الأحد، 20 ديسمبر 2009

علم الجماعات فى الإسلام


                           بسم الله الرحمن الرحيم


                              علم الجماعات


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :


هذا كتاب علم الجماعات فى الإسلام :


ماهية الجماعة :


الجماعة هى الفئة هى الحزب هى الفريق هى الأمة هى الجمع  000إلخ وهى كل فرد أو أكثر اتفقوا على الإيمان بدين واحد وعملوا به  .


أنواع الجماعات :


تنقسم الجماعات فى الإسلام للتالى :


1-الجماعة المسلمة وهى تتخذ الإسلام دينا ويطلق عليها المؤمنين والمسلمين والمتقين 00000إلخ .


2-جماعات كافرة وهى تنقسم لطائفتين:


 أ-أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى  .


ب-أهل الشرك وهم فرق كثيرة العدد منهم البراهمة والسيخ والبوذيون والشيوعيون والرأسماليون والشنتو والمجوس .


يدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ".


وداخل كل جماعة جماعات أصغر مثل البلدات والأحياء والأسر .


المقياس الإجتماعى :


المقياس أو المعيار الإجتماعى عند القوم هو "الإطار المرجعى العام أو المشترك بين أفراد المجتمع أى ما يقبله المجتمع من قواعد وعادات واتجاهات وقيم وغيرها من العوامل التى تحدد سلوك الأفراد "وقد أريد بهذا التعريف أن يستخدم الناس ما يخترعونه من الأحكام وهى ما سميت بالعادات والتقاليد والقواعد والقيم والدساتير فى المقياس-كمقياس يعرفون به الحق من الباطل ومن ثم يبتعدون عن دين الله والمقياس فى الإسلام هو أحكام دين الله وهو الوحيد الصالح بدليل أن القوم اكتشفوا عدم صلاحية أى مقياس مما اخترعوه لمعرفة السلوك السوى من السلوك اللاسوى فقالوا أن المقياس الذاتى لا يصلح لأنه عرضة للتشويه والتحريف وقالوا أن المقياس الإحصائى لا يصلح لأن الإحصاءات تشير لشيوع النفاق والكذب أكثر من الشجاعة والصدق ولذا حرم الله كل المقاييس وقبل مقياس واحد هو الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين".


وظيفة المقياس الإجتماعى :


قال القوم "إن وظائف المقياس هى توفير أساسيات التعامل بين الأفراد وخلق أهداف مشتركة لأفراد المجتمع وتماسك الجماعة وتقدم المجتمع "ووظيفة المقياس فى الإسلام هى إقامة مجتمع الله فى الأرض الذى يهدف لنيل نعيم الدنيا ونعيم الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".


العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه :


قال القوم :إن العوامل هى  درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد فى نفسه "والحق هو أن العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه هى عاملين هما :


-إيمان الناس بالمقياس وهو اقتناعهم به .


-طاعة الناس للمقياس وهو استجابتهم له .


وهذا هو التغيير النفسى عند الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".


العوامل المؤدية لعدم تمسك مجتمع ما بمقياسه :


قال القوم "العوامل هى تساهل المجتمع إزاء الخارجين عنه وجهل الأفراد بأحكامه وعدم إقتناعهم بالمقياس "والحق هو أن العوامل تنحصر فى عاملين هما


 -التكذيب بالمقياس وهو عدم اقتناعهم به .


-عصيان الناس للمقياس حيث يقوم كل جمع بعمل دين لنفسه حيث يقطعوا الدين الأصلى وهو المقياس لزبر أى أديان متعددة ويحاولون تنفيذها وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ".


تماسك الجماعة :


يعرف المجتمع المتماسك بأنه المجتمع الذى تكون فيه علاقات الناس ببعضهم تعاونية والحق أنه المجتمع الذى يطبق فيه كل فرد كل أحكام الشريعة الإسلامية وقد وصف الله المجتمع المسلم بأنه يشبه البنيان المرصوص فكل حجر يؤدى دوره الموكول له وهو تطبيق أحكام الشريعة وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وأى مجتمع كافر لا تنطبق عليه صفة المجتمع المتماسك بسبب اختلاف سعى أفراده وهو تشتت أفراد المجتمع فكل واحد يجرى خلف مصلحته وهو ما سماه الله الشقاق بقوله بسورة ص"إن الذين كفروا فى عزة وشقاق ".


بما نتماسك ؟


إن من يكفر بالطاغوت وهو أحكام الباطل أى الشيطان أى الشهوات أى الهوى الضال ويؤمن بحكم الله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى وهى الدين العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "أى من يسلم نفسه لله وهو محسن يكون متمسك بالعروة الوثقى وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "ومن هنا نعرف أن المجتمع المسلم يتماسك إذا استمسك كل فرد فيه بالإسلام الذى هو العروة الوثقى .


