيها فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه وغير ذلك من الأحاديث الثابتة عنه ( أنه سجد في المفصلط

قطعا ذكر الرجل اختلاف القوم فى عدد السجدات وفى فى أماكنها مما يعنى أنه لا يوجد إجماع على شىء لأنه لو كان هناك إجماع لاتفقوا على كل المواضع ولم يختلفوا
ثم كلمنا الرجل عن كيفية السجود فقال :
"كيفية سجود التلاوة:
يسن لمن قرأ آية سجدة أو سمعها من قارئ وكان على وضوء أن يسجد لله سجدة بلا تشهد ولا سلام يكبر لها تكبيرتين إحداهما عند السجود والأخرى عند الرفع منه وقيل يكبر لها ثلاث تكبيرات الأولى عند نية السجود وتسمى تكبيرة الإحرام يستحب أن يرفع عندها يديه كما يفعل في افتتاح الصلاة والثانية عند الهوي إلى السجود والثالثة عند الرفع منه
وقال شيخنا الألباني: ( وقد روى جمع من الصحابة سجوده ( للتلاوة في كثير من الآيات في مناسبات مختلفة فلم يذكر أحد منهم تكبيره (ص) للسجود ) وثبت عن أبي قلابة وابن سيرين أنهما قالا : ( إذا قرأ الرجل السجدة في غير الصلاة قال : الله أكبر ) وجمهور العلماء على أن الساجد يكبر إذا خفض وإذا رفع من السجود.

( وجملة ذلك أنه إذا سجد للتلاوة فعليه التكبير للسجود والرفع منه سواء كان في صلاة أو في غيرها وبه قال ابن سيرين والحسن وأبو قلابة والنخعي ومسلم بن يسار وأبو عبد الرحمن السلمي والشافعي وإسحق وأصحاب الرأي وقال مالك : إذا كان في الصلاة اختلف عنه إذا كان في غير صلاة"
نلاحظ هنا القوم يشرعون من عند أنفسهم فلا توجد رواية فى التكبير عند السجود
ثم ذكر مشاحيت أسئلة أجوبتها هى افتراء على الدين لعدم وجود آيات أو روايات فيها فقال :
"مسألة : هل يرفع يديه مع تكبيرة السجود ؟
ذكر ابن قدامة في المغني ( ويرفع يديه مع تكبيرة السجود إن سجد في غير صلاة وهو قول الشافعي لأنها تكبيرة افتتاح وإن كان السجود في الصلاة فنص أحمد أنه يرفع يديه لأنه يسن له الرفع لو كان منفردا فكذلك مع غيره قال القاضي : وقياس المذهب لا يرفع لأن محل الرفع في ثلاثة مواضع ليس هذا منها ولأن في حديث ابن عمر : أن النبي (ص) كان لا يفعل في السجود يعني رفع يديه ، وهو حديث متفق عليه واحتج أحمد بما روى وائل ابن حجر قال : قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله ( (ص)فكان يكبر إذا خفض ويرفع يديه في التكبيرة ، قال أحمد : هذا يدخل في هذا كله وهو قول مسلم بن يسار ومحمد بن سيرين "

ثم بين مشاحيت ما يقال عند السجود المزعوم فقال:
"ما يقال في سجود التلاوة:
قال أحمد : أما أنا فأقول سبحان ربي الأعلى وقد روت عائشة أن النبي (ص) كان يقول في سجود القرآن بالليل : " سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وزاد الحاكم " فتبارك الله أحسن الخالقين "
وقد ثبت ذكر آخر له ( عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت ، فسجدت الشجرة لسجودي ، فسمعتها وهي تقول : اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك زخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود . قال الحسن : قال ابن جريج : قال لي جدك : قال ابن عباس : فقرأ النبي (ص) سجدة ثم سجد فقال ابن عباس : فسمعته وهو يقول مثل ما أخبره الرجل من قول الشجرة"

قطعا الروايات ليست فيما يسمى سجود التلاوة والمقول فى الروايتين مختلف فأيهما نصدق؟
ثم طرح مسألة لا أصل لها فقال:
"مسألة : السجود من القيام أفضل منه قاعدا.
سئل شيخ الإسلام عن الرجل إذا كان يتلو الكتاب العزيز بين جماعة فقرأ سجدة فقام على قدميه وسجد فهل قيامه أفضل من سجوده وهو قاعد ؟ وهل فعله ذلك رياء ونفاق ؟
فأجاب : بل سجود التلاوة قائما أفضل منه قاعدا كما ذكر ذلك من ذكره من العلماء من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما وكما نقل عن عائشة بل وكذلك سجود الشكر كما روى أبو داود في سننه عن النبي (ص) من سجوده للشكر قائما وهذا ظاهر في الاعتبار فإن صلاة القائم أفضل من صلاة القاعد.
وقد ثبت عن النبي (ص) أنه كان أحيانا يصلي قاعدا فإذا قرب من الركوع فإنه يركع ويسجد وهو قائم وأحيانا يركع ويسجد وهو قاعد فهذا قد يكون للعذر أو للجواز ولكن تحريه مع قعوده أن يقوم ليركع ويسجد وهو قائم دليل على أنه أفضل إذ هو أكمل وأعظم خشوعا لما فيه من هبوط رأسه وأعضائه الساجدة لله من القيام"

ولا توجد رواية واحدة فى الأفضلية المزعومة فى سجود التلاوة المزعوم فالروايات التى ذكرت كلها هى فى أمور أخرى ثم طرح مسألة أخرى لا أصل لها فقال:
"مسألة : قراءة السجدة في صلاة الجهر والسر :
ذكر ابن قدامة في المغني : ( قال بعض أصحابنا : يكره للإمام قراءة السجدة في صلاة لا يجهر فيها وإن قرأ لم يسجد وهو قول أبي حنيفة ولم يكرهه الشافعي لأن ابن عمر روى عن النبي (ص) أنه سجد في الظهر ثم قام فركع فرأى أصحابه أنه قرأ سورة السجدة رواه أبو داود ، واحتج أصحابنا بأن فيه إيهاما على المأموم واتباع النبي (ص) أولى وإذا سجد الإمام سجد المأموم ، وقال بعض أصحابنا هو مخير بين اتباعه وتركه والأولى اتباعه لقول النبي (ص) : " إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا سجد فاسجدوا " ولأنه لو كان بعيدا لا يسمع أو أطروشا في صلاة الجهر لسجد لسجود إمامه كذا ها هنا ).
وذكر محمد بكر إسماعيل أنه خلاف سجود الصلاة فإنه يجب عليه الإتيان به حتى ولو رفع الإمام رأسه منه ( سجود الصلاة ) لأنه ركن في الصلاة بخلاف سجود التلاوة فإنه سنة ومتابعة الإمام فرض والفرض مقدم على السنة.

