الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

نظرات فى بحث العلامات التسعة لمعتقد الحياة الماضية أو تناسخ الأرواح

نظرات فى بحث العلامات التسعة لمعتقد الحياة الماضية أو تناسخ الأرواح
المؤلف كمال غزال والبحث يدور حول ذكر تسع ملاحظات تجعل الإنسان يقرر تصديق أكذوبة تناسخ الأرواح وقد استهل البحث بالقول:
"هل حدث أن عشت من قبل؟ نذكر لكم 9 من القرائن التي قد تجدها في حياتك الراهنة والتي تكون بالنسبة لأولئك المؤمنين بوجود حياة سابقة براهين على وجود مثل هكذا حياة رغم أن تلك القرائن تملك تفسيرات أخرى سواء أكانت نفسية أو عقلية أو مرضية أو إجتماعية سلوكية"
وعاد الرجل بنا للماضى المجهول ليذكرنا بمن اعتنقوا تلك المقولة حيث قال :
"ترجع هذه الفكرة التي تقول أن أرواحنا أو أنفسنا تبعث من جديد إلى 3,000 سنة على أقل تقدير، فالجدل حولها كان موضوع متجذراً في ثقافة القدماء خاصة في الهند واليونان ولدى الكهنة السلتيين (أسلاف سكان شمال أوروبا)."
وذكر الرجل أنه التناسخ اعتقاد محير حيث يكون الإنسان إنسان أو حيوان أو نبات أو غير هذا فقال :
"إنه اعتقاد محير ومثير يقول أن أرواحنا لا تقتصر فقط على 7 أو 8 أو 9 عقود من الحياة على الأرض (إذا حالفنا الحظ) بل أنها أيضاً في الحياة التي عشناها قبل ذلك وفي الحياة الأخرى التي سنعيشها في المستقبل.
فماذا تعتقد؟ هل تعتقد بأن لديك حياة ماضية أو حتى حيوات كنت تترعرع فيها وتعمل وتحب وتعاني وتلعب أدواراً تختلف كثيراً عن ما أنت عليه في حياتك الراهنة؟، قد تكون في الماضي من عرق مختلف أو من طبقة اجتماعية مختلفة في الثروة، أو من جنس آخر (ذكر أو أنثى)، حتى أن البعض يعتقد أنك قد تكون من فصيلة مختلفة تمامأً مثل كلب، غزال أو حتى سمكة."
قطعا هذه الاعتقاد أكذوبة ويؤدى بنا لتكذيب القرآن مرارا وتكرارا فى أمور مختلفة أولها وأهمها أن لا بعث ولا حساب أخروى مع قوله تعالى :
"لا أقسم بيوم القيامة"
وثانيها نفى المسئولية عن الإنسان كما أثبتها قوله تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة"

وتحدث عن القرائن وهى العلامات التى تثبت الأكذوبة فقال :
"أولئك الذين يؤمنون بوجود حيوات سابقة يرون أن هناك علامات تدل عليها وهي موجودة في جوانب معقدة تؤلف شخصيتنا الحالية من الناحية الجسدية والعاطفية والذهنية ونذكر لكم بعضها:
1 - ديجافو DEJA VU
معظمنا اختبر إحساساً غريباً عن حالة ديجافو، هو إحساس مذهل عن حادثة تجري أمامنا في هذه اللحظة وكانت قد حدثت بالضبط قبل هذا لقد قسم عالم النفس (آرثر فنكهاوسر) هذه الظاهرة إلى 3 أشكال:
وهي ديجافيسو: حادثة سبق إختبارها أو عيشت مسبقاً، ديجاسنتي: حادثة سبق الإحساس بها ولكن أظهرها أمر ما مثل سماع صوت أو موسيقى أو شم رائحة .. الخ، وديجافيزيت: مكان مألوف نشعر أننا زرناه مسبقاً.
وبينما يصر العلماء والاخصائيون النفسيون على أن هناك تفسيرات عصبية لهذه الظاهرة، فإن الآخرين يتساءلون فيما إذا كانت تلك الأحاسيس الغريبة هي ذكريات غير واضحة أو عائمة من حياة ماضية.
على سبيل المثال، عندما تدخل منزلاً أو مبنى أو بلدة لم يسبق لك أن زرتها، وتجد مع ذلك تفاصيل المكان مألوفة لك، وحتى أنك تعلم ما في الغرفة التالية والغرفة التي تقع أعلاها عندئذ سيغمرك شعور بأنك كنت هنا، فهل كان في حياة ماضية؟"
هذه الشهور هو نتاج الأحلام السابقة التى هى رؤى مستقبلية التى قد يفوت عليها عشرات السنين أو اكثر أو أقل وليس نتاج حياة سابقة أو بعدية
ثم قال :
2 - ذكريات غريبة
يتحدث (ستيفن واغنر) محرر الماورائيات في شبكة أباوت About عن ذكريات تعتقد ابنته انها حصلت لها في طفولتها رغم أنه يعلم يقيناً أنها لم تحدث مطلقاً لها:
" هل هو خيال الطفولة الخصب؟ أو سوء إدراك أو ترجمة لأحداث حصلت معها؟ أم أنه حلم فسرته على أنه واقع في ذهنها؟ أم هي تتذكر شيئاً حصل لها قبل ولادتها في هذه الحياة؟ في الواقع ذاكرة الإنسان معرضة للوقوع في الخطأ والتضارب، وأنا متأكد أن العديد منا لديه ذكريات عن أشياء تؤكد عائلاتهم أنها لم تحصل مطلقاً، ويبقى السؤال:" هل يمكن أن تكون الذاكرة المتضاربة منقولة عن حياة ماضية؟ "
التوهمات أو التخاريف التى ذكرها غزال هنا ليست دليل على حياة سابقة وإنما تخيلات وفى بعض الأحيان قد تكون حقائق فالوالد أو الوالدة لم يخضروا كل أوقات أولادهم خاصة خارج البيت أو وهم فى حجرات نومهم بعيدا عنهم
ثم قال:
3 - أحلام وكوابيس
يرى البعض أن الأحلام والكوابيس المتكررة تعني ذكريات من الحياة الماضية، وقد يختبر بعض الأشخاص ذلك النوع من الحلم المتكرر ويرى في حلمه أماكن لم يزرها في حياته الراهنة وتفاصيلها واضحة ومتكررة. ويتحدث (ستيفن واغنر) محرر الماورائيات في شبكة أباوت About عن حلمه الذي يتكرر في كل سنة فيقول: " كنت أرى في حلمي المتكرر مكانين، الأول في مدينة كبيرة وأنا أمشي على الرصيف ... وفي الركن هناك محل يبيع المجلات والحلوى فدخلت لأشتري شيء ما .. ثم مشيت إلى أسفل الشارع حيث كان هناك مبنى آخر وفي الطابق السفلي منه كان هناك مطعم صغير حيث قابلت بعض الأصدقاء وتعرفت على بعض الفتيات .. وبعد ذلك فكرت أن علي العودة إلى نفس المكان عسى أن أرى الفتيات مجدداً، والمكان الثاني كان في مدينة صغيرة، كنت أشعر أنها بلدة صغيرة، وكنت أرى نفس المشهد من نفس الزاوية، تفاصيل الشارع المنحدر .. الخ، وهذه ليست ذكريات لأماكن أو أحداث وقعت في حياتي هذه، لكنها غالباً ما تعيد تكرارها في الحلم، فهل هي لمحات من ذكرى هامة حدثت في حياة ماضية؟ وعلى غرار ذلك، هل يمكن أن تكون الكوابيس إنعكاسات لصدمات عشناها في حياة ماضية لكن أرواحنا تشبثت بها فسكنت نومنا؟ "."
الأحلام ومنها الكوابيس ليست سوى رؤى للمستقبل مرمزة فى الغالب ومن ثم ليست دليل على حياة ماضية أو حياة فى المستقبل
ثم قال :
4 - مخاوف ورهاب (فوبيا)
من أين أتت مخاوفك وأشكال الرهاب التي تشعر بها؟ كالخوف من أشياء كالعناكب أو الأفاعي أو الخوف من المرتفعات التي يبدو أنها مخاوف كامنة في نفسية الإنسان كجزء من غريزة البقاء المتطورة فينا.
ويعاني العديد من الناس من أشكال الفوبيا التي لا تبدو منطقية على الإطلاق، كالخوف من الماء والطيور والأرقام والمرايا والنباتات وحتى من ألوان معينة .. واللائحة تطول، وأناس يعانون من كافة أشكال الفوبيا الشاذة.
ورغم أن عدة سنوات من الجلسات عند الطبيب النفسي قد تنفع في إيجاد سبب هذه المخاوف الشاذة فإن أولئك الذين يؤمنون بالحياة الماضية يتساءلون فيما إذا كانت تلك المخاوف قد نقلت إليهم من حياة سابقة. فمثلاً هل يشير الخوف من الماء إلى موت سابق نتيجة الغرق؟ وهل يعني الخوف من لون معين بأن الشخص لقي حتفه دهساً بسيارة من نفس اللون؟"
قطعا المخاوف هى نتاج الإرادة الإنسانية التى لا تفكر فيما أمامها أو ما يحدث ومن ثم فهى ليست تعبير عن أمور حدثت فى حياة سابقة
ثم قال :
5 - الإنجذاب الشديد إلى ثقافة أجنبية
يحتمل أن تعرف شخصاً قد ولد وترعرع في بلدك إلا أنه يكن حباً كبيراً لبلد آخر، إذ يستحوذ عليه اهتمام كبير بثقافة هذا البلد الآخر، ويحدث أن تعرف أيضاً شخص لا يفكر إلا في أن يلبس أو يمثل طريقة ما اشتهر بها زمان أو حقبة ما.
وفي كل بلد على وجه الأرض تجد بعض الناس يحاولون تقليد ثقافة ما سواء أكانت قديمة أم حديثة من غير أن نجد سبباً منطقياً لتعلقهم بها، وربما يكمن السبب أنهم عاشوا في زمن ثقافة سابقة تشبهها قبل 100 سنة أو حتى 1000 سنة!"
قطعا الانجذاب لثقافة غريبة ليس دليل على حياة سابقة فى نفس الثقافة لأن الانجذاب إنما هو نتيجة تفكير أو انشغال بها من خلال القراءة أو المشاهدة أو المعايشة
ثم قال:
6 - الشغف
من الجيد أن يكون لدى الإنسان شغفاً في أمر يبدع فيه طالما أنه لا يصبح مستحوذاً عليه وموهناً لصحته، شغف يمكن أن ينصب على المطالعة والفنون واقتناء الأغراض القديمة من الآثار والموضة والاهتمام بالحديقة والمسرح والسيارات والقطارات والطيارات والماورائيات أو أي شغفاً متعدداً منها مثلاً.
وقد يكون الاهتمام الشديد بموضوع بحد ذاته طبيعياً بالكامل، لكن المؤمنين بالحياة الماضية قد يرون في بعض الحالات صلة مع حياتهم الماضية."
والشغف لا يعنى أى ارتباط بحيالة سابقة غهو توهم
ثم قال :
7 - عادات لا يمكن التحكم بها
تعد العادات الغير متحكم بها أو التي تتملك المرء جانباً مظلماً من أشكال الإدمان أو الشغف فهي تهيمن على حياة الناس وتهمشهم في المجتمع، ويندرج الوسواس القهري ضمن هذه الفئة.
فمثلاً: رجل عليه أن يطفأ النور ويشعله مراراً حتى عشر مرات قبل أن يغادر الغرفة، أو امرأة تجمع الصحف وتضعها في حزمة بطول 6 أقدام في منزلها فقط لأنها لا تستطيع تحمل فكرة التخلص منها. كل منا لديه عادة سيئة واحدة على الأقل، بدءاً من عادة قضم الأظافر إلى نشر الإشاعات والتسويف، لكن الحالات الأكثر تطرفاً تشمل الإدمان على كل شيء مثل مشاهدة التلفزيون إلى الفيسبوك والمسكرات والمخدرات.
ومرة أخرى، هناك تفسيرات نفسية لهذه السكوكيات الغير منضبطة أو المتحكم بها، إلا أن المؤمنين بتناسخ الأرواح يرون أن هذه السلوكيات متجذرة في الحيوات الماضية."
لا يوجد شىء اسمه عدم التحكم فى الشىء لأن الإرادة هى تتحكم فى كل شىء وإرادة أولئك المتعودين هى التى اجبرهم على فعل أفعالهم
ثم قال :
8 - آلام لا تفسير لها
هل أصابتك أوجاع أو آلام لم يستطع الأطباء معرفة سببها أو إيجاد تفسير طبي لها؟ ربما يعتبرونك مصاباً بوسواس الآلام متوهماً إياها، لكن المؤمنين بمعتقد الحياة الماضية سيرون فيها دليلاً على حياة ماضية. فالآلام والتشنجات والإلتهابات الغامضة وغيرها قد تكون إنعكاسات عن أشكال المعاناة التي تعرضت لها في وجودك السابق."
هذا من ضمن التخريف
قم قال :
9 - وحمات
توصف الوحمات عادة كدليل على تناسخ الأرواح، ففي حالة مذهلة زعم صبي هندي أنه يتذكر حياة رجل اسمه (ماها رام) الذي قتل بطلق ناري من على مسافة قريبة، ولدى هذا الصبي مصفوفة من الوحمات في مركز صدره تشبه التعرض لرشة من الطلقات.
في الواقع جرى التحقق من هذه القصة، وبالفعل كان هناك رجل اسمه (ماها رام) كان قد قتل برشات من الطلقات أصابت صدره، وأشار تقرير الطب الشرعي أن أماكن جراح الصدر تتطابق مباشرة مع أماكن الوحمات على صدر الصبي.
وفي حالات مشابهة تعتبر التشوهات والعلامات الجسدية الفارقة الأخرى أدلة على حياة ماضية."
قطعا الوحمات ليست دليل على أى شىء فى حياة سابقة ليس لها وجود
وانتهى غزال إلى الخلاصة التالية:
"خلاصة
من الملاحظ أن هناك أسباب مرضية أو نفسية أو تفسيرات إجتماعية لكل حالة أو ظاهرة مذكورة أعلاه، وإن تجربة المرء لأي منها لا يعني بالضرورة ارتباطها بحياة ماضية مزعومة، وبعد كل هذا وبالرغم من توفر حجج مقنعة على الحياة الماضية وتناسخ الأرواح فإنها ليست حقيقة مؤكدة بعد، ومع ذلك تحمل فكرة (أننا عشنا في الماضي وسنعيش مجدداً في حياة أخرى مستقبلاً) قدراً كبيراً من الجاذبية والسحر."
الأكذوبة المسماة تناسخ الأرواح تتعارض من خلال ما ذكره الرجل من ذكريات سابقة مع قوله تعالى :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"

فالأنسان يولد وهو لا يعلم أى شىء فكيف يكون له حياة سابقة أو يكون عارف بما فى الحياة السابقة لو افترضنا وجودها الذى لا وجود له
والمقولة تتعارض مع أن العقوبة تخص صاحبها وهنا يعاقب بالكابوس أو بالآلام أو غيرها إنسان غير من ارتكب الجرائم وهو ما يخالف قوله تعالى :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى"

 

