الأحد، 29 نوفمبر 2009

الماهية فى القرآن


                              الماهية
هذا كتاب ماهية الأشياء وهو يبحث فى أمر الماهية عبر نصوص القرآن للوصول للحق
الماهية :
لكى نعرف ماهية الشىء علينا بالعودة للأسئلة والإجابات عن ماهية الأشياء بالقرآن لمعرفة معناها ونجد فى القرآن أن بنى إسرائيل سألوا موسى(ص) عن ماهية البقرة فقالوا ادع لنا ربك يبين ما هى فكانت الإجابة :إنها بقرة لا فارض أى لا عجوز ولا بكر أى صغيرة عوان أى وسط بين العجز والصغر وهذا يعنى أن السن وهو العمر جزء من ماهية الشىء وعادوا للسؤال ادع لنا ربك يبين لنا ما هى  فكانت الإجابة إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها أى إنها بقرة لا مسخرة تحرث التربة ولا تروى الزرع سليمة لا علامة مميزة فيها وهذا يعنى أن مميزات الشىء جزء من ماهيته فهنا مميزات البقرة صعوبة قيادتها للعمل وهو الحرث والسقى وجسمها ليس به علامة مميزة وهذا يعنى أن الصفات النفسية والجسمية كل منهما جزء من الماهية فعادوا للسؤال ما هى فعاد للجواب إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهذا يعنى أن اللون طوال العمر جزء من الماهية وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " و"إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها "و "قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "من هنا يتبين لنا أن الماهية تشمل الإنسان ككل من البداية فهى تاريخ جسم ونفس الإنسان منذ بدايته أى بألفاظ أخرى ماهية المخلوق هى ما يحدث لنفسه وجسمه وما تحدثه نفسه وجسمه أى بألفاظ أخرى التطور الطارىء على النفس والجسم من خارجهما أو منهما أى بألفاظ أخرى التغيرات الحادثة فى النفس والجسم طول العمر والملاحظ هنا هو أن الثابت هو النفس والجسم والثبات المراد هو استمرارية الوجود وليس تجمدهما على حالة واحدة
ماهية الإله :
إذا كانت ماهية المخلوق هى التغير الحادث فى النفس والجسم منهما أو من غيرهما فإن ماهية الإله تختلف ومن أجل التوضيح نقول :أن الكفار على مر العصور قد سألوا رسلهم (ص)عن ماهية الإله فمثلا الكفار قالوا لمحمد(ص)لما قال لهم اسجدوا للرحمن :وما الرحمن؟أنسجد لما تأمرنا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن "وسأل فرعون موسى (ص)وهارون(ص) من ربكما كما قال بسورة طه"قال فمن ربكما يا موسى "وقال بسورة الشعراء "وما رب العالمين "وكانت الإجابات على الأسئلة هى :أن الله وهو الرحمن نزل القرآن وخلق الإنسان علمه البيان وفى هذا قال بسورة الرحمن "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "وموسى (ص)قال بسورة طه"ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "وقال بسورة الشعراء"رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين "وقال "ربكم ورب آبائكم الأولين "وقال "رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "والإجابات تبين لنا أن ماهية الإله هى أنه الفاعل فهو المعلم الذى علم القرآن والبيان ،الخالق للإنسان ،العاطى الذى أتقن كل شىء خلقه ،الهادى الذى أرشد الخلق، خالق السموات والأرض وما بينهما خالق المشرق والمغرب وما بينهما خالق الناس ،إذا الإله هو الفاعل لأنه يعلم ويخلق ويهدى ويعطى كما ورد فى الإجابات ،إذا فماهية الإله هى أن النفس الإلهية فاعلة لما تريد ومن هنا نعرف الفرق بين ماهية المخلوق وماهية الخالق وهو أن المخلوق يحدث فيه التغيير والخالق يحدث التغيير والمخلوق له جسم والخالق ليس له جسم كالخلق والمخلوق موجود فى مكان وزمان والخالق خارج الزمان والمكان وقد جمع الله لنا كل الفروق فى قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء"وقوله بسورة الإخلاص "ولم يكن له كفوا أحد"وقوله بسورة مريم "هل تعلم له سميا "فالله يخالف مخلوقاته فى كل شىء والمخالفة تعنى أن الكلمة الواحدة يكون له معنى إذا أريد بها الله ويكون لها معنى أخر إذا أريد بها المخلوق ومن أمثلة ذلك كلمة الخلق فالخلق الإلهى يتم بكلمة كن بينما خلق المخلوق يتم بالجوارح والأعضاء وكلمة العلم تعنى المعرفة الشاملة عند الله والمعرفة الجزئية عند المخلوق وكلمة السمع تعنى المعرفة الشاملة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق الأذن البشرية وكلمة البصر تعنى المعرفة التامة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق العينين عند البشر .
ثبات وزوال قسمى الماهية :
إن قسمى الماهية النفس والجسم ثابتان بمعنى أنهما مستمران فى الوجود بنفس تركيبهما عند بداية الخلق والتغيير يجرى فيهما بواسطتهما أو بواسطة غيرهما والسؤال الآن هل يحدث زوال لقسمى الماهية معا أو زوال لقسم منهما ؟أى هل يحدث فناء لقسمى الماهية سويا بمجىء قسمين مختلفين عنهما أو فناء لقسم منهما مع مجىء قسم مختلف عنه ؟والجواب هو ذكر الله لنا أنه أزال قسمى الماهية فى عصا موسى(ص)وخلق بدلا منهما قسمين أخرين هما نفس وجسم الحية وبعد إجراء المهمة أعاد الله قسمى الماهية فى العصا إليها أى بألفاظ القرآن أعاد سيرة أى طبيعة العصا الأولى وفى هذا قال تعالى بسورة طه"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى "ومن هنا نعلم أن لكل مخلوق سيرة أى طبيعة أى تركيبة معينة فى النفس والجسم يختلف بها عن المخلوقات الأخرى وقد أزال الله أحد قسمى الماهية وهو الجسم حيث حول أجسام الكفار الذين اعتدوا فى السبت لأجسام قردة كى يعذبهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين "وحول بعضهم لخنازير فقال بسورة المائدة "وجعل منهم القردة والخنازير "ولو أن الله حولهم لقردة وخنازير نفسا وجسما لم يكونوا ليشعروا بالعذاب لأنهم سيشعرون كما تشعر القردة والخنازير لكون نفوسهم نفوس قردة وخنازير ومن هنا نعلم أن تغيير أحد قسمى الماهية يكون عقابا غالبا والمتغير يكون الجسم .
مراحل وجود الماهية :
إن أشياء كثيرة تمر بمرحلتين :
1-تكون جزء من ماهية أشياء أخرى ومن أمثلة ذلك الإنسان يكون فى البداية جزء من ماهية والديه هو الحيوان المنوى والبويضة والعصا تكون فى البداية مثلا جزء من شجرة هو الغصن .  
2-يصبح الجزء كائنا مستقلا ومن أمثلة ذلك الإنسان يصبح بعد الولادة كائن مستقل له ماهيته المستقلة عن الأم والعصا تصبح بعد قطعها كغصن كائن يقوم بمهام مختلفة عن مهامها كغصن فإذا كانت وهى غصن مهامها تتمثل فى إخراج الأوراق وحمل الثمار واستمداد الطعام والشراب والتظليل فإن مهامها بعد استقلالها تتبدل فتصبح اتكاء الغير عليها والهش بها على الغنم والضرب بها وغير ذلك ومما ينبغى قوله أن الحد الفاصل بين المرحلتين هو انفصال الجزء انفصالا تاما عن الأصل ومما ينبغى قوله أن كون الشىء كان جزء من ماهية شىء أخر هو أنه كان جزء من جسم الشىء
أسباب تغيير الله للماهيات :
أسباب تغيير أحد قسمى الماهية هى :
-العقاب كما حدث مع كفار بنى إسرائيل  الذين تحولت أجسامهم لقردة وخنازير.
-إخفاء حقيقة شىء ما أى التلبيس فالله لو جعل رسوله (ص) للناس ملاكا لغير هيئته الجسمية من جسم الملاك لجسم الإنسان الرجل وهذا اختبار لهم وفيه قال بسورة إبراهيم "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "
-إرهاب الآخرين واثبات قدرة الله كما فى عصا موسى (ص)فقد حولها لثعبان لإرهاب فرعون وقومه وكل الآيات أى المعجزات كان الهدف منها تخويف الكفار من قدرة الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ".