قال محمد حامد الفقي: قال ابن التركماني : وعلى تقدير ثبوت الحديث ( حديث ابن عمر أن النبي (ص) سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر ) فهو ظن منهم ويحتمل أنه ترك سجدة من ركعة مثلها فسجدها لا للتلاوة ، وحكى القدوري في التجريد أنه يكره للإمام إذا كان يخفي القراءة أن يقرأ آية سجدة لأنه إن لم يسجد لها يكون تاركا للسجدة بعد تحقيق سببها وإن سجد تشتبه السجدة على القوم ويظنون أنه نسي الركوع وسجد فلذلك يكره أن يقرأها "وكلام ابن التركمان غير وجيه لأن قول ابن عمر : فرأوا أنه قرأ السجدة دليل واضح أنهم فهموا أن سجوده كان للتلاوة لا بدل سجدة تركها ولو كان بدل سجدة لنقلوه فمثله لا يسكت عنه . وقول القدوري - رحمه الله - غير ظاهر أيضا لأن الكراهة حكم شرعي لا يثبت إلا بدليل ولا دليل بل الدليل قائم على الجواز.
والراجح والله أعلم بالصواب أنه إذا قرأ الإمام السجدة في صلاة السر وسجد سجد المأموم لقوله ( ص)إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا سجد فاسجدوا " وبالنسبة لصلاة الجهر فقد ثبت عنه ( من حديث أبي رافع الصائغ قال : صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ ( إذا السماء انشقت ) فسجد فيها فقلت : ما هذه ؟ قال سجدت بها خلف أبي القاسم ( فما أزال أسجد فيها حتى ألقاه وهذا دليل على جواز قراءة السجدة في صلاة الجهر واتباع الإمام في السجود ( فإذا ظن الإمام أنه إن سجد في الصلاة للتلاوة أحدث بسجوده اختلافا بين المصلين يكره له أن يسجد وذلك كأن يكون في صلاة الجمعة والناس خلفه كثيرون ومنهم من يصلي بعيدا عنه فإذا ما سجد للتلاوة توهم البعيد عنه أنه ركع فيركع فإذا هو يرفع رأسه من السجود إلى قراءة آية تمهيدا للركوع كما هو معروف فيقع الناس في ( حيص بيص ) لا يدرون ماذا يفعلون وغالبا ما تحدث بعد الصلاة مشاجرات عنيفة وترتفع الأصوات في المسجد ويحصل ما لا تحمد عواقبه فيكون قد أدى فعل السنة إلى الوقوع في الحرام وإذا أدى وقوع السنة إلى فعل شيء محرم وجب تركها والله أعلم.
والواجب على العلماء تبصير الناس بأمور دينهم حتى يكونوا على بينة من أمرهم والله الهادي إلى سواء السبيل
قال القرطبي ( المفسر ) فإن قرأها في صلاة فإن كان في نافلة سجد إن كان منفردا أو في جماعة وأمن التحايط فيها وإن كان في جماعة لا يأمن ذلك فيها فالمنصوص جوازه وقيل لا يسجد وأما في الفريضة فالمشهور عن مالك النهي عنه فيها سواء كانت صلاة سر أو جهر جماعة أو فرادى وهو معلل بكونها زيادة في إعداد سجود الفريضة وقيل معلل بخوف التخليط على الجماعة وهذا أشبه وعلى هذا لا يمنع منه الفرادى ولا الجماعة التي يأمن فيها التخليط.

وخلاصة المسألة أنه إذا قرأ الإمام آية سجدة فله أن يسجد وله أن لايسجد فإن سجد وجب على المأموم اتباعه فإن لم يسجد المأموم معه متعمدا بطلت صلاته لأن متابعة الإمام واجبة أما إذا جاهلا بسجود الإمام بأن كان يصلي بعيدا عنه فلا تبطل صلاته بتركه متابعة الإمام فيها لأنه معذور ، فإن هوى الإمام إلى السجود ورفع الإمام رأسه منه وجبت عليه متابعته ولا يسجد وحده"
الهبل هنا هو كيف يعرف المصلون فى السرية بقراءة اإمام السجدة وهم لا يسمعون شيئا مع ان الصلاة عند الله ليست سرية ولا جهرية وإنما وسط بين الاثنين كما قال تعالى :
"ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ثم طرح مسالة أخرى لا أصل لها وهى تشبه السابقة فقال:
"مسألة : سجود المستمع إذا سجد القارئ.
ثبت عن ابن عمر قال : كان النبي (ص) يقرأ السجدة ونحن عنده ، فيسجد ونسجد معه فنزدحم حتى ما يجد أحدنا لجبهته موضعا يسجد عليه
قال ابن بطال : أجمعوا على أن القارئ إذا سجد لزم المستمع أن يسجد
قال تميم : قرأت القرآن على عبد الله وأنا غلام فمررت بسجدة فقال عبد الله أنت إمامنا فيها وقد روي مرفوعا أخرجه ابن أبي شيبة من رواية ابن عجلان عن زيد بن أسلم : أن غلاما قرأ عند النبي (ص) السجدة فانتظر الغلام النبي (ص) أن يسجد فلم يسجد قال : يا رسول الله أليس في هذه السجدة سجود ؟ قال : بلى ولكنك كنت إمامنا فيها ولو سجدت لسجدنا. رجاله ثقات إلا أنه مرسل.

قال محمد حامد الفقي قال العيني : وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر أنه قال : السجدة على من سمعها وفي البخاري : قال عثمان : إنما السجود على من استمع قال : واستدل أيضا بالآيات : ( فما لهم لا يسجدون ) ( فاسجدوا لله واعبدوا ) ( واسجد واقترب ) وقالوا الذم لا يتعلق إلا بترك واجب والأمر في الآيتين للوجوب أ.هـ كلام العيني . قال الشيخ عبد الرحمن المباركافوري في شرح الترمذي جوابا عليه : قول ابن عمر السجدة على من سمعها وقول عثمان إنما السجود على من استمع ، لو سلم أنهما يدلان على الوجوب فهو من قولهما وليس بمرفوع وقولهما هذا مخالف لإجماع الصحابة الكوفي في قصة في قصة قراءة عمر على المنبر يوم الجمعة .. وقوله تعالى : { وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } فمعناه لا يسجدون إباء وإنكارا كما قال الشيطان : أمرت بالسجود فأبيت . فالذم متعلق بترك السجود إباء وإنكارا قال ابن قدامة في المغني : ذمهم لترك السجود غير معتقدين فضله ولا مشروعيته
وخلاصة ذلك والله أعلم بالصواب : أن سجود المستمع إذا سجد التالي وأنه إذا لم يسجد لم يسجد.
( ولا يسجد رجل لتلاوة امرأة وخنثى لعدم صحة ائتمامه بها )"

ثم طرح مسألة لا أصل لها أيضا فقال:
"مسألة : إذا قرأ الخطيب على المنبر آية سجدة .
عن أبي سعيد قال : قرأ رسول الله ( (ص)وهو على المنبر ( فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود فقال رسول الله ( (ص): " إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود : " فنزل فسجد وسجدوا رواه أبو داود. وروي عن عمر بن الخطاب أنه قرأ السجدة على المنبر يوم الجمعة فنزل فسجد ، ( وسجد الناس معه ) . ثم قرأها في الجمعة الثانية فتهيأ الناس للسجود فقال : إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا

فخلاصة المسألة : أنه إذا قرأ الخطيب على المنبر آية سجدة فله أن يسجد وله أن لا يسجد فإن ظن الخطيب أنه إن سجد أحدث بسجوده اختلافا بين المصلين لا يسجد لأنه غالبا ما تحدث بعد الصلاة مشاجرات عنيفة وترتفع أصواتهم في المسجد ويحصل ما لا يحمد عواقبه والله أعلم بالصواب . فللخطيب أن يقرأ القرآن في الخطبة وأنه إذا مر بآية سجدة يزل إلى الأرض ليسجد بها إذا لم يتمكن من السجود فوق المنبر وأن ذلك لا يقطع عليه الخطبة ووجه ذلك فعل عمر مع حضور الصحابة ولم ينكر عليه أحد منهم"
ثم طرح مسألة مضحكة عن قضاء سجود التلاوة فقال :
"قضاء سجود التلاوة:
يرى المالكية والشافعية والحنابلة أنه يطلب السجود عقب قراءة آية السجود أو سماعها فإن أخر السجود ولم يطل التأخير سجد بالاتفاق وإن طال الفصل ففي قضائها قولان أصحهما أنها لا تقضى لأنها تفعل لعارض وهو قراءة آية السجدة أو سماعها وقد زال العارض مثلها كمثل صلاة الكسوف والخسوف فإنها تسن إذا كان الكسوف أو الخسوف موجودا فإذا زال فاتت السنة ولا يجب قضاؤها وهو قياس سليم وقول معقول "
وبعد نذكر أسباب القول بان سجود التلاوة ليس من الإسلام فى شىء وهى:
-أن السجود لله وحده وليس للقرآن أو غيره ومن المعلوم أن الله غير القرآن الموجود فى الكون و فى هذا قال تعالى بسورة النجم "فاسجدوا لله واعبدوا "وقوله بسورة الحج "ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض ".
-أن الكلمات المأخوذة من الجذر سجد فى القرآن ليست كلها سجدات عند القوم ولا حد فاصل بين الإثنين ولا سبب يدعو لذلك .
-إن هناك معنى واحد تكرر فى آيتين مختلفتين ومع هذا اعتبروا واحدة سجدة والأخرى ليست سجدة وهذا المعنى هو سجود النجوم والشجر وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "والنجم والشجر يسجدان "وقال بسورة فاطر "ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر "وهذا لا يعقل .
-أنهم جعلوا قوله تعالى بسورة ص"فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب "سجدة رغم عدم وجود أى كلمة مشتقة من الجذر سجد كبقية السجدات أليس هذا خبلا ؟
-أن سورة الحج فيها أكثر من آية بها لفظ مشتق من السجود غير آيتى السجدتين المزعومتين مثل "الركع السجود"و"المسجد الحرام "و"مساجد "فلماذا تركوا هذه الآيات وأخذوا تلك الآيات والسجود فى السجدتين يعنى عبادة الله بدليل ذكر العبادة وراء لفظ السجود فى قوله "واسجدوا واعبدوا "فالواو بينهما واو التفسير .
-أن مخترعى الحكاية لماذا تركوا ألفاظ الركوع فلم يجعلوا لها ركوعات أيضا فهل السجود أحسن من الركوع ؟قطعا لا،لماذا نسجد للقرآن ولا نركع له؟طبعا لا جواب على هذا .
-أن سورة ص ليس فيها سوى سجدة ليس بها لفظ من الجذر سجد شىء واختير بدلا منها لفظ راكعا فلماذا تركوا قوله "فقعوا له ساجدين " فى السورة رغم أنه سجود حقيقى فلماذا أخذوا الركوع وتركوا السجود الحقيقى ؟أليس هذا كاشفا لكذبهم ؟.
والملاحظ فى السجود أن السجود الكاذب رغم ورود كلمات سجد وسجدوا واسجد وتسجد وتسجدوا ويسجدان ويسجدوا واسجدى والسجود وساجدا والساجدون والساجدين ومسجد ومسجدا والمساجد لم يكونوا كلهم يستحقون السجود رغم كون كل الكلمات من جذر واحد ونلاحظ فى القرآن أن كلمة يسجدون وردت 4 مرات فى القرآن اعتبر منها سجدتين والأخريين لم يعتبرا سجدتين وكلمة سجدا وردت 11اعتبر منهم 3 وكلمة اسجدوا وردت 8 مرات اعتبر منهم 4 وكلمة اسجد وردت مرتين اعتبر منهم واحدة وهو أمر غريب وجنونى فإما الكل وإما لا لأنها نفس الكلمة .

الخميس، 8 أبريل 2021

نقد كتاب الرزق بيد الله وحده

نقد كتاب الرزق بيد الله وحده
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف ويستهل الكاتب الكتاب بالتفرقة بين الرزق والملكية فيقول:
"الرزق غير الملكية، لأن الرزق هو العطاء، فرزق معناها أعطى وأما الملكية فهي حيازة الشيء بكيفية من الكيفيات التي أجاز الشرع حيازة المال بها"
ثم بين الرجل ان الرزق حلال وحرام فقال:
"ويكون الرزق حلالا ويكون حراما، وكله يقال عنه إنه رزق فالمال الذي يأخذه المقامر من غيره في لعب القمار رزق، لأنه مال أعطاه الله لكل منهما حين باشر حالة من الحالات التي يحصل فيها الرزق"
قطعا الرزق من عند الله كله حلال والبشر هم من يحللونه او يحرمونه كما قال تعالى :
""قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون"
ولم يطلق الله على الخمر اسم الرزق لكونها حراما فقال:
"ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا"
فسمى الحلال رزق حسن ولم يسم السيىء من المال رزقا حسنا وإنما اطلق عليه الاسم الحقيقة وهى السكر
ومن ثم كل ما أعطاه الله يكون حلالا ولكن البشر هم من يستخدمونه فى السوء فيكون حراما أو يستخدمونه فى الحلال وهو الطيب أى الحسن والحرام منه هو صناعة إنسانية فالإنسان هو من اخترع الخمور وهو من اخترع شرب الدم المسفوح وهو من اخترع أكل الميتة وهو من اخترع أكل مال اليتيم وهو من اخترع أخذ مال الأخ كصاحب النعاج الكثيرة الذى أراد أخذ نعجة أخيه الوحيدة
وتناول الكاتب مسألة كون البشر يرزقون أنفسهم فقال :
"وقد غلب على الناس الظن بأنهم هم الذين يرزقون أنفسهم، ويعتبرون الأوضاع التي يحوزون فيها الثروة- أي المال أو المنفعة - أسبابا للرزق، وإن كانوا يقولون بألسنتهم أن الرزاق هو الله فإنهم يرون أن الموظف الذي يأخذ راتبا معينا بكده وجهده هو الذي رزق نفسه، وحين يبذل مجهودا منه، أو يسعى بوسائل متعددة لزيادة راتبه، إنه هو الذي رزق نفسه هذه الزيادة، والتاجر الذي يربح مالا بسعيه في التجارة هو الذي رزق نفسه، والطبيب الذي يعالج المرضى هو الذي رزق نفسه، وهكذا يرون أن كل شخص يباشر عملا يكسب منه مالا هو الذي رزق نفسه، فأسباب الرزق عند هؤلاء محسوسة ملموسة، وهي الأوضاع التي تؤدي إلى كسب المال، والذي يقوم بهذه الأوضاع هو الذي يرزق هذا المال، سواء أكان نفس المرزوق أو غيره، وإنما جاء هذا القول للناس من كونهم لم يدركوا حقيقة الحالات التي يأتيهم فيها الرزق، فظنوها أسبابا لعدم تمييزهم بين السبب والحالة والحقيقة أن هذه الأوضاع التي يأتي فيها الرزق هي حالات حصل فيها الرزق وليست أسبابا للزرق ولو كانت أسبابا لما تخلفت مطلقا، مع أن المشاهد حسا أنها تتخلف فقد تحصل هذه الحالات ولا يأتي الرزق وقد يحصل الرزق دون حصولها فلو كانت أسبابا لنتج عنها المسبب حتما وهو الرزق، وبما أنه لا ينتج عنها حتما، وإنما يأتي حين تكون، وقد يتخلف الرزق مع وجودها، فدل على أنها ليست أسبابا وإنما هي حالات فقد يشتغل الموظف طول الشهر ثم يحجز على معاشه لسداد دين سابق، أو للإنفاق على من وجب عليه نفقته، أو لتسديد ضرائب فيكون في هذه الحالة حصل الوضع الذي يأتي بالرزق وهو عمل الموظف، ولم يحصل الرزق إذ لم يأخذ أجره وقد يكون شخص في القدس في بيته فيأتيه ساعي البريد بأن قريبه فلانا الذي في أمريكا قد مات، وأنه وارثه الوحيد، وأن أمواله قد آلت إليه فليقبضها بنفسه أو بواسطة معتبرة، فهذا رزق قد جاءه وهو لا يعلمه أو قد يهبط جانب من بيته فيجد مالا مخبوءا فيأخذه فلو كانت الأوضاع التي تحصل من الإنسان سببا للرزق لما تخلفت، ولما جاء الرزق إلا إذا وجدت والمشاهد إنها تتخلف فدل على أنها حالات، وليست أسبابا والحوادث التي يحصل فيها الرزق دون سبب ظاهر أكثر من أن تحصى، فحوادث الأكل والسفر وترك الأكل المهيأ للأكل وغير ذلك مشاهد محسوس، مما يدل على أن الأوضاع التي يحصل فيها الرزق عادة هي حالات للرزق وليست أسبابا
على أنه بالإضافة إلى ذلك لا يمكن اعتبار الحالات التي يأتي الرزق حين توجد، أسبابا للرزق، ولا الشخص الذي قام بها هو الذي أتى بالرزق بواسطتها، لأن ذلك يتعارض مع نص القرآن القطعي الثبوت والقطعي الدلالة وإذا تعارض أي شيء مع نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت يتعين الأخذ بالنص القطعي قطعا دون أي تردد، ويرفض غيره؛ قولا واحدا لأن ما ثبت بالدليل القطعي أنه من الله يجب أن يؤخذ به ويترك غيره ولذلك فإن الحقيقة التي يجب على المسلم أن يسلم بها، هي أن الرزق من الله وليس من الإنسان"

