الأحد، 31 أكتوبر 2021

نقد كتاب أساليب تقويم المعلم

نقد كتاب أساليب تقويم المعلم
الكتاب مؤلفته هى أم نورة طالع المولد وهو يتناول أساليب تقويم المعلم وهو موضوع تم استيراده من دول الكفر وهو دال على فشل نظام الدولة وتناقضه فعندما تعطى أى دولة شهادة رسمية لمعلم بأنه تخرج من كلية التربية أو ما ماثلها فهذا يعنى أنه صالح للقيام بوظيفته ولا يحتاج لمن يقوم عمله ومن ثم لا يقوم بعد عمله لأن معنى تقويمه أن كلية التربية فشلت فى تعليمه مهنة التدريس والتى يقال عنها كلمة مشهورة وهى :
"مهنة من لا مهنة له"
وهى كلمة تعنى أن أى إنسان يصلح للعمل كمعلم دون أن يكون معه شهادة من كليات التربية أو إعداد المعلمين
المشكلة أن اى مهنة تتعامل مع العقول هى مهنة لا يوجد شىء يدل على الصلاحية من عدم الصلاحية فيها وأما المهن التى تتعامل مع منتجات أو تقديم خدمات فهى مهن تتعامل مع شىء ظاهر يمكن الحكم عليه مباشرة
وبداية فى دولة العدل دولة المسلمين لا يوجد ما يسمى التقارير السنوية للعاملين لأن قانون العقوبات كفيل بتقويم أى عامل فى أى مؤسسة عندما يهمل فى عمله أو يرتكب جريمة فى أثناء العمل
وقد استهلت أم نورة البحث باستعراض أساليب تقويم المعلم قديما فقالت:
"أساليب تقويم المعلم:
حتى نستطيع أن نقوم على أساس سليم دعنا نستعرض أساليب تقويم المعلم قديما
اختبارات لقياس الخصائص التي تميز المعلم الفعال عن غير الفعال:- فمثلا كان المعتقد أن المدرس الفعال ( الناجح) هو المدرس الذكي ولكن وجد بالتجربة أن الارتباط بين ذكاء المدرس وتحصيل تلاميذه ( كذلك لنجاحه في التدريس ) ضعيف لا يتجاوز 003 كما أن تحصيل المدرس في المواد التخصصية أو المهنية ( في كيفية تعليم التلاميذ وفي طرق التدريس) لا يؤدي بالضرورة إلى تطبيق العملي الناجح في التدريس ونحن نلاحظ ذلك بنسبة لبعض الطلاب الغير متفوقين الذين ينجحون نجاحا باهرا في أدائهم العملي في المواقف التدريسية إلا أنه يجب أن يكون للمعلم مستوى معقول من المعرفة التخصصية والمهنية والمهارات التدريسية وعيب هذه الاختبارات ناتج من القصور في صدقها وثباتها لعدم تحديد الخصائص التي تبرز المعلم الكفء والفعال والتي تنعكس في أدائه التدريسي"
الخبل هنا هو أن الواصف للمعلم بالفعال أو غير الفعال لا يبقى معه فى الفصل أو مكان عمله طوال أيام عمله وإنما يراه حوالى خمس أو قل عشر مرات فى السنة لمدة ساعة تقريبا فى كل مرة أى نسبة وقت أقل من 1% من وقت العمل وهو وقت لا يمكن الحكم منه على عمل المعلم حتى وإن كان 50% من الوقت مثلا
وهناك بعض المعلمين لا يقدرون على العمل فى وجود مراقب أو موجه ومن ثم تكون نتيجة تقويمهم هى أنهم غير فعالين مع أنهم عندما يعملون وحدهم يكونون فعالين
وتناولت المقياس الثانى:
"تحصيل التلاميذ:-
كان يعتقد أن تحصيل التلاميذ دليل على فعالية المعلم ، وكان المعلم يقيم على أساس مستوى تحصيل تلاميذه ولكن كما بينا سابقا لا يمكن قبول ذلك لعدة أسباب:
أ ) قد يكون لنفس المعلم فصل كل تلاميذه متفوقين وفصل آخر تلاميذه ضعفاء مع أنه يدرس لهم بنفس الأسلوب أي بسبب اختلاف طبيعة التلاميذ وخبراتهم السابقة وتغير العوامل الاجتماعية والأسرية تتغير استجاباتهم من المدرس
ب ) اختبارات التحصيل للتلاميذ قد ينقصها الصدق والموضوعية والثبات
ت ) وجود عامل الانحدار فإذا أردنا أن نعرف عما إذا كان المدرس كان له تأثير في زيادة تحصيل التلميذ عن طريق الاختيارات القبلية والبعيدية فزيادة تحصيل التلميذ أو انخفاضها لا ترجع كلية إلى أداء المعلم ولكن إلى ظاهرة تسمى الانحدار regression فالطبيعة تميل إلى الاعتدال فمثلا الآباء الذين يمتازون بالقصر أولادهم أطول منهم والعكس وكذلك أي زيادة أو نقص في التحصيل قد يكون راجعا إلى عامل الانحدار وليس للمعلم
ث ) تقييم المدرس على أساس تحصيل التلميذ ( أي نسبة النجاح) يجعله يركز على التلاميذ المتوسطين وليس على الأقوياء أو الضعفاء جدا لأنه بمجهود قليل يمكنهم اجتياز الامتحان وتزداد نسبة النجاح التي يقوم المدرس على أساسها – كما تبين بالتجربة منذ 100 سنة"
هذا مقياس أخر فاشل يكون كل الرسل وهم المعلمون الأول فى كل أمة فشلة لأن من استجاب لهم هو قلة قليلة كما قال تعالى "
" ولكن أكثرهم لا يؤمنون"
واقرت أم نورة بفشل المقياسين فقالت:
"أي أن التقويم بأي من الأسلوبين السابقين لم يؤد إلى تحسين في نوعية التدريس"
وطرحت مقياس قالت فقالت:
"تقديرات المعلم
هنا تقاس نوعية التدريس مباشرة في الموقف التعليمي عن طريق الملاحظة واستخدام مقاييس التقدير ( مثل التقويم ) rating scales ونلاحظ أن هذه أفضل من الأساليب غير المباشرة التي تقيس نوعية التدريس من خلال خصائص المعلم أو تحصيل التلميذ بعيدا عن الأداء العملي
والمشرف الذي يعطي التقدير يقوم بملاحظة ماذا يجري في الفصل الدراسي ليلاحظ سلوك كل من المعلم والتلميذ وما قد يبدو بينهما من علاقة ، ويجمع هذه الانطباعات ليكون صورة مركبة لها معنى ثم يقارن هذا التركيب لما يكون في ذهنه عن المعيار الذاتي للتدريس الفعال في نظره ، كل هذه الأفعال تدور في رأس المشرف بدون أي تسجيل لأداء المعلم ، أما التسجيل فيكون فقط في النتيجة النهائية للتقدير والتي ترصد في درجات المعلم"
وانتقدت أم نورة هذا المقياس الفاشل فقالت :
"وهذا التقدير لا يصح بأي حال من الأحوال أن يكون مقياسا سليما فالمقياس السليم له شروط مثل:-
- كل المختبرين ( الذين يقيمون ) يجب أن يقدم له عمل واحد أو أعمال متكافئة ( فليست كل الدروس مثل بعضها ، فدرس الهندسة غير درس الجبر ودرس نظري غير درس تطبيقات أو تمارين)
- يجب أن يوفر تسجيل للأداء فمثلا الامتحان التحريري يكون التسجيل فيه بالكتابة والرسم في أوراق الإجابة
- يجب أن يحتوي على مفتاح للتصحيح
- يجب أن يكون معروفا المعيار أو المستوى standard المتفق عليه الذي يرجع إليه في قياس أداء الفرد
ولذا فإن الذاتية لها وزن كبير في التقويم ولنتخيل ثلاثة ملاحظين لدرس واحد بأخذ انطباعا خاصا تبعا لتفسيره الذاتي ، فقد يقدر أحدهم الجو العاطفي المحبب في الفصل ويقدر الثاني التفكير المستقل ونشاط التلاميذ ويقدر الثالث الأدوات والوسائل التي يستخدمها المعلم في التعليم أي أن كل ملاحظ وجه نظرة تجاه سلوك مختلف للمعلم وأعطى له وزنا مختلفا
واضح أن فكرة كل ملاحظ عن التدريس الفعال الذي يرجع إليه في المقارنة لعمل التقدير ( والتقويم ) تعكس معتقداته ، وهي تختلف من ملاحظ وآخر وأما إذا استخدم الملاحظون جدولا للملاحظة يتضمن مفردة تصف سلوكا معينا فالجميع سيسجلون السلوك وسيكون التقدير بناء على تكرار السلوك بنفس مفتاح التصحيح بعيدا عن التفسير الشخصي ( الذاتي ) وبذلك يكون المعلم واحدا مهما اختلف الملاحظ ( المشرف أو المقيم)يسمى هذا النوع من الملاحظ بالملاحظة التركيبية structured أو الملاحظة ذات الاستدلال المنخفض Low inference لعدم اعتمادها على التفسير الشخصي للملاحظ نلاحظ أن مفتاح التصحيح لأداء الملاحظة التركيبية عبارة عن طريق تجميع بيانات الفصل الدراسي وتركيب مفتاح التصحيح ومراجعة الأوزان المعتقدات هنا( تختلف عن معتقدات الملاحظ التي تدور في رأسه ) تشكل أساس مفتاح التصحيح وتكون ظاهرة في الأوزان التي تعطي لكل سلوك للمعلم ، والإجراءات الإحصائية ( التحليل العاملي) فمفتاح التصحيح هنا هو الذي يخضع الذاتية إلى الموضوعية وعلى ذلك فالملاحظة التركيبية ( ذات الاستدلال المنخفض ) عالجت أهم عيوب مقاييس التقدير وهي الذاتية، وأصبحت أقرب إلى المقياس الموضوعي السليم ، ومن ثم فقد عالجت أيضا عيب تأثير الهالة ( الذي يجعل المشرف يعطي تقديرا أعلى للطالب ليس على كفاءته التدريسية ولكن لأنه يعطي انطباع أفضل "
المقياس فاشل حتى لو صنعت جداول فيها كل تفصيلة لأن الملاحظة يؤثر فيها أمور عدة كالرأى المسبق للملاحظ فى الملاحظ فيه نتيجة حب أو كراهية أو نتيجة اعتقاد أو كلمة قيلت للملاحظ من غيره
وبينت أم نورة أنها ذكرت عيوب المقاييس تحسينا لعملية التقويم فقالت:
"عن قصد حاولت توضيح الجوانب السلبية في الأساليب المستخدمة في تقويم المعلم ليس بغرض فقد الثقة به ولكن لكي نتفادى الوقوع في هذه السلبيات ، ولكي نحاول التحسين وتكميل النقائص ، وبلغة أخرى لنحترس من الجانب الذي يشدنا إلى هذه السلبيات ولنندفع لاستغلال الجوانب الإيجابية ، فمثلا الأسلوب الأول الخاص باختبارات خصائص المعلم ، من سلبياته أننا لا نستطيع منه التنبؤ بما سوف يتعلمه التلاميذ ولكننا يمكننا الاستفادة منه في تحديد المستوى الأدنى على أساس نمو تحصيل الطالب من المعرفة الأكاديمية والمهنية ( التربوية) التي تؤهله للتدريس على أساس فهم المادة وطرق تدريسها وللتعامل مع التلاميذ على أساس فهم طبيعة وخصائص نموهن
وبالنسبة للأسلوب الثاني الخاص بتقويم المعلم على أساس نمو تحصيل تلاميذه ( أو زيادة نسبة نجاحهم) ، فمن سلبياته أنه ينقصه الثبات والصدق عن المعلم الكفء لآن تحصيل التلاميذ يتوقف على عوامل متعددة منها ما هو خارج عن المعلم إلا أننا يمكننا الاستفادة منه في أن نأخذ في الحسبان عند تقويم الطالب كفاءته في تعليم كل من التلاميذ الضعاف والمتفوقين فالمعلم هو المسؤول عن كل تلميذ في الفصل والراعي له
بالنسبة للأسلوب الثالث الخاص بتقويم المعلم عن طريق ملاحظة أداء المعلم في الفصل باستخدام مقاييس التقدير ، فمن سلبياته أن التقدير يتأثر بمدى قدرة الطالب على إعطاء انطباع يستحسنه المشرف ، ولكنه يتميز بأنه يستخدم أثناء التطبيق الفعلي العملي ويعطي صورة حيه عما يجري في الفصل ويمكن للمشرف الإفادة منه بتحاشي الوقوع تحت تأثير الهالة ومحاولة استخدام أسلوب الملاحظة التركيبية فيحدد مسبقا المعيار للأعمال والأداءات التي يقوم بها المعلم الفعالة ( وهو المعلم الذي يستخدم قدراته وعلمه في التدريس الذي يحقق الأهداف ) وتحدد السلوك الذي يضاهي هذا المعيار ، ثم يقوم بتسجيل تكرار هذا السلوك بحيث يراعي العوامل : نوع الدرس – مستوى الفصل – وقت الحصة ( في أول اليوم الدراسي أو آخره ) ، وبحيث يبتعد عن الانحياز أو الانبهار وأن يعمل مفتاحا لاعطاء التقديرات للأداءات المتماثلة وفق المعيار وأن يأخذ في الاعتبار العلاقة بين سلوك المعلم ونواتج تعلم التلاميذ تحصيليا و وروحيا
وجدير بالذكر أنه توجد أدوات أخرى للأسلوب الثالث مثل كتابة المشرف التقرير عن ملاحظة المعلم بحيث يحتوي التقرير وصفا تفصيليا لكل ما يحدث في الفصل من بداية الحصة إلى نهايتها ، ويكون شاملا لشرح المعلم والتفاعل مع التلاميذ وما يكتب على السبورة ، والتقويم والنقد والرأي الإجمالي وأخيرا التقدير النهائي للمشرف"
وبينت أم نورة وجود مقاييس أخرى كتقويم التلاميذ للمعلم فقالت:
"كما يوجد ما يسمى بمقاييس التقدير غير الرسمية يملؤها التلاميذ ليتعرف المعلم على رأي تلاميذه فيه ، أو يملؤها زملاء المعلم وهذا الأسلوب يساعد المعلم ليرى نفسه فيها ، أو كما يراه الآخرون ، ومن ثم يعطى له الفرصة للتحليل الذاتي ومعالجة أخطائه وعموما لا يعالج المعلم أخطائه إلا إذا ربى ضميره المهني"
وقطعا هذا من ضمن التهريج والخبل فى كليات التربية فالتلميذ مهما كان لا يقدر على تقويم معلم له فى المدارس أو حتى وهو فى الكليات لأن العملية ليست عملية تقويم وإنما عملية حب أو كراهية فالمعلم المحبوب حتى ولو كان جاهلا هو أكثر من يلعب مع التلاميذ أو يحكى لهم حكايات تسليهم وتضيع الوقت وأما المعلم المكروه فهو إما الجاد فى العمل أو من لا يشرح ويطلب طلبات يراها الطلبة مجحفة بهم أو بأهلهم كشراء الكتاب للنجاح فى الكليات أو اخذ درس عنده
