الاثنين، 31 يوليو 2023

نظرات في درس مَعرَكَةُ الدُّعَاءِ

نظرات في درس مَعرَكَةُ الدُّعَاءِ
المؤلف هو خَالِد الحسَينَان والدرس يدور حول الدعاء وقد استهله بسبب تسمية الدرس بهذا الاسم فقال:
"نتكلم -إن شاء الله تعالى- عن مَعرَكَةِ الدُّعَاءِ، وقد يستغرب البعض ويقول: لماذا تسمي الدُّعَاءَ مَعرَكَة؟! الدعاء عبادة من أجلّ العبادات، وطاعة من أفضل الطاعات عند الله -سبحانه وتعالى- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، فلماذا تسمي الدُّعَاءِ مَعرَكَةِ؟!
أقول:
قلت هذا العنوان أو اخترتُ هذا العنوان: "مَعرَكَةِ الدُّعَاءِ" لثلاث أسباب:
أولًا: لأن الدعاء يحتاجُ إلى قوة.
ثانيًا: الدعاء يحتاجُ إلى صبر.
ثالثًا: الدعاء يحتاج إلى مواصلة.
والقوة والصبر والمواصلة كلها من مقومات الحرب أو المعركة"
وأورد الرجل حديثا عن سجود النبى(ص) قدر خمسين آية فى قيام الليل فقال :
"ولقد ضرب لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في صبرهِ وقوتهِ ومواصلتهِ في الدعاء، فكان صلى الله عليه وسلم:
أولًا: كان صلى الله عليه وسلم يُطيلُ في سجودهِ في قيام الليل، كما جاء في بعض الأحاديث؛ أنه قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية، كان يُناجي ربهُ سبحانه وتعالى، فكانت عندهُ صلى الله عليه وسلم: قوة الرجاء، وقوة الطمع، وقوة الرغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى، هذا مظهر من مظاهر قوة الدعاء أن الإنسان يُطيلُ في دعائه."
والأخطاء عدة أولها إن السجود بمعنى لصق جبهة الرأس للأرض مدة ساعة أو يزيد لابد أن تؤدة لضرر جسدى عظيم حيث يتدفق الدم من كل أجزاء الجسم العالية إلى الأسفل وهو ما يؤدى لصداع او غيره في الدماغ وثانيها أن قيام الليل ليس فيه لا ر كوع ولا سجود وإنما قراءة للقرآن وهو لا يكون ساعة فأقله ثلث الليل كما قال تعالى :
يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال :
ثانيًا: ومن مظاهر قوة الدعاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصبرهِ ومواصلتهِ، أنه كان يكرر الدعاء ثلاث مرات، جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا؛ دعا ثلاثًا)."
بالقطع لا يوجد دليل على هذا التكرار الثلاثى في كل دعاء وإنما الأمر حسب ما يريد الداعى فقد كان الرسول(ص) يستغفر سبعين مرة للمنافقين حتى نهاه الله فقال :
"استغفر لهم أولا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى القوم الفاسقين"
وتحدث عن أن الرسول(ص) شرع والله هو المشرع وليس غيره الدعاء في كل شىء فقال :"
وثالثًا: من مظاهر القوة في الدعاء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم شرعَ لنا الدعاء في كل شيء، يعني ما تجد مشكلة تقع للإنسان، أو مصيبة، أو هم، أو حاجة من الحاجات الدينية أو الدنيوية، إلا ونجد أن رسولنا صلى الله عليه وسلم شرع لنا دعاءً معينًا؛ فعلى سبيل المثال: - الهمُّ؛ الرسول عليه الصلاة والسلام شرع لنا دعاءً معينًا للهمِّ:
(اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ... ) إلى آخر الدعاء.
- المصيبة، شرع لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإنسان يقول إذا أُصيب بمصيبة:
(ما من عبد يُصاب بمصيبة فيقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، إلا أخلفه الله خيرًا من هذه المصيبة).
- كذلك الكرب؛ إذا الإنسان وقع في كرب أو ضيق أو شدة، أن يقول دعاء الكرب:
(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم).
أو يقول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)."
وبالقطع هذا كلام غير صحيح فالدعاء مطلوب في أمور معينة وليس في كل شىء خاصة أن هناك مستحيلات كثيرة كمن يريد أن يكون رسولا أو يكون ملاكا أو يريد أن يكون أنثى ...
واستنتج الرجل استنتاجا عجيبات وهو أن حياة الرسول(ص) كلها في صحوه دعاء فقال :
"فلو نظرنا في حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن يُصبح إلى أن يُمسي حياته كلها دعاء."
وهذا الكلام معناه أنه لم يكن يصلى أو يجامع زوجاته أو ينظم أمور المسلمين أو يجاهد ... وهو كلام لا يقوله عاقل
وحدثنا الرجل عن فوائد الدعاء حسب ابن القيم فقال :
"فكيف تجعل يا عبد الله شعارك في الحياة ومنهجك في الحياة في جميع الأوقات وفي جميع الأحوال هو الدعاء؟
ولهذا الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- ذكر فائدة عظيمة وجليلة؛ ينبغي أن تكون هذه الفائدة نصب أعيننا في جميع مطالبنا، قال: "الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، والحصول على المطلوب".
"في دفع المكروه، والحصول على المطلوب" لماذا؟
لأن الأمور كلها بيد الله، مقاليدُ السماوات والأرض بيد الله، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فاجعل من منهجك في الحياة أنك ما أن تريد أي حاجة من الحاجات الدينية أو الدنيوية سواءً كان الأمر صغيرًا أو كبيرًا إلا وتجعل الدعاء في مقدمة الأسباب.
مثلًا أنت تريد تجارةً معينة، أو تريد زواجًا، أو تريد شراء أي شيء، الإنسان يبذل الأسباب، لكن اجعل أول سبب تبذله في طلب حاجاتك، أو دفع مكروهاتك: هو الدعاء والالتجاء والانكسار والافتقار بين يدي الله سبحانه وتعالى."
الدعاء عند القوم يدفع المكروه ويجلب المطلوب وهو كلام يعارض أن الدعاء معظمه لا يستجاب لأنه غير متفق مع ما قدر الله فالدعاء المجاب هو الدعاء الذى سبق وأن قدر الله حدوثه ولذا قال أن الدعاء متوقف على مشيئته السابقة فقال :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وتحدث الرجل عن كون الدعاء من أنفع الأدوية فقال :
"ومما يقوي تسمية هذا اللقاء: "مَعرَكَةُ الدُّعَاءِ" ما قاله الإمام ابن القيم في كتابه: "الجواب الكافي"، قال كلمة عظيمة، قال: "الدعاء من أنفع الأدوية".
سبحان الله؛ أي أن أنفع دواء؛ يستخدمه الإنسان في حياته في جميع مطالبه ودفع المكروهات التي تنزل به أو المصائب هو الدعاء، فيقول: "الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء".الله أكبر؛ الدعاء عدو البلاء.
ثم قال: "يدافعه ويعالجه ويمنع من نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن".
يسمي ابن القيم الدعاء سلاح المؤمن.
وقال في موضعٍ آخر - من كتابه: "الجواب الكافي"، قال:
أن للبلاء مع الدعاء ثلاث مقامات:
- أولًا: إذا كان البلاءُ أقوى من الدعاء نزل البلاء، أو المصيبة على العبد ولكن قد يُخفف عنه البلاء.
- ثانيًا: وقد يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفع البلاء.
- ثالثًا: وقد يتقاومان -يعني يتساويان الدعاء مع البلاء- فيتقاومان ويتعالجان كما جاء في بعض الآثار: "أنه إذا نزل البلاء يتقاوم معه الدعاء، فيتعالجان إلى قيام الساعة"."
وكلام ابن القيم كلام لا أساس له في القرآن فالقرآن يبين أن هناك دعاء واحد مستجاب وهو الاستغفار لمن أخلص التوبة كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"

وأما بقية الأدعية للرزق والصحة والنصر وأشباههم فهذه كما سبق القول متوقفة على مشيئة الله السابقة وليس فيها صراع بين الدعاء والبلاء كما قال وهو قوله :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وتحدث عن مواصلة الدعاء والمراد تكراره كثيرا فقال :
"فلهذا يا عبد الله؛ عليك أن تربي نفسك على قوة الدعاء، والصبر على الدعاء، والمواصلة في الدعاء.
المواصله في الدعاء: أي أن الإنسان يستمر لا ينقطع، أن يكون عنده إلحاح على الله سبحانه وتعالى، يعني تريد أن تدعو الله سبحانه وتعالى بدعوة معينة؛ لا تدعوه مرة أو مرتين، لا تدعوه عشرات، بل مئات بل آلاف المرات،
ولهذا ابن القيم -رحمه الله تعالى- قال: "من أنفع الأدوية؛ الإلحاحُ في الدعاء".
أن الإنسان يلحُّ على الله في الدعاء، وقضية الإلحاح في الدعاء هذه تحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى قوة؛ لأن الإنسان إذا ما يستطيع أن يلحَّ على الله في الدعاء ما يستطيع، ما يصبر، تجده يدعو الله سبحانه وتعالى: شهر، شهرين، ستة أشهر، ثم بعد ذلك إذا لم يرَ أثر الإجابة -إجابة الدعاء- يتوقف عن الدعاء.
فلا بد أن تكون عندك قوة وصبر على الدعاء، ولا تستعجل، احذر يا عبد الله؛ من أهداف الشيطان التي يسعى إليها حتى يُضعف المسلم عن الدعاء؛ أنه دائمًا يُخيّل له في مخيلته وفي عقله وفي قلبه أنه يقول: أنت لم تجد أثرًا من آثار الدعاء، لماذا تتعب نفسك مع الدعاء؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم قال ويبشرنا: (يُستجاب لأحدكم ما لم يستعجل)، أي: ما لم الإنسان يستعجل ثمرة الدعاء أو أثر الدعاء فيتحسر فيقول: دعوتُ، ودعوت، ودعوت؛ فلم يستجب لي، فيتحسر: أي يتعب ويترك الدعاء، وهذا ما يريدهُ الشيطان من الإنسان، أنه يترك صلته بربه سبحانه وتعالى، والله جل وعلا في كتابه الكريم: أمرنا بالصبر على العبادة والطاعة، فقال سبحانه وتعالى: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65].
إذًا العبادة ومنها: الدعاء تحتاج إلى صبر، إلى مواصلة. ابن القيم -رحمه الله تعالى- قال: "والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده، فإذا كان السلاح ... "
بالقطع كل هذا يعتبر من قبيل إزاحة طاعة أحكام الله التى تسمى الأخذ بالأسباب فالله لن ينصر من يجلس ويظل يدعوه أن ينصره في القتال وهو لا يحمل سلاحه ويجاهد لأنه قال :
" إن تنصروا الله ينصركم"