المؤلف هنا فهم خطأ أن الرزق من الله وليس من الإنسان فالإنسان عندما يسعى وراء الرزق فهو يرزق نفسه وهذا هو رزق الله له فكل فعل إنسانى هو فعل إلهى فى نفس التوقيت كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا ان يشاء الله"
وقد أوجب الله السعى وهو الابتغاء من فضل الله فقال :
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله"
وسمى الله هذا المشى فى مناكب الأرض فقال:
"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه"
ومن ثم فمعنى أن الله يزرق الإنسان أن الإنسان يعمل بحكم الله فى السعى وأما الذى غاب عن المؤلف فهو أن الرزق الذى بلا سعى هو نتيجة تشريعات الله كالورث والهبة والوصية ومن ثم فالكل يدخل تحت مسمى الرزق الإلهى وهو العطاء الإلهى
وقد سمى الله عطاء البشر للبشر رزق منهم فقال :
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه"
وقال:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها"
وقال:
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ومن ثم كما قلت المسألة أن الفعل الإنسانى أو المخلوقاتى يحدث فى نفس وقت الخلق الإلهى له كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
وحاول المؤلغ أن يثبت كلامه بنقل الآيات الدالة على كون الله هو الرازق وحده بمعنى أن الوحيد الذى يفعل الرزق أى يعطيه فقال:
وقد وردت الآيات الكثيرة التي تدل بصراحة لا تقبل التأويل، على أن الرزق من الله تعالى وحده وليس من الإنسان وهذا ما يجعلنا نجزم بأن ما نشاهده من وسائل وأساليب يأتي فيها الرزق، إنما هي حالات يحصل أن يأتي الرزق فيها فالله تعالى يقول: {وكلوا مما رزقكم الله} {الذي خلقكم ثم رزقكم} {أنفقوا مما رزقكم الله} {إن الله يرزق من يشاء} {الله يرزقها وإياكم} {ليرزقنهم الله} {يبسط الرزق لمن يشاء} {فابتغوا عند الله الرزق} {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} {إن الله هو الرزاق} فهذه الآيات وغيرها كثير، قطعية الثبوت قطعية الدلالة، ولا تحتمل إلا معنى واحدا لا يقبل التأويل، وهو أن الرزق من الله وحده لا من غيره وأن الله وحده هو الرزاق، فالرزق بيد الله وحده"
وقد غفل المؤلف عن الايات التى جعل الله فيها البشر واجب عليهم أن يرزقوا بعضهم وقد سبق أن ذكرنا بعضا منها
وقد عاد لتكرار نفس الخطأ فى الفقرة التالية فقال:
"إلا أن الله أمر عباده بالقيام بأعمال جعل فيهم القدرة على الاختيار بأن يباشروا فيها الحالات التي يأتي فيها الرزق فهم الذين يباشرون جميع الحالات التي يأتي فيها الرزق باختيارهم، ولكن ليست هذه الحالات هي سبب الرزق، وليسوا هم الذين ياتون بالرزق، كما هو صريح نص الآيات بل الله هو الذي يرزقهم في هذه الحالات، بغض النظر عن كون الرزق حلالا أو حراما وبغض النظر عن كون هذه الحالات قد أوجبها الله أو حرمها أو أباحها، وبغض النظر عن كونها قد حصل فيها الرزق أم لم يحصل غير أن الإسلام قد بين الكيفية التي يجوز للمسلم أن يباشر فيها الحالة التي يحصل فيها الرزق، والكيفية التي لا يجوز أن يباشرها فبين أسباب التملك لا أسباب الرزق، وحصر الملكية بهذه الأسباب فليس لأحد أن يملك الرزق إلا بسبب شرعي، لأنه هو الرزق الحلال وما عداه فهو رزق حرام، وإن كان الرزق كله - حلالا وحراما - من الله سبحانه وتعالى"
وتناول فى نهاية سؤال عن ما هية رزق الإنسان فقال :
"بقيت مسألة واحدة وهي: هل رزق الشخص هو كل ما يحوزه وإن لم ينتفع به، أم أن رزقه هو الذي ينتفع به فقط؟
والجواب على ذلك أن آيات القرآن تدل على أن رزق الإنسان هو كل ما حازه سواء أنتفع به أم لم ينتفع، قال الله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} {يبسط الرزق لمن يشاء} {ومن قدر عليه رزقه} {أنفقوا مما رزقكم} {كلوا من طيبات ما رزقناكم} {وارزقوهم فيها واكسوهم} {وارزق أهله من الثمرات}{كلوا واشربوا من رزق الله} فإن هذه الآيات صريحة في إطلاق اسم الرزق على كل ما حازه، وهو بالطبع يطلق على كل ما انتفع به فلا يخصص الرزق فيما انتفع به فقط دون مخصص، لأن الآيات عامة ودلالتها عامة ولا يقال حين يأخذ أحد منك مالك سرقة أو غصبا أو اختلاسا إنه أخذ منك رزقك، بل يقال إنه أخذ رزقه منك فالإنسان حين يحوز المال فقد أخذ رزقه، وحين يؤخذ منه المال لا يكون أخذ رزقه، بل يكون من حاز المال أخذ رزقه منه، فلا يأخذ أحد رزق أحد وإنما يأخذ الشخص رزقه هو من غيره"
قطعا أدخلنا الرجل فى متاهة أخرى هى حكاية الرزق المأخوذ من الغير فهو يقول أن المأخوذ منه رزقه لم يرزق وهو ما يخالف أن من أخذ ورث أخيه فقد أخذ رزقه لأن الله حكم أن هذا رزق فلان بحكم القرآن ومن ثم ليس شرطا ان يكون المال فى حوزة الإنسان حتى يكون رزقا بدليل أن اليتامى يحرمون من أموالهم حتى لا يضيعوها حتى يرشدوا ويقوم الوصى برزقهم منها وفى هذا قال تعالى:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"

الأربعاء، 7 أبريل 2021

قراءة فى كتاب الكلام المنظوم مما قيل في الجاثوم

قراءة فى كتاب الكلام المنظوم مما قيل في الجاثوم
الكتاب تأليف محمد بن فنخور العبدلي وهو يبحث فى مسألة الكابوس وهو الحلم الذى يكون فيه عنف ينتهى بقتل أو ضرب أو تعذيب أو ما شابه ذلك وفيه لا يقدر الإنسان على الحركة للتملص مما يجرى فى الحلم إلا نادرا وفى مقدمته قال العبدلى:
"أما بعد الجاثوم قضية أثارت جدلا بين الدين والعلم، وعامة الناس، وشكل علامة فارقة بين الحقيقة والخرافة , فالبعض يرى أنه من الجن الذي يجثم على صدر الإنسان فيصيبه بشلل مؤقت، ويعتقد البعض أنه نوع من الأنفس الشريرة التي تهاجم الإنسان عندما يكون نائما فتصيبه بشلل لا يقدر بعده على الحراك، الجاثوم حالة يحس فيها الإنسان النائم أن ثقلا يضغط على جسده وبالذات على منطقة الصدر وبالتالي لا يقدر على الحراك ويمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة , وتستغرق أعراضه من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول النائم طلب المساعدة أو حتى البكاء لكن لا حياة لمن تنادي، وسرعان ما تنتهي وتختفي تلك الأعراض بمجرد يقظته من نومه أو لامسه أحد، أو حدث عنده صوت مزعج أيقظه من نومه والبعض الآخر يرى أنه عرض مرضي لابد أن يعالج، وهناك من يرى أنه حالات نفسية، ومنهم من يرى أنه أحلام 000الخ 0
كثر الكلام والجدل حول الجاثوم دون الوصول لحل متفق عليه في تحديد ماهية الجاثوم، فمن هذا الباب المتشعب رأيت أن أبحث المسألة فخرجت بهذا البحث اللطيف عله أن ينفع قراءه"

