الثلاثاء، 31 يناير 2023

قراءة فى مقال الكاريزما وأهميتها للشخصيات القيادية

قراءة فى مقال الكاريزما وأهميتها للشخصيات القيادية
المقال فى عنوانه كلمة تبدو ضحمة كبيرة تجذب الناس هى الكاريزما وهى كلمة أجنبية الكاتب معجب بها وعدد الرجل عدة شخصيات معظمها ممن كانوا أنصار للباطل فقال :
"لا شك أن شخصيات كنابليون بونابرت، ومحمد حسنين هيكل، وهتلر، وجمال عبد الناصر، ومحمود درويش، و غيفارا، ونيلسون مانديلا، وغيرهم من الشخصيات التي يمكن أن نطلق عليهم صفة الكاريزمي، وهم بالتالي كاريزميون لأنهم يمتلكون الجاذبية والفتنة وسحر الشخصية، لان أصحابها لا ينسون بسرعة ولهم حضور طاغ، ويستطيعون التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا وثقافيا."
وبين الرجل أن الكلمة أصلها مأخوذ من اليونانية وأن ترجمتها لا تبين معناها فقال :
"وإذا عدنا إلى كلمة الكاريزما، فهي كلمة (بالإنجليزية: Charisma) و في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، وتعني الهيبة والتأثير أو سلطة فوق العادة والسحر الشخصي، والجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، أي الشخصية التي تثير الولاء والحماس وقد حاول البعض ترجمتها إلى “سحر الشخصية”، أو “قوة الشخصية” أو غيرها.
ولكني أرى أن كلا من هذه الترجمات لا تفي الكلمة حقها ذلك أن الإنجليزية تحوي هكذا كلمات بمعان منفصلة عن الكاريزمية"

وهذا الحديث يدلنا على الانبهار بالغرب فالكلمة المقابلة لها هى الإعجاب والإعجاب إما إعجاب باطل وهو معظم ما فى الدنيا والشخصيات المذكورة فى الأعلى معظمها من أعجب بهم كان معجب بهم إعجاب القطيع الذى يعجب بالصورة وحلاوة اللسان الذى يخدع وفى مثاله قال تعالى :
" ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
وقال :
"ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
الشخصيات التى تعجب الناس عامة دوما تتميز بالصورة الجسمية الجميلة وحلاوة الألفاظ كما قال تعالى فى المنافقين :
"وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة"
والكاريزما المزعومة تؤثر فى القطيع فقط وأما من يفكرون فلا يعجبون بتلك الشخصيات لمعرفة أنها شخصيات مخادعة
والقرآن يبين لنا أن القطيع يعجبه من يخدعه بالكلام وأما من يقول الحقيقة فلا يعجبون بهم لأن الحقيقة كما يقولون مرة ولذا رفضوا تباع الرسل (ص)
ونلاحظ أن معنى اللفظ اليونانى يعنى الاصطفاء وهو اصطفاء الرسل (ص) ومع هذا لم يعجب الرسل(ص) الناس وحتى لو أعجبوا فهم يعجبون بالجسم كما حدث مع يوسف (ص) الذى نال إعجاب النسوة كما قال تعالى :
" فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
ومع هذا رفض القوم الإيمان برسالته رغم أنه أنقذهم من الموت جوعا وفى هذا قال تعالى :
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا"
ثم قال المؤلف :
"وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا انه يمكن ربطها بشخصية معينة والقول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على الهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.
والكاريزما تعطي صاحبها القدرة على تحمل المسئولية و التكيف، أي ممارسة المسئولية الشخصية والمرونة على مستوى السياقات الشخصية والمتعلقة بمكان العمل والمجتمع، ووضع الأهداف والمعايير العالية وتحقيقها، وتقبل الغموض.
وتملك مهارات الاتصال أي فهم وإدارة وإنشاء الاتصال الشفهي والكتابي متعدد الوسائط وعلى هيئة أشكال متعددة وفي سياقات متعددة.
الكاريزما تعني الإبداع والتطلع الفكري ويقصد به وضع أفكار جديدة وتطبيقها وتوصيلها إلى الآخرين، والانفتاح على وجهات النظر الجديدة والمتنوعة والتجاوب معها، والتفكير النقدي والتفكير المنظومي – ويقصد به ممارسة التفكير المنطقي السليم في فهم الخيارات المعقدة واتخاذها وفهم الصلات البينية بين الأنظمة.
وتملك مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط، ويقصد بها تحليل المعلومات والوصول إليها وإدارتها ودمجها وتقييمها وإنشائها في هيئة صور مختلفة من الأشكال والوسائط.
باختصار الكاريزما صفة أو سمة غير عادية تتحقق لدى الفرد، فتجعل قدراته خارقة للعادة. ويعني المصطلح من الناحية اللفظية هبة الله، أي من ترسله العناية الإلاهية لإنقاذ أمته، وهو زعيم يتحلى بقوى خارقة وصفات نادرة وقدرات روحية"

والخطأ فى حديث الرجل هو تمتع تلك الشخصيات المخادعة فى الغالب بقدرات خارقة غير طبيعية كما يقول والحقيقة :
أنه لا يوجد أحد لديه قدرات خارقة من الناس فحتى الرسل(ص) أعلنوا أنهم بشر كبقية البشر فقالوا:
"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم"
وقال الله على لسان النبى الخاتم(ص):
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
وكل الحادث هو أن القطيع ينساق دوما خلف الوعود الكاذبة والكلام المعسول وحتى لو ظهر لهم الكذب والخداع فغالبا ما ينكرون أمام من يذكرهم بالخداع والكذب أن الزعيم أو الشخصية كاذب مخادع ويدافعون عنه بالباطل
ويبين الرجل أن القطيع يسير خلف القائد فقال :
"ويرتكز النظام الكاريزمي على الطاعة للبطل والتضحية من أجل تأدية رسالته، وبقدر ما يقوم به الزعيم في ظل هذا النظام من خوارق الأعمال فإنه يستطيع شد الأتباع بزعامته، وتعتمد القيادة الملهمة على البطولة أو القدسية أكثر من إعتمادها على الوضع الرسمي للشخص، والكاريزميون من الزعماء مسيطرون ليس فقط على الأفراد بل على المجتمعات وعلى شعوب بأكملها، يقيدوك وتكون سعيد ومقتنعا جدا بهذه القيود"
ويبين الرجل أن القطيع يسير خلف القائد سواء كان يورده موارد الهلام أو يورده السعادة والطمأنينة فقال :
"هل هو ساحر!!،بالطبع ساحر لكن من نوع خاص، يسحر الشعوب، فتحبه وتعشقه، فتغمض عيونها وتتبعه حتى وان ألقاها في هاوية ودمرها (كما فعل هتلر) أو قد يوصلها لبر الآمان و يسعدها (كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)."
والمقارنة بين النبى(ص) الخاتم وهتلر مقارنة خاطئة فالمسلمون لم يكونوا قطيعا لأنهم آمنوا من أنفسهم ولأنهم كانوا يفكرون ويعرفون الحق وأما هتلر وقومه فانساقوا مع الباطل كمعظم القادة أو الزعماء وشعبهم
وتحدث الرجل عن كون الشخص المعجب لابد أن يكون اجتماعيا فقال:
"الكاريزمي اجتماعي جدا فلا كاريزمي بدون جمهور حوله، وهو نشيط وحماسي، سريع البديهة، محبوب، مثقف، طموح، يعشق التحدي، والتغيير، لا يقف أمامه شي، ويعرف أين يقف، أفكاره عميقة، صاحب موقف وفكر معين، واثق من نفسه بالطبع، قادر على الإقناع،، فيصبح من حوله أكثر حماس بالفكرة حماس قد يصل للجنون، على كل حال الكاريزما صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية فمميزاته داخليه مما يضفي عليه جاذبيه خاصة .. وروعه منفردة"

وبالقطع هذا الكلام لا ينطبق على كل القادة فالصفات تكون مختلفة فقد يكون الشخص قذر نفسيا وجاهلا ... ولكن الإعلام حوله هو من يجعله محبوبا
وأما فى الإسلام فلا يوجد هذا الكلام فكل مسلم هو قائد كما قال تعالى على لسان المسلمين :
" واجعلنا للمتقين إماما"

وقال فى مسلمى بنى إسرائيل:
" وجعلكم ملوكا"
ومن ثم لا ميزة لشخص على أخر ويخبرنا الرجل بأمور فى تلك الشخصيات فيقول:
"والشيء الرائع في الكاريزما إنها تجعل الكاريزمي قوي بدون أن يضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته من داخله لا بسلب قوة الآخرين
إنهم يمتلكون ما يلي:-
1 - لديهم القدرة على إعطاء رسالة صامته
فيستطيعون بحضورهم فقط أن يعطوا تصريحا قبل أن يفتحون فمهم للكلام.
2 - لديهم القدرة على صياغة كلامهم بأسلوب جيد
3 - لديهم القدرة على تملك مهارات الاستماع
4 - لديهم القدرة على الإقناع فمهما كانت أفكارك عظيمة ومؤثرة فلن يكون لها أي فائدة بدون إقناع الآخرين بها.
5 - لديهم القدرة على استغلال وقتهم وأوقات الآخرين.
6 - لديهم القدرة للتكيف مع الآخرين ومعرفة ماذا يريدون بالضبط.
7 - لديهم الاستطاعة والقدرة على قراءة المشاعر بذكاء.
الكاريزما هبة إلهيه .. لا يمكن تعلمها أو اكتسابها، وان كان هناك من العلماء من قال انه يمكن تعلمها واكتسابها كما يحدث هذا مع القادة والزعماء، وان مهارات الأشخاص والمهارات الفنية التي ينميها القائد تكسبه كاريزما."

وبالقطع كل هذا موجود لدى الناس ولكننا من نتصور لأن القائد أو الزعيم مخلوق من طينة أخرى وهو ما يؤدى بنا فى النهاية إلى أن ندفع ثمن السير خلفه بلا تفكير وهو ثمن غالى فى الآخرة حيث يدخل الأتباع النار مع قائدهم
ثم قال الرجل كلاما منقولا عن دراسات غربية فقال:
"على كل حال، الكاريزما صفة تفرض نفسها ولا يمكن تجاهلها أبدا أما كيف تصبح كاريزميا فيورد زغ زغلر في كتابه قمة الأداء (Top Performance) بحثا قامت به كل من مؤسسة ستانفورد وجامعة هارفارد ومؤسسة كارن يدج. ويوضح هذا البحث أن 85% من أسباب الحصول على وظيفة (ومن ثم الحفاظ عليها و التقدم فيها (مرتبط بمهارات الأشخاص ومعرفتهم في الاتصال والتعامل مع الآخرين (وليس بقدراتهم التقنية) و بهذا فانه بإمكاننا أن ندرك أهمية تنمية الشخصية وتطوير قدراتها في التعامل مع الآخرين. ولقد استطاع بعض المفكرين استخراج مجموعة من العوامل المكونة للشخصية الكاريزمية. وعلى الرغم من الإبهام الذي يحيط بالكاريزما
إلا انه يمكن تحديد صفات و خطوات تقترب بالمرء أكثر من الكاريزمية كلما أداها بإتقان وعايشها بجدية واهتمام.
و فيما يأتي نتناول هذه الصفات بالبحث و التحليل (من كتاب كاريزما السلم الوظيفي):
1. إياك وتقليد الآخرين (Never Imitate Others).
2. الثقة بالنفس (Self Confidence)
3. الاسترخاء (Relaxation)
4. العواطف القوية (Get in touch with your emotions)
5. التزامن بين لغة الجسد والحديث (Match your body language to your speech)
6. فكر ثم تكلم (Think before you speak)
7. التكلم بإقناع (Speak with conviction)
8. عامل الناس كما يحبون أن يعاملوا (Treat people as they want to be treated)
9. الصبر (Patience)"

وكل هذه الدراسات هى فى مجتمع غريب عن دين الله مجتمع يجعل فشىء يمن به الأغنياء على الناس مع أن فى دين الله يجب أن يكون لكل رجل وظيفة يتدرب عليها ويعمل بها دون مقابلات ودون اختبارات
ما سبق هو دعاية للطغاة بدعوى وجود قدرات خارقة للبعض فلا وجود لتلك القدرات الخارقة حتى عند الرسل(ص) وإنما هى ضحك على الناس كى يخضعوا لتلك الزعامات التى تكون مدربة فى الغالب عند الخونة 

الاثنين، 30 يناير 2023

نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية

نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
المؤلف فى الغالب يهودى نظرا لذكره موسى(ص) دون غيره للتدليل على أن محمد(ص) حرف الشرع وأن موسى(ص) لم يحرفها
والكتاب عبارة عن اتهامات وكلها ليست اتهامات لوحى الله وإنما للحديث المنسوب للنبى(ص) زورا وبهتانا ولتفاسير المفسرين
الرجل يريد إثبات ألوهية البشر محمد(ص) وهو يستبعد نصوص القرآن تماما فلا يذكر قوله تعالى :" قل إنما أن بشر مثلكم"
وهو قول يثبت بشريته ولا قوله " الذى أسرى بعبده " الذى يثبت عبوديته وهناك عشرات الأقوال فى القرآن تثبت كونه بشر مخلوق وتثبت أنه عبد لله وهو يستبعدها تماما لأنها لا تدل عللا مراده
وقد استهل كتابه بالسخرية من الصلاة على النبى(ص) فقال :
"نسمع دائما من أحبائنا المسلمين عبارة (صلى الله عليه وسلم) تأتي مباشرة كلما ذكر اسم نبي القرآن محمد
وهنا نريد أن نفهم هذه العبارة الموروثة والتي يرددها المسلم بلا تفكير نريد أن نفهمها في إطار ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية"