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

قراءة فى بحث العدوى الشعورية والسلوكية

قراءة فى بحث العدوى الشعورية والسلوكية
المؤلفتان رقية أبو الكرم وياسمين عبد الكريم والبحث يدور حول وجود عدوى نفسية باعتبار وجود عدوى جسمية وقد استهلت الاثنتان الحديث بالحديث عن العدوى البدنية فقالتا:
"في عدوى الأمراض البدنية، قد يتوفر لك العلاج الكيميائي أو العشبي؛ فيساعد على شفائك من داء البدن، وربما بعض حقن اللقاح، قد تساعد في عملية تباطؤ الفيروس أو قتل الجرثوم، والحد من نشاطه واندافعه داخل خلايا جسمك. وربما توخي بعض الحذر، والابتعاد عن المصاب يكون مساعداً آخر لردع العدوى.
أما في حال عدوى النفس اللا شعورية ستقي نفسك من حالة شعورية يمكن أن نصفها بـ "فيروس من نوع آخر" يتسلل إلى نفسك، ويصيب كامل طاقتك الحسية وقد يصل بك الأمر إلى العجز عن الابتسامة أو سيطرة الضجر دون أن تتمكن من اكتشاف السر الذي يقف وراء هذا الغموض؟"
والخطأ هو وجود عدوى نفسية والموجود هو عملية اقتداء أى تقليد أى اهتداء كما قال تعالى :
"وكذلك ما أرسلنا فى قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون"
وقال :
"بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون"
ومن ثم لا وجود للعدوى فما يحدث هو عملية تقليد لا أكثر ولا أقل
وطرحت المؤلفتان أسئلة عن المشاعر فقالتا:
"وعند إصابتك بوابل من الفرح والضحك بلا مبرر، أو الشعور بالحب الغامر والسعادة التي تطغى على جوانب من نفسك، حينئذ ستغزوك عدوى الفرح والحب والتفاؤل؛ هل ستكتشف المصدر؟ وهل لتبادل الابتسامات والتثاؤب والحركات في آن واحد مؤشر علمي ونفسي ثابت؟
هناك الكثير من الآليات الأساسية التي تحكم سلوك الإنسان، سواء أ كانت مكتشفة أو غير مكتشفة، مع ذلك لا يمكننا معرفة متى تحدث ولماذا تحدث منها ما يطلق عليه اسم العدوى العاطفية، أو التقمص العاطفي، وهي تتعلق في سلوكيات المشاعر والأحاسيس، التي يتقمصها البعض، دون الإحساس بعدوى الانتقال."
ونقلتا عن علماء الغرب وجود عدوى نفسية فقالتا :
"ويرى (جون كاسيوبو) عالم الأعصاب في جامعة شيكاغو أن هناك ما يدل على وجود (عدوى عاطفية)، تجعل المرء يشعر بذات المشاعر التي يشعر بها الآخرون؛ وتنتقل هذه المشاعر إليه بدون إدراك من الآخرين حوله. وقد وضعت عالمة النفس الأميركية (إلين هاتفيلد) إحدى وجهات النظر العملية؛ وهي إمكانية انتقال عدوى العواطف والسلوك، وحتى المواقف، تلقائياً من شخص إلى مجموعة من الأشخاص، سواء عن وعي حاضر أو غائب، وقد درس هذه الظاهرة عدد من الهيئات العلمية، مثل (شروك لايف وورور) في العام 2008، فوجدوا أن مفهوم العدوى العاطفية مماثل تماماً لمفهوم "المناخ العاطفي"، الذي يعتبر مرادفاً للروح المعنوية وأن للروح المعنوية قدرة عاطفية لخلق ظواهر مماثلة على مجموعة من الأفراد؛ فهل يمكن أن تخلق الروح المعنوية مواقف وظروف مماثلة لمجموعة من الأفراد؟!"
والعدوى العاطفية هى عملية تقليد آنية تحدث مع من لا يفكرون وإنما كل ما فى نفوسهم صدق من فى جوارهم ومن ثم يقلدون ما يحدث للأخر وإن كان يتنافى مع التفكير ومن ثم فهى ليست عدوى وإنما تقليد
وتحدثنا عن عدوى العواطف فقالتا:
"عدوى العواطف (التقمص العاطفي)
تعتبر العدوى العاطفية أقل وعياً، وأكثر تلقائية، وهي لا تعتمد على التواصل اللفظي، بل على حالات شعورية تتعلق بالتواصل الروحي للطرف الآخر، وهي مشابهة للاتصالات السلكية واللا سلكية كتفاعل الأشخاص الذين تفصل بينهم المسافات من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو الدردشة عبر الإنترنت على نحو يخلو من أي تواصل لفظي أو جسدي (إشارات الجسد)، ومع ذلك يحصل تفاعل في حركات أو تعابير الوجه دون وعي من المتفاعلين.
على سبيل المثال: " أتحدث مع أخي الذي يعيش في مدينة أخرى عبر برنامج المحادثات، عن طريق الإنترنت، ولنفرض أني أتناول بعض الكعك، وهو أيضاً يتناول بعض الكعك، وبدون أن أعرف فأن العدوى العاطفية تجعلنا نتناول الكعك بنفس الدقائق، وتجعلنا نطبق نفس الحركات في الأكل وتعبير الوجه، بدون أي وعي من أي منا ".
مثال آخر: " يقع لبعض قراء القصص والروايات؛ اثناء قراءته لرواية أو قصة ينتابه شعور أنه هو بطل القصة، وأن المشاعر التي يتحدث عنها الكاتب هي مشاعره ذاتها منسوخة على الورق، وهذا يحدث للأغلبية ". يصف (هاتفيلد) العدوى العاطفية، أنها عبارة عن سلسلة من الخطوات، تبدأ كسلوك بدائي تلقائي واعٍ، ثم تتحول إلى سلوك غير واعٍ، بحيث يدرك الشخص التعبيرات العاطفية من المرسل تلقائياً، ويقلدها بدون وعي."
وقطعا العملية فى المحادثات هو مجرد توارد خواطر والعملية فى قراءة الحكايات أنها تلبى حاجة فى نفس القارىء وليس بالقطع فى كل مرة البطل فقد يكون شخص ثانوى فى الحكاية
وهناك حالات معروفة فى بعض المجتمعات كالبكاء والصراح عند الميت فبعضهن يبكين تقليد للأخريات أو تصرخ نفاقا حتى لا يقال عنهن غير حزانى وبعضهم يفتعلن الاغماء
وتحدثنا عن ارتباط المسألة بالدماغ فقالتا:
"في الدماغ
توجد مجموعات من النوى في عمق الفص الصدغي من دماغ الفقريات، بما في ذلك الإنسان، وتسمى (اللوز) والتي هي جزء من آلية الدماغ التي تركز على التعاطف والتناغم، ويرى (هوارد فريدمان) الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا أن (اللوز) هو الذي ينقل العدوى بين سلوك وعاطفة بعض الناس. ويرى علماء النفس أن العدوى العاطفية تظهر في السلوك الظاهري، مثل تعبير الوجه والحركات، وفي السلوك العاطفي مثل الحُب، الرغبة والشعور بالنشوة، وفي المصير والأقدار؛ كأن يتعرض شخص لحادث سير بينما يتعرض الآخر لحادثة غرق، كما أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى العاطفية بين بعضهم البعض؛ يصدقون بالتخمين بمشاعر ورغبات بعضهم البعض. كما يعتقد بعض الباحثين أن العدوى العاطفية لا تشترط أن تقع في ذات المكان، ولكنها تقع في توقيت موحد بين فردين أو مجموعة من الأفراد، أو بين فرد وحيوان مقرب إليه."
قطعا لا علاقة للدماغ بعملية التقليد فالعملية نفسية سببها الإرادة كما تحدثنا عن عدوى المتزوجين فقالتا:
"عدوى المتزوجين
يرى (روبرت لفينسون) عالم النفس الفسيولوجي الذي استخدم الدراسات الطولية على المتزوجين، أن العدوى العاطفية لا تنتقل فقط في المشاعر والسلوك وتعبير الوجه، بل تنتقل إلى الشكل والمظهر العام لكل من المتزوجين، اللذان يصبحان مع مرور الزمن مثل التوأمين كما عمل روبرت دراسة طولية على التوأم الذين يعيشون في ظروف مختلفة، واتضح له أن هناك عدوى سلوكية وعاطفية، بل أيضا عدوى في الأقدار، كأن يتعرض كل من التوأمين لحادث سير في وقت مماثل، ولكن في مكان وظروف مختلفة؛ ما يوحي أن لبعض البشر أقدار متشابهة في توقيت واحد."
قطعا لا وجود لتلك العدوى إلا قليلا بدليل أن النكد الزوجى هو السائد فى معظم الزيجات
ثم تحدثتا عن عدوى الضغوط النفسية فقالتا:
"عدوى الضغوط النفسية :
جاء في دراسة علمية جديدة أن "الضغوط النفسية يمكن أن تنتقل بالعدوى من إنسان إلى آخر، بطريقة لا شعورية ومن دون وعي". وقبل الخوض في تفاصيل الدراسة، علينا أن نستعرض إحدى الحالات التي تعد نموذجاً لهذه النظرية. إذ تقول البريطانية (جولي هول) من ويمبلدون، 38 عاماً إنها كانت وعلى مدى أشهر تعشق وظيفتها، وتنعم بتناغم مع زملائها، وتتمتع بحماس وإقبال على العمل، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت بتعيين مديرة جديدة لإدارتها، التي كان مزاجها يتسم بالعصبية والحساسية ثم بدا واضحًا أنها تعاني من توتر نتيجة تعرضها لأي موقف، وباتت ردود أفعالها تجاه الموظفين، يصاحبها نوع من التذمر كما أنها اعتادت أن تصب جام غضبها بصوت عالٍ.
تقول جولي؛ إنها بطبعها شخصية سلسلة وسهلة القيادة، ولكنها بدأت تشعر أن التوتر قد نال منها، في ظل توتر المديرة الجديدة، وبات من الصعب عليها التركيز، وهو الحال نفسه الذي بدأ يشعر به باقي زملائها في العمل، إذ اعتادت المديرة الجديدة على أن تتصرف معهم بعدوانية، وسرعان ما بدأ التوتر ينتشر في أرجاء المكتب؛ وينتقل مع جولي وزملائها إلى منازلهم، وبدا الأمر وكأن الجميع قد أصابتهم عدوى عصبيةِ وتوتر مديرتهم.
تؤكد صحة هذه النظرية دراسة جديدة إذ تقول نتائجها إن "الضغوط النفسية والتوتر يمكن أن ينتقلا بالعدوى من شخص إلى آخر، مثله مثل أمراض البرد والإنفلونزا، لا سيما في أماكن العمل".
وجاء في الدراسة أيضاً أنك عندما تجلس إلى جوار زميل لك في العمل، دائم الشكوى والتبرم والنواح، بسبب ضغوط وسياسات العمل، أو تستمع لمخاوف زميل آخر من رئيسه في العمل أو حبيبه، أو تأزمه من الأوضاع المالية والبنكية، فإنك تعرض نفسك للإصابة بمخاوفه نفسها، وأنينه وتبرمه وشكاواه. فقد اكتشف العالم السيكولوجي في جامعة هاواي البروفيسور (إيلاين هاتفيلد) إمكان انتقال مشاعر القلق السلبية والضغوط ومعاناة الآخرين، بسهولة وسرعة في أماكن العمل. ويقول هاتفيلد: " إن الناس بصفة عامة يتمتعون بالقدرة على محاكاة أصوات وأوضاع الآخرين، والملامح والتعبيرات التي ترتسم على ملامح وجوههم بسرعة مذهلة، وبالتالي فإن هؤلاء الناس قادرون أيضاً على تقمص شخصية الآخر وحياته العاطفية، وبالتحديد تبرمه وضغوطه النفسية".
وتقول الدارسة أيضاً "إن الإنسان عادة ما يكون أشبه بالإسفنجة التي تتشرب وتلتقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم العدوى العاطفية، التي تنبعث من الأفراد المحيطين به وما إن يتشرب الإنسان ضغوط الآخرين، فإنه سرعان ما يبدأ بالإحساس بالضغوط ذاتها أيضًا، والتركيز على مواقف يمكن أن تزعجه.
كما كشفت الدراسة عن أن النساء بالمقارنة بالرجال هن أكثر عرضة للإصابة بعدوى انتقال الضغوط النفسية والمخاوف والقلق ومشاعر السخط والتبرم؛ وذلك بسبب أن النساء يميلن إلى التعاطف مع الآخرين، وبالتالي العزف على نغمة الشكوى نفسها والتبرم التي يبديها الآخر."
قطعا لاوجود لتلك العدوى المذكورة فى المقال وإنما وجود نفس السبب مع الكل هو ما ينتج حالات متشابهة من السلوك خاصة عندما تكون الكثرة قد اتفقت على رأى واحد كما فى حالة المديرة الجديدة
وتحدثتا عن الاضطراب النفسى فقالتا:
عدوى الإضطراب النفسي
يشرح يحيى الرخاوي أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة في كتابه نمط العدوى النفسية فيقول:
" ينتقل الحزن أو الوهم أو الشك أو الضلال من المريض إلى السليم، حتى يمكن القول بأن المرض النفسي قد يعدي مثل سائر الأمراض، بالنسبة للأشخاص المهيئين. ويمكن أن تكون العدوى بالأمراض النفسية، أكثر احتمالاً من أمراض عضوية كثيرة، بحيث يكون للانتباه إلى العلاج المبكر، فائدة مزدوجة في شفاء المريض، ووقاية من حوله في ذات الوقت. لقد عنينا أن ننص على لفظ (الأشخاص المهيئين)، وذلك لأن الناس يختلفون بالنسبة لاستعدادهم للإصابة بالمرض النفسي عن طريق العدوى، بقدر اختلافهم لقابليتهم للاستهواء، ومدى ما يحملونه من أسباب مهيئة للمرض النفسي في نفس الوقت. فمن المعروف أن الإيحاء سهل بالنسبة للأشخاص ذوي الشخصية السهلة، التي تتأثر بالغير، وتحسب حسابهم، والتى تتقبل آراء الآخرين بسهولة ويسر، والتي لا تصبر على التمسك بالرأي طويلاً، وهذه كلها صفات غير مرذولة أساساً، ولكن المغالاة فيها قد توحى بما يسميه العامة (ضعف الشخصية)، وهو أن يكون الإنسان تابعاً في فكره وتصرفه جميعاً، ولكن هذه التبعية ليست رذيلة بصورة دائمة، بل إنها تكون أحياناً مشكلة - بشكل ما - في عملية التكيّف، فالإنسان دائماً تابع حيناً ومتبوع حيناً آخر، ولكن التبعية المطلقة؛ والاستهواء المبالغ فيه هو ما يمكن أن يستنكره الناس، ويعتبرونه نقيصة يتبرأون منها، فمن قديم تفاخر الشعراء بعدم قابليتهم للاستهواء، كما في قول الشاعر العربي:
تثائب عمرو إذ تثاءب خالد
بعدوى، فما أعدتنى الثؤباء
الشخص العادي قد يكون مهيأً للتقليد والإيحاء، سواء أكان هذا الذي يوحى به (حركة) أم (سلوكاً) سوياً أم مرضياً، ومن المتعارف عليه كذلك أن الخلق السيئ يعدي، كما أن الطبع الحميد يعدي، وقد شبهوا عدوى الأخلاق بالعدوى المرضية حرفياً:
واحذر مصاحبة اللئيم فإنها
تعدى كما يعدى السليم الأجرب
فإذا كان التثاؤب معدياً، والطبع اللئيم يعدي، فالمرض النفسي قد يعدي سواء بسواء، وهو معد فعلاً ولكن للشخص المهيأ فحسب. ولنضرب أمثلة لهذه العدوى بادئين بمرض الإيحاء الشهير (الهستيريا)، والهستيريا لا تعنى الجنون، ولا تعنى الهوس أو (الوش)، كما يحب الناس أن يطلقوا هذا اللفظ على أكثر من معنى، ولكنها تعني مرضاً (نفسياً) - ليس عقلياً - تصدر فيه أعراض جسمية (كالنوبات أو فقد النطق) أو عقلية (كفقد الذاكرة)، دون إرادة المريض، بعيداً عن دائرة وعيه، هرباً من مواجهة موقف قاسٍ.
وهذا المرض برغم بساطته وسهولة علاجه في أغلب الأحيان، إلا أنه حاز شهرة تاريخية وشعبية لا نظير لها. فمعظم القصص وروايات السينما، التي تحكي إزدواج الشخصية وفقدان الذاكرة والشلل المؤقت، مبنية على فكرة هذا المرض، بغير مبرر يتناسب مع مركزه بين الأمراض "."
قطعا ما قاله الرخاوى ليس صحيحا لأن ينفى الإرادة الإنسانية فكل واحد منا يختار حتى وإن تشابهت الاختيارات كما قال تعالى فى اختيارات الكفار وأقوالهم :
"وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون"
وتحدثتا عن عدوى التثاؤب فقالتا:
"التثاؤب: شكل من العدوى العاطفية
أثبت علماء من جامعة بيزا الإيطالية، أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم الغرباء. وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمص العاطفي عند توافر الظروف العاطفية المناسبة؛ حسبما أكد الباحثون تحت إشراف اليزابيث بالاغي، في مجلة (بلوس ون) الأميركية. وقال الباحثون في دراستهم إن التقمص العاطفي، أي القدرة على التعرف إلى مشاعر الآخرين وإصدار ردود أفعال عليها، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي.
ويعتقد بعض الباحثين أن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية، التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية، تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين، وليست عدوى التثاؤب أمراً جديداً على العلماء، فهم يرجحون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الأشكال من التقمص العاطفي للآخرين، ولكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا أخيراً. وراقب الباحثون على مدى عام كامل، سلوك 109 أشخاص - 56 امرأة و53 رجلاً - من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وإفريقيا، ثم حللوا التصرفات التي بدرت عنهم في 480 تجربة، بما في ذلك الزاوية التي يرى فيها المراقب بدايات التثاؤب، وتوصلوا دائماً إلى النتيجة نفسها، ألا وهي أن العلاقة الاجتماعية كانت في كل مرة العامل الأكثر حسماً في انتقال عدوى التثاؤب، يليها عامل الجنس - ذكر أم أنثى - ثم القومية أو ظروف الموقف ذاته بل إن التثاؤب ينتقل بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم قرابه عنه بين المعارف؛ بحسبما أثبتت الدراسة، ولكن عنصر التقليد لا يلعب دوره إلا عندما يكون التقمص العاطفي ظاهراً أصلاً لدى الشخص المتقمص. ولا يلعب هذا العنصر دوراً لدى الأطفال الصغار، وكذلك لدى الأشخاص المصابين بالتوحد."
قطعا تقليد التثاؤب لا ينطبق إلا على أشخاص لهم نفس العادات كالسهر معا أو العمل معا ومن ثم إذا تواجد أخرين ليس لهم نفس العادات لا تجدهم يتثاءبون كالمتثائبين
وتحدثتا عن عدوى العقائد فقالتا:
"عدوى العقائد
يمكن أن ننظر إلى المسألة من الجانب العقائدي لدى الإنسان، فالإنسان الذي يعيش في بيئة تؤمن بشيء وتكفر بشيء آخر، سيستقبل هذه العقائد تلقائياً بالعدوى، وهذا ما علمناه جلياً في مكة أيام الجاهلية، إذ كانت زاخرة بالشرك، يمارس أهلها عبادة الأوثان، وتنتقل هذه الممارسة من شخص إلى آخر، الأمر الذي عقّد الدعوة الإسلامية في بادئ أمرها، فاضطر المسلمون إلى الهجرة صوب بلاد الإيمان، حيث يكون الجو أكثر ملاءمة لنشر عدوى إيمانهم. وهذا ما حدث في يثرب (المدينة المنورة) التي دب فيها الإيمان بعدوى منقطعة النظير، فدخل الناس في دين الله أفواجاً."
لو كان ألأمر عدوى ما خرج أولو العقل أو البقية فى أقوامهم فإبراهيم(ص) الذى تربى فى بيئة كافرة خرج من البيئة رافضا إياها وكذلك كل معظم الرسل(ص) خرجوا من بيئات كافرة وابن نوح(ص) الذى عاش فى بيئة إسلامية مع والده وجديه خرج منها كافرا هو وأمه
وحكت الاثنتان العدوى الشعورية فى كوريا الشمالية وهى ليست عدوى وإنما عملية خوف من العقوبات والسلطات التى لا تتوانى عن اعدام البعض إذا لم يضحكوا أو يعملوا ما يريد الزعيم من قصة شهر أو ما شابه فقالتا:
"الاستفادة العملية من عدوى الشعور
هستيريا جماعية لوفاة زعيم كوريا الشمالية :
من خلال مراكز متخصصة تدرس بعض الدول المتقدمة إمكانية ممارسة هذه الآلية؛ لتغيير اتجاه تفكير مجتمعاتها، نحو الاتجاه الذي ترغب فيه الحكومات. وتقدم هذه المراكز تقارير يومية إلى الحكومة تبين فيها المزاج العام للشعب في هذا اليوم، وهل يمكن أن تتخذ الحكومة قراراً ما، أو عليها أن تؤجله وفق المزاج العام. وتعتمد المراكز في استنباط معلوماتها هذه من مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الاتصال وما إلى ذلك. حتى ليُخيّل للناظر بعمق، أننا في عصر الاتصالات، أصبحنا أكثر عرضة لعدوى المشاعر والعواطف."

