الثلاثاء، 31 يوليو 2018

متى فى القرآن

متى فى القرآن
ويقولون متى هو
قال تعالى بسورة الإسراء
"قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر فى صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذى فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار كونوا حجارة أى صخور أو حديدا أو خلقا مما يكبر ما فى صدوركم أى مخلوقا من التى تعظم فى قلوبكم فستبعثون مرة أخرى ووضح الله بهذا للكفار أن تحول الكفار بعد الموت لعظام ورفات أو حتى حجارة أو حديد أو مخلوق مما يعظم فى نفوسهم لا يمنعه من إعادتهم مرة أخرى كما كانوا فى الدنيا وليسوا كما زعموا أنهم سيكونون خلق جديد والمراد خلق أخر غير أنفسهم التى كانت فى الدنيا ،ووضح له أنهم سيقولون له من يعيدنا أى يبعثنا أى يحيينا مرة أخرى ؟ويطلب الله من نبيه(ص)أن يجيب عليهم بقوله :الذى فطركم أى "خلقكم أول مرة "كما قال بسورة فصلت ،ووضح له أنهم سينغضون إليه رءوسهم والمراد سيهزون له أدمغتهم سخرية ويقولون :متى هو أى "متى هذا الوعد"أى البعث كما قال بسورة الأنبياء ويطلب منه أن يقول لهم عسى أن يكون قريبا والمراد عسى أن يصبح واقعا
ويقولون متى هذا الوعد
قال تعالى بسورة الملك وغيرها:
"ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار سألوا متى هذا الوعد وهو القيامة أى الفتح إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين كفر الناس بالقيامة أى عادلين فى قولكم بوقوع العذاب
ويقولون متى هذا الفتح
قال تعالى بسورة السجدة
"ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون " وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار يقولون متى هذا الفتح وهو الموعد أى القيامة إن كنتم صادقين أى عادلين فى قولكم بوقوعها مصداق لقوله بسورة سبأ"متى هذا الوعد"وهذا يعنى سؤالهم عن موعد حدوث القيامة وطلب الله من نبيه (ص)أن يقول يوم الفتح أى القيامة وهو القضاء العادل لا ينفع الذين كفروا أى ظلموا إيمانهم أى معذرتهم وهو تصديقهم وهم لا ينظرون والمراد لا يرحمون فى الآخرة

الاثنين، 30 يوليو 2018

مأجوج فى القرآن

مأجوج
إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض
قال تعالى بسورة الكهف
"قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا "وضح الله أن القوم قالوا للرجل:يا ذا القرنين (ص) إن يأجوج ومأجوج وهما قبيلتان مفسدون فى الأرض أى ظالمون فى البلاد والمراد كافرون بحكم الله لا يعملون به فى البلاد ،ثم قالوا فهل نجعل لك خرجا أى فهل نعطى لك مالا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا والمراد مقابل أن تقيم بيننا وبينهم حاجزا يمنعهم من دخول بلادنا ؟وهذا يعنى أنهم يطلبون منه إقامة سد يمنع يأجوج ومأجوج وهم قبيلتين من البشر من الوصول لبلادهم مقابل أن يعطوه الخرج وهو المال الكثير
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج
قال تعالى بسورة الأنبياء
"حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون "وضح الله لنا أن يأجوج ومأجوج وهما القبيلتان المحبوستان فى سد ذو القرنين (ص)إذا فتحت أى خرجت والمراد انفلق سدهما إذا هم من كل حدب ينسلون والمراد إذا هم من كل مكان يخرجون لأرض الناس

الأحد، 29 يوليو 2018

المحو فى القرآن

المحو فى القرآن
وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل
قال تعالى بسورة الإسراء
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب "وضح الله للناس أنه جعل الليل والنهار آيتين والمراد خلق الليل والنهار علامتين ظاهرتين فمحا آية الليل والمراد فأظلم علامة الليل وجعل آية النهار مبصرة أى وخلق علامة النهار مضيئة والسبب أن نبتغى فضلا من الله والمراد أن نطلب رزقا من الله وأن نعلم عدد السنين والحساب والمراد أن نعرف عدد الأعوام والإحصاء
يمحو الله ما يشاء
قال تعالى بسورة الرعد
"لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "وضح الله أن لكل أجل كتاب والمراد لكل مخلوق سجل مكتوب فيه أعماله والله يمحو ما يشاء ويثبت والمراد والله يزيل ما يريد أى ينسخ ما يريد من الأحكام ويبقى ما يريد ويبين له أن عنده أم الكتاب والمراد لديه أصل السجلات كلها
ويمح الله الباطل
قال تعالى بسورة الشورى
"أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته " سأل الله أم يقولون افترى على الله كذبا والمراد هل يزعمون تقول على الرب باطلا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن النبى(ص)لم ينسب باطلا إلى الله ،ويبين له أنه إن يشأ يختم على قلبه والمراد أنه إن يرد يطبع على نفسه فيكون كافرا ولكنه لم يرد ويبين له أن الله يمح الباطل والمراد أن الرب ينسخ أى يزيل أحكام الشيطان ويحق الحق بكلماته والمراد ويثبت العدل بآياته وهى أحكامه مصداق لقوله بسورة الحج"فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته "

السبت، 28 يوليو 2018

المرح فى القرآن

المرح فى القرآن
ولا تمش فى الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض
قال تعالى بسورة الإسراء
"ولا تمش فى الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها " نهى الله المسلم عن المشى فى الأرض مرحا والمراد عن ابتغاء الفساد فى البلاد مصداق لقوله بسورة القصص "ولا تبغ الفساد فى الأرض" أى ينهاه عن العيش فى البلاد عاملا بالظلم ووضح له أنه أنه لن يخرق الأرض أى لن يخرم البلاد والمراد لن يستطيع احتلالها أى ملكها ولن يبلغ الجبال طولا والمراد ولن يصل الرواسى قوة أى لن تصل قوته إلى أن تصبح مثل قوة الجبال ووضح له أن كل ذلك وهو المشى مرحا فى الأرض سيئه وهو عمله عند الله مكروها والمراد أن ذلك فعله محرم فى كتاب الله
ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا
قال تعالى بسورة لقمان
"ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا " وضح الله أن لقمان(ص)قال لولده :لا تصعر خدك للناس والمراد ولا تعظم نفسك للخلق وهذا يعنى ألا يجعل نفسه إله أمام الناس وفسر هذا بألا يمش فى الأرض مرحا والمراد ألا يسير فى البلاد مفسدا أى ظالما
وبما كنتم تمرحون
قال تعالى بسورة غافر
"كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون " وضح الله أن كذلك أى بتلك الطريقة يضل الله الكافرين أى يعاقب الرب المكذبين بدينه ويقال للكفار ذلكم أى السبب فى عقابكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق أى بسبب ما كنتم تبغون أى تعملون فى البلاد بغير العدل وفسر هذا بأنه ما كنتم تمرحون أى تتمتعون فى الدنيا بالحرام وهو الباطل ويقال لهم ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها والمراد اسكنوا بلاد النار مقيمين بها فبئس مثوى المتكبرين والمراد فساء مقام الكافرين

الجمعة، 27 يوليو 2018

المتن فى القرآن

المتن فى القرآن
  الله هو الرازق ذو القوة المتين
قال تعالى بسورة الذاريات
"إن الله هو الرازق ذو القوة المتين " وضح الله أنه هو الرازق أى المعطى للنفع ذو القوة أى صاحب العزة المتين أى القوى الذى يعز مطيعيه ويقويهم ويذل مخالفيه ويضعفهم
وأملى لهم إن كيدى متين
قال تعالى بسورة الأعراف
" والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدى متين" وضح الله لنا أن الذين كذبوا والمراد إن الذين كفروا بأحكام الله سيستدرجهم من حيث لا يعلمون وهذا يعنى أنه يعطيهم الخيرات ليس خيرا لأنفسهم وإنما ليزدادوا إثما وفسر هذا بأنه يملى لهم أى يخدعهم ووضح أن كيده متين والمراد إن مكره ناجح لا يخيب
إن كيدى متين
قال تعالى بسورة القلم
"فذرنى ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم إن كيدى متين" طلب الله من نبيه (ص)أن يذره ومن يكذب بهذا الحديث والمراد أن يترك حكم الله يتعامل مع من يكفر بهذا القرآن وحكم الله هو أن يستدرجهم من حيث لا يعلمون والمراد أن يدخلهم النار من الذى لا يتوقعون أنه جالب لهم العقاب وهو الخير وفسر هذا بأنه يملى لهم أى يعطى لهم المال والعيال ووضح له أن كيده متين والمراد أن مكره عظيم والمراد ناجح سيدخلهم النار

الخميس، 26 يوليو 2018

المرد فى القرآن

المرد فى القرآن
مردوا على النفاق
قال تعالى بسورة التوبة
"وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم "وضح الله أن ممن حولهم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة والمراد أن من الذين فى محيط بلدتهم من البدو ومن أهل المدينة وهم سكان يثرب مذبذبون بين الإسلام والكفر وهذا يعنى وجود منافقين داخل المدينة ومنافقين خارج المدينة والكل مردوا على النفاق أى استمروا فى المرض وهو الكفر الخفى والنبى (ص)لا يعلمهم أى لا يعرف بأشخاصهم والله يعلمهم أى يعرفهم واحدا واحدا ،ويبين له أنه سيعاقبهم مرتين والمراد سيذلهم مرتين فى الدنيا قبل الموت ثم يردون إلى عذاب عظيم والمراد ثم يدخلون بعد الموت فى عقاب شديد
وحفظا من كل شيطان مارد
قال تعالى بسورة الصافات
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد "وضح الله أنه زين السماء الدنيا بزينة الكواكب والمراد أنه حسن السماء القريبة بنور المصابيح وهى النجوم وهى حفظ من كل شيطان مارد والمراد محمية من كل جنى مخالف لحكم الله وهذا يعنى أنها رجوم للشياطين
وإن يدعون إلا شيطانا مريدا
قال تعالى بسورة النساء
"إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله "وضح الله للمؤمنين أن الكفار يدعون أى يطيعون من دون الله الإناث والمراد يتبعون من سوى حكم الله الشهوات وسماها الله إناثا لأن المعبودات المزعومة للناس منها الذكور والإناث ولكن المعبودات الحقيقية هى شهوات أى أهواء النفوس وفسر الله هذا بأنهم يدعون شيطانا مريدا والمراد يطيعون هوى مطاعا قد لعنه الله أى غضب عليه أى حرم عليه الجنة
ويتبع كل شيطان مريد
قال تعالى بسورة الحج
"ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد "وضح الله أن من الناس وهم الخلق من يجادل فى الله والمراد من يخاصم فى دين الله بغير علم أى هدى أى كتاب منير أى وحى من الله وهذا المجادل يتبع كل شيطان مريد أى يطيع كل هوى ضال والمراد يطيع هوى نفسه الذى يعتبره إلهه
إنه صرح ممرد
قال تعالى بسورة النمل
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير "وضح الله أن سليمان(ص)قال للمرأة :ادخلى الصرح والمراد اصعدى للمبنى فلما رأته والمراد لما شاهدت المبنى حسبته لجة والمراد ظنت أن المبنى بركة ماء لذا كشفت عن ساقيها والمراد حسرت ثيابها عن رجليها حتى لا تبتل الثياب فظهرت سيقانها فقال لها سليمان(ص)إنه صرح ممرد من قوارير والمراد إنه مبنى مصنوع من زجاجات وهذا يعنى أن المبنى ظهر كماء لأن المادة التى بنى منها هى الزجاج الشفاف وتحته الماء عند ذلك

الثلاثاء، 24 يوليو 2018

علاقة الولد والوالدين

ووصينا الإنسان بوالديه حسنا
قال تعالى بسورة العنكبوت
"ووصينا الإنسان بوالديه حسنا " وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه حسنا والمراد أنه أمر الفرد بأبويه عدلا وهذا يعنى أن يعاملهما بالمعروف مصداق لقوله بسورة لقمان "وصاحبهما فى الدنيا معروفا "
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه
قال تعالى بسورة لقمان
"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير" وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه والمراد أمر الفرد بالإحسان إلى أبويه حملته أمه وهنا على وهن والمراد حبلت به ضعفا على ضعف وهذا يعنى أن الحامل تزداد ضعفا كلما قرب موعد الولادة ،وفصاله فى عامين أى وفطام الرضيع بعد سنتين "وقال لله للإنسان:اشكر لى أى أطع حكمى ومن ضمن حكمى أطع والديك أى أبويك إلى المصير وهو المرجع والمراد وإلى جزاء الله العودة
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا
قال تعالى بسورة الأحقاف
"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن اشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين " وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه إحسانا والمراد أن أمر الفرد بأبويه برا والمراد أن يعاملهما بالعدل،حملته أمه كرها ووضعته كرها والمراد حبلت به جبرا وولدته جبرا وهذا يعنى أن الأم تحبل وتلد دون إرادتها فالله وحده هو الذى يريد ،وحمله وفصاله والمراد ومدة الحبل به ورضاعته ثلاثون شهرا وهذا يعنى أن مدة الحمل ستة أشهر فقط لأن الفطام وهو الرضاع عامين أى 24شهر مصداق لقوله بسورة البقرة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين "وهذا هى مدة الحمل الحقيقى الذى تكون فيه النفس فى الجسم ،وحتى إذا بلغ أشده والمراد وحتى إذا وصل سن قوته أى بلغ أربعين سنة أى وصل سن الأربعين قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى أبوى والمراد قدرنى أن أطيع وحيك الذى أبلغت لى ولوالدى وفسر هذا بقوله وأن أعمل صالحا ترضاه والمراد وأن أفعل إسلاما تقبله وقال وأصلح لى فى ذريتى والمراد أحسن لى فى أولادى إنى تبت إليك والمراد إنى عدت لدينك وفسر هذا بقوله وإنى من المسلمين أى المطيعين لدينك
والذى قال لوالديه أف لكما
قال تعالى بسورة الأحقاف
"والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين " وضح الله أن الخاسر هو الذى قال لوالديه وهم أمه وأبيه :أف لكما والمراد العذاب لكما ،أتعداننى أن أخرج والمراد هل تخبراننى أن أعود للحياة من بعد الموت وقد خلت القرون من قبلى والمراد وقد مضت الأمم من قبلى أى ولم تعد الجماعات التى ماتت قبلى إلى الحياة ؟وهذا يعنى أنه مكذب بالبعث الذى أخبره الأبوان به ،ووضح له أن الأبوين استغاثا أى استنصرا أى استنجدا بالله لإقناع الإبن فقالا له :ويلك أى العذاب لك أنت إن كذبت ،آمن أى صدق بالبعث ،إن وعد الله حق والمراد إن عهد وهو قول الله صدق والمراد إن البعث واقع فى المستقبل فكان رده هو قوله :ما هذا إلا أساطير الأولين والمراد ما البعث سوى أكاذيب السابقين وهذا يعنى إصراره على التكذيب
وبالوالدين إحسانا
قال تعالى بسورة البقرة
"وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى والمساكين"وهو ما يعنى ومن عبادة الله وبالأبوين برا وبأصحاب القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وهذا معناه أن الله أمر القوم أن يتعاملوا مع الأباء والأمهات والأقارب ومن مات أباؤهم والمحتاجين للمال بالإحسان وهو البر أى العدل والمراد ما أمر الله به بهم فى الوحى
إن ترك خيرا الوصية للوالدين
قال تعالى بسورة البقرة
"كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين " وضح الله أنه كتب أى فرض عليهم فى حالة حضور الموت وهو الوفاة إلى أحدهم الوصية وهى عطاء يهبه إن ترك خيرا والمقصود إن خلف متاعا من النقود والذهب والفضة وغيرهم من المعادن الثمينة لكل من:الوالدين وهم الأبوين والأقربين هم الأقارب من أولاد وزوجات وغيرهم والهبة تكون بالمعروف أى العدل وهذا حق على المتقين أى واجب على المسلمين
ما أنفقتم من خير فللوالدين
قال تعالى بسورة البقرة
""يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل "وضح الله لرسوله(ص)أن المسلمين يسألونه ماذا ينفقون أى ماذا يعملون فى حياتهم؟ويطلب منه أن يجيبهم قائلا:ما أنفقتم من خير أى ما عملتم من عمل صالح فيجب أن يكون لكل من الوالدين وهم الأبوين والأقربين وهم جميع الأقارب مثل الأولاد والزوجة والإخوة واليتامى وهم من مات آبائهم وهم أطفال والمساكين وهم الذين يعملون ولا يكفيهم عائد العمل وابن السبيل وهو المسافر الذى ليس معه مال يوصله لبلده
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا
قال تعالى بسورة النساء
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا "طلب الله منا كناس أن نعبده أى نطيع حكمه المنزل وفسر هذا بأن لا نشرك به شيئا والمراد ألا نطيع مع حكم الله حكم أخر ومن ضمن طاعة حكم الله أن نحسن أى نتعامل بالعدل مع كل من الوالدين وهم الأبوين
شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين
قال تعالى بسورة النساء
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين "طالب الله الذين أمنوا أن يكونوا قوامين بالقسط والمراد أن يكونوا حاكمين بالعدل شهداء لله أى مقرين معترفين لله حتى لو كان الإقرار على أنفسهم أو على الوالدين وهم الأبوين أو على الأقربين وهم الأقارب وهذا يعنى أن القاضى أو الشاهد يجب عليه أن يحكم أو يشهد على نفسه أو على والديه أو على أقاربه بالحق فليس فى الإسلام ما يسمى التنحى عن الحكم أو الشهادة فى أى قضية حتى ولو كان المتهم هو القاضى نفسه أو الشاهد أو والديه أو أقاربه
ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم
قال تعالى بسورة النساء
" ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس : ومن عبادة الله ألا يقتلوا أولادهم من إملاق والمراد ألا يذبحوا عيالهم خوفا من الفقر والسبب أن الله يرزقهم وأولادهم والمراد يعطيهم العطايا من أكل وخلافه ومن عبادة الله ألا يقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق والمراد ألا يذبحوا الإنسان الذى منع الله قتله إلا بالعدل وهو ارتكابه جريمة قتل أو فساد فى الأرض
وقضى ربك ألا تعبدوا إياه وبالوالدين إحسانا
قال تعالى بسورة الإسراء
"وقضى ربك ألا تعبدوا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا " وضح الله لنبيه(ص)أنه قضى ألا يعبدوا إلا إياه والمراد أنه حكم ألا يطيعوا حكم إلا حكمه ومن ضمن عبادة الله بالوالدين إحسانا أى بالأبوين معروفا وهذا يعنى وجوب معاملة الأبوين بالبر وهو المعروف ووضح الله لكل مسلم أن الأبوين أحدهما أو كلاهما إذا بلغ عنده الكبر والمراد إذا وصل لديه فى بيته العجز وهو سن الشيخوخة فعليه ألا يقل لهما أف والمراد ألا يحدثهما قائلا ويل لكما أى العذاب لكما ،ألا ينهرهما والمراد ألا يزجرهما والمراد ألا يمنعهما من قول شىء أو فعله ،وأن يقول لهما قولا كريما والمراد وأن يتحدث معهما حديثا حسنا أى عادلا ،وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة والمراد أن يعمل لهما عمل المهانة من النفع وهذا يعنى أن يصنع لهما أى عمل فيه مهانة له ،وأن يدعوا لهما الله رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا والمراد إلهى انفعهما كما نميانى وليدا
إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم
قال تعالى بسورة المجادلة
"الذين يظاهرون منكم من نساءهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائى ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا " وضح الله للمؤمنين أن الذين يظاهرون منهم من نساءهم وهم الذين يتباعدون منهم عن زوجاتهم والمراد الذين يحرمون زوجاتهم كالمحرمات عليهن وهن الأمهات ليست زوجاتهم أمهاتهم أى والداتهم وإنما أمهاتهم وهن والداتهم هم اللائى ولدنهم أى أنجبنهن من البطون وقولهم وهو تحريم الزوجات كالأمهات أو غيرهن هو منكر من القول أى كذب من الحديث وفسره بأنه زور أى باطل
لا يجزى والد عن ولده
قال تعالى بسورة لقمان
"يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا "نادى الله الناس وهم الخلق فيقول اتقوا ربكم والمراد أطيعوا حكم الله وفسر هذا بقوله واخشوا يوما أى وخافوا يوما والمراد اعملوا لأخذ رحمة يوم لا يجزى والد عن ولده أى لا يحمل أب عن ابنه عقابا ولا مولود هو جاز عن ولده شيئا والمراد ولا ابن هو متحمل عن أبيه عقابا والمراد مصداق لقوله بسورة الإسراء"ولا تزر وازرة وزر أخرى "

إن امرؤ هلك ليس له ولد
قال تعالى بسورة النساء
"يستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد " وضح الله للنبى(ص)أن المسلمين يستفتونه أى يسألونه عن الكلالة وطلب منه أن يقول لهم:الله يفتيكم أى يجيبكم عن سؤالكم عن ميراث الكلالة وهو إن امرؤ هلك ليس له ولد والمراد إن مسلم توفى وليس عنده عيال بنين أو بنات ولا أبوين وله أخت واحدة فلها نصف ما ترك والمراد فلها نصف الذى فات الميت من المال وأما إذا كانت الأخت هى الميتة فالأخ يرث أى يملك مالها كله إن لم يكن لها ولد أى عيال
والوالدات يرضعن أولادهن

قال تعالى بسورة البقرة
"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"وضح الله لنا أن الواجب على الوالدات وهن اللاتى يلدن الأطفال أى الأمهات هو أن يرضعن أولادهن حولين كاملين أى أن يسقين أطفالهن لبن الثدى مدة عامين تامين لا ينقصان يوما لمن أراد أن يتم الرضاعة والمراد أن هذا الحكم لمن شاء أن يكمل سقاية الأطفال اللبن كما حكم الله فهو واجب على كل أم
وعلى المولود له رزقهن
قال تعالى بسورة البقرة
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " وضح الله لنا أن الواجب على الرجال وهم المولود لهم أى المنجب لهم الأطفال هو رزقهن أى إطعام الأم ومولودها وكسوتهن أى إلباسهن والمراد شراء الملابس للأم ومولودها
لا تضار والدة بولدها
قال تعالى بسورة البقرة
"لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك " وضح الله أن الوالدة وهى الأم المطلقة لا تضار أى لا تؤذى بسبب طفلها بمعنى أن الأب المطلق لا يؤذيها بعدم إحضار الطعام والكساء لها ولطفلها والمولود له وهو الأب لا يؤذى بسبب ولده والمراد لا ترهقه الزوجة المطلقة بإحضار طعام أو كساء ليس فى قدرته وأما الوارث وهو المالك عصمة زوجته فلم يطلقها وهو الزوج فعليه مثل ذلك أى قدر هذا وهذا يعنى أن مالك عصمة المرأة عليه رزق المرأة وكسوتها دون ضرر والمراد هنا الزوج غير المطلق
ولا يقتلن أولادهن
قال تعالى بسورة الممتحنة
"يا أيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله "نادى الله إذا جاءك المؤمنات يبايعنك والمراد إذا أتتك المصدقات بحكم الله يعاهدنك على أن لا يشركن بالله شيئا والمراد على أن لا يطعن مع حكم الله حكما أخر وفسر هذا بأن لا يسرقن أى لا يأخذن مال الغير بلا حق ولا يزنين أى ولا يرتكبن الفاحشة ولا يقتلن أولادهن والمراد ولا يذبحن عيالهن وهو الوأد ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن والمراد ولا يحضرن كذبة يؤلفنها أمامهن والمراد ولا ينسبن طفلا زورا لهن وأزواجهن دون إنجابهن له ولا يعصينك فى معروف والمراد ولا يخالفنك فى حق من الحقوق المنزلة كلها فبايعهن والمراد فعاهدهن على ذلك واستغفر لهن الله والمراد واستعفى لهم الرب والمراد واطلب لهن من الله ترك عقابهن على ذنوبهن السابقة
وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم
قال تعالى بسورة البقرة
"وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف" وضح الله لنا أننا إذا أردنا استرضاع الأولاد والمراد إذا شئنا استئجار مرضعات للأطفال بسبب عدم رضا المطلقات إرضاع أولادهن فلا جناح علينا والمراد لا عقاب علينا عند عمل الاستئجار بشرط أن نسلم المرضعة الذى أتينا بالمعروف والمراد أن نعطى المرضعة الذى فرضنا لها من الأجر بالعدل
يوصيكم الله فى أولادكم
قال تعالى بسورة النساء
"يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين "وضح الله لنا أن وصيته وهى حكمه فى الميراث هو أن للذكر مثل حظ الأنثيين والمراد أن للولد قدر نصيب البنتين فى مال الورث،وبين لنا أن النساء وهن البنات إن كن فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك والمراد أن البنات لو كن هن الوارثات ليس معهن ولد وكان عددهن أكثر من اثنتين فنصيبهن فى الميراث هو الثلثان من الذى فات الميت وإن كانت واحدة أى بنت فقط فنصيبها هو نصف الورث ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك والمراد أن أب الميت له سدس الورث وأم الميت لها سدس الورث الذى فاته الميت وهذا التقسيم إن كان للميت ولد أى عيال بنات وأما إذا لم يكن له ولد أى عيال بنات أو بنين فلأمه وهى والدته ثلث الورث ولأبيه الثلثين فإن كان للميت اخوة فالأم لها السدس وللأب الثلث والباقى للاخوة وهو نصف الميراث و الميراث هو الذهب والفضة والنقود والمعادن الثمينة ولا يقسم إلا من بعد تنفيذ الوصية وهى القول الذى أوجبه فى الورث لمن أحب فى حياته لسبب مما شرع الله ويأتى قبل تنفيذ الوصية سداد الدين وهو السلف الذى أخذه من الآخرين فى حياته
ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد
قال تعالى بسورة النساء
"ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين " وضح الله أن الرجال لهم نصف ما تركت أى الذى فاتت الزوجات إذا لم يكن لهن ولد والمراد إذا لم يكن لديهن عيال بنات أو بنين فإن كان لهن ولد والمراد إن كان لديهن عيال فللزوج ربع مما تركن أى من الذى فتن من المال والزوج لا يأخذ ميراثه إلا من بعد وصية يوصين بها أو دين والمراد من بعد تنفيذ فرض فرضنه فى حياتهن أو سداد مال سلف أخذنه من الآخرين وأما الزوجات فلهن الربع مما ترك أى من الذى فات الأزواج الميتون إن لم يكن لهم ولد أى إذا لم يكن لديهم عيال يرثونهم ويقسم بينهن بالتساوى إن كن أكثر من واحدة وأما إذا كان لهم ولد أى عيال فللزوجات الثمن يقسم عليهن بالتساوى إن كن أكثر من واحدة وهذا ينفذ من بعد وصية يوصون بها أو دين والمراد من بعد تنفيذ فرض يفرضه الأزواج أو سداد مال السلف الذى أخذوه من الآخرين
والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان
قال تعالى بسورة النساء
"وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا"سأل الله المؤمنين :وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله ؟ ويفسر الله سبيل الله بأنه نصر المستضعفين وهم الأذلاء من الرجال وهم الذكور والنساء وهن الإناث والولدان وهم أطفال الرجال والنساء الذين يقولون :ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها والمراد إلهنا أنجنا من هذه البلدة الكافر شعبها وهذا معناه أنهم يؤذونهم للارتداد عن الإسلام ويقولون :واجعل لنا من لدنك وليا وفسروه بأنه نصيرا والمراد وأرسل لنا من عندك منجيا وهذا معناه أنهم يطلبون النصر من إخوانهم
والولدان لا يستطيعون
قال تعالى بسورة النساء
"إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم " وضح الله للمؤمنين أن النار هى مصير الذين لا يهاجرون حفظا لإسلامهم إلا المستضعفين وهم الأذلاء أى الواهنين من الرجال وهم الذكور والنساء وهن الإناث والولدان وهم الأطفال الذين لا يستطيعون حيلة والمراد لا يقدرون على تدبير مكر يهربون به إلى أرض الأمان وفسر هذا بأنهم لا يهتدون سبيلا والمراد لا يجدون طريقا يهربون منه لأرض الأمان حفاظا على إسلامهم وهؤلاء يعفو الله عنهم أى يغفر الله لهم أى يرحمهم حيث يدخلهم الجنة
وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم
قال تعالى بسورة الأنعام
"وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم " وضح الله أن الشركاء وهم الشفعاء والمراد السادة قد زينوا لكثير من المشركين والمراد قد حسنوا لكثير من الكفار قتل أولادهم والمراد كفر عيالهم وهذا يعنى أنهم حسنوا لهم أن يربوا عيالهم على الكفر والسبب حتى يردوهم أى يرجعوهم عن الحق وفسر هذا بأنه حتى يلبسوا عليهم دينهم أى حتى يخلطوا عليهم حكم الله والمراد حتى يبعدوهم عن دين الله
قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها
قال تعالى بسورة الأنعام
"قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم " وضح الله أن الذين قتلوا أولادهم والمراد أن الذين أضلوا عيالهم عن دين الله سفها بغير علم والمراد ظلما دون وحى من الله وهذا يعنى أنهم أضلوا أى أبعدوا عيالهم عن الحق دون وجود نص فى الوحى يبيح لهم هذا كما قال لهم السادة والقتل ليس هو الذبح لأنهم كانوا يقتلون الإناث وليس الأولاد كلهم
ولا تقتلوا أولادكم من إملاق
قال تعالى بسورة الأنعام
"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس : من عبادة الله ألا يقتلوا أولادهم من إملاق والمراد ألا يذبحوا عيالهم خوفا من الفقر والسبب أن الله يرزقهم وأولادهم والمراد يعطيهم العطايا من أكل وخلافه ومن عبادة الله ألا يقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق والمراد ألا يذبحوا الإنسان الذى منع الله قتله إلا بالعدل وهو ارتكابه جريمة قتل أو فساد فى الأرض
واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة
قال تعالى بسورة الأنفال
"واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة "نادى الله الذين أمنوا واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة والمراد واعرفوا أنما أملاككم وهى أمتعتكم وعيالكم بلاء والمراد اختبار فى الدنيا فلا تجعلوهم يكفروكم
فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم
قال تعالى بسورة التوبة
"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " طلب الله من نبيه (ص)ألا تعجبه أموال المنافقين ولا أولادهم والمراد ألا تغره كثرة أملاك المنافقين وكثرة أولادهم والسبب أن الله يريد أن يعذبهم بها فى الحياة الدنيا والمراد أن الله يحب أن يذلهم بضياع أموالهم وإصابة عيالهم ويحب أن تزهق أنفسهم وهم كافرون والمراد ويريد أن تنتقل أنفسهم من الدنيا عند الموت للبرزخ وهم مكذبون بحكمه حتى يدخلهم النار
ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا
قال تعالى بسورة التوبة
"ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " طلب الله من نبيه (ص)ألا تعجبه أموال وأولاد المنافقين والمراد ألا تخدعه كثرة أملاك المنافقين وكثرة عيالهم والسبب هو أن الله يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا أى أن الرب يحب أن يعاقبهم بها فى الأولى فالمال عقابه هو تضييعه والأولاد عقاب المنافقين فيهم إما إسلام الأولاد أو إصابتهم بالمرض وغيره وهو يريد أن تزهق أنفسهم وهم كافرون أى والمراد يريد أن تنتقل أنفسهم من الدنيا للبرزخ وهم مكذبون بحكم الله حتى يدخلهم النار
ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق
قال تعالى بسورة الإسراء
"ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا " وضح الله لنا أن الواجب علينا هو ألا نقتل أولادنا خشية إملاق والمراد ألا نذبح أطفالنا خوف الفقر وهذا يعنى أن الدافع لقتل العيال هو الخوف من الحاجة ووضح لنا أنه يرزقهم أى يعطيهم العطايا وإيانا ووضح أن قتل أى ذبح الأطفال من أجل الفقر خطأ كبير والمراد حوبا أى ذنبا عظيما
لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم
قال تعالى بسورة التغابن
"يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله "نادى الله الذين آمنوا:لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله والمراد لا تشغلكم أى لا تبعدكم أملاككم وعيالكم عن طاعة حكم الله ومن يفعل ذلك والمراد ومن يبعدوه عنها فأولئك هم الخاسرون أى المعذبون فى النار
إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم
قال تعالى بسورة التغابن
"يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم "نادى الله المؤمنين مبينا لهم أن من أزواجهم وهن نساءهم وأولادهم وهم عيالهم عدو لهم أى كاره لهم وهو الكافر بدين الله ويجب عليهم أن يحذروا منهم أى يراقبوهم حتى لا يضروهم
إنما أموالكم وأولادكم فتنة
قال تعالى بسورة التغابن
"إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم " وضح الله أن أموالهم وهى أملاكهم فى الدنيا وأولادهم وهم عيالهم فتنة أى بلاء أى اختبار لهم أيفعلون فيهم قول الله أم لا يفعلون والله عنده أجر عظيم أى ثواب حسن وهو الجنة

الاثنين، 23 يوليو 2018

الولد فى القرآن الله والولدية

الولد فى القرآن

لم يلد ولم يولد
قال تعالى بسورة الإخلاص
"قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد " وضح الله لنبيه (ص)أن عليه أن يقول للناس :الله أحد والمراد واحد لا ثانى له ،الله الصمد أى الله الخالق ،لم يلد أى لم ينجب أولادا ولم يولد والمراد ولم ينجبه أحد
الذى له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا
قال تعالى بسورة الفرقان
"الذى له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك " وضح الله للناس أنه هو الذى له ملك أى حكم وهو لم يتخذ ولدا أى لم يلد ابنا مصداق لقوله بسورة الإخلاص "لم يلد "ولم يكن له شريك فى الملك والمراد ولم يكن لله مقاسم أى مكافىء فى حكم الكون
ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله
قال تعالى بسورة المؤمنون
"بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض " وضح الله أنه أتاهم بالحق والمراد أنه جاءهم بآياته وهى العدل وإنهم لكاذبون أى لكافرون أى لمعرضون ووضح لنا أنه ما اتخذ من ولد أى ما أنجب من ابن مصداق لقوله بسورة الإخلاص "لم يلد "وما كان معه من إله أى شريك فى الملك ووضح لنا أنه لو كان معه من إله لذهب كل إله بما خلق والمراد
لأخذ كل رب ما أنشأ والمراد ملك كل شريك ما أنشأ من الخلق ولعلا بعضهم على بعض والمراد لقوى بعضهم على بعض وهذا يعنى أن وجود بعض الآلهة- وليس لهم وجود-معناه لو كان فيه آلهة غير الله سيحارب كل واحد الآخرين وينتصر عليهم وهذا يعنى وجود تفاوت بين قوى الآلهة ما كان لله أن يتخذ من ولد
قال تعالى بسورة مريم
"ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " وضح الله أن ذلك أى والمراد أن قصة عيسى ابن أى ولد مريم (ص)هى قول الحق وهو حديث الصدق الذى فيه يمترون والمراد الذى به يكذبون ووضح لنا أنه ما كان لله أن يتخذ من ولد والمراد ما ينبغى لله أن يصطفى من ابن لأنه حرم ذلك على نفسه ووضح لنا أنه سبحانه والمراد أن التسبيح له أى أن الطاعة لحكم الله وحده ووضح لنا أنه إذا قضى أى أراد أمرا كما قال بسورة يس"إنما أمره إذا أراد شيئا "فإنما يقول له كن فيكون والمراد فإنما يوحى له أصبح فيصبح أى انخلق فينخلق
أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة
قال تعالى بسورة الأنعام
"بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء وهو بكل شىء عليم " وضح الله للمؤمنين أنه بديع والمراد خالق السموات والأرض ،وسأل أنى يكون له ولد والمراد كيف يصبح له ابن ولم تكن له صاحبة أى ولم تكن له زوجة ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أنهم نسوا أن الأولاد لا يأتون إلا من الزوجات وهو ليس له زوجة وقد خلق كل شىء أى وقد أبدع كل مخلوق دون مساعدة أحد وهو بكل شىء عليم والمراد وهو بكل أمر خبير
سبحانه أن يكون له ولد
قال تعالى بسورة النساء
" سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض "وضح الله إنما الله إله واحد أى رب واحد لا ثانى له سبحانه أى الطاعة لحكمه أن يكون له ولد والمراد كيف يصبح له ابن وله ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض؟ والغرض من القول هو إخبارهم استحالة وجود ولد لله لعدم حاجته له لأنه يملك كل شىء
وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا
قال تعالى بسورة الجن
"وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا " وضح الله أنه أوحى إليه والمراد أنه ألقى له أنه استمع نفر من الجن والمراد أنه أنصت جمع من الجن فقالوا : أنه تعالى جد ربنا والمراد وأنه تنزهت ذات خالقنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا والمراد ما كان له زوجة ولا ابنا ،وهذا يعنى أن الرب تنزهت ذاته عن الزوجية والأبوية
لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء
قال تعالى بسورة الزمر
"لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء " وضح الله أنه لو أراد أى شاء أن يتخذ ولدا أى أن يختار ابنا أى لهوا لاصطفى مما يخلق ما يشاء أى لاختار من الذى يبدع ما يريد مصداق لقوله بسورة الأنبياء"لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا "وهذا يعنى أن الولد سيكون مخلوقا مختارا من بين الخلق ولكنه لم يرد
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين
قال تعالى بسورة الزخرف
"قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :إن كان للرحمن أولاد والمراد إن كان للنافع أبناء فأنا أول العابدين أى المطيعين لهم أى المؤمنين بهم مصداق لقوله بسورة الأعراف"أول المؤمنين
وقالوا اتخذ الله ولدا
قال تعالى بسورة الأنعام
"وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما فى الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون" وضح الله لنا أن الكفار قالوا اتخذ الله ولدا والمراد جعل الله له ابنا أى أنجب الرحمن ابنا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"اتخذ الرحمن ولدا"ووضح أنه سبحانه والمراد التسبيح وهو الطاعة لحكمه هو الغنى أى الرازق أى صاحب الأرزاق كلها ،له ما أى الذى فى السموات والذى فى الأرض والمراد أنه له ملك مخلوقات الكون وسأل الله الناس إن عندكم من سلطان بهذا أى هل لديكم من علم من الله بهذا والغرض من السؤال هو إخبار الكل بكذبهم فلا يوجد وحى من الله يقول أن له ولد وسأل أتقولون على الله ما لا تعلمون والمراد هل تنسبون إلى الله الكذب الذى تعرفون والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الكفار ينسبون إلى الله الباطل وهم يعرفون أنه باطل
وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا
قال تعالى بسورة الكهف
"وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولوا إلا كذبا" وضح الله للناس أن القرآن ينذر أى يخوف بالعذاب الذين قالوا اتخذ الله ولدا أى اصطفى الله ابنا وهذا يعنى أنهم يزعمون أن الله ينجب أولاد،ووضح لنا أن الكفار وآبائهم ليس لهم به أى بذلك القول من علم أى وحى يثبته وإنما هو قول بلا دليل من عند الله ،ووضح أن ذلك القول هو كلمة كبرت أى عظمت فى الخطأ تخرج من أفواههم والمراد تدور على ألسنتهم ووضح لنا أنهم لا يقولون إلا الكذب والمراد إن يزعمون إلا الباطل وهذا يعنى أن لا أصل لتلك الكلمة
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
قال تعالى بسورة مريم
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا أى اصطفى النافع ابنا وهذا يعنى أن الله فى رأيهم أنجب ابنا،ويرد الله عليهم فيقول لقد جئتم شيئا إدا والمراد لقد قلتم قولا منكرا وهذا يعنى نفيه وجود ابن له ،والسموات تكاد أى تهم أى تريد أن يتفطرن أى يتهدمن وتنشق أى وتتزلزل الأرض وتخر أى وتسقط الجبال وهى الرواسى من أنهم دعوا للرحمن ولدا والمراد أن اخترعوا للنافع ابنا ووضح له أن ما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا والمراد أن ما يحق للنافع أن ينجب ابنا وهذا يعنى أن الله فرض على نفسه ألا يكون له ابن لأن هذا لا يتفق مع جلال الألوهية ولعدم وجود آلهة تقف مع قدر المساواة مع الله
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون
قال تعالى بسورة الأنبياء
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون " وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا والمراد أنجب الله ابنا ويقصدون بهذا أن لله أولاد وينفى الله هذا بقوله سبحانه أى الطاعة لحكم الله وحده لأن لا أحد معه ،ووضح الله له أن الملائكة الذين زعموا أنهم أولاد الله هم عباد مكرمون أى خلق مقربون أى معظمون مصداق لقوله بسورة النساء"ولا الملائكة المقربون
ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله
قال تعالى بسورة الصافات
"فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون " طلب الله من نبيه (ص)أن يستفتى والمراد أن يسأل الناس ألربنا أى هل لخالقنا البنات وهى الإناث ولكم البنين أى الصبيان ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لم يختر البنات له ويعطى الذكور لهم ،وأن يسألهم هل خلق أى أنشأ الله الملائكة إناثا أى بناتا وأنتم شاهدون أى حاضرون لخلقهم؟ ووضح الله له أن الكفار من إفكهم وهو كذبهم على الله يقولون :ولد الله أى أنجب الرب وهذا يعنى أنهم يزعمون أن الله له أولاد منهم الملائكة البنات وهم فى قولهم كاذبون أى مفترون والمراد ناسبون إلى الله الباطل،وسأل الله اصطفى البنات على البنين والمراد هل فضل الله الإناث على الذكور ؟ما لكم كيف تحكمون أى تقضون؟أفلا تذكرون أى أفلا تفهمون؟والغرض من الأسئلة هو إخبارهم أن حكمهم وهو قضائهم أن الله فضل البنات على البنين حكم باطل إذا كانوا يفهمون
وقالوا اتخذ الله ولدا
قال تعالى بسورة البقرة
"وقالوا اتخذ الله ولدا"وهو ما فسره قوله بسورة مريم"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا"فالله هو الرحمن والمعنى وقالوا أنجب الله ابنا ،وهذا يعنى أن بعض الناس قد زعموا أن الله له ابن يرثه

الأحد، 22 يوليو 2018

الورا فى القرآن

الورا فى القرآن
والله من وراءهم محيط
قال تعالى بسورة البروج
"هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا فى تكذيب والله من وراءهم محيط " سأل الله رسوله(ص)هل أتاك حديث الجنود والمراد هل أوحيت لك قصة العسكر فرعون وثمود؟والغرض من السؤال إخباره أن قصص فرعون وثمود قد أوحيت له من قبل وعليه وعلى من يسمع السؤال أن يتخذ العظة منها،ووضح له أن الذين كفروا فى تكذيب والمراد أن الذين كذبوا حكم الله مستمرون فى الكفر وهو التكذيب بحكم الله،والله من وراءهم محيط والمراد والرب بأنفسهم عليم مصداق لقوله بسورة التوبة "والله عليم بالظالمين
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب
قال تعالى بسورة الشورى
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء " وضح الله أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه
واتخذتموه وراءكم ظهريا
قال تعالى بسورة هود
"قال يا قوم أرهطى أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربى بما تعملون محيط " وضح الله أن شعيب(ص)قال لهم يا قوم أى يا شعبى أرهطى أعز عليكم من الله والمراد هل أسرتى أقوى عندكم من الله ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله أقوى من أسرته وهو قادر على حمايته ،واتخذتموه وراءكم ظهريا والمراد وجعلتم الله خلفكم متروكا وهذا يعنى أنهم جعلوا دين الله فى أنفسهم منسيا لا يعمل به
ويكفرون بما وراءه
قال تعالى بسورة البقرة
"وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم "هذا يعنى أن المسلمين يطلبون من أهل الكتاب اتباع وحى الله المنزل فقال القوم نصدق بالذى أوحى إلينا وهذا يعنى أنهم يصدقون بوحى الله المنزل عليهم فقط "ويكفرون بما وراءه "والمعنى ويكذبون بالذى بعده وهذا يعنى أن القوم يكذبون بالذى نزل بعد وحيهم وهو القرآن
نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم
قال تعالى بسورة البقرة
"نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون"وضح الله لنا أن أهل الكتاب لما أرسل لهم القرآن يؤمن بما فى كتب الله المنزلة عليهم تركت جماعة منهم تصديق وطاعة كتب الله تركا متعمدا حتى يكفروا بالقرآن
فنبذوه وراء ظهورهم
قال تعالى بسورة آل عمران
"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون" وضح الله لنا أنه أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب والمراد فرض العهد التالى على الذين أعطوا الوحى :لتبيننه للناس ولا تكتمونه والمراد لتبلغونه للخلق ولا تخفونه عنهم وهذا يعنى أنه أمرهم بإبلاغ الوحى للآخرين ونهاهم عن كتمه وإسراره فكانت النتيجة أن نبذوه وراء ظهورهم والمراد أن وضعوه خارج أنفسهم والمراد بألفاظ أخرى أنهم عصوا العهد وجعلوا غيره يطاع من أنفسهم وهم اشتروا به ثمنا قليلا والمراد وأطاعوا بدلا منه حكما أخر يبيح لهم متاعا فانيا فبئس ما يشترون والمراد فساء الذى يطيعونه ليتمتعوا بمتاع الدنيا
لباسا يوارى سوءاتكم
قال تعالى بسورة الأعراف
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا "نادى الله بنى آدم وهم أولاد آدم(ص)فيقول لهم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سواءتكم أى ريشا والمراد قد أعطينا لكم ثيابا تغطى عوراتكم أى ملابسا،وهذا يعنى أن الله هو الذى علم الناس طريقة صنع اللباس وهو الملبس ووظيفة الملابس هى موارة السوءة وهى تغطية العورة
ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما
قال تعالى بسورة الأعراف
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما "وضح الله للناس أن الشيطان وهو شهوة النفس -وليس إبليس لأنه طرد من الجنة من قبل إلى النار -وسوس لهما أى حسن لهما الأكل من الشجرة والسبب أن تبدى لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما والمراد أن تكشف لهما الذى خفى عنهما من عوراتهما ومن هنا نعلم أن جسد الأبوين ينقسم لقسمين فى الجنة الأول السوءة المكشوفة وهى الجزء الظاهر من الجسم والثانى السوءة المغطاة وهى الموراة أى الخفية من الجسم،فقالت لهما الشهوة:ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة
ليريه كيف يوارى سوءة أخيه
قال تعالى بسورة المائدة
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه"وضح الله أنه بعث أى أرسل غرابا يبحث فى الأرض والمراد يحفر بأرجله فى التراب والسبب ليريه كيف يوارى سوءة أخيه أى ليعلمه كيف يدفن جثة أخيه وهذا يعنى وجوب دفن الميت بغض النظر عن دين الميت عن طريق الحفر فى الأرض ووضع الميت ثم إهالة التراب عليه
ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى
قال تعالى بسورة المائدة
"قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين" وضح الله أن القاتل قال:يا ويلتى أى يا عذابى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى والمراد هل فشلت أن أصبح شبه هذا الغراب فأخفى جثة أخى فى التراب ،وأصبح من النادمين أى الخاسرين وهم المعذبين فى النار
فسئلوهن من وراء حجاب
قال تعالى بسورة الأحزاب
"وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " وضح الله للمؤمنين أن عليهم إذا سألوا نساء النبى (ص)متاعا والمراد إذا طلبوا من زوجات النبى (ص)وإمائه طعاما فالواجب أن يسألوهن من وراء حجاب والمراد أن يكلمونهن من خلف حاجز وهو أى شىء يمنع النظر كالجدار والنسيج والسبب أن ذلكم وهو الحجاب أزكى لقلوبكم وقلوبهم أى أطهر لنفوسكم ونفوسهن والمراد أمنع من دخول الوسوسة فى نفوس الكل
وأحل لكم ما وراء ذلكم
قال تعالى بسورة النساء
"والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين " ،وضح الله للمؤمنين أنه حرم عليهم المحصنات من النساء والمراد منع عليهم الزواج من الإناث المتزوجات سواء المدخول بهن أو غير المدخول بهن واستثنى الله من النساء المتزوجات ما ملكت أيمانهم أى ما تصرفت فيهن أنفس الرجال وهن زوجاتهم وليس ملك اليمين لأن لو كان المراد ملك اليمين وهن الإماء لكان جنونا لأن بعضهن متزوجات ولا يبيح الله زواجهن أبدا للمالك وهن متزوجات من غيره ووضح الله لهم أنه أحل لهم ما وراء ذلك والمراد أباح لهم زواج أى امرأة من غير المحرمات بشرط أن يبتغوا بأموالهم محصنين غير مسافحين والمراد بشرط أن يطلبوا زواج النساء بأموالهم كى يكونوا عفيفين غير زانين
فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون
قال تعالى بسورة المؤمنون
"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " وضح الله للناس أنه قد أفلح المؤمنون الذين هم لفروجهم وهى أعراضهم عند الجماع حافظون أى صائنون إلا مع أزواجهم وهى نسائهم وما ملكت أيمانهم وهن اللاتى تصرفت فيهن أنفسهن وهن الجوارى قبل نسخ الحكم فيهن فهم غير ملومين أى غير معاقبين بالجلد فمن ابتغى وراء ذلك والمراد فمن جامع غير زوجاته وجواريه فأولئك هم العادون وهم المجرمون المستحقون للعقاب
الذين ينادونك من وراء الحجرات
قال تعالى بسورة الحجرات
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون "وضح الله لنبيه (ص)أن الذين ينادونه من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون والمراد أن الذين يدعونه والمراد يطلبون خروجه لهم من خلف البيوت معظمهم لا يفهمون
لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر
قال تعالى بسورة الحشر
"لا يقاتلونكم جميعا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا " وضح الله للمؤمنين أن الكفار من أهل الكتاب وهم اليهود لا يقاتلونهم جميعا إلا فى قرى محصنة والمراد لا يحاربونهم كلهم إلا وهم وراء قلاع مشيدة لحمايتهم وفسر هذا بأنه من وراء جدر أى من خلف حواجز واقية من الأذى،وبأسهم بينهم شديد والمراد وأذاهم لبعضهم البعض كبير إذا اختلفوا فيما بينهم
فليكونوا من ورائكم
قال تعالى بسورة النساء
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم "نادى الله رسوله(ص)فبين له أنه إذا كان مع المسلمين ثم أقام لهم الصلاة أى أم لهم الصلاة والمراد قادهم فى الصلاة فيجب أن تقوم طائفة منهم معه أى أن تصلى جماعة من المسلمين معه بشرط أن يأخذوا أسلحتهم والمراد أن يمسكوا سلاحهم فإذا سجدوا والمراد صلوا فعلى الطائفة الأخرى أن تكون من ورائهم أى أن تقف خلفهم والمراد أن تقوم بحراستهم وهذا يعنى أن الجيش ينقسم إلى فريقين الأول يصلى مع الإمام والثانى يحرسه حتى لا يؤذيه العدو وعلى الفريق الأول جلب سلاحه معه فى الصلاة وبعد انتهاء الطائفة الأولى من صلاتها تأت الطائفة الثانية وهى الجماعة الثانية التى كانت تحرس فلم تصلى حتى يصلوا أى يسجدوا مع النبى(ص)
ومن وراء اسحق يعقوب
قال تعالى بسورة هود
"وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب " وضح الله أن امرأة أى زوجة إبراهيم (ص)كانت قائمة أى موجودة لخدمة الضيوف فضحكت أى فقهقهت بسبب الموقف فبشرتها الملائكة والمراد فأخبرتها الملائكة بخبر سعيد هو ولادتها لإسحاق(ص)ومن وراء إسحاق يعقوب والمراد ومن بعد ولادة إسحاق ينجب إسحاق(ص)يعقوب(ص)
إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب
قال تعالى بسورة ص
"ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق "وضح الله أنه وهب أى أعطى داود(ص)ابنه سليمان (ص)وهو نعم العبد أى حسن المملوك وهو المطيع لحكم الله إنه أواب أى عواد لدين الله إذ عرض عليه بالعشى والمراد ومنه حين فوتت أى مررت أمامه فى الليل الصافنات الجياد وهو الخيل الجميلة فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى والمراد إنى فضلت ود القوة عن تسبيح إلهى وهذا يعنى أنه فضل الجهاد على الذكر الكلامى الممجد لله وظل يقول هذا حتى توارت بالحجاب أى حتى اختفت وراء الحاجز المظلم فقال لمن معه ردوها على أى أعيدوا عرضها أمامى فلما أعادوها طفق مسحا بالسوق والأعناق والمراد ذهب للخيل فظل ماسا لسيقان الخيل ورقابها
كان وراءهم ملك
قال تعالى بسورة الكهف
"أما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا "وضح الله أن العبد الصالح (ص)قال لموسى (ص):أما السفينة وهى الفلك فكانت لمساكين يعملون فى البحر والمراد فكانت ملك لمحتاجين يشتغلون فى اليم لسد حاجاتهم فأردت أن أعيبها والمراد فشئت أن أفسدها إفسادا هينا والسبب أن وراءهم أى بعدهم والمراد على أرضهم ملك أى حاكم يأخذ كل سفينة أى يمسك كل فلك بالقوة والمراد يضم لملكه كل سفينة سليمة باستخدام القوة ضد أصحابها وبإفساد الفلك المملوك لهم لن يأخذه الملك وساعتها سيصلحونه ويستخدمونه مرة أخرى
وإنى خفت الموالى من ورائى
قال تعالى بسورة مريم
"وإنى خفت الموالى من ورائى "وضح الله أن زكريا قال فى ندائه الخفى :وإنى خفت الموالى من ورائى والمراد وإنى خشيت ضلال الأنصار من بعد وفاتى ،وهذا يعنى أن يكون الولد وارثا لكل ملك زكريا (ص)وملك بعض أهل يعقوب(ص)حتى يعمل فيه بحكم الله
يتوارى من القوم
قال تعالى بسورة النحل
"وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به "وضح الله أن الكافر إذا بشر أى أخبر بولادة أنثى أى بنت له ظل وجهه مسودا والمراد استمر وجهه حالكا وبألفاظ أخرى ظهر على تقاسيم وجهه الضيق طول الوقت وهو كظيم أى مغتاظ والمراد غاضب فى داخله وهو يتوارى من الناس والمراد يتخفى من البشر والمراد يبتعد عن مقابلة الناس والسبب فى فعله هذا هو اعتقاده أن البنت سوء أى شر بشر به أى أخبر به والمراد ضرر أصيب به
والعاديات ضبحا
قال تعالى بسورة العاديات
"والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد"حلف الله بالعاديات ضبحا وهى فرق الجيش المسرعات للعدو إسراعا ،والموريات قدحا وهى فرق الجيش المخفيات أمرا وهو الخداع،والمغيرات صبحا وهى فرق الجيش الهاجمات نهارا فأثرن به نقعا والمراد فصنعن فى المكان دمارا فوسطن به جمعا والمراد فنزلن بالعدو جماعة وهذا يعنى أنهم نزلوا فى قلب أرض العدو وهو يقسم على أن الإنسان وهو الفرد لربه لكنود أى بحكم خالقه كافر وإنه على ذلك وهو كفره لشهيد أى لمقر معترف وإنه لحب الخير لشديد والمراد وإنه لود المال وهو النفع راغب .
أفرأيتم النار التى تورون
قال تعالى بسورة الواقعة
"أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاع للمقوين " سأل الله الناس أفرأيتم النار التى تورون والمراد أعرفتم الوقود الذى توقدون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون والمراد هل أنتم خلقتم أصلها "أم نحن الخالقون"كما قال بنفس السورة ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الله هو الذى خلق شجرة النار وهى مواد الوقود الذى يشعلونه على مختلف أنواعه وليس هم ،نحن جعلناها تذكرة ومتاع للمقوين والمراد نحن خلقناها آية أى برهان على قدرة الله ونفع للمستخدمين لها
ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
قال تعالى بسورة المؤمنون
"حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " وضح الله أن الكفار إذا جاء أحدهم الموت أى إذا أتت أحدهم الوفاة علم دخوله النار فقال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت والمراد خالقى أعدنى للحياة الدنيا لعلى أفعل حسنا فى الذى خليت وهو الدنيا وهذا يعنى أن الكافر يطلب من الله إعادته للدنيا التى تركها حتى يعمل صالحا ينفعه لأن ما عمله فى المرة الماضية أدخله النار هذه المرة ووض أن كلا وهى الحقيقة هى أن طلب الكافر بالعودة للدنيا ليس سوى كلمة هو قائلها أى ليس إلا قولة هو متحدث بها وهذا يعنى أنه لن يعمل الصالح الذى قاله فى تلك القولة ووضح أن من وراء الكفار برزخ إلى يوم يبعثون والمراد أن من بعد موت الكفار حياة فى السماء ليوم يرجعون فى القيامة وهذا يعنى أن بعد الموت حياة ثانية فى القبر فيها عذاب الكفار
وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم
قال تعالى بسورة الأنعام
"ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم " وضح الله أنه يقول على لسان الملائكة للظالمين :ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة والمراد ولقد أتيتمونا وحدانا كما أبدعناكم أسبق مرة وهذا يعنى أن كل واحد يأتى فردا وحيدا كما خلقه بمفرده فى الدنيا،وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم والمراد وخلفتم الذى أعطيناكم خلف أنفسكم وهذا يعنى أنهم تركوا ما أعطاهم الله من مال وولد وغيره خلفهم فى الدنيا
من ورائه جهنم
قال تعالى بسورة إبراهيم
"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان بميت ومن ورائه عذاب غليظ "،وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار استفتحوا والمراد استعجلوا العذاب وخاب كل جبار عنيد والمراد خسر كل متكبر مخالف لوحى الله من ورائه جهنم والمراد ومن خلف عذاب الدنيا للكافر عذابا دائما هو عذاب النار ويبين له أن الكافر يسقى من ماء صديد أى يروى من سائل كريه هو الغساق وهو يتجرعه أى يشربه على دفعات ولا يكاد يسيغه والمراد ولا يهم يقبله وهذا يعنى أن طعم هذا الماء كريه غير مقبول أبدا والكافر يأتيه الموت من كل مكان فى جهنم والمراد تجيئه أسباب الهلاك من كل جهة فتؤلمه ومع ذلك فليس بميت أى بمستريح من هذا الألم ومن وراء العذاب أى من بعد العقاب عذاب غليظ أى عقاب مؤلم آخر وهذا يعنى العذاب فى النار مستمر لا ينتهى
ومن وراءهم جهنم
قال تعالى بسورة الجاثية
"وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ومن وراءهم جهنم " وضح الله أن الأثيم إذا علم من آيات الله شيئا والمراد إذا عرف من أحكام الرب بعضا اتخذها هزوا والمراد جعل الأحكام أضحوكة أى مثارا لسخريته أولئك لهم عذاب مهين أى عقاب مذل فى الدنيا ومن وراءهم جهنم ومن بعد عقوباتهم فى الدنيا النار يدخلونها
ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا
قال تعالى بسورة الحديد
"يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب " وضح الله لنبيه (ص)أن المنافقون والمنافقات وهم المترددون والمترددات بين الإسلام والكفر يقولون يوم القيامة للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله :انظروا نقتبس من نوركم أى أقيموا مكانكم حتى نستعير من عملكم الصالح حتى ندخل معكم الجنة فيقال لأهل النفاق:ارجعوا وراءكم والمراد عودوا لدنياكم فالتمسوا نورا والمراد فخذوا عملا صالحا من هناك،وضرب بينهم بسور له باب والمراد وفصل بين الفريقين بسياج له مدخل
ويذرون وراءهم يوما ثقيلا
قال تعالى بسورة الإنسان
"إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " وضح الله أن هؤلاء وهم الكفار يحبون العاجلة والمراد يريدون متاع الدنيا ويذرون وراءهم يوما ثقيلا والمراد ويتركون العمل لما خلفهم أى لما بعد موتهم وهو اليوم الثقيل أى المهين المذل
وأما من أوتى كتابه وراء ظهره
قال تعالى بسورة الانشقاق
"وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا ويصلى سعيرا" وضح الله للإنسان أن من أوتى كتابه وراء ظهره والمراد أن من سلم سجل عمله بشماله مصداق لقوله بسورة الحاقة "وأما من أوتى كتابه بشماله "فسوف يدعوا ثبورا أى فسوف يقول هلاكا أى الويل لى،ويصلى سعيرا أى يدخل نارا

السبت، 21 يوليو 2018

المخر فى القرآن

المخر فى القرآن
وترى الفلك مواخر فيه
قال تعالى بسورة النحل
"وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون " وضح الله للناس أنه سخر أى خلق البحر وهو الماء لهم ليأكلوا منه لحما طريا والمراد لتطعموا منه لحما لينا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها أى وتستطلعوا منه الماء حلية ترتدونها وهذا يعنى أنهم يصطادون من الماء الأسماك وأشباهها والحلى وهى الياقوت والمرجان والذهب والفضة وغير ذلك ،ووضح لرسوله (ص)أنه يرى الفلك مواخر فيه والمراد يشاهد السفن متحركات فى البحر ووضح للناس أنهم يبتغون من فضله والمراد يطلبوا من رزقه بالسعى إلى هذا الرزق فى مكانه ووضح لهم أن عليهم أن يشكروه أى يطيعوا حكم الله
وترى الفلك
قال تعالى بسورة فاطر
"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون " وضح الله للناس أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع ومن الماءين تأكلون لحما طريا والمراد وتطعمون من صيد الماءين لحما لينا وتستخرجون حلية تلبسونها والمراد وتستطلعون من الماءين معدن تتخذونه حلية أى زينة ترتدونها رجالا ونساء ووضح الله للنبى (ص)أنه يرى الفلك فيه مواخر والمراد يشاهد السفن فى البحر جاريات والسبب أن يبتغوا من فضله أى أن يطلبوا من رزق الله وقد أعطاهم كل هذا لعلهم يشكرون أى يطيعون حكمه

الجمعة، 20 يوليو 2018

نقد جمهورية أفلاطون

نقد جمهورية أفلاطون
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
كتاب الجمهورية أو جمهورية أفلاطون من الكتب التى أخذت شهرة فى عالمنا غير مبررة يبدو مرجعها على أمرين :
الأول أنها تناولت كما يقول البعض مقولة المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا لأول مرة فى التاريخ وهو زعم غير صحيح
الثانى انبهار تلاميذ الفلسفة فى العصر الحديث فى بلادنا بالمحاورة وعملهم على نشرها وتناولها فى أبحاثهم وكتبهم عبر تعلمهم على أساتذة الغرب تلك الفلسفة
تبدو المحاورة كغيرها من المحاورات الأفلاطونية قد أصابها التحريف فالمفترض أن الرجل يتناول تأسيس دولة عادلة ولكن المحاورة تتحدث عن دولتين الأولى وهى المشهورة والمعروفة دولة يحكمها فيلسوف أو فلاسفة والمجتمع فيها طبقى والطبقة الحامية للدولة تعيش عيشة المشاع فى المال والنساء والأولاد ويغرقها الحكام بالتشريفات والتكريمات والعطايا والثانية دولة النموذج الإلهى وهى دولة يبدو أن النصوص الخاصة بها حذفت لتحل محل الدولة الأولى
والمفترض أن الرجل يتكلم عن إله واحد ومع هذا نجد نصوص متناقضة عن إله واحد هو الله وآلهة متعددة
تبدأ المحاورة بذهاب سقراط لبلدة بيرايوس للصلاة ومشاهدة الاحتفال بالعيد فيقول أفلاطون:
"بالأمس هبطت إلى بيرايوس مع جلوكون بن ارستون لأؤدى فروض الصلاة إلى الآلهة كما أردت فى الوقت نفسه أن أرى كيف يحتفلون بالعيد إذ أنهم كانوا يحتفلون به للمرة الأولى "ص177
المحاورة كما يبدو من اسمها تتناول الدولة من خلال الحديث عن العدل والظلم وأنواع الحكومات وسكان الدولة وتقسيمهم وتربيتهم
الحكام والصالح العام:
بين الرجل أن الحكام والحكومات لا يعملون لصالحهم الخاص وإنما لصالح الناس الضعفاء فقال:
"وإذن فلم يعد شك الآن يا ثراسيماخوس فى أنه لا الفنون ولا الحكومات تعمل لصالحها الخاص ولكنهم كما قلت من قبل يحكمون ويهتمون بصالح موضوعاتهم ورعاياها أعنى الضعفاء لا الأقوياء "ص201
بالطبع المفترض أن كلامه عن الحكومات والحكام الصالحين ولكن الكلام على الحكومات على إطلاقها هو ضرب من الجنون فمعظم الحكومات يعمل حكامها على العمل لصالحهم بمعنى الاستحواذ على الثروات والسلطة وحرمان الشعب منها
أجر الحاكم:
وضح الرجل أنه لا يوجد حاكم يعمل دون أجر فقال:
"ولذا السبب ذاته يا عزيزى ذكرت منذ قليل أن لا أحد يرغب من تلقاء ذاته أن يحكم وفى أن يأخذ على عاتقه تقويم الشرور التى لا تهمه دون أجر لأن الفنان الصحيح إذ يؤدى عمله ويلقى بالأوامر إلى غيره لا يضع نصب عينيه نفعه الخاص وإنما نفع من يطلبون فنه وعلى ذلك فلكى يقبل الحكام أن يحكموا يتعين على الدولة أن تدفع لهم إما بالمال وإما بالتكريم أو أن تعاقبهم فى حالة الرفض"ص201
والكلام على عمومه خاطىء فمعظم الحكام عبر التاريخ حكموا من قبل أنفسهم حيث قاموا بالاستيلاء على السلطة بالخديعة أو بالقوة بينما القلة القليلة هى من حكمت دون رغبتها
سبب تولى الخيرين الحكم:
وضح الرجل أن السبب الذى يجبر الخير على تولى الحكم دون إرادته هى الخوف أن يحكمه من هو دونه قدرا فقال:
"على أن أسوأ أنواع العقاب التى يمكن أن تحل على من يأبى أن يحكم هو أن يحكمه من هو دونه قدرا وإننى لأعتقد أن الخوف من هذا النوع من العقاب هو الذى يدفع الخيرين إلى تولى المناصب لا رغبة فيها وإنما لأن كل حل غير ذلك شر أى أنهم لا يحكمون وفى ذهنهم أنهم سينتفعون أو يتنعمون وإنما لأن الضرورة ارتضت ذلك ولأنهم لا يمكنهم أن يجدوا من هو أصلح منهم أو على الأقل مثلهم ليعهدوا إليه بمهام الحكم"ص202
بالطبع هناك أسباب متعددة لتولى الخيرين الحكم أهمها خوفهم من عقاب الله لهم فى الآخرة لأنهم تركوا شرع الله لا يطبق وخوفهم من فساد الدولة إن تولى أمرها شرير أو خير ليس له رؤية ثاقبة
تبدل أسماء المحرمات:
بين الرجل فى حديثه أن الناس يبدلون الأسماء المحرمة كالظلم بأسماء لا تعنى نفس المعنى كتسمية الظلم فطنة فقال :
"-عكس ما ذكرت أتسمى العدالة رذيلة إذن
-كلا أوثر أن أسميها بلاهة مبعثها الطيبة
-وإذن فالظلم فى رأيك منبعث عن الخبث؟
-كلا أفضل أن أطلق عليه اسم الفطنة"ص203
وهو يبين بذلك أن كثير من الناس يعتبرون الطيبة جنون والظلم ذكاء مع أنه العكس
مراد العادل والظالم مع أمثاله وأعدائه:
بين الرجل أن العادل لا يريد التفوق على أصحابه والمراد مواطنى دولته بل يريد أن يكون مماثل مساوى لهم وهو يريد التفوق على أعدائه وأما الظالم فيريد أن يكون أفضل من مواطنى دولته ومن أعدائه معا فقال :
"وإذن فقد وصلنا الآن إلى هذه المرحلة من بحثنا فالعادل لا يريد أكثر مما لدى مثيله وإنما أكثر مما لدى نقيضه أما الظالم فيريد أكثر مما لدى مثيله ونقيضه معا"ص205
وقال:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
وهى وجهة نظر صحيحة
عدل الله:
يؤمن الرجل بكون الله عادل فيقول:
"ولا جدال فى أن الآلهة عادلون ص209
وقد بين أن الخيرية وهى العدالة الإلهية هى من يجب تنفيذها فقال :
"ولكن أليس الله فى ذاته خير وأليست هذه الصفة التى يجب أن يمثل عليها" ص239
شر الظالم لا يكون كاملا:
بين الرجل أن الحاكم الظالم لا يمكن أن يرتكب كل الشرور وهو يقصد أنه لن يقتل رعيته كلها لأنه محتاج إلى خدماتهم ومن ثم ظلمه يكون فى حدود بحيث يجد من يحرسه من يطعمه من يشبع شهوته الجنسية من يأخذ منه كثير من ماله من يضربه من يجرحه ....وهذا الظلم المحدد يجعل الظالم يجعل شعبه يقوم بأعمال تمجده وفى هذا قال :
" فنحن قد بينا أن العادل أحكم وأصلح وأقدر على العمل من الظالم وأن الظالمين عاجزون عن القيام بأى عمل يقتضى تعاونا فإذا قيل أن فى وسع الظالمين على الرغم من ظلمهم أن يقوموا سويا بأعمال كثيرة لأكدنا أن هذا خطأ تماما إذ لو كان شرهم كاملا لأطبق كل منهم على الأخر كما ينقضون على ضحاياهم فهم فى أعمالهم إنما كانوا نصف أشرار إذ لو كان شرهم مطلقا وظلمهم تاما لما أمكنهم القيام بأى عمل على الإطلاق هذا فى رأيى هى الحقيقة ص209
الفضيلة والرذيلة:
عرف الرجل الفضيلة بكونها صحة النفس وجمالها وقوتها والرذيلة بكونها مرض النفس وقبحها وضعفها فقال :
"فالفضيلة هى إذن على ما يتراءى لى صحة النفس وجمالها وقوتها وأما الرذيلة فهى مرضها وقبحها وضعفها ص320
ماهية العدالة:
بين الرجل أن العدالة هى كمال النفس والمراد تحليها بالفضائل كما أن الظلم هو تحلى النفس بالرذائل فقال :
"ولقد سلمنا بأن العدالة كمال النفس والظلم نقصها "ص212
فذلك يا صديقى أعنى انصراف كل إلى ما يعنيه هو ما قد يؤدى بنا إلى العدالة "ص305
وبين معنى أخر للعدالة وهو أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به فقال:
-فهذا إذن سبب أخر يقنعنا بأن العدالة إنما هى أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به"ص306
وكرر الرجل أن العدالة هى تنفيذ كل فريق العمل الملائم له فى مجاله فقال :
"أما إذا اقتصرت كل من الطوائف الثلاث ص306 الصناع والمحاربين والحكام على مجالها الخاص وتولت كل منها العمل الذى يلائمها فى الدولة فهذا عكس كل ما قلناه الآن أى هو العدل وهذا هو ما يجعل الدولة عادلة "ص307
وبالقطع هذا يخالف تعريف كمال النفس فهناك أمور فى النفس لا تتعلق بمجال العمل مثل علاقته بأقاربه كوالديه ومثل علاقته بأصحابه خارج مجال العمل
طبقات الدولة :
قرر الرجل أن الدولة تتكون من طبقات وأن النظام الطبقى هى العادل فقال:
-وإذن فالإنسان العادل لا يختلف عن الدولة العادلة فى كل ما يتعلق بصفة العدالة وإنما يشبهها فى ذلك
_أجل إنه يشبهها
_على أننا قد رأينا أن الواقعية فى الدولة إذا ما قامت كل طبقة من الطبقات التى تكون بما بما يتعين عليها أداؤه ص307
ونظام الطبقات يناقض مقولة أن الخير لا يود أن يتفوق على مثيله فى قوله:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
فالطبقية لا تعنى التماثل أى المساواة فى الحقوق والواجبات
سبب نشأة الدولة:
وضح الرجل أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها فقال :
"فقلت فى اعتقادى أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها ص225
وبالطبع سبب نشأة أى دولة ليست العجز من قبل الفرد وإنما إيمان أفراد بحكم أى شرع معين يريدون تنفيذه خاصة إذا كان فى الشرع أمر بتنفيذه وهو ما يسمى السلطة من قبل الحكم الذى هو الدين وسواه سماه البشر دستور أو قانون أو عادات أو تقاليد أو غير ذلك
أنواع الحكومات :
وضح الرجل أن الحكومات خمسة أنواع والنفوس طبقا لها خمسة أنواع وهى
الحكومة الملكية حيث السلطة لفرد واحد
الحكومة الأرستقراطية حيث السلطة لعدة أفراد
الحكومة الديمقراطية
الحكومة الأوليجاركية
حكومة الطغيان وفى هذا قال :
"-إن للحكومات أنواعا خمسة وللنفوس بدورها أنواعا خمسة
_سمها إذن
_إن نوع الحكومة الذى تتبعناه إلى ألان هو أحد هذه الأنواع وإن يكن فى وسعنا أن نطلق عليه اسمين فإذا سيطر أحد الحاكمين على الباقين كان ذلك النوع حكومة ملكية وإذا تقاسم السلطة عدة أشخاص كان أرستقراطية
-هذا صحيح
- فهذان إذن ليسا نوعا واحدا إذ أن وجود عدة رؤساء أو وجود رئيس واحد لا يغير من قوانين الدولة الأساسية شيئا وذلك إذا كان هؤلاء القادة قد تلقوا التربية والتهذيب اللذين عرضنا لهما ص321
كما قال :
"فقلت ليس من الصعب أن ألبى رغبتك إذ أن للحكومات التى أقصدها أسماء معروفة وهاهى ذى إن أولها هى الحكومة المشهورة فى كريت وإسبرطة وهى الحكومة التى يشيع الإعجاب بها والثانية فى الترتيب وفى المكانة الأوليجاركية وهى حكومة فيها عيوب عديدة وتليها حكومة هى عكس الحكومة السابقة وأعنى بها الديمقراطية وأخيرا حكومة الطغيان التى يظن أنها حكومة مجيدة والتى تتجاوز الأخريات جميعا من حيث أنها الداء الرابع والأخير للمجتمع فهل تعتقد أن للحكومات نوعا أخر يمكن حسبانه نوعا قائما بذاته هناك بالطبع حكومات الملكية الوراثية وتلك التى يمكن شراء مناصب الحكم فيها غير أن هذه يمكن أن تندرج تحت تلك التى ذكرتها ويوجد منها لدى الأجانب مثلما يوجد لدى اليونانيين ص439
بالطبع كلمة الطغيان وهو نوع من الحكومات عنده تدخل فى معظم الحكومات الأخرى فالملك وحاشيته قد يكونون طغاة وهو الغالب والحكام المتعددون وهى حكومة الأرستقراط غالبا ما تكون حكومة طغاة وحكومة القلية وهى الحكومة الأوليجاركية نفس الأمر
ومن ثم فهذا التقسيم خاطىء لأن حكومات العالم على نوعين :
الأول حكومة الملأ والمراد كل ما ذكره الرجل من أنواع فهى تقوم على حكم البعض للكل حيث ينفذ البعض ما يشرعه من أحكام وقوانين غالبا تعمل قى صالح الحكام وإن بدا بعضها أنه فى صالح الناس عامة كالنص المعروف فى الدساتير المختلفة فى البلاد المختلفة والقاضى بتساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات وهو نص تخالفه الكثير من القوانين فى كل دولة
الثانية حكومة الشورى أى حكومة الله وهى تقوم على حكم الله للكل فالناس فيها منفذون لعدل الله فى بعضهم البعض
تشابه الدولة وأفرادها:
وضح الرجل أن هناك تطابق بين الدولة وأفرادها فى العناصر والصفات فقال:
-ينبغى علينا أن نسلم بأن نفس العناصر والصفات التى تظهر فى الدولة تتمثل فى كل فرد منها أيضا ذلك لأن الدولة لا تستمد هذه الصفات إلا منا ومن المحال أن يتخيل المرء أن صفة الاندفاع التى نلمسها فى الدول المشهورة بالعنف كدولة التراقيين والاسكوذيين وشعوب الشمال بعامة أو صفة الميل إلى العلم التى نلمسها فى بلدنا هذا أو حب المال الذى يمكننا أن نعده الصفة الأولى الفينقيين وسكان مصر أقول إن من المحال أن يتخيل المرء أن هذه الصفات لم تنتقل على الدولة من أفرادها ص308
وهو كلام خاطىء فالدولة إنما شرعها أى قانونها الذى يؤمن به البعض ليس مسلما به عند كل أفرادها وهم سكانها لأن الغالب فى الدول أن سكان الدولة لا يؤمنون جميعا بشريعتها فالمؤمن بها هو من يمسكها ويديرها وأتباعه وهم غالبا أغنياء البلد باستثناء دولة العدل وحتى هذه الدولة هناك داخلها من لا يؤمن بها لأنها أخذت مميزاته وساوت بينه وبين غيره
ويجعل الرجل الدولة تتشابه فى النفس فى تركيبها بقوله:
فهل هو متميز عن العقل أيضا أم أنه ليس إلا حالة من حالاته بحيث لا تكون النفس مشتملة على ثلاثة أجزاء وإنما على جزءين هما العقل والرغبة أم النفس أيضا شأنها شأن الدولة التى تشتمل على طبقات ثلاث الصناع والمحاربون والحكام تنطوى على مبدأ ثالث هو الغضب الذى يحارب فى سبيل العقل إن لم تفسده التربية السيئة؟
-لابد أن يكون الغضب هو ذلك الجزء الثالث
-أجل إذا ثبت لنا أن الغضب يتميز عن العقل مثلما أدركنا تميزه عن الرغبة ص315
بالقطع التشبيه خاطىء فالدولة لا تحتوى على ثلاث طبقات أو أنواع من الناس وهم الصناع والمحاربون والحكام أى طبقا لتقسيمه لأجزاء النفس الرغبة والغضب والعقل مقابل كل صنف من الثلاثة فهذا التقسيم يخرج الفلاحين ويخرج الخدم ويخرج المعلمين ....... من الدولة فالدولة كالنفس لابد أن تحتوى على كل الأعضاء وليس على جزء منهم وتهمل الباقى
نظام الوظيفة:
بين الرجل أن من ولد فتعلم من آباه وظيفته يجب عليه أن يكون عاملا بها فيما بعد ولا يغيرها فقال:
لقد كانت تلك الصورة البسيطة للعدالة التى أعانتنا على أن نكشف الأصل هى ذلك النظام البديع الذى ينبغى بمقتضاه لمن ولد ليكون حذاء أن يقتصر على صناعة الأحذية ولمن ولد نجارا أن يقتصر على صناعة النجارة وبالمثل فى باقى الصناعات ص318
بالقطع الكلام خاطىء فلا أحد يولد بوظيفة فكل إنسان يولد ولديه استعداد للعمل بكل الوظائف ولكن الظروف هى التى توجه كل فرد للعمل بوظيفة معينة سواء كان مقتنعا بها أم لا وحكاية توارث الوظائف هى ابقاء للظلم على ما هو عليه فليس من حق ابن الحذاء أن يكون فيلسوفا وإن كان لديه عقل أفضل من ابن الفيلسوف وليس من حق ابن النجار أن يكون مقاتلا ولو كان واسع الحيلة قوى الجسم
هذه الفقرة تؤسس لمجتمع الظلم ولا تجعل الأفراد لهم نفس الحقوق والواجبات
ووضح الرجل أن المرأة كالرجل فى الوظائف كالحراسة لا فرق بينهم مع أنه يعترف بكونها أضعف من الرجل فى هذا الجزاء من المحاورة:
-ففى المرأة إذن كما فى الرجل طبيعة تتلاءم مع حراسة الدولة وكل ما فى الأمر لأن هذه الطبيعة لديها أضعف مما هى لدى الرجل
- هذا واضح
- فعلينا إذن أن نختار هذا النوع من النساء ليشاركن هذا النوع من الرجال حياة الحراس وواجباتهم لأن قدرتهن تؤهلهن لذلك ولأنهن يتشابهن فى طبائعهن مع أولئك الرجال
-لابد أن نفعل ذلك ص331
تساوى الرجال والنساء فى الدولة:
بين الرجل أن النساء المقاتلات كالرجال المقاتلين لا فرق بينهم حتى فى تعرية الأجسام والأعمال:
-وإذن فعلى نساء الحرس أن يقفن عاريات ما دمن سيكتسين برداء من الفضيلة وعليهن أن يشاركن الرجال فى الحرب وفى كل الأعمال التى تتعلق بحراسة الدولة دون أن يقمن بأى عمل أخر وكل ما فى الأمر أن علينا أن نعهد إليهن بأسهل الأعمال بالقياس إلى ما يقوم به الرجال ص332
ونلاحظ أنه يناقض نفسه فى نهاية الفقرة حيث يسند أسهل الأعمال للنساء فلو كن متساويات ما قال هذا وما قاله فى الفقرة السابقة أنهن أضعف من الرجال
وبين الرجل أنه يجب أن تكون صفات الرجل والنساء الشركاء فى الحراسة والمراد القتال والحرب متوافقة والمعاملة تكون واحدة لهم فى قوله :
فإن كنت مشرعا فعليك أن تختار للرجال الذين انتقيتهم أقرب النساء إلى طبيعتهم ثم تجمع بين هؤلاء وأولئك فيكون للجنسين نفس المسكن ونفس الطعام ما دام من المحظور على أحد أن يملك شيئا لنفسه ويعيشون سويا ويختلطون معا فى الرياضة البدنية وفى بقية التدريبات ويشعرون برابطة قوية تجمع بينهم بالطبيعة أليس من الضرورى أن يحدث هذا ص334
وكرر الرجل كلامه عن الشراكة التامة والتساوى بين الرجل والمرأة فقال فى هذا الجزء من المحاورة التالى:
وإذن فأنت توافق على أن تشترك النساء مع الرجال فى كل شىء كما قلنا من قبل أعنى فى شئون التربية والأطفال وحراسة بقية المواطنين وأن على النساء سواء ظللن فى المدينة أم ذهبن إلى الحرب أن يسهمن فى حراسة الدولة ويشتركن مع الرجال كما تفعل إناث الكلاب حين تشارك ذكورها فى الصيد والحراسة وأن يتقاسمن معهم كل شىء أتوافق على أن يفعلن كل هذا بقدر ما فى وسعهن وألا يتجاوزن النظام الذى وضعته بين الرجل والمرأة وذلك فى الأمور التى خلقت للجنسين القدرة على التعاون فيها
-أوافق على ذلك ص345
ويقرر الرجل ضرورة تزاوج الرجال المقاتلين بالنساء المقاتلات للحفاظ على أصالة القطيع من خلال ولادة أطفال أقوياء مثلهم فيقول:
"من الضرورى تبعا للمبادىء التى أقررناها أن يتزاوج هذا النوع الرفيع من الجنسين على أوسع نطاق ممكن وأن يتزاوج النوع الأدنى على أضيق نطاق ممكن ولابد من تربية أطفال الأولين لا الآخرين إن كنا نود أن نحتفظ للقطيع بأصالته ومن الناحية الأخرى على الحكام أن يدركوا وحدهم سر هذا الإجراء كيما يتجنبوا على قدر استطاعتهم كل خلاف داخل قطيع الحراس ص336
بالطبع كلام لا أساس له فضعف الطفل وقوته لا يعود لأمه وأبيه وإنما لإرادة الخالق وأساطير الإغريق مليئة بأبناء الآلهة المزعومة المصابين بالعاهات والضعف رغم قوة وجمال الآباء والأمهات
تربية أطفال الدولة:
فرق الرجل بين المواطنين من حيث الأولاد فجعل هناك أبناء صفوة وأبناء الأقل رتبة وجعل تربية هؤلاء تختلف عن الأخرين بسبب مرتبة الوالدين فقال :
-أما الأطفال فعندما يولدون يعهد لهم إلى هيئة تتولى شئونهم تتكون إما من رجال وإما من نساء وإما من الجنسين معا ما دامت المهام العامة مشتركة بين الرجال والنساء
حسن ومن الواجب أن يعنى هؤلاء الموظفون بأبناء صفوة المواطنين ويعهدوا بهم إلى مربيات يقطن وحدهن مكانا خاصا من المدينة أما أطفال المواطنين الأقل مرتبة الذين يولدون وفى أجسامهم عيب أو تشوه فعليهم أن يخبئوهم فى مكان خفى بعيد عن الأعين
-أجل إذا أردنا الحفاظ على نسل الحراس"ص337
وبالقطع الرجل هنا يعتبر رجل قاسى بشكل مستفز وكأن الأطفال المعاقين هم من خلقوا أنفسهم وينبغى التخلص منهم باخفاءهم عن أعين الناس
كما أن الرجل يجعل التربية بعيدا عن الآباء والأمهات من خلال ما أسماه بهيئة تربية الأطفال وهو مقولة فاشلة فلا تربيو دون الأب والأم كما قال تعالى "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"فالأغراب لن يربوا الأطفال كأطفالهم بالضبط ولن يحصلوا على الحنان الكامل من خلال تلك الهيئة
وبين الرجل أنه لا يجب أن يعرف الطفل أمه الحقيقية فالأم المقاتلة عندما تمتلىء أثداؤها باللبن تأتى لارضاع الأطفال دون أن يتم تعريفها بابنها أو ببنتها وهو قوله:
-وعليهم أن يعنوا بتغذية الأطفال وينقلوا الأمهات إلى دور الحضانة عندما تمتلىء أثداؤهن باللبن مع اتخاذ كل التدابير الكفيلة بألا تتعرف الأمهات على أطفالهن فإن لم يكن فى وسع الأمهات أن يرضعن فلابد من إيجاد مرضعات ومن الواجب تحديد الوقت الذى تقوم فيه الأمهات بالرضاعة بحيث لا يقمن بالسهر على الأطفال لأن هذه وغيرها من الأعمال من شأن المربيات والخدم ص337
وهى طريقة تربية قاسية بلا رحمة وهى تساعد على شيوع زواج الأقارب لأن لا أحد يعرف هذا ابن ولا هذه بنت من كما أن الطريقة تقوم حتى على حرمان الأطفال من حنان الأمهات من خلال منع الأمهات من السهر عليهم
والفقرة تكرس مقولة الطبقية والعنصرية من خلال التفرقة بين طبقة الحراس وطبقة المربيات والخدم وهى مقولة خاطئة فلا أحد يولد مقاتلا ولا أحد يولد خادما وإنما الكل صفحة بيضاء بلا أى علم كما قال تعالى "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"ومن ثم فالكل لديه نفس الخاصية
الأطفال فى الدولة:
بين الرجل أنه لا يسمح للمرأة بالإنجاب قبل العشرين ولا بعد الأربعين كما لا يسمح للرجل بالإنجاب بعد الخامسة والخمسين حفاظا فى زعمه على قوة النسل وهو ما يبينه هذا الجزء من المحاورة:
-أى الأعوام تعنى
-أعنى أن للمرأة أن تنجب للدولة أطفالا منذ سن العشرين حتى الأربعين أما الرجل فبعد أن يجتاز أشد فترات العمر حماسة للسباق يظل ينجب أطفالا حتى الخامسة والخمسين
-الحق أن هذه هى الفترة التى تبلغ فيها القوى الجسمية والذهنية عند الجنسين أقصى مداها ص338
وهو كلام جنونى فلا أحد يستطيع أن يتحكم فى عملية الانجاب مهما كان ومهما ابتكر من أساليب كما أن السن لا علاقة له بقوة الجنين وضعفه
كما بين الرجل أن إنجاب أطفال على غير قانون الدولة هو جريمة حتى ولو كان من زواج فقال فى هذا الجزء من المحاورة :
_فإذا حاول رجل أن ينجب أطفالا للدولة قبل هذه السن أو بعدها فسنتهمه بأنه آثم فى حق الدين والعدل إذ لو أفلح فى اخفاء ميلاد أطفاله فمعنى ذلك أنه يأتى للدولة بأطفال لم يقترن مولدهم ببركات القرابين والصلوات التى يقوم بها الكهنة والكاهنات وكل هيئة دينية فى الدولة لكل زواج مبتهلين أن تنجب الصفوة المختارة من الناس أبناء خيرا منهم وان ينجب النافعون للدولة أطفالا أنفع لها منهم أما هذا الذى يفعله أولئك ففيه مخالفة وإباحية شنيعة
-هذا حسن
- وينطبق نفس الحكم على الرجل الذى بلغ سن النضوج حين يحاول أن ينجب من امرأة بلغت نفس السن دون أن يكون الحاكم قد جمع بينهما إذ أن الطفل الذى يهباه للدولة فى مثل هذه الظروف دون أن يكون القانون أو الدين قد باركهما لا يكون بالنسبة إلينا لقيطا
-هذا هو عين الصواب"ص338
ويبين الرجل محرمات الزواج على الرجل والمرأة بعد سن الإنجاب فيقول:
_فإذا تجاوز الرجل أو المرأة سن الانجاب للدولة فأرى أن نترك للرجال حرية الاختلاط بمن يشاءون من النساء فيما عدا بناته وبنات بناته أو أمه أو جدته ونترك للنساء نفس الحرية مع استثناء الأبناء والآباء والأحفاد والأجداد ص338
وبالقطع هذا الكلام يتناقض مع فقرة قالت باخفاء القرابة عن المقاتلين خاصة الأمهات وهى :
-وعليهم أن يعنوا بتغذية الأطفال وينقلوا الأمهات إلى دور الحضانة عندما تمتلىء أثداؤهن باللبن مع اتخاذ كل التدابير الكفيلة بألا تتعرف الأمهات على أطفالهن فإن لم يكن فى وسع الأمهات أن يرضعن فلابد من إيجاد مرضعات ومن الواجب تحديد الوقت الذى تقوم فيه الأمهات بالرضاعة بحيث لا يقمن بالسهر على الأطفال لأن هذه وغيرها من الأعمال من شأن المربيات والخدم ص337
كما يتناقض مع الفقرة التالية وهى كون أولاد المقاتلين بنين وبنات هم أبناء لكل مقاتل ومقاتلة وأولادهم هم أحفاده وهو ما قاله فى الفقرة التالية:
لن يستطيعوا تمييزهم قط وإنما ينبغى أن ينظر الرجل منذ الوقت يبدأ فيه زواجه على كل الأطفال الذين يولدون فى الشهر السابع أو العاشر الذكور منهم على أنهم أبناؤه والإناث على أنهن بناته وعلى هؤلاء الأطفال أن يدعوه بالأب وعليه أن يعد أبناء هؤلاء أحفادا له كما يعدونه هم جدا وامرأته جدة لهم كذلك ينبغى على الأطفال الذين يولدون فى الفترة التى يجب فيها آباؤهم وأمهاتهم على أنهم أشقاء وشقيقات لهم وبهذا يمتنعون فيما بينهم كما ذكرت عن كل اختلاط جنسى ومع ذلك فإن القانون يسمح بزواج الأخ من الأخت إذا شاء الاقتراع ذلك وإذا ما أيدته نبوءة دلف ص339
ما قاله الرجل هنا يعتبر شيوعية النساء والأطفال معا فالحياة هنا مختلطة ولا أعرف لماذا أباح الزواج طالما المقاتل لا يعرف ابن أو ابنة أو حفيد وكذلك المقاتلة وهو ما اعترف به صراحة فى قوله:
-وإذن فقد ثبت لنا أن شيوع النساء والأطفال بين الحراس هو أصل الخير العظيم
-هذا أمر مؤكد ص342
تكريم المقاتلين:
بين الرجل أن المقاتل يمنح فى ظل الدولة ما يحرم على غيره من الزنى مع فتى معجب بجماله أو فتاة معجب بها فقال:
"فقال إلى على العكس من ذلك أوافق على هذا كل الموافقة وأود أن اضيف إلى هذه القاعدة أن كل من معه ينبغى الا يأبى عليه قبلة خلال المعركة إن شاء وبهذا نضمن أنه إذا كان احد المحاربين مفتونا بشاب أو فتاة فيزداد حماسة لإحراز النصر فقلت هذا عظيم ولا تنس أننا قد ذكرنا من قبل أن المواطنين الشجعان سيمنحون فرصا للزواج تفوق فرص الآخرين وأننا سنختار لهم نساء
-هذا ما قلناه بالفعل ص348
ووضح الرجل أنه ينبغى تكريمهم فى الحياة وفى الممات بدفنهم دفنا رائعا ورعاية قبورهم بعد الدفن فقال:
-وسنسأل أصحاب النبوءة أن ينبؤنا عن أى الجنازات وأى التكريمات أليق بهؤلاء الذين يجمعون بين صفات البشر والآلهة معا وندفنهم كما تشير علينا النبوءة
- هذا ما سنفعله
- ومنذ أن ندفنهم نظل نرعى قبورهم ونبجلها كما لو كانوا أرواحا ملائكية بحق وسنقدم نفس هذه التكريمات لأولئك الذين يموتون بالشيخوخة أو بغيرها بعد أن يكونوا قد امتازوا فى حياتهم بفضيلة رفيعة ص349
العبودية والجمهورية :
يحرم الرجل فى عنصرية واضحة العبودية بين اليونان بينما هى مباحة فى غيرهم فيقول فى جزء من المحاورة:
-أولا فيما يتعلق بالعبودية أترى من العدل أن تنزل مدينة يونانية إلى مرتبة العبيد أليس علينا أن ننهاهم عن ذلك على قدر استطاعتنا حتى بالنسبة إلى بقية الدول وأن نعودهم احترام الجنس اليونانى وهو إجراء يكفل لنا تجنب الوقوع عبيدا فى أيدى البرابرة
-هذا ما يتعين علينا أن نتجنبه بكل وسيلة
- وعلى ذلك فلن يكون لنا عبيد إغريق وسننصح بقية اليونانيين بأن يحذوا حذونا ص350
بالقطع الجمهورية هنا وقعت بالتفرقة بين الناس لمجرد العصبية أى اللغة فما يجمع اليونانيين هو اللغة لأن أديانهم كانت مختلفة لأن آلهتهم المزعومة متنوعة فلكل مدينة آلهتها المزعومة التى تحصها بالعبادة
وينقض الرجل كلامه فيطالب بنفس المعاملة لليونانيين والأجانب فيقول:
"فقال إنى لأسلم معك بأن سلوك مواطنينا نحو خصومهم يجب أن يسير على هذا النحو وبأن عليهم أن يعاملوا الأجانب كما يعامل اليونانيون الآن بعضهم بعضا
-فليكن من القوانين إذن ألا يخرب حراسنا الأرض ولا يحرقوا البيوت
-لنسن هذا القانون ولنعترف بأنه قانون عادل باقين
-هذه الدولة لا تتحقق إلا عندما يصبح الفلاسفة ملوكا ص352
الفلاسفة وحكم الدولة:
وضح الرجل أن الحكام لابد أن يكونوا فلاسفة حتى ينجحوا فى إدارة الدولة ويحققوا للناس الرضا ومن لا يكون فيلسوف يجب استبعاده كحاكم وهو قوله:
"ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا فى بلادهم أو يصبح أولئك الذين نسميهم الآن ملوكا وحكاما فلاسفة جادين متعمقين وما لم تتجمع السلطة السياسية والفلسفة فى فرد واحد وما لم يحدث من جهة أخرى أن قانونا صارما يصدر باستبعاد أولئك الذين تؤهلهم مقدرتهم لأحد هذين الأمرين دون الأخر من إدارة شئون الدولة ما لم يحدث ذلك كله فلن تهدأ يا عزيزى جلو كون حدة الشرور التى تصيب الدولة بل ولا تلك التى تصيب الجنس البشرى كله بأكمله وما لم يتحقق ذلك فلن يتسنى لهذه الدولة التى رسمناها هنا خطوطها العامة أن تولد وأن يكتمل نموها ذلك ما كنت أتردد فى إعلانه منذ وقت طويل إدراكا منى لمدى مخالفته للآراء الشائعة ومع ذلك فمن الصعب أن يتصور المرء كيف يمكن أن يتحقق الخير للدولة أو للفرد على أى نحو آخر ص355
وبين الرجل أن الفيلسوف يعرف الأزلى الثابت ولذا يجب إسناد الحكم والسلطة له فقال:
"فأجبت إنها قطعا تلك التى تلى السابقة فى الترتيب فإذا كان الفلاسفة هم أولئك الذين يمكنهم أن يدركوا ما هو أزلى ثابت على حين أن من يعجزون عن ذلك ويضلون طريقهم وسط الكثرة والتغير لا يستحقون هذا الاسم فأيهما ينبغى أن نعهد إليه بالإشراف على الدولة ص366
ووضح الرجل أن حكومة الفلاسفة هى حكومة إلهية حكومة مثلى وهى ليست من ضمن أنواع الحكومات الخمس التى ذكرها سابقا ويعبر عن هذا الجزء التالى من المحاورة:
"فقلت لا واحدة منها وهذا بعينه هو ما أشكو منه فليس من بين أنواع الحكومات الحالية ما يلائم الطبيعة الفلسفية ومن هنا فإن هذه الطبيعة تزيف وتفقد طابعها الخاص مثلما تتغير طبيعة البذرة النادرة إذا زرعت فى تربة غير تربتها وخضعت للمؤثرات الجديدة وفقدت مميزاتها فيها وهكذا تعجز الطبيعة الفلسفية عن الاحتفاظ بخصائصها المميزة وتتحول إلى طبيعة أخرى أما لو وجدت الفلسفة حكومة تتفق طبيعتها وإياها فعندئذ سيتضح أنها إلهية بحق على حين أن جميع الطبائع والمهام الأخرى إنسانية فحسب وأنا واثق من أنك ستسألنى الآن وما هى هذه الحكومة المثلى فقال كلا لقد أخطأت فى هذا فقد كنت أود أن أسالك عن كانت هذه هى الدولة التى رسمناها أم أنها دولة أخرى فأجبت إنها هى على وجه التقريب ولكنك تذكر قولنا أن دولتنا ينبغى أن تتضمن سلطة ترعى الدستور بنفس الروح التى أملت عليك سن قوانينها عندما قمت بعمل المشرع فيها ص383
وبين الرجل أن الفيلسوف يعيش فى ظل النظام الإلهى ومع هذا لن يرضى عنه كل الناس بل بعض منهم وهو قوله:
"وهكذا فإن الفيلسوف الذى يحيا فى صحبة النظام الإلهى للعالم يغدو إلهيا منظما بدوره وذلك على قدر ما تتحمل طبيعة البشر وإن لم يكن فى استطاعته أن ينجو على الرغم من ذلك من تحامل الناس ص387
ووضح الرجل أن الفلاسفة لا يعملون فى الدولة على هواهم وإنما وفق نموذج إلهى وهو هنا يقصد الوحى أى الشريعة المنزلة فيقول:
"فإذا أدرك الناس أن حديثنا عن الفلاسفة حديث صدق فهل يظلون على بغضهم لهم وهل يظلون على شكهم فى قولنا أن الدولة لن تعرف السعادة إن لم يرسم خطتها فنانون يعملون وفقا لأنموذج إلهى ص387
ووضح الرجل أن صفة الحكام هى أصول الحكم والذين اكتسبوا من مظاهر الشرف والحياة الفاضلة ما يغنيهم عن مطامع الحكام فقال:
-وإذن فإلى من سنعهد بحراسة الدولة إن لم يكن إلى أولئك الذين يفوقون كل من عداهم فى فهم أصول الحكم والذين اكتسبوا من مظاهر الشرف والحياة الفاضلة ما يغنيهم عن مطامع الحكام "ص411
وكرر الرجل الكلام أن الفيلسوف لا يتوق للحكم فقال:
-ولا شك أن الوصول إلى السلطة ينبغى أن يقتصر على من لا يتوقون إليها وإلا استحكمت الخلافات والحزازات
- بلا جدال "ص
وبين الرجل لأن النموذج الإلهى أى الخير يتم التدريب عليه واكتساب الصفات خلال فترة طويلة ولا ينبغى أن يتولى فيلسوف الحكم قبل سن الخمسين وهو ما بينه الجزء التالى من المحاورة :
"فأجبت 15عاما وعندما يبلغون سن50 علينا أن نأخذ منهم أولئك الذين صمدوا لكل التجارب والذين تميزوا عن كل ما عداهم فى الشئون العملية وفى المعرفة فنسير بهم نحو الهدف النهائى وعلى هؤلاء أن يرفعوا عين النفس ليتأملوا ذلك الذى يضفى النور على كل شىء فإذا ما عاينوا الخير فى ذاته فإنهم سيتخذونه أنموذجا ينظمون تبعا له المدينة والأفراد وكذلك أنفسهم أيضا وخلال ما تبقى لهم من العمر يكرسون للفلسفة أكبر قدر من الحكم من أجل الصالح العام وحده ويرون فى الحكم واجبا لا مفر منه أكثر من كونه شرفا وبعد أن ينشئوا فى كل جيل مواطنين آخرين على شاكلتهم ليحلوا محلهم فى رعاية الدولة ينتقلون على جزر السعداء أما الدولة فإنها تقيم لهم النصب التذكارية بذلك وإلا عدتهم نفوسا بشرية فيها نفحة من الروح الإلهية على الأقل
فهتف إن الصورة التى قدمتها لحكامنا لرائعة بحق وإنها لصورة يعجز عن صوغها أبرع مثال
فأضفت وهى تنطبق أيضا على حاكماتنا يا جلوكون فلا تظن أن ما قلته يسرى على الرجال من دون النساء بل إنه ينطبق عليهما معا ما دام هؤلاء يتمتعون بالمواهب اللازمة ص437
وبين الرجل أن الفلاسفة لا يسعون للتكريم وإنما يسعون لتطبيق العدل وهم بهذا يحققون الدولة المثالية التى تعتبر مجرد خيال ووهم فقال:
فقلت والآن توافقنى على أن خطة دولتنا ودستورنا محض أوهام وإنه إذا كان تحقيقها صعبا حقا فهو ممكن ولكنه لن يكون ممكنا إلا على النحو الذى حددناه وهو أن يمسك دفة الدولة فيلسوف أو فلاسفة يزهدون فيما يسعى إليه الناس اليوم من تكريم ويعدونه تافها وغير خليق برجل حر ولا يحرصون إلا على أداء الواجب وعلى الشرف الذى يترتب على أدائه وعلى العدالة التى يرونها أهم الأشياء وأكثرها ضرورة فيتفانون فى خدمتها ويقيمون صرحها عاليا فى تنظيمهم لمدينتهم ص437
ونقض الرجل كلامه بأن الصفة اللازمة وحدها للحكم هى الفلسفة وقال بصفتين الفلسفة والتميز فى القتال فقال :
"حسن يا جلوكون لقد اتفقنا الآن على أن الدولة التى تطمح على أن تحكم حكما مثاليا يجب أن تجعل النساء والأطفال مشاعا وينبغى أن يتلقى الرجال والنساء فيها نفس التعليم فى جميع مراحله ويتقاسموا كل المهام والمناصب سواء منها الحربية والسلمية كما ينبغى لها أن تتخذ ملوكا من أولئك المواطنين الذين يثبت امتيازهم فى الفلسفة والحرب معا ص438
ونجد الرجل يأتينا بمقولة جنونية وهى تحكم العدد الهندسى فى ولادة الأولاد صالحين وفاسدين ومن ثم يأتى بمقولة تزويج الحكام للشباب والشابات على غير إرادتهم لأن الغرض إنتاج أولاد أكثر علما وثقافة وهو قوله:
ذلك العدد الهندسى هو الذى يتحكم فى التوالد الصالح والفاسد فإذا كان حراسنا يجهلون قانون التوالد هذا وجمعوا بين شبان وشابات فى غير الوقت المناسب لنتج عن هذا التزاوج أطفال لا مواهب طبيعية ولا حظ لهم ومن هؤلاء الأطفال سيختار الجيل الأقدم خيرهم لرئاسة الدولة ولكنهم لما كانوا غير جديرين بها فإنهم حالما يملكون سلطة آباءهم فسوف يبدأون فى تجاهلنا ولا يقدرون التهذيب العقلى تقديرا كافيا ثم يمتد إهمالهم إلى التدريب البدنى بدوره وهكذا ينشأ جيل جديد أقل ثقافة وأقل تهذيبا يختار منه حكام أقل جدارة بمنصب الحراسة ص442
بالطبع الزواج الاجبارى لإنتاج أولاد صالحين هى جرائم إكراه وتعنى عدم الحرية وناتجها ليس صحيحا وهو ما عبر عنه المثل الشعبى يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم
أنواع الحكام:
بين الرجل أن الحكام على ثلاثة أنواع الفيلسوف والطموح ومحب الربح حسب تقسيم اللذات الضرورية وهو ما وضحه الجزء التالى من المحاورة:
فاستطردت قائلا أليس صحيحا أيضا أن بعض الناس يسيطر عليه الجزء العارف والبعض الأخر يسيطر عليه أحد الجزئين الأخرين حسب الحالة
-بلى
-ومن هنا فأنا أقول بثلاثة أنواع أساسية للناس الفيلسوف والطموح ومحب الربح
- هذا صحيح
-كما نقول بثلاث فئات تناظر كلا من هذه الأنواع
_إنه لكذلك
فإن سألت كلا من هؤلاء الرجال الثلاثة أى نمط من أنماط الحياة هو هذا الأثير لديه لامتدح كل منهم نمطه الخاص فرجل الأعمال يقول إن لذة التكريم أو العلم لا تقارن بلذة الربح إلا بقدر ما تدر هى ذاتها ربحا
-هذا صحيح
والطموح ألا تراه يحتقر لذة جمع المال ولا يرى فى لذة العلم عن لم يأت العلم بالتمجيد إلا غباء وهباء
-هى كذلك بالنسبة إليه
_أما الفيلسوف فعلى أى نحو ينظر إلى اللذات الأخرى بالقياس إلى لذة المعرفة الحقيقية كما هى والاستمتاع الدائم بالمعرفة ألا يظن أن اللذات الأخرى أبعد ما تكون عن جلب متعة حقيقية وإذا أطلق على هذه اللذات الأخرى اسم اللذات الضرورية ألا يكون ذلك بالمعنى الحقيقى لهذه الكلمة بحيث يمكنه أن يستغنى عنها تماما إن لم تفرضها الضرورة عليه ص488
أنموذج الدولة :
بين الرجل فى المحاورة أن الدولة المنشودة توجد فى كتاب من السماء والمراد فى الوحى وهى موجودة فى الأذهان فقط وهو قول المحاورة:
"فقال جلو كون لقد فهمت إنك تتحدث عن الدولة التى رسمناها خطتها والتى لا توجد إلا فى ذهننا إذ لست أعتقد أنه توجد دولة مثلها فى أى مكان على سطح الأرض فأجبت كلا ولكن المرء قد يجد فى هذا أنموذجا فى السماء لمن شاء أن يطالعه ويبعث فى نفسه بعد تأمله أما أن هذه الدولة موجودة فى أى مكان أو ستوجد بالفعل فى أى وقت فهذا أمر لا أهميه له إذ أنه لن يخضع لقوانين هذه الدولة وحدها لا أية دولة غيرها ص503
الشر والخير فى الدولة:
بين الرجل أن الشر والخير متواجدان فالخير يحفظ والشر يدمر وهو ما وضحه هذا الجزء من المحاورة:
-ولكن هل تتفق معى على أن العنصر الذى يفسد ويدمر هو الشر وذلك الذى يحفظ ويقوم هو الخير
-أجل
-ألا تعتقد أيضا أن لكل شىء خيرا وشرا كالرمد مثلا بالنسبة إلى العين والمرض بالنسبة إلى الجسم عامة والتسوس للقمح والتآكل للخشب والصدأ للحديد والنحاس أى أن لكل شىء بالطبيعة شره أو مرضه ؟ص522
وبين الرجل أن شر الظالم نتائجه وخيمة وأنه لا يمكن القضاء على الشر فى الدنيا وهو ما وضحه الجزء التالى من المحاورة:
-فقال أجل فلو كان الأمر كما يزعمون لما كان الشر شيئا فظيعا بحق إذ أن موت الظالم يضع على الفور حدا لمتاعبه ولكنى أعتقد أن العكس هو الصحيح وان الظلم يؤدى إلى موت الآخرين إذا ما استطاع ذلك وبقاء الظالم نفسه حيا بل مليئا بالحيوية وبهذا يكون الظلم بعيدا كل البعد عن أن يكون على للموت
_إنك لعلى صواب ذلك لأنه إذا كان الشر والانحطاط المتعلق بالنفس ذاتها عاجزا عن القضاء عليها أو افناءها فمن العسير أن يتمكن الشر الذى هو بطبيعته مهيأ للقضاء على جوهر أخر من إفناء النفس أى شىء أخر عدا ذلك الذى يرتبط به ص524
وبين الرجل جزاء الظالم والعادل عند الله فى الجزء التالى من المحاورة :
-ألا ترى أن ذلك الذى تحبه الآلهة يحق يتوقع من الآلهة أن يمنحوه كل ما لديهم وبأوفر قدر ممكن ألا ما قد يكون فيه من الشر الناجم عن أخطاء ارتكبت فى حياة سابقة
- بالتأكيد
- وعلى ذلك فمن واجبنا أن نعتقد بالنسبة للعادل أنه إذا كان يعانى الفقر أو المرض أو أى شىء أخر فلابد أن تعود الأمور فى النهاية عليه بالخير فى حياته أو بعد مماته ذلك لأن الآلهة لن تنسى أبدا ذلك الذى يتوخى العدل ويمارس الفضيلة حتى يقترب من الله بقدر ما يتسنى ذلك لإنسان
-كلا إنها قطعا لن تتجاهل إنسانا يتشبه بها ص527
ووضح الرجل أن العدل هو الهدف وينتج عنه المكاسب والتكريمات فقال:
"ها نحن أولاء قد حققنا شروط البرهان ولكنا لم نذكر شيئا عن تلك المكاسب والتكريمات التى قلت أن هوميروس وهزيود يعدان بها من يمارس العدالة وإن كنا أوضحنا أن العدالة فى ذاتها أفضل شىء للنفس منظرا إليها فى طبيعتها الحقة وأن على النفس أن تستهدف العدالة دائما سواء أكانت تملك أولا تملك خاتم جيجز ومع قلنسوة هاديس ص526
ووضح الرجل أن الطاغية وهو الظالم ليس سوى عبد فقال:
وعلى ذلك فالطاغية الحقيقى هو فى واقع الأمر وعلى خلاف ما يظن الناس عبد بالمعنى الصحيح بل هو شخص بلغ أقصى حدود العبودية ما دام مضطرا إلى تملق الناس وهو ص485
ووضح الرجل وجوب تكريم الموتى بعدم نهب الموتى بعد الحروب فقال:
"ألا ترى أن من الجشع المرذول أن ينهب المرء ميتا إن فى معاملة الجثة كأنها عدو وضاعة نفس لا تليق إلا بالنساء إذ أن العدو الحقيقى وهو الروح قد تلاشى ولم يترك مكانة سوى الأداة التى كان يحارب بها وما أشبه من يفعلون ذلك بالكلاب التى تهجم على الحجر الذى ضربها دون أن تمس من ألقاه ص350
وفى النص السابق ينقض الرجل ما قاله عن تساوى الرجل والمرأة عندما جعل الغالب على النساء هو وضاعة النفس
التربية والدولة:
تناول الرجل فى كتابه أمور عديدة فى التربية وهو ما دعا روسو فى كتابه إميل للقول أن كتاب الجمهورية ليس كتابا فى السياسة وإنما هو كتاب بل الكتاب الأعظم فى التربية
بين الرجل أن من يجيد علم الحساب يفهم كل العلوم تقريب وهو ما عبر عنه الجزء التالى من المحاورة :
-أجل إن لديها قدرة كبيرة على إحداث هذا الأثر ألم تلاحظ أيضا أن الموهوبين فى الحساب يفهمون بسرعة كل العلوم تقريبا وأن الأذهان البطيئة الفهم إذا ما درست الحساب تغدو أسرع فهما حتى لو لم تكتسب منه أية فائدة أخرى
-هذا صحيح
-وفضلا عن ذلك أعتقد أن من العسير أن يجد المرء علوما كثيرة تقتضى فى تعلمها وفى ممارستها جهدا أكبر مما يقتضيه علم الأعداد ص418
وهى وجهة نظر خاطئة فليس كل من فهم الحساب فهم باقى العلوم بل الكثيرين يهربون من الرياضيات عموما ومع هذا فهم يجيدون العديد من العلوم الأخرى
وبين الرجل أن التلميذ لابد أن يعطى الحرية فى تعلم ما يريد من العلوم وهو ما بينه الجزء التالى من المحاورة:
-وإذن فمن الواجب تدريس الحساب والهندسة وكل العلوم التى تمهد لتعلم الحوار فى سن الطفولة ويجب أن نضفى على تلك الدروس صورة لا تنطوى على أى نوع من الإرغام
- ولماذا ؟
-لأن تعليم الحر ينبغى ألا يتضمن شيئا من العبودية فالتدريبات البدنية التى تؤدى قهرا لا تؤذى البدن فى شىء أما العلوم التى تقحم فى النفس قسوة فإنها لا تظل فى الذهن عالقة
--هذا صحيح فاستطردت قائلا وإذن فليس لك أيها الصديق الكريم أن تستخدم القوة مع الأطفال وإنما عليك أن تجعل التعليم يبدو لهوا بالنسبة لهم وبهذه الطريقة يمكنك أن تكشف بسهولة ميولهم الطبيعية
_فقال هذه خطة حكيمة ص432
وبالطبع هذه الوجهة من النظر ليست سليمة فالطفل لن يعرفه ما يفيده من العلوم لأن عقله صغير يتكون تدريجيا ولذا لابد من وجود من يختار له تلك العلوم حتى يفيده بها ويقدمها له فى صورة لا تبغضه فيها ونجد فى الجزء السابق من المحاورة أن الرجل يناقض نفسه بالعبارة "فمن الواجب تدريس الحساب والهندسة وكل العلوم" فالواجب يعنى الارغام عند عدم التقبل
وبين الرجل أن هناك تدرج فيما يتم تعليمه للطفل من الفنون أو العلوم فيتم البدء بالموسيقى ثم رياضة البدن فقال:
"وهذا ما كنت أعنيه حين قلت إن علينا أن نبدأ بالموسيقى قبل الرياضة البدنية" ص236
ووجهة النظر هذه حسب الظروف فالطفل فى المهد يتربى على السماع من خلال الدندنة والهدهدة والغناء ولا يتربى على التربية الرياضية ولكنه عندما يبدأ المشى فإنه يبدأ الرياضة البدنية ومعها الموسيقى السماعية
وبين الرجل أن الأطفال لا يجب أن يمارسوا فن المحاورة فى صغرهم لأنهم يستخدمونه استخداما خاطئا فقال:
ومن أهم الاحتياطات أن تمنعهم من ممارسة الحوارات وهم لا يزالون فى حداثتهم ولعلك لاحظت من قبل أن المراهقين الذين تذوقوا الحوار لأول مرة يسيئون استعماله ويتخذونه ملهاة ولا يستخدمونه إلا للمغالطة فإذا ما قام أحد بتفنيد حججهم فإنهم يحاكونه ويفندون حجج الآخرين على نفس النحو شأنهم فى ذلك شأن الجرو الذى يجد لذة فى جذب كل من يقترب منه وتمزيق ملابسه ص435
ويساوى الرجل بين الذكور والإناث عند وجود مواهب لديهم وهو ما عبر عنه الجزء الآتى من المحاورة:
"فهتف عن الصورة التى قدمتها لحكامنا لرائعة بحق وإنها لصورة يعجز عن صوغها ابرع مثال
فأضفت وهى تنطبق أيضا على حاكماتنا يا جلوكون فلا تظن أن ما قلته يسرى على الرجال من دون النساء بل إنه ينطبق عليهما معا ما دام هؤلاء يتمتعون بالمواهب اللازمة ص436
وبين الرجل أن الدولة يجب عليها أن تمنع الشعر القائم على المحاكاة فقال:
تلك التى تنص على حظر الشعر القائم على المحاكاة فبعد أن ميزنا الآن بين الأجزاء المتعددة للنفس يبدو أن لدينا أسبابا قوية لاستبعاد هذا النوع من الشعر تماما ص504
ويهاجم الرجل نظرية المحاكاة فى الفن لأنها لا تقدم فائدة فيقول:
وإذن فهلا يحق لنا أن نستدل من ذلك على أن كل أولئك الشعراء منذ أيام هوميروس إنما هم مقلدون فحسب فهم يحاكون صور الفضيلة وما شابهها أو الحقيقة ذاتها فلا يصلون إليها قط إن الشاعر كالرسام التى تحدثنا عنه منذ برهة والذى يرسم اسكافيا دون أن يعرف شيئا عن إصلاح الأحذية ويقدم صورته إلى أناس لا يعرفون عن الأمر أكثر منه ولا يحكمون على الأمور إلا بمظاهرها وألوانها ص511
ويكرر هجومه على الشعراء المحاكين وهم المقلدين فيقول:
-وإذن فنحن حتى الآن متفقون إلى حد بعيد على أن المقلد يفتقر إلى أية معرفة تستحق الذكر بما يقلده فما التقليد إلا نوع من اللهو أو اللعب وما الشعراء التراجيديون سواء أكتبوا شعرا للملاحم أم مسرحيات سوى مقلدين بكل معانى الكلمة
-بالتأكيد ص513
ويبين الرجل أن مقولة المحاكاة فى الفنون لا تستهدف غرضا شريفا أو صحيحا فيقول:
هذا هو الرأى الذى كنت أريد الوصول إليه عندما قلت إن الرسم وكل فن قائم على المحاكاة بوجه عام يبعد فى عمله عن الحقيقة وإن الجزء الذى يرتبط به فى طبيعتنا بعيد بدوره عن الحكمة وأنه لا يستهدف غرضا شريفا أو صحيحا ص514
ويهاجم الرجل المقولة مرة أخرى ويبين أنها تفتح باب الشرور فيقول:
وعلى ذلك فإن من حقنا أن نهاجمه الآن ونضعه إلى جانب نظيره الرسام لأنه يشبهه فى افتقار إنتاجه إلى الحقيقة وفى إهابته بذلك الجزء من النفس الذى هو خسيس بدوره وابتعاده عن الجزء الفاضل منها هذا هو السبب الأول الذى يبرر لنا حظر دخوله الدولة التى يحكمها قانون صالح لأنه يثير هذا الجزء الخسيس من النفس ويغذيه وبذلك يعرض العقل ذاته للدماء وكما يحدث فى الدولة عندما تسلم مقاليد أمورها وسلطانها للأشرار ويقضى فيها على الصالحين فكذلك يبث الشاعر المقلد فى نفس الفرد حكما فاسدا إذ يتملق الجزء اللاعاقل الذى لا يميز الفاضل من الردىء ويعد الأشياء ذاتها أفضل تارة وأردأ تارة أخرى ويخلق أشباحا ويقف دائما بعيدا كل البعد عن الحقيقة ص517
ويبين الرجل ضرورة تدخل حكماء الدولة فى الأعمال الفنية حتىى تؤدى عملا نافعا للناس حتى لا يظنوا السوء فى الله فقال:
"وعلينا أن نلزم الشعراء بأن يعترفوا إما بأن هؤلاء الأبطال لم يرتكبوا تلك الأفعال وإما بأنهم ليسوا من أبناء الآلهة أما تأكيد الأمرين معا فذلك ما لن ندعهم يفعلونه ولم نسمح لهم بأن يوهموا السباب بأن الآلهة تقترف مثل هذه الآثام"ص253
الكذب والشر :
بين الرجل أن الأكاذيب ليست كلها شر فالكذب على الأعداء والكذب للصلح بين الأصدقاء ليس شرا وإنما نفع للناس وهو ما عبر عنه هذا الجزء من المحاورة:
-إذن فالأكذوبة الحقيقية بغيضة لا إلى الآلهة فحسب بل إلى البشر أيضا
-أما الأكذوبة الملفوظة فقد تكون فى بعض الأحيان نافعة لا بغيضة ومن أمثلة ذلك الكذب على الأعداء أو حين يوشك أولئك الذين نعدهم أصدقائنا على ص243 أن يرتكبوا عملا طائشا مدفوعين بالغضب أو بسوء الفهم وعند ذاك تكون للأكذوبة فائدتها وتعد نوعا من العلاج أو الوقاية "ص244
وقد أخطا الرجل فى كون الأساطير معبرة عن سرد لأحداث وقعت فى الماضى أو تقع فى الحاضر أو ستقع فى المستقبل عندما قال :
إنك لتعلم أن كل الأساطير والأشعار ليست إلا سردا لأحداث وقعت فى الماضى أو تقع فى الحاضر أو ستقع فى المستقبل"ص 255
فالكثير من الأساطير لم يحدث ولن يحدث
أخطاء:
قال الرجل :
-أمن الممكن أن يكون الشىء ساكنا ومتحركا فى نفس الوقت وفى نفس الجزء منه –
كلا بالتأكيد ص309
وهو ما يخالف جسم المخلوق فى أثناء النوم يكون ساكنا ومع هذا أجزاء الجسم الداخلية لا تتوقف عن الحركة كالقلب
وقال الرجل عن الشمس فى الجزء التالى من المحاورة:
-وأخر ما يستطيع أن يتطلع إليه هو الشمس لا منعكسة على صفحة الماء أو على جسم أخر بل كما هى ذاتها وفى موضعها الخاص
- هذا ضرورى
- وبعد ذلك سيبدأ فى استنتاج أن الشمس هى أصل الفصول والسنين وأنها تتحكم فى كل ما فى العالم وانها بمعنى ما على كل ما كان يراه هو ورفاقه فى الكهف ص405
بالقطع الشمس ليست المتحكمة فى كل شىء بالعالم وأنها أثل الفصول والسنين وتبدو هذه المقولة هى سابقة لنظرية مركزية الشمس بدلا من الأرض عند جاليلو وكوبر نيكوس
العدل
العدل يعنى تطبيق حكم الله المنزل وقد سمى الله نفسه العدل أو العادل لكونه من شرع العدل ونفذه
العدل الاقتصادى :
تطبيق قوله تعالى بسورة فصلت:
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "
هل معناه أن يقوم المجتمع بتوزيع الطعام على كل السكان بنفس المقدار أو بتوزيع الذهب عليهم بنفس المقدار أو توزيع الوقود عليهم بنفس المقدار ........؟
بالقطع فى مسألة الطعام نجد السمين والنحيف والآكول وضعيف الأكل ومتوسط الطعام ونجد فلان يأكل آكلات معينة ولا يأكل آكلات أخرى ونجد مثلا الرضيع والصغير والشاب والشيخ والحامل وغير الحامل ونجد المريض والصحيح .....وكل هؤلاء لا يأكلون مقدار واحد ولا أصناف واحدة كما قال تعالى على لسان الناس بسورة الرعد:
" ونفضل بعضها على بعض فى الأكل"
ومن ثم فتوزيع المجتمع مقدار واحد من الأصناف الطعامية على كل الأفراد لا يعتبر عدلا
وفى مسألة الذهب توزيع كمية الذهب على كل الأفراد بنفس المقدار هو ضرب من الجنون فالرضيع والصغير لا يعرفان ثمنه ولا يهتمان به وبعض الناس يفضل الذهب وبعضهم لا يفضله وإنما يفضل غيره
وفى مسألة الوقود نجد أن المجتمع لو أعطى كل فرد نصيبه من الفحم والنفط وغيرهم فحم ونفط فهذا يمثل جنون فماذا يفعلون بالفحم والنفط الخام وأين يضعونه ؟
وفى مسألة الملابس مثلا لو أعطى كل واحد نفس المقدار من اللباس فسنجد أن بعض الملابس لا تستعمل لكون ألوانها أو تفصيلها لا يعجب الإنسان أو الإنسانة كما سنجد أن هناك أفراد لا تفقه معنى اللباس كالرضع والصغار
إذا معنى السواء وهو العدل للسائلين وهم الأحياء ليس معنى العدل الكمى فى الأصناف وإنما له معنى أخر وهو :
أن يقوم المجتمع بتثمين الأقوات كلها التى خرجت من مصادر دخل الدولة وهى المجتمع ويقوم بقسمة ثمنها على عدد الأفراد وبالقطع المجتمع أى الدولة لا تعطى الأفراد كل واحد المبلغ الذى خرج له كله وإنما هناك أمور تقوم بها الدولة بحجز مبالغها لكى تقوم مؤسسات فيها بعملها فمثلا البيوت تقوم شركات البناء ببناء مسكن لكل ذكر وأنثى معا وتأثيثه بالأثاث الذى يريداه وهما الزوجين مستقبلا ومثلا تقوم بالتعليم فبدلا من أن يدفع الفرد مصاريف تعليمه أو تعليم ابنه أو ابنته تقوم الدولة بحجز مبلغ للتعليم للصرف على تعليم كل الأفراد ومثلا تقوم بالعلاج فتحجز مبلغا لبناء المشافى وتوفير التشخيص والعلاج فيكون العلاج للفرد متى مرض
الدولة تعطى للفرد مبلغ محدد كافى حسب المرحلة العمرية للطعام والشراب واللباس وأمور البيت كالنظافة واستخدام الماء والكهرباء والغاز وهى الأمور التى يختلف الناس فى تفضيل أصنافها أو فى الكم الذى يستخدمونه منها وهو ما فصلته فى مقال المرتبات:
مرتب كل واحد فى الدولة الإسلامية يساوى مرتب الأخر كفرد تطبيقا لقوله تعالى بسورة الحجرات :
"إنما المؤمنون إخوة "
فلو اعتبرنا الدولة أب فواجب الأب أن يساوى بين أولاده من باب قوله تعالى بسورة المائدة :
"اعدلوا هو أقرب للتقوى "
تفصيل المرتبات :
1-المرتبات هى ما يتعيش به الموظفون وأساسها إعالة الموظف وأسرته بمعنى أن يعطى ما يكفيه للإنفاق على حاجات نفسه وأسرته وأحكامها هى :
-كل موظف يتساوى فى المرتب مع أى موظف أخر إذا كانوا أفرادا
-يختلف الأجر من موظف لأخر بسبب اختلاف عدد أفراد أسرة كل منهم وسنهم
-لكل زوجة مقدار ثابت لا يتغير وأما الطفل فمقداره متغير فهو فى سن الرضاعة ربع مقدار الأب أو الأم وفى السن بعد الرضاعة نصف مقدار الأب وإذا بلغ مرحلة الكلية أصبح متساويا فى المقدار مع الأب
-يتم قطع راتب الطفل الذكر متى التحق بوظيفة بعد التخرج .
- يتم قطع راتب الطفل الأنثى عند زواجها أو التحاقها بعمل مؤقت .
-يصرف المرتب لزوجة الموظف ولأولاده إذا توفاه الله بعد خصم نصيبه وحده منه .
- لا يتوقف صرف المرتب بعد خروج الموظف من الوظيفة والخروج سببه هو المرض الجسدى أو النفسى فلا شىء يسمى المعاش فى الإسلام
-يتم قطع مرتب الزوجة إذا طلقت ويخصص لها المرتب بمفردها .
-فى حالة حكم المحكمة ببخل أو إسراف الزوج يعطى المرتب للزوجة أو أكبر الأولاد إذا كان راشدا .
- يتم صرف المرتب فى اليوم الأول من الشهر القمرى .
- يتم صرف مرتب الموظف الجديد فى أول يوم يتسلم العمل فيه ما لم يكن صرفه فى مرتب أبيه أو فى مرتب الإعانة