وتحدثت عن التقويم الذاتى للمعلم فقالت:
"وتوجد طريقة أخرى غير رسمية للتقويم يستخدم فيها المعلم مسجل صوت أو فيديو أثناء الدرس ثم يعيد سماع التسجيل ليقوم المعلم نفسه بنفسه خلال الحصة وقد يسمح لغيرة من الزملاء حضور إعادة السماع ( أو العرض ) ليعرف رائيهم في أداء وتصرفات زميلهم ، ويحددون نقاط الضعف ويقدمون الاقتراحات لتعديل والتحسين
وقد يرى المعلم من خلال التسجيل لم يكن يلاحظه في تصرفاته من قبل مثل بعض الأزمات الحركية أو الكلامية التي يكررها بدون شعور
عموما هذه التسجيلات تعمل على تغذية راجعه مباشرة تجعل المعلم ينظر إلى تصرفاته بعيون ناقدة لجميع أعبائه في الفصل ولتفاعل التلاميذ معه
المهم أن يتيح المشرف للطالب أن يلاحظ زميله أو تلميذ أو يلاحظ نفسه بنفسه إذ أن التقويم غير الرسمي يوجه الطالب إلى تحسين مهارته التدريسية"
وقطعا هذا التقويم غير صالح حيث حرم الله تزكية الفرد لنفسه حقا أو باطلا فقال :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وتحدثت عن تقويم المشرف لمعلم التربية العملية وهو المعلم الذى سيتخرج بعد سنة أو اثنين فقالت:
"أما بالنسبة للتقويم الرسمي الذي يقوم به المشرف ، فيجب ألا يكون فقط على أداء الطالب في الفصل ولكن أيضا على تأثير الطالب على أداء تلاميذه وتصرفاتهم داخل وخارج الفصل وكذلك على مهارته في إدارة الفصل وعلى خصائصه المهنية وذلك لكي تؤدي عملية التقويم إلى النمو المهني خلال فترة التربية العملية للطالب بالإضافة إلى مساعدته على النمو المتزايد في المستقبلط
وهى عملية فاشلة هى الأخرى فالمشرفون خاصة فى بلادنا المتخلفة كمصر يطلبون من الطلاب الذين سيكونون معلمين طلبات خارج إطار العمل وإذا لم ينفذها يتم انقاص درجاته وحتى المدارس التى يتم التدريب فيها تطلب إدارتها من الطلاب المعلمين خارج إطار القانون كعمل لوحات على حسابهم أو مساعدة الإداريين فى أعمالهم أ شراء هدايا للمدرسة أو التبرع لها
وقدمت أم نورة نبذة تاريخية عن هذا الخبل فقالت :
"وفي ختام كلامنا عن تقويم المعلم نقدم نبذه تاريخية عنه:-
- ابتدأ تقويم المعلم يأخذ صورة رسمية في 1890-1900م
- في 1920م كانت وظيفة التقويم عبارة عن وظيفة فلسفية قائمة على أفكار ويليام جيمس وديوي ومونتسري
- ركز التقويم في 1930م –1940م على خصائص المعلم ( الثقة – المرونة – الدفء – الأسلوب الديمقراطي – المفهوم الجيد للذات – روح المرح)
- 1950م أنتقل التركيز في تقويم المعلم على أدائه في الفصل بالنسبة إلى :كيف يصيغ المعلم الأهداف بوضوح ؟ هل يعطي المعلم التعزيز الموجب ؟
- 1960-1970م أنتقل الاهتمام إلى تحصيل التلميذ وخصائصه كناتج للتعليم وكذلك إلى أساليب التدريس
- 1970م ابتداء التركيز على عملية التقويم بملاحظة السلوك المقاس بقياس تكرار السلوك ( الأفعال ) التي يقوم بها المعلم ، والتفاعل مع التلاميذ ، والمدح والثناء للتلاميذ وذلك بالاستعانة بأجهزة التسجيل والفيديو"
وهذا التاريخ قطعا مزور فتاريخ العملية أقدم من هذا بكثير فمثلا فى بعض كتب الحسبة وهى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يوجد نوع أخر من تقويم المعلمين ولكنه يتعلق بأمور غير التعليم
وقدمت أم نورة مثال لبطاقة استطلاع رأي التلميذ في المعلم وهى :
"مثال لبطاقة استطلاع رأي التلميذ في المعلم:-
المعلم : التاريخ:
التعليمات : ضع ( صح) في المكان المناسب
المعلم : دائما ليس دائما التعليق إذا وجد
بشرح جيدا
يجيب على الأسئلة تماما
يشرح مرة ثانية إذا لزم الأمر
يساعد التلاميذ خارج الفصل
يعرف مادة جيدا
في حالة استعداد دائما
يضيع وقت الفصل
اختباراته غير واضحة أو غير عادلة
يعد الفصل للامتحانات والأسئلة القصيرة
يعيد الاختبارات بعد تصحيحها في اليوم التالي
يعطي واجبات كثيرة
يراجع والواجبات المنزلية ويصححها
شديد وحازم جدا في الفصل
له شخصية ودوده
يتميز بروح الدعابة والمرح
يعطي درجات بعدل
يبين طريقته في إعطاء الدرجات
يقابل التلاميذ خارج الفصل لحل مشاكلهم ومناقشتهم
يجعلني أحب أن يقوم بالتدريس لي السنة القادمة
يحببني في المادة
تعليقات واقتراحات :
التقدير العام :-
مرضي غير مرضي"
وكما سبق القول هذا من ضمن التهريج فى العملية التعليمية والذى ينقل من كتب الكفرة دون تمحيص أو نقد مثله مثل التقويم الذاتى -الذى تتبعه وزارة الجهل المصرية ضمن خطة تجفيف منابع الإسلام التى يسمونها منابع الإرهاب حيث تم حذف كل الآيات والروايات من كل الكتب عدا كتاب الدين الإسلامى فى أى موضوع ضمن خطة 2030- خلف كل درس أو وحدة فى الكتب الدراسية الجديدة حيث التلميذ مثلا الجاهل بالقراءة والكتابة فى الصف الأول مطلوب منه أن يقوم نفسه وهو لا يقدر على قراءة التقويم أو التقييم الذاتى
وتحدثت عن حصص المشاهدة التى تتم بواسطة كليات التربية للطلاب الذى سيتخرجون كمعملين فقالت:
"حصص المشاهدة :
عادة ما يبدأ الطالب خبرته في التربية بحضور حصص المشاهدة لمدة أسبوعين وهي فترة هامة تمتص كثيرا من قلق الطالب وتمده بالثقة ففيها يتعرف على جو المدرسة وقوانينها ومعلميها ليستقي منهم الخبرات التدريسية ويجد الفرصة في التعرف أيضا على المشرف وأسلوبه في النقد والتقويم ويقدم المساعدات والإرشادات كما تتوثق الصلة بين زملائه للتعاون والاستفادة منهم
يتعامل الطالب مع معلم الفصل ويتكلم معه قبل أو بعد المشاهدة ويتناقش معه في بعض الأمور مثل : أهداف وغايات المعلم من الدرس ، ورائيه في التدريس ، رائيه في التلاميذ ، فلسفته أو آرائه التربوية ، خبرته التدريسية بحيث يجعل المعلم يشعر أنه مصدر هام ذو خبرة يريد الطالب الاستفادة منه
ويحاول الطالب أن يبني علاقة طبيعية معه ويستأذنه في الاتصال به ( هاتفيا) كل أسبوع للتأكد من عدم تغيير موعد الحصة أو الدرس الذي سوف يدرسه
- يحدد الطالب ما يرى إليه من المشاهدة هل سيركز على المعلم وتدريسه؟
- هل سيركز على التلاميذ وتفاعلهم ؟ هل يتعرف على نوعية أسئلة المعلم؟
- هل يبحث عن الأسئلة التي يؤدي إلى الإجابات المشوفه والابتكارات من التلاميذ ؟ وبالتخطيط يمكنه أن يركز على هذه الأشياء تباعا
- يحاول الطالب أن يضع مكانها مكان تلميذ معين ويسأل نفسه ماذا كنت اجيب لو كنت مكانه ؟ لماذا فشل التلميذ في إعطاء الإجابة السليمة؟
فالمهم أن يستغل الطالب حصص المشاهدة لتفهم التلاميذ ويبحث عن أسباب تصرفهم واستجابتهم ، كما يتعرف على مستوياتهم وقدراتهم أكثر من تركيز كل الانتباه على المعلم وطريقته في ضبط الفصل
- معايشة الطالب للمعلم والتلاميذ معا بقدر الإمكان أو بالأحرى يعيش دور المعلم ودور كل تلميذ سواء الذي يجيب على أسئلة المعلم بنجاح أو بفشل ، المهتم وغير المهتم ، المنعزل وغير المنعزل والإيجابي الذي معه الكتاب والكراس والأدوات والذي ليس معه ،وذلك لفهم التلاميذ وليس مجرد النظر
- يحاول الطالب أن تكتب تقريرا بكل ما جرى في الفصل بما في ذلك تعليقات التلاميذ وتفاعلهم بحيث لا يقتصر التقرير على إعطاء حكم فقط ، كأن نقول الدرس سيئ الدرس ممل لم استفد من حضور الدرس ليتني لم أشاهد هذا الدرس
- المعلم شرح الدرس شرحا ممتازا كان التلاميذ منصتين ويتابعون الدرس
فالمهم أن يشتمل التقرير أداء المعلم وسلوك التلاميذ الذي ينعكس فهمهم ، والنقاط الحسنه أو السيئة والاستفادة منها ز ويحضرني مثال بقعة زيت يراها شخص على أنها بقعة قبيحة ويراها آخر كأنها لوحة فنية تنعكس منها الأشعة بطريقة خلابة المهم أن يتلمس الطالب النواحي الطبية في أي موقف تعليمي وتتعلم من الطبي وغير الطيب
وليس من المفيد تسجيل الطالب أن الدرس سيئ ولكن تسجيل لماذا كان التدريس كذلك ؟ وماذا فعل المعلم ؟ كيف يمكن تحسين التدريس ؟ وما دور التلميذ ؟ وما هو السبب وراء تصرف التلميذ ؟ ما طبيعة المناخ ( الجو) التعليمي؟
- الرجوع إلى الكتاب المدرسي وتحضير نفس الدرس الذي شاهدته مع محاولة معالجة نقاط الضعف التي لاحظها ثم يعمل بروفة عقلية لتدريس الدرس متخيل التلاميذ واستجابتهم ورده على الأسئلة التي يتوقعها منهم ، بعد أن عاش دور المعلم ودور التلميذ أثناء المشاهدة ويمكن أيضا عمل بروفة واقعية في المنزل مستخدم سبورة وطباشير ووسائل وأدوات متخيلة التلاميذ أمامها واستفساراتهم ، كما يمكنه تسجيل البروفة لتقييم نفسه بنفسه وللتحسين ، ولأخذ رأي زملائه في تدريسه أثناء البروفة
ويمكنه الأستعانه في إعادة تحضير درس المشاهدة بزملائه في الفرقة التالية الذين أخذوا خبرة تدريسيه في التربية العملية ، أو في تحضير الدروس الأولى بعد ذلك فزملاء الأكبر في الخبرة التدريسية عادة ما تفيد الطالب أكثر من المعلم أو المشرف في إكسابه الثقة في التحضير والتدريس في بداية التربية العلمية"
حصص المشاهدة هى أسلوب صالح لو كانت كل مدارس مجتمعاتنا فى حالة تساوى فمثلا فى بلد كمصر المدارس الخاصة شىء قيم وكذلك المدارس التى تديرها أو تمولها دول الكفر وأما مدارسنا العامة فبعضها كان ممتاز حتى عقدين من الزمن وهى المدارس التى كانت ملحقة بدور المعلمين والمعلمات وكليات التربية ثم انحدر مستوى الكل فى التعليم العام فأصبحت معظم المدارس عبارة عن فصول ومعلمين فقط بلا أى شىء أخر ومن ثم فعندما يشاهد طالب التربية العملية مدارس معينة سيفاجىء أن ما شاهده لن يقدر على فعله فى المدرسة التى سيعمل بها مستقبلا لأنه مطلوب منه أن يعمل من دون أى أدوات حتى الطباشير أوقفت الوزارة توريده للمدارس وعلى المعلم وتلاميذه التصرف وحتى التعليم المجانى المنصوص عليه دستوريا فى مصر ضرب الوزير عرض الحائط به من خلال ايقاف تسليم الكتب للطلبة إلا بعد دفع المصاريف وما زال اكثر من90 % من طلبة المدارس العامة لم يستلموا الكتب حتى الآن ولا نعرف كيف يتم امتحانهم وليس معهم شىء يذاكرون فيه
إنها عملية تعذيب مباشر للفقراء والمحتاجين
وتحدثت عن تعامل المتدرب مع المشرف فقالت:
"التعامل مع المشرف
يعتري الطالب قلق من تجربة التدريس لأول مرة ومن المشرف والتعامل معه وقد يذهب القلق من البعض إلى حد تجنب الاستعانة بالمشرف والخوف من سؤاله الرأي والمشورة خوفا من أن يأخذ المشرف عنه انطباعا بأنهم ضعفاء
ثم يبدأ الخوف في التلاشي تدريجيا في معظم الأحوال ليحل محلة الثقة ويؤدي هذا في بعض الأحوال إلى الشعور بالنضج والاعتزال الزائد بالمقدرة التدريسية وهذا يؤدي بدورة إلى الاستقلالية المبكرة ، أو إلى التطاحن مع المشرف ( أو المعلم) والتشكك في آرائه وعدم الأخذ به مما يولد بعض المشكلات
ويحضرني هنا هذا المثال : أستاذ كان يدرس لمجموعة من الدارسين في فصول محو الأمية وعند انتهاء البرنامج قام الدارسون بكتابة شكوى ضد هذا الأستاذ ، فلم يغضب الأستاذ ، بل سعد بهذه الشكوى لأنها في نظرة تدل على نموهم ونضجهم في الكتابة والتعبير
معنى ذلك أن مثل هذه التصرفات تعتبر تصرفات طبيعية ويجب أن يقابلها المشرف بصدر رحب وحكمة ويستغلها في تنمية استقلالية الطالب على أساس سليم ، ولا يأخذها على أنها تقليل متعمد من الطالب في قدر شخصيته وعلمة
وعلى ذلك فالعلاقة بين الطالب والمشرف تحتاج إلى مهارة وفن من الطرفين للعمل على توثيقها لتحقيق الفائدة للجميع
والمشرف بالصفات الإنسانية : الواقعية ، الرعاية ، القبول ، التفهم من القلب ، علاوة على صفات القيادة ( واحدة من المجموعة ، كل المجموعة ، أحسن المجموعة ، أعلى المجموعة) مع الصبر والهدوء والحكمة تستطيع أن تبني له مكانة تنبثق منها العلاقة الودودة الرحيمة الرشيدة الموجهة

