الأربعاء، 31 أغسطس 2011

سياسة المهن فى بلادنا

سياسة المهن فى بلادنا
المهن وهى الوظائف التى يعمل بها الناس فى المجتمع فى حكم الله لها مكانتين :
الأولى مهن مباحة  مثل النجارة والسباكة والتطبيب والتعليم والهندسة  الثانى مهن محرمة  مثل تجارة المخدرات أو نحت تماثيل أو رقص.
هذا هو تفاوت المهن فى حكم الله ونأتى للسؤال مرة أخرى :
هل تتفاوت المهن المباحة فى المكانة ؟
 فى حكم الله لا تتفاوت المهن فالتطبيب مثل التنظيف والتعليم مثل القضاء والنجارة مثل الهندسة والتمريض مثل البناء وهكذا فالكل واحد فى المكانة والسبب هو :
أن كل صاحب مهنة لا يمكن أن يعيش دون أن يعتمد فى حياته على اصحاب باقى المهن ومن ثم فالكل سواء فى المكانة وتشبه المهن بالبناء المرصوص الذى ينهار إذا نزعنا منها لبنة فالكل يكمل بعضه ويعتمد على بعضه فى الوجود .
 السؤال من أين إذا نشأت المكانة المتفاوتة للمهن فى المجتمعات ؟
لقد نشأت المكانات المتفاوتة للمهن فى المجتمعات نتيجة نشوء ما يسمى الطبقة المترفة فهذه الطبقة هى من اخترعت التفاوت الطبقى والمهنى فبعض من الطبقة المترفة ليس له مهنة ويعتمد فى حياته على ميراث الآباء  وبعض من الطبقة المترفة عمل ببعض المهن مثل الطب والهندسة والقضاء  فأصبحت هذه المهن هى المهن العالية وأصبحت باقى المهن أقل منها فمهنة التعليم والتمريض فى الطبقة الأقل ويأتى فى الطبقة التالية مهن النجارة والسباكة ويأتى فى ذيل القائمة التنظيف كمهنة الكناس وجامع القمامة والحلاق.
 ومن ثم أصبحت أحلام الطبقة المتوسطة والفقيرة هى العمل بالمهن التى يعمل بها أهل الطبقة المترفة حتى يصعدوا لمكانتهم لأن هذه المهن تدر دخلا كبيرا سواء كان حلالا أو حراما فحلالا مثل الطبيب يشخص المرض ويكتب الدواء ويتابع المريض وحراما مثل القاضى الذى يأخذ الرشوة فيكون طريق غناه المال الحرام .
ومن ثم واجهت مجتمعاتنا مشكلة الثانوية العامة وفى الحقيقة هى مشكلة دخول الكلية والمراد بها هنا كليات القمة الطب والهندسة والصيدلة والسياسة والاقتصاد والتجارة الأجنبية ونشأت مشكلة تنسيق الكليات  وأصبحت الدول تخرج من الكليات أعداد كبيرة لا يحتاجها سوق العمل لأنها لا تتبع فى دخول الكليات سياسة تخريج ما يحتاجه سوق العمل وليس ما يريده الناس لأولادهم من المهن ومن ثم أصبحت هناك أعداد هائلة خريجة كليات ومعاهد لا يحتاجها سوق العمل الذى ما زال يعانى من نقص فى بعض المهن .
أصبح الأهالى يتكالبون فى بلادنا على إعطاء الدروس الخصوصية لأولادهم حتى يحققوا مجاميع عالية تؤهلهم لدخول كليات القمة  ومشكلة معظم الأهالى هو أنهم يقتطعون من قوت يومهم ومن صحتهم حيث يعمل الأب فى عملين أو أكثر فيتعب لكى يوفر لولده أجر الدروس الخصوصية .    
ومما زاد الطين بلة فى موضوع المهن أن كثير ممن يمتهنون مهن مهن معينة يورثونها بالإكراه لأولادهم فالقاضى يدخل ابنه كلية الحقوق وأستاذ الجامعة يدخل ابنه كليته ويعطيه أعلى التقديرات هو أو زملائه حتى يكون استاذا جامعيا وضابط الشرطة يدخل ابنه كلية الشرطة وهكذا.
وأيضا نجد فى كل المهن ناس يعملون بها يقومون بالتأثير السلبى حيث يقومون بتفضيل مهنتهم على باقى المهن فمثلا مهنة التعليم التى أعمل بها كثيرا ما كان المعلمون الذين يدرسون لنا فى المعهد ما يكررون القول أن التعليم هو أفضل المهن لأنه مهنة الرسل والأنبياء (ص)  وهى قولة غير صحيحة فالرسل والأنبياء(ص)كانوا يعملون بالدعوة للحق التى تؤلب عليهم مجتمعاتهم لأنهم يخالفون أحكامهم حتى يتهموا بالجنون والسحر وغير ذلك بينما مهنة التعليم لا تخالف أحكام المجتمع وإنما تعمل فى إطار أحكام المجتمع والرسل(ص) كانوا يعملون مع الدعوة بمهن أخرى كعمل رسولنا الخاتم (ص) بالرعى والتجارة وأيضا الرسل(ص) لا يتقاضون أجرا بينما المعلمون يتقاضون أجرا وهذا القول يتكرر من من أصحاب مهن كثيرة كالقضاء فهم يدعون نفس دعوى المعلمين وهو أنهم يحكمون بحكم الله كالرسل (ص) وأيضا الدعاة الذين يتقاضون أجورا لعملهم يدعون نفس الكلام مع أنهم يتقاضون أجورا على ىعمليهم بينما الرسل (ص) لم يكونوا يتقاضون أجرا على دعوتهم .
 ما الحل إذا فى تلك المشكلة ؟
 الحل يبدأ من الإعلام والتعليم فوسائل الإعلام يجب على القائمين عليها أن يعملوا على بيان تساوى المهن من خلال البرامج الإعلامية وفى المدارس والجامعات يجب أن يكون فى المناهج التعليمية دروس تبين تساوى المهن المباحة فى المكانة .
يأتى مع ذلك أن تقوم الحكومات بمساواة أهل المهن فى الأجور ولا تفرق بينهم حتى لا تعطى سبب للتكالب على مهنة ما بسبب أجرها المرتفع عن الباقى .
 ويأتى مع ذلك أن يكون تنسيق الكليات تابع لسوق العمل وليس تابعا لرغبة الأهالى والتلاميذ أو حتى تابعا للمجموع فأولا يقوم المنسقون بمعرفة رغبات التلاميذ فإن لم توافق سوق العمل يتم التعامل مع الرغبات حسب المجاميع ومن لا يوافق مجموعه رغبته يتم توزيعه على باقى طلبات سوق العمل .
ويحتاج هذا التنسيق قبل عمله إلى أن تقوم الحكومات بأعمال أهمها منع أى إنسان من أن يعمل بعملين سواء كان أحدهما حكومى والأخر خاص أو كانا الاثنين فى الحكومة أو فى القطاع الخاص فمثلا الطبيب الذى يعمل فى مشفى ويعمل فى عيادته بعد العمل  فى المشفى يخير بين أحدهما ومثلا المعلم الذى يعمل فى مدرسة وبعد العمل يعطى دروسا خصوصية يخير بين العملين ليختار احدهما   .
عند هذا سوف تتوفر فى سوق العمل  عدة ملايين من فرص العمل فمن ينظر إلى  اللوحات المعلقة فى الشوارع سيجد 70% من الأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين وغيرهم ممن يعملون فى الحكومة يعملون بعمل خاص بعد العمل الحكومى .
إذا تحتاج المهن لتنظيم مجتمعى يراعى العدالة الاجتماعية ويراعى توفير فرص عمل للكل ويراعى أن الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأعجمى على عربى إلا بالتقوى والعمل الصالح   .


الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

الأعياد والأكل


الأعياد والأكل
كلمة عيد تعنى  اليوم الذى يرجع كل عام  فى نفس التوقيت والملاحظ فى الأعياد فى معظم الديانات إن لم يكن كلها مرتبط بأكل طعام معين
العيد فى القرآن ذكر ككلمة مرة واحدة فى قوله تعالى بسورة المائدة "قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا "
 نلاحظ هنا الأكل فى قوله "مائدة "
ونلاحظ  هنا كون العيد للأول والأخر فى قوله "عيدا لأولنا وأخرنا "أى كل عام طالما وجد مسلمون حاضرون أو يعيشون مستقبلا .
والملاحظة الأولى فى الأعياد أنها فى كثير منها تأتى بعد صيام ما ففى الإسلام عيد الفطر يأتى بعد صيام رمضان وفى النصرانية نجد عيد الفصح أو الفسح يأتى بعد الصيام الأربعينى
والملاحظة الثانية  فى  الأعياد أنها تأتى بعد أحكام تشريعية كبيرة كعيد الأضحى يأتى بعد الحج
الأعياد إذا هى أيام أكل وشرب فى الإسلام عيد الأضحى مرتبط بأكل لحوم الأنعام وأما عيد الفطر فهو ليس مرتبطا باللحوم كتشريع ولكن الناس فى معظم إن لم يكن كل بلاد المسلمين يأكلون فيه اللحوم ويضاف لها فى بعض البلاد كمصر الكعك والبسكويت .
الأضحية كفرض على الحجاج فى هذا العيد الأكبر شرع ليأكل الحجاج وأيضا الفقراء والمحتاجين  اللحم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
"فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر "   
عيد الفطير اليهودى يتم فيه تناول خبز من نوع معين  كما أن عيد الفصح النصرانى يتم تناول فيه لحم الحملان ومن هنا جاءت التسمية الشهيرة حمل الفصح وعيد شم النسيم أو عيد شمو عند الوثنيين القدامى  فى مصر الحالية مرتبط بأكل البيض والسمك المملح وبعض الخضراوات.
 إذا الأعياد متفقة على كون العيد مناسبة لأكل معين ولكن الأعياد يختلف الهدف منها فمثلا عيد الأضحى عندنا مناسبة لكى يتم  تأكيل الفقراء والمحتاجين من نفس الطعام الذى يأكله الأغنياء ومثلا عيد الفطير اليهودى يقال أن الهدف منه تذكير اليهود بالخبز الذى أكله الآباء عند عبورهم اليم عند الخروج من مصر .
كل سنة وأنتم بخير وعيد سعيد .

الاثنين، 29 أغسطس 2011

المجتمع العشوائى هدف رجال الأعمال

المجتمع العشوائى هدف رجال الأعمال
معظم دول العالم إن لم يكن كلها مبنية على مقولة المجتمع العشوائى اقتصاديا والمجتمع العشوائى هو المجتمع الذى يقوم اقتصاده على خدمة مصالح رجال الأعمال أو الأغنياء أو الطبقة المترفة التى هى سبب ما فى العالم من ظلم وفقر ومرض .
المفروض فى بناء أى دولة أن يكون الاقتصاد منظم بحيث يتم معرفة كل شىء مالى فى البلد وهذا الاقتصاد المنظم يقوم على على توفير المسكن والطعام والشراب الصحى والعلاج والوظيفة والزوجة ووسائل المواصلات والتعليم والإعلام لكل مواطن بحيث لا يوجد مواطن يكون محروم من هذه الحاجات السبعة أو الثمانية فإن وجد مواطنين محرومين من شىء من هذه الحاجات كأن يسكن أحدهم فى حجرة أو كأن لا يجد قوت يومه إلا من خلال التسول أو من الجمعيات الخيرية فاعلم أن اقتصاد بلده هو اقتصاد عشوائى .
رجال الأعمال يريدون أن تكون كل بلاد العالم عشوائية لأن ما يتم نقصه من حق كل مواطن فى تلك الحاجات يصب فى خزائنهم وما دامت البلد عشوائية الاقتصاد فلن تكون كل الموارد تحت يد المحاسبين فمثلا يتم توزيع الثروة على أفراد الأسرة حتى يتم تقليل الضرائب ومثلا يتمتع رجال الأعمال بميزة أن يأخذوا قروض من البنوك بالملايين والمليارات بينما الفقراء وضعاف الناس يحصلون غليها بالعشرات والمئات والآلاف القليلة لكى يبنوا منزلا أو يجهزوا شقة للسكن أو يحصلوا على الطعام ومثلا مشروعات رجال الأعمال معفية من الضرائب أو الفائدة لمدة سنوات بينما قرض الفقير ليس معفيا من الضريبة رغم أنه أخذه لاتمام حاجة من حاجاته الضرورية .
إذا حتى القوانين التى يجب أن تكون مساوية بين المواطنين كما تنص الدساتير فى معظم إن لم يكن كل دول العالم على أن المواطنين سواء فى الحقوق والواجبات تكون قوانين ظالمة تصب فى مصلحة الأغنياء .
وطالما وجد الاقتصاد العشوائى حيث لا تعرف قيمة الثروات الداخلية لكل فرد وحتى الخارجية للمواطنين فستجد الضواحى والمدن العشوائية ومدن الصفيح والمتسولين والجمعيات الخيرية وغيرها.