مظاهر تماسك الجماعة :


قال القوم "مظاهر التماسك هى :تحدث الفرد عن جماعته أكثر من حديثه عن نفسه واستخدام الضمير نحن بدلا من الضمير أنا والتزام الفرد بأحكام المقياس وتعدد صداقات الفرد داخل الجماعة وإشباع الجماعة لحاجات الفرد "والحق هو أن مظهر تماسك الجماعة هو تطبيق كل إنسان لأحكام المقياس وأما المظاهر الأخرى فلا يمكن أن تكون مظهرا لتماسك المجتمع إلا ظاهريا عدا الثالث فالأول قد يدل على النفاق كما يدل على التماسك ويدل على ضعف الشخصية كما يدل على التماسك والثانى يدل على التكبر كما يدل على التماسك فالبعض يستخدم الضمير نحن كدليل على أنه عظيم وكبير ولا أحد يساويه فى المقدرة والرابع يدل على المصلحة الشخصية كما يدل على التماسك والدليل على أنه يدل على المصلحة الشخصية فئة رجال الأعمال فصداقاتهم كثيرة ولكنها تندرج تحت المصلحة الشخصية عدا صداقات قليلة والخامس يدل على الفساد كما يدل على التماسك والدليل على أنه دليل على الفساد إشباع المجتمعات الغربية لشهواتها الجنسية بكل الطرق محرمة وغير محرمة وقد ترتب على هذا الإشباع ما يلى إنتشار الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز ومرض الهيربز وكثرة اللقطاء وانتشار الجريمة من أجل الظهور أمام العاهرات بمظهر الأغنياء .


العوامل المؤدية لتماسك الجماعة :


يوجد فى الإسلام عامل واحد يؤدى لتماسك الجماعة هو استجابة كل فرد لأحكام الشريعة مصداق لقوله تعالى بسورة الرعد "للذين استجابوا لربهم الحسنى "أى استمساك كل فرد بالعروة الوثقى مصداق لقوله تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وأما العوامل عند القوم فهى :


- اشتراك الفرد فى رسم خطط المجتمع   - سيادة روح التعاون فى الجماعة .


-تحقيق المجتمع مكانة مميزة للفرد داخلها وضوح أهداف المجتمع لدى الفرد .


وهذه العوامل هى جزء من عناصر استجابة الإنسان لأحكام الإسلام والحق إن السبب فى استجابة المسلم للشريعة هو أن الله وعدنا بالحسنة الدنيوية والجنة الأخروية إذا فعلنا ما يريد من أحكام ،إذا نحن نعمل من أجل حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .


العوامل المؤدية لتفرق الجماعة :


ما دام المجتمع يتماسك إذا استجاب الأفراد لما يسمى شريعة المجتمع فإن المجتمع يتفرق شيعا وأحزابا إذا لم يستجب الأفراد لشريعة المجتمع والسبب هو عدم إتفاق الشريعة مع أهوائهم أى بغى المتفرقين المختلفين فى الناس أى إرادة البعض التميز عن الأخرين بالمال والنفوذ وغير هذا مما لا يتأتى إلا بارتكاب ما يخالف شريعة الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "ومن أجل ألا تتفرق الجماعة الإسلامية وضع الله فى الشريعة الإسلامية حكم هو حكم الردة فمن يرتد عن الإسلام يقتل والسبب هو ألا يتشجع من فى قلوبهم مرض على الردة ما داموا لا يجدون عقابا يردعهم عنها .


تأثير الجماعة فى الفرد :


مما لا شك فيه أن الجماعة وهى الأفراد تؤثر فى الفرد الواحد ولكن هذا التأثير لا يكون طول الحياة والدليل على تأثير الجماعة على الفرد هو إدعاء كل فرد أنه على دين الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "إنا وجدنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "وأما عدم استمرار هذا التأثير طوال الحياة فيدل عليه كثير من الأدلة منها :


-   أن نوح (ص)ربى ابنه على الإسلام  ولكنه كفر ومات وهو كافر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ".


-   الغلام الذى رباه أبواه على الإسلام فلما اشتد ساعده كفر رغم دعوة الأبوين له بالعودة إلى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن اخرج وقد خلت القرون من قبلى وهم يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين".


-   الغلام الذى قتله العبد الصالح (ص)كفر رغم تربية أبويه له على الإسلام وهو طفل وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".


-        أن الأفراد يدخلون الإسلام مع أنهم كانوا فى مجتمعات مرباة على الكفر .


تأثير الفرد فى الجماعة :


يوجد نوعين من التأثير فى الجماعة هما :


1-    التأثير العام ويراد به أن كل أب يمارس تأثيرا على أولاده وطبعا كل أم والدليل هو قوله تعالى بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ".