وبالنسبة للطالب فإن حصص المشاهدة تتيح له فرصة التعرف على المشرف وأسلوبه في التوجيه والتقويم ، ومن المهم أن يعرف الطالب أن المشرف يحب أن يلجأ إليه طلابه لأخذ الرأي وتبادل الأفكار لينقل إليهم خبراته ، فعلى الطالب إرساء العلاقة الطيبة بينه وبين المشرف عن طريق حرصه الاستزادة من معرفة وعلم فأكثر ما يتأثر به المشرف ، أن يجد الطالب متعطش للتعليم ويسأل عن آراء الآخرين ويحاول أن يطبق الوسائل المناسبة
ومن المقترحات التي تساعد الطالب في تكوين علاقة طيبة مع مشرفه
- يسأل الطالب مشرفة ويناقشه في آرائه حول التدريس والمدرسة بحيث تبدى تشوقا في يقوله المشرف
- يبحث الطالب عما يتوقعة المشرف نه ، فالطالب له الحق في معرفة المعايير التي يقوم على أساسها ، فيسجلها ويستخدمها في التقويم ثم يقارن بين تقويمها وتقويم المشرف للتوصل إلى أسباب أي اختلاف بينهما
- يأخذ الطالب تعليقات المشرف بجدية ، فأكثر ما يحبط المشرف أن يقع توجيهاته على آذان صماء ، وحتى لو اختلفت وجهات نظر الطالب والمشرف ( وهذا وارد) فليبين الطالب أنه استمع إلى رأي المشرف ودرسه
- يستغل الطالب أفكار وتوجيهات المشرف في تحسين تدريسه ، فيحلل تدريسه من وجهة نظر الآخرين ويناقش مع المشرف البدائل للتحسين
- يبين الطالب أنه يسجل تعليقات المشرف ويبين له التطبيق العملي لآرائه ويناقش تعليقاته من خلال الواقع التطبيقي
- يسأل الطالب رأيه في نقاط محددة مثل : ما رأيك في أسئلتي الشفهية والتحريرية هذا الأسبوع ؟ هل هي أفضل من الأسبوع السابق؟
- الحكمة في الرجوع إلى المشرف ، فالمشرف ولو أنه يحب أن يسأله الطالب ولكنه لا يحب الطالب التي يثير المشاكل ويرجع إليه في كل صغيرة وكبيرة
وعموما يجب أن يتحلى الطالب بالصبر والفهم والتحمل والحكمة في تعامله مع جميع الأطراف أثناء التربية العملية ، فهذه الفترة هي فترة عمل يحتاج إلى تعاون مع الغير فيجب إلا ينسى الطالب أنه ضيف على المدرسة ، وأنه مدين لمعلم الفصل الذي يستأمنه على تلاميذه ، فلا يحاول أن ينافسه أو لا يستمع إلى توجيهاته وإرشاداته فمعلم الفصل لا يحب الطالب الذي يهدد نجاحه ، كما أنه يخشى على تلاميذه من تدهور مستواهم لقلة خبرة الطالب ولذا يجب أن يحاول الطالب أن يحل مشكلاته مع المعلم بأسلوب إنساني وعملي وأن يتذكر دائما " ليس منا من لا يوقر كبيرنا " ولا تسرع بإلقاء اللوم أو النقد أو الشكوى إلى المدير منه أو من فصله وبالمثل يجب أن يكون تعامله مع المشرف على أساس الاحترام والتقدير والثقة في عمله وخبرته وتوجيهاته ، وإذا حدثت مشكلة بينهما وبين المشرف فلتحاول أن تبحث عن أسباب المشكلة بأسلوب علمي بعيدا عن أي انفعالات وإذا كانت أكبر من أن تعالجها فيلجأ إلى أساتذة مختصين بالكلية
كلمة أخيرة أود ان أوجهها للمشرفين ( الموجهين ) عند تقويم الطلاب
وهي أن تقويم الطالب ليس كتقويم معلم مبتدئ أو معلم ذا خبرة تدريسيه فالطالب الذي يعادل مستواه مستوى معلم بتقدير جيد نعطي له تقدير جيد جدا ، وما كان مستواه يعادل مستوى معلم تقديره جيد جدا نعطي له تقدير امتياز ، ولنذكر أن هدف التقويم هو رفع مستوى العملية التعليمية مستقبلا بتربية معلمين للمستقبل عندهم الثقة والعلم والابتكار والاستقلالية والرغبة الحقيقية في العمل الدائب للنمو العلمي والنهوض بالمستوى المهني لمهنة الحب والإنسانية
وفي الختام أرجو أن يكون فيما قدمته في هذه المذكرة ما يعين بوجه خاص الطالب المعلم على أداء رسالته الجليلة على أكمل وجه "
المفروض فى ناس مسلمين أن يكون تعاملهم واحد فلا توجد معاملات خاصة فى الإسلام فالكل يتبع طريقة واحدة فى التعامل تقوم على التعاون والإحسان للناس ولكن كما سبق التعليم المستورد من بلاد الكفر يفترض أن العلاقات بين الناس تحتاج لبشر كى يشرعوا لهم طرق التعامل

