السبت، 30 نوفمبر 2019

نقد كتاب الفرائض للثورى

نقد كتاب الفرائض
الكتاب منسوب لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري وهو رواية محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي عن شيوخه عنه
وأول رواياته كفر كما يقال :
1-ثنا أبو نعيم، نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال لي علقمة: إذا أردت أن تعلم الفرائض فأمت جيرانك"
هل من الممكن أن يطلب عالم من الطالب أن يميت جيرانه لكى يعلمه الفرائض ؟
هذا غير ممكن ولا يمكن اعتبار ذلك مزحة وإلا كانت مزحة سخيفة مقيتة لا تصدر عن عالم
2- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: تعلموا، فإن أحدكم لا يدري متى يختيل إليه"
المستفاد وجوب التعلم لأن المجتمع بحاجة إلى العلم فى حياته
3- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عمر: تعلموا الفرائض فإنها من دينكم"
المستفاد وجود تعلم الفرائض سواء كانت بمعنى الأحكام الواجبة أو احكام الميراث لكونها جزء من وحى الله
4- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألحقوا المال بالفرائض، فإذا تركت الفرائض فأولى رجل ذكر"
الخطأ أن باقى الورث بعد الفرائض هو لأول رجل ذكر من الأقارب وهو يخالف أن الرجال والنساء لكل منهم الحق فى الميراث ما داموا فى درجة واحدة مصداق لقوله تعالى "للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ".
كما أن تعبير رجل ذكر تعبير يبدو تعبيرا خاطئا فأى رجل هو ذكر فما الفائدة من ذكر ذكر بعد رجل؟
5- حدثنا قبيصة بن عقبة، نا سفيان، عن أسلم المنقري، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فاسأله، فإنه أعلم مني بالفرائض وهو يفرض كما أفرض"
العبارة متناقضة فإن كان سعيد أعلم من القائل بالفرائض فهو لن يفرض كما يفرض لأنه أكثر علما منه وإنما سيحدث بينهما خلافا نتيجة كثرة علم الأول
6- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم قال: كل نسب متواصل في الإسلام فهو وارث موروث"
الخطأ أن كل نسب متواصل في الإسلام فهو وارث موروث فهناك أنساب منقطعة هى أنساب الموالى ومع هذا يرث الموالى أولادهم وزوجاتهم كما قال تعالى :
"فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم"
7- حدثنا أبو نعيم، نا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب قال: أهل الشرك؛ لا نرثهم ولا يرثونا"
8- حدثنا خلاد بن عيسى بن صفوان، نا سفيان الثوري، عن أبي سهل، عن الشعبي، عن زيد وعلي قالا: المملوكين واليهود والنصارى لا يحجبون ولا يرثون"
الخطأ المشترك بين 7و8 عدم وراثة المسلم للكافر والضد ويتعارض هذا مع التالى:
-أن الله ذكر أن أصحاب الأرحام وهم الأقارب هم الوارثون لبعضهم فى قوله "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله "ولم يحدد الله كونهم مسلمين أو كفارا .
-أن دية المسلم المقتول خطأ تسلم لأهله الكفار المعاهدين فقط وهذا يعنى أنهم ورثته رغم اختلاف الدين وفى هذا قال تعالى "وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله "
9- حدثنا خلاد، نا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنت جالسا مع ابن مسعود وحذيفة بن اليمان عند السدة فجاء رجل فسألهما عن فريضة، فنظر أحدهما إلى صاحبه؛ فقلت: تأذنان أن أخبره بقول أخيكم فيها عبد الله بن مسعود، قالا: نعم، فأخبرته؛ فقالا: إن كنا لنراها كما ذكرت، ولكنا خشينا أن نكون قد نسينا"
المستفاد قضاء المفتين واحد فى كل قضية
باب الأكدرية:
10- حدثنا أبو نعيم، نا سفيان قال: سألت الأعمش: لم سميت الأكدرية؟ قال: طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له أكدر، فأخطأ فيها، فسميت الأكدرية"
لا وجود لدولة بنى أمية ولا خلافة عبد الملك ولا تلك الفتن فى عهد المؤمنين من الصحابة فالدولة لا تتحول فى عهدهم لكافرة يتولاها من حرمهم الله من تولى المناصب فيها إسلامهم بعد الفتح وفى هذا قال تعالى ""لا يستوى منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "فهنا من أسلموا بعد الفتح لا يتولوا على من أسلموا من بعده لأن لهم الدرجة وهى السلطة وهى تولى مناصب الدولة لسبقهم فى الإسلام
الدولة تتحول لكافرة تضيع فيها الصلاة وتتبع الشهوات على الأقل بعد قرنين أو ثلاثة فى عهد الخلف وهم من جاءوا بعد المؤمنين بالنبى(ص) كما قال تعالى ""فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ".
11- حدثنا قبيصة، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله، في الأكدرية في ثمانية: الأخت النصف، وللزوج النصف، وللأم سهم، وللجد سهم وقال علي بن أبي طالب: من تسعة: للأخت النصف وللزوج النصف وللأم الثلث، وللجد سهم وقال زيد بن ثابت: من سبعة وعشرين"
المسألة هنا فيها أخت وزوج وأم وجد فالأم ترث السدس لوجود أخت كما قال تعالى "فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس من بعد"وأما الزوج فيرث النصف كما قال تعالى "ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد "وأما الأخت فترث النصف كما قال تعالى :" إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك"
وليس للجد شىء لعدم ذكره فى تلك الآيات لوجود الأم والزوج والأخت وتكون وحدة تقسيم المال من مجموع الأجزاء من مئة50+50+12.5=112.5 فكل مبلغ 112.5 يوزع بنفس النسب حتى ينتهى
2- باب في امرأة وأبوين:
12- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب: أن عثمان جعلها من أربعة؛ قال هي من أربعة
13- حدثنا قبيصة، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عمر وعبد الله: أنهما جعلاها من أربعة: امرأة وأبوين، للمرأة سهم الربع، وللأم ثلث ما بقي، وللأب ما بقي؛ في امرأة وأبوين
14- حدثنا قبيصة، نا سفيان، عن أبي عبد الله، عن فضيل، عن إبراهيم قال: خالف الناس ابن عباس في زوج وأبوين
15- حدثنا قبيصة، نا سفيان، عن أبيه سعيد بن مسروق، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود قال: ما كان الله تعالى ليراني أفضل أما على أب"
15 لا علاقة لها بالباب وهو رواية ناقصة غير مفهومة وأما حكم المسألة فى القرآن فهى :
الزوجة الربع لعدم وجود أولاد كما قال تعالى" ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد"
والأبوين الأم الثلث والأب الثلثين كما قال تعالى" فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث"
والأصل فى أى تقسيم لكى يكون صحيحا أن يجمع الكل فيكون الربع 25+الثلث 33.33+ الثلثين 66.67=125 فتكون وحدة التوزيع 125 توزع بنفس النسب
3- باب ابنة وابنة ابن وأخت:
16- حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، ثنا ابن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل قال: جاء رجل، إلى أبي موسى الأشعري، فسأله عن ابنة وابنة ابن وأخت؟ فقال: للبنت النصف، ولابنة الابن النصف: وائت عبد الله بن مسعود فإنه سيتابعنا ثم ائتني
فأتى عبد الله فسأله فقال: قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين، لأقضين فيها بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: للبنت النصف ولابنة الابن السدس وما بقي فللأخت فأتى أبا موسى فأخبره فقال: لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الحبر فيكم"

بالقطع حكاية لم تحدث فالكل هنا يجهل كتاب الله فالابنة ترث النصف كما قال تعالى "يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف" والأخت ترث الباقى لعدم وجود الأم والأب كما قال تعالى " فإن كان له اخوة فلأمه السدس"ومن ثم فالاخوة سواء كان عددهم واحد أو أكثر يرثون النصف الثانى وأما ابنة الإبن فلا شىء لها والمفترض فى الأب أو الجد أو الجدة والأم أن يوصوا لها شىء وجوبا لكونها من الذرية الضعيفة إن كان صغيرة السن لم تتزوج كما قال تعالى "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
4- باب إخوة لأم وأم:
17- حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله: في إخوة لأم وأم فأعطى الإخوة للأم الثلث وأعطى الأم السدس ورد ما بقي على الأم وقال: الأم عصبة من لا عصبة له وكان لا يرد على الأخت لأب مع أخت لأب وأم ولا على بنت الابن مع ابنة الصلب"
الخطأ توريث الاخوة لأم فالميراث يسير فى الفروع الأبوية والإبنية فقط ومعهم الأزواج والاخوة لأم لا ينتمون لتلك الفروع فلا ميراث لهم وإنما الورث لأى قريب ينتمى لتلك الفروع التى ذكرها الله فقط فإن عدمت ووجد واحد ورث كل الميراث وفى تلك الحال ترث الأم كل الميراث وفى تلك الساعة إن ورق الاخوة لأم الأم سيرثون هذا الميراث انتقالا من الفرع الابنى حيث هم أبناء للأم
18- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سالم، عن الشعبي قال: كان علي يرد على كل ذي سهم إلا المرأة والزوج وكان عبد الله لا يرد على أخت لأب مع أخت لأب وأم ولا على إخوة لأم مع أم ولا على جدة"
الخطأ اختلاف الصحابة المؤمنون فى توزيع الميراث الواحد وهو ما لم يحدث لأن الاختلاف وهو تضييع الدين وهو الصلاة يحدث فى عهد الخلف وهم من بعد الصحابة بقليل أو كثير مصداق لقوله "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
5- باب ابنة وأخت:
19- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، عن معاذ: أنه قضى باليمن في ابنة وأخت النصف والنصف
20- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن معاذ مثله"
توزيع الميراث هنا صحيح حسب كتاب الله
6- باب في زوج وأم وإخوة:
21- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سالم، عن الشعبي: أنه كان يعطي فرائضهم ويرد ما بقي على بيت المال"
الخطأ رد الباقى من الميراث لبيت المال وهو ما يخالف أن الله لم يجعل بيت المال وارثا حتى يرد الباقى له دون الورثة
22- حدثنا قبيصة، نا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم: أن عمر وعبد الله وزيد بن ثابت، كانوا يقولون، لم يزدهم الأب إلا قربا"
المسألة زوج له النصف كما قال تعالى"ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد " والأم السدس كما قال تعالى" فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس "والثلث للاخوة كما قال تعالى" "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث"
فهنا النصف والسدس والثلث =50+12.5+33.33=96 تقريبا ومن ثم تكون وحدة التوزيع95.83 بنفس النسب
7- باب ابنة أخ وعمة:
23- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي قال: سئل عن ابنة أخ وعمة؟ قال: المال لابنة الأخ"
خالف الرجل كتاب الله فالعمة وابنة الأخ لا شىء لهم فى القرآن صراحة ولكن إذا سرنا وراء القياس فكلاهما يرث فالعمة هى أخت الأب والأب لو كان موجودا سيرث الثلثان كما قال تعالى" فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث"
وأما ابنة الأخ فالأخ فكان سيرث هو الأخر كما قال تعالى " إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد"
ولكون الورثة الأصليين فى الآيات ذكور فإننا سنزل بالورث لكل منهما للنصف كما قال تعالى "للذكر مثل حظ الأنثيين"
ومن ثم يكون ورث العمة الثلث وورث ابنة الأخ هو النصف وتكون وحدة التوزيع 33.33+50=83.33
8- باب بني عم أحدهم أخ لأم:
24- حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب: أنه ورث بني عم أحدهم أخ لأم فأعطى سهمه، وجعل ما بقي بينهم يورثه دونهم"
كما قلنا لا يسير الورث فى الفروع الأمية وإنما فى الفروع الأبوية والزوجية فقط بمعنى الآباء والأبناء والاخوة لأب والأزواج وأما من ينتمون لأب أخر وغن كان من نفس الأم فلا يرثون شىء من أخيهم وترث أمهم وحدها
9- باب في الجد:
25- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن إبراهيم: أن عمر وعبد الله وزيدا شركوا جميعا -يعني في الجد-
26- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله يكرهان أن يفضلا أما على جد
27- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن مسروق: في ابنة وأخت وجد؛ قال من أربعة"
هذا الباب مخالف لكتاب الله فالجد لا يرث فى حالة وجود أيا من الآباء أو الأبناء والاخوة والزوجات فإن عدموا جميعا ورث مكان ابنه
10- باب في الجدة:
28- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سالم، عن الشعبي قال: كان علي يرد على كل ذي سهم، إلا المرأة والزوج وكان عبد الله لا يرد على أخت لأب مع أخت لأب وأم، ولا على جدة لأم مع أم، ولا على جدة:
سبق ذكر الرواية من قبل وهى رواية لم تحدث لاختلاف الصحابة المؤمنون مع أن معلمهم واحد وكتاب الله واحد
29- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله: لا يحجب الجدات إلا الأم"
هنا الخطأ حجب الجدة بالأم وحدها وهو ما يخالف أن الورثة الأصليين كلهم يحجبونها الأب والأم والأبناء والاخوة والأزواج
30- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن ابن جريح، عن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب: أن عمر أطعم جدة مع ابنها السدس"
رواية لم تحدث فلا يوجد نصيب للجدة فى الميراث إلا فى حالة انعدام الفروع الأبوية والزوجية والإبنية والأخوية وهنا الابن وهو الأخ موجود وهو لا يرث السدس وحده فى حالة عدم وجود اخوة آخرين وإنما يرث الكل كما قال تعالى " إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد"
11- باب في الموالي:
31- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل قال: انتهيت إلى عبد الله بن شداد وهو يحدث القوم، فسمعته يقول: هي أختي، فسألتهم ما كان يحدثهم؟ فذكروا أن مولى لابنة حمزة مات، وترك ابنة له وابنة حمزة وهي مولاته؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للابنة النصف ولابنة حمزة النصف"
حادث لم يحدث فابنة حمزة لا ترث شىء لأنها ليست بذى قرابة أى رحم للمولى كما قال تعالى "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين"
32- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن واصل قال: قال ذكرت لإبراهيم ابنة حمزة فقال: إنما أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة"
هنا الرجل أراد أن يحل الإشكال فى الرواية فصدق فيه المثل "جاء يكحلها عماها"
فالرواية تظهر النبى(ص) بصورة الظالم المحابى لأهله يعطيهم أموال الناس دون وجه حق وهو أمر لم يحدث
33- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم مثله
34- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لا تدري كان هذا قبل الفرائض أو بعد الفرائض؟
عدم المعرفة رواية أخرى لحل الإشكال وهو ما هو بحل فبدلا من رفض الرواية لتعارضها مع القرآن خاصة أنه تاريخيا حمزة استشهد3 هـ وابنته كانت صغيرة حينها وحدث خصام فيمن يكفلها ومن ثم فهذه الحادثة حدثت مثلا فى 9 أو 10 حين شبت وأصبح يحق لها ورث المال وفى تلك السنوات كان حكم الورث قد نزل من عدة سنوات
35- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم أن علقمة ورث ابنة أخيها لأمها، وعلقمة مولاها فورثها دونه"

هنا نفس المشكلة التى لم تحدث وهى وراثة الموالى لأموال مواليهم دون حق مخالفين قوله تعالى "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين"
36- حدثنا خلاد، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق قال: قال عبد الله: الخالة بمنزلة الأم"
هذا الكلام عام لا يجوز فى الميراث
37- حدثنا خلاد، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق قال: قال عبد الله: العمة بمنزلة الأب
هذا كلام لا يجوز فليست العمة فى الميراث كالأب كما قال تعالى "وللذكر مثل حظ الأنثيين" وهى لا ترث مكانه إلا فى حالات نادرة
38- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق بن الأجدع قال: قال عبد الله: ابنة الأخ بمنزلة الأخ"
نفس الكلام لا يجوز ابنة الأخ ليست بمنزلة الأخ فى الميراث كما قال تعالى "وللذكر مثل حظ الأنثيين" وهى لا ترث مكانه إلا فى حالات نادرة
39- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق قال: قال عبد الله: كل ذي رحم بمنزلة رحمه التي قرب بها إذا لم يكن قرابة
كلام لا يجوز فى كتاب الله فحتى الاخوة لا يستوى بعضهم ببعض فى الميراث إذا كانوا إناثا وذكورا إلا فى حالات قليلة جدا
40- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن أبي سهل، عن الشعبي، عن علي وزيد قالا: المملوكين وأهل الكتاب -اليهود والنصارى- وما سواهم لا يحجبون ولا يرثون"
سبق تناول الخطأ فى هذه الرواية فى أول الكتاب
41- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي قال: الجد يجر الولاء
42- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: الأب يجر الولاء
المستفاد من الروايتين أن ولاء الموالى سائر فى الفروع الأبوية لأنهم يتسمون باسم الأسرة موالى بنى فلان والروايات لا علاقة لها بالميراث
43- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم في الرجل يكون مولى لقوم ويكون ابنه مولى في الآخرين قال: يتوارثان بالأرحام، والعقل على من أعتق"
44- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن رجل، عن أبيه، عن ابن سيرين مثله
الخطأ فى الروايتين أن العقل على من أعتق وهو ما يخالف أن الجريمة تخص مرتكبها وليس من يملكه أو كان يملكه لقوله تعالى "ولا تزر وزارة وزر أخرى"
45- ثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله يورثون ذوي الأرحام دون الموالي
المستفاد الورث فى القرابة وهى الرحم وليس فى الولاء
46- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كتبت إلى أخ لي من بني زريق أسأله: لمن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن الملاعنة؟ قال: قضى به لأمه، هي بمنزلة أبيه وأمه"
الخطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بابن الملاعنة لأمه وهو ما يناقض أنه يقضى به للزوج إن أقسمت المرأة على براءتها الخمس مرات لقوله تعالى "ادعوهم لآباءهم" ولكن فى حالة الخوف عليه من الزوج أن يقتله أو يسيىء له يعيش مع أمه وينفق عليه الزوج المطلق الملاعن ويبقى منسوبا له
47- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن هشام، عن الحسن: في ابن الملاعنة قال: الثلث للأم وما بقي فللعصبة"
الخطأ أن ورث ابن الملاعنة الثلث للأم وما بقي فللعصبة وهو ما يناقض أنه جعله ابن كأبناء الرجل ما دامت الأم لم تقر بزناها فإن أقرت بزناها وأنه ولد اخر ورث هذا الأخر وورثه إن اعترف بزناه بالمرأة وأنه ابنه فإن لم يعترف فهو يرث الأم وحدها وترثه هى وأهلها
48- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: سدس الولاء
رواية ناقصة غير مفهومة وهى لا علاقة لها بالورث
49- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن معمر، عن رجل، عن سعيد بن المسيب قال: يورث الخنثى من حيث يبول فقيل له: فإن بال منهما جميعا؟ قال: وأيهما سبق؟
المستفاد توريث من لا يعرف نوعه بحسب جهازه البولى
50- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن معمر، وابن أبي ذئب، عن الزهري يقال: إذا ترك أخاه وجده قال: الولاء للجد
رواية لا علاقة لها بالورث
51- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء قال: الولاء بينهما نصفين
رواية لا علاقة لها بالورث
52- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الولاء وعن هبته
رواية لا علاقة لها بالورث
53- حدثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أنها قالت: اشتريت بريرة، واشترطت ولاءها لأهلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اشتريها، فإنما الولاء لمن أعتق وولي النعمة
رواية لا علاقة لها بالورث
54- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لا يجوز بيع الولاء ولا هبته
رواية لا علاقة لها بالورث
55- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن سعيد الجريري، عن أبي عبد الله الحميري، عن معقل بن يسار قال: إذا ابتعت نسمة للعتق فلا تشترط لأهلها إعتاقها، ولكن اشترها: إن شئت أعتقت وإن شئت أمسكت
رواية لا علاقة لها بالورث
56- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أبي قيس، عن الهزيل بن شرحبيل قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني أعتقت عبدا لي سائبة فقال: إن أهل الإسلام لا يسيبون، إنما كان يسيب أهل الجاهلية أنت ولي نعمته، وأنت أحق الناس بميراثه، فإن تحرجت من شيء فهاته فاجعله في بيت المال
الخطـأ وراثة الموالى لأموال مواليهم دون حق مخالفين قوله تعالى "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين"
57- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أعتق رجل من الأنصار -يقال له أبو مذكور- غلاما له -يقال له يعقوب- عن دبر منه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إليه فأخبره أنه قد دبره وأنه ليس له مال غيره، قال من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن النحام -ختن عمر بن الخطاب- بثمان مئة درهم فقال: أنفق على نفسك فإن فضل فضل فعلى أهلك فإن فضل فضل فأنفقها هاهنا، وهاهنا
رواية لا علاقة لها بالورث
58- حدثنا خلاد، حدثنا سفيان، عن ابن أبجر، عن الشعبي، قال: المدبر من الثلث
رواية لا علاقة لها بالورث
59- حدثنا خلاد، ثنا سفيان، عن أشعث، عن الشعبي، عن علي وعبد الله قالا: من جميع المال، يعني المدبر
رواية لا علاقة لها بالورث
60- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أشعث، عن الشعبي، عن علي قال: من الثلث، يعني المدبر
رواية لا علاقة لها بالورث
61- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: ولد المدبرة بمنزلتها
رواية لا علاقة لها بالورث
62- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عمر أنه أعتق عبدا له وجعله سائبة، فمات وترك عشرة دنانير، فجعلها ابن عمر في الرقاب
رواية لا علاقة لها بالورث
63- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال قال عمر: السائبة ليومها
رواية لا علاقة لها بالورث
64- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن مسروق: في المكاتب إذا عجز، وقد سأل الناس، قال: يجعل ما سأل الناس في المكاتبين
رواية لا علاقة لها بالورث
65- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان بن الحكم قال: إذا أدى النصف فهو حر
رواية لا علاقة لها بالورث
66- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن الشعبي: أن شريحا كان يقضي في المكاتب قضاء عبد الله، إذا ترك مالا وعليه بقية من مكاتبته يعطي لمواليه من مكاتبته وما بقي كان لورثته
المستفاد مال المكاتبة دين يسدد من الميراث فإن تبقى بعد سداده شىء وزع على ورثة المكاتب
67- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة، عن عمر قال: إذا أدى المكاتب النصف لم يسترق
رواية لا علاقة لها بالورث
هنا المكاتب إذا دفع نصف مكاتبته فهو ليس بعبد رقيق وهو ما يناقض أنه عبد ما بقى عليه أى شىء ولو كان يسيرا فى الروايات التالية:
68- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد قال: كانت عائشة تحتجب من المكاتب إذا بقي عليه دينار أو مثقال
رواية لا علاقة لها بالورث
هنا تحتجب من المكاتبين وفى الرواية التالية لا تحتجب وهو تناقض:
69- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن عمرو بن ميمون، عن سليمان بن يسار قال: كانت عائشة لا تحتجب من مماليك الناس
رواية لا علاقة لها بالورث
70- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم
رواية لا علاقة لها بالورث
71- ثنا أبو عامر، وقبيصة، حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم
رواية لا علاقة لها بالورث
72- حدثنا أبو عامر، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن زيد بن ثابت قال: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم
رواية لا علاقة لها بالورث
73- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن جابر: سمعت الشعبي يقول: كان ابن مسعود وشريح يقولان: إذا أدى المكاتب الثلث فهو غريم
رواية لا علاقة لها بالورث
74- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن مكاتب لأم سلمة يقال له: نبهان قال: قالت أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا وجد المكاتب ما يؤدي فاحتجبي عنه
رواية لا علاقة لها بالورث
75- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: المكاتب إذا اشترطوا عليه أن لا يخرج خرج
رواية لا علاقة لها بالورث
76- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أبي الجهم قال: اشترطوا علي أن لا أخرج، فسألت سعيد بن جبير، فقال: جعلوا عليك الأرض حيص بيص، اخرج قال: وسألته: أنا مكاتب، علي زكاة؟ قال: لا
رواية لا علاقة لها بالورث
77- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله قال: شروطهم بينهم
رواية لا علاقة لها بالورث
78- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن جابر، عن الشعبي قال: المكاتب يتزوج ويخرج
رواية لا علاقة لها بالورث
79- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم قال: إذا كانت مكاتبته واحدة على قوم جميعا فمات بعضهم كان على الباقين
رواية لا علاقة لها بالورث
80- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن علي قال: إذا أدى المكاتب النصف فهو غريم
رواية لا علاقة لها بالورث
81- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: إذا أدى المكاتب النصف جر الولاء
رواية لا علاقة لها بالورث
82- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن المكاتب يعتق؟ قال: أفلا يبدأ بنفسه؟!