الأحد، 28 أغسطس 2011

إلى متى مسلسل القتل فى سوريا ؟

إلى متى مسلسل القتل فى سوريا ؟
يبدو أن مسلسل القتل فى سوريا للمتظاهرين سيظل مستمر لشهور قادمة ما دام المتظاهرون يعلنونها ويخلصون فى إعلانها :
سلمية سلمية
وما دامت الدول الأخرى عربية وغيرها لم تزد فى ضغطها على النظام السورى فعدد الدول التى استدعت سفيرها يعد على اصابع اليد الواحدة .
إن هذا النظام يحتاج إلى تغيير فى مقاومته فالمظاهرات لا تأتى سوى بالقتلى والجرحى والمعتقلين وكلها خسائر فى الجانب المسالم وأما النظام فهو لا يخسر شىء لأنه لا يقتل ولا يجرح ولا يعتقل والأهم أنه يقتل الجنود الذين لا ينفذون أمر مقاومة المتظاهرين ثم يدعى أن المتظاهرين هم من قتلوهم ومن ثم يجب أن يتغير المتظاهرين إلى اسلوب أخر وهو المقاومة بالسلاح .
النظام كما سبق أن قلت يعمل بطريقة قاتل أو مقتول فهم يعتقدون أن لا أحد سيسامح النظام إذا سقط لأنه لو سقط فسيتم ذبحهم جميعا ومن ثم فهو لن يتراجع عن تعامله مع المتظاهرين من خلال القتل والجرح والاعتقال .
وأما دول الجوار والدول العربية فعليها أن تقطع العلاقات وتطرد السفراء وأن توقف أى تعاون مع هذا النظام .
جزار النظام يتعامل مع ما يحدث وكأنه لا يوجد معارضة ولا متظاهرين ومن ثم فهو يعلن عن قوانين من جانب واحد فقانون الأحزاب كلف به لجنة من الحزب الحاكم لكى توافق أو لا توافق على قيام الأحزاب كما كان الحزب الوطنى المنحل يفعل فى مصر .
والرجل بعد ما زال مصرا هو وحزبه على التمسك بالمادة الثامنة التى تنص على قيادة حزب البعث للدولة وكأن الأحزاب التى صنع قانونها ستكون أحزاب شكلية ولن تفوز أبدا فى الانتخابات .
الرجل يعيش فى وادى والناس فى وادى أخر ونقول للإخوة فى سوريا "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

السبت، 27 أغسطس 2011

الديمقراطية الأفريقية الأقليات تحكم الأغلبيات

الديمقراطية الأفريقية الأقليات تحكم الأغلبيات
إن الديمقراطية فى دول أفريقيا خاصة دول الوسط والجنوب تتبع نظام ديمقراطى مختلف عن الديمقراطية المعروفة فى العالم كله فإذا كانت الديمقراطية هى :
تولى الأغلبية الحكم فإن معظم الديمقراطيات فى افريقيا تقلب المبدأ ليصبح :
تولى الأقلية الحكم .
منذ بداية استقلال الدول الأفريقية فى الخمسينات والستينات حرصت دول الاحتلال على أن تسلم دفة الحكم إلى رؤساء من الأقليات فمثلا السنغال حيث 90% من السكان مسلمين أصبح رئيسهم مسيحى هو ليوبولد سنجور ومثلا تنزانيا حيث كان80% من السكان مسلمين أصبح رئيسهم هو القس جوليوس نيريرى وظل الوضع قائم حتى الآن إلا فى بعض الدول فالسنغال بعد سنجور تولى الرئاسة بعده رئيس من الأغلبية عبده ضيوف ثم عبد الله واد ولكن فى تنزانيا ظل الوضع كما هو عليه فلم يتول الحكم سوى حسن معينى سنوات قليلة جدا ثم عاد الحكم بعدها للأقلية وفى دولة مثل ساحل العاج حيث كانت الأغلبية للمسلمين فى السكان لم يتول كرسى الحكم مسلم طوال خمسين سنة من الاستقلال إلا العام الماضى وجاء توليه بعد فوزه بالانتخابات ومع هذا لم يرد خصومه من الأقلية توليه الرئاسة حتى جاء على أسنة الحرب المدعومة من فرنسا وما زالت غانا تحكمها الأقلية حتى الآن وفى نيجيريا أكبر دول أفريقيا سكانا ومسلمين 70% وفى الستينات كانت النسبة أكثرمن 80% استولت الأقلية على الحكم من خلال الحزب الحاكم الذى وضع مبدأ مدة رئيس مسلم يليه مدة رئيس مسيحى ثم انقلب الوضع وتولى الحكم فى مدة المسلم رئيس مسيحى نتيجة موت المسلم .
هذا هو حال الديمقراطية فى أفريقيا والوضع النيجيرى سينفجر عما كان قريب وبدايته بدأت بصراع ما يسمى الشمال والجنوب النيجيرى ثم تحول إلى صراع قبلى حيث يتولى الحكم حاليا تحالف قبلى استولى على الحزب الحاكم ويديره لحسابه ثم بدأ يتحول نتيجة الفساد الكبير فى هذا البلد إلى صراع دينى كان من نتائجه ظهور جماعة بوكو حرام المسلمة التى تتبنى كما يقال أسلوب العنف وأخره تفجير مبنى للأمم المتحدة أول أمس .
هذا الوضع النيجيرى الغريب حيث تتولى الأقلية حكم الأغلبية من خلال الحزب الحاكم الذى يزور الانتخابات لصالح مرشحه ومن المرجح أن تتحول الأوضاع فى نيجيريا إلى حرب أهلية مستقبلا بسبب الصراع بين المسلمين والمسيحيين على الحكم فى ظل تمسك المسيحيين وهم الأقلية بحكم الأغلبية .