وقطعا فى القرآن نجد رؤى كابوسية ككابوس ذبح الأب لابنه وفيه قال تعالى :
" يا بنى إنى أرى فى المنام أنى اذبحك"
ومن ثم فالكابوس ليس سوى منام أى رؤية أى حلم يرى فيه الإنسان شىء سيىء يجعله لا يقدر على الحركة لانقاذ نفسه أو غيره
وذكر العبدلى أسماء الكابوس وهو الجاثوم عند بعض المجتمعات المعاصرة فقال :
"أسماء الجاثوم العلمية والعامية:
الجاثوم أو الياثوم الكابوس شلل النوم أبو غطاط أبو قباض جثامةجثمة الركاب الرازم الباروك الخانق أو الخانوق الديثاني اللبيد أو أبو لبيد الرابوص المس الطائف النيدلان الجافون الموتة
نوبات النوم المفاجئ"

ثم حاول العبدلى تعريف الجاثوم فقال:
"تعريف الجاثوم:
الجاثوم هو تجمد الجسم فقط أو تجمد الجسم وظهور شخص يعبث بك، ويقال أنه مرض نفسي ويقال أنه جن ويقال أنه مجرد وهم والله أعلم، فقد جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب: الجاثوم هو الكابوس الذي يقع على الإنسان في نومه، قال ابن منظور: الجثام و الجاثوم: الكابوس، يجثم على الإنسان، ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم جاثوم، وقال أيضا: والكابوس: ما يقع على النائم بالليل، ويقال: هو مقدمة الصرع، قال بعض اللغويين: ولا أحسبه عربيا إنما هو النيدلان، وهو الباروك، والجاثوم، وقال عن الأصمعي: والجاثوم: الكابوس يجثم على الإنسان، وهو الديثاني، التهذيب: و يقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم، جاثوم وجثم وجثمة ورازم وركاب وجثامة "
الكلام اللغوى لا يفيد فى التعريف ثم نقل عن ابن سينا التالى:
"وقال ابن سينا في كتابه الطبي القانون: فصل في الكابوس: ويسمى الخانق، وقد يسمى بالعربية الجاثوم، والنيدلان: الكابوس مرض يحس فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالا ثقيلا يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام، وإذا تقضى عنه انتبه دفعة، وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث: إما الصرع، وإما السكتة، وإما المانيا؛ وذلك إذا كان من مواد مزدحمة، ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية "
واعتبار الكابوس مرضا أو مقدمة لأمراض هو تخريف فهو ليس سوى حلم أى رؤيا سيئة يشل فيها الإنسان حركيا وهو لا يتكرر كثيرا فى حياة الإنسان
ونقل عن إحدى الطبيبات التالى:
"وتقول هيا إبراهيم الجوهر: الجاثوم هو أن تشعر بأن ثقلا يضغط على صدرك وكأنه يريد خنقك وبعد أن تستسلم له يتركك وشعورك شعور الذي نجا من الموت "
وهو تعريف خاطىء فالأمر لا يتعلق بالجسم وحده وهو وصف الطبيبة وإنما هو حدث نفسى يراه الحالم يجعل الجسم فى حالة من الشلل المؤقت
ثم تقل التالى:
"فالجاثوم كما في موقع الإسلام سؤال وجواب: هو نوع من أنواع الاقتران ويطلق عليه (المس الطائف)، وهذا النوع من أنواع المس يحدث عند النوم، فتتسلط تلك الأرواح الخبيثة على الإنسان لفترة بسيطة لا تستغرق أكثر من دقائق، ومثال ذلك ما يحصل للبعض من كوابيس وجاثوم ونحوه "
تعريف الكابوس بكونه مس شيطانى أى من الأرواح الخبيثة هو ضرب من الخبل فالحسن والسيىء من الله كما قال تعالى" وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله"
فالحلم سواء سعيدا او سيئا هو ابتلاء لإلهى بالخير أو الشر كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والغريب فى الأمر أن تفسير الأحلام السيئة قد لا يكون سيئا فحلم الذبح مثلا فى الرؤيا الإبراهيمية لم يكن ذبحا حقيقيا وإنما استعداد فقط للذبح ولكن الذبح لم يحدث كما قال تعالى :
"فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم"
ثم نقل عن أحدهم التالى :
"ويقول أحمد سالم با همام: يمكن الإشارة إلى شلل النوم بأنه تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم، يمكن تلخيص عوارضه بالآتي: عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ، كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة "
الكلام هنا خاطىء فالكوابيس تحدث فى أى وقت من النوم ولا تصاحبها هلوسات وإنما فى أحوال نادرة وعن تجربة يصدر صوت فى النهاية وحركة جسمية كدفاع عن النفس
ثم قال :
"ويقول فهد العصيمي: الجاثوم نوع من أنواع الأحلام وهو من أشدها فتكا وقساوة وشراسة، والأحلام من الشيطان حقيقة لا مجاز وليس له تفسير علمي، يسمى باللغة العربية (الباروك)، وبالفارسية (النئذلان)، وأساتذة علم النفس يسمونه (شلل النوم)، وهو ضغط يقع على صدر الإنسان أثناء النوم لا يستطيع منه فكاكا حتى أنه يتعرق ويريد الكلام أو الحركة فلا يستطيع ويصل إلى حد أنه يتمنى أن يقوم أحد بتحريكه، حتى أن بعض من يأتيهم الجاثوم يكرهون النوم خوفا منه، وأعرف حالات تهرب من النوم ولا ينامون إلا بالحبوب المنومة وقال خالد السبت ويقال له (جثامة، وجثمة، وركاب، ورازم، وباروك، وكابوس، وخانق، وديثاني، ويسميه بعض الأطباء المعاصرين (شلل النوم)، وهو ما يجده النائم من ثقل شديد يجثم على صدره ويضيق معه نفسه، حتى يكاد يخنقه، ولا يستطيع معه القيام أو الحركة أو الكلام وقال الشيخ عايض بن محمد العصيمي: رؤية الجاثوم هو شعور الإنسان وهو نائم على فراشه بأن شيئا عظيما يجثم على صدره وتضيق أنفاسه فلا يستطيع الحراك معه ولا حتى الكلام، وربما أحس بأن روحه ستخرج من جسده، وأن أنفاسه التي يتنفسها كأنها تخرج من ثقب إبرة، وقد يصحب ذلك فزع وخوف وهذا أحبتي الكرام كله من الشيطان، والجاثوم هذا يعرفه البعض من الناس والبعض لا يعرفه، وقد يأتي للشخص الذي قد نام على طهارة وصلاة وذكر وأوراده ولكن هذا نادر في حقه، وهو يزول بذكر الله تعالى؛ لأن الشيطان وأعوانه يخنسون ويندحرون ويضعف كيدهم إذا ذكر الرب تبارك وتعالى "
الخرافة فيما سبق هى كون الكابوس من الشيطان فكل قدرة الشيطان هى الوسوسة والكابوس ليس وسوسة كما قال تعالى " من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
وهو ما أقر به الشيطان فى الآخرة وهو أنه كل ما فعله هو دعوة الناس للشر وفى هذا قال تعالى :
"وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى"
وبعد هذه الجولة عند العرب ذكر العبدلى جولة أخرى فى أديان العالم أى ثقافاته فقال:
"تعريفات متنوعة للجاثوم:
"1- قاموس وبستر الشامل: روح شريرة يفترض أنها تنام فوق الأشخاص في أثناء نومهم، كابوس شخص يثير الرعب ككابوس."
نفس حكاية الشيطان السابق ذكرها ثم قال :
"2 - تفسير الجاثوم العلمي، قال البعض بأن سبب الجاثوم يرجع إلى وجود كهرباء زائدة في المخ وجود أمور تؤرقك و تشغلك، و الإرهاق و عدم أخذ قسط من الراحة، والنوم على الظهر و امتلاء المعدة يؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز، و بذلك نشعر بالاختناق فنئن في نومنا وتحتشد، حبات العرق على جبيننا "
قطعا هذا ليس تفسيرا علميا لأن العلم يفسر هنا الجسميات بينما الكابوس أمر نفسى ومن ثم بجب أن يكون تفسيرا نفسيا فكم من ممتلىء المعدة نائم على ظهره لم يحدث له كوابيس؟
ثم قال :
"3- تفسير غير علمي للجاثوم: من الجن يتسلط على الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك، وسبب تسلطه إما بسبب السحر أو أن الإنسان آذاه، أو أن الجان من عمار البيت المشاغبين"
وهو نفس تعريف الشيطان وهو نفسه تفسير الروح الشريرة أو الخبيثة
ثم طرح العبدلى سؤالا حاول أن يجيب عليه فقال:
"هل الجاثوم من الجن أم أعراض نفسية؟
من خلال التعريف السابق للجاثوم فيتضح الخلاف والخلط في مفهوم الجاثوم بين علماء الشرع وعلماء الطب البشري وعلماء الطب النفسي ومفسري الأحلام والرؤى ونلخص ذلك إلى:
1 - الجاثوم عرض من الجن يجثم على صدر النائم بهدف اللعب والتسلية أو الانتقام أو إلحاق الضرر ببني البشر بلا سبب، يقول أحمد العييري: أن الجاثوم حسب ما أثبت العلماء هو شيطان يتلبس الإنسان