ويبين لنا المؤلف خطة الشيطان للجلوس على عرش الله كما يزعم:
"وقبل أن أدخل في تقديم الأدلة من المراجع الإسلامية علي هنا أولا أن أقدم فكرة عن خطة الشيطان منذ القديم فخطة الشيطان يوم أن كان ملاكا طاهرا؛ كانت متمثلة في أن يجعل كرسيه فوق كرسي العلي ولم يحسب الأمر جيدا ففقد قداسته بهذا الخطأ وجرده الرب القدير من مرتبته وطرده من حضرته لأنه تشيطن وأصبح شيطانا
إذن فخطة الشيطان هي أن يجلس هو على كرسي الله؛ ويجعل الله مع صفوف الملائكة؛ فيعبد هو من الملائكة ومن الله؛ ويصبح الله والملائكة يصلون إليه هو الشيطان "

الغريب أنه لم يستدل على تلك الخطة الكاذبة لا من العهد القديم ولا من الجديد ولا حتى من القرآن فطبقا للقرآن إبليس فى النار منذ طرده من الجنة كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
ويواصل المؤلف كلامه بلا دليل أن إبليس فشل فى تنفيذ خطته ولكنه نجح فى ذلك باجلاس بشر هو محمد(ص)بسبب كلام محمد(ص) فقال:
"وعندما فشل الشيطان في تحقيق هذه الخطة في السماء حاول أن ينفذها عن طريق البشر فيضع كرسيه مكان كرسي الله ويجعل الناس يعتقدون أن الله والملائكة يصلون إليه وبالتالي فإذا كان الله والملائكة يصلون إليه فكيف لا يصلي عليه البشر أيضا
والحقيقة أن هذه الخطة لم ينجح الشيطان في تحقيقها عبر التاريخ البشري الطويل إلا عن طريق محمد"

ونجد المؤلف لا يفرق بين الصلاة على وبين الصلاة لى فيدعى أن القرآن جعل الله يصلى لمحمد كإله فقال :
"وفي العقيدة الإسلامية فنجد نصا صريحا وواضحا في القرآن يقول في الأحزاب 56 (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فها هو الله يجلس مع الملائكة ويصلي على محمد؛ وكذلك يدعو المسلمين للصلاة عليه إذن تحقق الأمر فها هو الله والملائكة والبشر يصلون على النبي"
وهنا الرجل لا يفرق بين الصلاة لى والصلاة على والصلاة لله وأما الصلاة على المخلوقات فلا يختص الله بها محمد(ص) وإنما هى لكل المسلمين رسل(ص) أو فير رسل كما قال تعالى :
"وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
والرسول محمد(ص) لم يميزه الله بأن يصلى عليه المسلمون وإنما امره بالصلاة على المسلمين فقال :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
لماذا لم يذكر الرجل أن النبى(ص)هنا يعبد المسلمين واكتفى بأن الله يعبد محمد(ص) والسبب أن الصلاة من النبى(ص) ومن المسلمين تعنى استغفار المصلى الله للأخر سواء محمد(ص) أو المسلمين؟
وأما صلاة الله على الخلق فلا تعنى سوى رحمته لهم كما جاء فى قوله
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
وتحدث الرجل عما سماه الاثباتات على ألوهية محمد(ص) فقال :
"وهنا أود أن أطرح أكثر من أمر في العقيدة الإسلامية يجعل محمدا إلها وأبدأ هذه المواضيع
(1) بالصلاة على محمد:
يحاول البعض الخروج من هذا المأزق فيقول أن الصلاة عليه بمعنى البركة والرحمة فدعونا إذن ندخل إلى المراجع الإسلامية المختلفة لنفهم هذه الصلاة الربانية الملائكية البشرية على محمد نبي القرآن
ففي تفسير ابن كثير نجد الفرق في المعنى بين الصلاة على العباد والصلاة على محمد
ففي الصلاة على محمد يقول:
" إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال صلاته تبارك وتعالى سبوح قدوس سبقت رحمتي غضبي والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه؛ ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا (إذن هناك فرق بين الصلاة على محمد وعلى المسلمين أو حتى على الأنبياء الآخرين )

وقد أخبر سبحانه وتعالى بأنه يصلي على عباده المؤمنين في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته " الآية وقال تعالى: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم " وفي الحديث إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
نلاحظ الفرق ففي صلاة الله على المؤمنين تأتي بمعنى الرحمة والبركة؛ أما على محمد كما ذكر التفسير والأحاديث تأتي بمعنى أن الله يثني على محمد عند الملائكة وأن الله نفسه يصلي ويقول سبوح قدوس بل جعل العالمين العلوي والسفلي يصلون على محمد ليجمع الثناء عليه من أهل العالمين
إذن لا يكذب علينا أحد ويقول أن الصلاة بمعنى الرحمة على النبي فالتفسير هنا واضح (ابن كثير)
ولابد من ملاحظة ما يقول ابن كثير مشيرا إلى الأحاديث فيقول:
وقد جاءت الأحاديث المتواترة عن رسول الله (ص)بالأمر بالصلاة عليه وكيفية الصلاة عليه لاحظوا هنا أمر بالصلاة على محمد ولا أمر بالصلاة على غيره "

الغريب أن المجنون يكرر أن الأمر بالصلاة على محمد(ص)وحده مع أن الآيات التى ذكرها تقول بالصلاة على المسلمين" أولئك عليهم صلوات من ربهم"
ويقوم الرجل بالاستشهاد على ما يظنه بالأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) فقال :
"فاسمعوا كلام محمد نفسه
(أتانا رسول الله (ص)ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله (ص)حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله (ص)قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم)
لاحظوا هنا يفرق محمد في المعنى بين الصلاة والبركة إذا فالصلاة عليه لا يقصد منها بركة له من الله "

الحديث كل ما لاحظه الرجل فيه الصلاة على محمد(ص) ولم يلاحظ الصلاة على إبراهيم وآله وأهل محمد(ص) وهم أتباعهم
ثم قال :
وفي حديث أخر يورده ابن كثير (على المصلي أن يصلي على رسول الله (ص)في التشهد الأخير فإن تركه لم تصح صلاته وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الإمام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ويزعم أنه قد تفرد بذلك وحكى الإجماع على خلافه أبو جعفر الطبري والطحاوي والخطابي وغيرهم فيما نقله القاضي عياض عنهم وقد تعسف هذا القائل في رده على الشافعي وتكلف في دعواه الإجماع في ذلك وقال ما لم يحط به علما فإنا قد روينا وجوب ذلك والأمر بالصلاة على رسول الله (ص)في الصلاة كما هو ظاهر الآية ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم ابن مسعود الخ الصحابة وغيرهم )
هل لاحظتم الفرق بين الصلاة على النبي والصلاة على المؤمن العادي بدون الصلاة على النبي تكون صلاة المسلم غير صحيحة وغير مقبولة"

وكل الحديث السابق لا أساس له فى كتاب الله وإنما هى أقوال منسوبة لبشر لا تصح لأن محمد(ص) مأمور بالصلاة على المسلمين بقوله تعالى " وصل عليهم"
ويزعم الرجل صلاة المسلمين لله ومحمد معا فيقول:
"والسؤال: لماذا وكيف؟ هل يعبد المسلم الله أم محمد؟ الحقيقة أنه يعبد الإثنين ويصلي للإثنين وإلا لما كان عدم الصلاة على محمد تبطل الصلاة إلى الله بذاته؛ فأصبح الصلاة لله لا تمرر إلا عن طريق الصلاة على محمد وهذا هو الإشراك في العقيدة الإسلامية "

وهو كلام مجنون فلماذا لم يقل أن عبادة للمسلمين أيضا بقوله" أولئك عليهم صلوات من ربهم"؟
الصلاة من الله تعنى رحمة المخلوق والصلاة من المسلمين ومن الرسول(ص) على بعضهم دعاء بالاستغفار وهو طلب الرحمة من الله بالعفو عن الذنوب
ثم قال :
"ويقدم لنا ابن كثير حديث صحيح من كثيرين يقول (قال سمع رسول الله (ص)رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله (ص)عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدا بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)
فها هو النبي بذاته يحتم الصلاة عليه"

وهذا حديث باطل فالصلاة ليست سوى ذكر الله وحده كما قال تعالى " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وقال" فاسعوا إلى ذكر الله"
ومن ثم محمد(ص) لم يقل هذا الحديث ولا غيره مما ينسب به فى ها الكتاب
ثم قال :
"بل إنه يؤكد ذلك فيقول (عن رسول الله (ص)أنه قال لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا صلاة لمن لم يصل على النبي)
لا صلاة لمن لا يذكر اسم الله ولا صلاة لمن لا يصلي على محمد (الله ومحمد)لا صلاة لمن لم يصل على النبي"

والحديث باطل فلا علاقة للصلاة المعروفة بالصلاة على النبى (ص) لكونها ذكر لله أى قراءة لبعض كتابه كما قال " فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والعبارة ولا صلاة لمن لم يصل على النبة(ص) توجد فى كتب الحديث المعروفة وإنما زيادة موجودة فى كتب الضعاف
كما أن الصلاة أحيانا تجوز من غير وضوء أو طهارة للمجاهدين فى وقت الحرب وهم عابرى السبيل كما قال تعالى :
"لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا"
وهى صلاة مقبولة
ثم قال :
"وحتى يزرع محمد هذا الشرك في المسلمين ويفصلهم عن العبادة الخالصة لله إدعى يوما فقال (إن جبريل (ص) قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه)"
والصلاة هى السلام أى الرحمة لمن يصلى أى يستغفر أى يدعو الله للنبى(ص) بالرحمة وهو كما بصبى ويسلم على النبى يسلم أى يرحم المؤمنين بصلاة النبى(ص) لهم كما :
" وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم"
ثم قال :
"وقال محمد لعمر ابن الخطاب (إن جبريل أتاني فقال من صلى عليك من أمتك واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ورفعه عشر درجات)
هكذا تمنح الدرجات؛ لا بالسلوك القويم وبإرضاء الله بالإيمان؛ وإنما بالصلاة على محمد تمنح الدرجات ولاحظوا ربط الدرجات في الآخرة بالصلاة علية ولم يربطها بالصلاة لله وقفة
إذن الصلاة على النبي غير الصلاة على المؤمنين فالصلاة على النبي تمنح من خلالها على درجات في الجنة ألا يحق لنا أن نقول بأنه إله يعبد "

والرسول الخاتم(ص) لم يقل تلك الرواية لأنها تخالف القرآن فالجنة درجتين كما قال " فضل الله المجاهدين بأموالهم ,أنفسهم على القاعدين درجة"وهو لا يمكن أن يخالف القرآن ومن ثم فالحديث موضوع
ثم قال :
فهل نقول بعد ذلك إنها رحمة أو بركة؟
"دعونا نتقدم في البحث وما زلت أتابع ابن كثير حيث أنني وجدت أن الصلاة على محمد تأخذ وضعا أغرب من ذلك فهي بمثابة زكاة للمسلم
فجاء في الحديث الذي يستشهد به ابن كثير (عن كعب عن أبي هريرة عن النبي (ص)قال صلوا علي فإنها زكاة لكم)
فهل الصلاة على المؤمنين فيها زكاة أيضا؟ لنكن أمناء في البحث"

والحديث رغم صحة معناه فإن الرجل لم يفهم أن الزكاة تعنى تطهيرهم من الذنوب باعتبارها همل صالح أى حسنة والحسنة تمحو الذنوب كما قال تعالى :
"إن الحسنات يذهبن السيئات"
ثم قال :
بل إن في الصلاة على محمد غفران للخطايا؛ حيث يقدم لنا التفسير هذا الحديث عن محمد فيقول (قال رسول الله (ص)من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات)
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة وغفران الخطايا هذه الأحاديث التالية الخطيرة
أنه قيل له: يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: " إن الله وملائكته يصلون على النبي " فقال النبي (ص) (هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به إن الله تعالى وكل بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي علي إلا قال ذلك الملكان غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذلك الملكان لا غفر الله لك وقال الله تعالى وملائكته لذينك الملكين آمين)
فهل الصلاة على أي نبي أو على المؤمنين تغفر الخطايا أيضا؟"

والحديث موضوع لمخالفته القرآن فى أن ثواب الحسنة هى عشر حسنات كما قال " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" والحسنات تذهب كل السيئات وليس عشر فقط كما قال" إن الحسنات يذهبن السيئات"
والحديث الثانى عن وجود الملكين عند قبر محمد(ص) فى الأرض باطل أن الملائكة تخاف من نزول الأرض لعدم اطمئنانها فهى فى السماء لا تنزل كما قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم لم يقل محمد(ص) أى شىء مما زعم هذا الكافر الذى قال :
لا شك أن هناك صلاة خاصة لمحمد؛ حيث يقدم لنا ابن كثير الكثير من الأحاديث؛ وإليكم هذا الحديث الصحيح (ومن ذلك في صلاة العيد أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة يوما قبل العيد فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه؟ قال عبد الله فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتركع ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي (ص)ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وأبو موسى صدق أبو عبد الرحمن إسناد صحيح) فكل مرة يحمد فيها الله لا بد من أن يصلي على محمد "
والحديث باطل مضاد لكل الأحاديث المعروفة فحمد الله لا يتبعه الصلاة على النبى (ص) إنما تأتى الصلاة فى أخر الصلاة ولا يعتبر التشهد عمل من أعمال الصلاة عند الفقهاء والرجل بالطبع يقول بصحة إسناد الحديث ولا أدرى من أين قال هذا؟
ثم قال:
"الأمر يحتاج إلى مراجعة مع النفس
وهاكم هذا الحديث الخطير
عن عمر بن الخطاب قال: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك حتى الدعاء؟ الدعاء يقف بين السماء والأرض؛ ومفتاح دخوله السماء هو أن تشرك وتصلي على محمد؟ من الواضح في العبادة الإسلامية أن كل شيء مرهون بمحمد"

الحديث ليس منسوبا للنبى(ص) وإنما نسبه لعمر وهذا الحديث موضوع وأهل الحديث لا يعتبرونه حديثا صحيحا وهو مخالف للقرآن فاستجابة الدعاء مرتبط بشىء واحد وهو مشيئة الله كما قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
ثم قال :
وفي تفسير القرطبي للآية السابقة يسوق لنا الأحاديث التالية
(من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله)
وكذلك في تفسير القرطبي هذه الأحاديث الخطيرة:

وقال سهل بن عبد الله: الصلاة على محمد (ص)أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته ثم أمر بها المؤمنين وسائر العبادات ليس كذلك قال أبو سليمان الداراني: من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدا بالصلاة على النبي (ص) ثم يسأل الله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي (ص)فإن الله تعالى يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يرد ما بينهما وروى سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه قال: الدعاء يحجب دون السماء حتى يصلى على النبي (ص) فإذا جاءت الصلاة على النبي (ص)رفع الدعاء وقال النبي (ص) (من صلى علي وسلم علي في كتاب لم تزل الملائكة يصلون عليه ما دام اسمى في ذلك الكتاب)
ومن الفروق بين الصلاة على الأنبياء والمؤمنين والصلاة على النبي محمد؛ أنه حتى الوعظ لا يصح إلا بالصلاة على محمد (يجب على الخطيب أن يصلي على النبي (ص)يوم الجمعة على المنبر في الخطبتين ولا تصح الخطبتان إلا بذلك لأنها عبادة وذكر الله شرط فيها فوجب ذكر الرسول (ص)فيها كالأذان والصلاة هذا مذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله)

هنا تكتمل المهزلة فطالما ذكر اسم الله لا بد أن يذكر شريكه فمن ذا الذي يسمو لمرتبة الله ليكون اسم الله بدونه ناقصا وغير لائق إلا به هذا شيطان
ثم يقول (لا تصح الصلاة على أحد إلا على النبي (ص)ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة)لاحظتم الفرق يدعى للمسلمين بالمغفرة؛ ولكن الصلاة على محمد فقط؛ وكذلك بالصلاة عليه تمح الخطايا"

وكل هذه الأحاديث باطلة لا يصح منها شىء وكذلك الأقوال المنسوبة للنبى (ص) والرجل ينقل الروايات دون أن يلاحظ تناقضها وأى واحد كذاب يحاول تجميل نفسه لن يجعل كلامه يتناقض ففى حديث سابق ذكر ذكر الله أولا وفى الروايات السابقة ذكر الصلاة على النبى(ص) أولا ولم يذكر الله اطلاقا والأقوال المنسوبة للفقهاء ليست دليلا فى الإسلام لأن الدليل هو كلام الله أى الوحى
ثم قال :
"فهذا الحديث يفصل أيضا ويوضح الفرق في الصلاة على النبي
أن كعبا دخل على عائشة فذكروا رسول الله (ص)فقال كعب: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفون بالقبر يضربون بأجنحتهم يصلون على النبي (ص)سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه
الملائكة تصلي وتسلم على القبر وتضرب القبر بأجنحتها غريب
وأختم من القرطبي فللملائكة دور كبير"

الحديث باطل لأنه يكذب القرآن فى كون الملائكة لا تنزل من السماء للآرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال :
"عن محمد بن عبد الرحمن أن رسول الله (ص)قال: (ما منكم من أحد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول يا محمد هذا فلان بن فلان يقرأ عليك السلام فأقول وعليه السلام ورحمة الله وبركاته) وروى النسائي عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص) (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) قال القشيري والتسليم قولك: سلام عليك
فأرجو من الأحباء المسلمين أن لا يقولوا فيما بعد ذلك أن الصلاة على النبي محمد هي رحمة وبركة مثل الصلاة على المسلمين"

وكل هذا الحديث من خلال أحاديث باطلة لا يمكن أن يقولها صادق فضلا عن كاذب يحاول خداع الناس فالحديث الأول يذكر أن المبلغ جبريل والثانى يقول أنهم ملائكة سياحين فى الأرض والكل مخالف لعدم نزول الملائكة الأرض لخوفهم كما قال:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم قال عن ـدلته الباطلة:
"ألا يكون بهذه المقاييس محمد إلها إلى جوار الله؟
(2) المقام المحمود
نقرأ في سورة الإسراء 79 "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا"
وهذه أيضا صفة ألوهية جديدة لمحمد نتابعها في التفاسير المختلفة
ابن كثير
قال مجاهد: وهو في المسند عن أبي أمامة الباهلي وقوله " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " أي افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاما محمودا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم تبارك وتعالى
قال أكثر أهل التأويل ذلك هو المقام الذي يقومه محمد (ص)يوم القيامة للشفاعة للناس ليريحهم ربهم من عظم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم
ومن ذلك أنه يشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فيردون عنها وهو أول الأنبياء يقضي بين أمته وأولهم إجازة على الصراط بأمته وهو أول شفيع في الجنة كما ثبت في صحيح مسلم
لاحظوا فمحمد يخرج أناس محكوم عليهم بالنار يخرجهم من النار
هذا عمل الله فقط وهم يستهينون بالأمر ويسمونه شفاعة

وفي حديث الصور أن المؤمنين كلهم لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته وهو أول داخل إليها وأمته قبل الأمم كلهم ويشفع في رفع درجات أقوام لا تبلغها أعمالهم وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة لا تليق إلا له وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة للعصاة شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيشفع هو في خلائق لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى ولا يشفع أحد مثله ولا يساويه في ذلك
ثم يتدرج المقام المحمود من الشفاعة إلى مكانة النبي وهنا تبدأ الخطورة فلاحظوا معي التدرج
ففي ابن كثير أيضا قال الأنصاري يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال:" ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم عليه السلام فيقول اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعده مستقبل العرش ثم أوتي بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد فيغبطني فيه الأولون والآخرون
أين مكانه الآن عن يمين العرش المسيحي يعرف جيدا ماذا يعني يمين العرش
لاحظوا تدرج المقام المحمود ففي البداية الشفاعة وهذه الشفاعة لا بد أن تصدر من شخص له مكانة لا مشكلة فالآن هو مكانه إلى يمين العرش ثم ماذا يا رسول الله؟
لم يكتفي الشيطان بأن يكون عن يمين العرش وإنما مراده العرش ذاته وقد نجح وإليكم الدليل وكيف تكون الشفاعة

قال آخرون: بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيه أن يبعثه إياه هو أن يقاعده معه على عرشه ذكر من قال ذلك: 17068 - عن مجاهد في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه معه على عرشه
إنتظروا أحبائي فهذه ليست النهاية لأنه قامت بهذا الرأي مشادات كثيرة
فيزيدنا الطبري من الأحاديث فيقول:

وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله (ص)وأصحابه والتابعين فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا (ص)على عرشه قول غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله (ص) ولا عن أحد من أصحابه ولا عن التابعين بإحالة ذلك ...
قالوا: فإذا كان ذلك كذلك وكان الله عز وجل فاعل الأشياء ولم يجز في قولهم: إنه يوصف بأنه مماس للأشياء وجب بزعمهم أنه لها مباين فعلى مذهب هؤلاء سواء أقعد محمدا (ص)على عرشه أو على الأرض إذ كان من قولهم إن بينونته من عرشه وبينونته من أرضه بمعنى واحد في أنه بائن منهما كليهما غير مماس لواحد منهما وقالت فرقة أخرى: كان الله تعالى ذكره قبل خلقه الأشياء لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ثم خلق الأشياء فأقامها بقدرته وهو كما لم يزل قبل الأشياء خلقه لا شيء يماسه ولا شيء يباينه ...
وقالت فرقة أخرى:: فكذلك كان قبل خلقه الأشياء يماسه ولا يباينه وخلق الأشياء فماس العرش بجلوسه عليه دون سائر خلقه فهو مماس ما شاء من خلقه ومباين ما شاء منه فعلى مذهب هؤلاء أيضا سواء أقعد محمدا على عرشه أو أقعده على منبر من نور إذ كان من قولهم: إن جلوس الرب على عرشه ليس بجلوس يشغل جميع العرش ولا في إقعاد محمد (ص)موجبا له صفة الربوبية ولا مخرجه من صفة العبودية لربه كما أن مباينة محمد (ص)ما كان مباينا له من الأشياء غير موجبة له صفة الربوبية ولا مخرجته من صفة العبودية لربه من أجل أنه موصوف بأنه له مباين كما أن الله عز وجل موصوف على قول قائل هذه المقالة بأنه مباين لها هو مباين له
قالوا: فإذا كان معنى مباين ومباين لا يوجب لمحمد (ص)الخروج من صفة العبودة والدخول في معنى الربوبية فكذلك لا يوجب له ذلك قعوده على عرش الرحمن ...
وأخيرا يترك الله عرشه لمحمد وينجح الشيطان فاسمعوا ما ينهي به شيخ المفسرين الطبري كلامه بأحاديث موثقة
عن عبد الله بن سلام قال: إن محمدا (ص)يوم القيامة على كرسي الرب بين يدي الرب تبارك وتعالى وإنما ينكر إقعاده إياه معه
ونختم بالقرطبي الذي يورد أيضا أحاديث هامة فيقول
ذكر هذا في باب ابن شهاب في حديث التنزيل وروي عن مجاهد أيضا في هذه الآية قال: يجلسه على العرش وهذا تأويل غير مستحيل
فأخيرا لحل هذه المشكلة يترك الله عرشه لمحمد ويجلس عليه محمد ألم أقل لكم منذ البداية ما هي خطة الشيطان أن يجلس على كرسي الله وها هو ينجح من خلال محمد والإسلام "

وكل الحديث السابق حتى الأحاديث المنسوبة للنبى الخاتم(ص) ليس فيها ذكر للجلوس على العرش والرواية الوحيدة تقول عن يمينه واليمن لا يعنى جلوسا على العرش وأما باقى الأقوال فهى تفسيرات منسوبة للتابعين وكلها مخالف لكتاب الله ومن ثم ليس هناك أى دليل مع اليهودى على ما ذهب إليه وإنما هو من يحاول استنتاج ما لا يستنتج
وحتىحديث ابن سلام لا يمكن استنتاج أنه اقعده معه على العرش لأن بين يديه حسب ما يعرفه الناس وقوفه أمامه وكل هذا الأحاديث باطلة لأنها تجعل الله كالمخلوقات جالس على عرش مصنوع بينما النص القرآنى يقول أن الكرسى أى العرش مجرد رمز كما قال تعالى:
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
فلم يقل أنه جالس عليه أو تحمله الملائكة مع العرش
ثم قال :
(3) الاسم : محمد:
لاحظوا معنى الاسم أيها الأحباء فهناك فرق بين محمد ومحمد المحمد هو الله فهي من كلمة مسبح؛ وهذه الصفة لله فقط؛ ويجب أن تكون صفة العبد مسبح ومحمد بينما نجد رسول الإسلام اسمه محمد
ولفت نظري هذا الاسم كثيرا ولم أتقبله وحاولت أن أفهم هذا الاسم من المراجع لإسلامية فربما اسمه محمد دون أن يقصدوا معنى الاسم غير أنني فوجئت بغير ذلك وصدمت بأن الاسم مقصود وإليكم ما وجدته في المراجع
السيرة الحلبية- باب نسبه الشريف ج1 ص47
(وعن جابر بن عبد الله قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء؛ قال: يا جابر إن الله تعالى قد خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره؛ وأنه أصل لكل موجود) ص115
(وكما أن لله عز وجل ألف اسم؛ للنبي ص ألف اسم)
وقال جده (أسميته محمدا حتى يحمده الله في السماء وتحمده الناس على الأرض)ص116
(أن جده سماه محمدا بإلهام من الله تعالى تفاؤلا بأن يكثر حمد الخلق له؛ لكثرة خصاله الحميدة التي يحمد عليها؛ ولذلك كان أبلغ من محمود وإلى ذلك يشير حسان يقول: فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد) ص116
(وفي الخصائص الصغرى: وخص ص باشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وبأنه ص سمي أحمد ولم يسم به أحد قبله)ص118
(وأما هذا فهو الذي يحمده أهل السماء والأرض وأهل الدنيا والآخرة؛)
إذن فتأليه محمد واضح ويصب في إطار الصلاة له؛ وعرش الله له؛ واسمه ليحمده الله والناس من في السماء ومن على الأرض؛ ونوره من نور الله "

الرجل هنا لم يجد حديثا يستدل به فالحديث الأول ليس فيه ذكر اسمه وإنما كونه سبب الخلق وهو حديث باطل لأن سبب الخلق ابتلاء الناس كما قال تعالى ""وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
وبقية المستشهد به كلام لجده وهو كافر وكلام للفقهاء وليس بنصوص من الوحى فهو استشهاد بأدلة ليس أدلة
والاسم لا يعنى مسبح من الغير لأن معناه شاكر لله مطيع لله
وأما اخر ما تحدث عنه فهو الإيمان فقال :
"(4) الإيمان
من الواضح أن كل شيء في الإسلام وفي العبادة الإسلامية مرتبط بمحمد؛ حتى الإيمان بالله يعتبر إيمانا ناقصا لو لم يشترك محمد مع الله فيه يعني موسى نادى للشعب بعبادة الله؛ ولم يرغم أحد على الإيمان بنبوته؛ ولم يزعم موسى بأن الذي لا يؤمن به يصبح إيمانه بالله ناقصا غير أننا في العقيدة الإسلامية نرى عجبا؛ فإيمان المسلم يعتبر ناقصا والله غير كاف لوحده؛ بحيث لو أن الإنسان قال لا إله إلا الله ولم يكمل الشهادة فهو كافر بالرغم من أنه يؤمن بوحدانية الله وسلطانه المطلق على الحياة وأنه هو خالقها ومبدعها وواضع قوانينها إلا أن هذا الإله العظيم لا قيمة للإيمان به إلا أن يشرك به محمدا
ومعنى هذا أن الوحدانية ليست هي جوهر العقيدة الإسلامية؛ وإنما جوهر القرآن والعقيدة الإسلامية هو الإيمان بنبوة محمد "