الجمعة، 26 أغسطس 2011

الناتو لا يريد راس القذافى

الناتو لا يريد رأس القذافى
من المفارقات العجيبة أن الولايات المتحدة والناتو أو التحالف الغربى كانت تبحث عن صدام حسين بعد سقوط بغداد بنفسها وهى التى قامت بالقبض عليه فيما بعد وقدمته للمحاكمة أمام القضاء العراقى ولكن فى حالة ليبيا نجد أن التصريحات الخارجة من الولايات المتحدة والناتو تقول أنها لا تستهدف الزعيم الليبى ولا تعمل على القبض عليه وهى تصريحات تجعلنا فى تعجب من اختلاف الرأى فى زعيمين كانا الأكثر عداء فى الظاهر للولايات المتحدة والغرب والأكثر أحاديث عن مواجهتهم مع أنهما كانا الأكثر تعاملا مع الغرب فى مجال النفط والتسليح والاستيراد من الغرب .
من هذه التصريحات يمكن أن نقول أن المخابرات الغربية قدرت الموقف فى ليبيا على احد الاحتمالات التالية :
الاحتمال الأول :الرجل لديه معلومات تفضح كبار الساسة الغربيين
الاحتمال الثانى : بعض القبائل الليبية ما زالت على ولائها للقذافى ومن ثم من غير المنتظر أن يسقط سريعا وذلك بالإضافة إلى أنه لديه مخزون من المرتزقة يعتمد على الأموال الكثيرة السائلة التى تقدر بعشرات المليارات مع الرجل كما أنه لديه مخازن سرية للسلاح من الممكن أن يقاوم بها سنوات ولعل هذا الاحتمال يقويه ما قاله الرئيس الروسى من وجود نظامين حاليا فى ليبيا عليهما التفاوض .
الاحتمال الثالث : الدول الغربية والولايات المتحدة تريد أن يستمر الصراع سنوات وسنوات فى ليبيا وهى لن تساند أحد إلا ظاهرا ولكن من يقدم تنازلات أكثر ستتم مساندته فى الباطن ولعل أهم التنازلات هى تقديم النفط والبحث عنه فى الأراضى الليبية بما يعود على الشركات الغربية بالمكاسب الكبيرة وأيضا استمرار الصراع يرفع من سعر النفط بما يعود على شركات النفط الغربية بمكاسب كبيرة ومن ثم فما زال اللوبى النفطى فى الولايات المتحدة على وجه الخصوص ما زال يعمل على إثارة الحروب فى المناطق النفطية كما حدث فى حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة.
ويضاف لهذا أن دول الغرب تستعمل سياسة المساندة للإيقاع بالزعماء الجدد فى حبائلها حيث تضمن ولائهم لها مستقبلا كما حدث مع معظم القادة العرب خاصة القادة الأكثر إظهارا للعداء للغرب فهم فى الأصل يعملون لصالح الغرب وإن بدوا لنا هم الأكثر وطنية وقومية فمن يدرس الزعماء الأكثر عداء للغرب فى بلادنا سيجدهم مرتبطين بحروب هزموا فيها وأن هذه الحروب صبت مكاسبها فى مجال شركات النفط .

الخميس، 25 أغسطس 2011

القذافى والحرب الكيماوية

القذافى والحرب الكيماوية
كان من المعتاد فى عصر رئيس مصر السادات إذا تحدث عن معمر القذافى أن يقول الولد المجنون وقد قام بضرب ليبيا حوالى أربعين بالطيران ودخل الأراضى الليبية تأديبا له  والغريب أن وسائل الإعلام فى مصر وقد يكون هذا فى ليبيا لم تذكر تلك الضربات التى كان الجيش المصرى يقوم بها فى ليبيا ربما لأن تلك الضربات كانت موجهة نحو القواعد العسكرية أو مقرات القذافى ولم يتم الاعلان عنها إلا فى عهد المخلوع مبارك فى مقال لابراهيم نافع فى جريدة الأهرام فى أوائل الثمانينات .
 إذا فصفة الجنون لصقت بالعقيد من قبل بعض رؤساء الدول ومن قبل الشعوب وهذه الصفة تم لصقها بالعقيد لأن  له آراء غريبة مثل رأيه فى أن حرب أكتوبر 1973 هى تمثيلية قام بها السادات مع اسرائيل والولايات المتحدة  ولا ندرى لما لم يذكر الأسد فقد اشترك هو الأخر فيها  وقد قام بعقد تحالف معه ولأنه قام بحروب وتحالفات وعمليات مخابراتية كثيرة .
 من تلك التصرفات لابد أن نعرف أن شخصية العقيد متذبذبة فقد يقوم بأى عمل ضد الثوار حتى ولو كلفه ذلك أن يقضى على نصف الشعب أو أكثر من خلال الحرب الكيماوية الجرثومية
الرجل عنده فى مدينة الجفرة مخازن أسلحة كيماوية وهى ما زالت تحت سيطرة الكتائب  التابعة له والخوف هو أن يدفعه جنونه لاستخدام تلك الأسلحة من خلال اطلاق الصواريخ أو الطيران وإن كان من المستبعد أن يستخدم الطيران لوجود طائرات حلف الناتو .
 الرجل استورد خلال أربعين سنة كميات رهيبة من الأسلحة طائرات وصواريخ وغيرها ولا يدرى أحد أين توجد تلك الأسلحة خاصة الطائرات الحديثة روسية وفرنسية والصواريخ خاصة صواريخ سكود ؟
 إذا على الثوار مهمة كبرى هى سرعة الاستيلاء على مدينة الجفرة حتى لا يستخدم القذافى الصواريخ أو غيرها من الوسائل فى الهجوم الكيماوى والذى سيكلف الثوار والمدنيين خسائر هائلة  لو تم الهجوم بها .