 

الأحد، 29 أكتوبر 2023

قراءة فى بحث السيكوغرافيا: الكتابة التلقائية الباطنية

قراءة فى بحث السيكوغرافيا: الكتابة التلقائية الباطنية
المعدان كمال سحيم وكمال غزال والبحث يدور حول تأليف الكتب أو المقالات أو الحكايات بمجرد أن يمسك المؤلف بالقلم دون أن يفكر تفكيرا قبليا فيؤلف وكأن أحد يؤلف له الكلام وفى هذا الزعم قال الكمالان:
"يمضي عدد من الناس دقائق معدودة في حالة استرخاء وتأمل ثم يشعرون أن أنامل أيديهم بدأ بتحريك القلم الذي تمسك به وتكتب ما لا يخطر على بال، فكأن أيديهم تتحرك على الطاولة لتكتب بالقلم أشياء وأشياء من غير أن يدركوا أنهم على علم بها، ويبلغ بهم الوضع الى الإسراع بشكل جنوني في كتابتهم وكأنها صادرة عن ألة الكترونية تعمل بنفسها لتملأ العشرات من الصفحات دون تعب ويمكن للأمر نفسه أن يحدث عندما يصور هؤلاء الناس مناظر خلابة في لوحات فنية أو ينظمون أبياتاً من الشعر أو يؤلفون معزوفات موسيقية، نتحدث هنا عن ظاهرة تدعى سيكوغرافيا."
قطعا هذه الأكذوبة ساهم فى اختراعها الضالون المضلون فلا وجود لأخر يؤلف مع المؤلف لأن ما يحدث هم التفكير الانى فيكتب المؤلف ما يخطر على باله فى تلك اللحظات ثم بعد ذلك قد يعدل ما كتب
الأكذوبة تتنافى مع مسئولية الإنسان التى قال تعالى فيها :
" كل نفس بما كسبت رهينة "

وتحد الكمالان عن معنى السيكو غرافيا أو الكتابة التلقائيى فقالا:
"ما هي السيكوغرافيا؟
سيكوغرافيا Psychography هو مصطلح ينطبق على النصوص التي يزعم أنها كتبت من قبل أرواح أو كيانات غير مادية، وللـ سيكوغرافيا أشكال متعددة بدءاً من روح مزعومة تمتلك السيطرة الكاملة على حركة يد الكاتب إلى أن يكون ببساطة ناتجاً عن تأثير مبدئي تتدفق الأفكار منه. وهو يعتبر شكلاً من أشكال الكتابة التلقائية Automatic Writing ولكن فريدة من نوعها من حيث أن الكاتب يدرك عموماً ما يكتب أي أنه لا يدخل حالة في الغشية Trance."
هذه الحالة هى نفسها التى قال الكفار فيها عن القرآن :
" أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه"

فالغرض من هذا الاتهام هو اعتبار الكتاب نتيجة جهد أخر فهى اتهام بسرقة جهد أخر أو اتهام بأن الوحى ليس من عند الله
وقد فند الله اتهام الكفار بأنهم زعموا أن المملى لسانه أعجمى والمقصود غامض بينما القرآن لسانه عربى والمقصود واضح مفهوم كما قال تعالى :
" لسان الذين يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين"

إذا العملية كلها الغرض منها التقليل من المؤلف أو اتهامه بالكذب
وتحدث الكمالان عن حالات تاريخية تؤكد هذا الجنون فقالا:
"أمثلة من التاريخ
- يعتقد أن الإغريق والرومان هم اول من تطرق للسيكوغرافيا حيث أعتقدوا بأن الهامهم الفني أو الشعري .. الخ موهوب لهم من الألهة أو أن الأحلام تأتيهم عن طريق الألهة
- صرح فولتير بمناسبة كتابته المسرحية الدراماتيكية ( Catiline) أن التدفق الفكري الذي دام أسبوعاً يضاهي مدة تفكير 5 سنوات في الحقيقة و انه واضح أن ذالك حصل بواسطة: ( si scirent donum dei) أي هبة إلهية
كتب المفكر العالمي غوته قسماً من مؤلفاته وهو في حالة سيكوغرافيا قوية وقد صرح بذلك بنفسه أنه أحياناً لم يكن يدري بمضمون أبيات قصائده التي تفاجأه عفوياً والتي تحثه على الكتابة مباشرة بشكل غريزي وكأنه نائم، هذا يظهر لنا أن موهبة العقل الباطني عند غوته أو غيره هي خير دليل على جودة مؤلفاتهم وأنه بفضل سعة اطلاعه تصدر من أعماق تفكيرهم مواهب فظة خصوصاً عندما تتلاشى وحدة تفكيرهم أو يضمحل تماسك منطقهم وهذه الموهبة الباطنية تحصل أيضا عند الطلاب.
- تزعم الوسيطة الروحانية روزماري براون (1916 - 2001) أنها تلقت تدوينات موسيقية (السوناتا) من مشاهير الموسيقيين الذين عاشوا في الماضي كـ لودفيغ بيتهوفن وباخ وفرانز لسزت وشوبان وغيرهم! وتضمن الانتاج الموسيقي الذي دونته: 40 صفحة من سوناتا لـ شوبرت، وشوبان، و12 أغنية لـ شوبرت واثنين من سوناتا بيتهوفن تمثل كلاً من السيمفونية العاشرة والحادية عشرة لبيتهوفن! كلاهما غير مكتملتين.
- من أغرب مضامين ما كتب بطريقة السيكوغرافيا ما ذكره جورج سربالاد في كتابه ( spirities et mediums:choses de l autre monde ) عن أحد الوسطاء الذين صرحوا أن بني البشر لم ولن يطأوا القمر لأن الهواء غير متوفر فيه وأن الله لا يسمح بذلك ولكن على سطحه يوجد أناس يعيشون بصورة تختلف عن معيشة سكان الأرض من حيث استنشاق الهواء كما أن هناك شعب يعيش على سطح الشمس لكن برداء خاص منحه لهم الرب الأله ليحميهم من حرارة الكوكب؟؟
يعتبر كتاب القانون Book of Law مثالاً مثيراً للاهتمام عن السيكوغرافيا لأنه يعرض عدة أشكال منها، فعلى سبيل المثال، يدعي أليستر كراولي أن نص هذا الكتاب قد أملاه عليه كيان اسمه عيواس Aiwass، وأنه بكل بساطة كتب ما سمع منه (شكل نموذجي من السيكوغرافيا) ومع ذلك وعلى سبيل المثال رسم كراولي خطاً قطرياً عبر الصفحة 60 (الفصل الثالث: 47) مما تشير إلى أن بعضاً من الكتابة أتى أيضاً "تلقائياً" أو "ميكانيكياً"، علاوة على ذلك، كما تم إستيحاء بعض النص فيما بعد ليس من كراولي وإنما من خلال زوجته (روز) التي كتب على يدها:" نجمة ذات رؤوس خمس مع دائرة في الوسط والدائرة حمراء " - (الفصل الأول: 60).
- يذكر التاريخ الوسيطة هيلين سميث التي لمعت في اختراع لغة زعمت أنها تخص سكان غير أرضيين وأنها ملهمة أرواحياً تتمكن من الاتصال الأرواحي مع عالم الموتى.
- سطع نجم تشيخو خافيير (1910 - 2002) في تدوين آلاف الأسطر عن طريق السيكوغرافيا وذاع صيته خصوصاً في البرازيل مؤكداً اتصاله مع عالم الأثير، حيث كتب أكثر من 400 كتاب بطريقة سيكوغرافيا من أجمل القصائد الشعرية وأكثر المواضيع العلمية تعقيداً وقام ببيع ملايين النسخ ذهبت عائداتها للجمعيات الخيرية.
- يقول مالو دا سيلفا في كتابه ( misterios e realidades deste e do outre mundo) أن طالبا هولندياً حاول عبثا ثلاثة أيام أيجاد حل لمسألة حسابية كلف بها من طرف أستاذه فان سويدن وبعد جهد مضني بدون نتيجة نام ليستريح وفي الصباح وجد على الطاولة التي يعمل عليها ورقة كتب عليها الحل المناسب للمسألة المعقدة ولم تكن حسب الوسائل التي تتبعها في جهده الفكري.
وجه البروفيسور الفرنسي المتقاعد جان بيير الذي يعتبر المرجع الاول في علوم الفيزياء لدى الكثير من الاوساط العلمية المرموقة صدمة قوية للعالم على إثر تصريحاته في احدى وسائل الاعلام بأنه كان على اتصال مع مخلوقات قادمة من خارج كوكبنا وتعيش على كوكب يطلق عليه "أومو " بالاضافة الى تلقيه رسائل مزعومة من تلك المخلوقات بإنتظام وعلى غير العادة فإن معظم تلك الرسائل كانت تعبر عن تقدمهم العلمي والبعض الأخر كان يحتوي على حلول لمشاكل كان يعتبر حلها أشبه بالحلم البعيد
شيطان الشعر: سيكوغرافيا التراث العربي
كان العرب قبل الإسلام يعتقدون بأن الشاعر متصل بشيطان خاص به يلهمه الشعر، وأن كان لكل شاعر شيطان، وحين يقول حسان بن ثابت قبل إسلامه:
ولي صاحب من بني الشَّيْصبَان ... فَطَورا أقول وطورا هوهْ
فإنه يقرر ثلاثة أمور: أولها أن له صاحبا غير إنسي ,وثانيها أن هذا الصاحب نتسب إلى الشيصبان، وهو اسم للشيطان (وبنو الشيصبان أما أن يكونوا أبناء جني يعرف بهذا الاسم أو يكون أسم قبيلة من قبائل الجن)؛ وثالثاً أن حسان وشيطانه يتناوبان القول فتارة يقول حسان وتارة يقول شيطانه، وهذا أذا أخذ على وجهه الظاهر يعني أن الشيطان يرفد صاحبه أو يستقل بقصيدة ويستقل الشاعر بأخرى ولا يتولى الإلهام كله.
وهناك شعراء يصاحب كل منهم شيطان أو تابعه، ومنهم الأعشى ميمون بن قيس، وصاحبه اسمه " مسحل " وقد ذكره في قوله:
دعوت خليلي مسحلاً ... ودعوا له جُهُنَّام جَدْعا للهجين المذمم
و ذكره مرة أخرى فقال:
وما كنت ذا خوف ولكن حسبتني ... إذا مسحل يسدي لي القول أنطق
شريكان في ما بيننا من ... هوادة صفيان إنسي وجني موفق
يقول فلا أعيا بقول يقوله ... كفاني لا عي ولا هو أخرقلم يقتصر الإعتقاد بشيطان الشعر على العصر الجاهلي وبدايات الإسلام بل حافظ المعتقد وجوده أيضاً في العصر الأموي، ولعل الفرزدق أن يكون من أكثر الشعراء ترديدا له، ويقال إن اسم شيطانه " عمرو ". وذكر الفرزدق حين يفتخر بشعره أنه " أشعر خلق الله شيطاناً".
كأنها الذهب العقيان حبرها ... لسان أشعر خلق الله شيطانا
ومع ذلك فإن الفرزدق تزحزح عن هذا المعتقد حين تصور أن الذي ينفث الشعر في فمه هو " ابليس " وابنه مع أن أحدا من الجاهلين لم يذكر أن رئيس الشياطين مصدر للالهام؛ يقول الفرزدق:
وإن ابن ابليس وابليس ألبنا ... لهم بعذاب الناس كل غلام
هما نفثا في فيَّ من فمويهما ... على النابح العاوي أشد رجام
وجرير ينافس الفرزدق في اعتقاده أن الذي يلهمه هو ابليس فيقول:
إني ليلقي علي الشعر مكتهل ... من الشياطين ابليس الأباليس
وكان الفرزدق يقول: " شيطان جرير هو شيطاني إلا إنه من فمي أخبث ".
ويشير شاعر يسميه الجاحظ أعشى سليم إلى أن شيطان المخبل كان من أقوى الشياطين
وما كان جني الفرزدق قدوة ... وماكان فيهم مثل فحل المخبل
وما زال هذا الاعتقاد سائداً إلى يومنا هذا ويوصف الشاعر بالقوة في شعره بقوة شيطانه ويكثر هذا الوصف في هذا الزمن بالشعر الشعبي."
وكل ما سبق عبارة عن أكاذيب أو أوهام فلا يوجد أحد يؤلف غير المؤلف لأن هذا يتناقض مع مسئولية الإنسان عن عمله كما قال تعالى :
" ,ان ليس لفنسان إلا ما سعى"