الماهية والتقمص :
التقمص هو أن النفس الواحدة تعيش فى زمن فى جسم وبعد الموت تخرج منه لتعيش فى جسم أخر وهكذا والتقمص على نوعين :
-   انتقال النفس من جسم بشرى فى زمن إلى جسم بشرى فى زمن أخر ومن أمثلة هذا قول بعضهم أنه كان خاتم النبيين (ص)فى زمنه وعيسى (ص)فى زمنه وموسى (ص)فى زمنه وإبراهيم (ص)فى زمنه 00
-   انتقال النفس من جسم بشرى لجسم حيوانى فى زمن أو لجسم نباتى فى زمن أخر أو لجسم جماد فى زمن أخر والملاحظ فى التقمص هو ثبات النفس وتغير الجسم من هيئة لأخرى والتقمص باطل للتالى :
أ‌-      قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "يعنى أن الوازرة وهى النفس لا تتحمل عقاب غيرها وهذا يعنى أن النفوس ليست واحدة لأنها لو كانت واحدة ما اختلف جزاء كل واحد منها .
ب‌-    قوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "وقوله بسورة غافر "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "فهنا كل نفس تحاسب على عملها ولو كانت النفوس واحدة أو حتى مجموعة من النفوس لما صح حسابها .
ت‌-    قوله بسورة مريم "لم نجعل له من قبل سميا "فهذا يعنى أن يحيى (ص)لم يكن فى يوم من الأيام قبل ولادته إنسان أخر كما زعم أهل التقمص .
ث‌-          قوله بسورة القصص "وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين "فهذا يعنى أن محمد(ص)لم يكن فى زمن موسى (ص).
ج‌-    قوله بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "وهذا يعنى أن محمد(ص) لم يكن فى زمن مريم (ص)وعيسى (ص) لأنه لم يعش فى ذلك العصر .
ح‌-    أن الإنسان يموت مرتين واحدة فى دنيانا هذه وواحدة عند قيام القيامة بعد حياة البرزخ ويحيا حياتين قبل يوم القيامة واحدة فى دنيانا هذه والأخرى فى البرزخ وقد اعترف بهذا الكفار فقالوا فى يوم القيامة بسورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "وهذا دليل على عدم وجود تقمص لأنه يحتاج لموت كثير المرات وحياة كثيرة المرات .
خ‌-    أن بفرض وجود التقمص فمعناه هو أن كل النفوس هى نفس واحدة هى نفس الإنسان الأول آدم (ص)فكيف توجد نفس واحدة فى وقت واحد فى كل هذه الأجسام على مر العصور ؟زد على هذا كيف تكون النفس الأولى وهى نفس ذكر هى نفوس النساء الموجودات على مر العصور أليس هذا جنونا ؟
د‌-     بفرض وجود التقمص وبما أن آدم (ص)هو الإنسان الأول فالسؤال الواجب طرحه هو قبل دخول النفس فى آدم (ص) فى أى كائن أخر كانت موجودة ثم تقمصت جسد أدم (ص)؟بالطبع لا جواب .
لو ظللنا نفترض لوصلنا أن نهاية التقمص هى أن الله نفسه حلت فى الأجساد الموجود فى الكون باعتباره النفس الأولى وهذا هو الجنون عينه .
المتغير فى الماهية :
المتغير فى الماهية هو الجسم وأما النفس فثابتة بمعنى أنها حية والسبب هو أن النفس هى المحاسبة على عملها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وأما الجسم فهو وسيلة لتنفيذ ما تريده النفس فى الدنيا وأما بعد الدنيا فهو وسيلة لعقاب النفس أو لإسعادها وعند الموت تترك النفس الجسم الدنيوى ويدخلها الله فى جسم برزخى كما أن الجسم فى الدنيا تتبدل أحواله فهو صغير ثم يكبر وتتغير خلاياه باستمرار حتى يموت الإنسان حتى أنه لا يتبقى من جسم الجنين عند الكبر شىء ومن ثم فالجسم ليس هو هو حتى فى الدنيا .
اختلاف الماهية باختلاف نوع الحياة :
إن ماهية الإنسان تختلف باختلاف الحياة التى يحيا فيها وهى الحياة الدنيا أو الحياة البرزخية وهى حياة السماء أو الحياة الأخروية والاختلاف فى الماهية سببه هو التلاؤم مع المكان الجديد الذى سيعيش فيه ويتمثل الاختلاف فى التالى :
-        فى الدنيا تتكون الماهية من نفس وجسم ظاهر لنا فى الدنيا .
-   فى حياة البرزخ تتكون من نفس وجسم خفى عنا فى الدنيا والدليل هو أن الجسم الظاهر يتحول فى القبر لتراب وعظام تتفتت بمرور الأيام والليالى والنفس يلزمها جسم كى تحس باللذات فى جنة البرزخ وبالآلام فى نار البرزخ وفى عذاب آل فرعون بالبرزخ قال تعالى بسورة غافر "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "إذا الجسم وسيلة إمتاع أو تعذيب للإنسان وليتأمل القارىء الملذات المذكورة فى الجنة من أكل وشرب ونكاح للحور العين وغيرها فسيجد أنها لكى تتحقق لابد من وجود جسم وليتأمل المؤلمات فى النار من أكل وشرب وكى وغيره فسيجد أنها لكى تتحقق لابد لها من وجود جسم  .
-   فى حياة الأخرة تعود الماهية لتكونها من جسم ظاهر ونفس وإن كان  هناك فروق بين الجسم الظاهر فى الدنيا والجسم الظاهر فى الأخرة أهمها أن أجسام المسلمين لا تصيبها المتاعب أبدا وكذلك نفوسهم وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ومن هنا نفهم أن السر فى محاسبة النفس على عملها هو أنها لا تتغير تغيرا كليا كالجسم وإنما التغير فيها جزئى  ولذا قال تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة ".
تصرفات الله فى الماهية :
إن الله له فى الماهيات تصرفات وهى على نوعين :
-أن ينزع أحد أجزاء الماهية ويجعل له بديل مضاد بمعنى أن يبطل عمل أحد أجزاء الماهية ويجعل مكانه عمل مضاد له ومثال ذلك نزع الله الإحراق من النار التى ألقى فيها إبراهيم (ص)وجعل مكانه عمل مضاد هو الإبراد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ".
-أن يعطى أحد أجزاء الماهية قدرة لم تكن فيه أى يزيد فى عمل أحد أجزاء الماهية عمل لم تكن تقدر عليه من قبل مثل أن الله زاد على فم المسيح(ص)عمل هو أن الهواء الخارج منه يجعل الطير المصنوع من الطين حيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "ومثل أن الله زاد على لحم وعظام البقرة عمل هو إحياء الموتى فعندما ضرب القوم القتيل استيقظ وعاد للحياة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى "ومثل أنه زاد على يد موسى (ص)عمل هو خروجها بيضاء منيرة وفى هذا قال بسورة طه "واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء أخرى ".
تزاوج الأنواع ذات الماهيات المختلفة :
إن التزاوج بين نوع له ماهية ونوع له ماهية مختلفة مثل الخيل والحمير ينتج نوع ثالث هو البغال ولها ماهية مختلفة عن الأبوين ومما ينبغى قوله أن قانون تزاوج الأنواع المختلفة يعنى ماهية زائد ماهية مختلفة الناتج هو ماهية مختلفة عن الاثنين وهى ماهية عقيمة لا تنجب أولاد مثلها كما تنجب الأنواع الأخرى ومن هنا نعلم أن القانون العام للزواج هو :
أن يكون الزوجان من نوع واحد وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وأما ما يحدث من زواج بين أفراد من أنواع مختلفة فهو شذوذ محكوم عليه بالفناء .
التدخل فى الماهيات من قبل الناس :
لا يجوز للناس التدخل فى ماهيات الأشياء الأخرى إلا ما أباح الله له التدخل فيه وهو التغيير فى أجسام المخلوقات للعلاج والاستفادة من أشعار وأوبار وأصواف وجلود الأنعام وتدريب الكلاب والطيور على الصيد وقطع الشجر والنباتات عند الحاجة وتقصير الشعر-وهو ما ينمو من أجزاء الجسم- الإنسانى وحلقه وأما بتر أجزاء من جسم الحيوان وهو البتك والتغيير فى الخلقة بما يسمونه أدوات التجميل والوشم فهو محرم لأنه استجابة لقول الشيطان بسورة النساء"ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " وحق الإنسان فى الناس هو علاج أجسامهم وتغيير العاهات فيهم وتقصير وحلق الشعر وهو الزوائد الموجود فى الجسم والتى لا يشعر عند إزالتها بألم وهى ما يسمونه الشعر والأظافر .

الأحد، 15 نوفمبر 2009

حكاية تغيير الكعبة

تغيير الكعبة

لا أدرى من أين أبدأ الحديث ولكن كما يقولون لكل شىء سبب وكان سبب الفعل هو أننى وجدت أن الآباء العظام قد فعلوا بالإسلام كل شىء يمكن فعله من أمور وبقيت من الإسلام بقية هى القرآن كنص لا يمكن إدخال باطل فيه وإن كان تفسيره وما يتعلق به قد حرف تحريفا تاما وبقيت الكعبة كما هى لم يستطع الآباء العظام هدمها أو طمس معالمها ،كان فى نفسى هدف هو :

إنى وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل

ولم يكن فى قدرة إنسان تحريف القرآن كنص أى كألفاظ مرتبة إلا وظهر التحريف وتم رده من قبل المسلمين الذين كانوا لا يعلمون إلا القليل جدا من دينهم ومنه النص القرآنى ومن ثم كان شغلى الشاغل هو الكعبة وكيفية التخلص منها ،قعدت أياما وليالى أحدث نفسى فى الموضوع وكان همى هو التخلص من عقاب القول "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "،الكعبة لا يمكن هدمها ولا المساس بها بسوء لأن من يفكر فى هذا وهو داخلها لا يمكن أن يخرج حيا منها وأنا ككافر بالإسلام يهمنى البقاء على قيد الحياة لأتمتع بما فيها،إذا القبلة ستظل باقية للأبد وسيظل الإسلام محفوظا فى داخلها حيث هو مسجل فى الرق المنشور بداخل مقام إبراهيم الذى هو القبلة ،كان لابد من حل وكان لابد من عرض الأمر على مجلس الخلافة الإسلامية الذى أترأسه باعتبارى خليفة المسلمين ويشاركنى فيه الحكم أبناء أبناء000قادة الأديان الذين تحالفوا من مئات السنين لهدم الإسلام ودولته ونجحوا فى إزالة دولته وتولوا حكمها وأبقوا على اسمها إمعانا فى إضلال الناس وفى أول أجتماع لنا بعد ولادة الأمر فى نفسى قلت لهم :نجح الآباء العظام فى هدم الدولة الإسلامية وتحريف الإسلام وبقى من الإسلام القرآن كنص محفوظ بين الناس لا يمكن المساس به وبقيت الكعبة ولابد لنا من أن نظهر مقدرتنا على فعل شىء فقال حاكم مصر لا يمكن هدمها ولا مسها بسوء وإلا أصبحنا مثل أصحاب الفيل وقال حاكم الهند وهل نحن نصدق بالقرآن حتى تقول هذا ؟فرد حاكم مصر وهل تظن أن الآباء العظام قد تركوا هذه المسألة إلا لمعرفتهم بأن العقاب هو مصير من يريد الهدم وأنها لا تهدم ،عند هذا قال حاكم المغرب الهدم غير ممكن العقاب واقع بمن يريد الهدم القرآن يقول "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم "وهذا يعنى أن الهدم من الداخل غير ممكن وكذا من الخارج ولكن إهمال الكعبة ينسيها للناس فقلت له أتيت بالحل لابد من إهمال الكعبة ولكن كيف ؟فقال حاكم الصين نرسل جماعة من المحاربين الأشداء الذى يجهلون الإسلام تماما ومكة والكعبة فيقومون بقتل سكان مكة وبعد هذا ننشأ نحن كعبة مماثلة فى مكان قريب يحج الناس لها بإعتبارها الكعبة البيت الحرام فقال حاكم الأندلس الأمر لا يتم صنعه هكذا لابد من خطة محكمة لها ترتيبات زمنية لابد أن يكون أولها بناء الكعبة البديلة فقلت له صدقت وهذا يعنى أن نختار مكانا قريبا من مكة الأصلية حتى لا يعرف الناس من خلال حفظهم معالم الطريق أنها تغيرت فقال حاكم بلاد الإفرنج بداية يجب أن نجلب جيشا لا يعرف شىء عن الإسلام وهذا الجيش يصنع دائرة حول منطقة بناء الكعبة البديلة من على بعد عشرة أميال ويقوم هذا الجيش بقتل كل من يقترب من الدائرة على الفور وأما العمال فيجب أن يكونوا كفارا مثلنا لا يخرجون من الدائرة إلا بعد إتمام البناء وحبذا لو تم قتلهم كلهم حتى لا ينكشف سر البناء الجديد .

اتفقنا فى النهاية على تنفيذ الخطوة الأولى وهى بناء الكعبة البديلة ولم أنشغل فى حياتى بأمر مثل الكعبة لذا كنت أفكر متى سنحت لى الفرصة وتوصلت لخطة تنجح الأمر وهو تفكيك الدولة الإسلامية باللفظ الكافرة بقانونها ومجلس حكمها لدويلات متعددة متحاربة لسنوات طويلة يتم فيها شغل المسلمين المغفلين بالحرب حتى ينسوا الكعبة والحج وحتى إذا وجدوا تغيرات الكعبة يقال لهم أن هذه آثار الحروب التى حدثت فيها وفى مكة وكانت الخطوة التالية للبناء وقتل البناءين وحتى الجيش المرابط حول دائرة العشرة أميال تم التخلص من كل أفراده بالسم القاتل فى الماء والطعام هى التخلص من سكان مكة وكان التخلص منهم بطريقة الجيش الجاهل بالإسلام فكرة خاطئة فى معظمها ،لذا كان هناك خطة بديلة ابتدأت بتعبئة أهل مكة لجهاد أعداء الإسلام الذين يهاجمون أطراف الدولة بإستمرار وقد نجحت التعبئة فى خروج خمس سكان مكة للجهاد وقد خرجوا بأهلهم وتمت التثنية بالإغراءات فتم وعد السكان بالقصور والحدائق فى البلاد الأخرى بزعم تخفيف عدد السكان الكثيف من أجل أن تكون مساكنهم جاهزة لاستقبال الحجاج والعمار وقد زعم من أرسلناهم لهم أن البيوت فى مكة ستظل مملوكة لأصحابها وسيأخذون فوقها القصور والحدائق فى البلاد الأخرى وقد نجح الإغراء فى خروج أكثر من نصف السكان من مكة وبقيت قلة متمسكة بالبقاء فى مكة ولم أشأ قتلهم وحاولت عن طريق إعادة تخطيط مكة لبناءها من جديد إخراجهم دون إراقة دماء ونجح هذا الطريق فى خروج كثير من هذه القلة من مكة وسكنها فى القصور والحدائق فى بلاد أخرى وفى النهاية كان لابد من القتل وبالفعل تم إرسال جيش لمكة قام بقتل من تبقى بها ومن الغريب أن كل الرسل الذين دخلوا الكعبة بعد حديثهم مع أهل مكة كلهم ماتوا ميتات فظيعة لأنهم كانوا منا يعلمون بما نريد فعله وكذا مات كل جندى دخل الحرم خلف مكى لقتله وبعد أن تم التخلص من السكان كلهم كان لابد من وقف الحج والعمرة لمكة وكان الطريق هو تفريغ المنطقة حول مكة بمائة ميل من سكانها وجلب سكان جدد لتلك المناطق لا يعرفون شىء عن معالمها وقد تم التفريغ عن طريق التعبئة للجهاد والمغريات وإعادة بناء البلدات كلها مرة واحدة وتخطيطها والقتل وكان الطريق أيضا هو إعلان تفكك الدولة والحروب المستمرة بين الولايات حتى ينقطع طريق الحجاج والعمار وحتى ينخرط الناس فى الحرب وينسوا الحج والكعبة وتفككت الدولة وبعد أن كنت حاكمها أصبحت حاكم جزء صغير منها هو شبه الجزيرة وكان لابد من تحريف أى زيادة أخرى تضاف لزيادات الآباء العظام على الإسلام وتم تأليف أحاديث الحج والعمرة التى تمتلىء بها كتب الحديث من مسانيد وسنن وسير وغيرها كما تم تغيير كتب مواضع البلدان وتم وضع كتب أخرى بها مكة الجديدة وتم تأليف كتب تحمل اسم مكة بها كل ما يمكن إضافته من باطل لها وتم إحكام التآليف بحيث تم توزيعها فى كل أرجاء الأرض وأما البيت الحرام فقد تم إهماله لعشرات السنوات وتم هدم ما حوله من بيوت حتى لا يستدل أحد بها على وجوده ولذا تحول البيت الحرام لمكان مترب لا حياة فيه

عندما أردنا إحداث التحريف الخاص بالحج والعمرة والكعبة لم يكن الأمر ممكنا دون الرجوع لعمل الآباء العظام فلقد أبدعوا نظاما وجماعات للتحريف وقد انتهى دورها بتثبيت التحريف فى المؤلفات المختلفة سواء سميت كتب حديث أو مسانيد أو سنن أو سير أو حتى كتب لها علاقة بالمخلوقات وظواهر الكون ومن ثم لم يعد للجماعات وجود ولم يعد نظام عملها معروفا لأحد منا بسبب عدم الحاجة لذلك ولكن الآباء العظام قد تركوا فى وصاياهم للأبناء أنظمة العمل فى كتب مخزنة فى أقبية وكانوا يعرفونهم بأماكن الأقبية ويعطونهم مفاتيحها ومن ثم فتحنا الأقبية وأخرجنا الكتب المخزنة فى الأقبية وقرأنا ما فيها وكان من بينها نظام عمل فرق التحريف الذى كان يتلخص فى التالى :

- أن يتم تأليف حديث عن موضوع ما تكون له عدة روايات تقل أو تكثر وفى كل رواية يزاد حرف أو كلمة أو جملة تغير المعنى أو ينقص منها جملة أو كلمة أوحرف ليغير المعنى

- أن يتم تأليف حديث مضاد للحديث الأول فى نفس الموضوع ويتمثل التضاد إما فى إحداث حكم مغاير للحديث الأول أو إحداث حكاية مضادة أو خلاف فى المكان أو الزمان أو فى العدد

- أن يتم تأليف حديث ثالث أو رابع00فى نفس الموضوع

- أن يكون فى كل حديث غالبا شىء يوافق القرآن وأشياء لا توافقه

- أن يشتمل الحديث على مخالفات تخالف الواقع المكانى أو الحدثى أو الزمانى أو غير هذا

- أن تؤلف تفاسير للأحاديث بعضها يشرحها وبعضها يحاول التوفيق بين متناقضاتها وبعضها يشرح ويوفق وبعضها يبين مخالفات الأحاديث للقرآن

- أن تؤلف كتب تضارب الأحاديث فمثلا فى علم الجغرافيا يتم تأليف كتاب عن مواضع مكة يخالف المواضع فى الأحاديث فى الكثير منها ومثلا فى علم البحار يؤلف كتاب يخالف ما هو موجود فى الأحاديث من حديث عن الماء والبحر وما فيه

- أن توضع أسانيد سليمة ومحرفة ويتم عمل مغالطة بحيث يتم إيقاف تفكير من يحاول المعرفة الصحيحة فالأسانيد السليمة مثلا توضع مع نص مخالف للقرآن تماما حتى يظن المفكر أن أصحابها وضاعين كذبة والأسانيد المحرفة توضع فى أحيان مع نصوص سليمة حتى يظن المفكر أن أصحابها صادقين وبهذا لا يمكن لأحد الوصول للحقيقة

- أن ينسب للصحابى الواحد أكثر من حديث فى نفس الموضوع بحيث تكون هذه الأحاديث متناقضة فى الأحكام وغيرها ومن ثم يظن القارىء أو السامع أن الصحابى كافر أو كاذب واضع للحديث .