2-    التأثير الخاص ويراد به القيام بدعوة الناس لدين معين أى مذهب محدد وهذا التأثير يسمى الإستجابة للدعوة ويمارس هذا النوع من التأثير عدة أفراد قلائل وهذه القلة المرادة تنقسم لفريقين :


أ‌-      الفريق المسلم وهو ينقسم لجماعتين الأولى الرسل وقد انتهى عصرهم  والثانية العلماء الذين يصلون للإسلام الحقيقى فى الكعبة بعد تحريفه .


ب‌-    الفريق الكافر وهو ينقسم لجماعتين الأولى زعماء الكفر مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب والثانية ما يسمونهم المفكرين مثل فرويد وماركس ونيتشه وهم فى الإسلام جهلاء .


اختبار العلاقات الإجتماعية:


إن أى اختبار مثل اختبارات العلاقات الإجتماعية ينظر لها الإسلام حسب الهدف منها والغرض فى القلب فإن كان خيرا فالإختبار حلالا وإن كان شرا فهو حرام حسب قوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "والاختبار الوحيد المحلل هو الهادف لعلاج مرضى النفس أو الجسم وأما باقى الأنواع فمحرمة للتالى :


-        أنه تجسس منهى عنه مصداق لقوله تعالى بسورة الحجرات "ولا تجسسوا "


-   أن أخذ الأسرار قد يستعملها فى إيقاع الفتن بين الناس وفى هذا قال تعالى بسورة      "ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ".


-        أن الإختبارات إضاعة للمال والجهد والوقت .


قيادة المجتمع :


إن قيادة المجتمع لها عدة أساليب فى الإسلام هى :


-الإصطفاء الإلهى الممثل فى جعل الرسل قادة لأقوامهم أو جعل أحد المسلمين فى وحى الرسول قائدا .


-الاختيار وهو مبايعة مسلم حاكما بأغلبية الأصوات .


-التسليط وهو أن يقوم بعض المسلمين بالإستيلاء على الحكم بالقوة من الحكام الظالمين الكافرين وقد انتهى عهد الإصطفاء الإلهى وبقى الإختيار والتسليط وهو نفسه ما يحدث عند الكفار.


التغير الإجتماعى :


يقصد به أن يبدل بعض أفراد المجتمع أو كل أفراد المجتمع الدين الذى هم عليه والسبب فى حدوث التبدل هو تأثر الأفراد بالدين الجديد سواء كان وحى الله أو دين من أديان الشياطين وقد قصر الله التغير فى الوحى على دين واحد هو دين الإسلام فهذا يسمى تغير لأنه إلى الأفضل وأما تغيير دين ضال بأخر ضال فلا يسمى تغير لأنه من أسوأ إلى أسوأ مثله وهذا التغير يحدث داخل نفوس الأفراد بمعنى أنه يأتى منهم وليس من غيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "ونتيجة تغير أنفس الناس إلى الإسلام هى تغير حالهم للأفضل حيث يؤتيهم الله حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .


 قياس سلوك الأفراد فى المجتمع :


يقاس سلوك الأفراد فى الإسلام حسب أحكام الشريعة وقد وضع الله فى الشريعة أسس كى يعرف مسلمهم من كافرهم المرتد وهى :


-   أن المرتد هو الذى يرتكب ذنب ويصر عليه بمعنى أن يفعل خطيئة ولا يتوب منها رغم علمه بحرمتها فى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ".


-   التبين وهو أخذ الناس بما يعلنون بمعنى أن المسلم يحكم على المسلم الأخر من خلال الظاهر الذى يراه وليس من خلال معرفته الظنية بما يفعله فى الباطن أو من خلال سماعه من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ".


وأما المجتمعات الكافرة فتقيس سلوك أفرادها حسب أحكامها الموضوعة فى دستورها مكتوبا أو شفهيا .


اتباع الصغار للكبراء :


يقوم المجتمع الكافر على أساس إتباع الصغار وهم المستضعفون للسادة والكبراء وهم أغنياء القوم وفى هذا قال تعالى على لسان المستضعفين فى سورة الأحزاب "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وأما المجتمع المسلم فيقوم على أساس إتباع الكل لشريعة الله حيث لا يوجد فى المجتمع المسلم صغار وكبار .


هدف المجتمع :


هدف المجتمع المسلم هو إظهار دين الله على كل الأديان الضالة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وهدف المجتمع الكافر هو إطفاء نور الله وهو إفساد دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم".


إزدهار المجتمع وتخلفه :


يتخلف المجتمع إذا اتبع دين غير دين الله ويزدهر إذا اتبع دين الله حيث يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".    

