الأحد، 5 مايو 2024

المنافقون فى القرآن

المنافقون فى القرآن
أهل النفاق :
هم الذين قالوا أمنا أى صدقنا بالله ويوم القيامة وما هم بمصدقين بهما وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين "وهم الذين يخادعون الله والمراد يخادعون الذين أمنوا وهم فى الحقيقة يخدعون أى يضرون أنفسهم دون أن يشعروا وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون "والنفاق هو مرض قلوبهم الزائد أى المستمر وفى هذا قال بسورة البقرة "فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ".
- حديث المسلمين والمنافقين :
قال المسلمون لهم صدقوا كما صدق الناس فردوا قائلين :أنصدق كما صدق المجانين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السفهاء "وإذا قابلوا المسلمين فى أى مكان قالوا لهم :صدقنا كما صدقتم وإما إذا قابلوا شياطينهم وهم أنصارهم فيقولون لهم إننا مثلكم إنما نحن ساخرون وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون "
-المنافقون والقتال:
كلما قيل للمنافقين :تعالوا جاهدوا فى سبيل الله أو ادفعوا كان ردهم هو :لو نعرف أن القتال واقع لذهبنا معكم وبذا كفروا فى ذلك اليوم حيث قالوا بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم "وقال المنافقون لبعضهم بعد أن قعدوا عن القتال :لو أطاعنا من ذهب للقتال ما قتل هناك وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين وفى هذا قال بنفس السورة "الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين "ولما كتب أى فرض الله على المسلمين القتال إذا جماعة النفاق تقف الموقف التالى :تخش أذى الناس كخشية أذى الله والمراد تخاف عقاب الناس كخوفها عقاب الله وقالوا إلهنا لماذا فرضت علينا القتال ؟هلا أجلتنا إلى موعد قريب؟ من أجل هذا طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :متاع الدنيا قليل والأخرة متاعها باق لمن اتقى ولا تظلمون شيئا أينما تكونوا يلحقكم الموت ولو كنتم فى قلاع محصنة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والأخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة "وقد بين الله لنا أن المؤمنين يقولون لولا نزلت سورة فإذا أوحى الله إلى نبيه (ص)سورة محكمة فيها ذكر القتال والمراد فرض الجهاد يرى المسلم الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليه نظر المغشى عليه من الموت والواجب هو الطاعة والقول المعروف حتى يكون الأمر خيرا لهم وفى هذا قال تعالى بسورة محمد "ويقول الذين أمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف
-انقسام المسلمين فى المنافقين :
انقسم المسلمون فى أمر المنافقين فريقين :
1-يعاديهم ويريد أن يقضى عليهم كما أمر الله بذلك فى وحيه 2- يواليهم ويدعوهم للعودة للهدى وقد انخدع بإعلانهم المستمر إسلامهم بالحلفانات وغيرها من وسائل الخداع وقد بين الله للفريق الثانى أنه مخطىء إذا كان يريد أن يهديهم بعد أن ضلوا الطريق ومن يضل الطريق فلن يعيده أحد إليه وفى هذا قال بسورة النساء "فما لكم فى المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا "وقد بين الله للمسلمين أن المنافقين أحبوا أن يكفر المسلمون فيصبح الكل متساوين فى الكفر وأن الواجب على المسلمين تجاه المنافقين هو عدم موالاتهم حتى يهاجروا والمراد حتى يعودوا لدين الله وقتلهم فى أى مكان يوجدون فيه واتخاذ المنافقين أنصار وأولياء الذين يقومون بالوساطة والإتصال بين المسلمين والأقوام المعاهدة والذين لا يقاتلون المسلمين أو غيرهم معلنين إسلامهم مرة أخرى وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا "
-ولاية المنافقين للكافرين :
بين الله لنا أن المنافقين يجعلون الذين كفروا أولياء أى أنصار لهم من دون المسلمين والسبب ابتغاء العزة عندهم والمراد استمداد القوة بالتحالف معهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة "وقد بين الله لنا أن الكفار إذا نالوا شيئا من المسلمين فى القتال قال المنافقون لهم ألم نستحوذ عليكم ونحميكم من المسلمين وفى هذا قال بنفس السورة "وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين".
-صفات المنافقين :
بين الله للمسلمين أن من صفات المنافقين التالى :
أ-التربص وهو انتظار المشاركة فى الغنيمة فإذا كان المسلمون المنتصرون قالوا لهم ألم نكن أى نحارب معكم ؟ وذلك حتى يأخذوا منهم بعضا من الغنيمة وإذا كان الكفار المنتصرون قالوا لهم ألم نستحوذ عليكم ونحميكم من المسلمين ؟وذلك حتى يأخذوا بعض الغنيمة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ".
ب-الخداع حيث يؤدون الصلاة وهى الطاعة للإسلام وهم متباطئون والسبب مراءة الناس وهو إرضاء الناس وهم لا يذكرون الله إلا قليلا وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ".
ت-الذبذبة فهم لا ينتمون للمسلمين ولا ينتمون للكافرين وإنما هم حالة وسط فهم فريق مستقل وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ".
ث- الاستهزاء بوحى الله حيث كانوا إذا نزلت سورة من القرآن قال بعضهم أيكم زادته هذه إيمانا أى أيكم أبقت هذه تصديقه بالوحى وهم يقصدون قطعا السخرية من الوحى الذى لا يؤمنون به وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا ".
-مسارعة المنافقين فى أهل الكتاب :
إن الذين فى قلوبهم مرض وهم أهل النفاق يسارعون أى يتسابقون لموالاة ومناصرة أهل الكتاب ويقولون فى سبب هذا :نخشى أن تصيبنا دائرة والمراد نخاف أن تحدث لنا مصيبة مؤذية وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "ويقول المسلمون لأهل الكتاب فى المنافقين :أهؤلاء الذين حلفوا بالله قدر ما استطاعوا إنهم لمنكم ؟حبطت أعمالهم فأصبحوا هالكين وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "ويقول الذين أمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد ايمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ".
-استئذان المنافقين فى القعود عن الجهاد :
لما دق نفير الجهاد جاء المنافقون للنبى (ص)وقالوا :اسمح لنا بالقعود عن الخروج للجهاد لأننا لا نستطيع الخروج لأسباب قاهرة ،وصدق النبى (ص)الحديث وأذن لهم بالقعود عن الجهاد فنزل الوحى معاتبا له غافرا له ذنب الإذن للمنافقين بالقعود عن الجهاد مبينا له أن الخروج للجهاد هو الأمر الذى سيبين له من يصدقه ممن يكذبه وفى هذا قال بسورة التوبة "عفا الله عنك لما اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين "وقد بين له أن المؤمنين لا يطلبون الإذن للجهاد والمكذبين يطلبونه فقال بنفس السورة "لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الأخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الأخر "وكان بعض المنافقين يذهب للنبى (ص)فيقول ائذن أى اسمح لى بالقعود ولا تختبرنى وفى هذا قال "ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى "وقد بين الله لنبيه (ص)أنه سيعود لمكانه بعض من المنافقين وسيطلبون منه الإذن بالخروج للجهاد وطلب منه أن يقول لهم :لن تذهبوا معى أبدا ولن تحاربوا معى عدوا إنكم قبلتم بالقعود أول مرة فابقوا مع المتخلفين عن الجهاد وفى هذا قال "فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين"وبين لنبيه (ص)أن المنافقين إذا نزلت سورة تطلب الإيمان بالله والجهاد مع نبيه (ص)أتاه أهل الطول والمراد الغنى منهم وقالوا دعنا مع القاعدين وفى هذا قال "وإذا أنزلت سورة أن أمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين "وقد بين للمسلمين أن السبيل وهو العقاب إنما هو للذين استئذنوا وهم أغنياء رضوا أن يكونوا من المتخلفين عن الجهاد وفى هذا قال "إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا أن يكونوا مع الخوالف " .
-ابتغاء المنافقين للفتنة :
بين الله للمسلمين أن المنافقين لو ذهبوا معهم للقتال فإن الحادث هو إصابة المسلمين بالخبال وهو الفشل وإحداث الفرقة بينهم بسبب ابتغاء المنافقين للفتنة وهى الوقيعة وسبب حدوثها هو استماع البعض لكلامهم وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم "ووضح الله لنبيه (ص)أن المنافقون قد طلبوا الفتنة وهى الوقيعة بين المسلمين قبل ذلك فقاموا بقلب الأمور وهو إخفاء الحقائق التى أظهرها الله ومنع الفتنة من الحدوث الوخيم لها وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون "وقد بين الله لنا أن المنافقون كان لهم فى كل عام فتنة أو اثنتين يقومون بهم ومع هذا لم يتوبوا من هذه الفتن وفى هذا قال بنفس السورة "أولا يرون أنهم فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ".
-اتهامات المنافقين للنبى (ص):
اتهم المنافقون النبى (ص)بالظلم فى توزيع الصدقات والسبب هو أنهم كانوا يريدون بعض من الصدقات ولذا كانوا يتوقفون عن الإتهام إذا أخذوا من الصدقات ويغضبون ويكيلون الإتهام للنبى (ص)إذا لم يأخذوا وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "وقد حرص المنافقون على إيذاء النبى(ص)بأقوالهم عنه مثل هو أذن والمراد ألعوبة يسمع كلام الكل وفى هذا قال تعالى "ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن"وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم سماعة أحسن لكم يصدق بالله ويصدق المؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم وفى هذا قال بنفس الآية "قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين أمنوا منكم "ولما وجد القوم الإتهامات القولية لا تجدى لجأوا لأسلوب أخر هو العمل ومنه اختراع حديث الإفك وقالوا لبعضهم :لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا والمراد لا تعطوا المؤمنين مالا حتى يتركوا طاعة محمد وفى هذا قال بسورة المنافقون "هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ".
-تحذير المنافقين من نزول الوحى فيهم :
أصدر الله للمنافقين تحذيرا يطلب منهم الكف عن أعمال الكفر وقد خاف المنافقون أى حذروا من أن تنزل فيهم سورة من الوحى أساسها الإخبار بما فى قلوبهم من الشر وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :اسخروا إن الله مظهر الذى تخفون وفى هذا قال بسورة التوبة "يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون "وبين له أنه إذا سألهم عن السخرية سيكون ردهم هو :إنما كنا نخوض ونلهو ولذا فالواجب أن يقول لهم :أبالله وآياته ونبيه كنتم تسخرون وقد حدث كل هذا وفى هذا قال "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون "وقد حاول المنافقون الإعتذار للمسلمين فطلب الله منهم ألا يعتذروا وبين لهم السبب فى هذا الطلب وهو أنهم كفروا بعد إسلامهم ومن ثم فاعتذارهم غير مقبول وأخبرهم أنه إذا عفا عن التائبين فإنه سيعذب الذين لم يتوبوا لكونهم مجرمين وفى هذا قال "لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين "وقد نفذ الله التحذير فأنزل فى المنافقين سورة فلما سمعها المنافقون تبادلوا النظرات وهم مع المسلمين وكان معنى النظرة هل يراكم من أحد أى هل يعرفكم أحد ؟ثم تسللوا واحد وراء الأخر وانصرفوا من المكان وفى هذا قال "وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ".