وقد قمنا بتأليف جماعات جديدة للتحريف وقامت بعملها فألفت الكثير من الأحاديث وأضافتها للكتب المعروفة فى الحديث وغيره ومن تلك الأحاديث:

ما حدث لمحمد داخل ما يسمونه خطأ الكعبة وهو مقام إبراهيم أى القبلة فقد قال حديث ورد فى سنن أبو داود "000فقال جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى "وفى صحيح مسلم"أن رسول الله دخل الكعبة 0000قال جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه 000ثم صلى "ونلاحظ هنا تناقضا بين أعمدة اليمين واليسار ففى أبو داود واحد عن يساره وفى مسلم اثنين واثنين عن اليمين فى أبى داود وواحد فى مسلم وفى صحيح مسلم "000هل صلى فيه رسول الله قال نعم قلت أين قال بين العمودين تلقاء وجهه "فهنا صلى وفى صحيح مسلم أيضا "أن النبى دخل الكعبة وفيها ست سوار فقام عند سارية فدعا ولم يصل "وهنا لم يصلى وهو تناقض وهما يعنيان دخول محمد الكعبة وفى رواية مناقضة عند البخارى "00فقال له رجل أدخل رسول الله الكعبة قال لا "فهنا لم يدخل الكعبة أبدا .

فى زواج ميمونة وفيه بسنن أبى داود "تزوجنى رسول الله ونحن حلالان بسرف "وفيه أيضا ما يناقضه وهو "أن النبى تزوج ميمونة وهو محرم "فمرة تزوجها بعد التحلل ومرة تزوجها وهو محرم

خطبة محمد المشهورة بسؤال الناس عن أى يوم هذا وأى بلد هذا 000ورد فى سنن ابن ماجة "قال رسول الله وهو على ناقتة المخضرمة بعرفات أتدرون أى يوم هذا 00"فهنا مكان الخطبة عرفات وهو راكب ناقة وفى رواية عنده أيضا "أن رسول الله وقف يوم النحر بين الجمرات فى الحجة التى حج فيها فقال النبى أى يوم هذا 00"فهنا مكان الخطبة بين الجمرات وفى يوم مختلف هو يوم النحر بينما فى الأولى فى يوم عرفة وهو يسبق يوم النحر وأيضا التناقض بين وقوفه على رجليه بين الجمرات وركوبة الناقة فى الرواية الأولى

زد على هذا أن فى رواية أبو داود "رأيت رسول الله وهو على المنبر بعرفة "وهذا يعنى أن الخطبة قيلت من على المنبر وفى رواية فى نفس الكتاب "أنه رأى النبى واقف على بعير أحمر يخطب "فهنا الخطبة قيلت من على ظهر البعير زد على هذا أن فى الرواية الأولى كان المركوب هو الناقة المخضرمة وفى الأخيرة هنا بعير وهو تناقض

وفى عدد هدى محمد ورد فى صحيح مسلم "000بعث رسول الله ب16 بدنة مع رجل "وفى رواية عنده أيضا "أن رسول الله بعث ب18 بدنة مع رجل .

وأما المواقيت فقد قيل فى سنن أبى داود "أن رسول الله وقت لأهل العراق ذات عرق "وهو يناقض قوله فى نفس الكتاب "وقت رسول لأهل المشرق العقيق "فذات عرق غير العقيق مع أن أهلهما واحد وهو أهل العراق وهو الشرق لمكة الحالية وفى نفس الكتاب قيل "وقت رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن وبلغنى أنه وقت لأهل اليمن يلملم "ومع تحديد أماكن المواقيت هنا نجد أحاديث أخرى تبين أنه لا توجد أماكن محددة فالإحرام يكون من أى مكان فقد ورد فى الإحرام وهو الإهلال "من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له"فهنا من المسجد الأقصى و"أن رسول الله وأصحابه اعتمروا من الجعرانة "فهنا من الجعرانة "و"أحرمت من التنعيم بعمرة "فهنا من التنعيم "و"كان نبى الله إذا أخذ طرق أحد أهل إذا أشرف على جبل البيداء "فهنا من على جبل البيداء وكل هذا فى نفس الكتاب وكله متناقض مع بعضه .

ونجد حديث الموقف والمنحر متناقض فالموقف هو عرفة كلها مرة والمزدلفة كلها مرة كما فى سنن أبى داود "وعرفة كلها موقف ووقف بالمزدلفة فقال وقفت ها هنا ومزدلفة كلها موقف "وهو يناقض قوله فى نفس الكتاب "ثم راح فوقف على الموقف من عرفة " فهو دال على وجود جزء من عرفة ليس بموقف وهو نمرة ويناقض قول ثالث هو "فلما أصبح يعنى النبى ووقف على قزح فقال هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف "فهنا الموقف قزح وجمع ولا يوجد شىء يدل على أن عرفة موقف وكل هذا فى سنن أبى داود وهو يناقض قول رابع يقول "كل عرفة موقف وارتفعوا عن بطن عرفة وكل المزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر "فهنا بطن عرفة وبطن محسر ليسا من الموقف وقد ورد بسنن ابن ماجة وهو يناقض قول خامس فى نفس الكتاب يقول "وقف رسول الله بعرفة فقال هذا عرفة وهو الموقف "فهنا الموقف عرفة فقط وأما المزدلفة فليست بموقف لقوله "وهو الموقف "حيث ال التعريف والتحديد .

وأما المنحر فهو مرة عند أبى داود "وكل منى منحر 00وكل فجاج مكة طريق ومنحر "فهنا كل موضع بمكة منحر ومرة عنده أيضا "ونحرت هاهنا ومنى كلها منحر "فهنا منى فقط هى المنحر ومرة منى هى المنحر إلا ما وراء العقبة فعند ابن ماجة "وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة "

ونجد ما ركبه محمد عند جمرة العقبة متناقض فسنن ابن ماجة مرة تقول كان على بغلة "رأيت النبى يوم النحر عند جمرة العقبة وهو راكب على بغلة "ومرة تقول أنه كان على ناقة "قال رسول الله غداة العقبة وهو على ناقته "

وأما حيض عائشة فى الحج فمكانه فى سنن ابن ماجة مرة بسرف "عن عائشة خرجنا مع رسول الله 000فلما كنا بسرف أو قريبا من سرف حضت "ومرة فى مكة "عن عائشة خرجنا مع رسول الله 000فخرجنا حتى قدمنا مكة فأدركنى يوم عرفة وأنا حائض "

وأما إحرام عائشة بعد الحيض فقد ورد فى البخارى أنه كان من مكان قريب من المحصب حيث قال "ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبى بكر فقال اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة "وفى سنن أبى داود "وأحرمت من التنعيم بعمرة "

وأما حديث من لم يكن معه هدى فليجعلها عمرة فقد تناقضت الروايات فى مكان الأمر بالعمرة من محمد فمرة كان عند المروة "فلما طفنا فكنا عند المروة قال يا أيها الناس من لم يكن معه هدى فليحلل وليجعلها عمرة "ومرة كان عند سرف "فلما كنا بسرف أو قريبا منها أمر النبى من لم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة "ومرة بين الصفا والمروة "ينتظر القضاء وهو بين الصفا والمروة فأمر أصحابه من كان منهم أهل ولم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة "وكل هذا فى مسند الشافعى

وأما حديث كيفية وقوف محمد عند الجمرة فهو مرة راكب "رأيت رسول الله عند جمرة العقبة راكبا "ومرة ماشى "أنه كان يأتى الجمار فى الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا ويخبر أن النبى يفعل ذلك "فهنا لم يكن راكبا وإنما ماشيا على قدميه وقد وردا فى سنن أبى داود

