الأحد، 20 ديسمبر 2009

علم الجماعات فى الإسلام


                           بسم الله الرحمن الرحيم


                              علم الجماعات


الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :


هذا كتاب علم الجماعات فى الإسلام :


ماهية الجماعة :


الجماعة هى الفئة هى الحزب هى الفريق هى الأمة هى الجمع  000إلخ وهى كل فرد أو أكثر اتفقوا على الإيمان بدين واحد وعملوا به  .


أنواع الجماعات :


تنقسم الجماعات فى الإسلام للتالى :


1-الجماعة المسلمة وهى تتخذ الإسلام دينا ويطلق عليها المؤمنين والمسلمين والمتقين 00000إلخ .


2-جماعات كافرة وهى تنقسم لطائفتين:


 أ-أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى  .


ب-أهل الشرك وهم فرق كثيرة العدد منهم البراهمة والسيخ والبوذيون والشيوعيون والرأسماليون والشنتو والمجوس .


يدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ".


وداخل كل جماعة جماعات أصغر مثل البلدات والأحياء والأسر .


المقياس الإجتماعى :


المقياس أو المعيار الإجتماعى عند القوم هو "الإطار المرجعى العام أو المشترك بين أفراد المجتمع أى ما يقبله المجتمع من قواعد وعادات واتجاهات وقيم وغيرها من العوامل التى تحدد سلوك الأفراد "وقد أريد بهذا التعريف أن يستخدم الناس ما يخترعونه من الأحكام وهى ما سميت بالعادات والتقاليد والقواعد والقيم والدساتير فى المقياس-كمقياس يعرفون به الحق من الباطل ومن ثم يبتعدون عن دين الله والمقياس فى الإسلام هو أحكام دين الله وهو الوحيد الصالح بدليل أن القوم اكتشفوا عدم صلاحية أى مقياس مما اخترعوه لمعرفة السلوك السوى من السلوك اللاسوى فقالوا أن المقياس الذاتى لا يصلح لأنه عرضة للتشويه والتحريف وقالوا أن المقياس الإحصائى لا يصلح لأن الإحصاءات تشير لشيوع النفاق والكذب أكثر من الشجاعة والصدق ولذا حرم الله كل المقاييس وقبل مقياس واحد هو الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين".


وظيفة المقياس الإجتماعى :


قال القوم "إن وظائف المقياس هى توفير أساسيات التعامل بين الأفراد وخلق أهداف مشتركة لأفراد المجتمع وتماسك الجماعة وتقدم المجتمع "ووظيفة المقياس فى الإسلام هى إقامة مجتمع الله فى الأرض الذى يهدف لنيل نعيم الدنيا ونعيم الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".


العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه :


قال القوم :إن العوامل هى  درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد فى نفسه "والحق هو أن العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه هى عاملين هما :


-إيمان الناس بالمقياس وهو اقتناعهم به .


-طاعة الناس للمقياس وهو استجابتهم له .


وهذا هو التغيير النفسى عند الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".


العوامل المؤدية لعدم تمسك مجتمع ما بمقياسه :


قال القوم "العوامل هى تساهل المجتمع إزاء الخارجين عنه وجهل الأفراد بأحكامه وعدم إقتناعهم بالمقياس "والحق هو أن العوامل تنحصر فى عاملين هما


 -التكذيب بالمقياس وهو عدم اقتناعهم به .


-عصيان الناس للمقياس حيث يقوم كل جمع بعمل دين لنفسه حيث يقطعوا الدين الأصلى وهو المقياس لزبر أى أديان متعددة ويحاولون تنفيذها وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ".


تماسك الجماعة :


يعرف المجتمع المتماسك بأنه المجتمع الذى تكون فيه علاقات الناس ببعضهم تعاونية والحق أنه المجتمع الذى يطبق فيه كل فرد كل أحكام الشريعة الإسلامية وقد وصف الله المجتمع المسلم بأنه يشبه البنيان المرصوص فكل حجر يؤدى دوره الموكول له وهو تطبيق أحكام الشريعة وفى هذا قال تعالى بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وأى مجتمع كافر لا تنطبق عليه صفة المجتمع المتماسك بسبب اختلاف سعى أفراده وهو تشتت أفراد المجتمع فكل واحد يجرى خلف مصلحته وهو ما سماه الله الشقاق بقوله بسورة ص"إن الذين كفروا فى عزة وشقاق ".


بما نتماسك ؟


إن من يكفر بالطاغوت وهو أحكام الباطل أى الشيطان أى الشهوات أى الهوى الضال ويؤمن بحكم الله يكون قد استمسك بالعروة الوثقى وهى الدين العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "أى من يسلم نفسه لله وهو محسن يكون متمسك بالعروة الوثقى وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "ومن هنا نعرف أن المجتمع المسلم يتماسك إذا استمسك كل فرد فيه بالإسلام الذى هو العروة الوثقى .


مظاهر تماسك الجماعة :


قال القوم "مظاهر التماسك هى :تحدث الفرد عن جماعته أكثر من حديثه عن نفسه واستخدام الضمير نحن بدلا من الضمير أنا والتزام الفرد بأحكام المقياس وتعدد صداقات الفرد داخل الجماعة وإشباع الجماعة لحاجات الفرد "والحق هو أن مظهر تماسك الجماعة هو تطبيق كل إنسان لأحكام المقياس وأما المظاهر الأخرى فلا يمكن أن تكون مظهرا لتماسك المجتمع إلا ظاهريا عدا الثالث فالأول قد يدل على النفاق كما يدل على التماسك ويدل على ضعف الشخصية كما يدل على التماسك والثانى يدل على التكبر كما يدل على التماسك فالبعض يستخدم الضمير نحن كدليل على أنه عظيم وكبير ولا أحد يساويه فى المقدرة والرابع يدل على المصلحة الشخصية كما يدل على التماسك والدليل على أنه يدل على المصلحة الشخصية فئة رجال الأعمال فصداقاتهم كثيرة ولكنها تندرج تحت المصلحة الشخصية عدا صداقات قليلة والخامس يدل على الفساد كما يدل على التماسك والدليل على أنه دليل على الفساد إشباع المجتمعات الغربية لشهواتها الجنسية بكل الطرق محرمة وغير محرمة وقد ترتب على هذا الإشباع ما يلى إنتشار الأمراض الخطيرة كمرض الإيدز ومرض الهيربز وكثرة اللقطاء وانتشار الجريمة من أجل الظهور أمام العاهرات بمظهر الأغنياء .


العوامل المؤدية لتماسك الجماعة :


يوجد فى الإسلام عامل واحد يؤدى لتماسك الجماعة هو استجابة كل فرد لأحكام الشريعة مصداق لقوله تعالى بسورة الرعد "للذين استجابوا لربهم الحسنى "أى استمساك كل فرد بالعروة الوثقى مصداق لقوله تعالى بسورة لقمان "ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى "وأما العوامل عند القوم فهى :


- اشتراك الفرد فى رسم خطط المجتمع   - سيادة روح التعاون فى الجماعة .


-تحقيق المجتمع مكانة مميزة للفرد داخلها وضوح أهداف المجتمع لدى الفرد .


وهذه العوامل هى جزء من عناصر استجابة الإنسان لأحكام الإسلام والحق إن السبب فى استجابة المسلم للشريعة هو أن الله وعدنا بالحسنة الدنيوية والجنة الأخروية إذا فعلنا ما يريد من أحكام ،إذا نحن نعمل من أجل حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .


العوامل المؤدية لتفرق الجماعة :


ما دام المجتمع يتماسك إذا استجاب الأفراد لما يسمى شريعة المجتمع فإن المجتمع يتفرق شيعا وأحزابا إذا لم يستجب الأفراد لشريعة المجتمع والسبب هو عدم إتفاق الشريعة مع أهوائهم أى بغى المتفرقين المختلفين فى الناس أى إرادة البعض التميز عن الأخرين بالمال والنفوذ وغير هذا مما لا يتأتى إلا بارتكاب ما يخالف شريعة الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم "ومن أجل ألا تتفرق الجماعة الإسلامية وضع الله فى الشريعة الإسلامية حكم هو حكم الردة فمن يرتد عن الإسلام يقتل والسبب هو ألا يتشجع من فى قلوبهم مرض على الردة ما داموا لا يجدون عقابا يردعهم عنها .


تأثير الجماعة فى الفرد :


مما لا شك فيه أن الجماعة وهى الأفراد تؤثر فى الفرد الواحد ولكن هذا التأثير لا يكون طول الحياة والدليل على تأثير الجماعة على الفرد هو إدعاء كل فرد أنه على دين الآباء وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "إنا وجدنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "وأما عدم استمرار هذا التأثير طوال الحياة فيدل عليه كثير من الأدلة منها :


-   أن نوح (ص)ربى ابنه على الإسلام  ولكنه كفر ومات وهو كافر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ".


-   الغلام الذى رباه أبواه على الإسلام فلما اشتد ساعده كفر رغم دعوة الأبوين له بالعودة إلى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن اخرج وقد خلت القرون من قبلى وهم يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين".


-   الغلام الذى قتله العبد الصالح (ص)كفر رغم تربية أبويه له على الإسلام وهو طفل وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".


-        أن الأفراد يدخلون الإسلام مع أنهم كانوا فى مجتمعات مرباة على الكفر .


تأثير الفرد فى الجماعة :


يوجد نوعين من التأثير فى الجماعة هما :


1-    التأثير العام ويراد به أن كل أب يمارس تأثيرا على أولاده وطبعا كل أم والدليل هو قوله تعالى بسورة الإسراء "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ".


2-    التأثير الخاص ويراد به القيام بدعوة الناس لدين معين أى مذهب محدد وهذا التأثير يسمى الإستجابة للدعوة ويمارس هذا النوع من التأثير عدة أفراد قلائل وهذه القلة المرادة تنقسم لفريقين :


أ‌-      الفريق المسلم وهو ينقسم لجماعتين الأولى الرسل وقد انتهى عصرهم  والثانية العلماء الذين يصلون للإسلام الحقيقى فى الكعبة بعد تحريفه .


ب‌-    الفريق الكافر وهو ينقسم لجماعتين الأولى زعماء الكفر مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب والثانية ما يسمونهم المفكرين مثل فرويد وماركس ونيتشه وهم فى الإسلام جهلاء .


اختبار العلاقات الإجتماعية:


إن أى اختبار مثل اختبارات العلاقات الإجتماعية ينظر لها الإسلام حسب الهدف منها والغرض فى القلب فإن كان خيرا فالإختبار حلالا وإن كان شرا فهو حرام حسب قوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "والاختبار الوحيد المحلل هو الهادف لعلاج مرضى النفس أو الجسم وأما باقى الأنواع فمحرمة للتالى :


-        أنه تجسس منهى عنه مصداق لقوله تعالى بسورة الحجرات "ولا تجسسوا "


-   أن أخذ الأسرار قد يستعملها فى إيقاع الفتن بين الناس وفى هذا قال تعالى بسورة      "ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة ".


-        أن الإختبارات إضاعة للمال والجهد والوقت .


قيادة المجتمع :


إن قيادة المجتمع لها عدة أساليب فى الإسلام هى :


-الإصطفاء الإلهى الممثل فى جعل الرسل قادة لأقوامهم أو جعل أحد المسلمين فى وحى الرسول قائدا .


-الاختيار وهو مبايعة مسلم حاكما بأغلبية الأصوات .


-التسليط وهو أن يقوم بعض المسلمين بالإستيلاء على الحكم بالقوة من الحكام الظالمين الكافرين وقد انتهى عهد الإصطفاء الإلهى وبقى الإختيار والتسليط وهو نفسه ما يحدث عند الكفار.


