الجمعة، 30 سبتمبر 2022

قراءة فى كتاب رسالة إلى الرياضي

قراءة فى كتاب رسالة إلى الرياضي
الرسالة كما سماها عبد الوهاب الناصر الطريري هى احدى خطبه التى ألقاها ناصحا الرياضى وهو من يمارس لعبة ما من اللعبات التى يسمونها الرياضية ويبين فيها أنها حديث من قلبه فى قوله:
"فهذه رسالة إلى أخوتنا وأحبتنا، رسالة إلى أخوتنا الرياضيين، وأحبتنا اللاعبين، إلى الذين هم أمام عيوننا، وفي حبات قلوبنا. نريد حديثاً يقفز من القلب إلى القلب، يصارح بالهمّ، ويعلن بالحب، ويرفق بالعتاب، إليك أخي في ميادين الرياضة وملاعب الكرة إليك حديثاً يتجاوز المصطلحات الرياضية، والعبارات الصحفية، ولكنه أيها الأخ الحبيب حديث الأخوة والموالاة { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } ."
ويعتبر الطريرى الرياضى فنانا يجب احترام فنه فيقول :
"أخي اللاعب، أخي الرياضي في أي نادٍ كنت، وأي ملعب كنت، ومع أي هواية رياضية كنت، أخاطبك خطاب من يحترم فنّك، ويهنّئك بلياقتك البدنية ومهارتك الرياضية، ولكني أرى فيك مع ذلك كله شيئاً أكبر، أراك فأذكر أنك حفيد خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وصلاح الدين وطارق بن زياد وأنك ابن آباء كبار وأجداد عظام.
أخي اللاعب . أخي الرياضي، في أفق النجومية، أو ميدان الهواية أسألك وأنا أسائل صدرك الرحب وقلبك الطيب، أسألك ثلاثة أسئلة :
ما هي مهمتنا في الحياة ؟
ماذا تنتظر منا الأمة ؟
ماذا حققنا للمستقبل ؟"
وأما احترام اللعب أو الرياضات بأشكالها الحالية فهو احترام لا يليق بمسلم لأن كلها أصبحت تدخل فى إطار حرب الله من خلال ارتداء الملابس التى غالبا ما تعرى بعض العورة المحرمة ومن اشهار من لا يقدمون إنتاجا ولا خدمة ولا شىء يساعد الناس ومن خلال الترويج لسلع كثير منها محرم ومن خلال استغلال الساسة لها فى خداع شعوبهم وشغلهم عن واقهم المرير إما من خلال اشعال فتنة المنافسة وأن نادى فلان احسن من فلان ,ان اللاعب أفضل من فلان وعلان وإما من اقامة الملاعب والمسابقات وغيرها لكى يتفرج المغفلون لاهين عما يدبر لهم
سأل الطريرى الرياضى ثم استسمحه أن استسماح فعلى أن يجيب هو فقال:
"ثم إني استأذنك أخي الكريم أن أجيب عليها أنا.
* أما مهمتك في الحياة فقد خلقك الله عبداً يحمل رسالة، وخليفة في الأرض يعمل بمنهج، ومجاهداً يجاهد لغاية. { وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا } . [سورة الأنعام، الآية رقم (70)]. ... إن غيرنا لم يحمل ما حملنا من الميثاق، ولم يتحمل ما تحملنا من الأمانة، ولذا فلا نعجب أخي من عالم الكفر الذي يرى حياته تنتهي كلها كما تنتهي حياة أي حشرة، أو كما ينفق أي حيوان، لا نعجب بعد ذلك أن تكون سهرته كأساً، وقرآنه غناءً، وجهاده عبثاً، فحياته وهمومه تنتهي كلها هنا، أما الذين يؤمنون الغيب ويرجون لقاء الله فشأنهم شأن آخر. شأنهم يا أخي شأن آخر.
... إن سهرهم تهجد، وإن نهارهم جهاد، وإن حياتهم استقامة وطهر ونقاء.
عبّاد ليل إذا جنّ الظلام بهم
كم عابد دمعة في الخدّ أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم
هبّوا إلى الموت يستجدون لقياه
أما ماذا تنتظر منك الأمة ؟
... فالأمة أخيّ تنتظر منك لساناً ناطقاً بالحق وساعداً مدافعاً عن المثل، وفؤاداً مفعماً بالهدي، وقلباً يرى بنور الوحي.
... ليس المقصود أيها الأخ الكريم تربية الأبدان ثم تموت القلوب، أو تقوية الأعضاء ثم تزهق المبادئ أو الاعتناء بالعضلات ثم تنهار الإرادة.
... استمع إلى قول الله : { ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذانُ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون } [سورة الأعراف، الآية رقم: (179)]. وحاشاك أن تكون من الغافلين."
وقد أفلح الطريرى فى الإجابة عن السؤال الأول ثم طرح السؤال الثانى مرة أخرى وأجاب فقال :
طأما ماذا حققنا للمستقبل ؟
فإن للمؤمن مستقبلاً مع الله - عز وجل - هو عالم الغيب. عالم الغيب الذي آمنّا به وكفر به الآخرون، وصدّقنا به وكذّب به الآخرون.
أمامنا مستقبل في القبر تلك الروضة المنتظرة أو الحفرة المستعرة.
أمامنا العرض الكبر على الله { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } [سورة الحاقة، الآية رقم : (18)].
أمامنا نار حامية، أو جنة قطوفها دانية.
* أخي الحبيب إني سائلك فمشدّد عليك في المسألة فلا تجد عليّ في نفسك. فالحب والأخوة هما حملاني على أن أراسلك بهذه الكلمات، وأكلّمك بهذه الرسالة.
... أسألك أخي الكريم : .. هل وقفت أمام المرآة فرأيت استدارة كتفيك، ومتانة صدرك، وقوة بدنك، وهذا الجسم الممشوق، الرياضي المتناسق. فهل سألت وتساءلت ماذا فعلت لوقاية هذا الجسم من نار وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ؟
... إني أعيذك بالله أن يكون جسمك هذا حطباً للنار أو فحمةً في جهنم.
أخي الحبيب : أخي اللاعب. أخي الرياضي.
... لقد كنا نفجع والله في فترة مضت يوم كان المؤذن ينادي للصلاة واللاعبون في الملاعب، وألوف المتفرجين قد صلبوا أنفسهم على المدرجات.
... وكنا نسأل من رفع الآذان إلا آباؤهم ؟
بمعابد الإفرنج كان أذاننا
قبل الكتائب يفتح الأمصار
وكنا نقول : سبحان الله ! أهؤلاء أحفاد الصادقين المجاهدين الذين يصلون صلاة الخوف والسيوف تذهب بالرؤوس، والرماح تذهب بالأرواح ؟
... ثم رأينا اليوم ما يبهج القلب، رأينا اليوم ما تقرّ به العين. رأينا اليوم إخواننا وأحبابنا اللاعبين كالنمور في ملاعب الكرة، حتى إذا قرب وقت الأذان توقف اللعب، وتطهرت الأعضاء، وتعطرت الأرواح، وعدوا إلى أقرب مسجد ولسان حالهم يقول : نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم
والحرب تسقى الأرض جاماً أحمراً
جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبروا
في مسمع الروح الأمين فكبرا
لقد عرف هؤلاء الأحباب أن قضية الصلاة قضية كبرى، فقد صلاها الأبرار على فرش الموت، وحافظ عليها الأخيار في معترك النزال، فحافظوا عليها وأدوها ورعوها حق رعايتها.
... فهنيئاً لهم صلاتهم وهنيئاً لنا هدايتهم."
الرجل بين هنا المطلوب من الرياضى لضمان مستقبله ألأخروى وهو الإبمان والعمل الصالخ أى باتلأفاط أخرى تحقيق الهدف الذى من اجله خلقنا الله وهو عبادة الله ممثلة فى طاعة أحكامه
ومن ضمن ما طرحه الطريرى قضية وقف اللعب فى أثناء آذان الصلاة وهى قضية طالما شغل بها البعض نفسه ناعيا على اللاعبين مع أن المسئول الأول والذى يجب لومه هى الحكومات والدول التى نظمت تلك المسابقات فى وقت الصلاة فالأمر مقصود وليس صدفة أن يجتمع الكل على الضلال
وحتى لو استجاب اللاعبون وأوقفوا اللعب وصلوا ثم أكملوا اللعب فما هو الهدف من تلك الرياضات فى الأساس؟
فليقل أحدكم أو أحدهم ما الفائدة من الجرى وراء كرة طوال ساعات أو دقائق ؟
وليقل أحدكم ما الفائدة من مجموعة يتسابق عمن يكون الأول فى الجرى أو فى السباحة أو فى القفز ؟
لا توجد فائدة سوى للنظم الحاكمة وهى أن تتعلق أنظار المخدوعين عدة ساعات لمعرفة الخاسر والكاسب
بالقطع الهدف من ممارسة الرياضى فى الإسلام هى أنها نوع من إعداد القوة للعدو كما قال تعالى :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"

