الخميس، 30 أبريل 2020

قرآن مسيلمة الكذاب

قرآن مسيلمة الكذاب
نسب القوم فى الروايات إلى مسيلمة أنه ألف كتابا وقد حفظ القوم فى كتبهم بعض مما نسب إلى مسيلمة
وقد ذكر القرآن أنه هناك أحد الكفار زعم أنه سينزل مثل ما أنزل الله فقال :
"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"
ولا نعلم من القرآن شيئا عن اسم هذا الرجل ولكن من الممكن أن تكون النصوص المنسوبة لمسيلمة هو قائلها وأما الروايات التى رويت عن مسيلمة فيما يسمى كتب الصحاح فهى غريبة الأمر منها:
3620 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ » أطرافه 4373 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518صحيح البخارى
4373 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ إِنْ جَعَلَ لِى مُحَمَّدٌ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ وَقَدِمَهَا فِى بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِطْعَةُ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ ، وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّى » ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ أطرافه 3620 ، 4378 ، 7033 ، 7461 - تحفة 6518 - 216/54 صحيح البخارى
378 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِىُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ - وَكَانَ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ - أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَنَزَلَ فِى دَارِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَكَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ ، وَهْىَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَهْوَ الَّذِى يُقَالُ لَهُ خَطِيبُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَفِى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضِيبٌ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ مُسَيْلِمَةُ إِنْ شِئْتَ خَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الأَمْرِ ، ثُمَّ جَعَلْتَهُ لَنَا بَعْدَكَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لَوْ سَأَلْتَنِى هَذَا الْقَضِيبَ مَا أَعْطَيْتُكَهُ وَإِنِّى لأَرَاكَ الَّذِى أُرِيتُ فِيهِ مَا أُرِيتُ ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ وَسَيُجِيبُكَ عَنِّى » فَانْصَرَفَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أطرافه 3620 ، 4373 ، 7033 ، 7461 - تحفة 5829 ل - 217/52 صحيح البخارى"
الروايات الثلاث يجمعها خطأ مشترك وهو علم النبى(ص) بالغيب وهو ما دار بنفس مسيلمة قبل المقابلة وهو كون مسيلمة يريد الحكم بعد النبى(ص) والثانى علمه بمكانه فى المدينة وهو ما يناقض قوله تعالى غبى لسان النبى" ولا أعلم الغيب"
والغريب فى الروايات هو أن الرسول (ص) كان يستقبل الوفود فى منزله أو كما تقول الروايات فى المسجد وهنا هو من ذهب إلى مسيلمة
لو اعتبر كلام الروايات صحيح وهو ليس كذلك فإن القوم جعلوا الرسول (ص) العالم بالغيب يترك كذابا كبيرا يفسد فى ناحية من دولته دون أن يقتله أو يحبسه
ولو ثبت أنه ادعى النبوة لوجب قتله لكونه محارب لله ورسوله (ص)
والروايات السابقة تفيد علم النبى (ص) بالغيب وهو ما يناقض أنه لا يعلمه وإنما كان مناما فسره النائم لهذا حسب الرواية التالية:
3621 - فَأَخْبَرَنِى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِى يَدَىَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَهَمَّنِى شَأْنُهُمَا ، فَأُوحِىَ إِلَىَّ فِى الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا ، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ بَعْدِى » فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِىَّ وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ أطرافه 4374 ، 4375 ، 4379 ، 7034 ، 7037 - تحفة 13574 صحيح البخارى"
وروايات مجىء مسيلمة إلى المدينة لطلب خلافة النبى(ص) يكذبها الروايات التالية التى تقول أنه أرسل كتابا إلى النبى(ص) بذلك وهو قول الروايات التالية:
763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِىُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ - يَعْنِى ابْنَ الْفَضْلِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ كَانَ مُسَيْلِمَةُ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَقَدْ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِىِّ عَنْ أَبِيهِ نُعَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَهُمَا حِينَ قَرَآ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ « مَا تَقُولاَنِ أَنْتُمَا » قَالاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَالَ « أَمَا وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » سنن أبو داود
3780- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِىُّ حَدَّثَنِى عَاصِمٌ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَيْثُ قَتَلَ ابْنَ النَّوَّاحَةِ إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ كَانَا أَتَيَا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَشْهَدَانِ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » قَالاَ نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ « لَوْ كُنْتُ قَاتِلاً رَسُولاً لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا » قَالَ فَجَرَتْ سُنَّةٌ أَنْ لاَ يُقْتَلَ الرَّسُولُ فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَكَفَانَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ الآنَ تحفة 9280 معتلى 5549 مجمع 5/314 مسند أحمد"
ورواية إرسال مسيلمة رسولين للنبى(ص) يناقضها كونه رسول واحد فى الرواية التالية:
3928- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ مُسَيْلِمَةَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ « أَتَشْهَدُ أَنِّى رَسُولُ اللَّهِ » فَقَالَ لَهُ شَيْئاً فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْلاَ أَنِّى لاَ أَقْتُلُ الرُّسُلَ - أَوْ لَوْ قَتَلْتُ أَحَداً مِنَ الرُّسُلِ - لَقَتَلْتُكَ » معتلى 5552 مسند أحمد"
وأما الرواية الأخيرة فهى:
20966- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ أَكْثَرَ النَّاسُ فِى مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ شَيْئاً فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَطِيباً فَقَالَ « أَمَّا بَعْدُ فَفِى شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِى قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كَذَّاباً يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلاَّ يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ الْمَسِيحِ » معتلى 7860 مجمع 7/332"مسند أحمد"
الباطل فى الرواية أمرين:
الأول العلم بالغيب ممثلا فى وجود ثلاثين كذابا فقط بعد موت النبى (ص) حتى يوم القيامة وهم ألوف مؤلفة حتى الآن ووجود المسيح الدجال وهو ما يخالف قوله تعالى " ولا أعلم الغيب " وقوله تعالى " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
الثانى وجود ملائكة على أنقبة المدينة فى الأرض وهو ما يخالف أن الملائكة فى السموات لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فى قوله تعالى " قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
بعض من كتاب مسيلمة الباطل:
سمى مسيلمة كما يزعم الرواة كتابه قرآنا ومن سوره المزعومة:
سورة الضفدع التى تقول :
"يا ضفادع كم تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين "
وفى رواية أخرى :
"يا ضفدع بنت الضفدعين نقي لكم نقين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين، رأسك في الماء، وذنبك في الطين"
وعوار الكلام ظاهر وهو أن الضفادع أعلاها فى الماء وأسفلها فى الطين والضفادع لها أوضاع كثيرة فأحيانا تقف على الأرض الجافة حول مجرى الماء وأحيانا تسبح فى الماء وجسمها كله داخله وأحيانا تسبح فى الماء وفمها لأعلى فى الهواء والوضع الذى ذكره يكون عند وجود قدر صغير من الماء فى مجرى الماء ومن ثم سميت برمائية
وهذا الكلام ليس تقليد من القائل لشىء من المصحف
وأما قولهم :
" والمبذرات زرعا؛ والحاصدات حصدا؛ والذاريات قمحا؛ والطاحنات طحنا؛ والحافرات حفرا؛ والخابزات خبزا؛ والثاردات ثردا؛ واللاقمات لقما؛ لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر؛ ريفكم فامنعوه؛ والمعتر فآوه؛ والباغي فناوئوه " وفى رواية تغيرت بعض ألفاظ السورة المزعومة وهى :
"والمبذرات زرعا، والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا، والطاحنات طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما، إهالة وسمنا، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، رفيقكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والناعي فواسوه"
والأخطاء فى القول عدة :
أولها أن خطوات وجود النبات ناقصة القسم بنمو النبات المزروع وسفيه ورعايته
ثانيها أن خطوات عمل الطعام ينقصها خطوة عجن الدقيق بالماء
ثالثها التمييز بين الناس بتفضيل أهل الزرع على أهل الوبر وأهل المدر بينما اساس التفضيل هو العمل الصالح
والقول يقلد سورا عدة فى المصحف مثل سورة النازعات التى تقول فى أولها:
"وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا "
والتقليد ليس فى المضمون وإنما التقليد فى القسم
وأما السورة المزعومة التالية فى الحبل فتقول:
" ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاق وأحشا ومن ذكر وأنثى "
فهى تقليد لبعض عبارات المصحف كما فى قوله تعالى :
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى"
وأما السورة المزعومة التالية :
"والليل الدامس؛ والذئب الهامس؛ ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس ألم تر أن الله خلقنا أفواجا وجعل النساء لنا أزواجا فنولج فيهن الغراميل إيلاجا ثم نخرجها إخراجا فينتجن لنا سخالا إنتاجا"
فالمعنى مأخوذ فيها من قول المصحف :
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"
والكذب فى الرواية هو القول أن أسيد ما قطعت من رطب ولا يابس فلو كانت أسيد وهى قبيلة أسد فيما يبدو فإنها قطعت فى حياتها الكثير من الرطب واليابس
وأما سورة الفيل المزعومة فهى :
" الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفر طويل وان ذلك من خلق ربنا لقليل "
فبعضها تقليد لقوله تعالى
"الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ "
والخطأ أنه ذكر صفتين لجسم الفيل وترك أعظم ما فيه وهو ضخامة الجسم ووجود النابين فالغرض من القول هو السجع وليس كلاما علميا ولا يشبه الكلام سورة الفيل القرآنية وهى:
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ "
وأما سورة الكوثر"إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ " فقلدها القائل بسورة الكواثر والجواهر فقال :
"إنا أعطيناك الجواهر فصل لربك وهاجر إن مبغضك رجل فاجر "
"انا أعطيناك الكواثر فصل لربك وبادر في الليالي الغوادر واحذر أن تحرص أو تكاثر"
والخطأ هو شتمه للزمان بقوله والليالى الغوادر فالغدر هو صفة النوعين المكلفين الإنس والجن وبيس صفة الليالى
ومن قرآنه المزعوم أيضا :
" سمع الله لمن سمع؛ وأطعمه بالخير إذا طمع؛ ولا زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع؛ رآكم ربكم فحياكم؛ ومن وحشة خلاكم؛ ويوم دينه أنجاكم فأحياكم؛ علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار؛ يقومون الليل ويصومون النهار؛ لربكم الكبار العزة؛ رب الغيوم والأمطار "
والكلام هنا ينقض بعضه بعضا فقوله ويوم دينه أنجاكم فأحياكم يعنى نجاه القول ولكنه يناقض انه ينجى الأبرار بقوله علينا من الصلوات معشر أبرار؛ لا أشقياء ولا فجار
كما أن القول سمع الله لمن سمع يناقض أن الله لا يسمع لبعض دعاء الناس سواء مسلمين أو كفار طالما لم يقدره فى علمه السابق كما قال تعالى "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
وأما قوله وأطعمه بالخير إذا طمع فهو خبل فالله يطعم الناس فى الدنيا طمعوا أو لم يطمعوا فى الخير
ومن سوره المزعومة التى قلد فيها سورة الشمس قوله:
" والشمس وضحاها في ضوئها وجلاها والليل إذا عداها يطلبها ليغشاها فأدركها حتى أتاها وأطفأ نورها ومحاها "وسورة الشمس القرآنية هى :
"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا "
والقائل هنا يتكلم أى كلام مثل أطفأ نورها ومحاها فالنور لا يطفىء والشمس لا تمحى فالمتغير هو نهار وليل المكان وأما الشمس فهى موجودة فى الأرض باستمرار تغير مكانها من بلد لأخر كل ساعة أو دقائق
ومن سوره المزعومة سورة الشاة والتى تقول:
"الشاة وألوانها، وأعجبها السود وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق فما لكم لا تمجعون"
والكلام غريب فما هو وجه العجب فى أن لبن السوداء أبيض فلبن البنية ولبن الحمراء أبيض فليس هناك عجب أى شىء غريب ؟