السبت، 30 أكتوبر 2021

نقد كتاب الأسوة في تعدد النسوة

نقد كتاب الأسوة في تعدد النسوة
المؤلف أو جامع الكتاب عدنان بن عبد الله المهيدب وموضوع الكتاب هو حث الرجال على زواج أكثر من امرأة وقد كتب الجار الله مقدمة للكتاب فقال:
"مقدمة الرسالة للشيخ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله
وبعد فإن مشروعية تعدد الزوجات من محاسن الإسلام؛ لحاجة النساء إلى الرجال ولحاجة الرجال إلى النساء، وهو الموافق للمصالح الخاصة والعامة؛ فقد يصير النساء بحاجة إلى من يعولهن ويقوم بحوائجهن والنفقة عليهن، والنساء يعرض لهن الحيض والنفاس؛ مما يمنع الرجل من إتيانهن مدة الحيض والنفاس؛ فيخشى على الرجل من الفتنة والوقوع في الفاحشة، فأباح الشرع للرجل تعدد الزوجات لهذه المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة، وقد يقع الاضطرار من النساء للرجال لقلة الرجال بسبب الحروب أو لكثرة النساء؛ فإن النساء غالبا أكثر من الرجال؛ كما جاء في الحديث عن النبي (ص)أنه قال: «في آخر الزمان يكون لخمسين امرأة القيم الواحد». رواه البخاري ومسلم وغيرهما ...
ولعجز النساء وضعفهن وحاجتهن إلى من يقوم بشؤونهن؛ فمن رحمة أرحم الراحمين أن أباح تعدد الزوجات ولا ينكر التعدد إلا جاهل أو معاند أو حاقد على الإسلام وأهله، ومن حكمة تعدد الزوجات أن الرجل يكون مستعدا للنسل ولو بلغ من العمر ثمانين عاما، وأن المرأة إذا بلغت خمسين عاما يئست من المحيض وتوقفت عن النسل غالبا."
وكلام الجار هنا عن اسباب التعدد هو كلام صحيح وأما استشهاده بالرواية فى الفقرة السابقة فهو استدلال خاطىء فالرواية من علم الغيب الذى لا يعلمه النبى(ص) الذى نفى علمه بالغيب فقال :
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
فعلم الغيب لله وحده كما قال تعالى :
"قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
وقال الجار :
"وكثرة النسل مطلوب لتحقيق مباهاة النبي (ص)الأمم بأمته، وقد دلت الإحصائيات على أن الأمم التي لا تعدد فيها تكثر فيها الفواحش ويكثر فيها أولاد الزنا عياذا بالله من ذلك. وكثرة النساء وكثرة النسل فيها عمار للكون، والزوجة الواحدة قد تكون مريضة فلا يستمتع بها زوجها، إلى غير ذلك من الحكم والمصالح والفوائد الحاصلة بتعدد الزوجات الذي أباحه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين العالم بمصالح عباده وما ينفعهم ويضرهم وهو الحكيم العليم "
والخطأ هنا هو ذكر تباهى محمد(ص) بأمته بينما الأمة هى أمة الله أمة المسلمين ومحمد ليس له أمة منسوبة له هو او غيره من الرسل(ص) لكونهم أمة واحدة هى أمة المسلمين
والمسلمون ليس منهم كثرة العدد فهم دوما كانوا قلة فى العالم بدليل قوله تعالى :
" ولكن أكثرهم لا يؤمنون"
فالتناسل فى الإسلام عملية محكومة بسن الزواج المرتبطة بالعقل وهو يكون بعد العشرين وبعد انتهاء تعليم الرجل والمرأة وحصول الرجل على عمل وتكوينه لبيته وادخاره للمهر ومحكوم بشهور الحمل التى تقترب من السنة وسنتين رضاعة ومن ثم فالمرأة حسب ذلك تكون صالحة للإنجاب حوالى عشرين أو خمسة وعشرين سنة ولو حسبنا كل ثلاث سنوات انجاب يكون العدد يتراوح بين سبعة أو ثمانية اطفال فى الغالب وهذا بالقطع لا يراعى متغيرات عدة كالطلاق والترمل وحدوث مشاكل فى الانجاب
ومدح الجار الرسالة فقال:
"وهذه الرسالة التي نقدم لها: (الأسوة في تعدد النسوة) التي جمعها الأخ عدنان بن عبد الله المهيدب قد وضعت النقاط على الحروف، وأوضحت مشروعية تعدد الزوجات في الإسلام مؤيدة بالأدلة من كتاب الله وسنة رسوله (ص)وكلام العلماء والمحققين؛ فهي جديرة بالطبع وجديرة بالقراءة والعمل؛ فيجب على المسلم والمسلمة أن يعتقد كل منهما إباحة تعدد الزوجات؛ سمعا وطاعة لله ولرسوله؛ لأن إنكار هذه الإباحة وهذه المشروعية يؤدي إلى الكفر أعاذنا الله والمسلمين منه"
وقد استهل المهيدب أدلة التعدد فقال :
طوبعد: قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}
وقال (ص)«تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»
وقال (ص)في الحديث الطويل: « ... وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني»
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: «تزوجوا فإن خيرنا كان أكثرنا نساء». رواه الطبراني
فإن الإسلام يحث الرجل على التزوج بأكثر من واحدة؛ كما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة"
الأدلة السابقة أولها محددا بشرط فى نهايته وهى القدرة على العدل شبه التام وهو" فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
وهو أمر لا يقدر عليه إلا القليل جدا من الناس كما أن الحالة المالية لمعظم رجال المسلمين لا تعينهم على التعدد فالتعدد يتطلب قدرة مالية للانفاق
والحديث الأول لا يمكن ان يقوله النبى(ص) هكذا لأن من يريد الزواج لا يعرف المرأة الولود إلا بعد الزواج إلا إذا كان المراد زواج الزانيات اللاتى يلدن قبل زواجهن أو المطلقات أو الأرامل التى ولدن من قبل ومن ثم يكون الحديث محرم لزواج العذراوات والعقيمات
والحديث الثانى يتحدث عن الرسول(ص ) وليس عن زواج المسلمين وأما الثالث فلا يصح لأن الخيرية ليست بكثرة النساء وإنما بالجهاد كما قال تعالى :"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ونقل المهيدب من كتب التفسير وغيرها فقال :
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{مثنى وثلاث ورباع}: أي: انكحوا ما شئتم من النساء سواهن؛ إن شاء أحدكم اثنتين، وإن شاء ثلاثا، وإن شاء أربعا
وقال ابن عباس وجمهور العلماء: (لأن المقام مقام امتنان وإباحة، فلو كان يجوز الجمع بين أكثر من أربع لذكره).
وقال ابن حجر في فتح الباري في قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء}... وجه الاستدلال: أنها صيغة أمر تقتضي الطلب، وأقل درجاته الندب، فثبت الترغيب
وقال القاضي عياض في كتابه (الشفا): أما النكاح فمتفق على مشروعية كثرته، ولم يزل التفاخر به عادة معروفة، والتمادح به سيرة ماضية، وأما في الشرع فسنة مأثورة، وقد كان زهاد الصحابة كثيري الزوجات والسراري كثيري النكاح، وحكي ذلك عن علي والحسن وابن عمر وغيرهم وعن عمير الأسدي قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فأتيت الرسول (ص)فذكرت له ذلك فقال: «اختر منهن أربعا» فمن فضل الله أنه قد أباح للرجل التعدد إلي أربع فقط على شرط العدل بينهن فيما يقدر عليه من المسكن والنفقة والمبيت، وأما محبة القلب فليس العدل فيها شرطا؛ لأنها أمر لا يملكه الإنسان ولا يلام عليه، والعدل الذي نفى الله استطاعته بقوله تعالى:
{ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} (هو المحبة وما يلحق بها؛ فهذا عدل لم يجعل الله سبحانه وتعالى عدم تحققه مانعا من التعدد لأنه غير مستطاع، وقد شرع الله التعدد لرسله ولمن يعدل العدل المستطاع؛ لأنه سبحانه أعلم بما يصلحهم؛ فهو خير للرجال والنساء؛ وذلك لأن الرجل السليم لديه الاستعداد والقدوة أن يسد الحاجة لدى أربع نسوة وأن يعفهن"
والقوم هنا لم يبيحوا التعدد للكل وإنما لمن يستطيعون العدل شبه التام وهم قلة قليلة وحاول المهيدب الدفاع عن التعدد فقال:
"فلو اقتصر الأمر على امرأة واحدة كما هي الحال عند النصارى وغيرهم، وكما ينادي بذلك أدعياء الإسلام إذا اقتصر على واحدة حصل الآتي:
* إذا كان مؤمنا مطيعا لله يخاف الله فإنه قد يعيش حياته يشعر بشيء من الحرمان وكبت حاجة النفس عن الحلال؛ لأن الواحدة يمنع الحمل في الأشهر الأخيرة والنفاس والحيض والمرض زوجها من التمتع بها فيعيش حياته كأنه بدون زوجة، هذا إذا كانت تعجبه ويحبها وتحبه.
* أما إذا كانت لا تعجبه فالأمر أضر من ذلك، ثم إن المرأة قد تكون دميمة الخلقة أو مصابة بمرض مزمن مما ينزع رغبة الزوج الجنسية نحوها، وهما لا يريدان الطلاق لوجود الأولاد، أو زوجته لا تلد، أو تلد ولكن تمكث مدة من السنين، أو لخوف المرأة من البقاء بدون زوج.
فهل من الإنصاف أن يحرم هذا الزوج وتعطل منافعه ويعرض للفساد، إلا من عصم الله، الذي أعتقده ويعتقده كل مؤمن أن الله إنما أباح التعدد لمن عدل؛ لأنه هو الأصلح للرجال والنساء على حد سواء، فتبارك الله أحكم الحاكمين.
وإن كان الزوج عاصيا لله خائنا، فإنه يرتكب فاحشة الزنا، وينصرف عن زوجته، وكثير ممن لا يرى تعدد الزوجات يرتكب جرائم الزنا والخيانة، وأعظم من هذا أنه محكوم بكفره إذا كان يحارب التعدد المشروع ويعيبه وهو يعلم أن الله أباحه، وأما الغيرة والحزن الذي تحس به الزوجة حينما يأخذ زوجها الأخرى فهو أمر عاطفي، والعاطفة لا يصح أن تقدم في أي أمر من الأمور على الشرع، وليعلم بعض الأقوام وخاصة منهم الذين تربوا خارج هذه البلاد: أن الإسلام أنصف المرأة ورحمها، وأما الذين يحاربون التعدد المشروع فإنهم أعداء لله ولرسوله وللمرأة نفسها؛ فالتعدد سنة أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام إذ إنهم يتزوجون النساء ويجمعون بينهن في حدود ما شرع الله لهم.
وأنا أعرف أن هذا الموضوع يثير غضب النساء، إلا من عصم الله ولكن الله أمرنا باتباع الحق. قال تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع}
ونذكركم بقول الإمام أحمد بن حنبل قال: أرى في هذا الزمان - يعني زمانه: للرجل أن يتزوج أربع نساء ليتعفف بذلك.
ولنا في أقوال وأفعال رسول الله (ص)أسوة حسنة كما قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}
وقوله سبحانه: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}