وأما حديث بناء الكعبة وهى مقام إبراهيم الخاطىء فقد تناقضت الروايات فى عدد الأذرع التى يجب ضمها للبناء فمرة 6 أذرع "وزدت فيها 6 أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة "ومرة 5 أذرع "لكنت أدخلت فيه من الحجر 5 أذرع "ومرة 7 أذرع "فهلمى لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من 7 أذرع "وأما السبب فى عدم بناء محمد للكعبة فمرة هو حداثة القوم بعهد الشرك "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة "ومرة هو حداثة القوم بعهد الكفر وعدم وجود مال عند محمد للبناء "لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندى من النفقة ما يقوى على بنائه "وكل هذا ورد بصحيح مسلم

وقد قمنا بتأليف أحاديث كثيرة أخرى تحتوى على تناقضات فى داخلها ومع الأحاديث الأخرى وقد زيدت لأبواب الكتب المذكورة وصدقها الناس فقد زعمت أبواقنا أن النسخ التى بأيدى الناس من الكتب هى نسخ محرفة من صنع الوراقين والنساخين من أعداء الإسلام وأنهم تعمدوا ترك كتابة تلك الأحاديث حتى لا يعرف الناس مناسك الحج الصحيح كما زعموا أننا وجدنا النسخ الأصلية للكتب مخبأة فى أماكن بعيدة عن الأعين وإمعانا فى البرهنة على صدق مزاعمنا قمنا بإعدام مئات أو آلاف من الناس فى مختلف البلاد بزعم أنهم النساخ المحرفين للكتب وطبعا كانوا إما مسلمين يريدون إبانة الحق وإما مجرمين ارتكبوا جرائم لا يستحقون القتل عليها غالبا ولكن لسوء حظهم كان لابد من التضحية بهم فى سبيل إحقاق الباطل وإماتة الحق.

لقد تم تغيير مواضع مكة الحقيقية واستبدالها بمواضع أخرى تجعل من يسمعها أو يقرأها فى الأحاديث متحير لا يعرف المكان الحقيقى للإسم الذى يسمعه أو يقرئه

إن بطن مكة عبارة عن وادى كبير غير ذى زرع فهى منطقة لا ينبت فيها أى زرع أبدا مصداق لقوله بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "وسمى القرآن الوادى البطن بقوله بسورة الفتح"ببطن مكة "ومن ثم فهى ما دامت وادى فإن جبل الطور يحيط بها وفى وسط الوادى نجد المسجد وهو البيت الحرام لقول القرآن بسورة إبراهيم "بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم"فالوادى يحيط بالبيت والبيت يتكون من آيات أى أجزاء بينات هى:

-عرفات وهو مدخل الحرم وحده الخارجى واسمه يدل على أنه سور أى حد مثله مثل الأعراف بين الجنة والنار فهو سور يحدد البيت الحرام وهذا السور يدخل منه الحجاج وفيه قال القرآن "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "

-المشعر الحرام وهو المذبح وهو منطقة تلى عرفات لقول القرآن "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "وفيها يتم ذبح الأنعام فيها

-الصفا والمروة وهما عينان للماء تقعان فى جانبى المشعر الحرام من أجل توفير الماء لعملية الذبح والشرب والوضوء والغسل والإسمان يدلان على صفاء وهو رقة الماء والرواء وهو إذهاب العطش

-دائرة القواعد وهى مكان واسع يحيط بقواعد إبراهيم

-مقام إبراهيم وهو القبلة وما أسميناه نحن خطأ لإضلال الناس الكعبة وهو ما سماه القرآن القواعد وهى نقطة المركز فى البيت ونقطة مركز الكون بكامله وفيها قال القرآن بسورة البقرة "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "وقال "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل "والبيت كله هو الكعبة وفى هذا قال القرآن بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام "وأما الجزء المربع حاليا فهو ما أسميناه خطأ الكعبة وكلمة الكعبة لا تدل على التربيع إطلاقا لأن الكعبين فى قوله بسورة المائدة "وأرجلكم إلى الكعبين "تدل على معصم الرجل وهو مدور منحنى فى كل الأرجل ولا يأخذ شكل إنكسارات حادة أو قائمة إطلاقا .

وأما مكتنا الحالية فهى خبل وجنون لا أعرف كيف صدقه الناس ؟إن قواعد إبراهيم أصبحت حول القبلة التى هى حاليا المبنى المربع وليس القبلة كما هو الوضع الحقيقى له وفى هذا قلنا فى حديث عند أبى داود"ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "فجعل المقام بينه وبين البيت "فهنا المقام ليس البيت أى نقطة المركز وإنما هو بعد المركز وأما الصفا والمروة فأصبحا جبلين كما فى حديث عند البخارى "00فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها 000ثم أتت المروة فقامت عليها "وعند أبى داود 000فبدأ بالصفا فرقى عليه 000حتى أتى المروة فصنع على المروة مثل ما صنع على الصفا "وأما المشعر الحرام فقد أصبح بعيدا جدا فقد تم نقله خارج البلدة بعيدا فى المزدلفة وهذا كما بحديث أبى داود "أن رسول الله واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة "وفى حديث فى منى كما بحديث أبى داود"ثم قال النبى قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر "وعرفات تم نقله خارج البلدة بعيدا أبعد من المشعر كما بحديث أبى داود "ووجهوا إلى منى أهلوا بالحج 000إن رسول الله واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة 0000حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة "وزدنا خارج البلدة ما يسمى الجمرات الثلاث كما عند ابن ماجة "قال رسول الله غداة العقبة "و"رأيت النبى يوم النحر عند جمرة العقبة "كما زدنا المزدلفة كما بحديث أبى داود "وكل المزدلفة موقف"وزدنا قزح وجمع كما بحديث أبى داود"فلما أصبح يعنى النبى ووقف على قزح فقال هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف "ولا أدرى كيف صدق الناس كل هذه الأشياء من وجود المشاعر المقدسة الأصلية والباطلة خارج البلدة والقرآن يقول بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت "ويقول بسورة البقرة "فمن حج البيت أو اعتمر "ويقول بسورة المائدة "ولا آمين البيت الحرام "ويقول بسورة الفتح "لتدخلن المسجد الحرام "فهنا الحج للبيت وهو المسجد الحرام وحده مما يعنى أن كل الأماكن داخله فى مكة لأن البيت يقع فى مكة لقوله بسورة إبراهيم "بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "فالبيت فى وسط الوادى ومن ثم فكل أماكن الحج توجد داخل البيت ولا يوجد شىء خارجه أبدا ولا أدرى كيف صدق الناس كيف أن المشعر وهو المذبح الحرام فى منى خارج مكة مع أن القرآن يقول "حتى يبلغ الهدى محله "بسورة البقرة "والمحل هو الكعبة نفسها لقوله بسورة المائدة "هديا بالغ الكعبة "وقوله بسورة الحج "ثم محلها إلى البيت العتيق "ولا أدرى كيف صدق الناس أن يكون مقام إبراهيم مصلى بمعنى مسجد يصلى فيه المسلمون كلهم ومعنى قوله "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "أى قبلة وليس معقولا أن يكون مسجد لأن الأمر اتخذوا هو لكل المسلمين ومقام إبراهيم الذى اخترعناه أمام المبنى المربع حاليا لا يزيد عن 30ذراعا ومن ثم لن يتسع لكل المسلمين كما أنه ليس معقولا أن يتركوا كلهم بلادهم ويأتوا ليصلوا فى تلك البقعة الصغيرة التى لن تتسع إلا لعدد قليل منهم ولو كان الأمر كما زعمنا لكان واجبا على المسلمين كافة الصلاة فى تلك المنطقة الصغيرة زد أن لا معنى لاتخاذ مقام إبراهيم مسجد إذا كانت الأرض كلها كما قيل مسجد وحسب القرآن فإن أى مكان يتواجد فيه المسلم يصح أن يكون مسجدا يتجه منه للقبلة فى الصلاة وهذا هو قوله بسورة البقرة "وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره "ومكتنا الحالية عبارة عن جبال وأودية متعددة مع أنها كما قال القرآن "بواد غير ذى زرع "و"ببطن مكة "فهى وادى أى بطن واحدة وهو بطن واسع كبير وليس أودية ضيقة كما هو حال مكة الحالية .