فممارسة الرياضة تقوى الأجسام وتجعلها تتحمل المزيد من الآلام وتقيها من الأمراض وترفع من اللياقة البدنية التى تؤدى لمزيد من العمل النافع
وتحدث الطريرى عن وجوب أن يعرف اللالعب المقصود من ممارسة الرياضة فقال :
"* أخي الرياضي، أخي اللاعب عليك استحضار المقصود من الرياضة وأن تكون في مصلحة دينك وعقيدتك وآخرتك.
* أنت أعرف منّا بأنّ العمر في الملاعب عمر قصير، بل هو أقصر الأعمار، والتفت إلى زملائك في الملعب وابحث عن أكبرهم سناً بكم يكبرك ؟. إن عمر الرياضي في الملعب أقصر من عمر العالم في المختبر، والأستاذ في مدرج الجامعة، والجندي في ميدان القتال، لأنه قوة القوة، وصفو الشباب.
... ولذا فإن خير استثمار لهذا العمر الرياضي أن تقدّم من خلاله نموذج المؤمن القوي، بالقدوة الحسنة، بالمظهر الحسن، بالسلوك القويم."
والطريرى مصر فى الفقرة السابقة على أن يظل الرياضى يمارس رياضته بغض النظر عن الفائدة للمجتمع أو للاعب منها وهو لا ينصحه باتخاذ مهنة نافعة للنفس والمجتمع فالرياضة ليست مهنة إلا يكون غرضها التدريب على رفع اللياقة البدنية للناس واستعادة الصحة
فالرياضات الحالية كرياضات الكرة لا فائدة منها فى شىء وإنما الضرر واقع فيها وهو تضييع أوقات اللاعبين والمتفرجين دون أى فائدة تذكر وأما الرياضات ذات الفائدة كالسباحة والجرى والقفز والتى تعد بمثابة تدريب عما يحدث فى وقت الحروب فهى قليلة الممارسة وهى إن مورست فهى تمارس لهدف ما وهو تحقيق إما وقت أقصر أو طول أكثر بدلا من أن تمارس فى الأراضى المختلفة
وتحدث عن وقت كان ينظر لمن يمارسون الرياضات على أنهم ألأكثر فشلا فى الدراسة فقال:
"* أخي الحبيب، أخي اللاعب، أخي الرياضي لقد مضى زمن تشوهت فيه صورة اللاعبين عبر إيحاءات معينة، تشوهت في ذهن الأكثرين ، فالرياضيون في نظرهم فاشلون في الدراسة، ضعيفون في التمسك بالأخلاق والسلوك القويم، وإن اللاعبين يا أخي يتحملون اليوم مسئولية إزالة أسباب هذا التشوه، وتحسين الصورة.
... وقد تحسنت الصورة ولله الحمد. عبر نماذج من اللاعبين هم غاية في الاحترام، والتمسك بالدين، والمنتظر منك أن تكون - أخي الحبيب - ممن يقدم الصورة المشرفة للرياضي فكن كذلك."
ونجد الطريرى مصرا على أن الرياضة بصورتها الحالية تقدم نماذج من اللاعبين المتمسكين بدينهم وهو كلام باطل فأى لاعب بجعل النساء عبر الشاشات والملاعب تشاهده وأى لاعبة تجعل الرجال عبر الملاعب والشاشات يشاهدونها مع قوله تعالى :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"

و" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وما زال الطريرى مصرا على أن اللعب الحالة مباح وله وقته فقال:
".. أخي الرياضي، أخي اللاعب، أخي الحبيب إنّ اللعب له وقته، وله قيمته وقدره في حياة المسلم ، والذي ينبغي ألا يجاوزه فلا يصح أن يطغى على الوقت فيتحول اللعب جداً ولا أن يطغى على الاهتمام فتتحول الهواية إلى قضية عليها ولاء وبراء وفيها حب وبغضاء، كلا فبيننا روابط أعظم من روابط الأندية، بيننا الحبّ في الله، والأخوّة في الدين، والموالاة بين المؤمنين، فحالنا كما وصفنا ربنا وبارئنا { إنما المؤمنون أخوة } . [سورة الحجرات الآية رقم 10)]. { بعضهم أولياء بعض } .[سورة التوبة، الآية رقم 71)]. { أشداء على الكفار رحماء بينهم } .[سورة الفتح، الآية رقم: (29)].:
وهذا الكلام وهمى باطل فالرياضات الحالية بأشكالها الحالية هى حرب معلنة على دين الله من خلال المخالفات الكثير كمشاهدة الرجال للنساء والنساء للرجال وكشف بعض العورات المحرمة والحصول على أموال بلا عمل حق ويا ليتها أموال قليلة وإنما أموال طائلة لا يحصل عليها أصحاب الأعمال النافعة التى أباحها الله
وما زال الطريرى مصرا على أن الرياضة الحالية مباحة ولكنه يميل بنا إلى المثل البذى يقول ترك الحمار ومسك فى البرذعة فهو أمسك البرذعة وهى اليهود الذى يفسدون فى الرياضة وترك الحمار وهم الرياضيون ومن ينظمون لهم مسابقاتهم ويشرفون عليهم والذين يرتكبون المخالفات لأحكام الله فقال :
"* ينبغي أن يبقى للعب وللرياضة وللكرة حجمها الطبيعي فلا تضخم، ولا تتجاوز مساحاتها إلى القضايا والأهداف الكبرى في حياتنا، بحيث تطغى على العواطف والمشاعر والانفعالات حتى ربما سمعت من يبكي فرحاً بفوز فريق، ومن يصاب بالإغماء لهزيمة فريق. حتى تحولت الرياضة في حياة فريق من الناس إلى جنون.. " وجنون الرياضة عامة، وجنون الكرة خاصة لون من الجنون يبثه اليهود في الأرض من خلال وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها ويوجهونها.
... وكل فتى - أو فتاة - أصابه جنون الرياضة، أو جنون الكرة فهو حبل من الناس يمدّ اليهود بتفاهة اهتماماته، والوقت الحي الذي يقتله في الاهتمامات الفارغة بعيداً عن الرشد، بعيداً عن الوعي، بعيداً عن رحمة الله"
كان على الطريرى أن يبين أن الحكومات مسئولة عن تنظيم الرياضات وجعلها موافقة لأحكام الله بدلا من هذا الهراء الذى نعيشه وتنظمه للأسف الأجهزة الأمنية والتى ترتدى كلها الزى العسكرى بشقيها الشرطى والجيوشى لتضليل شعوبها
وتحدث الطريرى عن أنه يفهم اسباب تضييع بعض الغربيين لحياتهم فى الرياضى فقال :
... إننا نفهم جيداً كيف تذهب حياة كثيرين في الغرب ثمن مغامرة رياضية، أو ثمن تشجيع ناد رياضي.
... إن ذلك لأن حياتهم غير موصولة بالله، وغير منتظرة للقائه وغير موعودة-في نظرهم-بجنة أو نار. ولذلك فهي حياة تافهة تقدم في مغامرة طائشة أو خصومة رعناء."
وتحدث عن وجوب أن يعيش الرياضيون حياتهم لله فقال :
... أما نحن فلنا شأن آخر لحياتنا قيمتها، ولوقتنا قيمته ولأجسادنا وأعضائنا قيمتها، لأنها هبة الله لنا، وأمانته عندنا { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور } . [سورة الملك، الآية رقم 2)]. فلا تنفق الأوقات إلا فيما يرضى، ولا تسخّر الأعضاء إلا فيما يحب جلّ وعلا وتقدّس.
... أما الاهتمامات فلنا اهتماماتنا الضخمة بقضايا ديننا وعقيدتنا وأمتنا، لا يمكن أن تطمر هذه الاهتمامات والهموم في حالة هوس رياضي، ينسينا هذه القضايا التي تليق بنا ونليق بها.
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
أخي الرياضي، أخي الكريم في نفسه وخلقه، أخي العزيز بقرآنه وإيمانه، علينا جميعاً أن نحذر من الاقتداء بالنجوم العالميين وتقليدهم التقليد الساذج البليد. تقليدهم في المظاهر، والاقتداء بهم في التوافه والأشكال.
... فإن هذا في الحقيقة ضعف وانهزامية ورفض لعزة الإسلام لا تليق بك يا حفيد الصحابة."
ونبه الطريرى الرياضين إلى أن الهدف من الرياضة هو استعمالها فى الخير كما فى الجهاد فقال :
.".. تذكر أن لك قدوات وضيئة من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان الزبير بن العوام يخزن في ساعديه قوةً مدمّرة، أمسك بالسيف فضرب به هام مشرك على رأسه الخوذة، ففلق هامه، وقدّ صدره وشق درعه حتى وصل السيف إلى سرج الفرس، فقال الناس: ما أعجب سيف الزبير ‍!! فغضب الزبير وقال فأين الساعد التي تحمله ؟
... وكان سلمة بن الأكوع يحمل نفسه على ساقين تسابقان الريح، فلم يسابقه أحد إلا سبقه، ولا فاته أحد إلا أدركه.
... ولكن فيما أنفقت تلك القوة وفيما سخّرت تلك الطاقة، لقد صرفت وأنفقت في عزة الإسلام وجهاد الكافرين.
... فينتظر من قوتك ورياضيتك أن ينفق شيء منها في هذا المجال."
وأنهى الطريرة خطبته بالدعاء للرياضين أن يكون أقوياء الإيمان مفيدين لأنفسهم وغيرهم فقال :
*" أخي اللاعب : أخي الرياضي، أخي الحبيب، هذه هتافات حملها من قلبي إلى قلبك الحب، والولاء، والأخوة أحملها إليك وأودعك الآن وأنا أدعو الله أن تكون المؤمن القوي في إيمانه كما هو قوي في بدنه، وأن تكون موفقاً حيثما توجهت، ومباركاً حيثما كنت.
... وأسأل ربي أن يلبسك لبوس العافية، ويتمّ عليك نعمه ظاهرة وباطنة.
... وأسأل ربي أن يحفظك ويرعاك ويسددك ويتولاك إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم."