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

نتنياهو يتهرب من الاعتذار


نتنياهو يتهرب من الاعتذار
يبدو رئيس وزراء إسرائيل كالجرذ الذى خطف لقمة ثم هرب إلى الجحر وترك إخوانه من الجرذان يعتذرون لصاحب اللقمة عن خطيئة صديقهم اللدود .
نتنياهو الذى شن الهجوم على جنوده فقتل وجرح منهم ثم نسب الهجوم للفلسطينيين  وقام بقتل بعض المصريين وبعض الفلسطينين ليقوم بضرب عدة عصافير بحجر واحد فمن ناحية تتوارى المظاهرات من قبل الاسرائيليين المطالبين بالسكن والعدالة الاجتماعية ومن ناحية ينسى العالم حكاية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومن ناحية ثالثة يختبر ردة فعل المصريين تجاه اسرائيل عندما تقوم بقتل بعض الجنود المصريين  حتى يبنى هو ومن يأتى بعده قراراتهم فى المستقبل بناء على ردة الفعل خاصة من جانب الحكومة والمجلس العسكرى فهو يعرف جيدا أن ردة فعل الشارع المصرى مهما كانت غاضبة وكبيرة ففى النهاية القرار حكومى وعسكرى وللأسف الشديد فإن ما صدر عن الحكومة والمجلس العسكرى من قرارات تناقضت وتضاربت سيجعل الرجل فى حيرة من أمره مما سيضطره مستقبلا بعد فترة طويلة نوعا ما إلى تكرار الأمر بقتل الجنود المصريين على الحدود
هذه النتن ياهو اختفى من المشهد وطبقا للعبة قام وزير الدفاع الاسرائيلى باراك بالاعتذار عن قتل الجنود المصريين ولما لم يأت  الاعتذار بفائدة قام رئيس الجمهورية شيمون بيريز بالاعتذار وهذا الاعتذار كسابقه لن يأتى بفائدة ومن ثم يجب على نتنياهو أن يعتذر بنفسه ولكن هذا سيتأخر قليلا  حسب ما يقوم  به المجلس العسكرى وحسب ما يفعله الشعب من استمرار للمظاهرات .
 بالقطع لا يعنينا فى قليل أو كثير اعتذار هذا أو ذاك وما يعنينا هو أن يطبق المجلس العسكرى ما جاء فى معاهدة من بسط السيادة المصرية على سيناء فى المادة الثامنة من مرفق الملحق تنظيم الانسحاب من سيناء ممارسة السيادة المصرية تستأنف مصر سيادتها الكاملة على الأجزاء التى يتم اخلاؤها فى سيناء بمجرد الانسحاب الاسرائيلى من هذه الأجزاء
 فما أعرفه أن السيادة الكاملة تتضمن وجود قوات الجيش المصرى حسبما يريد المصريون وليس الاسرائيليون وإلا فلا معنى لكلمة الكاملة
والمادة الثالثة من المعاهدة تقول :
١يطبق الطرفان فيما بينهما أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولى التى تحكم العلاقات بين الدول فى وقت السلم، وبصفة خاصة:
أ‌)                 يقر الطرفان ويحترم كل منهما سيادة الآخر وسلامة أراضيه واستقلاله السياسى.
فالإقرار بسيادة كل طرف على أراضيه يعنى أنه يضع قواته المسلحة حسب ما يريد  ومن ثم لا معنى لتحديد القوات المصرية فى سيناء  طبقا لتلك النصوص
ومن زمن بعيد كنت أعرف أن هذه المعاهدة لها مدة هى ثلاثين سنة تنتهى بعدها ولكنى مع قراءاتى السابقة لهذا البند لم أجده فى النصوص الموجودة حاليا وكان مقررا بعد مرور الثلاثين سنة أن من حق الجيش المصرى أن يعود بكامل عدته وعتاده لسيناء  فهل ما قرأته سابقا كان حلما ام ماذا ؟
 وطبقا للفقرة الرابعة من المادة الرابعة :
0)        يتم بناء على طلب أحد الطرفين إعادة النظر فى ترتيبات الأمن المنصوص عليها فى الفقرتين ١ - ٢ من المادة وتعديلها باتفاق الطرفين.
فإن على الحكومة المصرية والمجلس العسكرى أن يطلب اعادة النظر فى ترتيبات الأمن المنصوص عليها وهى الخاصة بتوزيع القوات المسلحة فى سيناء .

    

الاثنين، 22 أغسطس 2011

هل ستقود الجامعة الأمريكية مصر ؟ .

هل ستقود الجامعة الأمريكية مصر ؟
الجامعة الأمريكية مصر مثلها كمثل الجامعات الأجنبية المتواجدة فى بلادنا الهدف منها ليس اطلاعنا على الثقافة الأمريكية وإنما الهدف منها إعداد قادة مصرأو غيرها فى المستقبل ليكونوا موالين للولايات المتحدة عندما يتولون حكم مصر أو غيرها.
من يلاحظ الأسماء المتواجدة فى الساحة الإعلامية المصرية بكثرة يجد أن كثير منها خريجة الجامعة الأمريكية فجمال مبارك المحبوس حاليا فى طرة كان خريجا منها وكثير من قادة الأحزاب الجديدة خريجين من الجامعة الأمريكية وبعضهم يعمل بها
بل إن عدد من الدعاة الجدد وهو اصطلاح يطلق على الدعاة حليقى الذقون الذين يرتدون اللباس الغربى البدل أو البنطلونات والقمصان هم من خريجى وأساتذة الجامعة الأمريكية كعمرو خالد ومعز مسعود وهؤلاء الدعاة تم التركيز عليهم من قبل النظام السابق فى مصر - وإن كان بعضهم كعمرو خالد تم اضطهاده فى فترة من الفترات -وكانوا هم المسيطرين على كثير من البرامج الدينية وغير الدينية حتى أنهم كانوا يتم استضافتهم فى برامج المرأة على وجه الخصوص وما يزالون بالإضافة للدعاة القدامى التابعين للنظام السابق وهم دعاة الأوقاف والأزهر ويتميزون غالبا بنفس الصفة وهى كونهم من حليقى الذقون
وهؤلاء الدعاة يتميزون عن غيرهم بأنهم لا يتكلمون فى السياسة وإنما يتكلمون فى كل شىء عدا أمور الدولة .

والذى يجمع الكل هو أنهم يقومون بعمل مشروعات اجتماعية كلها تصب فيما يسمى خدمة المجتمع المدنى
السؤال الذى يطرح نفسه :
هل الدول الأجنبية ما زالت تدير بلادنا من خلال المتعلمين فيها أو فى جامعاتها ؟
معظم من يتولون الحكم فى بلادنا حاليا هم متخرجون من الجامعات البريطانية على وجه الخصوص كبشار وعبد الله الثانى وحتى أولاد الرؤساء والملوك وأغنياء البلاد تعلموا فى الجامعات البريطانية على وجه الخصوص .
إذا تغير الدور فبدلا من الجامعات البريطانية والتى كانوا يسافرون إليها أصبحت الجامعة الأمريكية هى الواجهة والتعليم فى الداخل بدلا من الخارج .
بالقطع لا يمكن أن ننكر دور أى مواطن فى إدارة حكم وطنه ولكننا ننكر أن يقتصر حكم مصر أو تصدر العمل بكل أنواعه على فريق معين بعض منه نيته سليمة والبعض الأخر تمت برمجته على موالاة الخارج ويعمل وفق برنامج معد له من قبل الجهات الخارجية .