والاتصال بالجن أو الأشباح وهم الموتى أو غيرهم مستحيل فالجن لم يتصلوا بالبشر إلا فى عهد سليمان(ص) الذى طلب ألا يعطى أحد بعده تلك الآية المعجزة فقال :
"رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "

والأشباح وهو الموتى لا يعودون للحياة مرة أخرى فى الدنيا كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"

ثم كيف نصدق الشعراء مثلا وأكثرهم كاذبون كما قال تعالى :
والشعراء يتبهم الغاوون ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون
وقام الكمالات بعرض تفسير تلك الحالات فقالا:
"فرضيات التفسير
نورد فيما يلي أهم فرضيات التفسير:
1 - استحواذ روحاني يعتقد البعض لا سيما الوسطاء الكبار أن إلهام رسائلهم الأرواحية يصلهم من أرواح الأحياء في الأثير فيؤلفون كتباً عديدة ومعقدة أحياناً ويتأكدون حسب زعمهم أنهم خاطبوا أرواحياً تلك الأرواح وهناك من يكتب مئات الصفحات دون تعب فالممارس للسيكوغرافيا عندما يبدأ بتدوين أفكاره يختاله تدفق غزير للأفكار لدرجة أن تلك الغزارة تفوق السرعة المذهلة التي يمضيها لتدوين أفكاره فيصبح مجرى تفكيره وكأنه شلال يدفق الملايين من الأمتار المكعبة من الماء في لحظة، ويعزو الكثير من الناس هذه الظاهرة الى الإستحواذ الشيطاني أو تجسد روح هائمة في الأجسام وأكثر الأفكار الدينية تقول بهذا الأمر وفي كتاب (رودولف تخنر) نقرأ أن شاباً من أتباع عقيدة التيوصوفيا كان يستلم رسائل أرواحية يدونها بـ سيكوغرافيا تحت شعار "حيسملا" وكان ذلك الشاب يعتقد بشدة بالإتصال الأرواحي ما بين عالم الأرض وعالم الأرواح أو الموتى و كلمة (حيسملا) في الواقع ما هي الا المسيح، للمزيد إقرأ عن طرق إستحضار الأرواح في الوسيط.
2 - موهبة العقل الباطن
يعتقد بأن للعقل الباطن دوراً أساسياً في السيكوغرافيا اذ أن صاحب العلاقة يشعر أنه يكتب ولكن لا يعلم كيف تأتيه الأفكار التي يكتبها، ويصرح أبرز علماء النفس والبارابسيكولوجيا كـ غراسيه وجانيه ومايرز وكونزالز أن أصحاب الكتابة غالباً ما يطلبون من أرواح الموتى (يفعلون ذلك لجهلهم أن باطنهم هو المسؤول عن كتابتهم الأوتوماتيكية) أن يلهموهم بكتابة سهلة القراءة ذالك لأنهم لم يستطيعوا التعرف على بعض ما كتبوه قبلاً. ويذكر ألان كاردريك في كتابه عن الأرواح:" أن ما يميز الحدث هو أن الوسيط لا يدري اطلاقاً بما يكتبه وأنها لفرصة ثمينة أن تكون هذه الملكة هي التي تؤكد دون شك استقلالية التفكير بالنسبة لصاحب الكتابة ". معتقداً أن الأرواح هي التي تملي على الممارس الكتابة كأنه وحي روحي. لكن البارابسيكولوجيا وعلم النفس المرتكز على أسس ثابتة لم يكونا آنذاك قد ولدا أطلاقا مما يعلمنا لماذا لم يتفهم الناس ماهية السيكوغرافيا من جهة وخطأ تفهم ألان كارديك مؤسس عقيدة المناجاة الأرواحية لميكانيكية الكتابة الباطنية.
وهناك من يملك قابلية باراسيكولوجية خاصة تؤهله الادلاء بمعلومات قلما يدلي بها أثناء يقظته الكاملة. وربما يصلح أن نقول أن أصحاب هذه القابلية هم فريسة عقولهم الباطنية لما ينتج عن ميكانيكية كتابتهم من مخاطر واضطرابات نفسية، أن موهبة العقل الباطني قد تخترع أساليب متعددة لأظهار غناء اللاوعي و تنوع أساليبه في الكتابة الأوتوماتيكية.
3 - إنفصام في الشخصية
يعتقد الأطباء المهتمين بالأمور الباراسيكولوجية أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى أنفصام في الشخصية لدى الوسطاء ولدى من يدعي هده التقنية من الكتابة الغريبة وهدا الأنفصام يختلف عن أنفصام الشخصية لدى المهستر أو المضطرب عقليا ( Psycopathe) والشخصية البسيكوغرافية تتميز بالهذيان العقلي الباطني ومن يثابر في ممارستها فله كل الفرص للوقوع في الأضطراب النفسي. بحيث ادا تفحصنا الممارس لهذه الكتابة أثناء بسيكوغرافيته نلاحظ أن "وحدته البسيكولوجية"تنقسم الى قسمين الوحدة الواعية التي تعود الى الشخص الذي يكتب والوحدة اللاواعية التي تظهر فيما يكتب. هذا عدا أن الوحدتين تظهران معا -بختلاف الحالة الأولى -وكأن الوسيط يقول:"ان نابوليون يكتب بيدي".
4 - نظرية الوراثة: حلل البعض أن الموضوع مقترن بالوراثة فنظرية الوراثة تقول أن النواة الخلية العصبية في الدماغ قد تحتفظ بدقائق المعلومات و المعرفة المكتسبة عند الأهل أو الأجداد مثلاً وتنتقل الى الأبناء. وهكذا نستطيع شرح الاستغراب الذي يمتلكنا عندما نشعر أننا نعرف شيئاً من قبل. ولكن البيولوجيا تقول غير ذلك لأنها تعلمنا أن دقائق الجسم تتغير مراراً خلال حياتنا بمعدل 7 سنوات تقريباً."
وكل هذه التفسيرات لا حقيقة لها وباعتبارى أحد المؤلفين فما يحدث هو عبارة عن التفكير الآنى فالكاتب يكتب ما يخطر على باله فى وقت ذلك التأليف
وأما أن هناك من يؤلف له وهو عبارة عن جهاز تسجيل يسجل ما يقال له فهو كذب
والممكن أن فى أحد الأحلام قد تأتى أفكار أو أقوال للحالم يسجل بعضها عندما يصحو ولكنه لا يقدر على تسجيلها كما وردت فى الحلم وهو لا يمكن أن تكون كتابا أبدا وإنما جمل قليلة العدد
وكرح الكمالات أسئلة لم يجيبا عليهما فقالا:
"تساؤلات
-هل هناك تدخل الهي في الكتابة الباطنية أوالسيكوغرافيا كما يقول أهل الدين؟
-هل هناك تدخل شيطاني في السيكوغرافيا؟
-هل هناك علاقة ما بين التقمص والكتابة الأتوماتيكية؟
-هل يمكن عن طريق دراسة الخط أن نثبت الى أن هناك اشارة الى تدخل روحي أو حتى شيطاني؟"
قطعا لا وجود لأى نوع من التدخل فى التأليف فهو عمل الإنسان نفسه

 

السبت، 28 أكتوبر 2023

نظرات في كتاب السحر أنواعه وأعراضه ورأي العلم فيه

نظرات في كتاب السحر أنواعه وأعراضه ورأي العلم فيه
الكتاب أو البحث يدور حول معنى السحر وأنواعه ومظاهره وقد عرفه فقال :
"أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يُظن أن الأمر كما يرى وليس كما يُرى ثم هو رقى وعقد وكلام يتكلمُ به الساحر أو يكتبه فيؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة، منه ما يقتل، ومنه ما يمرض، ومنه ما يأخذ الرجُل عن امرأته فيمنعه وطئها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، ومنه ما يبغض أحدهما على الآخر."
والخطا هو وجود تأثير حقيقى للسحر في البدن والنفس والحق :
أن السحر لا يقدر على التأثير إلا فيمن يصدق به وهو أمر قد يحدث من أفضل الناس فقد خاف موسى (ص) نفسه من أعمال السحرة لأنه صدق بقدرتهم في لحظات كما قال تعالى :
" فأوجس فى نفسه خيفة موسى(ص)"
ولذا نصحه الله فقال :
" لا تخف إنك أنت الأعلى"
وكل أعمال الساحر ليس منها عمل حقيقى يقدر على نفع أو ضرر وإنما العملية كلها قائمة على اعتقاد الإنسان في عمل الساحر ولذا قال تعالى :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى"

والسحر عبارة عن خدع للحواس خاصة العين أو كلام من كلام الوقيعة الذى يفرق بين الناس
وتحدث لمؤلف عن الفرق بين السحر والشعوذة وخفة اليد فقال:
"الفرق بين السحر والشعوذة وخفة اليد
هناك على الأغلب التباس بين السحر وخفة اليد والشعوذة ويستعمل كلمة السحر كمرادف لجميع هذه المصطلحات التي تختلف عن بعضها البعض. فخفة اليد هو فن ترفيهي يقوم بإيحاء إن شيئا مستحيلا قد حدث علما ان التغيير كان مصدره مهارة وخفة في اليد.
الشعوذة من جانب آخر يعتبر ما يعتقد القائمين به قدرتهم على استحضار قوى غير مرئية لتساعد في حدوث تغييرات يتمناها شخص ما وتكون تلك الأمنيات على الأغلب تخلص من خصم او الحصول على قوة ويتم عملية الشعوذة عادة في طقوس خاصة."
وكل هذا عبارة عن خداع ومن ثم فهو يدخل تحت مسمى السحر وتحدث المؤلف عن أنواع السحر فقال :
"أنواع السحر
ذكرَ العلماء أنواع السحر وزعموا أنها ثمانية أنواع ومنهم من قال أنها ثلاثة أنواع وهي السحر الحقيقي والسحر التخيلي والسحر المجازي.
ويندرج تحت السحر الحقيقي والتخيلي:
1 - السحر الهوائي: يكون السحر معرضا لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر.
2 - السحر المائي: يرمى السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه
3 - السحر الناري: يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران مثل التنور أو الفرن.
4 - السحر الترابي: يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.
ويندرج تحت هذه الأنواع الأربعة:
2 - المشموم: ما يخلط في الطيب أو يعمل من الطيب والبخور.
3 - المعقود: كل ما يمكن عقده والنفث عليه.
4 - الأثر: ما يؤخذ من أثر المسحور ويعمل منه السحر.
5 - المنثور: كل مسحوق ينفث عليه الساحر وينثر في الغرف وعند مداخل البيوت.
6 - المرشوش: كل سائل ينفث عليه الساحر ويرش على الثياب أو عند عتب الأبواب أو في الأماكن التي غالبا ما يتواجد بها المراد سحره.
7 - الطلسمات: أسماء وكلمات وحروف وأرقام ومربعات مجهولة المعنى لغير السحرة.
8 - المرصود: يرصد لطلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر والدم."
وكل هذه الأنواع هى طبعا لنظرية الأخلاط الأربعة القديمة والبعض منها مقسم تبعا لطريقة عمله والحقيقة أن أنواع السحر في القرآن نوعين :
الأول :السحر الفعلى وهو عمل شىء لخداع حواس الناس كسحر سحرة فرعون حيث خدعوا عيون الحاضرين كما قال تعالى :
"وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم "

الثانى السحر الكلامى وهو كلام يقصد من خلفه الايقاع بين الناس أو التوفيق بينهم وفيه قال تعالى :
" فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
وتحدث المؤلف عن أعراض السحر على المسحور فقال :
"أعراض السحر
1 - أعراض المس الشيطاني (لوجود شيطان السحر) في غالبية أنواع السحر.
2 - تغير مفاجئ في طباع المسحور من الحب إلى الكراهية ومن الصحة إلى المرض ومن العبادة إلى المعصية ومن الفرح والسرور إلى الحزن والضيق ومن الحلم إلى الغضب وإلى غير ذلك من أوامر السحر وتفلت الشياطين.
3 - المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال.
4 - تزداد الحالة أو يتنقل المرض عند محاولة العلاج أو بعدها عبر قراءة القرآن مثلاً.
5 - يشعر المسحور وكأنه مدفوعٌ بقول أو فعل بغير إرادته، وغالباً ما يندم على ما فعل
6 - آلام في الرحم.
7 - آلام في أسفل الظهر.
8 - يُرى في عيني المسحور بريقا زائداً وملحوظا وغالبا ما تجده لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر إلى أعلى وإلى أسفل، هذه الملاحظة ذُكرت في كتاب دليل المعالجين والصواب أنها تنطبق في الغالب على من به سحر مأكول أو مشروب أو مشموم وبلغت عقد السحر إلى العينين، أو كان هناك حضور جزئي على عين المسحور."
قطعا أعراض السحر هى مظاهر ناتجة من تصديق المسحور لنفع السحر وضرره وليست أعراض ناتجة من أفعال الساحر إلا أن يكون الساحر استعمل مواد مخدرة أو ماشابهها فساعتها يحدث تغييب لعقل من استعملت تلك المواد معه فليس هذا فعل الساحر وإنما فعل تلك المواد
والعرض الوحيد في حالة سحر التفريق هو رفض المصدق للساحر في التصالح مع الأخر رفضا تاما وأما سحر الحواس فهو يزول على الفور بالتكذيب ولا يزول في حالة التصديق
وتحدث المؤلف عن أغراض السحر فقال :
"أهداف السحر
1 - التفريق
هذا النوع من السحر هو الأكثر شيوعا بين الناس وهو الغالب استخدامه من قبل السحرة على مر الأزمان بهدف تفريق الزوجين، يقول الله تعالى: " فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ".
2 - الربط
هو أخذ الرجل عن زوجته فلا يستطيع أن يجامعها وبالتالي يُعَد من أشد أنواع الإيذاء للرجل والمرأة.
3 - المرض (سحر الجوارح)
يعتبر السحر بجميع أنواعه مرض ولكن عندما تكون أوامر السحر إصابة الإنسان بمرض معين أو امراض متنقله أو امراض متعددة يقال أنه مصاب بسحر الجوارح.
4 - الخوف
إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء، يجعله يستوحش المكان الذي هو فيه، ويخوفه من الموت، ويخوفه من أبيه ومن مدير عمله، أو يخوفه من الوحدة فتجده يحتاج لمن يكون بجواره دائما، ويوسوس له الشيطان حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل الناس، ومن رجال الشرطة، فتجده دائما في هلع وفزع وخوف وقد يخوفه الشيطان من أقرب وأحب الناس إليه، وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل جرس الباب والتلفون، يخاف من المجهول أن يهجم عليه في أي وقت.
5 - الفشل واليأس والفقريكون الإنسان المسحور في فشل متواصل، فإن كان طالبا يكون كثير الرسوب وليس له القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة، وإن كان موظفا فتجده لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير ثم يبحث عن غيرها، وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس، يائسا من المستقبل يائسا من الحياة، مبذراً لماله بل المال لا يستقر في يده، ينفقه على أشياء تافهه ويعطيه لمن لا يستحق له.
6 - الجنون
يقول الشيخ عبد الخالق العطار إذا تمركز واستقر شيطان السحر بمخ الإنسان فإن الله قد يمكنه من التعرف على خلايا المخ ووظائفها واستخدامها، فإن كان الإنسان لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان والعصيان، فهو اقتران جزئي دائم، أما في الاقتران الكلى الدائم تظهر الروح متقمصة وممثلة شخصية الهبل والخبل والجنون .. وقد يكون خادم السحر المقترن بالمسحور من طبعه الخبل وضعف الذاكره، ومن مكونات شخصيته أنه مجنون، وإن كان تسلط الشيطان على عقل المسحور متقطعا؛ بأن يفيق ويعقل ويفهم ويتعامل الإنسان بشكل طبيعي أحيانا ويغيب أحيانا فهذا اقتران طارىء.
7 - الوقف (تعطيل الزواج)
في هذه الحالة يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج، حيث أنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما بعدم التكافؤ بينها، أو يوسوس للفتاة بطريقة أو بأخرى بأنها ليست بكرا فتخاف من الفضيحة وترفض الزواج، أو يزهد المرأة أو الرجل عن الزواج دون سبب وقد يرفض أهل الخاطب أو المخطوبة دون سبب منطقي، وليس بالضرورة أن يكون خادم السحر مربوطاً في جسد المسحور
8 - المحبة (التولة)
من أعراضه: الشغف والمحبة الزائدتان، الرغبة الشديدة في كثرة الجماع، عدم الصبر عنها، التلهف الشديد لرؤيتها، طاعته لها طاعة عمياء"
وكما سبق القول أعمال الساحر لا تقدر على تحقيق أى غرض منها إلا إذا كان هناك من يصدق بقدرات الساحر على النفع والضرر في الساحر لا يقدر على أى شىء طالما كذبه الإنسان وأما من اعتقد فيه عمله بالنفع والضرر فيحدث له أى شىء ولذا قال تعالى :
"ولا يفلح الساحر حيث أتى"

وأما حكاية الامراض فالساحر لا يقدر على امراض أى فرد وإنما بعض المواد التى يستخدمها هى القادرة على احداث المرض كدماء الحائض أو بعض المواد الممرضة كالداتورة
وعلق المؤلف فقال :
"تعليق:
جد أن أهداف السحر كلها تأتي في ضرر للإنسان وإيذائه ولكن الصلة مع الله والاستعانة به هي الحماية الوحيدة من كل شيطان أوشر، ففي الحديث الشريف: عن أبى العباس عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال "ياغلام إنى أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله إذا أستعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك وإن أجتمعوا على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف".
والحديث الذى نقله المؤلف معناه أن السحر لا ينفع ولا يضر وإنما الله هو الضار والنافع
وتحدث عن مقاييس كشف السحر فقال :
"المعايير العلمية التي تكشف حقيقة السحر
هناك قياسات علمية متفقة عليها لتحديد فيما إذا كانت ظاهرة او طريقة او تحليل او اعتقاد معين يمكن تصنيفه كعلم حقيقي أم لا وإذا لم يتم تجاوز بعض الإختبارات فإنها ستنتهي إلى تصنيف يسمى العلوم الكاذبة. بعض من القياسات المتفقة عليها ويجب توفرها في العلم الحقيقي هي التالية:
1 - القدرة على الحصول على نفس النتائج او نتائج متقاربة عند إجراء اختبار معين مرات عديدة وإذا لم يتم الحصول على نتائج متقاربة عند تكرار عملية او خطوة ما فإن الطريقة او الظاهرة تعتبر غير علمية على سبيل المثال اختبار تعويذة معينة على عدد من الأشخاص المتطابقين في العمر و الجنس و الحالة الاجتماعية و الثقافية لرؤية فيما إذا كانت التعويذة لها نفس التأثير.
2 - القدرة على حصول تأثير مع توفر شرط عدم معرفة الأشخاص المشتركين بالتجربة فيما إذا قد تعرضوا للمادة الحقيقية او مادة وهمية شبيهة بالشكل للمادة الأصلية ولتوضيح هذه النقطة يقسم المتطوعون للتجربة إلى نصفين متشابهين قدر الإمكان من ناحية العمر و الثقافة و نواحي اخرى بحيث يكون تعاطيهم للمادة الحقيقية او المادة الوهمية الفرق الرئيسي بين المجموعتين. على سبيل المثال إذا تم التوصل إلى معرفة فيما إذا كانت تعويذة معينة ذات فعالية حقيقية فإنه يصمم نوعين من التعويذات إحداهما مصمم من قبل شخص يدعي السحر و الأخر شبيه بالظاهر للاولى ولكنها ليست حقيقية ويتم توزيعها على مجموعتي الإختبار الذين لايعرفون فيما إذا تلقوا التعويذة الحقيقية او الوهمية وبعد فترة مراقبة يتم معرفة فيما إذا كان هناك فرق حقيقي و ملموس بين تاثير الحقيقي و الوهمي.
الغاية الرئيسية في هذه التجارب هو معرفة احتمال دور عامل الصدفة او عوامل نفسية او اجتماعية او اي عامل آخر في حدوث التأثير الملاحظ. ومعظم مدعوا السحر او الباراسايكولوجي يفشلون امام هذه الإختبارات."
وما قاله المؤلف هو نفس ما قلته سابقا أن العملية تعتمد في التأثير على تصديق الإنسان وهو إيمانه بقدرة السحرة على النفع والضرر وأما من لا يصدق بقدرتهم فلا يمكن أن يحدث له شىء مهما عمل السحرة

 

الجمعة، 27 أكتوبر 2023

نظرات فى الزينوغلوسيا: اللسان المتبدل

نظرات فى الزينوغلوسيا: اللسان المتبدل
البحث من اعداد الكمالين كمال سحيم و كمال غزال وهو يدور حول تحدث بعض الناس بلغات غريبة عنهم فجأة دون تعلم سابق بها وتحدثا عن تسجيل حالات فى العالم بذاك فقال :
"سُجلت الكثير من الحالات عن أفراد من المجتمع (صغاراً وكباراً) راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يعرفوها من قبل، وكان ذلك يحدث أحياناً بشكل عفوي خلال خضوعهم لجلسات التنويم (الإيحائي) المغناطيسي أو في إحدى حالات الوعي البديلة كالغيبوبة أو النوم).
وأحياناً يتمثل ذلك نطق بضعة كلمات يتحدّث بها الشخص ثم لا تلبث أن تختفي من ذاكرته تماماً، وفي حالات أخرى يصبح الشخص قوي اللسان بهذه اللغة، ومما يدعو للاستغراب هو وجود مزاعم عن عدد من الأشخاص كانوا قد نطقوا بلغات قديمة انمحت من على وجه الأرض ولا يألفها الا العلماء في مجال الأثار والحضارات القديمة"
وتحدث الكمالان عن أصل التسمية وهو اللغة الغريبة فقالا:
"نتكلم هنا عن ظاهرة ماورائية تدعى " زينوغلوسيا " Xenoglossia.
ونضرب مثلاً عن تلك الظاهرة، كأن يعرف شخصاً اللغة الإنجليزية فقط ولم يسبق له أن تعلم أو تعرض لأية لغة أخرى في حياته ثم يبدأ فجأة بالتكلم باللغة " السواحلية " وبطلاقة!، فهل هذه الظاهرة حقيقية؟
أصل التسمية
يرجع أصل مصطلح زينوغلوسيا Xenoglossia إلى اللغة الإغريقية (اليونانة القديمة) وهي كلمة مركبة من جزئين، الأول هو زينوس xenos ويعني الأمر الغريب أو الأجنبي والثاني هو غلوسا glossa ويعني اللغة أو اللسان، وبالتالي يصبح معنى الكلمة المركبة " لغة غريبة ""
وتحدث الكمالان عن الاعتقاد النصرانى فبينا حدوث تحدث الحواريين بلغات لا يعرفونها فقالا:
"الاعتقاد المسيحي:
نجد مثالاً عن زينوغلوسيا لدى الحركة الدينية الخمسينية التي تعتقد بأن جميع المسيحيين بحاجة لأن يعيشوا اختباراً فريداً لكي يكونوا مسيحيين فعلاً، ويسمى هذا الاختبار بـ " معمودية الروح القدس". ويجب أن يكون مطابقاً لما عاشه رسل المسيح الإثنا عشر (الحواريين) بحسب ما ورد في الكتاب المقدس عندما حلت عليهم الروح القدس في اليوم الخمسين لصعود المسيح للسماء (يوم العنصرة). وكان حلول الروح عليهم جلياً من خلال عدة علامات أبرزها: التكلم بألسنة مختلفة والتنبؤ وشفاء المرضى، ويعتبر ذلك هبة روحية من الله."
قطعا هذا تخريف فالمعجزات لا تحدث لأصحاب الرسل(ص) وإنما تعطى للرسل (ص) كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله"

وما أعطى للمسيح(ص) لم يكن فيه التكلم بلغات أى ألسنة أخرى وفى هذا قال تعالى :
"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحى الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"
وتحدث الكمالان عن وجود حالات موثقة فى عالمنا وعصرنا عن ذلك فقالا:
"دراسات وتقارير
في العالم توجد الآلاف من حالات الزينوغلاسيا المعروفة الموثقة والغير الموثقة، والمئات منها وثّقت في دراسات علمية مختلفة. و ذكرت فيها لغات منقرضة منذ آلاف السنين، و لغات أخرى من جميع أنحاء العالم! لكن بالرغم من هذه الدراسات المكثّفة"
والتوثيق لا يدل على صحة الشىء فكثيرا من التزوير يتم توثيقه وباسم العلم فليس معنى تسجيل الحالة أنها حدثت أو أنها صادقة فالتزوير يتم فى عصرنا أمامنا فهناك مثلا مشروع فى مصر تجد كل رئيس يعملون جدار ويضعون عليه رخامة مكتوب عبيها أنه افتتح فى عهد الرئيس فلان حدث هذا لأربعة أو خمسة رؤساء بينما صاحب المشروع الأصلى هو الملك الذى سبقهم كما يقال
التوثيق هو مقولة الحاشية الضالة المضلة البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا يا عمدة ومن ثم لا يمكن الوثوق بأى مستند دون دراسة الحالة نفسها والتى سيتبين من دراستها فى حالات اللسان المتبدل أنها كلها مزورة وباطلة لأنها آية معجزة وقد انتهى زمن الآيات وهى المعجزات بمنعها بقوله تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