الثلاثاء، 28 أبريل 2020

انضمام المسلم لجيش كافر

انضمام المسلم لجيش كافر
من الأسئلة التى طرحت كما يزعم فى العصر الحديث فقط :
هل يجوز لمسلم أن ينضم لجيش دولة كافرة ؟
وهو سؤال قديم وحدث فى عصور سابقة ومن الحوادث التاريخية التى تحكى فى كتب التاريخ ما حدث فى دول الأندلس ودول المغرب الأقصى فقد كان قادة عسكريين وجنود يحملون أسماء مسلمة يحاربون فى صفوف النصارى ضد بلاد سكانها مسلمون وقادة وجنود نصارى يحاربون فى صفوف بلاد سكانها مسلمون ضد دول النصارى وهذا الوضع هو ما يسمونه حاليا :
حرب المرتزقة
وسوف نتناول المسألة :
أولا:
يجب أن نفرق بين أمرين:
الأول الانضمام برضا أى بإرادة حرة
الثانى الانضمام إجباريا عبر ما يسمى التجنيد الإجبارى
ثانيا :
يجب أن نفرق بين عدة أوضاع :
الأول كون المسلم موجود كفرد وحيد وسط مجتمع أو مجتمعات كافرة ولا يوجد دولة مسلمة ولا مسلمين
الثانى كون المسلم يعيش فى دولة كافرة وللمسلمين دولتهم
الثالث كون المسلم فى دولة كافرة ووجود المسلمين بلا دولة فى بلاد متعددة
وسوف نتناول كل جزئية على حدة :
ألأول الانضمام لجيش دولة كافرة برضا :
يجوز فى حالة واحدة وهى :
عدم وجود دولة للمسلمين ولا مسلمين فى الدولة الكافرة المقيم بها أو الدول الأخرى الكافرة ولكن هذا المنضم يجب أن يحارب حسب قواعد الإسلام فلا يجوز أن يشترك فى حرب اعتداء أى بدء بالعدوان والجائز له الاشتراك فى حروب رد العدوان وهى حروب عادلة
ولا توجد أمثلة لهذه الحالة والموجود فى كتب التاريخ انضمام النبى(ص) قبل الإسلام لما يسمى حلف الفضول بعد انتهاء حرب الفجار وهو حلف قائم على حرب من يظلم أخر
والمثال الموجود على عمل المسلم فى دولة كافرة هو عمل يوسف(ص) كوزير أى عزيز مصر القائم على اقتصادها لإنقاذ الناس من المجاعة فشرط عمل المسلم فى دولة كافرة هو أن يكون عمله نافع للناس .
الثانى الانضمام إجباريا عبر ما يسمى التجنيد الإجبارى وهو نظام قائم على إدخال الشباب الجيش فى سن معينة لقضاء مدة معينة فى خدمة الجيش وهذه الحالة تعتبر من ضمن الإكراه المذكور فى قوله تعالى :
"وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
وعلى المسلم المجبر على التجنيد بجيش كافر التهرب من الحروب الاعتدائية بكل الصور الممكنة أمامه فلو كان فى حرب ضد المسلمين عليه أن يستسلم كأسير كما فعل بعض المسلمين فى غزوة بدر وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم"
وإذا كان فى حرب اعتدائية ضد كفار أو مسلمين فعليه أن يصوب سلاحه بعيدا عن الناس أو يتمارض أو يفعل شىء أخر يجعله غير معتدى

أوضاع المحارب :
الأول كون المسلم موجود كفرد وحيد وسط مجتمع أو مجتمعات كافرة ولا يوجد دولة مسلمة ولا مسلمين وقد تناولناها فى جزئية القتال برضا والحكم هو :
أن يقاتل القتال العادل فقط وهو رد العدوان عن البلد التى يحيا فيها
الثانى:
كون المسلم يعيش فى دولة كافرة وللمسلمين دولتهم وفى تلك الحالة لا يجوز له الانضمام لجيش العدو إلا مكرها والمراد إذا خاف أن يعذبه الكفار او يقتلوه كما قال تعالى :
"وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا"
فإذا خرج فى جيش العدو كان حريصا على ألا يضر المسلمين بأى شكل من الأشكال بالتصويب الخاطىء أو الوقوع فى أسر المسلمين أو بالهرب من ميدان القتال أو فعل أخر
وكما سبق ان قلنا كانت الحالة التى نعرفها هى بعض أسرى بدر الذين استسلموا للمسلمين وقالوا أنهم مسلمون
الثالث:
كون المسلم فى دولة كافرة ووجود المسلمين بلا دولة فى بلاد متعددة وفى تلك الحالة ينبغى أن يحرص المسلم على القتال العادل وهو رد العدوان فقط ولا يؤذى مسلما أو كافرا غير محارب وهو فى تلك الحال يكون مكرها على القتال
إذا لا يمكن للمسلم أن ينضم لجيش كافر برضاه إلا فى حالة لا تحدث وهو كونه المسلم الوحيد فى العالم وأما بقية الحالات فكلها حالات اكراه
وأما حرب المرتزقة فإن فعلها مسلم فقد كفر لأن الحرب كما قال تعالى "فى سبيل الله "
وقال:
"فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله"
وحروب المرتزقة هى فى سبيل المال أولا وقد تكون فى سبيل شىء أخر كاغتصاب النساء ثانيا ومن ثم فهى حروب شيطانية يعصى فيها الله تعالى
بقيت مسألة وهى :
هل يجوز لدولة المسلمين مناصرة فريق من الكفار ضد فريق أخر ؟
هذه المسألة وردت فى قصة ذى القرنين(ص) فى قوله تعالى :
"ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا "
هنا ساعد ذو القرنين (ص)فريق من الكفار ضد فريق أخر يفسد فى الأرض أكثر منهم ولكنه ساعدهم بوسيلة غير الاشتراك بالحرب وهو بناء سور يمنع هجمات المحاربين المفسدين فى الأرض
ومن ثم يجوز إعانة المسلمين لبعض الكفار إن طلبوا من المسلمين العون إن علموا أن الفريق الأخر يشن حربا غير عادلة وهى حرب عدوانية يقوم فيها بانتهاكات خطيرة كقتل الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب الرجال غير المقاتلين أوقتلهم

الاثنين، 27 أبريل 2020

حكم الجنسية فى الإسلام

حكم الجنسية فى الإسلام
الجنسية اسم يطلق على تبعية الإنسان إلى دولة ما من الدول وهى تسمية مستحدثة وهو اسم لا ينطبق على التبعية وتسمية الهوية أفضل منها وإن كانت هى الأخرى لا تعبر عن حقيقة الأمر
التبعية فى الإسلام هى الولاية والولاية تعنى أن المسلم داخل الدولة المسلمة على المسلمين نصره إذا اعتدى عليه وهى دولة واحدة لا ثانية لها ومن ثم لا يصح إطلاق اسم الإسلامية على أى دولة حالية ولا سابقة -سوى دولة النبيين (ص) والمؤمنون بعدهم - لكونها جميعا لا تحكم بحكم الله وحتى من يزعمون حاليا أنهم يحكمون بحكم الله يعصون الله فى توريث الحكم وفى اختصاصهم بالجزء الأكبر من موارد الدولة فمن أصر على مخالفة حكم من الإسلام يطلق عليه كافر وإن زعم كونه مسلم يطلق الإسلام .
وقد طرح الناس أسئلة حول المسألة منها :
"مسألة حكم التجنس بجنسية البلاد الكافرة من المسائل العقدية الجديدة والنازلة، وصورتها: أن يطلب أحد المسلمين من دولة من الدول الكافرة -والمقصود بالكفر هنا: الكفر الأصلي، سواء كانت هذه الدولة محتلة لبلاد المسلمين أو كانت غير محتلة لبلاد المسلمين- الجنسية ويصبح مواطناً من مواطني هذه البلاد وتختلف الدول من دولة لأخرى في الشروط التي تطلبها من المتقدم لطلب الجنسية."
وأما إجابات القوم فى المسألة كما جاء فى كتاب الفقه العقدى للنوازل فهى:
"اختلاف العلماء في المسألة
اختلفت فتاوي أهل العلم في هذه المسألة، فبعضهم اعتبر أن طلب التجنس بجنسية بلاد غير مسلمة من الردة والكفر بناء على ذلك لا يجوز للمسلم أن يطلب من البلد الكافر أن يكون مواطناً من مواطنيه؛ لأن ذلك من الولاء للكفار والكافرين والأدلة في موضوع موالاة الكافرين مشهورة.
والقول الثاني: يجوز للإنسان أن يطلب الجنسية من البلد الكافر إذا كانت الشروط التي تتضمنها وثيقة الطلب ليس فيها ما يناقض أحكام الإسلام، وليس فيها أي معنى من معانِ الولاء ولا ناقضاً من نواقض الدين.
والخلاف بين أهل العلم في هذه المسألة خلاف اعتباري، بمعنى: أن الذين رأوا أن طلب الجنسية من بلد غير مسلم واعتبروه كفراً نظروا لحالة معينة فإنه في زمن الاستعمار لبلاد المسلمين عرضت الجنسية على عدد كثير من المسلمين بشروط معينة وكانت هذه الشروط تقتضي نقض أساس الدين، وأن يعادي من عاداهم ويقاتل من قاتلهم، وأن يواليهم ويحبهم، وأن يلتزم بالدخول في صفوف الجيش لمقاتلة أي فئة دونهم ونحو ذلك من الشروط التي تقتضي المولاة دون شك، وبناء على ذلك قالوا: إن الموافقة على مثل هذه الشروط نقض لأساس من أسس الدين، وهو أساس الولاء والبراء المتعلق بشهادة التوحيد فإن موالاة الكفار والدفاع عنهم والتعاون معهم ضد المسلمين لا شك في أنه كفر ناقل عن دين الإسلام.
ومن قال من أهل العلم بأنه يجوز للمسلم أن يطلب الجنسية من بلدان الكفر قال: إن الشروط المعروضة ليس فيها ما يناقض أصول الدين، بل إن غاية ما فيها أن يبقى في البلد فترة معينة، وأن يكون حسن السيرة والسلوك، أو أن يتزوج من امرأة متجنسة كأن تكون مثلاً مسلمة من أهل البلاد نفسها، ونحو ذلك وكل هذا ليس فيه أي إشكال، وليس فيه أي قدح في أصل الولاء والبراء."
المشكلة فى أقوال القوم هنا أنهم لم يستشهدوا بشىء من كلام الله فى الموضوع مع أنه حاسم وهو قوله تعالى فى سورة الأنفال :
"إن الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير"
هنا المسألة تتعلق بولاية النصر وهى على ثلاث أنواع:
الأول المسلمين على أرض الدولة المسلمة وهى الإسلامية الوحيدة فالمسلمون ليس لهم دول متفرقة وإنما دولة واحدة كما قال تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقال "وان هذه أمتكم أمة واحدة"
هؤلاء ينصرون بعضهم البعض فمن اعتدى على واحد منهم فهو اعتداء على الكل يردون عليه وهو قوله " إن الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض"
الثانى المسلمون فى دول الكفر المحاربة علنا أو المحاربة سرا ليس على المسلمين فى دولة المسلمين نصرهم إلا فى حالة هجرتهم لدولة المسلمين هربا من اعتداءات الكفار عليهم وهو قوله "والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا"
فالولاية وهى النصر متعلقة بالهجرة كما قال تعالى :
"فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله"
الثالث المسلمون فى الدول المعاهدة وهى المواثقة الذين لم يهاجروا لدولة المسلمين ليس على دولة المسلمين نصرهم طالما لم يخالفوا شروط العهد وهو قوله تعالى " وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق"
ومن ثم فالبقاء فى دولة الكفر لا يعنى كفر المسلم طالما أنه لا يقدر على الهجرة أو طالما أنه همزة وصل بين الدولتين كما جاء فى سورة النساء:
"إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق "
وفى بقاء المسلم على إسلامه طالما عجز عن الهجرة قال تعالى "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"
وأما من أعلن إسلامه ولم يهاجر لدولة المسلمين وهو قادر على الهجرة فقد كفر لأن الله كما قال يدخله النار
وفى نفس الكتاب وهو الفقه العقدى للنوازل تم طرح السؤال بصيغة أخرى وهى :
"السؤال
ما حكم حمل جنسية بلد غير إسلامي؟"
وكانت الإجابة:
"الجواب
بعض أهل العلم أفتى بأن من أخذ جنسية بلد غير إسلامي فإنه يكفر وسبب الفتوى: أنه في فترة من الفترات كانت دول تطرح جنسياتها بشروط معينة مثل: أن أي شخص يريد أن يحمل الجنسية فلابد أن ينضم للجيش؛ لأنهم وجدوا مقاومة من الشعوب الإسلامية في فترة الاستعمار، فكانت الجنسيات في تلك الفترة لها شروط محددة وكانت هذه الشروط المحددة خطيرة على دين الإنسان؛ لأنها تجعله موالياً لهذه الدولة ضد أعدائها، فيكون ضد المسلمين فأفتى من أفتى من أهل العلم في تلك الفترة بأن حمل مثل هذه الجنسية كفر؛ لهذا السبب، ولكن الوضع مختلف الآن تماماً والشروط مختلفة فنحن لا نقول -ولا يفهم من كلامنا أننا نقول-: إن المسلمين الآن في أوروبا أو في أمريكا الذين يحملون جنسياتها، أو هم من رعايا البلد نفسه وأسلموا أنهم بمجرد حملهم لجنسيات هذه البلاد يكفرون.
لا؛ لأن الشروط مختلفة والذي عليه أهل العلم الآن هو جواز أخذ هذه الجنسية؛ بناء على أن الشروط الموجودة الآن شروط عادية، وليس فيها أمور تخل بالدين وغاية ما فيها أنك تبقى فترة محددة في البلد، أو تتزوج مثلاً، أو بعض الشروط العادية التي لا تؤثر على أساس الدين فبناء على هذا المسلمين الذي يعيشون هناك أو من حمل جنسية من الجنسيات بدون الشروط التي تضر بأصل الدين الأصل فيه الإباحة وهذا الذي يفتي به أهل العلم الآن.
والدروس العلمية الهدف منه مدارسة المسائل، ومعرفة مآخذ الاستدلال، والهدف من هذا التفقه، ولماذا مثلاً قيل بهذا القول؟ ولماذا قيل بغيره؟ والدروس العلمية ليست كمجالس الإفتاء؛ لأن الإفتاء لها طريقتها المعروفة، وهناك مجمع وهيئة لكبار العلماء ولجنة دائمة، وهناك أهل العلم المفتين.
ومسألة الهجرة معروفة أحكامها في الشرع فالهجرة تكون أحياناً واجبة، وتكون أحياناً مستحبة فتكون واجبة إذا لم يتمكن الإنسان من أن يقيم دينه كأن لا يتمكن من أن يصلي أو يصوم أو يحج فتجب عليه الهجرة، كما فعل الصحابة عندما هاجروا من مكة إلى الحبشة فلم تكن هجرتهم رغبة عن مكة ولا لطلب المال؛ وإنما لأنهم لم يتمكنوا من إقامة دينهم الواجب عليهم، فاضطروا للمهاجرة.
وفي البلاد الإسلامية الآن يمكن للإنسان أن يصلي ويصوم ويزكي ويقيم دينه بشكل عام، ويدعو إلى الله عز وجل ويجد القبول فليس هناك مبرر للإنسان لأن يهاجر من أي بلد من البلاد الإسلامية إلى مكان آخر؛ لأنه أصلاً ليس هناك مكان آخر يعيش فيه المسلمون غير هذه الأماكن والذين جاءوا بفكرة الهجرة من البلاد الإسلامية هم الغلاة ولا يمكن لإنسان أن يسمي خروج مسلم من مصر أو من السعودية أو من المغرب إلى بريطانيا هجرة؛ لأن الهجرة تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام وهذا خرج من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، فلا يسمى خروجه هجرة أصلاً، وليس له أجر أصلاً فيها وبعض هؤلاء خرج بحثاً عن الرزق، وبعضهم أوذي، وبعضهم حصلت له ظروف اضطرته للخروج، وأكثر المسلمين الذين ذهبوا إلى تلك البلاد ذهبوا بحثاً عن الرزق؛ بسبب ضوائق مالية مرت عليهم فذهبوا إلى هناك، وهذه المسألة من النوازل فهل ذهابهم إلى هناك لا يجوز.
نقول: مادام أنه يقيم دينه ويصلي ويصوم ويحج فذهابه إلى هناك لطلب الرزق إذا لم يترتب عليه محظور شرعي فالأصل فيه الإباحة، والدعاة الذين يذهبون من هذه البلاد إلى تلك البلاد أو غيرها من بلاد المسلمين للدعوة إلى الله عز وجل عندهم إمكانيات في الإصلاح والدعوة، وحصل بجهدهم خير كثير، حتى بعض المسلمين الذين كان فيهم ضعف كثير أسلم على أيديهم عدد من الكفار ولكن مع هذا لا نتعامى عن السلبيات الكبيرة التي يواجهها المسلمون هناك فأحياناً قد يتزوج رجل من امرأة من بلاد منفتحة ثم يواجه المشاكل بسبب ذلك، ومن الأمثلة على ذلك: أنني التقيت في السويد بأخ تونسي وكان متزوجاً من امرأة تعرف عليها في البار وكانت نصرانية، فلما تزوجها أنجب منها ثلاثة أو أربعة من الأولاد، ثم عاد إلى دينه، وأصبح متديناً وفيه خير، وحضر دروساً لنا في تلك المنطقة، فكان يقول لي: أنا خائف من هذه المرأة، فقد أصبحت لا أشرب الخمر فتسألني: لماذا لا تشرب الخمر؟ ولا أخرج معها للديسكو فتسألني: لماذا لا تخرج؟ يقول: ولو غضبت علي فالنظام يسمح لها بأن تنسب الأولاد لها، يعني: فيسمون فلان ابن فلانة يعني: أنه يُحرم من أولاده، وإذا طلقها فستأخذ نصف ماله والرجل عنده ثروة كبيرة.
فهناك مشكلات حقيقة يعاني منها أهل الإسلام هناك، مع الخير الذي مدوه لتلك البلاد حتى من المسلمين الذين هم من أهل ورعايا تلك البلاد الذين كانوا كفاراً أو أسلموا فهم يعانون من المشاكل."
ونجد أن المؤلف هنا يقول أن البلاد التى سكانها مسلمون بلادا إسلامية وهو كلام خالى من الصحة فطالما أنه لا يوجد حكم كامل لكتاب الله فلا يصح وصف أى دولة بالإسلامية كما قال تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وكما قال الله لا ينفع الحكم ببعض والكفر وهو عصيان الله فى أحكام أخرى "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
الوضع الحالى سواء كان المسلم فى بلد أكثره مسلمون أو المسلمون أقلية فيه هو وضع المسلمين قبل هجرة النبى(ص) للمدينة فلا توجد دولة للمسلمين حاليا فكلنا حاليا نحيا فى دول غير مسلمة أو بصريح العبارة كافرة فليس الإسلام مجرد ألفاظ تكتب فى دستور كالإسلام دين الدولة أو الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد أو الرئيسى للحكم ومع هذا تتواجد الخمارات والمراقص والنساء الكاسيات العاريات فى إعلامه وشوارعه وكذلك توجد قوات كافرة تحرس النظام فى صورة قواعد أو حرس ملكى أو يقول حاكم أنه يعتنقه وإنما الإسلام حكم الله كاملا
الوضع الحالى هو ما قاله " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
فمن يزعم أنه مسلم ودولته مسلمة وعائلته تتوارث الحكم وتقسم مال الله على الأسرة الحاكمة والحاشية وتلقى الفتات للشعب هو كافر يؤمن ببعض الكتاب ويكفر بالبعض الأخر والجزاء هو كما فى قوله تعالى السابق
ومن ثم يستوى وضع من يعيش فى بلد أكثريتها مسلمة كبلاد الشرق الأوسط بمن يعيش فى أمريكا وروسيا وإسرائيل وأوربا واليابان .. فهم مؤمنون مسلمون حتى توجد دولة المسلمين التى تحكم بحكم الله وحده فساعتها يمكن أن يوجد منهم مسلمون هم من يتواجدون فيها ويوجد كفار هم من يرفضون الهجرة لها رغم قدرتهم على الهجرة
وقد ذكرت فى الفقرات المنقولة مسائل تتعلق بحوادث مثل :
ما يسمونه زواج المسلم بأجنبية ولفظ أجنبية حاليا لا يطلق على الكافرة وحدها وإنما على الكافرة والمسلمة التى من البلد المهاجر إليها وزواج الكافرة محرم لقوله تعالى " فلا تمسكوا بعصم الكوافر" ومن ثم لا يجوز زواج كافرة وأما المسلمة فزواجها مباح
وأما حكاية العيال وتغيير النسب وما شابه هذا فهذه مسائل تتعلق بغير المسلمين فمن تزوج كافرة فليس من حقه أن يسأل المسلمين عن تلك الأحكام لأنه كفر بزواج تلك الكافرة فطالما أنه يوجد أمامه مسلمات لا يباح له الزواج بالكافرة كما قال تعالى " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"فزواج الكافرة يكون مباحا عند انعدام المسلمة أو قلة المسلمات بحيث لا يكفون عدد الرجال من المسلمين وهذا كان سبب زواج الكافرات الكتابيات فى أول الإسلام
وأما حكاية الانضمام للجيش الكافر ومحاربة بلد أكثريته مسلمة وقتل مسلمين فهى على نوعين:
الأول إذا كان الانضمام للجيش اختياريا فلا يجوز لمسلم الانضمام له فإن انضم فقد كفر لأنه يحارب فى غير سبيل الله
الثانى إذا كان التجنيد إجباريا فيجوز للمسلم الانضمام ولكنه يعمل على ألا يقتل مسلما أو يؤذيه بشتى الصور أو يستسلم للجيش الأخر الذى أكثريته من المسلمين كأسير وهو ما حدث مع بعض الأسرى الذين كانوا فى الجيش الكافر فى بدر فقال الله فيهم "يا أيها النبى قل لمن فى أيديكم من الأسرى إن يعلم الله فى قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم"
وأما السفر للعمل للحصول على المال من بلاد الكفر فهو لا يجوز فى وجود الدولة المسلمة وهى غير موجودة حاليا كما قلنا ومن ثم فالوضع الحالى مسموح فيه هذا لكوننا جميعا نعيش فى مجتمعات غير مسلمة أى كافرة لكونها تحكم بغير كتاب الله
وأما سفر البعثات أو سفر العلم فهو باطل فلا يوجد علم لتحصيله فى بلاد الكفر والغالبية العظمة من البعثات تتعلم علوما تخالف دين الله ومعظمها يتعلق بما يسمى الآداب وعلوم الاجتماع والنفس والقليل جدا هو المتعلق بالعلم التقنى العالى وللأسف فإن هذا العلم لا يعلم لأحد من المسلمين إلا إذا تم تدجينه وضمان ولائه للبلد التى يتعلم فيها ويتمثل هذا فى أنه يبث علمه ملوثا فى بلده الأصلى فلا نجد سوى دعاية لغير دين الله فمن يراجع ما يدرس فى المدارس والكليات فى كل البلاد يجد خبلا وهبلا فى المواد المدرسة فمعظم العلوم لا علاقة لها بالواقع ويتم تدريس نظريات معينة لم يثبت شىء منها إلا القليل وهذا يتم بنفس الطريقة التى يتم بها تجنيد الرؤساء والملوك الذين يحكمون المنطقة بإدخالهم كليات متخصصة فى هذا الأمر كساند هيرست وغالبا ما يتم هذا بالترغيب أو الترهيب مثل تصويرهم وهم يشربون الخمور والمخدرات أو يمارسون الزنى مع نساء أو حتى مع رجال وهم تحت تأثير مواد مخدرة ويتم تهديدهم بها إذا لم ينصاعوا لما يطلب منهم ونلاحظ أنهم يعطون رتبا فى الجيوش الكافرة ويظلون جنودا بها رغم انتماءهم لدول أخرى

الأحد، 26 أبريل 2020

نقد مسرحية محمد (ص)

نقد مسرحية محمد (ص)
المسرحية تأليف فولتير وهو الجاهل الذى لا يمكن أن يكون فيلسوفا عندما ألف تلك المسرحية كان هدفه الوحيد هو تشويه صورة النبى(ص) ومن ثم الإسلام فبما أن النبى(ص) رجل مخادع يطمع لحكم امبراطورية ألف دينا واعتمد فى اقامة الامبراطورية العالمية على الخداع والغش وكان دينه ليس دين الله وإنما دين المصلحة مصلحة النبى(ص) وحده دون سائر البشر
فولتير فى المسرحية لا يمكن أن يكون محايدا لكونه نصرانى فى المقام الأول وهو يعيش فى مجتمع نصرانى ولكى تنال رضا مجتمعك فلابد أن تشوه عدوك الدينى الأول وهو الإسلام من خلال نبيه (ص)ومن ثم كانت هذه المسرحية
المسرحية تستدعى للذهن على الفور كيف شوه اليهود والكفار صورة نبى الله داود(ص) من خلال حكاية زواجه من زوجة أوريا الحثى- التى أحبها بعد أن رآها عارية - بعد أن سعى لقتله بجعله فى الصفوف الأمامية فى القتال عدة مرات
فكرة المسرحية مأخوذة من هذه الحكاية بعد أن عدل فولتير فيها وحور فحب النبى(ص) لزينب دفعه لقتل حبيبها زيد ووالدهما الزبير بعد عمليات خداع متعددة
مؤلف المسرحية بالقطع فى سبيل نجاحها ليرضى النصارى ألغى كل التاريخ المعروف لدى المسلمين من كون زينب كانت حرة وزيد كان حرا بعد عبوديته وكان يسمى زيد ابن محمد بعد تبنيه من النبى(ص) وأن من سعى لتزويجهما وحرص على بقاء رباط الزوجية بينهما كان النبى(ص) حتى عاتبه الله فى ذلك وبعد هذا طلق زيد زينب وتزوجها زينب بأمر إلهى حتى يلغى حكم التبنى
المسرحية جعلت زينب الحرة بنت عمة النبى(ص) عبدة عند الزبير وهو شيخ أو رئيس مكة وكذلك زيد وفى هذا قال على لسان زينب:
" سامحنى إن استغليت طيبتك فتجرأت على طلب المزيد ووضعت كل رجائى فى مستقبل زيد فيك وحدك سامحنى إن ارفقت إلى جانب طلب محمد طلبى وتضرعت لك أن تمنحنى هذه الحرية "ص6
وكذلك قال زيد عن تلك العبودية:
" زيد هذا كذب فمحمد سيدى ومليكى ومعه المظفر عمر وسامحينى إن اضفت بفخر إلى هذين الصديقين النبيلين اسم زيد سيعمل على عتقك"ص13
وأيضا قال الزبير :
"الزبير "وجعلتنى أعدل هن جميع أخطائى رغبتى فى تخطيط مستقبل زيد لأجلك "ص7
والمسرحية مليئة بأخطاء ابتكرها فولتير وهى :
-النبى(ص) لم يهاجر من مكة وإنما تم نفيه ففى الفصل الأول المشهد الأول قال الزبير " أنا الذى قد نفيته من مكة "ص5
-النبى (ص) طرد برفقة فاطمة ولم يهاجر معه الصديق وهو قول المسرحية:
" الزبير لقد هرب برفقة فاطمة من كهف إلى كهف "ص10
-النبى (ص) لم يكن لديه ولد ذبح والمسرحية تظهر للنبى(ص) ابن ذبحه الزبير فى خيمة النبى (ص) فى أقوال مثل:
"الزبير :. إن القاتل الهمجى قد سببنى زوجة وولدان .. فقد اقتحمت معسكر الجبان ولاحقته حتى خيمته وذبحت ابنه"ص5
"لقد قتلت ابنه العزيز بيدى "ص10
النبى(ص) المتزوج بزوجات فى الواقع فى المسرحية لديه محبوبات والمراد عشيقات كثيرات يمتعهم فى السرير وفى هذا قالت زينب فى المسرحية:
"لقد شكل محمد لى نفسى فله أدين بالتعاليم التى صاغت أولى سنواتى ففى سلام وغبطة تعلمت من شريكاته السعيدات فى السرير اللاتى وهن محبوبات لا زلن محبوبات ولا يزال يحبهن يرفعن ايديهم إلى السماء بالدعاء لأجل سلامته الغالية" ص6
وأصحابه مثله يزنون بالنساء وفى هذا قال فولتير :
"عمر :يرافقه زير النساء على "ص14
-النبى(ص) الذى يعبد الله فى الحقيقة معبوده فى المسرحية هو مصلحته كما جاء فى حديثه التالى فى المسرحية مع الزبير:
" الزبير أى إله سيدبر معجزة كهذه ؟
محمد سأخبرك بواحد إنه إله قدير إله يصغى إليه دائما إنه يتحدث إليك من خلالى
الزبير قل لى ما اسمه؟
محمد المصلحة مصلحتك العزيزة"ص18
وهو يعبد آلهة أخرى منها زينب وفى هذا قالت المسرحية:
"محمد الحل سلوتى الوحيدة وغرضى الوحيد من كل عنائى إنه الوثن الذى أعبده إله محمد وخصم طموحى اللدود أعلم انه من بين جميع الملكات من نسائى تجلس زينب متوجة سيدة قلبى الوحيدة "ص16
-النبى(ص) الذى أتى للقضاء على استئثار الأغنياء بالثروة يعيد توزيعها فى المسرحية عليهم مقابل أن يضعوه على رأس الحكم وهو قول فولتير:
" عمر ها أنا ذا أعرض عليك ثلث غنائمنا التى حصلنا عليها من الملوك التابعين ضع شروطك وعين أسباب الصلح وحدد شروطك الخاصة بزينب الحسناء وخذ حقوقك من الثروة وكن سعيدا "ص11
وهو يقول هذا رغم اعترافه بأنه اتى بالمساواة وأن ما يميز الناس فضائلهم فى قول المسرحية:
" عمر إن الرجل سواسية كلهم فبالفضائل وحدها يبين التمايز لا بالمحتد" ص10
-النبى(ص)الصادق الأمين أصبح رجل كاذب لعين ينشر الأكاذيب وهو قول المسرحية:
" محمد إنك تعلم بأن هنالك حكاية نشرتها فصدقوها حكاية تقول بأن هناك امبراطورية كونية تننظر النبى"ص16
-المسلمون الذين يعبدون الله فى المسرحية يعبدون النبى(ص) وليس الله وفى هذا قال فولتير فى مواضع عدة منها:
"زينب إنى نفسى المرتعشة تنظر إلى محمد برهبة مقدسة كالتى تجدر بإله" ص7
"عمر :ورأيته يتكلم ويتصرف ويعاقب ويعفو كإله"ص10
" زينب إن زيدا يهيم فى حبك هو يعبد محمدا أكثر من حبه لزينب"ص25
-النبى (ص) الرحيم اللين القلب فى المسرحية هو رجل خاطف للأطفال مخادع يريد من الناس العهر والفجور وهو قول المسرحية:
"محمد إنهما ولدا أكثر من أبغض وغريمة اللدود
عمر ماذا أتعنى الزبير
محمد إنه والدهما لقد مضت 15 عاما منذ أن ولانى عرفجة الشجاع مسئولية رضاعهما إنهما لا يعرفان بعد ما هما أو من هما فلقد ربيتهما سوية وأوقدت فيهما هذا العشق الفاجر"ص16
ويعترف بخداعه وجرائمه فى نهاية المسرحية قائلا:
محمد وكيف أننى معترف بجرمى وكيف أنى يائس مع أن العالم يصلى على عيثا كان كل سلطانى الذى أفاخر به لقد خدعت البشرية ولكن كيف لى أن افرض شيئا على قلبى يجب أن ينتقم لأب قتيل ولولدين بريئين"ص47
-النبى(ص) لم يكن نبيا وإنما مدعى للنبوة ألف الإلهام المحمدى الكاذب من خلال تخيلاته وقصصه ومعجزاته الخيالية وفى هذا قالت المسرحية:
"إلا أنه الآن ملك وفاتح إن مدعى النبوة المكى قد أعلن نفسه نبيا مقدسا تنحنى أمامه الأمم وتتعلم تعظيم الجرائم التى نمقتها ...وهم يساندون تهيئاته المفرطة بالعاطفة وقصصه التى لا أساس لها ومعجزاته الخيالية "ص5
وأيضا:
"عمر لقد التقيت بأعضاء المجلس وخاطبتهم يملأنى الإلهام المحمدى"ص14
وأصحابه يبثون خرافاته كما فى قول عمر فى المسرحية:
"عمر مناديا باسم نبينا الكريم من فضلته السماء أول من نفخت فيه الروح"ص14
-عدو النبى(ص) الأكبر فى المسرحية هو حوارييه الصحابى المعروف الزبير والذى يعلن أنه يمقته ويريد الانتقام منه فى قول المسرحية:
"محمد إننى أمقته يا عمر بل أكره سماع اسمه إن ابنى القتيل يستصرخنى بكى أنتقم له منه "ص20
"زيد يا أبى الذى أجله"ص15
فنار: إن زينب الحسناء أسيرتك الجميلة التى قد تربت فى معسكر هذا المخرب المحتل قد أرسلتها السماء الرحيمة رسولة السلام ملاكك الحارس لنطفىء جذوة محمد "ص5

ونلاحظ أن فولتير يناقض نفسه فى مكانة زينب عند النبى(ًص) فهى خصم أى عدو له فى الحديث التالى فى المسرحية :
"محمد ما رأيك بزيد وزينب.
عمر ارى فيهما الخير كله ...
محمد إنك مخدوع يا عمر إنهما أسوأ خصومى فهما يحبان بعضهما
عمر أو تلومهما على رقتهما .."ص16
ومع هذا فهى حبيبته وإلهه الذى يعبده فى القول التالى:
"محمد الحل سلوتى الوحيدة وغرضى الوحيد من كل عنائى إنه الوثن الذى أعبده إله محمد وخصم طموحى اللدود أعلم انه من بين جميع الملكات من نسائى تجلس زينب متوجة سيدة قلبى الوحيدة "ص16
ومن تناقضات المسرحية :
أنه انتقال النبى(ص) من مكة للمدينة كان نفيا ففى الفصل الأول المشهد الأول قال الزبير " أنا الذى قد نفيته من مكة "ص5
وهو ما يناقض كونه هروب أى هجرة فى قول المسرحية:
" الزبير لقد هرب برفقة فاطمة من كهف إلى كهف "ص10
إذا نحن أمام نص لا يمكن أن يكتبه سوى كاره للإسلام والمسلمين عدو لهما رجل ساهم فى تذكية العداء بين المسلمين والنصارى رجل حرص على تجهيل الناس بالإسلام ونبيه (ص) الأخير ولا يخدع مسلم بكلمة تنسب لفولتير تمدح النبى (ص) فهذه المسرحية تبين وجهة نظره هو ومجتمعه فى ذلك العهد

الخميس، 23 أبريل 2020

قراءة فى كتاب فضائل القرآن

قراءة فى كتاب فضائل القرآن
الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وكما هى عادة معظم كتب التراث نجد المؤلفين مجموعة من جامعى الروايات وبعض الآيات فلا نجد شرح أو تنظيم للمادة العلمية ولا نقد للروايات أو لبيان اختلافها وتناقضها أو حتى اتفاقها مع القرآن وإنما كل همهم هو رص الروايات خلف بعضها فى الباب الذى اختار له العنوان أو الكتاب الذى اختار له موضوعه وهو أمر غريب لا يمكن أن يكون فعله علماء الإسلام لأن الغرض من أى كتاب عند المسلمين هو تفهيم الناس أحكام الله
محمد بن عبد الوهاب يذكر فى الكتاب عنوان الباب وبعده يذكر آيات أو لا يذكر آيات ثم يذكر الروايات التى هى الأساس فى الكتاب ويستهل الكتاب بالباب التالى::
(1) باب فضائل تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه:
وقول الله عز وجل: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
وعن عاثشة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله (ص): "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" أخرجاه "
الخطأ أن القارىء الشاق عليه القرآن له أجران ويعارض هذا أن الحسنة مثل القراءة بعشر حسنات وليس باثنتين أى أجرين فقط وفى هذا قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
"وللبخاري عن عثمان (رضي الله عنه) أن رسول الله (ص) قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"
الخطأ أن خيار المسلمين من تعلم القرآن وعلمه وهو تخريف لأن خيار المسلمين هم المجاهدين حيث رفعهم على القاعدين درجة فى الجنة وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "ومن ثم فالمجاهدين هم الأحسن أعمالا
"ولمسلم عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة" وله عن النواس بن سمعان قال: سمعت النبي (ص) يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة "البقرة وآل عمران" وضرب لهما رسول الله (ص) ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما"
الخطأ المشترك بين الروايتين مجىء سورتين مع المسلمين فى الأخرة ويخالف هذا أن الإنسان مسلما أو كافرا يترك كل شىء معه فى الدنيا ويأتى يوم القيامة فردا وحيدا وفى هذا قال تعالى "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم"
"وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص): "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح "
الخطأ أن الحرف بـ10 حسنات مخالف للأجر وهو دخول العامل للصالح الجنة وأى عمل غير مالى بـ10 حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "وبـ700أو 1400حسنة إذا كان عمل مالى مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " "وله، وصححه عن عبد الله بن عمرو عن النبي (ص) قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها " ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد وفيه: "فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه ") ولأحمد أيضا عن بريدة مرفوعا:"تعلموا سورة البقرة" فذكر مثل ما تقدم في الصحيح في البقرة وآل عمران"
"وفيه: "وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسا والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا"
الخطأ المشترك بين الروايات أن الجنة منازل أى درجات بعدد آيات القرآن ويخالف هذا كون الجنة درجتين أى منزلتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"وعن أنس أن رسول الله (ص) قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه أحمد والنسائي "
المستفاد المؤمنون العاملون بالقرآن هم أهل الله أى حزب الله
(2) باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم
وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله (ص) قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا"
الخبل هنا هو أن الناس سيتركون الصلاة ليتساءلوا ويختبروا بعضهم البعض من الأعلم بالسنة أو من الأقدم هجرة أو من الأكبر فى السن وبالقطع المر ليس هكذا فإنما يوجد فى كل حى أو بلدة عالم معروف بتعلمه فى مدرسة الدعوة ويكون معه اخر احتياطى إن غاب أحدهما صلى الأخر وفى حالة عدم وجود عالم يصلى الناس كل واحد منفردا لأن المسألة لو تركت لكل منهم لن يتفقوا على أحدهم
"وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم "
المستفاد الصلاة فى البيوت إمامها رب البيت إلا أن يأذن لضيفه إن علم أنه أعلم منه
"وللبخاري عن جابر: "أنه (ص) كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد (في ثوب واحد) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد"
الخبل هو أن القائد سيترك عمله فى القيادة ليسأل الناس من الأكثر أخذا للقرآن والغريب هو أنه يسأل الناس وهو معلمهم الذى كان يعرف من الأحفظ والأكثر فهما للقرآن كما قال تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"وبالقطع هذا لم يحدث كما أن الوضع أولا أو اخرا لن يفيد الميت لشىء
"وعن أبي موسى أن رسول الله (ص) قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود"
الخطأ إكرام المذكورين فقط فى القول وهو ما يخالف أن الله طالب المسلمين للإكرام الكل وهو الإحسان لهم بقوله تعالى" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم"
(3) باب وجوب تعلم القرآن وتفهمه واستماعه والتغليظ على من ترك ذلك
وقول الله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} وقال تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} وقوله: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الآية
"عن أبي موسى عن النبي (ص) قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" أخرجاه "
المستفاد ضرب مثل لمن عمل الكثير بالقرآن ولمن عمل القليل ولمن كفر بالقرأن
"وعن ابن عمرو أن رسول الله (ص) قال: " ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم ويل لأقماع القول ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد"
المستفاد المصر على الذنب كافر يدخل النار
(4) باب الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين:
وقوله تعالى: {ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} الآية، وقوله عز وجل {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والأنس لهم قلوب لا يفقهون بها} الآية عن أسماء أن رسول الله (ص) قال: " إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال؛ يؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال: نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته" أخرجاه وفي حديث البراء في الصحيح: " أن المؤمن يقول: هو رسول الله، فيقولان: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت"
الخطأ الأول وجود فتنة أى عذاب للقبر وهو يخالف أن الجنة والنار الموعودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والخطأ الأخر العلم بالغيب الممثل فى المسيخ الدجال وهو ما يخالف أن النبى (ص) لا يعلم الغيب مصداق لقوله تعالى "ولا أعلم الغيب "كما أن الوحى لم يذكر شىء عنه
(5) باب قول الله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} الآية وقوله: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الآية عن أبي الدرداء قال: "كنا مع النبي (ص) فشخص ببصره إلى السماء، ثم قال: " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " فقال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال: "ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ "رواه الترمذي وقال: حسن غريب
الخبل أن فى عصر النبى(ص) نفسه اختلس العلم وهو جنون لأن الرجل ينزل عليه الوحى والوحى ما زال موجودا فى عهده وبالقطع لا يمكن أن يقول عذا لأن معناه أن الرجل هو الأخر يعلن جعله بالوحى لأنه اختلس
"وعن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) لما أنزل عليه: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} ? إلى قوله: {سبحانك فقنا عذاب النار} قال: "ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها" رواه ابن حبان في صحيحه"
المستفاد وجول التفكر فى آيات القرآن لفهمها
(6) باب إثم من فجر بالقرآن:
وقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين} وقوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا} الآية
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال: "يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم وحلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في فوقه، هل علق به من الدم شيء" أخرجاه وفي رواية "يقرؤون القرآن رطبا " وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق وقال: "إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين" وللترمذي وحسنه "
الخبل فى الرواية هو النظر فى السهم فما علاقة النظر فى السهم لمعرؤفة ههل علق الدم باى جزء منه أم لا ما علاقته بالمروق من الدين فالمفترض هو النظر فى أعمال المارقين وليس النظر فى السهم
"عن أبي هريرة مرفوعا: " من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"
الخطأ عقاب كاتم العلم بالنار ويخالف هذا أن الله أمر فى أحيان بكتم العلم وهو البخل به كعدم وجود جدوى من التعليم كما أمر الله نبيه(ص)بعدم تعليم بعض الأعراب لأن التعليم لن يجدى معهم فقال "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله"
(7) باب إثم من رايا بالقرآن:
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار"رواه مسلم "
الخطأ أن أول المحاسبين هم الشهيد والعالم والغنى المرائين ويخالف هذا كون الحساب جماعة حيث يقسم الناس لفريقين فريق فى الجنة وفريق فى النار كما أن الله لا يسأل أحد عن ذنبه يوم القيامة مصداق لقوله "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"
(8) باب إثم من تأكل بالقرآن
عن جابر أن رسول الله (ص) قال: "اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي يوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" رواه أبو داود ، وله معناه من حديث سهل بن سعد وعن عمران "أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله، فقال عمران إنا لله وإنا إليه راجعون، إني سمعت رسول الله (ص) يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله (تبارك وتعالى) به فإنه سيجيء قوم يقرؤون القرآن يسألون به الناس" رواه أحمد والترمذي "
الخطأ سؤال الله بالقرآن والمفروض هو طاعة القرآن وليس السؤال به الله أو غيره فسؤال الله يكون فى الدعاء وليس بالقرآن أو فيه
(9) باب الجفاء عن القرآن
عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال: "أتاني الليلة اثنان فذهبا بي، قالا: انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا: هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة" وفي رواية: "الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " رواه البخاري "
الخبل هو أخذ الرجل للقرآن وعدم صلاته وهو تخريف لأن الصلاة فرضها الوحيد فى القرآن وحتى الروايات هو قراءة بعض القرآن فى يوجد امر بالسجود ولا بالركوع ولا بالقيام ولابما يقال فيهم والمر الوحيد من لم يقرأ فلا صلاة له
"ولمسلم عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة: "اتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم"
المستفاد العمل بالقرآن
"وعن "ابن مسعود قال: إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم"
المستفاد تخريف القوم لكتاب الله
(10) باب من ابتغى الهدى من غير القرآن:
وقول الله عز وجل {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية
وعن زيد بن أرقم قال: "قام فينا رسول الله (ص) خطيبا بماء يدعى: خما، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله، فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي " (وفي لفظ) : "أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، من تبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة " رواه مسلم"
الخطأ المساواة بين كتاب الله وبين أهل بيت النبى(ص) فلا قيمة لأهل البيت مع كلام الله فأهل البيت يموتون وكلام الله لا يموت
"وله عن جابر" أن رسول الله (ص) (كان) إذا خطب يقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد (ص)، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"
الخبل هو أن يقول القائل وخير الهدي هدي محمد (ص) فهذا مدح لا يتفق مع نهى الله عن تزكية النفس فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
"وعن سعيد بن مالك قال: "نزل على رسول الله (ص): القرآن فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصته، علينا، فأنزل الله عز وجل: {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} الآية فتلاه عليهم زمانا" رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن"
نلاحظ الخبل وهو أن التلاوة غير القصص وكلاهما واحد وهو القراءة بدليل أنه قال بعد القص فتلاه عليهم زمانا
"وله عن المسعودي عن القاسم: "أن أصحاب رسول الله (ص) ملوا ملة فقالوا حدثنا يا رسول الله فنزلت:{الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} ثم ملوا ملة فقالوا: حدثنا يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} الآية ورواه عبيد عن بعض التابعين، وفيه: {فإن طلبوا الحديث دلهم على القرآن} "
الخبل هو كون القرآن غير أحسن الحديث وكلاهما واحد بدليل قوله كتابا
"وكان معاذ بن جبل يقول في مجلسه كل يوم - قل ما يخطئه أن يقول ذلك -: "الله حكم قسط هلك المرتابون إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي، فيوشك أحدهم أن يقول: قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع، فكل بدعة ضلالة، وإياكم وزيغة الحكيم، وإن المنافق قد يقول كلمة الحق، فتلقوا الحق ممن جاء به، فإن على الحق نورا" الحديث رواه أبو داود "
الخبل هو علم معاذ بالغيب ممثلا فتن المال وما يتبعها كما زعموا وهو ما سخالف أنها علم الله وحدف كما قال " قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله "
"وروى البيهقي عن عروة بن الزبير "أن عمر أراد أن يكتب السنن فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بذلك ثم استخار الله شهرا ثم قال: إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله عز وجل، وإني لا ألبس كتاب الله بشيء أبدا"
الخبل فى الرواية هو أن السنن ليست من الوحى بدليل أن الرجل كما زعموا لم يكتبها وكأن عمر هو القيم وحده على الوحى وكأن الوحى كله لم يحفظه الله بقوله تعالى "إنا نحن نزلنا عليك الذكر وإنا له لحافظون"
(11) باب الغلو في القرآن:
فيه حديث الخوارج المتقدم وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال: "قال رسول الله (ص): ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ قلت: بلى يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير قال: فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس، واقرأ القرآن كل شهر قلت: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل عشر قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال: فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك"
الخطأ هو السماح لمسلم بصوم نهار كل يوم وهو ما يخالف كون الصوم عقاب على الذنوب كالحنث فى اليمين والظهار والقتل الخطأ ومن ثم لا يصوم أحد تطوعا لكونه عقاب وليس عبادة أى طاعة لله فإنما الطاعة صوم رمضان كما قال تعالى " فمن شهد منك الشهر فليصمه " فمن صام تطوعا فقد عصى الله
"ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله (ص) قال: "هلك المتنطعون" ولأحمد عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا: "اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به"
وعن أبي رافع أن رسول الله (ص) قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه" رواه أبو داود والترمذي "
الخطأ أن الرسول(ص) وهو ليس هو جعل كلامه وهو كلام مخلوق مثل كلام الله وكلامه وفعله منه ذنوب كما قال تعالى " ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"فكيف يتساوى كلام من يخطىء بكلام الخالق الذى لا يخطىء
(12) باب ما جاء في اتباع المتشابه"
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: "أن رسول الله (ص) قرأ: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} إلى قوله: {وما يذكر إلا أولو الألباب} فقال: إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" انتهى
وقال عمر: "يهدم الإسلام زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين" ولما سأل صبيغ (عمر) عن (الذاريات) وأشباهها (ضربه عمر) والقصة مشهورة "
الخبل هنا هو جهل عمر ببعض تفسير القرآن ولا يمكن أن ينصب حاكم إلا عالم كما اختار الله طالوت فقال "وزاده فى العلم والجسم بسطة"
(13) باب وعيد من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم:
وقول الله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} إلى قوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}
وعن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: "من قال في القرآن برأيه" وفي رواية: "من غير علم فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذي وحسنه"
نلاحظ هنا خبلا هو أمر الكاذب أن يتبوء مقعده من النار وقطعا الكاذب لن يذهب بنفسه النار حتى يدخلها وإنما تسوقه الملائكة فتدخله بالقوة
" وعن جندب قال: قال رسول الله (ص): "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" رواه أبو داود والترمذي وقال: غريب"
الخطأ أن المصيب برأيه مخطىء ومن المعلوم أن الرأى المصيب أى الصحيح صحيح لأن الصحة لا يمكن أن تصبح خطأ بسبب كون مصدرها هو الرأى ،زد على هذا أن الإيمان بالوحى نفسه رأى مصداق لقوله تعالى "ويرى الذين أوتوا العلم الذى أنزل إليك من ربك هو الحق "فهل نحن مخطئون بسبب إيماننا عن طريق رأينا؟إن أى شىء فى حياة الإنسان لا يمكن إلا أن يتم عن طريق الرأى وهو إما صحيح وإما خطأ .
(14) باب ما جاء في الجدال في القرآن
قال أبو العالية آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن: قوله تعالى: {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} ، وقوله: {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد} عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "جدال في القرآن كفر" رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "سمع رسول الله (ص) قوما يتمارون في القرآن فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ")
المستفاد جدال المسلمين بعضهم البعض فى القرآن كفر
(15) باب ما جاء في الاختلاف في القرآن في لفظه أو معناه:
وقول الله عز وجل: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} الآية، وقوله: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين} الآية وفي الصحيح عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا يقرأ آية سمعت النبي (ص) يقرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت به إلى رسول الله (ص)، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الكراهة، فقال: كلاكما محسن فلا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" وفيه أيضا عن ابن عمرو قال: "هجرت إلى النبي (ص) وسمعت أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج علينا رسول الله (ص) يعرف في وجهه الغضب، فقال: إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب" وفي المسند عنه من حديث عمرو بن شعيب قال: "كنا جلوسا بباب النبي (ص) فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟ (فسمع ذلك رسول الله (ص)) فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فقال: أبهذا أمرتم أو بهذا بعثتم، أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا عنه" وفي رواية: "خرج وهم يتنازعون في القدر" وكذا رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وفيه "خرج ونحن نتنازع في القدر" وقال: حسن"
المستفاد أن المفهوم من كتاب الله واحد فلا يمكن أن يكون الله قد قصد من جملة واحدة أمرين وإنما هو أمر واحد
(16) باب إذا اختلفتم فقوموا
في الصحيح عن جندب "أن رسول الله (ص) قال: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه ")
ولهما عن ابن عباس "أن رسول الله (ص) قال في مرضه: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده قال: فقال عمر: إن رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا، وقال بعضهم: بل ائتوا بكتاب فاختلفوا فقال رسول الله (ص): قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع"
ولمسلم عن ابن مسعود "أنه قرأ سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت فقال: أتكذب بالكتاب؟ "
والخطأ الأول هو قول القائل أكتب لكم كتابا وهو يخالف أن النبى (ص)كان أميا مصداق لقوله تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "والثانى أن الكتاب المزعوم لن يضل المسلمون بعده وكلمة بعده فى القول مريبة حيث تعنى أنهم كانوا على ضلال رغم وجود كتاب الله والثالث أن الله بفرض أن النبى (ص)مرض مرضا شديدا لا يمكن أن يجعله ينطق باطلا يبدل به الوحى السابق أو يشكك فيه وفيه قال تعالى بسورة النجم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "فهذا دليل على أن حكاية الكتاب لم تحدث أصلا.
(17) باب قول الله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها} الآية قال النبي (ص): "الكبر بطر الحق وغمط الناس " وروي عن ابن مسعود أنه قال: "من أكبر الذنوب عند الله أن يقول العبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك"
الخطأ وجود ذنوب كبائر وصغائر ويخالف هذا أن الكبيرة هى أى ذنب وسميت كذلك لأن الذنب هو تكبر على طاعة الله كما أن الكبائر هى كبائر الإثم والفواحش مصداق لقوله تعالى بسورة القمر "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش "
"وفي الصحيح عن أبي واقد الليثي قال: "إن رسول الله (ص) بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله (ص)، وذهب واحد قال: فوقفا على رسول الله (ص)، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله (ص) قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه"
الخطأ أن النفر الثالث أعرض فأعرض الله عنه وهو تخريف لأن الذى ترك الجلوس للنبى (ص)معرض لأسباب عدة للترك فقد يكون خلفه ما يشغله من أمور الحياة كموعد مع صديق أو كزيارة مريض أو تعليم أولاد وهى أمور مباحة عليها أجر كما أن مجالسة النبى (ص)طوال الوقت ليست واجبة وإنما الواجب هو التعلم منه والتعلم عنده يتكرر بمعنى أن النبى (ص)يكرر الدروس ومن ثم من سمع مرة أو اثنين الدرس فليس عليه أن يسمعه مرة أخرى ما دام قد وعاه كما أن الله لا يعرض عن المسلم بسبب تركه مجلس النبى (ص)لسبب مباح وإنما يعرض الله عن الكافر
"قال قتادة في قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} الآية: "لعله أن لا يكون أنفق مالا، وبحسب امرئ من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق"
عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" وفي رواية: "لنبي حسن الصوت يتغنى ب القرآن يجهر به " أخرجاه وعن أبي لبابة أن رسول الله
(ص) قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" رواه أبو داود بسند جيد، والله سبحانه وتعالى أعلم "
الخطأ أن الله ما أباح شىء كتغنى نبى حسن الصوت بالقرآن وهو أخطاء متعددة أولها أن كل نبى كان يعرف القرآن كنص كامل يقرؤه وقطعا لم يأت نص فى الوحى يدل على ذلك وإنما ورد ما يفيد إيمانهم بالقرآن المنزل على محمد (ص) فى المستقبل وثانيها أن أحسن الإباحات إباحة التغنى بالقرآن وقطعا لا يوجد درجات تميز أحكام الإباحة لأنها كلها تستوى فى العمل بها وثالثها أن المطلوب هو التغنى بالقرآن وقطعا ليس المطلوب من النبى (ص)التغنى بالقرآن وإنما المطلوب هو بيان القرآن مصداق لقوله تعالى "ليبين لهم "

