الاثنين، 30 أبريل 2018

الهمد فى القرآن

الهمد فى القرآن
الأرض هامدة
قال تعالى بسورة الحج
" وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج"وضح الله لنبيه(ص)أنه يرى الأرض هامدة والمراد أنه يشاهد الأرض ميتة مصداق لقوله بسورة يس"وآية لهم الأرض الميتة "فإذا أنزلنا عليها الماء والمراد فإذا أسقطنا على الأرض المجدبة الماء وهو المطر اهتزت أى تحركت حبيبات الأرض وربت أى ونمت والمراد وانتفخت حبيبات الأرض بالماء وأنبتت من كل زوج بهيج أى وأخرجت من كل فرد كريم مصداق لقوله بسورة لقمان "فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "

الأحد، 29 أبريل 2018

الهلل فى القرآن

الهلل فى القرأن
ما أهل لغير الله به
قال تعالى بسورة البقرة"إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله "وضح الله للمؤمنين أنه قد حرم عليهم أى منع عليهم أكل:الميتة وهى الحيوان النافق الذى هلك بخروج نفسه من جسمه دون ذبح ،والدم وهو السائل الذى ينزل من الحيوان عند ذبحه أو قطع عروق الدم فيه ،ولحم الخنزير وهو الألياف المحيطة بعظام الخنزير وهؤلاء الثلاثة ضارين بصحة الآكل،وما أهل به لغير الله والمراد الذى قصد به سوى الله فلم يذكر اسم الله عليه
وقال تعالى بسورة المائدة"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به "وضح الله للمؤمنين أن الأطعمة التى حرمت أى منعت عنهم والمراد والممنوع من الأطعمة أكله على المسلمين هو
الميتة وهى المتوفاة التى خرجت نفسها من جسدها دون ذبح والدم وهو السائل الأحمر الذى ينزل عند الجرح أو الذبح وفيه قال بسورة الأنعام"أو دما مسفوحا"أى دما جاريا وقد كانوا يشربونه أو يأكلونه ولحم وهو شحم الخنزير وهو كل الأعضاء اللينة فيه وما أهل لغير الله به وهو الذى لم يذكر اسم الله عليه مصداق لقوله بسورة الأنعام
"ولا تأكلوا مم لم يذكر اسم الله عليه"
و قال تعالى بسورة النحل
" إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم"وضح الله للمؤمنين أنه حرم أى منع عليهم تناول الطعام التالى :الميتة وهى البهيمة الهالكة والدم وهو الدم المسفوح الجارى ولحم وهو شحم الخنزير وما أهل لغير الله به وهو ما قصد به سوى الله أى لم يذكر عليه اسم الله وذكر اسم أخر ووضح أن من اضطر غير باغ ولا عاد والمراد من أجبر على الأكل فى مخمصة وهى الجوع غير قاصد لإثم أى غير متعمد لذنب فلا إثم عليه فإن الله غفور رحيم أى عفو نافع عن الأكل مصداق لقوله بسورة المائدة"فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم"وقوله بسورة البقرة "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه".
الأهلة
قال تعالى بسورة البقرة
"يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج "وهو ما يعنى أن المسلمين سألوا الرسول (ص)عن الأهلة وهى القمر فى أول الشهور ما سبب وجوده ؟فقال الله لهم والزيارة للكعبة فهنا طلب الله من رسوله (ص)أن يعرف المسلمين أن الأهلة عبارة عن مواقيت أى محددات تحدد للخلق مواعيد حقوقهم كالديون وعدة المطلقة والأرملة ومحددات للحج وهو زيارة الكعبة فى الشهور الأربعة الحرم

السبت، 28 أبريل 2018

هاهنا فى القرآن

هاهنا فى القرآن
نفى القتل هاهنا
قال تعالى بسورة آل عمران" وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شىء قل إن الأمر كله لله يخفون فى أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم فى بيوتكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم "وضح الله للمؤمنين أن منهم طائفة وهى جماعة قد أهمتهم أنفسهم والمراد قد غمتهم قلوبهم فشغلتهم بالباطل فهم يظنون فى الله غير الحق والمراد يعتقدون فى الله الباطل وهو ظن الجاهلية أى اعتقاد الكفر وهذا الإعتقاد هو أن الله ليس بيده الحكم بدليل أنه تركهم يهزمون ولم ينصرهم ومن ثم قالوا هل لنا من الأمر من شىء والمراد هل لنا من الحكم من بعض ؟ وطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة إن الحكم كله لله مصداق لقوله تعالى بسورة يوسف"إن الحكم إلا لله"وهذا يعنى أن ليس لهم من الحكم بعض كما يريدون كما يعنى أن ما حدث لهم هو بأمر الله كعقاب على عصيانهم له ،ويبين الله لرسوله(ص)أنهم يخفون فى صدورهم ما لا يبدون والمراد يكتمون فى قلوبهم الذى لا يظهرون ولهذا قالوا:لو كان لنا من الأمر وهو الحكم بعض منه ما قتلنا أى ما ذبحنا فى هذا المكان وهذا يعنى أنهم يعترفون أن الحكم كله لله ولكنهم يعترضون على حدوث القتل فيهم وهو الذى أعلنوه ، وقوله يقولون لو كان لنا من الأمر شيئا ما قتلنا هاهنا والمعنى يزعمون لو كان لهم من الحكم بعضا لمنعنا موتهم أو قتلهم هاهنا أى فى مكان قتلهم وطلب الله من رسوله(ص)أن يقول للطائفة المغتمة :لو كنتم فى بيوتكم أى مساكنكم لخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم والمراد لذهب الذين قدر لهم الذبح إلى مقاتلهم وهى أماكن قتلهم وهذا يعنى أن لا أحد يمنع الموت حتى ولو بعد عن مكان موته ،
القعود هاهنا
قال تعالى بسورة المائدة "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون "وضح الله أن القوم ردوا على موسى(ص)فقالوا :يا موسى إنا لن ندخلها أبدا والمراد إنا لن نسافر لسكنها ما داموا فيها أى ما سكنوها والمراد كما قالوا فى آية سابقة"حتى يخرجوا منها"فهم لا يريدون أن يجاهدوا وأن يترك الجبارون الأرض لهم دون حرب وقالوا:فاذهب أنت وربك فقاتلا والمراد سافر أنت وإلهك فحاربا وقالوا إنا ها هنا قاعدون أى باقون فى أرضنا هذه
الأمن هاهنا
قال تعالى بسورة الشعراء"أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين "وضح الله أن صالح (ص)قال للقوم :أتتركون ما ها هنا آمنين والمراد هل تذرون الذى هاهنا وهو بيوتكم فيها آمنين أى مطمئنين فى جنات أى حدائق وعيون أى أنهار وزروع أى ومحاصيل وفيرة ونخل طلعها هضيم أى ونخيل ثمره طيب وتبنون من الجبال بيوتا فارهين والمراد وتقيمون من صخر الرواسى مساكنا آمنين والسبب أن هذه البيوت ستجعلهم آمنين من عذاب الله من وجهة نظرهم ولذا يحذرهم صالح (ص)من هذا البناء
لا حميم هاهنا
قال تعالى بسورة الحاقة"خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون "وضح الله للناس أنه يقول للملائكة عن الكافر :خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه والمراد أمسكوه فقيدوه ثم النار أذيقوه ألمها وفسر هذا التقييد بقوله فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه والمراد فى قيد طوله سبعون ذراعا فاربطوه والسبب فى تعذيبه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم والمراد إنه كان لا يصدق بآيات الرب الكبير ولا يحض على طعام المسكين والمراد ولا يأمر بأكل للمحتاج وهذا يعنى أنه كان لا يوصى بتأكيل المحتاجين للطعام لذا ليس له اليوم ها هنا حميم أى ليس له فى المكان صديق ينفعه فى الآخرة ولا طعام إلا من غسلين والمراد ولا أكل إلا من ضريع أى زقوم لا يأكله إلا الخاطئون والمراد لا يطعمه إلا الكافرون وهم الأثمون

الجمعة، 27 أبريل 2018

هنالك فى القرآن

هنالك فى القرآن
هنالك الولاية لله
قال تعالى بسورة الكهف"ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس أن مالك الجنة لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله والمراد لم تكن له جماعة ينقذونه من غير الله من عقاب الله له بهلاك الجنتين وهو ما كان منتصرا أى قاهرا لحكم الله ويبين الله لنا أن هنالك والمراد عند الحساب الولاية لله الحق والمراد النصر لله العدل وهذا يعنى أن الله ينتصر من المخلوق الظالم بالعدل ،ووضح أن الله خير ثوابا أى عقبا والمراد أحسن أجرا وهو الجنة .
هنالك الهزيمة للأحزاب
قال تعالى بسورة ص"جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب "وضح الله لنبيه (ص)أن جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب والمراد أن كفار العصر فى أى مكان مغلوب من الفرق من المسلمين بفضل الله وهذا يعنى أن المسلمين قهروا كل الكفار فى عصر النبى (ص)
الخسارة هنالك
قال تعالى بسورة غافر" وخسر هنالك المبطلون " والمراد وهلك أى وعذب عند ذلك الكافرون مصداق لقوله بنفس السورة "وخسر هنالك الكافرون"
الغلب هنالك
قال تعالى بسورة الأعراف"فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقى السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون"وضح الله أن القوم غلبوا أى انهزموا هنالك أى فى ذلك المكان وانقلبوا صاغرين والمراد وعادوا خائبين وألقى السحرة ساجدين والمراد وأصبح المخادعون مؤمنين بالله اعترافا أن هذا لا يمكن أن يكون سحرا وقالوا :أمنا برب العالمين أى صدقنا بحكم خالق الجميع رب أى خالق موسى (ص)وهارون(ص)وبهذا يكون السحرة من أوائل من أمنوا بموسى (ص)من قوم فرعون .
هنالك الثبور
قال تعالى بسورة الفرقان"بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا دعوا هنا لك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا "وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار قد كذبوا بالساعة أى كفروا بالقيامة وقد اعتد الله لمن كذب بالساعة سعيرا والمراد وقد جهز لمن كفر بالقيامة عذابا أليما والنار إذا رأتهم من مكان بعيد أى إذا شاهدتهم من موقع بعيد سمعوا لها تغيظا أى زفيرا والمراد علموا لها غضبا أى صوتا دالا على الغضب الشديد وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين والمراد وإذا وضعوا فى النار فى مكان صغير وهم مقيدين فى السلاسل وهى الأصفاد وعند ذلك دعوا هنالك ثبورا أى قالوا فى ذلك المكان ويلا لنا فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا والمراد لا تقولوا الآن عذابا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا والمراد وقولوا عذابا مستمرا وهذا يعنى إخبارهم أن العذاب ليس مرة واحدة وإنما عذاب أبدى مستمر
هنالك دعا زكريا(ص)
قال تعالى بسورة آل عمران"هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لى من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء" وضح الله لنا أن مريم (ص)لما ذكرت زكريا(ص)بقدرة الله على العطاء دون وجود الأسباب دعا أى نادى الله فقال:رب هب لى من لدنك ذرية طيبة والمراد إلهى أعطنى من عندك نسلا صالحا وهذا يعنى أنه يطلب من الله الولد الصالح لأنه سميع الدعاء أى مجيب النداء وهو الطلب كيف أراد .
هنالك البلو
قال تعالى بسورة يونس"هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون "وضح الله للنبى(ص)أن هنالك والمراد عند ذلك الوقت تبلوا كل نفس ما أسلفت والمراد تعلم كل نفس ما عملت فى الدنيا عن طريق تسلم الكتب المنشرة مصداق لقوله بسورة آل عمران"يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء
هنالك الابتلاء
قال تعالى بسورة الأحزاب إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا "وضح الله للمؤمنين أن الكفار جاءوهم من فوقهم ومن أسفل منهم والمراد أتوهم من أمام بلدهم ومن خلف بلدهم وعند ذلك زاغت الأبصار والمراد حارت القلوب والمراد ضلت النفوس وبلغت القلوب الحناجر والمراد ووصلت كلمات الضلال الأفواه وفسر هذا بأنهم ظنوا فى الله الظنون أى اعتقدوا فى الرب الاعتقادات الخاطئة وهى أنه خذلهم وفسر هذا بأنهم زلزلوا زلزالا شديدا أى اهتز إيمانهم اهتزازا عظيما والمراد أن شدة الحرب جعلت بعض المؤمنون يفقدون ثقتهم فى دين الله فكفر بعض منهم به للحظات ثم عادوا للثقة به

الخميس، 26 أبريل 2018

الهنا فى القرآن

الهنا فى القرآن
هنيئا أكل الصداق
قال تعالى بسورة النساء"وأتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شىء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا" طلب الله من رجال المؤمنين أن يؤتوا النساء صدقاتهن نحلة والمراد أن يعطوا الزوجات مهورهن وهى قنطار ذهب لكل امرأة وهى الفريضة التى فرضها الله للحرات من النساء وهذا يعنى أن المهر لابد أن يعطى كله مرة واحدة للمرأة قبل الدخول بها،ووضح لهم أن الزوجات إن طبن لهم عن شىء منه نفسا والمراد أن الزوجات إن تنازلت للأزواج عن بعض من القنطار بعد أخذهن له رضا منهن بالتنازل فعليهم أن يأكلوه هنيئا مريئا والمراد أن يأخذوه منهن حلالا طيبا
الأكل والشرب هنيئا بالعمل
قال تعالى بسورة الطور
"إن المتقين فى جنات ونعيم فاكهين بما أتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون "وضح الله أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات أى حدائق وفسرها بأنها نعيم أى متاع مقيم وهم فاكهين بما أتاهم ربهم والمراد متمتعين أى فرحين بما أعطاهم الرب من فضله ووقاهم ربهم عذاب الجحيم والمراد ومنع عنهم عقاب السموم وهو النار وتقول لهم الملائكة :كلوا واشربوا والمراد اطعموا وارتووا هنيئا بما كنتم تعملون ثوابا لما كنتم تطيعون حكم الله
وقال تعالى بسورة المرسلات:
"إن المتقين فى ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزى المحسنين"وضح الله أن المتقين وهم المطيعين لحكمه فى ظلال أى خيالات تحميهم من الحر والبرد وعيون وهى الأنهار ذات السوائل اللذيذة وفواكه مما يشتهون والمراد ومتع مما يحبون وتقول الملائكة لهم كلوا واشربوا والمراد اطعموا وارتووا هنيئا بما كنتم تعملون أى جزاء أى ثواب لما كنتم تطيعون فى الدنيا إنا كذلك أى بإدخال الجنة نجزى المحسنين أى نثيب المطيعين لحكمنا
وقال تعالى بسورة الحاقة
"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية"وضح الله للناس أن فى يوم القيامة يعرضون لا تخفى منهم خافية والمراد يحشرون لا يغيب منهم أحدا فأما من أوتى كتابه بيمينه والمراد فأما من تسلم صحيفة عمله فى يده اليمنى فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه والمراد هلموا اعرفوا عملى المدون فى صحيفتى إنى ظننت أنى ملاق حسابيه والمراد أنى صدقت أن آخذ ثوابى من الله ،لذا هو فى عيشة راضية أى حياة سعيدة فى جنة عالية والمراد فى حديقة عظيمة قطوفها دانية والمراد ثمارها قريبة أى معطاة لمن يشتهيها ويقال لهم كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية والمراد اطعموا من ثمرها وارتووا من شرابها ثوابا لما عملتم فى الأوقات السابقة وهى الدنيا

