الخميس، 30 نوفمبر 2023

نظرات فى حكاية اليهودي التائه

نظرات فى حكاية اليهودي التائه
مؤلفة الحكاية منال عبد الحميد وهى تدور حول يهودى لعن بالبقاء وهو الخلود فى الدنيا وأسمته منال كارتا فيلوس كما هو فى المصادر التاريخية الكاذبة عن صلب وقتل المسيح(ص) والذى نفاه الله بقوله :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"

يقال أن ذلك اليهودى فى الروايات الكاذبة كان حارسا للمحكمة وفى رواية أخرى إسكافيا يصلح الأحذية ويصنعها وأن سبب لعنته من المسيح(ص) وهى أكذوبة أنه قال له وهو يساق للصلب المزعوم :
أسرع اسرع لا تتلكأ أو أسرع اسرع لا تتمهل
فقال له :
أما أنا فسأذهب وأما أنت فستبقى
إذا فهى لعنة الخلود المزعومة والتى يفندها أن لا أحد قبل الرسول الأخير(ص) من البشر أعطاه الله الخلود وفيها قال تعالى :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "

إذا الحكاية التى ألفتها منال بناء على الروايات الكاذبة لا وجود لها وهى تحكى عن ذلك اليهودى التائه الذى أوقف لعنته مسلم أعطاه ما عنده من ماء وطعام فأماته الله كما تقول منال فى الحكاية الطويلة وهى :
"سيبقى وحيدا يدور ويدور في أرجاء الأرض ..
توقف أمام الباب طالبا جرعة ماء ..
كان باب حانوت منخفض متسلخ الطلاء وبالداخل تتكدس مجموعات من البضائع القديمة المكسوة بالتراب .. كم من نفائس غطاها التراب هنا ولا أحد يعرف قيمتها!
ناوله صاحب الحانوت المسن الواهن قدحا من الماء الفاتر فشربه الطالب بنهم .. تقاطر الماء علي لحيته البيضاء الكثيفة المهولة فتبللت شعيراتها الخشنة وكادت تشهق حامدة الري الذي شبعت منه أخيرا .. كان الرجل عطشانا جدا فيما يبدو!
رمقه الساقي بشفقة وسأله محاذرا إبداء المنة عليه:
" هل أنت جائع أيها السيد؟! "
توقف الآخر عن الشرب وأنزل القدح فأستقر علي ذقنه المتجعدة المغطاة بالشعر .. نعم إنه جائع .. ومتى لم يكن كذلك!
" نعم .. إنني لكذلك! "
بحذر سأله الساقي المحسن متأدبا:
" هل أحضر لك طعاما .. قليلا من التمر وشيء من الخبز؟! "
ابتسم ذو اللحية الهائلة وهتف غامضا:
" لا .. طعامك لا يكفي لسد جوعي .. ولا كل ما في العالم من طعام وثمار! "
ناوله قدحه شاكرا ثم مضي مرتحلا في طريقه بهدوء .. لم يُري مثيل لهذا الرحالة الغامض من قبل! أما أنت فستبقى "
أرتعد حينما تذكر العبارة نفسها وهي تقال له .. إنه لم يعد يذكر من ذكريات عمره الماضية الكثيرة سوي تلك العبارة التي تؤلمه إلي أقصي حد!
رفع عيناه إلي السماء مستجديا حزينا وسأل بقلب نادم ممزق:
" أيها السيد .. إلي متى سأبقي؟! "
صمت الكون من حوله وخيم عليه سكوت رهيب .. آتته الإجابة الصامتة فأرعبت قلبه وجعلت أطرافه ترتعش:
" إلي الأبد يا " كارتافيلوس " .. إلي الأبد .. فأهنأ بخلودك التائه الملعون! "
عاد إلي القدس ثانية ولا يعرف ما الذي أعاده
لقد عاد إلي القدس ثانية ولا يعرف ما الذي أعاده .. كم يكره تلك المدينة العتيقة وكم يرتعب لذكراها وكم يئن حنينا إلي أيامها الزاهرة المضمخة بالعطر والمنشقة بالدم!
الدم الذكي الذي أريق هنا .. وأريق قبله هناك بالقرب من نفس الموضع حيث تلقي اللعنة التي لا فكاك له منها!
غادر الشارع المترب الصغير الذي من عليه صاحب حانوت فيه بشربة ماء، ودخل وسط أزقة متداخلة تشكل متاهة ممتازة لأي أحد سواه هو .. إنه يحفظ تلك الطرقات كما يحفظ خطوط يده فكم دبت أقدامه عليها وكم نحل وبر خلاياه وتبددت بقاياها فوق أديمها المحبب!
إنه يحب تراب القدس العزيز ويكرهه في نفس الوقت .. لا مناص من أن يكون كل شيء لديه متناقضا وهو الذي حُكم عليه بحكم إدانة يعتبره البعض من النعم ويسعون للحصول علي مثله!
الخلود!
حلم البشر التعساء الغافلين المغفلين .. أيظنون هذا شيئا جميلا!
قبحوا فكم يشتهي هو الموت ويتمناه .. الراحة الأبدية كم هي بعيدة عنه .. وكلما أوغل عمره وتجدد كلما زادت الشقة بينه وبينها!
هل يدعو متضرعا .. هل يندم ويستغفر ويطلب الصفح؟!
أو لم يفعل طوال قرون وقرون .. وهل أستجيب له؟!
" آه! "هتف منتزعا تأوهاته من أعماق قلبه .. في ركن ظليل تحت شجرة خضراء باسقة وجد نفسه وحيدا .. ألقي عصاه جانبا وجلس متفيئا الظل الظليل .. كم تلفحه الشمس اليوم وكم يضنيه حرها
تهرأ بدنه من ضربات الحر ولسعات البرد ونوائب الدهر
لقد تهرأ بدنه من ضربات الحر ولسعات البرد ونوائب الدهر فوقه، لكنه لم يمت رغم كل شيء .. جرب أن يهلك نفسه بالجوع والظمأ ثم أدرك لسوء حظه أنه لن يجني من الصوم الطويل سوي مكابدة آلام أمعائه الخاوية فوق آلام بدنه وروحه الأخرى
هل يحتمل كل هذا .. ولما يتحتم عليه أن يحتمل؟!
جلس حتى سرت الراحة في أعطافه وهدأ جيشان روحه الساخطة المستسلمة التي لا تعرف أي الطريقين أجدي وأكثر نفعا!
لقد فقد حتى قدرته علي تمييز الطرق من بعضها .. لم يعد يعرف أي طريق يسلك ببدنه ولا بروحه .. أيبقي تائها ضالا إلي الأبد!
لما قست هذه الدنيا عليه إلي هذا الحد؟!
أأثمه أكبر من إثم " بيلاطس " أو " قيافا .. أم أنه كان قيصر الزمان الحاكم وقتها؟!
لم يكن سوي حارس باب بسيط بائس أبله .. فيا الله لما تمعن في تعذيبي أنا هكذا؟!
أنا وأنا وحدي .. فلماذا؟!
تهيأ لاستكمال ترحاله .. لا شيء يستطيع أن يوقفه ولا شيء يستطيع أن يستبقيه ولا شيء يستطيع أن يفعل له أي شيء؟!
لقد تلاشي المنطق والعقل والزمان من أفقه ولم يبق سوي خط طويل شاحب بلا لون عليه أن يسير فوقه ويقطعه من أحد طرفيه إلي الآخر .. فقط ليعود إلي الطرف الأول من جديد!
كم هذا مؤلم وممض ومضجر .. إنه يدرك عذاب الكواكب التي تدور في أفلاكها الأبدية الآن ويتفهمه!
لذلك تحمي الشمس عاما بعد عام .. لم تسخن غيظا بل مللا من وضعها القديم ورغبة في حرق كل ما أسفلها حتى تحترق هي وتستريح!
كم أن الموت أمر شهي وجميل .. ولولاه لما كان لشيء طعم ولا لون علي الأرض! في عنفوان أيامه الماضية كان يعتقد أن المال هو النعمة الكبرى لكنه يدرك أنه كان أحمق متهورا عجولا في حكمه .. الموت هو النعمة الأكبر!
أن تنحل في حضن الأرض .. أن تتفتت، وتتناثر بقاياك، وتتلاشي .. ألا يبقي منك شيء بعد أن كنت أنت كل شيء!
ما أجمل هذا .. ما أجمله وما أبعده عن يديه الآن وفيما بعد ربما!
الآن فهم النقمة التي رذي بها وأدرك كم هي مروعة .. أما أنت فستبقي!
فأبق كما شاء لك الله .. حتى تعرف أي أحمق مغفل كنته!
مت حيا أو فلتحيى ميتا فلا فرق بين موتك وحياتك .. ستبقي عيناك مفتوحتان .. ستبقي واعيا مدركا لما يدور حولك .. ستبقي ببدن سليم وعقل واعي ولا نوم ولا موت ولا راحة ولا حتى قنوط سيشملك بجناحه .. كم كنت حسن الحظ أيها السامري صانع العجل!
لقد ذهبت في النهاية أما أنا فسأبقي!
طفرت الدموع من عينيه .. أمسك بعصاه وبدأ يتوكأ عليها مبتعدا .. سمع صوتا يناديه من خلفه فنظر مندهشا .. كان ثمة من يناديه صائحا:
" يا عم .. يا عم! "
إنه صاحب الحانوت .. فلما آتي وراءه؟!
نظر إليه بعينين كليلتين أحاطت بهما انتفاخات قبيحة وتدلت أحرفهما وعمرتهما الدموع وأحمر بياضهما:
" يا عم! "
خرج صوته القديم أخيرا وسأله متوجسا:
" أتعرفني! "
ابتسم له الرجل التاجر البسيط الذي كان يحمل صرة صغيرة في يده برقة وهتف مجيبا مطمئنا:
" لا والله يا عم .. لكنني جئتك بشيء من الطعام! "
مد إليه يديه بالصرة .. دفعها نحوه فلم يمد يدا ليأخذها .. أستحثثه الآخر برفق قائلا:
" خذها فإن فيها طعاما كثيرا .. عرفت أنك جائع جدا فجمعت لك كل ما لدي في البيت من طعام .. والله ليس لدي غيره .. خذها بحق الله! "
أنفتح فم التائه الأبدي وقد أحس بمس من الراحة في صدره وهتف متجاوبا مع ألم عميق ينخر صدره:
" بحق الله؟! "
نظر إليه صاحب الحانوت بدهشة قليلة وسأله بحذر لكن بدون ضغينة:
" ألا تعرف الله؟! ألست مسلما؟! "أنتبه التائه للكلمة فقال مسلما تماما:
" وماذا لو لم أكن؟! "
نظر إليه التاجر للحظة ثم ابتسم ابتسامة عريضة ودفع إليه صرة الطعام حتى وضعها في يديها وقال بقلب صاف تماما:
" لا يوجد أحد لا يعرف الله حتى الثمار التي في يديك .. خذها وكلها مريئا .. وعندما تعود إلي القدس يوما مر بي أضيفك في بيتي أيها الشيخ الصالح! "
بهت التائه وشعر بشيء ميت قديم ينتفض في أحشائه ويتلوي مستيقظا بعد سبات طويل عميق .. فجأة شعر بألم يحرق جوفه .. دارت حوله الدنيا وشعر بأنه ينقلب وأن زرقة السماء الباهتة صارت تحت قدميه .. أنقلب رأسا علي عقب فتلقاه التاجر علي يديه:
" ما بك .. يا عم ما بك! "
ابتسم " كارتا فيلوس " أخيرا ورفع أصبعا مشيرا إلي فوق وهتف غير مصدق:
" هناك .. هناك! "
رفع صاحب الحانوت رأسه فرأي هالة من النور تتجمع بالقرب من رأسه ورأس الرجل المسجي بين يديه .. طفق النور يتجمع ويتشكل حتى أتخذ شكل رجل جميل معتدل القامة مفروق الشعر أحسن منظرا من أي شيء رآه في حياته .. تدلي الرجل من هالته المشعة حتى لامست يداه جبهة الطاعن في السن المستلقي بلا حول ولا قوة بين يدي التاجر .. لم يجفل التاجر من رؤية هكذا منظر خارق مبهر .. تتمتم ببعض الآيات الكريمة بصوت خفيض فنظر إليه الساكن وسط النور مبتسما:
" نعم .. أطلب له الرحمة! "
واصل صاحب الحانوت التمتمة بينما اعتصر الرجل المشع نورا جبهة التائه وناداه ففتح عينيه المزرورتين ألما وإنهاكا:
" كارتا فيلوس! "
أنتبه الرجل العجوز من غفوته المؤلمة وفتح فمه ليقول بصوت مبحوح متألم:
" أيها السيد! "
" كم عانيت أيها الرجل .. أتراك تدرك الآن أي طريق اخترت لتسير فيه؟! "
علت تعابير الألم والندم وجه التائه وهتف نادما صادقا:
" طريق خاطئ أيها السيد .. اخترت الطريق الخطأ وتهت فيه حتى كفرت عن كل خطاياي بالحياة لا بالموت! "
ابتسم له الرجل المنير وقال بحكمة: " إن شر الخطايا هي التي يكفر عنها المذنبون بحياتهم لا بموتهم! "
" نعم .. نعم وحق الله! "
هتف التائه مستسلما معترفا فقال له الآخر:
" لقد عانيت بما يكفي .. وجاءك هذا بطعام بيته الأخير فدفع عنك بقية دينك الثقيل! "
اتسعت عينا التائه دهشة وترقبا منتظرا النعمة التي لا يجرؤ على الحلم بها لكن الرجل هتف من وسط هالته المضيئة:
" أذهب .. محلول من خطاياك! "
حاول الرجل رفع جذعه غير مصدق .. سرت فيه موجة قوة طارئة مفاجئة .. لكنها كانت الأخيرة .. فما لبث جسده أن أرتخي كعود عشب سقط فوقه المطر المنهمر فأحني رأسه له .. سقطت رأسه فوق حجر التاجر وأنتزع النفس الأخير من صدره بفرحة .. هوي باقي جسده مفككا وما لبث أن أنهار تماما .. أنفتح فمه وانبلجت عيناه مفتوحتين تحدقان في ملكوت الله بشغف .. إنه يري السماء والأرض جميلتان لأول مرة .. كم هو جميل ومحكم هذا الكون!
أخيرا توقف تنفسه تماما وارتحلت روحه إلي حيث كان يجب أن تستقر منذ أزمان طويلة مؤلمة مليئة بالشقاء .. أنقطع خطه الطويل الشاحب الآن وتبدد طرفاه ثم لم يلبث أن تلاشي وتلاشت معه السماء الباهتة .. تفتحت السماء في زرقة بهيجة فوقه .. كم هذا جميل!
أنتظر صاحب الحانوت حتى انتهت سكرات موت صاحبه وسكن جسده تماما .. تلقي رأسه علي حجره وأرقده فوق ساقيه .. أخيرا مد يده يغلق عينيه المفتوحتين .. ثم أنحني علي جبهته يتلو الفاتحة!."
وما يؤخذ على حكاية منال أمرين :
الأول التعابير الكاذبة كما فى القول :
كم هذا مؤلم وممض ومضجر .. إنه يدرك عذاب الكواكب التي تدور في أفلاكها الأبدية الآن ويتفهمه!
لذلك تحمي الشمس عاما بعد عام .. لم تسخن غيظا بل مللا من وضعها القديم ورغبة في حرق كل ما أسفلها حتى تحترق هي وتستريح!"
فالحديث عن عذاب الكواكب والشمس خاطىء فالمعذبون عند الله هم الكفار من الإنس والجن بما أنهم هم المكلفون المخيرون بين الكفر والإسلام كما قال تعالى :
"والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب"
وقال :
"ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"
الثانى نزول المسيح (ص) أو الملاك الأرض لكارتا فيلوس كى يريحه بالموت وهو ما يتناقض حرمة عودة الموتى للدنيا وعدم نزول الملائكة الأرض لعدم الطمأنينة فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وعذب مدير الموقع الذى نشرت فيه الحكاية بالقول :
"توضيح من موقع كابوس
قصة أو أسطورة اليهودي التائه تعود لقرون بعيدة
هناك راويتين حوله , الأولى تقول بأن اليهود عندما حكموا على السيد المسيح وارادوا انزال العقوبة فيه وبينما هم يجرونه جرا إلى خارج المحكمة تعثر بعتبة الباب فضربه الحاجب اليهودي الواقف بجانب الباب على ظهره ودفعه وقال له: "أسرع .. أسرع .. لا تتلكأ " .. فنظر إليه السيد المسح وقال: "سأمضي أنا بسرعة أما أنت فستبقى ".
ومنذ تلك اللحظة حلت اللعنة على ذلك الحاجب اليهودي الذي تعددت أسماءه , ومنها أسم " كارتافيلوس " فقد صار مكتوبا عليه أن يبقى يدور ويشقى في أرجاء هذه الأرض إلى يوم يبعثون.
وقيل أنه كلما مرت عليه مائة عام أصابه ضعف وهزال شديد فيغيب عن الوعي لفترة ثم يستيقظ شابا كما كان في اللحظة التي حلت عليه اللعنة فيها , وتبدأ بذلك دورة جديدة من حياته , وفي كل دورة يكون له أسم جديد , متنقلا من بلد لأخرى , ومن مدينة لثانية , وهو قليل الكلام يتجنب الاحتكاك بالناس. وعلى مر القرون هناك مشاهدات مزعومة كثيرة لهذا اليهودي التائه.
الرواية الثانية للقصة لا تختلف عن الأولى كثيرا , لكن هذه المرة اليهودي التائه هو اسكافي من أهالي القدس , فحينما أنزلوا السيد المسيح من الجبل متوجهين به إلى خارج الأسوار , توقف للحظة أثناء الطريق ليلتقط أنفاسه , فأنبرى ذلك الاسكافي من بين الحشود ودفعه وصاح فيه قائلا: "أسرع .. أسرع .. لا تتمهل" .. فأجابه السيد المسيح بما ذكرنا آنفا.
أسطورة اليهودي التائه لها أمثلة في تراث الكثير من الشعوب هناك أسطورة السفينة الشبح التي تعرف باسم الطائر الهولندي وقد فصلنا قصتها في مقال سابق نشرناه على موقع كابوس.
في التراث الإسلامي هناك قصة الخضر , وأسمه لم يذكر صراحة في القرآن الكريم لكن أشير إليه بأنه عبد من عباد الله .. وقد اختلفت الروايات حوله , فمنهم من جعله نبيا ومنهم من جعله وليا وآخرون قالوا مجرد رجل صالح , وقيل بأنه دخل الظلمة مع ذو القرنين فشرب من ماء الحياة وأكتسب الخلود إلى يوم يبعثون وهو حي موجود إلى يومنا هذا , فيما يرى آخرون بان هذه مجرد خرافات وبأنه مات كما مات غيره من البشر , وطبعا هذا الجدل ليس موضع بحثنا لكننا ذكرنا قصة الخضر للتدليل على أن قصص الأحياء الخالدون موجودة في تراث معظم الشعوب."
والرد على التعقيب هو أن كل حكايات الخلود الدنيوى لبشر يكذبها قوله تعالى :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"