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

العلم فى الإسلام
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على عباد الله ،وبعد:
هذا كتاب العلم هو الإسلام وهو يدور حول أن العلم الحقيقى لا يمكن أن يكون شيئا سوى الإسلام.
ماهية العلم:
لكلمة العلم عدة ماهيات أى معانى فى الإسلام هى :
1-المعرفة بالشىء سواء كان هذا الشىء حق أو خرافة أو لم يتبين أحد حقيقته من خرافيته ويدل على هذا المعنى قوله تعالى بسورة الروم :
"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا "فالعلم بظاهر من حياة الدنيا يعنى :
المعرفة بما يفيد القوم فى متع الدنيا وجمعها.
2-المعرفة بالحق فالعلم فيها هو الحق أى الوحى الإلهى وقد وصف الله المسلمين بأنهم أصحاب العلم أى الوحى فقال بسورة العنكبوت:
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم".
ووصف الكفار بالجهل فقال بسورة الزمر:
"أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون ".
وسبب تقسيم الله الناس إلى جهلة وعلماء هو عدم عمل الجهلة بالعلم وعمل العلماء به.
تقسيم العلم بالأشياء:
ينقسم العلم بالأشياء إلى التالى :
1-العلم بالحق والمراد به العلم اليقينى الذى لا شك فيه وهو يضم علم المعاملات الإلهى للإنسان وعلم تنظيم الله للكون وعلم اللسان وهو المقصود فى قوله تعالى بسورة طه:
"وقل رب زدنى علما".
2- العلم بالخرافات والمراد بها الأشياء التى ثبت أن لا أصل لها ويمكن تسمية هذا العلم بالباطل
وهذان القسمان هما علم الله فالله يعرف كل أمر هل هو حق أم باطل؟
3-العلم بالنظريات وهى الأقوال التى لا يمكن للإنسان التثبت من صحته أو بطلانها لانعدام الوسائل التى تعرفه بذلك والله يعرف ما الباطل فيها وما الحق .
والثلاث أقسام هى علم الإنسان ومما ينبغى قوله :
أن الحق والباطل مفاهيم مختلفة عند الناس فمثلا إذا كان الإسلام هو الحق عندنا نحن المسلمين والباطل ما عداه فإن الإسلام واليهودية عند النصارى باطل والنصرانية هى الحق وعند الهندوس فدينهم هو الحق وما عداه باطل ورغم ذلك فهناك نظريات وأمور يتفق عليها البشر غالبا ولا أحد يتهم أحد بأنه على الباطل فيها
الأسس الموصلة للحق:
إن الأسس الموصلة للعلم الحقيقى فى الإسلام هى:
1-تكرار النظر والمراد التفكير فى الموضوع الواحد عدة مرات للتأكد من صحة المعلومة وهو أساس مأخوذ من قوله تعالى بسورة الملك :
"الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير" .
2-عدم الركون إلى الظن وهو الاعتقادات الناتجة لأسباب شهوانية وفى اتباع الكفار للظن قال تعالى بسورة النجم:
"إن يتبعون إلا الظن".
3- المشاورة فى الأمر وهى الاشتراك فى اتخاذ قرار فى موضوع ما فيه حق الاختيار للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم ".
4- سؤال العلماء فى حالة عدم العلم بالشىء وفى هذا قال تعالى بسورة النحل:
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
5- النظر فى خلق الله والمراد التفكير فى مخلوقات السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:"قل انظروا ماذا فى السموات والأرض".
6- عدم التفكير فى الغيبيات كعلم الساعة ومكان الموت وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ".
7-عرض الموضوعات على الوحى الإلهى فإن وافق فليس هناك اختيار للمسلم وإن رفض فليس هناك اختيار للمسلم فى رفضه وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" .
كيف نعرف الخرافات؟
يقال فى الأمثال :أحاديث خرافة وهو مثل يقال عندما يقال شىء غير معقول ولكن كيف يعرف الإنسان المسلم أن الكلام الذى قيل له هو من الخرافات ؟
الإجابة:يعرف المسلم ذلك عن طريق عرض الكلام على نصوص الوحى بنفسه أو عن طريق عالم من العلماء فإن كان الوحى يصدقه فهو حق وإن كان يكذبه فهو باطل ويسمى العرض رد الأمر لله ورسوله(ص)وفيه قال تعالى بسورة النساء:
"فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول".
ومن ضمن الرد إحالة الموضوع إلى الواقع إذا كان يبحث فى مخلوق ما وهذه الإحالة تطبيق لنص فى الوحى هو قوله تعالى بسورة يونس "قل انظروا ماذا فى السموات والأرض".
وقد سمى الله الخرافات الظن أى الإعتقاد الباطل وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
"وما يتبع أكثرهم إلا ظنا وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا ".