والرسول (ص)هو خاتم المرسلين وهو أفضلهم وهو آخرهم، لا نبي بعده ولا دين غير ما جاء به (ص)وترك الناس عليه؛ وهو الدين الإسلامي الذي ارتضاه الله لعباده: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} "
التأسى بالنبى(ص) فى زواج النساء غير ممكن لكون الله أباح له الزواج بأ كثر من العدد المعروف لكل مسلم وهو أربعة فقال :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما "
فالتأسى غير ممكن فى بعض الأمر كتعدد الزوجات أكثر من العدد المفروض وكون زوجاته محرمات على باقى المسلمين
وتحدث عن اقتصار النصارى على واحدة فقال:
"فدين النصارى مثلا لا يبيح الزواج إلا بواحدة مهما اقتضت الحاجة أو دعت الظروف، فهذا الدين مخالف لشريعة الإسلام.
وفي مناقشتي مع أحد النصارى جرى النقاش حول تعدد الزوجات فقال: (إن دينكم الدين الإسلامي دين السماحة والسهولة، ولقد تزوجت بامرأة أكبر مني سنا، وبعدما أخذنا سنوات كبرت زوجتي وصارت طاعنة في السن محنية الظهر يابسة اللحم قد شابت حواجبها وأنا لا أستفيد منها بشيء لا في مبيت ولا في بيت، وديننا النصراني يحرم علينا الزواج بغير واحدة). انتهى كلامه.
فهذه شهادة أدلى بها رجل نصراني لا يدين بالإسلام، يوضح فيها نهج الإسلام بتعاليمه السمحة ومميزاته الخالدة التي تحفظ للأمة مكانتها ورفعتها على سالف العصور"
كلام النصرانى ليس دليلا عند المسلمين وحتى ولو كان موافق للإسلام وحاول المهيدب ذكر المصالح فى التعدد فقال :
"إن دين الإسلام شريعة الله المنزلة من السماء وليس دينا وضعيا وضعه مخلوق لمخلوق؛ وإنما شرعه خالق لمخلوق، فمن المصالح التي لا تخفى على اللبيب في تعدد الزوجات ما يلي:
1 - أن الرجل أقوى من المرأة، وقد جعل الله للرجال على النساء درجة كما في قوله تعالى: {وللرجال عليهن درجة}.
2 - فالمصالح تقتضي ضرورة كثرة النسل لمقابلة الأعداء وحماية أوطان المسلمين ومقدساتهم من اغتصاب أعداء الإسلام لها، فإذا كان عدد المسلمين كثيرا كانت لهم هيبتهم ومكانتهم؛ لتكون أمة محمد (ص)هي أكثر الأمم، وهم السواد الأعظم يوم القيامة: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». متفق عليه.
فكثرة النسل لا تحصل إلا بالتعدد الذي شرعه الله في كتابه العظيم.
3 - حث بعض أهل العلم في الأزمنة السابقة على التعدد؛ لأن الأمر يقتضي ذلك؛ لمباهاة الرسول (ص)بأمته يوم القيامة، وكذلك لما رأوا من كثرة النساء وقلة الرجال، وذلك بموت الرجال كما يحصل في الحروب، وكما هو حاصل الآن في بعض بلدان المسلمين من قلة الرجال وكثرة النساء بسبب الحروب، وقانا الله شر ذلك.
أو تكون النساء أكثر عددا من الرجال ولو لم تحصل حروب؛ كما هو مشاهد في زماننا هذا بكثرة النساء فهن يزدن على الرجال بكثير فقد اكتظت البيوت بالعوانس واللاتي أضعن زهرة شبابهن بأسباب عديدة لا مبرر لها؛ إما بتشدد وليها وجشعه وطمعه، أو أنها تريد زوجا له مواصفات قد لا تتوفر فيمن يتقدم لها، وصدق المصطفى (ص)بقوله: «ناقصات عقل ودين».
وما نظرت لمستقبلها الذي هو مهم ومهم جدا، وهو وجود الأولاد واستقلالها بحرية كاملة مع بعلها وأولادها تصير ذات مكانة في مجتمعها"
والمصالح هنا ليست سليمة فقوة الشهوة ليست موجودة فى الكثير من الرجال عن النساء وأما كثرة النسل للجهاد فكلام يتنافى مع الحقيقة التى قالها القرآن"
"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
وسبقت مناقشة حكاية التباهى بكثرة النسل التى لا يفعلها سوى الكفار كما قال الكافر للمسلم:
" أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا"
والتعدد إنما شرع لتحقيق منافع سواء للرجل أو للمرأة فالرجل كثير الجماع يحميه من الزنى والنساء المصابات بعاهات والمطلقات والأرامل يحتجن لزوج يربى معهن الأولاد كما يحتجن لمن يحميهن من الزنى فالتعدد فى الأصل هو للحماية من الزنى ولكن المنافع الأخرى تكون أحيانا معه وترك ذوات العاهات أو الضرر بلا زواج بسبب ليس منهن وهو خلقة الله لهن هكذا ابتلاء لهم ولغيرهم هو أمر لا يليق بعلماء المسلمين أن يتركوهن بلا زواج
وتحدث المهيدب عن سن الانجاب للنساء والرجال فقال :
"فأغلب طالبات الثانويات والجامعات من العوانس واللاتي جلسن بدون أزواج محرومات من الحياة الزوجية السعيدة، ومن فلذات الأكباد ومن الزينة الحقيقية التي ذكرها الله في محكم كتابه العزيز؛ قال سبحانه: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}
بل إن المرأة سريعة الذبول والانتهاء عن الإنجاب؛ فأغلب النساء يقفن عن الإنجاب في سن الأربعين غالبا.
وزكريا - عليه السلام - دعا ربه أن لا يذره فردا وحيدا؛ قال تعالى على لسان نبيه زكريا: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}
والحقيقة فإن الفرصة مهيأة للمرأة، وهذا من رحمة الله بها ورأفته؛ حتى لا تجلس فريدة وحيدة بدون زوج وبدون زينة الحياة الدنيا ولذتها وهم الأولاد ففتح الله لها بابا بأن تكون شريكة مع زوجة واحدة أو اثنتين أو ثلاث، والحكمة الإلهية اقتضت ذلك لما علم حال المرأة وقصر عمر الإنجاب لديها؛ فقد رأف بها الإسلام واحتضنها حتى لا تفوت عليها الفرصة.
وبكثرة العوانس في هذا الزمان فإن الأمر يقتضي التعدد؛ لأنه يترتب على عدم التعدد ضياع حياة المرأة وفقدانها الحياة الزوجية وفلذات الأكباد الذين هم زينة الحياة، وحياة امرأة بدون زواج حياة مليئة بالهموم والوساوس"
كل ما يشغل المهيدب هو كثرة النسل وكأن العدد هو أمر مطلوب وهو عكس ما بين الله من ان النصر معقود للمسلمين بطاعة الله وليس بكثرة العدد كما حدث فى حنين عندما أعجبتهم كثرتهم فلم تغن عنهم شيئا
وحدثنا المهيدب عن حكايات لا تسمن ولا تغنى من جوع فهى حكاية عن مخالفات للإسلام فلا يجوز أخذ الأب لابنته من بيت زوجته إلا أن يخاف من قتله لها بسبب كثرة مشاكلهم فقال :
"وهناك قصة امرأة حصل بينها وبين زوجها سوء تفاهم، فأخذها والدها من بيت زوجها ومكثت أياما ومعها أولادها، فلما صاح أحد أولادها دعت على من أتى بها إلى هذا البيت؛ أي بيت والدها، وإذا هو يسمع، فأخذها وأعادها إلى بيت زوجها والحياة لا تخلو من مشاكل؛ سواء كان الزوج معه واحدة أو أكثر؛ فالخلاف يحصل دائما، ولكن جميل الصبر وحسن المعاشرة والسلوك يكون بعده الفرج.
ومهما كانت المرأة مدللة في بيت والدها ووالدتها فإن بيت الزوج هو الحياة السعيدة مهما كان فيه من مكدرات؛ لأن العاقبة حميدة،أما إذا جلست في بيت والدها فإن الأيام ترحل ويموت الوالدان فتجلس بدون أب ولا أم وليس لها زوج ولا أولاد إذا فرطت في أول حياتها، وتكون تحت إمرة زوجات إخوانها إذا كان لها إخوان، أو تجلس منفردة تلجأ إلى أحد أقاربها."
ويفاضل المهيدب بين حال العنوسة وحال الزوجة كزوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة فقال:
"فأيهما أفضل؛ تكون زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة ويأتي لها أولاد، أو تجلس عانس بدون زوج ولا أولاد لا سمح الله، والجواب معروف لدى الجميع ولقد شهدت امرأة بمقالتها الجميلة وأبياتها الشعرية المليئة بالحزن والتلهف على زوجها لبعده عنها؛ ففي ليلة من الليالي وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب يتفقد أحوال رعيته في المدينة سمع صوت قائلة تنشد هذه الأبيات:
ألا طال هذا الليل وازور جانبه
وأرقني ألا حبيب ألاعبه
فوالله لولا الله لا رب غيره
لزعزع من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يكفني
وأكرم زوجي أن تنال مراكبه
فلما أصبح وسأل عنها قالوا: فلانة بنت فلان، زوجها غائب. فذهب إلى ابنته حفصه وقال: يا بنية، أنت زوج النبي (ص)وأوثق نساء العالمين في نفسي، وإني جئت لأسألك عن مسألة من أمور المسلمين فلا تستح مني وأصدقيني؛ كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت: أربعة أشهر، قال: وخمسة، قالت: وخمسة، قال: وستة؟ قالت:
لا؛ إلا بمشقة فأرسل إلى المرأة القائلة امرأة؛ لتكون معها، ولم يرسل إليها سائقا ولا خادما كما هو في زمننا هذا، وكتب إلى أمراء الأجناد أن لا يغيبوا رجلا فوق أربعة أشهر"
قطعا الحكاية لا تصح فهى تتهم عمر بالجهل بكتاب الله وكذلك زوجة النبى(ص) فالمدة محددة فى الفراق وهو التاويل بأربعة أشهر فلا يصح أن يفارق الرجل زوجته أكثر من أربعة اشهر وإلا كان هذا طلاقا ما لم يعد كما قال تعالى :
" للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم"
ثم قال فى نهاية الرسالة :
"فهذه حال امرأة قد غاب عنها زوجها فترة زمنية ثم يأتي إليها؛ فما حال اللاتي جلسن بدون زواج وأخيرا أوجه نصحي الخالص وإرشادي العميق إلى أخواتي الشابات للمبادرة بقبول الزواج من زوج؛ سواء كانت هي الوحيدة أو معها زوجات متعددات؛ فالتوفيق بيد الله تعالى.
فلا تفوتن أيتها الأخوات فرصة الزواج بسبب دراسة، أو عدم قبول من عنده أكثر من زوجة.
واسألن من لديهن أولاد من أخواتكن أو أقاربكن كيف لذة الحياة الزوجية، والأولاد الذين يصرخون ويمرحون ويلعبون بين ساحات المنزل وغرفاته وحدائقه.
وفقكن الله للأزواج الصالحين والزواج المبكر وأقر أعينكن بالبنات والبنين، وفق الله الجميع "
التعدد مباح ولكن ليس واجبا على كل رجال المسلمين وسببه :
حماية الرجال والنساء من ارتكاب الزنى
وأما من يتزوجهن المسلم فلابد أن يراعى الله فى حماية ذوات الاعاقة وتربية أولاد الأرملة واعفاف العقيمات ولكن ما نعرفه حاليا هو أن اكثر من رجال المجتمعات يعددن للجماع فيخترن نساء جميلات فى الغالب أو زانيات و ضعيفات ليس لهن من يحميهن فى حالة البلطجة حتى يقعد هو ويجعلهن يصرفن عليه وفى حالة الطمع فى مال النساء يتزوجن العجائز كى يرثن أموالهن