احتوت مكتنا على جبال الصفا والمروة والأخشبين وقزح وجمع وثبير والجبل الطويل المذكور عند مسلم "أن رسول الله استقبل فرضتى الجبل الذى بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة 000ثم يصلى مستقبل الفرضتين من الجبل الطويل الذى بينك وبين الكعبة "ومعنى هذا أن بين الجبل الطويل والكعبة جبل أخر لا اسم له هنا والأخشبين هما أبو قبيس وقعيقعان زد على هذا الحجون كما فى البخارى "ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون "والمحصب كما فى البخارى "حتى نزل المحصب ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبى بكر فقال اخرج بأختك من الحرم "فهذا يعنى أن المحصب داخل الحرم المزعوم وأيضا بطن المسيل كما فى البخارى "وأنه كان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة "وذى طوى كما عند أبى داود "ان ابن عمر كان إذا قدم مكة بات بذى طوى "والثنية العليا والسفلى كما عند أبى داود "أن النبى كان يدخل مكة من الثنية العليا من كداء من ثنية البطحاء ويخرج من الثنية السفلى "وصيدوج كما عند أبى داود"فاستقبل نخبا ببصره وقال مرة واديه ووقف حتى اتقف الناس كلهم ثم قال إن صيدوج وعضاهه حرام"والحزروة كما عند ابن ماجة "رأيت رسول الله وهو على ناقة واقف بالحزروة يقول إنك أحب بلاد الله إلى الله "زد على هذا الجبل الذى كان فيه غار حراء والجبل الذى فيه كان فيه غار ثور وهو ثور زد على هذا بئر زمزم والشعاب مثل شعب أبى طالب وكل هذه المواضع مختلف فى تحديد كثير منها وفى تحديد موقعها بالضبط من ناحية مكتنا الحالية ولم يقتصر تغيير المكان على مكة وحدها بل شمل تغيير يثرب أو المدينة حيث نقلت هى الأخرى لموضعها الحالى وقد كانت عبارة عن وادى بين جبلين وعرين لا يمكن تسلقهما للحرب إلا ونزلت الهزيمة بمن يصعد عن طريقهما دون قتال من جانب أهلها وأما الجهتين الأخريين فكانتا مفتوحتين وفى كلاهما كانت بيوت الناس تسد الجهتين وكانت المداخل هى الشوارع وفى قلب المدينة بين الجبلين ومع البيوت كانت توجد المساجد والمؤسسات العامة والمزارع ولذا فإن المسلمين فى غزوة الأحزاب أقاموا فى الشوارع وهى مداخل المدينة وسائل حربية مثل المتاريس والسدود والخنادق لمنع الكفار من دخولها ولذا حاول الكفار من الأحزاب دخولها من الجهتين الفوقية والتحتية وهى أماكن وجود المداخل وفى هذا قال القرآن بسورة الأحزاب "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم "وقد نجحت الوسائل الحربية فى منع الكفار من دخول المدينة هى والريح والجنود غير المرئية ومن ثم لم يحدث قتال أى اشتباك بين قوات الفريقين وفى هذا قالت سورة الأحزاب "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال "وقد ألفنا أحاديث أخرى فى المدينة يعارض بعضها بعضا فمثلا ذكر فى كتاب مسلم "اللهم إنى أحرم ما بين جبليها "وهذا يعنى أن ما بين الجبلين هو المحرم وفى قول أخر "إنى أحرم ما بين لابتيها"وهذا يعنى أن ما بين اللابتين وهما الحجارة السوداء هو المحرم وهو اختلاف فى المساحة المحرمة فما بين الجبلين أقل مما بين اللابتين بعيدا عن أوائل وأواخر الجبلين كما ألفنا حديثا أخر يخالف هذا وذاك فإذا كان الحديث الأول يذكر جبلين فإن هناك على الأقل ثلاثة جبال مذكورة فى الأحاديث وهى عير وثور حيث أتى فى كتاب مسلم "المدينة حرم بين عير وثور "ويزاد لها أحد فى قوله بنفس الكتاب "هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه "مع أن غزوة أحد كانت خارج المدينة لأن أحدا لو كان فى المدينة لهاجمها الكفار كما هاجموها فى الأحزاب وبدليل أن المنافقين العظام قالوا بسورة آل عمران "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا "وقال فيهم "لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "فهذا يعنى أن مكان المعركة كان بعيدا عن المدينة لوجود فرق بين البيوت وبين مضاجع القتل ومن المعروف أن بالمدينة جبلين بينهما البيوت ومن ثم لو كانت المعركة فى أحد لكانت فى البيوت لكونها بين الجبلين زد على هذا جبل عينين بجوار أحد كما بحديث وحشى فى البخارى "وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد "ولم نكتف بنقل المدينة هى الأخرى بل كان علينا طمس أى معالم تشير إلى مكة والمدينة فبلدة لوط كانت قريبة جدا من مكة ومع هذا فهى تبعد عنها الآن مئات الأميال وقد اخترنا بلدة بها آثار للقدامى إمعانا فى إضلال الناس وهى ما سميناه مدائن لوط.

إن بلدة لوط قريبة من مكة لقول القرآن بسورة هود "وما هى من الظالمين ببعيد "والدليل على القرب المكانى أيضا أن كفار مكة كانوا يفوتون عليها فى الصباح وهو النهار وفى الليل وفى هذا قال بسورة الصافات "وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون "وهذا يعنى أن قريشا كانت تمر ليلا ونهارا على بلدة لوط فالسائر يبلغها على قدميه فى النهار أو فى الليل وهذا يعنى أنها لا تبعد أكثر من 10 أميال عن مكة وحدث نفس الأمر لقرية شعيب فقد كانت قريبة من قرية لوط كما قال شعيب بسورة هود"وما قوم لوط منكم ببعيد"ومن ثم نقلنا بلدة شعيب لمكان أخر يسمى مدين وهو قريب من مدائن لوط المنقولة هى الأخرى وأما ما كان من آثار القومين فقد تم تحطيمهما حتى لا يستدل أحد بوجودهما على مكان مكة وزيادة فى الإضلال كان لابد من تحريف التوراة والإنجيل بطمس أى معالم فيها تشير لموضع مكة وزيادة عبارات مضللة تتعارض مع القرآن وحتى مع الأحاديث المحرفة التى نسبناها لمحمد اللعين فمثلا بلدة لوط فى التوراة أصبحت سدوم وعمورة فى أرض فلسطين وفى هذا يقول سفر التكوين "وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء" ومثلا سكن إسماعيل فى مكة تحول فى التوراة إلى سكنه فى برية فاران وهى من أرض فلسطين وفى هذا قال سفر التكوين "فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها فمضت وتاهت فى برية بئر سبع ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس لأنها قالت لا أنظر موت الولد فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو قومى احملى الغلام وشدى يدك به لأنى ساجعله أمة عظيمة وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء ذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البرية وكان ينمو رامى قوس وسكن فى برية فاران وأخذت له أمه زوجة من مصر "ومثلا قصة الذبيح بدلا من حدوثها فى مكة حدثت فى أرض المريا من فلسطين وكان الذبيح فيها إسحاق وليس كما فى القرآن إسماعيل وفى هذا قال سفر التكوين "وحدث بعد هذه أمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم فقال ها أنا ذا فقال خذ ابنك وحيدك الذى تحبه إسحاق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك 000ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم فقال ها أنا ذا فقال لا تمد يديك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا"

وإمعانا منا فى تضليل الناس اخترعنا حكايات وأحاديث عن تخريب الكعبة فمثلا فى صحيح البخارى ألفنا حديث "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة "والكعبة أصلا محمية من كل خراب بدليل بقاءها وهلاك أصحاب الفيل وكما قال القرآن فمن يرد أى يقرر فقط القيام فيها بإلحاد أى بظلم أى بذنب ما يعذب عذابا أليما قبل أن يفعل هذا الذنب فى البيت الحرام وفى هذا قال بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "وألفنا حكايات هدم الكعبة فى عصر المزعوم يزيد بن معاوية وفى عصر القرامطة المزعوم وفى عصر المزعوم مروان بن الحكم وصدق الناس وكان هذا هو المطلوب وكان الهدف من الحكايات كلها هو أن يصدق الناس أن الكعبة قد خربت فى أثناء الحروب التى قامت بين ولايات الدولة ومن ثم فقد أعدنا بناءها بعد الحروب على النظام المعروف حاليا وزيادة فى الإضلال جررنا المسلمين للوثنية مرة أخرى وحتى لا تكون وثنية ظاهرة لم نختر صنما أو تمثالا وإنما اخترنا أحجارا يفعل بها ما يفعل بالأصنام فالبناء المربع يطاف به كما يطاف بالأصنام والحجر الأسود أو الأسعد الذى هو حجر عادى جعلناهم يقبلونه ويتعاركون على لمسه كما يقبل الوثنيون أصنامهم ويلمسونها والجمرات الثلاثة جعلناها لعبة يقذفون بها أحجارا كأنها التماثيل بأحجار أخرى وادعينا أن هذا رمز لكراهية الشيطان مع أن كراهية الشيطان لا تكون بقذف حجارة وإنما بعصيان أوامره وكان هذا الفعل مشابها لأفعال فى أديان وثنية كالهندوسية التى يرمون فيها أحجارا أو نقودا فى بحيرة أو ما شابه بقصد تمنى أشياء واخترعنا حكاية بئر زمزم مع هاجر وإسماعيل وهى حكاية يكذبها القرآن الذى يقول "إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "والذى يعنى أن مكة لا توجد بها نباتات أيا كانت ومع هذا صدق الناس الحكاية التى ورد فيها حديثين فى كتاب الأنبياء فى كتاب البخارى الذى يقول فى أولهما "أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل000 ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهى ترضعه فوضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم فى أعلى المسجد 000وإسماعيل يبرى نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم 000"ويقول فى ثانيهما "لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل 0000حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة 000"فهنا يوجد زرع هو الدوحة أى الشجرة وفى القرآن لا يوجد ،زد على هذا الجنون فى قولنا "دوحة فوق زمزم "فكيف تكون الشجرة فوق البئر هل جذورها فى الماء ؟ ما البيت البحرام فقد تم إهماله لع

ومن الغريب أن الناس والقراء لم يلاحظوا فى الأحاديث الخبل فى موضع مركز البيت الذى يسمونه حاليا الكعبة وهو نقطة مركز الكون فمثلا هو فى حديث زمزم عند البخارى "وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية "وهذا معناه أن قواعد البيت كانت عالية على شكل مرتفع صغير وهو فى حديث إعادة بناء الكعبة يجب إعادته لحقيقته وهى أنه مساوى للأرض حوله وفى كتاب مسلم قيل "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض "وكل هذا متناقض لم يلاحظه الناس ولم يفكروا فى قول القرآن بسورة الحج"وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت "الذى يعنى أن البيت بكامله وليس مركز البيت فقط كان مخفيا فأظهره الله للرجل وهذا يعنى أن هناك ما كان يخفيه عن الأنظار .

الخميس، 12 نوفمبر 2009

الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :

الاختلاف بين المسلمين :

يا أيها المسلم فى أى مكان من العالم سواء كنت تنتمى لجماعة ما من الجماعات الإسلامية أو لا تنتمى ،هذا النداء موجه لك لكى نوحد كلمتنا على دين واحد هو الإسلام الحقيقى وليس على ما قاله مؤسسو الجماعات أو منظروها أو غير هذا

أخبرنا الله أن أى خلاف بين المسلمين فى أى قضية أى فى أى شىء بتعبير القرآن يجب أن يكون حكمه إلى الله أى إلى كتاب الله فقال بسورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "وفسر هذا بأننا إذا تنازعنا فى شىء أى قضية أى مسألة فيجب أن نردها إلى الله والرسول(ص) والمراد لكتاب الله المنزل على محمد (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر "

إذا فأى خلاف بيننا فى حكم أى مسألة يجب أن يفصل فيه الحكم الإلهى المنزل على الرسول (ص)وهو حبل الله الذى يجب أن نعتصم به ولا نتفرق مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "وليس لمسلم بعد أن يعرف حكم وهو قضاء الله فى الوحى المنزل على النبى(ص)أن يختار غيره وإلا كفر مصداق لقوله تعالى بسورة الأحزاب "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "

إذا عند التحاكم فى أى خلاف لابد أن نتحاكم فيه إلى ما أنزل الله من الوحى حتى لا نكون كفرة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ومن لم يحكم بما أانزل الله فأولئك هم الكافرون "و"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون"و"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون "والكافرون هم الظالمون مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "والكافرون هم الظالمون "أية 254 والكافرون هم الفاسقون مصداق لقوله بسورة البقرة "وما يكفر بآيات الله إلا الفاسقون "فالكل بمعنى واحد

إذا الكتاب وهو الوحى نزل ليحكم بين الناس بالحق مصداق لقوله تعالى بسورة النساء "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "

لقد أنزل الله الكتاب وهو القرآن وتفسيره الإلهى وليس البشرى حتى نتحاكم إليه وقد حفظ الله الكتاب من كل تحريف فقال تعالى بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "والدليل على أن المقصود بالذكر القرآن وتفسيره وهو تفصيله أى شرحه الإلهى هو قوله تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "فهنا الذكر المنزل يبين ما نزل للناس وهو القرآن وهذا الذكر وهو تفسير القرآن الإلهى هو الكتاب الذى لا يمكن أن يأتيه الباطل من أى جهة لأنه محفوظ فى مكان لا يمكن أن يحرفه فيه أحد وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "

وكتاب الله الذى هو تفسير شامل للقرآن فيه بيان حكم كل شىء أى كل مسألة
أى كل موضوع أى قضية وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "وبألفاظ أخرى تحمل نفس المعنى تفصيل كل حكم مصداق لقوله تعالى بسورة يوسف "ما كان حديث يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء "وقوله بسورة الإسراء "وكل شىء فصلناه تفصيلا "وقطعا الله بهذا لم يفرط أى لم يترك أى لم ينسى شىء أى حكم أى قضية فى الكتاب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"ما فرطنا فى الكتاب من شىء "وهذا الكتاب قطعا ليس ما نسميه حاليا حديث النبى(ص) لأن الحديث الحالى فيه تفريط كثير نكتفى بذكر مثالين فيه وهما صلاة الجنازة ومحرمات الزواج فكيفية صلاة الجنازة التى نصليها حاليا لم ترد فى الكتب الستة الشهيرة (البخارى ومسلم والترمذى وأبو داود والنسائى وابن ماجة)ولا حتى فى غيرها من كتب الحديث عدا مسند زيد بن على ولكنها ليست أربعة تكبيرات وإنما خمسة وهو حديث عن على وليس عن النبى (ص) وكل ما فى الكتب هو أن بعد التكبيرة الأولى نقرأ الفاتحة فمن أين أتى القدماء بما نصليه حاليا رغم عدم وجوده فى كتب الحديث الموجودة حاليا ؟وعلى كل واحد أن يراجع أبواب الجنازات فى تلك الكتب وسيعرف صدق كلامى وأما محرمات الزواج فلم يرد فى أى حديث تفصيل لها فأصبحت حياتنا تمتلىء بزيجات محرمة دون قصد من فاعليها ولجهل من يفتون

والحديث الحالى محرف بينما الحديث الحقيقى أى الذكر وهو تفسير القرآن الإلهى لا يمكن أن يحدث فيه أى تحريف لقوله تعالى بسورة يونس "لا تبديل لكلمات الله "وقوله بسورة الروم "لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم "والخلق هو الدين هو كلمات الله وقوله بسورة الأنعام "ولا مبدل لكلمات الله "و"وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته "وقال بسورة الكهف "لا مبدل لكلماته "وكل الوحى الإلهى عبر العصور للرسل(ص)جميعا حدث فيه تحريف خارج مكان حفظ الوحى كل مرة كان الشيطان وهو الكافر يلقى التحريف فى أقوال الرسل كان الله يمحو هذا التحريف ويحكم آياته أى ويثبت أى ويظهر أحكامه الحقيقية للناس وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته "وكل الوحى الإلهى من لدن آدم(ص)وحتى محمد(ص)محفوظ فى مكان واحد فى الأرض وكان كله مع النبى (ص) بدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى "فذكر من معه هو تفسير القرآن وذكر من قبله هو الوحى الإلهى المنزل على الرسل(ص)من قبله بدليل أن الله طلب منه أن يسأل الرسل من قبله وقطعا الرسل (ص)قبله موتى فكيف يسألهم ؟إذا فهو يسأل أى يقرأ الكتب المنزلة على الرسل (ص)من قبله وفى هذا قال تعالى "وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا "

الوحى الإلهى وهو القرآن وتفسيره موجودان فى اللوح المحفوظ وهو أم الكتاب وهو الكتاب المكنون وهو الكتاب المسطور فى الرق المنشور وهو الصحف المطهرة وفى هذا قال تعالى بسورة البروج "وإنه لقرآن مجيد فى لوح محفوظ "وقال بسورة الزخرف "إنا جعلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلى حكيم "وقال بسورة الواقعة "وإنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين "وقال بسورة النجم "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "وقال بسورة عبس "فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة "وقال بسورة البينة "رسولا من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة "والمطهرون الذين يمسون الكتاب هم المسلمون وحدهم لقوله تعالى بسورة التوبة "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين "فهنا المطهرين هم المسلمين بينما وصف الله الكفار بأنهم نجسين فقال مانعا لهم من دخول المسجد الحرام بسورة التوبة "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا " ومن ثم فالكتاب موجود فى الأرض فى مكان طاهر لا يدخله سوى المسلمون وهو الكعبة والسبب هو أن الله بين للناس فى كل الأزمان أن من يرد أى يقرر فقط دون أن يعمل أى ظلم أى إلحاد أى ذنب أى كفر ومن ضمنه تحريف الوحى فى الكعبة يكون نصيبه ساعة الإرادة هو العذاب الأليم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم "ومن ثم جعل الله الكعبة مكانا آمنا لا يمكن أن يصاب فيه أحد بأذى أو أن يعمل فيه أى جريمة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا "وقال بسورة القصص "أو لم نمكن لهم حرما آمنا "وقال بسورة العنكبوت "أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا "وقال بسورة آل عمران "فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا "ولذا كان نصيب أصحاب الفيل هو الهلاك لما أرادوا هدم الكعبة وفى هذا قال تعالى بسورة الفيل "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "كما كان نصيب كفار قريش هو بعث الدخان المبين عليهم نتيجة ارتكابهم جرم فى مكة وهو إيذاء وقتل المسلمين وإخراجهم من ديارهم وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "فارتقاب محمد(ص)يعنى أن العذاب نزل بكفار قريش حتى أنهم من ثقله عليهم دعوا الله أن يبعده عنهم بدعوى أنهم مؤمنون وقد عذب الله الكفار فى الدنيا على جريمة الصد عن المسجد الحرام فقال بسورة الأنفال "ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام "كما عذبهم على صلاتهم الباطلة عند أى خارج البيت فقال بسورة الأنفال "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون "ومن ثم فلا يمكن أن ترتكب أى جريمة فى الكعبة أو ضدها ولو ارتكبت فى خارج الكعبة فإن الله لا يترك مرتكبها دون عذاب أليم والسؤال منكم الآن ولكن الكعبة الحالية ليس فيها أى شىء مما تقول ؟والإجابة الكعبة الحالية ليست هى الكعبة الحقيقية وإنما هى مكان ادعى الكفار أنه الكعبة حتى يضلونا عن ديننا وهى ليست المرة الأولى التى يجهل الناس مكان الكعبة الحقيقية بدليل أن إبراهيم(ص)لم يكن يعرف مكانها هو والناس فى عصره حتى بوأها أى عرفه الله مكانها وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت "والأدلة فى القرآن واضحة على أن الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية وهى :