هل يستطيع الإنسان الإحاطة بكل العلوم ؟
لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكل العلوم المسموح له بالعلم بها من قبل الله وذلك لأن الله جعل من صفات الإنسان النسيان ولذا قيل:وما سمى الإنسان إلا لأنه ينسى ولأنه لكى يعلم العلوم المسموحة كلها لابد أن تقدم له دون بحث أو عناء فحتى آدم (ص)علمه الله قراءة وكتابة الألفاظ كلها بمعانيها وليس كل العلوم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"وعلم أدم الأسماء كلها ".
زد على هذا احتياج الإنسان إلى عمر طويل ألف سنة أو تزيد حتى يستطيع البحث والتحرى ولكنه قد يعيش ألف أو أكثر بكثير ولا يعلم شىء إلا القليل ،أضف لهذا أن المطلوب من المسلم فى الإسلام هو الإحاطة بالحلال والحرام وعلم المهنة التى يشتغل بها وإن كان من المستحب أن يحاول التزود بأى شىء أخر قدر المستطاع.
ما العلم الواجب الإحاطة به؟
مما لاشك فيه أن الإنسان لا يقدر على الإحاطة بكل العلوم والواجب على المسلم الإحاطة به هو:
-علم الحلال والحرام ويشمل المعاملات بين الإنسان والإله وبين المسلم والمسلم وبين المسلمين وغير المسلمين وبين المسلمين ومخلوقات الكون .
-علم المهنة وهو العلم بكل شىء مستطاع عن التخصص الذى توظف فيه ويحصل على رزقه منه وقد سماه الله المشى فى المناكب فقال بسورة الملك:
"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه".
وليس على المسلم ذنب إذا لم يعرف غير هذين العلمين وإن كان من الأفضل التزود بأى علم تتاح له فرصة التعلم له .
ماهية التقدم العلمى:
التقدم العلمى هو اتباع العلم الحقيقى والمراد تنفيذ أحكام الله وقد سمى الله أهله الذين أوتوا العلم فى قوله تعالى بسورة العنكبوت:
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم".
وقوله بسورة الروم:
"وقال الذين أوتوا العلم والإيمان".
والواو بين العلم والإيمان هى واو التفسير فأهل العلم هم أهل الإيمان وقد بين الله لنا أن المستقدمين هم المسلمين أى طلاب التقدم والكفار هم المستأخرين فى قوله بسورة الحجر:
"ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين".
والمستقدم هم طالب التقدم أى السابق للخيرات تصديقا منه لقوله تعالى بسورة البقرة:
"فاستبقوا الخيرات".
ومن هنا نعلم أن العلم هو الإيمان وأن التقدم ليس سوى اتباع العلم أى
الإسلام.
ماهية التخلف العلمى:
يقصد بالتخلف العلمى اتباع الناس للأديان الضالة أى بألفاظ أخرى اتباع العلم الظاهر للناس من الحياة الدنيا مصداق لقوله تعالى بسورة الروم:
"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الأخرة ".
وقد بين الله لنا أن المتخلفين هم المتأخرون عن إتباع الإسلام فقال فى سورة الحجر :
"ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين "وهم طلاب التأخر وهو النار .
وللتأخر ثلاث أشكال هى :
1-اتباع دين من أديان الكفر إتباع كلى .
2-اتباع أحكام الإسلام دون التصديق به خوفا من أذى المسلمين وفى هذا قال تعالى فى سورة الحجرات :
"قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم ".
3- الإيمان بالإسلام دون إتباع أحكامه وفى النهى عن هذا قال تعالى فى سورة الصف:
"يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
أقسام العلماء فى الإسلام:
يقصد بالعلماء فى الإسلام أهل الإسلام كلهم وقد سماهم الله بهذا بقوله بسورة فاطر :
"إنما يخشى الله من عباده العلماء "ولا يخشى الله سوى المسلمين كما سماهم الذين أوتوا العلم بقوله بسورة العنكبوت :
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون "وأهل الإسلام لا يجحدون آيات الله لأن الكفرة هم من يجحدونها مصداق لقوله بنفس السورة :
"وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون " وقد قسم الله العلماء وهم المسلمين لقسمين :
-أهل الذكر وهم الفقهاء أى المستنبطين للأحكام من الوحى وفيهم قال تعالى بسورة النحل :
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "كما قال بسورة التوبة :
"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين "
-أهل الإتباع وهم باقى الأمة وهم أتباع لأهل الذكر الذين هم أتباع الله ورسوله (ص)وقد طالبهم الله باتباع أى بطاعة أهل الذكر أى أولى الأمر فقال بسورة النساء :
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول ".
أقسام الجهلاء فى الإسلام :