الجمعة، 29 أكتوبر 2021

نقد كتاب أسباب وعلاج العنف الأسري

نقد كتاب أسباب وعلاج العنف الأسري
المؤلفان أحمد المزيد وعادل الشدي والكتاب يدور حول أسباب العنف داخل العائلة وفى المقدمة قالا:
"أما بعد:
إذا أراد المختصون أن يضعوا حلولا لإحدى الظواهر السلبية فلابد من معرفة أسباب الظاهرة، ثم وضع الحلول المناسبة في ضوء هذه الأسباب.
وإن ظاهرة العنف الأسري من الظواهر الجديرة بعناية الباحثين على مختلف اتجاهاتهم ذلك لما لهذه المشكلة من آثار مدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع بل الأمة بأسرها"
والمؤلفان بحثا فى الأسباب وحاولا فى بقية الكتاب ذكرها فاستهلا الحديث بالأسباب الدينية فقالا:
"أولا: الأسباب الدينية للعنف الأسري:
1 - سوء اختيار كل من الزوجين للآخر:
إن بعض الناس لا يبحث إلا عن المال أو المكانة الاجتماعية عند البحث عن زوج لابنته ويتناسى الجوانب الأخلاقية والدينية التي جعلها النبي (ص)الأساس الأول عند اختيار كل من الزوجين للآخر، فقال (ص)«إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
فنص النبي (ص)علي الخلق بعد الدين، وذلك لأن الخلق هو الذي يمنع الإنسان من ظلم الآخرين والإضرار بهم وبخاصة من هم أقرب الناس إليه وهذه فاطمة بنت قيس لما ذكرت للنبي (ص)أن أبا الجهم ومعاوية بن أبي سفيان خطباها قال لها: «أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة ابن زيد» [رواه مسلم].
وقد ذكر العلماء أن قوله (ص)«أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» أي أنه ضراب للنساء، مما يدل على أن التعامل مع المرأة بعنف من الأسباب التي يرد بها الرجل، ويعدل عنه إلى غيره.
2 - عدم الاتفاق قبل الزواج على الضوابط الشرعية:
فقد يكون الزوج حريصا على خلو بيته من المنكرات الشرعية، أما الزوجة فقد لا تكون بذاك الحرص، وقد تكون الصورة عكسية، فأحدها مثلا يريد إدخال قنوات الرقص والغناء والمجون والسحر وغير ذلك من المحرمات إلى البيت، والآخر لا يريد ذلك ولا يقبل به، فينشأ عن ذلك خلاف يؤدي إلى العنف الأسري، كذلك قد يكون الزوج مدخنا، فتقبل به الزوجة على أمل أن يترك التدخين بعد الزواج، ثم تطالبه بذلك وتلح في طلبها ولكن دون جدوى فتنشأ الخلافات العنيفة بينهما، والواجب هو الاتفاق على كل شيء قبل الزواج، وأن يكون الزوج والزوجة على نفس القدر من التدين ومن تعظيم الله تبارك وتعالى.
3 - الخطأ في فهم حق القوامة:
إن بعض الأزواج يخطئ في فهم حق القوامة ويحسب أنه حق يبيح له العنف والتسلط والقسوة في معاملة أفراد أسرته، ولو تأمل هؤلاء في سيرة النبي (ص)وما كان عليه من حسن عشرة ومودة ورحمة بأزواجه؛ لعلم أن القوامة مسؤولية ضخمة تقتضي أن يبذل ما في وسعه لإسعاد أفراد أسرته، وإدخال السرور عليهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، وحل مشكلاتهم، وتذليل العقبات التي تعترض طريقهم، والحفاظ عليهم من عوامل الفساد والانحراف فأين هذا ممن يكون سببا في فساد أهله وانحراف أبنائه وهروب بناته من البيت؟!"
اطلاق اسم الأسباب الدينية على ما سبق خطأ فاحش لأن معناه أن الدين هو سبب العنف وإنما التسمية الصحيحة:
الأسباب الناتجة من الفهم الخاطىء لبعض الأحكام وأولها ما سمياه سوء الاختيار فهذا ناتج من عدم فهم المؤلفان لتشريع الطلاق فلابد من وقوع المشاكل حتى ولو تزوجا عن حسن اختيار ولذا كانت تشريعات الصلح الوعظ والهجر والضرب وتحكيم الحكمين
فى الإسلام يجوز لأى مسلم أن يتزوج أى مسلمة لأن كلاهما طيبان كما قال تعالى :
" الطيبون للطيبات والطيبين للطيبات"
فلا يوجد مسلم اسمه سيىء لأنه لو كان كذلك فه كافر وليس مسلم
وأما حكاية عدم الاتفاق على الضوابط الشرعية فهو كلام مجانين فالضوابط واجبة شاء من رضا أو شاء من رفض لأنه لا ينفع أن يكون المرء مسلما أو المرأة مسلمة وهم غير مسلمان بها كما قال تعالى :
" ما كان لمؤمن ومؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم "
فالضوابط واجبة على الاثنين ولا يوجد ما يسمى الاتفاق عليها لأن معنى هذا امكانية الاتفاق على الكفر
وتحدثا عن الأسباب النفسية فقالا:
"ثانيا: الأسباب النفسية للعنف الأسرى:
1 - التأثر بالماضي:
فقد يكون الرجل مثلا نشأ في أسرة مفككة لا تعرف معنى للسعادة الأسرية، ولا المودة والرحمة بين والديه، فلم يشاهد سوى العنف والتوبيخ والصراخ والسباب، فاكتسب هذا السلوك من خلال التنشئة الاجتماعية السيئة فلما تمكن هو الآخر من تكوين أسرة أصبح يمارس نفس الدور على أفراد أسرته. والأمر كذلك ينطبق على بعض النساء التي تمارس العنف مع أبنائها.
2 - الاضطراب النفسي:
قد يكون الزوج أو الزوجة ممن يعانون من اضطرابات نفسية تدفعهما إلى المشاحنات واصطناع المشكلات بما يؤدي إلى الولوج في دوامة العنف، مع العلم بأن العنف الناتج عن اضطرابات نفسية من أشد أنواع العنف، بل قد يصل أحيانا إلى القتل والتخلص من الطرف الآخر.
والاضطرابات النفسية تؤدي إلى كثرة الشكوك والظنون الكاذبة بين كلا الطرفين، فيعمد الطرف العنيف إلى التجسس على الطرف الآخر، ومراقبته والتنصت على مكالماته الهاتفية، الأمر الذي ينتهي بالمواجهة بين الطرفين وهذه المواجهة لا تخلو نتائجها من أحداث العنف التي تضرب أسس استقرار البيت وتقوض أركانه.
إن سرعة الغضب وشدته وعظيم آثاره من ضرب أو جرح أو تحطيم أو تهديد لهو دليل على وجود نوع من الاضطراب النفسي، وبخاصة إذا أصبح الإنسان غير متحكم في نفسه عند الغضب، وغير مدرك لما يقوم به من أقوال وأفعال.
3 - ضغوط الحياة العصرية:
إن الإنسان يعيش ضغوطا نفسية لا حدود لها في ظل الحياة العصرية التي استطاعت أن تبهر الإنسان بما توصلت إليها الحضارة المادية من مخترعات أدهشت الجميع، ولكن هذه الحضارة فشلت في إسعاد الإنسان، لأنها ركزت على الجانب المادي، وأهملت جانب الروح في الإنسان، فأصبح الإنسان يطير بجناح واحد، مما جعله عرضة للسقوط أو الوقوع في شراك الصيد، وقد تسببت هذه الحضارة في إيجاد مشكلات كونية رهيبة كمشكلة فساد البيئة في البر والبحر والجو، ومشكلة الفقر، والمرض والجنس وغير ذلك من المشكلات التي ولدت لدى الإنسان ضغوطا نفسية هائلة، مما أدى إلى اللجوء إلى العنف كوسيلة من وسائل التنفيس عن هذه الضغوط التي يتحملها إنسان هذا العصر."
لا علاقة للاضطراب النفسى أو الضغوط الحياتية والتأثر بالماضى بالعنف فكل الأمر راجع لإرادة الإنسان فقد يكون الفرد قد عاش فى أسرة يمارس بعضها العنف الأسرى ومع هذا يكون سليم العقل لا يمارسه وقد يقاسى الإنسان ظروفا قاسية ويظل متماسكا وأما الاضطراب النفسى فهو شىء يطرأ على كل البشر حتى أقواهم فلا يوجد فرد يظل على حالته نفسها مهما كانت قوته
وتحدثا عن الأسباب الاجتماعية فقالا:
ثالثا: الأسباب الاجتماعية للعنف الأسري:
1 - العادات والتقاليد البالية:
هناك بعض العادات والتقاليد البالية التي تضرب بجذورها في بعض المجتمعات، فينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير، وكأنها من الحقائق التي لا يجوز مخالفتها أو مناقشتها، ومن ذلك تعويد المرأة على (العين الحمراء) منذ أول يوم في الزواج حتى لا تتمرد بعد ذلك ومن ذلك ما يفعل ليلة البناء من استخدام العنف مع الزوجة عند اللقاء الأول ومن ذلك جعل المرأة خادمة لأقارب الزوج وسوء معاملة أقاربه لها، وكأن خدمتها لهم حق شرعي لهم!!
2 - التحريض على العنف الأسري:
قد يكون هناك تحريض على العنف الأسري إما من قبل أقارب الزوج أو الزوجة أو من قبل الأصدقاء والصديقات، أو من قبل المحيط الاجتماعي، وهذا يتسبب في زيادة حالات العنف الأسري وانتشارها.
3 - السلبية الاجتماعية تجاه العنف الأسري:
فقد تتم ممارسة العنف أمام مرأى ومسمع من الناس، في الطريق، أو أمام الجيران، ومع ذلك لا يحرك أحد منهم ساكنا، مع أن للناس حق التدخل إذا حدث العنف خارج نطاق البيت، أو إذا صدر الصراخ والاستغاثة من داخل البيت."
كما سبق القول لا يوجد شىء اسمه الأسباب النفسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية فقد توجد الأسباب المزعومة كلها ولا يكون هناك عنف لأن إرادة الإنسان هى من تقرر الاستجابة لتلك الدوافع أم لا ففى قصة إبراهيم(ص) مع والده آزر نجد أن مع كفر الأب نجده هدد ابنه بالرجم فقال :
" لأرجمنك واهجرنى مليا" ومع هذا لم ينفذ تهديده
وفى قصة أيوب(ص) نفذ القسم بطريقة لا تؤذى الزوجة فقال تعالى :
" فخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث"
فما يسمونه خطأ العنف الأسرى قننه الله فقال " فاضربوهن" وهو الضرب المؤلم الذى لا يجرح ولا يكسر
ثم قالا:
رابعا: الأسباب الاقتصادية للعنف الأسري:
1 - الفقر وعدم القدرة على سد احتياجات الأسرة:
إن عدم قدرة الرجل على القيام بواجبه في الإنفاق وسد احتياجات أسرته يولد لديه ضغوطا نفسيه كبيرة، فإذا ما تمادت الزوجة في مطالبها، أو قامت بتعيير زوجها بالفقر واتهامه بالعجز، وعقد المقارنات بينه وبين غيره من الرجال القادرين على الإنفاق، أدى ذلك إلى انفجار ثورة بركان هذا الزوج في صورة عنف لا يعلم مداه إلا الله تعالى.
2 - التغيرات الاقتصادية المفاجئة:
فهناك بعض الناس قد خسروا أموالهم فيما يسمى بالأسهم، أو نتيجة التغيرات الاقتصادية العالمية، وقد ولد هذا صور كثيرة من العنف الأسري"
الباحثان هنا مخطئان فهما يعيدان العنف الأسرى للفقر بينما هو أكثر حدوثا فى مجتمعات الأغنياء نتيجة تعاطى الخمور ومنها المخدرات ووجود الزنى والعجز الشهوانى
الناس قد يكونون فقراء ومع هذا لا يوجد ما يسمونه العنف فى أسر كثيرة وربما يعود ذلك إلى أن الرجال الفقراء يعلمون أنهم لن يقدروا على دفع نفقات علاج الزوجة أو الأبناء
وتحدثا عن وجود أسباب ثقافية فقالا:
"خامسا: أسباب ثقافية:
ويرجع ذلك إلى عدم التوافق بين الزوجين فكريا:
فقد يكون أحد الزوجين متفوقا على الآخر فكريا وثقافيا وإذا كانت الزوجة هي صاحبة التفوق كان الأمر أشد بالنسبة للزوج، فقد يستخدم سلطته في إيقاف هذه الزوجة عن مسارها العلمي، فيحرمها من العمل مثلا إذا كانت مدرسة، أو يحرمها من إكمال تعليمها إذا كانت طالبة، مما يؤجج الصراع بينهما."
وهذا ما سبق أن ذكراه فى سوء الاختيار فى الأسباب الدينية وأيضا فى العادات والتقاليد البالية فى الأسباب الاجتماعية
وما ذكره من ظروف هو خبل ينم عن الجهل بكتاب الله فمهما ارتفعت مكانة المرأة العلمية فالرجل مهما كان قليل العلم فهو أكثر عقلا منها ولذا أعطاه القوامة فقال تعالى :
" الرجال قوامون على النساء" وقال:
" وللرجال عليهن درجة"
فالعلم الدراسى مهما بلغ قد يكون صاحبه أو صاحبته كالحمار يحمل أسفارا فالمهم هو العقل وهو اتخاذ القرار السليم الموافق لكتاب الله
وتحدثا عن الأسباب القانونية فقالا:
"سادسا: أسباب قانونية:
ويرجع ذلك إلى تهاون الجهات المسؤولة في محاسبة المتسببين في العنف الأسري، وقد تكون خصوصية العلاقة الأسرية وسرية الحياة الزوجية سببا في خفاء الدوافع الحقيقية لحوادث العنف الأسري"
التسمية خاطئة وصحتها عدم تنفيذ الأحكام
وتحدثا عن حلول المشكلة فقالا:
"علاج العنف الأسري
يأتي علاج العنف الأسري عن طريق معالجة هذه الأسباب التي ذكرناها، وذلك من خلال ما يلي:
1 - تعظيم الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية.
2 - حسن اختيار كل من الزوجين للآخر.
3 - الاتفاق قبل الزواج على كافة الأمور والأسس التي تقام عليها الحياة الزوجية.
4 - الفهم العميق لمعنى القوامة التي تعني البذل والعطاء والإيثار والرحمة والعفو والتوجيه السليم، ولا تعني مجرد الأوامر والنواهي والأخذ والقسوة وشدة العقاب وجحد الحقوق.
5 - التماس الأعذار والبحث عن الإيجابيات، وإلقاء اللوم على النفس ما استطاع قال أحد السلف: (إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق زوجتي). أي أنه يرجع تغير زوجته عليه، وسوء عشرتها له إلى ذنب ارتكبه هو، وليس إلى سوء في زوجته.
6 - نسيان الماضي السيئ والذكريات المؤلمة، وليتفكر الشخص: هل يريد لأبنائه أن يذوقوا تلك المرارة التي ذاقها، أو يتجرعوا تلك الآلام التي تجرعها، عليه أن يحول تلك الآلام والأحزان والذكريات المؤلمة التي عاشها إلى آمال وأفراح وذكريات سعيدة ليسعد هو - في المقام الأول - وليسعد من حوله.
7 - إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب ونوبات الذعر والصرع وغير ذلك، فعليه أولا بالقرآن، ففيه الشفاء من كافة أمراض القلوب والأبدان، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} وقال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}
وقال: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}فهذا الكتاب الذي لا تتحمله الجبال الصلاب، كيف تتحمله أدواء القلوب والأبدان وقد أخبر تعالى أنه شفاء وعليه كذلك أن يعتصم بالأذكار النبوية الصحيحة، والرقية الشرعية، والأدوية النبوية المباركة وعليه كذلك أن يعرض نفسه على أهل الاختصاص من أطباء الطب النفسي المستقيمين على شريعة الله، فإن الأمراض النفسية اليوم كشأن بقية الأمراض لها أطباء متخصصون وأدوية خاصة، وكثير من الحالات قد شفيت بحمد الله تعالى.
8 - التقليل من حدة الغضب عن طريق الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والوضوء، والجلوس إن كان واقفا، وترك المكان وقد قال (ص)«ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» [البخاري].
9 - عدم التمادي مع الشكوك والظنون، فقد قال النبي (ص)«إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» [متفق عليه].
10 - عدم الاستسلام لضغوط الحياة العصرية، وذلك بعدم الانغماس كليا في العمل، وترك الواجبات الأخرى، بل يجب أن يكون هم الإنسان الأول هو النجاة من عذاب الله يوم القيامة، فيصرف ثمين أوقاته في طاعة الله والتقرب إليه، ويكون عمله الدنيوي وسيلة إلى عبادته تعالى، ولا ينبغي أن ينسى كذلك حظه والجلوس مع الأهل وغير ذلك من الأمور التي تقضي على التوتر والضغوط النفسية.
11 - مخالفة العادات والتقاليد البالية وعدم الالتفات إلى من يحرضون على العنف الأسري، وليعلم أن الخاسر هو وأسرته وأن هؤلاء لن يفيدوه بشيء إن خسر كل شيء.
12 - محاولة الخروج من مأزق الفقر والحاجة عن طريق العمل الإضافي، أو الدخول في بعض الأعمال الحرة البسيطة مع اللجوء إلى الله تعالى، ثم الاستعانة بأهل الخبرة.
13 - الرضي بقضاء الله تعالى عند الخسارة المالية، وأن هذه الخسارة ليست نهاية العالم، وعليه أن يحرك يديه ورجليه وأن يفتح عينيه ويغمضها، ليعلم كم من النعم التي يملكها والتي لا يمكن أن تقدر بثمن، وأنه لو خير بين أموال الدنيا جميعا وبين نعمة البصر لاختار نعمة البصر على تلك الكنوز والأموال، فيدعوه هذا التأمل إلى القناعة والرضى.
14 - التوعية من قبل الأئمة والخطباء والمدارس والجامعات والمؤسسات الصحفية والجهات المعنية بخطر العنف الأسري على أفراد الأسرة وبخاصة على الأبناء.
15 - تفعيل السياسات والقوانين الشرعية التي تضمن حماية الأسرة من تسلط أحد أفرادها."
ما ذكره الباحثان ليس حلولا فالعلاج هو :
تطبيق أحكام الله من قبل المجتمع ككل وأما ما نعيش فيه فهو مجتمعات لا تحكم بشرع الله فى الزواج والطلاق وغيرهم فقوانين الأحوال الشخصية معظمها مخالف للقرآن حتى أن الكثير من الزيجات هى زيجات محرمة لعدم معرفة الناس بالمحرمات من الرجال والنساء وحتى كاتب العقود الذى يسمونه المأذون جاهل فكل معرفتهم تدور فى موضوع الرضاعة فقط والمفترض هو وجود سجل بأنساب كل أسرة وأفرادها ومن تزوج من لمعرفة من يجوز له الزواج بمن وهذا الأمر غير موجود من قرون حتى تزوج البعض من هن أمهاتهم عند الله وتزوجت النساء من هم آباءهم
والكتاب ناقص فلا تعريف لماهية العنف الأسرى ولا لأنواعه فالغالب هو عنف الزوج بينما العنف فى الأسرة متبادل متبادل ونجد أنواع العنف ما يلى :
عنف الزوج ضد الزوجة
عنف الزوجة ضد الزوج
عنف أحد الأبوين أو كلاهما ضد ابن أو ابنة
عنف الأبناء أو البنات ضد أحد الأبوين أو كلاهما
والعنف محكوم بأحكام القتل والجرح والضرب فى الإسلام

الخميس، 28 أكتوبر 2021

قراءة فى كتاب أريد أن أتوب من الغيبة فما الوسيلة؟

قراءة فى كتاب أريد أن أتوب من الغيبة فما الوسيلة؟
المؤلفة نوال بنت عبد الله وهو يدور حول موضوع الغيبة وقد استهلت المؤلفة الكتاب بمقدمة عن مضار الغيبة فقالت:
" وبعد:فإن الغيبة بضاعة وسلعة لا يسعى لها ولا يحافظ عليها إلا ضعفاء الإيمان وهي في نفس الوقت تجارة خاسرة نعم تجارة خاسرة للمغتاب، بحيث يخسر كثيرا من حسناته ويكسب كثيرا من الذنوب والسيئات
وهي حرب ضروس على الأخلاق والمجتمع تفسد فيه وتنخر في جسمه ما لا يفسده الجيش العرمرم، وهي تهدم الفضيلة بين الناس ولها من المفاسد والمضار ما لا يحصر، ويكفي أن الله شبه الذي ينتهك عرض أخيه ويغتابه بالذي يأكل لحمه وهو ميت
فامتثالا لما أوجبه الله تعالى على المسلم من النصح لأخيه المسلم وتذكيره وتحذيره من خطورة ما قد يقع فيه، خاصة إذا كان من الأمور المحرمة شرعا ونظرا لما لوحظ من انتشار الغيبة بين الناس ووقوعهم فيها وتساهل الكثيرين في التوبة منها واستصعاب البعض الإقلاع عنها"
وبعد ذلك عرفت الغيبة فقالت:
"معنى الغيبة:
جاء تعريف الغيبة صريحا في قول النبي (ص): «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي
ويقول النووي في الأذكار: الغيبة هي ذكر المرء بما يكره سواء كان في بدنه أو دينه أو خلقه أو ماله أو ولده أو زوجه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته سواء كان هذا باللفظ أو بالرمز أو بالإشارة اهـ "
الغيبة هى ذكر الفرد بما يكره فى غيابه والمراد فى حالة عدم تواجده فى المكان الذى يتحدث فيه الذام له وأما فى حالة وجوده فى المكان فهى ليست غيبة وإنما عملية سب مباشرة
وتحدثت عن الفرق بين الغيبة والنميمة فقالت:
"الفرق بين الغيبة والنميمة:
هناك كثير من الناس قد لا يعرفون الفرق الدقيق بين الغيبة والنميمة وقد عرفت ما هي الغيبة أما النميمة: فهي نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد بينهم "
وتحدثت عن بعض أشكال الغيبة فقالت:
"من صور الغيبة:
الغيبة تكون تارة بالتصريح وتكون بالتلميح والتعريض أحيانا على حد سواء، وهي على أنواع منها (ما يتعلق بالبدن والخلقة): كأن يسخر من طوله أو من قصره أو يهزأ بنحالة جسمه أو ببدانته أو يقول: فلان أعور أو أعرج أو أشول بقصد السخرية والكبر، أو يقول فلان أسود أو أبيض أو غير ذلك على سبيل الاستهزاء، أما إذا ذكر هذه الصفات بنية التعريف فإن هذا سيأتي بيانه إن شاء الله
(أما غيبته في دينه؛ وهي أخطر وأعظم): فكأن يسخر من لحيته أو قصر ثوبه أو يطعن في دينه وسلامته وفي إخلاصه برميه بالرياء هذا إذا كانت السخرية في ذات الشخص فقط دون المساس بالدين وإلا كانت ردة وكفرا والعياذ بالله
(والغيبة قد تكون بالتعريض): كأن يقول أحدهم: أعرف واحدا يذهب يوميا إلى السوق، ويكون الحاضرون يعرفون من يقصد أو نحو ذلك "
والخطأ هنا أن الذهاب للسوق يوميا غيبة مكروهة عندها وهو كلام باطل لأن الرسل(ص) كانوا يفعلون هذا وهو ليس عيبا أو حراما وفى هذا قال تعالى:
"وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق"
ثم قالت:
"والغيبة قد تكون أيضا (باللفظ) كما سبق وقد تكون (بالرمز أو الإشارة): كأن يومئ بيده إلى قصره أو إلى طوله أو يقلده في طريقة مشيته وذلك كما روت عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت للنبي (ص): حسبك من صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة يعني «قصيرة» فقال النبي (ص): «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» رواه أحمد وابن أبي الدنيا والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن صحيح
يقول النووي: وهو يعد من أنواع الغيبة:
"وكذا سائر ما يتوصل به إلى فهم المقصود كأن يمشي مشيته فهو غيبة، بل هو أعظم من الغيبة لأنه أبلغ في التصوير والتفهيم وأنكر للقلب" "
وكل الصور تدخل فى باب السب والساب إذا شهد عليه الشهود أمام القضاء بما قال ولم يكن على كلامه الذام شهود فإنه يجلد ثمانين جلة لأنه رمى للفرد بالباطل
وتحدث المؤلفة عن الأعذار المبيحة للغيبة فقالت:
"الأعذار المرخصة في الغيبة
قد استثنى بعض العلماء من الغيبة أمورا ستة:
أولا: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية، ولكن يكون ذكره لذلك شكاية على من له قدرة على إزالتها وتخفيفها، فيقول ظلمني فلان بكذا أو أخذ مالي فلان ودليله قول هند بنت عتبة عند شكايتها له عليه الصلاة والسلام من أبي سفيان أنه رجل شحيح (كما في الصحيحين) "
الغيبة بمعنى سب الظالم مباحة حاكما أو غير حاكم فى حالة عدم وجوده كما قال تعالى :
" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ثم قالت :
ثانيا: الاستعانة على تغيير المنكر بذكره لمن يظن قدرته على إزالته، فيقول فلان فعل كذا، فازجره عن منكره ونحو ذلك
ثالثا: الاستفتاء، فيقول للمفتي ظلمني أبي أو أخي أو فلان بكذا فما طريقي إلى الخلاص؟
ويقول النووي: "والأحوط عدم التعيين إذا حصل به الغرض، كأن يقول ما تقول في رجل أو شخص فعل كذا" ويجوز التعيين كما في حديث هند السابق
رابعا: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه: منها جرح الرواة والشهود والمجروحين، ومن يتصدر الإفتاء والتدريس مع عدم الأهلية، ومنها المشاورة في معاصرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو مجاورته فيسأل عن خلقه، ويجب على المشاور ألا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصح، ودليله كما في الصحيحين في قول النبي (ص) لفاطمة بنت قيس عندما جاءت تستشير النبي (ص) وتستأذنه وتذكر أن معاوية وأبا الجهم خطباها فقال:«أما معاوية، فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم، فلا يضع العصا عن عاتقه»
خامسا: ذكر من جاهر بالفسق أو البدعة، كالمجاهر بشرب الخمر، وأخذ المكس، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما جاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب (ذكره النووي) ودليله قول النبي (ص): «ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا» رواه البخاري وقال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين
سادسا: التعريف بالشخص بما فيه من العيب كالأعور والأعرج والأصم والأحول والطويل والقصير ويحرم إطلاقه على جهة التنقيص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى (ذكره النووي) وقد جمعها ابن أبي شريف في قوله:
الذم ليس بغيبة في ستة
متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن
طلب الإعانة في إزالة منكر"
ومن ثم فالمبيح للغيبة إما ظلم المذموم الغائب وإما إنكار المنكر وإما التحذير من الوقوع فى حبائل المذموم
وتحدثت عن دوافع الغيبة فقالت:
"من الدوافع الباعثة للغيبة
هناك دوافع وأسباب عديدة تدفع الإنسان إلى الغيبة، وعن طريق معرفة هذه الدوافع نستطيع بيان الحكم والعلاج إن شاء الله
(1) منها مجاملة الرفقة السيئة وموافقتهم على الغيبة والكلام في الناس، فيرى المغتاب أنه لو أنكر عليهم حالهم ونهاهم عما يقولونه أو يعتقد أنه إذا قطع عليهم حديثهم فإنهم سيستثقلونه وينفرون منه فيدفعه ذلك إلى أن يشاركهم ويساندهم فيما يقولون، ويظن أن ذلك من حسن المعاشرة ومن حق الصحبة ومن هذا نعرف أهمية الرفقة الصالحة والابتعاد عن رفقاء السوء الذين لا يجلبون معهم إلا السوء، وما أحسن ما قاله الشاعر:
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ألذ وأشهى من صديق أحاذره
(2) ومن الدوافع وهو أكثرها وأعظمها: التشفي وإذهاب الغيظ الذي في القلب على فلان وذلك بالوقوع في غيبته وذكر مساوئه، وهذا كله بسبب ضعف الوازع الديني لديه وقلة الحلم والعفو الذي يذهب الحقد والغيظ من قلب المؤمن الحق لالتماسه الثواب والأجر من الله
(3) ومن الدوافع: السخرية والاستهزاء بالآخرين الناشئان عن الكبر والإعجاب بالنفس فيرى في أخيه عيوبا خلقية وخلقية ليست به فيسخر ويستهزئ به ويقع في غيبته، ناسيا قول الله تعالى: {لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}
(4) ومن الدوافع الحسد وهو أن يحسد من يثني الناس عليه ويحبونه ويكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عليه وهذا هو الحسد «المذموم» المنهي عنه فلا يجد سبيلا إليه إلا بالقدح فيه، حتى يكفوا عن الثناء عليه وإكرامه لأنه يثقل عليه ذلك
(5) ومنها التسلية والتلهي وتزجية الوقت وإشغاله بما يذهب عن نفسه أو نفس جليسه السآمة والملل دون الالتفات إلى فداحة ما يصنع
(6) ومنها أيضا التقرب إلى من يستمتع بهذه الجريمة أو يستفيد من ورائها ويتكسب بها "
قطعا دوافع الغيبة متعددة قد تكون إنكار المنكر أو التحذير من شر المذموم أو الظلم وقد تكون الكراهية أو الوقيعة أو غير ذلك
وتحدثت عن حكم الغيبة فقالت:
"حكم الغيبة
حكمها حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وجريمة بشعة منكرة، لما ورد من الأخبار عن تحريمها وتحذير فاعلها منها
ومن ذلك قول الله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا}
وقول رسول الله (ص): «كل المسلم على المسلم حرام دمه، وماله، وعرضه» رواه مسلم
وقوله (ص): «من أربى الربا استطالة المرء على عرض أخيه» رواه البزار
والأحاديث في الترهيب من الغيبة كثيرة لا يسعها هذا المختصر"
وحكم الغيبة ليس كونها حراما كليا فبعض الغيبة مباح كما قلنا فى الظلم وإنكار المنكر والتحذير من شر الفرد شرط وجود شهود على وقائع تبين ذلك وبعضها محرم وهو ما لا شهود عليه من الذم
وتحدثت عن كيفية التخلص منها فقالت:
"كيفية الابتعاد عنها
أولا: أن يعلم أنه بغيبته هذه يتعرض لسخط الله تعالى وغضبه لارتكابه ما نهى الله عنه، وإذا كان إيمان الإنسان بالله إيمانا حقيقيا فإنه بمجرد ذكره لما ورد من الأخبار في الغيبة فإنه لخوفه من الله سوف يمسك لسانه عن الغيبة وعن كل ما حرم الله سبحانه وتعالى
ثانيا: أن يتدبر في نفسه، فإن وجد فيها عيبا فإنه يشتغل بعيب نفسه، ومهما كان العيب فينبغي أن يستحي من أن يترك نفسه ويذم غيره
ثالثا: ليعلم المغتاب أن عجز غيره عن التنزه عن العيوب التي فيه كعجزه هو عن التنزه عن عيوب نفسه، هذا إذا كان هذا العيب يتعلق بفعله واختياره
مثال ذلك أن يظهر من شخص ما حركة أو كلمة دون أن يتحرز منها أو يتعمدها فيقوم آخر بذكر هذا التصرف منه على سبيل الاستهزاء
أما إذا كان أمرا خلقيا فيقوم شخص بالاستهزاء بعوره أو بنحافته أو بعرجه أو بطوله، فإن ذمه له ذم للخالق سبحانه وتعالى وليتق الإنسان ربه في سخريته هذه، وإذا لم يجد الإنسان في نفسه عيبا، فليحمد الله تعالى ويشكره على هذه النعمة حيث لم يجعله مثل الذي يستهزئ به، واستهزاؤه هذا من أعظم الذنوب ولا يظن هو أنه خال من العيوب، والله المستعان
رابعا: ليعلم أن غيبته تجارة رابحة لمن اغتابه فذاك يأخذ من حسناته وهو يكسب السيئات والأوزار والعياذ بالله وما أحسن قول القائل:
يشاركك المغتاب في حسناته
ويعطيك أجر صومه وصلاته
ويحمل وزرا عنك ظن حمله
عن النجب من أبنائه وبناته
خامسا: وليتصور من يغتاب أخاه المسلم أنه كمن يأكل لحمه وهو ميت، فهو ينهش في عرضه وهو غافل عن ذلك
سادسا: لابد عند زلة اللسان بالغيبة أن يتوب الإنسان ويذكر الله ويستغفره، وينهي من حوله بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا لم ينتهوا فليقم من ذلك المجلس حتى يخوضوا في حديث غيره
سابعا: إذا ذكر أحد غيبة، فلا يجب الإصغاء إلى المغتاب على سبيل التعجب والتنكر، بل إن الساكت على الغيبة شريك للمغتاب إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه، وذلك كما قال رسول الله (ص): «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم
ومن رد غيبة أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة كأن يقول ما علمت عن أخينا إلا كل خير، وفي الحديث: «من رد عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة» رواه الترمذي وقال حديث حسن
ثامنا: لابد أن يعرف المغتاب أن تألم غيره بغيبته كتألمه بغيبة غيره له، وإذا كان لا يرضى لنفسه أن يغتابه أحد، فكذلك يجب ألا يرضى لغيره ما لا يرضاه لنفسه
تاسعا: وأخيرا من قوي إيمانه استطاع أن يتغلب على نفسه ولسانه وأن يكف عن الغيبة ولا بد أن يبادر إلى التوبة من هذه الغيبة، وأن يأتي بشروط التوبة كاملة وهي:
(1) الإقلاع التام عن هذا الذنب، والعودة إلى الله بقلب منيب
(2) الندم على ما زل به لسانه من الوقيعة في عرض أخيه المسلم
(3) أن يعزم عزما أكيدا على عدم العودة لمثل هذا الذنب
(4) التحلل من المغتاب وطلب العفو منه، وإن أراد أن يعرف ما قيل فيه فيخبره عن ذلك بصراحة، وإن لم يستطع التحلل منه وطلب العفو منه أو خشي أن يذكر الغيبة فليدع له ويستغفر له فبظهر الغيب"
والتخلص من الغيبة يحتاج لمشيئة أى إرادة تريد التخلص منها بالامتناع عن ذم الناس فى غيبتهم بلا شهود وأما ما قالته المؤلفة فهو خطوات للتوبة 