-حلف المنافقين الكاذب :
استخدم المنافقون الحلف كثيرا فى تعاملهم مع النبى (ص)والمؤمنين ومن هذا أنهم أقسموا بالله إنهم لمن المسلمين وما هم من المسلمين وفى هذا قال بسورة التوبة "ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم " وبين لنا سبب حلفهم بالله وهو إرضاء المسلمين وليس إرضاء الله ونبيه (ص) وهو الواجب عليهم إن كانوا مصدقين بحكمهم وفى هذا قال "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين "وقد حلف المنافقون على أنهم لم يقولوا كلمة الكفر وأقسموا على ذلك بالله وهم قد قالوا كلمة الكفر فكانت النتيجة أن كفروا بعد إسلامهم وأرادوا أن يأخذوا ما لم يأخذوا وسبب نقمتهم وهو كفرهم هو أن الله ورسوله (ص)أغناهم من فضله وبين الله أنهم إذا تابوا فهذا خير لهم وأما إذا لم يتوبوا فالعذاب فى انتظارهم فى كل من الدنيا والأخرة وفى هذا قال "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والأخرة "وبين لنا أن بعض المنافقين عاهد الله على أن يصدق ويكون من الصالحين إذا أعطاه الله من رزقه وفى هذا قال "ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين "فلما حدث ما يحب حيث أعطاه الله الرزق الوفير كان رد فعله هو البخل والتولى فكانت نتيجة هذا أن الله أدخل فى قلوبهم النفاق إلى أن يموتوا والسبب إخلافهم وعدهم مع الله أى كذبهم وفى هذا قال "فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون "وقد عمل المنافقون على لمز أى عيب المتطوعين بالصدقات من المسلمين كما استهزءوا وسخروا من المسلمين الذين لا يجدون شىء يقدمونه سوى جهدهم أى عملهم وفى هذا قال "الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم "وبين الله للمسلمين أن المنافقين سيحلفون بالله لهم إذا عادوا إليهم والسبب أن يعرضوا عنهم ويتركوهم وقد طلب الله من المسلمين الإعراض عنهم لأنهم رجس ومسكنهم النار وفى هذا قال "سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم ".
-الاستغفار للمنافقين :
بين الله لنبيه (ص)أن استغفاره للمنافقين وعدم استغفاره لهم سيان فى النتيجة الحادثة حتى لو استغفر لهم أكبر عدد من المرات والنتيجة هى أن الله لن يغفر لهم والسبب كفرهم بالله ونبيه (ص)وفى هذا قال بسورة التوبة "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله "وقد نصحهم المسلمون فقالوا :تعالوا يستغفر لكم نبى الله ،فما كان منهم إلا أن رفضوا واستكبروا ولذا كرر الله لنبيه (ص)أنه لن يغفر لهم سواء استغفر لهم أو لم يستغفر لهم وفى هذا قال بسورة المنافقون "وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم استغفرت لهم أو لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ".
-فرح المخلفين بالقعود :
كانت حال المتخلفين عن الجهاد هى الفرح وكان سبب فرحهم هو قعودهم بعيدا عن ميدان القتال حيث الخطر الممثل فى الموت فى نظرهم وهم قد بغضوا الجهاد فى سبيل الله بكل من النفس والمال وقد قالوا لبعضهم :لا تخرجوا فى الحر فطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفهمون وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون "وكان المنافقون يقولون عن المسلمين :غر هؤلاء دينهم أى خدع هؤلاء حكمهم وفى هذا قال بسورة الأنفال "إذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ".
-استئذان المنافقين للخروج والقعود :
لأمر ما من الله عاد النبى (ص)لمكان وجود طائفة من المنافقين فلما وجدوه بينهم طلبوا منه السماح لهم بالذهاب للقتال معه فقال لهم ما قال الله له:لن تذهبوا معى أبدا ولن تحاربوا معى كارها إنكم رضيتم بالتخلف أول مرة فاقعدوا مع المتخلفين وفى هذا قال بسورة التوبة "فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين "ولما نزلت على النبى سورة من القرآن فيها أن أمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله وبلغت مسامع المنافقين فكان موقفهم هو مجىء أولى الطول وهو الغنى للنبى (ص)فطلبوا منه الإذن بالقعود عن الجهاد فقالوا اتركنا نكن مع القاعدين وفى هذا قال تعالى "وإذا أنزلت سورة أن أمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين "ولقد رضى الأغنياء أن يكونوا مع الخوالف الذين خالفوا أمر الله ونبيه (ص)وفى هذا قال "رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون " .
-اعتذار المنافقين عن القعود :
لما رجع المسلمون من القتال سالمين أسرع المنافقون لهم مقدمين لهم الإعتذار وهو التبرير للظروف القاهرة ولذا طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :لا تعتذروا أى لا تقدموا لنا أسبابكم ،لن نصدق بأقوالكم قد أخبرنا الله من أفعالكم التى أخفيتموها وسيرى الله ونبيه (ص)عملكم وبعد ذلك تعودون لعالم الغيب والشهادة فيخبركم بما كنتم تفعلون وفى هذا قال بسورة التوبة "يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "وقد حلف المنافقون بالله للمسلمين لما عادوا للمدينة حتى يعرضوا عنهم ويتركوهم فطلب الله منهم أن يتركوهم لكونهم رجس مأواه جهنم بسبب ما عمل فى دنياه وفى هذا قال "سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواه جهنم بما كانوا يكسبون "وسبب حلف المنافقين هو أن يرضى المسلمون عنهم وقد بين الله للمسلمين أن الله لن يرضى عن المنافقين حتى ولو رضوا هم عنهم وفى هذا قال "يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين".
-مسجد الضرار والمنافقين :
بنى المنافقون مسجد وكان المنافقون قد اتخذوا المسجد لأسباب عدة هى الضرار أى الكفر والتفريق والمراد إحداث الفرقة بين المسلمين وجمع المحاربين لله ونبيه(ص)فيه للتآمر وقد حلف المنافقون بالله للمسلمين على أن نيتهم سليمة فقالوا :إن أردنا إلا الحسنى ،والله يعرف أنهم كاذبون وفى هذا قال بسورة التوبة "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون " وقد طلب الله من نبيه (ص) ألا يقيم فى هذا المسجد صلاة ما دام قائما فى أيدى المنافقين وفى هذا قال "لا تقم فيه أبدا "وقد بين الله لنا أن هذا البنيان وهو المسجد ما زال فى قلوبهم ريبة والمراد خيبة وفشل حتى يموتوا وفى هذا قال "لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم "
-تسلل المنافقين :
فى إطار استعداد المسلمين للقتال دخل معهم معسكرهم بعض المنافقين بدعوى الجهاد وقد قام هذا البعض بالتسلل من المعسكر وهو الهرب من أماكن القتال لواذا أى إحتماء من الأخطار فى ظنهم وذلك بالعودة للديار وقد حذرهم الله بأنه سيصيبهم الفتنة أو العذاب الأليم وفى هذا قال بسورة النور "قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ".
-موقف المنافقين بغزوة الأحزاب :
لما وجد المنافقون قوة أهل الأحزاب ولما عاينوا زلزلة المسلمين الزلزال الشديد بسبب هذه القوة قالوا هازئين من المسلمين :ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا أى ما أخبرنا الله ونبيه (ص)إلا كذبا وسرابا وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا "وقالت جماعة منهم :يا أهل يثرب لا بقاء لكم فعودوا لبيوتكم دون قتال وذهبت جماعة أخرى للنبى (ص)طالبة الإذن بالذهاب للبيوت لحراستها فقالوا :إن مساكننا ثغرة ينفذ منها العدو فاسمح لنا بالدفاع عنها وما كانت هذه البيوت ثغرة لنفاذ العدو ولكن الجماعة قالت ذلك لتهرب وتفر من القتال وفى هذا قال "وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستئذن فريق منهم النبى يقولون إن بيوتنا عورة وما هى بعورة إن يريدون إلا فرارا "وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :لن يفيدكم الهروب إن هربتم من الموت أو القتل وإذا لا تبقون إلا وقتا قصيرا وفى هذا قال "قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا "كما طلب منه أن يقول لهم :من ذا الذى يمنعكم من أمر الله إن أراد بكم ضررا أو أراد بكم نفعا ؟وقد فعل النبى (ص)ما أمره به وفى هذا قال "من ذا الذى يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة " وقد قال بعض المنافقين لبعض :هلم إلينا والمراد تعالوا معنا فى ديارنا وفى هذا قال "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا "والمنافقون كانوا بخلاء على المسلمين فإذا أتى الخوف شاهدهم المسلم ينظرون له وأعينهم تدور فى كل إتجاه كالذى يغشى عليه من الموت وإذا ذهب أمر الخوف شتموا المسلمين وسبوهم بألسنة طويلة حادة ولا يفعلون الخير لهم وفى هذا قال "أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير "وقد كان المنافقون يظنون الأحزاب لم يذهبوا ويتركوا القتال وإذا أتت الأحزاب أحبوا لو أنهم كانوا مع الأعراب فى البادية يسألون عن أخبار المسلمين وفى هذا قال "يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون فى الأعراب يسألون عن أنبائكم " .
-خروج المنافقين من بيت النبى (ص):
كان المنافقون يذهبون لبيت النبى (ص)ويجلسون مع المسلمين مستمعين لكلامه حتى إذا خرجوا من البيت قالوا للذين أوتوا العلم وهم المسلمون :ماذا قال آنفا ؟أى ماذا كان يقول ونحن معه وفى هذا قال تعالى بسورة محمد "ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا "وكانوا يقولون للنبى (ص)فى مجلسه :سمعا وطاعة وإذا تركوا مجلسه غيرت طائفة منهم نيتهم فبدل الطاعة بيتوا العصيان وفى هذا قال بسورة النساء "ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب ما يبيتون ".
-تحالف المنافقين وأهل الكتاب :
تحالف القومين على نصر بعضهم لبعض فقال المنافقون للكتابيين :لئن طردتم لنذهبن معكم ولا نطيع فيكم أحدا دوما وإن حوربتم لننصرنكم وفى هذا قال بسورة الحشر "ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون "وقطعا لم يحدث شىء فلم يخرجوا معهم ولم ينصروهم فى القتال وقد قال المنافقون للذين كرهوا ما نزل الله من الوحى :سنطيعكم فى بعض الأمر وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم إسرارهم ".
- المنافقون وصلاة الجمعة :
كان المنافقون إذا أذن للصلاة من يوم الجمعة جلسوا فى المسجد مراءة للمسلمين فإذا جاء وقت الصلاة وحدث أحد أمرين الأول التجارة وهى البضائع والثانى اللهو وهو المسليات والمفرحات ترك المنافقون رسول الله(ص)واقفا يخطب خطبته وذهبوا لمتابعة التجارة أو اللهو فطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم ما عند الله أحسن من اللهو ومن التجارة والله أحسن الرازقين وفى هذا قال تعالى بسورة الجمعة "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين "
-المنافقون والعودة للمدينة :
لما خرج المنافقين مع المسلمين للحرب مرة قال بعضهم لبعض المسلمين :لئن عدنا للمدينة ليطردن الأعز منها المهان وفى هذا قال تعالى بسورة المنافقون "يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ".
-قتال المنافقين :
طلب الله من نبيه (ص) الحذر من المنافقين لأنهم أعداء للمسلمين وفى هذا قال بسورة المنافقون "هم العدو فاحذرهم "كما طلب منه أن يجاهد أى يقاتل المنافقين مع الكافرين وأن يشتد عليهم فى القتال وفى هذا قال بسورة التوبة "يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم "

 

السبت، 4 مايو 2024

النهار فى القرآن

النهار فى القرآن
اختلاف الليل والنهار آية لمن يفهم
قال تعالى بسورة البقرة
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار" فاختلاف الليل والنهار وقت النور هو تقليبهما والمعنى إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار آيات لمن يفهم
نفقة المال بالليل والنهار
قال تعالى بسورة البقرة
"الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"وضح الله أن المنفقين ينفقون أموالهم والمراد يعطون أملاكهم للمستحقين فى وقتين الأول الليل والثانى النهار وقت النور وهم يعطونها بطريقين الأولى فى السر وهو الخفاء والثانية فى العلانية وهى الظهور وهؤلاء المنفقين لهم أجرهم عند ربهم وهو الجنة ولا خوف عليهم والمراد لا عقاب لهم فى الأخرة وفسر هذا بأنهم لا يحزنون أى لا يعاقبون
إيلاج الليل فى النهار
قال تعالى بسورة آل عمران
"تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل "وضح الله أنه تولج الليل فى النهار أى تجعل الليل مكان النهار وقت النور بالسلخ تدريحيا فالمكان الذى تغيب عنه الشمس يصبح ليلا وتولج النهار فى الليل أى وتجعل النهار مكان الليل بالسلخ تدريجيا فالمكان الذى تطلع فيه الشمس يذهب عنه ظلام الليل
وجه النهار
قال تعالى بسورة آل عمران
"وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذى أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا أخره لعلهم يرجعون "وضح الله للمؤمنين أن طائفة من أهل الكتاب والمراد جماعة من أصحاب الوحى السابق قالوا لبعض منهم :آمنوا بالذى أنزل على الذين أمنوا والمراد صدقوا بالقرآن الذى أوحى للذين صدقوا بمحمد(ص)وجه النهار أى أول اليوم واكفروا أخره أى وكذبوا به نهاية النهار وقت النور وبينوا لهم سبب الإيمان ثم الكفر وهو أن يرجعوا والمراد أن يرتد المسلمين عن الإسلام
اختلاف الليل والنهار
قال تعالى بسورة آل عمران
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"وضح الله أن فى خلق أى إبداع السموات والأرض واختلاف أى تعاقب أى تغير الليل والنهار وقت النور آيات لأولى الألباب والمراد علامات تدل على قدرة الله على كل شىء ويفهم ذلك أصحاب العقول
لله ما سكن فى النهار والليل
قال تعالى بسورة الأنعام
"وله ما سكن فى الليل والنهار "وضح الله أن له ما سكن أى ثبت أى نام فى الليل والنهار وهذا يعنى أن الله يملك كل المخلوقات التى تنام ليلا أو نهارا وقت النور وهى كل المخلوقات فى الكون
المجروح بالنهار يعلمه الله
قال تعالى بسورة الأنعام
"هو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار "وضح الله أنه الذى يتوفاكم بالليل والمراد الرب هو الذى ينيمكم فى الليل وهو وقت النوم ويعلم ما جرحتم بالنهار وقت النور والمراد ويعرف الذى عملتم فى النهار وهو وقت الصحو
غشيان الليل النهار
قال تعالى بسورة الأنعام
" يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا "وضح الله أن الليل وهو الظلام يغشى أى يذهب النهار وهو النور يطلبه حثيثا والمراد يذهبه تدريجيا فكل جزء يدخل عليه الليل يذهب عنه النهار ثم الجزء الذى بعده وهكذا فى دائرة مستمرة
اختلاف الليل والنهار آية لقوم يتقون
قال تعالى بسورة يونس
"إن فى اختلاف الليل والنهار وما خلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون" وضح الله للناس أن فى اختلاف وهو تغير أى تقلب الليل والنهار وقت النور مصداق لقوله بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار"وما خلق وهو الذى أنشأ الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون والمراد لعلامات
التعارف ساعة من النهار
قال تعالى بسورة يونس
"ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم "وضح الله أن يوم يحشر أى يجمع الكفار كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار وقت النور والمراد كأن لم يعيشوا إلا وقتا من النهار وهذا يعنى أن الكفار يتصورون أنهم لم يعيشوا سوى ساعة من شدة العذاب وهم فى الساعة يتعارفون بينهم أى يتعاملون بينهم بالأديان
النهار مبصرا
قال تعالى بسورة يونس
"هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا "وضح الله للناس أنه جعل لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد خلق لهم الليل ليرتاحوا فيه وخلق النهار وقت النور مبصرا أى منيرا ليعملوا فيه
إقامة الصلاة طرفى النهار
قال تعالى بسورة هود
"وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل " طلب الله من نبيه(ص)أن يقيم الصلاة والمراد أن يطيع دين الإسلام مصداق لقوله بسورة الشورى "أن اقيموا الدين "والطاعة تكون طرفى النهار وهى نصفى النهار وقت النور وزلفا من الليل أى وبعضا من الليل وهو وقت الصحو ليلا وهذا يعنى أن يطيع دين الله طوال وقت يقظته
غشيان الليل النهار آية
قال تعالى بسورة الرعد
"يغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "وضح الله للناس أنه الذى جعل الليل يغشى أى يسلخ النهار ومعنى السلخ هو الإزالة التدريجية لضوء النهار فكل مكان منير يسير ويصبح مكانه ظلام وفى هذه المخلوقات آيات لقوم يتفكرون والمراد براهين على أن الله وحده الخالق لناس يعقلون
السارب بالنهار
قال تعالى بسورة الرعد
"سواء منكم من أسر القول أو جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار "وضح الله للناس أن سواء والمراد سيان عنده فى العلم من أسر القول والمراد من أخفى الكلام ومن هو مستخفى بالليل والمراد ومن هو متوارى بظلام الليل عند فعله ومن هو سارب أى مظهر لفعله فى النهار وقت النور وهذا إخبار للناس أن الإخفاء والإعلان يعلم كلاهما بنفس الدرجة مصداق لقوله بسورة الأنبياء"إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون "وذلك حتى لا يظن ظان أن الكتم فى النفس أو التخفى فى الظلم يمنع من العلم بعمله
تسخير الليل والنهار للناس
قال تعالى بسورة النحل
"وسخر لكم الليل والنهار "وضح الله للناس أن الله الذى سخر أى أنشأ الليل والنهار وقت النور
تسخير الليل والنهار بأمر الله
قال تعالى بسورة النحل
"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره "وضح الله للناس أنه سخر أى خلق لنفعهم كل من :الليل والنهار وقت النور والشمس والقمر والنجوم وهى الكواكب وكلهم مسخرات بأمره أى متحركات بحكم الله وهذا يعنى أنهم يعملون بالقوانين التى وضعها الله لها
الليل والنهار آيتين
قال تعالى بسورة الإسراء
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم "وضح الله للناس أنه جعل الليل والنهار آيتين والمراد خلق الليل والنهار علامتين ظاهرتين فمحا آية الليل والمراد فأظلم علامة الليل وجعل آية النهار مبصرة أى وخلق علامة النهار وقت النور مضيئة والسبب أن نبتغى فضلا من الله والمراد أن نطلب رزقا من الله
تسبيح الله أطراف النهار
قال تعالى بسورة طه
"ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى " طلب من النبى (ص)أن يسبح بحمد الرب أى يعمل بحكم الله وهو اسم الله وهذه الطاعة تكون من قبل طلوع أى شروق الشمس وهو الليل وقبل غروبها أى غيابها وهو النهار وقت النور وفسر هذا بأن أناء الليل وهو أجزاء الليل التى يصحو فيها وأطراف النهار وهى أجزاء النهار وعليه أن يسبحه أى يطيع حكمه ويبين الله له أن عليه أن يرضى أى يقبل بهذا الحكم
الملائكة يسبحون الليل والنهار
قال تعالى بسورة الأنبياء
" يسبحون الليل والنهار لا يفترون "وضح الله للكفار أن الملائكة المقربون يسبحون أى يعملون بحمد وهو حكم الله فى الليل والنهار وقت النور وهم لا يفترون أى لا يملون أى لا يعصون حكم الله
الليل والنهار كل فى فلك يسبحون
قال تعالى بسورة الأنبياء
"وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون"وضح الله للنبى(ص) أن الله خلق أى سخر لنا الليل والنهار وقت النور والشمس والقمر وكل منهم فى فلك يسبحون والمراد وكل منهم فى مدار يجرون لموعد محدد وهذا يعنى أن كل منهم يتحرك فى مسار معروف لا يحيد عنه
الكالىء بالليل والنهار
قال تعالى بسورة الأنبياء
"قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس "من يكلؤكم أى من يصونكم فى الليل والنهار وقت النور من الرحمن وهو النافع ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الذى يمنعهم أى يحفظهم من أذى الله هو الله نفسه
تقليب الله الليل والنهار
قال تعالى بسورة النور
"يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار "وضح الله لنبيه (ص)أنه يقلب أى يغير الليل والنهار وقت النور وفى هذا التغيير عبرة أى آية مصداق لقوله بسورة آل عمران "إن فى ذلك لآية "لأولى الأبصار وهم أهل العقول وهى النهى
النهار نشورا
قال تعالى بسورة الفرقان
"وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا "وضح الله للناس أنه هو الذى جعل لهم الليل لباسا والمراد الذى خلق لهم الليل سكنا وخلق النوم وهو النعاس سبات أى راحة لأجسامهم وجعل النهار نشورا أى وخلق النهار وقت النور معاشا أى وقتا للصحو