فكيف تطلب النصر وأنت لا تطع الله في قوله " انفروا خفافا وثقالا"
وكيف تطلب الشفاء من المرض بالكلام وأنت لا تذهب للطبيب كما أمر الشرع ...
الله لا يطلب منه أن نلح عليه في الدعاء وإنما طلب منا طاعته فلو ألححنا ونحن نعصى أوامره فلن يجيبنا إلى شىؤ
وتحدث عن متطلبات سلاح الدعاء وما هو بسلاح وما هى بمعركة كما سماها فقال :
"انتبه:
قال:
أولًا: إذا كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة فيه.
ثانيًا: والساعد ساعدًا قويًا.
ثالثًا: والمانع مفقود.
يعني: ليس هناك موانع للدعاء، موانع الإجابة، فإنه سوف تحصل النكاية بالعدو، وإذا تخلف أحد هذه الثلاث تخلف تأثير الدعاء.
فلابد عندما ندعو الله سبحانه وتعالى؛ لا ندعوه فقط من ألسنتنا؛ الآن بعض الناس -نسأل الله أن يعفو عنا ويغفرلنا- لا تجد عنده صدقًا وإخلاصًا في دعائه لله سبحانه وتعالى، فعندما لا يرى أثر الدعاء، أثر الإجابة: يتهمُ ربه، يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى، لا يسيء الظن بنفسه، لا؛ بل يسيء الظن بالله سبحانه وتعالى، مع أن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]؛ هذا وعد من الله، والله سبحانه وتعالى لا يخلفُ الميعاد؛ لكمال صدقه، وكمال قدرته سبحانه وتعالى.
وقال عن نفسه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87]، وقال جل في علاه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122].
فالله سبحانه وتعالى لا يخلفُ الميعاد، ولكن الله جل وعلا من حكمته ورحمته وعلمه وخبرته سبحانه وتعالى أن الإجابة قد تتأخر، قد تتأخر سنة أو سنتين أو عشر سنوات لحكمةٍ يريدها سبحانه وتعالى، فأنت ماذا يكون موقفك يا عبد الله؟!"
وتحدث عن استجابة الدعاء وعدم استجابته فقال :
"وعدم أو تأخر الإجابة هذا ابتلاءٌ لك يا عبد الله.
انتبه هذه مسألة مهمة:
كثير من الناس ما ينتبه لهذا الأمر، ما يتصور أن تأخر الإجابة ابتلاء من الله، هذا ابتلاء من الله، الله يبتليك هل أنت عندك صبر؟ عندك قوة؟ أم أنك تضعف وتنهزم في هذه المعركة؟ لأن الشيطان يحاول أن يصدك عن الدعاء بأي وسيلة، فكيف نربي أنفسنا أيُّها الأحباب الكرام؛ عندما نخرج من هذا اللقاء؟
كيف نربي أنفسنا على قوة الدعاء والصبر على الدعاء والمواصلة؟"
واقترح الرجل على الحضور مقترحات ثلاثة فقال :
"أعطيكم وأختم هذا الدرس بهذه الإقتراحات الثلاثة:
- أولًا: أقترح عليك أنك تدعو الله سبحانه وتعالى في طريقك، عندما تذهب مثلًا إلى حاجة من حاجاتك الدنيوية، أو ذاهب إلى العمل، وأنت في السيارة وحدك، والطريق قد يستغرق منك نصف ساعة أو ساعة، حاول أن تعوّد نفسك وأنت في الطرق على الدعاء، ادعُ الله وأكثر من الدعاء بالأدعية التي وردت عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، الدعاء -الحمد لله- لا يحتاج إلى هيئة معينة أو إلى طهارة أو إلى استقبال قبلة أو أن يكون الإنسان ساجدًا، لا؛ بل اجعل منهجك في الحياة وديدنك وطريقتك أنك تدعو الله في جميع أحوالك، حتى وأنت على فراشك وحتى وأنت سواءً في الليل أو في النهار، أو في السر أو في العلانية، حتى وأنت جالس مع أهلك أو أصحابك تدعو الله، شغّل هذا اللسان بالدعاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث القدسي: (أن الله جل وعلا يقول وأنا معه إذا ذكرني)، في حديث، وفي رواية أخرى: (وأنا معه -أي مع العبد- إذا دعاني)، فأول أمر -حتى تعود نفسك على قوة الدعاء والصبر والمواصلة- أنك تدعو الله في طريقك.
- ثانيًا: تعود نفسك على الإطالة في السجود، وبالذات إذا صليت وحدك، تعود نفسك، ترى المسألة يا إخوة تحتاج إلى تدريب وتمرين وترويض، أن الإنسان يروض نفسه على الإطالة في الدعاء، بعض الناس يدعو الله خمس دقائق ما يتحمل خلاص يتعب ويمل ويكل ويترك الدعاء.
- الأمر الثالث: أنك تحرصُ على أوقات الإجابة؛ ثلاث أوقات أحرضكم على أن تحرصوا عليها في اليوم والليلة:
- أولًا: في الثلث الأخير من الليل، أي قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين أو نصف ساعة أو ثلاث ساعات، تدعو الله سبحانه وتعالى وتلح عليه وتفتقر بين يدية.
- الأمر الثاني: بين الأذان والإقامة؛ لأن الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب، تحاول أن تذهب إلى المسجد مع الأذان أو بعد الأذان بقليل؛ حتى تستغل هذا الوقت بين الأذان والإقامة بالدعاء.
- والأمر الثالث: كذلك في السجود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)، فتصور يا عبد الله؛ أنت قريب من ملك الملوك سبحانه وتعالى وأنت ساجد، فاجتهد في الدعاء، واصبر على الدعاء، والدعاء يحتاج إلى مواصلة وصبر وقوة."
والمقترحات الثلاثة لا أصل لها في دين الله فلم يطلب الله منا تكرار الدعاء لا قليلا ولا كثيرا وإنما طالبنا أن نخلص له ومن ثم دعاء الاستغفار يجاب على الفور عند الاستغفار للذنب وكثرة السجود واطالته لا تحقق أى دعاء لأن الله لم يأمر به ولا توجد أوقات معينة للاستجابة فالدعاء يكون في اى وقت وهو قد يجاب في أى وقت أو لا يجاب 

الأحد، 30 يوليو 2023

نقد خطبة قصة الهجرة

نقد خطبة قصة الهجرة
استهل الخطيب خطبته بالحديث عن هجرة النبى(ص) رابطا إياها ببداية السنة الهجرية حيث قال :
"ولا يزال الحديث ولا يمل عن سيد البشرية - صلى الله عليه وسلم - .
ونحن نستقبل العام الهجري الجديد ، نتذكر قصة الهجرة ، تلك الحادثة العظيمة التي نصر الله بها الدين، وقلب الموازين.
مكث عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر عاما بمكة يدعو إلى لا إله إلا الله .
سنوات طويلة من التعذيب والإيذاء .. والتشريد والابتلاء."
والهجرة لا علاقة لها بهات في كتب الروايات بشهر المحرم ولا أول السنة الهجرية لأن الهجرة كانت في أواخر صفر وأوائل ربيع الأول "
وتحدث عن الأحداث وبداية الهجرة فقال :
"وبعد اشتداد الأذى ينام عليه الصلاة والسلام في ليلة من الليالي على فراشه فيرى دار الهجرة وإذا هي أرض ذات نخل بين لابتين .. إنها طيبة الطيبة
ومن مكة ، تنطلق ركائب المهاجرين ملبية نداء ربها .. مهاجرة بدينها مخلفة وراءها ديارها وأموالها .
ويهم أبو بكر بالهجرة فيستوقفه الرسول ( ويقول : لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا .
وعلى الجانب الآخر تشعر قريش بالخطر الذي يهدد كيانها بهجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، فتعقد مؤتمرا عاجلا في دار الندوة للقضاء على محمد قبل فوات الأوان ."
وتحدث عن أحداث لم تحدث فقال :
"ويحضر الشيطان معهم على صورة شيخ نجدي ، قال بعضهم: احبسوه في الحديد حتى يموت ، وقال بعضهم : أخرجوه وانفوه من البلاد ، وبعد أن قوبل هذان الاقتراحان بالرفض تقدم فرعون هذه الأمة أبو جهل برأي خبيث ماكر فقال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما فيضربون محمدا ضربة واحدة فيقتلوه فيتفرق دمه في القبائل . فأعجب القوم بهذا الرأي حتى إن الشيطان الذي لم يستطع الإتيان بمثله أيده وقال : القول ما قال الرجل هذا الرأي لا أرى غيره ."
وظهور إبليس في صورة شيخ نجدى معجزة وقد انتهى زمن المعجزات في عهد محمد(ص) حيث منع الله الآيات وهى المعجزات فقال " وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتحدث عن أحداث أخرى فقال :
ووافق الحضور على هذا القرار الغاشم بالإجماع وبدأوا في التنفيذ .
وينزل جبريل فيخبر النبي ( بتلك المؤامرة ويقول : يا محمد لا تبت في فراشك الليلة
( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (
وفي بيت أبي بكر ، كان أبو بكر جالسا مع أهله في الظهيرة ، إذ أقبل النبي عليه الصلاة والسلام متقنعا مغطيا رأسه ، ففزع أبو بكر لأنه ( لم يكن يأيتهم في تلك الساعة .. يدخل النبي عليه الصلاة والسلام فيقول : يا أبا بكر أخرج من عندك . قال أبو بكر : إنما هم أهلك يا رسول الله . قال: فإني قد أذن لي في الخروج . قال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله . فقال : نعم . فبكى أبو بكر ولسان حاله يقول :
طفح السرور علي حتى إنني من عظم ما قد سرني أبكاني
ويعود ( إلى بيته ويعرف عليا بالأمانات التي عنده ليؤديها إلى أهلها .. وفي ظلمة الليل يجتمع المجرمون ويطوقون منزله عليه الصلاة والسلام
وفي هذه الساعة الحرجة يأمر النبي ( عليا أن يبيت في فراشه وأن يغطي رأسه ببرده الحضرمي
ويفتح النبي عليه الصلاة والسلام الباب .. ويخترق صفوف المجرمين ..يمشي بين سيوفهم وهم لا يرونه ، ثم يأخذ من تراب الأرض ويذره على رؤوسهم الواحد تلو الآخر ثم يمضي بحفظ الله .
وكان المجرمون ينظرون من شق الباب فيرون عليا على الفراش ، فيظنون أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - .. فلما أصبحوا اكتشفوا الأمر ، وأخذوا ينفضون التراب عن رؤوسهم .
سمعت قريش بالخبر فجن جنونها ، وثارت ثائرتها ، فوضعت جميع طرق مكة تحت المراقبة المشددة ، وأعلنت عن جائزة كبيرة قدرها مائة ناقة لمن يعيد محمدا أو أبا بكر حيين أو ميتين
كان الرسول ( يعلم أن قريشا ستجد في الطلب شمالا باتجاه المدينة . فاتجه هو وصاحبه جنوبا إلى غار ثور على طريق اليمن ، ولما انتهيا إلى الغار روي أن أبا بكر دخل الغار وسد جحوره بإزاره حتى بقي منها اثنان فألقمهما رجليه . ثم دخل رسول الله ( ونام في حجر أبي بكر . وبينما هو نائم إذ لدغت رجل أبي بكر من الجحر فتصبر ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله ( من نومه ، لكن دموعه غلبته فسقطت على وجه رسول الله ( ، فيستيقظ ليرى صاحبه قد لدغ ، قال : يا أبا بكر مالك . قال : لدغت فداك أبي وأمي . فتفل ( على رجله فبرأت في الحال .
عبدالله بن أبي بكر شاب ذكي نبيه ، بطل من أبطل الصحابة .. كان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي ( الخبر فإذا جاء السحر رجع مصبحا بمكة .
وكانت عائشة وأسماء يصنعان لهما الطعام ثم تنطلق أسماء بالسفرة إلى الغار ولما نسيت أن تربط السفرة شقت نطاقها فربطت به السفرة وانتطقت بالآخر فسميت بذات النطاقين) .
وكان لأبي بكر راع اسمه عامر بن فهيرة ، فكان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان من اللبن ، فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبدالله بن أبي بكر ليخفي أثر أقدامه .
واستأجر رسول الله ( رجلا كافرا اسمه عبدالله بن أريقط وكان هاديا خريتا ماهرا بالطريق وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال .
أعلنت قريش حالة الطواريء وانتشر المطاردون في أرجاء مكة كلهم يسعى للحصول على الجائزة الكبيرة . وصل بعض المطاردين إلى الجبل وصعدوه حتى وقفوا على باب الغار ، فلما رآهم أبو بكر قال : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا .. لو أن أحدهم طأطأ بصره لرآنا . فقال له ( : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا(.
وفي رواية حسنها بعض العلماء ، أنهم نظروا إلى الغار وإذا العنكبوت قد نسجت خيوطها على الباب . فقالوا : لو دخل هنا لم تنسج العنكبوت على الباب ، فانقلبوا خاسئين .
مكث عليه الصلاة والسلام وصاحبه في الغار ثلاثة أيام ، ولما خمدت نار الطلب جاءهما عبد الله بن أريقط في الموعد المحدد ، فارتحلوا وسلكوا الطريق الساحلي .
وفي مشهد من مشاهد الحزن يقف عليه الصلاة والسلام بالحزورة على مشارف مكة ليلقي النظرة الأخيرة على أطلال البلد الحبيب .. بلد الطفولة والذكريات .. ويقول : أما والله إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمها على الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.
وفي الطريق يمر الركب المبارك بديار بني مدلج ، فينطلق وراءهم سراقة بن مالك على فرسه بسلاحه يريد الجائزة .. ويدنو منهم حتى سمع قراءة رسول الله ( وهو يقرأ القرآن.. يلتفت أبو بكر فيرى سراقة فيقول : يا رسول الله أتينا ، فيرفع النبي ( يديه وهو ماض في طريقه لا يلتفت ويقول : اللهم اكفناه بما شئت .. اللهم اصرعه .. وكان سراقة يجري بفرسه على أرض صلبة فساخت قدما فرسه في الأرض وكأنما هي تمشي على الطين فسقط عن فرسه ، ثم قام وحاول اللحاق بهم فسقط مرة أخرى ، فنادى بالأمان ، فتوقف - صلى الله عليه وسلم - وركب سراقة فرسه حتى أقبل عليه وأخبره خبر قريش ، وسأله أن يكتب له كتابا ، فأمر عامر بن فهيرة أن يكتب له وقال له : أخف عنا . فرجع سراقة كلما لقي أحدا رده وقال : قد كفيتم ما ههنا . فكان أول النهار جاهدا على النبي ( ، فأصبح آخر النهار مجاهدا عنه ، فسبحان مغير الأحوال .
وفي الطريق يمر الركب المبارك بخيمتي أم معبد فيسألها النبي ( الطعام فتقول : والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى ، والشاء عازب والسنة شهباء .. يلتفت عليه الصلاة والسلام وإذا شاة هزيلة في طرف الخيمة فيقول : ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ فتقول له : هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم ، قال : أتأذنين أن أحلبها . قالت : نعم إن رأيت بها حلبا . فدعا ( بالشاة فمسح على ضرعها ودعا فتفجرت العروق باللبن فسقى المرأة وأصحابه ثم شرب ( ، ثم حلب لها في الإناء وارتحل عنها .
وفي المساء يرجع أبو معبد إلى زوجته وهو يسوق أمامه أعنزه الهزيلة . يدخل الخيمة وإذا اللبن أمامه ، فيتعجب ويقول : من أين لك هذا ؟ فتقول له : إنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت .
جزى الله رب العالمين جزاءه / رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به / فأفلح من أمسى رفيق محمد"
وكل ألأحداث السابقة لبم يحدث منها أى شىء فالله ذكر أن أحدا من البشر لم ينصر الرسول (ص) وصاحبه فقال :
" إلا تنصروه فقد نصره الله "
ومن ثم لم تحدث حكايات أسماء أو عامر بن فهيرة أو عبد الله بن ابى بكر ولا سراقة ولا غير هذا
وأما من نصره بالفعل فهم جنود غير مرئية كما قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وحكاية سوخ فرس سراقة تتناقض مع منع الله الآيات وهى المعجزات في عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