الأربعاء، 25 أبريل 2018

الهشم فى القرآن

الهشم فى القرآن
هشيم المحتظر
قال تعالى بسورة القمر" إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر "وضح الله إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة والمراد إنا بعثنا على ثمود طاغية أى رجفة أى زلزلة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر والمراد فأصبحوا شبه حطام الزرع وهذا يعنى أن أجسامهم تكسرت كتكسر النبات المحطم
ذرو الرياح للهشيم
قال تعالى بسورة الكهف"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح " طلب الله من نبيه(ص)أن يضرب للناس مثل الحياة الدنيا والمراد أن يقول للخلق شبه المعيشة الأولى وهو ماء أنزله من السماء أى ماء أسقطه من السحاب فاختلط به نبات الأرض والمراد فنما به زرع الأرض ثم أصبح هشيما أى حطاما تذروه الرياح أى يبعثره الهواء المتحرك وهذا يعنى أن متاع الدنيا يشبه الماء الذى ينمو به الزرع ثم يفنى الزرع بعد ذلك فى كل مكان وهذا يعنى أن المتاع له عمر قصير كعمر الزرع ثم يموت بعده

الثلاثاء، 24 أبريل 2018

الأزمنة فى القرآن

الأزمنة فى القرآن
السنة :
هى الزمن الذى يتكرر حسب دورة مقدارها 12 شهرا وقد ورد عنها التالى :
أن عدد شهور السنة 12 شهرا مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ".
أن السنة أى الزمن بدأ مع خلق الله للمكان الممثل فى السموات والأرض بدليل قوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ".
أن الذى يعرفنا السنين هو القمر وليس الشمس وذلك لتغير وجهه كل يوم وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ".
من أسماء السنة : الحول كما بقوله تعالى بسورة البقرة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين " والعام كما بقوله بسورة البقرة "فأماته الله مائة عام "والحجة كما بقوله بسورة القصص "على أن تأجرنى ثمانى حجج ".
أن سن الرشد العقلى هى سن الأربعين مصداق لقوله بسورة الأحقاف "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وأنى من المسلمين "
أن مدة رضاعة الطفل التامة هى عامين كما بقوله بسورة البقرة "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ".
أن عدة الأرملة كانت قبل نسخها حول أى سنة كاملة شرط أن يترك لها الميت نفقة سنة وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول ".
أن أهل الكهف مكثوا فى الكهف 309 سنة وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مئة سنة وازدادوا تسعا ".
أن المار على القرية أماته الله 100 عام مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "فأماته الله مائة عام ".
أن نوح(ص)مكث مع قومه ألف سنة إلا خمسين سنة وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت"ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ".
أن موسى (ص)عاش مع أهل مدين عدة سنوات مصداق لقوله بسورة طه "فلبثت سنين فى أهل مدين ".
أن يوسف (ص) عاش فى السجن بضع سنين مصداق لقوله بسورة يوسف "فلبث فى السجن بضع سنين " .
الشهور :
إن عددها 12 شهرا فى السنة مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا "ومن الـ12 شهرا 4 حرم أى حرام جعلهم الله كذلك لزيارة البيت الحرام وفى هذا قال فى نفس الآية "منها أربعة حرم "ولذا جعل الله الحج أى زيارة البيت له أشهر فقال بسورة البقرة "الحج أشهر معلومات "وقد بين الله أن الأشهر الأربعة محرم فيهم القتال ولذا يسيح أى يتحرك فيهم الناس بأمان فى الأرض يأمنون فيها حرب المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر " وأما بعد مرور الأربعة أشهر فالواجب هو قتال المشركين المعتدين غير المعاهدين لقوله بسورة التوبة "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين "وأما إذا اعتدى الكفار على المسلمين فى أى شهر حرام فهذا يوجب القصاص وهو قتال المسلمين لهم فى الشهر الحرام وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
والشهر الوحيد الذى ذكر فى القرآن الحالى هو رمضان وقد نزل فيه القرآن حيث قال تعالى بسورة البقرة "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن "وقد أوجب الله صومه على من شهده أى عاشه من المسلمين فقال بسورة البقرة "فمن شهد منكم الشهر فليصمه "وفى رمضان ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر مصداق لقوله تعالى بسورة القدر "ليلة القدر خير من ألف شهر "
وقد بين الله لنا أن عدة المطلقة التى لا تحيض 3 أشهر فقال بسورة الطلاق "واللائى يئسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة أشهر "وعدة الأرملة 4 أشهر وعشرة أيام وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا "وهذا فى المصحف الحالى الموجود بين أيدينا وليس فى القرآن فى الكعبة
ويعتبر غياب الزوج عن زوجته 4 أشهر كاملة طلاقا واقعا وإن لم ينطق به وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "للذين يؤلون من نساءهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم "
وجعل الله من كفارات المظاهرة صيام شهرين متتاليين وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا "
وجعل كفارة القاتل غير القادر على دفع الدية صيام شهرين متتابعين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله"
وبين الله لنا أن الحمل والرضاعة 30 شهرا فقال بسورة الأحقاف "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا "
اليوم :
هو الليلة ونهارها واليوم الإلهى يساوى ألف سنة من أيام الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "ويوم القيامة يساوى 50000سنة من سنوات البشر وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "وقد خلق الله السموات والأرض فى ستة أيام إلهية وفى هذا قال تعالى بسورة ق "ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام "وقد جعل الله الأيام وهى الأوقات دول أى أزمان لحكم أمم على أمم من الناس وهى تتغير وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وتلك الأيام نداولها بين الناس " وقد سمى الله بعض الأيام بأسماء منها يوم حنين فى قوله تعالى بسورة التوبة "لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين "ويوم الفرقان يوم بدر فى قوله بسورة الأنفال "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان "وقد جعل الله أحكام مرتبطة باليوم فمثلا الزكاة تعطى يوم حصاد الزرع لقوله تعالى بسورة الأنعام"وآتوا حقه يوم حصاده "كما أن الحاج الذى ليس معه هدى عليه صيام 10 أيام 3 فى مكة و7 عند العودة للبلد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة "وكفارة اليمين المعقود صيام 3 أيام – فى المصحف الحالى -فى حالة العجز عن إطعام المساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة مصداق لقوله بسورة المائدة "فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم "ومن ضمن عدة الأرملة عشرة أيام بعد الأربعة أشهر فى المصحف الحالى وفى هذا قال بسورة البقرة "يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا "
الساعة :
هى جزء من النهار أو الليل والكفار يوم القيامة يظنون أنهم لم يعيشوا سوى ساعة من النهار وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون "والساعة هى تسمية ليوم القيامة كما بقوله بسورة النازعات "يسألونك عن الساعة إيان مرساها "

الاثنين، 23 أبريل 2018

الهجع فى القرآن

الهجع فى القرآن
الهجوع ليلا
قال تعالى بسورة الذاريات
"إن المتقين فى جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون "وضح الله أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات وهى حدائق وعيون أى وأنهار ذات أشربة لذيذة وهم آخذين ما أتاهم ربهم والمراد متمتعين بالذى أعطاهم إلههم والسبب إنهم كانوا قبل ذلك محسنين والمراد إنهم كانوا قبل الآخرة مصلحين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون والمراد كانوا وقتا قصيرا من الليل ما ينامون وهذا هو قيام الليل حيث تتجافى جنوبهم عن المضاجع كما قال المولى عز وجل فى سورة السجدة :
" إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون"

الأحد، 22 أبريل 2018

الهزم فى القرآن

الهزم فى القرآن
هزيمة الكفار بإذن الله
قال تعالى بسورة البقرة
"فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت " وضح الله لرسوله(ص)أن بنى إسرائيل المؤمنين هزموا أى غلبوا أى قهروا جالوت وجنوده حيث قتل أى ذبح داود(ص)قائد العدو جالوت
هزيمة الجمع
قال تعالى بسورة القمر
"أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة فى الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر " سأل الله الناس :أكفاركم خير من أولئكم والمراد هل مكذبى القرآن منكم أقوى من الكفار السابق ذكرهم فى السورة ؟والغرض من القول إخبارهم أن الكفار السابقين أقوى منهم ومن قدر عليهم يقدر على كفاركم ،ويسأل أم لكم براءة فى الزبر والمراد هل لكم عهد فى الكتاب؟وسأل أم يقولون نحن جميع منتصر أى هل نحن كل غالب ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم مهزومون ولذا يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر والمراد سيقهر الكفار ويعطون الظهر والمراد يهربون من المعركة وهذا إخبار للمسلمين بانتصارهم على الكفار مستقبلا
هزيمة الأحزاب
قال تعالى بسورة ص
"جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب " وضح الله أن جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب والمراد أن كفار العصر فى أى مكان مغلوب من الفرق من المسلمين بفضل الله وهذا يعنى أن المسلمين قهروا كل الكفار فى عصر النبى (ص)

السبت، 21 أبريل 2018

الهار فى القرآن

الهار فى القرآن
الجرف الهار
قال تعالى بسورة التوبة:
"أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم والله لا يهدى القوم الظالمين " سأل الله المؤمنين أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه والمراد هل من شيدت قواعده على خوف من عذاب الله وطلب رضاه وهو رحمته خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار والمراد أفضل أم من شيدت قواعده على أساس كفر مهزوم فانهار به فى نار جهنم والمراد فدخل الكفر بأصحابه فى عذاب النار؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أن مسجد التقوى أحسن من مسجد الضرار ،والله لا يهدى القوم الظالمين أى والرب لا يرحم الناس الكافرين مصداق لقوله بنفس السورة "والله لا يهدى القوم الكافرين "

الجمعة، 20 أبريل 2018

الهبء فى القرآن

الهبء فى القرآن
العمل الهباء
قال تعالى بسورة الفرقان
"يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا "وضح الله أن الكفار يوم يرون أى يشاهدون الملائكة على صورتهم الحقيقية لا بشرى يومئذ للمجرمين أى لا رحمة فى ذلك اليوم للكافرين وهذا يعنى أنهم لا يدخلون الجنة ويقولون حجرا محجورا والمراد سجنا أبديا وهذا يعنى أنهم فى النار يقيمون فلا خروج منها أبدا ووضح الله لنا أنه قدم إلى ما عملوا من عمل والمراد أنه بين لهم الذى صنعوا من فعل فجعله هباء منثورا والمراد فحكمنا أنه ضال منشور مصداق لقوله بسورة محمد "وأضل أعمالهم "و"فأحبط أعمالهم "وهذا يعنى أن أعمالهم لا ثواب عليها وهى مفرقة فى كتاب كل منهم المنشور
الجبال هباء
قال تعالى بسورة الواقعة
" إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة إذا رجت الأرض رجا رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا "وضح الله لنبيه (ص) أنه إذا وقعت الواقعة أى والمراد إذا حدثت القيامة ليس لوقعتها كاذبة والمراد ليس بحدوثها مكذب وهذا يعنى أن الفرد إذا رأى حدوث القيامة لا يستطيع إنكارها وهى خافضة أى مذلة للكفار رافعة أى معزة للمسلمين ،وإذا رجت الأرض رجا رجا والمراد إذا زلزلت الأرض زلزلة وبست الجبال بسا والمراد ونسفت الرواسى نسفا فكانت هباء منبثا والمراد فكانت غبارا منتشرا مصداق لقوله بسورة طه "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا"يحدث الحساب بعد هذه الأحداث