الليل والنهار خلفة
قال تعالى بسورة الفرقان
"وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا "وضح الله أنه هو الذى جعل أى خلق الله الليل والنهار وهو وقت النور خلفة أى عبرة أى آية لمن أراد أن يذكر أى يطيع حكم الله وفسره بأنه من أراد شكورا أى إتباعا لحكم الله وهم أولى الأبصار
لو كان النهار سرمدا
قال تعالى بسورة القصص
"قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه " طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس أرأيتم والمراد أعلمونى إن جعل أى خلق الله لكم النهار وهو زمن النور سرمدا أى مستمرا من إله غير الله يأتيكم بليل أى يجيئكم بظلام تسكنون أى تنامون أى ترتاحون فيه ؟ والغرض من الأسئلة هو إخبار الناس أن الله وحده هو القادر على إظلام النهار إذا أصبح سرمدا أى مستمرا حتى يوم القيامة وأما غيره فلا يقدرون على هذا إذا أراد الله أن يكون النهار دائما وعليه فالله وحده هو القادر على إظلام النهار حتى يسكن أى يرتاح الناس
النهار ابتغاء وسكن
قال تعالى بسورة القصص
"ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله "وضح الله للناس أن من رحمته وهى نفعه لهم أن جعل أى خلق لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد ليرتاحوا فيه وخلق النهار وهو وقت النور ليبتغوا من فضله والمراد ليطلبوا فيه من رزق الله
المنام ليلا ونهارا
قال تعالى بسورة الروم
"ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون "وضح الله للناس أن من آياته وهى براهينه الدالة على قدرته منامهم وهو سباتهم أى راحتهم فى الليل والنهار وهو وقت النور وابتغاؤهم من فضله والمراد وسعيهم وراء رزق الله وذلك وهو النوم وابتغاء الفضل هو من آيات أى براهين الله الدالة على قدرته ومن ثم وجوب طاعته وحده لقوم يسمعون أى لناس يعقلون
ولوج الليل فى النهار
قال تعالى بسورة لقمان
"ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى " سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى تعرف أن الله وهو الرب يولج أى يدخل أى يكور الليل على النهار وقت النور ويولج أى يدخل أى يكور أى يزيل تدريجيا النهار إلى الليل مصداق لقوله بسورة الزمر"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"وسخر أى خلق الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى والمراد كل يتحرك حتى موعد محدد هو القيامة ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الرسول عرف قدرة الله على تغيير الليل والنهار وخلق للشمس والقمر وتحريكهما
مكر الليل والنهار
قال تعالى بسورة سبأ
"وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا "وضح الله لنبيه (ص)أن الذين استضعفوا وهم الذين اتبعوا السادة قالوا للذين استكبروا أى استعظموا وهم السادة والكبراء :بل مكر أى كيد الليل والنهار وقت النور والمراد إنكم كنتم تخدعوننا يوميا إذ تأمروننا أن نكفر بالله والمراد حين توصوننا أن نكذب بدين الله وفسروا هذا بقوله وهو الكفر ونجعل لله أندادا أى نعبد مع الرب شركاء مزعومين
سلخ النهار كم الليل
قال تعالى بسورة يس
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "وضح الله أن الآية وهى البرهان للناس على قدرته هو الليل يسلخ منه النهار وقت النور أى يخرج منه النهار تدريجيا فإذا هم مظلمون أى فهم فى سواد مطبق
الليل ليس سابق النهار
قال تعالى بسورة يس
" لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون "وضح الله لنبيه (ص)أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الليل ليس بلاحق النهار وقت النور وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون
تكوير النهار على الليل
قال تعالى بسورة الزمر
" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "وضح الله أنه يكور أى يدخل الليل على النهار ويكور أى ويدخل النهار وقت النور على الليل فيزيله
من آيات الله الليل والنهار
قال تعالى بسورة فصلت
"ومن آياته الليل والنهار "وضح الله للناس أن من آياته وهى مخلوقاته كل من الليل والنهار وهو وقت النور
التسبيح بالليل والنهار دون سأم
قال تعالى بسورة فصلت
"فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون "وضح الله أن الناس إن استكبروا أى كفروا فيجب أن يعلم أن الذين عند ربه والمراد الذين لدى كرسى عرش الله يسبحون له أى يطيعون حكمه بالليل والنهار وهم لا يسئمون أى لا يملون والمراد لا يفترون أى لا يضعفون عن الطاعة
السبح الطويل فى النهار
قال تعالى بسورة المزمل
"إن لك فى النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك "وضح الله لنبيه (ص)أنه له فى النهار سبحا طويلا والمراد أنه له فى النهار وهو وقت النهار طاعة مستمرة للوحى حيث يتعامل مع الناس حسب حكم الله ويفسر هذا بقوله اذكر اسم ربك أى اتبع حكم إلهك
تقدير الله الليل والنهار
قال تعالى بسورة المزمل
" والله يقدر الليل والنهار "وضح الله للمؤمنين أن الله يقدر أى يحسب أى يحصى وقت الليل والنهار وهو وقت النور
النهار معاش
قال تعالى بسورة النبأ
"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا " سأل الله ألم والغرض من السؤال هو إخبار الناس أنه جعل لهم الأرض مهادا والمراد خلق لهم "الأرض فراشا "كما قال بسورة البقرة والمراد مكان للحياة وخلق لهم الجبال أوتادا أى جعل لهم الرواسى شوامخا أى مثبتات وخلق الناس أزواجا والمراد جعل الناس أفرادا أى ذكرا وأنثى وجعل الله نومنا سباتا والمراد وخلق الله نعاسنا راحة لأنفسنا ولأجسامنا وخلق الليل لباسا والنهار معاشا والمراد وجعل الليل سكنا والنهار مبصرا
النهار المجلى
قال تعالى بسورة الشمس
" والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "حلف الله بالشمس وضحاها وهو صباحها والقمر إذا تلاها أى تبع الشمس فى الظهور والنهار وقت النور إذا جلاها والمراد إذا كشف النهار الشمس والليل إذا يغشاها أى إذا يخفى الشمس ،والسماء وما بناها وهو الله الذى شيدها والأرض وما طحاها أى والله الذى كورها ونفس وما سواها أى والله الذى خلقها فألهمها فجورها وتقواها والمراد فعلمها كفرها وإسلامها وهذا هو هدايتها النجدين وهو يحلف على أنه قد أفلح من زكاها أى نجح من طهر نفسه والمراد فاز برحمة الله من آمن وقد خاب من دساها أى وفشل أى وسقط من دنسها أى ظلمها
النهار إذا تجلى
قال تعالى بسورة الليل
" والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى "حلف الله بالليل إذا يغشى أى وقت يظلم والنهار وقت النور إذا تجلى أى ظهر أى أنار الأرض وما خلق الذكر والأنثى والمراد والله الذى أنشأ الرجل والمرأة وهو يقسم على أن سعى الناس شتى والمراد أن عمل الناس متعدد وهذا يعنى أن عمل الناس مختلف ما بين إسلام وكفر
إتيان أمر الله ليلا أو نهارا
قال تعالى بسورة يونس
"إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس "وضح الله لنا أن مثل الحياة الدنيا والمراد أن شبه متاع المعيشة الأولى هو ماء أنزله الله من السماء والمراد ماء أسقطه الله من السحاب فكانت نتيجة سقوطه هى أن اختلط به نبات الأرض والمراد أن نبت به زرع اليابس من الذى يأكل أى يطعم أى يتناول الناس وهم البشر والأنعام وهم البقر والإبل والماعز والغنم ويبين الله لنا أن الأرض والمراد أن أصحاب البلاد إذا أخذوا زخرفهم والمراد إذا اتبعوا باطلهم أى ازينوا والمراد تحلوا بالباطل وظنوا أى واعتقدوا أنهم قادرون على الأرض والمراد أنهم متحكمون فى البلاد بلا مشاركة من أحد حدث التالى أتاها أمرنا ليلا أو نهارا أو وقت النور والمراد جاء أهل البلاد عذاب الله إما فى الليل وإما فى النهار فأصبحت حصيدا أى حطاما كأن لم تغن بالأمس والمراد كأن لم توجد فى الماضى
إتيان العذاب بياتا أو نهارا
قال تعالى بسورة يونس
"قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون أثم إذا ما وقع أمنتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون " طلب الله من نبيه(ص)أن يسأل الكفار أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا والمراد أخبرونى إن جاءكم بأس الله ليلا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون أى ماذا يطالب به الكافرون ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن العذاب إذا أتاهم فى الليل أو فى النهار فليس هناك من يطلب سرعة نزوله من الكفار لأنه نزل بهم،ويسأل أثم إذا ما وقع أمنتم به والمراد أثم اذا حدث العذاب صدقتم به الآن وقد كنتم به تستعجلون والمراد وقد كنتم له تطلبون ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أنهم لا يؤمنون بالعذاب إلا عندما يصيبهم مع أنهم كانوا يطالبون بأن يصيبهم فى الدنيا
الدعوة ليلا ونهارا
قال تعالى بسورة نوح
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا "وضح الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ليلا ونهارا وقت النور بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى

 

الجمعة، 3 مايو 2024

نظرات في لغز اختفاء النياندرتال

نظرات في لغز اختفاء النياندرتال
صاحب البحث اياد العطار وهو يدور حول خرافة مرتبطة بنظرية التطور وهى وجود البشر البدائيين وقد دخلت النظرية في التاريخ والاحياء والتكوينات الأرضية وغيرها بدون أى سبب لكون نظرية هدمها صاحبها بنفسه من خلال كتابه أصل الأنواع حيث اعترف عشرات المرات أن النظرية لا يمكن أن تكون مبرهن عليها لجهل العلماء بالكثير من الأمور ونقص السجل الجيولوجى نقصا هائلا
في مستهل البحث تحدث العطار عن العصر الحجرى الذى لا وجود له فقال :
"الحياة في العصر الحجري لم تكن رائعة .. أقول هذا لأولئك الذين ما فتئوا يذكرونا بأيام زمان ويصدعون رؤوسنا ببساطة ودعة وروعة الماضي الغابر .. كلا عزيزي القارئ .. لم تكن جميلة البتة .. كانت عبارة عن مطاردة محمومة ومستمرة تتخللها فترات قصيرة من الراحة .. كان محتوما عليك أن تركض على الدوام .. أركض .. أركض .. فأمامك طريدة .. أو وراءك أنياب مفترسة تسعى لازدرادك. وفي اللحظات القليلة التي تتوقف فيها عن الركض يكون لزاما عليك أن تختبئ في عمق كهف موحش .. وبارد .. ومظلم .. حيث عليك أن تأكل وتنام وتتبرز وتجامع شريك حياتك في نفس البقعة الصغيرة أمام عيون عائلتك المجتمعة حول ذلك الموقد البائس اللعين .. يا لها من حياة! .. وستكون محظوظا جدا لو نجوت بحياتك حتى تبلغ الثلاثين من عمرك .. فالحياة كانت قصيرة .. وأعداد البشر قليلة .. حمدا لله بأننا لم نخلق في تلك العصور المظلمة التي أروم زيارتها لبرهة قصيرة من خلال هذا المقال .. فما رأيك أن تأتي معي عزيزي القارئ؟ .. لا تخف .. لن نبقى طويلا."
قطعا كلام تخيلى لم يراه أحد إلا في الأفلام يناقض الوحى فالإنسان الأول وهو آدم(ص) كان له بيت ووضع له بيت للعبادة وهى الكعبة كما قال تعالى :
" إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وثانيا لم يكن هو أوزوجته عرايا لأن الله أنزل عليهما الملابس فقال :
" يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
ولم يكن جاهلا لأن الله علمه القراءة والكتابة وصنع الأدوات كقلم الكتابة كما قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وكالعادة تحدث كحديث التطوريين عن ظهور الإنسان من مائتى ألف سنة وكأنهم عاشوا أيامها وظلوا عائشين مع أن هذا عصر لم يعشه أحد من التطوريين ولكنهم يجزمون به مع أنه غيب كالغيب الذى يعيبون على المسلمين الإيمان به فقال :
" التاريخ البشري يغص بالأحاجي والألغاز، فهذا المخلوق العاقل الذي يدعى الإنسان عاش وتسيد على هذه الأرض منذ ظهوره قبل أكثر من مائتي ألف عام، هذا ما يقوله العلم الحديث. لكننا للأسف الشديد نكاد لا نعلم شيئا عما فعله وأنجزه هذا الإنسان خلال تلك الحقب الطويلة المتمادية، إذ تكاد معلوماتنا الوفيرة عنه تنحصر في فترة الخمسة آلاف عام الأخيرة، أي منذ بروز وبزوغ فجر الحضارات الإنسانية الأولى على ضفاف النيل ودجلة والفرات وما رافق ذلك من اختراع الكتابة وبدء التوثيق الكتابي للأحداث والعادات والعقائد السارية في تلك الأزمان الغابرة. أما قبل ذلك، أي قبل اختراع الكتابة، فمعلوماتنا تكاد تنحصر بما تركه القدماء من أدوات حجرية وآوني فخارية وهياكل عظمية مبثوثة هنا وهناك في المغاور والمقابر والكهوف. ولهذا السبب بالذات تعتبر تلك الحقب والعصور التي سبقت التوثيق الكتابي من أشد الفترات غموضا وظلاما في تاريخ البشر، وأكثرها إثارة للجدل."
والفقرة السابقة كلها أوهام لم يشاهدها وأهمها أن الإنسان لم يكن يعرف الكتابة إلا من خمسة آلاف سنة مع أن أول إنسان وهو آدم(ص) كان متعلما للقراءة والكتابة من مليارات السنوات
وقسم الرجل البشر لنوعين فقال :
"نوعان مختلفان من البشر
ولا غرو أن إنسان النياندرتال يعد واحدا من أكثر ألغاز عصور ما قبل التاريخ غموضا فمنذ اكتشاف جمجمته الأولى في بلغاريا عام 1829، تعددت وتنوعت الآراء والنظريات والفرضيات حوله إلى درجة التناقض والاختلاف، وهو الأمر الذي قاد إلى نشوء خرافات وشيوع أخطاء كثيرة عنه. ولعل أكثر تلك الأخطاء شيوعا هي الاعتقاد بأن النياندرتال هو من أسلاف البشر الحاليين، وبأن أجدادنا أيام الكهف كانوا من النياندرتال. وهذا لعمري من أكبر الأخطاء وأعظمها. فنحن والنياندرتال نوعان مختلفان من البشر صحيح بأننا ننتمي إلى جنس واحد يدعى (Homo) ، أي الإنسان، وصحيح بأننا أبناء عمومة ننحدر جميعا عن جد واحد عاش في زمن ما قبل خمسمائة ألف عام، وبأننا نتشارك 99.5 من جيناتنا، وأن البعض منا لازال يحمل في جيناته قدرا ضئيلا من جينات النياندرتال ... لكن بغض النظر عن جميع تلك القواسم والمشتركات فنحن البشر الحاليين نعد نوعا مختلفا تماما، نعرف بأسم الإنسان الحديث (Homo sapiens) فيما يعرف هو بإنسان النياندرتال (Homo neanderthalensis).
أما الخطأ الشائع الآخر فهو الاعتقاد بأن النياندرتال كان نوعا سابقا لظهور الإنسان الحديث وبأنهما لم يعيشا معا في بقعة واحدة ولم يحدث بينهما أي تقارب واختلاط، وهذا غير صحيح أيضا، فالنوعان عاشا جنبا إلى جنب منذ أن وصل الإنسان الحديث إلى القارة الأوربية قبل حوالي 43 ألف عام وحتى انقراض النياندرتال قبل حوالي 25 ألف عام."
والحديث السابق نجده يضرب الفقرة قبله فهنا الإنسان ظهر من 500 ألف عام وفى الفقرة قبلها من200 ألف عام
والخطأ أن البشر نوعين رغم انحدارهما من أصل واحد وهو كلام لا يقول إلا المضلين فالأصل الواحد لا ينجب نوعين وإنما نوع واحد
المهم أن جمجمة واحدة مختلفة وجدت أو زيفت في بلغاريا تعنى اختلاف النوعين وأن الناس كانوا متخلفين وجهلة
يا قوم هاتوا جماجم أى بشر في منطقة من الحاليين ولن تجدوا سوى جماجم مختلفة الأشكال والاختلاف لا يعنى أنها أنواع متعددة وإنما هى نوع واحد
وتحدث عن أن الإنسان البلغارى الذى لم يكن قردا ولا مسخا فقال :
"النياندرتال لم يكن مسخا ولا قردا
الصورة النمطية للنياندرتال .. وحش كاسر .. الاكتشافات والتقنيات الحديثة ساهمت في تفنيد العديد من التصورات والاستنتاجات السابقة لدى العلماء عن النياندرتال وبدأت ترسم لنا صورة مغايرة تماما عن تلك التي علقت بأذهاننا عنه، فإنسان النياندرتال لم يكن بشعا ومتوحشا وغبيا كما اعتادت البرامج الوثائقية والأفلام السينمائية تقديمه لنا فقد أثبتت عملية إعادة رسم وتشكيل جمجمته بواسطة الحاسوب بأن ملامحه كانت أقرب إلى ملامح الإنسان الحديث منها إلى القرد، مع بروز بسيط أعلى العين وتراجع قليل في الجبهة والذقن، كما أنه لم يكن مخلوقا كث الشعر كما يحاول البعض تصويره، فالأبحاث الحديثة ترجح بأن كثافة شعره لم تكن تختلف كثيرا عن كثافة الشعر على جسد الإنسان الحديث.
طيب إذا كان الإنسان الحديث والنياندرتال متشابهان إلى هذا الحد .. فأين هو الاختلاف بينهما ولماذا صنفا من قبل العلماء على أنهما نوعان مختلفان؟.
الفرق بين جمجمة النياندرتال والانسان الحديث في الحقيقة كانت هناك عدة اختلافات ظاهرة بينهما فقد أثبتت الاكتشافات الحديثة، خصوصا الهيكل العظمي النادر لطفل النياندرتال الذي عثر عليه داخل كهف دودرية بالقرب من حلب في سوريا، بأن دماغ النياندرتال كان مساويا في الحجم لدماغ الإنسان الحديث عند الولادة، لكن مع تقدم السن كان دماغ النياندرتال يتفوق في حجمه على دماغ الإنسان الحديث لكن هذا التفوق في الحجم لا يعني بالضرورة بأن النياندرتال كان أذكى من الإنسان الحديث، فالعلماء يقولون بأن طريقة نمو وتطور الدماغ بعد الولادة هي التي تلعب دورا محوريا في تحديد مقدار الذكاء، وطريقة نمو الدماغ بحسب العلماء، كانت تصب لصالح الإنسان الحديث على حساب النياندرتال، لكن هذا الأخير لم يكن مخلوقا غبيا عديم الذكاء، إذ ربما كان ذكاءه مساويا للإنسان الحديث في بعض المجالات، فقد كان بارعا في صنع الأدوات والأسلحة الحجرية والاستفادة من جلود الحيوانات لعمل الثياب، وكان يجيد استخدام النار، وهو فوق ذلك مخلوق اجتماعي يعيش في مجموعات تماما كالإنسان الحديث، وهناك دلائل أيضا على أنه كان يدفن موتاه، وبأنه كان أول من رسم على جدران الكهوف القديمة، فأقدم رسم بشري، ذلك الموجود على جدار أحد الكهوف في اسبانيا، ربما كان من صنع النياندرتال الذي سكن تلك الأصقاع لآلاف السنين.
النياندرتال كان يعيش في الكهوف ..وهو أقوى جسديا بكثير من الإنسان الحديث، كانت يداه جبارتان، كأنهما أدغمتا مع صدره العريض إدغاما. وبالمقابل كان الإنسان الحديث يتفوق على النياندرتال من ناحية الرشاقة والسرعة، فالنياندرتال كان يسير بصعوبة وبطء بسبب طبيعة تكوينه العظمي، وربما بدا للناظر كأنه يترنح من جهة إلى أخرى عند المشي، وكان بحاجة إلى طاقة أكبر عند الركض والقفز والمطاردة، وعليه فأن الإنسان الحديث كانت له اليد العليا في أي مواجهة محتملة مع النياندرتال.
كان مميزا بشعره الأحمر وهي سمة نادرة في البشر اليوم ..
النياندرتال كان مميزا بلون شعره أيضا، هذا ما يقوله بعض العلماء الذين عثروا على جينة تدعى (MC 1 R) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام النياندرتال، وبحسب الباحثين فأن هذه الجينة تضفي صبغة حمراء مميزة على الشعر، ومن المعروف بأن الشعر الأحمر هو لون نادر لدى الإنسان الحديث، لذا فأن النياندرتال كان مميزا حتما بخصلات شعره الحمراء التي كانت تتطاير وراء كشعلة لهب أثناء مطاردته للحيوانات التي أعتاد صيدها في وديان وسهول أوربا العصر الحجري.
كان يعيش في مجموعات وربما طور لغة خاصة به . علاوة على الاختلافات أنفة الذكر فأن العلماء يعتقدون بأن الإنسان الحديث كان متفوقا أيضا من الناحية الاجتماعية، كان يعيش في مجموعات أكبر وأكثر تنظيما من ناحية تقسيم المهام بين الرجال والنساء، كما كان متفوقا من ناحية تطوير اللغة والتواصل مع أبناء جنسه، بالرغم من أن الرأي العلمي الحديث يرى بأن النياندرتال ربما كان هو الأخر قادرا على الكلام والتفاهم اللغوي، ويذهب بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن صناعة وتطوير الأدوات الحجرية وأساليب الصيد الجماعي ما كانت متاحة للنياندرتال لولا وجود نوع من اللغة المتبادلة بين أفراده. وقد عزز هذا الرأي عثور العلماء عام 1983 على العظم اللامي ضمن بقايا عظام النياندرتال، وهذا العظم يكون على شكل حدوه يقع في مقدمة الرقبة أسفل الذقن ووجوده ضروري من أجل النطق والكلام، علاوة على ذلك، عثر العلماء مؤخرا على جين يدعى (FOXP 2) ضمن عينة من الحمض النووي مأخوذة عن عظام نياندرتال من شمال أسبانيا، هذه الجينة موجودة لدى الإنسان أيضا، ويعتقد العلماء بأنها مسئولة عن اللغة والكلام.
خلاصة القول، بأننا لو كنا نعيش في عصور ما قبل التاريخ المظلمة والباردة، لكنا ميزنا النياندرتال بسهولة كما فعل أجدادنا، وذلك بسبب الاختلافات الواضحة في المظهر العام والسلوك."
في الفقرات السابقة للعطار نجد :
أن الفارق بين النوعين هو في حجم الجمجمة وهو كلام بلا أساس فأحجام النوع الحالى ليست واحدة في سعة الجمجمة فهى تتراوح ما بين الصغير والكبير والمتوسط وهو الشائع
واما اللون الأحمر للشعر فهو موجود في النوع الحالى في العديد من البشر حوالى خمسة في المائة خاصة في الشعوب التى تسكن أماكن باردة وهؤلاء مع ذلك جماجمهم عادية فلو كانوا بقايا النوع المزعوم لكانت جماجمهم أكبر حجما منا
وأما عدم معرفتهم للكلام فهو ضرب من الوهم فكل الأنواع تنطق اللغات كما قال تعالى :
" أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء"