الرجل هنا لا يفهم أن من انكر أى حكم من الإسلام كفر وليس نبوة محمد(ص) وحده بدليل أنه اعتبر من كفر برسول أو عدة رسل كافر فقال "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض"
والنص يقول أن الكفر ببعض كفر بالكل كما قال "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب"
إذا بطل ما قاله الرجل فالكفر بموسى كالفر بمحمد(ص) كالكفر بأى ؤسول(ص) أخر
وحدثنا عن الآيات المعجزات فقال :
"والآن أود أن ألقي الضوء على موضوع آخر ومهم يقول القرآن
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى ابن مريم البينات (المعجزات) وايدناه بروح القدس "
وهنا نرى الرسل درجات بعضهم أفضل من بعض فالبعض كلمه الله وبعضهم أيده بالمعجزات وبالروح القدس لكن ترى أين محمد منهم هل كلمه الله أو أيده بالمعجزات؟ لا بل إنه الوحيد الذي لم يكلمه الله ولم يؤيده بمعجزة واحدة
محمد لم يكلمه الله: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي بأذنه (جبريل)
وهنا الوحي من الله مباشرة او من وراء حجاب او عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي وهو الذي ادعاه محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله وإنما حسب زعمه الله
محمد الوحيد بلا معجزة: قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية (معجزة) كما ارسل الاولون
يقولون لولا انزل عليه اية (معجزة) فانتظروا واني معكم من المنتظرين

سنريهم آياتنا في الأفاق حتى يتبين لهم انه الحق
وهنا طالب العرب في جهلهم وجاهليتهم بأن يأتيهم النبي بمعجزة كما أرسل الله السابقين حتى يصدقوه ووعدهم النبي بأيات في الافاق وانتظروا وكان النبي معهم من المنتظرين لكن هل جاء بمعجزة فعلا؟ لا
ما منعنا أن نرسل بالآيات الا ان كذب بها الأولون وما نرسل بالآيات الا تخويفا
وهنا اعترف القران ان الله لن يرسل معجزات على يد النبي بعد ان وعدهم "

وما جهاه الرجل أن الله منع الآيات عن الناس فقط كما قال " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وأما النبى(ص) نفسه فقد آتاه الله آيات أى معجزات كعروجه للسماء ورؤيته للجنة وسدرة المأوى وفى هذا قال تعالى " لنريه من آياتنا الكبرى" وقال" لقد رأى من ىيات ربه الكبرى"
وأما عدم كلام الله له فيكذبه قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى"
وحاول الرجل اثبات تناقض القرآن فقال :
"وتعليل القران أن ارسال الآيات كان تخويفا للبشر لكن قصص القران يدل على ان اكثر الناس كفرا وانكارا لله عندما رأوا الآيات امنوا:
واوحينا الى موسى ان الق عصاك والقى السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى
وهنا امن السحرة لما شاهدوا المعجزة"

بالقطع ما ذكره الرجل إيمان السحرة لم يكن إيمان لكل الناس سواء قوم فرعون أو بنى إسرائيل لكفر أكثرية القومين ولذا أهلك الله قوم فرعون واستثنى منهم السحرة المؤمنين وزوجة فرعون والرجل المؤمن منهم فلم يكن هناك إيمانا جماعيا لأن السحرة لن يزيدوا مهما بلغ عددهم عن مائة أو مائتين
وتحدث عن ذنوب محمد(ص) فقال :
"محمد المذنب دائما: يأيها النبي اتق الله وتخشى الناس والله احق ان تخشاه
عبس وتولى ان جاءه الاعمى
يأيها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم
استغفر لذنبك وللمؤمنين
تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار
ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
مما تقدم نجد ان النبي لا يتقي الله ولا يخشاه ويحرم ما احل الله ليرضي نسائه وتاب الله عليه كما على المهاجرين والانصار وذنوبه لن تنتهي فله من الذنوب ما تقدم وما تأخر"

وكل هذا الكلام هو اثبات لبشرية محمد(ص) التى نفاها الرجل فى أكثر من نصف كتابه باعتباره إلها مزعوما ومحمد(ص) بشر مثله مثل موسى مثل داود مثل كل رسول كل واحد منهم كان به ذنوبه التى تاب منها والعهد القديم ينسب للكل ومنهم موسى(ص) ذنوبا كقتل الرجل من قوم فرعون ومع هذا لم يقل لأنها تدل على نقص فى موسى(ص) أو غيره
وتحدث عن موت النبى(ص) فقال:
"موت النبي: جاء في كتاب صحيح البخاري باب مرض النبي وكتاب الطبقات الكبرى لأبن سعد ذكر ما سم به رسول الله خلاصة الأمر كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه:
يا عائشة ما ازال اجد الآم الطعام الذي اكلته في خيبر وهذا اوان انقطاع ابهري (وريد بالقلب أي انقطاع اجله)
وكانت امرأة يهودية هى زينب بنت الحارث امرأة سلام ابن مشكيم اهدت النبي شاة مسمومة لتقتله لأنه قتل اباها وعمها وزوجها فقتلها بعد أن سممته

فأين جبريل والوحي والنبوة؟ فلماذا لم يخبره بأمر الشاة المسمومة وجعل أشرف خلق الله يموت بيد امرأة يهودية ؟"
وكل ما قالع من أحاديث هو كلام مخالف للقرآن فلا يمكن أن يؤذى النبى(ص) جسديا لقوله تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
وقوله " إنا كفيناك المستهزئين"
وتحدث عن دفنه فقال :
"دفن النبي:
عن ابراهيم قال: لما قبض النبي كان ابو بكر غائبا فجاء بعد ثلاثة ايام ولم يجترئ احد ان يكشف عن وجهه حتى اربد بطنه (انتفخ) فكشف ابو بكر عن وجهه وقبل بين عينيه وقال من كان يعبد محمدا فمحمدا قد مات
ان محمدا قد مات وتركه عمر ابن الخطاب في حرارة الجزيرة العربية ثلاثة ايام حتى يصعد كعيسى ابن مريم لكنه لم يصعد بل انتفخ بطنه وانتن رغم ان عمر كان واقفا وبيده السيف ليقطع اعناق من يقول ان محمدا قد مات فلا احد يجرؤ ان يكشف الغطاء عن وجهه وكان ابو بكر غائبا ثلاثة ايام ترى هل حقا نبي الله واحب خلق الله لله؟؟؟ يتركه تحت رحمة عمر وخيالاته حتى انتن وجيف؟
لم يحدث ان نبيا من انبياء الله الحقيقيين جاز عليه السحر والسم وانتن غير محمد"

وهذه الأحاديث لم تحدث والنبى الخاتم(ص) دفن على الفور وأما النتانة فهى مصير كل جثة أيا كانت وهى ليست دليل على شىء وأما العهد القديم فيحكى سحر السحرة لسليمان(ص) مدة ويحكى قتل العديد من الرسل (ص) وهو كلام هو ألأخر بلا دليل سوى الكتاب المحرف