الأحد، 21 أغسطس 2011

نظام البعث والضغوط الخارجية

نظام البعث والضغوط الخارجية
تتزايد الضغوط على نظام البعث فى سوريا من قبل معظم دول حتى الدول الصديقة له كى يتراجع عن التعامل بعنف مع الثائرين فبعض الدول استدعت سفرائها لدى دمشق وبعض الدول هددت النظام السورى صراحة باستعمال القوة وبعض الدول تعمل على تقديم أركان حزب البعث لمحاكمة دولية كمجرمى حرب وبعض الدول تعمل على فرض عقوبات اقتصادية وتجميد أرصدة المسئولين السوريين فى الخارج .
والسؤال هل ستفلح هذه الضغوط فى اثناء النظام عن عنفه ووحشيته تجاه المتظاهرين ؟
أعتقد أن الإجابة هى كلا فالنظام أصبح يتعامل مع شعبه بطريقة :
قاتل أو مقتول وليس هناك وسط ورغم ما يظهر بين الفينة والفينة من تصريحات عن النظام عن التصريح بوجود أحزاب وتغيير المادة الثامنة من الدستور التى تنص على قيادة حزب البعث وحده لحكم سوريا فإنها تصريحات لتهدئة الضغوط الخارجية ولكنها لا تفعل على أرض الواقع فالنظام لو كان يريد إصلاحا لفعل بالحوار مع المعارضة ولكنه لم يفعل .
كما قلنا النظام تصور أنه نتيجة القتل المستمر على مدار ستة أشهر فإن الشعب لن يتسامح معه حتى ولو تحاور معهم وأفضى الحوار لتخلى النظام عن الحكم ومن ثم فهو سيعمل على قتل أكبر عدد ممكن من الشعب فى الأيام القادمة حتى يظل فى الحكم أو يدمر البلد على حسب اعتقاد القائل :
أنا ومن بعدى الطوفان .
وكما قلت سابقا فى مقالات أخرى لن يتخلى نظام بشار عن دمويته ما لم يقم الثوار بالرد بالمثل فشعار سلمية سلمية قد فات أوانه ولن يتورع النظام بحزبه وطائفته عن قتل معظم الشعب حتى تكون له الأكثرية فى السكان أو ينحازوا بعدتهم وعتادهم إلى منطقة أكثريتهم ويقيموا لهم دولة على جزء من أرض سوريا .
كان من الممكن أن يقال أن الحزب منفصل عن الطائفة عن الجيش ولكن أمام تماسك الحزب والطائفة والجيش طوال هذه الفترة بحيث لم يظهر منهم أحد خرج على النظام من داخل الحزب والطائفة فإن حل الأمر لن يكون إلا عبر حمل السلاح وعلى ثوار سوريا أن يختاروا النصر أو الموت عبر الشهادة فى ساحات القتال أو عبر القتل فى ساحات التظاهر دون أن يكون لقتلهم فائدة تذكر .

السبت، 20 أغسطس 2011

نتنياهو يتتلمذ على يد أمن الدولة المصرى

نتنياهو يتتلمذ على يد أمن الدولة المصرى

نتيجة الضغوط الداخلية على نتنياهو متمثلة فى الثائرين المطالبين بالعدالة الاجتماعية فى الكثير من مدن وقرى إسرائيل ونتيجة الضغوط الخارجية المتمثلة فى قرب اعلان الدولة الفلسطينية عبر الأمم المتحدة لم يجد الرجل حلا سوى أن ينفذ سياسة أمن الدولة المصرى المنحل وهى :


افتعال الأزمات لاسكات الناس أو شغلهم عن المشاكل التى يعيشون فيها ويكتوون بنارها


كما فعل أمن الدولة المصرى المنحل عندما كان أفراده يقومون بالعمليات الإرهابية وينسبونها إلى الجماعات الإسلامية أو غيرها وأخرها حادث كنيسة القديسين كى ينشغل الناس بالخوف من الجماعات ويتباكوا على الوحدة الوطنية فعل نتنياهو فقام بافتعال معركة تسلل عناصر إرهابية لداخل إيلات وقيامها بضرب حافلات جنود إسرائيلية ولم يكتف الرجل بأن يكون العدد صغيرا وإنما عدد كبيرا حتى يكون انشغال المجتمع الإسرائيلى انشغالا كبيرا ولم يتورع الرجل عن قتل عدد ستة جنود قد يرتفع عددهم واصابة بضع وعشرين عسكريا .


الافتعال ناتج من أن العمليات الفلسطينية لم تقتل أبدا هذا العدد أو تصيب جرحى بهذا العدد من الجنود الإسرائيليين من قبل خاصة فى منطقة بعيدة جدا عن التواجد السكانى الفلسطينى مما يجعل التحضير للعملية محال لأن عملية التسلل كانت لمسافة تزيد عن التسعين أو المائة كيلو متر وبالقطع لا يمكن أن تتسلل عناصر فلسطينية على طول الحدود حتى تصل إيلات دون أن ترصدها عيون الإسرائيليين .


والمهم أنهم كانوا يحملون صواريخ والصواريخ ليست لعب تحمل فى اليد حتى لا يراها القوم .


بالقطع هذه ليست أول مرة تستخدم فيها الحكومات الاسرائيلية أسلوب قتل اليهود ولكنها كانت تفعلها فى القديم خارج الحدود لكى تجعل اليهود يهاجرون لاسرائيل من الدول التى ترتكب فيها هذه العمليات ولكن أن تفعلها الحكومة الإسرائيلية فى الداخل لكى تبقى فى الحكم كما يفعل مجنون سوريا حاليا هو ونظامه فذلك أمر غريب .


نتنياهو يقوم بتلك العملية كى يشغل شعبه عن الضيق والفقر الذى يعيش فيهما ويحيى فيهم روح الكراهية للفلسطينيين كما يبعث برسالة لدول العالم التى اعترفت أو ستعترف بدولة فلسطين وهى كيف تعترفون بدولة إرهابية تقتلنا .