الخميس، 19 أبريل 2018

النبت فى القرآن

النبت فى القرآن
خلق الأزواج مما تنبت الأرض
قال تعالى بسورة يس
"سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون"وضح الله أن سبحان والمراد أن الطاعة هى لحكم الذى خلق الأزواج والمراد الذى أنشأ الأنواع كلها وهى أنواع المخلوقات وهى تخلق من التالى :مما تنبت الأرض والمراد من الذى يخرج تراب الأرض وهو النبات ،من أنفسهم والمراد من ذوات وهى أجسام الخلق كالإنسان والحيوان ،ومما لا تعلمون والمراد من الذى لا تعرفون وهى طرق الخلق التى لا يعرفها الناس مثل خلق آدم (ص)
النبات والماء
قال تعالى بسورة الأنعام
"وهو الذى أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء فأخرجنا منه خضرا "وضح الله أنه هو الذى أنزل من السماء ماء والمراد الذى أسقط من السحاب وهو المعصرات مطرا أى ماء ثجاجا أى متتابعا فأخرجنا به نبات كل شىء أى فخلقنا به حياة كل مخلوق فأخرجنا منه خضرا والمراد فأنبتنا بالماء نباتا وهذا النبات نخرج منه حبا متراكبا أى نظهر من سوقه ثمرا متراكما أى أجزائه فوق بعضها وبجانب بعضها
وقال تعالى بسورة النحل
"ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"وضح الله أنه ينبت أى يخرج بالماء لكم الزرع وهو المحاصيل ،والزيتون ،والنخيل وهو النخل،الأعناب ،ومن كل الثمرات وهى أنواع النبات كلها وفى إخراج هذه النباتات آية والمراد برهان على أن الله واحد يستحق العبادة وحده لقوم يتفكرون
وقال تعالى بسورة النبأ
"وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا"وضح الله أنه الذى أنزل من المعصرات ماء ثجاجا والمراد وهو الذى أسقط من السحاب مطرا متتابعا والسبب ليخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا والمراد لينبت به حبوبا وزرعا وحدائق غلبا أى بساتين عظيمة
إنبات كل شىء موزون
قال تعالى بسورة الحجر
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شىء موزون "وضح الله أن الأرض مدها أى فرشها وألقى فيها رواسى والمراد وخلق فيها جبال وأنبتنا فيها من كل شىء موزون والمراد وأخرجنا فى الأرض من كل زوج كريم مصداق لقوله بسورة لقمان"فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"وهذا يعنى أن الله خلق فى الأرض من كل نوع مقدر أحسن تقدير
إنبات كل زوج بهيج
قال تعالى بسورة الحج
"وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج"وضح الله لنبيه(ص)أنه يرى الأرض هامدة والمراد أنه يشاهد الأرض ميتة فإذا أنزلنا عليها الماء والمراد فإذا أسقطنا على الأرض المجدبة الماء وهو المطر اهتزت أى تحركت حبيبات الأرض وربت أى ونمت والمراد وانتفخت حبيبات الأرض بالماء وأنبتت من كل زوج بهيج أى وأخرجت من كل فرد كريم
كم أنبتنا فيها من كل زوج
قال تعالى بسورة الشعراء
"أو لم ير إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج بهيج " سأل الله أو لم يروا إلى الأرض والمراد هل لم يعرفوا أن الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج بهيج أى كم أخرجنا فيها من كل نوع كريم وهذا يعنى أن الكفار يعلمون بقدرة الله
إنبات كل زوج كريم
قال تعالى بسورة لقمان
" وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "وضح الله للناس أنه أنزل من السماء ماء والمراد وأسقط من السحاب مطرا فأنبتنا فيها من كل زوج كريم والمراد فأخرجنا فيها من كل فرد بهيج
إنبات كل زوج تبصرة
قال تعالى بسورة ق
"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب "وضح الله أن الكفار عرفوا أن الأرض مددناها أى بسطناها أى فرشناها وألقينا فيها رواسى والمراد ووضعنا فيها جبال تثبتها وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج والمراد وأخرجنا فيها من كل فرد أى مخلوق كريم وكل هذا تبصرة أى ذكرى والمراد آية أى برهان على وجوب طاعة الله وحده لكل عبد منيب أى لكل مملوك متبع لدين الله
شق الأرض لإنبات النباتات
قال تعالى بسورة عبس
"فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم " طلب الله من الإنسان أن ينظر والمراد أن يفكر فى طعامه وهو أكله ليعلم قدرة الله ووجوب عبادته وحده،ويبين كيفية خلق طعامه وهى أنه صب الماء صبا والمراد أجرى الماء جريانا فى الأرض فتشققت شقوقا والمراد تفتحت تفتحات نبت أى خرج منها الحب وهو محاصيل الحبوب ،العنب وهو فصيلة الأعناب ،القضب وهو القصب والمراد المحاصيل التى تؤكل سيقانها ،الزيتون ،النخل ،الحدائق الغلب أى الجنات الألفاف والمراد بساتين الشجر ،الفاكهة وهى الأشجار المثمرة ،الآب وهو العشب أى المرعى ،والسبب فى إنبات كل هذا هو أن يكون متاع أى نفع أى رزق لكل من البشر وأنعامهم وهى حيواناتهم الأربع الإبل والبقر والغنم والماعز
البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه
قال تعالى بسورة الأعراف
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا "وضح الله أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها لا يعملون إلا عملا فاسدا
تهشم نبات الأرض
قال تعالى بسورة الكهف
"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح " طلب الله من نبيه(ص)أن يضرب للناس مثل الحياة الدنيا والمراد أن يقول للخلق شبه المعيشة الأولى وهو ماء أنزله من السماء أى ماء أسقطه من السحاب فاختلط به نبات الأرض والمراد فنما به زرع الأرض ثم أصبح هشيما أى حطاما تذروه الرياح أى يبعثره الهواء المتحرك وهذا يعنى أن متاع الدنيا يشبه الماء الذى ينمو به الزرع ثم يفنى الزرع بعد ذلك فى كل مكان وهذا يعنى أن المتاع له عمر قصير كعمر الزرع ثم يموت بعده
إنبات النبات الشتى
قال تعالى بسورة طه
"وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم "وضح الله لنبيه (ص)أن الرسولين(ص)قالا لفرعون:الذى جعل لكم الأرض مهدا والمراد الذى خلق لكم الأرض بساطا أى فراشا وسلك لكم فيها سبلا والمراد وخلق لكم فيها طرقا للسير وأنزل من السماء ماء والمراد وأسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى أى فأنبتنا بالماء أفرادا من أنواع مختلفة كلوا أى اطعموا من هذه الأنواع وارعوا أنعامكم أى وأطعموا أى قدموا الأكل لأنعامكم
الدعاء لإخراج مما تنبت الأرض
قال تعالى بسورة البقرة
"فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها "وهو ما يعنى فاطلب من خالقك أن يعطى لنا من الذى تخرج التربة من البقول والقثاء والفاكهة والعدس والبصل والمراد أنهم يطلبون من موسى (ص)أن يدعو ربه لهم وليس ربهم لأنهم لم يقولوا إلهنا فلو كان إلههم فى أنفسهم لدعوه هم والمطلوب من رب موسى (ص)أن يعطيهم من نبات الأرض وهى الأرض الزراعية البقل وهو أنواع البقول والقثاء وهو كل ثمرة لها جلد بداخله لب يؤكل والفوم وهو الفاكهة والعدس وهو رمز فصيلة الحبوب والبصل وهو كل نبات له ثمرة لها ورقات متراكبة
الحبة المنبتة سبع سنابل
قال تعالى بسورة البقرة
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "وضح الله أن الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله وهم الذين يتنازلون عن أملاكهم من أجل نصر دين الله ثواب عملهم كمثل أى شبه حبة أنبتت أى أخرجت سبع سنابل فى كل سنبلة وهى غلاف الحبوب الجامع لها مائة حبة وهذا يعنى أن ثواب الإنفاق هو سبعمائة حسنة والله يضاعف لمن يشاء والمراد أن الله يزيد الثواب إلى الضعف وهو1400حسنة لمن يريد
إنبات مريم(ص)
قال تعالى بسورة آل عمران
"فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا "وضح الله لنا أن الله تقبل مريم (ص)بقبول حسن والمراد رضا عنها الرضا التام وهذا يعنى أنه قبلها كنذر وأنبتها نباتا حسنا والمراد فنماها نموا جميلا أى رباها تربية حسنة
الماء ينبت
نبت الزيتون بالدهن
قال تعالى بسورة المؤمنون
""وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين "وضح الله أنه أنبت بالماء شجرة تخرج من طور سيناء والمراد نبات ينبت من أرض جبل سيناء وهذه الشجرة تعطى الناس الدهن وهو الزيت صاحب الاستعمالات المتعددة والصبغ للآكلين وهو الطعام للطاعمين والمراد أن ثمار الزيتون طعام للناس
إنبات الحدائق
قال تعالى بسورة النمل
"أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرتها " سأل الله أمن خلق أى "فطر السموات والأرض "كما قال بسورة الأنعام وأنزل لكم من السماء وهى السحاب ماء أى مطر فأنبتنا به حدائق ذات بهجة أى فأخرجنا به جنات ذات كرامة أى جمال أى نفع ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أى ما كان لكم أن تنموا نباتها أم من لا يخلق؟والغرض من السؤال إخبار الناس أن الله منزل المطر لنمو النبات أفضل من الآلهة المزعومة وأننا عاجزين عن إنبات الشجر،وسأل أإله مع الله والمراد هل مع الله ربا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الله وحده الإله وغيره ليسوا آلهة،
إنبات شجرة من يقطين
قال تعالى بسورة الشعراء
" فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين "وضح الله لولا أنه كان من المسبحين وهم المطيعين لحكم الله للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون والمراد لبقى فى جوف الحوت حتى يوم يرجعون للحياة وهو يوم القيامة ولذا نبذه بالعراء والمراد أخرجه الله من جوف الحوت إلى الخلاء على شاطىء البحر وكان سقيم أى مريض بسبب بقاءه مدة فى بطن الحوت وأنبت الله عليه شجرة من يقطين والمراد أخرج له نبتة هى كما يقول الناس القرع حتى يستظل بها ويأكل من ثمارها وتحميه أوراقها من الحشرات
إنبات الجنات
قال تعالى بسورة ق
"ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخل "وضح الله أنه نزل من السماء ماء مباركا والمراد أسقط من السحاب مطرا طهورا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والمراد فأخرجنا به من الأرض حدائق وثمر القرون وهى حاملات الثمار والنخل
الناس نبتوا من الأرض
قال تعالى بسورة نوح
"والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا "وضح الله أن نوح(ص)قال لقومه :والله أنبتكم من الأرض نباتا والمراد والرب خلقكم من تراب الأرض خلقا،وهذا يعنى أن الإنسان نبات بمعنى مخلوق،وقال ثم يعيدكم فيها والمراد ثم يرجعكم فيها أى يجعلكم ترابا ضمن تراب الأرض،ويخرجكم إخراجا والمراد ويحييكم إحياء بعد الموت
اختلاط الماء بنبات الأرض
قال تعالى بسورة يونس
"إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام "وضح الله أن مثل الحياة الدنيا والمراد أن شبه متاع المعيشة الأولى هو ماء أنزله الله من السماء والمراد ماء أسقطه الله من السحاب فكانت نتيجة سقوطه هى أن اختلط به نبات الأرض والمراد أن نبت به زرع اليابس من الذى يأكل أى يطعم أى يتناول الناس وهم البشر والأنعام وهم البقر والإبل والماعز والغنم
إعجاب الكفار بنبات الغيث
قال تعالى بسورة الحديد
"اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما " طلب الله من الناس أن يعلموا والمراد أن يعرفوا أن قول أديانهم الباطلة على لسانهم أنما الحياة الدنيا لعب أى لهو أى زينة والمراد أن المعيشة الأولى عبث أى انشغال أى متاع وفسر هذا بأنه تفاخر بينهم أى تكابر بينهم فى الأشياء وفسر هذا بأنه تكاثر فى الأموال والأولاد والمراد تزايد فى الأملاك والعيال وهذا يعنى أن أديان الباطل تطالبهم باشباع شهواتهم من متاع الدنيا ووضح لنبيه (ص)أن مثل الدنيا كمثل أى كشبه غيث أعجب الكفار نباته والمراد كشبه مطر أحب المكذبون لله زرعه الذى نبت بعد نزوله ثم يهيج أى ثم ينمو أى يكبر فتراه مصفرا والمراد ثم تشاهده ناضجا وبعد ذلك يكون حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن متاع الدنيا يشبه النبات الذى يكون له نفع وقت قصير هو وقت قوته وبعد ذلك يزول