التغير الإجتماعى :


يقصد به أن يبدل بعض أفراد المجتمع أو كل أفراد المجتمع الدين الذى هم عليه والسبب فى حدوث التبدل هو تأثر الأفراد بالدين الجديد سواء كان وحى الله أو دين من أديان الشياطين وقد قصر الله التغير فى الوحى على دين واحد هو دين الإسلام فهذا يسمى تغير لأنه إلى الأفضل وأما تغيير دين ضال بأخر ضال فلا يسمى تغير لأنه من أسوأ إلى أسوأ مثله وهذا التغير يحدث داخل نفوس الأفراد بمعنى أنه يأتى منهم وليس من غيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "ونتيجة تغير أنفس الناس إلى الإسلام هى تغير حالهم للأفضل حيث يؤتيهم الله حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الأخرة .


 قياس سلوك الأفراد فى المجتمع :


يقاس سلوك الأفراد فى الإسلام حسب أحكام الشريعة وقد وضع الله فى الشريعة أسس كى يعرف مسلمهم من كافرهم المرتد وهى :


-   أن المرتد هو الذى يرتكب ذنب ويصر عليه بمعنى أن يفعل خطيئة ولا يتوب منها رغم علمه بحرمتها فى الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ".


-   التبين وهو أخذ الناس بما يعلنون بمعنى أن المسلم يحكم على المسلم الأخر من خلال الظاهر الذى يراه وليس من خلال معرفته الظنية بما يفعله فى الباطن أو من خلال سماعه من الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ".


وأما المجتمعات الكافرة فتقيس سلوك أفرادها حسب أحكامها الموضوعة فى دستورها مكتوبا أو شفهيا .


اتباع الصغار للكبراء :


يقوم المجتمع الكافر على أساس إتباع الصغار وهم المستضعفون للسادة والكبراء وهم أغنياء القوم وفى هذا قال تعالى على لسان المستضعفين فى سورة الأحزاب "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وأما المجتمع المسلم فيقوم على أساس إتباع الكل لشريعة الله حيث لا يوجد فى المجتمع المسلم صغار وكبار .


هدف المجتمع :


هدف المجتمع المسلم هو إظهار دين الله على كل الأديان الضالة وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وهدف المجتمع الكافر هو إطفاء نور الله وهو إفساد دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم".


إزدهار المجتمع وتخلفه :


يتخلف المجتمع إذا اتبع دين غير دين الله ويزدهر إذا اتبع دين الله حيث يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".    