ويقول علي عبد العزيز الشبل إن ما يسمى الجاثوم مرده في الغالب إلى أحد أمرين: الثاني أنه قد يكون أيضا بسبب أذية جني إما فاسق أو كافر يجثم على صدره فيمنعه التنفس ويؤذيه بذلك كأنه يريد قتله وهذا النوع يزول بمجرد قراءة آية الكرسي أو الفاتحة أو غيرها من الآيات الكريمة
2 - الجاثوم عرض نفسي نتيجة للإختلالات النفسية والضغوط التي تعترض الإنسان في حياته لابد أن يعالج نفسيا، يقول أحمد حافظ: الجاثوم حالة نفسية عصبية غير شائعة الحدوث و يقول علي عبد العزيز الشبل: إن ما يسمى الجاثوم مرده في الغالب إلى أحد أمرين أولهما نفسي تخيلي في نفس الإنسان يحسه نتيجة ضغوط نفسية أو أسرية أو مالية يصاب معها بالضيق فتنعكس على صدره بهذا الشكل
3 - الجاثوم وهم لاحقيقة له 0
4 - الجاثوم ليس مرض، تقول به هيا إبراهيم الجوهر، وتقول يجب أن يعرف الشخص الذي يدهمه الجاثوم (دون أن يكون معقوبا بنوم قهري) أنه غير مصاب بمرض عقلي أو عضوي خطير، كما أن الغالبية لا تحتاج إلى علاج طبي
5 - الجاثوم مرض لابد أن يعالج بالعقاقير الطبية 0
6 - الجاثوم يحدث بسبب بعض العلاجات الطبية 0