الأربعاء، 22 أبريل 2020

قراءة فى كتاب تعليم الصبيان التوحيد

قراءة فى كتاب تعليم الصبيان التوحيد
الكتاب تأليف محمد بن عبد الوهاب وفى موضوع الكتاب قال :
"أما بعد:
فهذه رسالة نافعة فيما يجب على الإنسان أن يعلم الصبيان قبل تعلمهم القرآن حتى يصير إنسانا كاملا على فطرة الإسلام وموحدا جيدا على طريقة الإيمان ورتبته على طريقة سؤال وجواب"
والأخطاء فى الفقرة هى :
الأول تعليم الصبيان فقط دون البنات وكأن البنات أو النساء ليس مطلوب تعليمهن
الثانى تعليم الأطفال التوحيد قبل تحفيظهم القرآن كله أو بعضه
والمشكلة التى تقابلنا هى أن التوحيد والكثير من المسائل المرتبطة به لا يمكن تعليمها للأطفال لأنها تعتمد على الغيبيات والطفل لا يفهم سوى الأشياء المحسوسة الملموسة ولذا اعتبر الله الأطفال سفهاء لعدم فهمهم الدين أو الأمور على حقيقتها فقال "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
ومن ثم يجب البدء بتعليمهم الأمور الظاهرة كآداب الطعام كالأكل باليمنى وغسل البول والبراز والاستحمام وأيضا تعليمهم القراءة والكتابة حتى يستطيعوا قراءة القرآن فيما بعد وحدهم والأمور الحسابية بيع وشراء ومثل هذه الأمور المتعلقة بالواقع الذى يحيونه والملاحظ على الأسئلة والأجوبة التى أراد محمد بن عبد الوهاب تعليمها هو أنها لا تزيد عن كونها عملية تحفيظ لكلام وليس فهم فهو يقول:
"س1: إذا قيل لك : من ربك؟
ج: فقل : ربي الله
س2: وما معنى الرب؟
ج: فقل : المالك المعبود والمعين الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين
س3: فإذا قيل لك : بما عرفت ربك؟
ج: فقل : أعرفه بآياته ومخلوقاته، ومن آياته: الليل والنهار، والشمس والقمر ومن مخلوقاته: السموات والأرض، وما فيهما، والدليل على ذلك قوله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا } إلى قوله: { تبارك الله رب العالمين } [ الأعراف:54 ]
س4: فإن قيل لك: لأي شيء خلقك؟
ج: فقل : لعبادته وحده لا شريك له، وطاعته بمثال ما أمر به، وترك ما ينهى عنه، كما قال الله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات:56]
وكما قال تعالى: { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } [ المائدة:72 ]
والشرك : أن يجعل لله ندا يدعوه، ويرجوه، أو يخافه، أو يتوكل عليه، أو يرغب إليه من دون الله، وغير ذلك من أنواع العبادات فإن العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ومنها الدعاء، وقد قال تعالى: { وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا } [الجن:18]
والدليل على أن دعوة غير الله كفر، كما قال تعالى: { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } [ المؤمنون:117]
وذلك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادات، كما قال ربكم: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } [غافر:60]
وفي ((السنن)): عن أنس مرفوعا : ((الدعاء مخ العبادة))
وأول ما فرض الله على عباده الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، قال تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل:36]
والطاغوت: ما عبد من دون الله أو الشيطان، والطاغوت، والكهانة، والمنجم، ومن يحكم بغير ما أنزل الله، وكل متبوع مطاع على غير الحق
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: (( الطاغوت: ما يجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع ))"
فلا يمكن لطفل أن يفهم شىء عن الذات الإلهية والشرك والطاغوت وسبب الخلق وإنما ما يفهمه فى صغره هو الأحكام العملية فى النظافة والأكل والشراء والبيع واللبس والنوم والاستئذان
ويواصل محمد بن عبد الوهاب التعليم فيقول:
"س5: فإذا قيل لك: ما دينك؟
ج: فقل : ديني الإسلام
ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة وموالاة المسلمين ، ومعاداة المشركين
قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام }[آل عمران:19]، وقال: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه }[آل عمران:85]
وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قال : (( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبلا ))
ومعنى لا إله إلا الله:
أي لا معبود حق إلا الله كما قال تعالى : {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون (26) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين (27) وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} [الزخرف: 26-28]
والدليل على الصلاة والزكاة: قوله تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } [البينة:5]
فبدأ في هذه الآية بالتوحيد والبراءة من الشرك : أعظم ما أمر به التوحيد ، وأكبر ما نهى عنه الشرك، وأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهذا هو معظم الدين وما بعده من الشرائع تابع له
والدليل على فرض الصيام: قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } إلى قوله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه } [البقرة:183-185]
والدليل على فرض الحج : قوله تعالى : { ولله على الناس حج البيت } [آل عمران:97]
وأصول الإيمان ستة:
أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ودليله ما في ((الصحيح)) من حديث عمر بن الخطاب "
كما قلنا الرجل هنا يحفظ الطفل السؤال والجواب وهو لن يفهم ماهية الدين ولا الملائكة ولا القدر لكونها أمور غيبية لا يحس بها ولا يشعر كما أن بعض الأمور المذكورة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ليست مفروضة ومن ثم كان المعروف ان الصلاة لا تعلم حتى السابعة لأن الطفل تراه فقط مقلد للكبار يفعل أفعال الصلاة ولكنه لا يدرى ما الفائدة ولا الغرض منها
وأكمل الرجل كلامه قائلا:
"س6: وإذا قيل لك : من نبيك؟
ج: فقل : نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اصطفاه الله تعالى من قريش وهم صفوة ولد إسماعيل، وبعثه إلى الأحمر والأسود، وأنزل عليه الكتاب والحكمة تدعي الناس إلى إخلاص العبادة و ترك ما كانوا يعبدون من دون الله من : الأصنام – الأحجار- والأشجار، والأنبياء، والصالحين، والملائكة، وغيره
فدعى الناس إلى ترك الشرك وقاتلهم إلى تركه وأن تخلصوا لعبادة الله كمال قال تعالى : {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا} [الجن:20]
وقال تعالى: { قل الله أعبد مخلصا له ديني } [الزمر:14]
وقال تعالى: { قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب } [الرعد:36]
وقال تعالى: {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون (64) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين (65) بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} [الزمر:64-66]
ومن أصول الإيمان المنجي من الكفر: الإيمان بالبعث، والنشر، والجزاء، والحساب، والجنة، والنار حق
قال تعالى:{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه:55]
وقال تعالى:{ وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [الرعد:5]
وفي الآية دليل على أن مجحد البعث كفر كفرا يوجب الخلود في النار
أعاذنا الله من الكفر وأعمال الكفر فضمت هذه الآيات بيان ما بعث به النبي - صلى الله عليه وسلم - من إخلاص العبادة لله، والنهي عن عبادة غير الله وقصر العبادة على العبادة، وهذا دينه الذي دعى الناس إليه، وجاهدهم عليه كما قال تعالى: { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } [الأنفال:39]
وقد بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة، فدعا الناس إلى الإخلاص، وترك عبادة ما سوى الله نحوا من عشر سنين، ثم عرج به إلى السماء وفرض عليه الصلوات الخمس من غير واسطة بينه وبين الله تعالى في ذلك، ثم أمر بعد ذلك بالهجرة فهاجر إلى المدينة، وأمر بالجهاد، فجاهد في الله حق جهاده نحوا من عشر سنين حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، فلما تمت ثلاث وستون سنة – والحمد لله – تم الدين وبلغ البلاغ من إخبار الله تعالى له بقبضه صلوات الله عليه وسلم
وأول الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مما قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء:163]
وقال تعالى: { وما محمد إلا رسول } [آل عمران:144]
وقال تعالى: { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما } [الأحزاب:40]
وأفضل الرسل: نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضل البشر بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم: أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه، وعثمان رضي الله عنه، وعلي رضي الله عنه ورضي الله عنهم أجمعين
وخير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وعيسى - صلى الله عليه وسلم - ينزل من السماء ويقتل الدجال"
كلام لن يستفيد منه الطفل فى الدين من خلال معرفة سلسلة النسب وعدد سنوات الدعوة وعدد سنوات حياة النبى(ص) فكما قلنا الأطفال يستفيدون من الأحكام العملية فى حياتهم ولم يستفيدوا شىء من تلك المعرفة فتلك المعلومات لا تعرف الطفل او حراما
كما أن العديد مما ذكره يخالف القرآن كتفضيل النبى(ص) على بقية الأنبياء(ص) حيث علمنا الله أن المؤمنون لا يفرقون بين الرسل (ص) فى شىء بقوله على لسانهم " لا نفرق بين أحد من رسله"
وكذلك الأمر فى أفضلية أبو بكر وعمر وعثمان وعلى فالمؤمنون فى عهد النبى (ص) كلهم رضى الله عنهم وجعلهم قسمين المجاهدون قبل فتح مكة فهم الفضل الذين يتولون المناصب بينما من المجاهدون بعد الفتح لا يتولون تلك المناصب حتى يموت كلب المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد الله أسماء أحد منهم ومن ثم فالله وحده هو ألعلم كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
والنبى (ص) لن يخالف هذا الأمر الإلهى فيقول أنه خير الرسل أو الأنبياء فى الروايات كما أنه تروى عنه روايات أخرى تناقض تلك العقيدة الفاسدة مثل "لا ينبغى لأحد ان يقول أنه خير من يونس بن متى" وهو فى البخارى ومسلم وغيرهم
وكما سبق القول الواجب هو :
تعليم الأطفال بنين وبنات الأحكام العملية التى يحتاجونها فى حياتهم استغلال قوة حفظ الأطفال فى حفظ بعض أو كل القرآن
وأما تعليمهم العقيدة بالتحفيظ فهو أمر محال فالعقيدة تتكون بالتفكير التدريجى فحتى لو ضربنا بعض الأمثلة المادية لتعريف الطفل بالله من الممكن فمثلا:
إذا قلنا إن الله كان قبل كل شىء مثل أن كل ابن له أب قبله جاء منه فسينتهى إلى السؤال ومن كان قبل الله أو من خلق الله أو من أبوه
ومثلا إذا قلنا له إن الله لا يرى كالكهرباء ولكن آثاره ترى كما ترى آثار الكهرباء فى المصباح سيقول لنا أقوال مثل الهواء لا يرى أو الكلام لا يرى ومن ثم لن نصل معه إلى حل لأن هذا الكلام قد يقوده إلى إنكار وجود الله لأننا نشبه فيه الله بالخلق مخالفين قوله تعالى "ليس كمثله شىء"