السبت، 28 ديسمبر 2019

قراءة فى كتاب دفع التعسف عن اخوة يوسف

قراءة فى كتاب دفع التعسف عن اخوة يوسف
الكتاب تأليف جلال الدين السيوطى وموضوعه إجابة على سؤال هل اخوة يوسف(ص) رسل مثله أم لا وفى هذا قال السيوطى:
"مسألة - في رجلين قال أحدهما إن أخوة يوسف (ص) أنبياء وقال الآخر ليسوا بأنبياء فمن أصاب"
وكان الجواب :
"الجواب - في أخوة يوسف عليه السلام قولان للعلماء والذي عليه الأكثرون سلفا وخلفا أنهم ليسوا بأنبياء أما السلف فلم ينقل عن أحد من الصحابة أنهم قالوا بنبوتهم- كذا قال ابن تيمية، ولا أحفظه عن أحد من التابعين وأما أتباع التابعين فنقل عن ابن زيد أنه قال بنبوتهم وتابعه على هذا فئة قليلة وأنكر ذلك أكثر الأتباع فمن بعدهم، وأما الخلف فالمفسرون فرق منهم من قال بقول ابن زيد كالبغوي ومنهم من بالغ في رده كالقرطبي والإمام فخر الدين وابن كثير ومنهم من حكى القولين بلا ترجيح كابن الجوزي ومنهم من لم يتعرض للمسألة ولكن ذكر ما يدل على عدم كونهم أنبياء كتفسيره الأسباط بمن نبئ من بني إسرائيل والمنزل إليهم بالمنزل إلى أنبيائهم كأبي الليث السمرقندي والواحدي ومنهم من لم يذكر شيئا من ذلك ولكن فسر الأسباط بأولاد يعقوب فحسبه ناس قولا بنبوتهم وإنما أريد بهم ذريته لا بنوه لصلبه كما سيأتي تحرير ذلك، قال القاضي عياض في الشفا أخوة يوسف لم تثبت نبوتهم وذكر الأسباط وعدهم في القرآن عند ذكر الأنبياء قال المفسرون يريد من نبئ من أبناء الأسباط فانظر إلى هذا النقل عن المفسرين من مثل القاضي، وقال ابن كثير أعلم أنه لم يقم دليل على نبوة أخوة يوسف"
فى الفقرة السابقة نجد انقسام القوم بين أكثرية تنفى رسولية أو نبوة اخوة يوسف(ص) وأقلية تنفيها وذكر السيوطى أدلة المثبتين فى رأى ابن كثير فقال:

"وظاهر سياق القرآن يدل على خلاف ذلك ومن الناس من يزعم أنهم أوحى إليهم بعد ذلك وفي هذا نظر ويحتاج مدعى ذلك إلى دليل ولم يذكروا سوى قوله تعالى (وما أنزل إلى إبراهيم إلى قوله والأسباط)"
ثم ذكر رأى ابن كثير وهو وجود احتمال ولكنه رجح أنه بعيد فقال:
" وهذا فيه احتمال لأن بطون بني إسرائيل يقال لهم الأسباط كما يقال للعرب قبائل وللعجم شعوب فذكر تعالى أنه أوحى إلى الأنبياء من أسباط بني إسرائيل فذكرهم إجمالا لأنهم كثيرون ولكن كل سبط من نسل رجل من أخوة يوسف ولم يقم دليل على أعيان هؤلاء أنهم أوحى إليهم "
ثم ذكر كلام الواحدى عن كون الأسباط قبائل وليس اخوة يوسف(ص) فقال:
" وقال الواحدي الأسباط من ولد إسحاق بمنزلة القبائل من ولد إسماعيل وكان في الأسباط أنبياء وقال في قوله تعالى (ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب) يعني المختصين بالنبوة منهم، وقال السمرقندي في قوله تعالى (وما أنزل إلينا) إلى قوله والأسباط السبط بلغتهم بمنزلة القبيلة للعرب وما أنزل على أنبيائهم وهم كانوا يعملون به فأضاف إليهم كما أنه أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فأضاف إلى أمته فقال وما أنزل إلينا فكذلك الأسباط أنزل على أنبيائهم فأضاف إليهم لأنهم كانوا يعملون به وقال في قوله تعالى (إنا أوحينا إليك) إلى وقوله (والأسباط) هم أولاد يعقوب أوحى إلى أنبيائهم"
ثم نقل السيوطى رأى ابن تيمية الذى لخصه فى كتاب له فى المسألة فقال :
"ثم رأيت الشيخ تقي الدين بن تيمية ألف في هذه المسألة مؤلفا خاصا قال فيه ما ملخصه: الذي يدل عليه القرآن واللغة والاعتبار أن أخوة يوسف ليسوا بأنبياء وليس في القرآن ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا عن أصحابه خبر بأن الله تعالى نبأهم وإنما احتج من قال إنهم نبئوا بقوله في آيتي البقرة والنساء (والأسباط) وفسر الأسباط بأنهم أولاد يعقوب، والصواب أنه ليس المراد بهم أولاده لصلبه بل ذريته كما يقال فيهم أيضا بنو إسرائيل وقد كان في ذريته الأنبياء فالأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من بني إسماعيل، قال أبو سعيد الضرير أصل السبط شجرة ملتفة كثيرة الأغصان فسموا الأسباط لكثرتهم فكما أن الأغصان من شجرة واحدة كذلك الأسباط كانوا من يعقوب ومثل السبط الحافد وكان الحسن والحسين سبطى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأسباط حفدة يعقوب ذرارى أبنائه الاثنى عشر، وقال تعالى (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما) فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل كل سبطة أمة لا أنهم بنوه الاثنا عشر بل لا معنى لتسميتهم قبل أن تنتشر عنهم الأولاد أسباطا فالحال أن السبط هم الجماعة من الناس ومن قال الأسباط أولاد يعقوب لم يرد أنهم أولاده لصلبه بل أراد ذريته كما قال بنو إسرائيل وبنو آدم فتخصيص الآية ببنيه لصلبه غلط لا يدل عليه اللفظ ولا المعنى ومن ادعاه فقد أخطأ بينا والصواب أيضا أن كونهم أسباطا إنما سموا به من عهد موسى للآية المتقدمة ومن حينئذ كانت فيهم النبوة فإنه لا يعرف أنه كان فيهم نبي قبل موسى إلا يوسف ومما يؤيد هذا أن الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم قال ومن ذريته داود وسليمان الآيات فذكر يوسف ومن معه ولم يذكر الأسباط فلو كان أخوة يوسف نبئوا كما نبئ يوسف لذكروا معه وأيضا فإن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء ما يناسب النبوة وإن كان قبل النبوة كما قال عن موسى (ولما بلغ أشده الآية) وقال في يوسف كذلك"
كلام ابن تيمية هو نفسه كلام ابن كثير والواحدى فى اعتبار السبط الأمة وليس الأبناء والمأخوذ على كلام ابن تيمية السابق هو أن الله يذكر عن الأنبياء من المحامد والثناء ما يناسب النبوة وإن كان قبل النبوة كما قال عن موسى (ولما بلغ أشده الآية) وقال في يوسف كذلك" وهو كلام ليس سليم تماما فلو اعتبرنا اخفاء يوسف(ص) جريمة كبرى فقد ارتكب موسى(ص) جريمة القتل مرة وتاب منها وكاد يكررها كما قال تعالى "ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين وأصبح فى المدينة خائفا يترقب فإذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوى مبين فلما أن أراد أن يبطش بالذى هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين"
فالجريمة لا تمنع من النبوة أى الرسالة خاصة أن بعضهم لم يرض بها بل ونهاهم عن قتل يوسف(ص) ولكنه انقاد لرأى الجماعة
ثم نقل السيوطى بقية ما لخصه من كتاب ابن تيمية فقال :
" وفي الحديث أكرم الناس أكرم ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم نبي من نبي من نبي فلو كانت اخوته أنبياء كانوا قد شاركوه في هذا الكرم وهو تعالى لما قص قصة يوسف وما فعلوا معه ذكر اعترافهم بالخطيئة وطلبهم الاستغفار من أبيهم ولم يذكر من فضلهم ما يناسب النبوة ولا شيئا من خصائص الأنبياء بل ولا ذكر عنهم توبة باهرة كما ذكر عن ذنبه دون ذنبهم بل إنما حكى عنهم الاعتراف وطلب الاستغفار ولا ذكر سبحانه عن أحد من الأنبياء لا قبل النبوة ولا بعدها أنه فعل مثل هذه الأمور العظيمة من عقوق الوالد وقطيعة الرحم وإرقاق المسلم وبيعه إلى بلاد الكفر والكذب البين وغير ذلك مما حكاه عنهم ولم يحك عنهم شيئا يناسب الاصطفاء والاختصاص الموجب لنبوتهم بل الذي حكاه يخالف ذلك بخلاف ما حكاه عن يوسف"
فى الفقرة السابقة كرر ابن تيمية كلامه عن ذنوب اخوة يوسف(ص) مع أن النبى الأخير نفسه قال الله له "ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"
واخوة يوسف(ص) اعترفوا بذنوبهم بقولهم "إنا كنا خاطئين " وطلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم كما قال تعالى "يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا" ومن اعترف بذنبه فقد أبدى الاستعداد لطلب الغفران من الله كما انه لو لم يستغفروا ما سجدوا ليوسف(ص) كما قال تعالى "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بى إذ أخرجنى من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتى إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم"
كما أنهم رضوا بوصية أبيهم وهو البقاء على الإسلام وهو عبادة الله كما قال تعالى:
"أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون" وهذا مدح لهم كما أن اصطفاء الدين لهم والمراد بنى يعقوب (ص) مدح لهم كما قال تعالى:
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون"
وهناك مشكلة لم يلاحظها القوم وهو أن أخو يوسف(ص) الحادى عشر لم يشارك فى تلك الذنوب لكون أصغر القوم ولكونه أخيه ابن أمه وأبيه كما يقال فلماذا استبعدوه هو الأخر ؟
كما أن الاخوة العشرة لابد أن منهم من كان مقاربا ليوسف (ص) فى السن يعنى طفل هو الأخر لأن يوسف(ص) كان طفلا صغيرا عندما وقعت الجريمة الأولى ولابد أن واحد أو اثنين منهم كانوا من الأطفال ولم يشاركوا فى الجرائم فلماذا يتم أخذهم بذنب الكبار ؟
ثم نقل السيوطى بقية تلخيصه لكلام ابن تيمية فقال :
" ثم إن القرآن يدل على أنه لم يأت أهل مصر نبي قبل موسى سوى يوسف لآية غافر، ولو كان من أخوة يوسف نبي لكان قد دعا أهل مصر وظهرت أخبار نبوته فلما لم يكن ذلك علم أنه لم يكن منهم نبي فهذه وجوه متعددة يقوى بعضها بعضا. وقد ذكر أهل السير أن أخوة يوسف كلهم ماتوا بمصر وهو أيضا وأوصى بنقله إلى الشام فنقله موسى"
كلام ابن تيمية عن عدم وجود نبى لأهل مصر قبل يوسف(ص) خاطىء فالآية وهى:
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا"
لا تدل على عدم بعث رسول قبله ومن الممكن أن يكون الأسباط وهم اخوة يوسف(ص) أنبياء مشاركين ليوسف(ص) فى الرسالة كما طلب موسى(ص) الرسالة لأخيه هارون(ص) ومن ثم يذكر النبى الأساسى ولا يذكر البقية كما ذكر موسى(ص) كثيرا ولم يذكر هارون (ص) إلا قليلا ولا غرابة ان يبعث الاثنا عشر فقد بعث الله ثلاثة لقرية يس فقال "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون"
ثم ذكر السيوطى بقية رأى ابن تيمية وهو تكرار لكون الأسباط ليسوا ألأخوة وإنما قبائل بنى إسرائيل فقال:
والحاصل أن الغلط في دعوى نبوتهم حصل من ظن انهم هم الأسباط وليس كذلك إنما الأسباط ذريتهم الذين قطعوا أسباطا من عهد موسى كل سبط أمة عظيمة ولو كان المراد بالأسباط أبناء يعقوب لقال ويعقوب وبنيه فإنه أوجز وأبين واختير لفظ الأسباط على لفظ بني إسرائيل للإشارة إلى أن النبوة إنما حصلت فيهم من حين تقطيعهم أسباطا من عهد موسى- هذا كله كلام ابن تيمية والله أعلم."
وكلام القوم عن لفظ الأسباط ليس سليما فلو كانت تعنى الأنبياء (ص) من ذرية يعقوب(ص) وليس الاخوة كلهم أو حتى يوسف(ص) ما قالها الله وذكر بعدها بعض الأنبياء من ذرية يعقوب(ص) كموسى (ص)وعيسى(ص) كما فى قوله :
"قل أمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم"
وكذلك الأمر فى الآية التالية حيث ذكر ست رسل من بنى إسرائيل بعد كلمة الأسباط فقال:
"إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وأتينا داود زبورا"
ومن قم لا يمكن أن يكون تفسيرها القبائل أو السر من بنى إسرائيل فالله لا يوحى للكفار خاصة أن بنى إسرائيل كان أكثرهم كفرة
ولو كان المراد بالأسباط القبائل او الرسل منهم ما قال الله لبنى إسرائيل أن الأسباط قد خلوا أى ماتوا فى الآيات التالية:
"أم تقولون أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"
فلو كانوا هم هم لم يقل أنهم ماتوا
كما ان قول يعقوب (ص) عن إتمام النعمة وهى الرسالة على يوسف(ص) وعلى بقية آل يعقوب(ص) تعنى اخوته كما أعطاها من قبل إبراهيم(ص) وإسحاق(ص) فى قوله تعالى :
"وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق إن ربك عليم حكيم"

الجمعة، 27 ديسمبر 2019

نقد كتاب فضل يوم التروية وعرفة


نقد كتاب فضل يوم التروية وعرفة
مؤلف الكتاب أو بالأحرى جامع رواياته هو أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ) وموضوعه الروايات التى رويت فى فضل يومى التروية وعرفة والآن لتناول الروايات بالنقد :
"1 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، قال: أنبا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، إجازة، قال: أنبا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إجازة، ثنا أحمد بن محمد بن رميح، ثنا أحمد بن الخضر المروزي، ثنا علي بن حجر، ثنا حماد بن معمر، عن زيد بن رفيع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): «من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم، وإن لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا»
الخطأ الأول أن من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم وهو ما يخالف أن الله لا يعطى على عمل واحد أجرا مثل أعمال نبيين(ص) طوال عمرهما لكون هذا ظلم وهو ما حرمه الله على نفسه بقوله "وما ربك بظلام للعبيد" فالله عدل يجازى على العمل الصالح فى كل زمن بأجر واحد
والخطأ الثانى أن من لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا فالله لا يساوى بين الصائم القاعد وبين المجاهد لقوله تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"2 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، أنبا عبد الله بن محمد بن سوار، ثنا أيوب لآل الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): «صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين»
الخطأ هنا هو أن صيام يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة يكفر ذنوب سنتين وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
3 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن عيينة، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنما سميت التروية لأنهم يتروون منها إلى منى»"
هنا سبب تسمية يوم التروية التروى إلى منى وهو ما يناقض كون سببها التروى وهو أخذ الرواء وهو الماء لعرفات فى قولهم :
4 - أخبرنا عمر بن أحمد الوراق، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن إسحاق، يعني: ابن أبي راشد، عن الزهري، قال: إن يوم التروية سمي يوم التروية لأنهم، أو لأن عرفات لم يكن لها ماء، فكانوا يتروون منها من الماء إليها"
5 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن، ثنا هارون، ثنا ابن عيينة، عن عبد الملك، عن عطاء، قال: إنما سميت عرفات لأن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم صلى الله عليهما المناسك، فيقول: عرفت"
الخطأ أن سبب تسمية عرفات بهذا الاسم رد إبراهيم(ص) على جبريل(ص) عرفت عدة مرات وهو ما يناقض أن البيت موضوع منذ أول الناس لقوله تعالى "إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا" فقد حج آدم(ص) ونوح(ص) وهود(ص) وصالح(ص) وغيرهم ممن كانوا قبل إبراهيم(ص)
6 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن رسته، ثنا عبد السلام بن عمر الجني، ثنا عزرة بن قيس، حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان، أنها قالت: قد سألت عبد الله بن مسعود: هذا الحديث عن رسول الله (ص)؟ قال: " نعم، ما من عبد أو أمة دعا هذه الدعوات ليلة عرفة ألف مرة، وهي عشر كلم، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، إلا قطيعة رحم، أو مآثم، وهي: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي لا ملجأ منه إلا إليه "
الخبل فى الرواية أن الكلمات العشر ليس فيها أى دعوة وإنما هى تسبيح وليس دعاء
والخبل الأخر جعل موطء لله فى الأرض كأنه يمشى وجعل طريق لله فى البحر وكأنه يعوم وهو ما يخالف أن الله لا يشبه الخلق كما قال "ليس كمثله شىء"
وهذا الدعاء فى ليلة عرفات يتناقض مع وجوب التكبير وحده من فجر عرفة حتى عصر أخر يوم من أيام التشريق فى الرواية التالية:
7 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا يحيى بن أيوب المقابري، ثنا حيان بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، قال: «كان النبي (ص) يكبر يوم عرفة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق»
رواية خاطئة فمن يقدر على التكبير المستمر ليل نهار ثلاثة أيام أو أربعة بلياليها دون انقطاع ؟
والله لا يطلب ترديد أقوال ككلمتى الله أكبر أو حتى عدة جمل ليل نهار لأن المطلوب وهو التكبير يتعارض مع قوله تعالى "واذكروا الله عند المشعر الحرام" فذكر الله غير التكبير فلو اعتبرنا الذكر كلاما هو عند غالبية الناس فالذكر يشمل أقوال كثيرة وليس التكبير فقط
التكبير فى يوم عرفة يناقض كون التكبير فى أيام التشريق فى الرواية التالية:
8 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن حسن بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: " كنا نقول في التكبير أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ثم نقول لله "
9 - حدثنا أبو سعد محمد بن عبد الله بن إبراهيم المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا علي بن حجر، ثنا شعيب بن صفوان، عن الفضيل بن فضالة، عن علي بن زيد، عن يوسف، أن عليا، عليه السلام، قال: " أحب كلمة إلى الله: لا إله إلا الله، لا يقبل الله العمل إلا من أهلها، والتي تليها: سبحان الله، صلاة الملائكة، والتي تليها: الحمد لله، شكر أهل الجنة، والتي تليها: الله أكبر، تعظيم الله، والتي تليها: لا حول ولا قوة إلا بالله، استسلام "
والخطأ هنا أن أحب الكلام لله هو لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله وهو يخالف كون كل كلام الله طيب بدليل تساوى كل الأذكار فى الأجر عشر حسنات كما أن الملائكة ليس كل كلامها لا إله إلا الله وتسبيح وإنما هو بعض منه فمنه الإستغفار مصداق لقوله تعالى بسورة غافر "ويستغفرون للذين أمنوا "ومن الاستغفار الصلاة على النبى(ص) فقد قال بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون على النبى "
10 - أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا إبراهيم بن مهران ابن أخت رواد بن الجراح، ثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله (ص) إذ أقبل معاذ بن جبل، فسلم على رسول الله (ص)، فكلمه رسول الله بكلمات، فقال معاذ: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له رسول الله (ص): «تدري ما تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بقوة الله» .ثم ضرب رسول الله (ص)، على كتف معاذ، فقال: «هكذا حدثني به جبريل عن رب العالمين»
رواية ناقصة فكما ان القدرة على عدم المعصية لله والطاعة لله تكون بقدرة وهى مشيئة الله فإن القدرة على معصية الله وطاعة غيره تكون بقدرته وهى مشيئته كما قال تعالى :
"وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
11 - حدثنا أبو علي بن الصواف، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا علي بن عاصم، ثنا حماد بن زيد، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص) يسأله عن صوم يوم عرفة، فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة الباقية» .
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم"

الخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
12 - أخبرنا مخلد بن جعفر، ثنا ابن جرير، ثنا أحمد بن الفرج الحمصي، ثنا عبد الملك بن الماجشون، ثنا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله (ص)، قال: «ما رئي إبليس يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحض من يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزيل الرحمة، والعفو عن الذنوب، إلا ما رأى يوم بدر» .قالوا: يا رسول الله، وما رأى يوم بدر؟ قال: «رأى جبريل يزع الملائكة»
الخطأ ظهور إبليس للناس فى الأرض وهو ما يخالف كونه فى النار من يوم خروجه من النار مصداق لقوله تعالى "اخرج منهما مذءوما مدحورا "وقوله "وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين "واللعنة هى العذاب والعذاب النارى فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "
13 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن العباس، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله عن عبيدة، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قال رسول الله (ص): " أكثر دعاء محمد ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وسواس الصدر ومن شتات الأمر، ومن فتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر ".وفي لفظ آخر: «لك الحمد كما نقول وخير مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك يا رب تراثي، اللهم إني أسألك خير ما تجري به الريح»
الخطأ وجود فتنة القبر وهو ما يخالف أن الجنة والنار فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والملائكة يقولون للمؤمنين سلام عليكم ادخلوا الجنة ولا يسألونهم مصداق لقوله تعالى "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "ويقولون للكفار بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون مصداق لقوله "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها "
14 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير، ثنا عطاف بن خالد، حدثني إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع رسول الله (ص) في مسجد منى قاعدا، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلما عليه وقالا: جئنا نسألك، فقال: «إن شئتما أخبرتكما بما جئتماني تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أمسكت فتسألاني فعلت» .
قالا: أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ونزدد يقينا، قال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله، قال: بل أنت، فإني أعرف لك لبقك فاسأله، قال: أخبرني يا رسول الله، قال: «جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، ما لك فيه؟ وعن ركعتيك بعد الطواف، ما لك فيهما؟ وعن طوافك بين الصفا والمروة، ما لك فيه؟ وعن وقوفك عشية عرفة، وما لك فيه؟ وعن رميك الجمار، وما لك فيه؟ وعن نحرك، وما لك فيه؟» يعني: الإفاضة، قال: والذي بعثك بالحق، لعن هذا جئتك.
قال: " إذا خرجت من بيتك تؤم البيت، لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله عز وجل لك بها حسنة، ومحى عنك خطيئة، ورفع لك بها درجة، وأما ركعتاك بعد الطواف فكعتق سبعين رقبة من ولد إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله سبحانه يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كان ذنوبهم عدد الرمل وكعدد القطر أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم، ولمن شفعتم له.وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة منها رميتها غفران كبيرة من الكبائر الموبقات، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك خطيئة "، قال: يا رسول الله، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال: " إذا يدخر لك ذلك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يده على كتفك، فيقول: اعمل لما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى"

الخطأ هنا هو علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى سبب مجىء الرجلين وأسئلتهم وهو ما يناقض أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
15 - حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الشيرجي، ثنا أبو لبيد محمد بن إدريس، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحيم بن زيد يعني العمي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله (ص): " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر "
الخطأ هو تخصيص الليالى الأربع فقط دون سائر الليالى وهو ما يخالف أن قيام اى ليلة يدهل الجنة من جانب المسلم كما قال تعالى "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"
16 - حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، أنبا عبد الله بن المبارك، أنبا عكرمة بن عمار، أنبا ضمضم، قال: دخلت مسجد المدينة، فناداني شيخ، فقال: يا يماني، تعال وما أعرفه، فقال: لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو: والله لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال أبو هريرة قلت: إن هذه كلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته، أو لخادمه، قال: فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: " إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهدا، والآخر يقول: كأنه مذنب، فجعل يقول: أقصر عما أنت عليه، فيقول: خلني وربي، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أبدا، أو لا يدخلك الجنة أبدا، قال: فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أحظرت رحمتي على عبدي؟ اذهبوا به إلى النار ".قال أبو هريرة: والله لقد تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته"
الخطأ فى الرواية هو إدخال النار من نصح الأخر ونهاه عن المنكر وأخبره أنه لا يدخل الجنة بسبب إصراره على الذنوب وإدخال المصر الجنة وهو ما يناقض أن الله أدخل النار من يقول سيغفر الله لى التى تعنى خلنى وربى وهو يرتكب الذنب مرارا وتكرارا فى قوله تعالى : "فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق"
وقال الناسخ للروايات :
"آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله.
أخبرني شمس الدين أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز بن صالح ابن عبدوس أن سماعنا لهذا الجزء على نسخته , وأنه شاهد ذلك , والله تعالى أعلم"

الخميس، 26 ديسمبر 2019

نقد كتاب القول المعروف في فضل المعروف

نقد كتاب القول المعروف في فضل المعروف
الكتاب تأليف مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي توفي سنة 1033 هـ وهو من ضمن الكتب الأربعينية التى تذكر أربعين حديثا فى موضوع ما والموضوع هنا هو فضل المعروف والآن لنقد الروايات:
"الحديث الأول
عن عائشة وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأنس بن مالك ، عن النبي (ص) قال: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" ، رواه البخاري في التاريخ وأبو يعلى والطبراني والبيهقي وغيرهم وهذا لأن حسن الصورة يدل على حسن السريرة في الغالب، وما أحسن قول القائل:
لقد قال الرسول وقال حقا وخير القول ما قال الرسول
إذا الحاجات جاءت فاطلبوها إلى من وجهه حسن جميل "
الخطأ هو تقسيم الناس لحسان الوجوه وقبحاء الوجوه وهو ما يخالف أن الله أحسن الخلق كلهم كما قال "الذى أحسن كل شىء خلقه"
"الحديث الثاني
عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عن النبي (ص) قال: "اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم يا علي، إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيى به ويحيى به أهلها، إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"، رواه الحاكم في المستدرك "
الخطأ وجود رحماء وقساة فى الأمة وهو ما يناقض كون الأمة كلها رحماء كما قال تعالى "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وقال عن المؤمنين " أذلة على المؤمنين"
"الحديث الثالث
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: "إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر عليهم إعطاءه، كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها"، رواه ابن أبي الدنيا "
المعنى صحيح وهو أن الله خلق مسلمين من الناس يعتنقون المعروف وهو الإسلام ويعملون به ويرشدون الناس له
"الحديث الرابع
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (ص): "إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف"، رواه الطبراني
الخطأ أن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف وهو ما يناقض أن المسلمين وهم المتقون يدخلون الجنة فى صورة زمر أى جماعات كما قال تعالى "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا"
كما أن الرواية توحى أن المسلمين الذين يدخلون الجنة منهم من ليس أهل للمعروف فيكون أهلا لنكران المعروف وهو كلام جنونى
"الحديث الخامس
عن علي وأبي هريرة وابن عباس وسلمان ، عن النبي (ص) قال: "إن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة"، رواه الطبراني وأبو نعيم والخطيب"
المعنى صحيح فالمسلم فى الدنيا وهو المبصر هو المسلم فى الآخرة والكافر وهو صاحب المنكر فى الدنيا هو الأعمى فى الاخرة كما قال تعالى "ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا"
"الحديث السادس
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"، رواه الحاكم "
الخطأ أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات وهو ما يخالف ابتلاء الله النبى(ص) والمؤمنين بالجوع والخوف ونقص الثمرات والأنفس كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات"
"الحديث السابع
عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: "إن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله"، رواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ "
المعنى صحيح فمن احبه الله أحب المعروف وهو الإسلام فعمل به
"الحديث الثامن
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): "إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"، رواه ابن ماجه "
المعنى صحيح وهو الجنة لمن عمل الخير وبعد عن الشر والنار لمن عمل الشر وبعد عن الخير
"الحديث التاسع
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): "قال الله عز وجل: أنا الله قدرت الخير والشر، فطوبى لمن جعلت مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعلت مفاتيح الشر على يديه"، رواه الطبراني "
المعنى صحيح وهو الجنة لمن عمل الخير وبعد عن الشر والنار لمن عمل الشر وبعد عن الخير
"الحديث العاشر
عن أبي بن كعب قال: مر بي رسول الله (ص) ومعي رجل فقال: "يا أبي من هذا الرجل معك؟ "، قلت: غريم لي فأنا ألازمه، قال: "فأحسن إليه يا أبي"، ثم مضى رسول الله (ص) لحاجته، ثم انصرف علي وليس معي الرجل، فقال: "ما فعل غريمك -أو أخوك؟ "قلت: وما عسى أن يفعل يا رسول الله، تركت ثلث مالي عليه لله، وتركت الثلث الثاني لرسول الله، وتركت الباقي لمساعدته إياي على وحدانيته تعالى، فقال (ص): "رحمك الله يا أبي -ثلاث مرات- بهذا أمرنا يا أبي إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله، ويسر على طلاب المعروف طلبه إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، فهم كالغيث يرسله الله عز وجل إلى الأرض الجدبة فيحييها ويحيي به أهلها وإن الله جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر على طلاب المعروف طلبه إليهم، وحظر عليهم إعطاءه إياهم، فهم كالغيث يحبسه الله عز وجل عن الأرض الجلبة، فيهلك الله عز وجل الأرض وأهلها"، رواه الطبراني وغيره "
المعنى صحيح الخلق نوعين طلاب المعروف العاملون به وطلال الشر العاملون به
"الحديث الحادي عشر
عن جابر رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: "كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقة على نفسه وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به عرضه فهو له صدقة، وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها، والله ضامن، إلا نفقة في بنيان أو معصية"، رواه الحاكم والدارقطني وقيل لمحمد بن المنكدر: ما وقى به الرجل عرضه، ما معناه؟ قال: أن يعطي الشاعر وذا اللسان المتقى "
والخطأ أن نفقة البناء لا خير فيها ولا أجر ويخالف هذا أن أى حسنة أى عمل صالح له أجر مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " كما أن البناء لو كان ليس له أجر أو ليس فيه ذنب فمعنى هذا هو خروجه من دائرتى الحلال والحرام ولا يوجد شىء خارجهما
"الحديث الثاني عشر
عن أبي مسعود قال: قال رسول الله (ص): "كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة"، رواه "
المعنى صحيح كل معروف صدقة أى حسنة أى عمل صالح
"الحديث الثالث عشر
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي (ص) قال: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، رواه مسلم "
المعنى صحيح وهو عدم تصغير أو تقليل أى حسنة ولو كانت صغيرة مثل التبسم فى وجوه المسلمين
"الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" رواه الحاكم والبيهقي "
المعنى صحيح وهو أن المعاملة الحسنة تؤثر فى الناس
"الحديث الخامس عشر
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): "كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله تعالى يحب إغاثة اللهفان"، رواه الدارقطني، وابن أبي الدنيا "
الخطأ أن الدال على الخير كفاعله فمن يفعل الجهاد لا يكون مرشده مثله فى الثواب غذا كان قاعدا كما قال تعالى "لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله"
"الحديث السادس عشر
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): "إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان"، رواه البزار وأبو يعلى والطبراني "
المعنى صحيح فالله يحب أى يوجب إغاثة طالب المساعدة
"الحديث السابع عشر
عن أنس أيضا قال: قال رسول الله (ص): "من أغاث ملهوفا كتب الله تعالى له ثلاثا وسبعين حسنة، واحدة منها يصلح الله بها آخرته ودنياه، والباقي في الدرجات"، رواه أبو يعلى والبزار
"الحديث الثامن عشر
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): "إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك الآمنون غدا من عذاب الله تعالى"، رواه أبو نعيم والقضاعي "
الخطأ أن العباد الذين يقومون بحوائج الناس هم الآمنون وحدهم من عذاب الله ويخالف هذا أن كل مسلم أى كل أتى بالحسنة هم آمن من عذاب الله مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله خير منه وهم من فزع يومئذ آمنون "
"الحديث التاسع عشر
عن ابن عمر أيضا قال: قال رسول الله (ص): "إن لله عبادا استخصهم لنفسه لقضاء حوائج الناس وآلى على نفسه أن لا يعذبهم بالنار، فإذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر من نور يحادثون الله تعالى والناس في الحساب"، رواه الطبراني وأبو نعيم "
الخطأ كون المنابر من نور بينما النور هو العمل الصالح فى كتاب الإنسان الذى يحمله يوم القيامة فى يده اليمنى كما قال تعالى "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم"
"الحديث العشرون
عن نافع عن ابن عمر أيضا قال: قال رسول الله (ص): "من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت"، رواه أبو نعيم في الحلية "
الخطأ وجود ما يسمى الميزان صاحب الكفتين ويخالف هذا أن الحكم لا يصدر بالوزن هنا وإنما يصدر للإنسان بمجرد تسلمه لكتابه فمن يتسلم ياليمنى يدخل الجنة ومن يتسلم بالشمال يدخل النار وفى هذا قال تعالى "فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية وأما من أوتى كتابه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية "
"الحديث الحادي والعشرون
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): "من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات في خلال ذلك دخل الجنة بغير حساب"، رواه أبو بكر الخرائطي "
الخطأ أن من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة وكفر عنه سبعين سيئة وهو ما يخالف قواعد الأجر القرآنى وهى أن العمل غير المالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والعمل المالى بـ700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
"الحديث الثاني والعشرون
عن أنس أيضا، عن النبي (ص) قال: "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر"، رواه الخطيب "
الخطأ أن من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر وهو ما يخالف قواعد الأجر القرآنى وهى أن العمل غير المالى بعشر حسنات كقضاء الحاجة مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "بينما العمل المالى بـ700أو 1400حسنة كالحج والعمرة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " ومن ثم فهما لا يتساويان
"الحديث الثالث والعشرون
عن ابن عباس ا قال: قال رسول الله (ص): "من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، ما بين الخندق والخندق ما بين السماء والأرض"، رواه أبو نعيم وابن أبي الدنيا "
الخطأ وجود 7 خنادق بين الماشى فى حاجة أخيه وبين النار ويخالف هذا أن الفاصل بين النار وبين الجنة وأهلها هو سور هو الأعراف وليس الخنادق وفى هذا قال تعالى "فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "
"الحديث الرابع والعشرون
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): "من قضى لأخيه حاجة كان كمن عبد الله عمره"، رواه البخاري في التاريخ "
الخطأ المساواة بين عمل واحد هو قضاء الحاجة وبين عبادة العمر كلها وهو ما يخالف أن العمل الوحيد الذى يفعل ذلك هو الجهاد فالجهاد ثوابه أكبر من عبادة القاعد عمره كله كما قال تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
"الحديث الخامس والعشرون
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): "من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة بر أو تيسير عسر أعانه الله على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام"، رواه أبو طاهر المقدسي "
والخطأ أن الصراط هو طريق الدخول للجنة أو النار وهو يخالف أن الدخول يكون إما من أبواب الجنة أو النار مصداق لقوله تعالى "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "و"وسيق الذين كفروا إلى جهنم إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها"
"الحديث السادس والعشرون
عن مسلمة بن مخلد قال: قال رسول الله (ص): "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب كربة فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"، رواه الطبراني "
المعنى صحيح فمن فعل خيرا فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"
"الحديث السابع والعشرون
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه"، رواه مسلم "
المعنى صحيح فمن عمل الخيرات فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله"
"الحديث الثامن والعشرون
عن ابن عمر ا قال: قال رسول الله (ص): "إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد يقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها المعنى صحيح فمن فعل خيرا فى الدنيا وجد خيرا فى الآخرة كما قال تعالى" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله" حولها منهم وجعلها في غيرهم"، رواه أبو نعيم والطبراني "
الخطأ اختصاص بعض العباد بالنعم وهو ما يخالف أنه يعطى الكل ولكن بمقادير مختلفة كما قال تعالى"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"
"الحديث التاسع والعشرون
عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله (ص): "أفضل الصدقة صدقة اللسان"قيل: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: "الشفاعة، تفك بها الأسير، وتحقن بها الدم، وتجر بها المعروف إلى أخيك، وتدفع عنه كريهته"، رواه الطبراني والبيهقي"
الخطأ أن أفضل الصدقة صدقة اللسان وهو ما يناقض كون الجهاد افضل الصدقات أى الأعمال كما قال تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
"الحديث الثلاثون
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): "إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك، إشباع جوعته، وتنفيس كربته"، رواه الحارث بن [أبي] أسامة في مسنده "
المعنى صحيح فأى عمل صالح بعد التوبة يزيل كل السيئات كما قال تعالى "غن الحسنات يذهبن السيئات"
"الحديث الحادي والثلاثون
عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "أن تدخل على أخيك المسلم سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا"، رواه الطبراني في مكارم الأخلاق ورواه أيضا عن الحسن بن علي ولفظه: "إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم"
الخطأ أن أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن وهو ما يناقض كون الجهاد أفضل الأعمال كما قال تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
"الحديث الثاني والثلاثون
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): "والذي نفسي بيده لا يضع الله الرحمة إلا على رحيم"، قلنا: يا رسول الله؛ كلنا رحيم، قال: "ليس الذي يرحم نفسه وأهله خاصة، ولكن الذي يرحم المسلمين"، رواه أبو يعلى والطبراني "
المعنى صحيح فكل المسامين رحيم بالمسلمين كما قال تعالى "رحماء بينهم"
"الحديث الثالث والثلاثون
عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله (ص): "قال الله عز وجل: إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي"، رواه ابن عدي في الكامل"
المعنى صحيح فمن لم يرحم الخلق لا يرحمه الله
"الحديث الرابع والثلاثون
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم "
الخطأ أن الله فى السماء ويخالف هذا أن الله ليس فى مكان لأنه لا يشبه خلقه فى تواجدهم بمكان وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء"
"الحديث الخامس والثلاثون
عن جرير قال: قال رسول الله (ص): "من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له"، رواه الطبراني "
المعنى صحيح فمن لم يرحم الخلق لا يرحمه الله
"الحديث السادس والثلاثون
عن أنس قال: قال رسول الله (ص): "الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"، رواه أبو يعلى والبزار "
الخطأ كون الخلق عيال الله وهو ما يناقض ان الله ليس له عيال أى أولاد كما قال تعالى "لم يلد ولم يولد"
"الحديث السابع والثلاثون
عن جابر قال: قال رسول الله (ص): "خير الناس أنفعهم للناس"، رواه القضاعي "
المعنى صحيح وهو أن خيار الناس من يرحمون الناس بعمل الخير لهم
"الحديث الثامن والثلاثون
عن سعد قال: قال رسول الله (ص): "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعوتهم وإخلاصهم"، رواه أبو نعيم في الحليةوزاد النسائي: "بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم"
الخطأ أن سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء ويخالف هذا أن سبب رزقنا هو سعينا وراء رزقنا تطبيقا لقوله تعالى "فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه "كما أن سبب نصرنا هو نصرنا لله وفى هذا قال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم"
"الحديث التاسع والثلاثون
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله (ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، رواه الشيخان البخاري ومسلم"وفي لفظ لمسلم: "المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله"
المعنى صحيح وهو تراحم المسلمين فيما بينهم
"الحديث الأربعون
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "المؤمن مرآة المؤمن، المؤمن أخو المؤمن حيث لقيه يكف عليه ضيعته ويحفظه من ورائه ويحوطه"، رواه الطبراني "
المعنى صحيح وهو حفاظ المسلم على المسلم بكل الطرق
وقد ختم المؤلف كتابه بالخاتمة التالية:
"خاتمة"
لا بأس بذكرها هنا تناسب المقام:
روى عبد الرزاق والبيهقي، عن النبي (ص) قال: "البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان" وروى إمامنا أحمد عن مالك بن دينار قال: (مكتوب في التوراة: تدين تدان، وكما تزرع تحصد)"
ويبدو أنه ختم الكتاب بهذه الروايات تلخيصا لكل روايات الكتاب وهو أن من فعل خيرا وجد خيرا ومن فعل شرا وجد شرا"

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

نقد كتاب الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي (ص)من الخدم والموالي

نقد كتاب الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي (ص)من الخدم والموالي
مؤلف الكتاب هو محمد بن عبد الرحمن السخاوي وفى موضوعه قال المؤلف :
"هذا جزء جردت فيه خدامه (ص)ومواليه ميزت فيه الخدام من غير الموالي برقم (خ) على أعاليه مرتبا لهم كلهم على حروف المعجم ضابطا لما لعله اشكل النطق به واستعجم راجيا بذلك شمول بركتهم داعيا بالوصول لأن أكون مندرجا في خدمتهم وإن لم ألحق بهم في مرتبتهم نفع الله تعالى به ورفع عنا كل مكروه "
حكاية وجود خدم وموالى للنبى (ص) خاصة فى الفترة المدنية حكاية لا تصدق فطبقا للتاريخ المعروف كان قبل البعثة قد تزوج من خديجة بنت خويلد وهى من الغنيات وعمل معها وكسب مالا من ذلك العمل ومن ثم من الجائز أن يكون له خدم وعبيد وإماء فى تلك الفترة وأما فى الفترة المدنية فمن المحال أن يكون له خدم وعبيد للتالى :
-أنه كان فقيرا معدما هو والمسلمين وعانوا من الجوع ونقص الثمرات كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
-أن النبى(ص) بنى بيتا مكونا من عدد محدود من الحجرات ولو كان لديه هذا العدد الكثير من الخدم والعبيد والإماء لتطلب هذا أن يبنى لكل منهم حجرة خاصة تحقيقا للمساواة بينه وبينهم كما فى الرواية الشهيرة:
"إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"
وفى محدودية عدد الحجرات قال تعالى :
"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم "
فلو كان عددها كبير لأدخلهم فيها ولم يخرج للحديث معهم خارجها
ولو كان عددها كبير ما حرم الله دخول المسلمين فى الحجرات إلا للأكل الذى دعاهم الرسول(ص) لتناوله كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث"
-أن الله عندما خاطب النبى(ص) لإبلاغ أمر إطالة الجلابيب قال :
"يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين "
فلو كان لديه خادمات أو إماء فى تلك الفترة لذكرن فى الآية ولكنه كان قد تزوج ما لديه من ملك يمينه ومن ثم لذكرن
-من المعلوم أن أى رجل يكون لديه خدم وعبيد وإماء يكون مسئولا عن أكلهم وشربهم ولباسهم ونومهم وغير ذلك فكيف كان النبى(ص) ينفق على مائة نفس أو مئتى نفس وهو لم يكن لديه عمل غير الحكم ؟
- من المعلوم أن بعض زوجات النبى(ص)كان لديهم أبناء بنين وبنات فلماذا سيحتاج للخدم والموالى وهو كان لديه هذا العدد من النساء الخاليات من العمل الوظيفى لأنهن كن قارات فى البيوت وكذلك عدد من الأولاد يمكن أن يحضروا طلبات البيت
- أن الله بين من ينفق عليهم النبى(ص) فقال :
"ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"
وقال:
"واعلموا إنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل"
فلو كان لديه خدم وعبيد وإماء بهذا العدد لوجب أن ينفق عليهم ولكن الله جهل النفقة فى تلك الأموال لذوى قرباه وهم نسائه وبناته غير المتزوجات وأولاد زوجاته اللاتى فى حجره
-لا يوجد نص فى القرآن يقول أن للنبى(ص) عبيد أو موالى والنص الوحيد كان فى ملك اليمين وقد تزوجهن كلهن كما قال تعالى "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
- أن النبى(ص) لابد ان يكون قدوة للمؤمنين فى عتق أى عبد أو أمة كانت لديه ومن ثم لم يكم لديه شىء فى بيته إلا الحرات والأحرار
- أن لو افترضنا وجود الخدم المزعومين بهذا العدد فيجب أن نسأل من كان ينفق عليهم لأنهم كانوا كما يزعمون فى التاريخ عاطلين عن العمل فهل النبى(ص) كان يعطل كل تلك القوى البشرية من أجل خدمته؟
هذا كلام لا يعقل
إذا كل ما قيل عن الخدم والعبيد والإماء هو كذب ومين من اخترعوه اخترعوه ليبيحوا مهنة لا توجد فى الإسلام وهى الخدمة فالمسلمون اخوة لا يجوز أن يعمل أحدهم خادما لأخيه يأخذ على خدمته أجرا فهى مهنة تتواجد فى المجتمعات غير المسلمة لأنه لو تواجد مسلم عاجز عن خدمة نفسه فسيخدمه جيرانه وأقاربه وجوبا كما قال تعالى "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما " فهنا العجزة من الآباء والأمهات هم مسئولية البناء وليسوا مسئولية الخدم
وحتى العجزة من غيرهم كالمجانين والمرضى قد اوجب على أقاربهم خدمتهم فقال :
"وآت ذى القربى حقه"
ومن ثم فالخدمة التعطيلية عن العمل الوظيفى لكونها وظيفة غير موجودة فى الإسلام ومن اخترعوها اخترعوها لإرضاء الحكام والسلاطين ليبيحوا أن يكون لهم خدم ليس لهم وظيفة سوى الخدمة
والآن لقراءة ما جاء فى الكتاب وهو :
الخدم والموالي من الرجال
1 - إبراهيم أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي
2 - أحمد أحد ما قيل في إسم سفينة 3 - أحمر أبو عسيب كنسيب 4 - أحمر أحد ما قيل في إسم سفينة (خ) 5 - أربد ولم ينسب فيمن أن يكون ابن حمير أو حميرة أحد من هاجر إلى الحبشة شهد بدرا 6 - أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي الحب بن الحب الآتي ابوه وأمه أم أيمن
7 - أسد من الموالي ذكره الذهبي في تجريده وسبقه العباس بن محمد الأندلسي فقال في تاريخه وكان أنس بن مالك ومولاه أسد يستأذنان على النبي (ص)(خ} - أسلع بن شريك بن عوف الأشجعي اليمني كان يرحل راحلته 9 - اسلم بن عبيد لعله الحادي رفيق رافع الحادي فيما قيل
10 - أسلم أحد ما قيل في إسم أبي رافع وبه جزم البخاري وغيره 11 - اسلم خادم غير أبي رافع قال سعيد بن عبد الرحمن المدني كان هو ورافع خادمين للنبي (ص)يعني اللذين ذكرهما عمر في قوله
(وكن رفيق رافع وأسلم ... وأخدم الأقوام كيما تخدم) (خ) 12 - أسماء بن حارثة الأسلمي من أهل الصفة وممن شهد الحديبية وهو أخو هند الآتي
(خ) 13 - الأسود بن مالك الأسدي اليماني أخو الحدرجان الآتي 14 - أفلح قال أبو عمر بن عبد البر
مذكور في مواليه ويروي له ابن مندة حديث أخاف على أمتي من بعدي ضلالة الأهواء واتباع الشهوات ... . الحديث
وذكر الحكيم الترمذي ثالثة وهي العجب وقال ابن شاهين الغفلة
وهو في الإصابة 15 - أفلح هو الذي قال له النبي (ص)حين رآه ينفخ إذا سجد ترب وجهك ولكنه مترجم بأنه مولى أم سلمة نعم في أصل الرواية عن أم سلمة رأى غلاما لنا
16 - أنجشة ابو مارية الحبشي الأسود الحادي 17 - أنس بن مالك النجاري أشهر خدامه ممن خدمه سفرا وحضرا وكان على حوائجه 18 - أنس مولى النبي (ص)مات في ولاية أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهو غير الآتي بعده يعني أبا أنسة قاله شيخنا في الإصابة 19 - أنسة ويقال أبو أنسة يكنى أبا مسروح أو بدون واو من السراة أعتقه (ص)وكان يأذن عليه إذا جلس 20 - أوس أحد ما قيل في إسم أبي كبشة بل جزم به ابن حبان 21 - إياد في أبي السمح (خ) 22 - أيمن بن أم أيمن الحبشي أخو أسامة بن زيد لأمه
(خ) 23 - أيمن بن عبيد بن عمرو بن بلال الأنصاري الخزرجي كان على مطهرته وتعاطيه حاجته استشهد يوم حنين
24 - أيمن أحد ما قيل في إسم سفينة 25 - بادام ذكره البغوي ثم ابن عساكر في الموالي وليس هو بذكوان 26 - بادام أحد ما قيل في إسم ذكوان 27 - بدر أبو عبد الله (خ) 28 - بكير أو بكر بن شداخ أو ابن شداد الكناني الليثي (خ) 29 - بلال بن رباح الحبشي المؤذن مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
30 - ثابت أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 31 - ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري ومات في حياته (ص)خوفا من الله تعالى 32 - ثوبان بن بجدد أبو عبد الله صحابي شهير يقال إنه من
العرب اصابه سباء فاشتراه النبي (ص)بالمدينة فاعتقه ولم يزل معه سفرا وحضرا (خ) 33 - جزء بن الحدرجان وقيل الحدرد بن مالك اليماني 34 - جندب بن جنادة هو أبو ذر الغفاري يأتي في الكنى 35 - حاتم اعتمد الدميري تبعا لغيره في ذكره في الموالي خبرا اختلقه بعض الكذابين 36 - الحدرجان وقيل الحدرد بن مالك أبو جزء وأخو الأسود الماضيين
37 - حريث قيل إنه اسم أبي سلمة الراعي 38 - حنين غلام للنبي (ص)وهبه لعمه العباس فأعتقه وكان يخدم النبي (ص)وهو جد إبراهيم بن عبد الله بن حنين (خ) 39 - خالد بن زيد الأنصاري أبو ايوب في الكنى 40 - دوس من الموالي وإن أنكره أبو نعيم وقال إنما هو إسم القبيلة الشهيرة فقد رجح شيخنا الأول 41 - ذكوان قيل هو بادام أو طهمان أو كيسان أو مهران أو ميمون أو هرمز بل قيل إنه سفينة
(خ) 42 - ذو مخمر بالميم أو الموحدة بدلها الحبشي ابن أخي النجاشي 43 - رافع ابو البهي كان لسعيد بن العاص أبي أحيحة فلما مات ورثه بنوه فأعتق بعضهم نصيبه في الإسلام وتمسك خالد أحدهم فأتى النبي (ص)يستعينه على من لم يعتق وكلم فيه فوهبه له فأعتقه فكان يقول أنا مولى النبي (ص)وسماه بعضهم أبو رافع وأنه القبطي ورجح شيخنا أنه غيره 44 - رباح الأسود النوبي أصابه في غزوة بني عبيد بن ثعلبة وكان يؤذن على عهده (ص)ويستأذن عليه كما استأذن لعمر في المشربة 45 - رباح أحد ما قيل في إسم سفينة (خ) 46 - ربيعة بن كعب أبو فراس الأسلمي حجازي مدني وهو صاحب وضوئه قال كنت أثبت عند بابه (ص)أعطيه وضوءه فأسمعه (ص)الهوى من الليل يقول سمع الله لمن حمده والهوى من الليل يقول الحمد لله رب العالمين 47 - روح بن سندر ويقال ابن شيرزاد الحميري قيل هو ضميره
48 - رومان الرومي 49 - رومان أحد ما قيل في إسم سفينة 50 - رويفع ذكره العسكري في الموالي قال الحاكم إنه من سبي خيبر 51 - زيد بن بولا بالموحدة أبو يسار 52 - زيد بن حارثة بن شراحيل والد أسامة وهبته له خديجة فأعتقه هو وزوجته أم أيمن
53 - زيد جد هلال بن يسار كذا ذكره الدميري تبعا لغيره وهو ابن بولا 54 - زيد أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 55 - سابق أبو سلام الهاشمي وهم خليفة بن خياط في ذكره في الموالي بل في الصحابة مطلقا والحديث إنما هو عن سابق بن ناجية عن خادم النبي (ص)كما في السنن فسقطت عن
56 - سالم هو أبو سلام الهاشمي (خ) 57 - سالم وهم فيه بعضهم وإنما هو سلمى وهي أم رافع زوجة أبي رافع وزعم بعضهم كما حكاه مغلطاي أنه أبو سلمى الراعي (خ) 58 - سعد ويقال سعيد مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعد اشهر وأكثر وقع في رواية البغوي الحديث من مسنده عن سعد مولى رسول الله (ص)فظن بعضهم أنه الآتي وليس كذلك ووصفه بأنه مولاه وإنما كان يخدمه 59 - سعد من الموالي ويقال فيه عبيد ولم ينسب وكذا هو عبيد في مسند أحمد
60 - سعد الحميري هو ابو ضميرة 61 - سعيد بن زيد 62 - سعيد بن مينا كذا عده بعضهم في الموالي وهو في المتفق للخطيب من طريق موسى بن سليم ان الأيادي عن عمر بن قيس الماصر عن عطاء عن سعيد بن مينا مولى النبي (ص)سمعت النبي (ص)يقول فر من المجذوم فرارك من الأسد انتهى
ويحرر إن كان هو غير سعيد بن مينا المكي التابعي أو هو إياه أرسل 63 - سعيد ابو كندير أو ابن كندير كذا عند الدميري تبعا لغيره وما عرفته وهو في مغلطاي أيضا وقيل إنه سلمان بن ربيعة ابو كندير وسيأتي 64 - سفينة وهو لقب وفي إسمه أقوال فرقتها قال أبو حاتم اشتراه النبي (ص)فأعتقه وقال غيره بل أعتقته أم سلمة
65 - سلمان بن ربيعة أبو كندير مضى في سعيد أبي كندير 66 - سلمان أبو عبد الله الفارسي أعانه في كتابته (خ) 67 - سلمى كذا في نسخة من مغلطاي وقيل هو سالم 68 - سلمة في أبي كبشة
69 - سليمان أحد ما قيل في إسم سفينة 70 - سليم قيل إنه اسم أبي كبشة القبطي 71 - سنان أحد ما قيل في إسم إبي رافع 72 - سنبه بالمهملة أو المعجمة ثم نون أحد ما قيل في إسم سفينة 73 - سندر ذكره جماعة وهو كجعفر خصي لزنباع وكأن ذكره في الموالي لكونه أتى النبي (ص)فشكى إليه سيده وأنه جدع أنفه وجبه فقال لهما حملك على هذا فذكر السبب فقال للمولى: إذهب فأنت حر وحينئذ هو من مواليه (ص)وفي لفظومن مثل به أو حرق بالنار فهو حر وهو مولى الله ورسوله وأعتقه (ص)وقال أوصي به كل مسلم 74 - شقران الحبشي وقيل الفارسي يقال إسمه صالح بن عدي وكان فيما قاله الحاكم لعبد الرحمن ابن عوف فوهبه للنبي (ص)فأعتقه 75 - شمعون والد ريحانة سرية النبي (ص)ذكره الدميري تبعا لغيره وهو بالغين المعجمة 76 - شنبة في سنبة بالمهملة 77 - صالح بن عدي قيل هو إسم شقران كما سلف
78 - صالح أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 79 - ضميرة بن أبي ضميرة الضمري الليثي قيل إسمه روح والمعروف أبا ضميرة وهو جد حسين بن عبد الله أعتق النبي (ص)أبا ضميرة وأهل بيته وكانوا أهل بيت من العرب 80 - طهمان في ذكوان 81 - طهمان أحد ما قيل في إسم سفينة 82 - عبد الله وقيل عبيد بن عبد الغافر (خ} 3 - عبد الله بن مسعود وكان صاحب نعليه إذا قام ألبسه إياهما وإذا جلس جعلهما في ذراعه حتى يقوم وصاحب سواكه ويوقظه إذا نام ويستره إذا اغتسل ويرحل له إذا سافر ويماشيه 84 - عبد الرحمن أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 85 - عبدة ذكره ابن شاهين في الموالي 86 - عبس أحد ما قيل في إسم سفينة 87 - عبيد الله بن اسلم الهاشمي 88 - عبيد بن عبد الغافر ذكره ابن الجوزي وغيره وهو في عبد الله 89 - عبيد يقال هو سعد الماضي (خ) 90 - عقبة بن عامر الجهني وكان صاحب بغلته يقود به في الأسفار
91 - عمرون كذا في الدميري وعند غيره عمرو يعرف بعمرون وقيل إنه غنيم 92 - عمير أحد ما قيل في إسم سفينة 93 - عيسى كذلك غنيم ويقال عمرو ويعرف بعمرون مضى 94 - غيلان وله حديث 95 - فزارة أحد ما قيل في اسم سفينة 96 - فضالة اليماني نزل الشام ذكره ابو بكر بن محمد بن حزم في الموالي 97 - قرمان أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 98 - قفيز بقاف ثم فاء وزن عظيم غلام للنبي صلى الله عليه وسلم
(خ) 99 - قيس بن سعد بن الخزرجي الساعدي خدم عشر سنين 100 - قيس أحد ما قيل في إسم سفينة 101 - كركرة النوبي أهداه للنبي (ص)هودة بن علي الحنفي اليمامي
فأعتقه وكان على ثقله (ص)ويمسك دابته عند القتال يوم خيبر وقتل يومئذ 102 - كريب غلط من ذكره في الموالي نعم معدود فيمن له رؤية 103 - كريب بن أبرهة ابو رشدين 104 - كيسان يأتي في مهران 105 - كيسان مضى في ذكوان 106 - كيسان أحد ما قيل في إسم سفينة 107 - مأبور القبطي الخصي قريب مارية أم إبراهيم ويقال بهاء أوله بدل الميم شيخ كبير أهداه له المقوقس 108 - ماياهية الفارسي في محمد 109 - مثعب أحد ما قيل في إسم سفينة
110 - محمد بن عبد الرحمن ذكره الدمياطي ومغلطاي وقيل إسم جد ثوبان ويحتاج تحريره ذكره في الموالي 111 - محمد من الموالي خرج بتجارة من مرو وكان اسمه ماياهية الفارسي فأسلم وسماه النبي (ص)محمدا ورجع إلى بلاده فكان يقال له مولى رسول الله (ص)112 - محمد ولم ينسب يحتمل أن يكون الذي قبله 113 - مدعم الأسود أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي وقيل إنه مات عبدا وفي الجهاد من صحيح البخاري أنه غل عباءة
زاد في المغازي يوم خيبر وكذا هو في الموطأ ومات في ذلك اليوم 114 - مرة قيل في إسم أبي عسيب 115 - مروان أحد ما قيل في إسم سفينة 116 - مزينة كذلك 117 - مفلح كذلك 118 - مكحول من الموالي وهبه مع جارية لأخته من الرضاعة الشيماء فزوجت الغلام للجارية فلم يزل من نسلهما بقية (خ) 119 - مهاجر أبو حذيفة مولى أم سلمة
120 - مهران أبو عبد الرحمن قيل هو ذكوان الماضي 121 - مهران أحد ما قيل في إسم سفينة 122 - ميمون 123 - نافع أبو السائب أخو أبي بكرة أسلم وفر من المشركين فأعتقه النبي (ص)وكان لغيلان بن سلمة الثقفي 124 - نافع من الموالي له حديثان ويحرر مع أبي السائب
125 - نبيه بالتصغير وقيل بوزن عظيم يقال إنه كان من مولدي السراة فاشتراه فأعتقه 126 - نبيل كذا رأيته عن بعضهم وينظر نهيك 127 - نجران أحد ما قيل في إسم سفينة (خ) 128 - نعيم بن ربيعة بن كعب الأسلمي صوابه نعيم عن ربيعة لا ابن ربيعة وربيعة قد مضى 129 - نفيع بن الحارث ابو بكرة الثقفي 130 - نفيل لعله نهيك
131 - نهيك كذا في مغلطاي 132 - هابور في مابور 133 - هرمز بن ماهان الفارسي كان من جملة عشرين مملوكا شهدوا بدرا فأعتقه النبي (ص)وقال إن الله قد أعتقك وإن مولى القوم منهم وإنا أهل بيت لا نأكل الصدقة فلا تأكلها 134 - هرمز أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي 135 - هرمز قيل إنه ذكوان
136 - هشام من الموالي روى حديث إن رجلا قال يا رسول الله إن امرأتي لا ترد يد لامس بل قيل إنه هو السائل (خ) 137 - هند بن حارثة الأسلمي أخو اسماء الماضي من أهل الصفة وبيعة الرضوان (خ) 138 - هلال بن الحارث هو ابو الحمراء مشهور بكنيته
(خ) 139 - هلال وأظنه الذي قبله 140 - واقد من الموالي
روى من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه
141 - وردان سباه من الطائف وأعتقه مات في حياته شهيدا سقط من عذق نخلة 142 - يزيد أحد ما قيل في إسم أبي رافع 143 - يسار بن يزيد يحرر 144 - يسار الراعي الذي قتله العرنيون وكان النبي (ص)أعتقه لما رآه يحسن الصلاة
145 - يسار أحد ما قيل في إسم أبي رافع القبطي
الكنى والألقاب والمجاهيل من الرجال من خدم رسول الله (ص)ومواليه
146 - أبو أثيلة وصفه ابن الجوزي في تلقيحه بأنه من الموالي وهو غير المسمى راشدا ويقال فيه أبو واثلة السلمي وقيل إنه ابن راشد
147 - أبو أنسة وهو أنسة الماضي (خ) 148 - أبو أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد كان صاحب رحله 149 - أبو بشير ككثير من الموالي 150 - أبو بكرة هو نفيع مضى 151 - أبو البهي هو رافع وقيل هو أبو رافع الآتي (خ) 152 - ابو الحمراء هو هلال بن الحارث أو ابن ظفر مضى
(خ) 153 - أبو ذر الغفاري واسمه على الأصح جندب بن جنادة 154 - أبو رافع القبطي وهو مشهور بكنيته سماه جماعة منهم البخاري أسلم وفيه غير ذلك كما فرقته قيل إنه كان للعباس فوهبه للنبي (ص)فلما اسلم العباس بشر النبي (ص)بإسلامه فأعتقه وزوجه مولاته سلمى وكان على ثقل النبي (ص)والمحفوظ أنه أعتقه لما بشر العباس بأن النبي (ص)انتصر على أهل خيبر في قصة جرت 155 - أبو رافع والد البهي قيل هو الذي قبله وبه قال البخاري ومصعب الزبيري وجماعة وقيل هو غيره
156 - أبو رافع آخر يقال هو رافع الماضي 157 - ابو السايب هو نافع 158 - أبو سلام من الموالي فيما عده خليفة بن خياط و (خ) فهو غير أبي سلام ممطور الحبشي فذاك تابعي 159 - أبو سلام الهاشمي هو سالم 160 - أبو سلم الراعي قيل إسمه حريث 161 - أبو سلمى قال ابن عبد البر لا أدري أهو الراعي أو غيره (خ) 162 - أبو السمح قيل إسمه إياد ضل فلا يعلم أين مات
163 - أبو صفية من المهاجرين المعدودين في الموالي 164 - أبو ضميرة أو ضميرة الماضي الحميري من آل ذي يزن قيل روح أو سعد 165 - أبو عبيد سعد أو عبيد وقيل إنهما اثنان أو لا يعرف إسمه
166 - أبو عسيب وقيل بالميم هو أحمر وأما كونه سفينة فالراجح خلافه 167 - أبو قيلة كذا عند مغلطاي وغيره ويحرر 168 - أبو كبشة الدوسي قيل أوس أو سلمة أو سليم من مولدي مكة 169 - أبو كندير سلمان وصوابه سعيد بن كندير 170 - أبو كيسان هو هرمز كذا ذكره بعضهم 171 - أبو لبابة كان لبعض عماته فوهبته له وينظر مع الآتي
172 - أبو لبابة من بني قريظة عجز عن كتابته فابتاعه النبي (ص)فأعتقه قاله البلاذري 173 - أبو لقيط الحبشي أو النوبي 174 - أبو مسرح ويقال مسروح هو أنسة 175 - أبو مويهبة المزني من مولدي مزينة ويقال أبو موهبة وأبو
موهوبة من مولدي مزينة وممن شهد غزوة المريسيع وكان يقود بعائشة جملها 176 - أبو هند الحجام كذا ذكره مغلطاي وغيره في الموالي ويحرر 177 - أبو واثلة في أبي أثيلة 178 - أبو واقد هو واقد الماضي أحدهما وهم 179 - أبو اليسر كذا ذكره مغلطاي وابن جماعة ويحرر (خ) 180 - غلام من الأنصار الذي وقع في حديث أنس أحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة 181 - برية لقب أبي رافع القبطي وقيل هو تصغير إبراهيم
الخدم والإماء من النساء
182 - أمة الله ابنة رزينة الآتية
183 - أميمة قال ابن عبد البر خدمت النبي (ص)وحديثها عند أهل الشام قلت هو في مسند عبد وكانت توضئه (ص)184 - بركة أم أيمن الحبشية مولاته وحاضنته بل قيل إنها أرضعته ثم ورثها من أبيه
185 - حفصة جدة حفص بن سعيد 186 - خضرة ذكرها ابن سعد ولها ذكر في التحريم من تفسير ابن مردويه (خ) 187 - خولة ذكرها ابن عبد البر ولها حديث ضعيف عند الطبراني وأبي بكر بن أبي شيبة وهي جدة حفص بن سعد (خ) 188 - ربيحة بالتصغير والمهملة ذكرها ابن سعد وقال مولاة رسول الله (ص)قال مغلطاي ويقال هي ريحانة السرية وقيل هي قرظية 189 - رزينة أو بتقديم الزاي مولاة أم المؤمنين صفية يقال إنه لما أعتقها أمهرها لها روت عن النبي (ص)وعنها ابنتها 190 - رضوى معدودة في الموالي 191 - ركانة 192 - روضة ذكرها ابن سعد والبلاذري فيهم
193 - روضة أمة أخرى للنبي (ص)أمرها أن تعلم شخصا كيف يستأذن غاير بينهما الذهبي ثم شيخنا 194 - ريحانة إبنة شمغون من بني النضير والراجح أنه (ص)أعتقها وتزوجها 195 - سائبة من مواليه (ص)روت عنه في اللقطة
(خ) 196 - سلمى خادمة رسول الله (ص)أمرها أن تبشر زينب ابنة جحش بأن الله زوجه إياها ويحتمل أن تكون الآتية 197 - سلمى أم رافع وأخوته وداية فاطمة رضي الله عنها وقيل مولاة عمته صفية ابنة عبد المطلب 198 - سيرين أخت مارية أهداهما له المقوقس فوهبها لحسان
(خ) 199 - صفية خادمة رسول الله (ص)لها عنه رواية ذكرها ابن عبد البر 200 - قيسر القبطية أخت مارية فوهبها (ص)لبعض أصحابه ممن اختلف في تعيينه 201 - مارية أم إبراهيم عليه السلام أهداها له المقوقس 202 - مارية أم الرباب تردد ابن عبد البر بينهما وبين التي بعدها في كونهما واحدة أو لا
203 - مارية جدة المثنى بن صالح 204 - موهبة 205 - ميمونة ابنة سعد أو سعيد 206 - ميمونة ابنة أبي عسيب أو عسيبة روت عنه في الدعاء 207 - ميمونة غير منسوبة هي إحدى اللتين قبلها
208 - نوبة خادمة النبي (ص)تردد في كونها امرأة وأوردها أبو موسى المديني في النساء 209 - أم أيمن في بركة 210 - أم رافع في سلمى 211 - أم الرباب في مارية 212 - أم ضميرة 213 - أم عياش مولاة لابنته رقية كانت توضئه 214 - سرية جميلة أصابها في سبي
215 - سرية أخرى وهبتها له زينب ابنة جحش ذكرهما أبو عبيدة ولم يسميا"
انتهى الكتاب ونلاحظ فيما ذكره السخاوى تناقضات عديدة نكتفى بذكر بعض منها :
-الرجل المسمى سفينة ذكر فيه أسماء عدة وكأنهم عدة رجال وليس رجل واحد ومن أقوال الرجل فيه:
"2 - أحمد أحد ما قيل في إسم سفينة 24 - أيمن أحد ما قيل في إسم سفينة 41 - ذكوان قيل هو بادام أو طهمان أو كيسان أو مهران أو ميمون أو هرمز بل قيل إنه سفينة
45 - رباح أحد ما قيل في إسم سفينة 64 - سفينة وهو لقب وفي إسمه أقوال فرقتها قال أبو حاتم اشتراه النبي (ص)فأعتقه وقال غيره بل أعتقته أم سلمة 81 - طهمان أحد ما قيل في إسم سفينة عبس أحد ما قيل في إسم سفينة 92 - عمير أحد ما قيل في إسم سفينة فزارة أحد ما قيل في اسم سفينة قيس أحد ما قيل في إسم سفينة"
-ذكوان هو شخص ذكره عدة مرات تحت اسماء مختلفة منها :
بادام أحد ما قيل في إسم ذكوان41 - ذكوان قيل هو بادام أو طهمان أو كيسان أو مهران أو ميمون أو هرمز بل قيل إنه سفينة80 - طهمان في ذكوان105 - كيسان مضى في ذكوان120 - مهران أبو عبد الرحمن قيل هو ذكوان الماضي135 - هرمز قيل إنه ذكوان"
هذان مثالان من كثرة فسفينة ذكر فى حوالى عشرين رقما ومن ثم فهو شخص واحد ومن ثم فحتى من ذكرهم يمكن ردهم لعدد لا يتجاوز الخمسين أو حتى الثلاثين شخصا ومع هذا فكل نا قيل لا يثبت شىء أنهم كانوا خدم أو موالى

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

الاستفان اللغوى

الاستفان اللغوى
عنوان غريب وجدته فى موقع يسمى ديوان اللغة العربية وهو تعبير مأخوذ من كلمة السفينة وهذا الموقع يشرف عليه ويكتب معظمه أو كله -الله أعلم- خضير شعبان أستاذ بجامعة بثنة2 بالجزائر
وقد كتب فى تعريف هذا الاصطلاح التالى :
"الاستفان علم يدرس اللغات الإنسانية على اعتبار أنّ لها أصلا لغويا واحدا تشترك فيه جميعا، وهو الأصل العربي، ثمّ تأصيل كلماتها على أساس ما هو موجود في اللغة العربية اليوم، والاستفان من مادّة «سفن» التي هي جذر كلمة سفينة، على تقدير أنّ البشرية بدأت طورها الثاني بعد هلاك قوم نوح ونجاة الذين آمنوا معه بالسفينة التي صنعها نوح عليه السلام، والاستفان على صيغة الافتعال وِزان الاقتصاد، فِعْله «استفن، يستفن» واللغة السَّفَنِيَة نسبة إلى السفينة على القياس هي اللغة الإنسانية الأولى، بقيت على ألسنة أولئك الذين نجوا من الطوفان في الزمن الأوّل، وهم الذين حملوها معهم بعد ذلك حينما انتشروا في الأرض، وتختلف عن اللغة العربية في بعض الأمور منها: أنّ السفينة لا تحتوِي على ألفاظ مُقترَضة فكلّ ما كان فيها أصيل، على العكس من العربية التي ضمّت ألفاظا عجمية اقترضها العرب من الشعوب المجاورة لهم، كما أنّ العرب أسقطوا بعض الألفاظ من الاستعمال واستحدثوا ألفاظا جديدة لم تُعرف من قبل، إلاّ أنّ القواعد النحوية والصرفية بقيت على عهدها الأوّل مثلما كانت في لغة الإنسانية الأولى."
والمقولة الأولى والأخيرة فى هذا البحث اللغوى هى :
اللغة العربية هى أصل اللغات أو بألفاظ أخرى كل اللغات الحالية والميتة كما يقال هى لهجات عربية تم تحريفها وفى هذا قال خضير :
"ذلك أننّا سنقدّم في هذه الدراسة التأصيل للأبحاث التي قام بها بعض علماء العرب اليوم والتي تذهب إلى أنّ العربية أصل اللغات جميعا وأنّها لغة نوح عليه السلام، سيقود هذا التأصيل في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى إلى المزيد من البحث ومن التعمّق والتدقيق، ويزداد الاعتقاد بقدم اللغة العربية رسوخا وثبوتا. إنّ علينا نحن العرب أنّ نبيّن للناس هذه الحقائق المتعلّقة بلغتنا ونقدّم البراهين."
والمقولة كما يقول خضير قديمة تبناها البعض كابن حزم حيث قال فى كتاب الإحكام فى أصول الأحكام:
«إلاّ أنّ الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مُضَر لا لغة حِمْيَر لغة واحدة تبدّلت بتبدّل مساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما، ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلّوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة، وهكذا في كثير من البلاد فإنّه بمجاورة أهل البلدة بأمّة أخرى تتبدّل لغتها تبدلا لا يخفى على من تأمّله. ونحن نجد العامّة قد بدّلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلا وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب العينب وفي السوط أسطوط، وفي ثلاثة دنانير ثلثدا، وإذا تعرّب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال: السجرة، وإذا تعرّب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول: مهمدًا إذا أراد أن يقول محمدا. ومثل هذا كثير. فمن تدبّر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل"
بذل خضير شعبان جهدا كبيرا لإثبات المقولة وهذا الجهد الكبير هو جهد فاشل فى إثبات المقولة ولكنه جهد ناجح نجاح كبير فى مجال المقارنة اللغوية
المقولة تتعارض مع الوحى الإلهى الذى أثبت أن اختلاف الألسن وهى اللغات آية من آيات الله كما قال تعالى :
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين"
وقال أن لسان كل قوم كان مختلفا فقال :
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"
كما أنه يتعارض مع أن الله علم آدم(ص) الأسماء كلها التى تعنى كلمات كل اللغات فى قوله تعالى:
"وعلم آدم الأسماء كملها"
وهو ما سماه الله البيان بلا تحديد كما قال تعالى :
"خلق الإنسان علمه البيان"
الجهد الكبير الذى بذله الرجل وأشار إلى من سبقوه فى إثبات أن الكثير من كلمات لغات العالم هى عربية الأصل سواء كانت كما هى أو حرف بعض منها هو جهد ينبغى أن يتم التنويه عنه فقد راجع الرجل على الأخص الكلمات العربية فى اللغات الأوربية كالإنجليزية أو كما يسميها الكلزية والفرنسية والإيطالية ومن ثم فالأولى هو :
تقديم معجم يضم الكلمات العربية فى كل لغة من لغات العالم الحالية سواء كان معجما كبيرا يضم الكل أو معاجم منفصلة العربية مع لغة واحدة
وتعليل انتشار العربية فى كل لغات العالم هو :
انتشار الإسلام فى كل الأقوام كما قال تعالى :
"ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
ومن ثم دخلت الكلمات القرآنية على الأخص فى كل اللغات من جانب المسلمين ولما كانت الدولة الإسلامية كانت قد وصلت لمعظم بلاد العالم إن لن يكن كلها فإن التعليم الإسلامى حتم أن تكون اللغة العربية هى لغة التواصل بين المسلمين بينما ظلت اللغات الأخرى فى وجودها مع إضافة كلمات الشرع لها ولما انهارت الدولة بكفر من تولاها من المنافقين ظل الناس يتكلمون الكلمات العربية فى لغاتهم ومع مرور الزمن حدث لها التحريف والتبديل فى بعض الحروف

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

قراءة فى كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم

قراءة فى كتاب السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم
مؤلف الكتاب شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ)
بداية العنوان به خطأ وهو تقسيم المال لمحمود ومذموم أى حسن وسيىء فالمال مخلوق حسن والحمد والذم أى الحسن والسوء إنما هو فى عمل الإنسان كما قال تعالى :
"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"
ولا نجد فى القرآن تعبير المال أو الأموال المحمودة أى الحسنة ولا المال السوء أى المذموم وإنما نجد تعبير الحسن والسوء وهو الحمد والذم فى فعل الإنسان بهم كما فى قوله تعالى :
"الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
"يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الأخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا والله لا يهدى القوم الكافرين"
"ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير"
"والذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"
ومن ثم ما نطلق عليه المال الحرام والمال الحلال تعبير خاطىء فالمال محايد والحرمة والحل هى عمل الإنسان بالمال فمثلا نباتات الدخان والحشيش ومثلا الحيوانات كالخنزير كلها خلق الله وهو خلق حسن كما قال تعالى :
"الذى أحسن كل شىء خلقه"
الحرام أو المذموم والحلال وهو المحمود هو ما يفعله الإنسان بها فمثلا الحشيش إذا تناولها الإنسان للتدخين فمثلا بها فهو أتى عملا مذموما محرما وإذا استخرج منها دواء فقد أتى عملا حلالا محمودا ومثلا ما يسمونه الصدقة بالمال تصبح حلالا محمودة إذا لم يكن فيها منا ولا أذى كما قال تعالى :
"الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم" وإذا كان فيها منا أو أذى تصبح حراما مذمومة كما قال تعالى "يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله رئاء الناس"
وقد سمى الله المال مال الله فقال :
" وأتوهم من مال الله الذى أتاكم"
فهل مال الله يكون محمودا ومذموما أم كله حسن؟
نأتى بعد ذلك لموضوع الكتاب وهو سؤال عن حديثين دعا فيهما النبى(ص) كما يزعمون لمسلم وكافر بنفس الدعاء وفى هذا قال السخاوى:
"برزت الإشارة بالإيماءات مع صريح العبارة من علامة مطيق منطيق، وفهامة متحقق بالتدقيق والتحقيق، مارس كثيرا من العلوم، ونافس بفكره الصافي في فني المنطوق والمفهوم، وظهرت سيادته وانتشرت رئاسته، واغتبط الملوك ببهجته ونضارته، وارتبط الغني فضلا عن الصعلوك بساحته -زاده الله -تعالى- من فضله، وأبقاه لنشر العلم والتنويه بأهله، وختم له بالحسنى، ورفعه إلى المحل الأسنى- إلى استشكال الجمع بين دعائه (ص)لخادمه سيدنا أنس بن مالك حسبما اتفق عليه الشيخان بكثرة المال والولد مع كونه -كما روي من أوجه يرتقي بها إلى الحسن- دعا بذلك على من لم يؤمن به ولم يصدقه، والتمس من المملوك الجواب فكتب ذلك باختصار لكونه فهم أن الغرض حين سمى القاصد إنما هو بيان مرتبة الحديث الثاني ومن أخرجه، ثم تبين له حقيقة المراد"
فكانت الإجابة من السخاوى هى:
"فقال على سبيل الغرض على المشار إليه، لا قصدا للتطويل لديه، غير متعرض لما كتبه أولا في تخريج الحديث:
الجواب كما ظهر لي أنه يقال: ليس المالان في الموضعين على حد سواء، فالذي دعا لخادمه بالكثرة منه هو الذي قال فيه (ص)«لا خير فيمن لا يحب المال ليصل به رحمه، أو يؤدي به عن أمانته ويستغني به عن خلق ربه»
والمعنى في هذا كما قال العسكري: إنه لا خير فيمن يحب المال لغير هذه الخصال، وإنما يحب المؤمن -يعني: الكامل- المال لهذه الأشياء ، ونحوه قول سعيد بن المسيب -رحمه الله-: «لا خير فيمن لا يجمع المال فيقضي دينه ويصل رحمه، ويكف به وجهه»
ولذلك يروى -كما أخرجه أحمد وابن منيع في «مسنديهما» - من حديث عمرو بن العاصي قال: قال لي رسول الله (ص)«يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح» -وفي لفظ: «نعم المال الصالح للرجل الصالح»
وأخرج الديلمي عن جابر عن النبي (ص)أنه قال: «نعم العون على تقوى الله المال»
وعند الطبراني في «الأوسط» عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «قيل يا رسول الله من السيد؟ قال: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (ص)قالوا: فما في أمتك من سيد؟ قال: بلى، رجل أعطي مالا حلالا، ورزق سماحة، وأدنى الفقير، وقلت شكاته في الناس»
فمن تكون الدنيا في يديه ويؤدي الحقوق منها، ويتطوع بالأمور المستحبة فيها، ولم تكن عائقة له عن الوصول إلى الله تعالى، ولا لها في قلبه مزية، ولا يفخر بها خصوصا على من دونه، يكون ذلك زيادة له في الخير
وكم من غني متصف بذلك وأزيد منه مثل سليمان (ص) وعثمان ابن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة الفياض أحد العشرة
بل قد حملت خزائن الأرض إلى رسول الله (ص)وإلى صاحبيه أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فأخذوها ووضعوها في مواضعها، وما هربوا منها لكونهم قد استوى عندهم الماء والمال، والذهب والحجر، كما عرف من سيرهم وأحوالهم
على أنه (ص)لم يقتصر في الدعاء لأنس -رضي الله عنه- بالإكثار فقط، بل ضم إليه الدعاء بالبركة الذي صدوره منه (ص)يشمل عدم الافتتنان به، بحيث يزول محذوره، إذ الدنيا بلاء وفتنة
ففي الأحاديث الإلهية يقول الله -عز وجل-: «ابن آدم ما خلقت هذه الدنيا إلا محنة» ، ولهذا قال (ص)«إن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون» وقال أيضا: «إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وأنهما مهلكاكم فانظروا كيف تعملون»
وقال -أيضا-: «لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال»
وكذا يشمل عدم نفادها من بين يديه، واحتياجه إلى اللئام ممن يفخر ويزهو بها عليه قال (ص)لجرير «يا جرير إني أحذرك الدنيا، وحلاوة رضاعها، ومرارة فطامها»
ولا شك أن من فاز بشمول البركة في ماله كان ممن يغبط على نواله
قال (ص)«لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، »
وأما المال الذي دعا بالكثرة منه على من لم يؤمن به، وكذا الذي دعا بالتقلل منه لمحبيه، فهو المباين لما تقدم بكل طريق في الحقوق الواجبة، وكذا المستحبة، بل هو المعني بقوله (ص)«ورب متخوض في مال الله -عز وجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ له النار يوم القيامة»
ولو اتفق صدور صلة أو نحوها من الكافر فيه كان حظه منه ما خول فيه من صحة، ومال، وشبههما وقد قال (ص)«لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة» وقال -أيضا-: «يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بم أخذ المال، أمن حلال أم من حرام»
وإلى قريب من هذا الجواب أشار شيخنا رحمه الله، فإنه قال في «فتح الباري» : «فإن قيل: كيف دعا لأنس، وهو خادمه بما كرهه لغيره؟! فيحتمل أن يكون مع دعائه له بذلك قرنه بأن لا يناله من قبل ذلك ضرر، لأن المعنى في كراهية اجتماع المال والولد إنما هو لما يخشى في ذلك من الفتنة بهما، والفتنة لا تؤمن معها الهلكة» انتهى كلام شيخنا
ويتأيد بقول أنس «أنه (ص)ما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا له به»
وإلى الفرق بين المالين -الذين أحدهما: وبال، والآخر: نوال- أشار - صلى الله عليه وسلم -بقوله: «إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة» ، وفي رواية: «هم الأخسرون» وفي لفظ: «هلك المثرون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا -فحثى بين يديه وعن يمينه وعن شماله- وقليل ما هم»
وأيضا فالناس مختلفون، فمنهم من تصلحه الدنيا ويصلح عليها، ولا يزداد بها إلا فضلا وتواضعا، كما نشاهده في أفراد
وقد كان قيس بن سعد الأنصاري -رضي الله عنهما- يقول: اللهم ارزقني مالا وفعالا، فإنه لا يصلح المال إلا بالفعال، ولا الفعال إلا بالمال، اللهم إنه لا يصلحني القليل، ولا أصلح عليه وهذا هو الذي قال فيه (ص)«إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت»
ويروى عن الحسن والحسين أنهما قالا لعبد الله بن جعفر : إنك قد أسرفت في بذل المال فقال: بأبي أنتما وأمي، إن الله قد عودني أن يتفضل علي، وعودته أن أتفضل على عباده، فأخاف أن أقطع العادة فيقطع عني وقال المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: أنت متلاف، فقال: منع الجود سوء الظن بالمعبود
وقال أكثم بن صيفي حكيم العرب: «ذللوا أخلاقكم للمطالب، وقودوها للمحامل، وعلموها المكارم، ولا تقيموا على خلق تذمونه من غيركم، وصلوا من رغب إليكم، وتحلوا بالجود يلبسكم المحبة، ولا تعتقدوا البخل فتستعجلوا الفقر»
ومنهم دنيء الأصل، رديء الطباع، واثق بما في يديه، فهذا لا يصلحه المال، ولا يصلح عليه
كما يروى عن أنس وعمر وغيرهما من الصحابة عن النبي (ص)أنه قال: يقول الله -عز وجل-: «إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك» الحديث
على أنه يمكن الفرق بين المالين بخلاف هذا -أيضا-، وذلك بأن يقال: لا يلزم من الكثرة التي دعا بها لأنس وجود مال مدخر، بل لعلها مال يتجدد له في كل يوم من ربح وغيره، وهو ينفده أولا فأولا، بخلاف التي دعا بها لغيره نفيا وإثباتا أو يكون المدعو بها لأنس هي الكثرة من المواشي، وكذا من الزرع والغرس، الذي قال (ص)فيه -كما في «صحيح مسلم» وغيره- من حديث جابر وغيره: «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو بهيمة أو شيء -وفي لفظ: «أو طائر» - إلا كان له به صدقة» وذلك كان أكثر أموال الأنصار، الذي قال -: أنه من أكثرهم مالا ويستأنس له بما ورد أنه كان له بستان يحمل في السنة مرتين، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك وجاءه قيمه في أرضه فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضك، فتردى -أي: لبس رداءه- ثم خرج إلى البرية، ثم صلى ما قضى الله له، ثم دعا فثارت سحابة فجاءت وغشيت أرضه، ومطرت حتى ملأت صهريزة له، وذلك في الصيف فأرسل بعض أهله، فقال: انظروا أين بلغت، فإذا هي لم تعد أرضه والمال الآخر، هو: النقد المدخر وغيره، ثم إن من كره المال إنما كرهه للحساب عليه، وكون الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمس مئة عام ، ولكن كان سفيان الثوري يقول: لأن أخلف عشرة آلاف درهم يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس ، ونحوه قوله (ص)«إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس»
وقال الثوري مرة لمن عاتبه في تقليب الدنانير: دعنا عنك فإنه لولا هذه لتمندل الناس بنا تمندلا بل جاء عنه أنه قال: المال في هذا الزمان سلاح المؤمن ونحوه قول ابن عيينة -رحمه الله-: من كان له مال فليصلحه، فإنكم في زمان من احتاج فيه إلى الناس؛ فإن أول ما يبذله دينه
وكأن السفيانين رحمهما الله أشارا إلى ما يروى عنه (ص)أنه قال: «إذا كان آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم والدنانير، يقيم الرجل فيها دينه ودنياه» ونحوه: «يأتي على الناس زمان من لم يكن معه أصفر ولا أحمر لم يتهن بالعيش»
«الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه، من جاء بها قضيت حاجته، ومن لم يجىء بها لم تقض حاجته» إلى غير ذلك، مما ينتشر الكلام بسببه بل يروى عنه (ص)أنه قال: «إنما يخشى المؤمن الفقر؛ مخافة الآفات على دينه»
وكان سعيد بن المسيب يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجمع المال إلا لأصون بها حسبي وديني
وعن ابن أبي الزناد وقيل له: أتحب الدراهم وهي تدنيك من الدنيا؟! فقال: هي وإن أدنتني منها فقد صانتني عنها
وقد جنح إمامنا الشافعي إلى تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر ، فهذا ما فتح الله -عز وجل- به في الجمع بين هذين الحديثين
وقد استروح الداودي المالكي فقال في حديث الدعاء لأنس: أنه يدل على بطلان الحديث الآخر، قال: وكيف يصح ذلك وهو (ص)يحض على النكاح والتماس الولد؟!
ولذلك تعقب الداودي شيخنا -رحمهما الله- وقال: «إنه لا منافاة بينهما، يعني بين الحض على النكاح والتماس الولد، وبين الدعاء بعدم حصول الولد والمال معا، لاحتمال أن يكون ورد في حصول الأمرين معا»
قال: لكن يعكر عليه كراهيته لغير أنس ما دعا به له، ثم أجاب عنه بما أسلفته معزوا إليه فإن استشكل دعاؤه (ص)على من لم يؤمن به بكثرة المال والولد بمن يشاهد من الكفار المقلين منهما معا، والحال أن دعاءه (ص)مجاب، أمكن أن يقال: لعله (ص)لم يقصد حقيقة الدعاء عليهم، إنما أراد منه تنفير من يحبهما معا من محبيه على الوجه المذموم كما تقدم ونحوه القول في غالب من دعا عليهم (ص)من الكفار، ممن تخلف دعاؤه فيهم، بأنه لم يرد بذلك إهلاكهم، وإنما أراد ردعهم؛ ليتوبوا
وقد قيل في (عقرى) و (حلقى) أن ظاهره الدعاء لكنه غير مراد، وكذا قيل في (ويل أمه) و (لا أبا له) ، و (تربت يداه) ، و (قاتله الله) ونحو ذلك
ويحتمل أن يقال: لعله أراد قوما مخصوصين في زمنه (ص)أو يقال بالفرق بين من صدر منه الدعاء عليه بطريق التعيين، وبين من اندرج في العموم، لا سيما بعد نزول قوله -تعالى-: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} [آل عمران:128] ، فقد صح أنه (ص)كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع، فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده: «اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» يجهر بذلك
وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر: «اللهم العن فلانا وفلانا» لأحياء من العرب، حتى أنزل الله -عز وجل-: {ليس لك من الأمر شيء} الآية ويستأنس له بقول شيخنا في حديث: «أيما مؤمن سببته أو جلدته، فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة» : «ما أظنه يشمل ما وقع منه بطريق التعميم لغير معين، حتى يتناول من لم يدرك زمنه »
على أنه قد جاء في «صحيح مسلم» من حديث سعد بن أبي وقاص أنه (ص)أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلا، ثم انصرف إلينا فقال: «سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها»
وفي الباب عن أنس ، وثوبان ، وخباب بن الأرت ، وابن عباس ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بصرة الغفاري وبه تعقب شيخنا قول بعض شراح «المصابيح» أن جميع دعوات الأنبياء (ص) مستجابة، وقال: «إن في قوله غفلة عن الحديث الصحيح، وهو «سألت الله ثلاثا» » وذكره
ويساعد شيخنا من أجاب من استشكل ظاهر قوله (ص)«لكل نبي دعوة مستجابة» بما وقع لكثير من الأنبياء من الدعوات المجابة، ولا سيما نبينا (ص)بقوله: إن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها، وما عدا ذلك من دعواتهم فهو على رجاء الإجابة
وكذا من قال أن المراد بأن لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته، إما بإهلاكهم وإما بنجاتهم، وأما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب، ومنها ما لا يستجاب وبالجملة فالمقام خطر، وما قلته أولا من الاحتمالات أنسب، وآخرها أحسنها، وليس المسؤول بأعلم من السائل"
أكثر السخاوى من النقول ولم يجب الجواب اليقينى كما قال فى نهاية الكتاب :
"وما قلته أولا من الاحتمالات أنسب، وآخرها أحسنها، وليس المسؤول بأعلم من السائل"
والمفروض فى كتاب يتحدث عن مشكلة فى حديثين أن يذكر نص الحديثين ولكن السخاوى اكتفى بكلامه هو عن مضمون الحديثين وللعلم نذكر الحديثين:
الأول:
"عن أنس بن مالك قال : دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته "، فأَكْثَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ مالي؛ حتى إن كرماً لي يحمل مرتين، وولد لصلبي مئة وستة أولاد .
هذا حديث حسن صحيح"
الثانى:
" عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله(ص)إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا أكثر الله مالك وولدك" وهذا الحديث ضعيف السند فقد رواه ابن عدي وابن عساكر وضعفه الشيخ الألباني"
الحديث الأول لا يصح لأمرين :
1-علم النبى(ص) أن كثرة الإنجاب وقلته وعدمه شىء يحدث لمشيئة الله وليس للدعاء دخل فيه مع قوله تعالى وفى هذا قال تعالى:
"لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما"
ومن ثم فهو لن يدعو بشىء يعلم انه ليس بالدعاء ولا بغيره
2- طول الحياة أمر محال لقوله تعالى "لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
فالعمر مقدر ولا يمكن أن يزيد أو ينقص عن المدة التى هددها الله من قبل
3- وجود رواية تقول" دفنت من صلبى مائة واثنين" وهى تناقض رواية الدعاء فهذا معناه أن من عاش من ولده أربعة وكلهم ماتوا وهذا ليس عددا كثيرا
4- أننا لو افترضنا كما يقولون أن عاش مائة سنة وأنه تزوج بعد وفاة النبى(ص) لأنه كان يخدمه ولا يفارقه وهو فى سن الخامسة والعشرين تقريبا وتزوج أربعا فهذا معناه أن الرجل كان يعصى الله فى إنجاب الأولاد فالمفروض هو إنجاب طفل كل ثلاث سنوات سنة حمل وسنتين رضاعة ومن قم فكل امرأة لو تزوجها فى الخامسة عشر ستنجب على الأكثر حتى الخمسين حوالى 15 طفلا وأربع نسوة فى15 بستين طفلا وليس مائة
5- أن الرسول(ص) يعلم أن الله قسم الرزق بالعدل وهو التساوى فقال :
"وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين" فكيف يدعو للرجل بكثرة المال وهو يعلم أنه قسم الرزق بالعدل فإن طلب زيادته لواحد فقد دعا عليه أو أراد به الشر لأن تلك الزيادة تغنيه ومن اغتنى يكفر كما قال تعالى :
"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
كما أنه يعلم أن الأرض بكل ما فيها من مال رزق للمسلمين جميعا بالعدل وهو التساوى إلا أن يريد الله زيادة طفيفة عبر وسائل شرعها كالورث والهبة والغنيمة وفى هذا قال تعالى :
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"
الحديث الثانى :
لايصح هو الأخر بغض النظر عن السند للتالى:
1-أن الشريعة لا تخص فريق من الكفار بشىء فلو كان حديثا لكان عاما فى كل الكفار والأقرب أن يدعو للمشركين وهو قد فعل فى الاستغفار كما قال تعالى "ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم"
2-أن المسلمين لا يدعون لشىء يعلمون أنه لا يتغير بالدعاء وهو إنجاب الأولاد فهذا أمر قدره الله لكل واحد
ومن ثم فالكتاب قام على حديثين غير صحيحيين