الأربعاء، 18 أبريل 2018

نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل

نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل
توماس كارليل فيلسوف ومؤرخ انجليزى عنى بالزعماء والشخصيات القيادية فكتب عدة كتب منها الأبطال والبطولة وهو من رجال التاسع عشر الميلادى
وفى البداية أقول :
من المحال أن يكتب كاتب على دين أخر غير الإسلام كتاب فى مدح رسول أو زعيم فى دين أخر فيكون عادلا عدلا تاما إما بسبب الجهل وإما بسبب الأحقاد الكامنة وإما بسبب ما تربى عليه ضد الدين الأخر
كتاب محمد لتوماس كارليل هو من ضمن تلك الكتب التى كتبها نصرانى فى مدح رسول الإسلام الأخير محمد(ص) والكتاب رغم ما فيه من أقوال مدح ومحاولة للدفاع عن النبى(ص) فإنه طافح رغم صغر حجمه بالأخطاء والتناقضات والمعلومات الخاطئة
الكتاب ترجمه محمد السباعى والد الأديب المعروف يوسف السباعى وزير الإعلام المصرى السابق وكان محمد السباعى مهتما بالترجمة على وجه الخصوص وقد جمع ابنه ما ترجمه والده ونشره فى مجلد واحد
وقد ترجم الكتاب محمد السباعى بلغة اعتمد فيها على كلمات من الفصحى ربما لا يستسيغ بعضنا قراءتها حاليا
والآن إلى ما فى كتاب كارليل :
أراد كارليل إثبات أن دين الإسلام صادق فقال:
"أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاشت بها وماتت عليها الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبدا "ص10
الرجل هنا يستدل على صدق الدين بكثرة أتباعه عبر العصور وهو كلام يعنى الجنون لأن كل الأديان الكبرى فى العالم النصرانية واليهودية والهندوسية والطاوية والبوذية والشنتو ...آمن بها الملايين عبر العصور ولو صدقنا دليل الرجل لكانت كل تلك الديانات وغيرها صادقة رغم اختلافها وهو كلام لا يقول به عاقل فلا يحتمل غير وجود دين واحد هو الصادق والباقى كذب وخداع
وقال مدافعا عن صدق محمد(ص):
"الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبنى بيتا من طوب فكيف يوجد دينا ؟وهل رأيتم قط معشر الاخوان أن رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد دينا وينشره "ص11
بالطبع إيجاد الدين ونشره أمر يفعله الكاذبون فكل الأديان عدا دين واحد أوجدها الكاذبون المحرفون فلا يمكن أن تكون كل الأديان المنتشرة فى العالم صادقة
الاستدلال بعدم قدرة الكاذب على بناء بيت من طوب كدليل على كذبه هو ضرب من الخبل فالبيوت يبنيها الكاذبون كما الصادقون بل بيوت الكاذبين أفضل من بيوت الصادقين فى البناء المادى
وأما نسبة إيجاد الدين لمحمد(ص)فهو من بقايا ما تعلمه الرجل من أهل دينه فهنا الرجل يجعل الدين دين بشرى من وضع محمد(ص)وليس وضع الله وهو ما يناقض قوله تعالى "قل نزله روح القدس من ربك"
وقال كارليل :
"وإنى لأعلم أنه على المرء أن يسير فى جميع أمره طبق قوانين الطبيعة "ص12
الرجل هنا ينفى كل الأديان حتى نصرانيته مطالبا الكل بالسير طبق قوانين الطبيعة وهو لا يعرفنا بتلك القوانين وهى قوانين لا يعرفها كثير من الخلق بل إن أعظم علماء الدنيا بالدنيا لا يعرف قوانين تخصصه كلها ومن هنا جاءت النظريات والظنون
وقال كارليل عن حب الخير :
"وعندى أنه ما كان ميرابو أو نابليون أو بارنز أو كرومويل كفؤا للقيام بعمل ما إلا وكان الصدق والاخلاص وحب الخير أول باعثاته على محاولة ما يحاول "ص12
بالقطع الرجل يتكلم عن رجال سبقوه فى الزمن وماتوا وكأنه قد دخل فى قلوبهم وأحس ما فيها والسؤال هل حب الخير يتضمن احتلال بلاد الأخرين كما فعل نابليون وشن حروبا كثيرة قتل فيها الألوف المؤلفة وهل كان غزوه لما يسمى مصر الحالية خيرا لأهلها أم أنها كانت مصيبة دمر فيها البلاد وقتل الكثير من العباد ؟وهل كان كرومويل قاطع رقاب الآلاف يحب الخير بقطعه لتلك الرقاب وأما ميرابو فقد قرأت عنه فى أحد كتب الثانوية العامة فى مصر فى ثمانينات القرن العشرين الميلادى منذ عقود أنه كان مدافعا عن حقوق الطبقات الفقيرة فى فرنسا أيام الحكم الملكى وأما بارنز فلم أسمع عنه من قبل
لا أحد يقدر على أن يعرف نوايا الأخرين من أفعالهم سوى الله
وقال كارليل "أو بعبارة أخرى أقول إن إخلاصه غير متوقف على إرادته فهو مخلص لى الرغم من نفسه سواء أراد أم لم يرد "ص13
نلاحظ هنا مقولة الجبرية فمحمد(ص)أو الشخص الصادق الكبير مخلص سواء أراد أم لم يرد وهو كلام ينافى حقيقة كون إرادة الإنسان حرة كما قال الله "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وقال كارليل " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
نلاحظ التناقض الداخلى فالرسول قد يكون شاعرا أو نبيا أو إلها وهو إله مع أنه مبعوث من الإله الذى سماه الأبدية المجهولة ؟
وكيف يكون الشاعر رسولا والشعراء منهم من هو صادق وهم قلة وكثرة كافرة ؟
وقال "ثم إذا نظرت إلى كلمات العظيم شاعرا كان أو فيلسوفا أو نبيا أو فارسا أو ملكا ألا تراها ضربا من الوحى "ص14
نلاحظ هنا جنون الرجل فهو جعل كلام الشعراء والفلاسفة والأنبياء والفرسان والملوك نوعا من الوحى والسؤال هل يختلف الوحى فى مضمونه أم يتحد ؟ بالقطع الوحى يتحد فكيف يكون كل هؤلاء موحى لهم وهم مختلفون متناقضون فى أقوالهم فى كل مسألة تقريبا؟
الرجل بكلامه هنا وقبل ذلك وفيما بعد يبدو أنه يريد أن يقول لنا أن الناس كلهم سيدخلون الجنة وأنهم كلهم صادقون رغم التناقض والاختلاف
وقال " وما الرسالة التى أداها إلا حق صراح وما كلامه إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول ما محمد ص14 بالكاذب ولا الملفق "ص15
الرجل هنا يعترف بكون رسالة محمد(ص) صادقة وكونه صادق
وقال "ألم يرتكب داود أفظع الجرائم وأشنع الآثام "ص15
الرجل كاليهود والنصارى يصدقون أن داود(ص) ارتكب الجرائم الفظيعة المنسوبة له فى العهد القديم من زناه بامرأة أوريا الحثى وتعمده قتله بإرساله للقتال عدة مرات وهو كلام لا يمكن تصديقه فى حكاية الزنى على وجه الخصوص وأما القتل فمن الممكن ولكن كقتل موسى(ص) الخطأ وهو يذكر هذا الكلام ظنا منه أنه يدافع عما يظنه من جرائم محمد(ص) الفظيعة والشنيعة والتى يجب أن تغفر له كما غفر لداود(ص) كما يظن
هذه المقولة هى من بقايا ما تربى عليه الرجل فى الكنيسة وهى تبرير لجرائم العظماء والرسل (ص) رغم كونهم غير معصومين فإنهم لا يرتكبون الجرائم الشنيعة الفظيعة
وقال "كانت عرب الجاهلية أمة كريمة تسكن بلادا كريمة وكأنما خلق الله البلاد وأهلها على تمام وفاق فكان ثمت شبه قريب بين وعورة جبالها ووعورة أخلاقهم وبين جفاء منظرها وجفاء طباعهم"ص16
نلاحظ التناقض فى وصف العرب بكونهم أمة كريمة وفى وصفهم بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع فهذا لا يتفق مع ذاك كما نلاحظ التناقض بين كون البلاد كريمة وبين كونها وعرة الجبال جافية المنظر
ونلاحظ التناقض بين من سبق من وصفه العرب بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع وبين مدحه لهم فى قوله :
"والحق أقول لقد كان من شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ "ص17
وهذا الكلام إما صادر من رجل مضلل للأخرين وإما صادر من رجل لا يعى ما يقول فكون العرب عندهم أم الفضائل ينافى أن الدين الذى نزل على محمد(ص) كان دين الأخلاق الحسنة فإذا كانوا على أم الفضائل والشرف فما الداعى لنزول الدين على محمد(ص)؟
وقال "وكان لهم قبل زمن محمد(ص) منافسات فى الشعر يجرونها بسوق عكاظ فى جنوب البلاد"ص17
هذه المعلومة فى كون عكاظ جنوب الجزيرة هى معلومة خاطئة ناتجة من جهل الرجل بكتب الجغرافيا والتاريخ
وقال "وأرى لهؤلاء العرب صفة من صفات الاسرائيليين واضحة فيهم وأحسنها ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها أى وهى التدين فإنهم كانوا ما برحوا شديدى التمسك بدينهم كيفما كان "ص18
الرجل يعتبر تدين العرب وهو تمسكهم بأديانهم الوثنية ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها وهو كلام يجعل مدحه لمحمد (ص) متناقض مع هذا فما داموا عندهم الفضائل فما جاء به محمد(ص) وهو يخالف ما عندهم يكون ثمرة الرذائل أو العكس
الرجل يبدو هنا كمجنون أو يضل الناس بالتناقض والتخريف
وقال "وقد كان لهؤلاء العرب عدة أنبياء كلهم أستار قبيلته ومرشدها حسبما يقتضيه مبلغ علمه ورأيه "ص18
الرجل هنا جعل زعماء القبائل العربية أنبياء وهى مقولة ليست مستغربة على مسيحى فالناس فى المسيحية قد يكونون أنبياء أو آلهة كما فى القولة الشهيرة "أنا قلت أنكم آلهة " وبالقطع ما يتكلم به كارليل هو كلام كما قلنا كلام رجل مجنون أو رجل يضل الناس فما دام زعماء القبائل أنبياء فما جدوى نبوة محمد(ص)؟
قال "وصميم كل أمر مادى روحانى ألا تذكرون ما جاء فيه من ذكر الفرس" الله الذى أودع الرعد حنجرته فهل ترى صهيله إلا قهقهة لرؤية الرماح" هذا والله أجود الاستعارة وما أحسب أن فى عالم التشبيه كله ما يماثل ذلك أو يقاربه "ص19
يبدو أن كارليل كان متصوفا أو قرأ فى الصوفية أو هو يتبع ما ورد فى العهدين ومن ثم فهو معجب بتشبيهات الله بخلقه فكلام الله أصبح صهيلا وله حنجرة وبالقطع هذا كلام لا يمكن أن يجوز فى الإسلام كما قال تعالى " فلا تضربوا لله الأمثال "
وقال "والحجر الأسود كان من أعظم معبودات العرب ولا يزال للآن ص19بمكة فى البناء المسمى الكعبة "ص20
الرجل هنا يظن أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود وهو كلام توارثه من كلام الكنيسة وما يقال فى المجتمع المسيحى فحتى الروايات التى يظن أن الصحابة لم يقولها تنفى ذلك كالمقولة التالية:
رقم الحديث: 34
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا (حديث موقوف) أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّصْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى الرُّكْنَ ، فَقَبَّلَ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ ، لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ "فوائد عبد الوهاب بن منده