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

العلم فى الإسلام
الحمد لله وحده ،والصلاة والسلام على عباد الله ،وبعد:
هذا كتاب العلم هو الإسلام وهو يدور حول أن العلم الحقيقى لا يمكن أن يكون شيئا سوى الإسلام.
ماهية العلم:
لكلمة العلم عدة ماهيات أى معانى فى الإسلام هى :
1-المعرفة بالشىء سواء كان هذا الشىء حق أو خرافة أو لم يتبين أحد حقيقته من خرافيته ويدل على هذا المعنى قوله تعالى بسورة الروم :
"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا "فالعلم بظاهر من حياة الدنيا يعنى :
المعرفة بما يفيد القوم فى متع الدنيا وجمعها.
2-المعرفة بالحق فالعلم فيها هو الحق أى الوحى الإلهى وقد وصف الله المسلمين بأنهم أصحاب العلم أى الوحى فقال بسورة العنكبوت:
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم".
ووصف الكفار بالجهل فقال بسورة الزمر:
"أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون ".
وسبب تقسيم الله الناس إلى جهلة وعلماء هو عدم عمل الجهلة بالعلم وعمل العلماء به.
تقسيم العلم بالأشياء:
ينقسم العلم بالأشياء إلى التالى :
1-العلم بالحق والمراد به العلم اليقينى الذى لا شك فيه وهو يضم علم المعاملات الإلهى للإنسان وعلم تنظيم الله للكون وعلم اللسان وهو المقصود فى قوله تعالى بسورة طه:
"وقل رب زدنى علما".
2- العلم بالخرافات والمراد بها الأشياء التى ثبت أن لا أصل لها ويمكن تسمية هذا العلم بالباطل
وهذان القسمان هما علم الله فالله يعرف كل أمر هل هو حق أم باطل؟
3-العلم بالنظريات وهى الأقوال التى لا يمكن للإنسان التثبت من صحته أو بطلانها لانعدام الوسائل التى تعرفه بذلك والله يعرف ما الباطل فيها وما الحق .
والثلاث أقسام هى علم الإنسان ومما ينبغى قوله :
أن الحق والباطل مفاهيم مختلفة عند الناس فمثلا إذا كان الإسلام هو الحق عندنا نحن المسلمين والباطل ما عداه فإن الإسلام واليهودية عند النصارى باطل والنصرانية هى الحق وعند الهندوس فدينهم هو الحق وما عداه باطل ورغم ذلك فهناك نظريات وأمور يتفق عليها البشر غالبا ولا أحد يتهم أحد بأنه على الباطل فيها
الأسس الموصلة للحق:
إن الأسس الموصلة للعلم الحقيقى فى الإسلام هى:
1-تكرار النظر والمراد التفكير فى الموضوع الواحد عدة مرات للتأكد من صحة المعلومة وهو أساس مأخوذ من قوله تعالى بسورة الملك :
"الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير" .
2-عدم الركون إلى الظن وهو الاعتقادات الناتجة لأسباب شهوانية وفى اتباع الكفار للظن قال تعالى بسورة النجم:
"إن يتبعون إلا الظن".
3- المشاورة فى الأمر وهى الاشتراك فى اتخاذ قرار فى موضوع ما فيه حق الاختيار للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم ".
4- سؤال العلماء فى حالة عدم العلم بالشىء وفى هذا قال تعالى بسورة النحل:
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
5- النظر فى خلق الله والمراد التفكير فى مخلوقات السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:"قل انظروا ماذا فى السموات والأرض".
6- عدم التفكير فى الغيبيات كعلم الساعة ومكان الموت وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ".
7-عرض الموضوعات على الوحى الإلهى فإن وافق فليس هناك اختيار للمسلم وإن رفض فليس هناك اختيار للمسلم فى رفضه وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" .
كيف نعرف الخرافات؟
يقال فى الأمثال :أحاديث خرافة وهو مثل يقال عندما يقال شىء غير معقول ولكن كيف يعرف الإنسان المسلم أن الكلام الذى قيل له هو من الخرافات ؟
الإجابة:يعرف المسلم ذلك عن طريق عرض الكلام على نصوص الوحى بنفسه أو عن طريق عالم من العلماء فإن كان الوحى يصدقه فهو حق وإن كان يكذبه فهو باطل ويسمى العرض رد الأمر لله ورسوله(ص)وفيه قال تعالى بسورة النساء:
"فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول".
ومن ضمن الرد إحالة الموضوع إلى الواقع إذا كان يبحث فى مخلوق ما وهذه الإحالة تطبيق لنص فى الوحى هو قوله تعالى بسورة يونس "قل انظروا ماذا فى السموات والأرض".
وقد سمى الله الخرافات الظن أى الإعتقاد الباطل وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
"وما يتبع أكثرهم إلا ظنا وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا ".
هل يستطيع الإنسان الإحاطة بكل العلوم ؟
لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكل العلوم المسموح له بالعلم بها من قبل الله وذلك لأن الله جعل من صفات الإنسان النسيان ولذا قيل:وما سمى الإنسان إلا لأنه ينسى ولأنه لكى يعلم العلوم المسموحة كلها لابد أن تقدم له دون بحث أو عناء فحتى آدم (ص)علمه الله قراءة وكتابة الألفاظ كلها بمعانيها وليس كل العلوم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
"وعلم أدم الأسماء كلها ".
زد على هذا احتياج الإنسان إلى عمر طويل ألف سنة أو تزيد حتى يستطيع البحث والتحرى ولكنه قد يعيش ألف أو أكثر بكثير ولا يعلم شىء إلا القليل ،أضف لهذا أن المطلوب من المسلم فى الإسلام هو الإحاطة بالحلال والحرام وعلم المهنة التى يشتغل بها وإن كان من المستحب أن يحاول التزود بأى شىء أخر قدر المستطاع.
ما العلم الواجب الإحاطة به؟
مما لاشك فيه أن الإنسان لا يقدر على الإحاطة بكل العلوم والواجب على المسلم الإحاطة به هو:
-علم الحلال والحرام ويشمل المعاملات بين الإنسان والإله وبين المسلم والمسلم وبين المسلمين وغير المسلمين وبين المسلمين ومخلوقات الكون .
-علم المهنة وهو العلم بكل شىء مستطاع عن التخصص الذى توظف فيه ويحصل على رزقه منه وقد سماه الله المشى فى المناكب فقال بسورة الملك:
"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه".
وليس على المسلم ذنب إذا لم يعرف غير هذين العلمين وإن كان من الأفضل التزود بأى علم تتاح له فرصة التعلم له .
ماهية التقدم العلمى:
التقدم العلمى هو اتباع العلم الحقيقى والمراد تنفيذ أحكام الله وقد سمى الله أهله الذين أوتوا العلم فى قوله تعالى بسورة العنكبوت:
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم".
وقوله بسورة الروم:
"وقال الذين أوتوا العلم والإيمان".
والواو بين العلم والإيمان هى واو التفسير فأهل العلم هم أهل الإيمان وقد بين الله لنا أن المستقدمين هم المسلمين أى طلاب التقدم والكفار هم المستأخرين فى قوله بسورة الحجر:
"ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين".
والمستقدم هم طالب التقدم أى السابق للخيرات تصديقا منه لقوله تعالى بسورة البقرة:
"فاستبقوا الخيرات".
ومن هنا نعلم أن العلم هو الإيمان وأن التقدم ليس سوى اتباع العلم أى
الإسلام.
ماهية التخلف العلمى:
يقصد بالتخلف العلمى اتباع الناس للأديان الضالة أى بألفاظ أخرى اتباع العلم الظاهر للناس من الحياة الدنيا مصداق لقوله تعالى بسورة الروم:
"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الأخرة ".
وقد بين الله لنا أن المتخلفين هم المتأخرون عن إتباع الإسلام فقال فى سورة الحجر :
"ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين "وهم طلاب التأخر وهو النار .
وللتأخر ثلاث أشكال هى :
1-اتباع دين من أديان الكفر إتباع كلى .
2-اتباع أحكام الإسلام دون التصديق به خوفا من أذى المسلمين وفى هذا قال تعالى فى سورة الحجرات :
"قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم ".
3- الإيمان بالإسلام دون إتباع أحكامه وفى النهى عن هذا قال تعالى فى سورة الصف:
"يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ".
أقسام العلماء فى الإسلام:
يقصد بالعلماء فى الإسلام أهل الإسلام كلهم وقد سماهم الله بهذا بقوله بسورة فاطر :
"إنما يخشى الله من عباده العلماء "ولا يخشى الله سوى المسلمين كما سماهم الذين أوتوا العلم بقوله بسورة العنكبوت :
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون "وأهل الإسلام لا يجحدون آيات الله لأن الكفرة هم من يجحدونها مصداق لقوله بنفس السورة :
"وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون " وقد قسم الله العلماء وهم المسلمين لقسمين :
-أهل الذكر وهم الفقهاء أى المستنبطين للأحكام من الوحى وفيهم قال تعالى بسورة النحل :
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "كما قال بسورة التوبة :
"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين "
-أهل الإتباع وهم باقى الأمة وهم أتباع لأهل الذكر الذين هم أتباع الله ورسوله (ص)وقد طالبهم الله باتباع أى بطاعة أهل الذكر أى أولى الأمر فقال بسورة النساء :
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول ".
أقسام الجهلاء فى الإسلام :
يقصد بالجهلاء كل الكفار مهما كان علمهم عظيم بأمور الدنيا وأتت هذه التسمية فى قوله تعالى بسورة الزمر :
"قل أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون "كما سماهم بغاة الجاهلية أى طلاب تحكيم الجهل وهو الظلم أى شرائع الشيطان فى قوله بسورة المائدة :
"أفحكم الجاهلية يبغون "وقد قسم الله الجهلة لقسمين :
1-السادة والكبراء وقد سماهم بذلك أتباعهم فى قوله تعالى بسورة الأحزاب :
"وقالوا ربنا إننا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا "وسماهم الله الذين اتٌبعوا فى قوله بسورة البقرة "إذ تبرأ الذين اتٌبعوا من الذين اتَبعوا ".
2- الذين اتَبعوا ووردت بقوله تعالى بسورة البقرة :"وقال الذين اتَبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا "كما سماهم الضعفاء فى قوله بسورة غافر :"فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا "ولهم تسميات أخرى لا داعى لذكرها.
العلوم الثابتة والمتغيرة:
يقصد بالعلوم الثابتة العلوم التى تحتوى على الحقائق التى لا تتغير لأى سبب من الأسباب مهما مر عليها من عصور وهى تنقسم إلى التالى:
1-علوم المعاملة الإنسانية وهى علوم الحلال والحرام المنزلة فى الوحى والخاصة بتعاملات الفرد مع نفسه وغيره وفى ثباتها قال تعالى بسورة الحجر:
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ".
2-علوم الكلام وهى العلوم الخاصة بالألسنة سواء كان فى صورة قول أو رمز لأن الله علمها للإنسان وهى البيان فقال بسورة الرحمن:
"خلق الإنسان علمه البيان".
3-علوم التنظيم الكونى وهى علوم الخلق والمخلوقات المنظمة لتركيبات أنفسهم وأجسامهم وعلاقاتهم المختلفة وهذه العلوم علمها الله للناس فى الوحى المنزل عليهم .
وأما العلوم المتغيرة فهى علوم الإنتاج أى علوم الفوائد من استخدام أعضاء الجسم عن طريق النفس وتنقسم لقسمين :
1-الأسس العامة وهى ثابتة لأنها مبنية على ما جاء فى الثابت وهو الوحى الإلهى .
2- المتغيرات وهى التفصيلات الخاصة ولا يقصد بالتغير أن الشىء القديم ضار وأن الجديد نافع وإنما يقصد أن الجديد أكثر فوائد من القديم وإن كان لهذا شواذ .
والعلوم الإنتاجية تنقسم حسب المهن فكل مهنة نافعة أو ضارة علم فمهنة النجارة علمها النجارة ومهنة الطب علمها الطب وهكذا.
والعلوم الثابتة والمتغيرة ليس فيها علم عالى وعلم واطى وإنما كلها فى درجة واحدة ولذا من الخطأ أن يقال:الطبيب أحسن من السباك أو المهندس أفضل من النجار والسبب هو أن كل صاحب مهنة شريفة يحتاج إلى أصحاب المهن الأخرى ،ودور الإنسان فى العلوم الثابتة هو تنفيذ علم المعاملات واستعمال العلم الكلامى فى الحياة والاستفادة من المخلوقات التى ينظمها علم التنظيم الكونى ،وأما دوره فى العلوم المتغيرة فهو البحث عن الوسائل الأكثر نفعا له وصنعها وتركيبها والعمل على نشرها ليستفيد الأخرون منها.
ليس هناك تقسيم ثابت للعلوم :
حاول الكثير من الناس تقسيم العلوم إلى أنواع وفيما علمت من التقسيمات لم أعرف تقسيم صحيح والسبب هو أن العلوم تقسم على أساسات متعددة ولا يمكن إيجاد تقسيم ثابت لها ومن تقسيمات العلوم ما يلى:
-انقسام العلوم إلى علوم المعقول وعلوم المنقول وعيب التقسيم هو أن أهله نسوا أن المعقولات وصلتنا عن طريق النقل الممثل فى الوحى الإلهى مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة:"وعلم أدم الأسماء كلها".
-انقسام العلوم إلى علم إلهى وعلم طبيعى وعلم رياضى وقد نسى أهل التقسيم أن الإله هو الذى خلق الطبيعة وأنه مصدر العلم كله .
-انقسام العلوم إلى إنسانية وتجريبية وقد نسى أهله أن الذى يعمل العلوم التجريبية هو الإنسان كما نسوا أن الإنسان موضع الكثير من التجارب التى يجرونها .
وقد توصلت إلى بعض التقسيمات حسب نصوص الوحى الإلهى وهى :
-تنقسم العلوم إلى علوم المبصرات التى يراها الإنسان وعلوم المخفيات التى لا يبصرها الإنسان مصداق لقوله تعالى بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ".
-تنقسم العلوم إلى علوم دنيوية تشمل كل ما فى الدنيا وعلوم أخروية تشمل كل ما فى الأخرة ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة الضحى:"وللأخرة خير لك من الأولى ".
-تنقسم العلوم إلى علوم قولية يستعمل فيها الكلام وحده وعلوم فعلية يستعمل فيها الفعل مع القول ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة الصف "يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون".
-تنقسم العلوم إلى علوم نافعة وعلوم ضارة كعلم السحر ويدل على هذا قوله تعالى بسورة البقرة "ويتعلمون ما لا يضرهم ولا ينفعهم".
-تنقسم العلوم إلى علوم الخالق أى علوم معرفة الله وعلوم الكون وهى علوم معرفة المخلوقات ويدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة مريم:
"سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون".
-تنقسم العلوم إلى علوم فرضية أى لابد لكل إنسان من العلم أو العمل بها وعلوم كفائية أى عمل البعض يسقط عملها عن الأخرين مثل علم الفقه الذى يقول الله فيه بسورة التوبة "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون".
إحصاء العلوم :
من الخطأ القيام بإحصاء للعلوم لأنها لا حصر لها عندنا لعدة أسباب هى :-
-عدم معرفة أنواع المخلوقات كلها حيث يمثل كل نوع علم قائم بذاته .
-وجود علوم متشابهة تحمل أسماء مختلفة مع أن المضمون تقريبا واحد .
-أن كل علم يشارك العلوم الأخرى فى بعض الجوانب ومن ثم فكلها شبكة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها .
وقد حاول القدماء إحصاء العلوم ولم ينجحوا ولن ينجح أحد وعلى الناس أن يتخصص كل منهم فى علم أو اثنين حتى يقدروا على إفادة بعضهم بدلا من حالة الامتداد التى تؤدى إلى عدم إجادة أى علم من العلوم .
هل كل منا صالح لتلقى العلم ؟
إن كل فرد صالح لتلقى العلم بدليل أن أصل البشر أدم (ص)كان صالحا لتلقى العلم فعلمه الله كما قال فى سورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وبدليل أن الله أمر كل جاهل بحكم أن يسأل أهل الذكر كى يتعلم فقال بسورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
وما دام كل فرد صالح لتلقى العلم فكل فرد صالح لأن يتخصص فى أى علم من فروع العلم ونقصد بهذا أن كل فرد قادر على أن يجيد أى تخصص علمى .
واختلاف التخصصات العلمية من إنسان إلى أخر يعود إلى سبب من الأسباب التالية:
- ميل الفرد لتخصص معين وعزمه على العمل به مستقبلا وتنفيذه لهذا .
- ظروف الحياة السيئة فبعض الناس يعمل فى تخصصات علمية لا يحبها بسبب أن المال الذى يجعله يدرس هذا التخصص غير موجود أو بسبب أن درجاته فى الشهادة المؤهلة لدراسة التخصص منخفضة لا تؤهله له أو بسبب موت ولى أمره ووجوب عمله للإنفاق على الأسرة أو لغير هذا من الأسباب القاهرة .
العالم والجاهل فى المقارنة :
إن الله لا يساوى بين العالم وهو المسلم أى المؤمن أى المتقى أى الطيب وبين الجاهل وهو الكافر وهو المسيىء أى المفسد أى الخبيث أى الفاجر وفى هذا قال تعالى بسورة ص:"أم نجعل الذين أمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار "وقال بسورة غافر "وما يستوى الأعمى والبصير والذين أمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيىء "وقال بسورة الأنفال "ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فى جهنم أولئك هم الخاسرون ".
مصدر العلم الحقيقى :
اخترع بعضهم نظرية سموها نظرية المصدر المعرفى واختلفوا فى عدد المصادر ولم يذكروا المصدر الحقيقى والسبب أنهم جعلوا المصادر هى وسائل تحصيل المعرفة وهى حواس الإنسان غالبا والمصدر الحقيقى هو الله فهو الذى علم الإنسان الأول وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :"وعلم أدم الأسماء كلها "وقال بسورة الرحمن "خلق الإنسان علمه البيان ".
وسائل العلم بالأشياء :
يقصد بوسائل العلم الأعضاء الجسمية التى توصل المعلومات إلى النفس وهى :
-الأذن وهى تنقل المعلومات الصوتية سواء كانت مفهومة كلغات الإنسان أو مجهولة كلغات الحيوان .
-العين وهى تنقل الصور والألوان والأشكال والأحداث التى تراها .
- الأنف وهو ينقل المعلومات الشمية عن الروائح وعن أشياء أخرى .
-اللسان وهو الذواقة الذى ينقل المعلومات عن الطعام والشراب إلى النفس من حيث الطعم والسخونة والبرودة .
-الجلد وهو الذى ينقل المعلومات عن حالة الجو فى الأمكنة المختلفة وعن العرق .
-اليد وهى التى تنقل المعلومات عن حالة الشىء من حيث الجمودة والطرواة والهشاشة والسخونة والبرودة والخشونة والنعومة والثقل والخفة 000و يشاركه أعضاء أخرى فى هذا
-الأعضاء الإخراجية وهى التى تنقل للنفس المعلومات عن الرغبات فى التبول والتبرز والضراط والفساء أو قذف المنى أو الحيض أو الولادة .
وتشترك أعضاء الجسم فى عملية نقل المعلومات عن الحالة الصحية إلى النفس كل عضو حسب طرقه فى النقل فمثلا الجلد ينقلها عن طريق التبقع بلون مخالف للون الجلد أو الحكة والهرش 000 ومثلا الرئات تنقلها عن طريق سرعة أو بطء التنفس أو غير ذلك من الطرق .
أسس تعلم العلم :
يتعلم الإنسان على أساسين :
-التسليم بما يقول أو يفعل الأخرون فهو يرضى بما يقال له ويعتقد أنه صواب وهذا يحدث وهو صغير رضيع و فيما بعد .
-الجدال وهو المطالبة بالبراهين فيما يقال له والاعتراض عليه .
من الذى يستحق التعليم ؟
ينقسم الناس إلى نوعين من حيث التعليم :
1-مستحقو التعليم وهم الذين يعرف المعلم أنهم يستفيدون من العلم وهم أهل الإسلام ولذا طالب الله رسوله (ص)أن يذكر المؤمنين الخائفين من عذاب الله فقط فقال بسورة ق "فذكر بالقرآن من يخاف وعيد "
2-من لا يستحقون التعليم وقد بين الله لرسوله أن الأعراب المنافقين لا ينبغى له أن يعلمهم الحدود وهى أحكام الإسلام فقال بسورة التوبة "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله "وهم من يعرف المعلم أن إنذارهم وهو دعوتهم للحق كعدم إنذارهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون".
كيف يموت العلم بالحق ؟
إن العلم يموت وموته هو عدم عمل الناس به وأما كيفية هذا فهو تخلى المسلمين عن إنكار المنكر بمعنى أنهم عندما يحدث المنكر الأول يتركون صاحبه دون عقاب ثم يتكرر ترك أصحاب المنكرات دون عقاب وهكذا حتى تعم المنكرات ومن ثم يموت العلم وهو الإسلام لأنه لا يجد من يعمل به ،صحيح أن الناس يعملون ببعض أحكامه ويعصون البعض الأخر وبذلك يكون القوم قد أضاعوا الطاعة لأحكام الإسلام واتبعوا الشهوات أى وأطاعوا الضلالات وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ".
حملة العلم :
حملة العلم على نوعين :
-حاملو العلم العاملون به والمراد بهم الذين يعرفون أحكام الإسلام ويطيعونها خوفا من عذاب الله وطمعا فى جنته
-حاملو العلم الذين لا يعملون به وقد شبههم الله بالحمار الذى يحمل الأسفار وهى الكتب الصحيحة دون أن يعمل بما فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ".
نشر العلم :
إن نشر العلم واجب على المسلم متى سنحت له فرصة النشر ومعنى النشر توصيل العلم إلى الأخرين وقد جعل الله كل مسلم رسول وإن لم يوح إليه فخاطبنا فى سورة المؤمنون قائلا "يا أيها الرسل كلوا من الطيب واعملوا صالحا " ومهمة كل واحد منا هى مهمة النبى (ص)وهى البلاغ وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ".
مثل العالم والجاهل :
إن العالم وهو المسلم حى يمشى بنور وهو علم الله فى تعامله مع الخلق وأما الجاهل وهو الكافر فهو ميت يعيش فى الظلمات وهى الضلالات وفى هذا قال تعالى فى سورة الأنعام "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ".
العلم نافع وضار :
إن العلم على ضربين :
- نافع . – ضار وفى الأخير قال تعالى فى سورة البقرة "ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم "ومن أمثلة هذا العلم علوم كالسحر وفى هذا قال تعالى فى نفس الآية "ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "وهذا العلم الضار ينقسم إلى قسمين :
1-يحرم استعماله مثل السحر ولذا حذر هاروت (ص)وماروت (ص)المتعلمين من استعماله لأن استعماله كفر مصداق لقوله تعالى فى سورة البقرة "وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر"
2- يجب استعماله عند اعتداء الأخرين وهو العلم العسكرى الذى يخترع تقنيات ضارة تقتل وتجرح وفى استعماله قال تعالى بسورة البقرة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ".
تحريف العلم :
إن الكفار يعملون من أجل تحريف العلم والمراد إلباس الباطل ثوب الحق وهذا قانون استمر منذ بداية البشرية ففى كل مرة يبعث الله رسولا بوحى تكون مهمة الشيطان وهو الكافر هى الإلقاء فى أمنية وهى قول الرسول أى الزيادة فى قول الرسول ولكن الله تعالى ينسخ أى يمحو هذه الزيادة ويثبت وحيه الكريم وفى هذا قال تعالى فى سورة الحج "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته ".
وقد حاول الكفار تحريف القرآن وقد حدثت منهم محاولات منها قولهم لبعضهم البعض :الغوا أى حرفوا فى هذا القرآن من عندكم لعلكم تغلبون وفى هذا قال تعالى فى سورة فصلت "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون " كما حاول أهل الكتاب السابق ذلك وفى هذا قال تعالى فى سورة المائدة "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ".
والحمد لله أولا وأخرا.