 

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

قراءة فى مقال جن وشياطين: الوجود والتجسد والتأثير

قراءة فى مقال جن وشياطين: الوجود والتجسد والتأثير
صاحب المقال سليمان المدني وموضوعه هو ما يفعله الجن مع الإنس وقد استهله بذكر مصادر المقال وهى الكتب السماوية فقال :
"إن البحث عن حقيقة الجن والشياطين يتطلب منا استحضار بعض الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن الجن والشياطين بطريقة أو بأخرى. لأن الكتب السماوية عموماً هي المصدر الأكثر مصداقية عن تلك الكائنات خاصة وأنه لا يمكن للعلم الحديث حتى الآن وبشتى وسائله العلمية والمخبرية أن يؤكد وجود أو عدم وجود تلك المخلوقات، ولدرجة نفى فيها الكثير من العلماء الماديين إمكانية وجودها، وإن كان ذلك يتعارض مع المعتقدات الإيمانية لشتى الرسالات السماوية."
وتحدث عن كون الجن كالبشر مكلفين فقال :
"كائنات مكلفة
لم يؤكد القرآن الكريم وجود الجن والشياطين فحسب بل أسهب في مواضع كثيرة بوصفها وشرح قدراتها التأثيرية على البشر عموماً، فقد جاء في قوله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (الرحمن - 33)
ليؤكد لنا بأن الجن مخلوقات عاقلة ومكلفة، بل هي أكثر قدرة علمية من البشر لكونه ذكرها قبل الإنس، وأنه سبحانه وتعالى يخاطبها كما يخاطب البشر الند للند، ويتحداها كما يتحدى البشر في القدرة على النفوذ من أقطار السماوات والأرض، مؤكداً لها وللبشر بأن القدرة على النفوذ لا تتم إلا بسلطان، وهو العلم أو ما شابهه من القدرات. مما يعني امتلاكها للعلم والقدرات الخارقة التي تفوق القدرة البشرية. "
والخطأ فى الحديث هو كون الجن أكثر علما من البشر وهو ما يخالف تفضيل الله للبشر على سائر الخلق كما قال تعالى :
" "ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
وتحدث عن تفوق الجن فى العلوم حيث قال :
"معنى أن للجن علومه ومعرفته وتقنيته الإبداعية كما عند البشر تماماً، بل وربما أكثر، وهناك من يرى بأن الأطباق الطائرة وزوار الفضاء المزعومين هم من بعض جماعات الجن الذين يظهرون لنا بهذه الصفات لإيقاعنا بالمزيد من الضلالات والجهالات.
إضافة إلى أن الجن مخلوقات مكلفة كالبشر، ولهم أنبياؤهم وكتبهم السماوية، كما يتضح لنا ذلك من قوله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَاتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} (الأنعام - 130).
لاحظوا معنا كلمة رُسل منكم، إنها تؤكد أن هناك رسل من الجن أرسلها الله سبحانه وتعالى للجن، كما أن هناك رسل وأنبياء من الأنس أرسلها سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء إضافة إلى أن الدين الإسلامي الحنيف والقرآن الكريم أرسل للإنس والجن على السواء تأكيداً لقوله تعالى:
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً} (الجن - 1، 2).
ولا يتوقف الأمر الإلهي على تكليف الجن بما كلف به البشر تأكيداً لقوله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات - 56).
بل يتعدى ذلك ليؤكد لهم نفس الوعيد الذي وعد به البشر يوم القيامة والبعث والحساب كما جاء في قوله تعالى:
{فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً} (مريم - 6)
وقوله أيضاً: {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ} (الأنعام - 128)
يستدل مما سبق أن الجن كائنات عاقلة واعية ومكلفة مثلها مثل البشر تماماً، وأنها ستحاسب يوم القيامة عن أفعالها كما يحاسب بني البشر، وأن منها الخَيِّر ومنها الشرير لقوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً} (الجن - 11)"
وتناول حقيقة التجسد وهو تحول الجن إلى صورة بشر أو حيوانات فقال :
"حقيقة التجسد
وإن كانت الجن غير ظاهرة للعيان بسبب كونها تعيش في مرتبة اهتزاز مختلفة عن مرتبة اهتزاز حياتنا المادية، إلا أنها قادرة على التشكل والتجسد بصور مادية شتى منها الصورة البشرية، إضافة لقدرتها على التشكل بهيئة الحيوانات كالكلاب والحمير والقطط والأفاعي والصراصير والفئران، وقدرتها على التشكل بصور الحشرات والهوام كالبعوض وغيره. ومن جهة أخرى يؤكد القرآن الكريم تجسد الجن والشياطين لسيدنا سليمان عليه السلام:
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} (النمل - 17).
نلاحظ هنا أن جنود سليمان كانوا من الجن أولاً والإنس ثانياً، وبعدها من الطير، إلا أن ما يسترعي الانتباه كون الجن والإنس كانوا يعملون في جيش سليمان متساوين ومتعاونين ويرى بعضهم بعضاً، ولو لم يكن جنوده من الإنس قادرين على رؤية أندادهم من الجن لما تمكنوا من العمل معاً.
ورب قائل يقول أن هذه الحالة كانت استثنائية لنبي الله سليمان عليه السلام، وأن لا أحد يرى الجن غيره، إلا أن الآية الكريمة توضح لنا ضرورة أن يرى الإنس الجن طالما يعملون معاً وفي مهمة مشتركة، وتؤكد الآيات التالية ضرورة ذلك. قال تعالى: {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (النمل - 39، 40)
حيث نرى أن العفريت والذي عنده علم الكتاب وهو من البشر يحضرون مجلس نقاش مع سليمان عليه السلام، وهذا يتطلب أن يرى بعضهم بعضاً، ومع ذلك يمكن أن يكون تجسد الجن المادي في هذه الحالة على غير صورته الأصلية والله أعلم.
ويؤكد سيادة سيدنا سليمان عليه السلام على الجن قوله تعالى:
{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ} (الأنبياء - 82) وكذلك قوله تعالى:
{وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} (سبأ - 12)
يتضح هنا أن عمل الجن بإمرة نبي الله سليمان كان بإذن من الله سبحانه وتعالى وأمره، لأنه كان يهدد من لم يمتثل منهم لإرادة سليمان بعذاب السعير.
أما قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ} فتؤكد القدرة العاملة للجن والتي لا تتم إلا بتجسد حقيقي وربما يرجح تفسير هذه الآية الآراء التي تقول بأن عمل الجن مع سليمان وتجسدهم آنذاك هو حالة استثنائية لإرادة إلهية والله أعلم."
وحقيقة التجسد أنه أعطى للرسل(ص) منهم كجبريل (ص) الذى ظهر لمريم فى صورة بشر كما قال تعالى :
"واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا"
ولم يعطى لأحد أخر غير الملائكة الرسل(ص)
وأما ظهور الجن فى حياة الناس فقد كان مقصورا على الفترة السلمانية لأن سليمان(ص) طلب ألا يعطى أحد ذلك بعده فقال :
" رب اغفر وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "

والعفريت الذى تكلم عنه والذى عنده علم من الكتاب وهو جبريل(ص) رسولان من رسل الله والعفريت قد يكون ميكال (ص)فالمعجزات وهى ألايات الخارقات لا تعطى إلا للرسل(ص) كما قال تعالى :
" وما كان لرسول أن يـأتى بأية إلا بإذن الله"
وحكى الرجل روايات حديثية فقال :
"وقد روى البخاري ومسلم أن عِفْريتًا من الجن تفلَّت عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد أن يقطع عليه صلاته، فأمسَك به وخَنَقَه، وأراد أن يربِطه في سارية من سواري المسجد، لكنه تذكَّر دعوةَ أخيه سليمان، فأطلقه. وجاء في رواية مسلم قوله: والله لولا دعوةُ أخي سُليمان لأصبح مُوثقًا يلعب به وِلْدانُ أهل المدينة، وفي رواية النسائي بإسناد جيد أنه خنقه حتى وجد بَردَ لسانه على يده. وتوضح هذه الحادثة إمكانية تجسد الجن لغير سليمان عليه السلام، ولكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتأدباً منه، لم يشأ منافسة نبي الله سليمان عليه السلام فيما اختصه الله سبحانه وتعالى، وكان نبي الله سليمان قد خاطب ربه بقوله:
{وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
وقد حدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أن تجسد الشيطان في أكثر من موضع وبصور لأشخاص معروفين وأشخاص غير معروفين.
وقد حدث أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فيدخل عليهم رجل غريب، نتن الرائحة، قبيح المنظر، مقطع الثياب فيخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم أنه الشيطان جاء يشككهم في أمر دينهم.
وهنالك قصة أبو هريرة رضي الله عنه، وقصة الرجل النجدي، وقصة تجسد الشيطان في صورة سراقة بن مالك، وكذلك قصة عمار بن ياسر، وغيرها الكثير من القصص التي يزخر بها التراث الإسلامي الذي يؤكد بمجمله إمكانية تجسد الجن والشياطين بهيئة بشرية أو بغيرها"
وكل الروايات لم يحدث منها شىء ولا قالها الرسول (ص) فلا يمكن لجنى أن يؤذى الرسول(ص) ولا يقرر فى نفسه ذلك لعلمه بقوله تعالى :
"والله يعصمك من الناس"

وهو ما عبر عنه بقوله :
"إنا كفيناك المستهزئين"

وتحدث عن رؤية البشر للجن واتصالهم ببعض فى عصرنا فقال :
"أما في عصرنا الراهن فكثيرة هي مشاهداتنا للجن، وإن كنا لا ندري حقيقتها أثناء لقاءنا معها، فهي قد تتجسد لنا بصورة بشرية أو على هيئة حيوان أو غيره. كما تتجسد للبعض بشكل مرعب ومخيف كالأشباح التي يزداد الحديث عنها على مر العصور، والبيوت التي يقال أنها مسكونة من قبل الجن والتي تحدث فيها أعمال تخريب وضوضاء وإيذاء وإحراق لأدوات المنازل وصفق لأبوابها وغير ذلك الكثير من الأمثلة التي لا يمكن حصرها."
وهو خطأ فادح فالجن لم يتصلوا بالبشر إلا فى عهد سليمان(ص) فقط كجماعة وأما بقية الاتصال فكان عبر الملائكة وهم فصيل من الجن اصطفاه الله وانتهى بانقطاع الوحى وختم النبوة والرسالة

 

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

نظرات فى مقال حروب نووية ما قبل التاريخ

نظرات فى مقال حروب نووية ما قبل التاريخ
صاحب المقال مرتضى العبساوي وهو يدور حول حدوث حروب نووية فى العصور القديمة وقد استهله بالقول أن التاريخ فيه ثغرات كثيرة فقال :
"التاريخ مليء بالالغاز والثغرات والاسئلة المحيرة ما زال الرأي العام للمؤسسات الاكاديمية في الوسط العلمي يصر على ان عمر الحضارة البشرية لا يتجاوز الـ 4000 عام، ورغم ذلك تشير الأدلة و الوثائق التي اكتشفها الباحثون المستقلون أن حضارات العرق البشري ضاربة في القدم فهي ترجع حسب زعمهم الى مئات الالف من السنين إن لم يكن اكثر، وليس هذا فحسب، فالحقيقة الاكثر اذهالاً ان تلك الحضارات قد وصلت الى اوج تقدمها العلمي والتقني في مختلف المجالات كالفلك والطب والكيمياء وغيرها، الا ان حدثاً مجهولاً لا زال عالقاً في اللاوعي الجماعي للشعوب قد افنى تلك الامم عن بكرة ابيها كالطوفان المذكور في الاساطير السومرية والاديان الابراهيمية او ما سنتطرق إليه الآن حول ما يسمى"بالحروب النووية القديمة"."
وتحدث عن كون الحضارات أو قل الكفار القدامى أهلكوا بعضه بحروب نووية فقال :
"هل انتهت الحضارت القديمة بحروب نووية مدمرة؟
ينظر التاريخ المعاصر على ان اختبار القنبلة النووية في عام 1945 يمثل دخول البشرية نحو "العصر النووي"، الا ان السجلات الاثرية والجيولوجية والاساطير القديمة تشير الى اتجاه اخر، وتجبر المحققين على النظر في الادلة المحيرة التي تطرح اسئلة من قبيل: هل شهدت الارض حروباً نووية قديمة؟ هل عادت الانسانية الى العصر الحجري؟ وهل نفعل هذا مجدداً؟"
قطعا هذا الادعاء عن وجود حروب نووية هو خيال فالله ذكر أنه من اهلك الأقوام بوسائل مختلقة منها الحاصب والرجفة وهى الزلزال والاغراق والخسف ..وفى هذا قال تعالى :
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
وتحدث عن أول اختبار نووى فقال :
"اختبار تيرنيتي
ترينتي .. اول تفجير نووي .. احال الليل الى نهاربعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر 1941 اطلقت الولايات المتحدة مشروع "منهاتن" وهو مشروع بحث وتطوير نجح في انتاج اول الاسلحة النووية تحت اشراف الفيزيائي"روبرت أوبنهايمر" حيث نجح في تصنيع اول قنبلة نووية تم اختبارها في وايت ساندز.
بروفينغ جراوندز احد الشهود على التجربة قال: "كانت المنطقة كلها مضاءة باضاءة حادة مع كثافة تفوق كثافة ضوء الشمس في منتصف النهار بعدة اضعاف، اللون الذهبي والارجواني والبنفسجي والرمادي والازرق كان متألقاً هناك"
ويضيف بروفينغ: "كان طول حفرة الانفجار 300 قدم وعرضها 5 اقدام، وكان هناك مادة زجاجية خضراء تشير الى درجات حرارة هائلة تبلغ 3.090 فهرنهايت، وهو الحد الادنى لصهر الرمل الى زجاج، وسمي هذا الزجاج المشع "ترينيتايت"واعتبر مادة فريدة لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.
في وقت لاحق، عندما سئل عما اذا كانت "تيرنتي" اول تفجير على الاطلاق لقنبلة نووية، اجاب اوبنهايمر: "نعم في العصر الحديث". ومنذ ذلك الحين اثارت تلك الاجابة ضجة واسعة حيث تسائل الناس وماذا قبل العصر الحديث؟ هل كان اوبنهايمر يشك في وجود حرب نووية ما قبل التاريخ؟ إذا كان كذلك، فربما لديه سبب وجيه"
وهذال الوصف لأول تفجير نووى الله أعلم بما حدق فيه أو لم يحدث لأن هناك من يشكك فى قنابل نجازاكى وهيروشيما
وتحدث عن دراسة اوبنهايمر للأدب الهندوسى حيث توجد حكايات تشبه الانفجارات النووية فى كتاب الهندوس المقدس فقال :
"أوبنهايمر: طالب في الأدب السنسكريتي والفيدالي
روبرت اوبنهايمر وقد برز اوبنهايمر في كتابه "البهاغافاد غيتا" وهي ملحمة الحرب الهندية العظيمة التي يرجح انها كتبت في القرن الثاني قبل الميلاد، وبدأ في دراسة اللغة السنسكريتية حتى يتمكن من قراءة النص بلغته الأصلية، عُرِف بأنه يقتبس مقاطع من ماهابهاراتا في كل محاضرة كان يلقيها.
يصف قسم من "البهاغافاد غيتا" يدعى "كتاب درونا" الاسلحة السحرية التي تسمى "استرا" والتي يمكن ان تدمر جيوش كاملة، حيث تحول جحافل المقاتلين والخيول والفيلة وكذلك الاسلحة الى ما يشبه اوراق الشجر الجافة".
تم وصف سلاح اخر بانه ينتج سحباً عمودية دخانية متصاعدة وهو ما يعيد الى الاذهان تلك الغيوم الهائلة المرتفعة في تجربة تيرنتي.
تصف الملحمة اسلحة "استرا" بأنها: "من بين الاسلحة الاكثر تدميراً التي انشئها الاله براهما، قذيفة واحدة تحمل كل القوة في الكون، لقد كان سلاحاً مجهولاً، صاعقة حديدية، رسولاً للموت، لم يكن هناك دفاع او هجوم مضاد ليوقفه.
أنتج السلاح عمودًا متوهجًا من الدخان واللهب يوازي شروق 10000 شمس وارتفع في كل بهائه. بعد ذلك، تم حرق الجثث لتصبح الرماد، سقط شعرهم، كسر الفخار دون أي سبب واضح، وأصبحت الطيور بيضاء ... بعد بضع ساعات، كانت جميع المواد الغذائية تالفة، سوف تصبح الأرض جرداء ويتوقف سقوط الأمطار، والعقم عند البشر والحيوان سيستمر ذلك لفترات طويلة من الزمن".
تم تفجيرها في نهاية الحرب التي استمرت 18 يوماً الاخيرة من كوروكشترا دمرت الممالك المتصارعة، لم يبقى شيء ليُحكم، دمرت الامة باكملها وتحولت المنطقة (منطقة راجستان شمال غرب الهند) الى صحراء."
وقارن العبساوى بين تجرية تيرتنى وما جاء فى الكتاب الهندوسة فقال :
"بين تجربة تيرتني وملحمة البرهماسترا
ما تبقى من ناكازاكي اليابانية بعد القاء القنبلة النووية عليها يذكر العديد من شهود العيان على تجربة تيرتني مدى تطابق الاوصاف مع ما ذكُر في ملحمة البرهماسترا.
كان إل. دبليو. ألفاريز يجلس بين الطيار ومساعد الطيار في القاصفة بـ -29 على بعد 25 ميلاً تقريبًا من موقع الانفجار. قال: "ضوء مكثف غطى مجال رؤيتي، وبعد ذلك لاحظت توهجًا برتقاليًا أحمر. بدأت السحابة في الارتفاع، حيث ظهرت كالمظلة التي تفجرها مروحة كهربائية كبيرة
وعلى بعد عشرة أميال من الانفجار، قال الشاهد إنريكو فيرمي: " كان لدي انطباع أن الريف أصبح فجأة أكثر إشراقا من ضوء النهار".
كينيث جريسن، على بعد عشرة أميال من الموقع أيضًا شاهد" ضوءًا أصفرًا رائعًا في كل مكان، كانت هناك سحابة هائلة من الدخان تتدفق إلى الأعلى، وبعض الأجزاء ذات ألوان حمراء وصفراء رائعة، مثل السحب عند غروب الشمس"
الاساطير والملاحم الهندية تحدثت عن اسلحة دمار شامل وهناك مقارنة أكثر قرباً لملحمة براهماسترا هي آثار القصف النووي لهيروشيما وناغازاكي. بعد ترينيتي، لم تضيع الولايات المتحدة أي وقت في نشر التكنولوجيا النووية الجديدة - بعد أقل من ثلاثة أسابيع، في السادس من أغسطس، 1945، أسقط سلاح الجو الأمريكي سلاحًا ذريًا أطلق عليه اسم "ليتل بوي" على هيروشيما، اليابان. على الفور، تم الإبلاغ عن مقتل70 ألف شخص، مع وفاة 140ألف أخرين من الإشعاع بحلول عام 1946.
كان نصف قطر الدمار الأساسي حوالي ميل تقريباً. وقد تم الإبلاغ عن الحرائق عبر 4.4 كيلومتر مربع إضافية. تحول البشر والحيوانات في منطقة الانفجار إلى الكربون، وقد قُتل آخرون بنيران الحرائق بعد بضعة أيام، أنتجت ضربة ناغازاكي نفس الموت والدمار"
ومكل ما تحدث عنه العبساوى لا يفيد بشىء فى مجال حدوث حروب نووية سابقا
وتحدث عن أن الزجاح الصحراوى دليل على الحروب النووية فقال :
"الزجاج الصحرواي: دليل مادي على الحروب النووية القديمة
عندما اكتشف فريق ترينيتي الزجاج الأخضر في الفوهات التي احدثتها القنبلة، أطلقوا عليها اسم "ترينيتايت". وقد تشكل الزجاج الذي يسمى أيضًا الزجاج "النووي" و "الذري" عندما تم تسخين رمل السيليكا إلى درجات حرارة أعلى من 1700 درجة مئوية.
بعد اختبار ترينتي، لاحظ المهندس ألبيون هارت أن الترينيتيت كان متطابقًا مع المواد التي شاهدها في الصحراء الأفريقية قبل ذلك بعقود. واعتقد بأن حجم الزجاج الإفريقي يشير إلى انفجار أقوى بعشرة آلاف مرة من قنبلة ترينيتي. تم رفض أوجه التشابه، حيث لم يكن أحد يعتقد أن انفجارًا قديمًا كان ممكنًا!
رمل الصحراء تحول الى زجاج اخضر بفعل الحرارة في وقت سابق، في عام 1932، كان عضو فريق المسح الجيولوجي باتريك كلايتون يقود سيارته عبر الصحراء قرب هضبة سعد وقال إنه سمع "طحن" تحت عجلات سيارته. وهو امر غير عادي، حيث أنه كان يقود على السطوح الرملية. فتوقف واكتشف قطع كبيرة من الزجاج في الرمال الصحراوية.
كما تم العثور على الزجاج تحت طبقات العصر الحجري الحديث، السومرية، والبابلية في المواقع الأثرية المكتشفة في العراق.
تمتد المساحات التي تحوي الزجاج الليبي على مساحة 6500 كيلومتر مربع ليصل الى مصر المجاورة وكان الزجاج الليبي الأخضر الفاتح يعرف "بصخرة الإله"، وكان واضحًا تمامًا أنه كان يستخدم في المجوهرات المصرية الملكية حيث تم العثور على عشرات آلاف من الأدوات القديمة للحجر المصنوعة من الزجاج الصحراوي في مصر وفي جميع أنحاء شمال أفريقيا.
المواقع المشعة القديمة في الهند وباكستان
الحجر الزجاجي الاخضر ظهر في ارجاء عديدة من العالم .. هنا يظهر في حلية فرعونية على بعد عشرة أميال غرب جودبور، وهي مدينة في منطقة راجستان الشمالية في الهند، تم اكتشاف منطقة مشعة تبلغ مساحتها ثلاثة أميال مربع أثناء التنقيب عن مشروع سكني تحت سطح الأرض كانت طبقة من الغبار والرمل المشعَّين بدرجة عالية في نمط دائري، بما يتماشى مع ما يحدث أسفل تفجير نووي تقليدي للانفجار الجوي. تم إلغاء مشروع الإسكان، ولكن في عام 2016، قامت منظمة هندية في مجال الدفاع ببناء مختبر في جودبور لتطوير جهاز استشعار النشاط الإشعاعي محمولة على الطائرات بدون طيار.
في ما يعرف الآن بباكستان، تم اكتشاف أنقاض مدينتين قديمتين، هارابا و موهينجودارا، في عشرينيات القرن العشرين. وقد تم تحديد تأريخ الموقعين بحوالي 2500 قبل الميلاد. بدأت الحفريات الأثرية، وعندما وصلت الحفر إلى مستوى الشارع الأصلي، تم العثور على 44 هيكل عظمي ممتدة في الطرق القديمة.
وجد الباحث دافيد دافنبورت ما كان يمكن أن يكون مركزًا للإنفجار، "نصف قطر 50 ياردة" وذكر باحث آخر على الأقل هيكلًا عظميًا واحدًا لديه "50 ضعف من مستوى الإشعاع ".
الهياكل العظمية التي عثر عليها في طرقات المدينة القديمة .. يبدو انهم ماتوا معا في الشارع لسبب غامض عند هذه الاكتشافات، كان هناك صمت رسمي حول الموضوع، ما كان مثيراً للاهتمام هو تقرير السجل الوطني للسرطان لعام 1983 الذي جاء فيه أن اللوكيميا وسرطان البروستاتا والجلد و العظام كانت أعلى بكثير في جودبور من بقية البلاد!
تم العثور على مدن أخرى في شمال الهند والتي تظهر مؤشرات تفجيرات ذات حجم كبير. ويبدو أن إحدى هذه المدن، التي وجدت بين نهر الغانج وجبال رجاهال، تعرضت لضغوط شديدة. جمعت كتل ضخمة من الجدران وأسس المدينة القديمة معا، وبما أنه لا يوجد ما يشير إلى اندلاع بركاني في موهينجودارو أو في المدن الأخرى، لا يمكن تفسير الحرارة الشديدة التي اذابة أوصال الطين إلا عن طريق التفجير الذري أو بعض الأسلحة الأخرى غير المعروفة. تم القضاء على هذه المدن تماما!
يقول البرت اينشتاين: "انا لا اعرف ماهي الاسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون حتماً بالعصي والحجارة""
قطعا وجود الزجاج الأخضر ليس دليل على حروب نووية فهو ينتج كبقية المعادن والمواد من تفاعلات معينة ولا يمكن أن يكون الزجاج الذى وجدوه بعد ترينتى كان بسبب التجربة النووية وإنما لأنها أجريت فى صحراء كما وجدوا الزجاج الأخضر فى الصحارى
والمفترض أن التجارب النووية التى أجريت فى مناطق مختلفة من العالم لابد أن تنتج نفس الزجاج ولكن لم يقل هذا أحد فى روسيا أو بريطانيا أو فرنسا أو باكستان أو الهند أو الصين أو جنوب أفريقيا
وأنهى مقاله بالفقرة التالية:
"فبلاشك ان الحضارت تنشئ ثم تنمو وتزدهر وفي النهاية لابد ان تواجه مصيرها المحتوم بالفناء والاندثار سواء بكارثة طبيعية او بحروب نووية، فوقوع تلك القوى والاسلحة الفتاكة بين ايدي غير مسئولة لا تمتلك حساً اخلاقياً قد جلب الويلات والمآسي لشعوب العالم كما في جريمة هيروشما وناغازاكي البشعة، فعلى مر العصور لا زال الانسان يكرر أخطاء الماضي غير متعظ من أخطاء أسلافه فلعل نهاية العصر الحديث قد تكون بأسلحة الدمار الشامل"
والمقال قائم على وهم ليس عليه دليل من الوحى أو الواقع فكل الأقوام الهالكة أهلكها الله بالوسائل التى ذكرها فقال :
"أو لم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون فى مساكنهم إن فى ذلك لآيات أفلا يسمعون"

 

الاثنين، 27 نوفمبر 2023

نظرات فى مقال الأرض المجوفة

نظرات فى مقال الأرض المجوفة
صاحب المقال احمد حسن والمقال يدور حول ما يسمونه باكتشاف الأرض المجوفة من حلال فتحتين فى ظاهر الأرض وهو ليس اكتشاف وإنما خيال وقد استهل المقال بسؤال حاول أن يفكر فى إجابته فقال :
"هل هناك فعلا ارض وعالم اخر تحت ارضنا؟!
عزيزى القارى دعنا نفكر بصوت عالى فى حقيقه وجود حياه خارج كوكبنا العزيز الارض
ولماذا كل هذه الاموال التى تصرف من الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة فى مهمات الكشف والبحث عن الحياه خارج الارض؟ .. ولماذا هذا الهوس بمحاولة الكشف عن حياه خارج كوكب الارض؟ .. والتفكير فى اكتشاف كوكب بديل لكوكبنا المتهالك فى الموارد والكشف عن الثروات المعدنية خارج كوكب الارض؟ ..
هل كل هذه البعثات التي ترسل للفضاء هي لغرض الاكتشافات والابحاث ام لغرض صرف نظر العالم عن الحياه الاخرى التى تعيش معنا على نفس الكوكب؟"
والاجابة على كل هذه التساؤلات هى :
أن من يقودون الغرب ممن يسمون علماء هم مجموعة من النصابين والمخادعين الذين يسرقون أموال الشعوب بعمل أبحاث لم يثبت منها شىء حتى الأن وما زالت نقود دافعى الضرائب تذهب إلى اللصوص والغرض البحث العلمى واقامة مشروعات وهمية لا وجود لها بتلك الأموال
وأقر خالد حسن بوجود حياة أخرى على كوكبنا وهو ليس كوكب لأن الأرض هى الأرض مركز الكون والكواكب فى السماء كما قال تعالى :
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب"
والسماء فوق الأرض كما قال تعالى :
" وبنينا فوقكم سبعا شدادا"

وهو قول الرجل :
"نعم .. هناك حياه اخرى على كوكبنا، ليست حياة الحيوانات ولا الطيور، ولكن ما يوجد داخل الارض .. فهل هي حقا مثلما درسنا على انها صخور وبراكين مشتعلة وجحيم تحت الارض .. ام انها غابات وانهار وسماء وحياة اخرى فى عالم جوف الارض؟"
وحدثنا الرجل عن أت أى خرافة لابد أن يكون لها أصل حقيقى فقال :
"الأرض المجوفة
المستكشف الامريكي ريتشارد بيرد تعلمت من الحياة على رأى المثل انه لا يوجد دخان بدون نار، اي انه لا يوجد خرافه او اساطير مثلما نسمى بدون وجود شيء من الحقيقه فى هذه الاساطير او الخرافات."
قطعا ليس بالضرورة أن يكون لكل أكذوبة أصل واقعى فأكذوبة المسيح(ص) ابن الله والملائكة بنات الله لا أصول لها وأكذوبة ألوهية فرعون وبعل وغيرهم لا أساس لها
وحكى الرجل لنا عن انتشار حكايات عن ألأرض المجوفة فقال:
"وهناك حكايات واحاديث حصلت تؤكد وجود حياة داخل جوف الارض، منها قصة الادميرال ريتشارد بيرد (Richard Byrd) الذى كان قائد اميركي اوكلت اليه مهمة استكشافية للقطب الشمالى وأثناء عمليه البحث اكتشف وجود فجوة كبيره فى الأرض ونجح فى الدخول اليه بواسطة سرب الطائرات ووجد نفسه يطير على ارتفاع شاهق فوق مدن وغابات وأنهار وأشكال مختلفة من الحيوانات ولكنه سارع بالخروج مره اخرى من نفس الفتحة الى عالمنا
وقد قام نفس القائد ببعثه استكشافية الى القطب الجنوبى ووجد فتحه اخرى فى القطب الجنوبى تقود الى عالم جوف الارض."
ولا أصل لما حكاه خالد حسن فيما كتب عن اكتشاف القطبين المزعومين ففى الكلام الرسمى لا حديث عن الفتحة وسرب الطيارات فالكلام الرسمى كان طائرة واحدة ولم يكن معه سوى طيار واحد فى نفس الطائرة
وحدثنا خالد حسن عن سكون وسائل الاعلام الغربية عن الأمر متعجبا فقال :
"المحير فى الامر انا لم نجد اي من وسائل الاعلام الغربية تحدثت عن هذه الرحلات وقد تم نشر مذكرات للقائد بعد وفاته تتحدث عن اكتشافاته لكن إذا كان ما حدث حقيقي فلماذا لا نرى افلاما غربيه تتكلم او تتحدث عن عالم جوف الارض او ى فيلم خيال علمي عن هذا العالم، في حين أن معظم التوجيه يكون للفضاء واسكتشاف الكواكب والنجوم."
قطعا لم يكن هناك أرض مجوفة ونشر المذكرات بعد وفاة بيرد معناها أنها مذكرات تم نزويرها بجمع المال والشهرة وأما حكاية عدم وجود أفلام عن ألأرض المجوفة فهى موجودة وكذبك الروايات كروايات جول فيرن
وتحدث عن أن العرب لا يوجد لديهم مشاريع للفضاء أو الأرض المجوفة فقال:
"والمشكلة اننا كعالم عربى لا يوجد اى منا يمول مثل هذا الرحلات الاستكشافية ولا يوجد برنامج فضائى قوي للكشف عن الفتحات فى القطبين الشمالى والجنوبى، لذا الغرب يصدر لنا ما يريد لنا ان نعرفه فقط وتبقى الكثير من الاستكشافات الحديثة خفية علينا ولا ندرى عنها اي شئ."
ونقول لخالد أبشر فالإمارات العربية تعلمت النصب من الأمريكان وسارت على خطاهم فى مشاريع الفضاء وسيتبعها السفهاء من العرب تاركين فقراء العرب وجائعيهم فى فقرهم ومجاعاتهم وحروبهم يموتون
وتحدث عن نظريات الأرض المجوفة فقال :
"وبالعودة الى الارض المجوفه فأن بعض النظريات تؤكد على وجود فراغ فى جوف الارض ودليل هذه النظريات هو أنه بعد طوفان سيدنا نوح كانت المياه تملأ كوكب الارض عن اخره ووصل منسوبها الى اعلى قمم جبلية فى الارض وهى قمة افرست، ثم حين انتهى الطوفان ابتلعت الارض المياه، لكن السؤال هو إلى أين ذهبت كل هذه الكميات من المياه .. لى باطن الارض، مما يعني وجود تجاويف عظيمة تحت سطح الأرض بامكانها استيعاب هذه المياه."
ومما لاشك فيه أن الأرض فى طبقاتها الست الأخرى تجاويف ماء وهواء بدبيل الغاز المستخرج من الطبقة الأولى
وتساءل عن مكان وجود يأجوج ماجوج فقال :
"ثم أين يسكن قوم ياجوج وماجوج، وهم أمم كثيرة لا أول لها ولا آخر، والفرد منهم لا يموت حتى يرى مليون فرد من نسله، اين هذه الاعداد المهوله منهم؟ اين يعيشون على ارضنا؟ .."
والحقيقة أن يأجوج ومأجوج بشر عاشوا على الأرض وماتوا فلا يمكن أن يكونوا أحياء حتى ألآن لأن الله منع الخلد عن البشر قبل الرسول(ص) وبعده فقال :
" وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "

أضف أن السدود تقام على فوق الأرض وليس فوق الأرض وطبقا للقرآن فالسد كان مقام بين جبلين أى صدفين كما قال تعالى :
"قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتونى زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتونى أفرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا"
كما أن كل الأمم الكافرة ومنهم يأجوج ومأجوج هلكوا حيث انتقم الله منهم بالهلاك الجماعى كما قال تعالى :
"وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين"
وقال :
"ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا أخرين"
وقال :
"ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا"
وحدثنا عن آية الطبقات السبع فى الأرض فقال :
"وبعيدا عن اجتهادات العلماء والنظريات نجد فى القرآن الكريم آية تؤكد على وجود ارض غير الارض التى نعيش عليها، يقول تعالى:
"اللّهُ الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ يَتَنَزّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنّ لّتَعْلَمُوَا أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنّ اللّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيْءٍ عِلْمَا".
هذه الآية تأكيد على وجود سبع سموات فوقنا ومثلهم من الارض، اي سبع اراضين
، ودعونا نتسأل اين هي السبع ارضين؟ .. والجواب الأرجح هو ما يتفق مع نظرية جوف الارض، أي أن كوكبنا الذى نعيش عليه فيه تجاويف وعوالم أخرى."
وحدقنا عن حكايات كاذبة فقال :
"الأرض المجوفة
طبقات وعوالم اخرى تحت عالمنا المعروف يوجد ايضا امر فى غايه الغرابة، وهي تقارير نشرت عن وجود تعاون كان قائم بين سكان عالم جوف الارض والحكومة الألمانية النازية فى فترة الحرب العالمية الثانيى، وكان هذا أحد أسباب التفوق العسكرى الألمانى فى تلك الفترة، حيث أن هذا التعاون أو التواصل مع سكان عالم جوف الارض وفر للالمان فرصة الاطلاع على علوم متقدمة، خصوصا ونحن نعلم ان الالمان هم اول من توصل الى الصواريخ الموجهة والتكنلوجيا النووية وعلوم اخرى تسبق عصرها، وهذا يؤكد أن سكان جوف الأرض متقدمين للغايه فى العلوم والتكنولوجيا.
مع هذه الدلائل فدعونا نتساءل عن ما يدور الآن من تعاون خفي مع سكان عالم جوف الارض، ويا ترى هل الولايات المتحدة اصبحت البديل عن الالمان في هذا التعاون؟ وهل ما يقال عن المخلوقات الفضائية والصحون الطائرة هو جزء من اسرار وتجليات هذا التعاون، او محاولة لذر الرماد في العيون، خصوصا وأن اكثر المشاهدات تحدث في الولايات المتحدة؟ .. الله تعالى أعلى واعلم."
والكلام الذى ذكره خالد حسن أكاذيب تخترعها القيادات فى الحروب من أجل اخافة الأعداء وبث الرعب فى قلوبهم ولا معنى لها ولكن من المؤكد :
وجود تجاويف فى طبقات الأرض ولكن لا يوجد بشر داخل تلك الطبقات

 

الأحد، 26 نوفمبر 2023

نظرات فى كتاب9 خرافات عن النحس

نظرات فى كتاب9 خرافات عن النحس
مؤلف البحث اياد العطار وهو يدور حول مجموعة من الاعتقادات الشائعة فى ثقافات شعوب العالم وعلى ألأخص منطقتنا وقد استهل البحث بإطلاق سؤال عن أسباب التشاؤم وحاول أن يجيب فقال :
"لماذا يتشاءم الناس من بعض الأمور؟ .
"لا تفعل ذلك .. إنه أمر سيء " .. عبارة طالما شنفت أسماعنا منذ نعومة أظفارنا ونحن نهم بالقيام ببعض الأمور , عادة ما يطلقها كبار السن من الأهل والأقارب وهم يلوحون بأصابعهم محذرين. وتنضوي تحت هذه العبارة مجموعة من النواهي والمكروهات التي يجب على الإنسان أن يبتعد عنها ويتجنبها لئلا تعود عليه بالبؤس والنحس والبلاء. والناس منقسمون في آرائهم حول هذه المحذورات , فهناك من يضحك منها ويستهزأ بها , وهناك أيضا من يؤمن بها إلى درجة تؤرق خياله وتنغص عليه حياته.
أذكر شخصيا بأني في فترة ما من حياتي كنت أحرص أشد الحرص على أن تكون أول خطواتي عندما أغادر المنزل بالقدم اليمنى , وأن أفتح الباب وأغلقه باليد اليمنى مع أني أعسر , وقد تحول ذلك إلى هاجس رافقني لفترة طويلة .. إنه وسواس .. وهو لا يعتمد دوما على الموروث الشعبي , بل قد يبتكر الناس أحيانا أشكالا وأنماطا خاصة بهم من هذه الوساوس , كأن يعتقد شخص ما بأن ارتداءه لقميص معين يجلب له الحظ وأن رؤيته لشخص بذاته في الصباح يجلب له النحس. "
الرجل يجيب بأن ألسباب لا تعود للموروث الشعبى وحده ولكن البعض يخترع نحسه بيده
وأول الأشياء التى ذكرها هو ايمان الناس بضرر الحسد والعمل على ابعاده بما يظنونه يمنع الضرر
قال العطار :
"يؤمن الناس بالحسد .. ويحاولون درءه بكل وسيلة ..
الحسد بحسب المعجم هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. بمعنى آخر هو قدرة العين على إلحاق الأذى بالآخرين , ولهذا تسمى العين الحاسدة بالعين الشريرة. والاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية , جذوره ضاربة في القدم , ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد , وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته. وكانت العرب في الجاهلية تتطير من العين , خصوصا الملونة منها. والحسد مذكور في القرآن الكريم.
ولدرء الحسد قد يقدم الناس على أمور عجيبة , كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة , فترى أحدهم يسمي أبنه "زبالة"! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين , وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره , خصوصا عندما يكون الولد جميلا , أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد .. كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة عنه. وقد يمنعون المرأة العاقر من دخول منازلهم , لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها .. هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي , خصوصا فيما يتعلق بالأطفال , كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب , وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة. وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء! ".
تلطيخ الحائط بدم الأضحية لدرء الحسد وابعاد الجن .. وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد , كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب , وتعليق حذاء قديم بالسيارة الجديدة , وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية. ولعل الخمسة التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر , تعلق على البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة , ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة". والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة , حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود"."
واستعرض أراء الأديان فى الموضوع فقال :
"لعلماء الدين آراء متباينة فيما يختص بالعين الشريرة , يرى بعضهم أن فهم وأدارك الناس لمسألة الحسد يشوبها الكثير من الخطأ , فعين البشر ليس بإمكانها أن تؤذي الآخرين بمعزل عن إرادة الخالق , ذلك أن الله هو الذي يقدر ويجري الأمور , وعليه فالمقصود بالنهي عن الحسد والتحذير منه هو أن يترفع الإنسان عن الأفكار السيئة والشريرة , وأن لا يضمر لأخيه سوى الخير والمحبة , إذ لا يليق بالإنسان المؤمن الصالح أن يضمر الشر في قلبه.
الجدير بالذكر هو أن الحسد ليس كله مذموم , فهناك نوع منه محمود , وهو الغبطة , ويعني التطلع إلى النعم التي بيد الغير من دون تمني زوالها عنهم , كأن تطمح لأن تصبح ثريا مثل جارك , فأنت تغبطه على ثرائه لكنك لا تحسده ولا تتمنى أن يفتقر , أو تتمنى أن تصبح طبيبا مثل أخيك من باب الإقتداء والإعجاب. وهناك من يرى بأنه لولا الحسد الذي يولد المنافسة لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تطور ورقي."
وبالعودة لنصوص الوحى الإلهى التى لم يذكرها العطار نجد أن الحسد لا يمكن أن يضر أحد لأنه مجرد تمنى قلبى كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"

وأما الضرر فهو شر الحاسد أى أعماله السيئة لإزالة النعمة كإشعال الحرائق فى أملاك غيره أو خطف أطفاله أو الايقاع بينه وبين أحبابه أو شركائه أو منافسته وفى هذا قال تعالى :
" ومن شر حاسد إذا حسد"

وثانى ألأمور التى يؤمن بها البشر كسبب للنحس القطط السوداء وقد ذكرها فقال :
"القط الأسود
القط الاسود .. لماذا يحدق إليك؟ .. القطط حيوانات أليفة محبوبة عموما , لكنها في نفس الوقت غامضة , وأحيانا مخيفة , خصوصا حين نلمح قطا أسود يجلس بصمت على قارعة الطريق وهو يطيل التحديق إلينا .. إنه أمر يثير الرعب في قلوب أولئك الذين يؤمنون بأن القط الأسود ليس مجرد حيوان جميل وبريء , وإنما هو وسيلة تمويه وتنكر تستخدمها كائنات ما وراء الطبيعة كالجن والشياطين والعفاريت للدخول إلى عالم البشر والتلاعب بهم.
المعتقدات حول القط الأسود قديمة ومنتشرة في جميع أصقاع الأرض. في الفلكلور الغربي كان هناك ربط دائم بين القط الأسود والسحر , فكانوا يعتقدون بأن القطط السوداء هي خدم الساحرات وكانوا يؤمنون بأن مرور القط الأسود قاطعا الطريق على إنسان هو نذير شؤم , وقد يكون إشارة لموته القريب أما في الشرق فقد آمن بعض الناس بأن القط الأسود هو تجسيد الجن , وإن الجن يظهر في هيئة قط أسود ليقترب من البشر ويتلبسهم ويرى آخرون بأن أجساد القطط السوداء هي مأوى العفاريت تسكن إليها بعد حلول الظلام.
وفي السحر ذكروا خواصا عجيبة للقطط السوداء , فقالوا بأن أكل لحومها يدرأ السحر , ذكر ذلك الجاحظ في حيوانه حيث يقول:
"والعامة تزعم أن من أكل السنور الأسود لم يعملْ فيه السحر". وذهب إلى مثل ذلك الدميري في كتابه الحيوان حيث يقول: "السنور الأهلي، من أكل لحم الأسود منه، لم يعمل فيه السحر. وقال القزويني: مرارة الأسود، ومرارة الدجاجة السوداء، إذا جففتا وسحقتا، واكتحل بهما مع الكحل ظهر له الجن، وخدموه. قال: وهو مجرب "."
قطعا القطط السوداء مخلوقات مسلمة ساجدة مسبحة لله لا علاقة لها بمعتقدات الإنسان فيها من حيث كونها شؤم وفيها وفى الغراب القادم ذكره قال تعالى :
"وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"
وقال :
"ولله يسجد من فى السموات والأرض"
وقال :
ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه"
وثالث ما يجعله البشر نذير شؤم هو العراب وفيه قال :
"الغراب
طير الساحرات المدلل .. هو الأكثر ذكاء بين الطيور قاطبة , لكن ذلك لم يشفع له لدى البشر , فالكثير منهم ينظر إليه بعين الريبة ويتشاءم منه .. ربما لقبح صوته وهيئته , ولمكره ودهائه , ولكونه من الحيوانات القمامة التي تعتاش على الجيف وأجساد الموتى. هذا النفور من الغربان يعود لعصور سحيقة , ففي انجلترا وايرلندا كانوا يعتبرون الغراب تجسيدا لآلهة الحرب ونذيرا للموت.
أما في السويد فكانوا يعتقدون بأن الغربان هي أرواح الناس الذي ماتوا قتلى , وفي الدنمارك اعتبروها أرواحا شريرة تم طردها من الأجساد الممسوسة. أما العرب فرأوا في الغراب تجسيدا كاملا للشؤم والنكد , وعن ذلك يحدثنا الجاحظ في كتابه الحيوان قائلا:
"ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقُّوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب. وليس في الأرض بارح ولا نطيح، ولا قَعيد، ولا أَعضب ولا شيءٌ مما يتشاءمون به إلا والغراب عندهم أنكد منه ".
ولأنه تجسيد للشر والشؤم فلا عجب أن يكون الغراب حاضرا في الكثير من أفلام الرعب , حيث نراه يرافق الساحرات الشريرات ويعيش في الأماكن المهجورة والبيوت المسكونة , وقد يهاجم البشر بوحشية كما فعل في فيلم الطيور للمخرج العالمي الفريد هتشكوك عام 1963 , أو قد يعيدهم إلى الحياة من القبر , كما في فيلم الغراب الشهير عام 1994 , الذي يعتبره البعض دلالة على شؤم الغراب , إذ شهد وقوع واحدة من أغرب الحوادث في تاريخ السينما , فخلال تصوير أحد المشاهد كان مقررا أن يقوم الممثل مايكل ماسي بإطلاق النار على الممثل براندون لي ليرديه قتيلا , وكان المسدس الذي سيطلق النار حقيقيا لكن تم افراغ رصاصاته من البارود , غير أن الطاقم المسئول عن الأسلحة نسي على ما يبدو إفراغ إحدى الرصاصات فانطلقت أثناء تمثيل المشهد لتستقر في أحشاء براندون وترديه قتيلا وهناك من يعتقد بأن الحادثة كانت مدبرة لإنهاء حياة الممثل الشاب كما حدث مع أبوه نجم الفنون القتالية بروس لي."
قطعا الغراب طير مطيع لله ولكن البشر يؤلفون الحكايات عن كونه مصدر لأذاهم وفى الحقيقة الغرب كان أحد معلمى البشر الخير وهو دفن الجثث كما قال تعالى :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين"
ورابع أمور التشاؤم الحمامات وقد تحدث عنها مبينا اعتقاد البشر أن الجن يسكنون فيها لأذى البشر فقال :
"سكب الماء الساخن في الحمام
هل يفضل الجن حقا السكن في الحمامات ..
هناك اعتقاد لدى الناس بأن الحمام هو مسكن الجن , ذلك أنه المكان الوحيد في المنزل الذي لا يكون مسكونا من أهل البيت , فلا يطيل الناس المكوث فيه ولا يتخذونه مجلسا أو مخدعا لنومهم , وهو المكان الوحيد الذي لا تقام فيه صلاة ولا يذكر فيه أسم الله , والمكان الوحيد الذي يمكث الناس فيه عراة ربي كما خلقتني من دون خجل واستحياء ... لا عجب بعد هذا كله أن يتخذه الجن مسكنا ومنزلا له! .. ولهذا يجب الحرص أشد الحرص عند التعامل مع الحمام لكي لا يتعرض ساكنوه الغير مرئيون للأذى من دون قصد , فسكب الماء الساخن في الحمام ليلا قد يصيب الجن الساكن فيه , أو قد يقتل أحد أطفاله , خصوصا إذا نسي الساكب أن يسمي بالرحمن ويتعوذ من الشيطان , مما يدفع الجني للانتقام من البشري بشتى الوسائل وقد يتلبسه. طبعا هناك من يضحك ملئ شدقيه من هذه الخرافة , وهناك أيضا من لديه اعتقاد راسخ بحقيقتها , وللناس قصصا كثيرة يتداولها عن المس بسبب سكب الماء الساخن في الحمام"
وهو كلان بعيد عن الصحة فالجن يسكنون فى مساكن خفية كماكن البشر ولا يعيشون فى حمتمتن البشر لأن لو افترضنا أنهم موجودون فى الحمام فكيف ينامون ويجبسون ويطبخون فى مكان لا يتجاوز متر أو مترين فى معظم البيوت؟
وكيف يتوافق ذلك مع إيمان الناس بوجود ضخام الأجسام منهم كالأغوال والمردة والعملاقة ؟
وإذا عدنا لقصة سليمان(ص) معهم سنجد أنهم كانوا يصنعون أشياء ضخمة كالقدور الراسيات والمحاريب والتماثيل وهو ما يعنى أن فى الأجسام كالبشر وفى هذا قال تعالى :
"ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات"
وخامس الأمور المشئومة عند البشر هو المقص المفتوح وفيه قال العطار:
"المقص المفتوح .. شؤم ..
تركه مفتوحا يجلب النكد , هذه خرافة يصدقها البعض. ليس هذا فحسب , لكن فتحه وإغلاقه من دون داعي , أي من دون أن يكون هناك شيء يقصه , هو أمر سيء أيضا وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من المصائب والويلات. وعلى العكس من هذه الخرافة هناك من يؤمن بأن المقص يمكن أن يوفر الحماية , خصوصا إذا وضع تحت الوسادة أثناء النوم فأنه يمنع الكوابيس.
من غير المعلوم كيف نشأت هذه الخرافات المتعلقة بالمقص , ربما لأن المقص أداة جارحة , وتركه مفتوحا أو اللعب به من قبل الأطفال قد يؤدي إلى حوادث خطيرة. وللعلم هذه الخرافات لا تتعلق بالشرق فقط , ففي الغرب لديهم خرافاتهم الخاصة بالمقص , إذ يعتقدون بأن كسر نصلي المقص هو أمر في غاية السوء ونذير الكوارث , وبأن استعمال المقص في اليوم الأول من السنة الجديدة يجلب الحظ السيئ طوال العام , وأن تعليق المقص مفتوحا فوق عتبة الدار سيدرأ عنها السحرة والشياطين. ولديهم أيضا اعتقاد في أن المقص يجب أن لا يقدم أبدا كهدية لأن ذلك سيؤدي إلى خراب العلاقة مع الشخص المُهدى إليه."
ويبدو أن حكاية المقص المفتوح سببها أنه إذا سقط على أى أحد سيجرحه فليس الهدف من المعتقدات فى ألأصل الشؤم وإنما هو احتمالية جرح الناس
وتحدث عن النعل المقلوب والتشاؤم به فقال :
"النعل المقلوب .. مكروه ..
من الشائع لدى الكثير من الناس عدم ترك الحذاء أو النعل مقلوبا , أي كعبه نحو الأعلى. شخصيا فأن عبارة "اقلب النعال من فضلك" مرت على مسمعي كثيرا في منزلي , وكم هي كثيرة الأحذية والنعل التي قلبتها في طفولتي! .. لكني بصراحة لم افهم حينها لماذا يجب أن أقوم بقلب الحذاء أو النعل معيدا إياه إلى وضعيته الصحيحة .. هل للأمر علاقة بالتشاؤم؟ .. بأن الملائكة لا تدخل البيت إذا كان فيه نعل مقلوب. طبعا هذه خرافة لا أصل ولا سند لها دينيا , لكنها رائجة بين الناس وقد يتشدد البعض فيها. وهناك أيضا من يزعم بأن أصل الخرافة له علاقة باللياقة وآداب السلوك , لأن كعب الحذاء أو النعال عادة ما يكون متسخا , لهذا فأن منظره مقلوبا يكون غير مستحب."
ويبدو أن أن النعل المقلوب كالمقص سبب فى حدوث شىء ضار لفنسان وهو نقض الوضوء أو الطهارة أو التسبب فى رائحة كريهة لأن الإنسان يدوس بها على الروث وغيره أثناء المشى أو العمل
وتحدث عن حركات العين والأذن التى ياشاءم البعض منها فقال :
"اختلاج العين وطنين الإذن
اختلاج العين قد يكون شرا ..
رفة العين واختلاجها قد تكون نذيرا سيئا أو طيبا , بحسب العين التي رفت , فإذا كانت اليسرى فذلك شؤم , أما لو كانت اليمنى فبشارة وتوقع ورود أخبار سارة.
من الصعب أيجاد تفسير منطقي لهذه الخرافة , ربما تكون متعلقة باليسار واليمين , إذ دأب الناس منذ القدم على التفاؤل بالجهة اليمنى والتشاؤم من اليسرى , وكان العرب قديما يتطيرون من الرجل الأعسر. أما علميا فلا علاقة لرفة العين بشؤم أو سعد , فهي ليست سوى اختلاجات لا إرادية سببها أما التهابات في العين أو قلة نوم وتعب.
وهناك خرافة مشابهة عن طنين الأذن , فقالوا بأن طنين الأذن اليمنى معناها بأن هناك من يمدحك ويثني عليك , أما طنين اليسرى فمعناها أن هناك من يغتابك وينال منك. وبعيدا عن الخرافة فأن طنين الأذن طبيا ربما كان دليلا على التهابات الأذن أو ارتفاع ضغط الدم وكذلك التعرض الطويل للضوضاء."
قطعا تلك الحركات أو ألصوات ليست مصدر للتشاؤم ولكن التعود على الموروث الشعبى من خلال قول خير اللهم اجعله خير هو السبب فارتعاش العين أو الصغارة فى ألذن ليس لها معنى أساس سوى خلل فى الجسد وبيس لها معنى أخر
وتحدث العطار عن التشاؤم من قص الأظافر ليلا فقال :
"قص الأظافر بالليل
و صادف وأردت قص أظافرك ليلا فلا تتعجب إذا ما سمعت أحدهم يخبرك بأن ذلك مكروه , ومثل بقية الخرافات التي أتينا على ذكرها فمن غير المعلوم ما وجه الكراهة في قص الأظافر ليلا. البعض يحاول ربط الأمر بالموروث الديني , مع أنه لا يوجد سند أو دليل يشير إلى النهي عن قص الأظافر بالليل. وهناك أيضا من يربط الأمر بالسحر , فالمعروف أن الساحر يحتاج إلى جزء من جسد ضحيته لإجراء السحر , وهذا الجزء عادة ما يكون خصلة شعر أو قلامة أظفر , ولهذا السبب يجري التحذير من إلقاء قلامات الأظافر في سلة القمامة , ويفضل دفنها , لئلا يستولي عليها أحدهم ويستخدمها في عمل السحر المؤذي , خصوصا إذا ما علمنا بأن السحرة ينشطون ويعلمون في الليل تحت جنح الظلام."
هذه الخرافة مماثلة للمقص المفتوح والنعل المقلوب فى كونهما سبب محتمل للأذى فالقص ليلا يعنى خفوت الضوء ومن ثم احتمالية قطع الإنسان لجزء من جلده كبيرة ومن ثم لا علاقة بالشؤن
وتحدث عن خرافة التشاؤم بالأرقام كرقم 13 و4 فقال :
"الرقم 13
الخرافة الاكثر شؤما ..
لعلها الخرافة الأشهر على مستوى العالم , فالكثير من الناس غربا وشرقا لا يرتاحون لهذا الرقم , لا يرغبون أبدا أن يحملوا الرقم 13 أو أن يسكنوا في منزل أو شقة تحمل هذا الرقم. ولقد تحول هذا الخوف في بعض المجتمعات إلى نوع من الفوبيا التي يحرص الجميع على مراعاتها حتى ولو لم يؤمنوا بها , خصوصا في الغرب حيث نشئت الخرافة أصلا , فلا تستغرب عزيزي القارئ إذا ما دخلت عمارة يوما وصعدت المصعد ولم تجد الرقم 13 ضمن أرقام الطوابق , ففي بعض المدن يقومون بتغيير ترقيم الطابق الثالث عشر إلى (12 a) .. أو قد يلغونه تماما , فترى الرقم 14 يأتي مباشرة بعد 12 , ذلك أن لا أحد يود بالسكن أو العمل في طابق يحمل الرقم 13. ومن شدة تشاؤمهم بهذا اليوم يتجنبون الزواج فيه , ويتشاءمون بصورة خاصة إذا ما صادف يوم 13 من الشهر يوم جمعة.
بالتأكيد ليس كل الناس يؤمنون بهذه الخرافة , معظمهم يضحك منها ويعتبرها لا تليق إلا بالمغفلين , لكنها بصراحة ما زالت تلقى رواجا كبيرا , أحيانا حتى أولئك الذين لا يؤمنون بها يتجنبونها , فلا أحد يريد تجريب القدر. 9 خرافات عن النحس
لا تستغرب اذا لم تعثر على الرقم 13 بين ازرار المصعد ..
ويختلف المؤرخون والباحثون في أصل هذه الخرافة. أحد الآراء الراجحة تعزوها إلى العشاء الأخير للسيد المسيح , إذ كان عدد الجلوس حول المائدة 13 , السيد المسيح وحواريه الاثنا عشر, واحد هؤلاء الحواريين (يهوذا) كان هو الخائن الذي سلم السيد المسيح للكهنة مقابل دارهم معدودة , ولهذا يتشاءم الناس من هذا الرقم.
هناك أيضا من يعتقد بأن واقعة مقتل هابيل على يد شقيقه قابيل صادفت يوم 13 بالشهر.
ولدى القبائل الاسكندينافية القديمة أسطورة عن اجتماع حضره أثنا عشر إلها من آلهتهم ولم يدعى إليه الإله الثالث عشر لوكي , فعاد هذا الإله المشاكس الذي شاهدناه في فيلم ثور - 2011 - وانتقم بقتل أحد الآلهة الحضور.
ويقال بأن عدد درجات سلم المشنقة هي 13.
وفي التقويم الفارسي القديم كان اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة يعتبر يوم نحس , ومازال الإيرانيون حتى يومنا هذا يقضون اليوم الثالث عشر من السنة الجديدة (نيروز) والذي يطلقون عليه اسم "سيزده بدر" محتفلين في الحدائق والساحات العامة لاعتقادهم بأن البقاء في البيت في هذا اليوم يجلب النحس.
خرافة الرقم 13 لا أصل لها في الثقافة العربية , لكنها راجت بين الناس خلال القرن العشرين نتيجة الاحتكاك بالغرب."
قطعا لا وجود لتلك الخرافة كحقيقة وإنما هى عملية ربط نفسى خاطئة حيث يربط الإنسان بين الرقم فىيوم أو عدد شىء وبين حدوث شىء كريه له ما بينما لو بحث عن رقم أخر قد يجده أكثر عدد أصيب فى أيامه أو أعداد الأشياء فيه بضرر
واختتم العطار بوجود خرافات مضحكة وخرافات كريهة فقال :
"ختاما ..
هناك الكثير من الخرافات في هذا العالم , بعضها خفيف الدم , نقابله بضحكة وابتسامة , وبعضها ثقيل سمج قد يؤثر في حياتنا وينغص علينا عيشنا. ولو أردنا إحصاء جميع الخرافات في عالمنا العربي لاحتجنا إلى تأليف كتاب , ذلك أن كل مدينة وإقليم ودولة لها منظومتها الخاصة من الخرافات والمعتقدات الشعبية , لهذا آثرنا الكتابة عن الخرافات الأكثر شهرة والمعروفة للجميع "

 

السبت، 25 نوفمبر 2023

نقد بحث البشر الكلاب ومقطوعي الرأس وأمة العيون الواحدة

نقد بحث البشر الكلاب ومقطوعي الرأس وأمة العيون الواحدة مخلوقات غريبة ما بين الأسطورة و التاريخ
البحث للباحث أحمد السيد وهو يدور حول حكايات خرافية عن وجود بشر كلاب ومقطوعى الرأس وذوى عيون واحدة وقد استهل مبحثه بأنه لا يستبعد أن يكون لتلك الخرافات أصل فقال :
"هل هي مجرد خرافات أم ان لها أصلا تاريخيا؟ ..
قال تعالى: " و يخلق ما لا تعلمون ". صدق الله العظيم
سمعنا كثيراً عن مخلوقات غريبة في عالمنا، وكنت أظن في أول وهلة أنها مجرد أساطير، لكن هناك قاعدة وهي أن لكل أسطورة أصل في التاريخ.
فمما سمعنا عنه:
طائر الرخ، وهي أسطورة نشأت عن طيور عملاقة كانت تعيش فعلاً في الزمان السحيق و انقرضت الآن.
التنين، و لعله نشأ عن بعض أنواع الديناصورات القديمة الطائرة، أو الثعابين العملاقة التي تعيش في الغابات.
وهناك غيرها الكثير من المخلوقات المشهورة التي تسيدت عالم الأساطير."
قطعا لا وجود للرخ ولا للتنين فهى مزاعم كفرية اخترعها تجار الدين لتخويف الناس منهم ومن آلهتهم المفتراة وكذلك اخترع تجار العلم الأنواع المنقرضة للحصول على الأموال من المغفلين والمخدوعين من خلال متاحف التاريخ الطبيعى وإنتاج الأفلام والمسلسلات وإصدار الصحف والمجلات التى تباع للمغفلين
لا يوجد انقراض لأى نوع بدليل أن الله أمر نوح(ص) عند الطوفان بحمل ذكر وأنثى من كل الأنواع حتى تعيش وتتكاثر فيما بعد الطوفان وفى هذا قال تعالى :
"حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين"
كما أن الله بين أن كل نوع موجود في خزائنه بقدر بحيث لا يمكن انقراضه وذلك للحفاظ على الكون فقال :
"وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"
وانقراض نوع ما معناه دمار العالم كله لأن الأنواع كل منها تعتمد حياته على أكل بعض من أفراد نوع أخر او اكثر ومن ثم لو انقرض نوع فالنوع الذى يأكله لابد أن ينقرض ويموت بسبب عدم وجود طعامه والنوع الثالث المعتمد على الثانى كطعام لابد أمن يموت وهكذا
والملاحظ هو أن بعض الأنواع تختفى من مكان ولكنها تظهر في أماكن عدة ولكنها لا تنقرض كما يزعم الزاعمون وهذا هو الذى سماه الله كل شىء موزون فقال :
والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شىء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين"
وسأل أحمد السيد الناس عن المخلوقات المفتراة فقال :
"لكن هل سمعتم يا ترى عن الرجال مقطوعي الرأس؟ ..
البشر الكلاب، و البشر مقطوعي الرأس، و امة العيون الواحدة .. مخلوقات غريبة ما بين الأسطورة و التاريخ"
وأجاب بالحديث عن الرجال مقطوعى الرءوس فقال :
"الرجال مقطوعي الرأس!
.. للوهلة الأولى التي سترى فيها صورهم المرسومة، ستتوقع عزيزي القارئ، بل ستوقن إنها أساطير كانت تُرسم على الجدران كغيرها من الأساطير التي أعتاد أهل الحضارات القديمة رسمها على جدرانهم.
لكن لو تعمقنا بالموضوع أكثر .. فربما ستغير رأيك .. إذ تم تسجيل مشاهدات وروايات تاريخية عن هذه المخلوقات منذ العصور القديمة وإلى العصور الوسطى، تحديدا بالمناطق النائية وفي أماكن شتى من العالم. ولعل هذه الوفرة في الروايات من ناحية الزمان والمكان وتعدد مصادرها هي التي أسبغت على الموضوع نوعا من الواقعية بعيدا عن عالم الأساطير، أو بالأحرى دفعت الباحثين للتنقيب والبحث عن الأصل الواقعي للأسطورة.
ودعونا نبدأ رحلة البحث خاصتنا من العصور القديمة، فقد جاء ذكر الرجال مقطوعي الرأس (Headless men) على لسان هيرودوت في تاريخه، وذلك في معرض حديثه عن الأقوام الساكنة في ليبيا القديمة، فزعم وجود هذه المخلوقات في الجزء الشرقي من البلاد إلى جانب مخلوقات غريبة وقبيحة أخرى كالبشر الكلاب وإنسان الغاب المتوحش.
كانت هناك بالفعل قبيلة تحمل اسم بليميس ..
وفي السياق ذاته ذكر بليني الأكبر في تاريخه الطبيعي قبيلة (بليميا Blemmyae) وعدّهم من قبائل شمال أفريقيا و قال: (ليس لديهم أي رؤوس، وأفواههم وعيونهم تقبع في صدورهم)، وقيل بأن هذه القبائل تقطن في أثيوبيا.
المؤرخ سترابو جاء على ذكرهم أيضا، قال بأنهم مسالمين ويعيشون في الصحراء الشرقية بالقرب من مدينة مروي في السودان وفي الواقع كانت هناك بالفعل قبيلة تدعى بليميس عاشت جنوب مصر وخاضت حروب عدة ضد الرومان. البيلميا لم يكونوا بالضرورة من دون رأس، فبعض الكتاب ذكروا بأنهم كانوا يخبئون رؤوسهم بين أكتافهم. ولعل في ذلك واقعية أكثر، وربما أصل الأسطورة يعود إلى أشخاص مصابين بنوع من الإعاقة الجسدية أو التشوه الخلقي، كحدبة الظهر مثلا، مما يجعل رؤوسهم تبدو وكأنها معلقة إلى صدورهم.
عالم اللاهوت الفرنسي صموئيل بوخارت تطرق إلى كلمة (البليميا) وقال بأنها مشتقة من مصطلحين أو كلمتين عبريتين معناهما "بلا دماغ". مما يعني أن شعب البليميين كانوا بشرا بلا أدمغة.
خلال عصر الاستكشاف، تحدث المستكشف والمغامر الانجليزي السير والتر رالي عن رجال مقطوعي الرأس أطلق عليهم أسم ايوايبانوما، وذلك في معرض حديثه عن رحلته الاستكشافية إلى مقاطعة غوايانا في فنزولا. في الواقع هي لم تكن رحلة استكشافية بقدر ما كانت رحلة للبحث عن الذهب والكنوز الأمريكية القديمة. كان رالي مصمما على أن ما رآه حقيقي، لكن أغلب الظن أنه هو نفسه لم يشاهد أولئك الرجال مقطوعي الرأس وإنما استوحى قصته من روايات قبائل الهنود الحمر التي تستوطن تلك الأصقاع، وأستشهد كذلك بما ذكره بعض الرحالة الأسبان الأوائل في كتبهم."
أحمد السيد يطلب منه التصديق بوجود أحياء من البشر ليس لهم رءوس لمجرد كثرة الروايات وهذا معناه مثلا أن نصدق النصارى في كون المسيح (ص) ابن الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا فهناك بشر يتداولون روايات من آلاف السنين عن ذلك ومطلوب منا أن نصدق أن هناك عيون تضر الناس لأن الكثير من الناس يروون آلاف مؤلفة من الحكاية عن ذلك بل ينسبون نصوصا للأديان في ذلك
وكثرة الكتاب أو كثرة الحكايات لا تثبت وجود شىء ولكن هناك خطأ في الترجمة أو في الكتابة وهو أن القبائل الملثمة في شمال أفريقيا كالطوارق سموهم كذلك لعدم رؤية وجوههم من خلال اللثام فهذا هو اصل مقطوعى الرأس فهم محجبى الدماغ أو هو تعبير أطاق على من لا يستجيبون للعقل لأن من المحال ان تقطع رقبة إنسان ويظل حيا
وتحدث عن البشر الكلاب فقال :
"البشر الكلاب
قيل بأنهم سحرة .. أما البشر الكلاب، فشعب الأزتيك في المكسيك كان يؤمن أيمانا مطلقا بوجودهم، زعموا بأنها وحوش تقتل الصيادين، وآمنوا بأن هذه المخلوقات التي تسمى نجويل (Nagual) تسرق الجبن وتغتصب النساء لكنهم لا يقتلون أحدا ما لم يتعرض لهم. هذه المخلوقات هي في حقيقة الأمر سحرة من البشر يمتلكون القدرة على التخفي بأشكال وهيئات شتى. ومازال صدى هذه الأساطير يتردد إلى يومنا هذا في بعض المناطق النائية من المكسيك حيث يعتقد الناس أن النجويل هم أشخاص لديهم القدرة على التحول إلى أشكال حيوانية خلال الليل ويستخدمون هذه القدرة في اقتراف الجرائم والسرقة والاغتصاب، يعني تقريبا نفس فكرة المستذئب في الفلكلور الأوربي.
المخلوقات المتحولة لها مثيل آخر في أساطير شعوب الهنود الحمر، خصوصا فلكلور قبائل النافاجو في الولايات المتحدة، حيث توجد أسطورة الماشي بالجلد (skin walker) ، وهي تتحدث عن سحرة أشرار من الرجال والنساء لهم القدرة على التحول والتنقل في هيئة حيوانات، ولا يتمكن الساحر من نيل هذه القدرة الخارقة إلا عن طريق اقتراف عمل شرير بشع يدمر الجانب الإنساني من شخصيته ولا يبقى إلا على الجانب الحيواني، كقتل أفراد عائلته أو اغتصابهم أو ممارسة الجنس مع جثث الموتى في المقابر - نيكروفيليا -.
هل لها علاقة بأسطورة الاله انوبيس الفرعوني .. بعيدا عن الأمريكيتين، عرف العالم القديم أساطير كثيرة عن البشر ذوي الرؤوس الكلبية، وأغلب الظن أن معظم تلك الأساطير مستمدة من أشكال الآلهة الفرعونية القديمة، خصوصا انوبيس، أله الموتى الذي يتجسد في هيئة إنسان برأس أبن آوى، وكذلك حابي، وهو أحد أبناء حورس الأربعة الذين يحرسون عرش اوزيريس في العالم السفلي، والذي يظهر بهيئة إنسان برأس قرد البابون، وهو شبيه بالكلب طبعا ومن وحي هذه الأساطير المصرية القديمة ظهرت أسطورة البشر المستكلبين (Cynocephaly) فذكرت المصادر الإغريقية القديمة أن هؤلاء البشر هم أقوام متوحشة تسكن الهند وتستوطن الجبال العالية، وقالوا بأن هذه الأقوام أو القبائل تتواصل مع بعضها عن طريق النباح وتعتاش على الصيد. أما المؤرخ الشهير هيرودوت فقد ذكر بأنهم من الأقوام التي تستوطن شرق ليبيا القديمة، وقد تطرقنا لهذا أنفا.
نقش قديم للقديس كريستوفر .. ليست سوى رواية من بين راويات عدة عن حياة القديس كريستوفر. الرواية الأشهر هي أنه كان أنسانا طبيعيا من قوم كنعان لكنه ضخم الجثة وذو وجه مخيف.
ربما لها علاقة بأسطورة المستذئب الاوروبية ..
الإيمان بوجود البشر الكلاب أستمر خلال العصور الوسطى في أوروبا، ولعل أسطورة الرجل الذئب (Werewolf) مستمدة أصلا من أسطورة الرجل الكلب.
الرحالة الأوربيون الأوائل مثل جيوفاني وماركوبولو ذكروا أيضا قصصا عن الرجال الكلاب. جيوفاني قال بأن إمبراطور المغول اوقطاي خان حارب أقواما متوحشة برؤوس كلاب في البحر الشمالي. أما ماركوبولو فقد ذكر بأن هناك جزيرة بالقرب من الصين يسكنها برابرة أجسادهم ضخمة ورؤوسهم كرؤوس الكلاب."
كل هذه الروايات والحكايات عن الرجال الكلاب إما مرجعها إلى أن الله حول كفار إلى أجسام كلاب كما حول بعض كفار بنى إسرائيل لقردة وخنازير كما قال تعالى :
"قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"
وإما مرجعها شرار الخلق وهم الأغنياء الذين يحبون شهوة الجنس والقوة ولا يقدرون على ممارستهم مباشرة خوفا من القوانين أو خوفا من علم أقاربهم بمخالفة الدين والعلم به لذا يرتدون وجوه كلاب ويغتصبون النساء أو يقتلون الناس أو يسرقونهم وغير هذا
ولا يوجد احتمال أخر لذلك
وحدثنا عن اصحاب العين الواحدة فقال :
"ذو العين الواحدة
سايكلوبس .. عمالقة بعين واحدة ..
من الأساطير الغريبة الأخرى التي تطرقت لها المصادر القديمة هي تلك التي تحدثت عن مخلوقات ذات عين واحدة، وهي مخلوقات كان لها شهرة واسعة لدى الإغريق والرومان، وعرفت بأسم سايكلوبس (Cyclops) ، وقيل بأنها من جنس العمالقة.
أشهر القصص والأساطير عن السايكلوبس هي تلك التي تتحدث عن بوليفيموس، وقد ورد ذكره بالتفصيل في ملحمة الأوديسا لهوميروس، قيل بأنه عاش مع قومه من العمالقة في جزيرة صقلية وكان يرعى الحيوانات ويقتات على لحوم البشر الذين يقودهم حظهم العاثر إلى جزيرته.
أحد أولئك الذين وقعوا في قبضة بوليفيموس هو بطل الملحمة أوديسيوس ورجاله الأثناعشر، فقام العملاق بحبسهم في مغارته وأغلق عليهم درب الخروج بصخرة كبيرة ثم راح يأكل منهم في كل يوم اثنان.
أوديسيوس ورجاله فكروا في سبيل للنجاة من العملاق المتوحش، وكان لدى اوديسيوس بعض الخمر فقدمه للعملاق الذي سرعان ما ثمل وداهمه النعاس، وقبل أن ينام نظر إلى اوديسيوس وسأله عن أسمه ووعده بأن يكافئه لو أخبره الحقيقة، فقال اوديسيوس بأن أسمه هو: "لا أحد "، فقال العملاق بأنه سيكافئه بأن يستبقيه حيا حتى لا يبقى غيره من الرجال ليؤكل.
اوسيدس يسقي الخمر للعملاق ..
العملاق غط في نوم عميق بفعل الخمر، وكان أوديسيوس قد هيأ عصا كبيرة وأجتهد في جعل رأسها مدببا حادا ثم قام بغرزها في عين العملاق النائم، فأنتفض العملاق وهو يتخبط ويئن من شدة الألم ونادى على قومه لينجدوه قائلا بأن "لا أحد " غرز عصا في عينه الوحيدة مما تسبب له بالعمى، فلما سمع قومه ذلك ضحكوا وتركوه ظنا منهم بأنه أصيب بالجنون في الصباح فتح العملاق باب المغارة ليخرج أغنامه، وكان قد فقد نظره مما مكن أوديسيوس ورفاقه مع الهرب بعد أن أوثقوا أنفسهم إلى بطون الأغنام، وما أن خرجوا من المغارة حتى ركضوا إلى سفينتهم على الساحل وركبوها وانطلقوا مبتدعين عن الجزيرة، وفيما مركبهم يبتعد صاح اوديسيوس ساخرا من العملاق بوليفيموس، أخبره بأن أسمه الحقيقي هو أوديسيوس وبأنه خدعه، فضج بوليفيموس بالصراخ ومن شدة غضبه أقتلع صخرة كبيرة ورماها في عرض البحر نحو سفينة أوديسيوس، وقد كاد أن يحطم السفينة لولا أن يد القدر امتدت لتنجي اوديسيوس ورفاقه.
قصة أوديسيوس مع العملاق ذو العين الواحدة بوليفيموس نجد لها انعكاس وصدى واضح في رحلة السندباد البحري الثالثة، حيث أن السندباد ورفاقه نزلوا جزيرة مجهولة في عرض البحر واحتجزوا في قصر عملاق يأكل البشر، وقد هربوا بنفس الطريقة التي هرب بها أوديسيوس ورفاقه.
الأساطير الإغريقية تخبرنا أيضا عن ثلاثة آخرين من عمالقة السايكلوب، وهم الأشقاء برونتيس وستروبيس وارجيس، كانوا من أشقاء التيتان، وهم الآلهة الأوائل الذين حكموا العالم وكانوا من نسل ربة الأرض وإله السماء، لكن انقلابا قاده الإلهة الشباب بقيادة زيوس أزاح الآلهة الكبار وأرسلهم إلى سجن عميق بباطن الأرض. الأشقاء الثلاثة اصطفوا مع زيوس، وكانوا ماهرين جدا في الحدادة، فصنعوا له سلاحه الفتاك .. البرق.
ثلاث شقيقات يتانوبن عينا واحدة ..
هناك أسطورة أخرى عن ذوي العين الواحدة، وهي تتحدث عن الشقيقات غراييا، وهن ثلاث شقيقات ساحرات كن يتناوبن النظر بعين واحدة، كل واحدة منهن كانت تنتظر دورها لتأخذ العين وتنظر بها.
المصادر التاريخية القديمة تحدثت أيضا عن وجود أمم من ذوي العين الواحدة، قيل بأن قبيلة منهم كانت تعيش جنوب روسيا وتدعى اريماسبي (Arimaspi) ، وهي قبيلة سكيثية من المحاربين الأشداء وكانت في حرب مستمرة مع جيرانها. في الفلكلور الألماني هناك أيضا محاربي الهاغين المرعبين. وفي ايرلندا هناك العملاق بالور الذي يموت في الحال كل من يجرؤ على النظر إلى عينه الوحيدة."
وقطعا لا وجود لهؤلاء البشر ذوى العين الواحدة إلا أن يكون طفل ولد بعيب في النظر وهو يموت مبكرا عقب ولادته أو في طفولته والتفسير المحتمل هو ا، قيام شرار الخلق من الأغنياء بارتداء أقنعة لها هذا الشكل لعمل جرائمهم فهؤلاء لا يمكن استبعاد أى فعل منهم
وتحدث عن تراثنا وورود أمثال تلك الحكايات فيه فقال :
"المصادر العربية والإسلامية..
وردت العديد من الإشارات إلى وجود هذه الأمم الغريبة في كتب الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين. فلقد ذكر الشيخ الجغرافي العلامة العثماني محيي الدين أبن محمد الريس الذي تـ عام 962 هـ في خرائطه أن بأمريكا الجنوبية: ((أمم من الناس وجوههم في صدورهم وليس لهم رؤؤس وطول الواحد منهم سبع أشبار وبين عينيه مسافة شبر وهم غير مؤذون وأمم أخرى وجوههم وجوه الثعالب والكلاب)).
وقال العلامة زكريا القزويني في كتابه كتاب (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) في قسم - أمم غريبة الأشكال - قال منها - أمة (منسك) وهم في جهة المشرق لهم أذان مثل أذان الفيلة وكل أذن مثل كساء (وهم الذين طولهم وعرضهم سواء) -ومنها- أمة في جزائر البحر وجوههم مثل وجوه الكلاب وسائر بدنهم كبدن الناس يتقوتون بثمار الأشجار وأن وجدوا شيئا من الحيوانات أكلوه -ومنها- أمة لا رأس لأبدانهم وأفواههم وعيونهم على صدورهم)).
وذكر في كتاب (العظمة) لأبو الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، خبر عن هذه الأمم، حيث قال بإسناد طويل نقلا عن رجل من أهل رومية: (أتانا رجل في وجهه أثر خموش قد بقيت, فسألنا: ما هذا الذي بوجهك؟ فقال: خرجنا في مركب, فأذرتنا الريح إلى جزيرة, فلم نستطع نبرح, فأتانا قوم وجوههم وجوه الكلاب, وسائر خلقهم يشبه خلق الناس, فسبق إلينا رجل منهم, ووقف الآخرون عنا, فساقنا الرجل إلى منزله, فإذا دار واسعة وفيها قدر نحاس على أثافيها, وحولها جماجم وأذرع وسوق الناس! فأدخلنا بيتا فإذا فيه إنسان قد كان أصابه مثل ما أصابنا, فجعل يأتينا بالطعام والفواكه, فقال لي ذلك الإنسان: إنما يطعمكم هذا الطعام, فمن سمن منكم أكله! فانظر لنفسك, وكذلك فعل بأصحابي. قال: فكنت أقصر عن الأكل! فكان كل من سمن من أصحابي ذهب به فأكله, حتى بقيت أنا وذلك الرجل, وحضر لهم عيد, فقال لي الرجل: حضر لهم عيد يخرجون إليه بأجمعهم, ويقيمون ثلاثا, فإن يك بك نجاء فانجُ, فأما أنا فقد ذهبت رجلاي, وأعلم أنهم أسرع شيء طلبا, وأشده استنشاقا لرائحة, وأعرف أثر الرجل, إلا من دخل تحت شجرة كذا, والشجرة تكثر في بلادهم. فخرجت أسير الليل, وأكمن النهار تحت الشجرة, فلما كان اليوم الثالث إذا هم قد جاءوا كالكلاب يقصون أثري, فمروا بتلك الشجرة وأنا فيها, فانقطع عنهم الأثر, فرجعوا, فلما جاوزوا أمنت وخرجت, فبينا أنا أسير في تلك الجزيرة إذ رفع لي شجرة كبيرة, فانتهيت إليها, فإذا بها من كل شجر الفواكه, وإذا تحت ظلالها رجال كأحسن ما رأيت من صورة رجال أندية, فقعدت إلى ناد منهم, فجعلت أكلمهم فلا يفهمون كلامي, ولا أفهم كلامهم, فبينا أنا جالس معهم إذ وضع رجل منهم يده على عاتقي, فإذا هو على رقبتي, ثم لوى رجليه علي, ثم أنهضني, فجعلت أعانفه .. لأطرحه, فخمش في وجهي, وجعل يدور بي على تلك الثمار فيجتنيها ويلقيها إلى أصحابه, ويضحكون! فلما غمي عمدت إلى عنب فقطعته, ثم أتيت به إلى نقرة في صخرة, فعصرته ثم تركته حتى إذا غلا كرعت فيه, فقال: أي شيء هو؟ فقلت: أكرع, فكرع فيه فسكر, فتحللت رجلاه, فقذفت به, وخرجت ذاهبا حتى دفعت إلى المدينة, فلما دنوت منها إذا ناس كالأشبار, أكثرهم عور, فاجتمع علي منهم جماعة يسوقوني إلى أميرهم, فأمر بي إلى الحبس, فانتهوا بي إلى حبس كقفص الدجاج, فلما أدخلوني قمت فكسرته, فأهملوني, فكنت أعيش فيهم. ثم إذا هم يستعدون للقتال, فقلت لهم: ما هذا؟ قالوا: عدو يأتينا, فلم نلبث أن طلعت الفراش, فإذا أكثرهم عور, فأخذت عصا, فشددت عليها, فطارت وذهبت عنهم, فأكرموني وعظموني, فاشتقت إلى النساء, فقالوا: نزوجك! وكلما زوجوني امرأة فأفضيت إليها قتلتها! فقالوا: أقمْ عندنا ولا تبال بقتلهن! فعمدت إلى جذعين فهيأتهما, وأخذت حبالا من لحاء الشجر, ثم ربطت الجذعين, وجعلت فيهما طعاما وماء, وركبت واقتنعت ببقية ثوب معي, فألقتني الريح إليكم .. !! فهذه الخموش مما حدثتكم).
وقد ذكر أيضا هذه الجزيرة أبن الوردي بكتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب وقال مثل قول أبو الشيخ الأصبهاني عنها في بعض (الوثائق العثمانية) والدالة على وجود هذه الأمم.
كما ذكر ابن اياس الحنفي في بدائع الزهور خبر عن الأمم التي تسكن في الأرض السادسة تحتنا، فذكر منهم امة لهم أجساد بشر و رؤوس كلاب!. وقد ذكر خبر هذه الأمم التي لا رؤوس لأبدانهم أيضا في كتاب (المعارف) وقال: ((ثم ملك التُبع العبد بن أبرهة وهو ذو الأذعار سمي بذلك لأنه كان غزا بلاد النسناس فقتل منهم مقتله عظيمة ورجع إلى اليمن من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم فذعر الناس منهم فسمي ذا الأذعار وكان هذا في حياة أبيه فلما ملك أصابه الفالج فذهب شقه قبل غزوه وكان ملكه خمسا وعشرين سنة))."
وكل هذه الروايات كاذبة أو تم التعبير عن الموجود بوصف خاطىء فمثلا الناس الذين لهم آذان كبيرة قد يكون نتيجة ارتداء القوم جلود الحيوانات التى اصطادوها برءوسها
وتحدث عن اصول تلك الخرافات فقال :
"أصل هذه الأساطير
ربما تكون هذه القصص أكثر من مجرد اساطير ..
في الواقع العلماء لم يكتشفوا إلى يومنا هذا أناسا وجوههم في صدورهم ولا بشرا برأس كلب ولا عمالقة بعين واحدة. لكن المؤمنون بقصص ما وراء الطبيعة والغرائب وضعوا بعض التفسيرات لهذه القصص قائلين بأن لا دخان من غير نار، وبأن القدماء ما كانوا ليجمعوا على ذكر هذه الأساطير لولا أن لها أصلا واقعيا. فذهب البعض منهم إلى أن هذه الأقوام كانت موجودة فعلا لكنها انقرضت بفعل توسع البشر، وهي في الحقيقة تهمة لا نستطيع أن نزكي بني البشر عنها لما عرف عنهم من الميل للعدوان والعنف طوال تاريخهم.
وهناك من يرى بأن هذه الأقوام هم يأجوج ومأجوج، وهم محبوسون إلى آخر الدهر.
فيما يرى آخرون بأنهم من أقوام الأرض المجوفة، وهو موضوع يطول الحديث عنه. أما التفسيرات العلمية فتذهب إلى أن معظم هذه الأساطير مصدرها إعاقات وعاهات بشرية نادرة، فكما أسلفنا، أغلب الظن أن حدبة الظهر هي مصدر أسطورة الرجال مقطوعي الرأس، أما البشر الكلاب فهناك بالفعل أناس ينمو شعرهم بغزارة فيغطي وجوههم وأجسادهم بالكامل حتى ليظن الإنسان بأنهم ذئاب أو كلاب، وهذا يحدث بسبب خلل جيني نادر يتسبب في مرض يدعى فرط الشعر الخلقي (Hypertrichosis) .
طبعا القدماء لم يكونوا يعلمون شيئا عن الجينات فربما حسبوا الشخص المصاب بهذه الأمراض من زمرة الوحوش. أما بالنسبة لذوي العين الواحدة فيقال بأن أصل الأسطورة مستمد من منظر الحدادين في العصور القديمة، فهؤلاء كانوا يغطون إحدى أعينهم بجلدة ولا يعملون إلا بعين واحدة، والسبب في ذلك هو أن الحداد كان يدرك بأن العمى هو مصيره الحتمي نتيجة تحديقه الطويل إلى النار التي يستعملها في عمله لتذويب وطرق وتطويع الحديد، لهذا كان يستعمل عين واحدة فقط للعمل، أما العين الأخرى فيغطيها ويحافظ عليها سليمة من اجل تقاعده!."
والحكايات كما سبق القول من ألفوها هم الكهنة تجار الأديان لتخويف الناس أو أن الله عاقب أقواما بتحويلهم لأجسام حيوانات ولكن هذا الأمر انتهى بمنع الله العقاب الجماعى نتيجة انتهاء زمن الرسالات والمعجزات في عصر خاتم النبيين(ص) كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"