الأحد، 29 يناير 2023

نظرات فى كتاب المارمونية خدعة تحولت إلى دين

نظرات فى كتاب المارمونية خدعة تحولت إلى دين
الإسلام والمارمونية تشابه الدعوتين والكتاب مقال من كتاب: الله ليس أكبر تأليف كريستوفر هيتشينز وقد ترجمه أحد الملحدين يسمى نفسه خليل فكرى والمقال يستهل بذكر أن دين المارمون قد أسسه رجل بشرى كما فى دين الإسلام فقال :
"إذا كان أتباع النبي محمد بعد إدراكهم للقرآن النقي الخالي من الأخطاء قد أَمِلوا أن يضعوا حداً لأي وحي " في المستقبل"، فإنهم وصلوا إلى ذلك الآن، و من دون ان يكون معهم مؤسس دينهم، فإن دينهم هو الاسرع بين الأديان نمواً. وهم لم يكونوا يتوقعون أن يأتي نبي (من نوع الثدييات الذي ينتمون هم إليه؟) بعبادة سخيفة ويتخذ من نبيهم مثالاً يقتديه. و كنيسة يسوع المسيح، قديسو اليوم الأخير– و قد عرفت فيما بعد بالمورمون_[راجع ويكيبيديا- المترجم] أسسها إنتهازي موهوب رغم أن صياغته لكلامه كانت منتحلة وبشكل صريح من المسيحية فإنه كان يعلن قائلاً "إنني سوف أكون بالنسبة لهذا الجيل محمداً جديداً" و قد تبنى لمعركته شعاراً من كلماتٍ، ظن أنه تعلمها من الإسلام، و الكلمات هي " القرآن او السيف" وكان يقولها بالإنكليزية:
“ Either the Al Koran or the sorwd”
و كان من جهله بالغاً حداً أوقفه عن أن يدرك أن استعماله " ال التعريف" العربية لم يعد يسمح له بإستعمال مقابلها الإنكليزي
the
لكنه في حالته كان مشابهاً لمحمدٍ في قدرته على الاستعارة من كتب الآخرين المقدسة."
والمؤلف هنا يدعى أن محمد(ص) هو من ألف الدين من عنده وهو يقول أى كلام دون دليل وهو يبين أن جوزيف سميث فعل ما فعله محمد(ص)
ويتهم المؤلف جوزيف سميث أن ما صنعه من دين جديد هو من قبيل احتياله ونصبه على الناس فى البحث عن الذهب وهو شاب فقال :
"في اذار من عام 1826حكمت محكمة في بان بريدج، نيويورك على رجل عمره 21 عاماً أنه " شخص مخالف للنظام و محتال." و الظاهر ان جميع الناس قد سُمعوا عن جوزيف سميث الذي اعترف في المحكمة بأنه سلب المواطنين عن طريق تنظيم حملة مسعورة من الحفر والتنقيب عن الذهب كما ادعى كذلك أنه يملك قوة غامضة يستطيع بها " استحضار الأرواح""
وتحدث المؤلف أن جوزيف سميث عاد لواجهة الإعلام من خلال اعلانه اكتشافه كتاب المورمون من خلال ألواح ذهبية زعم أن الكتاب مكتوب عليها وساعده على النجاح أن المنطقة التى كان يعيش فيها من يعيشون فيها مؤمنون بعودة المسيح مرة أخرى وكانت مليئة بآثار الهنود الحمر وهو قوله:
"ومع هذا وبعد أربع سنوات عاد إلى واجهة الصحف المحلية (الصحف التي قد يقرأها كل الافراد من ابناء المجتمع) فأخذت تكتب أنه قد اكتشف "كتاب المورمون" و كان هذا الرجل يمتلك ميزتان محليتان هائليتين لم يكن يمتلكهما غيره من المشعوذين ولا غيره من الدجالين:
أولاهما هي أنه يعمل في نفس المنطقة المحمومة بالتقوى و الورع التى أعطتنا من قبل الشاكرز (وهم فرقة بروتستانتية تقول بظهور ثان للمسيح ويكيبيديا) وكثير من مدعي النبوة الأميركيين وقد غدت تلك المنطقة مشهورة بهذا الاتجاه الذي يحل فيها حتى دعيت بـ "المنطقة المحترقة" بناء على ما اشتهرت به من استسلام للمتدينين المخبولين واحداً إثر آخر.
وثانيهما، أنه كان يعمل في منطقة ليست مماثلة للأصقاع الأخرى المفتتحة حديثاً في أميركا الشمالية، من حيث أنها كانت تمتلك معالم أثرية من التاريخ القديم.
ولقد تركت الحضارة الهندية التي انغلبت على أمرها وتلاشت تركة كبيرة من التلال المستخدمة مدافن وعندما اُنتُهِكَت تلك المدافن بشكل عشوائي ومن دون خبرة تبين أنها تحتوى ليس على عظام فحسب بل انها احتوت أيضاً على نتاج صنعي من حجارة ونحاس وفضة مطرّقة ولقد تواجد ثمانية من تلك المواقع على بعد اثني عشرة ميلاً من المزرعة القليلة الإنتاج التي تدعوها " سميث فاميلي" بيتها. و لقد كان هناك مدرستان أو زمرتان متساويتان في الحماقة و مسحورتان بالإهتمام بالقضايا التالية: الأولى هي زمرة المنقبين عن الذهب و المتنبئين بمواقع الكنوز الذي جلبوا معهم عصيهم السحرية و بلوراتهم، و امتلأ المكان بالتافهين التائهين في التفتيش الربح، و الثانية هي زمرة مؤلفة من الآملين في العثور على مدافن القبيلة الضائعة من بني اسرائيل. و دفع ذكاء جماعة " سميث فاميلي " أن دخل أعضاؤها في عضوية الزمرتين أعلاه فتوحد الطمع مع الأنثروبولوجية القليلة النضج"
ويحكى المؤلف حكاية إنشاء الدين الجديد فيقول :
"والقصة الحقيقة لذلك الدجال تكاد تكون مربكة في قراءتها، و تكاد تكون في الوقت نفسه مربكة في سهوله الكشف عنها (و أفضل ما ورد عنها جاء بواسطة د فاون برودي، فإن كتابه الذي أصدره عام 1945 بعنوان لا أحد عرف قصتي كان محاولة يقوم بها مؤرخ محترف يريد بها أن يضع ألطف "تأويل" ممكن فيما يتعلق بـ " أحداث" معينة) و الذي حصل، باختصار، هو ان جوزيف سميث أعلن أن ملاكاً إسمه "موروني" قد زاره (ثلاث مرات، كما هو معتاد) وأعلمه أن هناك كتاباً " مكتوباً على صفيحة من ذهب" و فيه شرح للأصول التي جاء منها الناس الذين يعيشون في الجزء الشمالي من القارة الأميركية، مع شرح لحقائق العهد الجديد وأن فيه، علاوة على ذلك، حجران سحريان، موضوعان على "درع الصدر" المزدوج "اوريم ثوميم من العهد القديم، و هما قادران على مساعدة سميث في ترجمة الكتاب الأنف الذكر و بعد صراعات، جاء ذلك "الجهاز" المدفون إلى بيته في 21 أيلول من عام 1827، بعد ثمانية عشرة شهراً من الحكم عليه بالإحتيال و بعدها شرع يعد العدة لإعداد ترجمة للكتاب.
وفي المحصلة خرج " الكتاب" فكان تسجيلاً وضعه أنبياء قدماء، بدءاً بـ "نيفي" إبن "ليفي" الذي فر من اورشليم في عام 600 قبل الميلاد وجاء إلى أميركا ورافقتهم في ترحالهم التائه المتتالي، ورافقت ذرياتهم المتعددة من بعدهم معارك و لعنات و ويلات."
هذه الاعلان عن الملاك والكتاب وترجمته المزعومة من قبل سميث على شاكلة العهد القديم ولكن الرجل نجح فيما لم ينجح فيه كتبة العهد القديم وهو تقليل التناقضات وتقليل الخرافات المستحيلات فيه
ويستشهد المؤلف على فساد هذا الدين بأن سميث رفض أن يظهر اللوح الذهبى لأى إنسان أخر زاعما أن من يراه غيره سموت فقال :
"كيف حدث للكتاب ان يخرج بهذه الطريقة؟ لقد رفض سميث أن يُري الصحيفة الذهبية لأيٍ كان، مدعياً أن الأعين الأخرى غير عينيه لو رأتها لانتهت بصاحبها إلى الموت"
وكل ما استطاع المؤلف أن يربط فيه الإسلام بالمارمونية هو أن سميث كان أميا لا يقرأ ولا يكتب واستعان بزوجته وجاره لكتابة الترجمة عن طريق لحاف وانه كرر كلمة اقرأ عدة مرات وفى هذا قال :
"لكنه واجه مشكلة هي واحدة من المشاكل المألوفة لدى دارسي الإسلام من الطلاب كان عفوياً في غاية العفوية وكان يتحدث بطلاقة تامة عندما يدخل في نقاش أو رواية قصة من نسيجه، وعلى هذا تشهد الكثير من الروايات لكنه كان أمياً، أي أن أقصى ما يستطيعه في القراءة هو القليل القليل جداً و لم يكن يستطيع أن يكتب من هنا كان من الضروري جداً أن يكون معه من يكتب له بكل ما تمليه مواهبه من كلام و كانت الكاتبة الأولى عنده هي زوجته "إيما"، و بعدها عندما اقتضى الأمر بالضرورة مزيداً من الأيدي، تلاها جارٌ له قليل الحظ إسمه مارتن هارس فقد سمع هذا الجار جاره سميث يتلو كلمات "أشعيا 29 الآيات 11 - 12، المتعلقة بوصية يتكرر فيها أمر "إقرأ"، فرهن مزرعته للمساعدة في المهمة وانتقل ليكون من كتبة سميث جلس مارتن على طرف حِرام متدلٍ في عرض المطبخ، وجلس سميث على الجانب الآخر ومعه حجرا الترجمة، وراحا يتناغمان من خلال الحرام المعلق بينهما ولكي يسبغ سميث مزيداً من "السعادة" على المشهد، أنذر هاريس أنه لو ألقى نظرة خاطفة على الصحيفة الذهبية أو نظر إلى النبي لألتصق في مكانه حيث هو ومات. ..."
ويحدثنا المؤلف عن سرقة زوجة جاره للصفحات التى كتبها زوجها مما أمره سميث وتحديها لسميث أن يكررها حتى لا يظهر كذبه فقال :
"لم يكن للسيدة هاريس نصيب من هذا كله، و كانت غاضبة من زوجها في الأصل لعدم مبالاته بها فسرقت المائة وست عشرة ورقة الأولى التي أُمليت على زوجها وتحدت السيد سميث أن يعيد إنتاجها لو استطاع _مُسَلِّمَةً له جدلاً بانه موهوب و بأنه يُوحى إليه-. (امرأة بهذا التصميم لا تظهر إلا مرات نادرة جداً في تاريخ الأديان.) بعد أسابيع قليلة سيئة جداً مرت عليه، جوبه المهندس سميث بوحي آخر معاكس. ولم يكن يستطيع أن يكرر إنتاج النسخة التي سرقت، فهي قد تكون الآن في أيدي الأشرار و هو منذ الآن مكشوف لتأويل يأتيه من "آيات شيطانية" في حين أن الله حسب ما تقول كل النبؤات قد أمد العالم ببعض الصحائف الصغيرة، لكن والحق يقال، إن صحيفة "نيفي" بالذات، هي الصحيفة التي قدمت أخباراً شبيهة بقصة سميث وخلال مدة من العمل طويلة جداً، استؤنف العمل في الترجمة، وراح يجلس كاتب جديد وراء الحِرام كلما ... دعت الحاجة، وعندما اكتملت الترجمة نقلت الصحيفة الذهبية إلى السماء، ويبدو أنها ما زالت هناك حتى الآن"
والحكاية يحاول المؤلف أن يربط المسلمين بها من خلال نفس الأمر السابق وهو أمية الرجلين
و يقول أتباع مورمون، في بعض الأحيان، ما يقوله المسلمون، وهو أن المسألة لا يمكن أن تكون خداعاً لأن عملاً مخادعاً كهذا سوف يكون أكبر من طاقة رجل فقير وأمي. "
وبالقطع الأمية ليست تهمة وهى لا تثبت حقا أو باطلا فى الأمر وقد اثبت الله أمية الرسول(ص)قبل البعثة فقال :
" وما كنت تتلو من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"
فالأمية عند خاتم النبيين (ص) كانت دليل على صدقه فلا يقدر أحد على التعلم فى ليلة أو يوم
ويحاول الرجل اقحام الإسلام فى أمر المورمون بالزعم أنه الكثير من قصصه منقول من العهدين كما نقل سميث الكثير من حكايات العهد القديم فيقول:
"ولهم إلى جانبهم نقطتان مفيدتان جداً: إذا كان محمد قد اتهم على ملأ من الناس بالإحتيال وبالسحر فنحن ليس لدينا سجل عن ذلك في الواقع، واللغة العربية هي لغة فيها غموض بالنسبة لنا وحتى بالنسبة لذوي الطلاقة فيها من الأجانب عنها. بيد أننا نعلم ان القرآن مؤلف في قسم منه من الكتب ومن القصص التي سبقته. وحالة سميث هي حالة مماثلة لحالة القرآن في بساطتها إن لم نقل في الملل والضجر الذي تبعثه في النفس أن تكتشف أن خمسة و عشرين ألف من كلمات كتاب "مورمون" مأخوذة أخذاً مباشراً من العهد القديم. هذه الأعداد من الكلمات يتواجد معظمها في فصل أشعيا الذي هو موجود في
Ethan Smith's View of the Hebrews: The Ten Tribes of Israel in America "
وهذا الكلام هو كذب واضح فلا يوجد حكاية واحدة من القرآن مماثلة لما فى العهدين تماما وإنما قصص القرآن واضحة تنفى ما تحاول حكايات العهدين اثباته كألوهية وبعض معجزات البعض وايضا تنفى أحداثا منهما تماما
القرآن مخالف للكثير مما فى العهدين ولو كان نقلا أو ترجمة منهم لوافقهم فى كل شىء ولكن هذا لا وجود له فمثلا مسألة ألوهية المسيح (ص)التى يثبتها العهد الجديد ينفيها القرآن ومسألة خطبة مريم (ص) لا وجود لها كما أن القرآن يثبت مثلا اثبات هلاك قوم لوط(ص) بطين من السماء يثبت العهد القديم هلاكهم ببحيرة أرضية من الكبريت والنار
ويناقش المؤلف اقتباس سميث من العهد الجديد كما أخذ من العهد القديم ويناقش ما قاله من كون الهنود من منطقة الشرق ألأوسط فيقول :
"وهذا الكتاب كان من أعمال ذلك الكاتب التقي المعتوه الذي حظي بالشعبية في حينه، و فيه إدعاء بان الهنود الأميركيين تعود أصولهم إلى الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا الـ سميث الأخير قد أسس للـ سميث الآخر في التنقيب عن الذهب عندما بدأ في ذلك المكان وهناك ألفين آخَرَيْن من الكلمات في كتاب "مورمون" مأخوذة من العهد الجديد ومن "الأسماء" المائة و الخمسين الواردة في الكتاب هناك، أكثر من مائة جاءت مباشرة من الكتاب المقدس ومائة اخرى مثلها مثل المسروقات غيرها ووجودها لا يشكل في الكتاب فرقاً."
وحكاية كون الهنود الحمر تعود أصولهم للعالم القديم أمر حقيقى فكل البشر نتجوا من آدم(ص) وهو كان موجودا فى العالم القديم ومن ثم هاجر سكان ألماكن التى يظن أنها جديدة من العالم القديم
وينقل الرجل لنتقاد الأديب مارك توين لكتاب المورمون فيقول:
" (وقد أشار الكاتب الكبير مارك توين بكلمة شهيرة إلى كتاب الـ "مورمون" فسماه " المخدر المطبوع"، لكنني أتهمه بانه و جه ضربات في غاية النعومة إلى الهدف، حيث أن الكتاب نفسه يحتوى في الواقع على "كتاب الأثير ") (و الأثير يستعمل كمخدر، المترجم) و كلمات " جاء و ذهب" يمكن أن يعثر عليها الفي مرة على الأقل في الكتاب، وهذا، له باعتراف الجميع، مفعول مخدر."
والرجل هنا يزعم أن تكرار بعض الكلمات فى كتاب المورمون هو مخدر وهو كلام جنونى فتكرار بعض الكلمات موجود فى كل الكتب خاصة حروف الجر ولا يوجد ما يسمى تخدير بسبب تكرار كلمات
وحاول الرجل أن يربط المورمون بالإسلام من خلال نقله كلام لأحد المؤلفين عن أن سميث كان يحاول اشباع شهواته كما فهل خاتم النبيين(ص) فى زعمهم فقال :
" ومن مدة قريبة كشفت دراسية جامعية عن كل "وثائق" مورمون وقالت انها في أفضل حالاتها وثائق هزيلة ومشبوهة وفي أسوأ حالاتها هي حقيرة و مزورة، و كان هذا كلام د. برودي الذي كان ملزماً بان يقوله في الطبعة الجديدة المنقحة والمزيدة من كتابه الرائع الصادر عام 1973. ...
و كما كان فعل محمد، كان فعل سميث فهذا الأخير كان قادراً أيضاً على تقديم وحي إلهي تلبية لأي إشعار مهما قصر أجله و غالباً ما كان يفعل لا لشيءٍ إلا و بكل بساطة لإرضاء حاجة من حاجاته (و خاصة، وشأنه في هذا شأن محمد، عندما تتوق نفسه لبنت جديدة و يرغب في اضافتها إلى زوجاته). ولقد وصل في النتيجة إلى حال من المغالاة في حق نفسه وانتهى نهاية عنيفة، بينما كان يوجه " الحرم الكنسي" تقريباً إلى جميع الرجال الذين كانوا حوارييه الأوائل والذين سبق ان أرهبوا بالصياح عليهم وبالعبوس في وجوههم على العمل وفق تعاليمه. ومازالت هذه القصة تثير بعض الاسئلة المثيرة للإنتباه، أسئلة تتناول ما الذي يحصل عندما تتحول خدعة، أمام أعيننا و نحن ننظر، إلى دين جدي.
و علي أن أقول للـ:
“ Later –day Saints” (these conceited words were added to “ Church of Jesus Christ” in 1833)
" قديسي اليوم الأخير" (هذه الكلمات المغرورة أضيفت إلى كلمات "كنيسة يسوع المسيح") أنهم واجهوا بشكل مباشر واحدة من أكبر الصعوبات التي يواجهها دين من أديان الوحي. هي مشكلة ما الذي يمكن فعله بشأن أولئك الذين ولدوا قبل "الوحي" المقصور على واحد، وبشأن من ولدوا من دون أن يكون لهم نصيب في المشاركة في "المعجزة". المسيحيون أعتادوا أن يحلوا هذه المشكلة بالقول أن يسوع نزل إلى جهنم بعد أن صُلِب، حيث يعتقد أنه خلّص الموتى وحولهم إلى المسيحية. هناك في الواقع مقطع رائع لدانتي في الكوميديا الإلهية عندما راح يعاني للوصول لتخليص أرواح العظماء من أمثال أرسطو، الذين يحتمل أنه مضت عليهم قرون وهم في حالة من الغليان في الجحيم، واستمر يحاول حتى وصل إليهم. (و في مقطع آخر في الكتاب نفسه ذو نزعة أقل عالمية، وجد دانتي النبي محمد منزوع الأحشاء ووصفه في مشهد تفصيلي مقزز للنفس.) وقد حسّن المورمون موقفهم، في حل متأخر جاء بعد فوات أوانه وعلى شيءءٍ من السذاجة فلقد راحوا يجمعون معلومات هائلة في قاعدة بيانية في مستودع في ولاية يوتا، وهم يشتغلون بتعبئة أسماء كل الناس بمعلومات عن ولاداتهم وزيجاتهم ووفياتهم في جداول تضم الجميع منذ بدأوا في ذلك التدوين وفي كل أسبوع، تتوافد حشود إلى كنائس المورمون، تجتمع في احتفالات تقدم لهم فيها كوتا من أسماء الذي رحلوا لـ "الصلاة من أجلهم" في كنيستهم هذه العروض الإستعادية لمعمودية الموتى تبدو غير مؤذية من وجهة نظري، لكن لجنة اليهود الأميركيين ثار سخطها حين اكتشفت أن المورمون قد استحصلوا على سجلات النازيين " الحل النهائي" وهم عاكفون بجد على تعميد من يمكن أن يدعوا بحق " القبيلة الضائعة" ألا وهم اليهود الذين قتلوا في أوروبا. و إذا نظرنا إلى هذا العمل من حيث قلة فاعليته الواضحة، فإنه يبدو من دون نكهة ومن دون مذاق.
و أنا أتعاطف مع لجنة اليهود الأميركيين، لكنني مع هذا أهنئ السيد سميث على أنه عثر على حل تكنولوجي ساذج لمشكلة تحدت الحل منذ أن اخترع الإنسان الدين."
وفيما سبق نجد المقال يحاول أن يربط ديانة كاذبة جديدة بالإسلام رغم أن سميث كان أميا ولم يكن له علم بالإسلام خاصة أن تواجد المسلمين فى تلك الفترة من التاريخ الأمريكى كان نادرا إلا من خلال الاتصال بالعبيد الذين أخذوا من افريقيا ولا نجد فى حياة سميث هو أو غيره علاقة بأحد من هؤلاء العبيد
كما أن الأمريكيين فى تلك الفترة لم يكونوا مهتمين لا بالإسلام ولا بالمسلمين
والغريب أن سميث لم يكن له زوجات أو حتى إماء ومع هذا يحاول الرجل اقحام النبى محمد(ص) فى الأمر من خلال ذكر كثرة زوجاته وزواجه من عائشة وهو أمر مباح فى الإسلام فهو لم يتزوج فتيات صغيرات فى كتاب الله وإنما هى روايات خارج الوحى وكلها روايات متناقضة

السبت، 28 يناير 2023

نقد كتاب تهافت التحريفية الجديدة لا وجود لنبي اسمه محمد(ص)

نقد كتاب تهافت التحريفية الجديدة لا وجود لنبي اسمه محمد(ص)
الكتاب أو المقال بقلم دانيل بيرنشتيل وعندما يتناول غير المسلم الإسلام فلابد أن يكون الإسلام وأهله فى دائرة الاتهام ولكن بيرنشتيل فى كتابه هذا واحد من الكتاب القلائل جدا الذين دافعوا عن الإسلام ضد مواطنيهم المضللين
المؤلف يحدثنا عن كتاب أخر اسمه الإسلام المبكر وهو ضمن سلسلة من المؤلفات التى تتحدث عن غموض الإسلام ومن عناوين تلك الكتب يتبين النظرة المسبقة وهى أن الإسلام ما هو إلا نصرانية محرفة وأن مصادر الكتب هى الحفريات والمدونات وفى هذا قال :
""إنارة ما يحيط ببدايات الإسلام من غموض"، ذلك هو ما ينادي به كارل هاينز أوليش في المقدمة التي دبج بها كتابا جديدا صادرا تحت إشرافه، يقول المشاركون في تحريره أنهم اعتمدوا في بحوثهم على "مصادر معاصرة" مثل نقوش قبة الصخرة ومسكوكات العملة أو مدونات كتاب مسيحيين.
"الإسلام المبكر" هو الكتاب الثالث الآن من ضمن سلسلة متلاحقة الصدور في ظرف زمني وجيز، تسعى إلى نقض الأفكار المتداولة حول نشأة الإسلام، وذلك بعد كتاب "القراءة السريانية الآرامية" للوكسنبرغ، ثم المؤلف المشترك الذي يحمل عنوان "البدايات المعتمة"، وقد أشرف على إصدارهما أيضا كارل هاينس أوليش."
ويبين بيرنشتيل أن المؤلفين اعتمدوا الرأى القائل بأن الإسلام ما هو إلا نصرانية محرفة جاءت من إيران فى قوله:
"الكتاب الذين أسهموا في صياغة هذا المؤلف الأخير يدافعون عن الرأي القائل بأن الإسلام قد جاء في بداياته كظاهرة هرطقة مسيحية تطورت في صفوف مسيحيين من شرق إيران ينتمون في الأصل إلى مبعدين من بلاد ما بين النهرين (من هاترا على وجه الخصوص).
وربما يكون هؤلاء قد استولوا على الحكم بعد انهيار مملكة الساسانيين في سنة 622 م، وبذلك استطاعوا أن ينقلوا تعاليم مسيحيتهم إلى دمشق والقدس (أورشليم)، حيث تم في أواخر القرن السابع (على عهد حكم عبد الملك) نقل هذه التعاليم المستجلبة من إيران من السريانية إلى خليط لغوي متكون من السريانية والآرامية والعربية."
وهذا الكلام بلا دليل خاصة لأن ما فى القرآن يشير إلى قريش ومكة والمدينة وليس إلى شرق إيران بالقرب من الهند وباكستان
ومن ثم الاستيلاء على مملكة الساسان أمر مستبعد
وتحدث بيرنشتيل عن كون الخلفاء الراشدين مجرد أوهام فقال :
"الخلفاء الراشدون محض خيال!
هذا "القرآن" البدئي قد تم تطويره حسب هذه الرواية خلال القرن الثامن، وقد يكون خلال القرن التاسع أيضا، ولم يكن محمد في رأي أصحاب هذه الرواية إسم علم في الأصل، بل "نعت صفة ليسوع المسيح". ولم يحدث تطور هذه التعاليم لتتحول إلى ديانة قائمة بذاتها إلا خلال القرنين الثامن والتاسع، ومعها تم تحويل نعت الصفة إلى إسم للنبي العربي.
واستنادا إلى هذه الرؤية يكون تاريخ الإسلام المبكر كما يعرف من خلال الكتابات التاريخية للقرن التاسع الميلادي مجرد إعادة تأويل للأحداث، والعديد من الخلفاء الأوائل محض ابتكار من الخيال لا يجد ما يثبت واقعيته في المخطوطات القديمة."
كلام الكتاب لا يجد ما يؤيده فى الآثار والمسكوكات وغيرها وهو يعتمد مقولة العدو وبالطبع لا تقبل مقولة العدو ما لم يؤيدها الصديق أو المتهم نفسه
مقولة كون الإسلام نصرانية محرفة سبق أن ادعاها المضللون الغربيون الذين يسمونهم المستشرقين ومن ثم فالمقولة ليست جديدة وإنما تكررت من قبل
الغريب فى المقولة هى أنها تقول أن أصل المسلمين إيرانى ويشير كاتب المقال إلى أن مقولة مماثلة جعلت المسلمين من فلسطين وهو قوله :
""إعادة الكتابة التاريخية النقدية" هذه تثير في العديد من الجوانب الانطباع بأنها استعادة لعمل التأريخ الجديد للحدث القرآني الذي ينزله جون فانسبورو في أوائل القرن التاسع الميلادي، كما تذكرنا بأطروحات باتريسيا كرون وميشائيل كوك، التي تفيد بأن الإسلام لم يظهر في الجزيرة العربية بل في فلسطين."
كتاب الإسلام المبكر ينفى وجود خاتم النبيين(ص) ومن ثم يسقط الإسلام باعتباره ليس وحيا منزلا على رسول وإنما ألفه الناس من عندهم والكتاب مماثل لكتب سابقة نفت وجود إبراهيم(ص) فى التاريخ والآثار وكذلك كتب نفت وجود موسى(ص) وبقية الرسل (ص) فى التاريح والآثار والحفريات
ومن ثم فالحديث هو كلام بلا أى دليل ويتحدث المؤلف بيرنشتيل عن أن الكتب الإسلامية تثبت وجود محمد(ص) فيقول:
"غير أن المتفق عليه في مجال العلوم الإسلامية يثبت عكس ذلك: هنا يعتبر ما جاء في مدونات التاريخ الإسلامي مطابقا للوقائع التاريخية، ويؤكد على تاريخية وجود الشخصية المحمدية كشخص ولد سنة 570 م في الجزيرة العربية، وهناك أعلن نبوءته على إثر وحي أوحي إليه به في سنة 610، ثم اضطر على إثر الرفض الذي قوبل به من طرف أهل قبيلته قريش والملاحقات التي تعرض إليها، إلى الهجرة إلى المدينة حيث أسس النواة الأولى للدولة الإسلامية.
أما عن كونه قد تمكن من هناك وفي ظرف لا يتجاوز العشر سنوات من غزو، لا مكة فقط، بل مجمل مناطق شبه الجزيرة العربية، فذلك ما لا جدال فيه في نظر العلوم الإسلامية، مثله مثل وجود الخلفاء الأوائل (الراشدين) الذين تم في ظل حكمهم فتح بلاد الهلال الخصيب وشمال إفريقيا وإيران، وكذلك التدوين النهائي للقرآن في نسخة تحتوي على ما جمعه الخليفة الثالث عثمان من نصوص الوحي التي أنزلت على محمد"
إذا المسألة هى كتب فى مقابل كتب ومعظم كتب التاريخ القديمة إن لم بكن كلها هى صناعة الكفار سواء على جانب الكفار أو على جانب من سموهم بأسماء المسلمين ونسبوا لهم تلك الكتب كابن هشام وابن إسحاق حيث أن أكثر من 90% مما كتبوه مناقض أولا لبعضه البعض وثانيا مناقض للقرآن وثالثا يعتمد المضللون المستشرقون على نصوص تلك الكتب فى الغلب فى معظم الشبهات التى يلقونهم على الإسلام والمسلمين
وتحدث بيرنشتيل عن مغالطة تحريفية فى الكتاب فقال :
"مغالطات تحريفية
وإليكم الآن جردا لبعض هذه الأطروحات التحريفية الأساسية.
يسوق كل من فولكر بوب في المداخلة الأولى تحت عنوان "من أوغاريت إلى سامراء" وأوليش في المداخلة الثانية بعنوان "معاينات في نشأة ديانة جديدة" الأطروحة القائلة بأن "بلاد العرب" تقع في الأصل في بلاد ما بين النهرين، وأن مصطلحي "العرب" و"عربي" كانا يطلقان في أصلهما الأولي على الآراميين. وفي زمن متأخر فقط تبنت القبائل القادمة من شبه الجزيرة هذين المصطلحين وراحت تطلقهما بمفعول رجعي على ما يعرف اليوم بالعرب وببلاد العرب (الجزيرة العربية).
لكن هذه الأطروحات تتغافل عن عدد من الوقائع التاريخية المهمة فلم تكن الأسماء العربية -بحسب معايير زمننا الحاضر- (ومن بينها أسماء عدد من الآلهة) تدل فقط على وجود شعب يتكلم لسانا عربيا في هاترا خلال القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، بل على وجود قبائل عربية (بمفهومنا الحالي) من بين قبائل البدو الرحل في الصحراء السورية، قبائل كان الأشوريون يطلقون عليها أسماء عريبي، وعرابايا وما شابهها من الأسماء، وذلك منذ القرن التاسع قبل الميلاد.
هذا المصطلح التسموي كان يطلق أيضا على قبائل رحل من تلك التي كانت تقيم وتتنقل فوق الأراضي الإيرانية، مع أنها لم تكن تنتمي إلى العرق السامي، مما يجعل المرء يستنتج بأن هذا المصطلح يطلق على كل الرحل دون أية إحالة على أصولهم الأثنية واللغوية.
إلا أن الجذر السامي للعبارة (عرب) كان يطلق خاصة في جنوب الجزيرة ومنذ القرن الثاني قبل الميلاد على قبائل قادمة من شبه الجزيرة، بما يفيد بأن مصطلح "العرب" لم يطلق ابتداء من القرن السابع أو الثامن ميلادي فقط، على ما يعرف بالعرب لدينا اليوم."
يفند بيرنشتيل هنا مقولة كون العرب عراقيين فقط وإنما كانوا منتشرين فى رقعة كبيرة فى إيران والعراق وسوريا وما يسمى الجزيرة قبل وجود محمد(ص) وأنهم ذكروا فى كتب أهل تلك المناطق وأن اسم العرب أو عرب أو عرابايا هو اسم لكل قبائل الرحل
والحقيقة القرآنية هى أن العرب لم يذكروا فى كتاب الله وإنما ذكر الأعراب وهم من يعيشون خارج القرى والمدن ولذا قال تعالى :
" وممن حولكم من الأعراب"
والكلمة تلك على المسلمين من العرب وهو الوضوح أى العدل كما قل تعالى :
"

والمراد حكما عادلا أى واضحا أى حقا
وضعف الكاتب وهو بيرنشتيل مقولة الكتاب عن الطائفة النصرانية المزعومة فقال :
"القراءة المقلوبة
على نفس الأديم من الأسس الواهية يقف واحد من البراهين الأساسية في أطروحة بوب المتقولة بوجود حركة مسيحية ألفانية في مرو، يضع الكاتب على أساسها أسطورة الشخصية البهلوية التي يذكرها على طريقته الخاصة بـ" APD’LMLIK-i-MARWânân" وذلك انطلاقا من نقش على مسكوكات نقدية ظل يقرأ إلى حد الآن بإسم عبد الملك بن مروان، الذي يطابق إسم الخليفة الأموي المعروف، والذي يقرؤه بوب على نحو مغاير بـ"عبد الملك من أهل مرو"، وبالتالي يكون هذا دليلا بالنسبة إليه على أن مرو من أحد المراكز التي كانت مستقرا لواحدة من فرق المعتقد المسيحي القديم المبعدة من بلاد ما بين النهرين.
تعتبر قراءة " i- MRWânân" على أنها "من أهل مرو" لاغية وغير ممكنة ذلك أن اللاحقة اللغوية "أن" ( ân) في اللغة الفارسية للعصر الوسيط لا تستعمل للتدليل على النسب وبالتالي فإن القراءة التي تثبت إسم "إبن مروان" ليست ممكنة فحسب، بل هي المسلك الوحيد الذي يقود إلى إثبات النسبة البهلوية.
وإضافة إلى ذلك فإنه سيكون على المرء أن يتساءل عن الدافع الذي يمكن أن يجعل امرئ يلجأ إلى اسم موطنه لإثبات نسبته، وكيف كان من الممكن لظاهرة "هرطقة" مسيحية أن تتواجد هناك دون أن تجلب الانتباه إليها؟ ألم تكن مرو، ومنذ القرن الرابع الميلادي، مقرا لأسقف الكنيسة الحوارية المشرقية، الذي ظل يجمع خطأ على اعتباره نسطوريا!"
والرجل هنا يفند كلام بوب تفنيدا علميا بأنه لا يمكن طبقا للموجود من التاريخ عند النصارى والفرس أن يكون عبد الملك فارسيا نصرانيا من أهل مرو
ويهاجم بيرنشتيل مقولة أخرى لبوب وهى معنى كلمة أمير المؤمنين فيقول :
"معنى أمير المؤمنين
كما أنه لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما جعل بوب ينتهي إلى القناعة بأن لقب "أمير المؤمنين" لا يعني حاكم المؤمنين وقائدهم، بل "وكيلا مولى على كل المسؤولين عن الأمن" يرى فيه نوعا من الوالي.
إن المعادل في اللغة الفارسية الوسيطة للعبارة المنقوشة على المسكوكة العربية الساسانية كما يرد لدى كارل بوب هي: " AMIR-i-Wurroyishnikân"، والحال أن عبارة " Wurroyishnikân" لا يمكن أن تعني سوى "مؤمن"، وهي مشتقة من " Wurroyishn" التي تعني "الإيمان"، وهو مصطلح يرد كثيرا في نصوص الديانة الزرادشتية، ويعتقد بوب أنه يعثر بكثرة على التصور الذي يقابله في القرآن وفي الديانة الإسلامية عامة، و يثبت ذلك بصفة خاصة في الفصل السابع من الكتاب تحت عنوان "تأثيرات الخلفية الدينية الفارسية في التصورات القرآنية"."
ومما سبق من تضعيف وتفنيد بيرنشتيل لمقولات بوب نرى أن بوب يعتمد تحريف العبارات صوتيا لكى تأتى على هواه
وتحدث الرجل عن مقولة لوكسنبرغ عن كون القرآن أصله سريانى فقال "السريانية والقرآن
في المداخلة الرابعة التي تحمل عنوان "آثار الحروف السريانية الآرامية في المخطوطات القرآنية الأولية بالحرفين الكوفي والحجازي"، يحاول كريستوف لوكسنبرغ أن يثبت أن جملة من نسخ المخطوطات القرآنية الأولى ذات علاقة وثيقة بنماذج أصلية من الكتابة السريانية. أما الأدلة التي يقدمها للبرهنة على هذه الفرضية فتظل تفتقر إلى القدرة على الإقناع.
وهكذا فإن قراءته لكلمة "شيء" مثلا، على أنها "شأن" بحكم عملية قلب لفظي يجريه على حرف "الياء" بحيث يتمثل له أنها ليست شيئا آخر غير "نون" سريانية، لا يمكن إلا أن تدعو إلى الشك في مدى ما يمكن أن تنطوي عليه حقا من مصداقية ذلك أن أخذ عبارة "شأن" على أنها "شيء" أو "شيء ما" يظل أمرا لا يسوغه الفهم السليم، شأنه شأن جملة "لله القدرة في كل شأن" التي تؤدي معنى أقل شمولا بكثير من مقولة "ولله الأمر في كل شيء".
وليس من باب الصدفة المجانية أن نرى دائرة مدلولات عبارة "شيء" وقد اتسعت في العديد من اللهجات العربية المحلية لتتحول إلى صيغة للمجهول والتعميم و صيغة للاستفهام في عبارات: "شيء ما" و "أي شيء". كما أن بعض التخمينات العشوائية مثل اعتبار لام التوكيد (لـ)، وكذلك لا النافية على ما يبدو، من المشتقات التي تعود إلى اللغة السريانية رغم ما تؤكده شتى فروع العلوم اللغوية من عكس ذلك، مثل هذه التخمينات تدعو إلى الشك بجدية في مقدرات لوكسنبرغ في مجال علوم اللغات السامية.
وفي أكثر من موقع يحصل للقارئ انطباع بأن ما يخلص إليه من ملاحظات لا تأتي في الحقيقة نتيجة قراءة جديدة، بل على العكس من ذلك، أن النص يتأول على نحو يجعله ينقاد إلى الخلاصات المرغوبة. وأكثر ما يجلب الانتباه على نحو خاص في هذا كله هو العودة بهذه الطريقة إلى الاستناد على كتابات تقليدية آرامية، كما لو أن اللهجات الآرامية المختلفة متماثلة دون فوارق فيما بينها. وبالتالي فإن وجود قرآن بدئي باللغة السريانية يظل أمرا لا يمكن اعتباره قابلا للإثبات بهذه الطريقة."
ومما سبق نجد أن بيرنشتيل يبين أن المؤلف الثانى يعتمد نفس عمل بوب وهو التحريف اللفظى للكلمات حتى يوافق ما يذهب إليه وقد نجح الرجل فى الرد عليه بأنه لا يجيد اللهجات السريانية ولا يعرف اللغة حق المعرفة
وفى فصل كتبه مؤلف ثالث هو غروس يبين بيرنشتيل أنه هو الأخر يعتمد تحريف للتدليل على صدق كلامه الخاطىء وهو وجود نصوص كتابية مختلفة ومتعددة للمصحف بينما الموجود فعليا هو القراءات الصوتية بينما الكتابة ثابتة وفى هذا قال :
"وقائع لغوية
شعور مشابه بأن الاستعمالات ذات النوايا المضمرة لوقائع لغوية بنفس الطريقة التي تجعلها تكون سندا يدعم رأيا جاهزا في ذهن الكاتب، هو ما يتكون لدى المرء عند قراءة المساهمة السابعة من هذا الكتاب ("سبل جديدة في البحوث القرآنية") لماركوس غروس.
يحاجج غروس بأن النصوص المتوارثة بطريقة التناقل الشفوي في اللغة العربية لا يمكن الرجوع بها إلى متن أصلي واحد، لكنه في ما يتعلق بالقرآن يؤكد على أن النصوص المتنوعة تعود في الحقيقة إلى تحريفات قرائية لأصل موحد لهيكل نصي (أو رسم بمعنى الأثر المتبقي من الشيء).
صحيح أن هناك عددا كبيرا من التنويعات النصية التي ترتكز بمختلف تصويتاتها وطرقها المتنوعة في نطق الحروف المصمتة، على أساس موحد، لكن هناك أيضا –وهذا ما يسكت عنه في هذه الدراسة- تنويعات كثيرة تستدعي رسما مختلفا. وعلاوة على ذلك فإنه يصعب تحديد ما إذا لم يكن هناك عدد من القراءات المنحدرة عن رسم واحد، والتي لم تحقق ظهورها كوسائل ثانوية للتفسير إلا بعد تأسس نظام القواعد اللغوية."
وتحدث بير نشتيل عن شبهة غروس الثانية وهى عدم وجود جمال فى القرآن أو متعة فيدلل عليه بدراسات أخرى تبين جمال وثراء القرآن فيقول:
"تنوع الوسائل الأسلوبية في القرآن
ويدعي غروس في موقع لاحق بأنه من المتعذر موضوعيا وجود متعة جمالية حقيقية في النصوص القرآنية، وفي المقابل يظل مدبرا عن الاستناد إلى عدد من الأعمال الجديدة في حقل العلوم الأدبية، والتي كشفت عن استراتيجيات تركيبية ثرية وكذلك عن الوظيفة السيمنطيقية لتنوع الوسائل الأسلوبية في القرآن (عمل نيل روبنسون "اكتشاف القرآن" على سبيل المثال)."
وتحدث عن شبهة اخرى بأن كتابة المصحف القديمة تجعله مفتقرا للدقة وحده بينما كل الكتابات القديمة كان مفتقرة لنفس الدقة ومع هذا لم يقل أحد بشبهة الافتقار هذه فقال:
"أما عن فكرته القائلة بأن طريقة رسم الحروف القديمة في النصوص القرآنية تجعله بحكم الافتقار إلى الدقة ضربا من الكتابة السرية، فتبدو غريبة بالنظر إلى واقع الأمر الذي يتمثل في أن النصوص السابقة على ظهور الإسلام والمكتوبة بالحرف العربي، وبالرغم من طابعها الدنيوي المؤكد، تحمل نفس السمات من حيث افتقارها إلى الوضوح في ما يتعلق برسم الحروف."
ويتحدث بيرنشتيل عن شبهة أخرى فى اسم محمد(ص) كررها المؤلفون مرات عدة فى كتابهم وهو أنه ليس اسم وإنما صفة كتدليل على عدم ووجود شخصية محمد(ص) فيقول:
"المصطفى والمحمد
كما أن الأطروحة المركزية التي تتكرر العديد من المرات في هذا الكتاب، وتفيد بأن محمدا ليس بإسم علم بل مسندا (نعت صفة) داخل لغة المسيحولوجيا، تتضح بالنهاية كمقولة ليس لها ما يدعمها بجدية."
ويضعف بيرنشتيل هذه الشبهة نهائيا بأن جذر حمد لا وجود له فى السريانية ومن ثم قما قالوه اختراع من عندهم وهو قوله:
"وهكذا يرى بوب في الإسم مجرد استعارة لغوية من الأوغاريتية بمعنى "المختار" و"المصطفى" وكبرهان على هذا المدلول الذي يمنحه للعبارة يستخدم ترجمة للجذر اللغوي الأوغاريتي m.h.m.d ( م ح م د) بمعنى " the best, choicest" ( الأفضل، المنتقى) التي لا علاقة لها البتة بمفهوم "المصطفى"! بينما يرى أوهليش بديلا لذلك في كلمة من السريانية هي mahmed أي "المحمود" التي تمت قراءتها "محماد" ( mehmad) في اللغة العربية حسب زعمه لكن الواقع يثبت بأن هذا الجذر hmd لا دليل على وجوده البتة في اللغة السريانية؛ أي أن كلمة أوليش السريانية هذه لا وجود لها أصلاط
ويكمل بيرنشتيل انتقاده للتزوير اللغوى حتى فى اللغة العبرية من جانب المؤلفين فيقول:
"أما المعنى الذي ينطوي عليه هذا الجذر في اللغة السامية لمناطق الشمال الغربي: أي "يشتهي" فهو ما يذكره غروس، غير أنه يقدم هذا الجذر، وبطريقة مزورة، كعبارة موجودة في اللغة السريانية وذلك باعتماده اشتقاقا مزورا لإسم مفعول غير موجود وهكذا فإن احتجاجه بوجود اشتقاق من السريانية لعبارة mahmad في اللغة العبرية، و ما معناه "موضوع للشهوة"، يظل بدوره دون أساس."
ويبين بيرنشتيل أن الزعم بعدم وجود اسم محمدقبل خاتم النبيين(ص) كذب يتعارض منع وجوده فى الآثار القديمة فى الجزيرة وهناك ما يدل على وجوده فى المسكوكات وهى النقود المعاصرة لنقود عبد الملك من أهل مرو عند لوكسنبرغ فيقول:
"محمد قبل الإسلام
في اللغات السامية الجنوبية فقط، أي في العربية وعربية المناطق الجنوبية، يكون للجذر اللفظي حمد معنى "الحمد، والشكر". وفي هذه اللغات عرفت العبارة استعمالات اشتقاقية في عملية تركيب الأسماء. وإسم م. ح. م. د قد وجد في المدونات الصفائية والسبئية من عصور ما قبل الإسلام. وكإسم علم لا غبار عليه نعثر على إسم محمد مخطوطا على مسكوكات العملة العربية الساسانية من سنوات 686 و701 ميلادي، أي في فترة متزامنة مع نقوشات قبة الصخرة التي يزعم لوكسنبرغ، في قراءته الجديدة في كتاب آخر، بأنه وجد فيها الدليل على المسند المسيحولوجي."
ويتحدث بيرنشتيل عن انعدام وجود دليل واحد على أن محمد(ص) هو المسيح(ص) أو العكس فيقول :
وعلى أية حال فإنه يتعذر العثور على موقع، سواء هنا أو في أي مكان آخر، ترد فيه أي مطابقة لعيسى المسيح (بنعت أو صفة) مع محمد، أو يرد فيه ذكر إسمه مع كلمة محمد في نفس الجملة. وبالتالي فإن قراءة لوكسنبرغ لا تقيم أي دليل على هذا الزعم. ومن ناحية أخرى نجد أن نص الشهادتين يرد مخطوطا بلغتين على بردي يوناني. وفي هذه المخطوطة يظهر إسم mamet الذي يعرف كـ apostolos theo ( حواري الله)، أي ما معناه رسول الله. وبالتالي فإنه من الصعب أن نرى في هذا شيئا آخر غير إسم علم."
وانتهى المؤلف بيرنشتيل وهو فى نقده هذا منصف إلى اخفاق كتاب الإسلام المبكر فى التدليل على البدايات المعتمة للإسلام فقال :
"هكذا يكون هذا الكتاب الذي نحن بصدده قد أخفق في تحقيق المطمح الذي وضعه لنفسه في إنارة البدايات المعتمة للإسلام. وإن النقد الصائب الذي ظل يوجه إلى القراءات المحرفة، وعلى وجه الخصوص القراءات المحرفة للمصادر التي قام بها كتاب مسيحيون معاصرون إلى حد الآن وفقا لرؤية القراءة الإسلامية التقليدية ستبدو مثل المزحة مقارنة بمقاربات هؤلاء الكتاب التي لا تقل انحيازا في طريقة استخدامها للمصادر وقراءتها المحرفة وفقا لما تقتضيه نظرياتهم الخاصة. وستظل فرضية عيسى المحمد بمعنى "المصطفى" أو "المحمود"، مؤقتا موضوعا ضالا تماما للشهوة التحريفية"

الجمعة، 27 يناير 2023

نظرات فى الرسالة البحرانية معنى الفناء بالله

 نظرات فى الرسالة البحرانية معنى الفناء بالله
الرسالة عبارة عن سؤال من حسين البحرانى إلى أحمد الأحسائى لبيان معنى الفناء بالله وفى أولها قال الأحسائى:
"الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وبعد، فيقول العبد المسكين أحمد بن زين الدين الأحسائي قد أرسل إلي بعض السادة الصالحين الطالبين للحق والدين وهو السيد السند السيد حسين بن السيد عبد القاهر بن السيد حسين البحراني في تبيين كلام الملا الكاشاني في معنى الفناء بالله والبقاء بالله وما يسنح لذلك من المعاني فكتب لي بلغة الله على الأماني عبادة الملا فجعلتها كالمتن المحلى وجعلت تلك الكلمات كالشرح لها بل أجلى.
قال أطال الله في الخيرات بقائه وأسعده بحسن لقائه ورضاه، قال رحمه الله قال أهل المعرفة المراد بفناء العبد ليس بفناء ذاته."
كان هذا السؤال وأما الجواب فهو :
"أقول : إنما قالوا ليس فناء ذاته يعني في الله لأن ذلك يستلزم الاتحاد والاتحاد يستلزم سادات المتحدين أو مجانستها ولا يكون ذلك لامتناع ذلك عليه سبحانه ولقدسه عن امكان المساواة والمجانسة والمتصوفة قالوا بذلك المعنى يتوالونه فخروا من السماء فخطفتهم الطير وهوت بهم الريح في مكان سحيق وإن كان يومهم على بعض من ادعى العرفان بأنه حق وذلك لعدم تحقق عرفانه ومن أشعارهم فيما تأولوه قول شاعرهم:
جعلت نفسك في نفسي
كما جعل الخمر في الماء الزلال
فإذا سرك شيء سرني
فإذا أنت أنا في كل حالي
ولا فائدة في الكلام معهم ولسنا بصدد كلامهم، وبالجملة فليس المراد بفناء العبد في الله فناء ذاته في الله لما قلنا."
وهذا الجواب إلى هنا صحيح فالفناء فى الله غير ممكن بمعنى الاتحاد بين الله والمخلوق لعدم تواجد الله فى المكان وهو السموات والأرض
وقال الكاشانى :
"قال : بل المراد فناء الجهة البشرية التي في جهة ربوبية الحق فإن كل عبد له جهة من الحضرة الإلهية ولكل جهة هو مولييها"
وكان رد الأحسائى :
"أقول : إن مرادهم بفناء العبد في الله فناء جهة البشرية التي هي وجوده من الله سبحانه في ربوبية الحق سبحانه بأن لا يكون له اعتبار من نفسه وليس له التفات إلى حال من أحواله بل كلها مستغرقة في الاقبال على الله والإلتفات إلى جنابه في حركات العبد وسكناته وجميع شئونه كما قال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له) وبذلك أمرت والمثل في ذلك ولله المثل الأعلى مثل عبد عرف مالكه بحيث كانت جهة عبوديته ورقيته فانية في جهة مالكه مولاه بمعنى أنه في جميع أحواله ليس له اعتبار من نفسه لا يفعل إلا ما أمره سيده ولا يتحرك ولا يسكن إلا بما يأمره مولاه فهو مراقب في كل أحواله لخدمة مولاه، ففي الحقيقة هذا العبد عرف مولاه حق معرفته بحيث فنيت جهة عبوديته ورقيته في مالكية مولاه"
إذا الأحسائى يقول أن الفناء معناه طاعة العبد لله فى كل شىء وهو ما سماه المعرفة والخدمة وإن كان عبر عنه بألفاظ غامضة نوعا ما
وأحب أن يزيد الأمر وضوحا فخرف فقال :
"ولو أنه فعل شيئا بغير أمر مولاه لكان حينئذ مستقلا في ذلك الفعل متعينا في نفسه بحيث يقال أن فعله هذا الشيء ليس فعلا لمولاه لأنه ليس بأمره ولا يكون في هذه الحال فانيا بعبوديته وجهة رقيته في مالكية مولاه بل خالف مقتضى ذلك، وفي الحال الأول في الحقيقة فعله هو فعل مولاه ولا يلام على شي قط بخلاف الحال الثاني فإنه ملوم لاستقلاله بفعله فلا يكون في فعله فانيا في مالكية المولى قال الله تعالى تحقيقا كما في الحال الأول (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فجعل سبحانه فعل نبيه (ص) مستهلكا في فعله سبحانه"
بالقطع العبد عندما يعصى الله لا يكون فانيا فى الله بذلك المعنى والحقيقة أن فعل العبد هو نفسه فعل الخالق سواء كان طاعة أو عصيان كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
والمعنى أن المخلوق وعمله هو عمل الخالق كما قال إبراهيم(ص):
"والله خلقكم وما تعملون"
وتحدث عن جهة الحضرة الإلهية فى الإنسان بمعنى افتقار الإنسان لله فى قوله :
"لأنه فني فيه بهذا المعنى وقوله فإن كل عبد له جهة من الحضرة الإلهية يعني به أن العبد في كل أحواله وشئونه ليس له من نفسه ولا من أحد من الخلق حول ولا قوة لأن الممكن أبدا مفتقر إلى الغير في تحقيق شيئيته"
وتلك العبارة تعيدنا إلى الغموض فكل المخلوقات مفتقرة إلى الله وليس الإنسان وحده فيكون فى كل منها جهة للحضرة الإلهية وهو ما يؤدى لنا فى النهاية إلى العودة للمعانى الغامضة عند الصوفية
وصور الأحسائى ما أراد شرحه بصورة الإنسان فى المرآة فقال :
"وهو في كل أحواله متوجه بوجه استعداده لقبول ذلك المدد الذي به قوامه من ذلك الغير إلى جهة خاصة به من حضرة المفيض ومثاله الصورة في المرآة ليس لها قوام بنفسها ولا تحقق وإنما تقومت بالمدد التي تستمده من المقابل وذلك المدد هو حقيقتها من الجهة الخاصة بها من المقابل، فإذا قابلت المرآة الوجه من الشخص مثلا انطبعت فيها صورة الوجه وتلك الصورة المنطبعة لا حقيقة لها إلا صورة الوجه وبها قيوميته المنطبعة وهي محتاجة إلى دوام الاستمداد وإلى جهة الوجه تولت المنطبعة وإلا لم تكن شيئا وتلك الجهة هي باب الوجه يعني ظاهر الصورة وهي جنابه أيضا فالوجه ممد المنطبعة من هذا الباب والمنطبعة راقصة على هذا الباب بسؤال استعدادها وقابليتها لائذة بإمكانها وفقرها لذلك الجناب وإليه الإشارة لقول سيد العابدين (إلهي وقف السائلون بباك ولاذ الفقراء بجنابك) ولهذا استدل مأولا بقوله تعالى (ولكل وجهة هو مولييها) ولكن هنا سر انطوى عن أكثر العارفين وستر عن أكبر الواصلين وهو قوله تعالى (مولييها) لأنه ولاها، تولت بتوليته وهو سر خفي من أسرار القدر مقنع بسر مقنع بسر لا يفتح إلا بمقلاد من مقاليد اللاهوت، وبالجملة فجهة المنطبعة يعني أنيتها وشيئيتها في جهة صورة الوجه كما مر."
وهذا التشبيه خاطىء فالمرآة تستمد الصورة من وجود الإنسان أمامها بأى حال فالإنسان ليس ممد لها لأنه لو وقف أمام جدار فلن يكون هناك صورة له إلا فى حالة وجود مصدر ضوء يجعل الخيال على الجدار وهو يختفى بتحرك بتحرك مصدر الضوء
ولا يجوز تشبيه الله والإنسان بالإنسان أمام المرآة لقوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"

ونقل عن الكاشانى قوله :
"قال رحمه الله وهذا الفناء لا يحصل إلا بالتوجه التام إلى جناب الحق المطلق حتى تغلب الجهة الحقية على الجهة الخلقية لأنك إذا نظرت إلى الصورة المنطبعة مع قطع النظر عن صورة الوجه تحقق لها ماهية في نفسها وشيئية قائمة بذاتها ولكنك جهلت الحقيقة ولم تعرف الأمر على ما هو عليه في نفس الأمر لأن حقيقتها ليس شيئا إلا بما ظهر فيها من صورة الوجه المقابل فإذا نظرت بهذا الاعتبار ومحوت موهومها صحى لك المعلوم عن تلك الحقيقة إنها هي صورة الوجه المقابل وهو معنى غلب الجهة الحقية على الجهة الخلقية فإذا عرفت ذلك وهو فناء جهة المنطبعة في جهة الوجه عرفت المنطبعة بالوجه لا العكس وعرفت الوجه بالوجه قال (يا من دل على ذاته بذاته) وقال (الله أجل من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون به) وقال أمير المؤمنين (لو عرفت الله بمحمد صلى الله عليه وآله ما عبدته)"
وكل هذا الأحاديث المنقولة ليست من الوحى وإنما هو كلام إنسان أيا كان على أو غيره وهى تدل على الجهل بكتاب الله لأن الله من استدل بخلقه عليه فقال :
" سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين أنه الحق "
فالاستدلال على الله بنفسه غير ممكن لكونه غير مرئى وغير ملموس أو محسوس أى غيب
وحاول الشرح بضرب مثال أخر هو الفحم والنار كمثال المرآة فقال :
"ثم إنه رحمه الله ضرب مثلا لهذا الفناء كما ضربوه فقال كقطعة الفحم المجاورة للنار فإنها بسبب المجاورة والاستعداد بقبول النارية تشتعل قليلا إلى أن تصير نارا فيحصل منها ما يحصل من النار من الاحراق والانضاج والإضاءة وغيرها، وقبل الاشتعال كانت باردة كدر وهذا المثال مثال الحال العارف الفاني ومآل أمره فإنه إذا قطع الاعتبارات حتى قطع الاعتبارات نفسها كما قال علي (كشف سبحات الجلال من غير اشارة) يعني أن الإشارة أيضا من سبحات الجلال فهي حجاب بل كشف حجاب، ولهذا روي عنهم ما معناه (أن المحبة حجاب بين المحب والمحبوب) فإذا كشف جميع الاعتبارات تحقق الفناء وحصل له حقيقة المثال يعني مثال الفحمة إذا اشتعلت بالنار أنها تكون بصفة النار وهو قول علي عليه السلام (وخلق الانسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم والعمل فقد شابهت جواهر أوائل عللها فإذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد)
وإذا تحقق ذلك تحققت محبة الله له فيكون كما قال تعالى في الحديث القدسي (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها) الحديث ، وقوله تعالى أيضا (يا عبدي أنا أقول للشيء كن فيكون....الخ) وبهذا الكشف يظهر لك الحجة في قول الحجة (لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك) ثم بين رحمه الله الطريق الموصل إلى ذلك فقال (وذلك التوجه لا يمكن إلا بالاجتناب عما يضادها ويناقضها وهو التقوى مما عداها، فالمحبة هي المركب والزاد هو التقوى يعني أن كل مسافر يريد قطع مسافة يحتاج إلى الزاد والراحلة لأنهما شرط الاستطاعة وهذا السفر قبل حصول الشروط وقبل قطع المسافة والبلوغ إلى الغاية بعد من كل سفر لأن السفر قد ذكره الله في قوله (لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) وهذا لم تبلغوا إلا بكل الأنفس وإذا حصلت الشروط كان هذا السفر أقرب من كل سفر قال (أن الراحل إليك قريب المسافة) فأخبر بقرب المسافة للراحل إلا للمقيم فافهم، فالمطية هي المحبة يعني الصادقة وهي إيثار المحبوب على كل ما سواه والطريق الموصل والثمن المبلغ إلى تحصيل هذه الراحلة الطيبة هي القيام الآداب الشراعية والصبر على الأخلاق الروحانية قال تعالى (ما زال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به)
وأما الزاد فقد أمر الله بذلك العباد فقال تعالى (وتوزدوا فإن خير الزاد التقوى) وهي تقوى الله في سرك وتقوى نفسك في أحوالك وتقوى الناس في معاملاتهم وما يرتبط ويتعلق بهم وهو معنى قوله الاجتناب عما يضادها ويناقضها في هذه المراتب الثلاث والضمير في يضادها ويناقضها يعود على الجهة الحقية والمناقض لها الجهة الخلقية نفسها وجميع ما لها من أحكام الأمكان فمن ألقها بحذافيرها حييت بربها قال تعالى في حق موسى (وما تلك بيمينك) أي بوجودك (يا موسى) (قال هي عصاة أتوكأ عليها) يعني أتوكا عليها في تحقق الأنية (وأهش بها على غنمي) من دعاياه وأنعامه من جميع أمته (ولي فيها مآرب أخرى) ستدل بفقرها على غناك وبجهلها على علمك وبعجزها على قدرتك وبحدوثها على أزليتك وبعدم حصرها على سرمديتك وبعدم حلولها على تفردك وغناك وبعدم معرفتها على قدسك ومفارقتها على بينونتك عن خلقك بصفتك إلى غير ذلك (قال ألقها يا موسى) واستغني لي عما سواي ولا تعتمد على غيري ولا تلتفت إلى شي فأكلك إليه (فألقاها) بكل اعتبار (فإذا هي حية تسعى) وهي مثال للبقاء بالله قال خذها بعد ما حييت بالإلقاء سنعيدها في قوس أدبر فأدبر سيرتها الأولى فافهم فهمك الله
وإياك واسم العامرية إنني
أخاف عليها من فم المتكلم
ولقد لوحت لأهل الإشارة على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم قال الشاعر
أخاف عليك من غيري ومني
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني جعلتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين والحمدلله رب العالمين
وكل هذا الكلام عن كون الله يد العبد المسلم فقط وسمعه وبصره ... يخالف أن الله بنفس المعنى مع العبد الكافر لقوله تعالى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
فالحديث باطل ويغنى عنه قوله تعالى :
" إن الله يدافع عن الذين آمنوا "
والحقيقة أن معنى الفناء حسب قوله تعالى :
"كل من عليها فان"
هو الموت ومن ثم يكون هناك معنى واحد للفناء فى الله وهو الاستشهاد فى سبيل الله أى الموت دفاعا عن دين الله
وأما تلاعب القوم بألفاظ غامضة وجرنا إلى مناطق لا يرى فيها الناس الحقيقة فهو فعل من يريد إضلال الناس ببذلك التلاعب اللفظى الذى يؤدة بالناسي فى النهاية لارتكاب المحرمات
ومثال الفحم والنار كمثال المرأة وجسم الإنسان الغرض منه نشر نظرية المدد أو الفيض وهى بمعناها الفلسفى بعيدة كل البعد عن الإسلام
والخلاصة أن كل أعمال الإنسان طاعة وعصيانا خالقها الله كما قال :
" الله خالق كل شىء"
ومن ثم لا داعى لـتأويل أحاديث باطلة