وتحدث الاثنان عن تفسيرات الظاهرة التى لا وجود لها فقالا :
" لم يتم التوصّل إلى تفسير نهائي بالاعتماد على المنطق العلمي التقليدي. ونذكر منها:
1 - التكلم بلغات حية
قام الدكتور " إيان ستيفنسون " أحد الأكاديميين الأكثر احتراماً في الولايات المتحدة بتخصيص دراسة بحثية تتناول هذه الظاهرة، وتعتبر إحدى أهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع وألف في عام 1974 كتاباً حمل عنوان " زينوغلوسيا " ذكر فيه حالات كثيرة موثقة، و كان من أغربها هي تلك التي أظهرتها سيدة أمريكية بعمر 37 سنة فأثناء تنويمها مغناطيسياً قامت بتغيير نبرات صوتها تماماً وتحوّل صوتها على صوت رجل، وحدث أن تكلّمت باللغة السويدية بطلاقة وبعد أن استيقظت من جلسة التنويم المغناطيسي نسيت كل شيء وعجزت عن لفظ أي حرف من اللغة السويدية.
- وبعد ذلك انشغل الدكتور ستيفنسون بهذه الحالة تحديداً لمدة 8 سنوات، وراح يدرس في علم اللغات والتكلّم بنبرات مختلفة، وقد استعان بالعديد من الخبراء والمتخصصين لمساعدته للتوصل إلى تفسير علمي يقدّم الجواب المناسب على سؤال محير وصعب: " كيف يمكن لنبرة أنثى أن تتحوّلا إلى نبرة رجل؟! ".
ـ في حالة أخرى لا تقل غرابة عن السابقة انشغل الدكتور ستيفنسون حول سيدة هندية تدعى " أوتار هودار "، كانت بعمر 32 سنة عندما تحولت شخصيتها إلى شخصية ربة منزل متزوجة من البنغال الغربية، عاشت هناك في القرن 18، وراحت تتحدّث باللغة البنغالية بدلاً من لغتها الأصلية الحالية (اللغة الماراثية)، وكانت تصيبها هذه الحالة لفترات تتجاوز أسابيع عديدة أحياناً وقد يضطرّون في بعض الأوقات إلى تكليف أشخاص بنغاليين كي يساعدوا هذه المرأة على التواصل مع عائلتها، وكان قد ذكرت تلك الحالة في مجلة " المجتمع الأمريكي للأبحاث الوسيطية "، إصدار شهر تموز، عام 1980.
ـ أما الباحث " ليال واتسون "فقد وصف إحدى الحالات الغريبة التي ظهرت عند فتى بعمر 10 سنوات من هنود الإيغاروت الساكنين في وادي كاغايون النائي في الفيليبين، فهذا الفتى لم يسمع أو يألف أي لغة سوى لغته، لكنه خلال نوبات معيّنة يدخل في شبه غيبوبة، و يبدأ بالتكلّم بلغة الزولو وهي لغة جنوب أفريقية بطلاقة ومن المستحيل أن يكون قد تعلّم الفتى هذه اللغة في حياته و قد تعرّف واتسون عليها لأنه قضى فترة من حياته في جنوب أفريقيا!
2 - التكلم بلغات قديمة أو منقرضة
يقوم بعض الأشخاص أحياناً، في حالة النوم المغناطيسي أو غيرها من حالات وعي بديلة، بالتكلّم بلغات قديمة جداً لم تعد مستخدمة في هذا العصر وأصبحت مقتصرة على خبراء الأثار و علماء الانثروبولوجيا ونذكر من هذه الحالات: قام الدكتور " موريس نثرتون " بدراسة إحدى الحالات الغريبة التي تمثلت بقدرة فتى أوروبي أشقر وذو عينان زرقاوان على التحدث بلغة صينية قديمة جداً خلال جلسة التنويم المغناطيسي، وقد سجّل الطبيب صوت الفتى في شريط كاسيت و أخذه إلى بروفيسور في قسم الدراسات الاستشراقية في جامعة كاليفورنيا بهدف معرفة نوع هذه اللغة التي تبين فيما بعد أنها لغة صينية مضى على إنقراضها أكثر من ألف عام!
ـ وفي عام 1990 قام الطبيب النفسي الأسترالي " بيتر رامستر " بتوثيق العديد من الحالات المدروسة بعناية في كتاب حمل عنوان: " البحث عن أجيال سابقة "، ووردت فيه حالة سيدة أسترالية تدعى " سينثيا هاندرسون " التي لم تتعلّم اللغة الفرنسية سوى لمدة شهور قليلة في الصف السابع لكن خلال نومها المغناطيسي، استطاعت أن تتحدّث باللغة الفرنسية بطلاقة مع أحد الفرنسيين الأصليين! وقد علّق هذا الفرنسي على طريقة كلامها بأنه صافي و لا يتخلله أي لغة إنكليزية! وأنها استخدمت ألفاظ و مصطلحات فرنسية كانت سائدة فقط في القرن 18.
- ذكر الدكتور " جويل ويتون " حالة السيد " هارولد جورسكي " الذي خلال نومه المغناطيسي كتب 22 كلمة ومقطع تعود إلى زمن الفايكنغ! و تعرّف الخبراء على عشرة من هذه الكلمات و استنتجوا بأنها لغة قديمة كانت تستخدم في الدول الاسكندنافية أما الكلمات الباقية، فكانت من روسيا و صربيا و اللغة السلافية! و جميع هذه اللغات تحدّثت عن البحر و السفن و الرحلات البحرية!
ـ ذكر في إحدى دراسات " مجتمع البحوث الوسيطية " عن حالة حصلت في العام 1931 مع فتاة بريطانية (من بلاكبول) تدعى "روزماري ". راحت تتكلّم باللغة المصرية القديمة، حيث اتخذت شخصية فتاة مصرية تدعى " تيليكا فينتيو "، عاشت في مصر بتاريخ 1400 قبل الميلاد، وتمكنت من كتابة 66 فقرة باللغة الهيروغليفية وذلك أمام المتخصّص في الآثار المصرية البروفيسور " هاورد هيوم "، استطاعت هذه الفتاة التكلّم بطلاقة بلغة لم تستخدم منذ آلاف السنين، ولم تكن مألوفة سوى بين مجموعة قليلة من الأكاديميين المختصين في الحضارات القديمة!
3 - تعدد شخصيات وتقمص
- في العام 1977 اكتشف الأطباء في السجن الإصلاحي الواقع في ولاية أوهايو الأمريكية أن "بيلي موليغان "وهو أحد السجناء، متلبس بشخصيتين مختلفتين عن شخصيته الأساسية، وكل من الشخصيتين الغريبتين لها لغتها الخاصة بها، فعندما يتمكن أحد الشخصيتين من زمام الأمور يصبح اسم السجين " عبد الله " و يبدأ بالتكلّم باللغة العربية و يكتبها بإتقان وعندما تستلم الشخصية الأخرى زمام الأمور، يصبح اسم السجين " روغين " و يبدأ بالتكلّم باللغة الكرواتية و الصربية!
ـ كانت الفتاة الامريكية " لورانسي فيوم " بعمر 14 سنة عندما تحوّلت شخصيتها إلى شخصية " ماري رولف " ابنة الجيران التي توفّت عندما كانت بعمر 19 سنة، وكان عمر " لورانسي " حين وفاتها 5 أشهر فقط، عاشت عائلتي الفتاتين بعيداً عن بعضهما إلا في فترة قصيرة سكنا فيها بحارة واحدة لكن " لورانسي " بشخصيتها الجديدة ادعت بان عائلة " رولف " هم والديها! " وقد تعرّفت على جميع أصدقاء عائلة رولف وأقاربهم، وقامت بتسميتهم فرداً فرداً بشكل صحيح دون أي خطأ، وعرفت عنهم تفاصيل دقيقة لا يمكن معرفتها بوسائل طبيعية، وذكرت أحداث دقيقة حصلت في حياة " ماري رولف " ودامت هذه الحالة لمدة 4 شهور تقمصت لورانسي خلالها بشخصية ماري رولف تماماً! بعد ذلك ظهرت دراسات كثيرة مثل دراسة البروفيسور " ب. جانيت " الذي بحث في قضية فتاة تدعى " ليوني " و الدكتور " مورتون برينس " الذي بحث في حالة رجل يدعى " لويس فايف " و سيدة تدعى " سالي بيشامب " التي تبين أن لديها ثلاثة شخصيات أخرى غير شخصيتها!. وحالة الفتاة " دوريس فتشر " التي درسها الدكتور المعروف " والتر برينس " الذي كتب مجلدين كاملين حول هذه القضية!.
ـ وقد عرفت حالات كثيرة مشابهة لما سبق في الوسط الطبي، خاصة الطب النفسي، و سمى الأطباء هذه الظاهرة بانفصام الشخصية (الحادة)، لكن يبدو أنها غير ذلك.
4 - وسطاء روحانيون
ـ كانت الوسيطة الروحانية " بيرل كورغن " من سانت لويس شبه جاهلة وغير مثقفة، لكنها استطاعت كتابة القصص والروايات بلغة إنكليزية فصحى، وكتبت 60 رواية ومسرحية و قصيدة! بالإضافة إلى ملحمة شعرية مؤلفة من 60 ألف كلمة!
ـ يُذكر أن " الوسيط الروحاني" الأمريكي "جورج فالنتاين " نطق خلال جلساته الروحانية بكل من اللغة الروسية والألمانية والاسبانية والويلزية (نسبة لويلز في بريطانيا).
ـ أما الوسيط الروحاني البرازيلي " كارلوس ميرابيلي " فقد تحدّث وكتب بأكثر من 30 لغة مختلفة، بما فيها اللغة السورية (بلهجة سورية دمشقية) وكذلك اليابانية، وتم كل هذا بحضور مجموعة من العلماء والباحثين و جمهور غفير مؤلف من 5000 شخص!
صلة بالمس الشيطاني
لطالما اعتبر حالة التكلم بلغة غريبة أو بنبرة (طابع) صوت مختلف عن الصوت المألوف بشكل عفوي خلال جلسات طرد الأرواح Exorcism أو الجن التي يشرف عليها شيخ أو راهب أو معالجاً روحانياً أحد خصائص المس الشيطاني أو الاستحواذ (التلبس) Possession ، والكثير منا اطلع على ذلك في أفلام الرعب خلال الاستحواذ تشهد شخصية ضحية المس المزعوم تبدلاً غامضاً فتختفي شخصيته لتحل مكانها شخصية أخرى غريبة تختلف تماماً عن شخصيته الأصلية حيث يستطيع بعدها التكلم بلغات غريبة أو غير مفهمومة لم يسبق له أن تعلمها من قبل في حياته. وللإستحواذ مظاهر كثيرة منها إستحواذ الشيطان وأيضاً الاستحواذ اللاإرادي.
- كان المس الشيطاني اعتقاداً راسخاً بقوة في طريقة تفكير القدماء قبل وضع دعائم علم النفس والطب النفسي الذي اعتبره حالة من الفصام الذهني (الشيزوفرنيا) أو شكلاً من الهستريا أو الانهيار العصبي (أقرأ عن الفصام الذهني والمس الشيطاني)، لكن مازالت أصداء ذلك الاعتقاد منتشرة في المجتمعات الحالية، خصوصاً في المجتمعات العربية والإسلامية وهذا ما تؤكده نسبة التجارب الواقعية فيها، حيث غالباً ما تتوجه أصابع الاتهام إلى الجن أو الشياطين في عدد كبير من الحالات النفسية ومنها الصرع."
هذه تفسيرات المصدقين للظاهرة التى لا وجود لها حسب القرآن وأما رأى المكذبين فقد نقل الكمالات أقوالهم فقالا:
"رأي المتشككين:
لدى المتشككين بظاهرة زينوغلوسيا أسبابهم وتفسيراتهم ومن أهمها أن الشخص الذي نطق بلغة غريبة سبق له أن تعلمها خلال فترة من فترات حياته لكنه أخفى هذه الحقيقة مما ضلل الباحثين ولهذا فقد التزم الباحثون بالدقّة والانتباه الشديدين خلال دراساتهم المختلفة لكي يتجنبوا كل العوامل التي تدعم تفسير المتشككين وبالإضافة إلى التفسيرات التي تبناها المتشككون، مثل الخداع والكريبتومنيزيا تبنوا أيضاً عنصر التخاطر والوراثة الجينية.
- ومع ذلك لم تظهر أي دراسة موثقة حتى الآن تذكر أشخاصاً استطاعوا تعلّم لغة غريبة عنهم بواسطة التخاطر ومن ناحية الوراثة الجينية لا يمكن لأحد أن يربط بين لغة صينية منقرضة منذ آلاف السنين بفتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين مما يجعله يتكلّمها بطلاقة، اعتماداً على الوراثة الجينية."
وتحدث الكمالان عن دراسة وهى دراسة كاذبة هى الأخرى فقالا:
"دراسة جامعة فيلادلفيا في تقرير أعدته قناة ABC الامريكية حول ظاهرة التكلم بألسنة مختلفة Speaking in Tongues التي يعتقد الكثير من المسيحيين أنها هبة من الله، وأن الروح القدس تحل عليهم فينطقون بلسان مختلف، قامت جامعة فيلادلفيا الأمريكية بإجراء دراسة على أولئك الأشخاص الذين يملكون تلك "الهبة" ووجدت أن ما ينطقون به لا يمثل فعلياً ما نصفه بـ " لغة نظامية" Regurlar Language ، لكن البحث أسفر عن نتائج مهمة ولكنها ليست حاسمة، فبعد إجراء فحص الرنين المغناطيسي MRI عليهم والمقارنة بين صورة نشاط الدماغ خلال تحدثهم بلغتهم الأصلية التي يعلمونها وصورة نشاط الدماغ خلال نطقهم بلسان مختلف (خلال الغشية) تبين أنه عندما كان ينطق بلغته الأصلية كان النشاط مركزاً في الفص الجبهي المعروف بأنه متخصص بمعالجة اللغات بينما كانت أنحاء مختلفة من الدماغ نشطة خلال نطق الشخص بلسان غريب. علماً أن الدراسة لم تستطع أن تحدد فيما إذا كانت الظاهرة حقيقية فعلاً، ولم تستطع أن تشرح سبب حدوثها. والفيديو يوضح حالات النطق باللسان الغريب في الكنائس والتقرير الطبي:"
ثم طرحا الاثنان أسئلة متعددة عن المسألة فقالا:
"تساؤلات
كان معلوماً منذ بدايات التاريخ أن هناك تواصلاً ما مع الكائنات الغيبية التي تختلف أوصافها وتسمياتها وطبيعتها تبعاً لاختلاف ثقافة ومنظومة المعتقدات لدى القبيلة أو الشعب، فعرفنا مفاهيم كالجن والشياطين والأرواح والأشباح والغول والمارد والحوريات والملائكة ... وغيرها، فكل ثقافة فريدة كانت تتميز عن غيرها ليس فقط بكائناتها الغيبية أو الأسطورية ولكن أيضاً تتميز بالتقاليد التي تحكم التعامل معها وهذا بدوره يثير العديد من التساؤلات:
- هل تسعى تلك الكائنات إلى التواصل عن طريق التجسد في الإنسان وما هو هدفها من وراء ذلك؟ هل تريد فقط البرهنة على قوتها؟
- هل هناك تقمص لأرواح هائمة منذ عصور لأجساد هؤلاء الناس؟ - هل فعلا للجن والشياطين دور في هذه الظاهرة (سؤال موجه للمتخصصين في ضحايا المس)؟
- هل هناك دراسات عربية حول ظاهرة تعدد الشخصيات في جسد واحد والنطق بلغات مختلفة؟
- هل هناك من القراء من عاينها أو شاهدها؟ وكيف كانت؟"
بالطبع لا وجود لمثل تلك الظاهرة وما غاب عن دراسى الحالات المزعومة هو قراءة الكتب أو المجلات فالإنسان قد يقرأ فى طفولته وشبابه عن مقالا أو كتب تتعلم اللغات أو تذكر بعض الكلمات من لغات أخرى فيحفظها أذكر أننى كنت أشترى فى شبابى مجلة تسمى الصين اليوم وكان من بين أبوابها باب يعلم اللغة الصينية الماندرين ومع أنى حفظت أيامها بعض منها فلا يمكن أن أتذكر أى كلمة منها وحتى مشاهدة بعض الأفلام التى تتحدث عن أشخاص يسافرون ويتعلمون لغات أخرى قد تلتصق منها بعض الكلمات بالذاكرة ففى فيلم من نصف قرن عن ملاكم ذهب لألمانيا تعلمت كلمة جود نخت وهى تعنى صباح او مساء الخير بالألمانية ولعل الكثير من أهل مصر تعلموا بعض من اللغة العبرية والألمانية من خلال مسلسلات الجاسوسية خاصة رأفت الهجان
ومن ثم فمصادر معرفة اللغات كثيرة ولا يمكن معرفتها فقد يكون فى مكتبة الأسرة كتب عن لغات أخرى أو قد يلتقى الإنسان مع إنسان من بلد بعيدة يعلمه بعضا من لغته أو لغته ولا يمكن للباحثين أن يحصروا تلك الطرق عند دراستهم للشخص الذى يعتقدون أنه ظاهرة غريبة فقد يكون مصدر التعلم مثلا ورقة ملقاة فى الشارع رفعها الشخص وقرأها أو تكون ورقة من أوراق لف الملفوفات( السندويتشات) من مجلة تهتم بتعليم لغة ما يقرأ الإنسان الورقة ويحفظها وأنا فى مرحلة سابقة من حياتى عندما كنت لا أجد شىء أقرأه كنت أقرأ أى ورقة أجدها على الأرض أو فى الملفوفات أو الورق الذى يوضع فيها الكمون والفلفل وغير هذا ومن ثم مهما ظن الباحث أنه عرف كل شىء عن الشخص الظاهرة فسيخفى عنه معلومات كتلك أو قد تغيب عن ذاكرته بمرور السنوات