الجاثوم نوع من الأحلام الشيطانية، يقول فهد العصيمي: الجاثوم نوع من أنواع الأحلام وهو من أشدها فتكا وقساوة وشراسة، والأحلام من الشيطان حقيقة لا مجاز وليس له تفسير علمي وقال عايض بن محمد العصيمي: رؤية الجاثوم هو شعور الإنسان وهو نائم على فراشه بأن شيئا عظيما يجثم على صدره وتضيق أنفاسه فلا يستطيع الحراك معه ولا حتى الكلام، وربما أحس بأن روحه ستخرج من جسده، وأن أنفاسه التي يتنفسها كأنها تخرج من ثقب إبرة، وقد يصحب ذلك فزع وخوف وهذا أحبتي الكرام كله من الشيطان ويقول عبد الله بن محمد الصبي: هي أحلام مروعة يتبعها استيقاظ كامل للطفل، وعادة أحمد العييري فيقول: الجاثوم لا يدخل ضمن الأحلام حيث إن الحلم يختلف كثيرا عن الجاثوم "
وما سبق من كلام هو تكرار لنفس الأخطاء فى التعاريف ويكفى تفنيد أسبابه من حكاية الانشغال النفسى بأمور مالية وأسرية أو أذية أخر أنه يحدث للأطفال الرضع فيقومون بالبكاء مرة واحدة أو يتكلمون كلاما أو يصرخون وهم نائمون ثم يعودون للنوم
ثم حدثنا العبدلى عن صفة الجاثوم فقال:
"صفة الجاثوم:
الجاثوم يأتي للإنسان في بداية نومه عندما يكون الشخص بين النوم والاستيقاظ، فيأتيه الجاثوم سواء كان من الجن أو عرضا نفسيا أو غير ذلك فيجلس على صدره فيسبب ضيق في التنفس، فيستيقظ الشخص ويحاول أن يتحرك فلا يستطيع ويظن في نفسه أنه تحرك وهو لم يتحرك، وينادى من حوله ولكن لا يخرج له صوت معتقدا أنه نادى بأعلى صوته ولكن لم يخرج له صوت فيستيقظ من نومه فزعا وجلا 0
تقول هيا إبراهيم الجوهر: اكتشف العلماء أن دورة النوم الطبيعية تتكون من أربع مراحل، ويمر الشخص بعدة دورات في الليلة الواحدة (من 4 إلى 6 دورات) وكل دورة تتكون من أربع مراحل، الجاثوم يحدث في المرحلة الرابعة وتسمى مرحلة الأحلام أو مرحلة حركة العين السريعة rem ويدخلها النائم بعد 90 دقيقة من بداية نومه، في هذه المرحلة تكون العضلات في ارتخاء كامل يشبه الشلل التام، وإذا حدث واستيقظ الشخص في هذه الحالة فهو لا يستطيع تحريك شيء من أعضاء جسمه فلا يمكنه التخلص بسهولة من ارتخاء عضلاته الكامل، مما يؤدي إلى شعوره بالتوتر والرعب الشديدين نتيجة لرؤيته أطيافا وهلاوس مزعجة، تستمر هذه الحالة من عدة ثوان إلى دقائق محدودة جدا تنتهي بعودة القدرة على الحركة والكلام ومن ثم الاستيقاظ الكامل ويقول أحمد سالم با همام: ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟ من الثابت علميا أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا، تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات)، وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين، فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك، وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة،
في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتا وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك"
الكلام المذكور متناقض فالكابوس فى أول الكلام يحدث فى بداية النوم وكلام الطبيبة بعده يقوا انه يحدث فى المرحلة الرابعة من النوم وكل كلام باطل فالكوابيس تحدث فى أى وقت من النوم بلا تحديد ومن الخبل تقسيم النوم لمراحل لأن النائك لا يحس بشىء وحتى من حوله لا يمكن أن يحسوا بتلك المراحل فهو كلام عن شىء غيبى يعلمه الله وحده وبعض الناس يعانى للدخول فى النوم والبعض بمجرد أن يضع رأسه على المخدة يغط فى نوم عميق ومن ثم لا توجد تلك المراحل وإنما هى حسب ما يريد الله
ثم ذكر قول أخر ناقلا عن أحد المعلمين:
" ويقول سليمان بن محمد الدبيخي - عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين - حائل: ما يعرف عند الناس بالجاثوم الذي يجثم على صدر الواحد فيشل حركته أثناء نومه، لا شك أنه موجود ومعروف، وقد يكون من الجن، وقد لا يكون، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه نوع من المس، فيكون من فعل بعض الجن، وأما ما يقال من أنه لا يأتي إلا لمن ارتكب معصية أو ترك واجبا فغير صحيح، ولهذا فهو يأتي للصغير الذي لم يكلف، لكن لا ريب أن من أسباب المس عموما الانهماك في الشهوات، والغفلة عن ذكر الله تعالى وطاعته، وكذا عندما يتعرضون للإيذاء ونحو ذلك "
وهو تكرار بحكاية الشيطان والروح الشريرة والحبيثة وهو كلام خاطىء لعدم وجود دليل وإنما الدليل هو أن الشيطان أو الشرير لا يقدر سوى على الوسوسة بينما الكابوس ليس وسوسة لأنه صاحبه لا يدرى به إلا بعد الصحو وهو يضرب فى الحلم أو يقتل أو يؤذى أو يؤذى من يحبهم
ثم حدثنا العبدلى عن مدة الكابوس فقال:
"المدة الزمنية للجاثوم:
يقول أحمد سالم با همام: تستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء، لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج، وقد أظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر، وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر، ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة"
قطعا ما قيل هنا هو كلام فارغ فالدراسات تجرى على عينات من الناس لا تتجاوز العشرة آلاف بينما عدد الناس بالمليارات ومن ثم لا يمكن أن تكون تلك االأرقام فى الدراسات صحيحة وإنما هى من ضمن النصب الرياضى الذى تم إدخاله فى اعلوم النفسيو والإجتماعية
ثم حدثنا عن كون الكابوس مؤذى أم لا فقال :
"هل الجاثوم مؤذ؟
يقول أحمد سالم با همام: ظن البعض بأن ساعة الموت قد حانت، والبعض الآخر يعتقد أن هنالك جني يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي، كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم "
تحديد الأذية يعود للحالم وليس للحالة الجسمية فكثيرا ما يؤثر الكابوس على نفسية الحالم فى النهار خاصة إن انشغل بالكابوس فيكون فى حالة نفسية سيئة
ثم حدثنا العبدلى عن عقائد الشعوب فى الكابوس فقال:
"عقائد الشعوب حول الجاثوم
تقول هيا إبراهيم الجوهر: الجاثوم لا يختص بشعوب دون غيرها، مثله مثل أي مرض آخر، كانت بعض الشعوب تعتقد أن الجاثوم نوع من أنواع الجن أو الشياطين يجثو على جسد الإنسان محاولا خنقه أو سرقة نفسه وشل حركته لخطأ ارتكبه الشخص أثناء نهار ذلك اليوم، وشعوب أخرى تعتبر حدوثه للشخص نذير شؤم وتوقع حدوث مكروه لذلك كان بعض الناس في نيجيريا يقومون بعمل طقوس دينية لطرد الأرواح الشريرة التي تسبب الجاثوم حسب اعتقادهم ويقولون أيضا إن الجاثوم له علاقة مباشرة بتعاطي القات وبالذات الشخص الذي يتوقف عن تعاطي القات بعد فترة طويلة من استخدامه له، أما في (مالطا) فيعتقدون أن أنثى الأرنب المتوحشة ذات الشق في شفتها العليا تبرك على النائم لذلك يقومون بوضع قطع من الفضة أو سكين تحت المخدة لطردها، كذلك كان شعب غينيا يرجعون أمر الجاثوم إلى شجرة مقدسة تأتي في الليل لتتغذى على روح أو جوهر الإنسان لتستمد منه حياة أطول، في المكسيك كانوا يعتقدون أن هذه الظاهرة عبارة عن روح شخص ميت تتلبس النائم لسبب ماوالخلاصة: أن الجاثوم هو الكابوس، وليس هو خرافة ولا أسطورة، بل هو حقيقة واقعة، وقد يكون لأسباب مادية، وقد يكون من تسلط الجن "
قطعا تلك العادات كلها خاطئةولا يمكن لأحد الاحتماء من الكوابيس باى وسيلة مهما كانت
ثم حدثنا العب\دلى عن اخصاءات من النصب باسم العلم فقال ك
"نسبة الإصابة بالجاثوم:
تقول هيا إبراهيم الجوهر: الجاثوم يحدث لكل ثلاثة من عشرة أشخاص من البشر، و (2 %) منهم يحدث له مرة واحدة في الشهر، هناك (12 %) ممن يصابون بالجاثوم من الأطفال لذلك من المستحسن إخبار أطفالنا عنه وتطمينهم قبل أن يدهمهم وهم لا يعرفون عنه شيئا فتكون آثاره النفسية أكثر ضررا "
هذا الكلام كما قلت سابقا كلام غير علمى فالعينات الدراسية لا يمكن أن تكون صادقة إلا بعد أن تجرى الدراسة على كل البشر وهو شىء محال
ثم كلمنا عن أنواع الكابوس فقال:
"أنواع الجاثوم:
في موقع الإسلام سؤال وجواب: فقد قسم حسان شمسي باشا الكوابيس إلى قسمين:
1 - الكوابيس العارضة، وتتعرض للشخص لأسباب مادية.
الكوابيس المتكررة، وهذا النوع من الكوابيس يدل على تسلط وإيذاء الأرواح الخبيثة للإنسان ويقول حسان شمسي باشا في كتابه (النوم والأرق والأحلام) عن أسباب الكوابيس العارضة فقال: تحدث لسببين:
أ ... تحيز بخارات في مجرى النفس تتراقى إلى الدماغ أو تنصب منه دفعة حين الدخول في النوم؛ فيشعر المصاب بثقل في الحركة والكلام أو شعور بالفزع، وهو مقدمة الصرع العضوي، ويحدث أيضا عند التعرض للضغوط النفسية 0
ب تعاطي أدوية يمكن أن تسبب الكوابيس وهي (الرزربين وحصرات بيتا وليفودبا ومضادات الهمود وبعد التوقف عن استعمال الأدوية المهدئة كالفاليوم "

الكوابيس كما قلت سابقا هى أمور قدرها الله وليس لها علاقة بضغوط الحياة ولا بالأدوية فهى اختبارات من الله
ثم حدثنا الرجل عما سماه أسباب الكابوس فقال :
"أسباب الجاثوم:
تقول هيا إبراهيم الجوهر: هناك أسباب عديدة للجاثوم منها:
1 - الحرمان الطويل من النوم أو عدم انتظامه.
2 - التوتر والقلق.
3 - النوم مستلقيا على الظهر.
4 - التغير المفاجئ في نمط الحياة.
5 - الإصابة بمرض نفسي أو التوقف عن تناول دواء نفسي.
6 - الجاثوم قد يكون أحد أعراض مرض النوم القهري (النوم فجأة دون وعي) أو أحد أعراض الشقيقة (الصداع النصفي).