وحدثنا عن سبب انقراض النوع المزعوم عند التطوريين فقال :
"لماذا أنقرض النياندرتال؟
منذ اكتشافه في القرن التاسع عشر ظل العلماء يتساءلون عن سر وسبب انقراض النياندرتال في زمن ما قبل حوالي 24 ألف عام تاركا المجال بالكامل للإنسان الحديث لكي يبسط سيطرته - وشروره - على هذا الكوكب النابض بالحياة. وللإجابة على هذا السؤال وضع العلماء عدة نظريات وفرضيات سنتناولها تباعا وباختصار في الأسطر القليلة القادمة.
نظرية الصراع مع الإنسان الحديث
هل كان أجدادنا وراء أنقراض النياندرتال بسبب طبيعتهم العدوانية؟ . النياندرتال كان متكيفا من الناحية الجسدية للعيش في المناطق الباردة، لهذا أقتصر نطاق وجوده على الرقعة الجغرافية الممتدة من شمال إيران والعراق وبلاد الشام مرورا بآسيا الوسطى وروسيا وأوربا وصولا إلى ساحل البحر المتوسط في أسبانيا حيث كانت الكهوف في منطقة مضيق جبل طارق هي ملاذه الأخير. وقد سكن النياندرتال تلك المساحات الشاسعة وكان سيدا مطلقا عليها لمئات الألوف من السنين حتى نازعه السيادة نوع آخر من البشر ظهر فجأة على مسرح الأحداث وراح ينافسه ويزاحمه في كل شيء. وهذا النوع الثاني لم يكن طبعا سوى الإنسان الحديث الذي عبر أولا من أفريقيا إلى آسيا ثم يمم وجهه صوب أوربا قبل حوالي 43 ألف عام.
وبحسب بعض العلماء، فأن الإنسان الحديث، الذي كان أكثر تنظيما، ويعيش في مجموعات كبيرة، قام باستئصال وطرد النياندرتال تدريجيا ودفع به باتجاه الغرب والجنوب الأوربي حيث ملاذاته الأخيرة. ومما يعزز هذا الرأي لدى العلماء هو سلوك البشر عبر العصور المتسم غالبا بالميل إلى العنف والقسوة والوحشية في التعامل مع المنافسين، أوضح مثال على ذلك هوطريقة تعامل المنتصرين مع الخاسرين في الحروب والنزاعات قديما وحديثا، وكيف تمت إبادة شعوب وقبائل كاملة من السكان الأصليين في أمريكا واستراليا وأفريقيا على مر العصور. هذا فضلا عن إبادة مئات الفصائل والأجناس الحيوانية خلال التاريخ البشري المعبق برائحة الدم والموت."
إذا النوع ألأخر وهو نحن هو من قضى على النوع الثانى والغريب أن القوم حدودا تاريخ الانقراث بـ24 ألف عام
هل هناك أحد من البشر عاش كل تلك المدة وبقى بيننا ليخبرنا بذلك ؟
كلام جنونى كله فالقوم الذين ينفون الغيبيات لعدم رؤيتها يتحدثون عن أمور لم يروها وكأنها حقائق
وتحدث العطار عن وجود نظرية تقول بتزاوج النوعين فقال :
"نظرية التزواج مع الإنسان الحديث
هل تزاوج البشر مع النياندرتال؟ ..
على العكس من النظرية السابقة، فأن هذه النظرية تزعم بأن النياندرتال أنقرض بسبب اختلاطه وتزاوجه مع الإنسان الحديث، أي أن نسله ضاع واندثر ضمن نسل الإنسان الحديث، وهي حالة معروفة حدثت مرارا عبر العصور، فالمجموعات الصغيرة والمغلوبة على أمرها عادة ما تذوب وتنصهر ضمن المجموعات الأكبر، وقد شهد التاريخ اختفاء العديد من القبائل والأقليات القومية بسبب اختلاطها أو وقوعها تحت سيطرة قوميات أقوى وأكبر.
يحمل سمات النوعان معا ..
وهناك عدة دلائل قوية تؤيد هذه النظرية، ففي عام 1998 عثر العلماء على هيكل عظمي لطفل داخل كهف بالقرب من مدينة لشبونة البرتغالية أطلقوا عليه أسم طفل لاجار فيلو(child of Lagar Velho) ، وكان لهذا الاكتشاف أهمية عظمى لأن هيكل الطفل العظمي حمل سمات مختلطة بين الإنسان الحديث والنياندرتال، مما يرجح كونه هجينا.
تحليل الحمض النووي يعطينا دليلا آخر على اختلاط النوعين، فمعظم الناس من العرق الأوربي والآسيوي إضافة إلى سكان شمال أفريقيا من ذوي البشرة الفاتحة، يحملون في جيناتهم ما بين 1 - 4 % من جينات النياندرتال، وهي جينات لا يحملها أبناء العرق الأفريقي لأن النياندرتال لم يعش في أفريقيا مطلقا. وهذه النسبة الضئيلة من الجينات تدل على حدوث تزاوج محدود بين الإنسان الحديث والنياندرتال خلال العصور الحجرية القديمة.
الانسان لم يتوانى حتى عن ممارسة الجنس مع الحمير والماعز علاوة على الدلائل المادية فأن دراسة وتحليل السلوك الجنسي للإنسان الحديث لا تجعل مسألة زواجه بالنياندرتال أمرا مستبعدا أو عجيبا أوغير متوقع، فالذي يمارس الجنس مع حمار ولا يتردد عن تفريغ شهوته في بقرة أوكلب .. والذي لا يخجل من أن ينزو بالجماد من الدمى والألعاب الجنسية .. الذي يفعل كل هذه الأمور .. لا يتوانى طبعا عن ممارسة الجنس مع غيره من أنواع الإنسان وأشباه البشر. و
العلماء يزعمون بأن الإنسان الحديث تزاوج مع نوعين من الإنسان خلال تاريخه الطويل، الأول هوالنياندرتال كما أسلفنا، والثاني هو نوع منقرض من أشباه البشر يدعى دنيسفوا (Denisova hominin) عثر العلماء على عظمة أصبع يده داخل أحد الكهوف الروسية عام 2008. ولأنهم لم يعثروا سوى على أصبع يتيم فقد ظل شكل ذلك المخلوق لغزا يكتنفه الغموض، لكن تحليل الحمض النووي أظهر بأن جميع البشر من العرق الميلانيزي (سكان الجزر في المحيط الهادي) يشتركون في حوالي 6% من جيناتهم مع هذا الإنسان المنقرض الذي عاش على هذه الأرض في زمن ما قبل أكثر من 40 ألف عام."
بالطبع نظرية مضادة للانقراض ولا يوجد عليها أى دليل سوى جمجمة لطفل واصبع لميت
الغريب هو حكاية الحمض النووى المختلف بين النوعين مع أننا كبشر حاليين عندما في علمهم اختلاف في ألأحماض النووية فاكثرنا يحمل حمض نووى من نوع معين والقليل يحملون حمض نووى أخر ومن ثم العملية هى مجرد استهبال واستعباط علينا
وتحدث عن نظرية أخرى وهى التغير المناخى الذى أثر على نوع واجحد ولم يؤثر على بقية الأنواع فقال :
"نظرية التغير المناخي
كان يعتاش على صيد الحيوانات التي انخفضت اعدادها في العصر الجليدي بحسب هذه النظرية فأن تبدل المناخ خلال العصر الجليدي الأخير قبل أكثر من خمسين ألف عام لعب دورا كبيرا في انقراض النياندرتال، فخلال تلك الحقبة القاسية تحولت أجزاء واسعة من أوربا إلى صحارى قطبية، وأدى ذلك بالتالي إلى انحسار الغابات والمساحات الخضراء التي كانت تشكل مراعي للحيوانات التي أعتاد النياندرتال صيدها، ومع تناقص أعداد تلك الحيوانات واختفاءها، راح النياندرتال يقاسي الجوع إلى درجة أنه صار يأكل لحوم أبناء جنسه، وصار الموت يلاحقه كظله على طول البقعة الممتدة بين جبال القوقاز وصولا إلى بحر المانش، مما أجبر الجماعات القليلة الناجية على التراجع بالتدريج نحو السواحل الأكثر دفئا في جنوب أوربا، خصوصا في شبه الجزيرة الأيبيرية، أي أسبانيا والبرتغال، والتي تعرف بالملاذ الأخير للنياندرتال.
التغير المناخي لم يقتصر على هجوم البرد والصقيع، بل زاد الطين بله ثوران العديد من البراكين الأوربية خلال نفس الفترة، وهذه الانفجارات البركانية بغيومها السوداء وغبارها البركاني أدت إلى القضاء على معظم أشكال الحياة في نطاق وجود إنسان النياندرتال. وهكذا فأن تحالف المناخ السيئ مع الثورات البركانية أدى إلى إضعاف وجود النياندرتال واستنزاف أعداده بشدة، وبالتالي لم يواجه الإنسان الحديث أية منافسة أو مقاومة من قبل النياندرتال المنهك حين وطئت أقدامه أديم القارة الأوربية لأول مرة في زمن ما قبل أكثر من أربعين ألف عام."
بالطبع أى تغير مناخى لن يفنى نوع دون بقية الأنواع لأن تأثير البرد أو الحر واحد على الكل والكل لم يكن مستعدا ونظريات الانقراض كلها خاطئة فالله يحافظ على كل ألأنواع من خلال خلق عدد معين منها ليبقى كل نوع موجود كما قال تعالى :
"وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"
ولذا طالب نوح(ص) بحمل كل أنواع الأرض في السفينة لكى تتكاثر مرة أخرى فقال :
" احمل فيها من كل زوجين اثنين"
قدم نظرية مماثلة للتغير المناخى كسبب للانقراض المزعومين وهى المرض والوباء فقال :
"نظرية الأمراض والأوبئة
هل اصيب بوباء قاتل قاده الى حافة الانقراض؟ .. كما أشرنا سابقا فأن النياندرتال والإنسان الحديث متشابهان بدرجة كبيرة، وعليه فأن النياندرتال، شأنه شأن الإنسان الحديث، كان عرضة للإصابة بالعلل والأمراض والأوبئة القاتلة. ويرى بعض العلماء أن افتقاره للمناعة الطبيعية ضد أنواع معينة من الجراثيم والفيروسات التي حملها الإنسان الحديث معه إلى أوروبا جعلته صيدا سهلا للعديد من الأوبئة الفتاكة التي أضعفت وجوده وأدت إلى انقراضه في النهاية. الأمر شبيه بما حدث في الأمريكيتين بعد اكتشافهما من قبل الأوربيين، فالسفن الأوربية لم تحمل معها المستعمرين والغزاة فقط، بل حملت معها أيضا فيروسات وجراثيم قاتلة كان الإنسان الأوربي قد طور مناعة ضدها من خلال تعرضه لها لآلاف السنين، بينما لم يكن سكان أمريكا الأصليين يملكون أية مناعة طبيعية ضد هذه الفيروسات والجراثيم لأنهم لم يعرفوها ولم يجربوها قبلا، وهكذا وقعوا فريسة سهلة للعديد من أمراض العالم القديم، خصوصا الجدري، الذي حصدا لوحده ملايين الأرواح خلال سنوات قليلة فقط، أما البقية الباقية والقلة الناجية، فقد اختلط معظمهم بالمستعمرين الجدد وبمرور الزمان ذابوا وانصهروا في بوتقة المجتمعات الجديدة التي أنشأها المستوطنين الأوربيين ثم تلاشوا واندثروا إلى الأبد."
وقدم نظرية أخرى عن سبب الانقراض وهو أكل لحوم البشر فقال :
"نظرية أكل لحوم البشر
.. العديد من العلماء بدءوا يميلون في الآونة الأخيرة إلى الاعتقاد بأن النياندرتال كان من أكلة لحوم البشر، وبأنه كان مولعا بأكل لحوم أبناء جنسه كولعه بصيد الحيوانات الوحشية، فالبقايا العظمية المتحجرة التي استخرجت من بعض كهوف كرواتيا وايطاليا وفرنسا واسبانيا كانت تحمل آثارا واضحة لتعرضها للتقطيع والتمزيق بعد الموت مباشرة، ربما من أجل التهامها. وأقوى الأدلة على وجود هذه الممارسة الوحشية أتت من كهف إليسدرون (El Sidron) في شمال أسبانيا، فهناك عثر العلماء على كمية كبيرة من العظام التي يرجح بأنها تعود لعشيرة نياندرتال صغيرة عاشت في ذلك الكهف قبل حوالي 43 ألف عام وكانت تتكون من ثلاث نساء وثلاث رجال وثلاث مراهقين وطفلين ورضيع واحد. وقد حملت عظامهم ندوبا وكسورا وعلامات تشير إلى احتمال تعرض أصحابها للقتل والتقطيع والالتهام من قبل مجموعة نياندرتال أخرى. حيث جرى نزع اللحم عن العظام بواسطة سكاكين وفؤوس حجرية، وحطمت الجمجمة من أجل استخراج الدماغ، وكسرت العظام الكبيرة من اجل استخراج نخاع العظم .. وهذه جميعها أمور تدل على أن من فعل ذلك بتلك الأجساد كان على الأغلب ينوي التهامها.
ويميل العلماء إلى الاعتقاد بأن النياندرتال، والإنسان الحديث أيضا، مارسا أكل لحم البشر مرارا وتكرارا خلال تاريخهما الطويل الذي يمتد لعشرات الألوف من السنين، حيث كانا يلتهمان أبناء جنسهما ويلتهم كل منهما الآخر أيضا، وكانت وتيرة هذه الممارسة تزداد في فترات الكوارث والمجاعات التي يندر فيها الحصول على الطعام، كما أرتبط أكل لحم البشر بطقوس وعقائد خرافية كتلك التي كانت منتشرة بين القبائل البدائية في بابوا غينيا الجديدة حيث كان يجري التهام البشر بشكل روتيني حتى منتصف القرن الماضي.
ممارسة أكل لحوم البشر هي لا ريب ممارسة وحشية مرعبة، لكن الأسوأ من ذلك، والأمر الذي قد لا يعلمه أغلب القراء، هو أن لها آثار جانبية خطيرة على الصحة العامة، وقد تنبه الأطباء إلى هذا الأمر خلال دراستهم واستقصائهم أسباب مرض غريب ألم بأفراد قبيلة فور البدائية في بابوا غينيا الجديدة في القرن الماضي. فهذه القبيلة درجت على التهام جثث موتاها، كان تأبين الميت والحزن عليه يتضمن تقطيعه والتهامه من قبل أهله وأصدقائه من أجل المحافظة على "قوة الحياة" الموجودة داخل جسده وحفظها من الضياع، حيث ظن الفور بأن التهامهم لجسد الميت يعني تقاسمهم لقوته وطاقته. ولهذا السبب بالذات كان الرجال يهتمون بأكل قلب الميت وأجزاء بدنه الأكثر ارتباطا بالقوة والصلابة، أما باقي الجثة فكانت تترك للنساء والأطفال، وهؤلاء كانوا مولعون بأكل الأجزاء الدسمة، خصوصا الدماغ، فكانوا يحطمون الجمجمة ويستخرجونه ليأكلوه نيئا من رأس الميت مباشرة. وقد تسبب هذه الممارسة الغريبة بإصابة العديد من أفراد القبيلة، خصوصا النساء، بمرض نادر يدعى كورو(Kuru) ، وهو مرض قاتل شبيه بمرض جنون البقر، ينتقل بالعدوى ويؤدي إلى نخر الدماغ محولا إياه إلى ما يشبه الاسفنجة، ويسمى أيضا بمرض الضحك، لأنه المصابين به يفقدون السيطرة على أجسادهم تدريجيا مما يجعلهم يقومون بحركات لا إرادية مثيرة للضحك، وعادة ما يفارق المصاب الحياة خلال أقل من سنة، ولا يوجد حتى اليوم **** ناجع لعلاج المرض الذي تناقصت حالات الإصابة به بعد توقف أفراد القبيلة عن التهام لحوم البشر في العقود الأخيرة. بالعودة إلى النياندرتال، فهناك فريق من العلماء يعتقدون بأن أكل لحم البشر تسبب بإصابة النياندرتال بأمراض وأوبئة خطيرة مشابهة لتلك التي أصابت أفراد قبيلة فور في بابوا غينيا الجديدة مما قاده إلى الانقراض في النهاية."
وكل هذه النظريات لا قيمة لها مع وجود وحى الله فلم يوجد نياندرتال ولم ينقرض
وانهى العطار مقاله أنه رغم كل ما كتبه تبقى المسألة غامضة وغير مفسرة فقال :
"يبقى لغز النياندرتال قائما ..
فأن كل قلناه حول النياندرتال يبقى في حيز الفرضية والاحتمال، فالعلماء لا يملكون من المعلومات حول هذا المخلوق المنقرض سوى ما تقدمه عظامه وأحجار الصوان التي أستعملها في مطاردة الحيوانات والأعداء، ولهذا السبب بالذات، أي لقلة المعلومات وشحتها، يبقى موضوع النياندرتال من المواضيع الشائكة والمثيرة للجدل خصوصا بين أنصار نظرية التطور وأنصار الأصل السماوي للحياة على هذه الأرض، وهو جدل قديم متجدد نحن في غنى عن التطرق أليه لأننا بصراحة غير مؤهلين لا علميا ولا دينيا للخوض فيها. لكن خلاصة ما يمكن أن نقوله في ختام هذا المقال هو أن النياندرتال لم يكن قردا ولا وحشا .. ولا كان من أسلاف البشر الحاليين .. ربما كان من الكائنات التي أبدعها الخالق قبل ظهور البشر على هذه الأرض .. إذ لا يوجد ما يمنع فرضية أن الأرض كانت مسكونة بمخلوقات وكائنات أخرى قبل ظهور البشر."

