الأحد، 31 ديسمبر 2023

قراءة في مقال صور لصخور معلقة في الهواء تثير تساؤلات

قراءة في مقال صور لصخور معلقة في الهواء تثير تساؤلات
تنتشر عبر الشبكة العنكبوتية وحتى قبل وجودها صورا لصخور معلقة في الهواء وهو أمر يتعارض مع القوانين الأرضية كقانون خرور وهو سقوط أي شيء في الجو على الأرض آجلا أم عاجلا كما في قوله تعالى :
"ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق"
وقطعا نقول آجلا أو عاجلا لأن الله يبقى مخلوقات كالسحب في الجو الأعلى رغم كونها ثقيلة كالجبال ثم يسقطها على الأرض في شكل قطرات ماء أو برد ثلجى
وتتعارض مع ما يسمونه قانون نيوتن للجاذبية والذى يحتم سقوط الأشياء من الجو إلى الأرض بفعل ما يسمونه الجاذبية الأرضية
تلك الصور يدور حولها المقال فيحكى لنا أولا حكايات بعضها فيقول:
"في 8 نوفمبر 2005 بعث مايكل ريبي بصورة زاعماً أنها تمثل صخرة معلقة في الهواء (ظاهرة التعليق في الفراغ Levitation ) إلى موقع Coast To Coast
يقول مايكل ريبي في رسالته:
" أندي برايس لم يكن مصدقاً لما حدث فطلب مني دليلاً على ذلك بأن أرفع نفسي فوق الأرض لمدة 60 ثانية معلقاً في الهواء
فقلت له:
إن ذلك سهل جداً علي فأنا أزن فقط 100 كغ ولكن انظر بنفسك ما سيحدث لتلك الصخرة التي أمامك والتي تزن أكثر من 3000 كغ، وفعلاً جعلت الصخرة ترتفع أمامه في الهواء بعلو متر تقريباً ثم جعلتها تتحرك باتجاه أعلى التل، وهكذا لم تصدق عيناه فقام بتصوير الصخرة المعلقة أمامه لعل أحداً يصدقه، فقلت له: لن يصدقك أحد سواء لديك صورة أم لا، ولكنه أصر علي أن أرسلها إلى موقع Coast To Coast " "
هذا هو الخبر الأول وقدم صاحب المقال ما نتج عن تحليل الصورة فقال :
"تحليل الصورة
وفعلاً أجرى فريق التقصي في ذلك الموقع تحليلاً للصورة بهدف التحقق من صحتها واتضح أخيراً أن ظل الصخرة على الأرض لم يكن حقيقياً بل كان مزيفاً، لأن الجهة التي تشكل وفقها ظل الصخرة (جهة اليمين) كانت مختلفة عن اتجاه ظلال الأجسام الأخرى من الأعشاب البرية المحيط بها في (جهة اليسار)، وفعلاً عندما عولجت الصورة باستخدام فوتشوب خلال التحكم بالإضاءة (غاما) تم التوصل إلى أن ظلال الأعشاب البرية حول الصخرة كانت في جهة مختلفة عن ظل الصخرة على الأرض وهذا مستحيل وهذا يكشف الخدعة، فالضوء القادم من الشمس (الشمس مصدر وحيد وقوي للضوء في وضح النهار) يشكل ظلالاً للأشياء في نفس الإتجاه.
إذن الأمر لا يتعدى كونه خدعة بصرية بمحض الصدفة وربما لم يدري بها المصور إلا بعد أن قام بمعاينة الصورة ونسجت حولها القصص."
إذا الحكاية قدمت لنا صورا كاذبة تم تركيبها بواسطة برامج حاسوبية ثم قدم لنا صورة أخرى أتت من السعودية فقال :
"صخرة معلقة أخرى في السعودية:
في عام 2005 انتشر أيضاً خبر صخرة معلقة في الهواء في منطقة الإحساء في السعودية، وصدقها الكثيرون عندما استقبلوا الخبر عبر البريد الإلكتروني أو قرأوا عنها في الكثير من المنتديات، يتضمن الخبر ما يلي:
"سبحان الخالق:
صخرة معلقة في الهواء دون دعائم، صور عجز العلماء عن تفسير هذه الظاهرة، واحتار اهالي القرية الصغيرة في امر هذه الصخرة.
انها تقع في قرية تدعى التويثير التي تقرب من مدينة الاحساء شرقي المملكة العربية السعودية.
ترتفع تلك الصخرة لمسافة 11 سنتمتر في الهواء! وذلك لمرة واحدة في السنة خلال شهر أبريل حيث تبقى معلقة لحوالي 30 دقيقة فقط، ويقال أن عمر تلك الظاهرة 17 سنة وبدأت في الحدوث في أبريل 1989 عندما قتل أحد الإرهابيين خلف تلك الصخرة، ولحد الآن تستطيع رؤية آثار حية من الدماء على الصخرة وهذه الآثار ما تلبث أن تصبح داكنة ورطبة وكأن الدم ينزف الآن
سكان تلك المنطقة حاولوا مراراً مسح آثار الدماء إلا أنها كانت تظهر مجدداً وتلقائياً على جسم الصخرة "
وهكذا انتشر الخبر كالنار في الهشيم وما زال البعض يتناقلونه حتى يومنا هذا ويظنون أنه معجزة إلهية فما هي حقيقة الأمر؟"
هذا هو الخبر الذى نقله الكاتب من أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية وأما حقيقة الصورة فقال عنها :
"حقيقة الصخرة المعلقة
أولاً لم يسبق لأحد من الناس أن رأى تلك الصخرة ووثق شهادته فيها، وكذلك بقي مصدره مجهولاً مما يثير الريبة في تصديق هكذا أخبار، ومن باب العلم بالشيء تحتوي منطقة الإحساء في السعودية على نماذج رائعة من منحوتات صخرية قامت بها الطبيعة بفعل الحت والتعرية التي تقوم بها رياح الصحراء خصوصاً في المنطقة القريبة من مدينة الهفوف، فتجد عدداً من الصخور العملاقة تقف على أوتاد صخرية طبيعية قصيرة، وبالفعل عند البحث تم العثور على صخرة تشبه في شكلها تلك الصخرة الظاهرة في الصورة ولكنها كانت تستند على الأرض بثلاثة أعمدة صخرية رفيعة."
إذا هناك صخور ولكنها ليست معلقة في الهواء في منطقة الهفوف بالسعودية وإنما تستند على جزء أو أجزاء صغيرة منها على الأرض
وقدم صاحب المقال تحليلا للصورة الموجودة في المواقع فقال :
"تحليل الصورة:
بعد تكبير الصورة بهدف تحليلها نكشف عن منطقة التزييف فيها، تلك المنطقة التي فيها تعبئة مقصودة بلون أبيض واضح تحت الصخرة مباشرة تم ذلك بهدف إخفاء ما تستند إليه و هذا يتم بسهولة من خلال برامج معالجة الصور الرقمية مثل فوتوشوب.
كذلك نلاحظ انقطاع ذلك الشريط الأبيض من الجهتين عند مقدمة السيارة وعند طرفه الآخر وكأنه يلغي ملامح المشهد خلفها، أغلب الظن أن أحداً صور أحد الصخور الطبيعية والمستندة على أعمدة صخرية قصيرة في منطقة الإحساء ثم قام بتركيبها على مشهد آخر من خلال الفوتوشوب ومن ثم أزال تلك الأعمدة بلون أبيض واضح. "
وتحدث عن سبب نشر الصورة المذكورة فقال :
"ويبقى السؤال هنا: ما هي الغاية وراء تلك الأكذوبة؟
خصوصاً أنها تزعم حدوثها في شهر أبريل الذي تترافق معه كذبة أبريل- نيسان."
إذا أجد الظرفاء أو الثقلاء صنع الصورة بحجة عادة قبيحة قادمة من الغرب اسمها كذبة إبريل
بالطبع لا يقتصر الأمر على الشبكة العنكبوتية في تلك الصور لأن بعضها كان موجودا من قبل وجود تلك الشبكة في منطقتنا وقد رأيت إحداها أو اشتريت واحدة منها الله أعلم من أكثر من 25 سنة
قطعا ما ينشر من أكاذيب عبر وسائل الإعلام أيا كانت هو تضليل للناس عن دينهم حتى ولو كان بقصد الضحك والمزاح

 

السبت، 30 ديسمبر 2023

نقد بحث صفقة فاوست: وهب النفس للشيطان

نقد بحث صفقة فاوست: وهب النفس للشيطان
مؤلف البحث كمال غزال وهو يدور حول بيع الإنسان نفسه للشيطان وهى خرافة ابتدعها البعض لوصف ما يقوم به المعتدون الفجرة القساة القلوب من جرائم بشعة
وقد استهل غزال بحثه بالقول بأن المقولة موجودة فى الدين فقال :
"بيع أو وهب النفس للشيطان فكرة قديمة متجذرة في الدين، وتتفق الأديان السماوية على أن الشيطان تجسيد لفكرة التكبر لأنه تمرد وعصى أوامر الله، وبالتالي يجد في نفسه شأناً عالياً يفترض فيه أن يعامله البشر كإله، تلك المعاملة التي تشمل أداء الصلاة أو التوسل إليه لتحقيق رغباتهم أو حتى بذل الأضاحي على شرفه وكذلك في فعل كل ما يغضب الله، ومن أجل أن يكسب الشيطان أتباع له من البشر يحاول إغوائهم بتحقيق أمانيهم في المعرفة والشهرة والنفوذ والمال وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن ظهوره لبعض البشر وعن عقد بينهم وبينه."
قى البداية الشيطان وهو إبليس أو لو سيفر كما يسمونه لا وجود له في دنيانا الأرضية حتى يمكن القول أنه يجرى صفقات وإنما الرجل في النار من لحظة خروجه من الجنة وهو يعذب في النار كما قال تعالى :
" وأن عليك لعنتى إلى يوم الدين"

وقال :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
والذأم والدحر لا يكون إلا في النار وليس في الأرض الدنيوية كما قال تعالى :
" ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا"
ومن ثم المقال قائم على غير أساس ولكننا نمضى معه حتى النهاية
بين غزال أن عقد الشيطان أو صفقة فاوست شائعة في المجتمع النصرانى الغربى فقال :
"والتعامل مع الشيطان أو التحالف معه أو لنقل " الصفقة الفاوستية " هي فكرة منتشرة في الغرب أيضاً وأكثر ما تتجلى ثقافياً في أسطورة فاوست والكائن المسمى ميفيستوفيليس كما أنها عنصر أساسي في قصص المورورث الشعبي المسيحي، وتندرج هذه الفكرة أيضاً في مرجع آرني-تومبسون تحت بند " العقد مع الشيطان "."
وبين أن العقد مرتبط بالسحر فقال :
"ووفقاً للإعتقاد المسيحي في ممارسة السحر يعتبر التحالف بين شخص ما والشيطان نفسه أو أياً من الشياطين الأخرى تبادلاً يقدم فيه الشخص نفسه مقابل خدمات شيطانية، تختلف هذه الخدمات من قصة إلى أخرى لكنها في المجمل تحمل وعوداً بتحقيق الرغبات. ويعتقد أيضاً أن بعض الأشخاص قدموا في هذا التحالف اعترافاً بسيادة الشيطان عليهم حتى بدون مقابل.
من الواضح أيضاً أن الإنجازات التي توصف بأنها " خارقة " قد تعزى من قبل البعض إلى شكل من التحالف مع الشيطان بدءاً من الإنجازات العمرانية المدهشة كجسور أوروبا الشيطانية وانتهاء بتقنيات عزف الكمان البديعة لدى نيكولو باغانيني."
وهنا نجد خرافة أخرى وهو أن الشيطان يعطى الناس المتعاقدين معه الخوارق وهى الآيات المعجزات وهى مقولة تتناقض مع منع الله الآيات عن الناس من عصر محمد(ص) بقوله :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