قبل كل هذا يجب أن يعرف الشخص الذي يدهمه الجاثوم (دون أن يكون معقوبا بنوم قهري) أنه غير مصاب بمرض عقلي أو عضوي خطير، كما أن الغالبية لا تحتاج إلى علاج طبي، كذلك يجب عليه كي يتخلص من الجاثوم أن يقوم بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ بشكل صحي، كما أن ممارسة الرياضة قبل النوم بوقت كاف تعتبر علاجا ناجحا وسريعا للتخلص من الجاثوم، والوضوء وقراءة القرآن والأذكار من أقوى المخلصات منه بإذن الله، وينصح عند دهم الجاثوم القيام بمحاولة تحريك العينين أو الوجه من جهة إلى أخرى للتسريع بانتهاء الأعراض، الجاثوم يحدث لكل ثلاثة من عشرة أشخاص من البشر، و2 في المائة منهم يحدث له مرة واحدة في الشهر، هناك 12في المائة ممن يصابون بالجاثوم من الأطفال لذلك من المستحسن إخبار أطفالنا عنه وتطمينهم قبل أن يدهمهم وهم لا يعرفون عنه شيئا فتكون آثاره النفسية أكثر ضررا وقيل: قد يكون الجاثوم بسبب عضوي مادي، كتأثير طعام أو دواء، وقد يكون بسبب تسلط الجن ومن الأسباب:
1 - التعب والإرهاق الشديد.
2 - إذا كان البيت مسكونا بالجن.
3 - النوم وأنت خائف.
4 - التعرض لصدمة مفاجئة."

قطعا لا يوجد سبب مادى أو نفسى يجعل الكوابيس تأتى وإنما هو ما قدره الله تعالى فى علمه
ثم كلمنا الرجل عن علاج الكوابيس وهو كلام خاطىء فلا يوجد علاج وإنما هو قدر يصيب الكل حتى الرسل(ص)ككابوس إبراهيم(ص)ذبح الابن وننقل هنا كلامه:
"علاج الجاثوم
يقول أحمد سالم با همام: عند أكثر المرضى يكون شلل النوم العرض الوحيد، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوبا باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري، والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم، والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري، من ناحية أخرى فإن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحب للنوم القهري، فأود أن أطمئنهم بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل أي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي وتقول ة هيا إبراهيم الجوهر: يجب أن يعرف الشخص الذي يدهمه الجاثوم (دون أن يكون معقوبا بنوم قهري) أنه غير مصاب بمرض عقلي أو عضوي خطير، كما أن الغالبية لا تحتاج إلى علاج طبي، كذلك يجب عليه كي يتخلص من الجاثوم أن يقوم بما يلي:
1 - بتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ بشكل صحي.
2 - ممارسة الرياضة قبل النوم بوقت كاف تعتبر علاجا ناجحا وسريعا للتخلص من الجاثوم.
3 - الوضوء.
4 - قراءة القرآن.
5 - قراءة الأذكار.

ينصح عند دهم الجاثوم القيام بمحاولة تحريك العينين أو الوجه من جهة إلى أخرى للتسريع بانتهاء الأعراض و يقول أحمد سالم با همام: يحتاج المرضى المصابين بشلل النوم غير المصاحب للنوم القهري أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي، وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض، وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض كحدوثها أكثر من مرة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها، ومن المعروف بأن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم يزيد من حدوث هذه الأعراض، لذلك ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح بإتباع التالي:
1 - حاول الحصول على القدر الكافي من النوم.
2 - حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.
3 - مارس التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كاف.
4 - حافظ على جدول نوم واستيقاظ منتظم.
5 - بعض الفرضيات تقول بأن النوم على الجنب قد يساعد في التخلص من هذه النوبات

وفي موقع الإسلام سؤال وجواب: يكون علاج الجاثوم بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها بالنسبة للجاثوم الذي يكون بسبب عضوي، ويكون علاج النوع الثاني الذي هو تسلط الجن بالقرآن والأذكار الشرعية ويقول فهد بن سعود العصيمي وإليكم أهم ما ينصح به من يعاني من (الجاثوم):
أولا: البعد عن المشاكل أو مسببات الضيق في حياتك، ومحاولة تغيير شكل يومك بطريقة تكون مرضية أكثر بالنسبة لك.
ثانيا: القيام بعمل رياضة ثابتة في اليوم، ولتكن المشي لمدة ساعة أو الجري؛ فالرياضة وممارستها تساعد على إفراز مادة الأدرينالين والنور أدرينالين في المخ وهما من المواد التي تحافظ على صحة نفسية جيدة للإنسان، وتجعله أكثر إقبالا على الحياة وأقدر على تحمل متاعبها، إضافة إلى فائدة الرياضة العظيمة في استهلاك الطاقة الجسمية للإنسان، وبالتالي الخلود للنوم العميق أثناء الليل.
ثالثا: ينصح قبل النوم بأخذ مشروب ساخن مهدئ للأعصاب مثل اللبن أو الينسون والعسل؛ لأن العسل أيضا يعمل على تهدئة الأعصاب ويساعد على النوم بعمق.
رابعا: الاستعانة الدائمة بالله عز وجل من كل شياطين الإنس والجن كما كان يفعل نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وكن على يقين أن هذه الأشياء لا تستطيع أن تهزك طالما أنك التزمت بذكر الله، ويساعد على ذلك:
1 - المواظبة على أذكار الصباح والمساء فهي تحفظ المرء من كل سوء.
2 - تلاوة بعض آيات القرآن الكريم قبل النوم أو سماعها بجوارك أثناء النوم.

3 - تلاوة دعاء ما قبل النوم وأذكار النوم قبله، وهي كما وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما كان يفعل بأن تنام على الجنب الأيمن، وتقول: (بسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، ثم تضع يداك على فمك وتنفث بهما، وتقرأ الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات وتمر بيدك على ما تستطيعه من جسمك (أي ما تستطيع يدك أن تصل إليه)، فلتبدأ يا أخي بتطبيق ما ذكرناه لك، ونحن على يقين بوصايا ديننا الجميل ومدى تأثيرها الطيب في حياة المؤمن، وإن زاد الأمر عن ذلك فعليك التوجه إلى طبيب أخصائي نفسي لمراجعته وشكرا لكم وقال عايض بن محمد العصيمي:وهو (أي الجاثوم) يزول بذكر الله تعالى؛ لأن الشيطان وأعوانه يخنسون ويندحرون ويضعف كيدهم إذا ذكر الرب تبارك وتعالى، وقد علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الدعاء والذكر والأوراد الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في حياته ويومه بالكلية، كأوراد الصباح والمساء، وآية الكرسي، والمعوذات، والحرص على أدعية النوم المأثورة عنه عليه الصلاة والسلام، كقول المسلم: (سبحانك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، وليستعذ المسلم من الشيطان الرجيم ثلاثا وينفث عن يساره ثلاثا حتى يزول هذا الجاثوم الشيطاني، ويتوكل أولا وآخرا على ربه الكريم المنان الحافظ، ويثق به العزيز الجبار، ويؤمن بأن (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) "
وكل ما ذكره هنا هو نوع من إضلال الناس فلا علاج للكوابيس فهى شىء من قدر الله لابد أن يصيب كلا فرد فى حياته مرة أو عدة مرات
ثم تسائل عن حدوث الكوابيس فى رمضان أم لا فقال :
"هل يأتي الجاثوم في رمضان؟
المجيب الشيخ فهد العصيمي: سؤالك جيد، ونحن نعلم أن الشياطين في شهر رمضان يقل تأثيرها في المؤمنين، لأنها تصفد، ولكن هذا لا يمنع من وجود البعض ممن يحلم بالجاثوم، وذلك لأنه ممن يطرد الملائكة، ويستقدم الشياطين، حتى وهو في سيد الشهور، وقد ورد أن من معاني تصفيد الشياطين في هذا الشهر: مسترقوا السمع منهم؛ لأنهم منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا في التسلسل مبالغة في الحفظ، وقيل أن المعنى للتصفيد لبعض الشياطين دون بعضهم؛ وهم المردة فقط، والمعنى المراد هو أنه يقل في هذا الشهر إغواء الشياطين ولكن لا يمنع وجوده عند البعض،،،،،،،، فيوجد إذا من يرى الكوابيس في هذا الشهر"
قطعا الكوابيس كما قلت تحدث فى أى زمان ولأى إنسان ولا يمكن منعها على الإطلاق