 

الخميس، 2 مايو 2024

الشكر فى القرآن

الشكر فى القرآن

الله شاكر لفاعل الخير :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة آل عمران "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه "وقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "فتطوع الخير هو فعله هو السعي للخير وهو العمل الصالح وعدم كفر فعل الخير هو شكر الله له والمعنى ومن فعل صالحا فإن الله حامد خبير،يبين الله لنا أن من يتطوع خيرا أى يعمل صالحا فإن الله يشكره أى يثيبه عليه بالجنة وهو عليم به أى خبير بالعمل وفاعله فى كل وقت
الله يجزى الشاكرين :
قال تعالى بسورة آل عمران :
"وسيجزى الله الشاكرين "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة المرسلات"إنا كذلك نجزى المحسنين"فالشاكرين هم المحسنين فهنا بين الله للمؤمنين أنه سيجزى الشاكرين أى سيرحم المطيعين لحكمه فى الدنيا والأخرة
جزاء الشاكرين مستقبلا :
وضح الله أن من يرد ثواب الدنيا والمراد من يطلب متاع الحياة الأولى يؤته الله منها والمراد يعطى الله له فيها الذى يريد الله وليس هو ومن يرد ثواب الآخرة يؤته منها والمراد ومن يطلب جنة القيامة بطاعة حكم الله يعطه جزء منها هو جنتان وبين أنه سيجزى الشاكرين والمراد سيدخل الله المطيعين بعد الموت لحكمه الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
" ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الأخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين"
الله لا يعذب من شكره :
سأل الله الناس:ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم والمراد ماذا يستفيد الله من عقابكم إن اتبعتم حكمه وصدقتم به؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لا يعذب من شكره أى أطاع حكمه وأمن أى صدق بحكمه وإنما يثيبه بالجنة وهو شاكر أى حامد أى مثيب أى راحم للمطيع المصدق بحكمه عليم أى خبير بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما"
الله عالم بالشاكرين :
سأل الله :أليس الله بأعلم بالشاكرين والمراد أليس الرب بأعرف بالمهتدين مصداق لقوله بسورة القصص"وهو أعلم بالمهتدين "؟والغرض من السؤال إخبار القوم أنه يعرف من يشكره وليس بحاجة لما يزعمون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
" أليس الله بأعلم بالشاكرين"
الكفار يشترطون النجاة للشكر :
طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل للناس:من ينجيكم من ظلمات البر والبحر والمراد من ينقذكم من أضرار اليابس والماء فالظلمات يقصد بها أنواع الأذى فى اليابس والماء ،تدعونه تضرعا وخفية والمراد تنادونه علنا وسرا وهذا يعنى أنهم ينادون الله فى العلن وفى السر ليكشف الضرر فيقولون لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من الأضرار لنصبحن من الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين "وهذا يعنى أنهم يشترطون لشكر الله رفع الظلمات وهى الأضرار عنهم وهذا دليل على عدم جديتهم فى شكرهم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين"
الشيطان يزعم لله لا تجد أكثرهم شاكرين:
وضح الله للناس أن إبليس قال له:فبما أغويتنى والمراد فالبذى أضللتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم والمراد لأحرفن لهم دينك الحق وقال لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم والمراد لأوسوسن لهم فى حاضرهم وفى مستقبلهم وفسر هذا بأنه يأتيهم عن أيمانهم أى فى حاضرهم وعن شمائلهم أى وفى مستقبلهم ومن ثم قال:ولا تجد أكثرهم شاكرين والمراد ولا تبق معظمهم مطيعين لحكمك والمراد "وأكثرهم للحق كارهون"كما قال بسورة المؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين"
الله يطلب من موسى(ص) أن يكون من الشاكرين :
وضح الله أنه قال لموسى(ص)إنى اصطفيتك أى "اخترتك"كما قال بسورة طه على الناس والمراد وأنا اخترتك من الخلق برسالاتى أى بكلامى والمراد لإبلاغ أحكامى أى وحيى للناس فخذ ما أتيتك والمراد فأطع الذى أوحيت لك وفسر هذا بقوله وكن من الشاكرين أى الساجدين وهم المطيعين لحكم الله مصداق لقوله بسورة الحجر"وكن من الساجدين" وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين"
اشتراط الأبوين صلاح الولد للشكر :
وضح الله أنه هو الذى خلقنا من نفس واحدة والمراد أبدع الناس من إنسان واحد هو آدم(ص)وجعل منها زوجها والمراد وخلق من جسم آدم (ص)امرأته والسبب ليسكن إليها والمراد ليستلذ معها،وبين أن أحد الناس لما تغشى زوجه أى لما نكاها أى جامعها حملت حملا خفيفا والمراد حبلت حبلا هينا والمراد أنه جزء صغير جدا فى رحمها وهو الثلاثة شهور الأولى فمرت به والمراد فقضت مدة الحمل الخفيف بسلام فلما أثقلت أى كبرت أى دخلت فى مرحلة وضع النفس فى الجسم ودعوا الله ربهما والمراد نادوا الله خالقهما :لئن أتيتنا صالحا والمراد لئن أعطيتنا طفلا سليما لنكونن من الشاكرين أى الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين" وهذا يعنى أنهما اشترطا على الله أن يكون الولد صالحا كى يشكروه اى يطيعوا حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين"
لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين:
وضح الله للناس أن الله هو الذى يسيرهم فى البر والبحر والمراد أن الله هو الذى يحركهم فى اليابس وهو الأرض والماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمراد وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمراد وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمراد أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمراد وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمراد واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين"
إبراهيم (ص) شاكر لله :
وضح الله أن إبراهيم(ص)كان أمة أى إماما والمراد رسولا قانتا لله أى متبعا لدين الله وفسره بأنه حنيفا أى مستقيما والمراد مطيعا لدين الله ولم يك من المشركين وهم المكذبين بدين الله ويفسر الله هذا بأنه كان شاكرا لأنعمه أى حامدا لعطاياه والمراد مطيعا لأحكام دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"إن إبراهيم كان أمة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه"
هل أنتم شاكرون؟
وضح الله أنه علم داود (ص) صنعة لبوس للناس والمراد عرفه حرفة دروع للناس أنه عرفه صنعة هى صناعة الدروع للناس لتحصنهم من بأسهم أى لتحميهم من أذى أسلحتهم ويسأل الله الناس فهل أنتم شاكرون أى "فهل أنتم مسلمون " كما قال بسورة الأنبياء والغرض من السؤال هو أن يشكر الناس الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء :
"وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون"
كن يا محمد (ص) من الشاكرين :
طلب الله من نبيه(ص) فقال بل الله فاعبد والمراد بل حكم الله فأطع وفسره هذا بأن يكون من الشاكرين وهم المطيعين أى المتبعين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :
"بل الله فاعبد وكن من الشاكرين"
الإنسان شاكر أو كافر :
وضح الله أنه هدى الإنسان السبيل أى عرف الفرد الدين وهو النجدين طريق الخير وطريق الشر مصداق لقوله بسورة البلد"إنا هديناه النجدين "ولذا فهو إما شاكرا أى مطيعا لطريق الخير وإما كفورا أى مطيعا لطريق الشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان :
" إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"
أيام الله آيات للشكور :
وضح الله أنهطلب من موسى (ص)أن يذكرهم وهم قومه بأيام الله أى يعرفهم آيات الله مصداق لقوله بسورة الكهف"وذكر بآيات ربه "وبين الله أن فى ذلك وهو ما حدث لموسى (ص)وقومه آيات أى عظات لكل صبار شكور أى مطيع متبع للوحى وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" وذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور" .
نوح (ص) عبد شكور :
وضح الله لنا أن بنى إسرائيل هم ذرية من حمل مع نوح(ص)والمراد هم أولاد واحد ممن ركبوا مع نوح (ص)فى السفينة وبين لنا أن نوح(ص)كان عبدا شكورا أى مملوكا مطيعا لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا"
سعى المؤمنين مشكور :
وضح الله أن من أراد الآخرة والمراد أن من طلب ثواب القيامة وسعى لها سعيها والمراد وعمل لها عملها الصالح وهو مؤمن أى مصدق لحكم الله فأولئك كان سعيهم مشكورا له والمراد فأولئك كان عملهم مثابا وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"
الليل والنهار خلفة لمن أراد شكورا:
وضح الله أنه هو الذى جعل أى خلق الله الليل والنهار خلفة أى عبرة أى آية لمن أراد أن يذكر أى يطيع حكم الله وفسره بأنه من أراد شكورا أى إتباعا لحكم الله وهم أولى الأبصار وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا"
الفلك آيات لكل صبار شكور:
سأل الله نبيه(ص) ألم تر أى تدرى أن الفلك وهى السفن تجرى فى البحر بنعمة الله والمراد تتحرك فى الماء بأمر الرب وهو مخلوقاته السبب أن يريكم من آياته والمراد أن يشهدكم من براهين قدرته على وجوب طاعته وحده وفى ذلك وهو تسيير الفلك آيات أى براهين دالة على قدرة الله الدالة على وجوب طاعته وحده لكل صبار أى شكور أى مطيع حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
""ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
قليل من عبادى الشكور:
وضح الله أنه قال لسليمان(ص) وقليل من عبادى الشكور والمراد وعدد قليل من خلقى هو المطيع لحكمى وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"وقليل من عبادى الشكور"
تمزيق سبأ آيات لكل صبار شكور:
وضح الله أنه جعل أهل سبأ أحاديث والمراد جعلهم قصص تروى وقد مزقهم كل ممزق والمراد وقد دمرهم كل تدمير وهذا يعنى أن الله لم يترك كافر واحد منهم على قيد الحياة وفيما حدث لأهل سبأ آيات والمراد عظات أى عبر لكل صبار شكور والمراد طائع متبع لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
الله غفور شكور :
وضح الله أنه غفور شكور أى نافع مثيب للعلماء بالجنة وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"إنه غفور شكور "
ربنا لغفور شكور:
بين الله أن المسلمين قالوا فى الجنة الشكر لله الذى منع عنا العذاب إن إلهنا لعفو مثيب وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
" وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور"
الجوار فى البحر آيات لكل صبار شكور:
وضح الله للناس أن من آياته وهى براهينه الدالة على قدرته الجوار فى البحر كالأعلام والمراد السائرات فى المياه كالرايات وهو إن يشأ يسكن الريح والمراد وهو إن يرد يوقف الهواء المتحرك فيظللن رواكد على ظهره أى فيقفن ثابتات على سطحه وهذا يعنى أنه إذا أراد إيقاف السفن عن الحركة فإنه يأمر الهواء المتحرك بالسكون وفى ذلك وهو إيقاف وتحريك السفن لآيات لكل صبار شكور والمراد لبراهين يفهمها كل طائع متبع لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :
"ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
الله شكور حليم:
وضح الله للمؤمنين أنهم إن يقرضوا الله قرضا حسنا والمراد إن يطيعوا حكم الله طاعة خالصة يضاعفه لهم أى يزيد الأجر لهم وفسره بأنه يغفر لهم أى يترك عقابهم على ذنوبهم والله شكور حليم أى مثيب شاكر لمن يطيع حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة التغابن :
إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم"
المسلمون لا يريدون شكورا من غيرهم :
وضح الله أن الأبرار يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا والمراد وهم يعطون المال رغم رغبتهم فيه محتاجا له وفاقد الأب فى صغره وحبيس الحرب ويقولون لهم إنما نطعمكم لوجه الله والمراد إنما نعطيكم المال رغبة فى الحصول على ثواب الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا والمراد لا نرغب منكم فى مقابل أى حمد منكم وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان:
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"
سعى المسلمين مشكور :
وضح الله أن الملائكة قالت للمسلمين :إن هذا كان لكم جزاء أى "ثوابا من عند الله"كما قال بسورة آل عمران وكان سعيكم مشكورا والمراد وكانت طاعتكم مثابة بالجنة لكم وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان:
" إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا"
العفو للشكر:
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون"وهو ما فسر قوله بسورة الأعراف"إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة فى الحياة الدنيا وكذلك نجزى المفترين والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وأمنوا إن ربك لغفور رحيم"فقد تاب الله على القوم لأنهم تابوا عندما قالوا كما بسورة الأعراف"ولما سقط فى أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين"وفسر الله عفوه عنهم بأنه تاب عليهم وفسر قوله "لعلكم تشكرون"بقوله بنفس السورة "لعلكم تتقون"فالشكر هو التقوى هو طاعة حكم الله والمعنى ثم غفرنا لكم من بعد استغفاركم لعلكم تطيعون حكم الله
البعث للشكر :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم بعثكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون "فهنا يبين الله للقوم أنه بعثهم والمراد أعادهم للحياة مرة أخرى بعد هلاكهم فى الرؤية والسبب هو أن يشكروه أى يطيعوا حكمه المنزل عليهم
الهدى للشكر:
قال تعالى بسورة البقرة :
"ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النحل"لعلكم تسلمون"وقوله بسورة الحجرات "أن هداكم للإيمان "فما هدانا هو الإيمان ومعنى تشكرون هو تسلمون والمعنى ولتشكروا الله على ما علمكم أى لعلكم تسلمون ،فهنا بين الله لنا أن الواجب علينا هو تكبير الله كما هدانا والمراد طاعة الله كما علمنا فى الوحى وفسر هذا بأنه شكره أى طاعة وحيه
التقوى للشكر :
وضح الله للمؤمنين أنه نصرهم أى أيدهم على الكفار فى معركة بدر وهم أذلة أى مستضعفين مهانين ،وطلب الله منهم أن يتقوا الله لعلهم يشكرون والمراد أن يخافوا عذاب الله لعلهم يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون"
النعمة للشكر :
بين الله للمؤمنين أنه سيتم نعمته عليهم لعلهم يشكرون والمراد سيكمل لهم نزول أحكامه لعلهم يطيعونها أى يستسلمون لها مصداق لقوله بسورة النحل"كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"
بيان الآيات للشكر :
وضح الله للمؤمنين أنه يبين لكم آياته لعلكم تشكرون والمراد يوضح لكم أحكامه لعلكم تعقلون مصداق لقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"وهذا يعنى أن الله يوضح الأحكام لكى يطيعها المؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تشكرون"
القليل من يشكر نعم الله فى الأرض:
"وضح الله للناس أنه مكنهم فى الأرض والمراد حكمهم فى بلاد الأرض وفسر هذا بأنه جعل لهم فيها المعايش والمراد خلق لهم فيها المنافع التى يتحكمون فيها وهم قليلا ما يشكرون أى يذكرون أى يطيعون حكم الله وفى هذا قال بسورة الأعراف"قليلا ما تذكرون" وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"ولقد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون"
نعم الله على المستضعفين لشكره :