-قوله تعالى بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت "وقوله بسورة البقرة "فمن حج البيت أو اعتمر "وقوله بسورة المائدة "ولا آمين البيت الحرام "فهنا الحج والعمرة للبيت فقط والبيت فى وسط الوادى مصداق لقوله تعالى بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "بينما الحج الحالى هو لما يسمى الكعبة ولما يسمى خارج مكة الحالية عرفات ومنى والجمرات وجمع والمزدلفة

- قوله تعالى بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "فهنا الوادى الذى يقع فيه البيت لا ينبت أى نبات مهما كان بينما فى مكة الحالية المنطقة مليئة بالنباتات

-أن مكان ذبح الهدى هو الكعبة نفسها فمحل الهدى وهى الأنعام هو البيت العتيق مصداق لقوله تعالى بسورة الحج "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله "وقوله بسورة الفتح "هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا أن يبلغ محله "فالمحل هو البيت العتيق لقوله بسورة الحج"لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق "بينما مكان الذبح الحالى خارج مكة الحالية فى منى الحالية .

-أن الأمر فى قوله تعالى بسورة البقرة "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "هو اتخاذ مقام إبراهيم (ص)مصلى لا يمكن تحقيقه فى مقام إبراهيم(ص)فى الكعبة الحالية حيث لا تزيد مساحته عن عشرين أو ثلاثين ذراعا من قبل كل المسلمين لأنهم حتى لو تبادلوا الأماكن حسب التفسير الخاطىء- فلن يحققوا الأمر فالأمر اتخذوا هو لكل المسلمين ومن ثم فإنهم كلهم لا يحجون ومن ثم فالأمر لا يتحقق وأما التفسير الصحيح فهو اجعلوا بناء إبراهيم (ص)قبلة لكم عند الصلاة

-أن الصفا والمروة فى البيت بدليل أن من حج أو اعتمر لابد أن يطوف بهما وما دام الحج للبيت فهما فى داخله مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " بينما هما حاليا خارج المسجد الحالى

-أن مكة الحقيقية كانت بلدة لوط(ص)قريبة منها بدليل أن كفار قريش كانوا يفوتون عليها فى الليل والنهار وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون "وفى قربها أيضا قال تعالى بسورة هود"وما قوم لوط منكم ببعيد "وهذا يعنى أنها كانت على مسافة لا تزيد على عشرة أميال من مكة بحيث أن من يمشى فى أول النهار أو فى أول الليل يصلها قبل أن ينتهى النهار أو الليل والبلدتان المنسوبتان حاليا للوط(ص) إحداهما موجودة فى إيران والأخرى فى الأردن أو شمال السعودية تبعدان آلاف الأميال عن الكعبة الحالية.

-أن مدين وهى بلدة شعيب (ص)كانت قريبة من بلدة لوط (ص)التى هى قريبة من مكة بدليل قول شعيب(ص)لقومه بسورة هود"وما قوم لوط منكم ببعيد "ومع هذا فإن مدين الحالية تبعد مئات الأميال عن مكة الحالية حيث تقع فى الأردن أو شمال السعودية

-أن مكة الحقيقية فيها الطعام متوفر من خلال أرضها خارج الوادى المقدس الذى لا ينبت فيه زرع مصداق لقوله تعالى بسورة قريش "فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف "بينما ما حول مكة الحالية عبارة عن صحارى وجبال قاحلة لا تزرع إلا نادرا

-أن الكعبة هى البيت الحرام كله مصداق لقوله بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام "بينما الكعبة الحالية ليست سوى مبنى مربع صغير والكعبة الحقيقية عبارة عن مبنى مستدير مثلها مثل الكعبين المذكورين فى قوله تعالى بسورة المائدة "وأرجلكم إلى الكعبين "فالكعب هو معصم القدم وهو مستدير لا يتخذ شكل إنكسارات حادة وإنما انحناءات

-الدليل الأهم أيضا أن الكعبة الحالية تم هدمها وتدميرها ودخول القوات الكافرة لها فى أثناء فتنة الهجيمان فى سبعينات القرن العشرين لما اعتصم بها هو وجماعته وآل سعود يعرفون هذا جيدا كما حدثت فيها ذنوب كثيرة كالسرقات ومع هذا لم يعاقب أحد منهم أى عقاب إلهى لأنها ليست كعبة الله

-هناك أدلة أخرى كثيرة يمكن مراجعتها فى ملف الحج والعمرة وملف حكايات 2 فى حكايات تغيير الكعبة والصلاة وغيرها مما فى ذلك الملف

والبيت وهو الكعبة الحقيقية هى أول مسجد وضع للناس فى الأرض ومكانه فى بكة أى مكة وهو مبارك أى ثابت وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "إن أول مسجد وضع للناس للذى ببكة مباركا "والبيت يتكون من آيات بينات أى أجزاء واضحات هى:

-مقام إبراهيم(ص)وهو القواعد وهو مركز المسجد ومركز الأرض و الكون وهو ما نسميه القبلة وفيه قال تعالى بسورة آل عمران "فيه آيات بينات مقام إبراهيم "

-الصفا والمروة ويغلب على ظنى والظن لا يغنى من الحق شيئا أنهما عينان للماء فالماء فيهما صافى نقى وهو يروى العطش وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما "

-المشعر الحرام وهو المذبح

-عرفات وهو الحد الخارجى للبيت أى المدخل الذى تتم الإفاضة وهى الدخول منه وفيهما قال تعالى بسورة البقرة "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"

ويقع البيت فى وادى لا ينبت فى تربته أى زرع أى نبات مصداق لقوله تعالى بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "والوادى هو الوادى المقدس طوى حيث يجب ألا يخطو فيه أحد إلا حافيا خالعا قالعا ما فى قدميه مصداق لقوله تعالى بسورة طه "اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " ويحيط بالوادى جبل الطور وعليه شجر الزيتون بصفة أساسية والتين وفى هذا قال تعالى بسورة التين "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"وقال بسورة المؤمنون "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين "وقال بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "وارتباط الطور والبيت والبلد الأمين والزيتون دليل على كونهم فى موضع واحد ومن ثم فسيناء هى مكة .

والأدلة على أن الأرض المقدسة هى مكة وليست ما يسمى زورا القدس فى فلسطين هى:

أن الأرض التى ورثها بنو إسرائيل هى الأرض المباركة لقوله تعالى بسورة الأعراف "وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها "وهى الأرض التى نودى منها موسى(ص)وهى التى باركها الله وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "فلما جاءها نودى أن بورك من فى النار ومن حولها "وقال بسورة القصص "نودى من شاطىء الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة "ومن ثم فالأرض المقدسة هى الأرض المباركة وهى مكة لقوله تعالى بسورة آل عمران "إن أول مسجد وضع للناس للذى ببكة مباركا "كما أن الضمير فى كلمة حوله بقوله بسورة الإسراء "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله "راجع للمسجد الحرام لأن البيت الحرام مبارك لقوله "ببكة مباركا "وما حول المبارك يكون مبارك ،كما أن المسجد إذا أطلق دون إضافة فإنه يعنى المسجد الحرام ومن ثم فالمسجد المدخول فى قوله بسورة الإسراء "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة "هو المسجد الحرام لأنه المدخول فى قوله تعالى بسورة الفتح "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين "وأما المسجد الأقصى فهو يقع فى أخر موضع من اليابس المعروف لله أى على طرف الأرض وليس ما يوجد فى أورشليم بفلسطين .

والسؤال هل نترك المسجد الحالى فى أورشليم لليهود أو نترك فلسطين لهم ؟والإجابة كلا إن استرداد الأرض والتسلط عليها وفيها المسجد الحالى واجب تطبيقا لقوله تعالى بسورة البقرة "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " وكذلك كل أرض محتلة من قبل غير المسلمين وهى أرض للمسلمين كالعراق وأفغانستان

والسؤال الذى يجب أن نسأله أنفسنا هل عملنا كالصلاة والحج والعمرة غير مقبولين لكوننا لا نتجه للكعبة الحقيقية فى الصلاة ولا نحج ولا نعتمر للبيت ؟

الإجابة بل أعمال مقبولة عند الله لأن النية فيهم خالصة لله والله لا يحاسب على الخطأ غير المتعمد لقوله تعالى بسورة الأحزاب "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "

والسؤال التالى ماذا نفعل الآن ؟

والإجابة البحث عن الكعبة الحقيقية فى كل مكان حتى نجدها ومن ثم نجد كتاب الله وساعتها نطبق ما فيه من أحكام