رواية لا علاقة لها بالورث
83- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أبي حصين، قال: خاصمت إلى شريح في مكاتب لي مات وترك ابنتيه وترك مالا وبقي عليه بقية من مكاتبته فأعطاني شريح ما بقي من مكاتبته وجعل للابنتين الثلثين وجعلني عصبة فورثني ما بقي
الخطا وراثة المولى للمكاتب وهو ما يناقض أنه لا يحق له ورث بعضه او كله لكونه ليس قريبا له وغن عاش معه كما قال تعالى "وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين"
84- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء قال: إذا جنى المكاتب يسعى المكاتب على السيد والسيد على المكاتب
رواية لا علاقة لها بالورث
85- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن أيوب ويونس، وهشام، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة: {إن علمتم فيهم خيرا} قال: إن أقاموا الصلاة
رواية لا علاقة لها بالورث
86- حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، وليث، عن مجاهد قالا: صدقا ووفاء
رواية لا علاقة لها بالورث
87- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن زيد بن ثابت قال: المكاتب مملوك ما بقي عليه درهم
رواية لا علاقة لها بالورث
88- حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: يباع المكاتب للعتق ولا يباع للرق
رواية لا علاقة لها بالورث
89- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير قال: لا بأس أن يكاتب على الوصفاء
رواية لا علاقة لها بالورث
90- حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي بمثله يعني يكاتب على الوصفاء
رواية لا علاقة لها بالورث
91- حدثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن مغيرة، {إن علمتم فيهم خيرا} قال: صدقا ووفاء
رواية لا علاقة لها بالورث
ومن هذا يتبين أن حوالى نصف روايات الكتاب لا علاقة لها بالفرائض وهى أحكام الميراث

الجمعة، 29 نوفمبر 2019

نقد كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت2

- حدثنا محمد بن الفيض قال : نا دحيم قال : نا الوليد بن مسلم ، نا ابن أبي ذئب ح قال : وحدثنا أحمد بن محمد بن زياد قال : نا سعدان بن نصير قال : نا يزيد بن هارون قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن المقبري ، عن عبد الرحمن بن مهران ، أن أبا هريرة أوصى عند موته : « لا تضربوا علي فسطاطا ، ولا تتبعوني بمجمر ، وأسرعوا بي ، أسرعوا بي ، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : » إذا وضع المؤمن على سريره يقول : قدموني ، وإذا وضع الكافر على سريره يقول : يا ويلتا أين تذهبون بي ؟ «
هنا الرجل أوصى عند موته لا تضربوا علي فسطاطا ، ولا تتبعوني بمجمر ، وأسرعوا بي ، أسرعوا بي وهو ما يناقض كون أخر كلامه قلة الزاد ، وبعد المفازة ، وعقبة هبوطها الجنة أو النار قى الرواية التالية:
44 - حدثنا محمد بن جعفر بن فلاس ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد قالا : ثنا العباس بن الوليد قال : أخبرني أبي قال : حدثني عبد الله بن شوذب ، عن همام قال : لما حضر أبا هريرة الموت جعل يبكي قيل له : ما يبكيك يا أبا هريرة ؟ قال : « قلة الزاد ، وبعد المفازة ، وعقبة هبوطها الجنة أو النار »

45 - حدثنا عبد الله بن الحسين بن جمعة ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، نا يعقوب بن كعب أبو يوسف ح قال : وثنا عبد الله بن الحسين ، نا الحسين بن جمعة ، نا أبو يوسف محمد بن أحمد قالا : ثنا عيسى بن يونس ، عن حماد بن شعيب ، عن زياد بن أبي زياد البصري ، عن الحسن ، عن قيس بن عاصم ح قال : ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا عبد الله بن مطيع ، نا هشيم بن بشير أبو معاوية ، عن زياد بن أبي زياد ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن قيس بن عاصم ، أنه لما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال : « يا بني خذوا عني ، فإنه ليس أحد أنصح لكم مني إذا أنا مت فسودوا أكابركم - وقال ابن جمعة : كبراكم - ولا تسودوا أصاغركم - وقال ابن جمعة : صغاركم - فيتسفه الناس كباركم - وقال ابن جمعة : كبراكم - ، فتهونوا عليهم وعليكم باستصلاح المال ، فإنه منبهة للكريم ، ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة ، فإنها آخر كسب المرء - زاد ابن جمعة - وإن امرؤ يسأل إلا ترك كسبه ثم اتفقا وإذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم ، وإياكم والنياحة علي ، فإني سمعت رسول الله (ص) وقال ابن جمعة : فإن رسول الله (ص) كان ينهى عنها وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد ، فإنه قد كانت بيني وبين هذا الحي من بكر بن وائل خماشات في الجاهلية » - آخر حديث ابن جمعة - وزاد ابن منيع : فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام ، فيعيثوا عليكم دينكم"
الرجل يتكلم وكأنه لا يوجد دولة للمسلمين وأن من اسلك لا يمكن أن ينبش أى قبر فما بالنا بقبر مسلم ؟وهو يتكلم عن السيادة وهو أمر ازاله الإسلام بقوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"
46 - أخبرنا أبي قال : نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أبو أسامة ، عن عيسى بن سنان ، عن الضحاك بن عبد الرحمن قال : لما حضرت أبا موسى الوفاة دعا فتيانه ، فقال : « اذهبوا فاحفروا لي وأعمقوا ؛ فإنه كان يستحب العمق قال : فجاء الحفرة فقالوا : قد حفرنا فقال : اجلسوا بي ، فوالذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين ، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا ، وليفتحن لي باب من أبواب الجنة فلأنظرن إلى منزلي فيها وإلى أزواجي ، وما أعد الله لي فيها من النعيم ، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي ، وليصيبني من روحها وريحانها حتى أبعث ، وإن كانت الأخرى فليضيقن علي قبري حتى تختلف فيه أضلاعي ، حتى يكون أضيق من كذا وكذا ، وليفتحن لي باب من أبواب جهنم ، فلأنظرن إلى مقعدي ، وإلى ما أعد الله لي فيها من السلاسل والأغلال والقرناء ، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي ، ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث »
الخطأ كون الجنة أو النار فى القبر وهو ما يخالف أنها فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى "وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات ".
48 - أخبرنا أبي ، نا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، نا روح بن عبادة ، نا العوام بن حوشب ، عن عياش العامري ، عن سعيد بن جبير قال : لما حضر ابن عمر الموت قال : « ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث : ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل هذه الفئة الباغية التي نزلت بنا - يعني الحجاج - »
هنا ثلاث ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وأني لم أقاتل هذه الفئة الباغية وفى الرواية التالية واحدة تخالفها وهى الجهاد فى سبيل الله:
51 - حدثنا محمد بن جعفر السامري ، نا الحسن بن عرفة ، نا روح بن عبادة ، نا هشام ، عن الحسن ، أن رجلا من الصدر الأول حضره الموت فجعل يبكي ، فقيل له : « ما يبكيك ؟ فقال : أما والله ما أبكي على شيء تركته بعدي إلا ثلاث خصال : ظمإ الهاجرة في يوم بعيد ما بين الطرفين أو ليلة أبيت فيها أراوح بين جبهتي وقدمي ، أو غدوة وروحة في سبيل الله »
والخطأ هو حدوث الخلاف بين الصحابة واقتتالهم وهو أمر لا يحدث بعد موت الرسل (ص)لوجود الحكم فى الوحى وهو يحدث فى عهد الخلف وهم من بعد الصحابة بقليل أو بكثير مصداق لقوله تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " .
53 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح قال : حدثني يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، أن عمرو بن العاص حين حضرته الوفاة ذرفت عيناه ، فبكى ، فقال له ابنه عبد الله : يا أبت ، ما كنت أخشى أن ينزل بك أمر من أمر الله إلا صبرت عليه ، فقال : « يا بني ، إنه نزل بأبيك خصال ثلاث : أما أولهن : فانقطاع عمله وأما الثانية : فهول المطلع وأما الثالثة : ففراق الأحبة - وهي أيسرهن ثم قال : اللهم إنك أمرت فتوانيت ، ونهيت فعصيت ، اللهم ومن شيمتك العفو والتجاوز »
هنا ما قيل عند موت عمرو يخالف ما قيل عند موته فى الرواية التالية :
54 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا سليمان بن سيف ، نا أبو عاصم ، نا حيوة بن شريح ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن ابن شماسة قال : حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت ، فحول وجهه إلى الحائط ، وجعل يبكي طويلا ، فقال له ابنه : يا أبه ، أما بشرك رسول الله (ص) بكذا ؟ فأقبل بوجهه علينا فقال : « إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وقد كنت على أطباق ثلاثة : قد كنت وما أحد أبغض إلي من رسول الله (ص) ، ولا أحب إلي من أن أستمكن منه فأقتله ، فلو مت على تلك الحال كنت من أهل النار ، فلما جعل الله الإسلام في قلبي ، أتيت النبي (ص) فقلت : يا محمد ، ابسط يمينك أبايعك ، قال : فبسط يده ، فقبضت يدي ، فقال : » ما لك يا عمرو « ؟ فقلت : أريد أن أشترط ، فقال : » اشترط ، ماذا ؟ « : قلت : يغفر لي ما كان ، قال : » أما علمت أن الإسلام يمحو ما كان قبله ، وأن الهجرة تمحو ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبله ؟ « قال : فبايعت رسول الله (ص) ، فما كان أحد أحب إلي من رسول الله (ص) ، ولا أجل في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ عيني إجلالا له ، ولو شئت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أنظر إليه إجلالا له فلو مت على ذلك لرجوت أن أكون من أهل الجنة ، ثم ولينا بعد أشياء ، لا أدري ما حالي فيها فإذا أنا مت فلا تتبعوني نائحة ولا نارا ، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ، ثم أقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها كي أستأنس بكم ، حتى أنظر ما أراجع به رسل ربي »
55 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا قطن بن إبراهيم النيسابوري قال : حدثني الجارود بن يزيد ، نا سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي ربيعة السعدي قال : قيل للربيع بن خثيم : ألا توصي ؟ قال : « بم أوصي ؟ » فقد عرفتم أنه ليس لي درهم ولا دينار ، وليس لي على أحد درهم ولا دينار وليس أحد يخاصمني عند ربي ، ولا أخاصم أحدا قيل له : بل أوص ، قال : « إن لي امرأة شابة ، فإذا أنا مت فحثوها على التزويج ، واطلبوا لها رجلا صالحا ، وبني هذا إذا رأيتموه فامسحوا رأسه ، فإني سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله (ص) : » من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر عليها يده نور يوم القيامة « قيل له : بل أوص قال : هذا ما أوصى به الربيع بن خثيم وأوغل على نفسه ، وأشهد الله عليه ، وكفى بالله حسيبا وجازيا لعباده الصالحين ، ومثيبا لهم ، إني رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا (ص) ، وبالقرآن إماما »
الخطأ ان كل شعرة تمسح من شعر اليتيم يكون بها نور للمسلم وهو ما يخالف كون المسلم له نور واحد هو عمله الذى يستلمه بيده اليمنى كما قال تعالى "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم"
ووصية الربيع فى الرواية إني رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا (ص) ، وبالقرآن إماما تخالف وصيته رم جهازك ، وأفرغ من زادك ، وكن وصي نفسك ، ولا تجعل أوصياءك الرجال فى الرواية التالية:
56 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا الفضل بن موسى ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، نا عبد الله بن المبارك قال : بلغني أن الربيع بن خثيم أوصى أخا له فقال له : « رم جهازك ، وأفرغ من زادك ، وكن وصي نفسك ، ولا تجعل أوصياءك الرجال »
58 - حدثنا أبي قال : نا عمران بن بكار ، نا أبو المغيرة ، نا صفوان بن عمرو قال : حدثني قال : وأنا أبي أيضا ، نا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، نا عتبة بن السكن الفزاري ، نا صفوان بن عمرو قال : حدثني شريح بن عبيد الحضرمي ، أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين : « ليبلغ شاهدكم غائبكم ، إني سمعت رسول الله (ص) يقول : » حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة «
الخطأ أن حلاوة الدنيا مرارة الآخرة ، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة فالله يذيق المسلمين بعض النعم وهى الحلاوة فى الدنيا كما قال تعالى "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"
59 - حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي قال : نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال : نا سفيان بن عيينة قال : سألت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز : ما آخر شيء تكلم به أبوك عند موته ؟ قال : « كان له من الولد عبد العزيز ، وعبد الله ، وعاصم ، وإبراهيم ، قال : فكنا أغيلمة قال : فحييناه كالمسلمين عليه ، والمودعين له ، وكان الذي ولي ذلك منه مولى له فقيل له : تركت ولدك هؤلاء ليس لهم مال ، ولم توص بهم إلى أحد ؟ فقال رحمه الله : ما كنت لأعطيهم شيئا ليس لهم ، وما كنت لآخذ منهم حقا ظهر لهم ، وإن وليي فيهم الله ، الذي يتولى الصالحين وإنما هم أحد رجلين : رجل صالح ، أو رجل ترك أمر الله وضيعه »
هنا الرجل عمر لم يوصى بشىء وفى الرواية التالية أوصى وهى:
60 - حدثنا عبد الله بن خشيش ، نا محمد بن إسحاق الصاغاني ، نا أبو صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن مهاجر قال : لما حضر عمر بن عبد العزيز رحمه الله الموت أوصاهم بما أراد ثم قال : « احفروا لي ، ولا تعمقوا ، فإن خير الأرض أعلاها ، وشرها أسفلها »
64 - حدثنا أبي ، نا محمد بن علي بن زيد ، نا سعيد بن منصور ، نا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال : حدثني أبي ، عن سعيد بن المسيب أنه قال في مرضه : « إياي وحاديهم هذا الذي حدوا لهم ، هذا الذي يقول : استغفروا له ، غفر الله لكم فأرادوا أن يحولوه إلى القبلة ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : نحولك إلى القبلة قال : ألم أكن على القبلة إلى يومي هذا ؟ ما أرى هذا إلا عمل فلان »
هنا سعيد وصاياه إياي وحاديهم هذا الذي حدوا لهم وهو ما يناقض كونها لا تعملن بعد موتي شيئا منها ، اشهد عليه يا زرعة : لا تتبعوني بنار ، فبئس المشيع للجنازة ، ولا يؤذنن بالمسجد : رحم الله من شهد سعيد بن المسيب حسبي من يحملني إلى ربي ، ولو أربعة ، ولا تخلين بيني وبين باكية تبكي علي فى الرواية التالية:
65 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عثمان بن عمر قال : نا محمد بن قيس ، نا زرعة بن عبد الرحمن قال : دخلت على سعيد بن المسيب وهو يجود بنفسه ، فدعا ابنه محمدا ، فقال : « يا محمد إني أوصيك بثلاث : لا تعملن بعد موتي شيئا منها ، اشهد عليه يا زرعة : لا تتبعوني بنار ، فبئس المشيع للجنازة ، ولا يؤذنن بالمسجد : رحم الله من شهد سعيد بن المسيب حسبي من يحملني إلى ربي ، ولو أربعة ، ولا تخلين بيني وبين باكية تبكي علي ، لا حاجة لي فيها ، تكذب علي ، وتقول : كان وكان »
66 - حدثنا محمد بن جعفر السامري قال : نا الحسن بن عرفة قال : نا روح بن عبادة قال : نا سعيد بن أبي عروبة ، أن عامر بن عبد قيس لما احتضر قال : « ما آسى علي شيء إلا على قيام في الشتاء وظمأ الهواجر »
كلام الرجل هنا كفر بعمله الصالح
69 - حدثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش ، نا أبو بشر القاسم بن سعيد بن المسيب سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، نا إسحاق بن بشر الكاهلي ، نا عبيد بن سعيد القرشي ، عن محمد بن عمرو ، عن مكحول قال : لما حضرت معاوية الوفاة جمع بنيه وولده ثم قال لأم ولده : « أرني الوديعة التي استودعتك إياها ، فجاءت بسفط مختوم ، مقفلا عليه ، قال : فظننا أن فيه جوهرا ، قال : فقال : إنما كنت أدخر هذا لمثل هذا اليوم ، قال : ثم قال لها : افتحيه ، ففتحته ، فإذا منديل عليه ثلاثة أثواب ، قال : فقال : هذا قميص رسول الله (ص) كساني ، وهذا رداء رسول الله (ص) كساني لما قدم من حجة الوداع ، قال : ثم مكثت بعد ذلك مليا ثم قلت : يا رسول الله ، اكسني هذا الإزار الذي عليك ، قال : » إذا ذهبت إلى البيت أرسلت به إليك يا معاوية « ، قال : ثم إن رسول الله (ص) أرسل به إلي ، ثم إن رسول الله (ص) دعا بالحجام ، فأخذ من شعره ولحيته ، قال : فقلت : يا رسول الله ، هب لي هذا الشعر ، قال : » خذه يا معاوية « ، فهو مصرور في طرف الرداء ، فإذا أنا مت فكفنوني في قميص رسول الله (ص) ، وأدرجوني في ردائه ، وأزروني بإزاره ، وخذوا من شعر رسول الله (ص) فاحشوا به شدقي ومنخري ، وذروا سائره على صدري ، وخلوا بيني وبين رحمة ربي أرحم الراحمين »
الخطأ اعتقاد الرجل أن تلك الخرق ستنفعه بعدما صنع من ذنوب والحقيقة أن هذا لم يحدث لأنه الدولة الأموية وتولى معاوية الحكم فيها واحدة من أكاذيب التاريخ فلا يمكن حدوث ذلك فى عهد المؤمنين من صحابة الرسول(ص) وإنما فى عهد الخلف وهم من بعدهم كما قال تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
73 - حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، نا عبد الله بن أيوب المخرمي إملاء سنة ستين ومائتين ، نا مروان بن جعفر ، عن محمد بن إبراهيم بن خبيب ، عن جعفر بن سعد ، عن خبيب بن سليمان ، عن أبيه سليمان بن سمرة ، عن سمرة بن جندب قال : هذه وصية سمرة إلى بنيه : « بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم ، فإني أحمد الله إليكم ، الذي لا إله إلا هو ، أما بعد ذلكم : فإني أوصيكم بتقوى الله ، وأن تقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، وتجتنبوا التي حرم الله ، وتسمعوا وتطيعوا لله ورسوله (ص) ، وكتبه ، والخليفة الذي يقوم على أمر الله ، وجميع المسلمين أما بعد : فإن رسول الله (ص) كان يأمرنا أن يصلي أحدنا كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة ما قل أو كثر من الصلاة ، ونجعلها وترا ، وكان يأمر أن نصلي أي ساعة شئنا من الليل والنهار ، غير أنه أمرنا أن نجتنب طلوع الشمس وغروبها وقال : إن الشيطان يغيب معها حين تغيب ، ويطلع معها حين تطلع وأمرنا أن نحافظ على الصلوات كلهن ، وأوصانا بالصلاة الوسطى ، ونبأنا أنها صلاة العصر »
الخطأ طلوع الشمس وغروبها بين قرنى الشيطان ويخالف هذا كون الشمس فى السماء والسماء محرمة على الشياطين القعود بالقرب منها مصداق لقوله تعالى "وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا "فكيف تكون بين قرنى شيطان إذا كان الشيطان خارج السماء الدنيا أليس هذا خبلا ؟
80 - حدثنا أبي ، نا محمد بن علي بن زيد ، نا سعيد بن منصور ، نا فرج بن فضالة ، عن أسد بن وداعة قال : لما حضر غضيف بن الحارث الموت حضر إخوته فقال : هل فيكم من يقرأ سورة يس ؟ قال رجل من القوم : نعم ، فقال : اقرأ ورتل ، وأنصتوا فقرأ ورتل ، واستمع القوم ، فلما بلغ : ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون ) خرجت نفسه قال أبو أسد : فمن حضره منكم الموت ، فشدد عليه الموت ، فليقرأ عليه يس ، فإنه يخفف عليه الموت
والخطأ أن قراءة يس تهون على الميت وهو يخالف أن الميت المسلم لا تهون عليه شىء لأنه فى خير حال حيث يدخل الجنة مصداق لقوله "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "
81 - حدثنا محمد بن جعفر بن فلاس ، نا ربيعة بن الحارث الحمصي ، نا سليمان بن سلمة ، نا محمد بن حمير ، نا عبد الملك بن الأحوص ، عن حكيم العنسي ، عن أبيه ، عن جده قال : حضرت نزع الحجاج بن يوسف ، فلما حضره الموت جعل يقول : « ما لي ولك يا سعيد بن جبير ؟ »
والخطأ هو حدوث الخلاف بين الصحابة واقتتالهم ووجود الدولة الأموية والحجاج وهو أمر لا يحدث بعد موت الرسل (ص)لوجود الحكم فى الوحى وهو يحدث فى عهد الخلف وهم من بعد الصحابة بقليل أو بكثير مصداق لقوله تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "
85 - حدثنا أبي ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا عبد الحميد الحماني ، نا الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، قال : قال علقمة عند موته لأصحابه : « لقنوني لا إله إلا الله »
والخطأ أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وهو يخالف أن فرعون قالها ودخل النار وفى هذا قال تعالى "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذى أمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "
87 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير ، نا سعيد بن عمرو ، نا بقية ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد رب قال : أتى أبو عبد الله الصنابحي دمشق فحضره الموت ، فقال ليزيد بن نمران الذماري : « يا يزيد بن نمران ، إن أنا مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام فالتمس لي قبرا سليما - يعني أنه لم يحفر فيه ، كأنه يريد الأرض العذراء التي لم يقبر فيها »
88 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير قال : نا يحيى بن عثمان قال : نا محمد بن حمير قال : حدثني سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي عبد رب قال : قال لنا الصنابحي بدمشق وقد حضره الموت ، فقال ليزيد بن نمران الذماري : « يا يزيد ، إن مت في هذا البيت فانظروا لي قبرا سليما ، ولو مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام »
89 - حدثنا أبوالحسن أحمد بن عمير قال : نا محمد بن وزير ، وموسى بن عامر قالا : ثنا الوليد بن مسلم قال : وأخبرني سعيد بن عبد العزيز ، عن يزيد بن نمران ، أن الصنابحي قال له : « يا يزيد بن نمران ، إن مكثت في هذا البيت ثلاثة أيام ، فلا تخرجني حتى تصيب لي قبرا سليما »
هذه الروايات الثلاث تتضمن طلبا مجنونا وهو القبر السليم أى الجديد حيث لم يدفن أحد فلا يوجد مثل هذا المكان فى الأرض سوى الكعبة بيت الله حيث لا يدفن أحد
90 - أخبرنا أبي ، نا محمد بن صالح بن بكر البزاز ، نا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية قال : نا محمد بن إسماعيل بن طريح الثقفي ، عن أبيه ، عن جده ، عن جد أبيه قال : حضرت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة ، فأغمي عليه ، ثم أفاق فرفع رأسه إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما هأنذا لديكما لا بريء فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر ثم رفع رأسه فقال : كل عيش وإن تطاول دهرا صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في رءوس الجبال أرعى الوعولا ثم فاضت نفسه
هنا الرجل أفاق مرة واحدة فقال كل كلامه وهو ما يناقض أنه أفاق مرتين فى كل مرة قال نصف الكلام فى الرواية التالية:
91 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، نا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ، نا العلاء بن الفضل ، نا محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه ، عن جده ، عن جد أبيه قال : حضرت أمية بن أبي الصلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا ، ثم أفاق ، فرفع رأسه ، فنظر إلى باب البيت فقال لبيكما لبيكما هأنذا لديكما لا قوي فأنتصر ولا بريء فأعتذر ثم أغمي عليه ، ثم أفاق فرفع رأسه ، فنظر إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما هأنذا لديكما لا عشيرتي تحميني ولا مالي يفديني ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال : كل عيش وإن تطاول دهرا صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في رءوس الجبال أرعى الوعولا ثم فاضت نفسه
100 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، نا عمرو بن شمر ، عن جعفر بن محمد حدثني ، عن أبيه قال : سمعت الحارث بن الخزرج الأنصاري يقول : حدثني أبي أنه سمع النبي (ص) يقول : « إن ملك الموت (ص)قال : اعلم يا محمد ، أني لأقبض روح ابن آدم ، فإذا صرخ صارخ في الدار ، وقفت في الدار ومعي روحه ، قلت : ما هذا الصارخ ؟ فوالله ما ظلمناه ، ولا سبقنا أجله ، ولا استعجلنا قدره ، وما لنا في قبضه من ذنب ، فإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا وتصبروا ، وإن تجزعوا وتسخطوا تأثموا وتؤزروا ، وما لكم عندنا من عتبى ، وإن لنا عندكم لعودة ، ثم عودة ، فالحذر الحذر والله يا محمد ، ما من أهل بيت شعر ولا وبر ولا سهل ولا جبل ولا بر ولا بحر ، إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات ، حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها »
هذا حديث فيه خبل وهو رؤية ملك الموت وجوه الناس كل يوم خمس مرات وهو أمر ليس فى قدرة أحد لأن الوقت محدود فلو قسمناه على القوانى أو حتى جعلنا الثوانى أعشارا أو مئات من الأجزاء فلن يكفى هذا لتصفح مائة ألف
ما سبق من روايات كله فيه خلل وتناقضات وأما الروايات التالية فمقبولة المعنى وإن لم تكن حدثت فى الواقع أو وقع بعضها والله أعلم :
27 - حدثنا أبي عبد الله بن أحمد ، قال : نا أحمد بن عبد الجبار قال : نا أبو معاوية قال : نا محمد بن سوقة ، عن الشعبي ، عن سلمان ، قال : لما حضرته الوفاة ، قال لصاحبة منزله : « هلمي خبيتي ، قال فجاءته بصرة من مسك فقال لها : ائتيني بقدح فيه ماء قال : فجاءت بقدح فيه ماء قال : فطرح المسك فيه ثم أماثه ثم قال لها : انضحيه حولي ، فإنه يحضرني خلق من خلق الله يجدون الريح ، ولا يأكلون الطعام قال : ففعلت ثم قال لها : أجيفي علي الباب ، ثم انزلي قال : ففعلت ، ثم مكثت هنية ثم صعدت ، فإذا هو قد مات رحمة الله عليه ورضوانه »
28 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا جعفر بن مسافر قال : نا يحيى بن حسان قال : نا عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل بن محمد ، عن عامر بن سعد ، أن سعد بن أبي وقاص أوصى في مرضه الذي هلك فيه : « الحدوا لي لحدا ، وانصبوا علي اللبن نصبا ، كما فعل برسول الله (ص) »
29 - أخبرني أبي عبد الله قال : نا أحمد بن الهيثم قال : نا عبد الغفار بن عبد الله قال : نا عفيف ، عن ليث ، عن الزهري ، أن سعد بن أبي وقاص ، لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف فقال : « كفنوني فيها ، فإني لقيت المشركين فيها يوم بدر ، وإنما كنت أخبئها لهذا اليوم »
30 - حدثنا محمد بن جعفر بن فلاس قال : نا محمد بن عمرو الكوفي قال : نا جعفر ، عن فطر ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن القاسم قال : لما حضرت معاذا الوفاة ركبه الناس ، فقال : « أيها الناس ، لا تركبوني ، واسمعوا مني ، فإنكم لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم ، ولو تعلمون قدر عذابه لرأيتم أنه لن ينفعكم معه شيء ، وما من أحد يؤمن بثلاث قبل الموت إلا دخل الجنة : يؤمن بالله ، ويعلم أنه الحق من نفسه ويؤمن بالبعث ويؤمن بما جاءت به الرسل وما من أحد يصلي أربع ركعات تطوعا بعد صلاة مكتوبة فتكتب عليه خطيئة حتى تغرب الشمس »
35 - حدثنا الحسن بن أحمد بن غطفان قال : نا الحسن بن جرير الصوري قال : نا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيداوي قال : نا السالم بن صالح ، عن ابن ثوبان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي قال : لما حضر عبد الله بن مسعود الموت دعا ابنه فقال « يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود : » إني أوصيك بخمس خصال فاحفظهن عني : أظهر اليأس للناس ، فإن ذلك غنى فاضل ، ودع مطلب الحاجات إلى الناس ، فإن ذلك فقر حاضر ، ودع ما تعتذر منه من الأمور ، ولا تعمل به وإن استطعت أن لا يأتي عليك يوم إلا وأنت خير منك بالأمس فافعل فإذا صليت صلاة فصل صلاة مودع ، كأنك لا تصلي بعدها «
40 - حدثنا أبي : نا مسلم بن عيسى قال : نا الجارود بن يزيد : نا الحسن بن دينار ، عن الحسن قال : لما حضرت أبا بكرة الوفاة قال : « اكتبوا وصيتي » ، فكتب الكاتب : هذا ما أوصى به أبو بكرة صاحب رسول الله (ص) ، فقال أبو بكرة : أكتني عند الموت ؟ امح هذا واكتب : « هذا ما أوصى به نفيع الحبشي مولى رسول الله (ص) ، وهو يشهد أن الله ربه ، وأن محمدا (ص) نبيه ، وأن الإسلام دينه ، وأن الكعبة قبلته ، وأنه يرجو من الله ما يرجوه المعترفون بتوحيده ، المقرون بربوبيته ، الموقنون بوعده ووعيده ، الخائفون من عذابه ، المشفقون من عقابه ، المؤملون لرحمته ، إنه أرحم الراحمين »
47 - حدثنا أبي ، نا محمد بن العباس أبو عبد الله الكابلي ، نا خالد بن خداش ، نا حماد قال : بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أوصى به داود بن أبي هند : « أوصى بتقوى الله ، ولزوم طاعته ، وطاعة رسوله ، والرضا بقضائه ، والتسليم لأمره ، وأوصاهم بما أوصى به يعقوب بنيه : ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) وداود يشهد بما شهد الله عليه وملائكته : أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله (ص) ، وبالجنة والنار وبالقدر كله ، على ذلك يحيا ، وعلى ذلك يموت إن شاء الله تعالى »
49 - أخبرنا أبي ، عن الحسن بن عليل العنزي ، نا أبو كريب ، نا أبو أسامة ، عن سفيان بن عيينة ، عن رقبة بن مسقلة قال : لما حضر الحسن بن علي قال : « أخرجوني إلى الصحن ، لعلي أنظر في ملكوت السموات - يعني الآيات - فلما أخرج به قال : اللهم أحتسب نفسي عندك ، فإنها أعز الأنفس علي ، قال : فكان مما صنع الله له أن احتسب نفسه »
50 - حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ، نا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، نا معاوية بن عمرو بن المهلب ، نا زائدة ، عن منصور ، عن شقيق بن سلمة ، عن سمرة بن سهم قال : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين ، فبكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ أوجع يشئزك ؟ ، أم حرص على الدنيا ؟ فقد ذهب صفوها فقال على كل : لا ، ولكن رسول الله (ص) عهد إلي عهدا ، فوددت أني اتبعته : إن رسول الله (ص) قال : « لعلك أن تدرك أموالا تقتسم بين أقوام ، فإنما يكفيك من جميع المال خادم في سبيل الله » ، فوددت أني اتبعته «
52 - حدثنا محمد بن علي بن زيد الصايغ ، نا سعيد بن منصور ، نا حفص بن النضر السلمي قال : حدثتني أم رملة بنت محمد بن عمران بن حصين ، عن أمها مريم ابنة صيفي بن فروة ، أن عمران بن حصين لما احتضر قال : « إذا أنا مت ، فشدوني على سريري بعمامة ، فإذا رجعتم فانحروا وأطعموا »
57 - حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي قال : نا الحسن بن محمد الزعفراني قال : نا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع ، أن شداد بن أوس حين حضرته الوفاة
رواية غير مكتملة
61 - أخبرني أبي ، نا يوسف بن سعيد بن مسلم ، نا حجاج ، عن ابن جريج قال : حدثت عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه حضر أبا سعيد وهو يموت ، وعليه كفنه ، فقال أبو سعيد : سمعت رسول الله (ص) يقول : « إن الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها » ثم قال أبو سعيد : أوصيت أهلي : ألا يتبعوني بنار ، ولا يضربوا على قبري فسطاطا ، ولا يحملوني على قطيفة أرجوان
62 - حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الوراق ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا صدقة بن موسى - وكان صدوقا - نا سعيد الجريري ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عبد الله بن مغفل قال : « إذا أنا مت ، فاجعلوا في آخر غسلي كافورا ، وكفنوني في بردين وقميص ، فإن النبي (ص) قد فعل ذلك به »
63 - أخبرنا أبي قال : نا أبو الأحوص محمد بن الهيثم قال : نا خالد بن خداش ، نا حماد بن زيد ، عن ابن عون ، عن الحسن قال : « لما حضرته الوفاة استرجع ، ثم أخرج يده فحركها ثم قال : » هذا والله منزلة صبر واستسلام «
67 - أخبرنا أبي ، نا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ، نا سليمان بن حرب ، نا أبو هلال ، عن قتادة ، أن عثمان بن أبي العاص أوصى أن يشق كفنه حتى يفضى به إلى الأرض ، قال قتادة : ولا نعلم أن أحدا فعل هذا
68 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، نا أبو موسى عمران بن موسى المؤدب قال : يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال : « ارفعوني على شرف ، ففعل ذلك ، فتنسم الروح ثم قال : يا دنيا ما أطيبك إن طويلك لقصير ، وإن كثيرك لحقير ، وإن كنا منك لفي غرور ، وتمثل بهذين البيتين : إن تناقش يكن نقاشك يا رب عذابا لا طوق لي بالعذاب أو تجاوز فأنت رب صفوح عن مسيء ذنوبه كالتراب »
70 - حدثنا محمد بن يونس الكديمي ، نا عبد الله بن سنان ، نا ابن المبارك ، نا أبو بكر بن أبي مريم ، نا حماد بن سعيد بن أبي عطية المذبوح قال : لما حضر أبا عطية الموت بكى وجزع منه ، فقالوا : أتجزع ؟ فقال : « وما لي لا أجزع ، وإنما هي ساعة ، ثم لا أدري أين يسلك بي ؟ »
71 - أخبرنا أبي ، نا أبو علي أيوب بن سليمان الصغدي ، نا عبد الوهاب بن نجدة ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب قال : قيل لأبي سهل كثير البصري حين حضره الموت : أوصنا ، قال : « تبيعون دنياكم بآخرتكم تربحونهما والله جميعا ، ولا تبيعون آخرتكم بدنياكم فتخسرونهما والله جميعا »
72 - أخبرنا أبي ، نا أبو بكر أحمد بن الوليد الفحام ، نا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال : أوصى أبو ميسرة أرقم بن شرحبيل أن يلقنه : لا إله إلا الله ، وأن يسرع به ، وأن يصلي عليه شريح قاضي المسلمين
74 - حدثنا مصعب بن إسماعيل ، نا علي بن عبد العزيز ، نا الحجاج بن المنهال ، نا حماد بن سلمة قال : قرأت في وصية حميد بن عبد الرحمن الحميري : « أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأوصى أهله من بعده أن يتقوا الله ، ويصلحوا ذات بينهم ، وألا يموتوا إلا وهم مسلمون »
75 - أخبرنا أبي ، نا أبو أسامة عبد الله بن محمد الحلبي ، نا أبي ، نا ضمرة ، نا العلاء بن هارون ، عن ابن عون قال : أوصى ابن سيرين عند موته : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة بنيه وأهله ، أن اتقوا الله ، وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين وأوصى كما أوصى يعقوب بنيه : ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، وأوصى أن يرغبوا أن يكونوا موالي الأنصار ، وإخوانهم في الدين ، وأن العفة والصدق خير وأبقى وأكرم من الرياء والكذب ، وإن حدث لي حدث في مرضي هذا ، فلي أن أغير وصيتي هذه ، ثم ذكر حاجته
76 - أخبرنا أبي قال : نا العباس بن محمد بن حاتم الدوري قال : نا أبو نعيم قال : نا سفيان ، عن أبي إسحاق قال : لما حضر أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الموت قال : « لا تبكوا علي ، فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت »
77 - أخبرنا أبي ، نا أبو الأحوص محمد بن الهيثم ، نا عثمان بن الهيثم ، حدثني عبد الله بن عبيد ، عن عديسة بنت أهبان قالت : لما حضر أبي الوفاة قال : « لا تكفنوني في قميص مخيط ، فحيث قبض وغسل ، أرسلوا إلي : أرسلي الكفن ، فأرسلت إليهم الكفن ، قالوا : قميص ؟ فقلت : أبي قد نهاني أن نكفنه في قميص مخيط ، قال : لا بد منه ، فأرسلت إلى القصار - ولأمي قميص عند القصار - فأتي به ، فألبس ، وذهب به ، وأغلقت بابي ، فتبعته ورجعت إلى منزلي ، والقميص في البيت ، فأرسلت إلى الذين غسلوا أبي فقلت : كفنتموه في قميصه ؟ قالوا : نعم ، قلت : هذا ؟ قالوا : نعم »
78 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، نا زياد بن أيوب ، نا سعيد بن عامر ، نا صالح بن رستم قال : أخبرني صاحب لنا قال : فلما ثقل ابن واسع كثر الناس عليه في العيادة ، فدخلت عليه ، فإذا قوم قعود ، وآخرون قيام ، فقال : « أرني ما يغني هؤلاء عني ؟ إذا أخذ غدا بناصيتي وقدمي وألقيت في النار ، ثم تلا هذه الآية : ( يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ) »
79 - أخبرنا أبي ، نا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، نا سعيد بن منصور ، نا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق قال : « أوصى أبو ميسرة عند الموت أن يجعلوا ، على لحده قصبا ، قال : فجعلوا أربع أجراذ ، فضموا بعضها إلى بعض ، فجعلوها على لحده »
82 - حدثنا بدر بن الهيثم القاضي ، نا أبو ذريح من أصحاب الحديث قال : سمعت مليح بن وكيع يقول : « لما اعتل أبي رحمه الله بطريق مكة ، فثقل وغشيه كرب ، فكشف الإزار عن بطنه ، وكان لا يكاد يتكشف ، فأخذت الإزار ، فرددته عليه ، ثم كشفه أيضا ، فجئت لأرده عليه فقال : يا بني ، دعه ، فإني سمعت سفيان يقول : إذا نزل البلاء ، ذهب الحياء »
83 - حدثنا الحسن بن حبيب قال : قال أبي : دخلت على أحمد بن أبي الحواري - وما رأيت بعيني مثل أحمد بن أبي الحواري - وهو في الموت ، وقد صار مثل الخيط ، وقد أخرج يده من تحت الإزار وهو يبكي ، وقد شالها إلى السماء وهو يقول : « واخطراه ، وامخاطرتاه »
84 - حدثنا أبي ، نا أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق ، نا زكريا بن عدي - وما كتبت عن أحد أفضل منه - فلما حضرته الوفاة رفع يديه وقال : « اللهم إني إليك لمشتاق »
86 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري ، نا إبراهيم بن الجنيد ، نا سعيد بن جماز قال : حدثني بكر العابد قال : قال أبو حنيفة عند موته : « ارحمني وأنا صريع ، بين أهل الدنيا أعالج نفسي يا أرحم الراحمين »
92 - حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، نا إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي ، نا حجاج بن محمد ، نا محمد بن عبد الله الشعيثي ، عن القاسم بن مخيمرة أنه كان يدعو بالموت ، فلما حضره الموت قال لأم ولده : « ما شأني ؟ كنت أدعو بالموت فلما نزل بي كرهته »
93 - حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، نا محمد بن زكريا الغلابي ، نا العتبي ، حدثني من شهد بشر بن منصور حين حضر قال فقلت : كأني أراك تسر من الموت قال : فعجب من تعجبي وقال : أتعجل قدومي على خالقي ، أرجو خيره كمقامي مع مخلوق أخافه ؟
94 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير ، نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، حدثني أبي ، حدثني رشدين ، عن عبد الله بن الوليد التجيبي ، عن عبد العزيز بن مروان قال : أوصاني مروان : « لا تجعل لداعي الله عليك حجة ، وإذا وعدت ميعادا فانزل عنده ، وإن ضربت به على حد السيف ، وإذا رأيت أمرا فاستشر فيه أهل العلم بالله ، وأهل مودتك ؛ فأما أهل العلم ، فيهديهم الله إن شاء ، وأما أهل مودتك ، فلا يألونك نصيحة »
95 - حدثنا أحمد بن الحسن الدينوري ، نا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، أنبأ أبو المنذر إسماعيل بن عمر قال : دخلنا على ورقاء بن عمر اليشكري وهو في الموت ، فجعل يهلل ، ويكبر ، ويدعو الله ، وجعل الناس يدخلون عليه أرتالا ، فيسلمون ، فيرد عليهم ، فلما كثر الناس التفت إلى ابنه فقال : « يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء ، لا يشغلوني ، عن ربي »
96 - حدثنا عبد الملك بن بحر ، نا محمد بن إسماعيل الصائغ ، نا قبيصة ، نا سفيان ، عن أفلح بن حميد قال : لما كتب القاسم بن محمد وصيته قال : اكتب ، فكتب الكاتب : « هذا ما أوصى به القاسم بن محمد : يشهد أن لا إله إلا الله ، وقد شقينا إن لم نكن شهدنا بها قبل اليوم »
97 - حدثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم ، نا العباس بن الوليد ، أخبرني أبي قال : سألت الأوزاعي : كيف يكتب الرجل وصيته ؟ قال : « يكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما شهد به فلان بن فلان ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، على ذلك يحيا ، وعليه يموت ، وعليه يبعث إن شاء الله ، وأوصي إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي هذه ، فيوصي بما بدا له » قال الأوزاعي : وأوصى حسان وكتب في وصيته : إن وصيتي هذه إلى الله ، ويلي إنفاذها فلان
98 - حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، نا أبو أسامة الحلبي ، نا حسن بن الربيع قال : نا مفضل بن مهلهل ، عن محمد بن سوقة ، قد حدثني وصي إبراهيم قال : لما حضر إبراهيم الموت بكى ، فقلت : ما يبكيك يا أبا عمران ؟ قال : « ما لي لا أبكي وأنا أنتظر رسل ربي لا أدري : يبشرونني بجنة أم بنار ؟ »
99 - حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ، نا موسى بن هارون الحمال ، نا أبي سيار ، نا جعفر قال : سمعت ثابتا يعني البناني - قال : « كان شاب به رهق ، وكانت أمه تعظه وتقول : يا بني إن لك يوما فاذكر يومك ، يا بني ، إن لك يوما فاذكر يومك قال : فلما نزل به أمر الله أكبت أمه عليه ، فجعلت تقول : يا بني قد كنت أذكرك مصرعك هذا ، وأقول لك : إن لك يوما فاذكر يومك ، فقال : يا أمه ، إن لي ربا كثير المعروف ، وإني لأرجو ألا يعدمني اليوم بعض معروف ربي ، أن يغفر لي قال : فيقول ثابت : يرحمه الله حسن ظنه بالله في حاله تلك »

الخميس، 28 نوفمبر 2019

نقد كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت

نقد كتاب وصايا العلماء عند حضور الموت
الكتاب تأليف محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي
وهو يدور حول الوصية عند الموت لنطلاقا من الآية التالية كما ذكر المؤلف: ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )
وقد جمع الرجل روايات من هنا وهناك عن الوصايا عند الموت وكان خيرا له لو تناول آيات الوصية عند الموت :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون "يفسره قوله بسورة المائدة "ورضيت لكم الإسلام دينا "وقوله بسورة آل عمران"اتقوا الله حق تقاته ولا تموتون إلا أنتم مسلمون "فاصطفاء الله للدين هو رضاء الله الإسلام لنا دينا والموت مسلمين هو الموت مؤمنين والمعنى ونصح بها إبراهيم (ص)أولاده وإسرائيل أولاده إن الله اختار لكم الحكم فلا تتوفون إلا وأنتم مطيعون لحكم الله،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)نصح أولاده وكذلك نصح يعقوب (ص)أولاده بالنصيحة التالية أن الله اختار لهم الدين وهو الإسلام ومن ثم فواجبهم هو الموت وهم مطيعون لهذا الدين .
"أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون "المعنى هل كنتم حضور حين جاءت إسرائيل الوفاة فقال لأولاده ما تطيعون من بعد وفاتى قالوا نطيع ربك ورب أبائك إبراهيم (ص)وإسماعيل(ص)وإسحاق(ص)ربا واحدا ونحن له مطيعون ؟يسأل الله أهل الكتاب هل كنتم أحياء لما أتى يعقوب (ص)الموت؟والغرض من السؤال هو إثبات خطأ قولهم أن يعقوب(ص)كان يهوديا أو نصرانيا فالله يخبرهم أنهم ما داموا لم يكونوا أحياء وقت وفاته فهم لا يعلمون دينه الحق ،ويبين الله لنا أن أولاد يعقوب(ص)لما سألهم عن الإله الذى يعبدون بعد وفاته ردوا قائلين أن إلههم هو إله الأباء إبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)وإسحاق(ص)وأعلنوا أنهم مسلمون أى مطيعون لحكم الله وحده الذى هو واحد ليس له شريك فى ملكه والخطاب لأهل الكتاب.
"كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين "يفسر الآية قوله بنفس السورة "حقا على المحسنين "فالمتقين هم المحسنين والمعنى فرض عليكم إذا أتت أحدكم الوفاة إن خلف مالا الهبة للأبوين والأقارب بالعدل فرضا على المسلمين،يبين الله لنا أنه كتب أى فرض عليهم فى حالة حضور الموت وهو الوفاة إلى أحدهم الوصية وهى عطاء يهبه إن ترك خيرا والمقصود إن خلف متاعا من النقود والذهب والفضة وغيرهم من المعادن الثمينة لكل من:الوالدين وهم الأبوين والأقربين هم الأقارب من أولاد وزوجات وغيرهم والهبة تكون بالمعروف أى العدل وهذا حق على المتقين أى واجب على المسلمين وقد نسخ الله هذا الحكم بالميراث بقوله تعالى بسورة النساء"للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر"والخطاب للمؤمنين
"فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم "يعنى فمن غيره بعدما علمه فإنما عقابه على الذين يغيرونه إن الله خبير محيط ،يبين الله للمؤمنين أن من يبدل كلام الوصية بعدما سمعه والمراد من يحرف كلام الوصية بعد الذى علمه من الموصى فإن الإثم وهو عقاب التحريف هو على الذين يبدلونه أى يحرفونه وهذا العقاب يشمل عقاب دنيوى هو عقاب شهادة الزور إن تم إثباتها على المحرف للوصية وعقاب آخروى وهو دخول النار ، ويبين الله لنا أنه سميع عليم أى خبير محيط بكل أمر وهذا يعنى أنه يعرف أى تبديل ومن ثم على من يريد التبديل الحذر من علم الله حتى لا يعاقب.
"فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم " يفسر القول قوله تعالى بسورة النساء"ولا جناح عليكم "وقوله بسورة البقرة "إنه هو التواب الرحيم "فالجناح هو الإثم والغفور هو الرحيم والمعنى فمن خشى من واهب ظلما أى جورا فوفق بينهم فلا عقاب عليه إن الله تواب رءوف ،يبين الله لنا أن المسلم الذى يحضر كلام الموصى وهو الواهب إذا عرف من كلام الموصى جنفا أى إثما أى ظلما أى جورا لواحد أو أكثر من أهله فعليه أن يصلح بينهما أى يوفق بين الموصى وهذا الواحد فيعدل الموصى كلامه فإن فعل المسلم الإصلاح فليس عليه إثم أى ذنب يستحق عليه العقاب من الله وإنما هو مأجور على إصلاحه ،ويبين الله لنا أنه غفور رحيم أى تواب لمن يستغفره رءوف به والغرض من ذكر هذا هو إبلاغ الموصى والشاهد أن الله يغفر لمن يرجع عن الخطأ وهو فى حالة الموصى الظلم فى الوصية وفى حالة الشاهد عدم الإصلاح بين الموصى والمظلوم فى الوصية وغير المصلح بين الموصى وأقاربه يعاقب عقابا دنيويا بشهوده على ظلم وهو عليه الإثم وهو العقاب له.
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"يفسر الجزء الأخير قوله تعالى بسورة النساء"وقولوا لهم قولا معروفا"فسديدا تعنى معروفا والمعنى وليخف الذين لو فاتوا من بعد وفاتهم أولادا صغارا خشوا عليهم الفقر فليطيعوا الله وليوصوا وصية عادلة ،يبين الله لنا أن الذين لو تركوا من خلفهم والمراد أن الذين لو فاتوا من بعد مماتهم ذرية ضعافا أى أولادا صغارا عليهم أن يخشوا عليهم والمراد عليهم أن يخافوا عليهم فى المستقبل ومن ثم فعليهم أن يطمئنوا على مستقبلهم بالتالى أن يتقوا الله أى أن يطيعوا حكم الله فيقولوا قولا سديدا والمراد أن يوصوا وصية عادلة حيث يوصوا للصغار بكل المال حتى ولو حرموا بقية الورثة الكبار من ورثهم لأن هذا المال مخصص لتربية الصغار حتى يعتمدوا على أنفسهم كالكبار والخطاب للمؤمنين وما بعده.
"إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا"يفسر الآية قوله تعالى بسورة الأعلى"الذى يصلى النار الكبرى"فالسعير هو النار والمعنى إن الذين يأخذون أملاك فاقدى الأباء وهم صغار جورا إنما يجمعون لأنفسهم جهنم وسيذوقون نارا،يبين الله لنا أن الذين يأكلون أموال اليتامى أى أن الذين يأخذون ميراث فاقدى الأباء ظلما أى جورا أى عدوانا إنما يأكلون فى بطونهم نارا والمراد إنما يجهزون لأنفسهم النار وفسر هذا بأنهم سيصلون سعيرا أى سيدخلون النار بعد الموت.
"يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين"يا أيها الذين صدقوا حكم الله حكم عليكم إذا جاءت أحدكم الوفاة وقت الهبة الوفاة اثنان صاحبا قسط منكم أو أخران من سواكم إن أنتم سعيتم فى البلاد فمستكم مسة الوفاة تمسكونهما من بعد الصلاة فيحلفان بالله إن شككتم لا نأخذ به متاعا ولو كان صاحب قرابة ولا نخفى حكم الله إنا إذا لمن الكافرين ،يخاطب الله الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله طالبا منهم شهادة بينهم أى تنفيذ حكم الله عليهم إذا حضر أحدهم الموت والمراد إذا جاءت أحدهم الوفاة حين الوصية والمراد وقت الوصية وهى فرض مال لبعض الناس بعد الوفاة حضور اثنان ذوا عدل والمراد رجلان صاحبا قسط أى إسلام أى من المسلمين أو أخران من غيرهم والمراد رجلان من غير المسلمين وهذا فى حالة ضربهم فى الأرض أى سفرهم فى البلاد فإذا أصابتهم مصيبة الموت والمراد فإذا حدثت للموصى الوفاة فالواجب هو حبس الشهود بعد الصلاة والمراد استبقاء الشهود بعد صلاتهم إحدى الصلوات وبعد هذا يقسمان بالله والمراد يحلفان بالله فيقولان والله إن إرتبتم أى إن شككتم فى قولنا لا نشترى به ثمنا والمراد لا نأخذ بقولنا متاعا فانيا ولو كان ذا قربى أى صاحب قرابة لنا ولا نكتم شهادة الله والمراد ولا نخفى حكم الله الذى قاله الموصى إنا إذا من المجرمين،والمفهوم من هذا هو أن الشهادة لابد فيها من الطهارة والصلاة حتى يتذكر الشاهد عقاب الله فيقول الحق والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"فإن عثر على أنهما استحقا إثما فأخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأولان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدى القوم الفاسقين"المعنى فإن استدل على أنهما ارتكبا جرما فأخران يشهدان مكانهما من الذين شهد عليهم الأولان فيحلفان بالله لقولنا أصدق من قولهما وما كذبنا إنا إذا لمن الكافرين ذلك أفضل أن يجيئوا بالقول على أصله أو يخشوا أن تأتى أقسام بعد أقسامهم وأطيعوا حكم الله أى اتبعوا والله لا يرحم الناس الكافرين ،يبين الله للمؤمنين أن إذا عثر أى لقى البعض براهين والمراد شهود أخرين يشهدون على أن الشاهدين استحقا إثما أى ارتكبا جريمة الشهادة الزور فالواجب هو أخران مقامهما أى شاهدان مكان المزورين ويشترط فى الشاهدان كونهما من الذين استحق عليهم الأولان والمراد من الذين كذب عليهما الشاهدان السابقان أى أثبتا تزوير الشاهدين الأولين وهم يقسمان أى يحلفان بالله فيقولان :والله لشهادتنا أحق من شهادتهما والمراد لقولنا أعدل من قولهما وما اعتدينا أى وما زورنا إنا إذا لمن الظالمين أى الكافرين أى الأثمين مصداق لقوله بنفس السورة "إنا إذا لمن الأثمين"وهذا يعنى أن شهادة الزور كفر،ويبين الله لنا أن ذلك وهو مجىء شهود بعد الشهود فى حالة العثور على أدلة تثبت كذب الأوائل منهم أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها والمراد سبب فى أن يجيئوا بالوصية على حقيقتها أى أحسن أن يقولوا القول على أصله ويخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم والمراد ويخشوا أن تجىء حلفانات بعد حلفاناتهم تكذب شهادتهم ،ويطلب الله منهم أن يتقوا الله وفسره بأن يسمعوا والمراد أن يطيعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة التغابن"وأطيعوا الله"ويبين لهم أنه لا يهدى القوم الفاسقين أى لا يحب الناس الكافرين مصداق لقوله بسورة آل عمران"والله لا يحب الكافرين "والمراد أن الله لا يرحم الناس المكذبين بدينه.
والآن لذكر روايات الكتاب مع التعليق عليها أو تركها بلا تعليق إن كانت مقبولة المعنى لا تخالف كتاب الله :

1 - أنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، قيل له : أخبركم أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي قراءة عليه في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ، نا محمد بن الربيع بن سليمان ، نا يونس بن عبد الأعلى ، نا عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن عمر ، ومالك بن أنس ، ويونس بن يزيد ، وأسامة بن زيد الليثي أن نافعا حدثهم ، عن ابن عمر أن رسول الله (ص) قال : « ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده مكتوبة »

2 - حدثنا عبد الملك بن بحر ، نا عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة ، نا خلاد بن يحيى ، نا أبو عقيل ، عن عمر بن عبد الله ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر عن النبي (ص) قال : « ما حق امرئ مسلم يبيت ليلة من الدهر أبدا إلا وعهده عنده مكتوب ، إذا كان له من المال ما يعهد فيه »
الخطأ المشترك بين الروايتين وجوب إيصاء من له مال قبل موته وهو ما يخالف عدم وجوب الوصية إلا فى حالة واحدة وهى وجود أطفال صغار أى ذرية ضعيفة يخاف عليها الموصى من الضياع بعد موته وفى هذا قال تعالى : "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
3 - حدثنا الحسن بن أحمد بن غطفان ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ، نا بقية بن الوليد ، نا عبد الله بن سالم ، عن العلاء بن عتبة اليحصبي قال : سمعت عمير بن هانئ العنسي يقول : سمعت ابن عمر يقول : « يوشك المنايا أن تسبق الوصايا »
المستفاد غالبا ما يمنع الموت من يريد الوصية من التوصية بما يريد
4 - حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي ، نا عبد الحميد بن صبيح سنة أربعين ومائتين ، نا درست بن زياد ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : كنا عند النبي (ص) ، إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله مات فلان ، قال (ص) : « أليس كان معنا آنفا ؟ » قالوا : بلى قال : « يا سبحان الله ، كأنها أخذة على غضب ، المحروم من حرم الوصية »
الخطأ كفر من لم يوص وهو حرمانه من الجنة وهو ما يناقض كون الوصية اختيارية إلا فى حالة الذرية الضعاف ولذا قال تعالى :
"من بعد وصية توصونه بها أو دين"
5 - حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد ، نا جحدر بن الحارث ، نا بقية بن الوليد ، عن خليد بن أبي خليد ، عن أبي حلبس ، عن معاوية بن قرة ، عن أبيه قرة بن إياس المزني قال : قال رسول الله (ص) : « من حضرته الوفاة فأوصى ، فكانت وصيته على كتاب الله ، كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته »
6 - حدثنا أبي عبد الله بن أحمد ، نا موسى بن عيسى بن المنذر ، عن أبيه ، نا بقية قال : حدثني خليد بن أبي خليد ، عن أبي حلبس ، عن معاوية بن قرة المزني ، عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) : « من حضرته الوفاة فأوصى فكانت وصيته على كتاب الله كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته »
الخطأ المشترك بين الروايتين هنا أن من كانت وصيته على كتاب الله كانت كفارة لما ترك من زكاته في حياته وهو ما يناقض أن كفارة أى ذنب التوبة وهى الاستغفار له كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
ومن لم يستغفر من الذنب يكون مصرا عليه فلا يقبل منه أى عمل كما قال تعالى :
"ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون"
7 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق أبو الحسن علي بن معبد ، نا شجاع بن الوليد ، نا سليمان التميمي ، عن قتادة ، عن أنس قال : كانت عامة وصية رسول الله (ص) إذ حضره الموت : الصلاة ، وما ملكت أيمانكم قال : حتى جعل يغرغرها في صدره ، وما كاد يفيض بها لسانه"
هنا أخر ما قاله عند الموت الصلاة ، وما ملكت أيمانكم وهو يناقض أنه القول اللهم اغفر لي ، وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى فى الرواية التالية:
8 - حدثنا أحمد بن عبد الوارث ، قال : نا عيسى بن حماد ، نا الليث بن سعد ، عن هشام بن عروة ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن عائشة أنها أخبرته أنها سمعت رسول الله (ص) ، وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها يقول : « اللهم اغفر لي ، وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى »
والاثنان يناقضهما أن اخر ما قاله اللهم أعني على سكرات الموت فى الرواية التالية:
9 - حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر السامري قال : نا عبد الله بن صالح قال : نا الليث بن سعد قال : حدثني ابن الهاد ، عن موسى بن سرجس ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : رأيت رسول الله (ص) وهو يموت ، وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح ، ثم يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول : « اللهم أعني على سكرات الموت »
هنا الرسول (ص) كان راقدا وحده يمسح وجهه بالماء وهو ما يناقض كونه أنه كان على فخد عائشة عند الموت فى الرواية التالية:
11 - حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد الدمشقي - له اللفظ - قالا : ثنا أبو الحسين محمد بن خالد بن خلي ، نا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن الزهري ، قال : حدثني عروة بن الزبير ، أن عائشة زوج النبي (ص) قالت : كان رسول الله (ص) يقول وهو صحيح : « إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ، ثم يخير ، قالت : فلما اشتكى رسول الله (ص) ، وحضره الموت ، ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه قالت : فلما أفاق شخص ببصره نحو سقف البيت ، ثم قال : » اللهم الرفيق الأعلى « قالت عائشة : فقلت : إذا لا يختارنا ، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح
هنا عائشة من كانت معه عند الموت وهو ما يناقض كون فاطمة كانت معه فى الرواية التالية:
10 - حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد قال : نا إبراهيم بن مرزوق قال : نا حبان ، عن مبارك قال : سمعت الحسن يقول : لما وجد رسول الله (ص) من كرب الموت ، قالت فاطمة : واكرباه قال النبي (ص) : « إنه والله ما على أبيك كرب آخر ، ما عليه » قال حبان : فحدثنا مبارك ، قال : نا ثابت ، عن أنس بمثله قال : قال رسول الله (ص) : « يا بنية ، إنه والله قد حضر من أبيك ، ما الله بتارك أحدا ، الموافاة يوم القيامة »
12 - أخبرنا أبي عبد الله بن أحمد ، نا الحسن بن السكن الحمصي ، نا الربيع بن روح ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن ذكوان البصري الأزدي ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن عتي السعدي ، عن أبي بن كعب أن رسول الله (ص) قال : « إن آدم (ص)لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة ، فلما رأت حواء الملائكة جزعت فقال (ص): خلي بيني وبين رسل ربي فما لقيت الذي لقيت إلا فيك ، وما أصابني الذي أصابني إلا فيك »
نلاحظ الخبل فى الرواية وهى أن حواء كانت ستمنع الملائكة من قبض روح آدم(ص)وهو كلام جنونى فالملائكة تقبض روح اى احد ولا أحد يقدر على منعها لأنها لا تأتى مرئية فى حالة القبض كما قال تعالى"أينما تكونوا يدرككم الموت"
13 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو معاوية الضرير ، نا محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (ص) « ألا أخبركم بوصية نوح (ص) ؟ » قالوا : بلى قال : « إن نوحا قال لابنه : » إني أوصيك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين "
14 - أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد ، نا محمد بن عبد الملك الدقيقي ، نا خنيس بن بكر بن خنيس ، نا زيد بن بكر بن خنيس ، عن محمد بن إسحاق ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) : « أوصى نوح ابنه قال : لا أطول عليك ، لتكون أجدر ألا تنسى ، اثنتان ليستبشر بهما الله وصالح خلقه ، واثنتان يحتجب منهما الله وصالح خلقه ، فأما الاثنتان التي يستبشر الله منهما وصالح خلقه : فشهادة أن لا إله إلا الله ، فإن السموات والأرض وما بينهما لو كن حلقة لفصمتهما ، ولو كن في كفة لرجحت بهن ، وسبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق ، وبها يرزقون وأما الاثنتان التي يحتجب الله منهما وسائر خلقه ، فالشرك به ، والكبر » فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، إني لأحب أن يحمل مركبي ، ويلين مطعمي ، وتحمل علائق سوطي ، وقبالة نعلي ، فذاك الكبر ؟ فقال : « لا ، ولكن الكبر أن تبطر الحق ، وتغمص الناس » واللفظ لابن الأعرابي"
الخطأ أن نوح(ص) وصى ابنه عند الموت ومن المعروف أن الابن مات قبل والده فى الطوفان كما قال تعالى "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين"
ولا يوجد أبناء أخرين له من البنين
15 - حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد اليازوري بالرملة قال : نا حميد بن عياش السافري ، نا مؤمل بن إسماعيل ، نا عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، أن أبا بكر الصديق لما حضرته الوفاة أرسل إلى عمر بن الخطاب فقال : إني أوصيك بوصية ، إن أنت قبلتها عني : إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار ، وإن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ، ألم تر إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة باتباعهم الحق في الدنيا ، وثقل ذلك عليهم ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا حق أن يثقل ، ألم تر إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل في الدنيا ، وخف ذلك عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا باطل أن يخف ، ألم تر أن الله أنزل آية الرجاء عند آية الشدة ، وآية الشدة عند آية الرجاء ، لكي يكون العبد راغبا راهبا ، لا يلقي بيده إلى التهلكة ، لا يتمنى على الله غير الحق فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ، ولا بد لك منه وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت"
الوصية فى هذه الرواية تختلف عن الوصية فى الرواية التالية:
17 - حدثنا مصعب بن إسماعيل ، نا علي بن عبد العزيز ، نا حجاج بن منهال ، نا همام بن يحيى ، عن قتادة ، أن أبا بكر الصديق لما حضر بعث إلى عمر ، فدعاه ليوصيه ، فلما حضر قال : « اعلم أن لله في النهار حقا لا يقبله في الليل ، واعلم أن لله في الليل حقا لا يقبله في النهار ، واعلم أنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة واعلم أن الله ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم ، فيقول القائل : أين يقع عملي من عمل هؤلاء ؟ وذلك أن الله تجاوز عن سيئ أعمالهم فلم يثربه واعلم أن الله ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم ، ويقول قائل : أنا خير من هؤلاء عملا ، وذلك أن الله رد عليهم أحسن أعمالهم فلم يقبله ، واعلم أن الله أنزل آية الرخاء عند آية الشدة ، وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون المؤمن راغبا راهبا ، لئلا يلقي بيده إلى التهلكة ، ولا يتمنى على الله إلا الحق واعلم أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم ، واعلم أنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا ، وخفة ذلك عليهم فإن أنت قبلت وصيتي هذه ، فلا يكون شيء أحب إليك من الموت - ولا بد من لقائه - وإن أنت ضيعت وصيتي هذه ، فلا يكونن شيء أكثر بغضا إليك من الموت ولست بمعجزه »
وتوصية أبو بكر الكلامية لعمر تخالف أنه كتب وصية كتبها عثمان قال فيها:
18 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، نا الفضل بن العباس بن أبي العباس الزيات ، نا زكريا بن يحيى بن صبيح زحمويه أبو محمد الواسطي ، نا الهيثم بن محفوظ أبو سعد النهدي ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كتب أبي رحمه الله وصيته : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ، وينتهي الفاجر ، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ، فإن يعدل فذلك ظني به ، ورجائي فيه ، وإن يجر ويبدل فلا أعلم الغيب : ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) قال أبو سليمان بن زبر : والذي كتب وصية أبي بكر عثمان بن عفان "
16 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا محمد بن ميمون الخياط المكي ، نا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قالت : قال لي أبي : « في أي شيء كفنتم رسول الله (ص) ؟ قلت : في ثلاثة أثواب قال : انظري ثوبي هذين فاغسلوهما - وكانا ممشقين - وابتاعوا لي ثوبا ثالثا ، ولا تغلوه قلت : يا أبت إنا موسرون ، موسع علينا قال : يا بنية إن الحي أحق بالجديد من الميت ، وإنما هو للمهلة والصديد »
19 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمر بن يوسف بن جوصا ، نا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عمر قال : كان رأس عمر في حجري لما طعن فقال : « ضع رأسي بالأرض قال : فظننت أن ذلك تبرم به ، فلم أفعل فقال : ضع خدي بالأرض لا أم لك ، ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي »
هنا عمر مات مطعونا ومات وهو فى حجر ابنه وهو ما يناقض أنه مات مريضا على فخد ابنه فى الرواية التالية:
20 - حدثنا محمد بن جعفر السامري ، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا شعبة ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه قال : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال : « ضع رأسي على الأرض ، فقلت : ما عليك كان على الأرض ، أو كان على فخذي ؟ فقال : لا أم لك ، ضعه على الأرض ، فوضعته على الأرض ، فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي »
21 - حدثنا محمد بن جعفر السامري ، نا أحمد بن محمد بن بديل الإيامي ، نا أبو معاوية الضرير ، نا داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال : لما طعن عمر جاء ابن عباس فقال : يا أمير المؤمنين ، أسلمت حين كفر الناس ، وجاهدت مع رسول الله (ص) حين خذله الناس ، وقتلت شهيدا ، ولم يختلف عليك اثنان ، وتوفي رسول الله (ص) وهو عنك راض فقال له : أعد علي مقالتك ، فأعاد عليه ، فقال : « المغرور من غررتموه ، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع »
نلاحظ العبارة المجنونة وقتلت شهيدا فكيف يكون شهيدا وهو ما زال حيا وهو يكلمه
وهنا ابن عباس حضر وفاة عمر وهو ما يخالف أن المغيرة بن شعبة هو من حضرها فى الرواية التالية:
22 - حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ، نا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، نا سعيد بن منصور ، نا عبد الله بن وهب قال : أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه ، عن سليمان بن يسار ، أن عمر بن الخطاب حين حضرته الوفاة قال له المغيرة بن شعبة : هنيئا لك يا أمير المؤمنين الجنة ، فقال : « يا ابن أم المغيرة ، وما يدريك ؟ والذي نفسي بيده » لو كان لي ما بين المشرق إلى المغرب لافتديت به من هول المطلع «
23 - حدثنا أحمد بن جعفر أبو الأغر ، نا عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد السكري ، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، عن العلاء بن الفضل ، عن أبيه قال : لما قتل عثمان بن عفان فتشوا خزائنه ، فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ، ففتحوه ، فوجدوا فيه حقة فيها ورقة مكتوب فيها : هذه وصية عثمان بن عفان : « بسم الله الرحمن الرحيم عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله (ص) ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه ، إن الله لا يخلف الميعاد ، عليها يحيا ، وعليها يموت ، وعليها يبعث ، إن شاء الله »
والخطأ هو حدوث الخلاف بين الصحابة واقتتالهم وهو أمر لا يحدث بعد موت الرسل (ص)لوجود الحكم فى الوحى وهو يحدث فى عهد الخلف وهم من بعد الصحابة بقليل أو بكثير مصداق لقوله تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " .
24 - حدثنا أبي عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبو زيد أحمد بن محمد بن طريف ، نا محمد بن عبيد المحاربي ، نا عمرو بن هاشم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي قال : لما ضرب علي بن أبي طالب تلك الضربة قال : « ما فعل ضاربي ؟ قالوا : قد أخذناه قال : أطعموه من طعامي ، واسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة ، لا تزيدوه عليها ثم أوصى الحسن أن يغسله ، ولا يغالي في الكفن ، فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : » لا تغلوا في الكفن ، فإنه يسلب سلبا سريعا « ، وامشوا بي بين المشيتين ، لا تسرعوا بي ، ولا تبطئوا ، فإن كان خيرا عجلتموني إليه ، وإن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم »
والخطأ هو حدوث الخلاف بين الصحابة واقتتالهم وهو أمر لا يحدث بعد موت الرسل (ص)لوجود الحكم فى الوحى وهو يحدث فى عهد الخلف وهم من بعد الصحابة بقليل أو بكثير مصداق لقوله تعالى "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " .
25 - حدثنا محمد بن جعفر السامري قال : نا إبراهيم بن الجنيد قال : نا محمد بن الحسين قال : نا عبد الرزاق بن همام قال : نا محمد بن راشد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : لما حضرت فاطمة الوفاة ، دعت بماء فاغتسلت ، ثم دعت بحنوط فتحنطت ، ثم دعت بثياب أكفانها فلبست ، ثم قالت : « إذا أنا مت فلا تحركوني » فقلت : هل بلغك أن أحدا فعل ذلك قبلها ؟ قال : نعم ، كثير بن عباس ، وكتب في طرف أكفانه : كثير بن عباس يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله (ص) قال أبو سليمان : هذا حديث لا أصل له والصواب في ذلك
هنا الوصية الفاطمية إذا أنا مت فلا تحركوني وهو ما يخالف كونها أوصت أن يغسلها على وأسماء فى الحديث التالى:
26 - حدثنا به أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا قال : نا عبد الله بن حمزة الزبيري قال : نا عبد الله بن نافع الصائغ ، عن محمد بن موسى ، عن عون بن محمد الهاشمي ، عن أمي ، عن أسماء ابنة عميس أن فاطمة بنت رسول الله (ص) « أوصت أن يغسلها زوجها علي بن أبي طالب ، فغسلها هو وأسماء بنت عميس »
31 - حدثنا أبي عبد الله بن أحمد قال : نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة قال : نا أبي قال : نا إسماعيل بن عياش قال : نا عبد الله بن محمد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن سعيد الأزدي قال : شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال لي : « يا سعيد ، إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول الله (ص) قال لنا رسول الله (ص) : » إذا مات أحد من إخوانكم فنثرتم عليه التراب فليقم رجل عند رأسه ثم ليقل : يا فلان بن فلانة ، فإنه يسمع ، ولكنه لا يجيب ثم ليقل : يا فلان بن فلانة ، فإنه يستوي جالسا ثم ليقل : يا فلان بن فلانة ، فإنه يقول : أرشدنا رحمك الله ثم ليقل : اذكر ما خرجت عليه من الدنيا ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله ربا ، وبمحمد نبيا (ص) ، وبالإسلام دينا : فإذا فعل ذلك ، أخذ منكر ونكير أحدهما بيد صاحبه ثم يقول له : اخرج بنا من عند هذا ، ما نصنع به وقد لقن حجته ؟ ولكن الله حجيجه دونهم ، فقال رجل : يا رسول الله ، فإن لم أعرف أمه ؟ قال : انسبه إلى حواء «
الخطأ أن منكر ونكير يسألان الإنسان بعد الموت وهو يخالف قوله تعالى "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان "كما أن الفتنة لا تكون إلا فى الدنيا مصداق لقوله تعالى "ونبلوكم بالخير والشر فتنة "والملائكة لا تسأل أحدا لأنها تدخلهم الجنة أو النار بلا سؤال مصداق لقوله تعالى "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "و"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسكم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم "
32 - حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي قال : نا الحسن بن علي بن عفان قال : نا أبو أسامة ، عن عيسى بن سنان ، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال : لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة قال : « أخرجوا فراشي إلى الصحن - يعني إلى الدار - ثم قال : اجمعوا لي موالي ، وخدمي ، وجيراني ، ومن كان يدخل علي ، فجمعوا له فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، وأول ليلة من الآخرة ، وإنه لا أدري ، لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة ، وأحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا : بل كنت والدا ، وكنت مؤدبا قال : وما قال لخادم قط سوءا فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا : نعم ، فقال : اللهم اشهد ثم قال : أما الآن فاحفظوا وصيتي : أحرج على كل إنسان منكم يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا ، فأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإن الله قال : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تتبعوني نارا ، ولا تصبغوا علي أرجوان »
هنا وصية عبادة كانت مع جمع كبير وهو ما يناقض أنه وصى ابنه فقط فى الرواية التالية:
33 - حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي قال : نا علي بن الجعد قال : حدثني عبد الواحد بن سليم المالكي البصري قال : سمعت عطاء بن أبي رباح قال : سألت ابن عبادة بن الصامت : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟ قال : جعل يقول : « يا بني اتق الله ، واعلم أنك لن تتقي الله ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله وحده ، وتؤمن بالقدر خيره وشره » قلت : يا أبه ، كيف لي أن أومن بالقدر خيره وشره ؟ قال : « تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، فإن مت على غير هذا دخلت النار » سمعت رسول الله (ص) يقول : « إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فقال : ما أكتب ؟ فقال : القدر فجرى تلك الساعة بما كان وما هو كائن إلى الأبد »
والخطأ أن أول ما خلق الله القلم ويخالف هذا أن أصل كل شىء خلقه الله هو الماء مصداق لقوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شىء حى "
36 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ ، نا جدي ، نا سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل ، عن قيس قال : عدنا خبابا وقد اكتوى في بطنه سبعا ، فقال : « لولا أن رسول الله (ص) نهى أن ندعو بالموت لدعوت به ، إن من قبلنا مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا ، وإنا قد نلنا من الدنيا ، حتى لا يدري أحدنا ما يصنع به إلا ما ينفق في التراب ، وإن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا ما ينفق في التراب »
والخطأ أن البناء لا خير فيه ولا أجر ويخالف هذا أن أى حسنة أى عمل صالح له أجر مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "كما أن البناء فيه نفع للإنسان وهو السكن وفى هذا قال تعالى "والله جعل لكم من بيوتكم سكنا "كما أن البناء لو كان ليس له أجر أو ليس فيه ذنب فمعنى هذا هو خروجه من دائرتى الحلال والحرام ولا يوجد شىء خارجهما .
37 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، نا إسحاق بن يسار قال : نا أبو ربيعة ، عن حماد ، عن يونس بن عبيد ، وثابت ، وعلي بن يزيد ، وحميد بن الحسن ، عن جندب بن عبد الله البجلي ، أن حذيفة لما احتضر قال : « حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، قد كنت قبل اليوم أخاف ؛ فأنا اليوم أرجو »
هنا أخر كلام حذيفة حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، قد كنت قبل اليوم أخاف ؛ فأنا اليوم أرجو وهو ما يناقض كونه عايذ بالله من جهنم ابتاعوا لي ثوبين ، ولا تغالوا فيهما ، فإن صاحبكم إن يرض عنه يكن خيرا منهما ، وإلا يسلبهما سلبا سريعا فى الرواية التالية:
38 - حدثنا فياض بن القاسم قال : نا شعيب بن عمرو قال : نا يزيد قال : نا مسعر ح قال : وأنبأ ابن عبد الله بن أحمد ، نا علي بن سهل بن المغيرة ، نا عبيد الله بن موسى ، نا مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال قال : قال ابن مسعود : أغمي على حذيفة أول الليل ، ثم أفاق فقال : « أي الليل هذا يا ابن مسعود ؟ فقلت : السحر الأكبر الأعلى فقال : عايذ بالله من جهنم - يقول ذلك مرتين أو ثلاثا - ابتاعوا لي ثوبين ، ولا تغالوا فيهما ، فإن صاحبكم إن يرض عنه يكن خيرا منهما ، وإلا يسلبهما سلبا سريعا »
والاثنان يناقضان أنه قال غط يا موت غطك ، وشد يا موت شدك ، أبى قلبي إلا حبك ، جاء رخاء العيش بعدك فى الرواية التالية:
39 - أخبرنا أبي قال : نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال : نا إبراهيم بن بشار قال : نا سفيان بن عيينة قال : حدثني هارون المدني قال : لما حضر حذيفة قال : « غط يا موت غطك ، وشد يا موت شدك ، أبى قلبي إلا حبك ، جاء رخاء العيش بعدك ، حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، أليس ورائي ما أعلم ، الحمد لله الذي سبق بي الفتنة ، قادتها وعلوجها »
41 - حدثنا أبو الحسن أحمد بن عثمان ، نا صالح بن بشر بن سلمة ، نا زيد بن يحيى بن عبيد ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني قال : مرض أبو الدرداء مرضه الذي مات فيه ، وكثر العواد في منزله ، فأخرجوه إلى كنيسة النصارى ، فجعل الناس يعودونه أرسالا فجاء أبو إدريس إلى أبي الدرداء وهو يجود بنفسه ، فتخطى الناس حتى جلس عند رأسه فقال أبو إدريس : الله أكبر ، الله أكبر ، فجعل يكثر فرفع أبو الدرداء رأسه فقال : « إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به ثم قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قضى »
هنا قال ابو الدرداء إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به أمام ابو إدريس وهو ما يناقض أنه كان معه ابنه بلال فقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم فى الرواية التالية:
42 - أخبرنا أبي قال : نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد قال : حدثني أبي قال : نا عبد الله بن المبارك قال : نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال : لما حضرت أبا الدرداء الوفاة جعل يقول : « من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ قال : وجاء ابنه بلال بن أبي الدرداء فقال : قم عني ثم قال : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ) ثم يردد : من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ حتى قضى »