وقد بدأ الرجل على الفور العدوان على غزة لأنه لا يريد أن يدع للاسرائليين فرصة للتفكير فى الأمر وإنما يجرهم لمعركة الخوف من صواريخ قطاع غزة فينشغلوا بالحفاظ على حياتهم بدلا من الانشغال بالثورة على الأوضاع الاجتماعية السوداء والرجل يعرف ماذا يريد بالفعل لتكون المعركة كبيرة تشغل الرأى العام فترة طويلة فقام بقتل قائد ألوية الناصر صلاح الدين ورفاقه بالقصف حتى تقوم المقاومة بالرد انتقاما لمقتل قادتها ويبدو من سرعة رد الفعل الاسرائيلى أن العملية مدبرة من قبل أن تحدث حادثة ايلات فبضع ساعات لا تكفى لتجميع معلومات كافية عن قادة الألوية وتحركاتهم داخل القطاع خاصة فى ظل التكدس السكانى فى القطاع .


والرجل حتى يزيد الموقف اشتعالا قام بقتل عناصر من عناصر حرس الحدود المصرى وهو يعرف جيدا أن الجيش المصرى لن يقدم على الرد على العملية لانشغاله بإدارة الحكم فى مصر وانشغاله بمطاردة الجماعات المسلحة فى سيناء التى تقوم بضرب خط أنابيب الغاز وغيرها مما يتعلق بالمصالح الاسرائيلية .


وبالقطع الرجل لا يلعب بضرب حرس الحدود وإنما هو يوجه رسالة للجيش المصرى وهو يتخيل أنه يعرف أن ضرب المصالح الاسرائيلية فى سيناء هو بتخطيط من الجيش المصرى لكى يدخل بسلاحه وجنوده لسيناء بسبب هو حماية المصالح الاسرائيلية وليس لأنه يريد تنفيذ حقه المشروع بدخولها والبقاء فيها رغم أن هذا من حقه أن يدخل سيناء بجنوده من سنة2009 ولكن مبارك المخلوع لم يدخله رغم ما قالته معاهدة السلام عن دخوله فى تلك السنة حفاظا على المفاسد التى كان يصنعها هو وأتباعه فى سيناء وحفاظا على علاقته الجيدة بإسرائيل وهى قضية يجب أن يحاكم عليها مبارك بالاعدام لأنه لم يحافظ على سلامة أراضى الوطن بتمكين الجيش من بسط سيادة مصر على أرضها رغم أنه أقسم على الحفاظ على مصالح الوطن وسلامة أراضيه

الجمعة، 19 أغسطس 2011

قضية الحريرى وحزب الله

قضية الحريرى وحزب الله
اعلان المحكمة الدولية عن أسماء المتهمين فى قضية قتل رفيق الحريرى وأنهم قد قاموا بعملية القتل دون الرجوع إلى قيادات حزب الله كبيرة أو صغيرة  أثار زوبعة فى لبنان بين تيار المستقبل ومن يحالفونه وبين حزب الله .
حزب الله ما زال يعتبر أنصاره بعيدين عن دائرة الاتهام لأنه لم يصدر قرارا باغتيال الرجل ومن كان معه وتبدو تأكيدات زعيم الحزب حسن نصر الله على هذه النقطة واضحة ومن ثم فهو يعتبر كل أنصاره خارج دائرة الاتهام .
تيار المستقبل ما زال متمسكا هو الأخر بقرار المحكمة الدولية ويعتبر أن القبض على  الأربعة المتهمين لمحاكمتهم أمر حتمى مهما كانت انتمائهم فهو أمر عادل فى رأيه .
وأما رئيس الحكومة نجيب ميقاتى فيبدو أنه حائر بين الطرفين ويريد أن يوجد مخرج من الأزمة  لنفسه بحيث يرضى الطرفين فأعلن أن الشرطة لم تعثر على المتهمين ارضاء لحزب الله وأعلن أن البحث جارى عنهم ارضاء لتيار المستقبل .
 المسألة ستظل فى لبنان لعبة توازنات لا تتخذ قرارات حاسمة وسريعة لأن القرارات الحاسمة السريعة فى تلك المسألة تزيد المشكلة اللبنانية تعقيدا وستؤدى فى النهاية إلى عودة شبح الحرب الأهلية .
 الأطراف اللبنانية عموما نيتها ليست خالصة تجاه بعضها البعض فكل طائفة أو تيار يعمل من أجل مصلحته ومن ثم نجد أن الأحزاب أو الطوائف تنقل نفسها من جهة إلى أخرى كلما  وجدت أن مصالحها ستضار فيما لو بقت فى الجهة الأولى .
الأطراف اللبنانية أيضا هى من تسبب فى الخلافات الكثيرة المتشعبة فيما بينها خاصة أن معظمها مرتبط بتحالفات خارجية تملى عليه إرادتها كسوريا وفرنسا والولايات المتحدة والفاتيكان .
قضية الحريرى أصبحت خنجر مغروس فى ظهر لبنان خاصة أنها أصبحت قضية دولية بقدرة قادر وليس مجرد قتل زعيم سياسى قتل مثله فى لبنان العشرات من قبل ولم تتحول قضاياهم  إلى قضايا دولية وإنما ظلت قضايا داخلية حلها اللبنانيون فيما بينهم بالحرب تارة وبالمصالحات تارة أخرى .
لبنان لن يحل مشاكله ومنها قضية الحريرى إلا إذا خلصت نيات الطوائف والأحزاب فى التصالح ففكت ارتباطها بالخارج وجعلت نصب أعينها مصلحة الجميع ولكن للأسف الشديد فإن النيات تبدو سيئة وكل طرف متربص بالأخر ومن ثم سيظل لبنان محلك سر حتى تقوم ثورة تقضى على هذا الطائفى والحزبى .