الخميس، 29 سبتمبر 2022

قراءة فى كتاب الأربعون الحديثية في آداب المساجد الإسلامية

قراءة فى كتاب الأربعون الحديثية في آداب المساجد الإسلامية
الكتاب تأليف ناصر بن أحمد السوهاجى وهو يدور حول الروايات فى مجال أداب المساجد وقد جمع الرجل أربعين حديثا فى الموضوع وكعادة القدماء فى الموضوع زاد حديثين كما كانوا يفعلون ولكن الجديد هنا هو أنه ذكر بعض الآيات فى آداب المساجد
وفى المقدمة تحدث عن مكانة المساجد وفضل صلاة الجماعة المزعوم فقال :
"فإن للمساجد في الإسلام مكانة عظيمة ولها فضل كبير سواء في بنائها أو المحافظة عليها بنظافتها وارتيادها ودوام المحافظة على أداء الصلوات في جماعة في المساجد لما في فضل صلاة الجماعة من عظيم الأجر والثواب المترتب على ذلك ففي الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله (ص)قال: " صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة "
والحديث باطل لمخالفته أجر العمل الصالح غير المالى وهو الحسنة وثوابه عشر حسنات وليس 27 او 25 درجة وفى هذا قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وفى عمله فى الكتاب قال :
"إن للمساجد آدابا رأيت أن أجمع فيها بعض الأحاديث التي تساعد على المحافظة على آدابها والمحافظة عليها لئلا تكون المساجد مرتعا لبعض المخالفات التي ينبغي أن تنزه المساجد عنها وليعلم الناس ما لهذه المساجد من آداب فجمعت بعض هذا الأحاديث الصحيحة وسميتها " الأربعون الحديثية في آداب المساجد الإسلامية " أسأل الله جل وعلا أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم"
وقد استهل الكتاب بآيات فى فضل المساجد على غير عادة القدماء فقال:
"باب فضل المساجد:
قال تعالى: ((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار))"
ثم قال :
"1 - عن أبى هريرة أن رسول الله (ص)قال: " أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها " أخرجه مسلم"
الخطأ أن شر البقاع الأسواق ويخالف هذا لو كانت الأسواق هى شر البقاع ما كانت مواضع سير الرسل مصداق لقوله تعالى :
"وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق "
وقد عاب الكفار على النبى (ص)مشيه فى الأسواق فقال :
"وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق "
كما أن الله بارك فى الأرض فقال :
"وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها "ولم يقل على أى مكان فيها شر لأن الشر فى الناس وليس فى الأرض
ثم قال:
"باب اتخاذ الزينة للمساجد والتهيؤ لها
قال الله تعالى: ((يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين))
2 - عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " أخرجه مسلم"

الخطأ أن كل خطوة فى المشى للصلاة إما بحسنة أو بمحو سيئة أو برفع درجة والخطأ الأخر هو اعتبار الخطوة عمل بينما الحق هو أن خطوات المشى لمكان محدد هى عمل واحد
والجنة كلها درجتين ومن ثم لو مشى ثلاث خطوات سيأخذ كل الدرجات وهو ما يناقض أن الدرجة العليا بالجهاد والدرجة الأخيرة دون جهاد وهو ما سماه الله القعود فقال:
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

ثم قال:
"باب استحباب تقديم الرجل اليمنى عند دخول المسجد واليسرى عند الخروج منه
3 - عن أنس بن مالك أنه كان يقول: " من السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى و إذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى "أخرجه الحاكم في المستدرك والبيهقي وحسنه الألباني
قال البخاري رحمه الله 1/ 126: وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى فإذا خرج بدأ برجله اليسرى"

الخطأ أن الواجب الدخول بالرجل اليمنى والخروج باليسرة وهو كلام بلا نص من كتاب الله والغالب فى مشى الناس هو أن اليد اليسرى تكون مع خطوة الرجل اليمنى والعكس عند المشى أو التحرك ومن ثم لا أفضلية لليمنى على اليسرى وإلا كان على المخلوقات أن تكون حركتها أو صلاتها جهة اليمين فقط ولكنها تتحرك يمينا وشمالا كما قال تعالى :
"أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيوأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون"
ثم قال:
"4 - عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحب التيمن في شأنه كله في نعليه وترجله وطهوره " متفق عليه"
نفس الخطأ السابق وهو أفضلية التيمن
ثم قال :
"باب الذكر عند دخول المسجد والخروج منه
5 - عن أبى حميد - أو عن أبى أسيد - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك " أخرجه مسلم"

الخطأ قول أقوال غير اسم الله وهو وحيه فى المساجد وهو ما يخالف قوله تعالى:
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
باب استحباب التبكير إلى المساجد
6 - عن أبى هريرة أن رسول الله (ص)قال: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا " متفق عليه"

الخطأ هنا هو أن النداء والصف الأول أفضل فى الحضور من غيرهما فى الأجر ويخالف هذا أن كل حسنة أى عمل صالح مثل حضور نداء الصلاة بعشر حسنات وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم قال:
"باب أداء تحية المسجد قبل الجلوس
7 - عن أبى قتادة أن رسول الله (ص)قال: " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس " متفق عليه"

الخطأ ألمر بصلاة ليست من الفرائض التى أمر بها الله وما لم يقله الله لا يتم الأمر به إن كان مستحبا وإنما يرغب فيه
ثم قال:
"باب فضل الجلوس في المسجد
8 - عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه " متفق عليه"

والحديث باطل لمخالفته أجر العمل الصالح غير المالى وهو الحسنة وثوابه عشر حسنات وليس 27 او 25 درجة وفى هذا قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
الخطأ أن كل خطوة فى المشى للصلاة إما بحسنة أو بمحو سيئة أو برفع درجة والخطأ الأخر هو اعتبار الخطوة عمل بينما الحق هو أن خطوات المشى لمكان محدد هى عمل واحد
والجنة كلها درجتين ومن ثم لو مشى ثلاث خطوات سيأخذ كل الدرجات وهو ما يناقض أن الدرجة العليا بالجهاد والدرجة الأخيرة دون جهاد وهو ما سماه الله القعود فقال:
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"

ثم قال:
"باب تنظيف المساجد وتطييبها
9 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله (ص)ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب"أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني"

المعنى صحيح وهو رفع المساجد ونظافتها
ثم قال:
"باب صيانة المساجد من البول والقذر
10 - عن أنس بن مالك قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله (ص)إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزرموه دعوه " فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله (ص)دعاه فقال له: " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن " أو كما قال رسول الله (ص)قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه
أخرجه مسلم"

فى الحديث تناقض بين القول المنسوب للنبى(ص) وهو أن المساجد للصلاة وهى قراءة القرآن وهو الذكر وبين جلوسه هو والقوم فى المسجد للحديث وهو أمر لم يحدث
ثم قال:
"11 - عن أبى سعيد الخدري أن النبي (ص)رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة ثم نهى أن يبزق الرجل عن يمينه أو أمامه ولكن يبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى متفق عليه"
الخطأ التفرقة بين اليمين واليسار فى الحكم والحق أن لا فرق بينهما فى الحكم لأن اليمين شمال والشمال يمين لو غير الإنسان وقفته بجعل قفاه محل وجهه
ثم قال:
"باب النهي عن إتيان المسجد برائحة كريهة:
12 - عن جابر بن عبد الله عن النبي (ص)قال: " من أكل من هذه البقلة الثوم - وقال مرة من أكل البصل والثوم والكراث - فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " متفق عليه
13 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه خطب يوم الجمعة فقال في خطبته: ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين؛ هذا البصل والثوم لقد رأيت رسول الله (ص)إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا أخرجه مسلم"

والخطأ فى الحديثين النهى عن أكل الثوم والبصل ووجوب اعتزال من يأكلهم للمساجد وهو يخالف أن الله لم يحرم دخول شارب الخمر –وذلك قبل تحريمها- المسجد فقال :
"ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى "
فما بالنا بالثوم والبصل والكرات وهم حلال بينما أصبح الخمر حرام ؟كما أن موسى (ص)وصف البصل بأنه خير فقال :
"فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير "
فهل الخير يحرم دخول المسجد أليس هذا جنونا؟
كما أن الله طالبنا بأكل الطعام الحلال بقوله :
"كلوا من طيبات ما رزقناكم "
وما دام البصل والثوم والكرات حلال فهما طيبان وليس خبيثان فالأحكام التى تسرى على أى أكل تسرى عليهم
ثم قال:
"باب النهي عن البيع أو الشراء أو إنشاد الضالة
14 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردها الله عليك "
أخرجه الدارمي والترمذي والحاكم وابن خزيمة وصححه الألباني"

المعنى صحيح فلا يجوز أى عمل داخل المساجد سوى الصلاة
ثم قال:
"باب النهي عن تشبيك الأصابع عند الخروج إلى المسجد
15 - عن أبى سعيد المقبري حدثني أبو ثمامة الحناط أن كعب بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد أدرك أحدهما صاحبه قال فوجدني وأنا مشبك بيدي فنهاني عن ذلك وقال إن رسول الله (ص)قال: " إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يديه فإنه في صلاة "
أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني"

الخطأ هو أن الخروج للمسجد بعد الوضوء صلاة ويخالف هذا أن الصلاة لا تحسب صلاة إلا إذا تم أداؤها وهنا لم يتم أداء شىء ومع هذا اعتبر هذا العدم أداء أليس هذا جنونا ؟كما أن الله لا يعطى للإنسان ما سعى وهنا ليس سعى أى عمل والمراد هنا بالذات صلاة فكيف تكتب صلاة وهى غير موجودة
ثم قال:
"باب جواز إدخال الصبيان المساجد:
16 - عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله (ص)يحمل أمامة بنت أبى العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله (ص)وهى صبية يحملها على عاتقه فصلى رسول الله (ص)وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها
متفق عليه وهذا لفظ أبي داود"

الخطأ هو إدخال العيال المساجد وهو ما يناقض كونها للرجال فى قوله تعالى:
"لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
والخطأ ألأخر هو جلوس الناس فى المساجد للحديث وهو ما يخالف أنها بنيت لذكر الله وهو الصلاة وهى قراءة القرآن كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
17 - عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: " خرج علينا رسول الله (ص)في إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسن أو حسين فتقدم النبي (ص)فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها قال إني: رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله (ص)وهو ساجد فرجعت في سجودي فلما قضى رسول الله (ص)الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته "
أخرجه الإمام أحمد والنسائي وصححه الألباني"

الخطأ هو إدخال العيال المساجد وهو ما يناقض كونها للرجال فى قوله تعالى:
"لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
ثم قال:
"باب النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان
18 - عن أبى الشعثاء قال كنا قعودا في المسجد مع أبى هريرة فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشى فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فقال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
أخرجه مسلم"

والخطأ أن الخارج من المسجد بعد الأذان عاصى وهو يخالف أن الخارج قد يكون لديه سبب ما يعذر فيه كالريح أو الجنابة أو حدوث ألم فيها أو غير هذا كما أن وقت الصلاة ممتد فإذا صلى الخارج فيه فهو مثل من صلى فى أوله ومن ثم فهو لم يعص النبى (ص)
باب الترغيب في طلب العلم في المساجد
19 - عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه "
أخرجه مسلم"

الخطأ هو نزول الملائكة الأرض حول الذاكرين وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وهو خوفها كما قال تعالى :
قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
ثم قال:
"باب فضل تعليم العلم في المساجد
20 - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة "
أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي وصححه الألباني"

الخطأ أن عامل الحسنة من الخير له أجر حاج وهو ما يخالف أن ما فى المسجد عمل صالح غير مالى بعشر حسنات كما قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
بينما أى عمل مالى والحج فيها أعمال مالية منها النفقة على النفس بسبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
21 - عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص)يقول: " من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره "
أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني"

الخطأ أن عامل الحسنة من الخير له أجر مجاهد وهو ما يخالف أن القاعد كالمصلى لا يبلغ درجة المجاهد كما قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم قال:
"باب فضل ذكر الله في المساجد
22 - عن أبى سعيد الخدري قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله
قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله (ص)أقل عنه حديثا منى وإن رسول الله (ص)خرج على حلقة من أصحابه فقال: " ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال: " آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ " قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهى بكم الملائكة "
أخرجه مسلم"

الخطأ الأول هو جواز الجلوس فى المسجد وهو ما يخالف كون المساجد لذكر الله وهو الصلاة أى قراءة القرآن كما قال تعالى:
" فى بيوت اذن الله أن ترفه ويذكر فيها اسمه "
والخطأ الثانى مباهاة الله للملائكة بالحلق وهو وهذا جنون حيث يصور الله مثل المخلوقات يباهى غيره وهو ما يخالف قوله :
"ليس كمثله شىء "زد على هذا أن المباهى يهدف لإغاظة من يباهيهم والملائكة هنا ليست أعداء لله أو منافسين له حتى يغيظهم وهو ما لم يحدث ولن يحدث لأنه لعب عيال وهو يناقض قولهم ألا إن الشقى من شقى فى بطن أمه رواه مسلم
ثم قال :
"باب جواز التحدث في الأمور الدنيوية المباحة في المسجد
23 - عن سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم
أخرجه مسلم"

الخطأ الأول هو جواز الجلوس فى المسجد وهو ما يخالف كون المساجد لذكر الله وهو الصلاة أى قراءة القرآن كما قال تعالى:
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
ثم قال:
"باب النهي عن الإيذاء والتشويش على المصلين في المساجد
24 - عن أبى سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله (ص)في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أو قال: " في الصلاة "
أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني"
الخطأ الجهر فى الصلاة وهو ما يخالف حرمة الجهر وحرمة السرية وهى الاخفات كما قال تعالى :

"ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ثم قال:
"باب كراهة الخصومة ورفع الصوت في المسجد
25 - عن السائب بن يزيد قال: كنت قائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهذين فجئته بهما فقال: من أنتما أو من أين أنتما؟ فقالا: من أهل الطائف فقال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه البخاري"

الحكاية كلها لعب فعمر يقذف صاحبنى بحجر ويطلب منه أن يأتيه برجلين ثم يتكلمون فى المسجد وهو كله مخالف أن المساجد لم تبنى لقذف الحجارة والحديث فيها حتى ولو كان أمرا بمعروف ونهيا عن المنكر كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
ثم قال:
"26 - عن ابن شهاب حدثني عبد الله بن كعب بن مالك أخبره عن أبيه أنه تقاضى ابن أبى حدرد دينا كان له عليه في عهد رسول الله (ص)في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله (ص)وهو في بيته فخرج إليهما رسول الله (ص)حتى كشف سجف حجرته ونادى كعب بن مالك فقال: " يا كعب " فقال لبيك يا رسول الله فأشار إليه بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب قد فعلت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قم فاقضه "
متفق عليه

نفس الخطأ السابق وهو الكلام فى المسجد فى المشاكل
ثم قال :
"باب النهي عن تخطي الرقاب في المسجد
27 - عن أبى الزاهرية قال كنا مع عبد الله بن بسر صاحب النبي (ص)يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال: عبد الله بن بسر جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي (ص)يخطب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اجلس فقد آذيت ""

أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني"
28 - عن جابر بن عبد الله : أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فجعل يتخطى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " اجلس فقد آذيت وآنيت "
أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني"

الخطأ أن الخطبة فى المسجد وكما سبق القول المساجد بنيت للصلاة وهى قراءة القرآن وهو اسم أى وحى الله وحده وليس لأى كلام أخر كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه"
ثم قال :
"باب جواز الاستلقاء في المسجد
29 - عن عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد أنه رأى رسول الله (ص)مستلقيا في المسجد واضعا إحدى رجليه على الأخرى
متفق عليه
وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر وعثمان يفعلان ذلك
أخرجه البخاري
باب جواز النوم في المسجد
30 - عن نافع أخبرني عبد الله بن عمر : أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه البخاري
باب جواز الأكل والشرب في المسجد
31 - عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد الخبز واللحم
أخرجه ابن ماجه وابن حبان وصححه الألباني
باب جواز إنشاد الشعر في المسجد
32 - عن أبى هريرة أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبى هريرة فقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله (ص)يقول: " أجب عنى اللهم أيده بروح القدس " قال اللهم نعم
متفق عليه"

كل الأحاديث الخمسة السابقة الخطأ المتكرر فيها عمل شىء لا يجوز فى المسجد كالاستلقاء والنوم والأكل وإنشاد الشعر وهو ما يخالف أن المساجد بنيت للصلاة وهى قراءة القرآن وهو اسم أى وحى الله وحده وليس لأى كلام أخر كما قال تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه"
ثم قال:
"باب تسوية الصفوف في المسجد
33 - عن أبى مسعود البدري قال: كان رسول الله (ص)يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا
أخرجه مسلم"

الخطأ أن المسلمين قسمين أولهما ذوى الأحلام والنهى وثانيهما غير ذوى الأحلام والنهى وهذا التقسيم يعنى أن المسلمين بعضهم له عقل وبعضهم ليس له عقل وهذا يخالف وصف الله للمسلمين بأنهم العلماء فى قوله "إنما يخشى الله من عباده العلماء "والقرآن يصف الكفار فقط بأنهم لا يعقلون وأما المسلمين فلا يصفهم بذلك أبدا "
ثم قال :
"34 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة "متفق عليه"
معنى الحديث صحيح وهو جلوس المصلين متجاورين بجانب بعضهم
ثم قال:
"باب استحباب السكينة والوقار في الذهاب إلى المسجد
35 - عن عبد الله بن أبى قتادة أن أباه أخبره قال: بينما نحن نصلى مع رسول الله (ص)فسمع جلبة فقال: " ما شأنكم؟ " قالوا: استعجلنا إلى الصلاة قال: " فلا تفعلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا "
متفق عليهوفى رواية- إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وأنتم تمشون

والخطأ هنا هو النهى عن السعى للصلاة وهو يخالف أمر الله لنا بالسعى للصلاة وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
ثم قال:
"باب فضل المشي إلى المساجد وانتظار الصلاة فيها
36 - عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام " وفى رواية أبى كريب: " حتى يصليها مع الإمام في جماعة "
متفق عليه"

والخطأ هنا هو أن البعيد عن المسجد أعظم أجرا من القريب وأن من يصلى مع الإمام أعظم أجرا ممن يصليها وينام وهو ما يعنى الأفضلية بسبب المكان أو وهو يخالف أن أى عمل غير مالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والخطأ العام الثانى هو محوها لبعض الذنوب مع أن أى حسنة تمحو كل السيئات الماضية مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "
ثم قال:
"باب الصلاة إلى السترة في المسجد
37 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ولا يدع أحدا يمر بين يديه فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان "
أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني"

والخطأ أن المدروء أى المدفوع سواء إنسان أو غيره من المخلوقات شيطان وقطعا لو كان المدروء أى المدفوع حمارا أو بقرة أو غير هذا من المخلوقات فلا يمكن أن يكون شيطان لسبب هو أن الشياطين إنس وجن فقط مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن "
ثم قال :
"38 - عن بسر بن سعيد: أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبى جهيم يسأله: ماذا سمع من رسول الله (ص)في المار بين يدى المصلي؟ قال أبو جهيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم المار بين يدي المصلى ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه " قال أبو النضر: لا أدرى قال: أربعين يوما أو شهرا أو سنة؟
متفق عليه"

والخطأ هنا هو الوقوف 40 يوما أو شهرا أو سنة خيرا من المرور بين يدى المصلى وهو يخالف أن المرور لحاجة بين يدى المصلى واجب ولا شىء فيه كما أن المرور بين يدى المصلى والمراد من أمام رأسه عند السجود لا شىء فيه لأنه لم يضره ولو قلنا أنه يحول بينه وبين القبلة لكان ذاك خطأ لوجود حوائل عدة بين المصلى وبين الكعبة مثل الجبال والتلال
ثم قال:
"باب استحباب صلاة ركعتين لمن قدم من سفر أول قدومه
39 - عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع رسول الله (ص)في غزاة فأبطأ بي جملي وأعيى ثم قدم رسول الله (ص)قبلي وقدمت بالغداة فجئت المسجد فوجدته على باب المسجد قال: " الآن حين قدمت؟ " قلت: نعم قال: " فدع جملك وادخل فصل ركعتين " قال: فدخلت فصليت ثم رجعت
متفق عليه والحديث فيه قصة"

الحديث هنا مختصر ولا يمكن نقد جزء دون الكل مع تعدد الروايات والخطأ هنا هو ألمر بصلاة ركعتين ولا يوجد أمر لصلاة ليس لها نص فى الوحى
ثم قال:
"باب النهي عن منع النساء من الخروج إلى المساجد
40 - عن عبد الله بن عمر عن النبي (ص)قال: " إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها "
متفق عليه
باب النهي عن الطيب للمرأة إذا خرجت إلى المسجد
41 - عن بسر بن سعيد: أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله (ص)أنه قال: " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة "
أخرجه مسلم
باب جواز منع النساء من الخروج للمساجد بالزينة
42 - عن عمرة بنت عبد الرحمن: أنها سمعت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها زوج النبي (ص)تقول: لو أن رسول الله (ص)رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل
قال: فقلت لعمرة: أنساء بني إسرائيل منعن المسجد قالت: نعم
متفق عليه
باب تخصص باب للنساء في المسجد
43 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو تركنا هذا الباب للنساء "
قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات
قال غير عبد الوارث قال عمر وهو أصح"

الخطأ جواز صلاة النساء فى المساجد وهو ما يخالف أن المساجد العامة للرجال وحدهم كما قال تعالى :
"لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
وقال :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

نظرات فى كتاب فريضة الحج وجواز النيابة فيها

نظرات فى كتاب فريضة الحج وجواز النيابة فيها
المؤلف محمد عبد المقصود جاب الله والكتاب عبارة عن سؤال من أحد طلاب جاب الله له عن جواز الاستنابة فى الحج كما قال فى مقدمته :
:فقد سألني أحد تلاميذي بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهو الطالب (سيد حامد سيد إبراهيم) من سنغافورة عن الحج عن الغير وهل يجوز أو لا؟ وهل يجوز لمن يحج عن الغير أن يحج عن أكثر من واحد في سنة واحدة؟"
وقد أجاب جاب الله فقال :
"وإني استخير بالله سبحانه وتعالى في الإجابة وهو حسبي ونعم الوكيل فأقول:- وبالله التوفيق-
الحج هو الركن الرابع من أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا."
وبالقطع لا وجود فى الإسلام لما يسمى الأركان الخمسة لأن كل حكم فى كتاب الله هو ركن فى أى مسألة ومن يصدق بوجود خمسة أركان عليه أن يلغى حياته الاجتماعية مثلا من حيث الزواج والطلاق وكل الأحكام فيهما وعليه أن يلغى كل أحكام الله فى القتال وعليه أن يلغى أحكام الله فى الجانب الاقتصادى عدا الزكاة من بيع وشراء ودين وغير ذلك
وتحدث جاب عن الأصل فى الحج وهو كلام الله فقال:
"والأصل في وجوبه قول الله -سبحانه وتعالى:
{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (من الآية 97من آل عمران).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان" متفق عليه"
واستنتج هو بناء على أقوال الفقهاء أن الاستطاعة المذكورة فى كتاب الله ملك الزاد والراحلة وأحيانا الصحة فقال :
"وقد اتفق الفقهاء على أن الحج يجب على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع, وشرط الاستطاعة (ملك الزاد والراحلة) وزاد الحنفية أن يكون صحيحا, وفسر عكرمة الاستطاعة بالصحة, وتفسير الاستطاعة بملك الزاد والراحلة هو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الدارقطني عن جابر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس وعائشة رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما السبيل ؟قال: "الزاد والراحلة" وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال: "جاء رجل إلى الني صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله! ما يوجب الحج ؟ قال: "الزاد والراحلة" رواه الترمذي وقال: "حديث حسن", وروى الإمام أحمد حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية (3: 97) {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قال رجل: يا رسول الله! ما السبيل؟ قال: " الزاد والراحلة"
فمن وجب عليه الحج بعد تحقق شروط الوجوب وشروط الأداء حسب ما فصله الفقهاء وجب عليه أداء الحج، لقوله عليه الصلاة والسلام: "من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله تعالى ولم يحج بيت الله فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا""
وما ذكره الفقهاء بناء على روايات الزاد والراحلة باطل لأن الراحلة تتعارض مع إباحة الله الحج مشيا فى قوله تعالى :
" يأتوك رجالا وعلى كل ضامر"
ومن ثم فالإتيان على الأرجل وهى الأقدام يبطل الرواية وما بنى عليها من قول الفقهاء
فالاستطاعة تشمل أمورا عدة قد تنطبق على عصر دون عصر فمثلا إذا تمكن الكفار من مكة ومنعوا حج الناس فلا وجود للاستطاعة هنا ومثلا إذا غاب مكان الكعبة عن المسلمين فلا وجود لاستطاعة الحج وقد كان هذا موجود فى عصر إبراهيم(ص) حتى أظهر الله له مكان الكعبة فوجب الحج بقوله:
" وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت"
والمرض المعجز عن الحركة كالشلل أو العجز يبيح عدم الحج طالما كانا مستمرين إلا إذا كانت الدولة للمسلمين ووفرت الدولة لهما سبل تيسر الحج
وأما شروط الاستطاعة فهى :
-القدرة المالية على السفر وعلى الانفاق على من تجب نفقتهم على المسلم طوال فترة الحج
- القدرة الصحية
- معرفة مكان بيت الله
- عدم منع الكفار للحج إذا استولوا على بلد الله كما قال تعالى :
" هم الذين صدوكم عن المسجد الحرام"

