الأحد، 30 يونيو 2019

قراءة فى كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي

قراءة فى كتاب الجامع في الخاتم للبيهقي
الكتاب هو جمع روايات عن الخاتم النبوى مع مناقشة لبعض الخلافات فى تلك الروايات وتقرير بعض الأحكام والآن لمناقشة ما جاء فى الكتاب:
1 - أخبرنا الشيخ الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن القشيري في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، سنة اثنين وخمسين وأربعمائة ، وأخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب العامري أيده الله تعالى قال : أخبرنا الإمام أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تختم بخاتم فضة ، فلبسه في يمينه ، فصه حبشي ، كان يجعل فصه مما يلي بطن كفه " رواه مسلم بن الحجاج رحمه الله في الصحيح عن زهير بن حرب ، عن ابن أبي أويس ، وكذلك قاله ابن يحيى عن يونس بن يزيد ورواه ابن وهب عن يونس بن يزيد دون ذكر اليمين . وذكر اليمين في الخاتم الذي اتخذه من فضة غير محفوظ في سائر الروايات ، وإنما هو في الخاتم الذي اتخذه من ورق ، أنه طرحه ، وذلك بخلاف سائر الروايات"
هنا ألبسوا النبى (ص)خاتما فضة وفى الحديث التالى رمى الخاتم بعد أن لبسه ورمى المسلمون :
2 - أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا عبيد بن شريك ، وابن ملحان قالا : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، حدثنا يونس ، عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك : « أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده خاتم من ورق يوما واحدا ، ثم اصطنعوا الناس الخواتيم من ورق ولبسوها ، فطرح رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه ، فطرح الناس خواتيمهم " رواه البخاري عن يحيى بن بكير قال البخاري : تابعه إبراهيم بن سعد ، وشعيب بن أبي حمزة ، وزياد بن سعد ، عن الزهري . وأخرجه مسلم من حديث إبراهيم ، وزياد ، عن الزهري"
وقد ناقش البيهقى هذه الرواية فبين أنها رواية كاذبة فالرواية التى رميت فيها الخواتم كانت الخواتم من الذهب فقال :
" ويشبه أن يكون ذكر الورق في هذا الحديث وهما سبق إليه لسان الزهري ، فحملوه عنه على الوهم . فسائر الروايات عن أنس بن مالك ، ثم الروايات الصحيحة عن ابن عمر ، تدل على أن الذي طرحه هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب ، وأن الذي اتخذه من ورق كان في يده حتى مات ، وأن الذي جعله في يمينه هو الذي اتخذه من ذهب ، دون الذي اتخذه من ورق ، وأن الذي اتخذه من ورق جعله في يساره"
والغريب أن الرواية رغم تكذيب البيهقى لها موجودة عند البخارى ومسلم كما ذكر وقد ذكر الرواية المناقضة لها التى رواها مسلم فقال:
7 - فأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد قال : حدثنا أبو سهل بن زياد ، حدثنا الحسن بن العباس ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا عقبة بن خالد ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أتي بخاتم من ذهب ، فجعله في يده اليمنى ، وجعل فصه مما يلي كفه ، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، فلما رأى ذلك نزعه ، وقال : « لا ألبسه أبدا " فاتخذه من ورق رواه مسلم في الصحيح ، عن سهل بن عثمان وكذلك قاله : جويرية بن أسماء ، وأسامة بن زيد ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، عن نافع ، عن ابن عمر : في يمينه ، ثم رمى به وزاد بعضهم : ونهاهم عن تختم الذهب ووافق عبد الله بن دينار نافعا ، عن ابن عمر ، في أن الذي نبذه ، ونبذه الناس ، هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب"
وذكر البيهقى أن النبى(ص) اتخذ خاتما لضرورة العمل فى الدولة وهو مخاطبة الدول الأخرى حيث نقش فى الخاتم محمد رسول الله فذكر الروايات التالية:
3 - فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ، حدثنا أبو المثنى ، ويوسف بن يعقوب القاضي قال : حدثنا محمد بن المنهال ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى بعض الأعاجم " قال : « فقيل : إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم " قال : « فاتخذ خاتما من فضة ، نقشه : محمد رسول الله "
4 - وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، حدثنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا وهب بن بقية ، عن خالد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس معنى حديث يزيد بن زريع زاد : « فكان في يده حتى قبض صلى الله عليه وسلم ، وفي يد أبي بكر رضي الله عنه حتى قبض ، وفي يد عمر رضي الله عنه حتى قبض ، وفي يد عثمان رضي الله عنه فبينما هو عند بئر أريس ، إذ سقط في البئر ، فأمر بها فنزحت ، فلم يقدر عليه " أخرجه البخاري في الصحيح ، مختصرا من حديث يزيد بن زريع وأخرج هذه الزيادة ، عن أحمد بن حنبل ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن أبيه ، عن ثمامة ، عن أنس بن مالك"
وحكاية نزح البئر من أجل خاتم تبدو حكاية منافية للعقل فالخاتم إذا سقط فى الماء سيطفو خاصة أن بئر أريس كانت بئرا كبيرة يشرب منه الكثير من الناس وقد كرر البيهقى الرواية فقال :
8 - فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : « اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق ، وكان في يده ، ثم كان في يد أبي بكر من بعده ، ثم كان في يد عمر ، ثم كان في يد عثمان ، حتى وقع منه في بئر أريس " رواه مسلم بن الحجاج في الصحيح ، عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري ، عن محمد بن سلام ، عن ابن نمير ، دون قوله : « منه " ورواه أيضا : أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، في أن الذي ألقاه هو خاتمه من ذهب ، وأن الذي اتخذه من ورق ، كان يلبسه"
ثم ذكر البيهقى روايات ارتداء الخاتم فى اليد اليسرى فذكر التالى:
5 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، حدثنا أبو سهل بن زياد القطان ، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ، حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : « كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه " وأشار إلى خنصره ، من يده اليسرى رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي بكر بن خلاد . فهذه الروايات الصحيحة ، عن أنس بن مالك ، دلت على أن الخاتم الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم من فضة لم يطرحه ، وأنه كان يجعله في خنصره ، من يده اليسرى"
6 - فأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، من أصل كتابه ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي ، حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي ، حدثنا سلم بن قتيبة ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : « كأني أنظر إلى بياض خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في إصبعه اليسرى " هذا إسناد صحيح"
الرواية فيها تعبير معضل وهو فى إصبعه اليسرى فلا يوجد إصبع يسرى وإنما يد يسرى ولو اعتبرنا الإصبع الأخير من كل يد هو الأيسر لوجدنا الخنصر فى اليمنى والإبهام فى اليسرى عند جعل اليد مقابل الوجه وإذا قلبناه كان إبهام اليمنى وخنصر اليسرى ومن ثم فالرواية من ضمن جنون بعض الروايات
وذكر البيهقى التالى:
"التختم في اليسار ثم في كتاب السنن لأبي داود السجستاني ، رواية مرفوعة ، ورواية موقوفة ، تشهد للمرفوعة بالصحة ، تدل على أنه جعل ذلك في يساره أما المرفوعة :
9 - فأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا نصر بن علي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه وسلم : « كان يتختم في يساره ، وكان فصه في باطن كفه " وأما الموقوفة :
10 - فأخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا هناد بن السري ، عن عبدة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : « أنه كان يلبس خاتمه في يده اليسرى " قلت : ومعلوم عن ابن عمر ، أنه كان لا يخالف النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه ، فلما روى عنه في خاتم الذهب ، أنه جعله في يمينه ، هو الخاتم الذي طرحه ، وأن الذي جعله في يساره ، هو الذي اتخذه من ورق ، واقتدى به فيما لم يطرحه ، وكان الآخر من أمريه صلى الله عليه وسلم"
وحاول البيهقى الجمع بين روايات التختم فى اليسرى واليمنى فذكر رواية تذكر أنها لبس الذهب فى اليمنى ثم رماه ثم لبس الفضة فى اليسرى ولم يرمه فقال "
"الجمع بين الروايات وقد روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه رضي الله عنهما بإسناد صحيح ما يشهد لما ذكرنا من الجمع بين هذه الروايات بالصحة ، وأن الذي جعله في يساره ، هو خاتمه من فضة ، ثم لم يرمه
11 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب وهو الأصم ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم « تختم خاتما من ذهب في يده اليمنى ، على خنصره ، حتى رجع إلى البيت ، فرماه ، فما لبسه ، ثم تختم خاتما من ورق ، فجعله في يساره ، وأن أبا بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وحسنا ، وحسينا رضي الله عنهم كانوا يتختمون في يسارهم " هذه رواية صحيحة ، لا يشك أهل العلم بالحديث في صحتها أخرجها أبو عمرو بن مطر في فوائد أبي العباس الأصم رحمه الله"
الغريب فى روايات رمى الخواتم أنها منافية للشرع فلا الذهب ولا الفضة يرمى أيا منهم وإنما تعطى لمن يلبسهم أو يلبسهن لأن رميهم هو من باب الإسراف وإضاعة المال والذى حرمه الله ولم يجعله من صفات المؤمنين حيث قال :
"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكانوا بين ذلك قواما"
وهو يتنافى مع القول المعروف نهى الله عن قيل وقال وإضاعة المال "
وروايات التختم فى اليسار السابقة والتالية :
12 - وقرأت في كتاب أبي عيسى الترمذي رحمه الله : عن قتيبة بن سعيد ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : « كان الحسن والحسين يتختمان في يسارهما " قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح قلت : وهو شاهد لبعض متن رواية سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه"
تناقض روايات التختم فى اليمنى التالية:
13 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن شريك بن أبي نمر ، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه قال شريك : وحدثني أبو سلمة ، « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه في يمينه " فرواية أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطعة وأما رواية ابن حنين عن علي ، فإن أراد هذا الحديث فهي موصولة من تلك الجهة ، لكني أخاف أن يكون أراد حديث النهي عن تختم الذهب ، ولبس القسي ، والمعصفر ، والقراءة في الركوع ، وهو المعروف بهذا الإسناد ، دون ذكر التختم في اليمين ، فشط متنه ، والله أعلم ورواه نافع مولى ابن عمر ، والزهري ، ويزيد بن أبي حبيب ، وزيد بن أسلم ، والوليد بن كثير ، وأسامة بن زيد ، ومحمد بن عمرو ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، كلهم عن إبراهيم ، عن عبد الله بن حنين ، عن علي ، دون هذه اللفظة . ورواه محمد بن المنكدر ، عن عبد الله بن حنين ، دون هذه اللفظة . ثم إن صح ذلك ، فيحتمل أن يكون خبرا عن الأمر الأول ، وهو حين تختم بخاتم من ذهب في يمينه . وهكذا سائر ما روي في التختم في اليمين ، يكون خبرا عن الأمر الأول ، والذي ذكرنا مما لم نذكره هاهنا في التختم في اليسار خبرا عن الأمر الآخر جمعا بين الروايات . والذي روي في التختم في اليمين حتى قبض أسانيده ضعيفة بمرة ، والله أعلم . قلت : ولحديث الزهري ، عن أنس بن مالك ، في ذكر الورق ، في الخاتم الذي طرحه علة أخرى ، وهي أن الزهري ذكر عن أنس بن مالك : أن فصه كان حبشيا . ثم عن ابن عمر ، في الخاتم الذي اتخذه من ورق : أن فصه كان منه ، دل على أن الخاتم الذي فصه حبشيا ، هو الخاتم الذي اتخذه من ذهب ، وهو الذي كان يجعله في يمينه ، ثم طرحه ، والله أعلم"
17 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : « اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب ، ثم ألقاه ، واتخذ خاتما من فضة ، فصه منه ، وكان يجعل فصه في باطن كفه ، ونقش فيه : محمد رسول الله ونهى أن ينقش أحد عليه ، وهو الذي سقط من معيقيب ، في بئر أريس " قوله : فصه منه ، غريب في حديث ابن عيينة ، حفظه عنه عبد الله بن الزبير الحميدي ، وهو حافظ ثقة"
18 - أخبرناه أبو الحسين بن بشران ببغداد ، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن أيوب بن أبي تميمة السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب ، وضع فصه من داخل ، قال : فبينا هو يخطب ذات يوم قال : « إني كنت صنعت خاتما ، وكنت ألبسه ، وأجعل فصه من داخل ، وإني والله لا ألبسه أبدا " قال : فنبذه ، ونبذ الناس خواتيمهم ورواه عبد الوارث ، عن أيوب السختياني ، وقال فيه : فجعل فصه في باطن كفه . ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح . وبهذا المعنى رواه عبيد الله بن عمر ، وموسى بن عقبة ، والليث بن سعد ، وأسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر "
والرجل لم يصل للحقيقة بمناقشته لأسانيد الرواية السابقة وحاول طرح حلول ولكن لم يوفق فى الأمر
وناقش البيهقى مسألة أخرى وهو تكوين الخاتم فبين أن فص خاتم النبى(ص) كان من الخاتم نفسه فى الروايات التالية :
14 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، حدثنا أبو بكر بن داسة ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا زهير ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس قال : « كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة كله ، فصه منه "
15 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، أخبرني الحسن هو ابن سفيان ، حدثنا أمية بن بسطام ، حدثنا المعتمر قال : سمعت حميدا يحدث عن أنس : « أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان خاتمه من فضة ، وكان فصه منه " رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق ، عن معتمر بن سليمان"
وهو ما يناقض رواية الفص الحبشى التى تعنى أن الخاتم من مادتين وليس مادة واحدة وهى :
1- قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تختم بخاتم فضة ، فلبسه في يمينه ، فصه حبشي ، كان يجعل فصه مما يلي بطن كفه " رواه مسلم بن الحجاج"
ثم ذكر البيهقى مسألة شكل نقش الخاتم فبين أنه كان سطر محمد وسطر رسول وسطر الله تحت بعضهما فقال:
16 - وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الطوسي ، حدثنا أبو محمد بن شوذب الواسطي بها ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثني أبي ، عن ثمامة ، عن أنس : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه : « لما استخلف بعثه إلى البحرين ، وكتب له هذا الكتاب ، وختمه بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر : محمد سطر ، ورسول سطر ، والله سطر " رواه البخاري ، عن الأنصاري وقال فيه : حدثني أبي ، عن عمه ثمامة ، عن أنس قال : « كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ، فصه منه ، نقشه ثلاثة أسطر : سطر محمد ، وسطر رسول ، وسطر الله ، وكان في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض "
ثم بين البيهقى تناقضات الروايات فيمن وقع منه الخاتم فى بئر أريس فذكر أنه عثمان فى روايات وفى روايات معيقيب فقال :
" أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو أحمد الحافظ ، أخبرني أبو العلاء أحمد بن صالح التميمي بصور ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، فذكره . وقال البخاري ، بعد حديثه عن الأنصاري : وزادني يعني أحمد بن حنبل عن الأنصاري ، قال : حدثني أبي ، عن ثمامة ، عن أنس قال : « كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يده ، وفي يد أبي بكر بعده ، وفي يد عمر بعد أبي بكر ، قال : فلما كان عثمان ، جلس على بئر أريس ، فأخرج الخاتم ، فجعل يعبث به ، فسقط ، فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان ، فنزح البئر ، فلم يجده "..فقد خاتم النبوة والذي وقع في بئر أريس ، هو هذا الخاتم الذي اتخذه من ورق ، غير أن ابن عمر يقول في هذه الرواية : سقط من معيقيب ، وأنس بن مالك يقول : من عثمان ، وفي رواية عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، ما دل على ذلك ، فيحتمل أن يكون عثمان أخرجه من يده ، وجعل يعبث به ، ثم دفعه إلى معيقيب ، فسقط منه في البئر جمعا بين الروايتين ، وكان معيقيب فيما روي على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم . وإن صرنا إلى الترجيح : فرواية عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، في سقوطه من عثمان أولى ، لزيادة حفظ عبيد الله بن عمر ، ولموافقته رواية أنس بن مالك . وفي رواية أيوب بن موسى ، عن نافع ، شيء آخر ، وهو أن قوله في الخاتم الذي اتخذه من فضة : وكان يجعل فصه في باطن كفه ، وتابعه على ذلك : عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، ورواية الجماعة ، عن نافع : أنه كان يفعل ذلك في الخاتم الذي اتخذه من ذهب"
وفى نهاية الكتاب نجد عنوان يدل على أن هذا الجزء ليس من كتابة البيهقى وهو مذهب البيهقى وتحت العنوان نجد بعض آراء المذهب الشافعى والنص هو :
"مذهب البيهقي التختم في اليسار:
قال الشيخ أحمد رحمه الله : هذا الذي ذكرناه من تختم النبي صلى الله عليه وسلم في يمينه ، ثم في يساره ، لا يخلو من أن يكون واجبا ، أو مستحبا ، أو مباحا . فإن كان واجبا ، فالآخر من فعله هو الواجب . وإن كان مستحبا ، فالآخر هو المستحب . وإن كان مباحا ، وكلاهما جائز ، فالتختم في اليسار أولى ؛ لأنه الآخر من فعله ، والحجة أبدا في الآخر من أمره . وهذا نظير ما قاله الشافعي رحمه الله في قيام النبي صلى الله عليه وسلم للجنازة ، ثم قعوده . وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا الربيع ، أنبأنا الشافعي ، قال عقيب : حديث قيام النبي صلى الله عليه وسلم للجنازة : وهذا لا يعدو من أن يكون منسوخا ، أو أن يكون قد قام لها لعلة قد رواها بعض المحدثين فذكرها ثم قال : وأيهما كان فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تركه بعد فعله ، والحجة في الآخر من أمره ، إن كان الأول واجبا ، فالآخر من أمره ناسخ ، وإن كان استحبابا ، فالآخر هو الاستحباب ، وإن كان مباحا ، فلا بأس بالقيام والقعود ، والقعود أحب إلي ؛ لأنه الآخر من فعله ، وقد روينا عن الشافعي رحمه الله أنه كان يتختم في يساره ، وكان نقش خاتمه : الله ثقة محمد بن إدريس"
كما هو الحال فى أغلب الكتب نجد القوم يلجئون لروايات متناقضة مخالفة لبعضهم البعض فى تقرير الحكم مع وجود حكم واضح صريح فى القرآن للمسالة وهو :
جواز ارتداء الخاتم فى أى يد ومن أى مادة وهو قوله تعالى :
"وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها"
فالحلية هنا تكون من أى مادة دون تحديد ولم يذكر مكان لبس الحلية دليل على أن لبسه فى أى عضو من المعتاد اللبس فيه حلال

السبت، 29 يونيو 2019

اليهود هم بنو إسرائيل ويعقوب(ص) هو إسرائيل

اليهود هم بنو إسرائيل ويعقوب(ص) هو إسرائيل
الأدلة :
الدليل الأول:
أولاد يعقوب(ص) 12= يوسف(ص) + 11 كما جاء فى قوله تعالى :
""إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشرا كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين"
وهم أنفسهم أولاد إسرائيل(ص) الاثنا عشر فى قوله تعالى :
"وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم صادقين "
وموسى (ص)من بنى إسرائيل بدليل قوله تعالى :
"ألم تر إلى الملأ من بنى إسرائيل من بعد موسى"
ويشير قوله تعالى إلى نفس العدد:
"لقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم إثنى عشر نقيبا"
وقوله تعالى:
" وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما "
الدليل الثانى:
قال تعالى فى الرسل(ص) الذين ذكرهم فى سورة مريم:
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا "هنا بين الله للنبى(ص) أن الأنبياء(ص)المذكورين فى السورة هم من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والمراد من الذين تفضل الله عليهم من الرسل برحمته وهم من ذرية آدم (ص)أى من نسل آدم (ص)والمراد به إدريس(ص)ومن حملنا مع نوح (ص)والمراد ومن نسل الذين أركبنا مع نوح(ص)والمراد به إبراهيم (ص)ومن هنا نعلم أن نوح(ص)ليس له نسل بعد ابنه الهالك ومن ذرية أى نسل إبراهيم (ص)والمراد إسماعيل (ص)وإسحق(ص)ومن نسل إسرائيل (ص)والمراد مريم (ص)وزكريا (ص)ويحيى (ص)وعيسى (ص)وموسى (ص)وهارون (ص)ومن ذرية من هدى الله والمراد ومن نسل من علم الله الدين واجتبى أى واصطفى من الناس وهذا ما يعنى كون إسرائيل هو يعقوب(ص)
الدليل الثالث:
بين الله أن المحرم من الطعام كان على بنى إسرائيل فقال :
"كل الطعام كان حل لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين"
وقد بين أن المحرم من الطعام هو على اليهود وهم الذين هادوا فقال :
"وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر من الإبل والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم "
وقال أيضا فى نفس القضية:
"وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
ومن ثم فبنى إسرائيل هم اليهود
الدليل الرابع:
بين الله أن التوراة نزلت لحكم الذين هادوا وهم اليهود فقال :
"إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله "
وهو نفسه الكتاب الذى نزل على موسى(ص) وبنى إسرائيل كما قال تعالى :
" وأتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبنى إسرائيل"
الدليل الخامس:
طلب الله من اليهود تمنى الموت فقال :
"قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "
وهو نفس الطلب الذى طلبه من بنى إسرائيل المأخوذ عليهم الميثاق فقال :
" وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر "
وهو ما يعنى أنهم نفس القوم
الدليل السادس:
فى الآيات التالية زكريا (ص)ويحيى(ص) وعيسى (ص) من ذرية يعقوب (ص) وهى قوله تعالى :
"ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين "
وقوله تعالى :
"وإنى خفت الموالى من ورائى وكانت امرأتى عاقرا فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا"
وكلهم رسل لبنى إسرائيل لكونهم من ذريته كما قال تعالى فى عيسى(ص) :
"لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم"
وقال :
"وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم"

الجمعة، 28 يونيو 2019

قراءة فى كتاب الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم


قراءة فى كتاب الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم
هذا الكتاب من المكتبة الشاملة السنية وبطاقة الكتاب خالية من ذكر اسم المؤلف فى المكتبة وبالرجوع إلى كتاب كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون ص484 نسب الكتاب للسيوطى وفى شرح الشاطبية قال محقق الكتاب فرغلى سيد عرباوى فى مقدمة الكتاب ص97 أن هذا الكتاب من ضمن الكتب المفقودة للسيوطى
الكتاب مكون من صفحتين عبارة عن مسألة مكونة من سبعة أسئلة وإجابتها والمسألة هى :
"مسألة - في قوله عليه الصلاة والسلام التكبير جزم وفي قول بعضهم تأييدا لمقتضاه أنه عليه الصلاة والسلام لم ينطق بالتكبير إلا مجزوما هل الحديث ثابت أم لا، وعلى تقدير ثبوته هل هو صحيح أو حسن أو ضعيف ومن خرجه من العلماء ومن رجاله ومن تعرض للكلام على سنده ومتنه من الأئمة، وما التحقيق في حكم المسألة هل يشترط الجزم فيها أو لا وهل للشافعي رضي الله عنه فيها نص أم لا؟"
وأما الجواب فهو :
"الجواب - أما الحديث فغير ثابت قال الحافظ أبو الفضل ابن حجر في تخريج أحاديث الشرح الكبير:
حديث التكبير جزم لا أصل له وإنما هو من قول إبراهيم النخعي حكاه عنه الترمذي انتهى وقد وقفت على إسناده عن النخعي قال عبد الرزاق في مصنفه عن يحيى بن العلاء عن مغيرة قال قال ابراهيم التكبير جزم يقول لا يمد –
هكذا وقع في الرواية مفسرا وهذا التفسير إما من الراوي عن النخعي أو من يحيى أو من عبد الرزاق وكل منهم أولى بالرجوع إليه في تفسير الأثر، وفسره بذلك أيضا الإمام الرافعي في الشرح وابن الأثير في النهاية وجماعة آخرون، وأغرب المحب الطبري فقال معناه لا يمد ولا يعرب بل يسكن آخره وهذا الثاني مردود بوجوه:
أحدها مخالفته لتفسير الراوي والرجوع إلى تفسير الراوي أولى كما تقرر في علم الأصول
الثاني مخالفته لما فسره به أهل الحديث والفقه
الثالث أن إطلاق الجزم على حذف الحركة الاعرابية لم يكن معهودا في الصدر الأول وإنما هو اصطلاح حادث فلا يصح الحمل عليه
وأما حديث أنه عليه السلام لم ينطق بالتكبير إلا مجزوما فلم نقف عليه وإن كان هو الظاهر من حاله صلى الله عليه وسلم لأن فصاحته العظيمة تقتضي ذلك
وأما هل يشترط الجزم فجوابه لا بل لو وقف عليه بالحركة صح تكبيره وانعقدت صلاته لأن قصارى أمره أنه صرح بالحركة في حالة الوقف وهو دون اللحن ومعلوم أنه لو لحن بأن نصب الجلالة مثلا لم يضره في صحة الصلاة كما لو لحن في الفاتحة لحنا لا يغير المعنى فإنه لا تبطل صلاته كما هو منصوص عليه
وأما هل للشافعي رضي الله عنه نص في ذلك فجوابه أنه لم ينص على ذلك وكذلك غالب الأصحاب اكتفاء بما نصوا عليه في اللحن في القراءة ومن نص على ذلك منهم كالمحب الطبري فكلامه في الاستحباب لا في الاشتراط بقرينة ذكر ذلك مع مسألة المد ومد التكبير لا يبطل بلا خلاف وحذفه سنة بلا خلاف، نعم نص الشافعي في الأم على جزم التكبير بمعنى حذفه وعدم مده وتمطيطه"
المسألة كلها لا أصل لها فى كتاب الله والروايات سواء كانت مقبولة أو مردودة تقول بالجهر بالتكبير أو الإسرار تخالف النص القرآنى فى سورة الإسراء:
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
والتكبير وهو قول الله أكبر صحيح إذا قرىء فى سور القرآن بالتشكيل أو بالجزم حيث ورد كلمة الله خلفها أكبر ثلاث مرات وهى :
قال تعالى فى سورة التوبة :
" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر"
وقال تعالى فى سورة النحل :
"ولذكر الله أكبر"
وقال فى سورة غافر :
"إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم"
فالمهم فى النطق هو فهم المعنى حتى لو كان النطق حسب النحو خطأ

الخميس، 27 يونيو 2019

قراءة فى كتاب مسألة في الإرادة

قراءة فى كتاب مسألة في الإرادة
الكتاب تأليف الشيخ المفيد وموضوعه إرادة الله تعالى والإرادة تختلف من الخالق إلى المخلوق
إرادة الله تعالى طبقا لكونه واحد أحد لا يتجزأ ولا يتبعض هى الله نفسه ومن ثم فقولنا ذو علم وذو حياة وغير هذا كله واحد
إرادة المخلوق تعنى أنه يرغب فى قول أو فعل وهو قد يقوله أو لا يقوله يفعله أو لا يفعله وهو يحتاج لأدوات للقول أو الفعل بينما إرادة الله تعنى فعله أى عمله وهو خلقه للشىء كما قال تعالى :
"إنما إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
إرادة الله لا تحتاج لأداة ليتم الخلق بها وإنما هى كن وهو ما عبر المفيد عنه بقوله:
"قال الإرادة من الله جل اسمه نفس الفعل ومن الخلق الضمير وأشباهه مما لا يجوز إلا على ذوي الحاجة و النقص وذاك أن العقول شاهدة بأن القصد لا يكون إلا بقلب كما لا تكون الشهوة و المحبة إلا لذي قلب ولا تصح النية والضمير العزم إلا على ذي خاطر يضطر معها في الفعل الذي يغلب عليه إلى الإرادة له والنية فيه والعزم ولما كان الله تعالى يجل عن الحاجات و يستحيل عليه الوصف بالجوارح و الآلات و لا يجوز عليه الدواعي و الخطرات بطل أن يكون محتاجا في الأفعال إلى القصود و العزمات و ثبت أن وصفه بالإرادة مخالف في معناه لوصف العباد و أنها نفس فعله الأشياء و إطلاق الوصف بها عليه مأخوذ من جهة الاتباع دون القياس"
وقال معبرا عن ما قلته بألفاظ أخرى فقال :
"قال شيخنا المفيد رحمه الله أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال قلت لأبي الحسن ع أخبرني عن الإرادة من الله تعالى و من الخلق فقال الإرادة من الخلق الضمير و ما يبدو لهم بعد كذا الفعل و الإرادة الإرادة من الله تعالى إحداثه الفعل لا غير ذلك لأنه جل اسمه لا يهم و لا يتفكر"
ونتناول ما قاله المفيد وهو :

"لا يخلو تعالى جده أن يكون مريدا لنفسه أو بإرادة و لا يجوز أن يكون مريدا لنفسه لأنه لو كان كذلك لوجب أن يكون مريدا للحسن و القبيح و قد دل الدليل على أنه لا يريد القبيح و لا يفعله و لا يجوز أن يكون مريدا بإرادة لأنها لا تخلو من أن تكون موجودة أو معدومة و لا يجوز أن تكون معدومة لأن المعدوم ليس بشيء و لا يوجب لغيره حكما و إن كانت موجودة لم تخل من أن تكون قديمة أو محدثة فإن كانت قديمة وجب تماثلها للقديم تعالى و كذلك السوادان و البياضان فيجب تماثل القديمين كذلك و أيضا فلو كان مريدا بإرادة قديمة لوجب قدم المرادات بأدلة قد ذكرت في مواضعها فلم يبق إلا أن يكون تعالى مريدا بإرادة محدثة و هذا باطل من حيث كانت الإرادة عند مثبتيها عرض و الأعراض لا تقوم بأنفسها و لا بد لها من محال و لم تخل محل هذه من أن يكون هو أو غيره و محال كونه تعالى محل شيء من الأعراض لقدمه الإرادة و لا يجوز أن يكون مريدا بإرادة محدثة تحل في غيره لوجوب رجوع حكمها إلى المحل و لا يصح أن يكون حكمها راجعا إلى محلها و يكون تعالى مريدا بها و وجودها لا في محل غير معقول و إثبات ما ليس بمعقول يؤدي إلى الجهالات فثبت أنه مريد مجازا لا حقيقة فتأمل ذلك "
الأخطاء هى :
الخطأ الأول القول : لا يجوز أن يكون مريدا لنفسه لأنه لو كان كذلك لوجب أن يكون مريدا للحسن و القبيح و قد دل الدليل على أنه لا يريد القبيح و لا يفعله "
الله مريد لنفسه كما قال تعالى "كتب ربكم على نفسه الرحمة "فالله أراد لنفسه الرحمة
والله مريد للحسن والقبح أى الخير والشر أى الحسنة والسيئة كما قال تعالى :
"وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله"
فالحسنة والسيئة كلاهما من خلق أى إرادة الله فهو كما قال:
" فعال لما يريد"
والمسألة المختلطة فى العقول من الحسنة والسيئة أى الخير والشر هى مسألة الكفر والإسلام فالله فاعل أى مريد أى مشيئته شاءتهما كما قال تعالى :
"وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
ولكنه يرضى عن الإسلام كما قال تعالى :
"ورضيت لكم الإسلام دينا"
ولا يرضى والمراد لا يقبل الكفر من عباده كما قال تعالى :
" ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم "
الخطأ الثانى القول: ولا يجوز أن يكون مريدا بإرادة لأنها لا تخلو من أن تكون موجودة أو معدومة
إرادة اى مشيئة الله موجودة بلا بداية وبلا نهاية لكونها ذاته فالله لا ينقسم ولا يتبعض فلو لم يكن له إرادة ما كان شىء مما هو موجود وما هو قادم كما قال تعالى :
"ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله"
ووضح المفيد أن إرادة البشر تجعل الشىء الواحد إرادتين كقول الحمد لله رب العالمين فمرة يقصد به البشر قول الله فى القرآن ومرة يقصدون به الثناء على الله وكلاهما يكون صحيحا وفى هذا قال المفيد :
"مسألة إن قال قائل إذا كنتم تقولون أن إرادة الله تعالى لفعله هي نفس ذلك الفعل و لا تثبتون له إرادة غير المراد فما معنى قولكم أراد الله بهذا الخبر كذا ولم يرد كذا وأراد العموم ولم يرد الخصوص وأراد الخصوص و لم يرد العموم جواب قيل له معنى ذلك أن المقدور أخبارا كثيرة عن أشياء مختلفة فقولنا أراد كذا ولم يرد كذا فهو أنه فعل الخبر الذي هو عن كذا و لم يفعل الخبر الذي هو عن كذا و فعل القول الذي يفهم منه كذا و لم يفعل القول الذي يفهم منه كذا و هذا كقولنا إنا إذا قلنا الحمد لله رب العالمين وأردنا القرآن كان ذلك قرآنا وإذا أردنا أن يكون منا شكرا لله تعالى كان كذلك فإنا لسنا نريد أن قولا واحدا ينقلب بإرادتنا قرآنا إن جعلناه قرآنا و يكون كلاما لنا إن جعلناه لنا كلاما و إنما معناه أن في مقدورنا كلامين نفعل هذا مرة و هذا مرة فإن قال فكان من قولكم أن الحمد لله رب العالمين إذا أردتم به القرآن يكون مقدورا لكم قلنا هذا كلام في الحكاية و المحكي "
كما وضح الكتاب أن بعض ما يوصف به الله ليس معناه عنده هو معناه فى الخلق فقال :
" قال الكراجكي رضوان الله تعالى عليه في كنز الفوائد بيان صفات المجاز فأما الذي يوصف الله تعالى به ومرادنا غير حقيقة الوصف في نفسه فهو كثير فمنه مريد وكاره وغضبان وراض ومحب ومبغض وسميع وبصير وراء ومدرك فهذه صفات لا تدل العقول على وجوب صفته بها و إنما نحن متبعون للسمع الوارد بها و لم يرد السمع إلا على اللغة واتساعاتها والمراد بكل صفة منها معنى غير حقيقتها القول في المريد"
ووضح الكتاب أن معنى إرادة الخلق هو قصد أحد الضدين اللذين خطرا بالبال لا ينطبق على الله تعالى فى إرادته فقال :
"اعلم أن المريد في الحقيقة و المعقول هو القاصد إلى أحد الضدين اللذين خطرا بباله الموجب له بقصده و إيثاره دون غيره وهذا من صفات المخلوقين التي تستحيل أن يوصف في الحقيقة بها الإرادة رب العالمين إذ كان سبحانه لا يعترضه الخواطر ولا يفتقر إلى أدنى روية و فكر إذ كان هذا على ما بيناه فإنما معنى قولنا إن الله تعالى مريد لأفعاله أنها وقعت و هو عالم بها غير ساه عنها و إنما لم يقع عن سبب موجب من غيره لها لأنا وجدنا القاصد منا للشيء الذي هو عالم به غير ساه عنه و لا هو موجودا لمسبب وجب من غيره مريدا له فصح إذا أردنا أن نخبر بأن الله تعالى يفعل لا عن سهو و لا غفلة و لا بإيجاب من غيره أن نقول هو مريد لفعله و يكون هذا الوصف استعارة"
ونلاحظ التناقض فى كلام الكتاب بين صحة وصف الله بالإرادة فقال :
"لأن حقيقته كما ذكرناه لا يكون إلا في المحدث دليل و الذي يدل على صحة قولنا في وصف الله تعالى بالإرادة "
ومع هذا نفى أن يكون الله مريدا لنفسه أو مريدا بإرادة فقال :
"أنه سبحانه لو كان مريدا في الحقيقة لم يخل الأمر من حالين إما أن يكون مريدا لنفسه أو مريدا بإرادة فلو كان مريدا لنفسه لوجب أن يكون مريدا للحسن و القبيح كما أنه لو كان عالما لنفسه كان عالما بالحسن و القبيح و إرادة القبيح لا تجوز على الله سبحانه"
وقد سبق قول نفس الكلام فى بداية الكتاب كما كرر بعض من كلامه السابق وزاد عليه فقال :
"باب نفى الصفات التي ادعت المجبرة أنه قديمة مع الله تعالى الإرادة وأيضا فلو كان الله سبحانه مريدا فيما لم يزل إما لنفسه و إما بإرادة قديمة معه لوجب أن يكون مراده معه فيما لم يزل لأنه لا مانع له مما أراده و لا حائل بينه و بينه و لكان ما يوجده من الأفعال لا تختلف أوقاته ولا يتأخر بعضه عن بعض لأن الإرادة حاصلة موجدة في كل وقت وهذا كله موضح أنه عز وجل ليس بمريد فيما لم يزل لا لنفسه ولا لإرادة قديمة معه وإذا بطل هذا لم يبق إلا أن يكون مريدا بعد أن لم يكن مريدا بإرادة محدثة وهذا أيضا يستحيل لأن الإرادة لا تكون إلا عرضا والعرض يفتقر إلى محل والله تعالى غير محل للأعراض ولا يجوز أن تكون إرادته حالة في غيره كما لا يجوز أن يكون عالما بعلم يحل في غيره وقادرا بقدرة تحل في غيره ولا يجوز أيضا أن تكون لا فيه ولا في غيره لأنه عرض والعرض يفتقر إلى محل يحملها ويصح بوجوده وجودها ولو جاز أن توجد إرادة لا في مريد بها ولا في غيره لجاز أن توجد حركة لا في متحرك بها و لا في غيره فإن قيل إن الحركة هيئة للجسم و ليس يجوز أن تكون هيئة غير حالة فيه قلنا ولم لا يجوز ذلك فإن قيل لأن تغير هيئة الجسم مدرك بالحاسة فوجب أن يكون المعنى الذي يتغير به حالا فيه قلنا و كذلك المريد للشيء بعد أن لم يكن مريدا له قد يتغير عليه حس نفسه فوجب أن تكون إرادته تحله فإن قيل بأي شيء من الحواس تحس الإرادة قلنا وبأي شيء من الحواس يحس الصداع الإرادة فإن قيل إن الإنسان يدرك ألم الصداع في موضعه ضرورة قلنا فلم نركم أشرتم إلى حاسة بعينها أدركه بها ولنا أن نقول وكذلك المريد في الحقيقة يعلم بتغير حسه ويدرك ذلك من نفسه ضرورة”
وقد تناول الرجل فى الفقرة السابقة أن الإرادة وهى فعل الخلق تكون فى أوقات مختلفة ونلاحظ أن المخلوقات كلها كانت مكتوبات فى كتاب الخلق قبل خلقها فى أوقات مختلفة وهو قوله تعالى :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
وبين الرجل أن إرادة العبد تكون قبل فعله فقال:
"قال شيخنا المفيد رحمه الله و هذا نص من مولانا ع على اختياري في وصف الله تعالى بالإرادة و فيه نص على مذهب لي آخر منها و هو أن إرادة العبد تكون قبل فعله و إلى هذا ذهب البلخي و القول في تقدم الإرادة للمراد كالقول في تقدم القدرة للفعل "
فصل
اعلم أنا نذهب إلى أن الإرادة تتقدم المراد كتقدم القدرة للمقدور غير أن الإرادة موجبة للمراد والقدرة غير موجبة للمقدور والإرادة لا تصلح إلا للمراد دون ضده و ليس كذلك القدرة لأنها تصلح أن يفعل الشيء بها فضده بدلا منه و الجميع أعراض لا يصح بقاؤها"
كما بين أن إرادة الإنسان تحدث أو لا تحدث بأسباب تجعله ينجح فى الفعل أو أسباب تعجزه عن تنفيذ إرادته فقال :
"فصل معنى القول في أن الإرادة موجبة:
معنى قولنا في الإرادة أنها موجبة هو أن الحي متى فعل الإرادة لشيء وجب وجود ذلك الشيء إلا أن يمنعه منه غيره فأما أن يمتنع هو من مراده فلا يصح ذلك ومن الدليل على صحة ما ذكرناه أنه قد ثبت تقدم الإرادة على المراد لاستحالة أن يريد الإنسان ما هو فاعل له في حال فعله فيكون مريدا للموجود كما يستحيل أن يقدر على الموجود وإذا ثبت أن الإرادة متقدمة للمراد لم يخل أمر المريد لحركة يده من أن يكون واجبا وجودها عقيب الإرادة الإرادة بلا فصل أو كان يجوز عدم الحركة فلو جاز ذلك لم يعدم إلا بوجود السكون منه بدلا منها ولو فعل السكون في الثاني من حال إرادته للحركة لم يخل من أن يكون فعله بإرادة له أو سهو عنه و محال أن يفعله بإرادة لأن ذلك موجب لاجتماع إرادتي الحركة و السكون لشيء واحد في حالة واحدة و محال وجود السهوعن السكون في حال إرادته للحركة فبطل جواز امتناع الإنسان مما قد فعل الإرادة له على ما شرحناه "
وقد بين أن إرادة الله تعالى لأفعال خلقه فهي أمره لهم بالأفعال فقال :
"فأما إرادة الله تعالى لأفعال خلقه فهي أمره لهم بالأفعال ووصفناه له بأنه يريد منه كذا إنما هو استعارة و مجاز و كذلك كل من وصف بأنه مريد لما ليس من فعله تعالى طريق الاستعارة والمجاز و قول القائل يريد مني فلان المصير إليه إنما معناه أنه يأمر بذلك و يأخذني به وأرادني فلان على كذا أي أمرني به فقولنا إن الله يريد من عباده الطاعة إنما معناه أنه يأمرهم بها وقد تعبر بالإرادة عن التمني والشهوة مجازا واتساعا فيقول الإنسان أنا أريد أن يكون كذا أي أتمناه و هذا الذي كنت أريده أي أشتهيه و تميل نفسي إليه والاستعارات في الإرادات كثيرة فأما كراهة الله تعالى للشيء فهو نهيه عنه وذلك مجاز كالإرادة فاعلمه"
وهو كلام غير صحيح فالله لا يأمرهم بالأفعال السيئة كما قال تعالى :
" قل إن الله لا يأمر بالفحشاء "
وأصل المسألة أن أفعال الإنس والجن هى من باب قوله تعالى :
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
فالله يقدر الخلق على عمل الإيمان وعمل الكفر كما قال تعالى :
"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
وإنما أمرهم فى شريعته بالإيمان ولم يأمرهم بالكفر
وتناول الرجل مسألة الرضا والغضب فقال :
"القول في الغضب و الرضا وهاتان صفتان لا تصح حقيقتهما إلا في المخلوق لأن الغضب هو نفور الطباع و الرضا ميلها و سكون النفس و وصف الله تعالى بالغضب والرضا إنما هو مجاز والمراد بذلك ثوابه وعقابه فرضاه وجود ثوابه و غضبه وجود عقابه فإذا قلنا رضي الله عنه فإنما نعني أثابه الله تعالى وإذا قلنا غضب الله عليه فإنا نريد عاقبه الله فإذا علق الغضب والرضا بأفعال العبد فالمراد بهما الأمر و النهي نقول إن الله يرضى الطاعة بمعنى يأمر بها ويغضب من المعصية بمعنى ينهى عنها
الإرادة "

والخطأ الذى وقع فيه الكثيرون هو اعتبار ما يسمى المجاز اللغوى فلا يوجد مجاز فى الشريعة وإنما هناك معانى متعددة للشىء الواحد فالمعنى يختلف من الخالق للمخلوق وما قاله الرجل من معانى الرضا والغضب فى الله صحيح
وقد تناول مسألة أخرى وهى :
"القول في الحب و البغض وهاتان الصفتان إنما يوصف الله تعالى بها مجازا لأن المحبة في الحقيقة ارتياح النفس إلى المحبوب و البغض ضد ذلك من الانزعاع و النفور الذي لا يجوز على التقديم فإذا قلنا إن الله عز و جل يحب المؤمن و يبغض الكافر فإنما نريد بذلك أنه ينعم على المؤمن و يعذب الكافر و إذا قلنا إنه يحب من عباده الطاعة و يبغض منهم المعصية جرى ذلك مجرى الأمر و النهي أيضا على المعنى الذي قدمنا في الغضب و الرضا"
وتناول أيضا مسألة السمع والبصر فقال :
"القول في سميع و بصير
اعلم أن السميع في الحقيقة هو مدرك الأصوات بحاسة سمعه و البصير هو مدرك المبصرات بحاسة بصره وهاتان صفتان لا يقال حقيقتهما في الله تعالى لأنه يدرك جميع المدركات بغير حواس ولا آلات فقولنا إنه سميع إنما معناه لا تخفى عليه المسموعات وقولنا بصير معناه أنه لا يغيب عنه شيء من المبصرات وأنه يعلم هذه الأشياء على حقائقها بنفسه لا بسمع و بصر ولا بمعان زائدة على معنى العلم و قد جاءت الآثار عن الأئمة ع بما يؤكد ما ذكرناه
قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن محمد بن سالم الثقفي قال قلت لأبي جعفر الباقر ع إن الإرادة قوما من أهل العراق يزعمون أن الله تعالى سميع بصير كما يعقلونه قال فقال تعالى الله تعالى إنما يعقل ذلك فيما كان بصفة المخلوق وليس الله تعالى كذلك وبإسناده عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد مرسلا عن الرضا ع أنه قال في كلام له في التوحيد و صفة الله تعالى كذلك بأنه سميع أخبار بأنه تعالى لا يخفى عليه شي ء من الأصوات و ليس هذا على معنى تسميتنا بذلك و كذلك قولنا بصير فقد جمعنا الاسم و اختلف فينا المعنى و قولنا أيضا مدرك و راء لا يتعدى به معنى عالم فقولنا راء معناه عالم بجميع المرئيات و قولنا مدرك معناه عالم بجميع المدركات فهذه صفات المجازات "

كما قلنا اخترع القوم ما يسمونه المجاز وهو اختراع بشرى ارتبط بالفنون القولية كالشعر وهو اختراع لإضلال البشر عن المعانى التى أرادها الله فى شريعته فكل المعانى فى الشريعة حقيقية ولكن فى اللغة التى خلقها الله والبشر هم الذين حرفوا الكثير من المعانى عما وضعه الله لها حتى تضيع الشريعة ويحتار الناس فيما يقال

الأربعاء، 26 يونيو 2019

نقد كتاب اليقين لابن أبي الدنيا

نقد كتاب اليقين لابن أبي الدنيا
1 -: ثنا عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا ، ثنا علي بن الجعد ، ثنا شعبة ، عن يزيد بن خمير ، قال : سمعت سليم بن عامر يحدث ، عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط ، سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول مقامي هذا قال « ثم بكى أبو بكر رحمه الله ثم قال : " عليكم بالصدق ؛ فإنه مع البر ، وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور ، وهما في النار ، وسلوا الله المعافاة ، فإنه لم يؤت أحد شيئا بعد اليقين خيرا من المعافاة ، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا «
المستفاد الصدق المبنى عليه البر يدخلان الجنة والكذب المبنى عليه الفجور يدخلان النار
طلب المعافاة من الله
حرمة التقاطع والتدابر والتحاسد
المؤمنون أخوة
2 - حدثنا عبد الله ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن خالد بن أبي عمران ، أن ابن عمر قال : قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : « اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا "
الخطأ كون الوارث اليقين أو الأـسماع والأبصار وورثة الجنة هم المؤمنون أى المسلمون كما قال تعالى "قد أفلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون"
3 - حدثنا عبد الله ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا مروان بن محمد ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد ، ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل "
الخطأ نجاة الأمة بالزهد وهو أمر لم يشرعه الله فالله لم يحرم التمتع بزينة الله وهى الطيبات من الرزق فقال :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
4 - حدثنا عبد الله ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن سوقة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « اليقين على أربع شعب : على غائص الفهم ، وغمرة العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم ، فمن فهم فسر جميل العلم ، ومن فسر جميل العلم عرف شرائع الحكم ، ومن عرف شرائع الحكم حلم ولم يفرط في أمره وعاش في الناس "
الخطأ أن عرف أى علم حلم ولم يفرط فى أمره وهو ما يخالف أن كل من كفر كفر بعد معرفته أى علمه بأحكام الله وهى البينات وفى هذا قال تعالى ""وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم"
ونلاحظ أن أنواع اليقين هنا تخالف أنواع اليقين فى الرواية التالية:
10 - حدثنا عبد الله ، نا عبد الرحمن بن صالح ، نا أبو مالك الجنبي ، عن صباح المزني ، عن محمد بن سوقة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، قال : حدثني الذي سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : « اليقين على أربع شعب ، على تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، وموعظة العبرة ، وسنة الأولين ، فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة ، ومن تأول الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين "
فهم فى الأولى غائص الفهم ، وغمرة العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم وفى الثانية تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، وموعظة العبرة ، وسنة الأولين والخلاف هو فى روضة الحلم وزهرة الحكم وموعظة العبرة وسنة الأولين والغريب أن الروايتان عن شخص واحد وهو ما يعنى أنه افتراء ظاهر عليه
5 - حدثنا عبد الله ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا بشر بن بكر ، عن أبي بكر بن أبي مريم : « عن الأشياخ ، قال : " ما نزل في الأرض شيء أقل من اليقين ، ولا قسم بين الناس شيء أقل من الحلم «
الخطأ كون اليقين أقل شىء نزل الأرض وهو ما يناقض أن اليقين أساسا لا ينزل الأرض لكونه فيها فى قلوب المؤمنين كما قال تعالى "وبالآخرة هم يوقنون"
6 - حدثنا عبد الله ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن فطر ، عن أبي يزيد المديني ، قال : كان من دعاء أبي بكر رضي الله عنه : « اللهم هب لي إيمانا ويقينا ومعافاة ونية "
الخطأ طلب النية والنية لا تطلب على اطلاقها وإنما تطلب النية الحسنة فقط فى الدعاء
7 - حدثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن وهب الدمشقي ، نا بقية بن مخلد ، عن العباس بن الأخنس ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، قال : « تعلموا اليقين كما تعلموا القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه "
الخطأ تعلم اليقين كتعلم القرآن فاليقين أساسا يكون بالقرآن كما قال تعالى "هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون"
8 - حدثنا عبد الله ، نا يعقوب بن عبيد ، نا يزيد بن هارون ، نا أبو سعيد الكندي أنه بلغه ، عن أبي الدرداء ، أنه كان يقول : « يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم ، كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم ، ولمثقال ذرة من بر من صاحب تقوى ويقين أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عبادة من المغتربين "
الخطأ كون البر غير العبادة فهما شىء واحد وهو طاعة أحكام الله
والخطأ كون العمل الواحد له ثواب عند فريق وثواب أخر عند الفريق الثانى والثواب واحد كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
9 - حدثنا عبد الله ، نا أحمد بن عيسى ، نا عبد الله بن وهب ، ثنى سعيد بن أبي أيوب ، عن عبد الرحمن بن بزرج ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين "
الخطأ تسمية ضعاف اليقين من الأمة فلو ضعف اليقين عند المسلمين ما كانوا مسلمين وإنما كفار
11 - حدثنا عبد الله ، نا هارون بن عبد الله ، نا حجاج بن محمد ، نا أبو هلال محمد بن سليم ، عن بكر بن عبد الله المزني قال : فقد الحواريون نبيهم عيسى عليه السلام فقيل لهم : توجه نحو البحر ، فانطلقوا يطلبونه ، فلما انتهوا إلى البحر إذا هو قد أقبل يمشي على الماء ، يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى ، وعليه كساء مرتد بنصفه ومتزر بنصفه حتى انتهى إليهم فقال له بعضهم - قال أبو هلال أظنه من أفاضلهم - : ألا أجيء إليك يا نبي الله ؟ ، قال : بلى فوضع إحدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الأخرى ، فقال : غرقت يا نبي الله ، قال : « أرني يدك يا قصير الإيمان لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء "
39-حدثنا عبد الله ، ثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، عن فضيل بن عياض ، قال : « قيل لعيسى : بأي شيء تمشي على الماء ؟ قال : " بالإيمان واليقين « ، قالوا : فإن آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت ، قال : " فامشوا إذا « ، قال : فمشوا معه فجاءهم الموج فغرقوا ، قال لهم عيسى : " ما لكم ؟ « ، قالوا : خفنا الموج ، قال : " ألا خفتم رب الموج « ، قال : فأخرجهم ثم ضرب بيديه إلى الأرض فقبض بهما ثم بسطهما فإذا من إحدى يديه ذهب ومن الأخرى مدد أو حصا فقال : " أيهما أحلا في قلوبكم ؟ « قالوا : هذا الذهب قال : " فإنهما عندي سواء «
الخطأ المشترك بين الروايتين أن الآيات المعجزات لعيسى(ص) المشى على الماء وهو ما يخالف أنه الله لم يعطه ذلك فمعجزاته هى ما ذكره الله فى قوله:
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"
12 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو السري الباهلي ، قال : « كان يقال : " الاهتمام بالعمل يورث الفكرة ، والفكرة تورث العبرة ، والعبرة تورث الحزم ، والحزم يورث العزم ، والعزم يورث اليقين ، واليقين يورث الغنى ، والغنى يورث الحب ، والحب يورث اللقاء «
يوجد العديد من الأخطاء منها أن اليقين يورث الغنى وهو ما يخالف لأن المؤمنين ومنهم النبى(ص) ابتلوا بالفقر كما قال تعالى ""ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
13 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن عثمان العجلي ، ثنا أبو أسامة ، عن جرير بن حازم ، ثنا الحسن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الناس لم يؤتوا في هذه الدنيا خيرا من اليقين والعافية فسلوهما الله عز وجل " قال الحسن : « صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم باليقين طلبت الجنة ، وباليقين هرب من النار ، وباليقين أوتيت الفرائض ، وباليقين صبر على الحق ، وفي معافاة الله خير كثير قد والله رأيناهم يتقاربون في العافية فلما نزل البلاء تفارقوا "
المستفاد أفضل العطاء الإلهى للناس اليقين بالله وعافيته
14 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن إبراهيم السهمي ، ثنا داود بن المحبر ، عن الحسن بن دينار ، عن قتادة قال : « قال لقمان لابنه : يا بني إن الصبر على المكاره من حسن اليقين ، وإن لكل عمل كمالا وغاية ، وكمال العبادة الورع واليقين "
نلاحظ تناقضا بين بناء الأعمال على حسن اليقين بالقول" الصبر على المكاره من حسن اليقين" وبين كون العبادة يكملها اليقين فى القول "وكمال العبادة الورع واليقين" فالعبادة وهى طاعة الله مبنية على اليقين بالله وهو تصديق وحيه
15 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن إدريس ، ثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ، ثنا مدرك بن أبي سعد الفزاري ، عن يونس بن حلبس ، أنه كان يدعو : « اللهم إني أسألك حزما في لين ، وقوة في دين ، وإيمانا في يقين ، ونشاطا في هدى ، وبرا في استقامة ، وكسبا من حلال "
نلاحظ خبلا وهو كون الحزم فى اللين وكلاهما ضدان لا يجتمعان والخبل الخر كون البر فى الاستقامة لكون الاستقامة نفسها البر وهو طاعة الله
16 - حدثنا عبد الله ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن محمد بن سعيد ، عن الحسن قال : « ما أيقن عبد بالجنة والنار حق يقينهما إلا خشع ووجل ، وذل واستقام ، واقتصر حتى يأتيه الموت "
المستفاد الموقن بالجزاء يطيع أحكام الله حتى يموت
17 - حدثنا عبد الله ، قثني محمد بن الحسين ، قثني صدقة بن بكر السعدي ، قثني مرجى بن وداع الراسبي ، عن المغيرة بن حبيب ، قال : « رأى رجل عبد الله بن غالب فيما يرى قال : " يا أبا فراس ، ما صنعت ؟ قال : خير الصنيع ، قال : إلام صرت ؟ قال : إلى الجنة قال : ثم قال : بحسن اليقين وطول التهجد «
الخطأ ان دخول الجنة يكون بحسن اليقين وطول التهجد فقط والمعروف أنه يكون بالعمل الصالح كله كما قال تعالى "وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
18 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن أبي مريم ، عن موسى بن عيسى ، قال : اجتمع حذيفة المرعشي ، وسليمان الخواص ، ويوسف بن أسباط ، فتذاكروا الفقر والغنى ، وسليمان ساكت فقال بعضهم : « الغني من كان له بيت يكنه ، وثوب يستره ، وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا " ، وقال بعضهم : « الغني من لم يحتج إلى الناس " ، فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب ؟ فبكى ثم قال : « رأيت جوامع الغنى في التوكل ، ورأيت جوامع الشر من القنوط ، والغني حق الغنى ، من أسكن الله قلبه من غناه يقينا ، ومن معرفته توكلا ، ومن عطاياه وقسمه رضى ، فذاك الغني حق الغنى وإن أمسى طاويا وأصبح معوزا " . فبكى القوم جميعا من كلامه «
كون الغنى التوكل يناقض كون الغنى هو اليقين فى الرواية التالية:
21 - حدثنا عبد الله ، ثنا منصور بن أبي مزاحم ، عن إسماعيل بن عياش ، عن أبي سيار المكي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الكرم التقوى ، والشرف التواضع ، واليقين الغنى "
19 - حدثنا عبد الله ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن طارق ، عن سالم : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) قال : « الموت " حدثنا عبد الله ، قال : وقال بعض الحكماء : « من ضعف اليقين تدخل الآفة على المريدين ، وبقوة اليقين وصدق المطالبة يكون الجد والاجتهاد ، وبصدق الخوف والحذر تسلو النفس عن الشهوات "
المستفاد عبادة الله حتى الموت فاليقين ياتى بمعنى الموت
20 - حدثنا عبد الله ، قال : كتب إلي علي بن حرب ، ثنا القاسم بن يزيد ، ثنا قيس بن مسلم الجدلي ، قال : كان عطاء الخراساني لا يقوم من مجلسه حتى يقول : « اللهم هب لنا يقينا بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا ، وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتب لنا علينا ، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت به "
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
22 - حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا أبو أسامة ، ويعلى بن عبيد ، عن ابن أبي خالد ، عن زبيد ، قال : قال عبد الله : « إن الروح والفرج في اليقين والرضا ، وإن الغم والحزن من الشك والسخط " وقال يعلى : « الروح والفرح "
الخطأ كون الغم والحزن من الشك والسخط فبعض الحزن والغم ليس شكا ولكن شفقة على الأخرين كما فى الحزن على فراق البعض مكانيا وليس موتا كما قال تعالى على لسان يعقوب(ص) "إنى ليحزننى أن تذهبوا به "
23 - حدثنا عبد الله ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال مالك بن دينار : « أشهدكم أن يقيني ، شكور "
المستفاد أن اليقين هو شكر أى طاعة الله
24 - حدثنا عبد الله ، ثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن عامر بن عبيدة ، عن رجل ، قال : « كنت أسير من جوف الليل ، فإذا خلفي رجل أظنه الأحنف ، فسمعته يقول : " اللهم هب لي يقينا تهون به علي مصيبات الدنيا «
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
25 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو زكريا البلخي ، ثنا مبشر بن إسماعيل ، عن الأوزاعي ، عن العلاء بن عتبة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : « اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقا قسمته لي ، ورضا من المعيشة بما قسمت لي "
المستفاد الدعاء هنا مباح بهذا الكلام
26 - حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد بن محمد بن جبلة ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، ثنا عبد الرحمن بن أبي هلال ، عن عبيد الله بن أبي جعفر : « أن رجلا أصابه مرض فمنعه من الطعام والنوم ، فبينا هو ليلة ساهر سمع وجبة في حجرته ، فإذا هو يسمع كلاما فوعاه فتكلم به فبرأ مكانه : " اللهم إني أعبدك ولك أصلي ، فاجعل الشفاء من جسدي ، واليقين في قلبي والنور في بصري ، والشكر من صدري ، وذكرك بالليل والنهار في لساني ، أبدا ما أبقيتني ، وارزقني منك رزقا غير ممنوع ولا محظور «
الخطأ حدوث أية معجزة وهى الشفاء بالكلام وهو ما يناقض منع الله الآيات المعجزات فى عهد النبى(ص) كما قال تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
27 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن أبي مريم ، عن عصمة بن المتوكل ، ثنا زافر بن سليمان ، قال قال عون بن عبد الله : قال لقمان الحكيم لابنه : « الإيمان سبع حقائق ، ولكل حقيقة منها حقيقة ، اليقين ، والمخافة ، والمعرفة ، والهدى ، والعمل ، والتفكر ، والورع ، فحقيقة اليقين الصبر ، وحقيقة المخافة الطاعة ، وحقيقة المعرفة الإيمان وحقيقة الهدى البصيرة ، وحقيقة العمل النية وحقيقة التفكر الفطنة ، وحقيقة الورع العفاف "
كلام تخريفى لا تصح نسبته لنبى الله لقمان (ص) فالمتكلم قسن الإيمان لسبعة وناقض نفسه فجعل جزء من السبعة هو الإيمان نفسه وهو المعرفة بقوله "وحقيقة المعرفةٌ الإيمان"
28 - حدثنا عبد الله ، ثنا القاسم بن هاشم ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شهاب بن خراش ، ثنا عبد الله بن راشد ، عن عون بن خالد ، : قال : وجدت في بعض الكتب : إن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال : « اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، ورضني بما قسمت لي " ، فأوحى الله عز وجل إليه : « يا آدم إنه حق علي أن لا يلزم أحد من ذريتك هذا الدعاء إلا أعطيته ما يحب ونجيته مما يكره ، ونزعت أمل الدنيا والفقر من بين عينيه وملأت جوفه حكمة "
الخطأ الأول أن الفقر يكون بين العينين وسواء كان فقرا ماليا أو فقرا فى الإسلام فإنه لا يكون بين العينين وإنما فى المال أو فى القلب وهو النفس
والثانى أن هذا الدعاء مجاب فى كل الأحوال وهو ما يخالف وجود أدعية مردودة ولو كان هذا صحيحا لطلب المسلمون رفع عذاب الكفار عنهم فى مكة ولطلبوا إقامة الدولة دون إراقة دماء ما دام ذلك بالدعاء وطبعا هذا لم يحدث لأن الدعاء ليس سوى جزء من العمل المطلوب عمله من المسلم
29 - حدثنا عبد الله ، ثنا علي بن إبراهيم اليشكري ، ثنا موسى بن إسماعيل الجبلي ، ثنا حفص بن سليمان أبو مقاتل ، عن عون بن أبي شداد ، عن الحسن قال : قال لقمان لابنه رضي الله عنهما : « يا بني العمل لا يستطاع إلا باليقين ، ومن يضعف يقينه يضعف عمله " ، قال : وقال لقمان لابنه : « يا بني : إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والصحة ، وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والضمة ، وإذا جاء من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مقارفة ومتروكة "
الخطأ وجود ضمة القبر وهو يخالف أن الجنة والنار فى البرزخ موجودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات "والموعود النار مصداق لقوله بنفس السورة "وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم "
30 - حدثنا عبد الله ، ثنا هارون بن عبد الله الحمال ، ثنا سيار ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن يونس ، قثني من ، سمع عمار بن ياسر ، يقول : « كفى بالموت واعظا ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شغلا "
هنا اليقين الغنى وهو ما يخالف كونه أن لا ترضي الناس بسخط الله فى الرواية التالية:
31 - حدثنا عبد الله ، ثنا الحسن بن الصباح ، ثنا سفيان ، عن أبي هارون المديني ، قال : قال ابن مسعود : « اليقين أن لا ترضي الناس بسخط الله ، ولا تحمد أحدا على رزق الله ، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله عز وجل ، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ، فإن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحلمه جعل الروح والفرج في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط "
32 - حدثنا عبد الله ، ثنى عبد الرحمن بن صالح ، عن الحكم بن ظهير ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، قال : « من علامات المسلم قوة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين ، وحلم في علم ، وكيس في رفق ، وإعطاء في حق ، وقصد في غنى ، وتجمل في فاقة ، وإحسان في قدرة ، وطاعة معها نصيحة ، وتورع في رغبة ، وتعفف في جهد ، وصبر في شدة ، لا ترديه رغبته ، ولا يبدره لسانه ، ولا يسبقه بصره ، ولا يغلبه فرجه ، ولا يميل هواه ، ولا يفضحه بطنه ، ولا يستخفه حرصه ، ولا تقصر به نيته "
هذا القول والعديد من الروايات تبدو عبارات موضوعة على لسان بعض أدباء الإنشاء الذين يولدون الألفاظ دون مراعاة لصحة المعنى خداعا للقراء الذين يحبون زخرف القول فالحزم واللين كما سبق أن قلنا ضدان لا يمكن اجتماعهما معا كما أن الإيمان واليقين يأتيان بمعنى واحد وهو تصديق وحى الله
33 - حدثنا عبد الله ، قثني أبي رحمه الله ، أنا عبد العزيز القرشي ، عن سفيان ، عن زياد بن المضفر ، قال : سمعت الحسن ، يقول : « يا ابن آدم إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل "
المستفاد من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله
34 - حدثنا عبد الله ، ثنا سعيد بن سليمان ، عن سنان بن هارون ، ثنا عمرو بن قيس ، قال : « كان رجل من التابعين خيارا يقال له زيد الأعسم وقعت عليه صرة وهو قائم يصلي فنظر فإذا فيها : اللهم إني أسألك يقين الصادقين ، وصدق الموقنين ، وعمل الطائعين ، وخوف العاملين ، وعبادة الخاشعين ، وخشوع العابدين ، وإنابة المخبتين ، وإخبات المنيبين ، وإلحاقا برحمتك بالأحياء المرزوقين "
نفس الكلام وهو أن هذا كلام إنشاء حيث يتلاعب المنشىء بالكلمات وهو لا يعرف هل المعنى صواب ام خطأ والمسلم لا يتقعر فى الكلام وغنما يطلبه بالألفاظ العادية لا يراعى هذا الجنون الإنشائى
35 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو يعقوب التميمي ، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب البصري ، قال : سمعت بلال بن سعد ، يقول في موعظته : « عباد الرحمن اعلموا أنكم تعملون في أيام قصار لأيام طوال ، في دار زوال لدار مقام ، ودار حزن ونصب لدار نعيم وخلد ، ومن لم يعمل من اليقين فلا يتعن "
الخطأ كون الدنيا دار حزن ونصب وهو ما يخالف وجوب التمتع بمتاعها الحلال كما قال تعالى ط قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق" وهو ما سماه عقلاء بنى إسرائيل عدم نسيان النصيب الدنيوى فقالوا ناصحين لقارون"ولا تنس نصيبك من الدنيا"
36 - حدثنا عبد الله ، قثني أبو يعقوب التميمي ، ثنا العباس بن الوليد ، عن أبيه ، ثنا الأوزاعي ، قال ربما سمعت بلال بن سعد ، يقول : « كأنا قوم لا يعقلون وكأنا قوم لا يوقنون "
هنا رجل يصف ما يجرى من الناس فى عهده
37 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبو يعقوب ، ثنا العباس بن الوليد ، قثني أبي ، قثني الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب قال : سمعت بلال بن سعد ، يقول : « عباد الرحمن ، أما ما وكلكم الله به فتضيعونه ، وأما ما تكفل لكم به فتطلبونه ، ما هكذا نعت الله عباده الموقنين ، أذووا عقول في طلب الدنيا وبله عما خلقتم له ؟ ، فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله عز وجل ، فكذلك اشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله عز وجل "
هنا الرجل يعظ الناس طالبتا طاعتهم لله كما يريدون من الله العطايا
38 - حدثنا عبد الله ، ثنا أبي ، ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن أحمد بن أبي الحواري ، ثنى أبو سليمان ، عن عبد الواحد بن زيد ، قال : مررت براهب في صومعته فقلت لأصحابي : قفوا حتى أكلمه فدنوت منه فقال لي : « يا عبد الواحد إن أحببت أن تعلم علم اليقين فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من حديد "
الخطأ أن علم اليقين يكون فى الدنيا وهو علم الموت برؤية النار والجنة كما قال تعالى "كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم"
40 - حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن عباد بن موسى ، عن محمد بن مسعر اليربوعي ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحسن بن علي رضي الله عنه : « كم بين الإيمان واليقين ؟ قال : أربع أصابع . قال : بين ، قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعته أذنك وصدقت به ، فقال : أشهد أنك ممن أنت منه ذرية بعضها من بعض "
الخطا كون اليقين المرئى بالعين وهو ما يخالف أن السراب يرى ماء بالعين ومع هذا هو ليس ماء كما قال تعالى " كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا" فليس كل المرئى يقين وإنما بعضه وهم
41 - حدثنا عبد الله ، قثني الحسين بن علي ، ثنا عبد الجبار بن يحيى الأزدي ، ثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : قال الحسن : « ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه من شك لا يقين فيه من أمرنا هذا "
كلام عن الفتنة وهى تحول الدولة المسلمة لدولة كافرة فى عهد الصحابة المؤمنين باقتتالهم على الحكم وهو ما لم يحدث لأن الدولة لا تتحول للكفر فى عهد الصحابة وإنما فى عهد الخلف وهم من بعدهم بقليل أو كثير وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "
42 - حدثنا عبد الله ، ثني علي بن مسلم ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، ثني أبي قال : أنشدني إسحاق بن سويد قال : كان رجل يكثر الدعاء هاهنا يعني قال : قلت : إني ومن خلق السماوات الطباق ومن براني أدعو وما تحرك يداي إذا دعوت لا ينساني إلا بقلب موقن إن الذي أدعو يراني فيرى ويسمع ما أقول فإن وثقت به كفاني
المستفاد اليقين بالله وقدرته واجب على المسلم

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

نقد كتاب ذم البغى لابن أبي الدنيا

نقد كتاب ذم البغى لابن أبي الدنيا
1 - أخبرنا الشيخ أبو الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحماني رضي الله عنه - قال : حدثنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادى ، قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه في ليال سبع فى المحرم سنة أربع عشرة وأربعمائة ، قال : أخبرنا أبو على الحسين بن صفوان البرذعي قراءة عليه في شوال من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا شعبة ، عن عيينة بن عبد الرحمن ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن أبي بكرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من ذنب أحرى أن يعجل الله عز وجل لصاحبه فيه العقوبة في الدنيا ، مع ما يدخر في الآخرة ، من قطيعة الرحم والبغي "
الخطأ أن أعظم الذنوب هو البغى وقطيعة الرحم ويخالف هذا أن كل الذنوب عظيمة حتى ولو حسبها الناس هينة مصداق لقوله تعالى بسورة النور "وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "كما أن قطيعة الرحم تكون واجبة إذا كان الأهل يعادون الله ونبيه(ص)وفى وجوب ذلك قال تعالى بسورة المجادلة "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم "
2 - حدثنا محمد بن يوسف بن الصباح ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن أبي هانئ الخولاني ، أن أبا سعيد الغفاري حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إنه سيصيب أمتي داء الأمم » ، قالوا : يا نبي الله ، وما داء الأمم ؟ قال : « الأشر ، والبطر ، والتكاثر ، والتنافس في الدنيا ، والتباغض ، والتحاسد ، حتى يكون البغي ، ثم يكون الهرج "
الخطأ كون الأشر ، والبطر ، والتكاثر ، والتنافس في الدنيا ، والتباغض ، والتحاسد غير البغى والحق أن ما سبق هو بعض من البغى لأنه يشمل كل الذنوب
3 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثني رجل ، من أشياخنا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا فقال : « أنهاك عن ثلاث : لا تنقض عهدا ، ولا تعن على نقضه ، وإياك والبغي ؛ فإن من بغي عليه لينصرنه الله - عز وجل - وإياك والمكر ؛ فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ، ولهم من الله - عز وجل - طالب "
الخطأ كون نقض العهد غير البغى غير المكر وهو أمر واحد وهو ارتكاب الذنوب عصيانا لله
4 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سنان بن سعد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه : « إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أن تواضعوا ، ولا يبغي بعضكم على بعض "
المستفاد وجوب التواضع وعدم البغى على الأخرين
5 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، قال : حدثني محمد بن الفرات ، قال : حدثني أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر المسلمين ، احذروا البغي ؛ فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة البغي "
الخطأ سرعة عقاب البغى عن كل الذنوب وكل ذنب أصلا هو بغى على دين الله حيث يخرج من البغى كل الذنوب
6 - حدثني عبد الله بن وضاح الأزدي ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، : لا يريدون علوا في الأرض ، قال : بغيا"
المستفاد العلو هو البغى وقد تكررت الرواية فى أخر الكتاب
7 - حدثني علي بن الجعد ، أخبرنا قيس بن الربيع ، قال : أخبرنا الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، : لو بغى جبل على جبل لجعل الله عز وجل الباغي منهما دكا"
المستفاد الله يعاقب الباغى لو كان من غير الجن والإنس لو قبلوا الأمانة
8 - قال علي بن الجعد : أخبرني عثمان بن زفر ، عن رجل ، من بني هاشم ، عن رجل ، من أهل اليمامة ، عن أبيه ، عن جده ، وقد أدرك الجاهلية ، قال : نقف في الجاهلية في الموقف يوم النحر فنسمع بالموقف في الجبل صوتا من غير أن نرى شيئا ، صائحا يقول : البغي يصرع أهله ويحلهم دار المذلة والمعاطس رغم"
9 - حدثني عبد الله بن أشهب التميمي ، عن أبيه ، قال : كانوا يقفون في الجاهلية بالموقف فيسمعون صوتا من الجبل : البغي يصرع أهله ويحلهم دار المذلة والمعاطس رغم فيطوفون بالجبل فلا يرون شيئا ، ويسمعون الصوت بذلك"
الخطأ المشترك سماع صوت يعظ الناس دون رؤية مصدر الصوت وهو تخريف من ضمن التخريف
10 - حدثني محمد بن صالح القرشي ، قال : أخبرني أبو اليقظان عامر بن حفص قال : حدثني جويرية بن أسماء ، عن عبد الله بن معاوية الهاشمي أن عبد المطلب جمع بنيه عند وفاته ، وهم يومئذ عشرة ، وأمرهم ونهاهم ، وقال : إياكم والبغي فوالله ما خلق الله عز وجل شيئا أعجل عقوبة من البغي ، ولا رأيت أحدا بقي على البغي إلا إخوتكم من بني عبد شمس"
هنا البغاة المقيمين على البغى بنو عبد شمس وهو ما يخالف كونهم بنو جدعان وبنو عطيه وبنو السباق فى الرواية التالية:
11 - حدثني محمد بن صالح ، قال : أخبرني أبو اليقظان ، عن محمد ابن عائشة ، قال : كان في قريش ثلاثة أبيات يعرفون بالبغي ، فهلكوا سواء ، سبيعة من بني تميم بن مرة ، الذين يقول لهم ابن جدعان : إذا ولد السبيعة أفردوني فأي مراد رائدة أرود وأقعد بعدهم فردا وحيدا وقد ذهب المصاليب الأسود وبنو عطية من بني عمرو بن هصيص ، رهط قيس بن عدي من بني سهم ، الذين يقول لهم أبو طالب : لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا بني خلف قيضا بنا والغياطل وأما البيت الثالث : فبنو السباق بن عبد الدار بن قصي ، كانت تكون الجناية على غيرهم فيطلبوها بعزهم ، حتى هلكوا ، فقال الشاعر : إن كنت تسألني عن دار مكرمة فتلك دار بني السباق بالسند"
هنا أول من بغى فى قريش ثلاث بيوت سبيعة من بني تميم بن مرة لاوهم بنو جدعان وبنو عطية من بني عمرو بن هصيص رهط قيس بن عدي من بني سهم وبنو السباق بن عبد الدار بن قصي وهو ما يناقض كونهم بيتين فى الروايات التالية:
بنو سهم بن عمرو وبنو السباق عبد الدار:
15 - حدثنا العباس بن هشام بن محمد ، قال : حدثني هشام بن محمد ، قال : حدثنا المعروف بن خربوذ ، قال : كانت بنو سهم بن عمرو أعز أهل مكة ، وأكثر عددا ، وكانت لهم صخرة عند الجبل يقال له : مسلم فكانوا إذا أرادوا أمرا نادى مناديهم : يا صباحاه ، ويقولون : أصبح ليل ، فتقول قريش : ما لهؤلاء المياشيم ، ما يريدون ؟ وكانوا يسمون بهم وكان منهم قوم يقال لهم : بني العيطلة ، وكان الشرف والبغي فيهم "
18 - حدثني العباس بن هشام ، قال : حدثني هشام بن محمد ، قال : حدثنا أبو محمد الموهبي ، عن شيخ ، من أهل مكة من بني جمح ، عن أشياخه ، قال : كان أول من أهلكه البغي بمكة من قريش بنو السباق عبد الدار "
12 - أخبرني العباس بن هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي صالح ، قال : ذكر البغي عند ابن عباس ، فقال ابن عباس : إن أول من أهلكه البغي بعد ابن آدم لإياد بن نزار ، وبطنان من الأشعريين ، يقال لأحدهما : الأيسر ، وهو الحنيك بن الجماهر بن الأشعر بن أدد ، والآخر ذخران بن ناحية بن الجماهر بن الأشعر قال : وعمر الأيسر عمرا طويلا حتى ولد له عشرون ذكرا ، لكل ذكر منهم عشرون ذكرا قال : وذخران بن ناحية ابن أخ الحنيك قد أتم له سبعون سنة لا يولد له ولد قال : فجلس ذخران مع الحنيك لسكت ، فوالله ما لك من ولد ، ولقد ذهب عمرك ، وما لك من عدد قال : فقام ذخران مغضبا قد أحفظه ما قال الحنيك وقال ذخران في ذلك : إن يك أيسر أمسى ثريا فما لي بابن نبت من ثراء قال : فأتي ذخران في المنام فقيل له : تمنى ؟ فقال : أتمنى العدد ، والبسالة في الولد قال : فعاش حتى ولد له عشرون ذكرا ، لكل ذكر منهم عشرون ذكرا ودرج ولد الحنيك فماتوا ، وصار العدد في ولد ذخران قال هشام : وكان يقال للأشعر نبت ، فذلك قوله : فما لي بابن نبت من ثراء"
رواية جنونية فأين بغى ذخران الذى تمنى أن يولد أولاده بسبب معايرة أخاه له بعدم وجود أولاد له فالباغى واحد والثانى ليس باغيا والمثير فى هذه الرواية انه لا يوجد سوى أن ينجب الواحد عشرون ولد وكأنه لم يولد لهم بنات على افطلاق سواء لولادهم أو لهم
13 - حدثنا العباس بن هشام ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : بلغ من بغي إياد بن نزار على مضر وربيعة ابني نزار أنه كان يولد لإياد أكثر من عشرين مولودا ، ولا يولد لربيعة ومضر في الشهر إلا واحدا ، وكثرت إياد وزلوا حتى ملأوا تهامة ، قال : فبلغ من بغيهم أن الرجل كان يضع سهمه على باب الربعي والمضري ، فيكون الإيادي أحق بمسه منه قال : وكان منهم شيخ قد أمهل في العمر ، وكان يكره كثيرا مما يصنعون ، فقال لهم : يا قوم ، إنكم والله ما لكم على إخوانكم فضل في النسب ، إن الأب لواحد ، وإن الأم لواحدة ، ولكنكم أكثر عددا وسرفا ، فانتهوا ؛ فإني أخاف أن ينزل الله عز وجل فيكم نقمة ، قال : فتمادوا ، فسلط الله عليهم داء يقال له : النخاع ، فجعل يقع فيهم ، فيموت في اليوم والليلة عالم
نلاحظ الجنون وهو كون البغى أن إياد كان يولد لهم 20 مولود فى اليوم وغيرهم لا يولد له والسؤال هل الإنجاب بيد الناس أو بيد الله حتى يعتبر بغياظ
14 - حدثنا العباس ، عن أبيه ، عن جده ، عن معاوية بن عميرة بن بحوش الكندي ، عن ابن عباس ، قال : فسمع مناد ينادي في بعض الليل : يا معشر إياد قد عنتم في الفساد ، فالحقوا بأرض سداد ، فليس إلى تهامة من معاد فقال لهم الشيخ : قد نهيتكم ، فوالله لا يزال هذا البلاء فيكم ، وتلحقوا خب أمر ، ثم قال : فخرجوا من تهامة فافترقوا ثلاث فرق ، فنزلت فرقة مع بني أسد بن حرامة بذي طوى ، وهي أقل الفرق ، وافترقت فرقة أخرى فلحقوا بعين أباغ ، وهي أكثر الفريقين ، ورحل الجمهور الآخر حتى نزلوا سندا فرفع ذلك البلاء عنهم ، وزبلوا هناك وكثروا ، فمكثوا في ذلك للعدد حتى غزاهم أنوشروان بن قباد في سامراتة ، فأبادهم"
هنا إياد بادت كلها إما بالنخاع وإما بقتل أنوشروان وهو ما يناقض وجدود إياد فى عهد الوحى وحتى الآن
15 - حدثنا العباس بن هشام بن محمد ، قال : حدثني هشام بن محمد ، قال : حدثنا المعروف بن خربوذ ، قال : كانت بنو سهم بن عمرو أعز أهل مكة ، وأكثر عددا ، وكانت لهم صخرة عند الجبل يقال له : مسلم فكانوا إذا أرادوا أمرا نادى مناديهم : يا صباحاه ، ويقولون : أصبح ليل ، فتقول قريش : ما لهؤلاء المياشيم ، ما يريدون ؟ وكانوا يسمون بهم وكان منهم قوم يقال لهم : بني العيطلة ، وكان الشرف والبغي فيهم ، وهي العيطلة بنت مالك بن الحارث من بني كنانة ، ثم من بني سبوق بن مرة تزوجها قيس بن عدي بن سعد بن سهم ، فولدت له الحارث وحذافة ، وكان فيهم الغدر والبغي فقتل رجل منهم حية فأصبح ميتا على فراشه ، قال : فغضبوا فقاموا إلى كل حية في الدار فقتلوها ، فأصبح عدتهم موتى على فرشهم ، فتتبعوهم في الأودية والشعاب فقتلوهم ، فأصبحوا وقد مات منهم بعدة من قتلوا من الحياة ، فصرخ صارخ منهم : ابرزوا لنا يا معشر الجن ، قال : وهتف هاتف فقال : قال سهم : قتلتم عتوا فصحناكم بموت ذريع ، قال سهم : كثرتم فبطرتم والمنايا تنال كل رفيع ، قال : فنزعوا ، فكفوا وقلوا"
16 - قال الكلبي : فيهم نزلت : ألهاكم التكاثر ، حتى زرتم المقابر ، فجعلوا يعدون من مات منهم قال ابن خربوذ : جعلوا يعدون من مات منهم أيام الحيات ، وهذا قبل الوحي أيام الحيات ، وذلك أنه وقع بينهم وبين بني عبد مناف بن قصي شر ، فقالوا : نحن أعد منكم ، فجعلوا يعدون من مات منهم بالحيات ، فنزلت هذه الآية فيهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم"
وكون بنو سهم بن عمرو فى الروايتين السابقتين هم أول من ابتدع البغى فى مكة يخالف كونهم بنو السباق عبد الدار فى الرواية التالية:
18 - حدثني العباس بن هشام ، قال : حدثني هشام بن محمد ، قال : حدثنا أبو محمد الموهبي ، عن شيخ ، من أهل مكة من بني جمح ، عن أشياخه ، قال : كان أول من أهلكه البغي بمكة من قريش بنو السباق عبد الدار ، فلما طال بغيهم سمعوا صوتا من جوف الليل على أبي قبيس يقول : أبطر البغي بني السباق إنهم عما قليل فلا عين ولا أثر هذي إياد وكانوا أهل مأثرة فأهلكت إذ بغت ظلما على أثر فمكثوا سنة ثم هلكوا ، فلم يبق منهم عين ولا أثر ، إلا رجلا واحدا بالشام له عقب"
هنا أول من بغى فى قريش بنو السباق عبد الدار وهو ما يناقض كونهم المقاييس وهم بنو قيس من بني سهم فى الرواية التالية:
22 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : أخبرني علي بن المغيرة ، عن أبي عبيد معمر بن المثنى قال : كان أول بغي كان في قريش بمكة أن المقاييس وهم بنو قيس من بني سهم تباغوا فيما بينهم ، فبعث الله عز وجل فأرة على ذبالة فيها نار فجرتها إلى خيام لهم فاحترقوا ثم كان ظلم وبغي بني السباق بن عبد الدار بن قصي ، فبعث الله عليهم الفناء ، فقالت سبيعة بنت لاحب بن دبنبة بن خزيمة بن عوف بن نصر بن معاوية"
كما أنهما يناقضان كون المقاييس وبنو السباق كانوا معا فى بغيهم فى الرواية التالية:
23 - وقال الكلبي : بنت الأحب بن دبنبة ، وكانت عند عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، قالت لابن لها ، يقال له خالد ، وكان به رهق ، فحذرته ما لقي المقاييس وبنو السباق : أبني لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير واحفظ محارمها ولا يغررك بالله الغرور أبني من يظلم بمكة يلق أطراف الشرور والله آمن وحشها والطير يعقل في ثبير ولقد أتاهم تبع وكسا بنيتها الحبير والفيل أهلك حبشه يرمون فيها بالصخور فاسمع إذا جربت وافهم كيف عاقبة الأمور"

19 - حدثني العباس بن هشام ، عن أبيه ، عن معروف بن خربوذ ، قال : بغى بعدهم بنو السبيعة وهي السبيعة بنت اللاحب بن دبنبة بن خزيمة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ، تزوجها عبد مناف بن كعب بن سعد بن عمرو بن مرة بن كعب بن لؤي ، فولدت خالدا وهو السوفي من ولده أبو العشم وكان السوفي عارما ، صاحب بغي وشر وكان أبو العشماليين حل ذراع العامرية بعكاظ قال : فكثر بغيهم ، فسمعوا صوتا بالليل على جبل من جبال مكة يقول : قل لبني السبيعة قد بغيتم فذوقوا غب ذلك عن قليل كما ذاقت بنو السباق لما بغوا والبغي مأكله وبيل قال : فتناهوا عن ذلك فلهم بقية ولخالد تقول أمه السبيعة : أبني لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير
20 - حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، حدثني عمي ، خليفة بن موسى ، عن شرقي بن قطامي ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها : لقد عرفت أهل بيت من قريش ، أهل بيت لا يوصمون في نسبهم ، مازال بهم عرامهم وبغيهم على قومهم حتى ألحق بهم ما ليس فيهم ، ورغب عنهم ، واستهجنوا وإنهم لأصحى وأهل بيت كانوا يوصمون في أنسابهم ، فمازال بهم حلمهم على قومهم ، وحرصهم على مسارهم حتى صبحوا ، ورغب إليهم ، وكانوا أصحاء"
المستفاد نتائج البغى على أصحابه وخيمة
21 - حدثني محمد بن صالح القرشي ، قال : حدثني أبو اليقظان عامر بن حفص العجيفي قال : أخبرني الفضيل بن سليمان العجيفي ، عن لبطة بن الفرزدق ، عن الفرزدق ، أن قيس بن عاصم ، كان له ثلاثة وثلاثون ابنا ، وكان ينهاهم عن البغي ، ويقول ، : إنه والله ما بغى قوم قط إلا ذلوا ثم قال : فإن كان الرجل من بنيه يظلمه بعض قومه فينهى إخوته أن ينصروه مخافة البغي
المستفاد نتيجة البغى هو الذل عند الله
22 - حدثنا سعيد بن يحيى الأموي ، قال : أخبرني علي بن المغيرة ، عن أبي عبيد معمر بن المثنى قال : كان أول بغي كان في قريش بمكة أن المقاييس وهم بنو قيس من بني سهم تباغوا فيما بينهم ، فبعث الله عز وجل فأرة على ذبالة فيها نار فجرتها إلى خيام لهم فاحترقوا ثم كان ظلم وبغي بني السباق بن عبد الدار بن قصي ، فبعث الله عليهم الفناء ، فقالت سبيعة بنت لاحب بن دبنبة بن خزيمة بن عوف بن نصر بن معاوية"
23 - وقال الكلبي : بنت الأحب بن دبنبة ، وكانت عند عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، قالت لابن لها ، يقال له خالد ، وكان به رهق ، فحذرته ما لقي المقاييس وبنو السباق : أبني لا تظلم بمكة لا الصغير ولا الكبير واحفظ محارمها ولا يغررك بالله الغرور أبني من يظلم بمكة يلق أطراف الشرور والله آمن وحشها والطير يعقل في ثبير ولقد أتاهم تبع وكسا بنيتها الحبير والفيل أهلك حبشه يرمون فيها بالصخور فاسمع إذا جربت وافهم كيف عاقبة الأمور"
24 - وقالت في هلال بن قيس السهميين تخاطب ابنها خالدا : ألا ليت شعري عن مقيس وأهلها أأفلت منهم في المحلة واحد أم الدار لم تخطئ من القوم واحدا وكلهم ثاو إلى التراب خالد لعمرك لا أنفك أبكيكم بها حياتي ما عشنا وللشر زائد قال : وزادنا الفضل بن غانم ، عن سلمة ، عن ابن إسحاق : وكلهم قد كان دنيا لقومه وكلهم لو عاش في الناس والد"
الروايات الثلاث لم تحدث فالبنية وهى الكعبة لا تكسا فبيت الله محمى يحمى من فيه فكيف يحتاج لكسوة تحميه والله يقول :
"ومن دخله كان آمنا "
ونلاحظ التناقض فى اسم والد المرأة بين لاحب وبين الأحب
25 - حدثني محمد بن عباد بن موسى قال : أخبرنا عمي خليفة بن موسى ، عن شرقي بن القطامي ، قال : قال صيفي بن رباح التميمي لبنيه : يا بني اعلموا أن أسرع الجرم عقوبة البغي ، وشر النصرة التعدي ، وألأم الأخلاق الضيق ، وأسوأ الأدب كثرة العتاب"
الخطأ سرعة عقاب البغى عن كل الذنوب وكل ذنب أصلا هو بغى على دين الله حيث يخرج من البغى كل الذنوب
26 - حدثني أبي ، عن هشام بن محمد قال : حدثنا معقل بن معقل ، قال : كان جدي معاوية بن سويد المزني من أوسع من بنى دارا ، وكان رجلا ليس له ولد قال : وكان لابن عمه عمرو بن النعمان بن مقرن ولد ، وكانت الدار بينهما ، فمرض معاوية مرضا شديدا ، فدخل عليه عمرو ، ثم خرج وهو يقول : يموت معاوية ولا ولد له ، فأكسر هذا الحائط ؛ فأكون أوسع مدني خلقه الله عز وجل دارا ، فقال معاوية : ألا ذاكم مولى للكلالة ترتجي وفاتي وإن أهلك فليس بخالد يؤمل موتي في الصروف ولم أكن له قبل موتي في الحياة بحامد فلو مات قبلي لم أرثه وإن أمت فلست على خير أتاه بحاسد إذا أنا دلاني الذين أحبهم بملحودة زلخ ووسدت ساعدي يقولون لا تبعد وهم يدفنونني وقد أنزلوني منزل المتباعد فقام من مرضه ذلك ، وولد له ، فلم يرثه ذلك"
هذا كلام جنونى لم يحدث فالمسلمون الصحابة قسموا أموالهم فيما بينهم على حسب شرع الله فلم يكن لأحدهم دارا أوسع من دار أخيه
27 - حدثني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا عاصم بن علي ، قال : حدثنا عثمان بن معاوية ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : اجتمع إلى النبي صلى الله عليه وسلم نساؤه ، فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله قال : فقالت إحداهن : كأن هذا من حديث خرافة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أتدرين ما حديث خرافة ؟ إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن ، وكان فيهم حينا ، فرجع إلى الإنس فجعل يحدثهم بأشياء تكون في الجن ، وبأعاجيب لا تكون في الإنس ، فحدث أن رجلا من الجن كانت له أم فأمرته أن يتزوج ، فقال : إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة ، أو بعض ما تكرهين ، فلم تزل به حتى زوجته ، فتزوج امرأة لها أم فكان يقسم لامرأته ولأمه ، ليلة عند هذه ، وليلة عند هذه ، قال : فكانت ليلة امرأته وكان عندها ، وأمه وحدها ، فسلم عليهما فردت السلام ، ثم قال : هل من مبيت ؟ قالت : نعم ، قال : فهل من عشاء ؟ قالت : نعم ، قال : فهل من محدث يحدثنا ؟ قالت : نعم ، أرسل إلى ابني يأتيكم يحدثكم ، قال : فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك ؟ قالت : هذه إبل وغنم قال أحدهما لصاحبه : أعط متمنيا ما تمنى فإن كان خيرا ، وقد ملئت دارها إبلا وغنما ، فرأت ابنها خبيث النفس فقالت : ما شأنك ؟ لعل امرأتك كلفتك أن تحول إلى منزلي ، وتحولني إلى منزلها ؟ قال : نعم ، فقالت : فنعم ، فتحولت إلى منزل امرأته ، وتحولت امرأته إلى منزل أمه ، فلبثا ثم أصاباها والفتى عند أمه ، فسلما فلم ترد السلام ، فقالا : هل من مبيت ؟ قالت : لا ، قالا : فعشاء ؟ قالت : ولا ، قالا : فما إنسان يحدثنا ؟ قالت : ولا ، قال : فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك ؟ قالت : سباع ، فقال أحدهما لصاحبه : أعط متمنيا ما تمنى وإن كان شرا ، قال : فملئت عليها دارها سباعا ، فأصبحوا وقد أكلت"
الخطأ أن الجن تصيب الإنس بالضرر وهو ما يخالف أن العالمين منفصلين لا اتصال بينهما إلا اتصال الوحى حيث يبلغ الملاك وهو الجنى الوحى للرسول ويسمع الجن فقط الوحى من الرسول حتى يبلغوه لقومهم كما فى سورة الجن وسورة الأحقاف حيث قال "وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم" ولو كان هناك اتصال غير هذا لعرف النبى(ص) بوجوده لأنه لم يعلم باستماع الجن إليه وهو قوله فى سورة الجن " قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا"
28 - حدثني محمد بن أبي رجاء ، مولى بني هاشم قال : قال دهقان لأسد بن عبد الله وهو على خراسان ، ومر به وهو يدهق في حبسه : إن كنت تعطي لترحم ، فارحم من تظلم ، إن السموات تنفرج لدعوة المظلوم ؛ فاحذر من ليس له ناصر إلا الله ، ولا جنة له إلا الثقة بنزول التغير ، ولا سلاح له إلا الابتهال إلى من لا يعجزه شيء ، يا أسد ، إن البغي يصرع أهله ، والبغي مصرعه وخيم ، فلا تغتر بإبطاء الغياث من ناصر متى شاء أن يغيث أغاث وقد أملى لقوم كي يزدادوا إثما ، وجميع أهل السعادة إما تارك سالم من الذنب ، وإما تارك الإصرار ، ومن رغب عن التمادي فقد نال إحدى الغنيمتين ، ومن خرج من السعادة فلا غاية إلا الشقاوة"
الخطأ انفراج السموات لدعوة المظلوم أى إستجابة الله للدعاء ويخالف هذا أن إستجابة الله للدعاء مرهونة بما كتبه الله مسبقا ومن ثم لا تتحقق كثير من الدعوات فى هذه الليالى أو غيرها لأنها معلقة على مشيئته مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "فيكشف ما تدعون إليه إن شاء "كما أن الله لم يحدد وقت معين للإستجابة لدعاء الإستغفار وأما الأدعية الأخرى فيحددها فى الإستجابة ما كتبه الله فى السابق
29 - قال الزبير بن أبي بكر فيما أجاز لي : حدثني أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : حدثني عباس بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، قال : سابق عمر بن عبد العزيز بالخيل بالمدينة ، وكان فيها فرس لمحمد بن طلحة بن عبيد الله ، وفرس لإنسان جعدي ، فنظروا الخيل حين جاءت ، فإذا فرس الجعدي متقدم ، فجعل الجعدي يرتجز بأبعد صوته : غاية مجد نصبت يا من لها نحن حويناها وكنا أهلها لو ترسل الطير لجئنا قبلها فلم ينشب أن لحقه فرس محمد بن طلحة وجاوزه فجاء سابقا فقال عمر بن عبد العزيز للجعدي : سبقك والله ابن السباق إلى الخيرات"
نلاحظ الجنون وهو أن الخليفة الموصوف بالعدل يقيم سباق خيل يجرى فيه الفخر بغير الله ويخالف أمر الله بعدم التسابق على شىء أو بدون هدف غير الجهاد لكونه نوع من الميسر وإضاعة للوقت والمال والجهد بلا فائدة
30 - حدثني داود بن محمد بن يزيد ، عن أبي عبد الله الناجي ، قال : دخل ابن أبي ليلى على أبي جعفر وهو قاض ، فقال له أبو جعفر : إن القاضي قد ترد عليه من طرائف الناس ونوادرهم أمور ، فإن كان ورد عليك شيء فحدثنيه ؛ فقد طال علي يومي ، فقال : والله لقد ورد علي منذ ثلاث أمر ما ورد علي مثله : أتتني عجوز تكاد أن تنال الأرض بوجهها ، وتسقط من انحنائها ، فقالت : أنا بالله ، ثم بالقاضي أن تأخذ لي بحقي ، وأن تعليني على خصمي قلت : ومن خصمك ؟ قالت : بنت أخ لي ، فدعوت ، فجاءت امرأة ضخمة ممتلئة ، فجلست مبتهرة فقالت العجوز : أصلح الله القاضي ، إن هذه ابنة أخي ، أوصى إلي بها أبوها ، فربيتها فأحسنت التأديب ، ثم زوجتها ابن أخ لي ، ثم أفسدت علي بعد ذلك زوجي ، قال : فقلت لها : ما تقولين ؟ فقالت : يأذن لي القاضي حتى أسفر ، فأخبره بحجتي ؟ فقالت : يا عدوة الله ، أتريدين أن تسفري فتفتني القاضي بجمالك ؟ قال : فأطرقت خوفا من مقالتها وقلت : تكلمي ، قالت : صدقت ، أصلح الله القاضي ، هي عمتي ، أوصاني إليها أبي ، فربتني وزوجتني ابن عمي وأنا كارهة ، فلم أزل حتى عطف الله بعضنا على بعض ، واغتبط كل واحد منا بصاحبه ، ثم نشأت لها بنية ، فلما أدركت حسدتني على زوجي ، ودبت في فساد ما بيني وبينه ، وحسنت ابنتها في عينه حتى علقها وخطبها إليها ، فقالت : لا والله لا أزوجك ابنتي حتى تجعل أمر امرأتك في يدي ، ففعل فأرسلت إلي : أي بنية ، إن زوجك قد خطب إلي ابنتي ، فأبيت أن أزوجه حتى يجعل أمرك في يدي ، ففعل ، فقد طلقتك ثلاثا ، فقلت : صبرا لأمر الله وقضائه ، فما لبث أن انقضت عدتي ، فبعث إلي زوجها : إني قد علمت ظلم عمتك لك ، وقد أخلف الله عليك زوجها ، فهل لك فيه ؟ فقلت : من هو ؟ قال : أنا ، وأقبل يخطبني ، فقلت : لا والله حتى تجعل أمر عمتي في يدي ، ففعل ، فأرسلت : إن زوجك قد خطبني ، فأبيت عليه إلا أن يجعل أمرك في يدي ، ففعل ، وقد طلقتك ثلاثا ، فلم نزل جميعا حتى توفي رحمه الله ، ثم لم ألبث أن عطف الله علي قلب زوجي الأول ، وتذكر ما كان من موافقتي ، فأرسل إلي : هل لك في المراجعة ؟ قلت : قد أمكنك ذلك ، قالت : فخطبني فأبيت إلا أن يجعل أمر ابنتها في يدي ، ففعل فطلقتها ثلاثا ، فوثبت العجوز فقالت : أصلح الله القاضي ، فعلت هذا مرة ، وتفعله مرة بعد مرة ، قال : فقلت : إن الله عز وجل لم يوقت في هذا وقتا قال : ثم بغي عليه لينصرنه الله "
هذه الحكاية من ضمن الجنون ولو كانت حدثت ولا أعتقد أنها حدثت فإنها تخالف القرآن فالطلاق بيد الرجل ولو أعطاه ألف امرأة لا يقع إلا أن يقولها صريحة واضحة كما قال تعالى فى أكثر من آية "فطبقوهن" و"إذا طلقتموهن"
فلا يجوز طلاق لامرأة ولا لرجل غير الزوج
31 - حدثنا أبو زيد النميري ، أنه حدث عن أبيه ، شبة ، عن وضاح بن خيثمة ، قال : أمرني عمر بن عبد العزيز بإخراج من في السجن ، فأخرجتهم إلا يزيد بن أبي مسلم هدر دمي ، قال : فوالله إني بأفريقية ، قيل قد قدم يزيد بن أبي مسلم ، فهربت منه ، فأرسل في طلبي ، فأخذت فأتي بي فقال : يا وضاح ؟ قلت : وضاح ، قال : أما والله لطالما سألت الله أن يمكنني منك ، قلت : وأنا والله لطالما استعذت بالله عز وجل من شرك ، فقال : والله ما أعاذك ، والله لأقتلنك ، ثم والله لأقتلنك ، ثم والله لأقتلنك ، والله لو سابقني ملك الموت إلى قبض روحك لسبقته السيف والنطع ، قال : فجيء بالنطع ، فأقعدت فيه ، وكتفت وقام قائم على رأسي بسيف مشهور ، فأقيمت الصلاة ، فخرج إلى الصلاة فلما خر ساجدا أخذته سيوف الجند فقتل ، وجاءني رجل فقطع كتفي بسيفه قال : انطلق"
الحكاية مختلطة فالرجل ترك الرجل فى السجن وهرب من المسجون مع أنه والى أمره عمر ومع هذا قام المسجون بربطه وكان يريد اعدامه ولا نعرف من هو الوالى ممن هو غير الوالى فى الحكاية لاختلاط المر على الحاكى أو أنه أراد أن يسخر من القراء
32 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : تكلم ملك من الملوك كلمة بغي ، وهو جالس على سريره ، فمسخه الله عز وجل ، فما يدرى أي شيء مسخ ، أذباب أم غيره ، إلا أنه ذهب فلم ير
الخطأ كون العذاب على الكفار فردى وهو ما يخالف كونه عذابا جماعيا قبل عهد النبى(ًص) كما قال تعالى : "ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"
33 - حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به
المستفاد ليس كا ما يدور فى النفس يقال
34 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي ميسرة ، قال : لو رأيت رجلا يرضع عنزا فسخرت منه خشيت أن أكون مثله
المستفاد حرمة السخرية من الغير
35 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس ، عن أبي هريرة ، وعن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، يزيد أحدهما على صاحبه قال : قال سليمان بن داود عليه السلام : لأطيفن الليلة بسبعين امرأة ، كلهن تلد غلاما يقاتل في سبيل الله عز وجل ، فقال له صاحبه : قل إن شاء الله ، فنسي فطاف بسبعين امرأة فلم تلد امرأة إلا واحدة ، ولدت شق غلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو قال : إن شاء الله ، لم يحنث ، وكان دركا له في حاجته "
والخطأ هو جماع سليمان (ص)بسبعين امرأة فى ليلة وقطعا هذا محال بكل المقاييس البشرية فسليمان (ص)بشر والبشر لهم قدرة محدودة وحتى لو فرضنا أنه لديه القدرة على جماع70امرأة على التوالى فلن تكفى ليلة لذلك فإذا قلنا أن الجماع والغسل منه والإنتقال من حجرة لحجرة يستغرق ثلث ساعة لكل امرأة فإن ذلك يحتاج ل23 ساعة فى الجماع زد على هذا عامل الوقت فالإنسان تضعف قدرته كل مرة عن المرة السابقة ومن ثم فهو يأخذ وقت أطول حتى يقذف زد على هذا حاجة الإنسان للأكل للتعويض عما يقذفه
36 - حدثني عبيد الله بن جرير ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عقبة ، قال : حدثني بديل بن ميسرة ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : ثلاث خصال من كن فيه كن عليه : البغي ، والنكث ، والمكر وقرأ : ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه "
الخطأ كون البغى والنكث والمكر ثلاثة أمور وهى أمر واحد وهو عصيان أحكام الله
37 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، قال : حدثنا عمي ، خليفة بن موسى ، عن شرقي بن قطامي ، قال : وصى رجل من العرب بنيه فقال : اهجروا البغي ؛ فإنه منبوذ ، ولا يدخلنكم العجب ؛ فإنه ممقتة ، والتمسوا المحامد من مكانها ، واتقوا القدر فإن فيه النقمة
الخطأ اتقاء القدر لكون النقمة فيه والقدر وهو المكتوب لا يمكن الاحتماء منه لسبب بسيط هو أنه غيب لا يعلمه أحد غلا الله فكيف يتثى ما لا يعرف
38 - قال ابن عائشة : سمعت من حدثنيه في إسناد ، ذكره عن ابن عباس ، قال : فخرت زمزم على المياه ، وكانت أعذبهن ، ففجر الله فيها عينا غلظت ماءها
الخطأ فخر زمزم على غيرها وهو كلام لا أصل له فالماء كله وصفه الله بالماء المبارك وقطرة الماء التى هنا اليوم تكون فى الغد فى مكان أخر بحيث انه لا يوجد قطرة ماء إلا دارت فى الأرض كلها
39 - قال ابن عائشة : سمعت شيخا كان في الثقات في إسناد له قال : فخر بنو إسحاق على بني إسماعيل ، فقالوا : إن جدتكم إنما كانت أمة لجدتنا ، يريدون سارة ، فوهبتها لجدنا فلم يرض الله عز وجل ذاك ، فأوحى إليهم : تفخرون عليهم ؟ لأرفعنهم عليكم حتى ترغبوا أن يتزوجوكم حدثنا عبد الله قال : حدثني بهما محمد بن زياد ، عن ابن عائشة
كلام لا أصل له فى الوحى ومن قاله يبغى إحداث الخلافات بين الناس
40 - حدثنا عبد الله بن وضاح ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : لا يريدون علوا في الأرض ، قال : بغيا
المستفاد العلو هو البغى أى الظلم أى عصيان الله فى البلاد