 

الخميس، 26 أكتوبر 2023

نظرات فى كتاب الروح

نظرات فى كتاب الروح
المؤلفة ياسمين عبد الكريم وهو يدور حول مسألة الروح وماهيتها وما يجرى لها وقد عرفتها نفس التعريف القديم بكونها سر الحياة فقالت :
"الروح عبارة عن مصطلح ذو طابع ديني وفلسفي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات المختلفة، لكن هناك إجماع على أن الروح عبارة عن "ذات" قائمة بنفسها وبأن حضورها في الكائن هو ما يميز الحياة فيه كائن حي و ذات طبيعة معنوية غير ملموسة."
وتحدثت عن اعتبار البعض الروح مادة أثيرية فقالت :
"والبعض يعتبر الروح مادة أثيرية أصلية من الخصائص الفريدة للكائنات الحية، واستناداً إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور."
وهذا كلام ليس عليه دليل ثم تحدثت عن اختلاف الروح عن النفس فقالت:
"وتختلف الروح عن النفس بحسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد."
والقرآن ليس فيه ذكر للروح على أنها سر الحياة وإنما سر الحياة فيه هى النفس فهى التى تحيى وتموت كما قال تعالى :
" كل نفس ذائقة الموت"

وتحدثت عن عقيدة التناسخ الكفرية فقالت:
"البعث والتناسخ
تختلف المعتقدات الدينية في المسار الذي تسلكه الروح بعد الموت ففي الأديان السماوية تبقى الروح في عالمها (البرزخ) إلى حين بعثها مجدداً في جسدها القديم يوم القيامة، ثم تحاسب النفس وترسل لتعاقب في الجحيم أو تثاب في الفردوس الموعودة للمؤمنين، وبعض الطوائف تؤمن أن الأرواح تلازم أفنية قبورها خلال مكوثها في عالم البرزخ، وقال مجاهد بن جبر وهو أمام وفقيه إسلامي أن الأرواح تكون على أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارق ذلك والله أعلم."
وما قيل فى الفقرة السابقة كله أوهام تخالف كتاب الله فالنفس التى يسمونها الروح تدخل الجنة أو النار فى السماء الحالية عقب وفاتها كما قال تعالى :
الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
وقال :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
والجنة والنار الموعودتين الحاليتين فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"

وتحدثت عن معتقدات الكفار فقالت:
"بينما في بعض الأديان الأخرى تسلك الروح دورة حياة جديدة فتودع في جسد جنين مختلف يخرج إلى الدنيا حتى أنه يمكن أن يكون من طبيعة مختلفة من حيوان أو نبات كما نجد ذلك في معتقدات تناسخ الأرواح التي نراها في الدين الهندوسي، ويمكن لها أن ترتقي في الفردوس العلوي أو ينحط قدرها لتكون في شقاء ومرتبة متدنية من حيوان أو نبات كالزواحف أو الحشرات.
الروح في المعتقدات الدينية:
1 - في معتقدات قدماء المصريين
كان قدماء المصريين يؤمنون بخلود الروح و بأن روح الإنسان مكونة من 7 أقسام:
- رين: هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد.
- سكم: وتعني حيوية الشمس.
- با،: وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان.
- كا: ويمكن أن تمثل النفس أو الروح وهي القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الإعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقتها للجسد وتمثل عادة كطائر، وعليها أن تعثر على الجسد المتوفى وإلا سيفنى الجسد للأبد ولن يتحقق له الخلود بعد التحنيط. (كما في الصورة المبينة).
- آخ: وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا وبا بعد الموت
- آب: وهو "قطرة من قلب الأم".
- شوت أو خيبيت وهو ظل الإنسان."
ومعتقد المصريين القدامى عن وجود البعث والجزاء يناقض القرآن فى أن المصريين المذكورين فى القرآن كقوم فرعون كانوا كفرة مكذبين بهم كما قال تعالى :
"وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ناديه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد وقال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
وحتى من عاش معهم يوسف(ص) والذى قال فيها:
"قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمنى ربى إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون"
وتحدثت عن المعتقد الهتدوسى وهو معتقد الغرض منه نفى المسئولية عن الإنسان فقالت:
2 - في المعتقد الهندوسي
يؤمن الهندوسيين بمبدأ التوافق واستمرار تناسخ الأرواح حتى الخلاص وهي ديانة تحرم أكل ذوات الأرواح.
وحسب المعتقد الهندوسي هناك كينونة خالدة للكائنات الحية وهي جيفا Jiva : وتعتبر مرادفة لروح وليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية أي أنها من نسب علوي.
وهناك مصطلح هندوسي أخر ويدعى مايا: وهي شبيه لنفس في بعض الديانات وليست خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية.
يعتقد الهندوسيين أن الجيفا منذ الأزل تمر في عدة تناسخات وقد تنتقل من المعادن إلى النباتات ثم إلى الحيوانات وتكون الأفعال هي التي تحدد الكائن الأحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيد لتخلص من دورة التناسخات بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة بمرحلة النيرفانا بالبوذية.
وهناك مصطلح آخر في الهندوس قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman : وهي الجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان , و يعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة , ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما أو جزء من الخالق الأعظم داخل كل إنسان. هناك اختلاف وجدل عميق بين الهندوسيين أنفسهم حول منشأ وغرض الروح , وينقسمون إلى طائفتان:
1 - الموحدون من الهندوس (أدفايدا): يعتقدون أن الروح ستتحد في النهاية مع الخالق الأعظم.
2 - غير الموحدون من الهندوس (دفايتا): الروح لا صلة له على الإطلاق بالخالق الأعظم وأن الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق."
بالطبع التناسخ وهو حلول الروح فى إنسان وحيوان ونبات وجماد حسب عمله هو خرافة الغرض منها نفى المسئولية عن الإنسان ونفى الحساب الأخروى وهى تتنافى مع حقيقة خلقنا من إنسان واحد لأنها تؤدى بنا إلى أن آدم (ص)حل فى كل هذه الأجساد عبر العصور وعبر الأماكن المختلفة وأنه كافر ومسلم وهو من اخترع كل الأديان واخترع كل الآثام فلكى يصح التناسخ لابد ألا يكون هناك آدم (ص) واحد وإنما عدة منه بكى يكون كل واحد على دين من أديان البشرية الكافرة
وتحدثت عن المعتقد البوذى الكافر بالبعث والحساب الأخروى فقالت:
3 - في المعتقد البوذي
في العقيدة البوذية يكون كل شيء في حالة حركة مستمرة وإن الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي.
ويقسم البوذيين الكائنات الحية إلى خمسة مفاهيم:
1 - الهيئة الجسمانية.
2 - الحواس.
3 - الإدراك.
4 - الضمير.
5 - الكارما أو الأفعال.
وهذه الأجزاء الخمسة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم , وإنه من الخطأ التصور بوجود "أنا ذاتية"، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم به الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة.
عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك، الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام كالشهوة ,الحقد والجهل, ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا."
وقطعا لا وجود لتلك الأجزاء فى الروح وهو معتقد مماثل للتناسخ الهندوسى حيث أن بوذا حل فى 24 جسد أو أكثر
وتحدثت عن الدين اليهودى مبينة أنه لا يعرف الروح فقالت:
4 - في المعتقد اليهودي
لا يوجد في التوراة توصيف دقيق لـ "الروح"، لكن في سفر التكوين نجد أن الخالق خلق الإنسان من غبار الأرض ثم نفخ في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حياً. وقد أنقسم إيمان اليهود إلى قسمين:
- الفريسيون الذين يؤمنون بالروح والقيامة والملائكة.
- الصديقيون الذين لا يؤمنون بالروح ولا القيامة ولا الملائكة.
وقال الفيلسوف اليهودي سعيد ابن يوسف الفيومي: " أن الروح هي ذلك الجزء من الإنسان المسؤول عن التفكير والرغبة والعاطفة "، وهناك تشابه كبير بين هذا الوصف وتقسيم فرويد للاوعي الذي أنقسم إلى الأنا السفلى والذات والأنا العليا واستنادا إلى كتاب كابالا المفسر لكتاب التوراة فإن الروح تنقسم إلى ثلاث أقسام:
- نفيش: الطبقة السفلى من الروح وترتبط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة.
- روخ: الطبقة الوسطى من الروح والمسؤولة عن التمييز بين الخير والشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية.
- نيشامه: هي الطبقة العليا من الروح المسؤولة عن تميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية.
ويعتقد اغلب اليهود أن أرواحهم تتميز عن باقي الأرواح وذلك لأنها جزء من خالقهم مثل الابن جزء من والده وأن الأرواح الغير يهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات كما أنهم يعتقدون بأن الروح مطابقة لصورة الجسد أي أنها تتخذ هيئته."
وقطعا كل هذا تخريف فالروح وهى النفس تتركب من الشهوات والبصيرة وهى العقل والإرادة التى تختار اتباع أحدهما
وتحدثت عن الدين النصرانى فقالت:
5 - في المعتقد المسيحي
تعتبر الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وأن الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح وقد ذكرت كلمة الروح على لسان المسيح في العهد الجديد من الكتاب المقدس حيث شبهها برداء رائع أروع من كل ما كان يملكه سليمان و يجزم المسيحيين أن الروح خالدة حتى بعد الموت وأن الجسد هو الذي يفنى وقد ورد في الكتاب المقدس:
" الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يفيد شيئًا، الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة " (يوحنا 11 - 13)
" لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم " (أنجيل متى 28:10 - أنجيل لوقا 5,4:12). " من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " (رسائل بولس 8:6)
- وهناك جدل كما في باقي الأديان عن ماهية الروح فالبعض يعتقد إنها موجودة قبل ولادة الإنسان وعند الولادة يقوم الخالق بإعطاء الروح إلى الجسد بينما يعتقد البعض الآخر أن روح الإنسان تنتقل كمزيج من روح الوالدين وأن آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحة مباشرة من الخالق.
لكن هناك أجماع في المسيحية وهو أن الوصول لمعرفة ماهية الروح من الأمور المستحيلة.
- وقد قال المفكر المسيحي (أورليس) أن الروح عبارة عن مادة خاصة وفريدة غرضها التحكم في الجسد.
- ويرى طائفة شهود يهوه أن الروح مطابقة لكلمة نفيش العبرية والتي حسب تصور الجماعة مشتقة من التنفس أي أن نفخ الخالق للروح في جسم أي كائن يجعل هذا الكائن متنفساً.
- وهناك بعض من الناس ممن يعتقد إن الروح تذهب إلى حالة من السبات لحين يوم الحساب."
والمستنتج مما قالته أن معرفة ماهية الروح مستحيلة فى النصرانية وأخيرا تعرضت لأقوال الفقهاء المسلمين فقالت:
6 - في المعتقد الإسلامي
تنسب الروح إلى ذات " الله" العليا وهي جسم نوراني أو طاقة عليا ويعتقد البعض أنها خالدة وهي أمر الله الذي يبث الحياة في الجسد بينما يعتقد آخرون أن الروح تموت وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت.
لكن هناك خلاف حول طبيعة الروح والنفس فهي علاقة معقدة فكثير ما يدخلها الغلط والخلط ويشار أحياناً إلى الروح على أنها نفس مما يسبب غموض فهناك من يعتقد أن الروح هي النفس وهناك من يعتقد أن الروح مختلفة عن النفس ويعرف ابن تيمية الروح بقوله أنها الروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت وهي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالموت.
- وقد أتفق أجماع العلماء على أن الروح من عالم الأمر الذي يتعلق بصفات الله وغير خاضعة للمكان والزمان و الروح تنتمي لهذا العالم وأن النفس هي المسيطرة التي تحث على الخير والشر وهي التي تُعاقب أو تُثاب وأحياناً تطلق النفس على البدن أو على الشخص بحد ذاته. - وقد ذكرت الروح في القرآن الكريم في عدة مواضع:
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " (الإسراء -85)
تؤكد هذه الآية صعوبة فهم ماهية الروح على عقول البشر وبأنها أمر يختص به الله وحده.
وعن خلق آدم نجد:
" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (الحجر - 29) و (ص - 72).
وهنا يتبين أن روح المخلوق هي من روح الله.
وأيضاً:
" ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
وردت في هذه الآية كلمة روح الله ولا يعرف المقصد الحقيقي منها قال بعض المجتهدين بالتفسير: يقصد روح ذات الله لأن من يأس قد أنكر الله وبهذا يكون قد كفر وقال البعض الأخر أن المقصود من الروح هنا هي الرحمة أو الكلمة.
الروح والنفس
فرق بعض علماء المسلمين بين الروح والنفس وقالوا: بأن الروح هي أمر من الله تعالى، وهي بمثابة سر الحياة وهي تختلف في ماهيتها عن النفس بينما النفس هي التي تثاب وتعاقب وتتألم وتنقسم إلى 3 أنواع:
1 - النفس المطمئنة.
2 - النفس اللوامة.
3 - النفس الأمّارة.
الروح في الملائكة
تعتبر الملائكة رسل الله وجنده لتنفيذ إرادته في الكون وقد يشار إليها في عدة مواضع من القرآن الكريم بكلمة "الروح" التي قد تعني كياناً منفصلاً او ملكاً من كبار الملائكة ويرجح أنها تشير إلى جبريل الذي قد توكل إليه مهمة نفخ الروح وإيصال رسالة الله إلى الإنبياء كما في الآيات:
" فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قال أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا " (مريم - 17 إلى 20)
حيث أتى ملاك لينفخ الروح (يلقي كلمة الله) في رحم العذراء مريم عليها السلام لكي تصبح حاملاً بالمسيح أو عيسى عليه السلام. ويفسر بعض العلماء أن كلمة "روحنا " يقصد منها روح الملائكة، لأن الملائكة هي رسل الله وبأن لها روح ولهذا وصفت بـ "الروح".
ونجد أيضاً كلمة الروح في الآيات التالية والتي يقصد منها أحد الملائكة الكبار (جبريل):
" نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ " (الشعراء - 193)
" رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ " (غافر - 15)
" يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا " (النبأ - 38)
وكما يختص حبريل في نفخ الروح فإن ملك الموت يختص بقبضها عند الموت كما نجد في الآية التالية:
" قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " (السجدة - 11)
الروح في الجن
يؤمن المسلمون بالجن كمخلوقات روحية خارقة لطبيعة تملك روح وهي عاقلة ومكلفة كما الإنسان وقد ثبت عند المسلمين وجود الروح فيه حسب دينهم وأنهم يستطيعون التجسد والتزاوج مع البشر.
وهناك من يقول أن الجن لها روح فقط بدون جسد وآخرون يقولون أن الجن لها جسد وروح وأن جسدها مخلوق من نار.
مكان الروح قبل الحياة
اختلف الناس بكون الروح كانت موجود قبل الجسد أو العكس.
- يقول ابن القيم (1292 - 1349) وهم من أهم علماء الدين الإسلامي: " لو كان لروح وجود قبل البدن وهي حية عالمة ناطقة لكانت ذاكرت لذلك في هذا العالم شاعرة به ولو بوجه عام، ومن الممتنع أن تكون حية عالمة ناطقة عارفة بربها وهي ملأ من الأرواح ثم تنتقل إلى هذا بدون أن تذكر ولا تشعر بحالها قبل ذلك بوجه ما ".
- ويقول بعض الناس أن الأرواح كانت مخلوقة في عالم قبل هذا العالم يدعى عالم الذر، وفي القرآن الكريم نجد: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " (الأعراف - 172)، أقرا عن عالم الذر."
وتلك الأقوال المنقولة من هناك وهناك هى تفسيرات البشر فالروح فى القرآن لا علاقة لها بسر الحياة التى هى النفس
إن لفظ الروح يطلق فى الوحى على عدة معانى :
1-رحمة الله كما فى قوله تعالى بسورة يوسف "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "وقوله بسورة النساء "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "وقوله بسورة المجادلة "وأيدهم بروح منه"أى بنصر منه أى بجند من رحمته
2-الوحى كما بقوله بسورة الإسراء "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "ويفسره قوله بسورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده"وقوله بسورة غافر "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده "وقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا "
3- جبريل (ص)وهو رسول الله كما فى قوله بسورة مريم "فأرسلنا إليها روحنا "وقوله بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها "وقوله بسورة الشعراء "نزل به الروح الأمين "ولم يأت لفظ الروح بالمعنى المشهور حاليا وهو النفس أى سر الحياة فى الوحى .
ماهية الروح
حقيقة الروح وهى ما يسمونه سر الحياة هو الكلام سواء كان قولا أى رمزا فالكلام ينقسم لأقوال ورموز أى إشارات مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا "
فالكلام هو الشىء الوحيد الخفى فى الإنسان فكل منا يكلم نفسه طوال الوقت عدا وقت النوم الذى يتوفى فيه الله النفس وهى الروح ثم يعيدها عند الإستيقاظ وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فالإرسال هو الإعادة والإستيقاظ هو الأجل المسمى الذى لا ترجع بعده النفس فالملاحظ هو أن الشىء الوحيد الذى يختفى من الإنسان عند نومه هو الكلام
الروح والجسد :
الروح وهى النفس تركب فى الجسد بعد خلق الله له بدليل أن الله سوى جسد آدم (ص)أولا ثم نفخ فيه النفس وهى الروح من روحه وهى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة ص "فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "وهذا يعنى أن جسد الإنسان أقدم وجودا من روحه وأما عند الموت فإن الله يمسكها عنده بمعنى يدخلها الجنة أو النار فى البرزخ والجسد الظاهر لنا يتحول إلى تراب وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "وقطعا النفس عندما تدخل الجنة أو النار يركبها الله فى جسم حتى تحس اللذة والألم وكذا الحال فى يوم القيامة بعد الموتة الثانية وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا النفوس زوجت" والمراد وإذا الأرواح ركبت فى الأجسام والجسم وسيلة للإحساس باللذة أو بالألم وليس هو الملتذ أو المتألم لأن التلذذ والتألم للنفس لأنها المحاسبة مصداق لقوله تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "
تحضير الأرواح :
من الخرافات الشهيرة قدرة بعض الناس على استحضار أرواح الموتى وهو محال لأن الله حرم على الهلكى وهم الموتى العودة للحياة فقال بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "كما فصل الله بين عالم الموتى وعالم الأحياء فقال بسورة آل عمران "وتخرج الحى من الميت وتخرج من الحى "والمراد وتفصل العائش عن الفانى وتفصل الفانى عن العائش و لا اتصال بين عالم الأحياء وعالم الأموات من جانب الناس فيهما.
ثم تحدثت عن لآاء لبعض الأفراد فى مستقر الروح فقالت:
"أفكار شخصيات وطوائف حول مستقر الروح
- ... قال صفوان بن عمرو: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال إن الأرض التي يقول الله تعالى: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "، قال هي الأرض التي يجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث وقالوا هى الأرض التي يورثها الله المؤمنين في الدنيا ".
- وقال كعب: أرواح المؤمنين عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت جند إبليس.
- وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، وأرواح الكفار في سجين، وفي لفظ عنه نسمة المؤمن تذهب في الأرض حيث شاءت.
- وقالت بعض الناس هم بفناء الجنة على بابها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها.
- روى عن جماعة من الصحابة والتابعين أرواح المؤمنين بالجابية وأرواح الكفار ببرهوت بئر بحضرموت. - وقال أبو عمر بن عبد البر في شرح حديث ابن عمر أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة قال وقد استدل به من ذهب إلى أن الأرواح على أفنية القبور.
وقد قسم علماء المسلمون المجتهدين مستقر الأرواح بعد خروجها من الجسد بحسب رتبتها:
1 - ... أرواح الأنبياء: تقع أرواح الأنبياء في أعلى عليين مستدلين بأخر كلمة قالها محمد صلى الله عليه وسلم:" اللهم الرفيق الأعلى".
2 - ... أرواح الشهداء الذين يقتلون: يعيشون في عالم موازي لعالمنا ويرزقون وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش.
3 - ... وقال محمد صلى الله عليه وسلم في الشهداء: " أرواحهم في جوف طير خر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل".
4 - ... أرواح المؤمنين: قيل أن أرواح المؤمنين في الجنة وهو قول الأمام الشافعي وقيل تكون في دار يقال لها الدار البيضاء في السماء السابعة.
5 - أرواح الكفار: تقع أرواح الكفر في سجين دار العذاب."
وبالقطع القرآن بين أن اللنفوس التى يسمونها الأرواح بعد الموت تكون فى الجنة والنار الموعودتين فى السماء كما بينا فى أول النقد للكتاب
وتحدثت عن أن كل الكائنات لها أرواح حتى ما يسمى الجمادات فقالت:
"معتقدات الأرواحية
هي الاعتقاد بوجود الأرواح في أي كيان حتى في الجماد أحياناً مثل الحجارة وكذلك الظواهر الطبيعية مثل الرعد والمعالم الجغرافية كالجبال والأنهار.
وينقسم الاعتقاد بالروح إلى مبادئ:
- مبدأ أن كل شيء بالعالم له روح: منتشر في العديد من الديانات مثل: الشنتو والهندوسية والسيخية والوثنية الجديدة و وحدة الوجود.
- مبدأ الإحيائية: يقول (تيم أنجولد) أنه يركز على الكائنات الروح الفردية التي تساعد في إدامة الحياة.
- مبدأ الطوطمية: تقول أن هناك مصدر يوفر الأساس للحياة مثل: الأرض أو الأسلاف. أن مصطلح الإحيائية يشر إلى أن إنتاج الحياة الحيوانية تتم من قبل روح معنوية وقد تبنا (ادوارد تايلور) مصطلح الأحياء في كتابة " الثقافة البدائية" وقد عرفها بنظرية الحركة و هذا المبدأ شائع لدى بعض الشعوب البدائية.
وقد اعتبر علم الإحيائية جميع الأجسام على أنها تحتوي على روح ومعاملتهم كما أن الأجسام أرواح على نحو شبة شمولي."
قطعا كل المخلوقات لها نفوس أى أرواح
وتحدثت عن الروح عن الفلاسفة فقالت مبينة اختلافهم :
"الروح عند الفلاسفة
إن غموض الروح هو أكثر باعث للفلسفة والأسئلة وهي غير خاضعة للقياس ويرى بعض الفلاسفة أن العقل أشرف الموجودات لان جوهر العقل المطلق هو الله يليه الروح وهو أقرب إلى عنصر النور ثم النفس ثم الهواء والتراب.
- واعتبر الفيلسوف الإغريقي (أفلاطون) (427 - 348 قبل الميلاد) أن الروح كأساس لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي للإنسان وهي تتكون من ثلاث أجزاء متناغمة وهي: العقل والنفس والرغبة.
- عرف (أرسطو) (384 - 322 قبل الميلاد) وهو تلميذ أفلاطون ومعلم الأسكدنر الأكبر أن الروح كمحور رئيسي للوجود ولكنه لم ير أن للروح وجوداً مستقلاً عن الجسد أو شيئاً غير ملموس يسكن الجسد ويستخدم أرسطو السكين لتوضيح فكرته قائلاً: " لو فرضنا أن للسكين روح فإن عملية القطع هي الروح، أي أن الروح هي الفعل "، ولم يعتبر أرسطو أن الروح شيئاً خالداً فمع تدمير السكين تنعدم عملية القطع.
- وقال الإمام أبو بكر الباقلاني (950 - 1013) أن الروح عرض من الأعراض وهو الحياة فقط وهي غير النفس.
- وقال الغزالي (1058 - 1111) أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين السنة في التاريخ الإسلامي أن الروح هي البخار اللطيف الذي يصعد من منبع القلب ويتصاعد إلى الدماغ بواسطة العروق وإلى جميع البدن فيعمل في كل موضع كسب مزاجه واستعداد عملاً وهو مركب الحياة وهذا البخار كالسراج والحياة التي قامت به كالضوء وكيفية تأثيره في البدن ككيفية تنوير السراج أجزاء البيت. - وحاول الفيلسوف الفرنسي (رينيه ديكارت) (1596- 1650) والملقب بأبي الفلسفة الحديثة إثبات أن الروح وتنظيم الاعتقاد بالروح تقع في منطقة الدماغ فهي المسؤول الأول في اعتقاده.
- وقال (إيمانويل كانت) (1724 - 1804) أن مصدر اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكير الإنسان أي أن العقل يحاول تفسير كل شيء على أساس منطقي وعلمي."
وتحدثت عن الروح عند الأطباء فقالت:
"الروح عند العلماء
يسعى العلم والطب لإيجاد تفسيرات واقعية لمظاهرالحياة في العالم الطبيعي ويعرف هذا الموقف العقلي باسم الواقعية المنهجية.
وقد قامت الكثير من الدراسة العلمية المتعلقة بالروح قد شملت التحقيق في أمرها ككائن ذي معتقد إنساني أو كمفهوم يشكل استعراف وفهم حقيقية العالم بدلاً من كونها كائناً بحد ذاته.
أن علماء العصر الحديث عندما يتحدثون عن الروح في السياق الثقافي والنفسي فإنهم يتعاملون من الروح على أنها مرادف شعري لـ " العقل ".
ويقول (فرنسيس كريك) في كتاب (الفرضية المذهلة) أنه أخذ على عاتقة أن المرء يمكنه تعلم كل شيء معروف عن الروح البشرية والعقل ومن ثم قد يكون للعلوم العصبية صلة بفهم الإنسان لماهية الروح.
وفي عام 1962 قال العالم الفيزيائي (فرانسس كوك) بأن دراسة المخ كفيلة باكتشاف مصدر إعتقاد الإنسان بوجود الروح.
وقال عالم الحشرات والبيئة (إدوارد ولسن) أن الجهود في دراسة الروح يجب أن ينصب على دراسة المورثات التي تجعل الإنسان مؤمن بفكرة الروح."
وهذه النقول كلها لا فائدة منها لأنها تتحدث عن مخلوق غير مرئى يخرج من الجسد عند النوم ويعود عند الصحو كما قال تعالى :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
وتحدقن عن وزن الروح فقالت:
"وزن الروح
سعى الدكتور (دنكان ماكدوجال) في القرن العشرين إلى قياس الكتلة المفقودة ظاهرياً من جسم الإنسان عند مغادرة الروح المفترضة منه ووجد أن وزن الروح في يبلغ 21 جرام من وزن الجسم ففي تجربة أجراها عام 1901 وزن (ماكدوجال) 6 مرضى كانوا في لحظات إحتضارهم بسبب مرض السل وكان من السهل نسبياً له تحديد الفترة التي تنتهي بالموت إذ لا تدوم سوى ساعات قليلة، وعند هذه اللحظة تم وضع المرضى على سرير خاص لقياس الوزن وقد توصلوا لنتائج أن الجسد خسر 21 غراماً عند مغادرة الروح له وهو متوسط الخسارة الشاملة للمرضى الستة.
وقام (ماكدوجال) أيضا بقياس 15 كلاب في ظروف مماثلة لكن أغلب النتائج كانت سلبية لعدم حدوث تغير ملحوظ في الوزن لكن (مكدوجال) شكك حول تجربة الكلاب لأنه لم يعثر على كلاب تموت نتيجة أسباب طبيعية فقد ماتت الكلاب في التجربة نتيجة تسميمها المتعمد."
قطعا الروح لها وزن ولكن لا يمكن معرفة وزن شىء غير مرئى والفارق بين الميت والحى فى الوزن لا يمكن أن يكون هو وزن الروح لأن هناك أمور تتوقف فى الجسد كالدماء وهو عنصر لم تأخذه تلك التجارب فى الحسبان وكذلك الهواء الداخل والطالع من الرئتين
وتحدثت عن معتقد البعض بأن الروح هو مجموعة من الطاقات فقالت:
"الروح والطاقة
يعتقد أخصائيو العلاج بالطاقة أن الروح عبارة عن مجموعات طاقات متحدة وأن كل مرض عضوي يصيب الجسد ينجم عن انسداد في إحدى مسارات الطاقة والتي تكون متصلة مع الروح وتكون معها حقل مغناطيسي حول جسد الإنسان وإذا توفي الإنسان فأن الهالة تتقلص حتى يختفي مجال الطاقة حول الجسد، "
وتحدثت عن اختلاف القوم فى مكان الروح من الجسد فقالت:
"مكان الروح في الجسد
حير مكان الروح العلماء والفلاسفة ولم يستطع العلم معرفة مكان الروح في الجسد، وكل باحث ينظر لمكان الروح بحسب تخصصه ومعتقده.
حيث يرى علماء الأعصاب والنفس أن الروح موجودة بالدماغ والوعي ويستدلون على هذا حالة الموت الدماغي التي يعتبر المصاب فيها ميتاً رغم أن الجسم مازال توجد فيه حياة بينما يرى بعض الفلاسفة أن الروح موجودة في الجزء الأعلى من العمود الفقري المتصل بالرأس، ويرى أصحاب الرياضات الروحية أنها موجودة في منطقة السرة في وسط البطن."
وقطعا الشىء الدال الوحيد على النفس هو الكلام غير المنطوق وهو يوجد فى المنطقة العليا من الرقبة