طلب الله من المؤمنين أن يذكروا والمراد أن يعرفوا نعمة الله عليهم إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض والمراد وقت أنتم قليلو العدد مستذلون فى البلاد تخافون أن يتخطفكم الناس والمراد تخشون أن يؤذيكم الكفار فأواكم أى أسكنكم مكانا أمنا هو المدينة وأيدكم بنصره أى ونصركم بقوته ورزقكم من الطيبات والمراد وأعطاكم من النافعات وهى مباحات الرزق والسبب فى وجوب معرفة نعمة الله فى الإيواء والنصر والرزق هو لعلكم تشكرون أى "لعلكم تذكرون "كما قال بسورة النور والمراد لعلكم تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال :
"واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"
تسخير البحر للشكر :
وضح الله للناس أنه سخر أى خلق البحر وهو الماء لهم أن يأكلوا منه لحما طريا والمراد لتطعموا منه لحما لينا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها أى وتستطلعوا منه الماء حلية ترتدونها ،وبين لرسوله (ص)أنه يرى الفلك مواخر فيه والمراد يشاهد السفن متحركات فى البحر وبين للناس أنهم يبتغون من فضله والمراد يطلبوا من رزقه بالسعى إلى هذا الرزق فى مكانه وبين لهم أن عليهم أن يشكروه أى يطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
خلق السمع للشكر :
وضح الله للناس أنه جعل أى خلق أى "أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة "وهذا أنه خلق لهم السمع وهو القلب مصداق لقوله بسورة الأعراف "فطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون "وهو الأبصار مصداق لقوله بسورة الأعراف "وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا"وهى الأفئدة أى العقول والسبب فى خلقها لعلهم يشكرون أى "لعلكم تسلمون"كما جاء بنفس السورة والمراد ليطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
" وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون"
تسخير الإبل :
وضح الله لنا أن البدن وهى الإبل كذلك أى بتلك الطريقة وهى الذبح سخرها لنا أى نفعنا بها والسبب لعلنا نشكره أى نطيع حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
"كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون"
قليل ما يشكر الناس الله على الأفئدة :
وضح الله للناس أنه هو الذى أنشأ أى خلق أى جعل لهم السمع وهو القلوب أى الأبصار أى الأفئدة وهى العقول لنطيع حكمه ووضح لهم أنهم قليلا ما يشكرون أى قليلا ما يطيعون حكم الله أى ما يتذكرون مصداق لقوله بسورة غافر "قليلا ما تتذكرون" وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون:
"وهو الذى أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
شكر رحمة الله :
وضح الله للناس أن من رحمته وهى نفعه لهم أن جعل أى خلق لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد ليرتاحوا فيه وخلق النهار ليبتغوا من فضله والمراد ليطلبوا فيه من رزق الله وقد خلق الليل والنهار لعل الناس يشكرون أى "لعلكم تذكرون "كما قال بسورة النور والمراد لعلهم يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
"ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "
المبشرات للشكر :
وضح الله أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،ووضح أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته ووضح الله لهم أنهم يبتغوا من فضله والمراد أنهم يطلبوا من رزق الله والسبب لعلكم تشكرون أى "لعلكم تعقلون" كما قال بسورة الأنعام والمراد لعلكم تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
الأبصار للشكر :
وضح الله أنه خلق للناس السمع أى الأبصار وهى الأفئدة وهى النفوس والسبب فى خلقهم أن يشكروه أى يطيعوه ولكن الحادث هو أنهم قليلا ما يشكرون أى "قليلا ما تتذكرون"كما قال بسورة غافر والمراد أن عدد قليل من الناس هم من يطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة :
وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
فوائد البحرين للشكر :
وضح الله للناس أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع ومن الماءين تأكلون لحما طريا والمراد وتطعمون من صيد الماءين لحما لينا وتستخرجون حلية تلبسونها والمراد وتستطلعون من الماءين معدن تتخذونه حلية أى زينة ووضح الله للنبى (ص)أنه يرى الفلك فيه مواخر والمراد يشاهد السفن فى البحر جاريات والسبب أن يبتغوا من فضله أى أن يطلبوا من رزق الله وقد أعطاهم كل هذا لعلهم يشكرون أى يطيعون حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
الفلك للشكر :
وضح الله أنه هو الذى سخر لكم البحر والمراد الذى خلق لكم الماء لتجرى الفلك فيه بأمره والمراد لتتحرك فيه السفن بنعمة وهو حكم الله ولتبتغوا من فضله والمراد ولتطلبوا من رزق الله فى البحر ولعلكم تشكرون أى تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية :
"الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
عدم تأجيج الماء للشكر :
بين الله للناس لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون والمراد لو نريد حولناه مالحا فلولا تعقلون،فهنا بين لهم أنه لو أراد لحول الماء العذب لماء مالح ولكنه لم يرد والواجب عليهم هو شكر الله وهو طاعة حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة :
"لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون"
إنشاء الناس للشكر:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس الله هو الذى أنشأكم أى "هو الذى خلقكم "كما قال بسورة الأعراف وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة والمراد ووضع فيكم النفوس أى القلوب أى الصدور لتشكروا ولكن قليلا ما تشكرون والمراد ولكن عددا قليلا منكم من يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الملك :
"قل هو الذى أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق حيث يرزقهم ويفعل بهم الخير ويبين لنا أن أكثر الناس لا يشكرون والمراد أن معظم الخلق من الإنس والجن لا يؤمنون بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
تصريف الآيات لشكر الله :
وضح الله أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها لا يعملون إلا عملا فاسدا،ووضح أنه كذلك أى بتلك الطريقة وهى المقارنة بين الطيب والخبيث يصرف الآيات أى يبين الأحكام لناس يشكرون أى يعقلون فيطيعون مصداق لقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون فضل الله :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس أى صاحب رحمة للعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة"ولكن الله ذو رحمة على العالمين"وبين أن أكثرهم لا يشكرون والمراد ولكن معظم الناس لا يؤمنون فيطيعون الوحى مصداق لقوله بسورة غافر"ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
" إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
فضل الله ورفض الأكثرية الشكر :
وضح الله أن يوسف(ص) قال للرجلين : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس أى الإسلام رحمة لنا وللخلق وهذا يعنى أنه دين نافع للكل فى الدنيا والآخرة ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون دين الله وهذا يعنى أن المتبعين لدين الله عددهم قليل وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "
الرزق للشكر :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
فضل الله لا يشكر من الكفار :
بين الله لنبيه (ص) أن ربه ذو فضل على الناس والمراد أن خالقه صاحب رحمة بالعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة "ولكن الله ذو فضل على العالمين "ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
أفلا يشكر الناس الله ؟
وضح الله أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون اى افلا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة يس :
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون"
أفلا يشكر الناس نعمة الأنعام :
سأل الله أو لم يروا أى هل لم يدروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا والمراد إنا أنشأنا لهم مما خلقت أنفسنا أنعاما فهم لها مالكون أى فهم فيها متصرفون وذللناها أى وسخرناها لهم فمنها ركوبهم أى حملهم ومنها يأكلون أى يطعمون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يعلمون أن الله خلق للناس ضمن خلقه الأنعام وهى الماعز والغنم والإبل والبقر وهم لها مالكون أى متصرفون فيها يعملون ما يريدون وفسر الله هذا بأنه ذللها لهم أى سخر لها فمنها ركوبهم وهو حملهم ومتاعهم إلى أى مكان يريدونه ومنها يأكلون أى يطعمون من منافعها ومع ذلك لا يطيعون من أعطاهم هذه النعم وفسر الله هذا بأن لهم منافع أى فوائد عديدة ومشارب أى ألبان يشربونها وسأل الله أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون والمراد إخبارنا أن الناس لا يطيعون حكم الله بعد فهمهم لمخلوقاته كالأنعام وفى هذا قال تعالى بسورة يس:
"أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الليل لتسكنوا فيه أى لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا والمراد وقتا للسعى والعمل وبين أن الله ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يؤمنون مصداق لقوله بنفس السورة "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
الشكر للنفس :
وضح الله أن لما أغمض سليمان (ص)عينيه ثم فتحهما رأى العرش وهو كرسى الملك مستقرا عنده أى موجودا أمام بصره فقال :هذا من فضل ربى أى هذا من رحمة إلهى بى ليبلونى أأشكر أم أكفر والمراد ليختبرنى أأطيع حكمه أم أعصى حكمه وهذا يعنى أن الخير بلاء هو الآخر ،وقال ومن شكر فإنما يشكر لنفسه والمراد ومن أطاع فلمنفعته وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله فإنما يطيعه من أجل منفعته وهى نصره فى الدنيا والآخرة، وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
" فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه"
الواجب الشكر لله :
وضح الله أنه أتى أى أوحى للقمان(ص)الحكمة وهى الوحى فقال فيه :أن أشكر أى أطع حكم الله أى اتبع حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
"ولقد أتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله "
شكر الإنسان لمنفعته :
وضح الله أن لقمان قال لابنه : ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه أى "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه"كما قال بسورة العنكبوت والمراد ومن أطاع حكم الرب فإنما يطيع من أجل مصلحته ومن كفر أى كذب بحكم الله فإن الله لغنى حميد والمراد فإن الرب غير محتاج شكور لمن يطيع وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
" ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله لغنى حميد"
شكر نعمة الله:
طلب الله من المؤمنين أن يشكروا نعمة الله أى وأن يحمدوا عطاء الله لهم إن كانوا يعبدون أى يطيعون الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
" واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون"
شكر نعمة الله على النفس وعلى الوالدين :
وضح الله أن سليمان (ص)تبسم ضاحكا من قولها والمراد قهقه مسرورا من حديث النملة وهذا يعنى أنه فرح لمعرفته بقول النملة وهذا يعنى أن الله أعطاه القدرة على معرفة منطق النمل وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى والمراد خالقى أقدرنى أن أتبع حكمك الذى أوحيت لى ولأبى وهذا يعنى أنه يطلب من الله أن يعطيه القدرة على طاعة حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك على وعلى والدى"
شكر المرجوع إليه :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال لقومه: إن الذين تعبدون أى تدعون أى تطيعون من دون أى من سوى الله لا يملكون لكم رزقا أى لا يعطون لكم نفعا وهذا يعنى آلهتهم لا تنفعهم ،فابتغوا عند الله الرزق والمراد فاطلبوا من الله العطاء وهو النافع لأنه الرازق واعبدوه أى اشكروا له والمراد فأطيعوا حكم الله إليه ترجعون أى إلى جزاء الله تعودون بعد الموت أى إليه تقلبون وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون"
شكر الله والأبوين واجب :
وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه والمراد أمر الفرد بالإحسان إلى حملته أمه وهنا على وهن والمراد حبلت به ضعفا على ضعف وهذا يعنى أن الحامل تزداد ضعفا كلما قرب موعد الولادة ،وفصاله فى عامين أى وفطام الرضيع بعد سنتين وقال لله للإنسان:اشكر لى أى أطع حكمى ومن ضمن حكمى أطع والديك أى أبويك إلى المصير وهو المرجع والمراد وإلى جزاء الله العودة وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير"
الكل من الرزق وشكر الرازق :
وضح الله أنه كان لسبأ وهى بلد آية فى مسكنهم والمراد علامة دالة على قدرة الله هى جنتان عن يمين وشمال والمراد حديقتان عن يمين نهر البلدة وشمال نهر البلدة وقال لهم فى وحيه :كلوا من رزق ربكم أى خذوا من نفع خالقكم واشكروا له أى وأطيعوا حكمه بلدة طيبة أى أهل قرية مسلمون ورب غفور أى وإله عفو أى نافع للمطيعين وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور"
شكر النعمة المنعمة على الإنسان :
وضح الله أن الإنسان إذا بلغ أشده والمراد إذا وصل سن قوته أى بلغ أربعين سنة أى وصل سن الأربعين قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى أبوى والمراد قدرنى أن أطيع وحيك الذى أبلغت لى ولوالدى وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف :
" حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن اشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى"
الواجب الشكر وعدم الكفر :
قال تعالى بسورة البقرة :
"فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة محمد "إن تنصروا الله ينصركم "وقوله بسورة العنكبوت "واعبدوه واشكروا له" فذكر الله هو شكره هو عدم الكفر به هو نصر الله كما بسورة محمد هو عبادة الله كما بسورة العنكبوت ومعنى الآية فأطيعونى أثيبكم أى اتبعونى أى لا تعصونى ،فهنا طلب الله من الناس أن يذكروه أى يطيعوه أى يشكروه أى يتبعوا حكمه فلا يكفروا به أى فلا يعصوا حكم الله حتى يذكرهم الله أى حتى يثيبهم الله والمراد حتى ينصرهم الله فى الدنيا والأخرة
شكر المعبود :
قال تعالى بسورة البقرة :
"يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النحل"واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون" وقوله بسورة سبأ"كلوا من رزق ربكم " وقوله بسورة النحل"فإياى فارهبون " وقوله بسورة فصلت "واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون "فأكل طيبات الرزق هو أكل رزق الرب وفسره بأنه الشكر لله أى السجود لله وتعبدون تعنى ترهبون ومعنى الآية يا أيها الذين صدقوا بوحى الله اعملوا من أحاسن الذى أوحينا لكم أى أطيعوا الله إن كنتم إياه تحبون ،فهنا طلب الله من المؤمنين أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم والمراد أن يعملوا من أحسن الذى أوحى لهم وفسر الله هذا بأنه الشكر له أى الطاعة لوحى الله وذلك إن كانوا إياه يعبدون أى يحبون أى يريدون ثوابه
اشكروا نعمة الله:
طلب الله من المؤمنين أن يأكلوا مما رزقهم الله والمراد أن يطعموا مما أعطاهم الله الحلال الطيب وهو المباح النافع وأن يشكروا نعمة الله أى وأن يحمدوا عطاء الله لهم إن كانوا يعبدون أى يطيعون الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون"