الثلاثاء، 31 مايو 2022

قراءة في كتاب أحكام الخلع

قراءة في كتاب أحكام الخلع
الكتاب يبدو فيما يبدو لقاء تلفازى او لقاء في منتدى على الشبكة العنكبوتية حيث تم اعداد الأسئلة عن موضوع الخلع وسؤالها لعبد الرحمن بن عبد الله السحيم ويبدو أن أحدهم نقله من الصوت إلى الكتابة فصدر في صورة كتاب وفى مقدمته قال السحيم:
"ومن هنا كان اقتراح الأخت الفاضلة فدى - بارك الله فيها - في إجراء هذا اللقاء حول هذه المسألة"
وقد استهل الكتاب بتعريف الخلع في القول التالى:
"ألا وهي الخلع فأما تعريفه فـ:
الخلع في اللغة مأخوذ من خلع الثوب.
وهو بالضم (الخلع) اسم وبالفتح (الخلع) المصدر ومعناه في اللغة واسع وأما في اصطلاح الفقهاء فهو فراق الزوج زوجته بعوض بألفاظ مخصوصة"
ولا وجود للتسمية الخلع في كتاب الله ولا في الروايات وإنما سماه الله الافتداء
وتحدث السحين عن منفعته فقال :
"فائدته:
تخليص الزوجة من زوجها على وجه لا رجعة فيه إلا برضاها، وبعقد جديد الأصل فيه:
قوله تعالى : ( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به )
ومن السنة قصة امرأة ثابت بن قيس وعنها
والقصة أخرجها البخاري عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي (ص)فقالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .
فقال رسول الله (ص)أتردين عليه حديقته ؟قالت : نعم قال رسول الله (ص)اقبل الحديقة ، وطلقها تطليقة وفي رواية له أنه (ص)قال : فتردين عليه حديقته ؟ فقالت : نعم . فردت عليه ، وأمره ففارقها ."
ورواية الافتداء هنا باطلة لم تحدث لأن المهر هو ذهب أو فضة وليس أرض كما قال تعالى :
" فإن أتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا"
وكان السؤال الأول هو :
"السؤال :
إذا كان الطلاق بيد الرجل .. فما الذي جعله الشرع بيد المرأة ؟
وما سبيلها إلى إنهاء العلاقة الزوجية مع زوجها إذا كرهت الحياة معه لغلظ طبعه , أو سوء خلقه , أو لتقصيره في حقوقها أو لعجزه البدني أو المالي عن الوفاء بهذه الحقوق أو لغير ذلك من الأسباب ؟؟
الجواب :
أولا : ينبغي أن يعلم أن الحياة الزوجية قائمة على ركنين :
المودة والمحبة والرحمة المتبادلة وقد يضعف الركن الأول وعندها يجب أن يقوى الركن الثاني
أما لماذا ؟
فلأنه قد يكون هناك ما يدعو إلى بقاء هذه الحياة الزوجية بين الزوجين ، كوجود أولاد ونحو ذلك ، ولا يكون هناك بغض وكراهية ، بل تضعف المحبة والمودة بين الزوجين ولذا قال عمر : ليس كل البيوت يبنى على الحب ، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام وقد يحب الرجل في زوجته خلقا من الأخلاق أو صفة من الصفات فيبقيها لأجل هذه الصفة ، ومثله الزوجة إلا أنه ينبغي أن لا يغيب عن أذهان كل من الزوجين رحمة كل طرف بالآخر ، وإن ضعفت المحبة والمودة وأن تتذكر المرأة فضل الصبر على الزوج ، وأنه يستحيل وجود زوج خال من العيوب .
إذا علم هذا فيأتي الجواب عن الشق الأول من السؤال :
وهو : ما الذي جعله الإسلام بيد المرأة ؟
عندما يكره الرجل زوجته وتقع البغضاء وربما العداوة والشحناء ، وعندما يخفق في علاج هذه الأمراض الأسرية فإنه قد يلجأ إلى الطلاق ، وإن كانت الشريعة الغراء قد وضعت ضوابط وحلول قبل الإقدام على الطلاق ، كأن لا يطلق في حيض ولا في طهر جامع فيه ، وأن يلجأ إلى التحكيم قبل الطلاق .
وأما المرأة فإنها إذا وقع لها مثل ذلك فإنها تلجأ أولا إلى الإصلاح ثم إلى التحاكم أيضا فإذا لم يجد ذلك شيئا فإن لها حق المخالعة
فتتفق مع زوجها على أحد ثلاثة أمور :
إما أن تعيد له ما دفعه من مهر أو أقل منه أو أكثر
فإذا لم يقبل بذلك فإن لها حق اللجوء إلى القضاء ثم للقاضي أن يخلع الزوجة من ذمة زوجها ولو بالقوة .
ولكن وإن قلنا بالمخالعة وأنه يجوز للزوج أن يقبل ويأخذ ما دفعته الزوجة إلا أنه ينبغي على الزوج أن لا يغيب عن ذهنه قوله تبارك وتعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم )
وهنا قد يرد السؤال :
لماذا جعل الطلاق بيد الرجل دون المرأة ؟
فأقول :
القاعدة أن الغنم بالغرم
ما معنى هذا الكلام ؟
الغنم من الغنيمة والكسب
والغرم هو من الغرامة والخسارة
والعرب تقول : يتولى حارها من تولى قارها !
أي من تولى بارد الشيء ويسيره يتولى شدته .
فالذي تولى النفقة وألزم بها هو الذي يتولى الطلاق
ثم إنه حمل القوامة فيكون الطلاق بيده
ثم إن المرأة عاطفية تغلب عليها العاطفة ، وهذا مدح وليس ذم ، إذ خلقها الله عز وجل عاطفية لحاجة الأم والولد إلى العاطفة وإلى مزيد من الحنان .
إذا السبيل إلى إنهاء تلك الحياة الزوجية التي لم يكتب لها الاستمرار هو الطلاق من قبل الزوج ، والخلع من قبل المرأة .
وهذا من حكمة الشريعة الإسلامية التي هي شريعة ربانية خالية من أهواء البشر
إذ أن بعض الديانات – كالنصرانية – لا يمكن أن يوقع الطلاق ، ولذا يلجأ بعض الأزواج إلى التخلص من زوجته ، وهذا موجود في زماننا هذا بالأرقام والإحصائيات في أوربا وأمريكا .
كما أنهم يجعلون الطلاق بيد المرأة !
وهذا إجحاف في حق الزوج
إذ الزوجة عندهم تطلق ، والزوج لا يستطيع ذلك !
مع أن هذا بخلاف ما جاء في كتبهم المقدسة وإن دخلها التحريف !"
أطال السحيم في اجابته وأعطى للمرأة حق المخالعة وهذا ليس حق لأن الخلع وهو الافتداء لابد أن يحدث برضا الاثنين الزوج والزوجة كما قال تعالى :
" فلا جناح عليهما فيما افتدت"
وهو لا يحدث إلا بعد خطوات الاصلاح المعروفة :
الإصلاح الداخلى من خلال حق القوامة بالوعظ والهجر والضرب
الإصلاح الخارجى من خلال توفيق الحكمين
فإن لم يوفق الاصلاحان وجب تطليق الزوج للزوجة وأما الافتداء فهى حالة يجعل فيه الطرفين بعضهما في حالة خوف من بعضهما أن يقتل أحدهما الأخر أو يجرحه أو يخونه فنتيجة البقاء في الزوجية هو دفع الطرفين بعضهما للكفر وهو ارتكاب ذنوب ضد بعضهما ومن ثم هو تطليق من نوع مخالف فالطلاق العادى يدفع فيه المطلق النفقة ولا يأخذ شىء من الزوجة بينما الافتداء لا يدفع فيه الزوج المطلق نفقة ويأخذ مهره أو البعض الباقى منه لأن الطرف الثانى هو من طلب الطلاق
وكان السؤال التالى:
"السؤال :
وما هي الأسباب الموجبة لإقرار الخلع والتي يحق للمرأة بموجبها طلب إنفاذ الخلع من زوجها
الجواب :
أسبابه :
= كراهية المرأة لزوجها ، دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خلق منه ، كما قالت زوجة ثابت بن قيس وعنه .
= عضل الزوج لزوجته ، بحيث يكره الزوج زوجته ولا يريد أن يطلقها فيجعلها كالمعلقة ، فتفتدي منه نفسها بمالها ، وإن كان يحرم عليه فعل ذلك .
= سوء خلق الزوج مع زوجته فتضطر الزوجة إلى المخالعة .
= إذا خافت الزوجة الإثم بترك حق زوجها ."
الكراهية ليست سببا للطلاق كما قال تعالى :
"وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
وكذلك العضل وما سماه سوء الخلق يستوجب طلاقا واجبا لأن سوء الخلق كفر حيث لا تحل المسلمة لمن كفر ولا العكس
لقد بين الله في الآية سبب واحدا وهو :
الخوف من عدم طاعة أحكام الله والمراد الخشية من ارتكاب جريمة قتل أو جرح أو زنى أو غير هذا من الذنوب التى يعصى فيها كل طرف الله بسبب الطرف الأخر وفى هذا قال :
"فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به"
وكان السؤال التالى:
"السؤال :
- ما هي الشروط الواجب توفرها لصحة الخلع ؟؟
الجواب :
أولا : أن يكون هناك ما يدعو إليه ، إذ قد ورد الوعيد الشديد على من طلبت الطلاق دون سبب قال (ص): أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
ثانيا : أن يكون على عوض ، أي على مقابل تدفعه الزوجة
فإن لم يكن مقابل فهو طلاق من جهة الزوج ومن جهة الزوج أن لا يكون نتيجة عضل ومضارة بالزوجة لتخالعه ، لقوله تبارك وتعالى : ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا )
ثم ذكر الأزواج بما كان بينهم فقال : ( وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )
- وما هي الأسباب الموجبة لإقرار الخلع والتي يحق للمرأة بموجبها طلب إنفاذ الخلع من زوجها ؟؟
وأما الأسباب التي تدعو إلى الخلع فقد سبقت الإشارة إليها ويضاف إليها أيضا ما لو كان الزوج ضعيف الدين ويرتكب بعض ما حرم الله من الكبائر ولا تستطيع الزوجة الصبر على ذلك كما أنها لا تستطيع إثبات ذلك لدى المحاكم وهو لا يريد أن يطلق فإنها تخالعه ."
الافتداء يستوجب أمور هى:
الخوف من عدم طاعة أحكام الله
وجود المهر أو بعضه مع الزوجة كما قال السحيم
التراضى بين الزوجين على الفدية
وكان السؤال التالى :
"السؤال :
- وهل يمكن اعتبار الخلع هو الحل للخلافات الزوجية وللعديد من القضايا التي قد تستمر في المحاكم لسنوات طويلة بدون حل ؟؟
الجواب :
والخلع هو أحد الحلول الشرعية للمشكلات الزوجية
إذ أن بعض الأزواج يحمله سوء الخلق أو اللؤم أحيانا على معاشرة زوجة لا تحبه بل تكرهه
أو لا يريد أن يوقع الطلاق بل يريد أن تطلب منه ذلك ليذهب بما أعطاها من مهر أو يأخذ العوض والمقابل على الطلاق ومثله التحاكم الذي شرعه الله عز وجل لعباده في حال وقوع الخلاف والشقاق بين الزوجين ."
والسحيم هنا يخطىء عندما يتحدث عن كراهية الأزواج والزوجات كسبب لانهاء الزواج فكما كما قلت سبق السبب الوحيد هو الخوف من عصيان أحكام الله في الطرف الأخر بقتله أو جرحه أو خيانته أو إيذائه بدنيا بطرق أخرى كالحرق والضرب ...
ثم قال :
"السؤال :
هل تمنع الزوجة من أن تشم رائحة الجنة إن طلبت الخلع كما في الطلاق ، حيث ان كل امرأة تطلب الطلاق من زوجها لا تشم رائحة الجنة ؟
الجواب :
سبقت الإشارة إلى حديث : أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وغيره وهذا الحديث رواه أبو داود في كتاب الطلاق . باب في الخلع وهذا مقيد بما إذا كان من غير بأس من غير سبب من غير وجود عذر شرعي
أما إذا وجد السبب من كراهية أو شقاق وخلاف مستمر أو غير ذلك مما سبقت الإشارة إليه من الأسباب فيجوز لها أن تطلب الطلاق أو أن تخالعه ولذا فإن النبي (ص)لم ينكر على زوجة ثابت بن قيس لما قالت : يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .فقال رسول الله (ص)أتردين عليه حديقته ؟قالت : نعم . رواه البخاري
وسبقت الإشارة إليه في المقدمة ففي هذا الحديث أنها سألته الطلاق ؛ لأنها لم تحبه وفيه أنها ردت عليه المهر ؛ لأنها هي التي طلبت الطلاق فهي لا تعيبه في خلق ولا دين ولكنها لا تحبه
قال ابن حجر :
قولها : ولكني أكره الكفر في الإسلام : أي أكره أن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر ، وانتفى أنها أرادت أن يحملها على الكفر ويأمرها به نفاقا بقولها : لا اعتب عليه في دين ، فتعين الحمل على ما قلناه .
فهي تكرهه ، ومعلوم أن الحب من الله لا يأتي بوصفه فبعض النساء من أول أيامها ربما لا تطيق حتى النظر إلى زوجها والحب والمحبة من الله ، فلا تأتي بالقوة !قال (ص): إن المقة من الله رواه الإمام أحمد وغيره والمقة هي المحبة "
وأمر أن الخالعة وهى المفتدية تدخل الناء هو كلام مخابيل فالله لا يبيح ما يدخل النار فأساس الافتداء هو طاعة الله أى الخوف من عصيان الله بمخالفة حدوده كما قال تعالى :
"فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به"
وكان السؤال التالى :
"السؤال :
هل للزوجة عدة بعد الخلع ؟
الجواب :
أما المختلعة فقد اختلف العلماء في عدتها : هل تعتد بعد الخلع بحيضة أو تعتد كعدة المطلقة ؟والصحيح أنها تعتد بحيضة واحدة لما رواه أبو داود عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه فجعل النبي (ص)عدتها حيضة وروى ابن أبي شيبة عن نافع عن بن عمر أن الربيع اختلعت من زوجها فأتى عمها عثمان ، فقال : تعتد بحيضة وكان ابن عمر يقول : تعتد ثلاث حيض حتى قال هذا عثمان ، فكان يفتي به ويقول : خيرنا وأعلمنا يعني بذلك عثمان بن عفان فإذا حاضت بعد الخلع ثم طهرت فقد انقضت عدتها والسبب في ذلك أن العدة جعلت في حال الطلاق بثلاث حيض – في غير الحامل –
حتى يحصل التروي والمراجعة ، ولذلك لا يخرج الرجل زوجته من بيته إذا طلقها طلاقا رجعيا ولا يحل له ذلك قال سبحانه وتعالى : ( لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )
أما لماذا ؟فـ ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )ومن الحكمة أيضا في التروي والمراجعة ورأب الصدع أن لا يقع الطلاق في طهر وقع فيه جماع ، ولا يوقع في حال حيض لتغير نفسية المرأة في ذلك الوقت ."
توجد عدة كاملة للمفتدية ولكن دون نفقة من المطلق لأنها من تنازلت عن حقوقها المالية وهو ما سماه الله الفدية أو الافتداء والرجل هو من يطلق في كلا الحالين
وكان السؤال التالى :
"السؤال :
هل يجوز للزوجة ان تعود إلى زوجها..بعد الخلع ،، إن ندمت ؟وكيف يتم ذلك ؟
الجواب :
رجوع الزوجة إلى زوجها بعد المخالعة محل خلاف أيضا والصحيح أنه يجوز لها أن ترجع إليه ولكن بعقد جديد ومهر جديد فإذا ندمت الزوجة بعد وقوع الخلع ورغب بها الزوج فإنه لا بد من عقد جديد وتسمية مهر جديد أيضا ولو كان يسيرا ."
يجوز للمطلقة بفدية أو من غير فدية الرجوع لطليقها إن تراضيا فيما بينهما كما قال تعالى :
"فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
وكان السؤال التالى:
"السؤال :
في كندا.. إن لم يكن هناك إمام، فهل يجوز أن يتم الخلع في المسجد مع وجود الشهود..؟
الجواب :
لا إشكال في أن يتم الخلع في المسجد ويشهد عليه الشهود لتضبط الأمور لأنه لا يقع إلا في حال شقاق ونزاع فيخشى من إنكاره .."
وقد أخطأ السحيم في وقوع طلاق الخلع في المساجد فالمساجد بنيت لشىء واحد وهو الصلاة أى ذكر اسم وهو وحى الله كما قال تعالى :
"في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وكان السؤال التالى :
"السؤال :
1- معلوم ان الخلع حق من حقوق الزوجة تتنازل بموجبه عن بعض الحقوق لتكسب حريتها المتمثلة بالطلاق متى يحق لها ان تستخدم هذا الحق ؟
2- ما هي الظروف التي اذا وجدت تعطى المرأة الحق في طلب الخلع ؟
الجواب :
المعنى في السؤالين واحد :
فيحق للزوجة أن تستخدم هذا الحق ( الخلع ) عندما يكون هناك ما يبرر طلب الطلاق كأن تكون المرأة تكره زوجها كرها شديدا أو لا ترضى دينه ( كأن يكون يشرب الخمر أو يتعاطى المخدرات أو يرتكب فاحشة الزنا )أو يكون سيئ الخلق ، ولو كان على دين وصلاح أو يكون كثير الضرب لها من غير مبرر أو ترى المرأة أن زوجها يبغضها ويضيق عليها ويؤذيها لأجل أن تطلب هي الطلاق حتى تفاديه بمال مقابل ذلك ونحو هذه الأعذار فهذه أعذار تجيز للمرأة أن تطلب الخلع ، وإن كان الصبر – أحيانا – أفضل من المخالعة وإنما جعل الخلع على عوض ومقابل مادي حتى لا تتسرع إليه المرأة لأدنى سبب ، بل تعلم أنها سوف تدفع ما يقابل ذلك ."
سبق طرح السؤال بألفاظ أخرى وكما سبق القول هنا سبب واحد وهو الحوف من عصيان الله في الزوج بقتله أو جرحه أو ضربه أو حرقه...وغيره من انواع الأذى
وتحدث عن وقت الخلع في التالى :
"السؤال :
هل يصح الخلع في أي وقت ؟
الجواب :
المسألة محل خلاف بناء على الاختلاف : هل الخلع طلاق أو فسخ ؟
والذي يظهر أنه فسخ ولا يشترط له ما يشترط للطلاق من أن يكون الطلاق في طهر لم يقع فيه جماع ، وأن لا يكون في وقت حيض .كما أنه لا يشترط له – على الصحيح – عدة ، كما سبق بيانه والنبي (ص)لما جاءته زوجة ثابت بن قيس تريد مخالعة زوجها سألها إن كانت ترد عليه المهر ، وهو الحديقة التي أهداها إياها ، فلما قالت : نعم أمره (ص)أن يفارقها ، ولم يسألها عن حالها .بخلاف حال ابن عمر الذي طلق في حال حيض فأمره النبي (ص)أن يرد زوجته لأن هذا من الطلاق البدعي ."
الفدية ليست فسخا وإنما طلاق من نوع مخصوص تتنازل فيه الزوجة عن حقوقها المالية لطلاقها خوفا من عصيانها الله في الزوج
وكان السؤال التالى عن استبدال المهر وهو ذهب أو فضية بأوراق نقدية وهو :
"السؤال :
هل يجوز لبعض الأزواج المطالبة ببدل نقدي مبالغ فيه عدا عن تنازل الزوجة عن جميع حقوقها المالية ؟؟!!
الجواب :
يجوز أن يكون الخلع على مبلغ أقل من المهر ويجوز أن يكون على مبلغ أكثر ، إلا أن القاعدة : لا ضرر ولا ضرار فلا يضار الزوج بزوجته والأغلب أن يكون على مقدار ما دفعه من مهر إلا أنه ينبغي أن تبنى هذه الأمور على المسامحة لسابق العشرة بين الزوجين ."
هذا الكلام يكون باتفاق الاثنين وتراضيهما
وكان السؤال عن أسلوب الفدية وهو :
"السؤال :
- وهل يشترط في الخلع التلفظ أم أن الكتابة تكون كافية ويعتبر الخلع صحيح ونافذ ؟؟!!
الجواب :
إذا كانت الكتابة من قبل الزوج فتعتبر كافية وهذا من إقامة الكتابة مقام العبارة ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ."
يجب أن يكون الافتداء منطوقا ومكتوبا وموقع عليه من الشهود كالزواج كما قال تعالى :
" فأشهدوا ذوا عدل منكم"
وكان السؤال التالى عن قوانين الخلع الحالية وهو :
"السؤال :
يرى بعض المحللين والمراقبين لتطبيق قانون الخلع في بعض الدول العربية مؤخرا أن قانون الخلع لا ينصف الزوجات لأنهن سوف يتنازلن عن كل مستحقاتهن المالية ويخسرن جميع الحقوق المستحقة لهن من مؤخر صداق وأثاث منزلي وغير ذلك . ولذلك فعند حدوث أي مشكلة فالزوجات يرفضن اللجوء إلى الخلع لأن طرق التقاضي بالطلاق تحفظ لها حقوق عديدة لا يكفلها الخلع فما رأي فضيلتكم في هذا الرأي ؟؟ وبماذا تردون عليهم ؟؟
الجواب :
الخلع ليس ورقة رابحة في يد المرأة تلوح بها متى شاءت وإنما هو حل من الحلول والحلول منها ما يمكن أن يكون أوليا ومنها ما يكون كمبضع الجراح كما تكون الحلول في علاج النشوز ( وعظ فهجر فضرب غير مبرح ) وقد يكون العلاج مؤلما ساعة تلقي المريض له ، ولكن عاقبته سليمة وكذلك الأمر بالنسبة للخلع لا تكره عليه المرأة ولكنه حق من حقوقها إذا ما كانت الأسباب الداعية إليه من قبلها أو أرادت أن تشتري كرامتها وتحفظ نفسها من أن تهان وإن كان هذا الأمر محرم في حق الرجل أي أن يؤذيها ويعضلها حتى تطلب منه الطلاق قال سبحانه وتعالى : (ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف )ولكن الزوجة قد تجد نفسها مضطرة لمخالعة زوجها في ظروف معينة .
والعلماء يشبهون المخالعة بفكاك الأسير نفسه من آسره ."
وبالقطع قوانين الخلع وحتى الزواج والطلاق الحالية في بلاد المنطقة مخالفة للقرن في الكثير من موادها فهى تعتبر آراء الفقهاء وليس قول الله
وكان الحديث عن الفرق بين الخلع والطلاق في السؤال التالى:
"السؤال :
هل حكم الخلع في الإسلام مثل حكم الطلاق .. أم أن هناك فرق بينهما ؟؟ أي هل يعتبر الخلع طلقة أم لا ؟؟
الجواب :
هناك فروقات بين الخلع والطلاق سبقت الإشارة إلى بعضها ففرق بين الخلع والطلاق من حيث العدة وفي وقت إيقاع كل منهما ولا يترتب عليه نفقة ، بخلاف الطلاق الرجعي وأما هل يعتبر طلاقا أو لا ؟فتقدمت الإشارة إلى خلاف العلماء : هل هو طلاق أو فسخ ؟والتفصيل والترجيح .. كل ذلك تقدم ولا يعتبر طلاقا على الصحيح من أقوال أهل العلم .
وإن كانت تحصل به الفرقة بين الزوجين كما سبق بيانه ."
كما سبق القول الخلع نوع خاص من الطلاق تتنازل فيه المرأة عن حقوقها المالية على عكس الطلاق العادى حيث تحتفظ بحقوقها المالية
وكان السؤال عن تسجيل الخلع في المحاكم وهو :
"السؤال :
هل يشترط إثبات المخالعة رسميا في المحاكم أم تصح بمجرد وجود شهود عليها ؟؟
الجواب :
لا يشترط أن يكون إثبات الخلع في المحاكم ، إلا أنه أثبت وأضبط للأمور إذا ضبطت وقيدت بالمحاكم الشرعية ."
وبالقطع اثبات كل شىء بالكتابة واجب لحفظ الحقوق في دولة المسلمين
وسبق طرح السؤال التالى سابقا:
"السؤال :
هل يشترط أن يكون الخلع مشروطا بدفع النقود المتداولة بين الناس أم يجوز فيه أي منفعة تقابل بالأموال ؟؟
الجواب :
لا يشترط في الخلع أن يكون نقدا بل إذا كان المهر عينا أو منفعة وردتها إليه صح أن يكون خلعا ومثله لو اتفقت الزوجة مع زوجها على وضع مؤخر الصداق – مثلا – جاز ويصح أن يكون مقابل أن تسقط عنه نفقتها إذا كانت حاملا ؛ لأن الحامل تجب لها النفقة لقوله تعالى : ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن )ويصح الخلع مقابل مجهول ، كأن تخالعه على شاة من غنمها ونحو ذلك ."
والسؤال التالى هو :
السؤال :
وهل يجوز أن يكون التخلي عن الأطفال هو بدل للخلع ؟؟
الجواب :
يجوز أن يكون تخلي الزوجة عن حضانة أطفالها مقابل الخلع ؛ لأن الزوجة أولى بحضانة أطفالها ما لم تتزوج ."
كما سبق القول الفقهاء لا يقيمون لكلام الله وزنا فحضانة الأطفال في كتاب الله للزوج بدليل أن المطلقة لو رفضت ارضاع ابنها فيجب على والده احضار مرضع أخرى له وهذا دليل على أنه في حضانته هو كما قال تعالى :
" وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وائتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"
ولا يجوز للمرأة أخذ الأطفال سواء بقيت دون زواج أو تزوجت غيره لأن نفقتهم على الوالد كما قال تعالى :
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ويجوز أن يتفق المطلق والمطلقة على بقاء الأولاد عند المرأة مع النفقة عليهن نتيجة السفر أو الانشغال عنهم بالجهاد وهو ما سماه الحجر كوجود الربائب كما قال تعالى:
" وربائبكم اللاتى في حجوركم من نسائكم اللاتى دخلتم بهن"
وقطعا ما يحدث حاليا من حرمان الوالد أو الوالدة من الرؤية ومن مجالسة الأطفال هو كفر ممن يصنعه ففى مجتمع المسلمين لا شىء يحدث من ذلك ومن عصى الله بحرمان أحد يعاقب من المجتمع
وتحدث عن أمر يسمى المباراة فقال :
"السؤال :
ما أوجه الشبه والاختلاف بين الخلع وبين المباراة ؟؟
الجواب :
المباراة يملكون بها المرأة أمر نفسها ولا يشترط فيها أن تكون على عوض بخلاف الخلع فإنه لا يجعل فيه أمر المرأة إلى نفسها بل هو فسخ كما تقدم بيانه ويشترط فيه أن يكون على عوض"
لا وجود للمبارة في الإسلام فهو أمر حرام لعدم وجود سبب للطلاق فالطلاق في كل الأحوال يقع من الأزواج سواء سمى خلعا أو غير هذا
وقال مجيبا على أسئلة تكررت بألفاظ اخرى ,اجاب عنها بألفاظ متكررة :
"...السؤال :
امرأة كانت ذات زوج فطلقها .. ثم تزوجت غيره فطلبت الخلع لعلة شرعية هل يجوز لها أن ترجع لزوجها الأول ؟؟ أم لابد أن يكون الزواج الثاني انتهى بطلاق لا بخلع .
الجواب :
شرط عودتها لزوجها السابق أن تنكح زوجا غيره بغير قصد التحليل
لقوله تبارك وتعالى : ( فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله )
فقوله : ( فإن طلقها ) يعني الطلقة الثالثة والمقصود أن تنكح زوجا غيره ويشترط أن لا يكون تزوجها ليحللها لزوجها الأول ولقوله (ص): ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : هو المحلل ، لعن الله المحلل والمحلل له . رواه أبو داود .
السؤال :
هناك من النساء . من تستخدم الخلع .. لكي تتخلص من زوجها لأسباب تافهة أو أعذار واهية لا تستدعي فسخ هذه العلاقة الزوجية .. وعندما تنصح بأن تتقي الله وتحافظ على زوجها وأسرتها تحتج بأن الشرع أعطاها هذا الحق ولها أن تستخدمه وقتما تشاء ...وما هي نصيحتكم لمن تحاول أن تسلك هذا المسلك
الجواب :
تقدم أن الخلع حل من الحلول للحياة التي تصل إلى طريق مسدود
وأنه ليست ورقة رابحة في يد المرأة تستعمله متى شاءت كما سبقت الإشارة إلى أن قوله (ص): أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد ، ورواه أبو داود في كتاب الطلاق . باب في الخلع .
وأن هذا الوعيد يشمل الخلع الطلاق وأشير هنا إلى قوله (ص): المختلعات هن المنافقات . رواه الترمذي ، وصححه الألباني وهذا إذا كان الخلع من غير سبب .
فالخلع يشبه الكي ، لا يلجأ إليه عند الاضطرار إليه ومما ينبغي أن يعلم أن الخلع يأخذ الأحكام الخمسة ، فيكون في بعض الحالات :
حراما أو مكروها أو جائزا أو مستحبا أو واجبا وتفصيل الحالات في كتب الفقه وهذا يعني أنه ليس تسلية ولا ألعوبة في أيدي الناس "
وحديث المختلعات هن المنافقات باطل فالله لا يبيح الكفر فطاعة الله لا تسمى نفاقا
وطرح سؤال عن تدخل البعض لدفع مال الفدية عن الزوجة فقال :
"السؤال :
وهل يجوز لشخص أجنبي أن يتفق مع الزوج على أن يخلع الزوج زوجته بحيث يتعهد هذا الشخص بدفع بدل الخلع للزوج لتتم الفرقة بينهما ؟؟
الجواب :
يجوز لشخص أجنبي أن يتبرع ببذل العوض
ونص العلماء على أنه يصح بذل العوض ممن يصح تبرعه ، وهو العاقل الرشيد .
وعللوا ذلك بأنه بذل مال في غير مقابلة ولا منفعة .
ولكن ينبغي التنبه هنا إلى أنه لا يجوز لشخص أجنبي أن يتفق مع ذات زوج لا تريده فيتفق معها على أن تخالع زوجها ويدفع هو العوض على أن تتزوجه لأن هذا من المواعدة في السر التي نهى الله عنها بقوله : (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا )ولأن هذا من إفساد الحياة الزوجية بين الأزواج ، لقوله (ص): ليس منا من خبب امرأة على زوجها . رواه الإمام أحمد وأبو داود ."
وهذا الكلام مخالف لكلام الله " فيما افتدت به"فالشرط هو افتداء المرأة ولكن يجوز لها الاستدانة لدفع الدين كفدية إن لم يكن بقى شىء من مهرها
وأنتهى اللقاء بطلب النصيحة من السحيم وهو :
السؤال :
قبل أن ننهي لقاءنا المبارك مع فضيلتكم .. نرجو أن تتفضلوا بتوجيه كلمات ناصحة وبعض التوصيات للمرأة المسلمة تعينها على إصلاح حياتها الزوجية مما لا يضطرها إلى اللجوء إلى طلب الطلاق أو الخلع اللذان قد ينبني عليهما الكثير من المشاكل والأحقاد والظلم للأبناء كما نرى ذلك في كثير من الأسر في وقتنا الحاضر ؟؟
الجواب :
أما الوصية فهي وصية الله للأولين والآخرين ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )
ووصيته لعباده المؤمنين : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
...وليعلم أيضا أن أحب شيء إلى إبليس هو الطلاق
فهو يسعى إليه جاهدا ، بل ويرسل جنوده في ذلك ، ويؤزهم أزا ، ويدفعن دفعا ، لأجل التفريق بين الأزواج .
بل إن إبليس ليفرح إذا وقع الطلاق
وإذا ما توصل جندي من جنوده إلى ذلك جعله مقربا منه ، وأدناه إليه ، وضمه وأكرمه !
أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى (ص)بقوله :
إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ؛ يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صنعت شيئا ! قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ! قال : فيدنيه منه ، ويقول : نعم أنت ! قال الأعمش : أراه قال : فيلتزمه . رواه مسلم ."
والحديث باطل لأن إبليس في النار فكيف سيبث سراياه ويفرح وهو يتعذب كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
ثم قال:
"فإذا رزقت المرأة بزوج صالح يحفظها ويرعاها فلتعلم أن هذه نعمة يجب شكرها .
وإن طلب الطلاق من غير سبب هو كفران لهذه النعمة ولذا قال (ص)أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. وقد سبقت الإشارة إليه.
وإن من كرام الرجال من يأبى عليه كرمه أن يعود في شيء بذله فقد ذكر الأمير أسامة بن منقذ أن امرأة وصفت لعمه عز الدين أبي العساكر، قال: فأرسل عمي عجوزا من أصحابه تبصرها، وعادت تصفها وجمالها وعقلها! إما لرغبة بذلوها لها، وإما أروها غيرها، فخطبها عمي وتزوجها فلما دخلت عليه رأى غير ما وصف له منها. ثم هي خرساء!
فوفاها مهرها، وردها إلى قومها فأسرت من بيوت قومها - بعد ذلك - فقال عمي: ما أدع امرأة تزوجتها - وانكشفت علي - في أسر الإفرنج. فاشتراها بخمسمائة دينار، وسلمها إلى أهلها هكذا تكون مكارم الأخلاق وهكذا يجب أن تكون العشرة ولو بعد الفراق وهذا من حفظ العهد"
 

الاثنين، 30 مايو 2022

نظرات في كتاب التكبير وحكمه

نظرات في كتاب التكبير وحكمه
المؤلف خالد بن علي محمد الحيان ويدور البحث حول معنى قول الله أكبر وأحكامها وقد بين المؤلف قلة من تعرض لتفسير التكبير وجمع أحكامه فقال في مقدمته:
"فهذا بحث مختصر عن لفظة (الله أكبر)، قد عزمت على الكتابة فيه في بداية شهر ذي الحجة من عام 1418 هـ، وذلك لما استوقفتني تلك اللفظة في تكرارها في بداية ذلك الشهر حتى نهاية العشر، بعدها جال في خاطري: لم خصت هذه اللفظة في ذلك الزمان؟ وما معناها؟ و ... و ... ؛ مما دفعني إلى أن أقرأ عن هذه الكلمة لأستفيد وأفيد من أخطب فيهم يوم الجمعة. ولكن وبعد بحث طويل لم أجد من تكلم عنها، سوى كلام يسير وفي مواضع مفرقة، ولا تمت لتلك الخواطر بصلة، حيث إن من تكلم عنها في الغالب يتطرق لأحكامها ككتاب (أحكام التكبير) لصالح الحسن، وهو كتاب مفيد استفدت منه في بحثي هذا."
وقد استهل الكتاب ببيان فضل التكبير فقال:
"فضل التكبير:
إما أن يكون التكبير مفردا، وإما أن يكون مقرونا بذكر آخر وهو الغالب، والأمثلة على ذلك كثيرة:
* مثال الأول: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» رواه مسلم "
الحديث باطل لم يقله الرسول(ص) فأوله يتحدث عن وجود عمل على سلامى أى عضو من الجسم ومع هذا لم يبين الصدقة التى على كل عضو فالتكبير والتحميد والتهليل والأمر والنهى كل هذا على عضو واحد هو اللسان وأما الركعات فهى لا تشمل أعضاء كالفرج
والخطأ أن هناك عمل يقوم مقام مجموعة أعمال فالركعتان تغنى عن كل الأعمال وهو أمر يتعارض مع دين الله فلو كانت الركعتان تغنين لسقط الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهو واجب على كل من رأى منكرا
ثم قال :
* مثال الثاني: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس» "رواه مسلم "
وكلام الحيان هو عن التكبير الفردى أو التكبير مع ذكر أخر ومع هذا ما استشهد بهما ليس فيهما تكبير فردى لوحده وليس فيه بيان لفضل التكبير في الحديث الأول وفى الثانى بيان لفضل الأربع كلمات
وتحدث عن أنواع التكبير فقال :
"أنواع التكبير:
قال الرازي في تفسيره: التكبير أنواع منها:
(1) تكبيره في صفاته بأن يعتقدها كلها من صفات الجلال والإكرام وهي غاية العظمة ونهاية الكمال، وأنها منزهة عن سمات التغير والزوال والحدوث والانتقال.
(2) تكبير الله في أحكامه، وهو أن يعتقد أن أحكامه كلها جارية على سنن الصواب، والعدالة "
وحديث المؤلف ناقلا عن تكبير صفات الله هو ضرب من الخبل فصفات الله لا تكبر ولا تصغر وإنما هى هى لا تتغير وهو ما ناقض الرازى فيه نفسه بأن صفاته منزهة عن التغير" وأنها منزهة عن سمات التغير"
وأما تكبير أحكام الله فمعناها واحد وهو طاعتها فقط دون سواها لأن طاعة غيرها معها هو الشرك
وتطرق الحيان لمعنى التكبير فقال :
"معنى التكبير:
ما إن يذكر التكبير إلا وينصرف إلى لفظ (الله أكبر) كذا قال أهل العلم
قال ابن الأثير: «معناه الله الكبير وقال: الله أكبر من كل شيء. وقال: الله أكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته».