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

الوضع الجزائرى النائم وانفجار تيزى أوزو

الوضع الجزائرى النائم وانفجار تيزى أوزو
يبدو أن الشعب الجزائرى سيظل فى حالته من الثبات السياسى اللهم انفجار هنا أو انفجار هناك من قبل الجماعات المسلحة
استبق النظام الحاكم فى الجزائر الشعب فى بدايات ثورة تونس ومصر فأعلن إنهاء حالة الطوارى فى البلاد وقد قامت عدة مظاهرات فى البداية ونجح النظام الحاكم فى تحييدها وعاد الشعب مرة أخرى إلى مساكنه .
تبدو الحالة الجزائرية كبعض الحالات المشابهة فى الوطن العربى كحالة السودان فحيث توجد جماعات مسلحة منتشرة هنا وهناك فى أنحاء الوطن لا توجد مظاهرات وفى الحالة الجزائرية نجد وضعا فريدا وهو :
-أن نتيجة تغير عدد كبير من الرؤساء فى العقدين الأخرين فلم يعد هناك الرئيس الجاثم على صدور الشعب منذ عقود ومن ثم فظلم أو فساد الرئيس الأخير بو تفليقة لم يظهر بعد جليا للشعب وتتميز شعوبنا بصبرها الطويل على الرؤساء فبلاد الثورات الحالية رؤسائها جاثمون على أنفاس الشعب مدد تزيد على25 سنة باستثناء بشار الذى اعتبره الشعب امتدادا لأبيه .
 - أن القيادات الشعبية الجزائرية خاصة القيادات الإسلامية الكبيرة اختفت من الساحة إما نتيجة موتها كمحفوظ النحناح مؤسسة حركة مجتمع السلم وإما نتيجة وجودها فى الخارج كمؤسس جبهة الانقاذ عباس مدنى وهى التى كانت قادرة على قيادة الجماهير .
- أن نتيجة المصادمات بين النظام الحاكم وبين الجماعات المسلحة التى خرجت من عباءة جبهة الإنقاذ وغيرها من الجماعات الإسلامية صبت فى صالح النظام الحاكم نتيجة أن هذه الجماعات لم تفرق بين الشعب والنظام فى عملياتها  ومن ثم تحول قسم من الشعب الذى كان يؤيد الجماعات إما إلى مناصرة النظام وإما إلى الوقوف على الحياد .
- أن مساحة الجزائر الكبيرة وبعد الكثير من المدن والقرى عن سلطة النظام جعل جزء من الشعب لا يشعر بظلم النظام نتيجة قيام سلطات محلية من أبناء تلك القرى والمدن بإدارة شئون قراهم ومدنهم الواقعة فى قلب الصحراء .
- أن الأحزاب الجزائرية خاصة المنتمية لليسار أو للفكر المتفرنس ليست ذات قاعدة شعبية كبيرة تجعلها قادرة على احداث ثورة ،زد على هذا أنها لا تتفق مع الأحزاب ذات الانتماء الاسلامى أو العربى مما يجعل اتفاقهم على إزاحة النظام شبه مستحيل .
- أن الجيش وهو أهم ركائز نجاح الثورة  ما زال مؤيدا للنظام لأنه هو المتحكم فى البلاد منذ نجاح جبهة الانقاذ فى انتخابات 1991 والتى عمد إلى عدم مسكها الحكم رغم فوزها الساحق فى الانتخابات ومنذ ذلك الحين أصبح هو الآمر الناهى فى البلاد وإن كان معظم رؤساء الجزائر منذ تلك الانتخابات مؤتمرين بأمر قيادات الجيش حتى أنهم جلبوا رجلا كمحمد أبو ضياف من الخارج ليتولى الرئاسة مدة قصيرة ثم اغتالوه تنفيذا لحكم اعدام  كان قد صدر ضده فى مرحلة سابقة .
الجماعات المسلحة فى الجزائر والتى تنشط فى منطقة الشطوط وعلى الحدود الصحرواية هى التى ما زالت تقاوم النظام بانفجارات هنا أو هناك أو بخطف أجانب وكان أخرها ما حدث فى مدينة تيزى أوزو من انفجارات فى مناطق تمركز قوات الشرطة

الاثنين، 15 أغسطس 2011

ميناء مبارك وخلافات العراق والكويت

ميناء مبارك وخلافات العراق والكويت
يبدو أن الحكام العرب لا يتعلمون شيئا من دروس الماضى فرغم أن الخلافات العراقية الكويتية قادت المنطقة إلى حرب الخليج الثانية وعملت على تثبيت وجود القوات الأمريكية والغربية فى المنطقة من خلال الحرب الثانية والثالثة فإن هؤلاء الحكام بخلافهم حول ميناء مبارك الكبير فى الكويت سيقودون الأمة إلى حرب رابعة تخترعها الولايات المتحدة معهم لبقاء قواتها فى المنطقة بعد أن أصبح فى حكم المستحيل بقاء هذه القوات فى العراق لمدة أطول .
الحكام العرب على الجانبين الكويتى والعراقى كل منهم متمسك بموقفه وبدلا من التعاون وإظهار حسن النية فإنهم لا يفكرون فى شىء من الاخوة ولا فى الدين الذى يحثهم على التعاون فى الخير .
الكويت رغم طول سواحلها على الخليج وصلاحية كثير منها لانشاء موانى إلا أنها اختارت منطقة مشتركة بينها وبين العراق لانشاء الميناء رغم معرفتها أن الساحل العراقى صغير جدا وهو المنفذ الوحيد له على العالم الخارجى
العراق رغم معرفته بإنشاء الميناء من زمن لم يتحرك إلا بعد أن قامت الكويت بالدخول فى المرحلة الرابعة من الإنشاء وكان أمامه أن يطلب من الكويت من زمن أن تقوم تفضلا منها بالبعد عن المنطقة حرصا على المصالح المشتركة ولكن كما يبدو أن النظامين يتربصان ببعضهما البعض أو تدفعهما الولايات المتحدة ومعها الغرب إلى مواجهة عسكرية جديدة تضمن بقاء القوات الأمريكية فى الخليج بدلا من رحيلها من العراق .
هذه المواجهة لا تظهر إلا فى أعقاب الأزمات الاقتصادية الأمريكية والمصالح الخاصة برجال الأعمال فى الولايات المتحدة فأزمة مثل هذه تدفع سعر البترول لأعلى كما انها فرصة لكى تدفع دول الخليج إتاوات للولايات المتحدة لكى تحميها من العراق
فى الحربين السابقتين كانت قبل كل منهما أزمة اقتصادية فى الولايات المتحدة ويبدو أن الحرب القادمة خلفها نفس المشكلة ولكن المعضلة التى ستواجه الولايات المتحدة والغرب هو أن النظامين العراقى والكويتى تابعان لها وعلى أرض كل منهما قوات أمريكية فهل توجد الولايات المتحدة صدام حسين أخر أم أن المقصود هنا دفع إيران وجرها لهذه الحرب بتحالفها مع حكومة المالكى .
إذا كان أمير الكويت ورئيس وزراء العراق يريدان خيرا فعلى كل منهما أن يظهر حسن نيته فالكويت لن يضيرها عدم إنشاء المرحلة الرابعة فمن الممكن أن تقوم بإنشاء ميناء أخر على سواحلها الأخرى والعراق عليه أن يوقف هجمات المزارعين العراقيين على الحدود بين البلدين وأما إذا أصرا على مواقفهم فإنهما يدقان طبول الحرب لن يستفيد منها أحد سوى الولايات المتحدة والغرب