يقصد بالجهلاء كل الكفار مهما كان علمهم عظيم بأمور الدنيا وأتت هذه التسمية فى قوله تعالى بسورة الزمر :
"قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون "كما سماهم بغاة الجاهلية أى طلاب تحكيم الجهل وهو الظلم أى شرائع الشيطان فى قوله بسورة المائدة :
"أفحكم الجاهلية يبغون "وقد قسم الله الجهلة لقسمين :
1-السادة والكبراء وقد سماهم بذلك أتباعهم فى قوله تعالى بسورة الأحزاب :
"وقالوا ربنا إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وسماهم الله الذين اتٌبعوا فى قوله بسورة البقرة "إذ تبرأ الذين اتٌبعوا من الذين اتَبعوا ".
2- الذين اتَبعوا ووردت بقوله تعالى بسورة البقرة :"وقال الذين اتَبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا "كما سماهم الضعفاء فى قوله بسورة غافر :"فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا "ولهم تسميات أخرى لا داعى لذكرها.
العلوم الثابتة والمتغيرة:
يقصد بالعلوم الثابتة العلوم التى تحتوى على الحقائق التى لا تتغير لأى سبب من الأسباب مهما مر عليها من عصور وهى تنقسم إلى التالى:
1-علوم المعاملة الإنسانية وهى علوم الحلال والحرام المنزلة فى الوحى والخاصة بتعاملات الفرد مع نفسه وغيره وفى ثباتها قال تعالى بسورة الحجر:
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".
2-علوم الكلام وهى العلوم الخاصة بالألسنة سواء كان فى صورة قول أو رمز لأن الله علمها للإنسان وهى البيان فقال بسورة الرحمن:
"خلق الإنسان علمه البيان".
3-علوم التنظيم الكونى وهى علوم الخلق والمخلوقات المنظمة لتركيبات أنفسهم وأجسامهم وعلاقاتهم المختلفة وهذه العلوم علمها الله للناس فى الوحى المنزل عليهم .
وأما العلوم المتغيرة فهى علوم الإنتاج أى علوم الفوائد من استخدام أعضاء الجسم عن طريق النفس وتنقسم لقسمين :
1-الأسس العامة وهى ثابتة لأنها مبنية على ما جاء فى الثابت وهو الوحى الإلهى .
2- المتغيرات وهى التفصيلات الخاصة ولا يقصد بالتغير أن الشىء القديم ضار وأن الجديد نافع وإنما يقصد أن الجديد أكثر فوائد من القديم وإن كان لهذا شواذ .
والعلوم الإنتاجية تنقسم حسب المهن فكل مهنة نافعة أو ضارة علم فمهنة النجارة علمها النجارة ومهنة الطب علمها الطب وهكذا.
والعلوم الثابتة والمتغيرة ليس فيها علم عالى وعلم واطى وإنما كلها فى درجة واحدة ولذا من الخطأ أن يقال:الطبيب أحسن من السباك أو المهندس أفضل من النجار والسبب هو أن كل صاحب مهنة شريفة يحتاج إلى أصحاب المهن الأخرى ،ودور الإنسان فى العلوم الثابتة هو تنفيذ علم المعاملات واستعمال العلم الكلامى فى الحياة والاستفادة من المخلوقات التى ينظمها علم التنظيم الكونى ،وأما دوره فى العلوم المتغيرة فهو البحث عن الوسائل الأكثر نفعا له وصنعها وتركيبها والعمل على نشرها ليستفيد الأخرون منها.
ليس هناك تقسيم ثابت للعلوم :
حاول الكثير من الناس تقسيم العلوم إلى أنواع وفيما علمت من التقسيمات لم أعرف تقسيم صحيح والسبب هو أن العلوم تقسم على أساسات متعددة ولا يمكن إيجاد تقسيم ثابت لها ومن تقسيمات العلوم ما يلى:
-انقسام العلوم إلى علوم المعقول وعلوم المنقول وعيب التقسيم هو أن أهله نسوا أن المعقولات وصلتنا عن طريق النقل الممثل فى الوحى الإلهى مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة:"وعلم أدم الأسماء كلها".
-انقسام العلوم إلى علم إلهى وعلم طبيعى وعلم رياضى وقد نسى أهل التقسيم أن الإله هو الذى خلق الطبيعة وأنه مصدر العلم كله .
-انقسام العلوم إلى إنسانية وتجريبية وقد نسى أهله أن الذى يعمل العلوم التجريبية هو الإنسان كما نسوا أن الإنسان موضع الكثير من التجارب التى يجرونها .
وقد توصلت إلى بعض التقسيمات حسب نصوص الوحى الإلهى وهى :
-تنقسم العلوم إلى علوم المبصرات التى يراها الإنسان وعلوم المخفيات التى لا يبصرها الإنسان مصداق لقوله تعالى بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ".
-تنقسم العلوم إلى علوم دنيوية تشمل كل ما فى الدنيا وعلوم أخروية تشمل كل ما فى الأخرة ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة الضحى:"وللأخرة خير لك من الأولى ".
-تنقسم العلوم إلى علوم قولية يستعمل فيها الكلام وحده وعلوم فعلية يستعمل فيها الفعل مع القول ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون".