قال ابن حجر: «قيل: معناه الكبير. وقيل: أكبر من كل شيء، فحذف لوضوح المعنى»
قال عبد الرحمن بن قاسم: «والله أكبر من كل شيء أي: أعظم، أو أكبر كبير، أو الكبير على خلقه، أو أكبر من أن ينسب إليه ما لا يليق بوحدانيته، والكبير العظيم المتعالي -إلى أن قال-: وتكبيره سبحانه جامع لإثبات كل كمال له وتنزيهه عن كل نقص وعيب، وإفراده وتخصيصه بذلك، وتعظيمه وإجلاله، وأكبر من أن يذكر بغير المدح والتمجيد والثناء الحسن»
قال محمد بن عثيمين: «معناها: أن الله تعالى أكبر من كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته، وكل ما تحتمله هذه الكلمة من معنى. قال عز وجل: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} وقال عز وجل: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدانا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} ومن هذه عظمته فهو أكبر من كل شيء. وقال الله تعالى: {وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} فكل معنى لهذه الكلمة من معاني الكبرياء فهو ثابت لله عز وجل»
قال سعدي أبو جيب: «التكبير: تعظيم الله تعالى، وتنزيهه من السوء. وفي التنزيل العزيز: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}
وفي الأقوال الماضية يتبين لك معنى التكبير خاصة لمن تأمل الآية التي ذكرها سعدي أبو جيب يجد أن التكبير قد جاء بعد أمور نسبها الكفار إلى الله. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وكذا قوله: {وربك فكبر} يجد أن التكبير جاء ضمن الآيات التي جاءت بالأمر بالدعوة إلى التوحيد وهجر الشرك"
وهذا الكلام في معنى التكبير خرج به عن معناه في الإسلام فعندما قال البعض القول" الله تعالى أكبر من كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته" فإنه نسب لله نقائص دون أن يدرى لأنه قارن الله بخلقه وخلق الله فيهم نقائص تكبر وتصغر كالجهل والمرض
وعندما تحدث الله عن الكبر حدد ماهية الكبر بأنه مثلا أكبر شهادة فقال :
"قل أى شىء أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم"
ومن ثم لا يجوز الحديث عن الله إلا في الكمالات فقط
التكبير معناه في قوله " وله الكبرياء في السموات والأرض" تفسيره في كتاب "له الملك" وفسره أيضا بقوله" له الحكم"
فالتكبير يعنى أن الطاعة لحكم الله لأن من يمتلك الشىء على الشىء أن يطيعه
ومعنى كبره تكبيرا هو " ولتكبروا الله على ما هداكم" ولتطيعوا الله كما علمكم
ومن ثم لا علاقة لتكبير الله بالترديد اللفظى لكلمة اله أكبر وإنما العلاقة هى طاعة أحكام الله فعندما نطيعه نجعل له الكبرياء وهو الطاعة له وحده
وأصر الحيان كما يصر الكثيرون على العبادة اللفظية الترديدية فتحدث عن صفة النطق بالتكبير فقال :
"صفة النطق بالتكبير
1 - أن لا يمد همزة لفظ الجلالة فيقول آلله، أو همزة أكبر، فيقول: آكبر، حيث إن المد يحيل المعنى إلى الاستفهام.
2 - أن لا يمد كلمة أكبر حيث تكون أكبار جمع كبر. والكبر الطبل ذو الوجه الواحد كما في اللغة.
3 - أن لا يزيد بين لفظ الجلالة وكلمة أكبر واوا.
4 - أن يجهر بالتكبير فيما أمر أن يجهر به بقدر ما يحصل به المقصود.
ورود لفظة (الله أكبر):
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «فالتكبير شرع أيضا لدفع العدو من شياطين الإنس والجن والنار التي هي عدو لنا، وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار، لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال. أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة؛ ليبين أن الله أكبر، وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار - حتى قال -: فجماع هذا أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحال ورجال»
وحين التأمل لكلام شيخ الإسلام نجد أن لفظة (الله أكبر) لا تخرج عما قاله إضافة إلى أنها قد تكون مقترنة بكلمات أخرى"
ولم يرد في كتاب الله ما يشير للترديد اللفظى للتكبير ولا لغيره فالترديد في كتاب الله هو للقرآن وحده كما قال" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ومن اخترعوا تلك العبادات اللفظية اخترعوها لشغل المسلمين عن طاعة أحكام الله وابعادهم عن طرق الكفار من قتال وإنتاج وعيرها ليظلوا في غيابهم عن الواقع بكثرة الترديد حتى قال أحدهم وهو يرى هزيمة المرددين للكلام الذكرى الله أكبر تنصر المسلمين فأى نصر هذا وأى عبادة التى تجلب الهزيمة لأهلها؟
وأصر الحيان على تفصيل العبادة التكرارية للفظ الله أكبر فقال :
"وإليك تفصيل ذلك:
أولا: مقترن به التكبير:
(1) اقترنت بالهداية، كما في قوله تعالى: {ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} وقوله: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}
، وجاء في الأثر: «الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا» ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (24/ 230).
ولما كانت الهداية نعمة عظيمة وكبيرة الفضل وهي أكبر ما يطلبه المسلم ويسأل الله في كل ركعة في قراءته لسورة الفاتحة أن يهديه- ناسب أن يكبر الله ويعظمه بل ويلازم الذكر. وتكبير الله من ذلك، قال تعالى: {واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين} "
وكما سبق القول التكبير هو الذكر هو الطاعة حسب تعليم الله كما قال :
" فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون"
وقال:
(2) اقترنت بلا إله إلا الله والحمد لله وسبحان الله فتارة بواحدة منها كقوله تعالى: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا} ، وتارة بجميعها كما جاء في كثير من الأحاديث كالأذكار التي تقال بعد الصلاة وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال سبحان الله، كتبت له عشرون حسنة، أو حطت عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر مثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قال الحمد لله مثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه، كتبت له ثلاثون حسنة، أو حطت عنه ثلاثون سيئة» رواه أحمد.
إن لكل كلمة من تلك الكلمات الأربع علاقة بالأخرى في اقترانها وافتراقها. (فسبحان الله) تنزيه عن كل نقص وعيب و (الحمد لله) وصف الله تعالى بجميع المحامد. ثم إذا وصف العبد ربه بالنزاهة عن النقص والعيب ووصفه بالكمال جاءت صفات التكبير والتعظيم المستحقة لمن تنزه عن العيوب ووفى بالمحامد"
والحديث باطل للتالى :
الخطأ الأول مخالفته ألأجر في القرآن فأجر القائل 20 حسنة أو 30 حسنة يناقض قوله تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
الخطأ الثانى اصطفاء الله للأربع كلمات فقط وأما باقى الكلام فليس مصطفى فمثلا لاحول ولا قوة إلا بالله ليست من الكلام المنتقى وكل آيات القرآن ليست من الكلام المصطفى
ثم قال :
(3) اقترنت مع البسملة، كعند الذبح واستلام الحجر، قال أنس - رضي الله عنه -: «ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر» وكان ابن عمر رضي الله عنهما: «يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر -فيقول:- باسم الله والله أكبر» "
والحديث باكل فلم يذكر الله تكبيرا عند الذبح وإنما ذكر اسم الله والمراد قراءة بعض اسمه وهو وحيه فقال :
"فاذكروا اسم الله عليه صواف"
ثم قال :
(4) اقترنت مع التلبية، قال عبد الله: «خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة إلا أن يخلطها بتكبير»
الحديث مناقض لكون التكبير على الهدى وهو الوحى والمراد أن الطاعة لوحى الله وليس مجرد ترديد لكلمات
ثم قال :
"ثانيا: التكبير المتعلق بالأفعال:
(1) في بداية الأذان والإقامة وفي أثنائهما وعند سماعهما، كما لا يخفى في كيفية صفتهما، وتأمل جيدا في كلمات الأذان وكيف افتتح هذا النداء بلفظ (الله أكبر)، الذي قد عرفت آنفا معناه، وأنه لا شيء أكبر من الله، لذا لا يجوز الانشغال بشيء غير الاستعداد للصلاة فكما أن الصلاة تحريمها التكبير كما قال - صلى الله عليه وسلم - فكذا أيضا النداء الذي افتتح بالتكبير، وتأمل مرة ثانية كيف أعيد هذا اللفظ في الإقامة، وفي افتتاح الصلاة، وفي الأذكار التي تقال بعد الصلاة؛ وذلك ليصطحب المصلي عظمة الله منذ بداية صلاته وحتى نهايتها
(2) عند افتتاح الصلاة وفي أثنائها، كما هو معروف في صفة الصلاة. وتكبيرة الإحرام ركن وما عداها من تكبيرات واجب، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» وقال - صلى الله عليه وسلم - في وصف الصلاة-: «إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» "
والحديث باطل فالتكبير لا يجعل الصلاة محرمة والتسليم لا يجعلها محللة إلا إذا كان معنى التحريم والتحليل هى الابتداء والإنهاء وهو معنى لم يقله أحد على حسب علمى ولو اعتبرنا التحريم بمعنى الابتداء لكان مناقض لكون بداية الصلاة وهو مفتاحها الطهور
ثم قال:
"وقال القرطبي: «أن هذا اللفظ (الله أكبر) هو المتعبد به في الصلاة، المنقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي التفسير: أنه لما نزل قوله {وربك فكبر} قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: «الله أكبر» فكبرت خديجة، وعلمت أنه الوحي من الله» قال زين الدين بن عبد العزيز المليباري «جعل التكبير فاتحة الصلاة ليستحضر المصلي معناه الدال على عظمة من تهيأ لخدمته حتى تتم له الهيبة والخشوع، ومن ثم زيد في تكراره ليدوم استصحاب ذينك في جميع صلاته»
وقال ابن القيم: «لا أحسن من كون التكبير تحريما لها - أي الصلاة - فتحريمها تكبير الرب تعالى الجامع لإثبات كل كمال له، وتنزيهه عن كل نقص وعيب، وإفراده وتخصيصه بذلك وتعظيمه وإجلاله. فالتكبير يتضمن تفاصيل أفعال الصلاة وأقوالها وهيآتها. فالصلاة من أولها إلى آخرها تفصيل لمضمون «الله أكبر». وأي تحريم أحسن من هذا التحريم المتضمن للإخلاص والتوحيد؟»."
وتكبير الرب هو طاعته وهى جعله الكبير والمراد المطاع دون سواه ولا يمكن أن يكون الصلاة المعروفة لأنها ليست كلها تكبير أى ترديد لقول الله أكبر
وما زال الحيان مصرا على كون التكبير مجرد ألفاظ تردد مرات كثيرة بقوله:
(3) في كثير من أعمال الحج والعمرة، كالدخول للحرم، والدفع منى إلى عرفات، ومن عرفات إلى مزدلفة، وعند المشعر الحرام، وعند الحجر الأسود، وعلى الصفا والمروة، وعند رمي الجمار، وعند دخول الكعبة.
قال عبد الرحمن بن قاسم عن حكمة التكبير كلما من أتى الطائف الحجر: «لأن أشواط الطواف كركعات الصلاة، والاستلام أو الإشارة أو التكبير كالتكبير في الصلاة فيفتتح به كل شوط، كما يفتتح كل ركعة بالتكبير»
(4) في صلاة الاستسقاء.
(5) في العيدين وفي خطبتيهما.
(6) عند الصعود على الأشراف المرتفعة، قال ابن عمر رضي الله عنهما: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا» رواه أبو داود وعند ركوب الدابة أيضا، ذلك كما جاء في دعاء ركوب الدابة.
قال ابن حجر: «ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع أن الاستعلاء والارتفاع محبوب إلى النفوس لما فيه من استشعار الكبرياء فشرع لمن تلبس به أن يذكر كبرياء الله تعالى وأنه أكبر من كل شيء فيكبره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله، ومناسبة التسبيح عند الهبوط لكون المكان المنخفض محل ضيق فيشرع فيه التسبيح؛ لأنه من أسباب الفرج، كما وقع في قصة يونس - عليه السلام - حين سبح في الظلمات فنجي من الغم»
وذكر أيضا عن المهلب «أن تكبيره - صلى الله عليه وسلم - استشعار لكبرياء الله عز وجل، وعندما يقع عليه العين من عظيم خلقه أنه أكبر من كل شيء، وتسبيحه في بطون الأودية مستنبط من قصة يونس فإن تسبيحه في بطن الحوت نجاه من الظلمات فسبح النبي - صلى الله عليه وسلم - في بطون الأودية لينجيه الله منها، وقيل: مناسبة التسبيح في الأماكن المنخفضة من جهة أن التسبيح هو التنزيه فناسب تنزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة» "
وهذا الكطلام مخالف لكتاب الله فالصعود وهو الركوب على المراكب وعلى الدواب يقال فيه سبحان الله كما قال تعالى :
" وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون"
ثم قال :
(6) عند الذبح، وقد تقدم حديث أنس الدال على ذلك.