والآيات لا تعطى إلا للرسل (ص) كما قال تعالى :
" وكان لرسول أن يأتى بأية إلا بإذن الله"
وتحدث عن أسطورة فاوست المشهورة في الغرب فقال :
"أسطورة فاوست:
فاوست أو فاوستوس (يعني باللغة اللاتينية " الميمون " أو " المحظوظ") هو بطل أسطورة ألمانية تقليدية، مع أن فاوست كان واسع العلم وناجح للغاية إلا أنه لم يكن راضياً عن ذلك فعقد صفقة مع الشيطان ومنح نفسه له مقابل أن يزوده بمعارف غير محدودة وملذات دنيوية. وكانت حكاية فاوست أساساً للعديد من الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية والموسيقية.
وقد جرى تفسير معنى كلمة فاوست والصفة منها " فاوستي " على مر العصور بأشكال مختلفة لكن غالباً ما كانت تعني إجراء يسلم فيه الشخص الطموح نزاهتة الأخلاقية من أجل تحقيق النفوذ والنجاح على غرار المثل القائل: " صفقة مع الشيطان".
اقتبست مسرحيات من بينها مسرحيات للدمى إلى تلك الأسطورة ولقيت شعبية كبيرة في أرجاء ألمانيا وذلك في القرن الـ 16 وكانت أغلبها تقدم شخصية فاوست وميفيستوفيليس بشكل هزلي
ومن ثم انتشرت قصة الأسطورة في بريطانيا من خلال كريستوفر مارلو الذي طرحها بشكل كلاسيكي في مسرحيته: " التاريخ المأساوي للدكتور فاوست" وقد قام الشاعر غوته الألماني الشهير بإعادة صياغة القصة بعدها بـ 200 سنة حيث أصبح فاوست ذلك الشخص المفكر المستاء الذي لا يرضى والذي يتوق لشهوات الدنيا بلحومها وشرابها."
ولخص غزال الحكاية الفاوستية فقال :
"ملخص عن قصة فاوست
على الرغم من لمعانه الفكري كان فاوست يائساً، فقرر أن يدعو الشيطان ليمنحه المزيد من المعرفة والقوى السحرية التي تجعله ينغمس بالشهوات وبمعرفة العالم حوله فأستجاب الشيطان لدعوته من خلال ممثله (ميفيستوفيليس) وهو أحد الشياطين السبع الكبار لكي يعقد صفقة مع فاوست وهي أن يقوم (ميفيستوفيليس) بخدمة فاوست بالقوى السحرية لعدة سنوات على أن يستحوذ الشيطان على روح فاوست عند نهاية مدة العقد لكي تحل عليه اللعنة للأبد وكانت القصص الأولى عن الأسطورة تتحدث عن مدة عقد يصل إلى 24 سنة وخلال مدة العمل بالعقد يمكن لـ فاوست أن يستخدم ميفيستوفيليس بطرق مختلفة.
وفي إصدارات عديدة من القصة ولا سيما دراما غوته يقوم ميفيستوفيليس بإغواء فتاة جميلة وبريئة تدعى جريتشين مما دمر حياتها في نهاية المطاف ومع ذلك ساهمت براءة جريتشين في النهاية من دخولها إلى الفردوس (النعيم).
في القصص القديمة عن الأسطورة وبعد نهاية العقد مع الشيطان يرى فاوست أن خطاياه كبيرة ولا يمكن غفرانها فيلقى به في الجحيم، أما في عمل غوته يقاوم فاوست ويكون محفوظاً بنعمة الرب وبتوسلات جريتشين (رمز الأنوثة الأبدي) لكي يحظى بالمغفرة فيتوب ويرسل إلى النعيم.
كان وما زال لأسطورة فاوست دور مؤثر على خيال المؤلفين والكتاب شمل فن السينما حيث ألهمتهم بنفس الفكرة الدينية القديمة."
قطعا الحكاية لا أصل لها حسب ما جاء في الروايات من أحداث ولكن يرجعها بعضهم إلى أحد الكيمائيين ألمانيين وعنه قال غزال :
من هو فاوست في التاريخ؟
"كان الدكتور يوهان جورج فاوست (1480 - 1540) خيميائياً لامعاً ومنجماً (فلكياً) وساحراً في عصر النهضة في ألمانيا وأصبحت حياته محوراً لحكاية شعبية تحمل عنوان الدكتور فاوست خلال السنوات العشرة بدءاً من عام 1580 وبلغت أوج شهرتها في عام 1604 وفي مسرحية " التاريخ المأساوي لحياة وموت الدكتور فاوست " لـ كريستوفر مارلو وكذلك في عام 1808 عندما قدم الأديب الألماني الكبير ولفغانغ فون غوته عملاً عن دراما فاوست.
نظراً للتناول المبكر لشخصية فاوست من قبل الأساطير والأدب فإنه من الصعب جداً إبراز معلومات دقيقة وتاريخية عن حياته، حتى أنه في القرن الـ 17 كانت هناك شكوك تحوم حول الوجود التاريخي لـ فاوست، فبعض المعلومات عن الشخصية الأسطورية تشير إلى أن عاملاً في مطبعة في مدينة ماينز يدعى يوهان فاوست، وقد بحث (يوهان جورج نيومان) في عام 1683 ليجد إجابات عن الأصل التاريخي لـ فاوست لكنه حصل على عدد من الشخصيات المختلفة زعم كل منها أنها فاوست وعدة أماكن انطلق منها. وفي عام 1506 يوجد سجل عن ظهور فاوست كمؤدي حيل سحرية وتنجيم في مدينة غيلنهاوسن. وعلى مدى 30 سنة تبعتها يوجد عدد هائل من السجلات المشابهة والمنتشرة في أرجاء من جنوب ألمانيا. ظهر فيها فاوست كفيزيائي وطبيب في الفلسفة وخيمئائي وساحر وفلكي وكان يتهم غالباً بأنه غشاش، وبأن الكنيسة كانت تتستنكر أعماله وتنظر إليه كخارج عن الدين وفي فئة أتباع الشيطان.
ويقال أنه فاوست لاقى حتفه في عام 1540 أو 1541 في انفجار بسبب تجربة خيميائية في فندق يدعى زوم لوفين في ستاوفين وقيل أن جسمه كان مشوه بشكل مأساوي حيث فسر ذلك أنه ناجم عن تأثير الشيطان الذي جاء بنفسه لأخذه أو بسبب أعدائه الحاسدين، ويقول عالم اللاهوت يوهان غاست أن فاوست عانى من ميتة شنيعة، وبأن وجهه كان يلتفت لعدة مرات نحو الأرض رغم أن جسمه كان ملقى على ظهره."
وبالطبع هذه الروايات المتعددة تعنى أن لا أصل حقيقى للحكاية ولكنها استخدمت في ألأدب للوعظ وأحيانا لاغواء الناس ليكونوا أشرارا
وعاد غزال للحديث عن أن العقد لابد أن يتضمن شذوذ جرائميا منه العمل بالحسر وقدم بعض الأشخاص المتهمين بذلك فقال :
"الساحر والشيطان
ورد ذكر 4 طرق في الموسوعة لعالمية للسحر يزعم أنها تمنح من يقوم بها القدرة على السحر، لأن السحر الحقيقي والعميق الأثر (كما يزعم) لا يتم إلا بمساعدة شيطانية محضة، ومن البديهي أن لا يقدم الشياطين للبشر تلك الخدمات بشكل مجاني ما لم يلتزم البشر بالمقابل بتقديم خدمات مهينة ومنحطة إلى الشياطين تشمل تقديم قرابين وممارسات جنسية شاذة تجسد ولاءهم للشيطان أو وهبهم أنفسهم له
- البابا سيلفستر الثاني
بالإضافة إلى كونه بابا كان سيلفستر الثاني (946 - 1003 م) أو غيربرت أوريلاك على درجة واسعة من الإطلاع على العلوم كما عمل مدرساً، وكان له مساهمات في نشر علوم الرياضيات والفلك عن العرب الذين نقلوها بدورهم وطوروها عن الرومان حيث قدم لأوروبا أجهزة كالمعداد الحسابي Abacus وكرة الأفلاك (الأبراج) التي لم تعهدها أوروبا منذ عصر الرومان والإغريق، وكان أول بابا فرنسي نصب منذ عام 999 حتى وفاته.
ونظراً لدوره في مكافحة جذور الفساد في الكنيسة ومنها شراء المناصب الكهنوتية وصلته بالعلوم واتباعه مناهج التفكير العقلاني دارت شائعات وأساطير حوله اعتبرته ساحر أو مشعوذ في جماعة الشيطان. كما اتهمه أعداءه بدراسة علوم السحر والتنجيم (الفلك) في مدن إسلامية مثل قرطبة واشبيلية وحتى في جامعة القرويين في المغرب مما سمح لأساطير تنال سمعته وتصوره من أتباع الشيطان في اللوحات الفنية.
ولم يكن سيلفستر الثاني أول بابا اشتبه بممارسته للسحر إذ طال هذا الإشتباه يوحنا الحادي عشر وبنديكت الثاني عشر، وجرى التحقيق مع غريغوري الثاني عشر حول ممارسات سحرية مزعومة في عام 1409
- المغني روبرت جونسون:
كان للفكرة التي تقول: " تبيع نفسك من أجل أن تكون بارعاً في الموسيقى ومشهوراً " صلة ظهرت لعدة مرات في عالم الموسيقى وبالتحديد في أنماط الموسيقى التي تتبع العزف على الغيتار وبتحديد أكثر في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية لدى عازفي البلوز Blues وهم يعزفون في ملتقى الطرق الواقعة عند تقاطع تشولا في الميسيسيبي، حيث قيل أنها كانت ساحة عالمية لإجراء تلك التبادلات مع الشياطين. ونذكر من هؤلاء العازفين ربورت جونسون الذي اشتهر نمط موسيقى البلوز باسمه:
روبرت لي روي جونسون (1911 - 1938) هو موسيقي ومغني أمريكي نمط بلوز Blues ولديه موهبة العزف على الغيتار وكتابة الأغاني وموهبته أثرت بشكل كبير على الأجيال التي أتت بعده من الموسيقيين، لكن حياته التي لم توثق كثيراً ووفاته بعمر 27 سنة ساهمت في صنع أسطورة حوله بما فيها قصة بيع نفسه للشيطان (فاوستي) ورغم أنه كان مؤدياً بارعاً في الأزقة وزوايا الشوارع وليلاً رقص السبت فإن الفرصة لم تكن تسنح له ليلاقي نجاحاً جماهيراً أو تجارياً يستحقه طوال حياته.
ومن تلك الأساطير أسطورة تقول بأنك هناك شاب اسمه روبرت جونسون ويعيش في مزرعة من أرياف نهر الميسيسبي ولدي رغبة جامحة في أن يكون مغني بلوز عظيماً، فأتاه أمر لكي يأخذ غيتاره إلى منطقة تقاطع شوارع بالقرب من مزرعة دوكري في منتصف الليل، وهناك قابل رجل ضخم وأسود (الشيطان) الذي أخذ الغيتار منه ودوزنه. عزف الشيطان عدد من الاغاني وأعاد الغيتار إلى جونسون مانحاً إياه التفوق عليه، وهذا ما يطلق عليه "عهد مع الشيطان" أكثر ما يتجسد في أسطورة فاوست، ومقابل بيع نفسه للشيطان أصبح جونسون قادراً على إبتكار البلوز ومما يجدر بالذكر أن لدى روبرت جونسون أغنية تحمل عنوان ' selling your soul to the Devil' أو" بيع نفسك للشيطان ".
- مشاهير آخرون
من عالم الموسيقى نذكر:
- نيكولو باغانيني: قد لا يكون نيكولو باغانيني وهو عازف كمان إيطالي مسؤولاً عن بدء الإشاعات ولكن كان له دور طوال فترة انتشارها.
- غيسسبي تارتيني: هو عازف كمان وملحن إيطالي من فينيسيا يعتقد أن لحنه الموسيقى المسمى "التغريدة" استلهمه من ظهور الشيطان أمامه في الحلم.
- تومي جونسون: موسيقي في نمط البلوز.
- الليدي غاغا Lady GaGa : وهي مغنية نمط آر إن بي RnB
ومن المشاهير خارج عالم الموسيقى نذكر:
- يوهان فاوست: صانع أسطورة فاوست.
- جوناثان مولوتون: زعم أن جوناثان مولتون (قائد لواء في ميليشيا هامبشاير من القرن الثامن عشر) قد باع نفسه للشيطان وأنه كان يجد جزمته ممتلئة بالنقود الذهبية عندما يعلق نفسه على الموقد في كل شهر.
- تومي موتولا: هو صاحب شركة تسجيلات كازابلانكا."
وكل هذه الشخصيات ربما كان كانت هى من تطلق الاشاعات حولها لتحصد الأرباح والشهرة بينما هى أشخاص عادية وربما كان بعض أعدائها هو من يطلق ذلك حولها ليميتها ويقضى عليها ولكن النتيجة أتت عكسية تماما

 

الجمعة، 29 ديسمبر 2023

قراءة فى بحث ستونهنغ

قراءة فى بحث ستونهنغ
الباحثان رامي الثقفي و كمال غزال والبحث يدور حول الدائرة الحجرية الموجودة فى بريطانيا وعن ماهيتها وقد استهلا الحديث فقالا :
"أدهشت هذه الدائرة الحجرية الغامضة مراقبيها منذ آلاف السنين وتم وضع هذه الحجارة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا قبل أكثر من 4 آلاف سنة مضت، ولا زالت أصولها مجهولة ولا يعرف من الذي بناها ولأي غرض، فهل هي حاسوب ضخم للتنبؤ بالأحوال الجوية أو بعواصف نيزكية مرعبة؟"
والخطأ هو تقدير عمر الحجارة بكذا ألف سنة وكأن القوم عاشوا فى تلك الأيام وشاهدوا وهو كلام يتناقض مع أن عمر المادة الكونية كلها واحد حيث خلقت الأرض والسموات فى نفس اليومين بما فيهما وفى هذا قال سبحانه :
"قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين"
وتحدث الباحثان عن أن الموقع ما هو إلا مرصد فلكى والدليل عندهم هو أن الحجارة مرصوصة لتتطابق مع شروق الشمس فى منتصف الصيف فقالا :
"يعتبر هذا الموقع من أغرب المواقع التي حيرت العلماء عبر سنوات طويلة من الزمن واستنتج العلماء أن هذا الموقع شيد كمرصد فلكي وآلة للحساب وأنه يرجع لعصور ما قبل التاريخ، بُني المحور الرئيسي لأحجار ستونهينغ بحيث يتطابق تماماً مع شروق الشمس في منتصف الصيف."
والحركة الواحدة التى قال بها الباحثان وغيرهما لا يمكن أن تدل على أنه مرصد فلكى فهناك بيوت عديدة مبنية بدون اعداد مسبق وتتطابق مع نفس شروق الشمس
ووصفا موقع المكان وما فيه فقالا:
"هذا الموقع يوجد في سهل (ساسلبيري) بمقاطعة (ويلتشر) جنوب غرب انجلترا، ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة تزن كل صخرة حوالي 5 أطنان ومحاطة بتل ترابي دائري لا تزال 40% من أصول ستونهينغ قائمة وحالياً لم يبقى من هذا البناء سوى 17 عموداً قائماً وفوقه تسعة عتبات ممتدة."
والخطأ فى الحديث هو وزن كل عمود أو صخرة وكأن القوم قاموا بوزنها بالفعل
وكعادة الأثريين افتروا تاريخ زمنى للموقع حيث قال الباحثان ناقلين عنهم :
"ويرجح علماء الآثار أول ترجع أول محاولات في حفر الأساسات التي تعرف باسم PostHoles في علم الآثار في هذا الموقع إلى 8000 قبل الميلاد، ومن ثم كان أول إنشاء له في 3100 قبل الميلاد حينما تشكلت الدائرة الحجرية ومن ثم شهد عدة محاولات إعادة بناء تمتد من 3100 وكان آخرها في حوالي 1600 قبل الميلاد أي في خلال العصر الحديدي."
وقطعا التواريخ هنا كاذبة فالقوم لم يعيشوا فى تلك الفترات وكما سبق القول لا يمكن لأحد أن يؤرخ لحجر فى الأرض إلا بنفس تاريخ أى جزء من الأرض حيث خلقت كل الأشياء فى نفس اليومين
وتحدثا عن كون الحجارة مجلوبة من منطقة أخرى وطرح سؤالا عن كيفية تحريكهما فقالا:
"ويقال أن الأحجار الضخمة جلبت من مناطق بعيدة من جبال جنوب ويلز بالتحديد ولكن كيف استطاع إنسان ما قبل التاريخ تحريك الصخور الهائلة في ستونهينغ؟"
والحجارة تأتى من الجبال بقطعها ونقلها بوسائل النقل أو أنها حجارة مصبوبة أو ملصقة وطليت بمادة تخفى آثار القطع واللصق
وتحدثا عن كون المكان ليست معبد وإنما آلة حاسبة فقالا:
"لكن ستونهنغ ليست مجرد معبد بل هي آلة حاسبة فلكية فهي بإمكانها احتساب كسوف الشمس وخسوف القمر حيث كشف العلماء بأنه يوجد 56 حفرة تسمى حفر (أوبري) نسبة إلى مكتشفها ومنفذة على محيط دائرة فلو تم تحريك علامة حفرتين كل يوم، سوف تقطع الدائرة في 28 يوم وهو عدد أيام الدورة القمرية.
ولو حركت العلامة بـ 3 حفر في السنة سوف نجد أنه بعد 18.6 سنة سوف تقطع العلامة دائرة كاملة وهي الفترة التي تستغرق انتهاء دورة الكسوف أو الخسوف كل 18 سنة.
وحيث يقول العلماء أن الأدلة قد أظهرت أن نيازك متعددة سقطت على الأرض ووجهت ضربات قوية في شمال أوروبا مع تأثيرات وصلت ما بين 10 إلى 20 ميجا طن وأن ستونهينغ تم بناءها كنظام للكشف المبكر لرصد الشهب والنيازك الكبيرة.
ويقول العلماء أيضاً أنه إذا نظرت إلى ستونهينغ من زاوية معينة ترى أنها عبارة عن دوائر متحدة المركز وكل من هذه الدوائر تتوافق تماماً مع مدارات جميع الكواكب في نظامنا الشمسي."
وما سبق من حديث الباحثين عبارة عن توهمات بدون دليل حقيقى ومنها حجارة النيازك فلا وجود لسقوط أحجار من السماء على الأرض لأن السماء فروجها وهى أبوابها مقفلة كما قال تعالى :
" وما لها من فروج"

وتحدثا عما سموه الحجر الكعبى ووظيفته فقالا:
"قصة الحجر الكعبي
يجلس الحجر الكعبي خارجاً عن المدخل الرئيسي لبناء ستونهنغ وهو حجر صلب قاس يعلو 4.9 متر فوق الأرض ويميل إلى داخل الدائرة الحجرية لـ ستونهنغ وكان لهذا الحجر عدة أسماء في الماضي ومنها حجر الراهب وحجر الشمس، وعندما يقف الشخص داخل دائرة ستونهنغ موجهاً نظره باتجاه الشمال الشرقي عبر الممر الرئيسي ونحو الحجر الكعبي فإنه سيرى شروق الشمس فوق الحجر خلال فترة الإنقلاب الصيفي.
يتحدث التراث الشعبي عن قصة حجر الراهب وهي:
أن الشيطان اشترى الحجارة من امرأة في ايرلندا ثم لفهم وأحضرهم معه إلى سهل (ساليسبري) لكن أحد الحجارة وقع منه في نهر (أفون) جنوب إنجلترا في بلدة ويلشاير، فيما أحضر بقية الحجارة إلى سهل (ساليسبري) ثم صرخ قائلاً:
" لن يستطيع أحد أبداً أن يعلم كيف أتت الحجارة إلى هنا "، ثم أجابه راهب: " هذا ما تظنه! "، عندئذ رماه الشيطان بأحد الحجارة فسقطت لتصيب كعبه فبقيت الحجرة على مكانها حتى يومنا هذا "."
وهذه أسطورة كما قال الباحثان لا يمكن تصديقها لأن إبليس فى النار من يوم طرده من الجنة وسيظل فيها حتى يوم القيامة كما قال تعالى :
"قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين"
والمعنى وإن لك عذابى حتى يوم القيامة
وتحدثا عن فرضية الكائنات الخارجية وأن البشر لا يقدرون على عمل شىء كهذا فقالا :
"مزاعم عن دور الكائنات الخارجية
أطلق العلماء حول ستونهينغ نظريات عديدة تتناقض فيما بينها في كثير من الأحيان حول هوية بنائيها.
إذ لا يعتقد بعض الباحثين أن البريطانيين منذ آلاف السنين كانوا قادرين بمفردهم على نقل هذه الحجارة التي يزن الواحد منها 5 أطنان من جنوب ويلز وعلى بعد 250 ميل!، بل يعتقدون أن كائنات خارجية فضائية بنت هذا الصرح الشاق مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة.
- وفي عام 1968عزز السويسري (إريك فون دانيكن) مؤلف أكثر الكتب مبيعاً (عربات الآلهة فكرة دور كائنات الكواكب الأخرى التي زارت الأرض في العصور القديمة في بناء هذه الهياكل الضخمة في ستونهنغ وأنه لولا تلك المخلوقات الخارجية عن كوكب الأرض ما كان للبشر قدرة في بناءها وأن بناء صرح مثل هذا أبعد من القدرة البشرية العادية.
ومن الجدير بالذكر انه في مايو من عام 2008 أصدر الفاتيكان إعلاناً مذهلا ولأول مره في تاريخه الذي يمتد لأكثر من 2000 عام حيث اعترفت الكنيسة الكاثوليكية باحتمال وجود حياة ذكية على كواكب أخرى وأن الأيمان بوجود كائنات فضائية لا يتعارض مع الإيمان بالله وعن مسألة رفض المخلوقات الخارجية"
والكلام لا يتفق مع القرآن فقد أخبرنا الله بأن البشر هم من صنعوا تلك المبانى الضخمة مثل قوم عاد وثمود وقوم فرعون فقال :
" ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذو الأوتاد"

وفرضية الكائنات الخارجية لا تتفق مع عدم نزول الملائكة الأرض إلا فى حالة الوحى أو إهلاك الكفار ونصر المؤمنين وفى هذا قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وتحدثا عن مراحل بناء المكان فقالا :
"مراحل بناء ستونهنغ:
بمعزل عن دور المخلوقات الخارجية فمن الثابت أن طريقة بناء ستونهينغ تطلبت مهارة هندسية معمارية وتقنية عالية، حيث أنه من المستحيل أن تكون تلك الحجارة قد نقلت ورفعت ووضعت من دون استعمال أدوات وآلات متطورة في ذلك العصر الموغل في القدم!
وأن من بناها بالتأكيد كانوا متحضرون ومتميزون في الهندسة المعمارية والحساب. يقول أصحاب نظريات العلم المنهجي التقليدي أن ستونهنغ جرى بناؤه كان على 3 مراحل:
1 - بدأ إنسان العصر الحجري في إنجلترا بحفر خندق دائري قطره 110 أقدام (31 متراً) باستخدام قرون الغزلان، والخندق نفسه كان عمقه 1.5 متر وعلى حافة الخندق الداخلية بني سد يحوي 56 تجويفاً ويقال أنها كانت معدة لحمل أعمدة خشبية وأقيم حجرين مقابلة لبعضهما عند مدخل الدائرة ويسمى مذبح الصخرة، إحداها لا يزال قائماً.
2 - وفي المرحلة الثانية التي بدأت حوالي 2100 قبل الميلاد تم جلب أحجار الجرانيت المعروفة باسم الحجارة الزرقاء Bluestones من جبال جنوب ويلز، على بعد 250 ميل من موقع ستونهنغ!!، ويصل وزنها إلى 5 أطنان لكل حجر ومن ثم جرى توزيعها بشكل نصف دائرة ووضعها بداخل الخندق الدائري.
3 - وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من البناء التي بدأت في حوالي 2000 قبل الميلاد، شيدت الدائرة الحجرية وعلى كل حجرين قائمة مستقيمة تم وضع العتبات الحجرية الممتدة."
وكل هذا الكلام هو نابع من نظرية التطور التى تفترض أن الإنسان كان جاهلا ولا يتكلم ثم تعلم الكلام وفيما بعد ذلك تعلم القراءة والكتابة وهى نظرية تتعارض مع اخبار الله لنا بأن آدم(ص) علمه الله كل الأسماء كما قال :
" وعلم آدم الأسماء كلها"
ويتعارض مع اخباره لنا بقدرة الأقوام الكافرة السابقة على عمل آثار وعمار فى الأرض فى قوله تعالى :
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها"
ومن قبيل الدعاية للمكان اختر القوم فى بريطانيا ما ادعوا أنه حادث اختفاء فى المكان وهو ما نقله الباحثان فقالا:
"حادثة اختفاء غامضة
كانت هذه الحجارة الغامضة والواقفة في ستونهنغ في بريطانيا مسرحاً شهد إختفاء غامضاً في شهر أغسطس عام 1971 حتى أنه يصنف من أبرز حوادث الإختفاء في التاريخ المسجل. في ذلك الوقت لم تكن الحراسة قد طبقت بعد على موقع ستونهنغ الشهير، وفي إحدى الليالي قررت مجموعة من الهيبيز نصب خيم لها في مركز الدائرة والسهر هناك. فأشعلوا نار التخييم وأضاؤوا عدة نقاط من المكان باستخدام أوعية كانت معهم، ثم جلسوا يدخنون ويغنون، ثم تعكرت جلستهم عندما وقعت عاصفة رعدية عنيفة عند الساعة 2:00 بعد منتصف الليل، وكانت العاصفة سريعة وهبت فوق سهل (ساليسبري) وسقطت شرارات البرق على المنطقة التي كانوا فيها فأحرقت الأشجار وحتى الحجارة الواقفة نفسها في ستونهنغ، وكان اثنين من الشهود في مكان قريب من ستونهنغ هما مزراع وشرطي قالا أن الأحجار في المكان الأثري كانت تضيئ بضوء أزرق مخيف وشديد مما دعهم إلى تغطية أعينهم ولكنهما عندما سمعا صراخاً من المخيمين انطلقا بسرعة إلى المكان متوقعين أن يجدوا جرحى أو حتى موتى ولدهشتهم لم يعثروا على أي أحد منهم أو على أي أثر سوى ما كان حول دائرة الأحجار من أوتاد الخيم وآثاراً رطبة من نار التخييم."
وقطعا الأمر لا أساس له فلا شىء يختفى وإلا كيف ظهرت فيما بعدها فى نفس اليوم بعد الليلة الظلماء والحكاية لا تعدو أن تكون مجرد جذب دعائى للمكان

 

الخميس، 28 ديسمبر 2023

قراءة فى مقال أحجار سانلورفا في كوبيك تيبي

قراءة فى مقال أحجار سانلورفا في كوبيك تيبي
الباحث رامي الثقفي وهو يدور حول أحجار سانلورفا وهو يصف المكان فيقول :
"على مسافة 820 كيلومتر من مدينة اسطنبول المكتظة بالسكان تقع سانلورفا جنوب شرق تركيا التي اكتشف فيها أعمدة من الهياكل الحجرية يعود تاريخها إلى أكثر من 12 ألف سنة
ففي عام 1994 وعلى قمة تل لاحظ أحد رعاة الأغنام في هذه المنطقة قطعة من حجر تبرز منها ويكسوها التراب فبدأ الراعي بالحفر حولها إلى أن ظهر له عمود بطول 19 قدم (5.5 متر) ذو حواف محددة ويوجد في وسطه نحت بارز لحيوان غريب، وبدأت عمليات الحفر وكانت المفاجأة استخراج 19 عموداً حجرياً على شكل الحرف t ومن خلال الفحص الدقيق تبين أنها نحتت باستخدام أدوات متقدمة ودقيقة ولا بد أن يكون من نحتها على درجة عالية من الخبرة.
وبانتشار خبر هذا الاكتشاف ظهر بوضوح أن الراعي الكردي وجد وبدون قصد أحد أغرب الاكتشافات المعمارية (الأثرية) في العصر الحديث وهو ما يعرف الآن بـ (كوبيك تيبي)"
وبعد اكتشاف الراعى جاء فريق ألمانى للتنقيب فى المنطقة ولم يكتشفوا إلا بعض من الموقع كما قال الثقفى في الفقرة التالية:
"وقام فريق من علماء الآثار الألمان خلال الـ15 عام الأخيرة بعملية تنقيب في تلك المنطقة والقيام بحساب للعمر التقديري لهذا الاكتشاف وفي خلال عملهم لسنوات طويلة لم يتم الكشف إلا عن 5% إلى 7% من تلك الحضارة الهائلة إلى أن توصل علماء الآثار لتحديد دوائر فوق دوائر مرتبة بحلقة بداخل حلقة من الأبراج الحجرية بينها أعمدة منحوتة يصل طولها إلى 19 قدم ويزن العمود الواحد 15 طن وكل عمود تم نحته من كتلة واحدة ثم جرى تزيينه عن طريق نحت حيوانات أو طيور بشكل بارز ورسومات لمخلوقات وحيوانات غريبة أخرى وحيوانات معروفة من الثعابين وال****ب والأسود والثعالب والخنازير البرية الشرسة وغيرها من الحيوانات، وبعد فحص دقيق من قبل علماء الآثار على هذه الأحجار أكدت التجارب أن (كوبيك تيبي) أقدم من حضارة بلاد الرافدين بـ7000 سنة وهي التي يشار إليها عادة كمهد للحضارة البشرية حيث قالوا بأن هذه الأحجار هي الهندسة المعمارية الأقدم والأضخم التي عرفها كوكب الأرض!"
وحكاية عمر الأثر مشكوك فيها وكاذبة فلا يمكن الوصول لعمر أى شىء فى الكون إلا من خلال الساعة الكونية لأن المادة كلها خلقت فى نفس اللحظة من المادة وهى الماء الذى قال تعالى فيه :
" وجعلنا من الماء كل شىء"

ومن ثم لا يمكن معرفة عمر أى شىء بأى واسطة كالكربون 14 او غير ذلك فالعملية كلها وهمية
ونقل الثقفى عن أحد الآثاريين غموض تلك المنطقة وأنهم لم يستدلوا من الأعمدة على شىء فقال :
"وقال عالم الآثار (غراهام هانكوك):
" إن هذه المنطقة التي تضم كتل ضخمة من الحجارة (مغليث) تعد لغزاً غامضاً وننتظر الإجابة عن كيفية بناءها وتتطلب تعمقاً أكثر في فهم خلفيتها التاريخية والتي لا نعرف عنها أو من صنعها أي شيء، فقد بزغت تلك المعجزة من ظلمات العصر الجليدي الذي لا نعرف عنه الكثير وهي تشكلت بشكل كامل في تلك الحقبة من الزمن ... وفي رأيي أن ذلك دليل على حلقة كبيرة مفقودة من تاريخ الجنس البشري، والسؤال هو: هل من الممكن أن يغير مثل ذلك الاكتشاف من فهمنا لتاريخ البشرية أو يثبت أن أكثر الأساطير المحيرة يمكن أن تبنى على حقائق أو يضع الأمور في نطاقها الصحيح؟ ".
ونلاحظ أن القوم يعودون إلى حكاية العمر الوهمى وهو ما كرره الثقفى فقال :
"الشيء المدهش هو أن تاريخها يعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، و7 آلاف سنة قبل حجارة (ستونهنغ) والهرم الأكبر وبحسب العلم المنهجي التقليدي يقول العلماء أن البشر في ذلك الوقت لم يكتشفوا ويستخدموا الأدوات المعدنية ولا حتى الفخار فكيف بهم يقومون ببناء صرح كهذا وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة؟!، أي نحن أمام شيء يتناقض معه فهمنا واستيعابنا لتطور الحضارة البشرية في العالم.
ويثير هذا الاكتشاف مزيداً من الأسئلة لعلماء الآثار وما قبل التاريخ أكثر مما يوفر أجوبة عنها فنحن لا نعلم ولا هم يعلمون كيف يمكن للبشر في هذا الزمن السحيق أن تبني مثل تلك الأحجار بتلك الأوزان وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة ووضع الحلقة داخل الحلقة من الأحجار الضخمة ومن أين استمدوا معرفتهم تلك؟!"
علماء الآثار والتاريخ الغربيين يستغربون من قدرة القدماء التقنية فى البناء وغيره لأنهم يؤمنون بنظرية التطور وهى نظرية خاطئة لأنها تقوم على أساس أن الإنسان الأول كان جاهلا حتى للكلام وليس للقراءة والكتابة وهو ما يتناقض مع القرآن الذى يبين أنهم كانوا متقدمين تقنيا وبنائيا كعاد وثمود وقوم فرعون وفيهم قال تعالى :
"ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرك ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصهر بالواد وفرعون ذى الأوتاد "
وبين الله أن الناس فى عصر خاتم الأنبياء(ص) لم يباغوا معشر من قبلهم فقال :
" وما بلغوا معشار ما آتيناهم"

والغريب فى المسألة كما يقول الثقفى هو وجود الأعمدة دون وجود أداة واحدة استخدمت فى العمل:
"وخلال 15 عاماً من البحث والتنقيب لم ينجح علماء الآثار في الكشف عن أداة واحدة استخدمت في نحت هذا الموقع أو اكتشاف أي أثر لأدوات زراعية."
وطرح سؤالا عن الغرض من عمل تلك الأعمدة فقال:
"وربما كان السؤال الأكثر إلحاحاً هو من بنى (كوبيك تيبي)؟ وما الهدف من وراء بناءها؟ وكيف لموقع كهذا أن يبقى على تلك الحالة الجيدة لأكثر من 10000 عام لأن السبب في دفنها لا يزال غير مبرر ويبقى غامضاً ومن الصعب استنتاجه ويقول علماء الآثار أنهم يرون أن الإجابة على ذلك: " إذا نظرت إلى ذلك المكان نجد أنه وضع بعناية بالغة تحت الرمال كما لو كان مدفوناً "، ولكن لا توجد إجابة حقيقية عن سبب دفن هذا الأثر فهل تم دفنه لاخفاؤه عن أعين الغزاة أو للحفاظ عليه على أمل أن يعود مرة أخرى؟"
ويزيد الاستغراب من الثقفى من أن المنطقة لا يوجد فيها ما يدل على أن هناك ناس عاشوا فيها فيقول:
"ويزيد الأمور تعقيداً الكثير من الأسرار على هذا الأثر، فعلماء الآثار يقولون أنهم لم يجدوا الدليل على إمكانية وجود المنازل القريبة منها ولا حتى مصادر للمياه، أو أي علامة على وجود بلدة أو قرية مجاورة لدعم مئات العمال المفترضين الذين بنوا حلقات من الأبراج في هذا الموقع. كل ما يمكن قوله حتى الآن أنها حجارة صنعت بواسطة أدوات متقدمة جداً وأصبحت حقيقة واحدة فقط، أن هذا الاكتشاف هو الأكثر إدهاشاً في العصر الحديث وقد دعمت نتائج الاختبار على هذه الأحجار أن تاريخها يعود إلى أكثر من 12000 سنة مضت وهذا من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً فيما يتعلق بتاريخ البشرية فهذه الأعمدة تقدم أدلة تثبت أن الإنسان القديم كانت على مستوى عالي من التطور والتقدم المذهل."
والأمر ليس فيه غرابة فثمود نقلوا حجارة الجبال إلى الوادى على بعد كبير منه كما قال :
"وثمود الذين جابوا الصخر بالواد "

وقال :
" وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين"
وتحدث عن منطقة لا علاقة لها بالموقع وهو أكذوبة وجود سفينة نوح(ص) حتى الآن في جبل أرارات فقال :
"وعلى بعد يقل عن 570 كيلومتر من (سانلورفا) يقع المكان الذي يعتقد بعض العلماء بأن يكون موقع سفينة نوح على جبل (أرارات) حسب المعتقد التوراتي، واقترح بعض العلماء أن (كوبيك تيبي) هو المكان الذي استراحت فيه سفينة نوح وأن المنحوتات البارزة للحيوانات تمثل هيمنة تلك الحيوانات على المنطقة كون هذا المكان يعتبر الموقع الأصلي لهم ولكن هل يعد ذلك دليل على أن هذا المكان كان له علاقة بـ طوفان نوح العظيم المذكور في المعتقدات الدينية؟
وفقاً لما قاله علماء الآثار فهم يعرفون أكثر من 2000 أسطورة تحدثت عن الفيضان العظيم (طوفان نوح).
كما يعتقد المهتمون والدارسون للقصص المذكورة المتعلقة بذلك الطوفان الكارثي أنها موجودة أيضاً على أعمدة (كوبيك تيبي) وإذا صح ذلك فإن ذلك يجعل تاريخ طوفان نوح في نهاية العصر الجليدي والذي يسبق ميلاد المسيح بآلاف السنين."
وكل هذا الحديث يخالف ما جاء في القرآن من رسو السفينة على الجودى كما قال تعالى :
" واستوت على الجودى "
والجودى يفسره دعاء نوح(ص) الذى قصه الله علينا فقال :
" رب أنزلنى منزلا مباركا "

وهذا يعنى أنه رست في مكان ما البيت الحرام الذى هو البيت المبارك حوله كما قال تعالى :
" سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله"
ومن ثم ما على أرارات هو تزوير فاضح وفيما يبدو فإن الاثار الحالية معظمها صنعته دول الاحتلال الأوربي كما أن عملت عمليات نقل كبرى للسكان من دول إلى دول أخرى وبدلت أسماء البلاد أثناء تلك العمليات لتظل المتاهة التي نعيش فيها حيث تتعارض معظم الآثار والكتب التاريخية مع القرآن فيما تذكره من معلومات حتى أن علم التاريخ وتابعه الآثار ينفيان تماما أي وجود للأنبياء في التاريخ فلا يوجد دليل أثرى واحد يدل على وجود أيا منهم بما فيهم خاتم النبيين(ص) وهو ما تناوله فرويد في كتابه عن موسى(ص) وتناولته كتب أخرى تزعم أنه لا يوجد دليل واحد أثرى على ودود أي نبى
وعاد الثقفى للحديث عن فرضية الفضائيين الذين صنعوا تلك الآثار فقال :
"وبصرف النظر عن السبب ما يهمنا أن ذلك الأثر يزيد عمره عن 12000 عام وهذا التاريخ يسبق نشأة الحضارة الإنسانية بـ7000 عام على أقل تقدير، أليس ذلك بغريب؟
يوجد فرضية أنه قامت مركبات فضائية بالهبوط إلى الأرض وقامت الكائنات الخارجية بمساعدة السكان المحليين على بناء تلك الصروح ونحن لا نقلل من براعة الإنسان ولكن هذا النوع من الهندسة والصناعة المذهلة لا يعرفها البشر حتى في العصر الحديث فما بالكم بعصور متقدمة من الزمن، فلو افترضنا أن الإنسان من قام ببناء تلك الصروح فما هو الهدف من وراء بناءها وما سر تلك المنحوتات والرسومات التي خلدت أشكالها؟! ومن أين استمدوا تلك القوة والمعرفة؟ وكيف استطاع الإنسان القديم بناءها بتلك الكيفية المذهلة؟!"
بالطبع هي فرضية فاشلة بلا دليل مادى مثلما يقول الآثاريين والمؤرخين عن الأنبياء(ص) مع أن الأنبياء (ص) وجودهم ثابت بوجود الأديان فبعضها يتخصص في نبى ما كالنصرانية تحتص بوجود المسيح(ص) والصابئة المندائية بيحيى(ص) واليهودية رسلها متعددون كإبراهيم(ص)وإسحق(ص) ويعقوب(ص) والأسباط(ص) وموسى(ص)
وأما الإسلام فهو يثبت وجود كل الأنبياء(ص)
الغريب فيمن ينفون وجود الرسل(ص) هم أنهم يثبتون تاريخ التطور المزعوم الذى لم يراه أحد ويثبتون علم الطبقات الذى لم يراه أحد وقسموه لعصور كثيرة كل منها ليس عليها أي دليل سوى الكلام

 

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023

قراءة فى مقال شم ولمس منقول تخاطرياً

قراءة فى مقال شم ولمس منقول تخاطرياً
المعدان للمقال كمال غزال و ميسون عوامله والمقال بعضه كلام المعدين والبعض الأخر ترجمة من ميسون لمقال أجنبى
المقال يدور عن التخاطر وهو أمر خرافى كاذب حيث يتصل الناس وهم على أبعاد كبيرة دون وسيلة اتصال معروفة فيخبرون بعضهم البعض بأمر ما
وقد تحدثا عن كون التخاطر خارقة للطبيعة فقالا:
"من المعروف عن التخاطر Telepathy أنه قدرة ما فوق حسية يستطيع من يمتلكها نقل أفكاره إلى شخص آخر من دون استخدام أياً من حواسه الخمس المعروفة، ولا يقتصر هذا النقل على الأفكار بل يتعداها ليشمل الأحاسيس أيضاً والتي يمكن أن تؤثر في العقل المستقبل لها فتحفز فيه صوراً وأصواتاً وأحاسيس تطال الشم والتذوق واللمس"
والخوارق هى معجزات أى آيات منعها الله من عصر محمد(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتحدثا عن أحد الكتب الأجنبية حديثا ترجمت فيه ميسون بعض فقرات الكتاب فقالا:
"وهذا ما قدمه الباحث (إل. تشيفرويل) في كتابه الذي حمل عنوان " براهين عالم الروح " Proofs Of The Spirit World والذي نشر أول مرة في عام 1920.
تضمن هذا الكتاب دراسات عن النفس الإنسانية باعتبارها تضم كيانين، الاول نفساني متعلق باستخدام القدرات ما فوق الحسية التي توصف بالخارقة والثاني مادي فيزيائي متعلق باستخدام الحواس المعروفة، حيث اعتقد الباحث بإن كلا الكيانين سيكونان مادة علوم المستقبل، ويضم الكتاب فصولاً عن التخاطر والإضظرابات العضوية والحياة السابقة، والتجسدات التخاطرية وتشكل الأرواح، وسنكتفي باقتطاف بعض ما جاء في هذا الكتاب عن التخاطر لأحاسيس الشم واللمس وما سيق من تجارب واقعية متصلة بهم:"
وأول الخرافات التى ترجمته ميسون من الكتاب هو التخاطر الشمى فقالت:
1 - التخاطر مع إحساس الشم
تعتبر هذه الحالات التخاطرية ضئيلة الحدوث لسبب بسيط هو أن حواس الشم والتذوق ليست مستخدمة بالعادة في علاقات البشر بين بعضهم، ولكننا على يقين أن التخاطر ظاهرة عامة ولن تقاوم حواسنا هذا النوع من التواصل، فمن ناحية، هناك عدة تجارب أظهرت دلائل مقنعة لوجوده ومن ناحية أخرى لدينا أمثلة حدثت بصورة تلقائية نوردها هنا وهي ضرب من الهلوسة التخاطرية:
" في شهر مارس، كنت أقطن في (هوغتن هانت) أنا وزوجتي التي كانت تعاني وقتها من حساسية في الشعب الهوائية أبقتها ملازمة للبيت، وذات يوم بينما كنت أمشي في طريق طويل مسيج بالأشجار عثرت على زهور البنفسج البري الربيعية فقطفت بعضاَ منها وأخذتها لزوجتي.
وفي بداية أبريل شعرت بوعكة وغادرت البلاد، ولم أكن قد أخبرت زوجتي مطلقاً عن المكان الذي وجدت فيه أزهار البنفسج بالضبط، ولذات السبب المذكور، ولعدة سنوات لم أمش مع زوجتي في المكان الذي التقطت منه الأزهار.
- وفي شهر نوفمبر من عام 1873 كنا في (هوغتن) مع بعض الأصدقاء، وبينما كنا نتنزه قليلاً أنا وزوجتي في هذا الطريق، تذكرت فجأة مكان أزهار البنفسج الربيعية التي التقطتها منذ أكثر من 12 عاماً، وبعد حوالي 20 إلى 30ثانية قالت زوجتي:
"غريب، لكن إن لم يكن مستحيلا ، فأنني أشتم رائحة البنفسج من الأسيجة النباتية "
لم أتحدث يوما لزوجتي ولم أدلل بتلميح أو كلمة حول الموضوع الذي كنت أفكر فيه، ورائحة الزهور لم تعبق ذاكرتي، الشيء الوحيد الذي فكرت فيه كان ذلك المكان الذي نبتت فوقه أزهار البنفسج، فلدي ذاكرة تحدد الأمكنة بدقة " - انتهت القصة.
هذه حقائق، ولدينا أيضاً أمثلة متعددة مثلها ملأت بها سجلات موثقة منذ أن بدأ مجتمع البحث النفسي بجمع الوثائق مع بعضها، وكذلك بعض التحقيقات المماثلة التي نفذها بعض المبتعثين المهتمين بمثل هذه الظواهر.
وهنا نخلص إلى أنه بين كل البشر هناك احتمالية لتناقل الأحاسيس عموماً، والأفكار تحديداً وبشكل كبير، وأن تناقل مثل هذه الصور ليس وهماً، وبمعنى آخر، فإنه لم يعد ممكناً تجاهل التخاطر، وبعيداً عن هذا وجدت أيضاً بعض الظواهر التي قد تنتج صوراً مجردة، بغياب كامل للتجرد، وعلينا أن نعرف أنه لا مجال للارتباك مع هذه الحالات التخاطرية السابقة."
الفقرة السابقة مجرد حكاية ليس فيها أى تخاطر شمى لأن الحادثة حدثت من سنوات طويلة وشم المرأة كان واقعيا حيث أن الروائح قد تنتقل عبر أميال ليشمها الناس على مبعدة وقد كان هناك رجل أعمال لديه مزرعة منها قطعة كانت مزروعة بالفل والياسمين ومع هذا فى بعض الليالى كانت الريح تنقل الرائحة لبلدتنا على بعد أكثر من ميل
والفقرة المترجمة التالية عن اللمس التخاطرى وفيها قيل:
2 - التخاطر مع إحساس اللمس :
وكما هي العادة في معظم الحالات، فإننا نشعر بالتعاطف تجاه أحد الأصدقاء أو الأهل في اللحظة التي يتعرضون فيها لجرح أو ضربة، وهنا ندرج مثالاً ممتازاً لهذا وهي أيضاً تجربة في الهلوسة التخاطرية لإحساس اللمس:
" استيقظت بغتة، وشعرت أنني تلقيت ضربة عنيفة على فمي، وكان لدي شعور واضح انني خارج المنزل وأن شفتي العلوية تنزف وعندما استيقظت على السرير أمسكت منديلاَ وضغطت به على مكان الجرح، وبعد لحظات أزلت المنديل وهنا كانت المفأجاة، فأنا لم أجد أثراُ لدماء عليها، وأدركت بعدها أنه من المستحيل أن يكون أحد قد ضربني وأنا مستغرقة في النوم على السرير، وأن ما حدث كان مجرد حلم، لكنني نظرت لساعتي وكانت في تمام 7:00 ولم يكن وقتها زوجي (آرثر) في الغرفة، وتوقعت دون شك أنه ذهب باكراً ليجدف في البحيرة فالجو كان لطيفاً.
بعدها شعرت في النعاس مرة أخرى، وفي الساعة 9:30 تناولنا طعام الإفطار، فزوجي تأخر قليلاً ولاحظت أنه جلس بعيداُ قليلاً عني على غير العادة، ومن آن لأخر كان يضع منديلاً على شفتيه كمن يخفي شيئاً، تماماً كما كنت أقوم بذلك.
فقلت له: " أرثر .. لماذا تفعل هذا؟ "، وأضفت بشيء من الإنزعاج:" أعرف أنك قد آذيت نفسك وسأخبرك لاحقاً كيف عرفت "
قال لي: "حسناً .. عندما كنت في القارب قبل قليل، هبت الريح بقوة فضربتني دفة التحريك على فمي ضربة عنيفة أصابت شفتي العلوية ونزفت طويلاً ولم أستطع إيقاف النزف "
ثم أضاف: " هل لديك فكرة عن وقت حدوث ذلك؟ "
أجابني: " يجب أن يكون قد حدث ذلك قرابة الساعة 7:30 "، ثم أخبرته بعدها بكل ما حصل معي، وكان مذهولاً جداً هو والأشخاص الذين تناولوا معنا الفطور هذه الحادثة حصلت في (برانتوود) قبل 3 سنوات " "
قطعا هذا ليس تخاطرا لأنه لا وجود للتخاطر بالمعنى الذى يقصده الكاتبان وإنما المرأة حلمت حلما لأنها كانت نائمة بأنها ضربت ونزفت وكان تفسير الحلم هو أن المضروب النازف هو زوجها
التخاطر المعروف المصدق لدى الناس هو :
-أن يفكر أحدهم فى شىء يفكر فيه أخر فى نفس الوقت وهو أمر عشوائى فمثلا نجد أن أحدهم يفكر فى رؤية صاحبه أو أخيه أو أخته وفى نفس الوقت يفكر الثانى فى رؤيته ويفاجىء الاثنان بأن أحدهما عن ألأخر أو يقابله فى الطريق
-أن يقول أحدهم قول ما فى عصر ويكرره أحدهم فى عصره أو قبله أو بعده وهو ما قاله الشاعر :
ماأرانا نقول إلا معارا - - - أو معادا من قولنا مكرور

 

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

قراءة فى مقال لعنة توت عنخ آمون

قراءة فى مقال لعنة توت عنخ آمون
صاحب المقال محمد النطاح وهو يدور حول حقيقة وجود لعنة للفراعنة أم لا وقد استهل المقال بسؤال فقال :
"قيل الكثير عن لعنة الفراعنة .. فأين الحقيقة؟
وبعد هذا حدثنا عمن سموها لعنة توت عنخ آمون فقال :
لعنة توت عنخ آمون، إنها اللغز الذي حير العلماء الى اليوم. إنها حقيقة مرعبة لا يوجد تفسير منطقي لها حالياً، و سنسرد في هذا المقال أحداث هذه اللعنة التي أودت بحياة الكثيرين.
بدأت هذه اللعنة عند افتتاح مقبرة الفرعون توت عنخ آمون التي وُجدت مخبأة بطريقة عبقرية في وادي الملوك عام 1922.
لعنة توت عنخ آمون
كان مُكتشف المقبرة هو عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، وقد أصيب بذهول كبير عند دخوله المقبرة التي كانت مليئة بالأثاث الفخم والمجوهرات والذهب، و لكن عَقَبَ ذهوله إصابته بالحيرة والخوف، إذ أنه وجد عبارة منقوشة في أحد جدران المقبرة تقول: "سيطوي الموت بجناحيه كل من يُزعج الملك" .. لكنه طبعاً لم يُصدقها و اعتبرها مجرد تخويفٍ الى لصوص الآثار، لكنه للأسف كان مخطئ، إذ بعد أن اكتشف المقبرة ظهرت سلسلة من الحوادث الغريبة التي حيرت وجه العالم، إذ أن جميع الذين توفوا ماتوا لأسباب غير مفهومة و غامضة."
وحدثنا عما حدث لكارتر فى حياته فقال :
"الحوادث:
الكنوز التي عثر عليها تعد ما لم تره عين من قبل .. المقبرة الفرعونية الوحيدة التي سلمت من لصوص المقابر لتصدم العالم بروعة وجمال الفن الفرعوني وثراء وبذخ الفراعنة"
قطعا ليست المقبرة الوحيدة التى وجدت سليمة فهناك الكثير من المقابر الموجودة فى مصر الحالية وجدت سليمة كما هى ولكن لأنها مقابر أناس عاديين فلا ذكر لها إلا نادرا
وتحدث عن موت عصفور كارتر كأول الحوادث فقال :
" كان هوارد كارتر قد سافر الى القاهرة لمقابلة اللورد كارنارفون (عالم آثار إنجليزي ثري للغاية) وللتحدث عن مقبرة توت عنخ آمون وكان مساعده الذي يسمى كالندر يضع عصفور الكناري الخاص بهاورد في الشرفة ليحظى بالهواء المنعش، و في يوم افتتاح المقبرة سمع كالندر صوت استغاثة وأنين، فتوجه مسرعاً الى مصدر الصوت و وجد العصفور محاصراً من أفعى كوبرى ضخمة تمد لسانها الى داخل القفص، و قام كالندر بقتلها على الفور لكن العصفور كان قد مات، عِلماً أنه فوق تمثال الملك توت عنخ آمون يوجد تمثال لأفعى كوبرا"
أمر عادى يحدث كثيرا دون وجود لعنى مزعومة
"وحدثنا عما كان مكتوبا على مدخل المقبرة فقال :
المقبرة من الداخل .. كانت هناك لعنة مكتوبة على مدخلها - قيل أن عاصفة قوية ثارت حول مقبرة توت عنخ آمون في يوم افتتاحها وقد شوهد صقر يحوم مع أن الصقر هو من الحيوانات المقدسة لدى الفراعنة."
أمر عادى فى الصحراء وجود عاصفة ووجود صفور
وذكر حادث أخر فقال :
" ومن الحوادث الأكثر رعباً وغرابة، أنه في ليلة إفتتاح المقبرة توفي محمد زكريا (شخص مصري و كان من أولئك الذين استطلعوا المقبرة) إثر إصابته بحمى مجهولة وغامضة، وفي منتصف الليل تماماً مات، وفي نفس لحظة موته انقطع التيار الكهربائي عن القاهرة بأكملها لسبب غير معروف."
أمر عادى أن ينقطع الكهرباء ويموت إنسان والقاهرة التى كان يتحدث عنها فى تلك الأيام كان جزء صغير منها هو المضاء بالكهرباء وبقية الأحياء خاصة الشعبية لم تكن فيها أعمدة إنارة كهربية هذا الكلام من حوالى قرن تقريبا ولم تدخل الكهرباء قريتنا إلا بعد نصف قرن من افتتاح المقبرة
وحدثنا عن موت40 عالم أثار بعد أيام قليلة من دخولهم المقبرة فقال :
" تشير الإحصائيات أن أكثر من 40 عالم آثار ماتوا فقط بعد دخولهم المقبرة بأيام قلائل."
وهذا كلام بلا دليل فعلماء الاثار كانوا كما يقال عملة نادرة ولم يحضر اكتشافها سوى عدد قليل منهم والبقية كانوا العمال المصريين وعلى رأسٍهم الرجل الذى اكتشفها بالفعل وأخبر كارتر بذلك
وتحدث عن موت كارنا رفون ممول حملة التنقيب فقال :
- و كان اللورد كارنارفون من الضحايا، إذ أن بعوضة لسعته لسعة قوية بعد دخوله المقبرة و بينما كان يحلق لحيته أصاب بموساه (أداة الحلاقة) مكان اللسعة ما أدى الى تمزق اللحم و تسمم في الدم، و مات بعد ذلك."
وكل هذا أمر عادى فى ظل التواجد فى البيئة المصرية حيث يتواجد الذباب والبعوض بكثرة
وتحدث عن موت سكرتير كارتر فقال :
"لحسن الحظ لم يُصِب هوارد كارتر بأي أذى وعاش بعد اكتشافه المقبرة حياة صحية و سعيدة مليئة بالأموال، لكن سكرتيره مات دون سبب وانتحر والده حزناً على موته، و في أثناء تجهيز جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر تابوته طفلاً صغيراً فقتله."
وكل هذا عادى فالناس يموتون بالآلاف يوميا وبأسباب شنيعة وموتات فظيعة دون أن يكونوا قد اكتشفوا مقبرة
وقدم النطاح تفسيرات متعددى للأحداث فقال :
"التفسيرات
هوارد كارتر نفسه لم تصبه اللعنة .. لكن منذ اكتشاف القبر اصبحت لعنة الفراعنة مادة دسمة للكتب والافلام - مقبرة توت عنخ آمون هي مقبرة قديمة تم تشييدها منذ آلاف السنين، و لا بد أن الهواء كان قد فسد فيها و أصبح غير قابل للتنفس و الإستنشاق.
- ربما الأمر له علاقة بالجن و السحر و الشعوذة، لا ننسى أن الفراعنة كانوا من أفضل سحرة العالم.
- ربما هناك فطريات قاتلة زُرعت في المقبرة وعندما تم إغلاقها لآلاف السنين انطلقت في الهواء ما أدى إلى تسممه، وتم أداء تجارب على تابوت المومياء و أُكتشف أنه يوجد مستويات عالية من الفورمالدهيد والأمونيا و كبريتيد الهيدروجين، و جميع هذه الغازات سامة جداً"
أولا كل الحوادث المذكورة حوادث عادية ليس فيها شىء خارق خاصة فى ظل عالم كانت الأوبئة منتشرة فيه فقبل اكتشاف المقبرة بفترة قليلة كانت الانفلونزا الأسبانية قد ضربت العالم ومات الملايين بسببها فى مصر وغيرها
وتفسيرات موت عدد من الناس عقب اكتشاف المقبرة هو مجرد اشاعات لا دليل عليها وموت كارنارفون الذى ذكره النطاح بقطع الموسى يعارض الرسمية عن موته بذات الرئة والسل كان منتشرا فى أوربا وأصاب الكثيرين وما زال حتى ألآن وهو مرض يأخذ فترة طويلة حتى يموت صاحبه
واللعنة المعروفة هى أذى يصيب الإنسان الملعون فورا أو فى ذات اليوم وليس بعده بأيام أو سنوات وهى عند الناس تحوله لحيوان أو هلاكه فورا أو تحوله لحجر وما شابه
واللعنة لا يمكن أن تحدث من إنسان وإنما يحدثها الله كعقاب للكفار المصرين على تكرار الذنب مثل أصحاب السبت حيث حول أجسادهم لأجساد قرود وحول أخرين لأجسام خنازير
وفى هذا قال تعالى :
"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ"
ومن التفسيرات التى قدمها النطاح تفسيرين منسوبين للعلم والتفسير الثالث خرافى
فالتفسير الأول وهو فساد الهواء فى المقبرة لا يعنى بالضرورة موت كل من يفتح مقبرة لأن التربى وهو المشرف على المقبرة يفتح المقابر بصورة تكاد تكون يومية ولا يحدث له شىء
وتفسير وجود مواد ذات روائح سامة فى المقبرة أيضا لا يعنى شيئا لأن تلك الأشياء معروضة فى متحف المقبرة وفى المتاحف الأخرى ولم تصب أحد بأذى
وتفسير السحر مرفوض لأن الساحر كما قال تعالى :
" ولا يفلح الساحر حيث أتى"

قطعا لا وجود للعنات الإنسانية أيا كانت وإنما اللعنات العقابية هى لعنات إلهية تصيب المصرين على ارتكاب ذنوب معينة باستمرار

 

الاثنين، 25 ديسمبر 2023

قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود

قراءة فى بحث تحديات العقل البشري إكسير الحياة والبحث عن الخلود
الباحث اياد العطار وهو يدور حول أمر يشغل المخدوعين به فقط وهو الخلود أو إطالة العمر وقد استهله بالحديث عن حبه مشاهدته للصور ومقارنته بين صور الشىء كل فترة زمنية وأن الموت حقيقة لا مهرب منها فقال :
"أعشق الصور القديمة، خصوصا تلك التي يزيد عمرها عن قرن من الزمان، أبحث عنها على الانترنت، أنظر أليها بدقة متمعنا في وجوه الرجال والنساء والأطفال الذين يظهرون فيها .. طريقة وقوفهم وجلوسهم .. تعابير وجوههم .. أزيائهم وملابسهم .. أتساءل دوما كيف عاشوا وأين ماتوا! فالبدايات والنهايات تجذبني دوما .. لكنها تربكني أيضا، فما بين البداية والنهاية عمر قد يطول ويقصر، لكنه محتوم بنهاية واحدة لا مناص منها .. نهاية تمنى البشر منذ أقدم العصور تجنبها .. أو على الأقل تأخيرها .."
وطرح سؤالا عن امكانية تخطى العلم للموت أو حتى يطيل الحياة فقال :
"فهل يا ترى ينجح العلم في تحقيق هذه الغاية التي شغلت عقول الناس على مر العصور؟ هل يمكن للإنسان حقا أن يعيش لقرنين أو ثلاثة في المستقبل؟ وهل سينجح العلماء أخيرا في صنع إكسير الحياة الذي بحث عنه أقرانهم القدماء بدون جدوى."
وتحدث عن اهتمام المرأة بزينتها وأن جمالها زائل فقال :
"هذه اللوحة تصور امرأة تجمل نفسها وتنظر الى وجهها في المرأة لكن اذا نظرت الى اللوحة بمزيد من الدقة ستشاهد جمجمة بشرية، اي ان هذا الجمال زائل الى الموت لا محالة "
وتحدث عن خلق الإنسان من المنى الذكرى والأنثوى وهو بداية الحياة التى لا يتكلمون عنها إلا قليلا فقال :
"الحيوانات المنوية تسعى نحو البويضة
حياة الإنسان تبدأ بمشهد قد لا يتخيله العقل .. ماراثون عظيم تسعى فيه ملايين الحيوانات المنوية إلى غاية واحدة .. العجيب هو إن هذا السباق الجماهيري المهيب لا يحظى بأي تغطية إعلامية فلا تكتب عنه الصحف ولا تنقل وقائعه الفضائيات!! كما أن الفائز الوحيد فيه لا يتم تكريمه بأي ميدالية ولا يمنح أي وسام رغم انجازه الكبير!. جائزته الوحيدة ستكون دخوله إلى جسم كروي يدعى "البويضة" ودونه يغلق الباب بوجه ملايين المتسابقين الخاسرين الذين يتركون ليموتوا ببطء في الخارج.
عملية اتحاد الحيوان المنوي الفائز مع البويضة هي أولى الخطى نحو تكوين حياة جديدة. الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل التي قد تستغرقها الحياة نحو نهايتها الحتمية الطريف هو أن بعض الناقمين على الدنيا من أمثال شاعرنا الفيلسوف أبو العلاء المعري يلعنون هذه الخطوة الأولى ويعتبروها جناية ارتكبها أبائهم بحقهم!!:
هذا ما جناه أبي عليّ *** وما جنيت على أحد"
يسير العطار فى المقال رغم أن النتيجة معروفة له وللغير وأن ما دبجه فى المقال ليس سوى كلام لا لزوم له لن يؤثر بشىء على موت المخلوقات
وحدثنا عن أن بعض المخلوقات أعمارها طويلة كإحدى شجرات الصفصاف فقال :
"شجرة صفصاف عمرها 5000 عام
على أية حال، وبغض النظر عن رضانا من عدمه حول قدومنا إلى هذه الدنيا، فالحياة البشرية، وحياة كل المخلوقات على كوكبنا الأزرق، تمر بالعديد من المراحل، لكنها تنتهي جميعها إلى نهاية واحدة لا مناص منها، والفترة الزمنية ما بين البداية والنهاية نطلق عليها تسمية العمر، وهو يطول ويقصر ويختلف مداه من مخلوق لآخر ... فبعض الحشرات لا تعيش سوى بضع ساعات أو أيام.
الفأر قد يعيش لسنتين في أفضل الأحوال والكلب 13 عاما والقطة 15 عاما والحصان 30 عاما والفيل 70 عاما والإنسان قد يعيش لـ 80 عاموبعض أنواع السلاحف لـ 190 عام زاحف التوتارا (Tuatara) النيوزلندي قد يعيش لـ 200 عام وحيتان الرأس المقوس (Bowhead whale) قد تعيش لـ 220 عام وأسماك الكوي اليابانية (Koi) الزاهية الألوان قد تعيش لـ 245 عاما.بعض أنواع المحار تعيش لأكثر من 400 عام وبعض أنواع أشجار الصفصاف (Bristlecone pine) قد يصل عمرها إلى 5000 عام وبكتيريا تدعى (bacillus permians) عمرها 250 مليون عام إذ تمكن العلماء في الولايات المتحدة من إعادتها للحياة عام 2008 بعد استخراجها من صخرة كلوريد صوديوم عثر عليها داخل كهف في المكسيك."
وما ذكره عن بعض الأعمار أمر لا يمت للعلم بصلة فليس هناك إنسان سيعمر مثلا 190 سنة أو 220 أ,245 أو400 أو 5000 سنة ليعرف أنهم عاشوا كل تلك السنوات ومن ثم فهو كلام بلا دليل وحتى الشجرة التى يقال أن هناك دائرة داخل جذعها تتوالى فيها الدوائر خلف بعضها منئبة عن عمرها لم يقم أحد بقطعها وعد تلك الدوائر والكربون 14 لا يمكن أن يحدد عمر شىء لأن المادة كونية وهى الماء خلقت فى نفس الزمن كما قال تعالى :
" وجعلنا من الماء كل شىء حى"

فالمادة الكونية كلها لها نفس العمر وكل ما يجرى هو تغير صورها كل فترة
وحدثنا الرجل عن مخلوق يموت ولا يموت فقال :
"لكن هل هناك مخلوق لا يموت؟
قنديل البحر العجيب الجواب هو نعم ولا في آن واحد!! .. فهناك قنديل بحر عجيب يدعى هايدروزون وأسمه العلمي (Turritopsis nutricula)، هذا الكائن البحري الصغير هو المخلوق الوحيد على وجه الأرض الذي أحتال على الموت وأستطاع خداعه، فحين يصل هذا الحيوان إلى مرحلة الشيخوخة التي يليها الموت عادة عند جميع المخلوقات، يقوم هذا القنديل "المحتال" بعكس مراحل حياته ليعود أدراجه إلى مراحلها الابتدائية، وهي مرحلة تعرف باسم البوليب (polyp) ثم يبدأ بالنمو مجددا حتى يصل إلى سن الشيخوخة وهكذا دواليك وهذه العملية المعقدة يمكن أن تستمر وتتكرر بشكل غير محدود لدى هذه القناديل العجيبة، أي إنها "خالدة" بكل معنى الكلمة، لكن هذا لا يعني بأنها لا تموت، فهذا الكائن غالبا ما يتعرض للافتراس من قبل كائنات أخرى وبالتالي فهو يموت أيضا مثل الآخرين.
العلماء الذين درسوا هذا القنديل البحري يقولون بأنه يستخدم آلية معينة لإعادة تدوير حياته، وذلك عن طريق تحويل خلايا جسمه من نوع وشكل إلى أخر، وهي آلية يطلق عليها تسمية (transdifferentiation)، ويمكن ملاحظتها على نطاق محدود لدى بعض أنواع الزواحف كالسمندل (salamander) الذي بإمكانه تعويض وإعادة بناء بعض أطراف جسمه في حالة تلفها أو فقدها فالموت مكتوب على كل المخلوقات "
قطعا لا وجود لقنديل واحد وإنما هم قناديل متعددة وهذا التفسير فى الفقرة السابقة لا يدل على أن القنديل هو نفس القنديل القديم وإنما المسألة أن القنديل القديم يموت تاركا بيضة مخصبة فى جثته تتغذى على بعض الجثة وتنتج قنديل أخر جديد
فلو كان الأمر كما نقل لكان لدى القنديل المفترس من قبل الحيوانات الأخرى إمكانية الحياة مرة أخرى فى بطن المفترس ونزوله مع البراز وطالما أنه يموت فسيموت حتى من غير افتراس
وتحدث عن امكانية خلود الإنسان فقال :
"لكن ماذا عن الإنسان .. كم بإمكانه أن يعيش؟ وهل يمكن أن يصبح خالدا؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال، فأساطير وفلكلور الشعوب تغص بقصص المعمرين، والطريف هو أن هناك اعتقاد لدى بعض الناس في أن أعمار القدماء كانت أطول بكثير من أعمار البشر اليوم، رغم أن متوسط عمر الإنسان في العصور القديمة لم يكن ليتجاوز 25 عاما في أحسن الأحوال، وانخفض هذا المعدل إلى 18 عاما في العصور الوسطى وذلك نتيجة لتفشي الأوبئة والمجاعات والحروب. وفي الموروث الديني، هناك العديد من الأنبياء والأولياء المعمرين، فنبي الله نوح عاش زهاء ألف عام، وعاش غيره من أنبياء العهد القديم لمئات السنين. وهناك من عاش عمرا مديدا بمعجزة ربانية، فالقرآن الكريم يروي لنا قصة أصحاب الكهف الذين لبثوا في كهفهم 300 عام. وهناك أيضا من أحياه الله من جديد كالعزير وحماره بعد موتهما بمائة عام"
وما غاب عن العطار وغيره هو أن الإنسان خالد بمعنى أنه باقى ولكنه يموت مرتين مرة فى الحياة الأرضية حيث يصعد للسماء فيعيش فى الجنة أو النار الموعودتين وهى حياة البرزخ وفيها قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"

ثم يموت يوم القيامة ويحيا ليعيش بلا موت كما قال تعالى :
" لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولى "

ومن ثم الخلود الإنسانى موجود ولكنه عبارة عن انتقال من عالم لعالم أخر
وما يشغل الناس فى ألأرض هو أنهم يريدون الخلود فى الحياة الأرضية الدنيا والسبب كما قال تعالى الهروب من عذاب الله كما قال :
"وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر"
وحدثنا الرجل عن أناس تجاوزت أعمارهم المائة مدعيا أن السبب فى طول العمر تقدم الطب وتوافر الغذاء وهو خطأ فالعمر ليس بالطب ولا بكثرة الغذاء وإنما بالأجل الذى كتبه الله وفى حكاياته قال :
"وهذه القصص أشهر من أن نخوض في تفاصيلها في هذه العجالة.
جين كالمنت في ريعان الشباب وفي سن الشيخوخة
أما في العصر الحديث، فقد ازداد متوسط عمر الإنسان نتيجة لتطور الطب وتوفر الغذاء، وعليه فقد ازداد أيضا عدد المعمرين وصارت الصحف تطالعنا من حين لآخر بتقارير عن أشخاص بلغوا من العمر عتيا، إلا إن ما ينقص تلك التقارير، خصوصا في العالم الثالث، هو المستمسكات التي تثبت العمر الحقيقي لهؤلاء المعمرين المزعومين، لأن أغلبهم لا يملكون شهادة ميلاد رسمية.
وبسبب هذا النقص في الإثبات فأن اغلب معمري العصر الحديث هم أما أمريكيين أو أوربيين أو يابانيين لأن دولهم اهتمت منذ زمن بعيد بتوثيق ولادات ووفيات سكانها. وطبقا للسجلات الرسمية فأن أطول عمر عاشه الإنسان في العصر الحديث مسجل بأسم الفرنسية جين كالمنت (Jeanne Calment) التي ماتت عام 1997 عن 122 عاما و 164 يوم. هذه السيدة الفرنسية عاشت طويلا وعاصرت أحداث قرنين من الزمان فقدت خلالها زوجها وأبنتها الوحيدة وحفيدها الوحيد وكل من تعرفه من الأقارب والأصدقاء لينتهي بها المطاف وحيدة في دار للعجزة. الطريف عزيزي القارئ هو أن جين كالمنت عاشت بمفردها وبدون مساعدة ورعاية من أحد حتى سن الـ 110 وكانت تقود الدراجة الهوائية حتى سن الـ 100 كما إنها كانت تدخن السجائر منذ سن الـ 21 ولم تترك هذه العادة السيئة إلا في سن الـ 117!!. "
وحدثنا عن أشخاص من التراث كالخضر الذى لم يمت فقال :
"وبالعودة إلى سؤالنا حول أمكانية أن يصبح الإنسان خالدا، ففي الحقيقية لم يثبت أن هناك إنسان أستطاع التغلب على الموت سوى في الأساطير، وكذلك في بعض روايات الموروث الديني، وقصة الخضر هي إحدى الأمثلة على ذلك، رغم أن الروايات عنه متضاربة، فالمسلمون يختلفون في كونه نبيا أم مجرد عبد صالح، كما يختلفون في حياته ومماته، فهناك من يقول بأنه مات منذ عهد طويل وهناك من يزعم بأنه مازال حيا حتى اليوم. وهناك العديد من القصص حول سبب طول عمر الخضر، لعل أشهرها هي حكايته مع ذو القرنين وعين الحياة التي تمنح الخلود، حيث أستطاع الخضر من الوصول إلى تلك العين وشرب منها فيما أخطأها ذو القرنين."
قطعا كل من قبل الرسول الخاتم(ص) ماتوا قبله لقوله تعالى :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "

ومن ثم لا وجود للخضر الذى تروى الروايات الكاذبة عنه
وحدثنا عن جلجامش وملحمته الوثنية والتى يقال عنها أنها مشابهة لقصة نوح(ص) فقال :
"البطل جلجامش السومر
في الأساطير، كان جلجامش ملك أوروك السومري (2750 ق. م) أول الباحثين عن الخلود، وقد خلدت قصته في ملحمة شعرية طويلة حملت أسمه. ورغم أن القصة ليست سوى أسطورة إلا إنها تحمل في طياتها معاني وحكم جميلة حول معنى الحياة والموت والخلود.
إلى أين تمضي جلجامش؟الحياة التي تبحث عنها لن تجدها.فالآلهة لما خلقت البشر، جعلت الموت لهم نصيباً، وحبست في أيديها الحياة.أما أنت يا جلجامش، فأملأ بطنك.افرح ليلك ونهارك.اجعل من كل يوم عيداً.ارقص لاهياً في الليل وفي النهار.اخطر بثياب نظيفة زاهية.اغسل رأسك وأستحم بالمياه. دلل صغيرك الممسك بيدك، واسعد زجك بين أحضانك.
هذا نصيب البشر ... (ملحمة جلجامش / اللوح العاشر/ العمود الثالث) هذه الأبيات قالتها سيدوري ساقية الآلهة وهي تحاول أقناع جلجامش بأن الموت هو مصير محتوم للبشر .. لا فرار منه .. لذلك فبدلا من أن إضاعة الوقت في البحث عن سر الخلود، نصحته بأن يجعل "من كل يوم عيدا" وليستمتع بحياته قدر المستطاع قبل أن توافيه المنية .. لأن هذا هو قدر البشر. لكن جلجامش تجاهل نصيحة الساقية الحسناء ومضى في طريقه عابرا مياه الموت بحثا عن ضالته المنشودة. لكنه للأسف عاد خائبا مكسورا، فالعشب السحري الذي يمنح الحياة الأبدية، والذي كان قد اقتلعه من أعماق مياه البحر في دلمون (البحرين حاليا) ابتلعته أفعى بينما كان يستحم في النهر. في النهاية عاد البطل حزينا إلى أوروك، لكن حين اقتربت السفينة التي تحمله من أسوار المدينة الضخمة والمحكمة البناء والتي قام هو بتشييدها أدرك جلجامش بأن عملا عظيما كهذا السور هو الذي سيخلد أسمه إلى الأبد."
وتحدث عن عنخ رمز الخلود عند الفراعنة الذين لا وجود لهم فقال :
"عنخ .. رمز الحياة الابدية لدى الفراعنة
وإذا كان جلجامش قد وجد سر الخلود في سور مدينته، فقدماء المصريين قدموا للعالم أعظم الصروح التي أدهشت البشرية لقرون مديدة من اجل الوصول إلى هذا الخلود. لكن اغلب الناس للأسف لا يفقهون شيئا حول مغزى وفلسفة الحياة والموت لدى الفراعنة، فترى بعضهم يتساءل حول معنى إهدار كل تلك الثروات والموارد العظيمة للمملكة المصرية القديمة في بناء قبور حجرية فخمة كالأهرامات .. لكن ما لا يدركه اغلب هؤلاء هو أن الفراعنة لم يبنوا ويشيدوا من اجل الموت وإنما من اجل الحياة، فالموت لم يكن في نظرهم نهاية وإنما كان بداية جديدة لحياة أخرى خالدة، والمتعمق في دراسة عقيدة الموت لدى المصريين القدماء سيجد بأنها أقدم عقيدة بشرية حول مفهوم الروح والحياة الأخرى ويوم الحساب وفكرة العقاب والثواب في العالم الآخر. "
قطعا العقيدة الوثنية التى يسمونها فرعونية تتعارض مع القرآن ففرعون وقومه لم يكونوا يؤمنون بالحساب ومن ثم البعث كما قال الله على موسى(ص):
"وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ناديه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد قال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب"
وتحدث عن انتشار اشاعة إكسير الحياة فقال :
"في العصور الوسطى انتشرت أسطورة "إكسير الحياة" الذي يمنح الخلود والحياة الأبدية، ورغم أن الإنسان لم يتوصل أبدا لصنع مثل هذا الإكسير السحري، إلا إن البحث عنه كانت له فوائد عظيمة في دفع وتطوير علم الكيمياء، حيث أصبحت صناعة هذا الإكسير هدفا للعديد من التجارب والاختبارات خصوصا في العصر الذهبي للدولة الإسلامية وفي أوربا العصور الوسطى."
لا يمكن أن يكون هناك مسلم بحث عن هذا الاكسير لتعارضه مع قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت"
فالبحث عنه تكذيب لكلام الله واهدار للوقت والمال والجهد
وحدثنا عن اليزابيث باثورى التى اعتقدت أن شرب دماء البشر يعطيها الخلود فقال :
"الكونتيسة الدموية باثوري تستحم بالدماء
عجز العلم والطب عن إطالة العمر وتأخير الشيخوخة دفع بالعديد من الناس إلى اللجوء للسحر والشعوذة للوصول إلى هذه الغاية. وغالبا ما كانت الطقوس السحرية المرتبطة بإعادة الشباب ذات أبعاد دموية ووحشية، فعلى سبيل المثال، كانت الكونتيسة الهنغارية إليزابيث باثوري تقطع شرايين خادماتها البائسات وتتركهن معلقات داخل حوض استحمام لينزفن حتى آخر قطرة، وبعد موت الفتاة المسكينة تقوم الكونتيسة بأبعاد الجثة والاستحمام في دماءها لأنها كانت تؤمن بأن لهذه الدماء خواص سحرية تقضي على الشيخوخة وتطيل العمر. "
وحكلا حكاية مجرمة أخرى كانت تذبح الأطفال وتبيع لحومهم للجميلات بغرض القضاء على الشيخوخة فقال :
"ومن الأمثلة الأخرى في هذا المجال هي قصة الأسبانية انركيتا مارتي التي كانت تخطف الأطفال الفقراء من شوارع برشلونة لتقتلهم وتستخلص الشحم من أجسادهم لاستخدامه في صنع وصفات سحرية للقضاء على الشيخوخة كانت تبيعها بمبالغ طائلة لحسناوات المدينة من بنات الطبقة النبيلة والراقية."
كما حدثنا عن اشاعة الزئبق الأحمر وانخداع الناس فقال :
"وفي هذه الأيام بتنا نسمع كثيرا عما يسمى بالزئبق الأحمر الذي يزعم البعض بأن له خواص عجيبة من ضمنها إطالة العمر، وهي كذبة صدقها الكثير من السذج ممن أنفقوا مبالغ طائلة للحصول على القليل من هذه المادة السحرية والذي لم يثبت حتى اليوم بأن لها وجود أصلا."
وتحدث عن الشيخوخة من وجهة نظر الغرب متبنيا إياها وهى محاربة الشيخوخة باعتبارها مصدر عبء اقتصادى فقال :
"لماذا نشيخ؟ بعيدا عن الأساطير والوصفات السحرية .. الشيخوخة اليوم علم قائم بذاته، وهناك اليوم العديد من الدول والمؤسسات العلمية التي تنفق الملايين للبحث في هذا المجال، وذلك لأسباب عديدة، فالشيخوخة تؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي بسبب رواتب التقاعد التي يجب على الدول دفعها لكبار السن من الموظفين السابقين وكذلك نفقات علاج ورعاية المسنين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد أخر نتيجة لتطور الطب ووسائل العلاج. أضف إلى ذلك، فأن الشيخوخة تسلب البشرية أفضل علماءها ومفكريها الذين وصلوا إلى قمة إبداعهم ونضوجهم الفكري نتيجة تراكم التجارب والخبرات عبر السنين. ولهذه الأسباب مجتمعة فأن القضاء على الشيخوخة أو الحد من آثارها السلبية سيكون له عظيم المنفعة على الإنسانية جمعاء."
وهذا كلام من لا يؤمن بكتاب الله فالشيوخ والشيخات ليسوا عبء إلا على العاقين من ألولاد والشيخوخة أمر لازم كالموت لمن يعيش فترة طويلة كما قال تعالى :
"هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا"
وتحدث عن محاولات ابطال الشيخوخة وإطالة العمر فقال :
"لماذا نشيخ؟
لكن محاولات اطالة عمر الإنسان وإبطاء الشيخوخة تستلزم أولا معرفة الأسباب التي تجعل الإنسان يشيخ، والعلماء رغم الأبحاث المطولة والتقدم الكبير الحاصل في هذا المجال إلا أنهم لم يستقروا بعد على نظرية شاملة تفسر سبب حدوث الشيخوخة. لكن بشكل عام، الشيخوخة تحدث على مستوى الخلية (Cellular senescence) عندما تتوقف الخلية عن الانقسام والتجدد بعد عدد محدد من الانقسامات، وذلك بسبب خلل يطرأ على عملية نسخ جزئيات الحمض النووي (الشفرة الوراثية) أثناء عملية الانقسام، ولهذا فكلما ازداد عدد الانقسامات أزداد أيضا الخلل والنقص الحاصل في شفرة الحمض النووي لدى الخلايا الجديدة وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى شيخوختها وتوقفها عن الانقسام وبالتالي شيخوخة الكائن الحي ككل. وعلى عكس الخلايا السليمة، فأن الخلايا السرطانية بإمكانها نسخ جزئيات الحمض النووي بصورة كاملة مما يسمح لها بالانقسام إلى ما لا نهاية، وهذه العملية، أي توقف الخلايا السليمة واستمرار الخلايا السرطانية في الانقسام لا تحدث من تلقاء نفسها، فالعلماء يعتقدون بأن جينات وإنزيمات معينة تؤثر في هذه العملية وهم يأملون في أن يتمكنوا عن طريق تحديد هذه الجينات والإنزيمات من إبطاء تقدم الشيخوخة، فمثلا تعديل هذه الجينات سيسمح للخلايا السليمة بالاستمرار في الانقسام وبالتالي تأخير الشيخوخة وفي نفس الوقت يوقف انقسام الخلايا السرطانية المؤذية.
وطبعا هناك نظريات أخرى عديدة حول الشيخوخة قد يطول الخوض في تفاصيلها، لكن الإطار العام لهذه النظريات يربط بين الشيخوخة وبين الوراثة والجينات التي تعمل كساعة بيولوجية داخلية تحدد دورة حياة كل كائن حي والحد الأقصى لعمره."
وكل هذا الكلام يصنعه من لا يؤمن بأن العمر محدد الزمن وأن الشيخوخة لابد أن تصيب بعض الكبار
المطلوب من الإنسان هو محاربة المرض وليس محاربة الشيخوخة لأنها قدر قدره الله على البعض
وطرح سؤالا عن امكانية تصنيغ افكسير المزعوم فقال :
"هل يمكن للعلماء تصنيع "أكسير الحياة"؟
كما أسلفنا فأن العلماء في بحث دءوب من اجل تحديد الجينات المؤثرة في عملية الشيخوخة. وفي الواقع فأن العلماء نجحوا حقا في إطالة عمر الإنسان، فمتوسط عمر الإنسان قبل قرن أو قرنين من الزمان لم يكن ليتجاوز الثلاثين عاما، وكانت نسبة الوفيات مرتفعة جدا، ولم يكن غريبا أن يموت الناس في ريعان شبابهم. "
قطعا الإكسير خرافة من الخرافات وكل ما يفعله الغرب هو تغيير لخلقة الله فمثلا يستبدلون جلود الشيوخ بجلود شباب موتى أو حتى أحياء ومع هذا لا تلبث الجلود المستبدلة بعمليات جراحية أن تزوى مرة أخرى لأن العيب فى الجسم الأصلى
وتحدث عن زيادة المتوسط العمرى فى الغرب فقال :
"أما اليوم فمعدل عمر الإنسان في الغرب يناهز الثمانين عاما، وفي الحقيقية لم تعرف البشرية خلال تاريخها الطويل عددا كبيرا من المسنين والمعمرين كما في أيامنا هذه. بل صار الناس في هذا الزمان يهزون رؤوسهم أسفا عندما يسمعون بأن شخصا ما توفى في عقده الرابع أو الخامس قائلين بأنه مازال صغيرا على الموت."
وقطعا توجد زيادة فى المتوسط العمرى فنحن من نتخيل هذا فلا يوجد احصاءات دقيقة عن الأعمار فى السابق ليمكن مقارنتها بالأعمار الحالية وما نراه فى واقعنا يخبرنا أن المعمرين متواجدين فى كل الشعوب وبنسب متقاربة لأن العملية أعمار محددة
وحدثنا عن تخيلات للغربيين فى ألأمر فقال :
"فلم " Final cut" لروبن وليمز يتحدث عن زرع رقاقات في عقل الانسان لتسجيل وحفظ ذاكرته بعد الموت واليوم هناك أبحاث جدية حول إطالة عمر الإنسان عن طريق الهندسة الجينية والهرمون والإنزيمات، وقد نجح العلماء في تحقيق نتائج مذهلة في بعض تجاربهم على فئران المختبرات حيث تمكنوا من إطالة عمرها بنسب تصل إلى 40%، أي انه في حالة نجاح إجراء هذه التجارب على الإنسان فأن معدل عمره سيرتفع إلى 120 عاما، بل أن هناك بعض العلماء يتحدثون عن عمر 1000 عام!! وذلك عن طريق هرمونات معينة تتحكم بعمل الجينات.
وإذا كان الإنسان قد نجح في إطالة عمره بنسبة الضعف أو الضعفين خلال قرن واحد من الزمان، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ الآفاق المستقبلية لحياة البشر خلال القرن أو القرنين القادمين، فالعلماء اليوم لم يعودوا يتحدثون عن إضافة عدة عشرات من السنين فقط .. كلا فقد أصبح هذا الموضوع قديما! لكننا صرنا نسمع همسا هنا وهناك عن تحدي الموت نفسه، وظهرت بالفعل أفكار ونظريات حول كيفية جعل الإنسان خالدا ابد الدهر، بعضها قد تبدو في نظرنا اليوم مجرد أفكار خيالية مستحيلة التطبيق كما كان أسلافنا يعتبرون السيارة والطائرة والحاسوب من أمور الخيال العلمي البعيدة المنال. أو كما كنا قبل ثلاثين عاما فقط لا نتخيل ولا حتى في الأحلام بأنه سيأتي يوم نحمل فيه الهاتف ونتكلم بواسطته أثناء مشينا في الشارع وبدون أن نجر خلفنا سلكا طوله مئات الأمتار، لا بل الأدهى من ذلك هو أن نستمع للموسيقى ونشاهد الأفلام بواسطة هذا الهاتف الصغير! .. فهذه الأمور كنا لا نراها إلا في أفلام الخيال والجاسوسية وبطريقة ساذجة لا ترقى لتقنيات الهاتف الخلوي المعاصرة."
وما تحدث عنه من زيادة أعمار الناس هو ضرب من الوهم فالأعمار لا تزيد ولا تنقص كما قال تعالى :
" فإذا أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
وحدثنا مرة أخرى عن أوهام الغربيين فى هزيمة الشيخوخة والعمر فقال :
"لعل احدث المقترحات المتعلقة بصحة وحياة الإنسان هي تلك التي تروم إلى استغلال تكنولوجيا النانو (Nanotechnology) لصنع روبوتات فائقة الصغر بإمكانها المرور عبر الأوعية الدموية بسهولة لتعثر على الفيروسات والجراثيم المسببة للإمراض لتفتك بها في الحال وكذلك تساهم في إصلاح وترميم الأنسجة التالفة. هناك أيضا فكرة أو نظرية تدعى (Mind-to-computer uploading) تعتقد بأن الإنسان في المستقبل سيصل إلى مرحلة من التطور العلمي بحيث يصبح بإمكانه نسخ ذاكرته بصورة كاملة من دماغه إلى داخل الحاسوب أو إلى رقاقة اليكترونية. وبعد الموت يتم استنساخ هذا الإنسان مجددا ويتم تحميل ذاكرة حياته السابقة إلى دماغه عند ولادته أو في سنوات مبكرة من حياته الجديدة فيستعيد بالتالي جميع خبراته السابقة، وبالطبع طفل أو شخص كهذا لن يحتاج للذهاب إلى المدرسة ولا إلى تعلم الرياضة وقيادة السيارات والتعامل مع الناس والقانون .. الخ، لأن جميع هذه الأمور ستكون مخزنة في دماغه، بل إن إنسانا كهذا يمكن أن يتحول إلى نابغة لأنه سيحظى بالعديد من الخبرات متراكمة .. تصور عزيزي القارئ أن نتمكن من استنساخ اينشتاين وغيره من العباقرة لعدة مرات متكررة مع الاحتفاظ بذاكرتهم كاملة .. كيف سيصبح حال العالم آنذاك؟."
وكل هذه ألأمور أوهام وبيع سلع لا وجود لها للناس
وحدثنا عن تبريد الجثث فى الغرب بغرض احيائها عندما يكتشف القوم وسيلة للبعث فى الحياة الدنيا فقال :
"جثة تم تبريدها من اجل حفظها من التلف للمستقبل
في الحقيقة توجد في عالم اليوم الكثير من الاكتشافات والنظريات والفرضيات حول إطالة عمر الإنسان، وهناك أناس صاروا يؤمنون بأن البشرية ستتمكن في المستقبل القريب من تحقيق العديد من الأمور التي قد تبدو لنا مستحيلة الآن، لذلك صرنا نسمع عن أشخاص يجمدون أجسادهم في الجليد بعد الموت على أمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من إعادتهم إلى الحياة، وهذه التقنية يطلق عليها أسم (Cryonics)، وهي تكلف في أمريكا مبلغا قدره 80000 دولار لتجميد الرأس وحده و 150000 دولار لتجميد الجسد بأكمله. ورغم أن هذه التقنية قديمة نسبيا إلا إن عدد الأشخاص الذين جمدوا أجسادهم بالفعل بين عامي 1962 - 2010 لا يتجاوز المائتين. في الختام ينبغي أن ننوه بأن جميع ما ذكرناه أنفا في هذه المقالة عن إطالة عمر الإنسان أو جعله خالدا هي ليست سوى نظريات، ربما تتحقق يوما ما وربما لا .. من يدري؟ لكن هل سنكون أحياء إذا تحققت .. أشك في ذلك. وعلى العموم، فأن الحياة ليست بطولها ولا بعدد سنواتها وإنما بمقدار استمتاعنا بها، فهناك أشخاص في عقدهم الخامس أو السادس من العمر إذا طرحنا من عمرهم ساعات نومهم وعملهم وأوقاتهم الحزينة والكئيبة والصعبة فلن يتبقى من عمرهم سوى ما يعد على الأصابع من السنوات. ثم ما فائدة الحياة الطويلة في العالم العربي؟ ما فائدة أن تعيش مائة عام من الحسرة والنحيب على فرص ضائعة ومهدورة .. يا الله ما أثقلها!!."
وتبريد الجثث لاعادتها للحياة أمر يتعارض مع أن من يهلك أى يموت لا يرجع للحياة الدنيا الأرضية كما قال تعالى :
"ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"