-تنقسم العلوم إلى علوم نافعة وعلوم ضارة كعلم السحر ويدل على هذا قوله تعالى بسورة البقرة "ويتعلمون ما لا يضرهم ولا ينفعهم".
-تنقسم العلوم إلى علوم الخالق أى علوم معرفة الله وعلوم الكون وهى علوم معرفة المخلوقات ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة مريم:
"سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون".
-تنقسم العلوم إلى علوم فرضية أى لابد لكل إنسان من العلم أو العمل بها وعلوم كفائية أى عمل البعض يسقط عملها عن الأخرين مثل علم الفقه الذى يقول الله فيه بسورة التوبة "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".
إحصاء العلوم :
من الخطأ القيام بإحصاء للعلوم لأنها لا حصر لها عندنا لعدة أسباب هى :-
-عدم معرفة أنواع المخلوقات كلها حيث يمثل كل نوع علم قائم بذاته .
-وجود علوم متشابهة تحمل أسماء مختلفة مع أن المضمون تقريبا واحد .
-أن كل علم يشارك العلوم الأخرى فى بعض الجوانب ومن ثم فكلها شبكة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها .
وقد حاول القدماء إحصاء العلوم ولم ينجحوا ولن ينجح أحد وعلى الناس أن يتخصص كل منهم فى علم أو اثنين حتى يقدروا على إفادة بعضهم بدلا من حالة الامتداد التى تؤدى إلى عدم إجادة أى علم من العلوم .
هل كل منا صالح لتلقى العلم ؟
إن كل فرد صالح لتلقى العلم بدليل أن أصل البشر أدم (ص)كان صالحا لتلقى العلم فعلمه الله كما قال فى سورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وبدليل أن الله أمر كل جاهل بحكم أن يسأل أهل الذكر كى يتعلم فقال بسورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
وما دام كل فرد صالح لتلقى العلم فكل فرد صالح لأن يتخصص فى أى علم من فروع العلم ونقصد بهذا أن كل فرد قادر على أن يجيد أى تخصص علمى .
واختلاف التخصصات العلمية من إنسان إلى أخر يعود إلى سبب من الأسباب التالية:
- ميل الفرد لتخصص معين وعزمه على العمل به مستقبلا وتنفيذه لهذا .
- ظروف الحياة السيئة فبعض الناس يعمل فى تخصصات علمية لا يحبها بسبب أن المال الذى يجعله يدرس هذا التخصص غير موجود أو بسبب أن درجاته فى الشهادة المؤهلة لدراسة التخصص منخفضة لا تؤهله له أو بسبب موت ولى أمره ووجوب عمله للإنفاق على الأسرة أو لغير هذا من الأسباب القاهرة .
العالم والجاهل فى المقارنة :
إن الله لا يساوى بين العالم وهو المسلم أى المؤمن أى المتقى أى الطيب وبين الجاهل وهو الكافر وهو المسيىء أى المفسد أى الخبيث أى الفاجر وفى هذا قال تعالى بسورة ص:"أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار "وقال بسورة غافر "وما يستوى الأعمى والبصير والذين أمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيىء "وقال بسورة الأنفال "ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فى جهنم أولئك هم الخاسرون ".
مصدر العلم الحقيقى :
اخترع بعضهم نظرية سموها نظرية المصدر المعرفى واختلفوا فى عدد المصادر ولم يذكروا المصدر الحقيقى والسبب أنهم جعلوا المصادر هى وسائل تحصيل المعرفة وهى حواس الإنسان غالبا والمصدر الحقيقى هو الله فهو الذى علم الإنسان الأول وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :"وعلم أدم الأسماء كلها "وقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان ".
وسائل العلم بالأشياء :
يقصد بوسائل العلم الأعضاء الجسمية التى توصل المعلومات إلى النفس وهى :
-الأذن وهى تنقل المعلومات الصوتية سواء كانت مفهومة كلغات الإنسان أو مجهولة كلغات الحيوان .
-العين وهى تنقل الصور والألوان والأشكال والأحداث التى تراها .
- الأنف وهو ينقل المعلومات الشمية عن الروائح وعن أشياء أخرى .
-اللسان وهو الذواقة الذى ينقل المعلومات عن الطعام والشراب إلى النفس من حيث الطعم والسخونة والبرودة .
-الجلد وهو الذى ينقل المعلومات عن حالة الجو فى الأمكنة المختلفة وعن العرق .
-اليد وهى التى تنقل المعلومات عن حالة الشىء من حيث الجمودة والطرواة والهشاشة والسخونة والبرودة والخشونة والنعومة والثقل والخفة 000و يشاركه أعضاء أخرى فى هذا
-الأعضاء الإخراجية وهى التى تنقل للنفس المعلومات عن الرغبات فى التبول والتبرز والضراط والفساء أو قذف المنى أو الحيض أو الولادة .
وتشترك أعضاء الجسم فى عملية نقل المعلومات عن الحالة الصحية إلى النفس كل عضو حسب طرقه فى النقل فمثلا الجلد ينقلها عن طريق التبقع بلون مخالف للون الجلد أو الحكة والهرش 000 ومثلا الرئات تنقلها عن طريق سرعة أو بطء التنفس أو غير ذلك من الطرق .