الأحد، 29 نوفمبر 2009

الماهية فى القرآن


                              الماهية
هذا كتاب ماهية الأشياء وهو يبحث فى أمر الماهية عبر نصوص القرآن للوصول للحق
الماهية :
لكى نعرف ماهية الشىء علينا بالعودة للأسئلة والإجابات عن ماهية الأشياء بالقرآن لمعرفة معناها ونجد فى القرآن أن بنى إسرائيل سألوا موسى(ص) عن ماهية البقرة فقالوا ادع لنا ربك يبين ما هى فكانت الإجابة :إنها بقرة لا فارض أى لا عجوز ولا بكر أى صغيرة عوان أى وسط بين العجز والصغر وهذا يعنى أن السن وهو العمر جزء من ماهية الشىء وعادوا للسؤال ادع لنا ربك يبين لنا ما هى  فكانت الإجابة إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها أى إنها بقرة لا مسخرة تحرث التربة ولا تروى الزرع سليمة لا علامة مميزة فيها وهذا يعنى أن مميزات الشىء جزء من ماهيته فهنا مميزات البقرة صعوبة قيادتها للعمل وهو الحرث والسقى وجسمها ليس به علامة مميزة وهذا يعنى أن الصفات النفسية والجسمية كل منهما جزء من الماهية فعادوا للسؤال ما هى فعاد للجواب إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وهذا يعنى أن اللون طوال العمر جزء من الماهية وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " و"إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لا شية فيها "و "قالوا ادع ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "من هنا يتبين لنا أن الماهية تشمل الإنسان ككل من البداية فهى تاريخ جسم ونفس الإنسان منذ بدايته أى بألفاظ أخرى ماهية المخلوق هى ما يحدث لنفسه وجسمه وما تحدثه نفسه وجسمه أى بألفاظ أخرى التطور الطارىء على النفس والجسم من خارجهما أو منهما أى بألفاظ أخرى التغيرات الحادثة فى النفس والجسم طول العمر والملاحظ هنا هو أن الثابت هو النفس والجسم والثبات المراد هو استمرارية الوجود وليس تجمدهما على حالة واحدة
ماهية الإله :
إذا كانت ماهية المخلوق هى التغير الحادث فى النفس والجسم منهما أو من غيرهما فإن ماهية الإله تختلف ومن أجل التوضيح نقول :أن الكفار على مر العصور قد سألوا رسلهم (ص)عن ماهية الإله فمثلا الكفار قالوا لمحمد(ص)لما قال لهم اسجدوا للرحمن :وما الرحمن؟أنسجد لما تأمرنا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن "وسأل فرعون موسى (ص)وهارون(ص) من ربكما كما قال بسورة طه"قال فمن ربكما يا موسى "وقال بسورة الشعراء "وما رب العالمين "وكانت الإجابات على الأسئلة هى :أن الله وهو الرحمن نزل القرآن وخلق الإنسان علمه البيان وفى هذا قال بسورة الرحمن "الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "وموسى (ص)قال بسورة طه"ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى "وقال بسورة الشعراء"رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين "وقال "ربكم ورب آبائكم الأولين "وقال "رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "والإجابات تبين لنا أن ماهية الإله هى أنه الفاعل فهو المعلم الذى علم القرآن والبيان ،الخالق للإنسان ،العاطى الذى أتقن كل شىء خلقه ،الهادى الذى أرشد الخلق، خالق السموات والأرض وما بينهما خالق المشرق والمغرب وما بينهما خالق الناس ،إذا الإله هو الفاعل لأنه يعلم ويخلق ويهدى ويعطى كما ورد فى الإجابات ،إذا فماهية الإله هى أن النفس الإلهية فاعلة لما تريد ومن هنا نعرف الفرق بين ماهية المخلوق وماهية الخالق وهو أن المخلوق يحدث فيه التغيير والخالق يحدث التغيير والمخلوق له جسم والخالق ليس له جسم كالخلق والمخلوق موجود فى مكان وزمان والخالق خارج الزمان والمكان وقد جمع الله لنا كل الفروق فى قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء"وقوله بسورة الإخلاص "ولم يكن له كفوا أحد"وقوله بسورة مريم "هل تعلم له سميا "فالله يخالف مخلوقاته فى كل شىء والمخالفة تعنى أن الكلمة الواحدة يكون له معنى إذا أريد بها الله ويكون لها معنى أخر إذا أريد بها المخلوق ومن أمثلة ذلك كلمة الخلق فالخلق الإلهى يتم بكلمة كن بينما خلق المخلوق يتم بالجوارح والأعضاء وكلمة العلم تعنى المعرفة الشاملة عند الله والمعرفة الجزئية عند المخلوق وكلمة السمع تعنى المعرفة الشاملة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق الأذن البشرية وكلمة البصر تعنى المعرفة التامة عند الله وتعنى المعرفة عن طريق العينين عند البشر .
ثبات وزوال قسمى الماهية :
إن قسمى الماهية النفس والجسم ثابتان بمعنى أنهما مستمران فى الوجود بنفس تركيبهما عند بداية الخلق والتغيير يجرى فيهما بواسطتهما أو بواسطة غيرهما والسؤال الآن هل يحدث زوال لقسمى الماهية معا أو زوال لقسم منهما ؟أى هل يحدث فناء لقسمى الماهية سويا بمجىء قسمين مختلفين عنهما أو فناء لقسم منهما مع مجىء قسم مختلف عنه ؟والجواب هو ذكر الله لنا أنه أزال قسمى الماهية فى عصا موسى(ص)وخلق بدلا منهما قسمين أخرين هما نفس وجسم الحية وبعد إجراء المهمة أعاد الله قسمى الماهية فى العصا إليها أى بألفاظ القرآن أعاد سيرة أى طبيعة العصا الأولى وفى هذا قال تعالى بسورة طه"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى "ومن هنا نعلم أن لكل مخلوق سيرة أى طبيعة أى تركيبة معينة فى النفس والجسم يختلف بها عن المخلوقات الأخرى وقد أزال الله أحد قسمى الماهية وهو الجسم حيث حول أجسام الكفار الذين اعتدوا فى السبت لأجسام قردة كى يعذبهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين "وحول بعضهم لخنازير فقال بسورة المائدة "وجعل منهم القردة والخنازير "ولو أن الله حولهم لقردة وخنازير نفسا وجسما لم يكونوا ليشعروا بالعذاب لأنهم سيشعرون كما تشعر القردة والخنازير لكون نفوسهم نفوس قردة وخنازير ومن هنا نعلم أن تغيير أحد قسمى الماهية يكون عقابا غالبا والمتغير يكون الجسم .
مراحل وجود الماهية :
إن أشياء كثيرة تمر بمرحلتين :
1-تكون جزء من ماهية أشياء أخرى ومن أمثلة ذلك الإنسان يكون فى البداية جزء من ماهية والديه هو الحيوان المنوى والبويضة والعصا تكون فى البداية مثلا جزء من شجرة هو الغصن .  
2-يصبح الجزء كائنا مستقلا ومن أمثلة ذلك الإنسان يصبح بعد الولادة كائن مستقل له ماهيته المستقلة عن الأم والعصا تصبح بعد قطعها كغصن كائن يقوم بمهام مختلفة عن مهامها كغصن فإذا كانت وهى غصن مهامها تتمثل فى إخراج الأوراق وحمل الثمار واستمداد الطعام والشراب والتظليل فإن مهامها بعد استقلالها تتبدل فتصبح اتكاء الغير عليها والهش بها على الغنم والضرب بها وغير ذلك ومما ينبغى قوله أن الحد الفاصل بين المرحلتين هو انفصال الجزء انفصالا تاما عن الأصل ومما ينبغى قوله أن كون الشىء كان جزء من ماهية شىء أخر هو أنه كان جزء من جسم الشىء
أسباب تغيير الله للماهيات :
أسباب تغيير أحد قسمى الماهية هى :
-العقاب كما حدث مع كفار بنى إسرائيل  الذين تحولت أجسامهم لقردة وخنازير.
-إخفاء حقيقة شىء ما أى التلبيس فالله لو جعل رسوله (ص) للناس ملاكا لغير هيئته الجسمية من جسم الملاك لجسم الإنسان الرجل وهذا اختبار لهم وفيه قال بسورة إبراهيم "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "
-إرهاب الآخرين واثبات قدرة الله كما فى عصا موسى (ص)فقد حولها لثعبان لإرهاب فرعون وقومه وكل الآيات أى المعجزات كان الهدف منها تخويف الكفار من قدرة الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ".
الماهية والتقمص :
التقمص هو أن النفس الواحدة تعيش فى زمن فى جسم وبعد الموت تخرج منه لتعيش فى جسم أخر وهكذا والتقمص على نوعين :
-   انتقال النفس من جسم بشرى فى زمن إلى جسم بشرى فى زمن أخر ومن أمثلة هذا قول بعضهم أنه كان خاتم النبيين (ص)فى زمنه وعيسى (ص)فى زمنه وموسى (ص)فى زمنه وإبراهيم (ص)فى زمنه 00
-   انتقال النفس من جسم بشرى لجسم حيوانى فى زمن أو لجسم نباتى فى زمن أخر أو لجسم جماد فى زمن أخر والملاحظ فى التقمص هو ثبات النفس وتغير الجسم من هيئة لأخرى والتقمص باطل للتالى :
أ‌-      قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "يعنى أن الوازرة وهى النفس لا تتحمل عقاب غيرها وهذا يعنى أن النفوس ليست واحدة لأنها لو كانت واحدة ما اختلف جزاء كل واحد منها .
ب‌-    قوله بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة "وقوله بسورة غافر "اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "فهنا كل نفس تحاسب على عملها ولو كانت النفوس واحدة أو حتى مجموعة من النفوس لما صح حسابها .
ت‌-    قوله بسورة مريم "لم نجعل له من قبل سميا "فهذا يعنى أن يحيى (ص)لم يكن فى يوم من الأيام قبل ولادته إنسان أخر كما زعم أهل التقمص .
ث‌-          قوله بسورة القصص "وما كنت بجانب الغربى إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين "فهذا يعنى أن محمد(ص)لم يكن فى زمن موسى (ص).
ج‌-    قوله بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون "وهذا يعنى أن محمد(ص) لم يكن فى زمن مريم (ص)وعيسى (ص) لأنه لم يعش فى ذلك العصر .
ح‌-    أن الإنسان يموت مرتين واحدة فى دنيانا هذه وواحدة عند قيام القيامة بعد حياة البرزخ ويحيا حياتين قبل يوم القيامة واحدة فى دنيانا هذه والأخرى فى البرزخ وقد اعترف بهذا الكفار فقالوا فى يوم القيامة بسورة غافر "ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين "وهذا دليل على عدم وجود تقمص لأنه يحتاج لموت كثير المرات وحياة كثيرة المرات .
خ‌-    أن بفرض وجود التقمص فمعناه هو أن كل النفوس هى نفس واحدة هى نفس الإنسان الأول آدم (ص)فكيف توجد نفس واحدة فى وقت واحد فى كل هذه الأجسام على مر العصور ؟زد على هذا كيف تكون النفس الأولى وهى نفس ذكر هى نفوس النساء الموجودات على مر العصور أليس هذا جنونا ؟
د‌-     بفرض وجود التقمص وبما أن آدم (ص)هو الإنسان الأول فالسؤال الواجب طرحه هو قبل دخول النفس فى آدم (ص) فى أى كائن أخر كانت موجودة ثم تقمصت جسد أدم (ص)؟بالطبع لا جواب .
لو ظللنا نفترض لوصلنا أن نهاية التقمص هى أن الله نفسه حلت فى الأجساد الموجود فى الكون باعتباره النفس الأولى وهذا هو الجنون عينه .
المتغير فى الماهية :
المتغير فى الماهية هو الجسم وأما النفس فثابتة بمعنى أنها حية والسبب هو أن النفس هى المحاسبة على عملها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وأما الجسم فهو وسيلة لتنفيذ ما تريده النفس فى الدنيا وأما بعد الدنيا فهو وسيلة لعقاب النفس أو لإسعادها وعند الموت تترك النفس الجسم الدنيوى ويدخلها الله فى جسم برزخى كما أن الجسم فى الدنيا تتبدل أحواله فهو صغير ثم يكبر وتتغير خلاياه باستمرار حتى يموت الإنسان حتى أنه لا يتبقى من جسم الجنين عند الكبر شىء ومن ثم فالجسم ليس هو هو حتى فى الدنيا .
اختلاف الماهية باختلاف نوع الحياة :
إن ماهية الإنسان تختلف باختلاف الحياة التى يحيا فيها وهى الحياة الدنيا أو الحياة البرزخية وهى حياة السماء أو الحياة الأخروية والاختلاف فى الماهية سببه هو التلاؤم مع المكان الجديد الذى سيعيش فيه ويتمثل الاختلاف فى التالى :
-        فى الدنيا تتكون الماهية من نفس وجسم ظاهر لنا فى الدنيا .
-   فى حياة البرزخ تتكون من نفس وجسم خفى عنا فى الدنيا والدليل هو أن الجسم الظاهر يتحول فى القبر لتراب وعظام تتفتت بمرور الأيام والليالى والنفس يلزمها جسم كى تحس باللذات فى جنة البرزخ وبالآلام فى نار البرزخ وفى عذاب آل فرعون بالبرزخ قال تعالى بسورة غافر "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب "إذا الجسم وسيلة إمتاع أو تعذيب للإنسان وليتأمل القارىء الملذات المذكورة فى الجنة من أكل وشرب ونكاح للحور العين وغيرها فسيجد أنها لكى تتحقق لابد من وجود جسم وليتأمل المؤلمات فى النار من أكل وشرب وكى وغيره فسيجد أنها لكى تتحقق لابد لها من وجود جسم  .
-   فى حياة الأخرة تعود الماهية لتكونها من جسم ظاهر ونفس وإن كان  هناك فروق بين الجسم الظاهر فى الدنيا والجسم الظاهر فى الأخرة أهمها أن أجسام المسلمين لا تصيبها المتاعب أبدا وكذلك نفوسهم وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ومن هنا نفهم أن السر فى محاسبة النفس على عملها هو أنها لا تتغير تغيرا كليا كالجسم وإنما التغير فيها جزئى  ولذا قال تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة ".
تصرفات الله فى الماهية :
إن الله له فى الماهيات تصرفات وهى على نوعين :
-أن ينزع أحد أجزاء الماهية ويجعل له بديل مضاد بمعنى أن يبطل عمل أحد أجزاء الماهية ويجعل مكانه عمل مضاد له ومثال ذلك نزع الله الإحراق من النار التى ألقى فيها إبراهيم (ص)وجعل مكانه عمل مضاد هو الإبراد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم ".
-أن يعطى أحد أجزاء الماهية قدرة لم تكن فيه أى يزيد فى عمل أحد أجزاء الماهية عمل لم تكن تقدر عليه من قبل مثل أن الله زاد على فم المسيح(ص)عمل هو أن الهواء الخارج منه يجعل الطير المصنوع من الطين حيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "ومثل أن الله زاد على لحم وعظام البقرة عمل هو إحياء الموتى فعندما ضرب القوم القتيل استيقظ وعاد للحياة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحى الله الموتى "ومثل أنه زاد على يد موسى (ص)عمل هو خروجها بيضاء منيرة وفى هذا قال بسورة طه "واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء أخرى ".
تزاوج الأنواع ذات الماهيات المختلفة :
إن التزاوج بين نوع له ماهية ونوع له ماهية مختلفة مثل الخيل والحمير ينتج نوع ثالث هو البغال ولها ماهية مختلفة عن الأبوين ومما ينبغى قوله أن قانون تزاوج الأنواع المختلفة يعنى ماهية زائد ماهية مختلفة الناتج هو ماهية مختلفة عن الاثنين وهى ماهية عقيمة لا تنجب أولاد مثلها كما تنجب الأنواع الأخرى ومن هنا نعلم أن القانون العام للزواج هو :
أن يكون الزوجان من نوع واحد وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "وأما ما يحدث من زواج بين أفراد من أنواع مختلفة فهو شذوذ محكوم عليه بالفناء .
التدخل فى الماهيات من قبل الناس :
لا يجوز للناس التدخل فى ماهيات الأشياء الأخرى إلا ما أباح الله له التدخل فيه وهو التغيير فى أجسام المخلوقات للعلاج والاستفادة من أشعار وأوبار وأصواف وجلود الأنعام وتدريب الكلاب والطيور على الصيد وقطع الشجر والنباتات عند الحاجة وتقصير الشعر-وهو ما ينمو من أجزاء الجسم- الإنسانى وحلقه وأما بتر أجزاء من جسم الحيوان وهو البتك والتغيير فى الخلقة بما يسمونه أدوات التجميل والوشم فهو محرم لأنه استجابة لقول الشيطان بسورة النساء"ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا " وحق الإنسان فى الناس هو علاج أجسامهم وتغيير العاهات فيهم وتقصير وحلق الشعر وهو الزوائد الموجود فى الجسم والتى لا يشعر عند إزالتها بألم وهى ما يسمونه الشعر والأظافر .

الأحد، 15 نوفمبر 2009

حكاية تغيير الكعبة

تغيير الكعبة

لا أدرى من أين أبدأ الحديث ولكن كما يقولون لكل شىء سبب وكان سبب الفعل هو أننى وجدت أن الآباء العظام قد فعلوا بالإسلام كل شىء يمكن فعله من أمور وبقيت من الإسلام بقية هى القرآن كنص لا يمكن إدخال باطل فيه وإن كان تفسيره وما يتعلق به قد حرف تحريفا تاما وبقيت الكعبة كما هى لم يستطع الآباء العظام هدمها أو طمس معالمها ،كان فى نفسى هدف هو :

إنى وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل

ولم يكن فى قدرة إنسان تحريف القرآن كنص أى كألفاظ مرتبة إلا وظهر التحريف وتم رده من قبل المسلمين الذين كانوا لا يعلمون إلا القليل جدا من دينهم ومنه النص القرآنى ومن ثم كان شغلى الشاغل هو الكعبة وكيفية التخلص منها ،قعدت أياما وليالى أحدث نفسى فى الموضوع وكان همى هو التخلص من عقاب القول "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "،الكعبة لا يمكن هدمها ولا المساس بها بسوء لأن من يفكر فى هذا وهو داخلها لا يمكن أن يخرج حيا منها وأنا ككافر بالإسلام يهمنى البقاء على قيد الحياة لأتمتع بما فيها،إذا القبلة ستظل باقية للأبد وسيظل الإسلام محفوظا فى داخلها حيث هو مسجل فى الرق المنشور بداخل مقام إبراهيم الذى هو القبلة ،كان لابد من حل وكان لابد من عرض الأمر على مجلس الخلافة الإسلامية الذى أترأسه باعتبارى خليفة المسلمين ويشاركنى فيه الحكم أبناء أبناء000قادة الأديان الذين تحالفوا من مئات السنين لهدم الإسلام ودولته ونجحوا فى إزالة دولته وتولوا حكمها وأبقوا على اسمها إمعانا فى إضلال الناس وفى أول أجتماع لنا بعد ولادة الأمر فى نفسى قلت لهم :نجح الآباء العظام فى هدم الدولة الإسلامية وتحريف الإسلام وبقى من الإسلام القرآن كنص محفوظ بين الناس لا يمكن المساس به وبقيت الكعبة ولابد لنا من أن نظهر مقدرتنا على فعل شىء فقال حاكم مصر لا يمكن هدمها ولا مسها بسوء وإلا أصبحنا مثل أصحاب الفيل وقال حاكم الهند وهل نحن نصدق بالقرآن حتى تقول هذا ؟فرد حاكم مصر وهل تظن أن الآباء العظام قد تركوا هذه المسألة إلا لمعرفتهم بأن العقاب هو مصير من يريد الهدم وأنها لا تهدم ،عند هذا قال حاكم المغرب الهدم غير ممكن العقاب واقع بمن يريد الهدم القرآن يقول "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم "وهذا يعنى أن الهدم من الداخل غير ممكن وكذا من الخارج ولكن إهمال الكعبة ينسيها للناس فقلت له أتيت بالحل لابد من إهمال الكعبة ولكن كيف ؟فقال حاكم الصين نرسل جماعة من المحاربين الأشداء الذى يجهلون الإسلام تماما ومكة والكعبة فيقومون بقتل سكان مكة وبعد هذا ننشأ نحن كعبة مماثلة فى مكان قريب يحج الناس لها بإعتبارها الكعبة البيت الحرام فقال حاكم الأندلس الأمر لا يتم صنعه هكذا لابد من خطة محكمة لها ترتيبات زمنية لابد أن يكون أولها بناء الكعبة البديلة فقلت له صدقت وهذا يعنى أن نختار مكانا قريبا من مكة الأصلية حتى لا يعرف الناس من خلال حفظهم معالم الطريق أنها تغيرت فقال حاكم بلاد الإفرنج بداية يجب أن نجلب جيشا لا يعرف شىء عن الإسلام وهذا الجيش يصنع دائرة حول منطقة بناء الكعبة البديلة من على بعد عشرة أميال ويقوم هذا الجيش بقتل كل من يقترب من الدائرة على الفور وأما العمال فيجب أن يكونوا كفارا مثلنا لا يخرجون من الدائرة إلا بعد إتمام البناء وحبذا لو تم قتلهم كلهم حتى لا ينكشف سر البناء الجديد .

اتفقنا فى النهاية على تنفيذ الخطوة الأولى وهى بناء الكعبة البديلة ولم أنشغل فى حياتى بأمر مثل الكعبة لذا كنت أفكر متى سنحت لى الفرصة وتوصلت لخطة تنجح الأمر وهو تفكيك الدولة الإسلامية باللفظ الكافرة بقانونها ومجلس حكمها لدويلات متعددة متحاربة لسنوات طويلة يتم فيها شغل المسلمين المغفلين بالحرب حتى ينسوا الكعبة والحج وحتى إذا وجدوا تغيرات الكعبة يقال لهم أن هذه آثار الحروب التى حدثت فيها وفى مكة وكانت الخطوة التالية للبناء وقتل البناءين وحتى الجيش المرابط حول دائرة العشرة أميال تم التخلص من كل أفراده بالسم القاتل فى الماء والطعام هى التخلص من سكان مكة وكان التخلص منهم بطريقة الجيش الجاهل بالإسلام فكرة خاطئة فى معظمها ،لذا كان هناك خطة بديلة ابتدأت بتعبئة أهل مكة لجهاد أعداء الإسلام الذين يهاجمون أطراف الدولة بإستمرار وقد نجحت التعبئة فى خروج خمس سكان مكة للجهاد وقد خرجوا بأهلهم وتمت التثنية بالإغراءات فتم وعد السكان بالقصور والحدائق فى البلاد الأخرى بزعم تخفيف عدد السكان الكثيف من أجل أن تكون مساكنهم جاهزة لاستقبال الحجاج والعمار وقد زعم من أرسلناهم لهم أن البيوت فى مكة ستظل مملوكة لأصحابها وسيأخذون فوقها القصور والحدائق فى البلاد الأخرى وقد نجح الإغراء فى خروج أكثر من نصف السكان من مكة وبقيت قلة متمسكة بالبقاء فى مكة ولم أشأ قتلهم وحاولت عن طريق إعادة تخطيط مكة لبناءها من جديد إخراجهم دون إراقة دماء ونجح هذا الطريق فى خروج كثير من هذه القلة من مكة وسكنها فى القصور والحدائق فى بلاد أخرى وفى النهاية كان لابد من القتل وبالفعل تم إرسال جيش لمكة قام بقتل من تبقى بها ومن الغريب أن كل الرسل الذين دخلوا الكعبة بعد حديثهم مع أهل مكة كلهم ماتوا ميتات فظيعة لأنهم كانوا منا يعلمون بما نريد فعله وكذا مات كل جندى دخل الحرم خلف مكى لقتله وبعد أن تم التخلص من السكان كلهم كان لابد من وقف الحج والعمرة لمكة وكان الطريق هو تفريغ المنطقة حول مكة بمائة ميل من سكانها وجلب سكان جدد لتلك المناطق لا يعرفون شىء عن معالمها وقد تم التفريغ عن طريق التعبئة للجهاد والمغريات وإعادة بناء البلدات كلها مرة واحدة وتخطيطها والقتل وكان الطريق أيضا هو إعلان تفكك الدولة والحروب المستمرة بين الولايات حتى ينقطع طريق الحجاج والعمار وحتى ينخرط الناس فى الحرب وينسوا الحج والكعبة وتفككت الدولة وبعد أن كنت حاكمها أصبحت حاكم جزء صغير منها هو شبه الجزيرة وكان لابد من تحريف أى زيادة أخرى تضاف لزيادات الآباء العظام على الإسلام وتم تأليف أحاديث الحج والعمرة التى تمتلىء بها كتب الحديث من مسانيد وسنن وسير وغيرها كما تم تغيير كتب مواضع البلدان وتم وضع كتب أخرى بها مكة الجديدة وتم تأليف كتب تحمل اسم مكة بها كل ما يمكن إضافته من باطل لها وتم إحكام التآليف بحيث تم توزيعها فى كل أرجاء الأرض وأما البيت الحرام فقد تم إهماله لعشرات السنوات وتم هدم ما حوله من بيوت حتى لا يستدل أحد بها على وجوده ولذا تحول البيت الحرام لمكان مترب لا حياة فيه

عندما أردنا إحداث التحريف الخاص بالحج والعمرة والكعبة لم يكن الأمر ممكنا دون الرجوع لعمل الآباء العظام فلقد أبدعوا نظاما وجماعات للتحريف وقد انتهى دورها بتثبيت التحريف فى المؤلفات المختلفة سواء سميت كتب حديث أو مسانيد أو سنن أو سير أو حتى كتب لها علاقة بالمخلوقات وظواهر الكون ومن ثم لم يعد للجماعات وجود ولم يعد نظام عملها معروفا لأحد منا بسبب عدم الحاجة لذلك ولكن الآباء العظام قد تركوا فى وصاياهم للأبناء أنظمة العمل فى كتب مخزنة فى أقبية وكانوا يعرفونهم بأماكن الأقبية ويعطونهم مفاتيحها ومن ثم فتحنا الأقبية وأخرجنا الكتب المخزنة فى الأقبية وقرأنا ما فيها وكان من بينها نظام عمل فرق التحريف الذى كان يتلخص فى التالى :

- أن يتم تأليف حديث عن موضوع ما تكون له عدة روايات تقل أو تكثر وفى كل رواية يزاد حرف أو كلمة أو جملة تغير المعنى أو ينقص منها جملة أو كلمة أوحرف ليغير المعنى

- أن يتم تأليف حديث مضاد للحديث الأول فى نفس الموضوع ويتمثل التضاد إما فى إحداث حكم مغاير للحديث الأول أو إحداث حكاية مضادة أو خلاف فى المكان أو الزمان أو فى العدد

- أن يتم تأليف حديث ثالث أو رابع00فى نفس الموضوع

- أن يكون فى كل حديث غالبا شىء يوافق القرآن وأشياء لا توافقه

- أن يشتمل الحديث على مخالفات تخالف الواقع المكانى أو الحدثى أو الزمانى أو غير هذا

- أن تؤلف تفاسير للأحاديث بعضها يشرحها وبعضها يحاول التوفيق بين متناقضاتها وبعضها يشرح ويوفق وبعضها يبين مخالفات الأحاديث للقرآن

- أن تؤلف كتب تضارب الأحاديث فمثلا فى علم الجغرافيا يتم تأليف كتاب عن مواضع مكة يخالف المواضع فى الأحاديث فى الكثير منها ومثلا فى علم البحار يؤلف كتاب يخالف ما هو موجود فى الأحاديث من حديث عن الماء والبحر وما فيه

- أن توضع أسانيد سليمة ومحرفة ويتم عمل مغالطة بحيث يتم إيقاف تفكير من يحاول المعرفة الصحيحة فالأسانيد السليمة مثلا توضع مع نص مخالف للقرآن تماما حتى يظن المفكر أن أصحابها وضاعين كذبة والأسانيد المحرفة توضع فى أحيان مع نصوص سليمة حتى يظن المفكر أن أصحابها صادقين وبهذا لا يمكن لأحد الوصول للحقيقة

- أن ينسب للصحابى الواحد أكثر من حديث فى نفس الموضوع بحيث تكون هذه الأحاديث متناقضة فى الأحكام وغيرها ومن ثم يظن القارىء أو السامع أن الصحابى كافر أو كاذب واضع للحديث .

وقد قمنا بتأليف جماعات جديدة للتحريف وقامت بعملها فألفت الكثير من الأحاديث وأضافتها للكتب المعروفة فى الحديث وغيره ومن تلك الأحاديث:

ما حدث لمحمد داخل ما يسمونه خطأ الكعبة وهو مقام إبراهيم أى القبلة فقد قال حديث ورد فى سنن أبو داود "000فقال جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلى "وفى صحيح مسلم"أن رسول الله دخل الكعبة 0000قال جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه 000ثم صلى "ونلاحظ هنا تناقضا بين أعمدة اليمين واليسار ففى أبو داود واحد عن يساره وفى مسلم اثنين واثنين عن اليمين فى أبى داود وواحد فى مسلم وفى صحيح مسلم "000هل صلى فيه رسول الله قال نعم قلت أين قال بين العمودين تلقاء وجهه "فهنا صلى وفى صحيح مسلم أيضا "أن النبى دخل الكعبة وفيها ست سوار فقام عند سارية فدعا ولم يصل "وهنا لم يصلى وهو تناقض وهما يعنيان دخول محمد الكعبة وفى رواية مناقضة عند البخارى "00فقال له رجل أدخل رسول الله الكعبة قال لا "فهنا لم يدخل الكعبة أبدا .

فى زواج ميمونة وفيه بسنن أبى داود "تزوجنى رسول الله ونحن حلالان بسرف "وفيه أيضا ما يناقضه وهو "أن النبى تزوج ميمونة وهو محرم "فمرة تزوجها بعد التحلل ومرة تزوجها وهو محرم

خطبة محمد المشهورة بسؤال الناس عن أى يوم هذا وأى بلد هذا 000ورد فى سنن ابن ماجة "قال رسول الله وهو على ناقتة المخضرمة بعرفات أتدرون أى يوم هذا 00"فهنا مكان الخطبة عرفات وهو راكب ناقة وفى رواية عنده أيضا "أن رسول الله وقف يوم النحر بين الجمرات فى الحجة التى حج فيها فقال النبى أى يوم هذا 00"فهنا مكان الخطبة بين الجمرات وفى يوم مختلف هو يوم النحر بينما فى الأولى فى يوم عرفة وهو يسبق يوم النحر وأيضا التناقض بين وقوفه على رجليه بين الجمرات وركوبة الناقة فى الرواية الأولى

زد على هذا أن فى رواية أبو داود "رأيت رسول الله وهو على المنبر بعرفة "وهذا يعنى أن الخطبة قيلت من على المنبر وفى رواية فى نفس الكتاب "أنه رأى النبى واقف على بعير أحمر يخطب "فهنا الخطبة قيلت من على ظهر البعير زد على هذا أن فى الرواية الأولى كان المركوب هو الناقة المخضرمة وفى الأخيرة هنا بعير وهو تناقض

وفى عدد هدى محمد ورد فى صحيح مسلم "000بعث رسول الله ب16 بدنة مع رجل "وفى رواية عنده أيضا "أن رسول الله بعث ب18 بدنة مع رجل .

وأما المواقيت فقد قيل فى سنن أبى داود "أن رسول الله وقت لأهل العراق ذات عرق "وهو يناقض قوله فى نفس الكتاب "وقت رسول لأهل المشرق العقيق "فذات عرق غير العقيق مع أن أهلهما واحد وهو أهل العراق وهو الشرق لمكة الحالية وفى نفس الكتاب قيل "وقت رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن وبلغنى أنه وقت لأهل اليمن يلملم "ومع تحديد أماكن المواقيت هنا نجد أحاديث أخرى تبين أنه لا توجد أماكن محددة فالإحرام يكون من أى مكان فقد ورد فى الإحرام وهو الإهلال "من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له"فهنا من المسجد الأقصى و"أن رسول الله وأصحابه اعتمروا من الجعرانة "فهنا من الجعرانة "و"أحرمت من التنعيم بعمرة "فهنا من التنعيم "و"كان نبى الله إذا أخذ طرق أحد أهل إذا أشرف على جبل البيداء "فهنا من على جبل البيداء وكل هذا فى نفس الكتاب وكله متناقض مع بعضه .

ونجد حديث الموقف والمنحر متناقض فالموقف هو عرفة كلها مرة والمزدلفة كلها مرة كما فى سنن أبى داود "وعرفة كلها موقف ووقف بالمزدلفة فقال وقفت ها هنا ومزدلفة كلها موقف "وهو يناقض قوله فى نفس الكتاب "ثم راح فوقف على الموقف من عرفة " فهو دال على وجود جزء من عرفة ليس بموقف وهو نمرة ويناقض قول ثالث هو "فلما أصبح يعنى النبى ووقف على قزح فقال هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف "فهنا الموقف قزح وجمع ولا يوجد شىء يدل على أن عرفة موقف وكل هذا فى سنن أبى داود وهو يناقض قول رابع يقول "كل عرفة موقف وارتفعوا عن بطن عرفة وكل المزدلفة موقف وارتفعوا عن بطن محسر "فهنا بطن عرفة وبطن محسر ليسا من الموقف وقد ورد بسنن ابن ماجة وهو يناقض قول خامس فى نفس الكتاب يقول "وقف رسول الله بعرفة فقال هذا عرفة وهو الموقف "فهنا الموقف عرفة فقط وأما المزدلفة فليست بموقف لقوله "وهو الموقف "حيث ال التعريف والتحديد .

وأما المنحر فهو مرة عند أبى داود "وكل منى منحر 00وكل فجاج مكة طريق ومنحر "فهنا كل موضع بمكة منحر ومرة عنده أيضا "ونحرت هاهنا ومنى كلها منحر "فهنا منى فقط هى المنحر ومرة منى هى المنحر إلا ما وراء العقبة فعند ابن ماجة "وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة "

ونجد ما ركبه محمد عند جمرة العقبة متناقض فسنن ابن ماجة مرة تقول كان على بغلة "رأيت النبى يوم النحر عند جمرة العقبة وهو راكب على بغلة "ومرة تقول أنه كان على ناقة "قال رسول الله غداة العقبة وهو على ناقته "

وأما حيض عائشة فى الحج فمكانه فى سنن ابن ماجة مرة بسرف "عن عائشة خرجنا مع رسول الله 000فلما كنا بسرف أو قريبا من سرف حضت "ومرة فى مكة "عن عائشة خرجنا مع رسول الله 000فخرجنا حتى قدمنا مكة فأدركنى يوم عرفة وأنا حائض "

وأما إحرام عائشة بعد الحيض فقد ورد فى البخارى أنه كان من مكان قريب من المحصب حيث قال "ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبى بكر فقال اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة "وفى سنن أبى داود "وأحرمت من التنعيم بعمرة "

وأما حديث من لم يكن معه هدى فليجعلها عمرة فقد تناقضت الروايات فى مكان الأمر بالعمرة من محمد فمرة كان عند المروة "فلما طفنا فكنا عند المروة قال يا أيها الناس من لم يكن معه هدى فليحلل وليجعلها عمرة "ومرة كان عند سرف "فلما كنا بسرف أو قريبا منها أمر النبى من لم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة "ومرة بين الصفا والمروة "ينتظر القضاء وهو بين الصفا والمروة فأمر أصحابه من كان منهم أهل ولم يكن معه هدى أن يجعلها عمرة "وكل هذا فى مسند الشافعى

وأما حديث كيفية وقوف محمد عند الجمرة فهو مرة راكب "رأيت رسول الله عند جمرة العقبة راكبا "ومرة ماشى "أنه كان يأتى الجمار فى الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا ويخبر أن النبى يفعل ذلك "فهنا لم يكن راكبا وإنما ماشيا على قدميه وقد وردا فى سنن أبى داود

وأما حديث بناء الكعبة وهى مقام إبراهيم الخاطىء فقد تناقضت الروايات فى عدد الأذرع التى يجب ضمها للبناء فمرة 6 أذرع "وزدت فيها 6 أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة "ومرة 5 أذرع "لكنت أدخلت فيه من الحجر 5 أذرع "ومرة 7 أذرع "فهلمى لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من 7 أذرع "وأما السبب فى عدم بناء محمد للكعبة فمرة هو حداثة القوم بعهد الشرك "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة "ومرة هو حداثة القوم بعهد الكفر وعدم وجود مال عند محمد للبناء "لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندى من النفقة ما يقوى على بنائه "وكل هذا ورد بصحيح مسلم

وقد قمنا بتأليف أحاديث كثيرة أخرى تحتوى على تناقضات فى داخلها ومع الأحاديث الأخرى وقد زيدت لأبواب الكتب المذكورة وصدقها الناس فقد زعمت أبواقنا أن النسخ التى بأيدى الناس من الكتب هى نسخ محرفة من صنع الوراقين والنساخين من أعداء الإسلام وأنهم تعمدوا ترك كتابة تلك الأحاديث حتى لا يعرف الناس مناسك الحج الصحيح كما زعموا أننا وجدنا النسخ الأصلية للكتب مخبأة فى أماكن بعيدة عن الأعين وإمعانا فى البرهنة على صدق مزاعمنا قمنا بإعدام مئات أو آلاف من الناس فى مختلف البلاد بزعم أنهم النساخ المحرفين للكتب وطبعا كانوا إما مسلمين يريدون إبانة الحق وإما مجرمين ارتكبوا جرائم لا يستحقون القتل عليها غالبا ولكن لسوء حظهم كان لابد من التضحية بهم فى سبيل إحقاق الباطل وإماتة الحق.

لقد تم تغيير مواضع مكة الحقيقية واستبدالها بمواضع أخرى تجعل من يسمعها أو يقرأها فى الأحاديث متحير لا يعرف المكان الحقيقى للإسم الذى يسمعه أو يقرئه

إن بطن مكة عبارة عن وادى كبير غير ذى زرع فهى منطقة لا ينبت فيها أى زرع أبدا مصداق لقوله بسورة إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "وسمى القرآن الوادى البطن بقوله بسورة الفتح"ببطن مكة "ومن ثم فهى ما دامت وادى فإن جبل الطور يحيط بها وفى وسط الوادى نجد المسجد وهو البيت الحرام لقول القرآن بسورة إبراهيم "بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم"فالوادى يحيط بالبيت والبيت يتكون من آيات أى أجزاء بينات هى:

-عرفات وهو مدخل الحرم وحده الخارجى واسمه يدل على أنه سور أى حد مثله مثل الأعراف بين الجنة والنار فهو سور يحدد البيت الحرام وهذا السور يدخل منه الحجاج وفيه قال القرآن "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "

-المشعر الحرام وهو المذبح وهو منطقة تلى عرفات لقول القرآن "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "وفيها يتم ذبح الأنعام فيها

-الصفا والمروة وهما عينان للماء تقعان فى جانبى المشعر الحرام من أجل توفير الماء لعملية الذبح والشرب والوضوء والغسل والإسمان يدلان على صفاء وهو رقة الماء والرواء وهو إذهاب العطش

-دائرة القواعد وهى مكان واسع يحيط بقواعد إبراهيم

-مقام إبراهيم وهو القبلة وما أسميناه نحن خطأ لإضلال الناس الكعبة وهو ما سماه القرآن القواعد وهى نقطة المركز فى البيت ونقطة مركز الكون بكامله وفيها قال القرآن بسورة البقرة "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "وقال "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل "والبيت كله هو الكعبة وفى هذا قال القرآن بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام "وأما الجزء المربع حاليا فهو ما أسميناه خطأ الكعبة وكلمة الكعبة لا تدل على التربيع إطلاقا لأن الكعبين فى قوله بسورة المائدة "وأرجلكم إلى الكعبين "تدل على معصم الرجل وهو مدور منحنى فى كل الأرجل ولا يأخذ شكل إنكسارات حادة أو قائمة إطلاقا .

وأما مكتنا الحالية فهى خبل وجنون لا أعرف كيف صدقه الناس ؟إن قواعد إبراهيم أصبحت حول القبلة التى هى حاليا المبنى المربع وليس القبلة كما هو الوضع الحقيقى له وفى هذا قلنا فى حديث عند أبى داود"ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "فجعل المقام بينه وبين البيت "فهنا المقام ليس البيت أى نقطة المركز وإنما هو بعد المركز وأما الصفا والمروة فأصبحا جبلين كما فى حديث عند البخارى "00فوجدت الصفا أقرب جبل فى الأرض يليها 000ثم أتت المروة فقامت عليها "وعند أبى داود 000فبدأ بالصفا فرقى عليه 000حتى أتى المروة فصنع على المروة مثل ما صنع على الصفا "وأما المشعر الحرام فقد أصبح بعيدا جدا فقد تم نقله خارج البلدة بعيدا فى المزدلفة وهذا كما بحديث أبى داود "أن رسول الله واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة "وفى حديث فى منى كما بحديث أبى داود"ثم قال النبى قد نحرت هاهنا ومنى كلها منحر "وعرفات تم نقله خارج البلدة بعيدا أبعد من المشعر كما بحديث أبى داود "ووجهوا إلى منى أهلوا بالحج 000إن رسول الله واقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة 0000حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة "وزدنا خارج البلدة ما يسمى الجمرات الثلاث كما عند ابن ماجة "قال رسول الله غداة العقبة "و"رأيت النبى يوم النحر عند جمرة العقبة "كما زدنا المزدلفة كما بحديث أبى داود "وكل المزدلفة موقف"وزدنا قزح وجمع كما بحديث أبى داود"فلما أصبح يعنى النبى ووقف على قزح فقال هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف "ولا أدرى كيف صدق الناس كل هذه الأشياء من وجود المشاعر المقدسة الأصلية والباطلة خارج البلدة والقرآن يقول بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت "ويقول بسورة البقرة "فمن حج البيت أو اعتمر "ويقول بسورة المائدة "ولا آمين البيت الحرام "ويقول بسورة الفتح "لتدخلن المسجد الحرام "فهنا الحج للبيت وهو المسجد الحرام وحده مما يعنى أن كل الأماكن داخله فى مكة لأن البيت يقع فى مكة لقوله بسورة إبراهيم "بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "فالبيت فى وسط الوادى ومن ثم فكل أماكن الحج توجد داخل البيت ولا يوجد شىء خارجه أبدا ولا أدرى كيف صدق الناس كيف أن المشعر وهو المذبح الحرام فى منى خارج مكة مع أن القرآن يقول "حتى يبلغ الهدى محله "بسورة البقرة "والمحل هو الكعبة نفسها لقوله بسورة المائدة "هديا بالغ الكعبة "وقوله بسورة الحج "ثم محلها إلى البيت العتيق "ولا أدرى كيف صدق الناس أن يكون مقام إبراهيم مصلى بمعنى مسجد يصلى فيه المسلمون كلهم ومعنى قوله "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى "أى قبلة وليس معقولا أن يكون مسجد لأن الأمر اتخذوا هو لكل المسلمين ومقام إبراهيم الذى اخترعناه أمام المبنى المربع حاليا لا يزيد عن 30ذراعا ومن ثم لن يتسع لكل المسلمين كما أنه ليس معقولا أن يتركوا كلهم بلادهم ويأتوا ليصلوا فى تلك البقعة الصغيرة التى لن تتسع إلا لعدد قليل منهم ولو كان الأمر كما زعمنا لكان واجبا على المسلمين كافة الصلاة فى تلك المنطقة الصغيرة زد أن لا معنى لاتخاذ مقام إبراهيم مسجد إذا كانت الأرض كلها كما قيل مسجد وحسب القرآن فإن أى مكان يتواجد فيه المسلم يصح أن يكون مسجدا يتجه منه للقبلة فى الصلاة وهذا هو قوله بسورة البقرة "وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره "ومكتنا الحالية عبارة عن جبال وأودية متعددة مع أنها كما قال القرآن "بواد غير ذى زرع "و"ببطن مكة "فهى وادى أى بطن واحدة وهو بطن واسع كبير وليس أودية ضيقة كما هو حال مكة الحالية .

احتوت مكتنا على جبال الصفا والمروة والأخشبين وقزح وجمع وثبير والجبل الطويل المذكور عند مسلم "أن رسول الله استقبل فرضتى الجبل الذى بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة 000ثم يصلى مستقبل الفرضتين من الجبل الطويل الذى بينك وبين الكعبة "ومعنى هذا أن بين الجبل الطويل والكعبة جبل أخر لا اسم له هنا والأخشبين هما أبو قبيس وقعيقعان زد على هذا الحجون كما فى البخارى "ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون "والمحصب كما فى البخارى "حتى نزل المحصب ونزلنا معه فدعا عبد الرحمن بن أبى بكر فقال اخرج بأختك من الحرم "فهذا يعنى أن المحصب داخل الحرم المزعوم وأيضا بطن المسيل كما فى البخارى "وأنه كان يسعى بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة "وذى طوى كما عند أبى داود "ان ابن عمر كان إذا قدم مكة بات بذى طوى "والثنية العليا والسفلى كما عند أبى داود "أن النبى كان يدخل مكة من الثنية العليا من كداء من ثنية البطحاء ويخرج من الثنية السفلى "وصيدوج كما عند أبى داود"فاستقبل نخبا ببصره وقال مرة واديه ووقف حتى اتقف الناس كلهم ثم قال إن صيدوج وعضاهه حرام"والحزروة كما عند ابن ماجة "رأيت رسول الله وهو على ناقة واقف بالحزروة يقول إنك أحب بلاد الله إلى الله "زد على هذا الجبل الذى كان فيه غار حراء والجبل الذى فيه كان فيه غار ثور وهو ثور زد على هذا بئر زمزم والشعاب مثل شعب أبى طالب وكل هذه المواضع مختلف فى تحديد كثير منها وفى تحديد موقعها بالضبط من ناحية مكتنا الحالية ولم يقتصر تغيير المكان على مكة وحدها بل شمل تغيير يثرب أو المدينة حيث نقلت هى الأخرى لموضعها الحالى وقد كانت عبارة عن وادى بين جبلين وعرين لا يمكن تسلقهما للحرب إلا ونزلت الهزيمة بمن يصعد عن طريقهما دون قتال من جانب أهلها وأما الجهتين الأخريين فكانتا مفتوحتين وفى كلاهما كانت بيوت الناس تسد الجهتين وكانت المداخل هى الشوارع وفى قلب المدينة بين الجبلين ومع البيوت كانت توجد المساجد والمؤسسات العامة والمزارع ولذا فإن المسلمين فى غزوة الأحزاب أقاموا فى الشوارع وهى مداخل المدينة وسائل حربية مثل المتاريس والسدود والخنادق لمنع الكفار من دخولها ولذا حاول الكفار من الأحزاب دخولها من الجهتين الفوقية والتحتية وهى أماكن وجود المداخل وفى هذا قال القرآن بسورة الأحزاب "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم "وقد نجحت الوسائل الحربية فى منع الكفار من دخول المدينة هى والريح والجنود غير المرئية ومن ثم لم يحدث قتال أى اشتباك بين قوات الفريقين وفى هذا قالت سورة الأحزاب "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال "وقد ألفنا أحاديث أخرى فى المدينة يعارض بعضها بعضا فمثلا ذكر فى كتاب مسلم "اللهم إنى أحرم ما بين جبليها "وهذا يعنى أن ما بين الجبلين هو المحرم وفى قول أخر "إنى أحرم ما بين لابتيها"وهذا يعنى أن ما بين اللابتين وهما الحجارة السوداء هو المحرم وهو اختلاف فى المساحة المحرمة فما بين الجبلين أقل مما بين اللابتين بعيدا عن أوائل وأواخر الجبلين كما ألفنا حديثا أخر يخالف هذا وذاك فإذا كان الحديث الأول يذكر جبلين فإن هناك على الأقل ثلاثة جبال مذكورة فى الأحاديث وهى عير وثور حيث أتى فى كتاب مسلم "المدينة حرم بين عير وثور "ويزاد لها أحد فى قوله بنفس الكتاب "هذه طابة وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه "مع أن غزوة أحد كانت خارج المدينة لأن أحدا لو كان فى المدينة لهاجمها الكفار كما هاجموها فى الأحزاب وبدليل أن المنافقين العظام قالوا بسورة آل عمران "لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا "وقال فيهم "لو كنتم فى بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "فهذا يعنى أن مكان المعركة كان بعيدا عن المدينة لوجود فرق بين البيوت وبين مضاجع القتل ومن المعروف أن بالمدينة جبلين بينهما البيوت ومن ثم لو كانت المعركة فى أحد لكانت فى البيوت لكونها بين الجبلين زد على هذا جبل عينين بجوار أحد كما بحديث وحشى فى البخارى "وعينين جبل بحيال أحد بينه وبينه واد "ولم نكتف بنقل المدينة هى الأخرى بل كان علينا طمس أى معالم تشير إلى مكة والمدينة فبلدة لوط كانت قريبة جدا من مكة ومع هذا فهى تبعد عنها الآن مئات الأميال وقد اخترنا بلدة بها آثار للقدامى إمعانا فى إضلال الناس وهى ما سميناه مدائن لوط.

إن بلدة لوط قريبة من مكة لقول القرآن بسورة هود "وما هى من الظالمين ببعيد "والدليل على القرب المكانى أيضا أن كفار مكة كانوا يفوتون عليها فى الصباح وهو النهار وفى الليل وفى هذا قال بسورة الصافات "وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون "وهذا يعنى أن قريشا كانت تمر ليلا ونهارا على بلدة لوط فالسائر يبلغها على قدميه فى النهار أو فى الليل وهذا يعنى أنها لا تبعد أكثر من 10 أميال عن مكة وحدث نفس الأمر لقرية شعيب فقد كانت قريبة من قرية لوط كما قال شعيب بسورة هود"وما قوم لوط منكم ببعيد"ومن ثم نقلنا بلدة شعيب لمكان أخر يسمى مدين وهو قريب من مدائن لوط المنقولة هى الأخرى وأما ما كان من آثار القومين فقد تم تحطيمهما حتى لا يستدل أحد بوجودهما على مكان مكة وزيادة فى الإضلال كان لابد من تحريف التوراة والإنجيل بطمس أى معالم فيها تشير لموضع مكة وزيادة عبارات مضللة تتعارض مع القرآن وحتى مع الأحاديث المحرفة التى نسبناها لمحمد اللعين فمثلا بلدة لوط فى التوراة أصبحت سدوم وعمورة فى أرض فلسطين وفى هذا يقول سفر التكوين "وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء" ومثلا سكن إسماعيل فى مكة تحول فى التوراة إلى سكنه فى برية فاران وهى من أرض فلسطين وفى هذا قال سفر التكوين "فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها فمضت وتاهت فى برية بئر سبع ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس لأنها قالت لا أنظر موت الولد فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر لا تخافى لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو قومى احملى الغلام وشدى يدك به لأنى ساجعله أمة عظيمة وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء ذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام وكان الله مع الغلام فكبر وسكن فى البرية وكان ينمو رامى قوس وسكن فى برية فاران وأخذت له أمه زوجة من مصر "ومثلا قصة الذبيح بدلا من حدوثها فى مكة حدثت فى أرض المريا من فلسطين وكان الذبيح فيها إسحاق وليس كما فى القرآن إسماعيل وفى هذا قال سفر التكوين "وحدث بعد هذه أمور أن الله امتحن إبراهيم فقال له يا إبراهيم فقال ها أنا ذا فقال خذ ابنك وحيدك الذى تحبه إسحاق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذى أقول لك 000ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه فناداه ملاك الرب من السماء وقال إبراهيم إبراهيم فقال ها أنا ذا فقال لا تمد يديك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا"

وإمعانا منا فى تضليل الناس اخترعنا حكايات وأحاديث عن تخريب الكعبة فمثلا فى صحيح البخارى ألفنا حديث "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة "والكعبة أصلا محمية من كل خراب بدليل بقاءها وهلاك أصحاب الفيل وكما قال القرآن فمن يرد أى يقرر فقط القيام فيها بإلحاد أى بظلم أى بذنب ما يعذب عذابا أليما قبل أن يفعل هذا الذنب فى البيت الحرام وفى هذا قال بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "وألفنا حكايات هدم الكعبة فى عصر المزعوم يزيد بن معاوية وفى عصر القرامطة المزعوم وفى عصر المزعوم مروان بن الحكم وصدق الناس وكان هذا هو المطلوب وكان الهدف من الحكايات كلها هو أن يصدق الناس أن الكعبة قد خربت فى أثناء الحروب التى قامت بين ولايات الدولة ومن ثم فقد أعدنا بناءها بعد الحروب على النظام المعروف حاليا وزيادة فى الإضلال جررنا المسلمين للوثنية مرة أخرى وحتى لا تكون وثنية ظاهرة لم نختر صنما أو تمثالا وإنما اخترنا أحجارا يفعل بها ما يفعل بالأصنام فالبناء المربع يطاف به كما يطاف بالأصنام والحجر الأسود أو الأسعد الذى هو حجر عادى جعلناهم يقبلونه ويتعاركون على لمسه كما يقبل الوثنيون أصنامهم ويلمسونها والجمرات الثلاثة جعلناها لعبة يقذفون بها أحجارا كأنها التماثيل بأحجار أخرى وادعينا أن هذا رمز لكراهية الشيطان مع أن كراهية الشيطان لا تكون بقذف حجارة وإنما بعصيان أوامره وكان هذا الفعل مشابها لأفعال فى أديان وثنية كالهندوسية التى يرمون فيها أحجارا أو نقودا فى بحيرة أو ما شابه بقصد تمنى أشياء واخترعنا حكاية بئر زمزم مع هاجر وإسماعيل وهى حكاية يكذبها القرآن الذى يقول "إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "والذى يعنى أن مكة لا توجد بها نباتات أيا كانت ومع هذا صدق الناس الحكاية التى ورد فيها حديثين فى كتاب الأنبياء فى كتاب البخارى الذى يقول فى أولهما "أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل000 ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهى ترضعه فوضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم فى أعلى المسجد 000وإسماعيل يبرى نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم 000"ويقول فى ثانيهما "لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل 0000حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة 000"فهنا يوجد زرع هو الدوحة أى الشجرة وفى القرآن لا يوجد ،زد على هذا الجنون فى قولنا "دوحة فوق زمزم "فكيف تكون الشجرة فوق البئر هل جذورها فى الماء ؟ ما البيت البحرام فقد تم إهماله لع

ومن الغريب أن الناس والقراء لم يلاحظوا فى الأحاديث الخبل فى موضع مركز البيت الذى يسمونه حاليا الكعبة وهو نقطة مركز الكون فمثلا هو فى حديث زمزم عند البخارى "وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية "وهذا معناه أن قواعد البيت كانت عالية على شكل مرتفع صغير وهو فى حديث إعادة بناء الكعبة يجب إعادته لحقيقته وهى أنه مساوى للأرض حوله وفى كتاب مسلم قيل "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض "وكل هذا متناقض لم يلاحظه الناس ولم يفكروا فى قول القرآن بسورة الحج"وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت "الذى يعنى أن البيت بكامله وليس مركز البيت فقط كان مخفيا فأظهره الله للرجل وهذا يعنى أن هناك ما كان يخفيه عن الأنظار .