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

نقد كتاب أبواب الأجر في الأيام العشر

نقد كتاب أبواب الأجر في الأيام العشر
مؤلف الكتاب عبيد الله بن أحمد القحطاني وقد استهل الكتاب بتشبيه خاطىء وهو تشبيه الناس فى الدنيا بالتجار فى السوق ولا يمكن أن يشبه الكل بالجزء وهو السوق بالدنيا ولا الكل وهو الناس بالتجار وهم جزء منهم فقال:
"أما بعد
فالناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فما داموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ، وأعظم الناس عقلا من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي "
وقد أعلن أن الناس يتاجرون فى الدنيا مع الله واستدل بآية لا ينفع الاستدلال بها فقال :
"والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبدا] {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور}"
فهنا الناس يرجون التجارة وهى الجنة وكان الأفضل الاستدلال بالآية :
"هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعملون"
فهى تضع التجارة ومقابلها فالسلعة المباعة الايمان والجهاد ومقابلها أى ثمنها النجاة من العذاب وأخذ الرحمة
وحدثنا القحطانى عن أعظم التجارة مكسبا وحب الإنسان الخاسر أن يعوض خسارته ولكنه لا يقدر فقال :
"أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟ ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسب ضئيلة جدا ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
وسيأتي يوم ينفض فيه السوق ولا ينفع الندم على انقضاءه عندها لا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .
وربما قبل ذلك تأتي اللحظات التي يسحب العبد فيها من السوق بغض النظر عن كونه تاجر أم لم يتاجر استفاد أم لم يستفد .
تأتي بعض الناس منيتة وهو في غفلته ، كان ينظر إلى المتاجرين ، ويتأمل أحوال المتنافسين والمتسابقين إلى سلعة رب العالمين .
وقد خدعه عدوه فمد له بساط الرجاء مرة وسوف وخدع نفسه مرة .
فيا حسرته وهو يؤخذ منه وتنزع روحه .
يا الله يخرج من السوق لم يتاجر بصلاة – ولا بذكر ومناجاة .... ولا بصدقة وزكاة ....
يا الله يخرج من السوق يخرج من السوق خالي اليدين من الحسنات بعيدا عن القربات مضيعا للفرائض والواجبات
يا الله أحقا جاء الموت...
يا الله أحقا فات الفوت...
يا الله أحقا جاءت النهاية ....
يا الله أحقا بلغت الغاية ....
فعندها .............
رب ارجعون – رب ارجعون- لعلي أعمل صالحا فيما تركت
فما أشقاه وأبعده .... وجوابه كلا أنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ..
ألم يبتعد عن القرآن ؟ ألم يعرض عن كلام الرحمن ؟
ولو كان من أهله لقرأ وفهم وتدبر وعلم { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين * ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون }
ويوم تجيء الزلزلة يوم النشور وبعثرة ما في القبور يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي
هل أتاكم نبأ وقوفه ذليلا حيرانا منكس الرأس مهانا ؟!
{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون}
ولكن هيهات هيهات ....
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ما أتعس من لقي الله مفلسا من الحسنات
{ وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}
إنها النهاية الأليمه والجواب المقذع لمن عاشوا حياة الغفلة واللهو والعبث .....
لكل من لم يحسب حسابا للقاء الله تعالى
لكل من أصم أذنه عن وعظ الواعظين ونصيحة الناصحين لكل من لم يعتبر بالعبر وغرته الأماني وغره بالله الغرور .
فاعتبروا يا أولي الألباب واعدوا للقاء رب الأرباب"
وتحدث حديثا عن سعادة المؤمن بمكسبه من اله فقال :
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} يوم يقال { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
فتنطلق الألسنة بحمد الرحمن المنان بهذا الرضوان { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين} { وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور * الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} إنها الخيرات التي سارعوا إليها ، والطاعات التي شمروا إليها ، والقربات التي سعوا إليها ثقلت الموازين فكان العبد من المفلحين .....
فما الذي يقعد بنا ؟ وما الذي يؤخرنا ؟
الحياة كلها مجال للعمل الصالح {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}
فلا انقطاع لعمل المؤمن إلا بلقاء ربه وخروج روحه من جسده ...."
وبعد أن قارب القحطانى على نصف الكتاب بلا دخول فى الحديث عن موضوع الكتاب دلف بنا إلى الموضوع فقال:
"ومن رحمة ربنا أن جعل لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات ويستدرك العبد بها ما فات لها مزيه ليست لغيرها من الأوقات ويتجدد نشاط العبد فيسارع في الخيرات..."
والخطأ فى الفقرة هو مضاعفة الثواب وهو الحسنات فى مواسم أى أوقات معينة وهو ما يناقض القرآن فى وجود قاعدتين ثابتيين للأجر من الحسنات وهى :
العمل الصالح غير المالى ثوابه عشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
العمال الصالح المالى ثوابه 700 حسنة أو يزيد مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
ومن ثم فكل رواية خالفت القاعدتين هى كلام لم يقله النبى(ص) لكونها تناقض خبرى
ودلف القحطانى لفضائل العشر الأوائل من ذى الحجة فقال:
"ومن ذلك ما نحن بانتظاره من موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام عشر ذي الحجة هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق أفضل أيام العام ودلائل فضلها كثيرة منها
1- إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات .
{ والفجر وليال عشر} وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير"
نجد الرجل يتكلم عن أيام ويستدل بآية تتحدث عن ليالى ومن ثم لا يصلح الاستدلال ثم قال :
2- صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء )) .
وفي حديث أخر (( ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله .. إلخ"
هذه الرواية تناقض قاعدتى الأجر السابقتين فالثواب لا يزيد بسبب زمن أو مكان
ونجد الخطأ فى الرواية الأولى وهى تفضيل العمل فى الأيام على الجهاد وهو ما يخالف قوله تعالى فى تفضيل الجهاد على أى عمل يعمله القاعدون بقوله تعالى :
"فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة" ثم قال :
3- كذلك يجتمع فيها من أمهات العبادة ما لا يجتمع في غيرها كالحج ، والعمرة ، والصيام ، والصدقة ، والصلاة .
أيها الأخوة أن أدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد فيجب علينا استشعار هذه النعمة واغتنام الفرصة فنخصها بمزيد عناية وتجاهد نفسنا بالطاعة
وقد كان هذا هو حال السلف ....
فقد روى الدارمي أن سعيد بن جبير وهو راوي حديث ابن عباس المتقدم كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول لا تطفئوا سرجكم فيها
مضى امسك الماضي عليك معدلا *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد *** لعل غدا يأتي وأنت فقيد
أيها الأخوة على سبيل التذكير هذه بعض الأعمال الصالحة التي يشرع التقرب بها إلى الله تعالى وليعلم أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال أحبها إلى الله تعالى فيتقرب بها فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه .
فكيف إذا اجتمع مع كونه محبوبا للزمان كونه محبوبا لذاته وأصله فذلك خير على خير."
قطعا الاستدلال بسعيد بن جبير لا ينفع فهل فعل الرسول (ص) ذلك ؟
هناك رواية مناقضة وهى اجتهاد النبى(ص) فى رمضان اجتهادا لا اجتهادا مثله وهى ما رواه مسلم:
"كانَ رَسولُ اللهِ (ص) يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ."
ونصح القحطانى الإنسان فقال:
"فأول أمر وأهمه أن نعلم ان لفعل الصالحات ..
- لابد من ترك السيئات وذلك بالتوبة والإقلاع والله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
- غير برنامجك – غير مجالسك – السهرات أتركها آلة معصية أبعدها
- رفقه سوء تخل عنهم مجلس تضييع وقت أبعد عنه .
- طاعة تفرط فيها أفعلها وألزم نفسك بها
ومن ذلك أداء فرائض الله افترضها ففي الحديث (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ))
- التوحيد الإخلاص لله تعالى – المحافظة على الصلاة وأداءها على وقتها مما يحبه الله تعالى
- الحج والعمرة
- بر بوالديك يا عبد الله فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله تعالى (( الصلاة على وقتها قيل : ثم أي قال بر الوالدين قيل: ثم أي قال : الجهاد في سبيل الله .. ))"
الرواية فى فضل الصلاة على كل العمل تناقض أن العمل فى العشر الأوائل فى الرواية الأولى التى استشهد بها لا يفضله أحد إلا الجهاد المحدد ثم قال :
ومن برهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما تذكر أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأبناءهم تذكر قراباتك فصلهم فالله يحب ذلك ففي الحديث (( إنه سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله فقال : الإيمان بالله قلت : ثم مه يا رسول الله قال : صلة الرحم قلت : ثم مه قال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. ))"
الرجل هنا يناقض الحديث قبله فأحب العمل هنا الإيمان بالله وفى الرواية السابقة الصلاة وهو كلام لا يمكن أن يقوله النبى(ص) مناقضا القرآن
ثم قال :
- القرآن التجارة التي لن تبور اختمه في هذه العشر وهو عمل مبارك محبوب عند الله ففي حديث عقبة بن عامر ان رسول الله قرأ قوله تعالى { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } فقال : وأنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه – يعني القرآن )
مع القراءة تدبر ما تقرأ وحرك به قلبك فإن لين القلب صفة يحبها الله والقرآن يلين القلوب ففي الحديث (( أن لله آنية في الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها )) .
ومن آثار هذا اللين يكون التأثر والبكاء من خشية الرحمن وانها لقطرات يحبها الله ففي حديث أبي إمامة الباهلي (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قال في القطرتين ، قطرة دموع من خشية الله .. "
الرواية تناقض سابقتيها فيما يحب الله ثم قال :
ومن ذلك نافلة الصلاة مطلقا ففي حديث ثوبان عند مسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وخط عنك بها خطيئة .."
والخطأ أن السجود يرفع درجة وهو يخالف أن أجر أى عمل صالح غير مالى هو 10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ الأخر هو حط خطيئة واحدة عن المصاب ويخالف أن الحسنة الواحدة تزيل كل السيئات وليس واحدة مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات ".
ثم قال :
وخاصة قيام الليل ففي الحديث ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد )) .."
والرواية خاطئة فالله يحب المسلمين وليس من فعل أفعالا محددة من الصالحات ثم قال:
"وفي الحديث (( إن الله وتر يحب الوتر ))"
الخطأأن الله يحب الوتر ومن المغهوم ان يكره الزوج وهو ما لا يقوله مسلم لأنه ذكر أرقام زوجية فى القرآن مثل" ليال عشر" " أربعين ليلة" " ثلاثين ليلة"
ثم طلب الذكر الكلامى فقال :
"عباد الله ، أذكروا الله ، ذكرا كثيرا .. أفضل الذكر لا إله إلا الله وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
والتكبير والتحميد والتهليل مما شرع في هذه العشرة ."
وهذا الذكر وهو ترديد ألفاظ ليس مطلوب وإنما الذكر قراءة القرآن وطاعته وكعادة القوم يمدح النبى(ص) بما لم يقله الله فقال :
"أيها المسلمون أحب عباد الله إلى الله هو سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من الكمالات البشرية خاصة فيما يتعلق بجانب الأخلاق حتى أثنى عليه ربه { وإنك لعلى خلق عظيم} .
فلنا فيه أسوة ها هو يسأل عن أحب عباد الله إلى الله فيقول : (( أحسنهم خلقا )) .
فالله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها .
يحب الحلم والأناة ، لحديث أشج عبد القيس
يحب الرفق لحديث عائشة ( الله رفيق يحب الرفق )
يحب الحياء ( وأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر )
عباد الله الصدقة، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الجائع ، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى ...
فدونك هذا الحديث العظيم فعن ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أى الأعمال أحب إلى الله فقال : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه دينا أو أتطرد عنه جوعا )) ."
تناقض الرواية فى أحب الأعمال ما ذكره من حب الصلاة وبر الوالدين وما شابه فى الصفحات السابقة من الكتاب:
ثم قال :
أيها الأحبة ما ذكرته هنا ليس المقصود منه الحصر فكل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يحبها الله ولكنى خصصت ما ورد فيه النص بأنه محبوب عند الله وهو مشروع في كل وقت
والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر
وإلا فهناك الدعاء وهو عبادة عظيمة وهناك الصيام خاصة يوم عرفه ..
وهناك الحج والعمرة – وهناك المشي إلى المسجد والمكث فيه وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة ..
جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون ....."
قطعا المطلوب فى كل وقت هو طاعة الله وليس فى أوقات معينة