وقال "وللحجر موجود الآن إلى جانب البئر زمزم والكعبة مبنية فوقهما "ص20
هنا المعلومة خاطئة فالحجر الأسود ليس بجانب بئر زمزم والكعبة الحالية ليست مبنية فوقهما لأن الحجر الأسود هو جزء من أحد جدران الكعبة الحالية وهى معلومة مستقاة من ظنون النصارى وقد تكررت المعلومة الخاطئة بشكل أخر فى قوله :
" أى بئر زمزم- والحجر الأسود وشادوا عليهما الكعبة منذ آلاف من السنين "ص20
"وشرف بئر زمزم وقدسية الحجر الأسود ومن حج القبائل إلى ذاك المكان كان منشأ مدينة مكة "ص21
هنا خطأ معلوماتى أخر مستقى من الظنون النصرانية التى تربى عليها الرجل أن مكة نشأت بسبب زمزم والحجر الأسود مع أنها نشأت بسبب وجود أول بيت وضع للناس كما قال تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وقال "وعلى هذه الطريقة عاش العرب دهورا خاملى الذكر غامضى الشأن أناسا ذوى مناقب جليلة وصفات كبيرة"ص22
مدح الرجل للعرب بالمناقب الجليلة والصفات الكبيرة يناقض مدحه لمحمد (ص)لأن الدين الذى اتبعه محمد(ص) كان مناقضا لما عند القوم
وقال "وأنا لست أدرى ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس "بحيرا " الذى يزعم أن ابا طالب ومحمدا سكنا معه فى دار ولا ماذا ص23عساه يتعلمه غلام فى هذه السن صغيرة من أى راهب ما فإن محمدا لم يكن يتجاوز إذ ذاك الرابعة عشر ولم يعرف إلا لغته "ص24
الرجل يدافع عن زعم كون محمد(ص) تعلم دينه من بحيرا بسبب صغر سنه وبسبب عدم معرفته لغة بحيرا ومع هذا هو يضع السم فى العسل بذكر عمر محمد(ص) فى الرحلة 14 سنة فهذا العمر هو عمر بداية الرجولة والعقل وهو سن الرغبة فى المعرفة ولا شك أن المنطقة التى سكنها بحيرا تاريخيا كانت منطقة تتكلم العربية أو الآرامية وهى لغات قريبة من بعضها كما أنه ليس معقولا أن يكون أبا طالب لا يعرف لغة بحيرا فقد تكرر سفره بحسب التاريخ كل عام للشام تقريبا
ومع هذا فإن الرجل ناقض نفسه فكرر أن محمد(ص) لم يصل لعلمه شىء من الأخرين فى قوله :
"نعم أنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه فى ظلمات صحراء العرب "ص25وكرر الرجل المقولة نفسها بألفاظ أخرى تنفى تعلمه من بحيرا وغيره فقال :
" ولم يقتبس محمد من نور أى إنسان أخر ولم يغترف من مناهل غيره "ص25
وأيضا كرر نفس المقولة فى قوله :
"أمية محمد ثم لا ننسى شيئا أخر وهو أنه لم يتلق دروسا على أستاذ أبدا وكانت صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب "ص25
والخطأ هنا أن صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب فالعرب يكتبون منذ أقدم العصور وحسب التاريخ والنقوش المنسوبة للعرب البائدة فقد عرفها القوم منذ عهود سحيقة دليلها الخط المسندى فى تلك الآثار الصفوية واللحيانية والثمودية
وقال "وإنى لأحب فى جبينه ذلك العرق الذى كان ينتفخ ويسود فى حال غضبه كالعرق المقوس الوارد فى قصة القفازة الحمراء لوالتر سكوت وكان هذا العرق خصيصة فى بنى هاشم"ص26
الرجل هنا يأتينا بشىء لا يعرفه المسلمون ولا كتب تاريخهم الحقيقية والمزورة وهى وجود عرق فى كل أفراد بنى هاشم ينتفخ ويسود عند الغضب والرجل يتكلم هنا وكأنه عاش فى عهد محمد(ص)ورآه رؤية العين وهو كلام غير علمى ولا يعتمد على أساس ويبدو أن هذا العرق هو وسيلة للحط من شأن النبى(ص) بطريقة مضحكة وهى حب الرجل لذلك العرق
وقال " وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة جم البشر والطلاقة حميد العشرة "25
هنا الرجل يصف النبى(ص) بالرحمة والليونة والبشر وهو ما يناقض وصفه له بحدة الطبع ونارية المزاج فى قوله :
"نعم لقد كان هذا الرجل حاد الطبع نارى المزاج"ص26
"ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
هنا الرجل جعل خديجة تتوفى فى بداية الرسالة ومع هذا عاشت خديجة وآمنت به فترة فى قوله :
"ويخيل إلينا أن خديجة أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت وقالت أى وربى إنه لحق "ونتخيل أن محمدا شكر لها هذا الصنيع "ص33
ونلاحظ قوله "أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت"فكيغ تدهش وتشك ثم تؤمن كلام غير متوافق ؟
وقال "ولم يكن لى فى هذا العالم إلا صديق واحد وهذا الصديق هى وقد آمن به مولاه زيد بن حارثة وعلى وهؤلاء الثلاثة أول من آمن به"ص34
الرجل هنا جعل أول من آمن به خديجة وزيد وعلى وهو ما ينافى التاريخ المعروف لدينا وهو كون أبى بكر أول من آمن الرجال
وقال "وبعد هذه السنين الثلاثة أدب مأدبة لأربعين من ذوى قرابته ثم قام بينهم خطيبا فذكر دعوته وأنه يريد أن يذيعها فى سائر أنحاء الكون"ص35
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو يصدق تخاريف القسس والكتاب النصارى فيقول أن الرجل عمل مأدبة ودعا لها 40 من أقاربه لدعوتهم للإسلام وهو أمر ينافى التاريخ المعروف من صعوده على الجبل ودعوته للقوم
"وبينما القوم صامتون يرة دهشة وثب على وكان غلاما فى السادسة عشرة وكان قد غاظه سكوت الجماعة فصاح ص34فى أحد لهجة أنه ذاك النصير والظهير ولا يحتمل أن القوم كانوا منابذين محمدا ومعاديه وكلهم من ذوى قرابته "35
وقال " وكانت أقاربه تحميه وتدافع عنه ولكنه عزم هو وأتباعه على الهجرة إلى الحبشة فوقع خبر ذلك من قريش أسوأ المواقع "ص36
الرجل هنا يأتينا بتاريخ خاطىء وهو كون أقاربه بلا استثناء كانوا يحمونه ويدافعون عنه وهو ما يناقض التاريخ المعروف من كون خديجة وأبو طالب هم من كانوا يدافعون عنه والاثنان يخالفان كون الله قد عصمه أى حماه من أذى الناس فقال " والله يعصمك من الناس "
وأيضا الخطأ أن الرجل أراد الهجرة للحبشة فالمعروف أنه أمر أتباعه الذين نالهم الكثير من الأذى بالهجرة للحبشة
وقال "ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو معلومات استقاها من مصادر غير دقيقة وهو اختباء النبى(ص) فى الكهوف وفراره متنكرا مرات كثيرة وهو هو ما يناقض عصمة وهى حماية الله له من أذى الكفار بقوله " والله يعصمك من الناس "
وقال " وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء"ص28
الخطأ الأول أن كلام النبى(ص) صوت خارج من صميم قلب الطبيعة وهو كلام يناقض قوله أن من الأبدية المجهولة وهى الله "" فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
والغرض من اختلاف الكلام هنا وهناك هو تحيير الناس فلا يعرفون حقيقة الدين
والخطأ أن كل الآذان برغمها صاغية لمحمد(ص) وكل القلوب واعية له وهو كلام يعنى أن الناس آمنوا به وهو ما يناقض قوله أنه فر من ظلمهم وآذاهم ""ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
قال "وما زال منذ الأعوام الطوال من أيام رحلاته وأسفاره يجول بخاطره آلاف من الأفكار ماذا أنا وما ذلك الشىء العديم النهاية الذى أعيش فيه والذى يسميه الناس كونا؟"ص28
الرجل هنا يتخيل محمد(ص) يتكلم مخالفا ما جاء فى دينه فهو يقول أن الكون عديم النهاية وهو ما يناقض هلاك الكون فى يوم القيامة
وقال "فهل أجابته عن ذلك صخور جبل حراء أو شماريخ طود الطور أو تلك القفار والفلوات ؟ كلا ولا قبة الفلك الدوار .....وما للجواب عن ذلك إلا روح الرجل وإلا ما أودع الله فيه من سره "ص28
الرجل هنا يناقض نفسه فهو يقول أن روح محمد(ص) هى التى اجابت عن أسئلته ويقول أن الله هو الذى وضع أى أوحى له من سره
وقال "وكان يقول فى نفسه هذه الأوثان التى يعبدها القوم لابد من أن يكون وراءها ودونها شىء ما هى إلا رمز له وإشارة إليه وإلا فهى باطل "ص29
نلاحظ هنا أن الرجل يفترى على النبى(ص) فى قوله أن الأوثان هى رمز وإشارة لشىء ورغم هذا يناقض نفسه أن الأوثان إن لم تكن رمز فهى باطلة وكأن وجود إشارة خلف الأوثان يعنى كونها حق
وقال "وما نحن وسائر الخلق والكائنات إلا ظل له ص30 ستار يحجب النور الأبدى "ص31
الرجل جعل الخلق هنا ظل لله ويناقض نفسه فيجعلنا ستار له فهل نحن ظل أم ستار فالظل لا يخفى النور بينما الستار يخفى النور وهو كلام يدخلنا فى نظريات التصوف الغريبة التى لا يقرها الإسلام
قال "والإسلام لو تفقهون ضرب من النصرانية والإسلام والنصرانية يأمراننا أن نتوكل على الله قبل كل شىء"ص32
" وعلى كل حال فهذا الدين ضرب من النصرانية "ص54
الرجل جعل الإسلام نوع من النصرانية وكأنه مذهب فيها وهو كلام ينافى اختلاف الدينين فى آلاف الأحكام خاصة فى الألوهية والعقوبات وغير ذلك وهذه المقولة تعنى أن على النصارى أن يبقوا على دينهم لكونه لا يخالف النصرانية
وقال" فلما كان العام الثالث عشر من رسالته وقد وجد أعداءه متألبين عليه وكانوا 40 رجلا كل رجل من قبيلة ائتمروا به ليقتلوه وألفى المقام بمكة مستحيلا هاجر إلى يثرب حيث التف به الأنصار...ومن هذه الهجرة يبتدىء التاريخ فى المشرق والسنة الأولى من الهجرة توافق622 م وفى السنة الخامسة والخمسون من عمر محمد"ص37
هنا الرجل هاجر فى العام 13 من رسالته ومع هذا بلغ 55 سنة فى ذلك العام وهو ما يخالف كونه رسالته ابتدأت فى الأربعين أى 40+13=53 سنة كما قال "ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
كما نلاحظ أن المتألبين عليه كان عددهم40 رجل وهو كلام يخالف أن الكثير من أهل مكة وهم بالآلاف كانوا متألبين عليه ولكن الأربعين هم اختارتهم قريش كما يحكى التاريخ المعروف وليس الحقيقى لقتل النبى(ص)
وقال " ما كان الدين لانتشر لولا السيف ولكن ما هو الذى أوجد السيف؟ هو قوة ذلك الدين وأنه حق"ص38
الخطأ هنا أن الرجل أراد الدفاع عن زعم انتشار الإسلام بالقوة وهى السيف فبدلا من أن يفندها الرجل أثبتها وهو كلام لا يتفق مع أعلنه من كون تلك زعم
وقال " والقرآن خارج من فؤاد محمد فهو جدير أن يصل إلى أفئدة سامعيه وقارئيه "ص43وقال " والقرآن لو تبصرون ما هو إلا جمرات ذاكيات قذفت بها نفس رجل كبير النفس بعد أن أوقدتها الأفكار الطوال "ص43
الرجل هنا يقرر أن محمد اخترع القرآن من قلبه وهو نفسه وهو ما يعنى كونه دين بشرى لم يوحى الله به وهو ما يناقض كلامه من قبل أنه رسالة من الله الذى سماه الأبدية المجهولة " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا"ص14
" وكل عزم مقدس يهم به يخاله جبريل ووحيه "ص44
نفس الإتهام السابق وهو كون الإسلام هو تخيلات من محمد(ص) وهو كلام يدل على أن الرجل قصد بتناقض كلامه فى الإسلام أن يضل الناس فهم هنا لا يعرفون المصدر
وقال" ومن العجب أن نرى فى القرآن عرقا من الشعر يجرى فيه من بدايته إلى نهايته ثم يتخلله نظرات نافذات نظرات نبى وحكيم "ص44
وقال "وكذلك أرى فى محمد دلائل شاعرية كبيرة "ص46
وقال "ماذا ترون كل هذا إلا ظلا تمثل فى خيال النبى الشاعر للحقيقة الروحانية الكبرى رأس الحقائق "ص54
الأقوال الثلاثة تجعل النبى(ص)شاعرا وتصويره بالشاعر هو حط من شأنه لأن الناس يعرفون أن الشعراء معظمهم كاذبون متوهمون وهم لا يقولون الحق والصواب كما أن القرآن نفسه نفى كون محمد شاعر وكون القرآن شعر حيث قال " وما علمناه الشعر وما ينبغى له "
قال "فإن الذى أباحه محمد مما تحرمه المسيحية لم يكن من تلقاء نفسه إنما كان جاريا متبعا لدى العرب من قديم الأزل وقد قلل محمد هذه الأشياء جهده "ص47
الرجل يجعل محمد(ص) مجاريا للعرب فى بعض تشريعاته وهو ما يعنى كونه بشر يقتبس من بشر وهو كلام يناقض كونه رسالته من الله الأبدية المجهولة التى قاله بها كارليل
وقال "إن الله ربما كان خلق الناس بلا رحمة "ص45
الرجل هنا يبدو كالمجنون فهو يقوول أن الله ربما خلق الناس بلا رحمة وهو كلام مجانين يتنافى حتى مه ديانته المسيحية التى تقوم على الرحمة والعطف كما يقولون
وقال " والدين المحمدى بعد ذلك ليس بالسهل ولا بالهين "ص47
يصف كارليل الإسلام بالدين المحمدى متبعا فى ذلك النصارى واليهود وهى نسبة تعنى أنه من اختراع محمد(ص) وهى مقولة تناقض اعتراف كارليل بكون رسالة من الله البدية المجهولة
وقا " وكان محمد لا يعتذر عن الأولى ولا يفتخر بالثانية إذ كان يراها من وحى وجدانه وأوامر شعوره ولم يكن وجدانه لديه بالمتهم ولا شعوره بالظنين "ص50
كارليل يقر هنا أن محمد(ص) اخترع الدين من وحى وجدانه وأوامر شعوره وهو ما يناقض كونه رسالة من الله كما قال فى موضع أخر وهو مصر بتلك الطريقة على جعل الناس حيارى مثله فى ذلك مثل الكفار الين زعموا أنه سحر مرة وأساطير الأولين مرة ومرة من أقوال محمد(ص) ومرة قول كاهن ومرة قول شاعر ..... حتى يصلوا للحق
"وكان رجلا ماضى العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد وطالما كان يذكر بيوم تبوك إذ أبى رجاله السير إلى موطن القتال واحتجوا بأنه أوان الحصيد وبالحر "ص51
الخطأ هنا أن رجال محمد(ص)أبوا السير للقتال فى تبوك وهو كلام يخالف التاريخ المعروف والقرآن حيث يقول" لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"فالمسلمون ذهبوا معه أو أرادوا ولم يتمكنوا بسبب فقرهم وأما المنافقون وهم الأغنياء فهم من تعللوا بالحر
وقال "والإسلام لا يكتفى بجعل الصدقة سنة محبوبة بل يجعلها فرضا على كل مسلم وقاعدة من قواعد الإسلام ثم يقدرها بالنسبة إلى ثروة الرجل فتكون جزء من40 من الثروة "ص52
الخطأ الأول كون بجعل الصدقة فرض على كل مسلم فهى معلومة خاطئة فهى فرض على الأغنياء لأنها لو كانت على الجميع فمن سيأخذها؟
والخطأ الثانى أن الصدقة مقدارها جزء من40 من الثروة وطبقا لما هو معروف فهذا ما يسمى زكاة المال النقدى وهو ما يخالف زكاة الزروع وزكاة الحيوان وغير ذلك ومن ثم فهى معلومة ناقصة
وقال "وكذلك أمر رمضان سواء أكان مقصودا من محمد معينا أو كان وحى الغريزة وإلهاما فطريا"ص53
نفس الزعم الخاطىء المتكرر والتناقض فى كون كلام محمد (ص) مقصود منه أو كلام وحى

الثلاثاء، 17 أبريل 2018

نقد كتاب فلينزع الحجاب تأليف شاهدورت جافان

نقد كتاب فلينزع الحجاب تأليف شاهدورت جافان ترجمة فاطمة بالحسن
معظم من يكتبون أو يكتبن عن الإسلام الحقيقى ممن يدعون العلمانية معظمهم جهلة بالكثير منه فهم ينسبون للإسلام أفعال من يدعون أنهم مسلمون مع أنهم ليسوا على دين الإسلام
والمصيبة الأكبر الجهل بالعلمانية رغم أن واحدة كشاهدورت تدعى أنها علمانية فهى تهدم أسس من أسس العلمانية فمثلا تطالب بالحرية للنساء والبنات ومع هذا تطالب بإجبار البنات فى المدارس على خلع الخمار حتى ولو كن يلبسنه برضاهن
والآن لتناول الأخطاء فى كلامها :
-قالت " قمعت منذ الثالثة عشر إلى الثالثة والعشرين من عمرى محكومة بكونى مسلمة خاضعة ومسجونة تحت سواد الحجاب من 13 على 23 ولن أسمح لأى كان أن يقول إنها كانت أجمل سنوات حياتى"ص5
الكتاب يتناول مقولة خاطئة هى مقولة الحجاب فلا يوجد لباس يسمى الحجاب فى الإسلام ولا توجد هذه التسمية كلباس فى المصحف ولا حتى فيما ينسب للنبى(ص) بالحق أو بالباطل
الحجاب فى المصحف هو ستار أى شىء يحول بين نساء البيت وبين الرجال الأغراب من الضيوف حتى لا يروا ما كشفن من أجسامهن فى حجراتهن هذا الساتر أى الحاجب يطلب الضيوف من خلفه الطعام أو الشراب وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"
وأما غطاء الرأس فهو الخمار ومعه الجلباب الساتر لباقى الجسم وفى هذا قال تعالى بسورة النور:
"وليضربن بخمرهن على جيوبهن "
والسؤال لشاهدورت وأمثالها :
من قمعك؟
هل هو الإسلام أم أهلك أم حكومتك ؟
بالقطع أهلك هم من قمعوك أو سلطات بلدك فالدين لا يقمع أحد فهو مجرد نصوص ينفذها من يريد ويكفر بها من يريد
-قالت " كيف تغدو الحقوق الطبيعية جدا فى نظرهم أمرا لا يمكن تصوره فى الأنظمة الدينية الإسلامية كنت أستحق كما كل كائن بشرى أن أولد فى بلد ديمقراطى فلم أحظ بهذا النصيب لذلك ولدت ثائرة ناقمة "ص6
الخطأ الأول هو قولها بوجود أنظمة دينية إسلامية فلا يوجد سوى نظام واحد فكما الرب واحد نظامه واحد ولكن البشر من يفسرون على هواهم النظام فيجعلون للنص تفسيرات متعددة ولهذا قال تعالى "وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"
والخطأ الآخر هو أنها كانت تستحق كما كل كائن بشرى أن يولد فى بلد ديمقراطى والسؤال من جعلك تفرضين ذلك الاستحقاق ؟
من من الناس يولد برضاه فى بلد يحبها أو يريدها ؟
كلام جنونى سواء آمنا بوجود الله أو أنكرناه كما البعض ففى كلتا الحالتين لا يوجد من فرض هذا الحق
والخطأ الأخير أنها ولدت ثائرة ناقمة وهو جنون فلا أحد يولد ثائر ولا ناقم فكلنا نولد ونحن جهلة لا نعرف شيئا لا نعرف شىء حتى يعرفنا الآخرون أو تعرفنا التجربة فهل مثلا شاهدورت هل ولدت وهى تنطق أمى وأبى أو بلدى أو علمانية أو إسلامية أو غير ذلك ؟
بالقطع لم تكن هى أو نحن نعلم شىء
-قالت"ولكن ما هو هذا الحجاب وماذا تعنى سكنى جسد محجب؟وأن أكون محكومة بالحبس فى جسد محجب لأنه مؤنث ؟ من له الحق بالكلام فى هذا الشأن ؟"ص6
المرأة تتحدث عن الحجاب وكأنه أمر خاص بالنساء دون الرجال مع أنه فى الآية خاص بهما معا كما قال تعالى :
" وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"
هذا هو الحجاب فى المصحف
-قالت"أيستطيع هؤلاء المفكرون إعطائى جوابا؟
لماذا تحجب البنات والبنات فقط المراهقات ذوات الـ16 عاما و14 والصغيرات ذوات الـ 12 عاما والـ10 وألـ 9 والسبعة أعوام "ص7
نلاحظ الجهل بحكم الله فالحجاب وهو الخمار والجلباب ليس مفروضا على الصغيرات ذوات الـ 12 عاما والـ10 وألـ 9 والسبعة أعوام فالأحكام فى الإسلام لا تجب إلا على البالغات العاقلات وهن من يسميهن المصحف المؤمنات ولذا نجد الخطاب "وقل للمؤمنات "
وحتى ما يروى من أحاديث يقول نفس المعنى تقريبا
" إذا حاضت المرأة لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا"
ونلاحظ الجنون فى السؤال فهى تقول لماذا تحجب البنات والبنات فقط المراهقات؟
فهى تتساءل عن أن الحجاب فرض فقط على البنات المراهقات والصغيرات مع أنها تعرف أن الحجاب فرض على الكبيرات وهو ما قالته فى نص أخر :
" يرمز الحجاب فى نظر الرجل المسلم إلى صورة الأم المحبوبة"ص14
لماذا هذا السؤال الذى لا قيمة له والذى يبين أنها مصابة بنوع من الجنون فهى تعرف أن كل النساء يلبسن الحجاب أى الخمار والجلباب فى بلدها ومع هذا تصر عن الكلام عن الصغيرات ؟
-قالت"لماذا نغطى جسدهن وشعرهن؟ ماذا يعنى فعلا حجاب البنات؟وما الذى يحاولون ترسيخه فيهن وطبعه ببطء فى أذهانهن ؟ ذلك أنهن فى البدء لم يخترن الحجاب بل حجبن وكيف يعشن ويسكن جسد مراهقة محجبة ؟ وعلى كل حال لماذا لا يحجب الصبيان المسلمون ؟ ألا يمكن أن تثير أجسامهم وشعورهم رغبة ص7 البنات؟ إلا أن البنات لم يصنعن ليملكن الرغبة الجنسية إنهن فى الإسلام أداة لشهوة الرجال فحسب"ص8
ككل الرجال والنساء الذين يكرهن الخمار والجلباب أو يدعين العلمانية زورا تتساءل عن السبب ولا يمكن أن تقنعها أو تقنعه بكلام الله لأنه لا يؤمن به سواء كان ينكر وجود الله أو يعتقد أن الله لم يقل ذلك
السؤال لهؤلاء ماذا ترون فى الطبيعة وهى كون الله عندنا ألا ترون أن أجسام الحيوانات يغطيها كلها عدا الوجه والأطراف الشعر أو الوبر أو الصوف أو الريش أو القشور أو الأشواك أو الأصداف ؟
ألا ترون النباتات كلها يغطى أجسامها اللحاء فيما عدا الأوراق والجذور ؟
إذا الحجاب هو قانون كونى يسرى فى المخلوقات كلها
والسؤال الأخر
إذا رفضنا الخمار والجلباب فما هو حكم العلمانية فى اللباس؟
لا يوجد حكم فلو قلنا أن العلمانية تتيح الحرية فمعنى هذا أن من حق كل امرأة أن تلبس ما تشاء أو تمشى عارية كما ولدتها أمها
العلمانيون والعلمانيات مختلفون فمنهم من يريد حياة العرى كاملة ومنهم من يريد اللباس تنورة قصيرة وقميص مظهر لبعض الأثداء والظهر ومنهم من يفضل اللباس الطويل ومنهم من يفضل لباس البحر ...........
هل يوجد حكم يقول لنا من فيهم على الحق ؟
لا قطعا
إذا فالاستناد إلى الحرية فى اللباس ضرب من الجنون لأنه فى تلك الساعة الكل على حق مع اختلافهم
إذا هل نستند للمساواة ؟
لو استندنا للمساواة فهناك حكمين الأول العرى للكل والثانى اللباس للكل وداخل هذا الحكم اختلافات
من يحكم إذا أن العرى الكامل أو اللباس على اختلاف الأجزاء المعراة منه هو الحق ؟
قطعا لا يوجد فى العلمانية
فهل يحتكم الكل لما يسمونه الطبيعة ؟
إنها الحكم الوحيد الذى يكون صحيحا فى تلك الحالة ولكن الكثيرون من أصحاب العرى الكامل والعرى فى غير الوجه والأطراف سيعترضون
والسؤال ماذا تريدون وماذا تردن أن يكون الصحيح أم أن الحياة كلها هراء وعبث فإن كانت كذلك فلماذا نختلف ونتعارك على تلك المسائل ؟
اعقلوها
وأما السؤال الأخر لماذا لا يحجب الصبيان المسلمون ؟
فالرد هو اختلاف التكوين يوجب اختلاف الحكم
والأسئلة لماذا لا يرضع الرجال الأطفال كما ترضع النساء؟
لماذا لا يحمل الرجال كما تحمل النساء؟
لماذا للرجال قضبان يدخلنها وليس للنساء إلا أن تدخل القضبان فيهن ؟
التكوين المختلف هو من أدى لاختلاف الحكم فلو أن المساواة كانت تامة فى التكوين الجسدى لاستوى الحكم ولكن الطبيعة وهى عندنا خلق الله أوجبت الخلاف
إنها حالة من العمى العقلى تصيب من تطرح أو يطرح السؤال ظنا منه أنه أتى بالبرهان الذى لا يقف أحد أمامه البرهان الذى يبهت الآخر
_قالت" منذ ولادة البنت عند المسلمين تعتبر عارا ينبغى ستره لأنها ليست ولدا ذكرا وهى تمثل فى ذاتها النقص والعجز والدونية وتعتبر أداة كامنة للجنوح وإلى خطيئتها تعود كل محاولة لممارسة الفعل الجتسى يقوم بها الرجل قبل الزواج وهى أداة الاغتصاب المحتملة وأداة الخطيئة بل والسرقة "ص8
شاهدورت تتهم المسلمين بالتهم التى اتهم الله بها فى الإسلام الكفار وهى اعتبار البنت عار يجب دفنه أو الإبقاء عليه مع الذل ومن ذلك قوله:
"وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون"
بالقطع من يفعل ذلك يكون كافرا فى الإسلام وهذه المقولة تؤكد جهل شاهدورت بالإسلام فهى لم تقرأ المصحف ولا عقلت ما فيه وإنما هى تتحدث عن عادات البعض فى المجتمعات
وهى تتهم أيضا المسلمين بالباطل بكونهم يعتقدون أن المرأة سبب الخطيئة والطريق لها وهو ما يخالف قوله تعالى :
"ولا تزر وازرة وزر أخرى "
-قالت" هى الإثم مشخصا لأنها تخلق الرغبة الجنسية وهذه الرغبة نفسها آثمة عند الرجل تشكل البنت تهديدا دائما للمبادىء والأخلاق الإسلامية إنها أداة الجريمة المحتملة مذبوحة بيد الأب أو الإخوة من أجل غسل الشرف الملطخ ذلك أن شرف الرجال المسلمين يغسل بدم البنات "ص8
تتهم الكاتبة الإسلام والمسلمين معا بما ليس فيه وهو غسل الشرف الملطخ فهذه عادات مجتمعات وليس حكم فى الإسلام وهو عادة فى كل المجتمعات تقريبا يستوى فى ذلك من يعيشون فى بلاد تسمى متقدمة أو متأخرة وأحكام جريمة الزنى فى الإسلام لا تقتل الزناة بل تعاقبهم بالجلد كما قال تعالى :
"الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين"
ومن ثم فليس غسل الشرف بالقتل حكم من الإسلام بل حكم كافر من يفعله كافر بحكم الله
_قالت "إن الذى لم يسمع صراخ اليأس تطلقه نساء فى غرف التوليد بعد أن وضعن بنتا ولم يضعن الصبى المرغوب فيه ومن لم يسمع بعض ص8 النساء يتضرعن ويطلبن الموت للبنت التى وضعنها أو يطلبنه لأنفسهن ومن لم يشاهد استغاثة أم وضعت لتوها مثيلتها هذه التى ستلقى فى وجهها آلامها وعذاباتها الذاتية ومن لم يسمع أمهات يقلن ارموها فى صندوق القمامة اخنقوها إن كانت بنتا من خوفهن من الضرب أو التطليق لا يستطيع أن يفهم ذل أن تكون امرأة فى البلاد الإسلامية أود أن أحيى فيلم جعفر باناهى الدائرة الذى يقدم إلينا لعنى بنت فى بلاد الإسلام"ص9
هنا الكاتبة تتحدث عن عادة المجتمع فى حب إنجاب الصبيان وعذاب كل الوالدات بنات بسبب ذلك وتعممه على كل المجتمع وهو كلام خاطىء فليست كل النساء ولا كل الرجال يعتقدن هذا الاعتقاد الخاطىء الذى يؤثمه الإسلام حيث أخبر الله المسلمين والناس أن المسألة الإنجابية عقما وإنجابا وإنجاب ذكور فقط أو إناث فقط أوهما تعتمد على إرادة الله وحده حيث قال :
"لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما "
ونلاحظ أن الكاتبة ناقضت نفسها بتحيتها رجل على فيلمه المحارب لتلك الظاهرة التى يقوم بها الرجال ومع هذا تتهم الإسلام بها فهل يعتبر جعفر من خارج المجتمع الذى تتكلم عنه بعامة وهناك الكثيرون مثله ؟
-قالت"الحجاب ليس مجرد منديل على الرأس بل يجب أن يخفى الجسد كليا وهو يلغى قبل كل شىء اختلاط المكان ويجسد ماديا الفصل الجذرى والتعسفى للفضاء المؤنث عن الفضاء المذكر أو بتعبير أكثر دقة إنه يحدد ويحد الفضاء المؤنث الحجاب هو المبدأ الإسلامى الأكثر همجية المدون على الجسد الأنثوى والمستولى عليه "ص10
الخطأ كون الحجاب ليس منديلا وإنما عملية فصل جذرى تعسفى للذكور عن الإناث وهو كلام جنونى فالأسرة لا يفصل ذكورها عن إناثها داخل البيت خاصة فى معظم الطبقة المتوسطة وكل الطبقة الفقيرة حيث ينامون فى حجرة واحدة ويتناولون الطعام معا ويذاكرون معا كما أن النساء والرجال يتواجدون داخل المصالح الحكومية للضرورة معا وعلى حد ما أعتقد فإن الجامعات الإيرانية حاليا ليس بها فصل بين الذكور والإناث وهو كلام يناقض كلامها عن الدرس الدينى أنها كانت من الممكن أن تكون واحدة من آيات الله لو أرادت وهو ما يعنى أنها كانت تتواجد فى الدراسة مع الرجال كما يناقض أن السير فى الشوارع وعملية البيع والشراء ما زالت وأيام الخومينى نفسه عملية اختلاطية
والخطأ الأخر اعتبار الإسلام همجى فى مبدأ الخمار والجلباب للأنثى وهى لا تقول لنا السبب أو الأسباب التى تجعله هجمى فالهمجى على حد علمنا هو الفعل الفوضوى الوحشى وهو يطلق على العقاب بلا ذنب ودون جريرة سواء فى الحروب أو فى عملية استخدام السلطة فما هى الوحشية فى هذا اللباس وهل معنى وحشية الحجاب أن العرى هو الأليف أم ماذا ؟
-قالت"ومن أجل تفعيل القواعد الإسلامية تفعيلا تاما فى إيران حاولوا تطبيق قانون المساجد على سائر أنحاء البلاد ونقل فضاء المساجد إلى الفضاء العام مداخل منفصلة للرجال والنساء قاعات طعام ومكتبات وقاعات عمل منفصلة ومسابح منفصلة ولما كان البحر لا يستسلم بسهولة لمثل هذا النوع من التقاسم منعت النساء من السباحة فى البحر وفى الجامعة منعت الفتيات من الانتساب إلى الفروع التى تتطلب تنقلات جماعية مثل علم النبات وعلم الآثار والجيولوجيا"ص10
الخطأ هنا هو أن صلاة النساء مع الرجال فى المساجد كانت قاعدة إسلامية وهى حكم ليس من الإسلام فالمساجد كما قال تعالى للرجال فقط كما قال:
"لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا"
وقال :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة"