وتحدث عن استقبال الأنصار للرسول (ص) فقال:
"وفي المدينة ، سمع الأنصار بخروجه عليه الصلاة والسلام ، فكانوا لشدة تعظيمهم له وفرحهم به وشوقهم لرؤيته يترقبون قدومه ليستقبلوه عند مدخل المدينة ، فيخرجون كل يوم بعد صلاة الفجر إلى الحرة على طريق مكة في أيام حارة ، فإذا اشتد حر الظهيرة عادوا إلى منازلهم . فخرجوا ذات يوم ثم رجعوا عند الظهيرة إلى بيوتهم . وكان أحد اليهود يطل في هذه الأثناء من أطم من آطامهم فرأى رسول الله ( وأصاحبه مقبلين نحو المدينة فلم يملك اليهودي أن صاح بأعلى صوته : يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون . فثار المسلمون إلى السلاح، وكان يوما مشهودا، وسمعت الرجة والتكبير في بني عمرو بن عوف، وكبر المسلمون فرحا بقدومه، وتلقوه وحيوه بتحية النبوة ، وأحدقوا به مطيفين به ، والسكينة تغشاه ، والوحي ينزل عليه (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير( .
وبعد الهجرة ، مكث - صلى الله عليه وسلم - في المدينة قرابة العشرة أعوام ، أقام فيها دولة الإسلام ، وبلغ البلاغ المبين ، وأكمل الله به الدين ، حتى أتاه اليقين ، بآبائنا هو وأمهاتنا - صلى الله عليه وسلم - ."
وتحدث عن الدروس المستفاد من الهجرة فقال :
"تلكم أيها الأحبة قصة الهجرة ، وفيها من الدروس والعبر ما يضيق عنه المقام . أذكر بعضها بإيجاز: أولا:
الصبر واليقين طريق النصر والتمكين : فبعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء بمكة ، كانت الهجرة بداية للنصر والتمكين لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، بصبرهم ويقينهم بالله تعالى .
درس في التوكل على الله والاعتصام بحبل الله : فقد كانت رحلة الهجرة مغامرة محفوفة بالمخاطر التي تطير لها الرؤوس .. ومع هذا فقد كان ( في ظل هذه الظروف العصيبة متوكلا على ربه واثقا من نصره .
فالزم يديك بحبل الله معتصما / فإنه الركن إن خانتك أركان
درس في الحب : وقد قال الحبيب ( :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
هذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحا بصحبته ( . . . هذا الحب هو الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لدغ في الغار لأن الحبيب ينام على رجله .
هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب ( على أهله ونفسه .
هذا الحب هو الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه ( على أحر من الجمر . فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب ( ويهجر سنته أو يتخاذل عن الذب عن عرضه ، ثم يزعم أنه يحبه؟
يا مدعي حب أحمد لا تخالفه / فالخلف ممنوع في دنيا المحبينا
درس في التضحية والفداء : فقد هاجر النبي ( وأصحابه رضي الله عنهم ، ولم يتعللوا بالعيال ، ولا بقلة المال فلم يكن للدنيا بأسرها أدنى قيمة عندهم فداء لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
ويوم أن بات علي في فراشه ( وغطى رأسه كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش .. ويوم أن قام آل أبي بكر عبدالله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية ، كانوا يعلمون أن مجرد اكتشافهم قد يودي بحياتهم .
هكذا كان شباب الصحابة ، فأين شبابنا .. أين شبابنا الذين يضعون رؤوسهم على فرشهم ولا يضحون بدقائق يصلون فيها الفجر مع الجماعة .
أين أنتم يا شباب ، وقد كشر الأعداء عن أنيابهم ، فسبوا أشرف الخلق فداه آباؤنا وأمهاتنا .
أما آن للشاب أن يستيقظ من غفلته ، ويتوب من خطيئته ، ويهاجر إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟
إن حقيقة الهجرة ليست مجرد الانتقال من بلد إلى آخر ، إن المهاجر كما قال - صلى الله عليه وسلم - هو من هجر ما نهى الله عنه ورسوله ( ، هجرة من الذنوب والسيئات ... هجرة من الشهوات والشبهات ... هجرة من مجالس المنكرات .. هجرة من طريق النار إلى طريق الجنة ..