أسس تعلم العلم :
يتعلم الإنسان على أساسين :
-التسليم بما يقول أو يفعل الأخرون فهو يرضى بما يقال له ويعتقد أنه صواب وهذا يحدث وهو صغير رضيع و فيما بعد .
-الجدال وهو المطالبة بالبراهين فيما يقال له والاعتراض عليه .
من الذى يستحق التعليم ؟
ينقسم الناس إلى نوعين من حيث التعليم :
1-مستحقو التعليم وهم الذين يعرف المعلم أنهم يستفيدون من العلم وهم أهل الإسلام ولذا طالب الله رسوله (ص)أن يذكر المؤمنين الخائفين من عذاب الله فقط فقال بسورة ق "فذكر بالقرآن من يخاف وعيد "
2-من لا يستحقون التعليم وقد بين الله لرسوله أن الأعراب المنافقين لا ينبغى له أن يعلمهم الحدود وهى أحكام الإسلام فقال بسورة التوبة "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله "وهم من يعرف المعلم أن إنذارهم وهو دعوتهم للحق كعدم إنذارهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون".
كيف يموت العلم بالحق ؟
إن العلم يموت وموته هو عدم عمل الناس به وأما كيفية هذا فهو تخلى المسلمين عن إنكار المنكر بمعنى أنهم عندما يحدث المنكر الأول يتركون صاحبه دون عقاب ثم يتكرر ترك أصحاب المنكرات دون عقاب وهكذا حتى تعم المنكرات ومن ثم يموت العلم وهو الإسلام لأنه لا يجد من يعمل به ،صحيح أن الناس يعملون ببعض أحكامه ويعصون البعض الأخر وبذلك يكون القوم قد أضاعوا الطاعة لأحكام الإسلام واتبعوا الشهوات أى وأطاعوا الضلالات وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ".
حملة العلم :
حملة العلم على نوعين :
-حاملو العلم العاملون به والمراد بهم الذين يعرفون أحكام الإسلام ويطيعونها خوفا من عذاب الله وطمعا فى جنته
-حاملو العلم الذين لا يعملون به وقد شبههم الله بالحمار الذى يحمل الأسفار وهى الكتب الصحيحة دون أن يعمل بما فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ".
نشر العلم :
إن نشر العلم واجب على المسلم متى سنحت له فرصة النشر ومعنى النشر توصيل العلم إلى الأخرين وقد جعل الله كل مسلم رسول وإن لم يوح إليه فخاطبنا فى سورة المؤمنون قائلا "يا أيها الرسل كلوا من الطيب واعملوا صالحا " ومهمة كل واحد منا هى مهمة النبى (ص)وهى البلاغ وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ".
مثل العالم والجاهل :
إن العالم وهو المسلم حى يمشى بنور وهو علم الله فى تعامله مع الخلق وأما الجاهل وهو الكافر فهو ميت يعيش فى الظلمات وهى الضلالات وفى هذا قال تعالى فى سورة الأنعام "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ".
العلم نافع وضار :
إن العلم على ضربين :
- نافع . – ضار وفى الأخير قال تعالى فى سورة البقرة "ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم "ومن أمثلة هذا العلم علوم كالسحر وفى هذا قال تعالى فى نفس الآية "ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "وهذا العلم الضار ينقسم إلى قسمين :
1-يحرم استعماله مثل السحر ولذا حذر هاروت (ص)وماروت (ص)المتعلمين من استعماله لأن استعماله كفر مصداق لقوله تعالى فى سورة البقرة "وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر"
2- يجب استعماله عند اعتداء الأخرين وهو العلم العسكرى الذى يخترع تقنيات ضارة تقتل وتجرح وفى استعماله قال تعالى بسورة البقرة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ".
تحريف العلم :
إن الكفار يعملون من أجل تحريف العلم والمراد إلباس الباطل ثوب الحق وهذا قانون استمر منذ بداية البشرية ففى كل مرة يبعث الله رسولا بوحى تكون مهمة الشيطان وهو الكافر هى الإلقاء فى أمنية وهى قول الرسول أى الزيادة فى قول الرسول ولكن الله تعالى ينسخ أى يمحو هذه الزيادة ويثبت وحيه الكريم وفى هذا قال تعالى فى سورة الحج "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته ".
وقد حاول الكفار تحريف القرآن وقد حدثت منهم محاولات منها قولهم لبعضهم البعض :الغوا أى حرفوا فى هذا القرآن من عندكم لعلكم تغلبون وفى هذا قال تعالى فى سورة فصلت "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون " كما حاول أهل الكتاب السابق ذلك وفى هذا قال تعالى فى سورة المائدة "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ".
والحمد لله أولا وأخرا.