وأما الفصل فى الأماكن العامة فهى ليست كما تتصور الكاتبة أنها لها علاقة بالشهوة الجنسية وإنما الغرض منها منع أو الحد من المشاكل بين الجنسين ولو جربت أن تكون معلمة فى مدرسة مشتركة فستعرف أن اشتراك الجنسين يسبب معارك ومشاكل كثيرة خاصة عندما يبدأ التلاميذ فى سن البلوغ أو نتيجة مشاهدتهم لمسلسلات وأفلام التلفاز وأن كثير من أوقات المعلمين والمعلمات تذهب فى حل تلك المشاكل بدلا من التدريس
-قالت"ماذا يعنى هذا الأمر إلباس البنات الحجاب ؟ هذا يعنى جعلهن أدوات جنسية أدوات أولا لأن الحجاب مفروض عليهن ويشكل وجوده المادى من الآن جزءا من كيانهن منذ الآن لا لأن الشعر المخبأ هو رمز جنسى فحسب ولا لأن هذا الرمز يحمل معنيين ما نخفيه نعرضه والممنوع هو الوجه الأخر للرغبة ولكن ارتداء الحجاب يضع الطفلة أو المراهقة الشابة فى سوق الجنس والزواج ويحددها ويعرفها جوهريا بنظرة الرجال ومن أجل نظرتهم هذه بالجنس والزواج ومن اجلهما " ص11
الكاتبة هنا تجعل الحجاب رمز جنسى وعرض للبنت فى سوق الزواج وهو كلام يبين مدى جهلها وعدم تفكيرها فلو كان الأمر هكذا فلماذا ترتديه المتزوجات أيضا ما دام الغرض منه دخول البنت أو الفتاة سوق الزواج ؟
يكون هذا صحيحا لو أن الحجاب مفروض على غير المتزوجات ولكنه مفروض على المتزوجات وغيرهن ولكنه غير مفروض على الطفلات دون البلوغ
فى الفقرة السابقة اعتبرت الكاتبة الحجاب معناه جعل البنات أدوات جنسية وفى الفقرة التالية ناقضة نفسها فجعلته ساتر وحماية دون ان تحدد فقالت :
-قالت" لكن الحجاب الإسلامى لا معنى له إلا لأنه يخفى ويستر أو يحمى ماذا يخبىء الحجاب وما الذى يغطيه وماذا يحمى؟ص12
-قالت" تستند عمارة الهوية المؤنثة والمذكرة فى الإسلام على مفهوم الستر والحياء عند المرأة ,على مفهوم الناموس والغيرة عند الرجل تنقل هاتان الكلمتان المشحونتان بالمعنى أوزانا تراثية ثقيلة وصفات خاصة بكل جنس تتناقلها الأجيال عبر القرون" ص12
الكاتبة هنا تنعى على الإسلام أنه يجعل المرأة مستورة حيية ويجعل الرجل صاحب غيرة ملتزم بحكم الله وهو ما يعنى أنها تطالب المرأة بالتعرى والوقاحة والرجل بألا يكون غيورا وهو ما يسمى مجتمع الانحلال الجنسى
فهل مطلوب من الرجل ومن المرأة عند الكاتبة أن تصير المرأة صاحبة كل رجل والرجل صاحب كل امرأة ؟
حتى لو افترضنا فى العلمانية صحة هذا التهتك والانحلال فما هى النتيجة لو صار الرجال والنساء عراة ليس عندهم حياء لا يستترون وهم يتجامعون فى أى مكان أمام بعضهم البعض وكل امرأة يتبادلها الرجال وكل رجل تتبادله النساء؟
النتيجة هى كثرة الأمراض التى تصيب الجسم بسبب التعرى الدائم والنتيجة هى الأمراض الشهوانية كالسيلان ونقص المناعة المكتسبة والنتيجة أن الأولاد سيجامعون أمهاتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم وبالطبع لن يكون لتلك القرابة أى معنى
-قالت" وكل محاولة تقارب بين الجنسين تلوث شرف الرجل المسلم ليست العلاقة الجنسية المحرمة هى المحرم المحذور بل الجنس الأخر الجسد الأنثوى هو المحرم المحظور بذاته "ص13
كما قلنا من يتحدث عن الإسلام غالبا يكون جاهلا به فمن قال أن الإسلام منع تقارب الجنسين ما دام الغرض من التقارب مباح كإرادة الرجل زواج المطلقة أو الأرملة فقد أباح الله المواعدة السرية أى أن يتقابل الرجل والمرأة معا فى السر بشرط الكلام المباح وليس للزنى وفى هذا قال تعالى :
" ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا"
ويقص القرآن علينا أمثلة لذلك الكلام الخلوى كاختلاء الرسول(ص) بالمرأة التى ظاهر منها زوجها لحل مشكلتها مع زوجها فى الظهار وكذلك كلام أخت موسى (ص)مع قوم فرعون وكلام موسى(ص) مع الفتاتين عند الماء
فالحديث مع المرأة مباح فى خلوة أو أمام الناس ما دام لهدف مفيد كالزواج أو حماية النساء ومساعدتهن
-قالت"يحكم الحجاب على الجسد الأنثوى بالحبس لأن هذا الجسد هو المحل الذى يدون عليه شرف الرجل المسلم وهو بهذه الصفة يستوجب الحماية ألا يترجم الحجاب قبل كل شىء عن الاستلاب النفسى للرجل المسلم الذى يبنى كينونته وهو يهتم بالخشية المستمرة من الانتهاك الأنثوى أو من تجاوز مقلق لخصلة شعر أو طرف بشرة تعرضتا للأنظار ؟ص14
الكاتبة تجعل الحجاب استلاب نفسى للرجل المسلم فهل المستلب هو لابسة الحجاب أم الرجل؟
كما تجعل الرجل يخشى من الانتهاك الأنثوى وهو يبنى كينونته عليه وكأن الرجل لا يفكر فى أى شىء سوى انتهاكات المرأة للححاب وكأنه لا يوجد عمل وظيفى ولا طعام ولا شراب ولا غير ذلك
-قالت"الابنة هى ضامنة شرف أبيها وأشقاءها وإذا زوجت بيعت خرجت من وصاية الأب لتصبح ضامنة لشرف زوجها وفى حال الطلاق تعود إلى الوصاية الأبوية ويرتبط حياؤها بهذه الوصاية من جديد والمرأة المطلقة تحت السقف الأبوى هى مصدر قلق للأب وللأشقاء كالبضاعة المرتجعة"ص14
الخطأ أن المرأة ضامنة لشرف الرجل وكأنها ليس لها شرف فالكاتبة هنا تجعل المرأة بلا شرف لها وأن الشرف للرجال وهو كلام يجافى الحقيقة
-"يرمز الحجاب فى نظر الرجل المسلم إلى صورة الأم المحبوبة والمشتهاة"ص14
الكاتبة تجعل الأم محبوبة ومشتهاة وهو نقل عن فرويد وهو كلام لا يقوله إلا صاحب نفس مريضة لا عقل له فمن يفكر فى جماع أمه إلا شاذ مجنون؟
-قالت"من المستحيل تجاهل النظرات الملحة والمتشبثة التى ترسلها عيون الرجال فى البلدان المسلمة النظرة البشعة غير المشروعة النظرة المترصدة النظرة التى تخترق الحجاب ثم تتلقى الفتيات التوبيخ والتأنيب لأنهن رغم الحجاب ورغم أجسادهن المخفية جذبن النظرات المحرمة "ص15
الكاتبة هنا تتحدث عن أن رجال منطقتنا ينظرون للنساء نظرات شهوانية بشعة وهل الرجال فى بقية بلاد العالم لا يفعلون ؟
إنها تتهمنا فى المنطقة بالشبق كلنا فكلنا شياطين وباقى بلاد العالم ملائكة لا ينظرون
كلام غير علمى ولا يمكن حتى قياسه عن طريق البشر
_قالت"ولكن رغم حجاب النساء يفتك الاغتصاب والدعارة بالبلاد الإسلامية وينتشر الميل إلى الصبيان ولئن كانت العلاقة الجنسية بين راشدين خارج إطار الزوجية رغم رضى الاثنين المرأة والرجل تعاقبهما القوانين الإسلامية بشدة إلا أنه لا وجود لقانون يحمى الأولاد ويوجد ما يكفى من الأولاد المهملين الذين يتدبرون أمورهم بأنفسهم لتحمل أعباء الحاجات الجنسية العاجلة لرجال تلك البلدان "ص16
أصدرت الكاتبة حكما عاما أن الدعارة والاغتصاب والزنا بالصبيان شائعة فى مجتمعات منطقتنا وهو كلام ليس له نصيب من العلم فلا هو يعتمد على بيانات رسمية ولا على حكم محاكم ولا على دراسات جامعية أو غير جامعية
جرائم الزنا والاغتصاب موجودة فى كل المجتمعات بلا استثناء ولكن منطقتنا بالذات تعتبر الأقل فلو اعتمدنا الأمراض الجنسية كالسيلان والهربس والإيدز كمقياس لو وجدنا أقل عدد من المرضى بتلك الأمراض فى بلاد المنطقة حسب احصاءات وزارات الصحة
-قالت" تشعر الفتيات المحجبات بالذنب منذ الطفولة كأنهن ضحايا اغتصاب ويشبه العنف الذى تعرضن له وعانين منه الاغتصاب فى الواقع إنه الاغتصاب فعلا "ص17
الكاتبة هنا تعمم حكما وهو شعور الفتيات المحجبات بالذنب منذ الطفولة وكأنها دخلت نفوس كل الفتيات وعرفت ما فيها وهو كلام ليس له نصيب من العلم وهو ما يناقض أن فيهن من يلبسنه برضاهن واقتناعهن كما فى قولها:
"-قالت "إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن "ص46
كما نجدها تناقض نفسها فهى تشبه الفتيات المحجبات كأنهن ضحايا اغتصاب وتعود فتنفى التشبيه وتجعله اغتصاب فعلى
-قالت "إن الدين أى دين كان يوجد تاريخيا فهو يصير ما نفعله به ولكنه هو أيضا ما فعله الدين هو الدين كما تواجد فى المجتمعات عبر القرون وليس بمقدورنا اختصار الدين على الأفكار التى يحضرها بشأنه بعض المثقفين أو المدعين أو بعض ذوى الضمائر المرتاحة "ص18
الكاتبة هنا تناقض نفسها فالدين هو ما نفعله به وهو قولها" فهو يصير ما نفعله به" وتناقض نفسها أن الدين نفسه هو ما فعله الدين وهو قولها " ولكنه هو أيضا ما فعله الدين هو الدين"
فهل الدين فعلنا أم فعل الدين نفسه؟
بالقطع الدين لا يفعل شىء لأنه مجرد نص مقروء أو محفوظ بالرواية
-قالت "أنا لا أشعر بأى تسامح نحو الدين وفيما يتصل بالإيمان فأنا والشكر لله لست حتى ملحدة ببساطة أنا واعية وجودى مدركة للظلم المخيم على هذه الأرض وللجحيم الموجود فيها والله إن كان موجودا فهذا شأنه "ص18
الكاتبة هنا تناقض نفسها فهى تقول " فأنا والشكر لله لست حتى ملحدة" فهى مؤمنة بوجود الله ومع هذا تنهى الفقرة بعبارة أنها تشك فى وجود الله وهى " والله إن كان موجودا فهذا شأنه"
ومن ثم فنحن لا تعرف طبقا لذلك إيمانها بالله من عدمه
-قالت "لا يشك المسلمون إطلاقا بحدود الخير والشر وعندهم أن كل ما لا يضمه القرآن ويحويه فهو الشر المطلق كل شىء موجود فى القرآن فقد فكر بكل شىء بالكائن البشرى فى كليته وبالبشر من كل الفئات وتحت كل الظروف ولا يفلت من النص الدينى أى شىء متعلق بالإنسانية والشك بهذه الأمور إثم بذاته وانتهاك للحرمات تقوم شرعية الأديان الثلاثة على واقعة كونها إلهية وبالتالى فهى إطلاقية وخارج أى نقاش ولما كان الله فى التوراة والإنجيل والقرآن ديو يهوما ناردين يجب على المؤمنين إطاعة ممثليهم على الأرض "ص19
الكاتبة هنا تساوى بين الأديان الثلاثة فى كونها إطلاقية ليس فيها نقاش وهو كلام يناقض أحكام مثل السؤال عن أى شىء فى قوله تعالى :
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
فالسؤال هو نقاش بين السائل والمسئول
كما يناقض أن الله أعطى رسوله (ص) نفسه حق سؤال من يعلم بالوحى من قبله إن كان يشك فى الدين فقال :
"فإن كنت فى شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين"
-قالت " تحتاج المرأة فى البلاد الإسلامية انطلاقا من قوانين الإسلام إلى موافقة ولى أمرها إذا أرادت السفر خارج البلاد زوجها أو والدها أو شقيقها وتذهب الشريعة على أبعد من هذا ليس للمرأة مغادرة بيت الزوجية دون موافقة زوجها وولى أمرها وهى ليست معتبرة شخصا تاما أبدا"ص19
الكاتبة هنا تفترى على الإسلام فتقول أن المرأة تحتاج موافقة ولى أمرها إذا أرادت السفر خارج البلاد زوجها أو والدها أو شقيقها وهو ما يخالف أن من أرادت الحج أو العمرة لا تحتاج لموافقة زوجها ولكن تخبره ليدبر أموره إن لم يكن ذاهب معها لأنهما واجبان عليها لقوله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"
كما تفترى أيضا بقولها ليس للمرأة مغادرة بيت الزوجية دون موافقة زوجها وولى أمرها فالمرأة تغادر بيتها لأداء الواجبات كزيارة الأبوين أو الاخوة كل مدة معينة إن منعها هو من ذلك كما تغادر للتسوق وتغادر للتعزية فى الموتى أو التهنئة بالأفراح لمن تعرفهم فالمهم أن تخبره وتعد له ما هو واجب عليها فالزواج شركة بين الزوجين وأمامنا خروج مريم عليها السلام من بيتها أهلها للمكان الشرقى وفى هذا قال تعالى:
"واذكر فى الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا"
فهنا المرأة حرة خرجت فسكنت فى مكان أخر
وأخت موسى (ص) خرجت من البيت لمراقبة ما يحدث لأخيها كما أن موسى(ص) ساعد الفتاتين وتحدث معهما والمرأة التى جادلت فى زوجها أتت للرسول(ص) وتحدثت معه كما فى قوله تعالى :
"قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى على الله والله يسمع تحاوركما"
فالخروج والدخول لأداء الواجبات لا يحتاج لإذن الزوج ولكن يحتاج لإخباره حتى يطمئن على الزوجة أو يطمئن الرجل على ابنته أو الأخ على أخته وما إلى ذلك
-قالت " يقول القرآن الجنة تحت أقدام الأمهات ولكنه لا يشير فيما يتعلق بهن على أية متعة مضاهية لتلك التى يخص بها الرجال لما كان الفردوس غير مفتوح إلا للأمهات لا للعاقرات سيئات الحظ ولما كان من غير المسموح ممارسة الزنا بأم اى رجل فقد تؤدى الشتيمة الجنسية بحق الأم فى البلاد الإسلامية إلى إراقة الدماء فلربما تكتفى الأمهات وهن فى الفردوس بمشاهدة الرجال يضاجعون الحوريات "ص20
كما قلنا أن كثير ممن ينقدون دين الإسلام يجهلون فى الغالب نصوصه وهم ينقلون فقط عن آخرين أقوالهم الخاطئة فى النقد كما أنهم يتقولون من عندهم فهنا تنسب الكاتبة للقرآن قول ليس منه هو الجنة تحت أقدام الأمهات فهذا القول ليس فى نص المصحف وحتى عند علماء الحديث قول موضوع منكر ومع هذا تبنى الكاتبة عليه أحكاما خاطئة هنا مثل أن العاقرات ليس لهن مكان فى الجنة
ويظهر جهل الكاتبة عندما تسخر من الإسلام بجعل الأمهات يكتفين وهن فى الفردوس بمشاهدة الرجال يضاجعون الحوريات وبالقطع هو كلام جهل فالحوريات لسن سوى المسلمات الزوجات نفسهن وهو تفسير الله لهن فى المصحف حيث قال :
"ولهم فيها أزواج مطهرة"
والمتعة وهى السرور فى الجنة للكل رجال ونساء كما قال تعالى :
""ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون "
فالثواب واحد طبقا لقوله تعالى :
"فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب:"
