الأربعاء، 31 مايو 2023

قراءة في كتاب المسترجلة

قراءة في كتاب المسترجلة
المؤلف حمود بن إبراهيم السليم وهو يدور حول المرأة التى تتخلق بأخلاق الرجال التى ليست في النساء ككونها القوامة وليس الرجل ومن خلال جلوسها مع الرجال في حضور زوجها أو أولادها أو والدها وغير هذا مما يفعله الرجال وحدهم ولا ينقصها سوى تركيب شارب ولحية لتكون رجلا
وزعم السليم أن هذه الظاهرة مختصة بعصرنا في مقدمته فقال :
"فقد ظهر في هذا العصر صنف من النساء، خالفن فطرة الله التي فطر الناس عليها، وتخلقن بصفات لا تليق بطبيعة الأنثى التي خلقها الله لتتميز بها عن طبيعة الرجل، يحسبن بزعمهن أنهن أصبحن كالرجال بحسن التدبير، وحرية التصرف، ومواجهة أمور الحياة، والتنافس على الأعمال، والخوض في مجالات تخص الرجال ولا تليق إلا لهم وبهم."
وبالقطع هذه الظاهرة موجودة في كل عصر ولكن تكثر أو تقل حسب قوة رجال المجتمع أو ضعفهم
وتحدث عما تواجه المسترجلات من من المشاكل بسبب ذلك فقال:
"فواجه ذلك الصنف من النساء من العنت والضيق الشيء الكثير، وحصلت لهن المشكلات النفسية والجسدية ومضايقة الرجال ـ الذين يكرهون تنافس أقرانهم من الرجال فكيف بالنساء ـ بل والتعدي عليهن، وأصبحن منبوذات حتى من بنات جنسهن، يكرهها ويمقتها زوجها وأبناؤها."
وتناول السلين أن تلك النساء المسترجلات ملعونات بسبب تغييرهن خلقة الله وكذلك الرجال المخنثين فقال :
"ومع ذلك كله جاء الوعيد الشديد لمن خالفت فطرتها، وتخلت عن أنوثتها، وتشبهت بالرجال في اللباس، والهيئة والأخلاق والتصرفات، ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال } [رواه البخاري]، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال: { لعن النبي المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء } [رواه البخاري]. والمترجلات من النساء يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زيهم وهيئتهم فأما في العلم والرأي فمحمود.
سالم بن عبدالله عن أبيه قال: قال رسول الله : { ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث ... } [رواه النسائي]، وفي رواية الإمام أحمد: { لا يدخلون الجنة } وفي رواية أخرى زاد تعريف المترجلة في قوله: { والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال } (594). "
بالقطع تغيير المرأة المسترجلة ترتكب عصيانات متعددة لله فهى تتعدى على حق زوجها فى القوامة كما قال تعالى :
" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض"
وعلى حق والدها في وجوب طاعته في الخير كما قال تعالى :
" أن اشكر لى ولوالديك "
كما أنها تحاول تغيير خلقتها التى خلقها الله عليها من خلال خشونة الصوت وممارسة العنف متبعة في ذلك قول الشيطان:
",لا مرنهم فليغيرن خلق الله"
ونقل الرجل من كتب القوم التالى في أمر الاسترجال من النساء:
"ومن تلك الأحاديث يتبين حكم المترجلة التي تتشبه بالرجال بأنه حرام وكبيرة من كبائر الذنوب، قال الذهبي رحمه الله: "تشبه المرأة بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر"، فهي مطرودة من رحمة رب العالمين، ملعونة على لسان رسول الله ، لا ينظر الله إليها يوم القيامة نظرة رحمة، ولا تدخل الجنة، فما أكبره من ذنب، وما أقبحه من جرم، لا يغفره الله إلا بالتوبة النصوح."
وبين الرجل أن الله نهى النساء أن يتمنين ما فضل الله به الرجال فقال :
"والله عز وجل نهى النساء المسلمات أن يتمنين أن يكن كالرجال، وكذلك الرجال نهاهم عن تمني ما للنساء في قوله تعالى:
" ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ففي قول الله تعالى: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض أي في الأمور الدنيوية وكذا الدينية، وهكذا قال عطاء بن أبي رباح: نزلت في النهي عن تمني ما لفلان، وفي تمني النساء أن يكن رجالاً فيغزون رواه ابن جرير، ثم قال: "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" أي كل له جزاء على عمله بحسبه إن خيراً فخير وإن شراً فشر، هذا قول ابن جرير، ثم أرشدهم إلى ما يصلحهم فقال: واسألوا الله من فضله لا تتمنوا ما فضلنا به بعضكم على بعض فإن هذا أمر محتوم، أي أن التمني لا يجدي شيئاً ولكن سلوني من فضلي أعطكم فإني كريم وهاب: إن الله كان بكل شيء عليما ."
وتناول مظاهر استرجال المرأة فقال :
"مظاهر تشبه المترجلة بالرجال
لقد كثرت في وقتنا الحاضر مظاهر تشبه النساء بالرجال فلم يعد الأمر قاصراً على اللباس فحسب، بل تعدى إلى أكثر من ذلك، فمن المظاهر التي تتصف بها المرأة المترجلة:
ـ التشبه بالرجال في اللباس، من لبس ثياب تشبه تفصيل ثياب الرجل، ولبس البنطال وهو من ألأبسة الرجل أصلاً، فعن أبي هريرة أن رسول الله : { لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل } [رواه أحمد وأبو داود]
وكذلك لبس أحذية تشبه أحذية الرجل، ولقد قيل لعائشة رضي الله عنها: إن امرأة تلبس النعل فقالت: { لعن رسول الله الرجلة من النساء } [رواه أبو داود]
وللأسف الشديد فقد انتشر في الأسواق أحذية غريبة الأشكال، قبيحة المنظر، يتنزه الرجل العاقل عن لبسها، ويزعمون أنها أحذية نساء، ومع ذلك يوجد إقبال كبير على شرائها من قبل النساء، والله المستعان.
2ـ عدم الالتزام بالحجاب الشرعي، الذي هو غطاء الوجه الساتر والعباءة الفضفاضة التي توضع على الرأس من أعلى، وأصبح البديل عنه غطاء للوجه شفاف، وعباءة مزركشة مطرزة توضع على الكتف، تفتن أكثر من أن تستر، أو يلبس ما يسمى بالكاب الذي يظهر تفاصيل جسم المرأة وكأنه ثوب رجل، ويكون إما مزين أو خفيف، ومع ذلك كله لا تهتم بستر جسمها أو تغطية وجهها عن الأجانب، فيظهر جزء من لباسها، وتكشف وجهها أحياناً دون مبالاة.
قال الذهبي: "ومن الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهار الزينة والذهب واللؤلؤ من تحت النقاب، وتطيبها بالمسك والعنبر والطيب إذا خرجت، ولبسها الصباغات والأزر والحرير والأقبية القصار مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها إلى غير ذلك إذا خرجت، وكل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه ويمقت فاعله في الدنيا والآخرة".
3ـ كثرة خروجها من البيت لغير حاجة: إما مع السائق، أو سيارة أجرة، أو تقود السيارة في كثير من الدول، أو على قدميها حتى ولو كان المكان بعيداً عنها، خراجة ولاجة، لا تهتم ببيت ولا أولاد، ولا تقيم لذلك وزناً، زعماً أنها تقوم بحاجات المنزل، مع أنه يمكن لأحد رجال البيت أن يقوم بعملها دون الحاجة إليها.
4ـ مزاحمة الرجال ومخالطتهم في الأسواق والأماكن العامة، بل بعضهن لا تستحي أن تصاف الرجال في صف الانتظار، وتدخل وتجلس بينهم وخاصة في المحلات التجارية، وتتكلم مع الباعة كأحد محارمها، وتشترك في البيع والشراء وحدها، وفي أحد تعريفات المترجلة: ( اللاتي يتشبهن بالرجال في الحركة والكلام والمخالطة ونحو ذلك ).
5ـ رفع الصوت بالكلام ومجادلة الرجال: بصوت عال يسمعه البعيد قبل القريب، مع أن المرأة من سماتها خفض صوتها، والبعد عن محادثة الرجال الأجانب، ووفي تعريف للمترجلة: ( التي تتشبه بالرجال.. أو رفه صوتهم ).
6ـ تقليد الرجال في المشية و الحركات: فتمشي في الطرقات والأسواق مشية الرجل بقوة وجلد، وتتمثل حركات الرجل التي تظهر الصلابة والخشونة، بل وصل الحال ببعضهن المشاركة في أندية الكاراتيه ورفع الأثقال وألعاب القوى.
7ـ الخشونة في التعامل والأخلاق: كالرجال ( مع أهل بيتها وأقاربها) فهي عنيدة، فظة الخلق، مستبدة برأيها، لاتقدر ولا تحترم أحداً، وهذه الصفات مذمومة بحق الرجل فكيف بالمرأة؟!.
8ـ ترك الزينة: الخاصة بالنساء كالحناء والكحل وغيره، فتصبح كالرجل في شكلها وهيئتها، قالت عائشة رضي الله عنها: أومت امرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى رسول الله فقبض النبي يده فقال: { ما أدري أيد رجل أم يد امرأة } قالت: بل امرأة قال: { لو كنت امرأة لغيرت أظفارك ـ يعني بالحناء } [رواه أبو داود].
9ـ التشبه بالرجل في الشكل والهيئة: من قص للشعر كشعر الرجل، وتطويل الأظافر، وهيئة الوقوف والجلوس ونحوها.
10ـ نبذ قوامة الزوج أو رعاية الولي: فهي لا تقبل أن تكون تحت قوامة رجل أو تصرف ولي، تريد حرية التصرف المطلقة، دون إذن أو مراعاة رجل البيت.
11ـ السفر دون محرم: بوسائل النقل المختلفة، ومن أشهرها الطائرة فهي التي تستخرج التذكرة وتذهب إلى المطار، وتسافر دون محرم يرافقها ويحميها من الفساق، مخالفة بذلك دينها وخلقها، والرسول قال: { لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم } [متفق عليه]، تريد بذلك الحرية الواهية، فكم حصل لهذا النوع من النساء الضرر والمضايقة، بعكس لو رافقها محرمها:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له *** وتتقي حومة المستأسد الضاري
12ـ قلة الحياء: المرأة المسترجلة قد نزعت الحياء من شخصيتها ومن أخلاقها، وبذلك أصبحت كالشجرة بلا لحاء، مصيرها إلى العطب أو الموت سريعاً، فالمسترجلة تتكلم في كل موضوع، وتتحدث مع كل الناس، وتذهب إلى كل مكان، بلا حياء ولا خلق، كما قال في الصحيح: { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت }.
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن *** إذا ذهب الحياء فلا دواء
أهم المظاهر للمترجلة ـ في نظري ـ والتي ظهر شرها بين كثير من نسائنا مع الأسف الشديد، ومن تلك المظاهر يمكن أن نستخرج تعريفاً شاملاً للمترجلة، وهو: التي تتشبه بالرجال زياً وهيئة ومشية وكلاماً ورفع صوت وفي الحركة والمخالطة، وترجلت المرأة: صارت كالرجل."
المظاهر متعددة وكثير بعضها خاص بالجسم وبعضها بالتصرفات في اى مجال من اللبس أو غيره
وتحدث عن اسباب الاسترجال فقال:
"أسباب تشبه المرأة بالرجل ( الترجل )
للتشبه أسباب عديدة يمكن إجمالها فيما يلي:
1ـ نقص الإيمان وقلة الخوف من الله: لأن الوقوع في المعاصي سواء الكبير منها والصغير نتيجة نقص الإيمان، وضعف مراقبة الله عز وجل، كما قال رسول الله : { لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن } [متفق عليه]، ومما لاشك فيه أن المرأة التي تتشبه بالرجال ناقصة الإيمان، قد أغواها الشيطان للوقوع في كبيرة من كبائر الذنوب ورد تحريمها في أكثر من دليل صحيح عن النبي قد سبق ذكرها.
2ـ التربية السيئة: المرء ابن لبيئته كما يقال، فإذا كانت البيئة التي يعيش فيها صالحة كان صالحاً، وإن كانت سيئة كان كذلك، فالبنت التي تعيش في بيت يسوده الفوضى، وتنعدم فيه التربية الصالحة، معرضة للانحراف غالباً، ومن أشكال الانحراف التشبه بالرجال والاسترجال الذي يخالف فطرة المرأة وخلقها، فلا إيمان يمنعها، ولا تربية سليمة تردها، ولا ولي صالح يردعها عن السلوك السيئ، ويوجهها إلى الطريق الصحيح القويم.
3ـ وسائل الإعلام: بمختلف أشكالها وأنواعها، المرئية والمسموعة والمقروءة، فيها تبث وتنشر الأفكار الضالة والمنحرفة التي تغوي المرأة وتشجعها على التمرد على الدين والمبادئ السليمة، وعلى رفض سلطة الرجل ـ كما يزعمون ـ وتشجع المرأة على المطالبة بحقها في التصرف والحرية، وتعرض أنواعاً من الملابس الفاضحة والمشابهة لملابس الرجل باسم الموضة والأزياء. فتأثر كثير من النساء بما يعرض عليهن فخرجن عن الدين والخلق، وعن قوامة الرحل، وتشبهن بأخلاق الفاجرات وتصرفاتهن دون تفكير أو تمييز بين الخير والشر، وظهر نوع من النساء الشكل شكل امرأة واللبس والتصرفات والأخلاق كالرجال، إنهن ( المترجلات من النساء ). 4ـ التقليد الأعمى: فهي تلبس وتتصرف دون وعي أو إدراك لما تفعله، ودون تفكير في فوائد أو أضرار ما تعمله، فهي تقلد من حولها من صويحبات أو فنانات وإن كان الأمر منافياً لطبيعتها.
5ـ رفيقات السوء: مما لاشك فيه أن الصاحب له تأثير كبير في شخصية من يصاحبه سلباً أو إيجاباً، كما قال الصادق المصدوق نبينا محمد : { مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة } [متفق عليه]، فالمرأة المجالسة للمترجلات من النساء لابد وأن تتأثر بهن في لبسهن وتصرفاتهن، مجاملة أو تقليداً لهن كي لا تكون شاذة بينهن.
6ـ النقص النفسي ولفت الأنظار: بعض النساء تشعر بنقص نفسي، ومحاولة منها لسد ذلك النقص تفرض شخصيتها عن طريق التشبه بالرجال في اللبس والتصرفات، وبعضهن تتشبه بالرجال للفت الأنظار إليها، وشد الانتباه لها، وذلك بتسريحة الشعر أو لبس ملابس الرجل كالبنطال والقبعة، أو المشي في السوق والأماكن العامة مشية غريبة تلفت الانتباه.
7ـ القدوة السيئة: والقدوة من أهم عناصر التربية، فقد تكون الأم مسترجلة تتصرف كالرجل، فيقتدي بها بناتها، وفي الغالب أن البنات يكتسبن شخصيتهن من أمهاتهن، فالأم التي لا تقدر الأب ولا تحترمه، غالباً ما تكون بناتها كذلك لا يقدرن أزواجهن، والأم التي تكون شديدة اللهجة في الخطاب، ترفع صوتها في الكلام، تكتسب البنت منها هذه الصفة، وكذلك التشبه بالرجال وباقي الصفات، وهذا ما أخبر عنه الصادق المصدوق نبينا محمد ، عن أبي هريرة قال: قال النبي : { كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء } [متفق عليه]، وقد يوجد من تقتدي به تلك المرأة المترجلة سواء من قريباتها أو من تعجب به من المتشبهات بالرجال، فيكون ذلك سبباً رئيساً في محاكاتها وتقليدها.
8ـ انعدام الغيرة من زوجها أو وليها: فلا يمنعها من مخالفتها لأمر الله في الحجاب واللباس، ولاينهاها عن تصرفات ى تليق بها كمجادلة الرجال ونحوها، فتجد أحياناً الزوج أو الأخ يرى تصرفات خارجة عن الحياء والأدب ولا تتحرك الغيرة في نفسه، وقد قال : { ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث ... } [رواه أحمد والنسائي].
تلكم هي أهم أسباب تشبه المرأة بالرجال"
والحقيقة أن هذه الأمور ليست السبب فالسبب هو إرادة المرأة نفسها وأما تلك الأمور فهى ما يساعد على استمرار المرأة في خطأها ولذا قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
ونقل السليم بعض الفتاوى في المسألة فقال :
" وإليكم بعض فتاوى العلماء في التشبه:
سؤال ما حكم قص شعر الفتاة إلى كتفيها للتجميل سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة؟
الجواب: قص المرأة لشعرها إما يكون على وجه يشبه شعر الرجال، فهذا محرم ومن كبائر الذنوب؛ لأن النبي لعن المتشبهات من النساء بالرجال، وإما أن يكون على وجه لا يصل به إلى التشبه بالرجال، فقد اختلف أهل العلم في ذلك على ثلاثة أقوال: منهم من قال: إنه جائز لا بأس به، ومنهم من قال: إنه محرم، ومنهم من قال: إنه مكروه، والمشهور من مذهب الإمام أحمد أنه مكروه، وفي الحقيقة أنه لا ينبغي لنا أن نتلقى كل ما ورد علينا من عادات غيرنا، فنحن قبل زمن غير بعيد كنا نرى النساء يتباهين بكثرة شعور رءوسهن وطول شعورهن، فما بالهن يذهبن إلى هذا العمل الذي أتانا من غير بلادنا، وأنا لست أنكر كل شيء جديد، ولكنني أنكر كل شيء يؤدي إلى أن ينتقل المجتمع إلى عادات متلقاة من غير المسلمين [أسئلة مهمة: للشيخ ابن عثمان].
وسئل الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله عن حكم لبس الثوب الفاتح مثل الأصفر والأبيض والأحمر ولكنه ساتر؟
فأجاب: يجوز للمرأة أن تلبس من الثياب ما هو معتاد للنساء من أي لون كان، لكن ما كان خاصاً بالرجال فلا تلبسه النساء، فقد ورد لعن المتشبهات من النساء بالرجال وبالعكس.
وسئل الشيخ أيضاً عن إطالة الأظافر من أجل الجمال فقال: لا يجوز إطالة الأظافر، بل ورد الأمر بالتقليم كل أسبوع أو كل أربعين يوماً على الأكثر. [فتاوى المرأة].
وورد للجنة الدائمة للإفتاء في المملكة سؤال عن حكم لبس الثوب الضيق والأبيض للمرأة؟
فأجابت اللجنة: لا يجوز للمرأة أن تظهر أمام الأجانب أو تخرج إلى الشارع والأسواق وهي لابسة لباساً ضيقاً يحدد جسمها ويصفه لمن يراها؛ لأن ذلك يجعلها بمنزلة العارية ويثير الفتنة ويكون سبب شر خطير، ولا يجوز لها أن تلبس لباساً أبيض إذا كانت الملابس البيضاء في بلادها من سيما الرجال وشعارهم لما في ذلك من تشبهها بالرجال، وقد لعن النبي المتشبهات من النساء بالرجال. [اللجنة الدائمة للإفتاء].
علاج الترجل* إن ظاهرة الترجل من النساء بدأت تنتشر ـ مع الأسف ـ في مجتمعات النساء وخاصة في الكليات ومدارس البنات، حتى إن البنات المترجلات يلاحقن البنات الأخريات في أرجاء الكليات ويضايقنهن، وكذلك ظهر نساء خلعن جلباب الحشمة ورداء الحياء في الأماكن العامة وغيرها، فلزم بيان العلاج لوقف تلك الظاهرة الخطيرة، ومن العلاج:
1ـ التربية الإيمانية: لا بد من تربية البنت منذ الصغر على طاعة الله عز وجل، وعلى العقيدة الصحيحة، والتأدب بآداب الشرع المطهر، لتنشأ البنت على الإيمان والأخلاق الفاضلة قال : { من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار } [متفق عليه]. وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله : { من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة } [رواه الترمذي].
2ـ القدوة الحسنة: سواء في البيت من الأم عندما تتخلق بالحياء، وتتأدب مع الأب في المعاملة ولطف الكلام، ومع الرجال الأجانب بعدم الحديث معهم، وخفض الصوت إذا اضطرت إلى ذلك، وعندما تخرج تلتزم بالحجاب الشرعي والحياء والأخلاق الفاضلة، أو من مجتمعها النسوي من أخوات وصديقات يتصفن بالخلق وحياء.
3ـ إلزام البنت والمرأة بالحجاب الشرعي: وعدم السماح لهن بلبس ما يخالف ذلك من الكاب والعباءة المطرزة والنقاب وغيره.
4ـ عدم السماح للمرأة بالخروج دون حاجة: وإن خرجت مع السائق الخاص بالعائلة فلا بد من وجود المحرم معها، ثم معرفة إلى أين تذهب ومتى ترجع، حفاظاً عليها لا.
اتهاماً لها
5ـ نهيها عن التشبه بالرجال: سواء في اللباس أو في المظهر، ولابد أن يكون لباسها شبيهاً بلبس النساء.
6ـ عند النزول إلى الأسواق: وعند الشراء يستحسن أن يكون محرم المرأة هو الذي يسأل عن البضاعة ومجادلة البائع في الأسعار، ليحفظ للمرأة حياءها.
7ـ اليقين الكامل بحكمة خلق الله تعالى: بأن خلق الرجل بصفات وخصائص تؤهله للقيام لأعماله ومهامه المطلوبة منه، وكذلك المرأة خلقها الله تعالى بصفات وخصائص تختلف عن صفات الرجل لتقوم هي بأعمالها المطالبة بها، وأن محاولة المرأة التخلي عن طبيعتها واتصافها بصفات الرجل سيكلفها الكثير من المتاعب والمطالبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ولاتتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما [النساء:32]."
والحقيقة أن القضاء على تلك الظاهرة هو وجود المجتمع المسلم ولكن عدم وجود مجتمع محكم بشرع الله يساعد الفاسدين والفاسدات على أعمالهم حيث لا يجدون عقابا على تلك الأفعال
وتحدث ناصحا النساء فقال :
أختي الكريمة:
الحذر.. الحذر من الاتصاف بتلك الصفة التي حذر منها رسولنا ، ولعن من اتصفت بها وهي الترجل، وإياك ثم إياك التشبه بالرجال؛ فهو خلق تترفع عنه المؤمنة بربها، الموقنة بلقائه يوم العرض الأكبر.
إن المرأة المسلمة تتميز عن غيرها بصفات وأخلاق تحفظ بها دينها ونفسها، منها خلق الحياء وخفض الصوت والقرار في بيتها، والتزامها بالحجاب الشرعي، فإذا هي فعلت ما أمرت به واجتنبت ما نهيت عنه استحقت من الله تعالى الثواب والأجر العظيم، وأدخلها الجنة برحمته، قال عز وجل: ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا [ النساء: 124]، وإن هي خالفت أمره استحقت العقاب قال الله تعالى: من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب [غافر:4]."

الثلاثاء، 30 مايو 2023

قراءة في بيان في لباس المرأة عند محارمها ونسائها

قراءة في بيان في لباس المرأة عند محارمها ونسائها
البيان صادر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهو يدور حول ما يجب على المرأة كشفه أمام الرجال المحارم والنساء وقد استهلت البيان ببيان صفات المؤمنات من الحشمة والطهارة فقال :
"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كانت نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة، والحياء والحشمة ببركة الإيمان بالله ورسوله واتباع القرآن والسنة، وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة، ولا يعرف عنهن التكشف والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن، وعلى هذه السنة القويمة جرى عمل نساء الأمة - ولله الحمد - قرنًا بعد قرن إلى عهد قريب، فدخل في كثير من النساء ما دخل من فساد في اللباس والأخلاق لأسباب عديدة ليس هذا موضع بسطها."
وبينت اللجنة سبب فتواها وهو تعدد الأسئلة عن المسألة فقالت:
"ونظرًا لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود نظر المرأة إلى المرأة وما يلزمها من اللباس، فإن اللجنة تبين لعموم نساء المسلمين:"
تحدثت اللجنة عن حياء المرأة فقال :
" أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء الذي جعله النبي من الإيمان وشعبةً من شعبه، ومن الحياء المأمور به شرعًا وعرفًا تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة"
وكعادة الفتاوى الصادرة في بلاد المنطقة مما يسمونها الجهات الرسمية فإنها لم تبين المطلوب كشفه في كل حالة وإنما جعلت ألمر راجع إلى عادات المجتمع وليس إلى وحى الله فقالت :
" وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها مما جرت العادة بكشفه في البيت وحال المهنة كما قال تعالى: ولا يُبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن او أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني أخوانهن أو نسائهن [النور:31]
وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة، فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول ونساء الصحابة ومن ابتعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا، وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو: ما يظهر من المرأة غالبًا في البيت وحال المهنة ويشق عليها التحرز منه ؛ كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين"
وتحدثت اللجنة عن التوسع في الكسف فحرمته فقالت :
" وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة هو أيضًا طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها، وهذا موجود بينهن، وفيه أيضًا قدوة سيئة لغيرهن من النساء، كما أن في ذلك تشبهًا بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن، وقد ثبت عن النبي أنه قال: { من تشبه بقوم فهو منهم } [أخرجه الإمام أحمد وأبو داود].
وفي " صحيح مسلم" عن عبد الله بن عمرو أن النبي رأى عليه ثوبين معصفرين فقال: { إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها } وفي صحيح مسلم أيضًا أن النبي قال: { صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا }، ومعنى " كاسيات عاريات ": هو أن تكتسي المرأة ما لا يسرتها، فهي كاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها. فالمتعين على نساء المسلمين التزام الهَدْي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضى الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من هذه الأمة، والحرص على التستر والاحتشام فذلك أبعد عن أسباب الفتنة، وصانة للنفس عما تثيره دواعي الهوى الموقع في الفواحش."
والأدلة التى ذكرتها اللجنة ليس فيها جملة واحدة فيما يكشف فالتشبه بالقوم أمر مختلف حسب الدين في الحديث من تشبه بقوم فهو منهم فمثلا الهندوسيات يكشفن بطونهن ومثلا النصرانيات الحاليات تأمرهن الكنيسة الحالية بكشف الصدور والسيقان مع أن العهد الجديد يأمر بتغطية الجسم بدليل لبس الراهبات الخمار والجلباب ومثلا اليهوديات لا يكشفن شيئا حسب العهد القديم ومن ثم فالحديث لو اعتبرناه صحيح المعنى وما هو بصحيح يدخلنا في متاهة نتيجة تعدد واختلاف أحكام ألديان ألخرى وبعض منها يتفق مع أحكام الإسلام
وأما الحديث الثانى إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها فهو يتحدث عن الثياب وليس عن ما يكشف من النساء وهو ما لم يقله النبى(ص) لأنه لا يوجد ثوب حلال وثوب حرام لأن الثوب قد يكون حرام في الأماكن العامة وحلال في حجرة نوم الزوجين
وأما الحديث الثالث" ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات "فنفس الأمر لم يقله النبى(ص) لأن النساء الكاسيات العاريات لبسهن في ألأماكن العامة حرام بينما لبسهن في حجرات النوم لأزواجهن حلال
كما أن ريح الجنة لا يقاس يالسنوات وإنما يقاس بالمسافة المكانية
وانتهت اللجنة في نهاية فتواها إلى التالى :
"كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسوله من الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات طاعة لله ورسوله ورجاء لثواب الله وخوفًا من عقابه.
كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء، فلا يتركهن يلبسن ما حرمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة والكاشفة والفاتنة، وليعلم أنه راعٍ ومسؤول عن رعيته يوم القيامة.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يهدينا جميعًا سواء السبيل، إنه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم عن نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"
وحكاية ما تكشف النساء أمام الذكور المحرمين يختلف من حالة إلى أخرى :
الأول :
اظهار الثديين أمام الأطفال الذكور وحتى الزوج أو الأخ أو الأب أم ألأم أو لأخت .. عند ارضاع أخوهم أو أختهم مباح لقوله تعالى :
" والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين"
الثانى :
كشف الجسم الكامل الابنة للأم أو الأم للبنت أو الأخت الأخت لأختها أو الأم وابنها أو الأب وابنته وما شابه ذلك مباح في حالة المرض أو العجز كما قال تعالى :
"إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما "

الثالث
الكشف الكامل أمام الرضيعة والرضيع للأم أو المرضعة مباح
الرابع الأم وطفلاتها وأطفالها يجوز لها التعرى أمامهم لتعليمهم الاستحمام أو تحميمهم ويجوز لها كشفهم لتعليمهم التبرز والتبول أو لتنظيفهم لحين تعلم التبول والتبرز بمفردهم فهو من ضمن تربية الأطفال كما قال تعالى :
" وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"

وكذلك الخالات والعمات والجدات والأخوال والأعمام والأجداد وكذلك الاخوة أو الأخوات الأكبر فى حالة عدم وجود الأبوين يجوز لهم تنظيف النوع المماثل أو الأخر لوجوب التنظيف وعدم تركهم فى أوساخهم من باب قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى "

فالكشف للعورات التى يسمونها المغلظة يكون إما بسبب مرض أو عجز أو تنظيف واجب

الاثنين، 29 مايو 2023

نقد كتاب ضوء الإبراق في تضعيف حديث صلاة الإشراق

نقد كتاب ضوء الإبراق في تضعيف حديث صلاة الإشراق
الكتاب من تأليف فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري وهو يدور حكم حديث الإشراق وقد استهله بمقدمة قال فيها:
"هذا جزء حديثي في بيان حال حديث ( القعود للذكر بعد صلاة الفجر وصلاة ركعتين ، وأجر ذلك حجة وعمرة تامة تامة ) جمعت فيه طرق وروايات هذا الحديث ، مع الكلام على أسانيدها جرحا وتعديلا ، وبيان عللها والحكم عليها ، وذلك لما كان كثير من الناس اليوم لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفة"
حكم الحميدى على الحديث بالضعف من خلال الأسانيد مع أن كل هذا الكتاب يمكن اختصاره فى صفحة واحدة لو نقد المتن وهو نص الحديث
وقد ذكر الأدلة على الضعف فقال:

ذكر الدليل على تضعيف حديث:
القعود للذكر بعد صلاة الفجر وصلاة ركعتين بعده وأجر ذلك حجة وعمرة تامة تامة
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله(ص): ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين ، كانت له كأجر حجة وعمرة قال رسول الله(ص)( تامة ، تامة ، تامة )
حديث منكرأخرجه الترمذي في سننه ( 586 ) ومن طريقه البغوي في شرح السنه (ج3 ص221 ) وابن حجر في نتائج الأفكار ( ج2 ص301 ) والمعمري في عمل اليوم والليلة ( ج2 ص301 ـ النتائج ) من طريق عبد العزيز بن مسلم ثنا أبو ظلال عن أنس به

قلت: وهذا سنده منكر ، تفرد به أبو ظلال عن أنس ولم يتابع عليه ، وأبو ظلال هذا هو هلال القسملي البصري قال عنه البخاري: عنده مناكير، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف ليس بثقة، وقال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال ابن عدي: وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات، وقال ابن حجر: ضعيف
وقال ابن حجر : هذا حديث غريب : يعني ضعيف
قلت: ولم أقف هنا على ما يشهد له ويقويه في ذكر الركعتين بعد طلوع الشمس
وله شاهد من حديث أبي أمامة وابن عمر وعائشة:
1) أما حديث أبي أمامة
فله طريقان :

الأول : مداره على الأحوص بن حكيم وهو منكر الحديث
وقد اختلف عليه فيه :
فرواه أبو معاوية عن الأحوص
واختلف فيه على أبي معاوية أيضا :
1) فرواه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا أبو معاوية ثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن ابن عمر قال : قال رسول الله (ص) ( من صلى الفجر ، ثم جلس في مصلاه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين من الضحى كانت له صلاته تعدل حجة وعمرة متقبلتين)
أخرجه ابن حبان في المجروحين ( ج1 ص176 ) من طريق الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني به
قال ابن حبان : وإن روي من غير هذا الطريق فليس يصح
2) ورواه موسى بن مروان ثنا أبو معاوية عن الأحوص عن ابن عمر قال : قال رسول الله(ص): ( من صلى الفجر وجلس في مصلاه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين في الضحى كأن صلاته عدل حجة وعمرة متقبلة )

أخرجه ابن عدي في الكامل ( ج1 ص406 ) من طريق الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان ثنا موسى بن مروان به
3) ورواه سلم بن المغيرة ثنا أبو معاوية الضرير عن مسعر عن خالد بن معدان عن ابن عمر قال : قال رسول الله(ص): ( من صلى الغداة ثم جلس في مسجد حتى يصلي الضحى ركعتين كتبت له حجة وعمرة متقبلتين )
أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ج7 ص237 ) من طريق عباد بن الوليد العنبري ثنا سلم بن المغيرة به
قال أبو نعيم : تفرد به سلم عن أبي معاوية
قلت: وسلم بن المغيرة هذا ضعفه الدارقطني كما في الميزان للذهبي (ج2 ص186 )
وفيه انقطاع أيضا بين خالد بن معدان وابن عمر
فهذه الرواية منكرة والمعروف عن أبي معاوية عن الأحوص لاعن مسعر كما تقدم
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ج8 ص181 ) من طريق المحاربي عن الأحوص ابن حكيم عن عبد الله بن غابر عن أبي أمامة قال : قال رسول الله(ص)( من صلى صلاة الصبح في مسجد جماعة يثبت فيه حتى يصلي سبحة الضحى كان كأجر حاج أو معتمر تاما حجته وعمرته )0
وأخرجه أبو يعلى في المسند ( 672 ـ المطالب ) من طريق المحاربي قال ثنا الأحوص بن حكيم عن عبد الله بن عامر عن عتبة بن عبد السلمي عن أبي أمامة قال: إن رسول الله(ص)قال: ( من صلى صلاة الصبح في جماعة يثبت في مجلسه حتى صلي سبحة الضحى فله أجر حجة وعمرة تامة حجته وعمرته )
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ج8 ص174 ) من طريق مروان بن معاوية عن الأحوص بن حكيم ثنا أبو عامر الإلهاني عن أبي أمامة وعتبة بن عبد السلمي أن رسول الله(ص)كان يقول : ( من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم مكث حتى يصلي يسبح تسبيحة الضحى كان له كأجر حاج أو معتمر تام له حجته وعمرته )
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ج17 ص129 ) وابن شاهين في الترغيب ( ص162 ) من طريق الوليد بن القاسم الإلهاني عن الأحوص بن حكيم عن أبي عامر الألهاني عبد الله بن غابر عن أبي أمامة وعتبة بن عبد السلمي به
قلت : وعليه فإن هذا الإسناد منكر فإن الأحوص بن حكيم الحمصي إضطرب في الحديث كما تقدم في متنه وإسناده يدل على ضعفه الشديد ولذلك قال عنه أحمد واه وقال أبو حاتم منكر، الحديث وقال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير وقال الدارقطني منكر الحديث وقال ابن معين ليس بشيء وقال ابن المديني لا يكتب حديثه
قلت : ولذلك قال ابن حجر في التقريب ( ص121 ) ضعيف الحفظ
الطريق الثاني : يرويه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن موسى بن علي عن يحيى ابن الحارث الذماري عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال : قال رسول الله(ص):( من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فركع ركعتين إنقلب بأجر حجة وعمرة)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج8 ص178 ) وفي مسند الشاميين ( ج2 ص42 )
قلت : وهذا سنده واه وله علتان:
الأولى : موسى بن علي لا يدرى من هو

الثانية : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي صدوق في نفسه لكنه أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فضعف بسب ذلك حتى نسبه ابن نمير الى الكذب(1)
وأخرجه أبو داود في سننه ( 558 ) وأحمد في المسند ( ج5 ص 268 ) والطبراني في المعجم الكبير ( ج8 ص7734 ) وفي مسند الشاميين ( ج2 ص39 ) والبيهقي في السنن الكبرى ( ج3 ص 49 ) من طرق عن يحيى بن الحارث الذماري الدمشقي عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي عن أبي أمامة أن رسول الله(ص)قال: ( من خرج من بيته متطهرا الى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ، ومن خرج الى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر ، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين )
قلت: وهذا سنده منكر فيه القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي قال عنه أحمد في حديث القاسم مناكير وقال الغلابي منكر الحديث وقال ابن حجر يغرب كثير
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج8 ص150 ) وفي مسند الشاميين(ج2 ص386 ) من طريق الوليد بن مسلم ثنا حفص بن غيلان عن مكحول عن أبي أمامة عن النبي(ص)قال : ( من مشى الى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة ، ومن مشى الى صلاة تطوع فهي كعمرة تامة )
وإسناده منقطع، مكحول لم يسمع من أبي أمامة، وشيخ الطبراني لم أجد له ترجمة0 انظر التهذيب لابن حجر(ج8ص332)
قلت: ومتنه منكر
2) وأما حديث ابن عمر
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج5 ص375 ) والسراج في المسند (ص361) من طريق الفضل بن موفق ثنا مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله(ص)إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يمكنه الصلاة وقال : ( من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه ، حتى تمكنه الصلاة كانت بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين )
قلت: وهذا سنده واه فيه الفضل بن موفق الكوفي قال عنه أبوحاتم ضعيف الحديث وكان يروي أحاديث موضوعة
3) وأما حديث عائشة
أخرجه ابن عدي في الكامل ( ج1 ص337 ) من طريق عبد الله بن محمد البخاري ثنا موسى بن أفلح ثنا إسحاق بن بشر البخاري ثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي(ص)أنه قال : ( من صلى الفجر يوم الجمعة ثم وحد الله في مجلسه حتى تطلع الشمس غفر الله عز وجل ما سلفه ، وأعطاه الله أجر حجة وعمرة ، وكان ذلك أسرع ثوبا وأكثر مغنما )
قلت: وهذا سنده واه جدا وله علتان :
الأولى: عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري متهم بوضع الحديث
والثانية: إسحاق بن بشر البخاري متهم بوضع الحديث
وقال ابن عدي: ( وهذه الأحاديث مع غيرها مما يرويه إسحاق ابن بشر هذا غير محفوظة كلها، وأحاديثه منكرة إما إسنادا أو متنا، لا يتابعه أحد عليها )
وهذه الأحاديث غير محفوظة كلها، وهي منكرة إما إسنادا أو متنا أو إسنادا ومتنا ولا تقوم بها حجة، وليس لأحدها إسناد قوي تطمئن إليه النفس في ثبوت مثل هذه الأجور العظيمة

خلاصة القول: إن الحديث ضعيف منكر ولا يصح ، لأنه تفرد به أبو ظلال هلال القسملي وهو منكر الحديث كما أوضحته في البحث المتقدم ، وقد ذكر لهذا الحديث شواهد كما مر عليك في البحث قواه بها بعض أهل العلم ، وهي ليس فيها شاهد للحديث مع نكارتها والأحاديث المنكرة لا يعتد بها مهما كثرت وتعددت والله المستعان "
متن الحديث الذى ذكره الحميدى مسميا إياه حديث الإشراق ألخطاء فيه تتمثل فى التالى متنا :
ألأول مساواة العمل غير المالة وهو الصلاة بالعمل المالى وهو الحج والعمرة فالعمل غير المالى ثوابه عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

وأما العمل المالى وهو الحج والعمرة فهو أعمال مالية متعددة منها نفقة السفر ونفقة الطعام والشراب ونفقة الهدى وكل واحد منها ثوابه سبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
الثانى صلاة الفجر وهو الصبح ليلا فلا شروق الشمس ولا يمكن أن يصلى الصبح إلا بعد شروق الشمس لأن ما قبل الشروق ليل ومن ثم إذا صليت فى الليل كما يصلونها حاليا فهى ليست صلاة صبح وإنما صلاة ليل وهو نص حديث أخر وهو " حتى يسفر"أى يشرق النهار
وأورد الحميدى الأحاديث المشابهة وكونها جميعا ضعيفة فقال :
"وقد ورد في فضل الذكر من بعد صلاة الفجر الى طلوع الشمس ـ دون ذكر الركعتين ـ أحاديث أخرى منكرة وفي بعضها أن من فعل ذلك ( خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له ) وفي بعضها ( وجبت له الجنة ) وفي بعضها ( كان له حجابا و سترا من النار ) وفي بعضها ( أحب إلى من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفا ) الى غير ذلك مما ورد في هذه الأحاديث إلا أن أسانيدها منكرة لا تقوم بها حجة ومن هذه الأحاديث :
1)حديث أنس بن مالك
أخرجه الطحاوي في مشكل الأثار (ج10 ص53) والطيالسي في المسند (2104 ) وأبو يعلى في المسند ( 4087) وابن أبي أسامة في المسند ( ج2 ص950 ـ الزوائد ) من طرق عن يزيد الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله (ص) ( لأن أجلس مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة الفجر الى أن تطلع الشمس أحب الي مما طلعت عليه الشمس ، ولأن أجلس مع قوم يذكرون الله عز وجل من صلاة العصر الى المغرب أحب إلي من أن أعتق ثمانية كلهم من ولد إسماعيل )
قلت : وهذا سنده منكر فيه يزيد بن أبان الرقاشي ضعفوه
وبه ضعفه ابن حجر في نتائج الأفكار (ج2 ص303 )

وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ( ج8 ص303 ): ( مدار طرق حديث أنس هذا على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف)
وأخرجه أبو يعلى في المسند ( ج6 ص119 ) من طريق الفضل بن الصباح عن أبي عبيدة الحداد عن محتسب عن ثابت عن أنس بمتن منكر وفيه:( لأن أقعد مع أقوام يذكرون الله من بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من بني إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفا )
قلت: وهذا سنده فيه محتسب بن عبد الرحمن بن أبي عائد قال عنه الذهبي لين وقال ابن عدي يروي عن ثابت أحاديث ليست بمحفوظ
وأخرجه أبو داود في سننه (ج4 ص74 ) والطحاوي في مشكل الآثار (ج4 ص53 ) والبيهقي في السنن الكبرى ( ج8 ص79 ) وفي شعب الايمان ( ج1 ص409 ) من طريق موسى بن خلف عن قتادة عن أنس بمتن منكر وفيه أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل)
قلت : وهذا سنده ضعيف فيه موسى بن خلف البصري قال عنه ابن حبان أكثر من المناكير وضعفه ابن معين وقال غيره ليس بقوى
وأخرجه أبو نعيم في الحلية ( ج3 ص35 ) وفي أخبار أصبهان (ج1ص200 ) من طريق مطر بن محمد الضحاك عن عبد المؤمن بن سالم عن سليمان التيمي عن أنس به
قلت: وهذا سنده ضعيف وله علتان:
الأولى : مطر بن محمد الضحاك قال عنه ابن حبان يخطىء ويخالف
الثانية : عبد المؤمن بن سالم بن ميمون قال عنه العقيلي لا يتابع على حديثه وأخرجه البيهقي في شعب الايمان ( ج1 ص409 ) وابن عدي في الكامل (ج7 ص2674 ) والذهبي في الميزان ( ج4 ص401 ) من طريق يحيى بن عيسى الرملي حدثنا الأعمش قال اختلفوا في القصص فأتوا أنس بن مالك فذكره
قلت: وهذا سنده ضعيف وله علتان:
الأولى: يحيى بن عيسى الرملي ضعفه ابن معين وقال النسائي ليس بالقوي وقال ابن عدي عامة ما يرويه مما لايتابع عليه
الثانية: الإنقطاع لأن الأعمش لم يثبت له سماع من أنس بن مالك
2) حديث أبي أمامة
أخرجه أحمد في المسند (ج5 ص261 ) وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (ج3 ص124 ) وابن معين في حديثه ( ص174 ) والطبراني في المعجم الكبير ( ج8 ص312 ) من طريق شعبة عن أبي التياح قال سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة قال : خرج رسول الله(ص)على قاص يقص فأمسك فقال رسول الله: ( قص فلأن أقعد غدوة الى أن تشرق الشمس أحب الي من أن أعتق أربع من رقاب ، وبعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب)
قلت : وهذا سنده ضعيف فيه أبو الجعد لا يدرى من هو، وقد اضطرب في متنه
وأخرجه الطحاوي في مشكل الأثار (ج1 ص54 ) من طريق النضر بن شميل عن شعبة عن قتادة قال سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ : ( من صلى صلاة الصبح ثم قعد يذكر الله عز وجل حتى تطع الشمس ، كان له كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل )
3)حديث معاذ بن أنس الجهني

أخرجه أبو يعلى في المسند ( ج3 ص62 ) وفي المفاريد (ص26 ) وعبد الغني المقدسي في أخبار الصلاة (ص92)وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 75 ) والطبراني في المعجم الكبير (ج20ص196 ) من طريق بقية قال حدثني أبو الحجاج المهري حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال : قال رسول الله (ص) ( من صلى صلاة الفجر ، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة )
قلت : وهذا سنده واه وله علل :
الأولى : رشد بن سعد أبو الحجاج المهري منكر الحديث
الثانية : زبان بن فائد المصري وهو منكر الحديث
الثالثة : سهل بن معاذ رواية زبان عنه ضعيفة وهذه منها
وأخرجه أبو داود في سننه (ج2 ص62 ) والبيهقي في السنن الكبرى (ج3 ص49 ) والطبراني في المعجم الكبير (ج20 ص197 ) وأحمد في المسند (ج3 ص438 ) من طريقين عن زبان بلفظ : ( من قعد في مصلاه حين يصلي الصبح حتى يسبح الضحى ، لا يقول إلا خيرا ، غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر )
قلت : والتخليط في متنه من زبان بن فائد المصري فإنه منكر الحديث
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (5807 )، وسهل بن معاذ رواية زبان عنه ضعيفة كما تقدم
4) حديث عائشة

أخرجه أبو يعلى في المسند (ج7 ص330) وعبد الغني المقدسي في أخبار الصلاة (ص93)والطبراني في الأوسط (ج6 ص106 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة ( ص75 ) من طريق شيبان بن فروخ ثنا طيب بن سلمان قال سمعت عمرة تقول سمعت أم المؤمنين تقول سمعت رسول الله(ص)يقول: ( من صلى الفجر ـ أو قال الغداة ـ فقعد في مقعده فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له)
قلت : وهذا سنده ضعيف فيه الطيب بن سلمان البصري ضعفه الدارقطني
وشيبان بن فروخ الحبطي صدوق يهم كما في التقريب لابن حجر(ص442 )
5) حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص75 ) والطبراني في المعجم الأوسط (ج9ص182) وفي المعجم الصغير (ج2 ص131 ) وابن حجر في نتائج الأفكار (ج2 ص416 ) وعبد الغني المقدسي في أخبار الصلاة (ص93)من طريق الحسن ابن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال سمعت جدي(ص)يقول ( ما من عبد صلى صلاة الصبح ثم جلس يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، إلا كان له حجابا من النار أو سترا )
قلت: وهذا حديث سنده منكر فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف من قبل منكر الحديث والحكم ابن عتيبة لم يسمع من الحسن
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (ج2 ص416 ) ( وهو ـ يعني الحسن ـ بصري ضعيف من قبل حفظه، وكان عابدا فغلب عليه الوهم ،وهو في الأصل صدوق ، وفي السند علة أخرى: وهي الإنقطاع فإن الحكم لم يسمع من الحسن )

وأخرجه مسدد في المسند (ج1 ص234 ـ المطالب ) من طريق حفص بن سليمان عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن رجل من بني دارم عن الحسن به
قلت : وهذه الرواية تؤكد الإنقطاع0 وحفص بن سليمان الأسدي متروك الحديث كما في التقريب لابن حجر (ص257)
وأخرجه ابن عدي في الكامل ( ج3 ص1187 ) والبزار في المسند ( ج4 ص174 ) وابن منيع في المسند ( ج1 ص267 ـ المطالب ) وابن شاهين في الترغيب (ص159 ) من طريق سعد بن طريف عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي به
قلت : وهذا سنده واه جدا وله علتان :
الأولى : سعد بن طريف الاسكافي متروك ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا
الثانية : عمير بن مأمون الكوفي ضعيف
وذكر الهيثمي في الزوائد ( ج10 ص106 ) ثم قال رواه البزار وفيه سعد بن طريف الحذاء وهو متروك
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار(ج2ص417): وسنده ضعيف
وأخرجه ابن شاهين في الترغيب ( ص160 ) من طريق سفيان عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي عن أبيه قال : قال رسول الله (ص)( من صلى صلاة الغداة ثم جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجابا من النار أو سترا من النار )
قلت: وهذا سنده منكر كسابقه ، وصار الحديث من مسند علي بن أبي طالب كما هو ظاهر
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج3 ص420 ) من طريق محمد بن سلمة عن عبيدة بن حسان عن العلاء وأبي الجهم عن الحسن بن علي مرفوعا بلفظ : ( من صلى صلاة الغداة ثم ذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين او أربع ركعات لم تمس جلده النار)
قلت : وهذا سنده منكر فيه عبيدة بن حسان العنبري قال عنه أبو حاتم منكر الحديث وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الثقات وقال الدارقطني ضعيف
6) حديث العباس بن عبد المطلب
أخرجه البزار في المسند (ج4 ص127 ) من طريق محمد بن أبي حميد قال سمعت العباس بن سهل يقول كنت كثيرا أجالس ابن عباس فحدثني عن أبيه العباس أن رسول الله(ص)قال: ( لأن أجلس من صلاة الغداة ، الى أن تطلع الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل )
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه محمد بن أبي حميد قال عنه الذهبي ضعفوه
وذكره الهيثمي في الزوائد ( ج10 ص106 ) ثم قال رواه البزار والطبراني وفي إسنادهما محمد بن أبي حميد: وهو ضعيف
7) حديث أبي هريرة
أخرجه البزار في المسند ( ج4 ص18 ـ الزوائد ) من طريق رجل لم يسم عن زيد بن الحباب قال حدثني حميد مولى بني علقمة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا : ( يا أبا بكر ألا أدلك ?على ما هو أسرع إيابا وأفضل مغنما ? من صلى الغداة في جماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس)
قلت: وهذا سنده واه وله علتان :
الأولى: جهالة الرجل الذي لم يسم
الثانية: حميد مولى بني علقمة وهو ضعيف
وذكره الهيثمي في الزوائد (ج10 ص106 ) ثم قال رواه البزار وفيه مولى ابن علقمة وهو ضعيف
8) حديث علي بن أبي طالب
أخرجه البزار في المسند ( ج2 ص210 ) وأحمد في المسند ( ج1 ص144و 147 ) من طريق إسرائيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال سمعت عليا يقول سمعت رسول الله(ص)يقول: ( من صلى الصبح ثم جلس في مصلاه ، صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه)
قلت : وهذا سنده منكر فيه عطاء بن السائب وهو مختلط

وذكره الهيثمي في الزوائد ( ج10 ص107 ) ثم قال رواه البزار وعطاء بن السائب قد اختلط
9) حديث سهل بن سعد الساعدي
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ج6 ص137 ) من طريق المقدام بن داود ثنا خالد بن نزار ثنا حماد بن أبي حميد عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله(ص)قال: ( لأن أشهد الصبح ثم أجلس أذكر الله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله حتى تطلع الشمس )
قلت: وهذا سنده واه وله علتان :
الأولى: المقدام بن داود الرعيني قال عنه النسائي ليس بثقة وقال ابن يونس تكلموا فيه
الثاني: حماد بن أبي حميد وهو محمد بن أبي حميد وهو ضعيف
وذكر الهيثمي في الزوائد ( ج10 ص106 ) ثم قال رواه الطبراني بأسانيد في الكبير والأوسط ، وأسانيده ضعيفة في بعضها محمد بن أبي حميد وفي بعضها المقدام بن داود وغيره وكلهم ضعفاء
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ( ج1 ص530 ) والطبراني في المعجم الكبير ( ج6 ص129 ) من طريق محمد بن أبي حميد حدثني حازم بن تمام عن عباس بن سهل الأنصاري ثم الساعدي عن أبيه به
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف تقدم
وحازم بن تمام لا يعرف
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ( ج6 ص103 ) من طريق مصعب بن المقدام قال حدثني محمد بن إبراهيم المدني عن أبي حازم عن إياس بن سهل الأنصاري عن أبيه به
قلت : وهذا سنده واه وله ثلاث علل :
الأولى : محمد بن ابراهيم المدني وهو محمد بن أبي حميد ضعيف تقدم
الثانية : مصعب بن المقدام الخثعمي له أوهام
الثالثة : إياس بن سهل الأنصاري وهو مجهول
وذكره ابن حبان في الثقات ( ج4 ص36 ) على قاعدته في توثيق المجهولين"

والأخطاء فى متون تلك الأحاديث هى نفس الأخطاء فى حديث الإشراق وهى :
الأول مقارنة العمل غير المالى بالعمل المالى وهو عتق الرقاب
الثانى صلاة الصبح فى الليل حيث يصلى الصبح وينتظر شروق الشمس بعدها
ويضاف لها :
1-تناقض العدد فى الروايات فمرة ثمانية رقاب ومرات أربعة رقاب
2- تفضيل الجلوس لانتظار الشروق على الجهاد مع كون الجهاد أفضل العمل كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

3- اختراع صلاة تسمى صلاة الضحى وهى ليست فى كتاب الله والغرض من تلك الأحاديث تضييع المسلمين أوقاتهم فى انتظار الصلوات بدلا من الذهاب للهمل الوظيفى والإنتاج فلا يحل لمسلم رجل أن يضيع وقته العمل الوظيفى فى عمل شىء لم يأمر الله به
وكانت نتيجة بحث الحميدى هى عدم جواز العمل بحديث الإشراق بقوله:
"وأخيرا أقول : فلا يشرع العمل بها بعد ثبوت ضعفها كما أوضحته في البحث
نعم ثبت في السنة الصحيحة الجلوس بعد صلاة الفجر مع ذكر الله تعالى الى طلوع الشمس دون صلاة الركعتين التي تسمى ( صلاة الإشراق ) وتخصيص الأجر كما تقدم الكلام في ذلك
وإليك الدليل :

عن جويرية أن النبي(ص)خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة فقال: (ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ، قالت نعم قال النبي(ص)لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)
أخرجه مسلم في صحيحه (ج4 ص209 ) والنسائي في السنن الكبرى(ج9 ص71 ) وفي السنن الصغرى ( ج5 ص556 ) وابن ماجة في سننه (ج2 ص188 )وأحمد في المسند ( ج6 ص429 ) وأبو يعلى في المسند(ج12 ص491 ) وفي الأسماء والصفات ( ج2 ص10) وابن حبان في صحيحه ( ج3 ص110 ) من طرق عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب بن أبي مسلم عن ابن عباس عن جويرية به
وعن جابر بن سمرة قال : ( أن رسول الله(ص)كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا
وفي رواية ( كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام
أخرجه مسلم في صحيحه ( ج1 ص464 ) وابو داود في سننه (ج2ص65) والترمذي في سننه ( ج2 ص49 ) والنسائي في السنن الكبرى ( ج9 ص75 ) وفي السنن الصغرى ( ج3 ص80 ) وعبد الرزاق في المصنف (ج2 ص238 ) وأحمد في المسند ( ج5 ص88 ) وفي المستخرج (ج2ص294) وأبو الشيخ في ذكر الأقران (ص90 ) من طرق عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة به"

وألأحاديث التى قال الحميدى أنها صحيحة باطلة للتالى :
- عدم جواز صلاة الصبح فى وقت الليل
- عدم جواز انتظار شروق الشمس فى مكان بالجلوس فيه بدلا من القيام بطاعة من الطاعات المطلوبة كإعداد الطعام أو تنظيم حجرة النوم أو كنس الدار أو السلم أو الشارع أو غير هذا

الأحد، 28 مايو 2023

نظرات فى كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟

نظرات فى كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟
المؤلف عبد الحكيم بن محمد بلال والكتاب يدور حول تفضيل الله بعض الأوقات على بعض فقال:
"تمهيد:
من رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بين الأزمنة، فاصطفى واجتبى منها ما شاء بحكمته، قال (عز وجل): ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..)) وذلك التفضيل من فضله وإحسانه؛ ليكون عونا للمسلم على تجديد النشاط، وزيادة الأجر، والقرب من الله (تعالى)."

والحقيقة أن ما نسميه تفضيل هو تشريع من الله فالتفاضل هو فى وجود تشريعات فى أيام معينة كصوم رمضان والحج
وتحدث بلال عن جهل الناس وغفلتهم عن فضائل الأوقات فقال :
" ونظرة في واقع الكثير تنبئك عن جهل كبير بفضائل الأوقات، ومن أكبر الأدلة على ذلك: الغفلة عن اغتنامها، مما يؤدي إلى الحرمان من الأجر.
والأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل: التباين الكبير بين كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكنا، والأكثر لم يقم الأمر عنده ولم يقعد، ومن مظاهر ذلك مثلا هجر سنة التكبير المطلق وهي من شعائر تلك الأيام.:
وقوع فريضة الصوم فيه، وهي (فريضة العام) على كل مسلم، مع ما يكون فيها من تربية للمسلم، وزيادة لإيمانه، بخلاف الحج فهو فريضة العمر. "

وتحدث عن فضائل العشر الأوائل من ذى الحجة فقال:
"فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور :
الأول: قال (تعالى): ((والفجر وليال عشر)) قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء في تعيينها."
والملاحظ هنا أن الرجل يقول بصحة كون الليال العشر هى الأيام العشر الأول من ذى الحجة ومع هذا يقول بعدم وجود نص لاعن الرسول(ص) فى المسألة
ثم قال:
"الثاني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)والمراد في الحديثين: (أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه)"

والحاديث باطلة فالعمل أجره واحد فى كتاب الله فى أى يوم وفى اى مكان وهو عشر حسنات للعمل غير المادى وسبعمائة حسنة أو الضعف ألف واربعمائة للعمل المادى المالى والجهاد وحده هو اعظم من اى عمل
والملاحظ أن الحديث الأول يناقض بعضه حيث استثنى الجهاد فى أى يوم من السنة فهو واحد ألأجر
ثم قال :
"الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير.
الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها"

وتحدث عن أنواع العمل فى العشرة أيام حيث قال :
"أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
"وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضا فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين.
وأنواع العمل فيها ما يلي:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله (تعالى)، مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود. وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات. وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا، والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان؛ قال (تعالى): ((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)) وقد ذكر ابن القيم (رحمه الله تعالى): أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
استغراق جميع الذنوب، و إجماع العزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون من التوبة"

والحق أن التوبة النصوح مطلوبة فى كل وقت وليست التوبة خاصة بالعشر الأول من ذى الحجة كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"
فلم يحدد الله وقتا للتوبة
ثم قال:
"الثاني: أداء الحج والعمرة:
وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلا لكرامة الله (تعالى) في الآخرة.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود: أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومراعاة سننها وآدابها. وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ روى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)

قال الحافظ: (وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل) والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال (عز وجل): ((والذين هم على صلاتهم يحافظون)) ، وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام، لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر."
وحديث الفرائض والنوافل باطل لأن والخطأ الأول هو أن الله سمع وبصر ويد ورجل وليه ودعونا نتساءل كيف يكون الله أعضاء وليه ؟إن هذه الخرافة أى كون الله أعضاء وليه هى الحلول والإتحاد بين الإله والمخلوق ومن المعلوم أن الله كان ولا مكان فكيف يكون فى مكان هو جسد الإنسان ؟أليس هذا تناقضا ؟ثم كيف يكون المحب أعضاء وليه وهو يصيبه فيها بالأمراض ؟ألم يعمى الله يعقوبا (ص)ويصيب أيوبا (ص)بالعلل فى الأعضاء؟لو كان الله هو تلك الأعضاء وهو محال ما أصابها المرض أبدا والخطأ الثانى أن الله يتردد فى أمر إماتة المؤمن ويتعارض هذا مع أن أمر الله فورى ليس فيه تردد مصداق لقوله تعالى بسورة مريم "سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "ولو كان الله يتردد لشابه مخلوقاته فى ترددها وهو ما يناقض قوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "
ثم قال :
"الرابع: الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله (تعالى) في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
والحق أن كثرة العمل مطلوبة يوميا وليس فى عشرة أيام فلم يقل أطيعونى أكثر فى أية وغنما الطاعة المستمرة مطلوبة فى كل حين ثم قال:
"الخامس: الذكر:

وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهدي ولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
والذكر المراد هو ذكر وحى الله وهو القرآن وليس ترديد جمل لأن المطلوب من الحاج قراءة القرآن فى يومين أو ثلاثة على الأكثر فى الحج وفى هذا قال تعالى :
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ثم قال:
"السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلانا بتعظيم الله (تعالى).
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وأصح ما ورد فيه: قول سلمان: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا). وهناك صيغ وصفات أخرى واردة عن الصحابة والتابعين والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة، قال : (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والتكبير الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه مجموعة: من البدع التي ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- اجتنابها والبعد عنها، أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم، فإن قيل: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة، فإنه يجاب عليه: بأن الجهر بالتكبير إحياء للسنة، دون أن يكون جماعيا، ومن أراد فعل السنة، فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس مبادرة إليها، ليقتدي به غيره."

والتكبير ليس المراد به قول الله أكبر وإنما التكبير هو طاعة أحكام الله على الهدى فاللفظ غير مفيد لمن يقوله وهو يعصى الله
ثم قال:
"السابع: الصيام:
عن حفصة (رضي الله عنها) قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي -صلى الله عليه وسلم-: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة). والمقصود: صيام التسع أو بعضها؛ لأن العيد لا يصام، وأما ما اشتهر عند العوام ولا سيما النساء من صيام ثلاث الحجة، يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع، فهذا التخصيص لا أصل له."
والله لم يشرع صوم شىء خارج رمضان سوى الصوم العقابى ومن صام يوما دون أمر إلهى فقد عصى الله لأن الله جعل أجر الفطر أعظم من أجر الصوم فمن افطر فأكل عدة مرات مثلا مرتين فله عشرين حسنة بينما الصائم له عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

ثم قال :
"الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعضهم كابن تيمية بوجوبها وقد أمر الله بها نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((فصل لربك وانحر)) فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحافظ عليها، قال ابن عمر: أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة عشر سنين يضحي"
لا وجود للأضحية على موسر أو غيره فالأضحية وهى الهدى واجبة على الحاج فإن لم يكن معه مال صام بدلا منها عشرة أيام كما قال تعالى :
بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"التاسع: صلاة العيد:
وهي متأكدة جدا، والقول بوجوبها قوي فينبغي حضورها، وسماع الخطبة، وتدبر الحكمة من شرعية هذا العيد، وأنه يوم شكر وعمل صالح.
يوم عرفة:

وقد زاد هذا اليوم فضلا ومزية على غيره، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه، ومن تلك الأوجه ما يلي:
أولا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة، إنا والله بعرفة، قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم (ص)، ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد. وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها، كما قال الله لنبيه: ((ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك))
ثانيا: أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
ثالثا: أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية)"

والخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون هذا جنونا ؟لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول
والملاحظ هو تناقض الأحاديث ففى ثالثا مطلوب الأكل فى يوم عرفه وفى رابعا مطلوب صيامه وهو حديثه:
"رابعا: أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) قال ابن عبد البر: (وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم)
والخطأ نزول الله للأرض يوم عرفة بالهبوط أو الدنو وهو ما يناقض أن الله ليس له مكان لأنه خلق المكان بعد أن كان ولا مكان وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء "ومن ثم فهو لا يشبه خلقه فى النزول والتجسد والمصافحة والمعانقة لبعضهم ويناقض قولهم "إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا "و"وينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة "مسلم والبخارى والترمذى وابن ماجة وأبو داود ففى هذه الأقوال ينزل للسماء الدنيا وفى الأقوال الثلاثة ينزل للأرض وهو تناقض .
والخطأ مباهاة الله للملائكة وهو وصف له بوصف المخلوقات التى لا يشبهها وكأنها يعانى نقصا أو فى حاجة إلى شىء منهم
وتحدث عن الأعمال المشروعة فى اليوم فقال:
"الأعمال المشروعة فيه:
أولا: صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده...) وصومه إنما شرع لغير الحاج، أما الحاج فلا يجوز له ذلك. ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه: غفر له) ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم، وحج الحاج، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية."
وسبق تناول بطلان الحديث ثم قال:
"ثانيا: الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) قال ابن عبد البر: (وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر: لا إله إلا الله) قال الخطابي: (معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله (عز وجل)، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله (سبحانه وتعالى)، ويقدمه أمام مسألته، فسمي الثناء دعاء...)
ثالثا: التكبير:
سبق في بيان وظائف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله (تعالى). وكلام العلماء فيه يدل على أن التكبير نوعان:
الأول: التكبير المطلق: وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، ويستمر إلى آخر أيام التشريق.

الثاني: التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة، أيا كانت، وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق
وخلاصة القول: أن التكبير يوم عرفة والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو المطلق، ويشرع عقب كل صلاة وهو المقيد."

والحقيقة أن المطلوب من الحجاج هو ذكر اسم الله أى قراءة وحيه وهو القرآن ليس قول الله أكبر أو جما مما يشيعه الناس لأن المطلوب قراءة القرآن فى يومين أو ثلاثة كما قال تعالى :
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
وتحدث عن يوم النحر فقال :
"يوم النحر:
لهذا اليوم فضائل عديدة: فهو يوم الحج الأكبر وهو أفضل أيام العام؛ لحديث: (إن أعظم الأيام عند الله (تبارك وتعالى): يوم النحر، ثم يوم القر) وهو بذلك أفضل من عيد الفطر، ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، وهما أفضل من الصلاة والصدقة"
العجيب هو أن الله يوم النحر أصبح أعظم الأيام مع أن الأيام العشر فى الأحاديث الأولى فى الكتاب كلها سواء
وتحدث عن الأعياد فقال:
"وقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة واللهو المباح. وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير، ونحر الهدي، والأضاحي، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسما مباركا للتقرب إلى الله (تعالى)، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله."
وتحدث عن أيام التشريق فقال :
"أيام التشريق:
وهي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي التي عناها الله (تعالى) بقوله: ((واذكروا الله في أيام معدودات)) كما جاء عن ابن عباس وذكر القرطبي أنه لا خلاف في كونها أيام التشريق وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام منى: عيدنا أهل الإسلام). وقد نهي عن صيامها، وهي واقعة بعد العشر الفاضلة، فتشرف بالمجاورة أيضا، وتشترك معها بوقوع بعض أعمال الحج فيها، ويدخل فيها يوم النحر، فيعظم شرفها وفضلها بذلك كله كما أن ثانيها وهو يوم القر، وهو الحادي عشر أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي على الراجح من أقوال أهل العلم؛ تعظيما لله (تعالى)، وهذا مما يزيدها فضلا، وهذه الأيام من أيام العبادة والذكر والفرح، قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- : (أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله)، فهي أيام إظهار الفرح والسرور بنعم الله العظيمة، وفي الحديث إشارة إلى الاستعانة بالأكل والشرب على ذكر الله، وهذا من شكر النعم. وذكر الله المأمور به في الحديث أنواع متعددة منها:
1- التكبير فيها: عقب الصلوات، وفي كل وقت، مطلقا ومقيدا، كما هو ظاهر الآية، وبه يتحقق كونها أيام ذكر لله
2- ذكر الله (تعالى) بالتسمية والتكبير عند نحر الهدي والأضاحي.
3- ذكره عند الأكل والشرب، وكذا أذكار الأحوال الأخرى.
4- التكبير عند رمي الجمار.
5- ذكر الله (تعالى) المطلق
هذه ذكرى، أسأل الله أن ينفع بها، وأعوذ بالله من أن يكون أهل البدع أجلد في بدعهم، وأنشط في باطلهم، من أهل الحق في فعل الخير والاستقامة على السنة."

والحقيقة أن المؤلف بدلا من أن يعتمد فى كتابه على آيات القرآن اعتمد على أحاديث لم يقلها النبى (ص) وهو ما أدى بنا إلى وجود دين مخالف لكتاب الله فى الحج

 

السبت، 27 مايو 2023

قراءة فى كتاب المختصر الملم في حكم نجاسة الدم

قراءة فى كتاب المختصر الملم في حكم نجاسة الدم
الكتاب يدور حول موضوع طهارة أو نجاسة دم الإنسان والحيوان وكما هو الظاهر من العنوان فإن المؤلف حكم بنجاسة الدم وقد استهل البحث بالتفرقة بين دم الإنسان ودم الحيوان فقال :
"هذا بحث مختصر عن حكم الدم هل هو طاهر أم نجس , ولكن قبل البدء باستعراض حكم الدم مع الأدلة يجب علينا أولا أن نعرف أن الدم ينقسم إلى عدة أقسام وكل قسم من هذه الأقسام له حكم خاص به ومن هذه الأقسام ما اتفق العلماء على حكمه ومنها ما اختلف على حكمه ..... وألان نبدأ ونقول :-
ينقسم الدم إلى قسمين وهما :-
القسم الأول )- دم الإنسان .
القسم الثاني )- دم الحيوان ."
وقسم أنواع دم الإنسان إلى التالى :
"وينقسم القسم الأول (( دم الإنسان )) إلى :-
1)- دم الحيض والنفاس .
2)- دم الإنسان (( غير دم الحيض )) ."
وقسم دم الحيوان إلى التالى:
"وينقسم القسم الثاني (( دم الحيوان )) إلى :-
1)- دم الحيوان الذي يؤكل لحمه .
2)- دم الحيوان الذي لا يؤكل لحمه .
3)- دم ما لا دم له سائل .
4)- دم الميتة ."
والغريب هو قوله دم من لا دم له فإما وجود دم أو لا يوجد
وتحدث أنه سيبين حكم كل نوع مما سبق فقال:
"وكل نوع من هذه الأنواع السابقة له حكم سوف نبينه ونبين الدليل على ذلك الحكم ونبدأ مستعينين بالله فنقول :-
القسم الأول : دم الإنسان:
1)- دم الحيض والنفاس والاستحاضة:
دم الحيض نجس باتفاق العلماء , والأدلة على نجاسته كثيرة نذكر منها :-
عن أسماء قالت جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحدانا يصيب ثوبها من دم الحيضة كيف تصنع به قال تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه متفق عليه.

وعن عائشة أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال خذي فرصة من مسك فتطهري بها قالت كيف أتطهر قال تطهري بها قالت كيف قال سبحان الله تطهري فاجتبذتها إلي فقلت تتبعي بها أثر الدم(البخاري.
وحكم دم النفاس ودم الاستحاضة كحكم دم الحيض ."

والأحاديث التى استشهد بها الباحث ليس فيها لفظ النجاسة وحتى الله لم يطلق على الحيض فى القرآن نجاسة وإنما سماه اذى فقال :
" يسألونك عن المحيض قل هو أذى"
ومن ثم يسمى بما سماه الله وهو الأذى
وبين حكم الدم غير الدم السابق فقال :
"2)- دم الإنسان (غير دم الحيض):
وهو مختلف فيه بين المتقدمون من العلماء والمتأخرون فقد ذهب الأئمة الأربعة إلى نجاسته ودليلهم على ذلك قول الله تعالى:
" قل لا أجد في مآ أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم".
بينما ذهب المتأخرون منهم على طهوريته منهم الشوكاني والألباني وابن العثيمين ودليلهم على ذلك مايلي :-
1ـ أن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يقوم دليل النجاسة، ولا نعلم أنه صلى الله عليه وسلم أمر بغسل الدم إلا دم الحيض، مع كثرة ما يصيب الإنسان من جروح، ورعاف، وحجامة، وغير ذلك، فلو كان نجسا لبينه صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الحاجة تدعو إلى ذلك.

2 ـ أن الحكم على نجاسة الدم مخالف للسنة كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود عن جابر رضي الله عنه قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني في غزوة ذات الرقاع - فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين ، فحلف – يعني المشرك - أن لا انتهي حتى أهريق دما في أصحاب محمد ، فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا . فقال : من رجل يكلؤنا ؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار ، فقال : كونا بفم الشعب . قال : فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجري ، وقام الأنصاري يصلي ، وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم ، فرماه بسهم ، فوضعه فيه ، فنزعه ، حتى رماه بثلاثة أسهم ، ثم ركع وسجد ، ثم انتبه صاحبه ، فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ، ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال : سبحان الله ألا انبهتني أول ما رمى ؟ قال : كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها"صحيح أبي داود
وهو في حكم المرفوع لأنه يستبعد عادة أن لا يطلع النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فلو كان الدم الكثير ناقضا لبينه صلى الله عليه وسلم ، لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم من علم الأصول . وعلى فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم خفي ذلك عليه ، فما هو يخفى على الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، فلو كان ناقضا أو نجسا لأوحى بذلك إلى نبيه صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر لا يخفى على أحد
3- أن المسلمين مازالوا يصلون في جراحاتهم في القتال، وقد يسيل منهم الدم الكثير، الذي ليس محلا للعفو، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم الأمر بغسله، ولم يرد أنهم كانوا يتحرزون عنه تحرزا شديدا؛ بحيث يحاولون التخلي عن ثيابهم التي أصابها الدم متى وجدوا غيرها.

4 ـ أن أجزاء الآدمي طاهرة، فلو قطعت يده لكانت طاهرة مع أنها تحمل دما؛ وربما يكون كثيرا، فإذا كان الجزء من الآدمي الذي يعتبر ركنا في بنية البدن طاهرا، فالدم الذي ينفصل منه ويخلفه غيره من باب أولى.
5 ـ أن الآدمي ميتته طاهرة، والسمك ميتته طاهرة، وعلل ذلك بأن دم السمك طاهر؛ لأن ميتته طاهرة، فكذا يقال: إن دم الآدمي طاهر، لأن ميتته طاهرة.
ومن هذه الأدلة السابقة يتضح وضوحا ظاهرا طهورة دم الإنسان والله تعالى أعلى واعلم .
ويستثنى من ذلك ما خرج من أحد السبيلين (القبل أو الدبر) لملاقاة النجاسة فهو نجس."

وحديث الباحث هنا عن طهورية الآدمى يناقض نجاسة بنات آدم فى الحيض والنفاس فإما أن يكونوا فى المسألتين نجساء وإما أن يكونوا طاهرين
كلمة النجاسة فى كتاب الله لا تطلق على البول والراز والدم وإنما تطلق على الكفار كما قال تعالى :
" إنما المشركون نجس "
وإنما ما يسمونه نجاسات كالبول والبراز والدم الفاسد وأمثالهم هو أذى وبكلمة أخرى خبث الجسم وهو الفضلات التى لم يقم الجسم بتحويلها داخله لشىء مفيد
وتحدث عن أحكام دم الحيوان فقال :
"القسم الثاني : دم الحيوان:
1)- دم الحيوان الذي يؤكل لحمه:
ذهب بعض العلماء إلى نجاسته والكلام فيه كالكلام في دم الآدمي من حيث عدم وجود دليل صحيح على نجاسته والأصل في الأشياء الطهارة كما بينا سابقا ومما يؤكد طهارته أيضا
عن عبد الله بن مسعود قال "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كان لي منعة قال فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره .....الحديث"البخاري ومسلم.
فلو كان دم الجزور نجسا لخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من صلاته "

والحديث باطل فلا يمكن لأحد أن يفعل ذنب فى الكعبة كالسخرية من النبى(ص) بوضع القذارة عليه وهو يصلى لأن الحساب فى الكعبة على القرار وهو الإرادة ولا يقدر أحد على الفعل وهو العمل ومن يقرر يعاقب قبل أن يفعل كمات قال تعالى :
"ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
ولقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه "أنه نحر جزورا ، فتلطخ بدمها وفرثها ثم أقيمت الصلاة فصلى ولم يتوضأ( أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (1 / 125) ، وابن أبي شيبة (1 / 392) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (9 / 28 4) بسند صحيح عنه ، ورواه البغوي في " الجعديات " (2 / 887 / 2503)."
وما سبق من حديث عن كون دم الحيوان طاهر فهو حديث صحيح ولكن ما ينقض الوضوء من الإنسان ينقضه من الحيوان فبول وبراز الحيوان ينقضان الوضوء
واستثنى الرجل الدم المسفوح من الطهارة فقال :
"ويستثنى من ذلك الدم المسفوح :- والدم المسفوح هو الذي يخرج عندما تذبح الذبيحة؛ فيهراق ويسيل بكثرة ويتدفق ، فهذا الدم يعتبر نجسا قال سبحانه وتعالى :
"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب"
الدم هنا المقصود به: المسفوح؛ لأنه قيد في آية أخرى في الأنعام قال سبحانه وتعالى :

"قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به"
والدم المحرم هنا هو الذي يخرج عندما تذبح الذبيحة؛ فيهراق ويسيل بكثرة ويتدفق، هذا هو الدم الحرام، أما الدم الذي يأتي مع الذبيحة إذا طبختها، ويطفو على القدر؛ فلا بأس به فهو حلال، ولهذا كان المسلمون يضعون اللحم في المرق وخطوط الدم في القدور بين، ويأكلون ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبرت بذلك عائشة، ولولا هذا لاستخرجوا الدم من العروق كما يفعل اليهود وهذا ليس مسفوحا، كذلك الدم الذي يخرج من الذبيحة بعد ذبحها وبعد أن يخرج منها الدم فينزل عليك منها قطرات فهذا ليس مسفوحا، لكن لا بأس أن يتطهر منه للتأذي ولكراهته فقط."
ودم الحيوان المسفوح ليس نجسا لأن الله لم يسمه بهذا الاسم وهو فسق أى خروج على دين الله لأن الغرض من جمعه هو أكله وأكله محرم لكونه أذى لآكله وليس كما يعتقد الآكلون أنه يعطى قوة أو ما شابه
وتحدث عن دم الحيوان الذى لا يؤكل لحمه فقال :
"2)- دم الحيوان الذي لا يؤكل لحمه
كل حيوان محرم الأكل؛ فهو نجس إلا الهرة وما دونها ؛ لحديث أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ أنه قدم إليه ماء ليتوضأ به، فإذا بهرة فأصغى لها الإناء حتى شربت، ثم قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الهرة "إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات"
وظاهر الحديث أن طهارتها لمشقة التحرز منها؛ لكونها من الطوافين علينا؛ فيكثر ترددها علينا، فلو كانت نجسة؛ لشق ذلك على الناس.
وعلى هذا يكون مناط الحكم التطواف الذي تحصل به المشقة بالتحرز منها، فكل ما شق التحرز منه فهو طاهر. وهذا ينطبق على جميع النجاسات , فكل نجاسة يشق التحرز منها فهي طاهرة والله تعالى يقول "وما جعل عليكم في الدين من حرج"

والحكم بنجاسة الحيوانات التى لا تؤكل ليس عليه أى دليل من كتاب الله وإنما الحكم أنها طاهرة لكونها مسلمة برضاها أو بإكراهها كما قال تعالى " وله أسلم من فى السموات ومن فى الأرض"
ولا ينجس سوى الكفار كما قال تعالى :
"إنما المشركون نجس"
وتحدث عن خرافة دم من لا دم له فقال:
"3)- دم ما لا دم له سائل:
كل ما ليس له دم سائل فهو طاهر في الحياة، وبعد الموت والدليل قوله صلى الله عليه وسلم "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء"البخاري."
والحديث ليس فيه دليل لا على الطهارة ولا على النجاسة لأن الذباب فى النهاية يرمى بعد موته وهو ميتة وقد سبق للباحث الحكم على الميتة بالنجاسة ومن ثم الكلام يكون متناقضا
وتحدث عن دم الميتة فقال :
"4نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة- دم الميتة:
الميتة هي كل ما مات من غير تذكيه (آي من غير ذبح شرعي ) وهى نجسة بالإجماع والدليل قوله سبحانه وتعالى " قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم "أيما إهاب دبغ فقد طهر"صححه الألباني .
ويستثنى من ذلك ميتة السمك والجراد فإنهما طاهرتان صلى الله عليه وسلم "أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وأما الدمان فالكبد والطحال" صححه الألباني
ويلاحق بالميتة ما قطع من الحيوان وهو حي فيكون له حكم الميتة لقوله النبي صلى الله عليه وسلم "ما قطع من البهيمة وهي حية فهي ميتة"صححه الألباني."

ولا يوجد دليل على أن الميتة نجسة فحتى حديث الإهاب يتحدث عن جلدها وليس عنها ككل وحتى إباحة الميتتان دليل على عدم نجاسة الموتى
المسألة لا علاقة لها بالطهارة الجسدية وإنما علاقتها كلها بالأذى فالميتة من الأنعام تؤذى من يأكلها جسديا
وحديث إحلال الحيتان فقط باطل أن الله اباح كل ميتات البحر وليس نوع واحد فقط فقال :
" وتأكلوا منه لحما طريا"

والكبد والطحال ليسوا دماء لأن كل الأعضاء الداخلية تحتوى على دماء بسبب وجود الشرايين والأوردة فيها جميعا
العجيب هو أن لم يحل مصدر الدماء وهو القلب العضلى وهو ما يستحق نوعا ما اطلاق لفظ الدم عليه

الجمعة، 26 مايو 2023

نظرات فى كتاب آفة الترف

نظرات فى كتاب آفة الترف
المؤلف سعيد بن عبد العظيم وهو يدور حول أن الترف هو سبب هلاك الأمم وهو قوله:
"فالترف مادة هلاك للأفراد والدول والجماعات وهو عبارة عن نعمة تورث طغيانًا وكفرًا ويصاحبها البطر والظلم والنعمة تنقلب إلى نقمة في حق البعض بسبب عدم تأدية شكرها قال تعالى:
(سّنّسًتّدًرٌجٍهٍم مٌنً حّيًثٍ لا يّعًلّمٍونّ وّأٍمًلٌي لّهٍمً إن كّيًدٌي مّتٌينِ )
قال العلماء يسبغ عليهم نعمه ويمنعهم شكرها وقالوا كلما أحدثوا ذنبًا أحدث لهم نعمة فيزدادون بها أشرًا وبطرًا وغرورًا وكبرًا حتّى ينسون ربهم ودينهم وأنفسهم (وّضّرّبّ لّنّا مّثّلاْ وّنّسٌيّ خّلًقّهٍ قّالّ مّن يٍحًيٌي الًعٌظّامّ وّهٌيّ رّمٌيم قٍلً يٍحًيٌيهّا الذٌي أّنشّأّهّا أّولّ مّرةُ وّهٍوّ بٌكٍلٌ خّلًقُ عّلٌيم)
والمال والسلطان والجاه والصحة والقوة من نعم الله على الخلق والعباد وبدلاً من أن نزداد بها طاعة وعبودية لخالق الأرض والسموات تستخدم أحيانًا في مبارزة او بالحرب
(كّلا إن الإنسّانّ لّيّطًغّى أّن رآهٍ اسًتّغًنّى إن إلّى رّبٌكّ الرجًعّى )."
وتحدث عن أن الترف مذموم دوما فقال :
"ولم يُذكر الترف إلا في موضع الذم ومن تتبع السُّنن والسّير ونظر في النصوص الشرعية التي تناولت ما فعله المترفون وما فُعل بهم علِم ضرر هذه الآفة قال تعالى:
(وّقّالّ الًمّلأٍ مٌن قّوًمٌهٌ الذٌينّ كّفّرٍوا وّكّذبوا بٌلٌقّاءٌ الآخٌرّةٌ وّأّتًرّفًنّاهٍمً فٌي الًحّيّاةٌ الدنًيّا مّا هّذّا إلا بّشّرِ مٌثًلٍكٍمً يّأًكٍلٍ مٌما تّأًكٍلٍونّ مٌنًهٍ وّيّشًرّب مٌما تّشًرّبونّ )
والملأ هم الأشراف والقادة والرؤساء الذين أنكروا البعث والحساب وسّع عليهم سبحانه نِعم الدنيا حتّى بطِروا وصاروا يؤتون بالتُرْفة وكان منهم الإعراض عن دعوة الأنبياء والمرسلين وفي نفس السورة يقول جلّ وعلا(حّتى إذّا أّخّذًنّا مٍتًرّفٌيهٌم بٌالًعّذّابٌ إذّا هٍمً يّجًأّرٍونّ لا تّجًأّرٍوا الًيّوًمّ إنكٍم مٌنا لا تٍنصّرٍونّ )
يعني حتّى إذا جاء مترفيهم وهم المنعمون في الدنيا عذاب او وبأسه ونقمته بهم (إذّا هٍمً يّجًأّرٍونّ)"
والحق أن الترف باعتباره خير أى نعم من الله ليس مذموما وإنما المذموم هو المترفين حيث أنهم يستخدمون النعم وهى الترف فى غير ما أمر الله به أن يصنع فبدلا من توزيع المال على الناس بالسواء يستأثر به فريق منهم وهو ما اعتبره الله بحجو بنعمته فقال :
"والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون"
وتحدث عن هلام الأقوام المترفة فقال :
"يصرخون ويستغيثون كما قال تعالى:
(وّذّرًنٌي وّالًمٍكّذٌبٌينّ أٍوًلٌي النعًمّةٌ ومهٌلًهٍمً قّلٌيلاْ إن لّدّيًنّا أّنكّالاْ وّجّحٌيمْا ) [المزمل ]
وقال(كّمً أّهًلّكًنّا مٌن قّبًلٌهٌم مٌن قّرًنُ فّنّادّوًا وّلاتّ حٌينّ مّنّاصُ ) [ص].
وقوله(لا تّجًأّرٍوا الًيّوًمّ إنكٍم مٌنا لا تٍنصّرٍونّ) أي لا يجيركم أحد مما حلّ بكم سواء جأرتم أو سكتم لا محيد ولا مناص ولا وزر لزم الأمر ووجب العذاب ثم ذكر أكبر ذنوبهم فقال:
(قّدً كّانّتً آيّاتٌي تٍتًلّى عّلّيًكٍمً فّكٍنتٍمً عّلّى أّعًقّابٌكٍمً تّنكٌصٍونّ ) [المؤمنون]
أي إذا دُعيتم أبيتم وإن طُلبتم امتنعتم
(ذّلٌكٍم بٌأّنهٍ إذّا دٍعٌيّ اللهٍ وّحًدّهٍ كّفّرًتٍمً وّإن يٍشًرّكً بٌهٌ تٍؤًمٌنٍوا فّالًحٍكًمٍ لٌلهٌ الًعّلٌيٌ الًكّبٌيرٌ )
(حّتى إذّا أّخّذًنّا مٍتًرّفٌيهٌم بٌالًعّذّابٌ) يعني بالسيف يوم بدر قاله ابن عباس وقال الضحاك يعني بالجوع حين قال النّبيُّ«اللهم اشدد وطأتك على مُضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فابتلاهم او بالقحط والجوع حتّى أكلوا العظام والميتة والكلاب والجيف وهلك الأموال والأولاد وقد قُتل يوم بدر بعض صناديد قُريش كأبي جهل وعُتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وقد كان لقريش مكانة كبيرة وسط العرب وقد ناصبت النّبيّ العداء وكان لسادتها وأشرافها الحظ الأكبر من الصد عن سبيل الله وبلغ بهم الأمر أن قالوا نحن أهل الحرم فلا نخاف واعتقدوا أنّ لهم أعظم الحقوق على الناس والمنازل فاستكبروا وليس الاستكبار من الحق كما أحدث لهم سماع الآيات كبرًا وطغيانًا."
والرجل ذكر تفسير متناقضين لعذاب مترفى قريش فمرة قال أنه بالسيف فى بدر ومرة بدعاء النبى(ص) عليهم بعقوبات متعددة والعجيب أن ألاية لا تتحدث عن العذاب الدنيوى وإنما الأخروى كما قال تعالى :
"بل قلوبهم فى غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب فإذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت آياتى تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون"
وأكمل آيات الهلاك فقال :
"وقال تعالى:
(وّكّمً قّصّمًنّا مٌن قّرًيّةُ كّانّتً ظّالٌمّةْ وّأّنشّأًنّا بّعًدّهّا قّوًمْا آخّرٌينّ فّلّما أّحّسوا بّأًسّنّا إذّا هٍم مٌنًهّا يّرًكٍضٍونّ لا تّرًكٍضٍوا وّارًجٌعٍوا إلّى مّا أٍتًرٌفًتٍمً فٌيهٌ وّمّسّاكٌنٌكٍمً لّعّلكٍمً تٍسًأّلٍونّ قّالٍوا يّا وّيًلّنّا إنا كٍنا ظّالٌمٌينّ فّمّا زّالّت تٌلًكّ دّعًوّاهٍمً حّتى جّعّلًنّاهٍمً حّصٌيدْا خّامٌدٌينّ )
والمقصود مدائن كانت باليمن قتلوا أنبيائهم فسُلط عليهم بختنصر فقتل وسبى وهذا توبيخ وتقريع لهم
(لا تّرًكٍضٍوا) أي لا تفروا (وّارًجٌعٍوا إلّى مّا أٍتًرٌفًتٍمً فٌيهٌ وّمّسّاكٌنٌكٍمً) أي إلى نعمكم التي كانت سبب بطركم وإنما أترفهم او عز وجل كما قال(وّأّتًرّفًنّاهٍمً فٌي الًحّيّاةٌ الدنًيّا)
(لّعّلكٍمً تٍسًأّلٍونّ) عما نزل بكم من العقوبة فتُخبرون به أو أن تُؤمنوا كما كنتم تسألون ذلك قبل نزول البأس بكم قيل لهم ذلك استهزاءً وتوبيخًا."
والرجل يزعم أن الآيات تتحدث عن اقوام فى سبأ قتلوا رسلهم وهو كلام يتعارض مع أن الله لم يذكر أحد قتل رسله(ص) سوى ينو إسرائبل كما قال سبحانه:
"لقد أتينا موسى الكتاب ولقد قفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"
ولا ذكر لليمن ولا لقتب الرسل(ص) فى الآيات التى استشهد بها
وتحدث عن جرائم المترفين فقال :
"وقد بيّنت النصوص إجرام المترفين قال تعالى(وّاتبّعّ الذٌينّ ظّلّمٍوا مّا أٍتًرٌفٍوا فٌيهٌ وّكّانٍوا مٍجًرٌمٌينّ ) [هود] كما أوضحت كفرهم قال تعالى:
(وّمّا أّرًسّلًنّا فٌي قّرًيّةُ مٌن نذٌيرُ إلا قّالّ مٍتًرّفٍوهّا إنا بٌمّا أٍرًسٌلًتٍم بٌهٌ كّافٌرٍونّ )
وهم مقلدة لا عقل لهم ولا دين عندهم أواخرهم كأوائلهم (إلا قّالّ مٍتًرّفٍوهّا إنا وّجّدًنّا آبّاءّنّا عّلّى أٍمةُ وّإنا عّلّى آثّارٌهٌم مقًتّدٍونّ )
وقد بيّن سبحانه حالهم في الدنيا فقال(وّإذّا أّرّدًنّا أّن نهًلٌكّ قّرًيّةْ أّمّرًنّا مٍتًرّفٌيهّا فّفّسّقٍوا فٌيهّا فّحّق عّلّيًهّا الًقّوًلٍ فّدّمرًنّاهّا تّدًمٌيرْا )
لم يُهلك ربنا القرى قبل ابتعاث الرسل وهذا وعدٌ منه سبحانه ولا خلف في وعده فإذا أراد إهلاك قرية أمر مترفيها بالفسق والظلم فيها فحقّ عليها القول بالتدمير وقُرأت
(أّمّرًنّا) بالتخفيف وبالتشديد أي أمرناهم بالطاعة إعذارًا وإنذارًا وتخويفًا ووعيدًا وبالتشديد (أّمّرًنّا)
أي جعلناهم أمراء والمعنى بعثنا مستكبريها ففسقوا فيها."

وفي الصحيح من حديث زينب بنت جحش زوج النّبيّ قالت خرج رسول او يومًا فزعًا محمرًا وجهه يقول«لا إله إلاّ الله ويلٌ للعرب من شر قد اقترب فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه» وحلّق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت فقلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال«نعم إذا كثر الخبث»."
والحديث باطل والخطأ هو انفتاح شق فى سد يأجوج ومأجوج فى عهد النبى (ص)ويخالف هذا أن الشقوق لا تنفتح فى السد إلا قبل يوم القيامة مباشرة والقوم لا يقدرون على نقبه أى نقب وفى هذا قال تعالى "قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء "وقال"فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا "
وتحدث عن أن ذنوب وهى جرائم أى معاصى المترفين التى لا يتوبون منها ولا يتراجعون عنها هى سبب الهلاك فقال :
"فالمعاصي إذا ظهرت ولم تُغير كانت سببًا لهلاك الجميع وإذا كان هذا هو حال المترفين في الدنيا فحالهم في الآخرة معلوم قال تعالى:
(وّأّصًحّاب الشٌمّالٌ مّا أّصًحّاب الشٌمّالٌ فٌي سّمٍومُ وّحّمٌيمُ وّظٌلُ مٌن يّحًمٍومُ
لا بّارٌدُ وّلا كّرٌيمُ إنهٍمً كّانٍوا قّبًلّ ذّلٌكّ مٍتًرّفٌينّ )
لقد كان قوم نوح وعاد وثمود من جملة المترفين كما قاد الترف فرعون إلى هلاكه وحتفه فقد أطغاه ملكه حتّى قال(أّلّيًسّ لٌي مٍلًكٍ مٌصًرّ وّهّذٌهٌ الأّنًهّارٍ تّجًرٌي مٌن تّحًتٌي) فأجراها سبحانه من فوق رأسه جزاءً وفاقًا وما ربك بظلام للعبيد وأورث المال قارون بغيًا وظُلمًا وعدوانًا. (إن قّارٍونّ كّانّ مٌن قّوًمٌ مٍوسّى فّبّغّى عّلّيًهٌمً) "
وتحدث عن أن المأمور به الناس هو شكر الله وليس التكبر على دينه لأن صاحب الكبرياء هو الله فقال :
وبدلاً من أن يشكر المُنعم سبحانه قال(إنمّا أٍوتٌيتٍهٍ عّلّى عٌلًمُ عٌندٌي) (فّخّسّفًنّا بٌهٌ وّبٌدّارٌهٌ الأّرًضّ) وكان هذا هو جزاؤه فالكبرياء والعظمة لا تليق إلا به جلّ وعلا.
"أما العبد الذي خرج من مجرى البول مرتين فلا يليق به إلا التواضع وبينما عبد يسير متبخترًا إذْ خسف او به الأرض فهو يتململ فيها إلى يوم القيامة وفي الحديث«الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما قصمته ولا أُبالي»."
وتحدث عن الوحيد مسميا إياه بالوليد فقال :
"وقد ضُرب المثل في كتابه بالوليد بن المغيرة وهو الموصوف بالوحيد
(ذّرًنٌي وّمّنً خّلّقًتٍ وّحٌيدْا وّجّعّلًتٍ لّهٍ مّالاْ ممًدودْا وّبّنٌينّ شٍهٍودْا وّمّهدت لّهٍ تّمًهٌيدْا ثٍم يّطًمّعٍ أّنً أّزٌيدّ كّلا إنهٍ كّانّ لآيّاتٌنّا عّنٌيدْا سّأٍرًهٌقٍهٍ صّعٍودْا )
وقد خُصّ الوليد - والد خالد - بالذكر لاختصاصه بكفر النعمة وإيذاء الرسول ... وكان يُسمى الوحيد في قومه قال ابن عباس ... كان الوليد يقول أنا الوحيد بن الوحيد ليس لي في العرب نظير ولا لأبي المغيرة نظير وكان يُسمى الوحيد.
وقد ذكر سبحانه نعمه عليه وأنه أمدّ له في المال والبنين وأنه بسط له في العيش بسطًا حتّى أقام ببلدته مترفهًا يرجع إلى رأيه ومع ذلك فلم يؤمن بل ازداد غيًا وكفرًا فلم يزل بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتّى هلك."
والوحيد عاش فى عهد النبى(ص) والله أعلم بمن هو وتحدث عن أن عهناك أمور ليست من الترق كالنعل والثوب الحسن والتلذذ بالطيبات فقال :
" ليس من الترف أن يكون النعل حسنًا والثوب حسنًا أو أن يتلذذ الإنسان بالطيبات والمباحات فيكون مركوبه ومسكنه مناسبًا أو أن يُنفق على نفسه وأهله النفقة العرفية اللائقة به تبعًا لإعساره ويساره لا حرج في ذلك كله ولا يسعنا تحريم الحلال قال تعالى:
(قٍلً مّنً حّرمّ زٌينّةّ اللهٌ التٌي أّخًرّجّ لٌعٌبّادٌهٌ وّالطيٌبّاتٌ مٌنّ الرٌزًقٌ)
ونعم المال الصالح للعبد الصالح وكان سلفنا الصالح إذا وجدوا أكلوا أكل الرجال وإذا افتقدوا صبروا صبْر الرجال.
وكان النّبيُّ يُعجبه الكتف من اللحم وارتدى حُلة حمراء وقد جهّز عثمان بن عفان جيش العسرة وحفر بئر رومة وكان عبد الرحمن بن عوف من أغنى أغنياء المدينة.
وقال البعض كل ما لم يلهك عن طلب الآخرة فليس بمتاع غرور ولكن متاع بلاغ إلى حين.
وقال الآخر كيف لا أُحبُّ دنيا قُدر لي فيها قوت أكتسب به حياة وأدرك بها طاعة أنال بها الجنة وقالوا نعمت الدار الدُّنيا كانت للمؤمن وذلك أنه عمل قليلاً وأخذ زاده منها إلى الجنة وبئست الدار كانت للكافر والمنافق وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده منها إلى النار.
وليس الزهد كما قال أبو حازم بتحريم الحلال ولا بإضاعة المال ولكن أن تكون بما في يد او أوثق منك بما في يد نفسك وأن تكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تُصبْ بها سواء وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء.
لا بأس بشيء من المزاح والبسط والتنعم المباح كما قال أبو الدرداء«روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإنها إن كلّت عميت».
وكانت الحبشة تلعب بالحراب في المسجد ويقول لهم النّبيُّ«دونكم بني أرفدة» وكانوا يلعبون في يوم العيد."
إذا أباح الله التمتع بالطيبات وهى ما أحل الله من الأعمال وأما تحويل التعن إلى أعمال أخرى الغرض منه اللعب وهو العبث بأحكام الله وظلم الأخرين فهو المحرم كما قال :
"ولكن لا ينبغي أن تصبح الحياة لعبًا أو أن يغلب المزاح والترفه على الإنسان بحيث يُنسيه ربه ودينه وقد عاتب سبحانه الصحابة في شيء من ذلك لما هاجروا إلى المدينة ونزل قوله تعالى(أّو لّمً يّأًنٌ لٌلذٌينّ آمّنٍوا أّن تّخًشّعّ قٍلٍوبهٍمً لٌذٌكًرٌ اللهٌ وّمّا نّزّلّ مٌنّ الًحّقٌ وّلا يّكٍونٍوا كّالذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ مٌن قّبًلٍ فّطّالّ عّلّيًهٌمٍ الأّمّدٍ فّقّسّتً قٍلٍوبهٍمً وّكّثٌيرِ مٌنًهٍمً فّاسٌقٍونّ )
قال ابن مسعود«ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا او بهذه الآية إلا أربع سنين» [رواه مسلم].
قال الحسن«استبطأهم وهم أحب خلقه إليه»
وقال ابن مسعود«فجعل ينظر بعضنا إلى بعض ويقول ما أحدثنا؟».
وروي أنّ المزاح والضحك كثر في أصحاب النّبيّ لما ترفهوا بالمدينة فنزلت الآية ولما نزلت قال:
«إنّ او يستبطئكم بالخشوع» فقالوا عند ذلك خشعنا.
وقال محمد بن كعب كانت الصحابة بمكة مجدبين فما هاجروا أصابوا الريف والنعمة ففتروا عما كانوا فيه فقست قلوبهم فوعظهم او فأفاقوا.
لابدّ من سدِّ الذرائع التي تئول بالبلاد والعباد إلى الترف المذموم الذي يجر إلى الذنوب والمعاصي ويُورث دمارًا وهلاكًا وهذا يتطلب منّا العودة الصادقة لكتاب او ولسُنّة رسول او علمًا وعملاً واعتقادًا وأن نبذل وسعنا في معاني التقدم والتحضر والتطور وفق منهج العبودية بحيث نُقيم حضارة على منهاج النبوة فالنعمة لا تطغينا والمصيبة لا تجعلنا نيأس ونقنط من رحمة الله وأن نواجه النعم والغنى بالشكر والفقر بالصبر.
وقد سُئل الإمام أحمد أيكون الإنسان ذا مال وهو زاهد؟ قال نعم إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصانه.
فأخرجوا الدنيا من قلوبكم وضعوها في أيديكم
(وّتّزّودٍوا فّإن خّيًرّ الزادٌ التقًوّى وّاتقٍونٌ يّا أٍوًلٌي الأّلًبّابٌ ) "
إذا المراد من نعم الله فى الإسلام هو العمل بها فى طاعات الله وليس الخروج عليها
وتحدث عن الخوشنة معتبرا أن التعن قد تقل وقد تكثر والواجب فى الحالين العمل بها فى طاعة الله فقال :
" (وّعٌبّادٍ الرحًمّنٌ الذٌينّ يّمًشٍونّ عّلّى الأّرًضٌ هّوًنْا وّإذّا خّاطّبّهٍمٍ الًجّاهٌلٍونّ قّالٍوا سّلامْا )
فاخشوشنوا فإنّ النعمة لا تدوم وإياكم والتنعم فإنّ عباد او ليسوا بالمتنعمين وكلنا موقوف به ومسئول بين يدي من لا تخفى عليه خافية ثم لتُسئلن يومئذ عن النعيم واعلموا أنكم لم تروا من الخير إلاّ أسبابه ولم تروا من الشر إلاّ أسبابه. الخير بحذافيره في الجنة والشر بحذافيره في النار والدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل دار بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا."
إذا الترف وهو نعم الله الكثيرة المطلوب فيها اتباع أحكام الله فيها والبعد عن طاعة هوى النفس