السبت، 29 يوليو 2023

قراءة فى كتاب شهادة حسن السير والسلوك

قراءة فى كتاب شهادة حسن السير والسلوك
المؤلف سعيد عبد العظيم وقد استهل كتابه بأن شهادات حسن السير والسلوك مطلوبة فى موضوعات متعددة فقال :
"أما بعد:
"فشهادات التزكية وحسن السير والسلوك والمعاملة تُطلب في الزواج ولتقديمها في المصالح والأعمال وعلى ضوئها يتم القبول والرفض والمفترض أن تتم بالحق والعدل وهي صورة من الشهادة التي نقيمها خالصة لوجه الله ووفقًا للواقع دون محاباة أو مجاملة ولو كانت شهادة على النّفس أو الوالدين والأقربين"
والحق أن لا شهادة إلا فى القضاء والمراد أمام القاضى وأما فى الزواج والعمل الوظيفى فهى بدعة أحدثها الناس فكلمة مسلم وحدها كافية أمام أى مسلم أخر فكلمة مسلم تعنى مطيع لله ومن ثم لا توجد فيه تهمة لأن من وجدن فيه تهمة فمعناها أنه كفر بحكم من أحكام الله
وضرب الرجل نماذح ممن ينسب للنبى (ص) فى بعض الناس فقال :
ولذلك قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما أظن أنّ فلانًا وفلانًا يعلمان شيئًا من ديننا» لرجلين من المنافقين.
وقال - أيضًا -: «أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فضراب للنساء».
وسمع صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة وهي تشتكي زوجها أبا سفيان وتقول: إنّ أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي. فقال لها صلى الله عليه وسلم: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف». "
والرواية الأولى تعنى كفر المنافقين وهو ما أثبته الله ,اما الرواية الثانية فالقول الأول لا يعنى جريمة فكون معاوية لا مال له شهادة فى أنه لا يملك مال وليست شهادة فى كونه كافر وأما القول فى أبو جهم بكون ضراب للنساء فهى اتهام له بالكفر لأن لا يوجد مسلم يضرب الزوجات باستمرار والرواية لا تصح فمن المعروف ان معاوية هو ابن أبى سغيان وهو أكبر تجار قريش فكيف يكون الابن الول لأغنى قريش بلا مال حسب كتب التاريخ؟
وأما الرواية الثالثة فهى اتهام لأبى سفيان بالكفر لأن الشح وهو البخل من صفات الكفار كما قال تعالى :
""ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة"
وأى كلام لرجل أو امرأة لا يقبل دون بينة والرسول(ص) لن يحكم على الرجل دون أن تحضر هند الشهود
وحدثنا الرجل عن كتب الجرح والتعديل وكون بعضها شهادة بحسن السير والسلوك فقال :
ومن طالع كتب الحديث والرجال سيجد وصف العلماء للبعض بأنه كذاب أو سيّئ الحفظ ... وليس في ذلك غيبة محرمة؛ إذ الغيبة هي ذكرك أخاك بما فيه ومن خلفه بما يكره إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته. أما إذا دعت الحاجة والضرورة لذكر الوصف المكروه في الشخص كالشهادة عند القاضي مثلاً فلا حرج ولا حرمة وأحيانًا تصدر الشهادة ويتم التوثيق ممن هو بحاجة لمن يوثقه ويشهد له بالعدالة وذلك نتيجة غربة الحال فقد يُناط إعطاء الشهادة من كافر لمسلم ومن الفاسق للمطيع وكل إناء بما فيه ينضح واللسان ترجمان لما في القلب وقد قال سبحانه: (ودوا لّوً تدًهٌن فّيدًهٌنونّ (9)) [القلم: 9]
وقال: (ولّن تّرًضّى عّنكّ اليّهود ولا النصّارّى حّتى تّتبٌعّ مٌلتّهمً) [البقرة: 120] وبالتالي فلابد من نظر بعين الاعتبار في الشاهد والمزكي والموثق. وهذه الشهادة قد تختص بجانب من جوانب الحياة أو بعمل من الأعمال: كإتقان للعمل أو حفظ القرآن مثلاً وأحيانًا تكون مطلقة فيُقال: فلان حسن السير والسلوك. ويشهد الإنسان بما تحققه ورآه (ومّا شّهٌدًنّا إلا بٌمّا عّلٌمًنّا ومّا كنا لٌلًغّيًبٌ حّافٌظٌينّ <81>) [يوسف: 81]"
وما فى كتب الجرح والتعديل مع كونه شهادات إلا أنها شهادات وأحكام لا يؤخذ بها لأن القضاة وهم أصحاب الكتب اختلفوا فى آلاف الرجال فالبعض وثق والبعض كذب وجرح فبأى حكم من أحكامهم نأخذ ؟
ما فى كتب الجرح والتعديل قد يناقض الحق فقد يجمه القوم على وثاقة رجال وعندما تراجع الأحاديث المروية عنهم تجدها مناقضة للقرآن فكيف نوثق من يكذب كتاب الله
وتحدث عن فى بعض القضايا لابد من عدد معين لكى تثبت الشهادة فقال :
"ولابد من توافر النصاب الشرعي حتّى يُؤخذ به فلو شهد ثلاثة على إنسان بالزنى لم تُؤخذ شهادتهم ولو كان فيهم أمير المؤمنين بل يُقام عليهم حد القذف؛ إذْ لابد من توافر أربعة من العدول يشهدون حتّى يُقام حدّ الزنى وعمومًا فالجرح والتهمة تتطلب بيّنة أوضح من شمس النهار. "
وتحدث عن الشهادة للرسل(ص) بكونهم أدوا ما عليهم فقال :
"هؤلاء مشهود بحسن سيرهم وسلوكهم: أفضل الخلق الرسل وأفضلهم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والنّبيّ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأولين والآخرين وقد بعثه سبحانه رحمة للعالمين زكّى لسانه فقال: (ومّا يّنطٌق عّنٌ الهّوّى (3)) [النجم: 3]
وزكّى عقله وفؤاده فقال: (مّا ضّل صّاحٌبكمً ومّا غّوّى (2)) [النجم: 2]
وزكّى معلمه فقال: (عّلمّه شّدٌيد القوّى (5)) [النجم: 5]
وزكّاه كله فقال: (وإنكّ لّعّلّى خلقُ عّظٌيمُ (4)) [القلم: 4]."
وهذا كلام هو كلام الله وأما ما قاله الرجل فى تفضيل بعض الصحابة وهم المؤمنين بعضهم على بعض فهو خطأ فادح وفيه قال :
"والأنبياء يأتون في المرتبة بعد الرسل ثم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وأفضلهم أبو بكر فعمر فعثمان فعلي فسائر العشرة المبشرة بالجنة وأصحاب بيعة الرضوان والعقبة وأهل بدر وأحد وكل صحابي أفضل من كل من جاء بعده وقد شهد لهم القرآن بالفضل والخيرية قال تعالى: (كنتمً خّيًرّ أمةُ أخًرٌجّتً لٌلناسٌ تّأًمرونّ بٌالًمّعًروفٌ وتّنًهّوًنّ عّنٌ المنكّرٌ وتؤًمٌنونّ بٌاللهٌ) [آل عمران: 110]
وأثنى عليهم النّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»
[متفق عليه]. وأثنى عليهم ابن مسعود بقوله: «كانوا أبرّ هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا». اصطفاهم ربنا جلّ وعلا لصحبة خير البرية فهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ولا يجوز انتقاصهم أو الطعن والتجريح فيهم «أصحابي أصحابي لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبًا لم يبلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه». وكان أيوب السختياني يقول: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنهم أرادوا أن يجرحوا شهودنا؛ ليعطلوا العمل بالكتاب». والجرح بهم أولى وهم زنادقة وذلك لأن الصحابة هم نقلة الكتاب والسُّنّة وكلهم عدول وجهل أحدهم لا يضره كما هو مقرر في المصطلح وهم الأسوة والقدوة بعد الأنبياء والمرسلين في حسن السير والسلوك. وما لم يكن يومئذ دينًا فليس باليوم دينًا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بالرجوع إلى أولها قال تعالى: (والسابٌقونّ الأّولونّ مٌنّ المهّاجٌرٌينّ والأّنصّارٌ والذٌينّ تبّعوهم بٌإحًسّانُ رضٌيّ الله عّنًهمً ورّضوا عّنًه) [التوبة: 100]
ومتابعتهم فيما أحسنوا فيه لا في الهفوات التي بدرت منهم؛ إذ لم يكونوا معصومين والواجب علينا أن نترضى ونترحم عليهم وأن نمسك عما حدث وشجر بينهم وأن نعلم أنهم خيار أولياء الله المتقين فكل من تابع منهج الأنبياء والمرسلين وكان من أهل السُّنّة والجماعة وغلب خيره على شره استحق شهادة تزكية وحسن سير وسلوك حتّى وإن بدرت منه بعض الهفوات إذْ كل ابن آدم خطّاء. قال تعالى: (ثم أّوًرّثًنّا الكٌتّابّ الذٌينّ صًطّفّيًنّا مٌنً عٌبّادٌنّا فّمٌنًهمً ظّالٌمِ لٌنّفًسٌهٌ ومٌنًهم مقًتّصٌدِ ومٌنًهمً سّابٌقِ بٌالًخّّيًرّاتٌ بٌإذًنٌ اللهٌ)
[فاطر: 32] والسابق بالخيرات هو الذي غلبت حسناته على سيّئاته وقد ذكر سبحانه أهل الجنة بأحسن ما عملوا وتجاوز عن سيّئته. والعصمة ثابتة للأنبياء والمرسلين قال تعالى: (أوًلّئٌكّ الذٌينّ هّدّى الله فّبٌهدّاهم قًتّدٌهً)
[الأنعام: 90]
وقال: (قّدً كّانّتً لّكمً أسًوّةِ حّسّنّةِ فٌي إبًرّاهٌيمّ والذٌينّ مّعّه) [الممتحنة: 4]
وقال: (لّقّدً كّانّ لّكمً فٌي رّسولٌ اللهٌ أسًوّةِ حّسّنّةِ لٌمّن كّانّ يّرًجو اللهّ والًيّوًمّ الآخٌرّ وذّكّرّ اللهّ كّثٌيرْا <21>) [الأحزاب: 21]."
ولا يوجد فى القرآن أفضلية لصحابى على صحابى كأبى بكر على على أو لعلى على أبى بكر ولا غير هذا ولا لامرأة مؤمنة على أخرى فكل المؤمنون عند الله فى القرآن بلا أفضلية وإنما الأفضلية أوضحها الله بأن المجاهدين منهم خير من القاعدين كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن تفضيل البعض من الخارجين على الدين على الرسل(ص) فقال :
فلا يصح أن نقدم راقصًا أو مغنيًا أو فيلسوفًا أو أديبًا ... على الأنبياء والمرسلين؛ إذ التقديم والتأخير يتم وفق شرع الله (أّلا يّعًلّم مّنً خّلّقّ وهوّ اللطٌيف الخّبٌير <14>) [الملك: 14]."
وتحدث عن حسن السمت فقال :
" حسن السمت:
ورد في الحديث: «إنّ الهدى الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة» [رواه أبو داود وأحمد وحسّن ابن حجر إسناده]."
والخطأ فى الرواية تقسيم النبوة إلى 25 جزء ويخالف هذا كون النبوة شىء واحد لا يتجزأ هو تلقى الوحى لإبلاغه للناس فأين هى الأجزاء ؟
زد على هذا أن السمت الحسن موجود فى كل المخلوقات مصداق لقوله تعالى بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "والسؤال ما هى هذه الأجزاء المزعومة ؟قطعا لا إجابة
ثم قال :
" ووصف البراء بن عازب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم مربوعًا وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئًا أحسن منه» [رواه البخاري ومسلم]."
الرواية السابقة ليست مدحا وإنما رأى شخصى فى الجسد النبوى فالمدح والذم يكون فى الدين
وتحدث عن أن القول فى الفرد يكون فى دينه فقال :
وقال إبراهيم النخعي: «كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه». وقال الحسن البصري: «كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه ولسانه وبصره ويده». وقال أبو العالية: «أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقد من أمره صلاته فإن وجدته يُقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت هو لغير الصلاة أضيع». وقال مالك: «إنّ حقًا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعًا لأثر من مضى قبله». وقال عبد الرحمن بن مهدي: «كنّا نأتي الرجل ما نريد علمه ليس إلاّ أن نتعلم من هديه وسمته وذلّه». فحسن السمت يُكسب المرء الهيبة والوقار واحترام الآخرين وحبهم وهو دليل كمال الإيمان ورجاحة العقل وصفاء القلب ونقاء السريرة كما أنه من أخلاق الأنبياء والصالحين. "
وتحدث عن حسن المعاملة فقال :
"شمول حسن المعاملة:
إنّ الأمر بحسن المعاملة يتضمن أمورًا عديدة منها: الوفاء بالعهود والعقود مع الله عزّ وجل ومع الناس وفيما يتعلق بأمور الناس فإنّ حسن المعاملة يقتضي البعد عن الغش والتدليس والظلم وعدم إخسار الكيل والميزان ... كما يشمل الرفق بمن يتعامل معهم من المسلمين. ولا شك أنّ امتزاج أحكام الشريعة بالأخلاق الحسنة يؤدي إلى تنفيذ القوانين والأحكام الإدارية المتفقة مع الشرع أما فيما يتعلق بأمور الآخرة فتعني أن يصدق الإنسان في تعامله مع خالقه وأن يُخلص نيّته في عبادته؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فحسن السير والسلوك يشمل جميع أصناف الخلق وهو معنى يتّسع باتّساع دعوة الإسلام وهو مطلوب في كل آن وحين في التعامل مع الخالق والمخلوق. حصلت على شهادة حسن السير والسلوك .. فانتبه! هذه التزكية وهذه الشهادة التي حصلت عليها ليست هي نهاية المطاف؛ فقد نحكم للإنسان بالإسلام ويعلم الله كفره وليس لنا إلاّ ذلك إذْ لم نُؤمر أن نشق عن الصدور أو أن ننقب عن القلوب ولذلك نقبل من الناس علانيتهم ونكل سرائرهم إلى الله هو يتولى السرائر وقد كان المسلمون يتزوجون من المنافقين ولم ينه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذبائح المنافقين. وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: «ناشدتك الله يا حذيفة أسمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم» أي من المنافقين فيقول له حذيفة: «لا و لا أُزكِّي بعدك أحدًا». وروى البخاري عن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف على نفسه النفاق ما منهم من أحد يقول: إنّ إيمانه مثل إيمان جبرائيل وميكائيل». وكان عمر بن الخطاب يقول: «أيها الناس إنّ الوحي قد انقطع فمن أظهر لنا خيرًا أمنّاه وقربناه ليس لنا في سريرته الله يتولاّه في سريرته ومن أظهر لنا شرًا لم نُؤمنه ولم نقربه وإن قال إنّ نيته حسنة». ومما أُثر عن المسيح أنه قال: «لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإنّ القلب القاسي بعيد عن الله ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد؛ فإن الناس رجلان مُبتلى ومُعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية». وقالوا: «من كانت سريرته كعلانيته فهو عدل ومن كانت سريرته أفضل من علانيته فهو الفضل ومن كانت علانيته أفضل من سريرته فهو الجور». فانتبه واعلم أن الله مُطلع ورقيب وأنّ العملة الزائفة لا تروج على الله ثم هذه الشهادة التي حصلت عليها إن كانت بحق وبصدق فهي شهادة على ما مضى وأنت لا تدري بما يُختم لك وإنما الأعمال بالخواتيم وبماذا يُنادى عليك غدًا والبعض قد يعمل بعمل أهل الجنة حتّى ما يبقى بينه وبينها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها فلا تطمئن ولا تركن واعمل عمل رجل لا يُنجيه إلاّ عمله وتوكّل توكل رجل لا يُصيبه إلاّ ما كُتب له واحذر من أن تنقلب على عقبك القهقري أو أن تغتر بثناء الناس عليك فالعجب آفة والواجب عليك أن تغلب جانب الخوف على الرجاء وأن تجمع الرغبة بالرهبة والإلحاف بالمسألة (ويّدًعونّنّا رّغّبْا ورّهّبْا وكّانوا لّنّا خّاشٌعٌينّ <90>) [الأنبياء: 90]."
وكل هذا الكلام عن حسن المعاملة هو ما تلخصه كلمة المسلم أو المؤمن أو المتقى فالمسلم لا يمكن أن يكون سيئا ولكن إذا ارتكب جريمة فقد كفر وخرج من الإسلام فإن تاب وأتاب عاد لإسلامه
ومثلا فى زواج المسلم بين الله أن هناك حكم واحد يمنع المسلم أو المسلمة من الزواج إلا من مثله فمن ثبت عليه الزنى لا يجوز له زواج مسلمة لم يثبت عليها الزنى والعكس وفى هذا قال تعالى :
"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين"
وهذا الكلام يكون بحكم قضائى أو عندما يصحو ضمير الزانى والزانية فيتزوجان من بعضهما بعد أن يتوبا إلى الله
وتحدث عن شهادة حسب السير والسلوك فقال :
"واشكر الموفق والمنعم وازدد إحسانًا فقد كان شداد ابن أوس يقول: «إذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله فاعلم أنّ لها عنده أخوات وإذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أنّ لها عنده أخوات؛ فإنّ الطاعة تدل على أختها وأن المعصية تدل على أختها». (فّأّما مّنً أّعًطّى واتقّى (5) وصّدقّ بٌالًحسًنّى (6) فّسّنيّسٌره لٌلًيسًرّى (7) وأّما مّنً بّخٌلّ واسًتّغًنّى (8) وكّذبّ بٌالًحسًنّى (9) فّسّنيّسٌره لٌلًعسًرّى <10>) لا تُزكي نفسك وتنتقص الآخرين فلك في الصالحين أسوة حسنة كان أبو بكر الصديق - وهو المشهود له بالجنة - يقول: «لو أنّ إحدى قدماي في الجنة والأخرى خارجها ما آمن مكر الله إنه لا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون». وكان البعض يقول: «إذا ذُكر الصالحون فأف لي وتف». وقال آخر: «إذا قيل ليخرج أسوأ من بالمسجد لبادرتكم بالخروج». إذا حصلت على شهادة تزكية وحسن معاملة فقل: اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون؛ فإنّك تعلم وهم لا يعلمون وازدد تواضعًا لجناب الله نريد شهادة يرضى بها ربنا عنّا تكون جواز مرور إلى جنات النعيم شهادة تزداد بها طاعة وعبودية لله يتوافق فيها الظاهر مع الباطن والسر مع العلانية ويُنادي على أهلها غدًا (كلوا واشًرّبوا هّنٌيئْا بٌمّا أّسًلّفًتمً فٌي الأّيامٌ الخّالٌيّةٌ <24>) [الحاقة: 24]."
وشهادة حسن السير والسلوك الورقية بدعة فى الوظائف فالوظائف هى من أجل الرزق وهو اطعام واسكان والنفقة على أسرة ومن ثم لا يوجد بها تلك الشهادة التى تقضى على حياة أسرة ارتكب بعض أربابها أو أفرادها جريمة وتاب منها كما أنه عوقب فى الدنيا فّإذا كان الله يغفر لمن أذنب فى حقه فكيف لا يغفر البشر لبعضهم وكلنا فى حياته أذنب كثيرا دون استثناء وصدقت القولة :
" كل ابن آدم خطاء"

الجمعة، 28 يوليو 2023

نقد كتاب الصلوات غير المفروضة

نقد كتاب الصلوات غير المفروضة
المؤلف عبدالله القرني وهو يدور حول صلاة النوافل التى اخترعها الرواة من عند أنفسهم وقد استهل حديثه بالحديث عن الصلوات المفروضة وصلاة التطوع فقال:
"أخي الحبيب: إن الله تعالى فرض علينا أداء خمس صلوات في اليوم والليلة وهي بلا شك عمود الدين وركن من أركانه، كما شرع لنا صلوات دونها سميت بصلاة التطوع، فكل صلاة مشروعة في الإسلام زيادة على الفروض الخمسة الواجبة في اليوم والليلة يشملها اسم (صلاة التطوع).
عن طلحة بن عبيد الله قال: { جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول: حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام ! فقال رسول الله : خمس صلوات في اليوم والليلة فقال: هل علي غيرها ! قال: لا إلا أن تطوع } [أخرجه البخاري]."
والحديث باطل فقد قصر الإسلام على الصلاة بينما الإسلام آلاف مؤلفة من الأحكام وهو يعارض حديث جبريل 000ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة 00رواه الستة فهنا الإسلام الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج وفى القول الصلاة فقط
وتحدث عن فضل صلاة التطوع فقال:
فضل صلاة التطوع
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم } [أخرجه الأربعة وصححه الألباني].
والخطأ أن أول ما يحاسب عليه المسلم الصلاة وهو يخالف أن الله لا يسأل أحد عن ذنب فى صلاة أو غيرها لقوله بسورة الرحمن "فلا يسئل عن ذنبه يومئذ إنس ولا جان "ومن ثم يدخل الجنة أو النار دون أى سؤال عن شىء.
السنن الرواتب
أعلم رحمك الله أن المقصود بالسنن الرواتب هي تلك الصلوات التي كان رسول الله يصليها أو يرغب في صلاتها مع الصلوات الخمس المفروضة قبلها أو بعدها.
وهي التي أشار إليها في قوله { ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشر ركعة تطوعاً إلا بنى الله له بيتاً في الجنة } [رواه مسلم].
والخطأ أن أجر الاثنى عشر ركعة هو بيت أو قصر فى الجنة وهو ما يخالف أن أى عمل مالى بسبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء".
وتحدث عما سماه النوافل او السنن الرواتب فقال :
وإليك - أيها القارئ الكريم - بيانها:
1- راتبة صلاة الفجر: وهي ركعتان قبل الفريضة.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي قال: { ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها } [رواه مسلم].
2- راتبة صلاة الظهر وهي أربع ركعات قبل الفريضة وأربع أو اثنتان بعدها: عن أم حبيبة قالت سمعت رسول الله يقول: { من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار } [أخرجه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني].
وله أن يصلي ركعتين بعدها لحديث عائشة قالت: { كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين} [أخرجه مسلم].
3- راتبة صلاة المغرب وهي ركعتان بعد الفريضة:
لحديث عائشة قالت: { ... ... . وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين } [رواه مسلم].
4-راتبة صلاة العشاء وهي ركعتان بعد الفريضة:
لحديث ابن عمر قال: { حفظت من رسول الله عشر ركعات قال وركعتين بعد العشاء في بيته } [أخرجه البخاري ومسلم]."
والحديث يتعارض مع أن مجموع ما ذكره المؤلف أكثر من عشرين
ثم قال :
"فضل صلاة الليل والوتر:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [أخرجه مسلم].
وعن عبد الله بن عمر عن النبي قال: { اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً } [متفق عليه].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان رسول الله يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشر ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة ... .. } [أخرجه مسلم].
ومن صلاة الليل صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان ويشرع الاجتماع لأدائها وفيها فضل عظيم.
صلاة الضحى:
عن أبي ذر عن النبي أنه قال: { يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكيبرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى } [أخرجه مسلم].
ويشرع للمسلم أن يصليها ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو ثمانياً أو اثنتي عشرة ركعة. كل ذلك ثبت في الأحاديث.
صلاة ركعتين بعد الوضوء: عن عمران مولى عثمان أنه { رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فافرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما، ثم جعل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً ويديه ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه الشيخان].
صلاة تحية المسجد:
يشرع للمسلم إذا دخل المسجد وأراد الجلوس فيه أن يصلي ركعتين.
فعن أبي قتادة السلمي أن رسول الله قال: { إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس } [أخرجه الشيخان]. وفي رواية البخاري { إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين }.
الصلاة بين الآذان والإقامة:
عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله : { بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال في الثالثة لمن شاء } [أخرجه البخاري].
والمقصود بالأذانين هنا الأذان والإقامة.
صلاة التوبة:
عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله يقول: { ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون [آل عمران] } [أخرجه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني].
الصلاة قبل الجمعة:
عن أبي هريرة عن النبي قال: { من اغتسل ثم أتى الجمعة وصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته، ثم يصلي معه غفر له ما بين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام } [أخرجه مسلم].
السنة البعدية للجمعة:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعاً } [أخرجه مسلم].
صلاة القادم من السفر:
عن كعب بن مالك قال: {.. كان - يعني رسول الله - إذا قدم من السفر بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم جلس للناس } [أخرجه الشيخان].
صلاة الاستخارة: عن جابر بن عبد الله قال: { كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني استخيرك بعلمك ... ) } [أخرجه البخاري].
صلاة الكسوف والخسوف:
وهي سنة مؤكدة فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: { خسفت الشمس في عهد رسول الله فصلى رسول الله بالناس، فقام فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد فأطال السجود ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب في الناس ... } [أخرجه الشيخان].
ويشرع صلاتها في المسجد جماعة من غير أذان ولا إقامة.
صلاة العيدين:
وقد لازم النبي أداءها وأمر الناس بالخروج إليها.
عن أم عطية قالت: { أمرنا - تعني رسول الله - أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين } [أخرجه الشيخان].
صلاة الاستسقاء:
تشرع إذا منع المسلمون القطر وأجدبت الأرض.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر فكبر، وحمد الله عز وجل ثم قال: { إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم }
ومن حديث ابن عباس قال: { خرج رسول الله صلى الله متبذلاً متواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرقى على المنبر ولم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد } [أخرجه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني].
صلاة الجنازة:
الصلاة على الميت المسلم فرض كفاية وفيها فضل عظيم. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد } [أخرجه الشيخان].
وعن أبي هريرة { أن رسول الله نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر عليه أربع تكبيرات } [أخرجه الشيخان].
صلاة ركعتي الطواف:
تصلى بعد كل سبعة أشواط، قال الله تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى [البقرة:125].
وجاء في حديث جابر الطويل في صفة حجته قال: {.. ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس } [رواه مسلم].
الصلاة في مسجد قباء:
عن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله : { من خرج حتى يأتي هذا المسجد - مسجد قباء - فصلى ركعتين كان له عدل عمرة } [أخرجه النسائي وابن ماجة وصححه الألباني].
الخطأ تفاضل أعمال الصلاة فى الأجر بسبب المكان أو الجماعية أو الفردية أو غير هذا من الأسباب ومخالفتها للأجر العام فى القرآن وهو أن أى عمل غير مالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ العام الثانى هو محوها لبعض الذنوب مع أن أى حسنة تمحو كل السيئات الماضية مصداق لقوله تعالى بسورة هود "إن الحسنات يذهبن السيئات
مسائل تتعلق بصلاة التطوع:
التطوع في البيت أفضل:
لحديث زيد بن ثابت وفيه { فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة } [أخرجه الشيخان].
المداومة على التطوع أفضل وإن قل:
عن عائشة قالت: { كان لرسول الله حصير، وكان يحجره من الليل فيصلي فيه، وجعل الناس يصلون بصلاته، وبسطه بالنهار، فثابوا ذات ليلة فقال (يا أيها الناس ‍‍‍‍،عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل) } [متفق عليه].
صلاة التطوع عن قعود: عن عمران بن حصين وكان ميسوراً، قال: { سألت رسول الله عن صلاة الرجل قاعداً قال: (إن صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد) } [أخرجه البخاري].
قال الترمذي: معنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم في صلاة التطوع."
الخطأ أن من صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد وهو ما يخالف أن ألأجر واحد للكل كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

صلاة التطوع على الراحلة:
عن ابن عمر قال: { كان رسول الله يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة } [متفق عليه].
الخطأ الصلاة لغير القبلة فهو يتعارض مع قوله تعالى " فولوا وجوهكم شطره"
صلاة التطوع في السفر:
لم يكن من هديه في السفر الصلاة قبل المكتوية ولا بعدها، ولم يلتزم بالرواتب وإنما ثبت عنه التطوع المطلق.
عن عامر بن ربيعة قال: { رأيت رسول الله وهو على الراحلة يسبح يومىء برأسه قبل أي وجه توجه، ولم يكن رسول الله يصنع ذلك في المكتوبة } [متفق عليه]."
الخطأ الصلاة لغير القبلة فهو يتعارض مع قوله تعالى " فولوا وجوهكم شطره"
الجماعة في صلاة التطوع:
تشرع الجماعة في صلاة التطوع إلا أنه لا ينبغي المداومة عليها وفعلها في البيت أفضل:
فعن أنس بن مالك { أن جدته مليكة دعت رسول الله لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: (قوموا فلأصل لكم) قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام رسول الله وصففت اليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عيه وسلم ركعتين ثم انصرف } [متفق عليه].
قضاء الراتبة مع الفائتة:
عن أبي هريرة قال: { عرسنا مع نبي الله ، فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي : (ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان) قال: ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين، ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة } [أخرجه مسلم]."

أفضل الصلاة طول القراءة:
عن جابر قال: قال رسول الله : { أفضل الصلاة طول القنوت } [أخرجه مسلم]."
والخطأ أن الصلاة قنوت أى دعاء بينما قراءة قرآن اى ذكر لله كما قال تعالى " فاسعوا إلى ذكر الله"
وكل هذه السنن لا يشرعها أحد لا نبى ولا صحابى لأن الله شرع سنة واحدة وهى قيام الليل فقال :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه"
فالله المشرع وليس الرسول (ص) أو حتى الصحابة ومن ثم لا اصل لأى شىء من النوافل غير ما اباح الله في كتابه

الخميس، 27 يوليو 2023

قراءة فى بحث كمال الحيدري ينسف كشف العرفاء

قراءة فى بحث كمال الحيدري ينسف كشف العرفاء
الكاتب مجهول وهو يسمى نفسه طالب علم وهو يتصدى للصوفية الذين يسمونهم فى المشرق العرفاء وقد استهل البحث بأن كمال الحيدرى واحد من مروجى التصوف فى عالمنا فقال :
" تطرق أحد أكبر مروجي التصوّف والعرفان الفلسفي في هذا العصر وهو كمال الحيدري لموضوع علم العرفاء وزعم بأنّ مصدر علمهم هو نفس مصدر علم الأنبياء عليهم السلام (أي الوحي) وليس علماً حصولياً مكتسباً, إنما هو علم لدني وهذا هو المقطع المرئي"
وقد انتقد الباحث كلام الحيدرى مبينا أن العارف لا يملك أى دليل على كلامه سواء عقليا أو نقليا فقال :
"الرد على ما جاء به:
قال كمال الحيدري: العارف ماذا؟؟ العارف هو الذي يعتمد كشفَهُ لكشفِ حقائق الوجود ,, يعني يقول: (ما ينكشف لي) حسب الاصطلاح نسميه عارف ,, يعني أداته الأصلية الكشف! ...
أقول: العارف لا يمتلك أيّاً من الدليلين العقلي والنقلي اللذين هما الحجة في الشرع لإثبات معتقداته وليس من طريق أمامه سوى ان يدّعي علم الغيب بنسبة العلم اللدني إلى نفسه فيزعم بأنّه يوحى إليه ولكنه يسمي ذلك كشفاً للتحايل والخداع فإنّ تسمية كشفه بأنه وحي بصريح العبارة سيعرضه للإحراج في حال تقرّرَ اختباره في سائر المسائل دون سابق إنذار, لذلك يراوغون فيصورون ما يخبرون به أخذاً عن الغيب على أنه حالة من الحالات التي يصلون فيها لدرجة من القرب الإلهي بحيث تنكشف لهم الأمور!! ... "
وبين الرجل خدع العرفاء حيث يقولون كلام عجيبا كإسلام فرعون وكفر أبو طالب وأن العذاب كالنعيم فى الآخرة كلاهما لذة وغير هذا حيث قال :
"ولكي يتبيّن للقارئ الكريم كذبهم وخداعهم ودجلهم فليراجع مكاشفاتهم الخرافية التي من بينها تشبيه الله بخلقه ورؤية الله في الآخرة! وقولهم (والعياذ بالله) بكفر مؤمن قريش شيخ البطحاء أبي طالب وإيمان فرعون! بل القول بأنّ فرعون من العرفاء الشامخين. هذا عدا عن قولهم بعدم النص على الخلافة وقولهم بانقطاع العذاب في نار جهنم وتحوّل العذاب إلى عُذُوبة! وقولهم بأنّ الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام، وقولهم بتخطئة الأنبياء وتصحيح عمل الكفار! وادعاؤهم بأن كتاب فصوص الحكم عديم المثال والنظير وأنه مماثل للقرآن الكريم!! وغيرها من الكفريات والخرافات الكثيرة التي لا يسع المجال لذكرها هنا ومن أراد الاطلاع بشكل مفصّل فليراجع كتاب (مكاشفات العرفاء وحيٌ إلهي أم وسوسة شيطانية؟) "
ونقل كلام الحيدرى الذى بين أنه مخطىء فيه فليس لدلا العارفين أى برهان على خدعهم وتخاريفهم ويقارن بين نبوة الوحى وعرافة الخرافة فيقول:
"قال كمال الحيدري: (لكي أضرب الأمثلة .. الأنبياء لكي يتعرفوا على حقائق هذا العالم ما هو طريقهم؟ طريقهم الوحي,, لا طريقهم العقل ,, ولا طريقهم النقل ,, ولا طريقهم التجربة ,, أبداً مو طريقهم هذا، يعني عندما هو يتعرف على حقائق هذا العالم بأي طريق يتعرف عليها؟ يتعرف عليها من خلال ماذا؟ من خلال الوحي .... ... أقول: نعم .. الأنبياء عليهم السلام ثابت اتصالهم بالله سبحانه وتعالى عن طريق الوحي وقد أخبرونا بالحقائق الإلهية والأمور الغيبية. فهم بصريح العبارة يسمون ما يتلقونه وحياً , وما امتُحنوا في الإخبار عن غيب من الغيوب إلا وأخبروا به كما هو دون أي نسبة خطأ على الإطلاق، لذلك نقول هم قطعاً مرتبطون بالله تعالى وبالسماء فهم يتحدّونَ بالمُعجز ويخبرون بالمغيبات ويَصدُق دائماً إخبارهم. ... بينما ما جاء به العرفاء والمتصوّفة خليط من الخرافات والخزعبلات التي تصادم العقل والنقل!"
وبين أن الفارق بين صدق النبى وكذب العارف هو أن الوحى كان يخبر النبى بالغيب فيتبين صدقه كما فى حرب الروم بينما العارف يقول أى كلام ويظهر فيما بعد كذبه فقال :
" وثبت كما نقلنا أنّ كشفهم يخالف العقل والنقل, وإنهم كما يقول الحر العاملي قد تم اختبارهم فتبيّن كذبهم وهذا لا يحصل مطلقاً مع أنبياء الله تعالى. فالأنبياء كلما اختبرهم قومهم في الإخبار عن غيب من الغيوب فإنهم دائماً كانوا يصدقون ويخبرون بالصدق. ... هنا ننقل كلام الحر العاملي:
عدم إفادته على تقدير وقوعه لليقين ألا ترى أنه كثيراً ما ينكشف للإنسان أشياء ثم ينكشف له فسادها وكذا من يدعي الكشف أو يُدّعى له, وذلك معلوم منهم قطعاً ولعل جميع ذلك من هذا القبيل وعلى تقدير إفادته للظن خاصة كيف يجوز الجزم به؟ والاعتماد عليه وقد ادعى جمع منهم أنهم يرون نور الوضوء وينكشف لهم, فامتحنّاهم بأن يخبرونا عن حال جماعة محصورين وأي شخص منهم على وضوء وأي شخص منهم على غير وضوء فظهر عجزهم وافتضاحهم"
وفى الفقرة السابقة نجد أن القوم أثبتوا كذب العارفين من خلال دعواهم معرفتهم أنهم يعرفون المتوضئين من غيرهم من خلال نور الوضوء المزعوم بجلب أفراد متوضئين وغير متوضئين فلم يقدروا على معرفة من المتوضىء حقا من غير المتوضىء
وتحدث الباحث عن أن الحيدرة يقول العارف يعرف بنفس طريق النبى فقال :
" قال كمال الحيدري: العارف يدّعي أنه أيضاً تنكشف له حقائق هذا العالم بنفس هذا الطريق الذي ينكشف لمن؟ للنبي "
وكان رده عليه:
أقول: هذا مجرّد ادعاء , والادعاء يحتاج إلى دليل ولا يوجد لدى العارف دليل , بل ثبت بالدليل والبرهان عكسُ مدعاهم وقد تبين زيف هذا الادعاء من خلال ما صدر عنهم من مكاشفات خرافية!"
والخطأ هو نزول وحى على العارفين المزعومين وهو ما يناقض أن الله اختتم النبوة وهى الرسالة بقوله :
" وخاتم النبيين"

فلم يعد هناك وحى ينزل
وكشف الباحث أن الحيدرى يلبس الموضوع فيقول أن الوحى لا يسمى وحيا عند العارف لمعرفتهم بانقطاع النبوة ومن ثم يستخدمون كلمات أخرى كالكشف فقال :
"قال كمال الحيدري: لا يسمى وحياً ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج ... أقول: إنّ العرفاء لا يستخدمون مصطلح (علم الغيب) ومصطلح (الوحي) لكي لا ينكشف أمرهم بل يستخدمون مصطلحات أخرى لأن هذه المصطلحات من جهة ستفتح عليهم باب اتهامهم بادعاء النبوة وهذا لا قِبَلَ لهم به ومن جهة أخرى ستفضح كذبهم ودجلهم في ميدان الاختبار حيث سبختبرهم الناس كما كان يُصنع مع الأنبياء. ... لذلك يتجنبون استخدام هذا المصطلح (الوحي) وإذا ذكروه ألحقوه بنفي النبوة!! ... لئلا يفتضح أمر شعوذتهم فإنهم يحاولون أن يجعلوا للوحي الذي يدّعونه لأنفسهم مصطلحاً فضفاضاً ليس لمعناه جوهر ثابت!
وتحدث عن أن كبير العارفين ابن عربى يزعم أن كتابه وحى ولكن يلفظ نزول وألقى فقال :
"قال كبيرهم ابن عربي: فما أُلقي إلا ما يُلقى إلي , ولا أنزل في هذا المسطور (فصوص الحكم) إلا ما ينزّل به علي!! ... المصدر: مقدمة فصوص الحكم, ابن عربي , بتعليق العفيفي, ص 47 - 48. ... فهذا شيخهم الأكبر ابن عربي يدّعي بأن كتاب فصوص الحكم جاءه عن طريق الوحي فقال: أُلقي إليّ ... ونزّل به علي!! ."
وتحدث الباحث عن أنهم يقومون بمناقضة كلامهم هروبا من حسابهم على ذنوبهم فيقول أن ابن عربى لم يجهل نفسه نبيا وإنما وارث حارث فقال :
"ولكي لا يفتضح أمره ويُتهم بأنه يدعي النبوة قال بعدها مباشرة: ولست رسولا ولكني وارث ولآخرتي حارث. المصدر: فصوص الحكم , ابن عربي, بتعليق العفيفي, 47 - 48. ... إذاً ما يدعيه العارف هو وحي بالمعنى الاصطلاحي!!! ثم يقول لا ادعي النبوة! ... فادعاء النبوة ما معناه إذاً؟ ... الوحي في الشرع: إعلام الله أنبياءه بما يريد أن يبلغه إليهم من شرع أو كتاب بواسطة أو غير واسطة. ... فقول كمال الحيدري (لا يسمى وحياً) هو للتغطية على فضيحة القوم وللتخفيف من هول المعنى, و العجيب أنّه هو بنفسه اعترف و أوضح معنى الوحي عند العرفاء فقال: ولكن بنفس الآلية بنفس المنهج!! ... فإذا كان كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج الوحي الذي يتلقاه الأنبياء فكيف لا يُسمى وحياً؟؟ ... هذا كمن يقول أكتب الشعر بنفس منهج وآلية قواعد العروض ولكنه لا يُسمى شعراً!! ... أيُعقل هذا؟ ...
وتحدث عن أن الحيدرى عن الفارق بين وحى النبى الذى لا يخطىء بينما وحى العارف يخطىء ويصيبب وهى مصيبة كبرى فقال :
" والمصيبة العظمى حينما قال: الفرق انه: النبي ما ينكشف له معصوم لا يخطئ، أما العارف قد يصيب وقد يخطئ!! ... أقول: كيف يكون كشف العرفاء بنفس آلية ومنهج وحي الأنبياء ثم يخطئ أو يختلف في كشفه مع كشف آخر؟! ... نحن مثلاً نستدل على كون أئمتنا الأطهار كلهم معصومين وعلمهم لدني بأنّ أقوالهم لا تختلف! "
والمصيبة فى هذا الكلام هو اتهام الله بالخطأ فالوحى المنزل على العرفاء يخطىء ويصيب وهو اتهام مباشر لله بالخطأ والجهل وما يترتب عليهما من النقص
وناقش الباحث الحيدرى فى كلامه فقال :
"مثلاً النبي عندما ينسخ شريعة سابقة ويأتي بحكم جديد فإنه يُخبر بالمنسوخ كما جاء وتُصدّقه في ذلك ما سطرته الكتب السماوية .. ... ثم أنت بنفسك يا كمال الحيدري تقول (بنفس) .. ... نفس الشيء يعني مطابق له .. فكيف تكون آلية كشف العرفاء مطابقة لمنهج وآلية وحي الأنبياء ثم يخطيء كشفهم! ... هذا يعني أنّ الأنبياء منهجهم وآلية وحيهم والعياذ بالله يُحتمل منها الخطأ! ... هل من الممكن أن أقول بأنّ أحداً سلك في منهجه نفس منهج رسول الله (ص) في العقائد والعبادات والمعاملات ثم أشك بأنّه من المحتمل أن يدخل نار جهنم؟ ... هذا محض عبث! ... تصبح القضية لعبة! ... ألم تقل يا كمال الحيدري أنّ من الخصائص الأساسية والمهمة للمعرفة العرفانية أن العلم فيها ليس من نوع (العلم الحصولي) وإنما هو من نوع (العلم الحضوري)؟ ... المصدر: العرفان الشيعي, كمال الحيدري, ص208. ... فكيف من كان علمه حضورياً يقع في الخطأ؟؟ ... الحضور يعني الشهود"
وتحدث الباحث عن أن القوم يخلطون المصطلحات لخداع الناس كالعلم الحضورى والعلم اللدنى فقال:
"الشهادة الذاتية بيّنة وحجة في الشرع :
في الشرع تكون شهادة من حضر واقعة وعاينها وشهدها بنفسه حجة. ... ألم تنقل عن الملا صدرا قوله: وحقيقة الحكمة إنما تُنال من العلم اللدني؟!! ... المصدر: معرفة الله, كمال الحيدري. ج1 ص209.
إنّ العرفاء و إن حاولوا التلاعب والفصل بين العلم الحضوري والعلم اللدني بقولهم انّ العلم الحضوري يختلف عن اللدني المستخدم كمصطلح كلامي غير أنهم في التعريف يعرفون اللدني على أنه علم حضوري!!! أي هو قطعي لا يقبل الخطأ لذا هو حضوري لأنّ العلم الحضوري يعني أن يكون المعلوم حاضراً بوجوده لدى العالم به!! ... وقد عرَّفتَ أنت يا كمال الحيدري العلم اللدني بقولك: العلم اللدني علم حضوري يمنحه الله تعالى لخاصة عباده المقربين فهو من لدنه سبحانه , وقد أشير إليه بقوله تعالى في قصة الخضر عليه السلام {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}. ... المصدر: معرفة الله , كمال الحيدري, ج1 ص208. فإن قالوا نعني أنّ كل علم لدني هو حضوري وليس كل حضوري لدني قلنا لهم كيف وهما يشتركان في مناط واحد وهو حضور الشيء بوجوده؟ ...
وتحدث الباحث عن مسألة خلافية عند الفقهاء وهو اختلاف معنى النبى عن الرسول فقال :
"نقول إنّ الرسول يختلف عن النبي لأنّ للرسالة مناطاً آخر ومهمات أخرى ... لذا نقول كل رسول نبي وليس كل نبي رسول .. ... فكيف من كان علمه لدنياً يقع في الخطأ؟ ... لو كان كشفهم كشفاً إلهياً ومتصلاً بجهة معصومة لا يمكن وقوعه في الخطأ والاختلاف. ... هل أخطأ الأنبياء عليهم السلام في إخباراتهم؟ ...
إذا كان العرفاء لديهم نفس آلية ومنهج الوحي عند الأنبياء لا يمكن القول بأنهم يخطئون ويختلفون! ... وإذا ثبت خطؤهم وهو ثابت وإذا ثبت اختلافهم وهو ثابت , يكون ادعاؤهم للكشف باطلاً وكشفهم ليس كشفاً إلهياً بل محض تخرصات وأوهام. ... قال تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ..."
واستنتج الباحث أن الكشف عند القوم شيطانى وليس إلهيا بسبب اختلافاتهم فيه فقال :
"فالاختلاف والأخطاء في الكشف عند العرفاء دليل على أنّ كشفهم هذا كشفٌ شيطاني وليس كشفاً إلهياً,, ولو كان كشفهم كشفاً إلهياً لما كانوا اختلفوا فيه ولما تخبطوا ولما خرج من بؤرة كشفهم سيل من الخرافات والخزعبلات."
وحدثنا الرجل عن معنى الكشف عند العارفين وهم الصوفية فقال :
"فلنرجع لمعنى (الكشف) عند أهل اللغة وعند العرفاء أنفسهم ومن خلاله سنعرف هل يمكن لنا القبول بكلام كمال الحيدري أم لا؟ ... قال ابن منظور: (كشف) الكشْفُ رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ. ... وقال أيضا: وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً أظهره. ... المصدر: لسان العرب, ابن منظور , ج7 ص671 ,باب الكاف. ... فهل الشيء الظاهر الواضح يُحتمل فيه الخطأ ممن يدعي لنفسه أنّه مُظهر للحقائق؟ ... قال الجرجاني: الكشف: في اللغة رفع الحجاب وفي الاصطلاح: هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً أو شهوداً. ... المصدر: التعريفات , الجرجاني, ص184. فهل إذا رُفع الحجاب ولو فرضنا كلهم يدّعون رفعه عن ذات الشيء, سيرى زيد شيئاً ويرى عمرو شيئا آخر؟ ... لو كان هناك حاجز خلفه ثمرة , فلنقل (تفاحة) فأتى ثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنظر سليم وعقل مميز وكانوا في كامل انتباههم ويقظتهم فرفع كل منهم الستار فهل سيرى أحدهم التفاحة برتقالة والآخر سيراها موزه؟! ... هي حقيقة واحدة (التفاحة) , انكشف الستار عنها لثلاثة أفراد كلهم يتمتعون بنفس الخصائص الثابتة لجميع الأفراد لذا فإنّ الطبيعي والمنطقي أن يكونوا كلهم قد شاهدوا ذات الحقيقة وهي (التفاحة). ... فكيف يرى العارف بالكشف شيئاً ويرى العارف الثاني شيئاً آخر؟! ... قال العارف عبد الرزاق الكاشاني: المشاهدة: شهود الذات بارتفاع الحجاب مطلقاً!! ... المصدر: إصطلاحات الصوفية , عبد الرزاق الكاشاني, ص 289. ... أقول: إذا كُشف الحجاب مُطلقاً وأصبح الأمر واضحاً على نحو الإطلاق فهل ثَمّ احتمال بالوقوع في أدنى نسبة من الخطأ؟ ... قال أبو نصر الطوسي: الكشف: وهو عبارة عن بيان ما يستتر على الفهم فيكشف عنه للعبد كأنه يراه رأيُ العين. ... المصدر: مصطلحات التصوف الإسلامي, د. رفيق العجم, ص790. ... هل ما يُرى بالعين يُختلف فيه فضلاً عن أن يُحتملَ الخطأ فيه؟ ... وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما تراه بعينك حق. ... يقول ابن عربي: المشاهدة تطلق على رؤية الأشياء بدلائل التوحيد وتطلق بإزاء رؤية الحق في الأشياء وتطلق بإزاء حقيقة اليقين من غير شك. ... المصدر: كتاب اصطلاح الصوفية , ابن عربي , ص415, مطبوع مع كتاب رسائل ابن عربي طبعة دار إحياء التراث العربي."
واستنتج الرجل من كلامهم السابق كذبهم فالحقيقة المرئية واحدة فلا يمكن أن يرى ثلاثة أصحاء النظر الكتاب سوى كتاب وأما أن يراه أحدهم كتاب والثانى رجل والثالث بهيمة فهى كارثة من الكوارث الكبرى
واستنتج أن كل ما قاله الحيدرى كذب وخداع فقال :
"فإذاً ما معنى كلام الحيدري بأنّ العرفاء لديهم كشف بنفس منهج وآلية الوحي عند الأنبياء عليهم السلام وأنّ ما عندهم من علم هو علم حضوري (لدني) و ليس علماً حصولياً ثم بعد هذا يخطئون ويختلفون؟؟!! ... قال كمال الحيدري: من قبيل يا اخوان ما الفرق بين المعصوم وبين الفقيه؟ المعصوم ما يقوله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} أما الفقيه قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: هذا قياسٌ باطل ,, فالفقيه لم يدّعِ بأنّ له اتصالاً مع الله من خلال الكشف كما يدّعي العارف , إنما يستخدم القواعد و الأصول الفقهية لاستنباط الأحكام الشرعية فربما يصيب وربما يخطئ. ... أما العارف يدّعي علم الغيب و يقول بأنه متصل بالوحي و أنّ ما لديه هو علم حضوري (لدني) فلا يمكن (حسب ادعائه) وقوعه في الخطأ. ... قال كمال الحيدري: الفرق بين النبي وبين العارف ,, المنهج واحد بين النبي وبين العارف ولكن الفرق أن النبي لا يخطئ بخلاف العارف قد يصيب وقد يخطئ ... ... أقول: المنهجان مختلفان تماماً ولا يلتقيان: ... منهج سائر الأنبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وآله منهج سماوي إلهي رباني رحماني ,, مُسدد بروح القدس,, والنبي متصل بالوحي و أمينه جبرائيل عليه السلام, و منهجه هو منهج يحترم العقل والمنطق والفطرة السوية. ... بينما منهج العرفاء منهج شيطاني خرافي قائم على الخزعبلات والأوهام واللعب بورق ... (اليا نصيب) , وهو منهج لا يحترم العقل بل من يعتنقه لا يملك العقل أصلاً. ... منهج العرفاء منهج يعتمد على وحي الشيطان باسم الرحمن!! ... قال تعالى {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} ... وبالفعل انك لا تجد قوماً أشد مراءً وجدلاً من هؤلاء المشعوذين الذين يسمون أنفسهم عرفاء. "
إذا التصوف أى العرافة هو كذب وتخريف بغرض استغلال الناس للحصول على الملذات من خلال دعوى الزهد

الأربعاء، 26 يوليو 2023

قراءة فى بحث تاريخ نظرية الإحتمال

قراءة فى بحث تاريخ نظرية الإحتمال
المؤلف يحيى محمد وقد تحدث فى البداية عن أن النظرية قديمة وكانت موجودة لدى مختلف الأمم فقال :
"من الناحية التاريخية عُرفت نظرية الإحتمال لدى العرب والهنود وغيرهم قبل ان تلفت نظر الغربيين منذ النهضة الحديثة وأول ما بدأ الاهتمام بها عبر تحديد القيم الرياضية الخاصة بألعاب الحظ والمصادفة."
وربط يحيى محمد بين العرب ولعب القمار والغرب والنظرية فقال :
"وهناك بعض الإصطلاحات التي شاعت لدى الغرب ظهر ان مصدرها العرب، ومن ذلك لفظة (هزرد hazard) التي تعني اللعب في قطعتي زهر أو ثلاث، وقد أُشير إلى هذه اللعبة في ادبيات العصر الكنيسي في الغرب وكانت اللفظة شائعة قبل ان تحل محلها لفظة (الصدفة chance)[2]"
وتحدث عن أن البعض فى الغرب يعيد أصل النظرية للعرب فقال :
"وعليه ذكر الاستاذ هاكن Hacking ان الرياضيات الإحتمالية، هي مثل نظام الأرقام في الغرب، تعود إلى أصل عربي، وان لفظة هزرد هي كلفظة علم الجبر algebra مأخوذة من العرب."
وتحدث عن ارتبط النظرية بالميسر وهو القمار المسمى ألعاب الحظ فقال "وكان أوائل العلماء الاوروبيين - وهم الايطاليون - يعملون على حل مشاكل ألعاب الحظ والمصادفة للهزرد الشائعة في افريقا الشمالية، في الوقت الذي كانوا فيه منشغلين بتطوير علم الجبر وحل مسائله الرياضية. ومع ان العلم الخاص بلعبة الزهر له بصيص من الوجود لدى الاوروبيين خلال القرن الخامس عشر، إلا ان أساس هذا العلم يرتد إلى قديم الزمان. فمن المصادر التي تناولت العلم المذكور ما جاء في بعض الكتب الهندية القديمة، حيث وردت قطعة نصية تشير إلى هذا النوع من العلم في كتاب (ماهاباراتا Mahabarata) الذي يعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد بعدة قرون، أي قبل ان يتعرف عليه الاوروبيون بمدة طويلة "
وتعرض يحيى محمد إلى أن النظرية فى العصر الحديث مرتبطة باسم باسكال فقال :
"ويلاحظ ان اغلب الكتب التي تعرضت لتاريخ الإحتمال تبدأ بالفيلسوف الرياضي باسكال (1623ـ1662) وزميله فرما، إذ جرت بينهما عدد من الرسائل المتبادلة لحل بعض مشكلات الاحتمال وقد كان لمثلث باسكال آنذاك دور مهم في حل بعض المسائل الاحتمالية البسيطة كتلك المتعلقة بألعاب المصادفة وما شاكلها"
وأشار إلى ما قبل باسكال فى كتابات الغربيين فقال :
"وأحياناً تُشير بعض الدراسات إلى ان أوليات التفكير في القضايا الإحتمالية تعود إلى ما قبل باسكال بقرن تقريباً. ومن ذلك ان المؤرخ تودانته Todhunter، وهو من مؤرخي القرن التاسع عشر البارزين، لم يكتب عن الفترة التي سبقت باسكال إلا ست صفحات من كتابه الذي تجاوزت اوراقه الستمائة صفحة، وقد تناول في الصفحات الست آراء كل من كاردان (1501ـ1576) وكبلر (1571ـ1630) وغاليلو (1564ـ1642)، ومن قبلهم لبري Libri [4] لكنه لم يشر إلى ما قبل الفترة الحديثة ولا إلى الدور العربي في علم الإحتمال رغم ما تضمنه كتابه من الحضور الواسع للفظة هزرد وكأن صياغة الإحتمال من الناحية العلمية لم يتوفر ظرفها إلا مع مطلع العصر الحديث، وبالتحديد مع باسكال."
ويكرر يحيى محمد ارتباط النظرية بالعاظ الحظ وهو الميسر فيقول :
"على ان بداية اهتمام باسكال بالمشكلة الرياضية للإحتمال كان منذ منتصف القرن السابع عشر (وبالتحديد سنة 1654)، حيث بدأ التفكير مع العاب الحظ الخاصة بزهر النرد. فمن ذلك الوقت بدأت مشاكل الإحتمال تفرض نفسها لتجد من يحلها من قبل العلماء. ومع ان باسكال ليس من الرياضيين، كما صرح هو بنفسه، لكن تقدمه في طرح أولى المشاكل الإحتمالية وحلها بشكل صحيح، جعلاه مشهوراً كأول مساهم من الرياضيين لحل القضايا الإحتمالية، وذلك بمعية زميله فرما."
وكرر الرجل أولية تفكبر باسكال فى النظرية فقال:
"هكذا تؤرخ النشأة العلمية منذ باسكال، إذ يُعتبر أول من تعرض إلى طرح المشاكل الإحتمالية واجاب عنها. فقد وضع مثلثه المشهور لحل تلك المشاكل، وكان الرياضيون يلجأون إلى هذا المثلث من بعده. وسمي باسمه لاكتشافه عدداً من العلاقات والخصائص غير المعروفة حوله، رغم أن الاهتمام به سبق باسكال، وان ما يعزى إليه من دور تاريخي هام على صعيد نظرية الإحتمال كان مسبوقاً بنحو ما يزيد على ثلاثة قرون، وقد يمتد إلى قرون سابقة كثيرة."
وهذا التاريخ تاريخ مغلوط وقد أثبته الرجل بالقول أن المثلث المنسوب لباسكال كان معروفا فى الرياضيات المكتوبة بالعربية كرياضيات عمر الخيام فى قوله:
"فقد كان المثلث معروفاً ومستخدماً في الحسابات الخاصة بالعاب الحظ والمصادفة ومن ذلك ان الشاعر والرياضي المعروف عمر الخيام (المتوفى سنة 1214) قد استخدم المثلث في تحديد القيم الإحتمالية لبعض المسائل، وهو يعترف بأن فكرة المثلث قديمة وليست من ابتكاره. وكان الاستاذ سارتون Sarton يقول بصدد هذا المثلث بأنه مثال عظيم من المعرفة الخفية أو الغامضة، ذلك انه لعدد من المرات يكتشف فيضيع فيكتشف، حتى أصبح أخيراً معروفاً تمام المعرفة. وينقل ان العلماء قبل باسكال كانوا يعرفون هذا المثلث لدى كل من اليونان وبلاد فارس والهند والصين والمانيا وايطاليا ولدى العرب القدماء يعتقد ان محمد بن الحسن الكرخي (المتوفى عام 1020م) هو ايضاً ممن كان يشتغل على هذا المثلث"
ونظرية الاحتمال قديمة قدم البشر وأشهرها ما فى الرحم ولد أم بنت والكثير من البشر يفكر فى احتمالية كون الجنين ولد أم بنت ليعرف كيف يتصرف بناء على الولادة فيما بعد
وتحدث يحيى محمد عن شكل المثلث وما فيه فقال :
ويتحدد مثلث باسكال في حالة وجود إمكانيتين متكافئتين لا أكثر، كما في حالة وجهي قطعة النقد. ويمكن تصور شكله كالتالي
1 ...
1 ... 1 ...
1 ... 2 ... 1 ...
1 ... 3 ... 3 ... 1 ...
1 ... 4 ... 6 ... 4 ... 1 ...
1 ... 5 ... 10 ... 10 ... 5 ... 1 ...
1 ... 6 ... 15 ... 20 ... 15 ... 6 ... 1 ...
1 ... 7 ... 21 ... 35 ... 35 ... 21 ... 7 ... 1 ...
1 ... 8 ... 28 ... 56 ... 70 ... 56 ... 28 ... 8 ... 1
ففي هذا المثلث يعتمد كل عدد وارد في خطوطه الأفقية على مجموع العددين الذين يفوقانه (مباشرة وعلى الشمال)، وكل خط افقي يحمل إمكانات توافيقية تتحدد بموجبها الإحتمالات المطلوبة، ومجموع اعداد كل خط أفقي يمثل مجموع كافة الإمكانات التوافيقية للإختبارات. ففي رأس المثلث ان العدد واحد يعني وجود إمكانية واحدة لا غير، وبالتالي فهي تعبر عن اليقين من دون إحتمال. ومن بعد هذه القمة ترد الخطوط الأفقية بإختباراتها وإحتمالاتها التي تتكثر بحسب التتالي، فالخط الأفقي الأول يعني وجود إختبار واحد يتضمن إمكانيتين فقط، مثل إمكانيتي رمي قطعة النقد مرة واحدة، فقد يظهر وجه الصورة وقد لا يظهر، أي ان إحداهما تمثل إحتمال الظهور، فيما تمثل الثانية إحتمال العدم. والخط الأفقي الثاني يعني وجود إختبارين يتضمن أربع إمكانات توافيقية، فالعدد واحد يمثل ظهور وجه الصورة مثلاً مرة واحدة في الإختبارين لا غير، ويقابله العدد واحد ايضاً في الجهة الأخرى، ويمثل عدم الظهور كلياً، أما العدد (2) في الوسط فهو يمثل إمكانين توافيقيين، حيث إما ان يظهر وجه الصورة في الإختبار الأول أو في الإختبار الثاني. ومجموع الإمكانات لا يتعدى الأربعة الآنفة الذكر. أما الخط الأفقي الثالث فيعني وجود إختبارات ثلاثة تتضمن ثمانية إمكانات توافيقية، فقد يظهر وجه الصورة في جميع الإختبارات وهو ما يمثله العدد واحد، كما قد لا يظهر كلياً وهو ما يمثله العدد واحد في الجهة المقابلة، كما هناك ثلاث إمكانات للظهور، فقد يظهر الوجه خلال الإختبار الأول أو الثاني أو الثالث، وهو ما يمثله العدد (3)، ومثله العدد الآخر الذي يمثل إمكانات ثلاثة أخرى، وهي إما ان يظهر الوجه في الإختبار الأول والثاني، أو الأول والثالث، أو الثاني والثالث. ومجموع هذه التوافيق ثمانية .. وهكذا الحال مع بقية الخطوط الأفقية .. وهناك بعض الصيغ الرياضية المبسطة للتعرف على هذه الإمكانات وإحتمالاتها. "
وتحدث عن ثبات تصور الاحتمال فقال :
"وعلى رأي الاستاذ هاكن أن تصور الإحتمال خلال القرون الثلاثة الماضية، وبالتحديد منذ عصر باسكال، ظل ثابتاً يتردد إلى اصوله من غير تغيير. فدائرة الآراء في فهم الإحتمال أخذت تعيد نفسها مرة بعد أخرى، من دون أي تقدم يُحرز وطوال هذه المدة لم يتجاوز مفهوم الإحتمال معنيين اثنين. وقد استدل هاكن على الطابع الدوري لمفهوم الإحتمال عبر مثالين، أحدهما ان الصياغة الأكثر حداثة للإحتمال هي تلك التي كان رائدها رامسي Ramsey في كتابه (الحقيقة والإحتمال) سنة 1926، وكذلك القبول الواسع المنال لكتاب الاستاذ سفج Savage ( اصول الاحصاءات) سنة 1954. وكان البعض يطلق على النظرية التي قدمها كل من رامسي وسفج النظرية الذاتية ( subjectivism)، وكان الاستاذ سفج يطلق عليها النظرية الشخصية ( personalism)، لكن اغلب الاحصائيين كانوا يطلقون عليها نظرية بايس ( Bayesian theory)، فرغم أن بايس قد توفى (سنة 1760)؛ إلا ان الفكرة الأساسية لمساهمته ظلت طوال قرنين من الزمن. أما المثال الآخر فيتعلق بالتفاسير المختلفة المطروحة حول عمل برنولي Jacques Bernoulli في كتابه (فن التخمين) سنة 1713. فلكونه قدّم لفظة (الذاتي subjective) في فلسفته حول الإحتمال، فقد أطلق عليه الفيلسوف الذاتي ( subjectivist)، وصرح الاستاذ هاكن بأن برنولي هو المتبني الأول للنظرية الذاتية للإحتمال، بينما حكم عليه فون ميزس بأنه رجل تكراري ضليع. كما قال آخرون بأن نظرية برنولي سبقت مذهب كارناب المنطقي في الإحتمال، بل إن كارناب ذاته ردّ نشأة الإحتمال المنطقي الذي تبناه إلى فترة متقدمة منذ الاهتمام العلمي بنظرية الإحتمال، وإعتبر انعكاس ذلك على عنوان كتاب برنولي الموسوم (فن التخمين)، حيث يُعنى بالإحتمالات الخاصة بالفرضيات التي تعد صلب الإحتمال المنطقي، وهو الإحتمال الذي تم تتويجه على يد العالم الرياضي لابلاسكذلك ما زال آخرون يطلقون على برنولي بأنه رائد التصور التكراري في الاحصاء والذي يُعد فيه الاستاذ نيامن Neyman الأكثر شهرة من المعاصرين المفسرين لهذا التصور.
هكذا فعلى رأي هاكن، رغم أن افكار نيامن وكارناب والنظرية الذاتية كلها تتميز بالتغاير الجوهري، إلا ان هذه الاعمال المختلفة كلها يمكن عدّ اصولها راجعة إلى العمل الذي قام به برنولي من قبل "
وكل ما سبق من كلام يدلنا على أن الكثير من الغربيين يربطون النظرية بهم رغم وجودها منذ البشر الأول وهى موجودة فى كتب التراث فى الأمم المختلفة وعلى حد معرفتى فهى من ضمن علم الحروفيين الذين يجعلون لكل حرف رقم
كما أنها فى الثقافة الشعبية موجودة فى صورة أمثال وأغانى مثل يا ليل يا عين فليل وعين هما احتمال لمن يختار صاحب المثل الذى خيره الحاكم بين قتل اثنين ابنه وزوجته