-قالت" فالأديان الموحدة تعيد قراءة نفسها دائما لكى يقنعونا بالوصفة القديمة وبأن المسألة هى فى معرفة تفسير النص وفك رموز ما ليس مكتوبا فيه إذا دعت الحاجة غير أننا لما نصل بعد تماما إلى هذه النقطة مع الإسلام بل ما زلنا مع العلامات الخارجية لغنى الهوية ومع القراءات الأصولية للنص الحجاب هو ثقافتى"ص21
هنا تقول الكاتبة أن الناس هم من يفسرون الأديان على هواهم من خلال لإعادة القراءة وهى تطالب بأن يكون الإسلام كغيره من الأديان مفسر على هوى الناس وهو طلب غريب ينم عن أنها لا تحترم حرية الآخرين فى الاعتقاد وهو حرية شخصية وهو طلب غريب حاولت هى أن تفعل شىء منه فى هذا الكتاب حيث تتقول على الإسلام وتنسب له ما ليس منه
_قالت "إن فرض الحجاب على قاصر يعنى تماما إغواءها إن لم نقل هتك عفتها والتصرف بجسدها وبيان صفتها كأداة جنسية مهيأة للرجال " ص22
الكاتبة هنا تتحدث عن العفة وكون الحجاب هو هاتك العفة وهو كلام يتناقض مع دعوتها للزنى أو ما تسميه العلاقة بالرضا بين الراشدين فى قولها:
" ولئن كانت العلاقة الجنسية بين راشدين خارج إطار الزوجية رغم رضى الاثنين المرأة والرجل تعاقبهما القوانين الإسلامية بشدة "ص16
فعن أى عفة تتحدث وهى تريد أن تكون العلاقة الجنسية بالرضا دون زواج ؟
أليس هذا تناقض ؟
إذا كان الحجاب هو هاتك العفة فماذا عن الزنى بأنواعه والتى تتبناه الكاتبة من خلال علاقات الراشدين والراشدات بالرضا ؟
-قالت "وبما أن الحجاب موضة فالمرأة تنهض بعبئه وتختاره وتفخر به والنساء اللواتى لم يكن يلفتن نظر أى كان صرن أخيرا به يسترعين الانتباه ويخفين ما لن ينظر إليه أحد ربما لو لم يخفينه وكما تخفى بنات الهوى أجسادهن فى ظلام الليالى لخداع الزبائن تخفى النساء المحجبات أجسادهن لكى يختارهن زوج بعينين مغلقتين فى نهاية المطاف "ص24
أصبح الحجاب هنا موضة عند الكاتبة وهو ما يناقض كونه سجن فى فقرات أخرى مثل قولها:
" يحكم الحجاب على الجسد الأنثوى بالحبس"ص14
ومع حكمها على كون الحجاب موضة تنهض النساء به أى أنهن هم من يلبسنه برضاهن فإنها تتهم الإسلام وليس النساء
-قالت" لو أن الإسلام كان لمرة واحدة عامل إنعتاق للنساء أو ترياقا يقى من العنف لكنا علمناه ألا يهيمن العنف الوحشى على أكثر البلدان الإسلامية ألا يستهان فيها يوميا بحقوق الإنسان بخاصة حقوق النساء والأولاد ؟ نتساءل أحيانا ما هى القضية التى يدافع عنها المثقفون المسلمون على وجه الدقة؟" ص31
الكاتبة هنا تتهم الإسلام بالعنف فهو سبب العنف الوحشى فى بلاده والسؤال :
وماذا عن سبب العنف فى فرنسا وماذا عن سبب العنف فى الديمقراطيات ؟
العنف موجود فى كل بلاد العالم وليس حكرا على المنطقة المنكوبة وهو ليس مقصورا على الرجال والعنف التى تتحدث عنه الكاتبة سواء كان عنف بيتى أو عنف سلطات المشارك الأكبر فيه خاصة هو دول الديمقراطيات التى عينت عملاءها حكام بلادنا الخومينى مثلا جاء من فرنسا وقرضاى من ألمانيا فمن أين أتى الخومينى وقرضاى ؟
من فرنسا ومن أسقط الشاه على وجه الخصوص ؟
إنها فرنسا التى جندت الخومينى ليكون عميلا لها حتى تخرج الولايات المتحدة وبريطانيا من نفوذهما الاقتصادى هناك وتنهى سيطرتهم على النفط الإيرانى
من يدير السجون السرية فى منطقتنا وخارجها ؟
من كان يدير سجن أبو غريب فى بغداد أليس الغرب الديمقراطى ؟
من يدير سجن جوانتاناموا ومن السجناء فيه ومن يرسل السجناء ويقبض عليهم ؟
أليس الغرب الديمقراطى ؟
من صنع تنظيم القاعدة لحرب السوفيت ومن صنع تنظيم داعش لهدم المنطقة ؟
أليس الغرب العلمانى الديمقراطى؟
-قالت " ألا يخطر ببال النساء المسلمات اللواتى تخلصن بفضل قوانين التربية الجمهورية والعلمانية فى فرنسا واللواتى يتبنين الحجاب اليوم أن يفكرن بغيرهن من النساء المدفونات تحت الحجاب والمحرومات من كل حق فى بلادهن"ص31
نجد هنا الكاتبة تطلب طلبا غريبا من اللواتى تحجبن وهو التفكير فى النساء المدفونات تحت الحجاب والمحرومات من كل حق فى بلادهن وهو طلب غريب لأنها تعتبر الحجاب مدفونات تحت الحجاب وهو ذم فى المحجبات ووصف لهن بالميتات فكيف ستطالب المحجبات بعرى المحجبات فى بلادهن وهن يرتدين الحجاب
هذا الطلب يدل على أن الكاتبة مصابة بعمى فى عقلها
-قالت" فى أنحاء البلاد كلها الحجاب أو الموت كما نسوا أيضا مسألة فرض ارتداء الحجاب فى سائر المدارس الإيرانية بما فيها المدارس الابتدائية على البنات القاصرات تبعا للقوانين القرآنية ذوات السنوات الست أو السبع فسن الرشد للبنات فى الإسلام هو سن التاسعة "ص32
الكاتبة هنا جاهلة بحكم الإسلام فالحجاب ليس مفروض على البنات القاصرات ذوات السنوات الست أو السبع فهو مفروض على البالغات العاقلات التى سماهن الله المؤمنات والطفلات لا يسمين مؤمنات هم والأطفال ولذا قال تعالى فى الآية :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهم أو اخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون"
ودليل أنهن غير مكلفات أنهن كما تقول هى قاصرات
جهل الكاتبة الأخر هو قولها سن الرشد للبنات فى الإسلام هو سن التاسعة وطبقا لوحى الله فسن الرشد تكون بعد البلوغ وقد يكون الولد بالغ وهو غير راشد وقد تكون البنت بالغة وهى غير راشدة فالرشد ليس له سن معين وفى هذا قال تعالى :
"وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
ومن ثم فالرشد لا يمكن أن يكون حتى فى الثانية عشر أو الثالثة عشر وقد يمتد لأكثر من هذا بسنوات لأن البلوغ يختلف من بلد لأخر فهناك من يبلغون فى الرابعة عشر والخامسة عشر فى البلاد الباردة ومن ثم فلا سن للبلوغ محددة فى الإسلام وإنما الرشد بالسداد فى القول والفعل من قبل الفتى أو الفتاة
والقول بسن الرشد فى التاسعة يبدو أنه مأخوذ من الحكايات الكاذبة التى يرويها القوم فى كتب الحديث والأخبار عن زواج النبى(ص) بعائشة فى سن التاسعة وهى حكايات متناقضة تناقضا كبيرا لا يصدقها مسلم أو مسلمة
-قالت" لئن لم يمتلك المثقفون المسلمون جرأة القرن18 فهذا أمر يمكننا فهمه فالإسلام من جهته متأخر بعدة قرون عن المسيحية وبوسعنا توقع تطوره خلال القرون القادمة إنها مسألة قدرة على الصبر "ص36
الكاتبة هنا تتهم الإسلام بالتأخر عن النصرانية بقرون نتيجة الحجاب وغيره ويبدو أنها لا تعرف أن الحجاب هو الأخر فرض فى الديانة النصرانية فإن كانت لم تقرأ العهد الجديد أو كتاب تعاليم الرسل ومنه القول التالى:
-"لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات اهتمى بزوجك لترضيه وحده وإذا مشيت فى الطريق فغطى رأسك بردائك فإنك عن تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار لا تزوقى وجهك الذى خلقه الله فليس فيه شىء ينقصه زينة لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدا ولا يحتاج إلى زينة وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الخالق يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية أبعد من كل حميم غير لائق يكون فى حمام مع ذكور كثيرة هى أشراك الفسقة لا تستحم امرأة مؤمنة مع ذكور وإذا غطت وجهها فنغطيه بفزع عن نظر رجال غرباء وإلا كيف تدخل إلى حمام وهى مكشوفة مع ذكور إذا ثم حمام للنساء فلنستحم بقدر وترتيب وحشمة وهذا أيضا لا تفعليه دفعات كثيرة منه غير حاجة إليه بغير مقدار ولا فى وسط النهار إذا كان ممكنا ولا تستحم كل يوم ص27
ولو نظرت فى كنائس أوربا أو غيرها لوجدت كل صور مريم عليها السلام تقريبا بالحجاب ومن ثم فليست المسألة تأخر وإنما هى تريد أن يغير المسلمون نصوص دينهم لكى يكون كبعض النصوص فى العهد الجديد التى تجعل الكنيسة فقط مكان العبادة وخارجه ملك للسلطات والحكام تفعل فيه ما تشاء بينما العهد الجديد يحتوى نصوص أخرى كنصوص الإسلام تؤكد على وجوب حكم الدين وحده للناس مثل القول فى سفر متى(6-24):
"لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الأخر أو يلازم الواحد ويحتقر الأخر"
-قالت "هؤلاء يخطئون بأمرين بالهدف الذى يسددون صوبه وبالعصر الذى يعيشون فيه فى آن معا لأن الموافقة على ارتداء الحجاب فى المدرسة سيكون تشجيعها على ارتدائه فى فرنسا وسيعيد المراهقات المقيمات الأحياء المقفلة وفى الضواحى على نير العادات الإسلامية ويجعل تطلعاتهن المشروعة إلى المساواة أكثر صعوبة ولقد رأينا سلفا كيف تعرضت بعض من رفضن ارتداء الحجاب للإعتداء عليهن بعنف ولنعتهن بالعاهرات"ص41
الكاتبة هنا تعتبر الحجاب وهو الخمار والجلباب نير أى ثقل أى قيد وتعتبره عادة وليس حكما من الإسلام وهو كلام يتناقض مع قوله تعالى :
"وليضربن بخمرهن على جيوبهن"
وهى تدعو لعدم الموافقة على ارتداء الحجاب وتعتبره شيئا كريها منفرا ومع أن كلامها هذا هو اعتداء على حرية الأخريات والأخرين الذين يؤيدونه ويريدونه وهو يتناقض مع قولها بضرورة احترام الأخر وحريته وعدم إكراهه على شىء فى الفقرة التالية:
"ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
-قالت "ينبغى أن يكون تعلم اللغة مواكبا لتعلم الديمقراطية واكتساب الوعى الديمقراطى هنالك ثلاثة مبادىء جوهرية من أجل حسن اشتغال الديمقراطية يجب على كل فرد أن يستبطنها ص45 وهى العلمانية والتسامح والاحترام ولكن أية علمانية والتسامح على أى مدى واحترام ماذا؟ص46
تتحدث الكاتبة هنا عن التسامح والديمقراطية حديثا جميلا ولكنها تناقض نفسها بحديثها عن التسامح عندما تتبنى مقولة الإكراه المدرسى الإله خارج المدرسة فى قولها :
-قالت "إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن لكن يجب وجود أماكن تطبق فيها قوانين الجمهورية على الجميع وأن تكون فوق القوانين الدينية حيث لا ينبغى لمبادىء الإسلام ولا لسواه من الأديان أن تكون ظاهرة "ص46
هنا الكاتبة تطالب ببقاء الإله خارج باب المدرسة والمراد أن تكون الأديان خارج المدرسة وهى مقولة استقتها بالقطع من التراث النصرانى الذى يجعل الدنيا خارج الكنيسة ومن ثم ضدها وهى العلمانية تفعل نفس فعل الكنيسة وهى طرد الأخرين خارجها فماذا تغير يا ترى؟
أين هى الحرية واحترام الأخر وعدم قصره وإكراهه على شىء كما فى قولها:
" أعود على الموضوع الأكثر إلتهابا موضوع الدين فيما يخصنى لم يهبط أى كتاب مقدس ولا أى دين من السماء ولا يوجد أى كلام مقدس ويجب على سائر محامى الإله أن أكون لا أفكر مثلهم أن أفكر بشكل باطل وأن أخطىء قياسا على معاييرهم ما أحترمه ليس عقيدة الأخر عقيدة لا أنتمى إليها ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
العلمانية هنا والتى تتبناها الكاتبة هى اعتداء على حرية الأخر عندما نرغم القاصرين والقاصرات على اعتماد مقولات أناس محددين كى يتعلموها
ولو افترضنا أن الأهالى رغم أن الدستور أو القانون أى دستور علمانى أو غيره يحملهم مسئولية القصر وهم الآباء والأمهات ليس لهم قيمة مع أن الجمهورية تتكون منهم ومن أولادهم فمن يدير الجمهورية ومن يقول أن تربية الأولاد تكون على هذا النحو أو ذاك ؟
بالقطع سيكون الحل هو الديمقراطية وهى رأى الأكثرية ولكن الأكثرية الحزبية تجعل الأكثرية الحقيقية لا قيمة لها لأن كل حزب يتبنى أفكار عدد محدود من الناس ومن ثم يطبقه فى المؤسسات العامة ومن ثم كل حزب يغير ما سبق أن فعله الحزب الأخر فى المؤسسات العامة فالحزب الاشتراكى يتبنى غير ما يتبناه الحزب اليمينى غير ما يتبناه حزب الوسط ومن ثم فلا ديمقراطية حقيقية ولو أخذ مثلا رأى الآباء والأمهات فى فرنسا تجاه المدرسة لكانت الأغلبية لصالح ما تسميه الكاتبة وغيرها التربية الدينية ولكن الديمقراطية تضيع بسبب الأحزاب وبسبب النظام النيابى
-قالت " أطلب أن نصر جميعا نساء ورجالا فرنسيين ومهاجرين على حكومة الجمهورية أن تشرع لكى تمنع القاصرات من ارتداء الحجاب فى المدرسة وخارج المدرسة وأن تدرس الحلول اللازمة لكى تأخذ على عاتقها المراهقات من ضحايا التبشير الإسلامى"ص51
الكاتبة التى تدعو لمنع التبشير الإسلامى تدعو للتبشير العلمانى بمنع القاصرات من ارتداء الحجاب فى المدرسة وخارجها ونجدها هنا تناقض نفسها فقد دعت سابقا لمنع الحجاب فى المدرسة فقط بدعوى أن خارج المدرسة حرية شخصية خاصة بقولها :
"إنه من المفيد بقاء الإله خارج باب المدرسة أن ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب فى الشارع فهو أمر يخصهن "ص46
والكاتبة التى تدعو هنا لمنع الحرية عن النساء المسلمات بمنع الحجاب من الدولة الفرنسية هى نفسها التى تطالب بالحرية للكل نساء ورجال وعدم الإكراه على شىء فى قولها :
" ولكن أحترم حقه فى أن يؤمن بها حقه بالحرية ما يجب على كل منا احترامه هو حق الكائن البشرى بصفته فردا حرا فى أن يفكر وأن يحيا حياته على طريقته دونما قسر أو إكراه ص47
منع النساء الراشدات من الحجاب بالقانون هى عملية قصر وإكراه وهذه مشكلة الكاتبة فالعلمانية لا تستقيم مع الإكراه