وقال عبد الرحمن بن قاسم: «واختير التكبير هنا اقتداء بأبينا إبراهيم - عليه السلام -، حين أتي بفداء إسماعيل - عليه السلام -»
يقول القرطبي: «روي أنه لما ذبحه - أي ذبح إبراهيم إسماعيل - قال جبريل: الله أكبر، الله أكبر، فقال الذبيح: لا إله إلا الله، والله أكبر، فقال إبراهيم: الله أكبر والحمد لله، فبقي سنة»."
هذه روايات لم تأت في القرآن وليس واحد منها منسوب للنبى(ص)وقصة الذبح المرئية في القرآن ليس فيها ذكر لأى لفظ مما ذكرته الروايات
ثم قال :
(7) عند النوم وعند الاستيقاظ منه، فمن الأحاديث الواردة في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: «إذا آويتما إلى فراشكما، أو أخذتم مضجعكما، فكبرا أربعا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين» الحديث. متفق عليه "
هذا الحديث متعارض مع أحاديث كثيرة عما يقال عند النوم مثل:
اللهم باسمك وضعت جنبى وباسمك أرفعه ....
ثم قال:
"وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من تعار من الليل فقال حين يستيقظ: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم دعا: رب اغفر لي غفر له» رواه ابن ماجه"
هذا الحديث باطل فالله لم يحدد كلاما للاستغفار وقبوله فكل من استغفر بأى صيغة مخلصا غفر الله كما قال :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
ثم قال :
"ولما كانت تلك الكلمات العظيمة تشتمل على تعظيم الله وتمجيده وتنزيهه والثناء عليه، ناسب أن يختم المسلم بها حياته ويستفتح بها أيضا. هذا ويستحب لمن أراد أن يوقظ نائما لصلاة أن يكبر بصوت مرتفع حتى يسمع النائم فيستيقظ، وذلك لفعل
«عمر - رضي الله عنه - لما أراد أن يوقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة الفجر». الحديث رواه البخاري ومسلم
قال ابن حجر: «وفي استعماله التكبير سلوك طريق الأدب والجمع بين المصلحتين - الأدب مع الرسول وإيقاظه - وخص التكبير لأن أصل الدعاء إلى الصلاة» وتأمل كيف بدأ الأذان بالتكبير، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك."
الخطأ في الحديث ايقاظ النائم بالتكبير العالى قربه وهو ما يناقض الحديث الأخر عن المسلم يترك للنوم حتى يقدر على الصلاة وهو في كامل وعيه كما في القول :
" من غفل عن صلاة فليصلها إذا ذكرها"
ثم قال :
(8) عند الخوف وعند القتال، يقول ابن عباس «إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو بك فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعا، الله أعز مما أخاف وأحذر، وأعوذ بالله لا إله إلا هو، الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه، من الجن والإنس، اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك ولا إله غيرك» رواه البخاري في الأدب المفرد
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟» قالوا: نعم يا رسول الله، قال: «لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها - قال ثور: لا أعلمه إلا قال الذي في البحر - ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. » الحديث رواه مسلم
وقال أنس - رضي الله عنه -: «صبح النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم، فلما رأوه قالوا: محمد والخميس، محمد والخميس، فلجؤوا إلى الحصن، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال: «الله أكبر، خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ... » الحديث. متفق عليه .
وحين التأمل في تخصيص التكبير في هذا الموضع نجده لحكمة هي والعلم عند الله، أن يستشعر قائلها معناها إذ هو في موضع قد رأى نفسه صغيرا أمام كبير من قوة أو جيش أو ... أو .. وحينئذ يقوى تعلقه بالله الذي هو أكبر من كل شيء."
تلك الأحاديث باطلة تدعوا المسلمين لعصيان قوله تعالى:
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
والخطأ الأخرى العلم بالغيب وهو أمر لا يعلمه الرسول(ص) نفسه عن نفسه كما قال تعالى :
"وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
ثم قال :
(9) عند رؤية الهلال وعند الكسوف أو الخسوف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال: «الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحب ربنا ويرضى، ربنا وربك الله» رواه الدارمي
وقال - صلى الله عليه وسلم -: « ... إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ... » الحديث .. رواه البخاري
ولما كانت هاتان الآيتان وغيرهما من الكواكب على عظمها وجمالها يحدث لها نقص وتغير ناسب أن يكبر الله ويعظم وينزه عن كل نقص، وذلك لأن بعض الأمم كقوم إبراهيم - عليه السلام - كانت تعبد الكواكب بما فيها الشمس والقمر، قال تعالى: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين * فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون}
(10) عند التعجب والفرح، فعن أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينطون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون} لتركبن سنن من كان قبلكم» رواه أحمد"
وهذا الحديث باطل فهناك أمورا لا يمكن أن تتكرر كما فعلتها الأقوام السابقة مثل طلب رؤية الله أو رؤية الملائكة أو أى معجزة لعدم وجود رسل للطلب منهم
ثم قال :
"وجاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه بعض الشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» رواه أبو داود
(11) عند رؤية الحريق، قال ابن القيم رحمه الله: يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه» لما كان الحريق سببه الشيطان، وهي مادة الشيطان التي خلق منها، وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله، كان للشيطان إعانة عليه، وتنفيذ له، وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد، وهذان الأمران - وهما العلو في الأرض والفساد - هما هدي الشيطان، وإليهما يدعو، وبهما يهلك بنو آدم، فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد، وكبرياء الرب عز وجل يقمع الشيطان وفعله.
ولهذا كان تكبير الله له أثر في إطفاء الحريق، فإن كبرياء الله لا يقوم لها شيء، فإذا كبر المسلم ربه، أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته، فيطفئ الحريق، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه كذلك "
هذا الكلام من ضمن الجنون الذى يريد الكفار اشاعته بيننا لعدم الأخذ بالأسباب من يقل هذا عليه إثباته بالتجربة فليشعل النار في ملابسه وليقل الله أكبر ليعلم صدقه من كذبه
الحرائق تطفىء بوسائل متعددة كالماء والتراب وغبار الطفايات وليس بالكلام
وحاول الرجل ا، يثبت لنا فوائد التكبير اللفظى فقال :
"فوائد حول التكبير:
الفائدة الأولى: ذكر بعض أهل العلم أن اسم (الأكبر) من أسماء الله، كابن حزم في كتابه المحلى (8/ 31)، وابن الوزير في كتابه العواصم (7/ 230) ذكر ذلك محمد بن خليفة التميمي في كتابه معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى.
قلت: وبعد بحث وسؤال لجملة من بعض أهل العلم الفضلاء، لم أجد من قال أنه ثابت من أسماء الله الحسنى، اللهم إلا أني قد وجدت ما يلي:
(1) كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية يوهم من قرأه أن اسم الأكبر من أسماء الله حيث قال: « ... وتدل على أن بعض صفاته أفضل من بعض، وبعض أفعاله أفضل من بعض، ففي الآثار ذكر اسمه العظيم والأعظم واسمه الكبير والأكبر»
(2) أن هناك من تسمى بعبد الأكبر منهم:
- محمد بن يزيد بن عبد الأكبر. انظر: «السير» للذهبي (13/ 576).
- خباب بن عبد الأكبر العنبري. انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (4/ 340).
- عمارة بن عمرو بن عبد الأكبر الهمداني. انظر: «نزهة الألباب» لابن حجر رقم (1222).
- عبد الوارث، ويقال: عبد الأكبر، ويقال: عبد الأكرم بن أبي حنيفة الكوفي. انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر رقم (4250).
(3) جاء في أسماء الصحابة من اسمه (أكبر) فغيره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اسم بشير. انظر: «المناهي اللفظية» للشيخ بكر أبي زيد ص (115)."
الوارد في كتاب الله هو الكبير وأكبر شهادة
ثم قال :
"الفائدة الثانية: قال السهيلي: وجدت في بعض كتب الواقدي أن أول كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مسترضع عند حليمة (الله أكبر) "
هذا تخريف فقد منعت الآيات وهى المعجزات في عصره كما قال تعالى :
" ومتا منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم ما الفائدة من نطقه وهو رضيع وقد وصفه الله بالضلال في صغره فقال " ووجدك ضالا فهدى"؟
ثم قال :
"الفائدة الثالثة: قال - صلى الله عليه وسلم -: «أمنوا الضفدع إن صوته الذي تسمعون تسبيح وتقديس وتكبير .. » الحديث. رواه عبد الرزاق في مصنفه
الفائدة الرابعة: أن عدد حروف لفظ الجلالة (الله) أربعة، وكذا أيضا في لفظ (أكبر).
الفائدة الخامسة: لا بأس بكتابة: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر» على لوحات في الشوارع لتذكير الناس
الفائدة السادسة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقوله: الله أكبر عليك -أي قول ذلك لإنسان -فهو كالدعاء عليه وشتمه بغير فرية»
الفائدة السابعة: قال المحبي: «التكبير والتهليل للتعجب مما استعمله المولدون، أي في الشعر»
الفائدة الثامنة: قال - صلى الله عليه وسلم -: «يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما تلهمون النفس» رواه مسلم وفي رواية له: «يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس»
قال بعض أهل العلم: جميع العبادات تسقط عنهم سوى ذكر الله، وذلك لأنه غاية تنعمهم في الجنة، وأنهم كما كانوا في الدنيا يكثرون ذلك زاد منهم في الجنة لما يرون من تزايد نعم الله عليهم."
هذا الكلام يتعارض مع كون كلامهم سلام كما قال تعالى :
"لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما"
ثم قال :
"الفائدة التاسعة: قال ابن تيمية: «النصارى يسمون عيد المسلمين عيد (الله أكبر) لظهور التكبير فيه، وليس هذا لأحد من الأمم من أهل الكتاب ولا غيرهم غير المسلمين، وإنما كان موسى يجمع بني إسرائيل بالبوق والنصارى لهم الناقوس»
الفائدة العاشرة: لم يثبت في التكبير من سورة الضحى إلى آخر القرآن شيء
الفائدة الحادية عشر: أن بعض أهل الكتاب -قاتلهم الله-يفسرون قول المسلمين (الله أكبر) أنهم يدعون صنما اسمه (أكبر) ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية
الفائدة الثانية عشر: ليس صحيحا أن معنى الله أكبر: الله كبير؛ لأن معنى أكبر غير معنى الكبير
الفائدة الثالثة عشر: أن التكبير الجماعي بدعة أول من أحدثها المأمون."
وهو ما يخالف وجود أحاديث التكبير الجماعى عند طلوع المرتفعات
ثم قال :
الفائدة الرابعة عشر: تأمل حروف جملة (ربك فكبر) تجد كما أنها تقرأ من اليمين إلى اليسار فكذا أيضا العكس.
الفائدة الخامسة عشر: من البعض من يسمي التكبير في أيام الأعياد نشيدا وهذا ولا شك أنه خلاف ما ينبغي حيث عدل من المشروع إلى ما لم يشرع.
الفائدة السادسة عشر: قال القفطي: (كان -ابن الحبراني النحوي- إذا أحرم للصلاة كسر الهمزة من (أكبر) فسألته عن ذلك فأنكر كسرها، فقلت له: قلها، فقالها بكسر الهمزة، فاجتهدنا به أن يقولها مفتوحة فما تطوع لسانه بها، فاعتددنا ذلك من النوادر، وكونه لا يفهم أن ينطق بها مكسورة، وهو يظنها مفتوحة)
الفائدة السابعة عشر: أن من الموسوسين: من يكرر إخراج الحرف مرارا حتى يحدو به أن يقول في تكبيرته: الله أكككبر، ذكر ذلك ابن القيم
الفائدة الثامنة عشر: أن صيغ التكبير في أيام الأعياد لم يرد فيها فيما أعلم أنها تختم بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الفائدة التاسعة عشر: يورد البعض من الناس عبارة يقصدون منها اختبار ذكاء الآخرين وهي (أنا أكبر من الله)، والمعنى أنا (أنمو وأشب بسبب الله) وهذه العبارة آنفة الذكر لا شك أنها موهمة، والأولى بالمسلم تجنبها.
الفائدة العشرون: تأتي كلمة «الله أكبر» في الصلاة الرباعية (22) تكبيرة، والثلاثية (17) تكبيرة، والثنائية (11) تكبيرة، والركعة الواحدة (5) تكبيرات. وفي اليوم والليلة في الصلوات الخمس (94) تكبيرة، ومع الإضافة إلى الأذكار التي تقال بعد الصلاة ومع السنن الرواتب ومع قيام الليلة التي هي إحدى عشرة ركعة يكون التكبير في الجميع (342) تكبيرة. وفي الأذان مع الإقامة في اليوم والليلة (50) تكبير
الفائدة الحادية والعشرون: «جعل التكبير ثلاثا علامة للانطلاق في مسابقة الخيل» كذا رواه الدارقطني في سننه.
هذا وفي نهاية هذا البحث، أقول وقد تبين لك أيها المسلم ما اختصت وتميزت به لفظة (الله أكبر)، أنه حري بك أن تكون على حضور واستشعار عند تلفظك بها، قال ابن القيم: «وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب واللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده» "
والكلام هذا هو من قبيل المعلومات العامة 

الأحد، 29 مايو 2022

دراسة في تبليغ آيات البراءة

دراسة في تبليغ آيات البراءة
الكتاب هو جزء من كتاب موسوعة الغدير للشيخ الأمينى نقله هاشم الموسوى إلى هذا الكتاب وعلق عليه وقد ابتدأ الموسوى بتعريف البراءة حيث قال :
"البراءة من المشرکين - تمهيد في معني البراءة :
المعني اللغوي للبراءة: ( اصل البراءة والبراء والتبري: التقصي مما يکرة مجاورتة ولذلک قيل، برئت من المرض، وبرئت من فلان)
المعني الاصطلاحي للبراءة: عرف الشيخ الطبرسي البراءة بانها: (انقطاع للعصمة ورفع للأمان، وخروج من العهود) "
وهذا التعريف الذى اطبق عليه المفسرون هو مخالف لمنطوق الآية فالبراءة في السورة تعنى بيان أى آذان أى بلاغ كما قال تعالى :
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس "
والجملة :
" براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم"
ومن ثم فالمسألة لا علاقة بالخروج من العهود ورفع الأمان لأنها تثبت الأمان بقوله " فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر" وقوله " إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم"
فلو كان رفع للأمان ما أثبته بإتمام العهد لمدته طالما التزم الكفار
وتحدث الموسوى عن التولى والتبرى في القرآن فقال :
"التولي و التبري في القرآن
[تمهيد]
من الاسس العقيدية التي بني عليها النظام الاجتماعي والعلاقات البشرية في الاسلام هو نظام (التولي والتبري) ولقد حفل القرآن الکريم بالکثير من هذه المفاهيم والمبادي ء کقوله تعالي: (انا براء منکم ومما تعبدون)
وقوله تعالي: (براءة من الله ورسوله الي الذين عاهدتم من المشرکين)
...."
والتبرى في أية الممتحنة يعنى الكفر بدين الكفار وليس شىء أخر مما جعل القوم يحملونه لكلمة البراءة في القرآن
وبعد هذا مقل لنا كلام ألأمينى في حديث تبليع أبو بكر وعلى فقال :
"تبليغ آيات براءة - «مجمل حادثة تبليغ آيات براءة»
إن رسول الله (ص) بعث أبا بکر إلي مکة بآيات من صدر سورة البراءة ليقرأها علي أهلها، فجاء جبرئيل من عند الله العزيز فقال: لن يودي عنک إلا أنت أو رجل منک فبعث رسول الله (ص) عليا علي ناقته العضباء أو الجدعاء أثره فقال (ادرکة فحيثما لقيتة فخذ الکتاب منه واذهب الي أهل مکة فأقراه عليهم) فلحقه علي في العرج او في ذي الحليفة او في ضجنان أو الجحفة وأخذ الکتاب منه وحج وبلغ وأذن
هذة الاثارة اخرجها کثير من أئمة الحديث وحفاظه بعدة طرق صحيحة يتأتي التواتر بأقل منها عند جمع من القوم، وإليک أمة ممن اخرجها: 1 - أبو محمد اسماعيل السدي الکوفي المتوفي (128) 2 - أبو محمد عبدالملک بن هشام البصري المتوفي (218) 3 - أبو عبدالله محمد بن سعد الزهري المتوفي (230) 4 - الحافظ أبو بکر بن أبى شيبة العبسي الکوفي المتوفي (235) 5 - الحافظ أبو الحسن بن أبى شيبة العبسي الکوفي المتوفي (239) 6 - امام الحنابلة احمد بن حنبل الشيباني المتوفي (241) 7 - الحافظ أبو محمد عبدالله الدارمي، صاحب السنن المتوفي (255) 8 - الحافظ أبو عبدالله بن ماجة القزويني، صاحب السنن المتوفي (273) 9 - الحافظ أبو عيسي الترمذي، صاحب الصحيح المتوفي (279) 10 - الحافظ أبو بکر احمد بن أبى عاصم الشيباني المتوفي (287) 11 - الحافظ أبو عبدالرحمن احمد النسائي، صاحب السنن المتوفي (303) 12 - الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي (310) 13 - الحافظ أبو بکر محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري المتوفي (311) 14 - الحافظ أبو عوانة يعقوب النيسابوري، صاحب المسند المتوفي (316) 15 - الحافظ أبو القاسم عبدالله البغوي، صاحب المصأبى ح المتوفي (317) 16 - الحافظ عبدالرحمن بن أبى حاتم التميمي المتوفي (327) 17 - الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان التميمي المتوفي (354) 18 - الحافظ أبو القاسم سليمان بن احمد الطبراني المتوفي (360) 19 - الحافظ أبو الشيخ المتوفي (369) 20 - الحافظ علي بن عمر الدارقطني المتوفي (385) 21 - الحافظ أبو عبدالله الحاکم النيسابوري، صاحب المستدرک المتوفي (405) 22 - الحافظ أبو بکر بن مردويه الاصبهاني المتوفي (416) 23 - الحافظ أبو نعيم احمد الاصبهاني، صاحب الحلية المتوفي (430) 24 - الحافظ أبو بکر احمد بن الحسين البيهقي، صاحب السنن المتوفي (458) 25 - الفقيه أبو الحسن علي بن المغازلي الشافعي المتوفي (483) 26 -الحافظ أبو محمد الحسين البغوي الشافعي المتوفي (516) 27 - الحافظ نجم الدين أبو حفص النسفي السمرقندي الحنفي (537) 28 - الحافظ أبو القاسم جار الله الزمخشري الشافعي المتوفي (538) 29 - الحافظ أبو المويد موفق بن احمد الخوارزمي الحنفي المتوفي (568) 30 - الحافظ أبو القاسم ابن عساکر الدمشقي الشافعي المتوفي (571) 31 - أبو القاسم عبدالرحمن الخثعمي السهيلي الاندلسي المتوفي (581) 32 - أبو السعادات بن الاثير الشيباني الشافعي المتوفي (606) 33 - أبو عبدالله محمد بن عمر الفخر الرازي الشافعي المتوفي (606) 34 - الحافظ أبو الحسن علي بن الاثير الشيباني المتوفي (630) 35 - أبو عبدالله ضياء الدين محمد المقدسي الحنبلي المتوفي (643) 36 - أبو سالم محمد بن طلحة القرشي النصيبي الشافعي المتوفي (652) 37 - أبو المظفر يوسف سبط الحافظ ابن الجوزي الحنفي المتوفي (654) 38 - عز الدين بن أبى الحديد المعتزلي المتوفي (655) 39 - الحافظ أبو عبدالله الکنجي الشافعي المتوفي (658) 40 - أبو عبدالله القرطبي، صاحب التفسير الکبير المتوفي (671) 41 - القاضي ناصر الدين أبو الخير البيضاوي الشافعي المتوفي (685) 42 - الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري الشافعي المتوفي (694) 43 - شيخ الاسلام أبو اسحاق ابراهيم الحموئي المتوفي (722) 44 - ولي الدين محمد الخطيب العمري التبريزي، صاحب مشکاة المصأبى ح المتوفي (737) 45 – علاء الدين علي بن محمد الخازن، صاحب التفسير المتوفي (741) 46 - اثير الدين أبو حيان الاندلسي، صاحب التفسير المتوفي (745) 47 - الحافظ شمس الدين محمد الذهبي الشافعي المتوفي (748) 48 - نظام الدين الحسن النيسابوري ، صاحب التفسير المتوفي (000) 49 - الحافظ عماد الدين اسماعيل بن کثير الدمشقي الشافعي المتوفي (774) 50 - الحافظ أبو الحسن علي بن أبى بکر الهيثمي الشافعي المتوفي (807) 51 - تقي الدين احمد بن علي المقريزي الحنفي المتوفي(845) 52 - الحافظ أبو الفضل بن حجر احمد العسقلاني الشافعي المتوفي (852) 53 - بدرالدين محمود بن احمد العيني الحنفي المتوفي (855) 54 - نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المکي المالکي المتوفي (855) 55 - شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي، نزيل الحرمين المتوفي (902) 56 - الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي الشافعي المتوفي (911) 57 - الحافظ أبو العباس احمد القسطلاني الشافعي المتوفي (923) 58 - الحافظ أبو محمد عبدالرحمن بن الديبع الشيباني الشافعي المتوفي (944) 59 - المورخ الديار بکري، صاحب تاريخ الخميس المتوفي (966/ 982) 60 - الحافظ شهاب الدين احمد بن حجر الهيتمي الشافعي المتوفي (974) 61 - المتقي علي بن حسام الدين القرشي الهندي، نزيل مکة المتوفي (975) 62 - الحافظ زين الدين عبدالرووف المناوي الشافعي المتوفي (1031) 63 - الفقية شيخ بن عبدالله العيدروس الحسيني اليمني المتوفي (1041) 64 - الشيخ احمد بن باکثير المکي الشافعي، صاحب الوسيلة المتوفي (1047) 65 - أبو عبدالله محمد الزرقاني المصري المالکي المتوفي (1122) 66 - ميرزا محمد البدخشي ، صاحب مفتاح النجا المتوفي (0000) 67 - السيد محمد بن اسماعيل الصنعاني الحسيني المتوفي (1182) 68 - أبو العرفان الشيخ محمد الصبان الشافعي، صاحب الاسعاف المتوفي (1206) 69 - القاضي محمد بن علي الشوکاني الصنعاني المتوفي (1250) 70 - أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود الالوسي الشافعي المتوفي (1270) 71 - الشيخ سليمان بن ابراهيم القندوزي الحسيني الحنفي المتوفي (1293) 72 - السيد احمد زيني دحلان المکي الشافعي المتوفي (1304) 73 - السيد مومن الشبلنجي مؤلف نور الابصار المتوفي (0000)
مصادر الحديث:
[توضيح]
وتنتهي اسانيد هؤلاء الحفاظ في مأثرة آذان البراءة وتبليغها الي جمع من الصحابة الاولين منهم:
المصدر الاول: علي أمير المؤمنين
الصورة الاولي: من طريق زيد بن يثيع، قال (لما نزلت عشر آيات من براءة علي النبي (ص) دعا أبا بکر ليقرأها علي أهل مکة ثم دعاني فقال لي: أدرک أبا بکر فحيثما لقيته فخذ الکتاب منه فاذهب به الي أهل مکة فأقراه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الکتاب منه ورجع أبو بکر فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: لا، ولکن جبريل جاءني فقال: لن يودي عنک إلا أنت أو رجل منک)
أخرجه عبدالله بن احمد في زوائد المسند، والحافظ أبو الشيخ، وابن مردوية وحکاه عنهم السيوطي في الدر المنثور، وکنز العمال، والشوکاني في تفسيره ويوجد في الرياض النضرة وذخائر العقبي، وتاريخ ابن کثير، وفي تفسيره ومناقب الخوارزمي، وفرائد السمطين للحموئي، ومجمع الزوائد، وشرح صحيح البخاري للعيني، ووسيلة المال لابن باکثير، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني، وتفسير المنار
الصورة الثانيى: عن زيد: قال: نزلت براءة فبعث رسول الله (ص) أبا بکر ثم ارسل عليا فأخذها منه فلما رجع أبو بکر قال: هل نزل في شيء؟ قال: (لا، ولکني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي) فانطلق علي الي مکة فقام فيهم بأربع "تفسير الطبري ، تفسير ابن کثير
الصورة الثالثة: عن زيد: ان رسول الله (ص) بعث ببراءة الي أهل مکة مع أبى بکر ثم اتبعه بعلي فقال له: (خذ الکتاب فامض الي أهل مکة) قال: فلحقة فأخذ الکتاب منه فانصرف أبو بکر وهو کئيب فقال لرسول الله (ص): أنزل في شي ء؟ قال: (لا إلا اني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي) خصائص النسائي ، الاموال لأبى عبيد
الصورة الرابعة: عن علي أمير المؤمنين من طريق حنش باللفظ الاول المذکور من الفاظ زيد بن يثيع حرفيا
أخرجه احمد في مسنده ، والکنجي في الکفاية نقلا عن احمد وابن عساکر ، والهيثمي في مجمع الزوائد
الصورة الخامسة: عن حنش، عن أمير المؤمنين: قال: ان النبي (ص) حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله اني لست باللسن ولا بالخطيب، قال: (ما بد أن أذهب بها أنا او تذهب بها أنت)، قال: فان کان لابد فسأذهب انا قال: (فانطلق فان الله يثبت لسانک ويهدي قلبک) قال: ثم وضع يده علي فمه
مسند احمد ، الرياض النضرة ، تفسير ابن کثير الدر المنثور نقلا عن أبى الشيخ، کنز العمال
الصورة السادسة: عن أبى صالح، عن أمير المؤمنين: قال: بعث رسول الله (ص) أبا بکر ببراءة الي أهل مکة وبعثة علي الموسم ثم بعثني في أثره فأدرکته فأخذتها منه فقال أبو بکر : ما لي؟ قال: (خير أنت صاحبي في الغار، وصاحبي علي الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني) أخرجه الطبري کما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني
المصدر الثاني: أبو بکر بن أبى قحافة
قال: ان النبي (ص) بعثة ببراءة الي أهل مکة لا يحج بعد العام مشرک، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة من کان بينه وبين رسول الله (ص) عهد فأجله إلي مدته والله بريء من المشرکين ورسوله فسار ثلاثا ثم قال لعلي: (الحقه فرد علي أبا بکر وبلغها أنت) قال: ففعل فلما قدم علي النبي أبو بکر بکي، فقال: يا رسول الله حدث في شي ء؟ قال: (ما حدث فيک إلا خير ولکن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني)
أخرجه احمد في مسنده وابن خزيمة وأبو عوانة والدارقطني في الافراد کما في کنز العمال، والکنجي في الکفاية نقلا عن احمد وأبى نعيم وابن عساکر، وابن کثير في تاريخه
المصدر الثالث: ابن عباس
الصورة الاولي: قال: بعث رسول الله (ص) أبا بکر وأمره ان ينادي بهذه الکلمات ثم اتبعه عليا، فبينا أبوبکر ببعض الطريق اذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء، فخرج أبو بکر فزعا فظن أنه رسول الله (ص) فاذا هو علي فدفع إليه کتاب رسول الله وأمر عليا ان ينادي بهؤلاء الکلمات، فانطلقا، فقام علي ايام التشريق ينادي: (ذمة الله ورسوله بريئة عن کل مشرک)
الحديث أخرجه الترمذي في جامعة والبيهقي في سننه والخوارزمي في المناقب، وابن طلحة في مطالب السول، والشوکاني في تفسيره نقلا عن الترمذي وابن أبى حاتم والحاکم وابن مردوية والبيهقي بلفظ اخصر، واشار الية ابن حجر في فتح الباري
الصورة الثانية: من لفظ ابن عباس: قال: ان رسول الله(ص) بعث أبا بکر ببراءة ثم اتبعه عليا فأخذها منه فقال أبو بکر: يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: (لا، أنت صاحبي في الغار وعلي الحوض، ولا يودي عني الا أنا أوعلي)
الحديث أخرجه الطبري في تفسيره
الصورة الثالثة: عن ابن عباس: قال في حديث طويل عد فيه جملة من فضائل مولانا أمير المؤمنين مما تسالمت الأمة عليه: بعث رسول الله (ص) فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال: (لا يذهب بها إلا رجل هو مني وانا منه)
وحديث ابن عباس هذا أخرجه کثيرون من أئمة الحديث وحفاظه في المسانيد باسناد صحيح رجاله کلهم ثقات مصرحين بصحة وثقة رجاله
الصورة الرابعه: عن ابن عباس: اخرج ابن عساکر ، باسناده من طريق الحافظ عبدالرزاق، عن ابن عباس، قال: مشيت وعمر بن الخطاب في بعض ازقة المدينة فقال: يابن عباس اظن القوم استصغروا صاحبکم اذ لم يولوه أمورکم
فقلت: والله ما استصغره رسول الله(ص) اذ اختاره لسورة براءة يقروها علي أهل مکة فقال لي: الصواب تقول، والله لسمعت رسول الله (ص) يقول لعلي بن أبى طالب: (من أحبک أحبني، ومن أحبني أحب الله ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا) کنز العمال ، شرح ابن أبى الحديد ذکره الي قوله: فقال لي
المصدر الرابع: جابر بن عبدالله الانصاري
ان النبي (ص) حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بکر علي الحج فاقبلنا معه حتي اذا کنا بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوي للتکبير سمع الرغوة خلف ظهرة فوقف عن التکبير فقال: هذة رغوة ناقة رسول الله (ص) الجدعاء، لقد بدأ لرسول الله (ص) في الحج، فلعله أن يکون رسول الله (ص) فنصلي معه فاذا علي عليها، فقال له أبو بکر : أمير ام رسول؟ قال: (لا بل رسول أرسلني رسول الله (ص) ببراءة اقروها علي الناس في مواقف الحج) فقدمنا مکة فلما کان قبل التروية بيوم قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس حتي ختمها، ثم خرجنا معه حتي اذا کان يوم عرفة قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس براءة حتي ختمها فلما کان النفر الاول قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم کيف ينفرون وکيف يرمون فعلمهم مناسکهم، فلما فرغ قام علي فقرأ علي الناس براءة حتي ختمها
أخرجه الدارمي في سننه والنسائي في الخصائص، وابن خزيمة وصححه وابن حبان من طريق ابن جريج، والطبري، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة من طريق أبى حاتم والنسائي ويوجد في تيسير الوصول، تفسير القرطبي، المواهب اللدنية للقسطلاني، شرح المواهب للزرقاني، تاريخ الخميس، سيرة زيني دحلان، تفسير الالوسي روح المعاني، تفسير المنار نقلا عن الحفاظ الخمسة المذکورين من الدارمي الي محب الدين الطبري
المصدر الخامس: أنس بن مالک
قال: ان رسول الله (ص) بعث ببراءة مع أبى بکر الي أهل مکة ثم دعاة فقال: (لا ينبغي أن يبلغ هذا الا رجل من أهلي)،فدعا عليا فأعطاه اياها
وفي لفظ اخر لأحمد: ان رسول الله (ص) بعث ببراءة مع أبى بکر الصديق فلما بلغ ذا الحليفة قال: (لا يبلغها الا أنا أو رجل من أهل بيتي)، فبعث بها مع علي
طرق الحديث صحيحة رجاله کلهم ثقات، أخرجه احمد في مسنده والترمذي في جامعة طبع الهند، والنسائي في خصائصة وابن کثير في تاريخة عن الترمذي واحمد، وفي تفسيره والخوارزمي في المناقب، والقسطلاني في شرح صحيح البخاري، وابن حجر في شرح الصحيح، والعيني في شرح الصحيح، وابن طلحة في مطالب السوول، والسيوطي في الدر المنثور نقلا عن ابن أبى شيبة واحمد والترمذي وأبى الشيخ وابن مردوية وفي کنز العمال عن ابن أبى شيبة والزرقاني في شرح المواهب، والشوکاني في تفسيره نقلا عمن نقل عنة السيوطي في الدر المنثور، والالوسي في تفسيره نقلا عن احمد والترمذي وأبى الشيخ، وصاحب المنار في تفسيره
المصدر السادس: أبو سعيد الخدري
قال: بعث رسول الله (ص) أبا بکر يودي عنه براءة فلما أرسله بعث الي علي فقال: (يا علي ‘نه لا يودي عني إلا أنا أو أنت) فحمله علي ناقته العضباء فسار حتي لحق بأبى بکر فأخذ منه براءة فأتي أبوبکر النبي (ص) وقد دخله من ذلک مخافة أن يکون قد انزل فية شيء، فلما آتاه قال: ما لي يا رسول الله؟ قال: (خير أنت اخي و صاحبي في الغار، وانت معي علي الحوض، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني)
أخرجه ابن حبان وابن مردوية کما في الدر المنثور للسيوطي، وروح المعاني للألوسي، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري من طريق عمرو بن عطية عن أبى عن أبى سعيد
المصدر السابع: أبو رافع
قال (رضي الله): بعث رسول الله (ص) أبا بکر ببراءة الي الموسم، فأتي جبريل فقال: أنه لن يوديها عنک إلا أنت أو رجل منک، فبعث عليا علي اثرة حتي لحقة بين مکة والمدينة فأخذها، فقرأها علي الناس في الموسم
أخرجه ابن مردوية والطبراني باسنادهما کما في الدر المنثور للسيوطي وفتح الباري لابن حجر
المصدر الثامن: سعد بن أبى وقاص
الصورة الأولي: قال: بعث رسول الله(ص) أبا بکر ببراءة حتي اذا کان ببعض الطريق ارسل عليا فأخذ ها منه ثم سار بها فوجد أبو بکر في نفسه فقال رسول الله (ص): (لا يودي عني إلا أنا أو رجل مني)
خصائص النسائي، الدر المنثور نقلا عن ابن مردوية تفسير الشوکاني، واوعز إليه ابن حجر في فتح الباري
الصورة الثانية: عن سعد: اخرج ابن عساکر باسناده عن الحرث بن مالک، قال: اتيت مکة فلقيت سعد بن أبى وقاص فقلت: هل سمعت لعلي منقبه؟ قال: لقد شهدت له أربعا لأن تکون لي واحدة منهن أحب الي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح: ان رسول الله (ص) بعث أبا بکر ببراءة الي مشرکي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: (اتبع أبا بکر فخذها وبلغها) فرد علي أبا بکر فرجع يبکي، فقال: يا رسول الله انزل في شي ء؟ قال: (لا، إلا خيرا إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، أو قال: من أهل بيتي) الحديث
المصدر التاسع: أبو هريره:
قال: کنت مع علي بن أبى طالب لما بعثه رسول الله (ص)،فنادي بأربع حتي صهل صوته الحديث
أخرجه الدارمي في سننه ، والنسائي في سننه مع اختصار غير مخل، کما قاله السيوطي في شرحة وحديث أبى هريرة أخرجه کثير من الحفاظ غير انة لعبت به أيدي الهوي، ومهدت لرماة القول علي عواهنه مجال الترة والدجل حول هذه الاثارة الکريمة
واخرج الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة ، وذخائر العقبي من طريق أبى حاتم، عن أبى سعيد أو أبى هريرة قال: بعث رسول الله (ص) أبا بکر، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي فعرفه فأتاه فقال: ما شأني؟ قال: (خير إن رسول الله(ص) بعثني ببراءه) فلما رجعنا انطلق أبو بکر الي النبي (ص) فقال: يا رسول الله ما لي؟ قال: (خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني) يعني عليا
المصدر العاشر: عبدالله بن عمر
ذکر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ما مر عن أمير المؤمنين من طريق أبى صالح، ثم قال: ومن طريق العمري، عن نافع، عن ابن عمر کذلک
المصدر الحادي عشر: حبشي بن جناده
قال: قال رسول الله (ص): (علي مني وأنا منه لا يودي عني إلا أنا أو علي)
حديث صحيح رجاله کلهم ثقات أخرجه بطرق اربعة احمد بن حنبل في مسنده والترمذي في صحيحة وصححة وحسنة والنسائي في الخصائص، وابن ماجة في السنن، والبغوي في المصأبى ح، والخطيب العمري في المشکاة والفقية ابن المغازلي في المناقب، والکنجي في الکفاية والنووي في تهذيب الاسماء واللغات، والمحب الطبري في الرياض، عن الحافظ السلفي، وسبط ابن الجوزي في التذکرة والذهبي في تذکرة الحفاظ في ترجمة سويد بن سعيد، وابن کثير في تاريخة والسخاوي في المقاصد الحسنة والمناوي في کنوز الدقائق والحموئي في الباب السابع من فرائد السمطين، وجلال الدين السيوطي في الجامع الصغير، وفي جمع الجوامع کما في ترتيبه
وذکره ابن حجر في الصواعق، والمتقي الهندي في کنز العمال عن احد عشر حافظا، والبدخشاني في نزل الأبرار نقلا عن ابن أبى شيبة واحمد، وابن ماجة والترمذي، والبغوي، وابن أبى عاصم، والنسائي، وابن قانع، والطبراني، والضياء المقدسي، والجارودي، والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي، والأمير محمد الصنعاني في الروضة الندية والقندوزي في ينابيع المودة والشبلنجي في نور الابصار، والصبان في الاسعاف -هامش نور الابصار -
قال الأميني: هذه الجملة المروية من حبشي بن جنادة وعمران، وأبى ذر الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ، وهي شطره کما نص علية صاحب اللمعات والمرقاة والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة وقالوا: قال (ص) هذا تکريما لعلي واعتذارا الي أبى بکر
المصدر الثاني عشر: عمران بن حصين:
في حديث مرفوع (علي مني وأنا منه ولا يودي عني إلاعلي)أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب
المصدر الثالث عشر: أبو ذر الغفاري:
مرفوعا: (علي مني وأنا من علي، ولا يودي إلا أنا أوعلي) مطالب السوول
المراسيل:
1 - عن أبى جعفر محمد بن علي - الامام الباقر -، قال: (لما نزلت براءة علي رسول الله (ص) وقد کان بعث أبا بکر الصديق ليقيم للناس الحج قيل له: يا رسول الله لو بعثت بها الي أبى بکر، فقال: لا يودي عني الا رجل من أهل بيتي، ثم دعا علي بن أبى طالب فقال له: اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر اذا اجتمعوا بمني: إنه لا يدخل الجنة کافر، ولا يحج بعد العام مشرک، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن کان له عند رسول الله (ص) عهد فهو له الي مدته فخرج علي بن أبى طالب علي ناقة رسول الله (ص) العضباء حتي ادرک أبا بکر بالطريق، فلما راة أبو بکر بالطريق قال: أمير أو مأمور ؟ فقال: بل مأمور ثم مضيا فأقام أبو بکر للناس الحج، والعرب اذ ذاک في تلک السنة علي منازلهم من الحج التي کانوا عليها في الجاهلية حتي إذا کان يوم النحر قام علي بن أبى طالب فأذن في الناس بالذي أمر به رسول الله (ص))الحديث في سيرة ابن هشام ، تفسير الطبري ، تفسير الکشاف ، تفسير ابن کثير ، تاريخ ابن کثير، عمدة القاري
2 - روي ان أبا بکر لما کان ببعض الطريق هبط جبريل وقال: يا محمد لا يبلغن رسالتک إلا رجل منک فأرسل عليا، فرجع أبو بکر إلي رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله أشي ء نزل من السماء؟ قال: (نعم، فسر وأنت علي الموسم وعلي ينادي بالآي) الحديث ذكره نظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع في هامش تفسير الطبري
3 - عن السدي، قال: لما نزلت هذه الآيات الي رأس اربعين اية بعث بهن رسول الله (ص) مع أبى بکر وأمره علي الحج، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبو بکر الي النبي (ص) فقال: يا رسول الله بأبى أنت وأمي أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا، ولکن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، اما ترضي يا أبا بکر أنک کنت معي في الغار وأنک صاحبي علي الحوض؟ قال: بلي يا رسول الله فسار أبو بکر علي الحاج وعلي يوذن ببراءة الحديث في تفسير الطبري ، تاريخ الطبري
4 - قال البغوي المفسر في تفسيره - هامش تفسير الخازن -: لما کان سنة تسع أراد رسول الله (ص) ان يحج ثم قال: أنه يحضر المشرکون فيطوفون عراة فبعث أبا بکر تلک السنة أميرا علي الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها علي أهل الموسم، ثم بعث بعدة عليا علي ناقته العضباء ليقرأ علي الناس صدر براءة وأمره أن يوذن بمکة ومني وعرفه: ان قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من کل مشرک ولا يطوف بالبيت عريان فرجع أبو بکر فقال: يا رسول الله بأبى أنت وأمي أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا، ولکن لا ينبغي لأحد ان يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، أما ترضي يا أبا بکر إنک کنت معي في الغار، وأنک صاحبي علي الحوض؟ قال: بلي يا رسول الله فسار أبو بکر أميرا علي الحاج وعلي ليوذن ببراءة الحديث وتجده مرسلا ارسال المسلم بلفظ موجز او مفصل في: طبقات ابن سعد، تفسير أبى حيان، تفسير الکشاف، تفسير الخازن، تفسير البيضاوي، تفسير النسفي هامش الخازن، تفسير النيسابوري هامش الطبري، تذکرة السبط، امتاع المقريزي، الروض الانف، کامل ابن الاثير، تفسير الرازي، شرح النهج لابن أبى الحديد، شرح المواهب للزرقاني، الاصابة لابن حجر، تاريخ الخميس، الصواعق، السيرة النبوية لزيني دحلان
وينبي عن اطباق الصحابة الاولين علي هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده بها اصحاب الشوري يوم ذاک بقوله: (افيکم من ائتمن علي سورة براءة وقال له رسول الله (ص): أنه لا يودي عني إلا أنا أو رجل مني، غيري؟) قالوا: لا
وأن هذه الجملة المذکورة عدها ابن أبى الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشوري "
الكتاب كله قائم على أن الحديث عند السنة صحيح ومن ثم فكل الروايات التى ذكرها الأمينى ليس فيها رواية واحدة عن الشيعة وهذا منهج يتبعه الشيعة في إثبات ما يريدون إذا كان موافق لحكمهم وأما إذا كان الحديث معارض لما يعتقدون فغنهم يظهرون معايبه من عند أهل السنة أولا ثم من عندهم ثانيا وهو منهج باطل سواء استخدمه الشيعة أو السنة أو غيرهم فهو على هوى كل فريق ومن ثم لا يوجد سوى أصل واحد يمكن الرجوع إليه لإثبات لبطلان أو صحة الحديث وهو القرآن إلا إذا كانت الحديث وغيره يثبتان بطلانهما
بالقطع حادثة تبليغ سورة براءة في القرآن ليس فيها ذكر لعلى ولا لأبى بكر أو لغيرهم ومن ثم على الفور نقول أنها لم تحدث وأنها مجرد حكايات اخترعها الكفار لتفريق المسلمين وقد نجحوا نجاحا عظيما بدليل تأليف ألأمينى لهذا الكتاب الذى ألفه لإثبات أن على هو ألأولى بالخلافة لأن أبو بكر خائن لم يأتمنه الله على تبليغ الآيات وهو الاستنتاج الذى قال فيه :
"استنتاج:
المتخلص من سرد هذه الاحاديث هو تواتر معنوي أو اجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الاي من أبى بکر وتشريف أمير المؤمنين بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه (ص) الا هو أو رجل منه ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد بها بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو ان تکون آحادا، وفي القصة ايعاز إلي أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الکتاب کيف يأتمنه علي التعليم بالدين کله وتبليغ الأحکام والمصالح کلها "
والاستنتاج خاطىء بالطبع فالروايات لا يوجد فيها ما يدل على الخيانة وإنما فيها ما يدل على التالى:
الأول أن أبا بكر هو الأمير على على وعلى مجرد مؤذن وهو قول الحديث :
"لما کان قبل التروية بيوم قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس حتي ختمها" الثانى أن القرآن لم ينزل شىء يثبت خيانة أبو بكر أو كفره وهو قول الحديث :
"فرجع أبو بکر فقال: يا رسول الله بأبى أنت وأمي أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا" وما استنتجه الأمينى هو استنتاج على هوى النفس لنصرة المذهب ولا يدل عليه أى لفظ في الروايات
قطعا أقول هذا احقاقا للحق وليس إحقاقا لتلك الأحاديث التى هى باطلة جميعا من خلال بيات تناقضاتها مع نفسها ومع القرآن وهى :
التناقض الأول : اسم الناقة التى ركبها على:
مرة هى ناقة على نفسه في قول رواية:
"فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي"
وهو ما يناقض مكونها مرة ناقة النبى(ص) العضباء وهو قول رواية:
"فحمله علي ناقته العضباء"
ويناقض كونها الجدعاء في رواية:
"فسار حتي لحق بأبى بکر فأخذ منه براءة هذه رغوة ناقة رسول الله ص) الجدعاء"
ويناقض كونها القصواء في رواية:
"اذ سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء"
التناقض الثانى :مكان التقاء أبو بكر وعلى:
مرة ذو الحليفة في قول رواية:"فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة اتبعه بعلي" وهو ما يناقض كون المكان ضجنان في قول رواية"فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي" وهو ما يناقض كون المكان العرج في قول رواية"حتي اذا کنا بالعرج ثوب بالصبح"
التناقض الثالث :بقاء أبو بكر وعودته:
بعض الروايات قالت أن أبو بكر بقى أمير للموسم كقول رواية :
"فقدمنا مکة فلما کان قبل التروية بيوم قام أبو بکر فخطب الناس فحدثهم عن مناسکهم، حتي اذا فرغ قام علي فقرا علي الناس حتي ختمها"
وبعض الروايات قالت بعودته بعد لقاء على كقول رواية:
"فرد علي أبا بکر فرجع يبکي، فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟"
التناقض الرابع: مدة مسير أبو بكر قبل لقاء على :
في رواية سار يوم وليلة وهى قول رواية :
"فسار بها يوما وليلة" وهو ما يناقض سيره ثلاث ليالى قى قول رواية أخرى"فسار ثلاثا"
التناقض الخامس :مكان الآذان :
مرة في منى فقط في قول رواية"فسار ثلاثا ثم قال لعلي وأذن في الناس يوم النحر اذا اجتمعوا بمني"
ومرة مناقضة في مكة ومنى وعرفه في قول رواية أخرى" وأمره أن يؤذن بمکة ومني وعرفه"
التناقض السادس :كلمات الآذان:
أن كلمات الآذان هى" (ذمة الله ورسوله بريئة عن کل مشرک)
وهو ما يناقض كونها كلام مخالف تماما في قول رواية أخرى"إنه لا يدخل الجنة کافر، ولا يحج بعد العام مشرک، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن کان له عند رسول الله (ص) عهد فهو له الي مدته"
التناقض السابع "عدد آيات للآذان :
مرة40 آية في قول رواية "فأقام أبو بکر للناس الحج لما نزلت هذه الآيات الي رأس اربعين اية بعث بهن رسول الله (ص) مع أبى بکر "
وهو ما يناقض كونها 10 في رواية تقول :
"لما نزلت عشر آيات من براءة علي النبي (ص) دعا أبا بکر ليقرأها علي أهل مکة ثم دعاني"
وأما مناقضات الروايات للحديث فهى :
الأول كون على من أهل بيت النبى(ص) ولا يمكن أن يكون من أهل بيته لانعدام الذكور عند النبى(ص) كما قال تعالى:
"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
الثانى كون على من النبى(ص) وهو محال لأن الرسول(ص) لم يعش له ذكور حتى سن الرجولة كما قال تعالى:
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
ونلاحظ قول مستحيلة في رواية هى" أنت منى وأنا منك"فلا يمكن أن يكون النبى(ص) والدا لعلى وفى نفس الوقت ابن له أو العكس
الثالث وجود الحوض وكل مسلم له حوضين كما قال تعالى :
"فيهما عينان تجريان"
الرابع التناقض بين كون أبو بكر أخاه وليس من أهله وهو كلام يتعارض مع التاريخ المعروف فهو حميه زوجه ابنته وقد صارت ابنة ابو بكر من أهل بيته وهو كلام غير مستقيم
ومن ثم الحادثة عندى لم تحدث لاختلاف الروايات اختلافات كثيرة جدا زد على هذا خلافها الرئيسى مع القرآن
وأنهى هاشم الموسوى الكتاب بالخاتمة التالية:
"الخاتمة:
و بعد ان عرض الشيخ الاميني هذه الحادثة بطرق مختلفة علق بقوله: ان رواية هذه الحادثة بلغت مرحلة التواتر المعنوي او الاجمالي، وذلک يعني انها قطعية الصدور ...
وقد انتهي الشيخ الاميني من خلال عرضة لوقائع الحادثة الي حقيقتين هما: 1 - القطع بصدق الحادثة لانها بلغت مرحلة التواتر المعنوي او الاجمالي
2 - استبدال أبى بکر بعلي في تبليغ آيات البراءة
وقد استنتج من هذا الاستبدال الاختلاف في الأهلية بعد أن أخبر الوحي الالهي النبي (ص) بان: (لا يودي عنه إلا هو أو رجل منه) وهو علي فالمستفاد من هذة الحادثة ان الموهل للاداء عن الرسول (ص) هو علي، ذلک لأن الخليفة سيتحمل بعد الرسول (ص) مسئولية أداء المهام النبوية من تبليغ الکتاب والسنة وتبيان أحکام الشريعة وفي هذه الحادثة دلالة واضحة علي ذلک، اذ سحب الاداء من أبى بکر وانيط بعلي، مع تفسير نبوي واضح لهذا الاستبدال"
وهو نفس الاستنتاج الخاطىء الذى يصح في الروايات لو كان الاستبدال استبدال تام فالروايات أبقت ابو بكر أميرا على الموسم ولم تعط الإمارة لعلى وإنما أعطت الروايات على التبليغ أقول هذا رغم أن تلك الروايات كلها كاذبة ولا دليل عليها من كتاب الله