وأما موضوع الكتاب فهو الحج نيابة عن الغير فقد قال فيه:
"الحج عن الغير:
اتفق العلماء على أن من عليه حجة الإسلام وهو قادر على أن يحج لا يجزئ أن يحج غيره عنه.
أما إذا كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه أو كان شيخا فانيا ووجد من ينوب عنه في الحج ومالا يستنيبه به لزمه ذلك- عن أبي حنيفة وأحمد والشافعي وقال مالك: لا حج عليه إلا أن يستطيع بنفسه لقوله تعالى: {من استطاع إليه سبيلا} وهذا غير مستطيع- ولأن هذه العبادة لا تدخلها النيابة مع القدرة فلا تدخلها مع العجز كالصوم والصلاة.
واستدل أبو حنيفة وأحمد والشافعي بحديث ابن عباس رضي الله عنهما "أن امرأة من خثعم قالت يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: "نعم" وذلك في حجة الوداع متفق عليه.
وفى رواية عن ابن عباس أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي نذرت أن تحج ولم تحج حتى ماتت أفأحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته، اقضوا الله فالله أحق بالوفاء" رواه البخاري. وهذا دليل على أن الناذر بالحج إذا مات ولم يحج أجزأه أن يحج عنه ولده وقريبه ويجزئه عنه.
واختلف الفقهاء هل من شرط من يحج عن الغير أن يحج عن نفسه أولا؟ جمهور الأمة يرون أنه لا يصح أن يحج عن غيره من لم يحج عن نفسه لحديث ابن عباس الذي خرجه أبو داود وابن ماجة وصححه ابن حبان " أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة قال: "ومن شبرمة ؟" قال أخ لي أو قريب لي فقال: "حججت عن نفسك"؟ قال: لا، قال: "حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة" وجوز ذلك الحنفية محتجين بحديث الخثعمية من غير أن يسألها هل حجت عن نفسها أو لا ؟
هذا على خلاف بين الفقهاء في جواز الاستئجار على الحج والطاعات كالأذان وتعليم القرآن ونحوه مما يختص فاعله أن يكون من أهل القربة ويتعدى نفعه.
فعلى حين يرى الإمامان أبو حنيفة وأحمد وإسحاق وابن حزم وعطاء والضحاك وابن قيس والزهري أنه لا يجوز ذلك وحرموا أخذ الأجرة وبه قال ابن مسعود محتجين بما روي عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرأ" خرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وصححه الحاكم وأجاز الإمامان مالك والشافعي وكذلك ابن المنذر الاستئجار على الطاعات محتجين بحديث ابن عباس الذي خرجه البخاري وفيه "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله" وأخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجعل على الرقية.
وأرى أنه يجوز الاستنابة في الحج إذا كان من وجب عليه الحج مريضا مرضا لا يرجى برؤه أو مات بعد أن وجب عليه الحج وأوصى به ولا يجوز إلا عن هذين فقط أي من مات بعد الوجوب عليه ومن عجز عجزا مستمرا إلى الموت.
ويكون ما يتقاضاه النائب عنه من باب النفقة لا من باب الأجرة- لأنه إذا وقع بأجرة لم يكن قربة ولا عبادة والحج عبادة ولا يجوز الاشتراك في العبادة- فمتى فعله من أجل الأجرة خرج عن كونه عبادة فلم يصح- وإنما يصح على أنه نائب عمن وجب عليه الحج وما يدفع إليه من المال يكون نفقة لطريقه- فلو مات أو أحصر أو مرض أو ضل الطريق لم يلزمه الضمان- نص عليه أحمد لأنه إنفاق بإذن صاحب المال.
هل يجوز لمن يحج عن الغير أن ينوب عن أكثر من واحد في عام واحد؟
بعد أن عرفنا أنه يجوز الاستنابة في الحج للعاجز عن أدائه بالموت أو بالعجز بسبب المرض الذي لا يرجى برؤه نقرر أنه يجوز أن ينوب الرجل عن الرجل والمرأة, والمرأة عن الرجل والمرأة باتفاق عامة العلماء- لم يخالف في ذلك إلا الحسن بن صالح- فإنه كره حج المرأة عن الرجل ويرد عليه بحديث الخثعمية التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم "إن فريضة الله على عباده في الحج قد أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستملك على الراحلة أفأحج عنه ؟ قال: "نعم" متفق عليه.
ولا يجوز أن ينوب عن أكثر من واحد في عام واحد بالنسبة لنسك الحج لأن الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. والوقوف بعرفات من ظهر اليوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر اليوم العاشر هو الركن الأعظم. لقوله عليه الصلاة والسلام: "الحج عرفة فمن وقف بها ليلا أو نهارا فقد تم حجه ومن فاته عرفة بليل فاته الحج فليحل بعمرة وعليه الحج من قابل" وامتداد الوقوف إلى غروب الشمس واجب- فمن أفاض قبل ذلك وجب عليه دم عند أكثر أهل العلم- أبي حنيفة وأحمد وعطاء والثوري وأبي ثور وإبراهيم النخعي وعلقمة بن قيس والشافعي في رواية .
ويرى الإمام مالك أن استمرار الوقوف إلى ما بعد غروب الشمس ركن, فإذا دفع قبل الغروب فلا حج له عنده وحجته ما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أدرك عرفات بليل فقد أدرك الحج ومن فاته عرفات بليل فقد فاته الحج فليحل بعمرة وعليه الحج من قابل", قال ابن عبد البر: "لا نعلم أحدا من العلماء قال بقول مالك"
فكيف لمن أراد أن يحج عن أكثر من واحد أن يأتي بالواجب على قول جمهور الفقهاء أو يأتي بالركن على قول مالك رضي الله عنهم جميعا.
وقبل هذا كله كيف يأتي بالإحرام والنية عنهم جميعا في وقت واحد وهي شرط أو ركن على اختلاف بين الفقهاء بشرط أن يكون الإحرام من الميقات. وقد نص الحنفية على أن "من أحرم على آمريه ضمن النفقة ومعناه أن رجلا أمره رجلان أن يحج عن كل واحد منهما حجة- فأهل بحجة عنهما فهي عن الحاج ويضمن النفقة، لأنه خالفهما، والمسألة على ثلاثة أوجه:
1- إما أن يكون أحرم عنهما جميعا
2- أو عن أحدهما غير معين
3- أو أطلق, فإن نواهما جميعا وهي مسألة الكتاب فقد خالفهما، لأن كل واحد منهما أمره أن يخلص له الحج وأن ينويه بعينه عند الإحرام فإن لم يفعل صار مخالفا ولا يكون عن أحدهما إذ ليس أحدهما بأولى من الآخر فوقع عن المأمور"
ونص الحنابلة على أنه " إذا استنابه اثنان في نسك فأحرم به عنهما وقع عن نفسه دونهما لأنه لا يمكن وقوعه عنهما وليس أحدهما بأولى من صاحبه، وإن أحرم عن نفسه وغيره وقع عن نفسه، لأنه إذا وقع عن نفسه ولم ينوها فمع نية أولى 000" .
ولا أعتقد هذا إلا قول سائر الفقهاء لحديث ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة قال: "من شبرمة؟" قال: أخ لي أو قريب لي، فقال:" حججت عن نفسك؟" قال: لا، قال: "حج عن نفسك تم حج عن شبرمة". خرجه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان.
والحج هو القصد إلى معظم وهو البيت الحرام، ولو كان الجمع بين النيتين جائزا لقال له عليه الصلاة والسلام: "انو عن نفسك وشبرمة" ولكنه عليه الصلاة والسلام قال له: " حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة" فدل هذا على أنه لا يجوز الجمع بين نسك واحد وهو الحج عن اثنين في عام واحد.
وإن أفرد الإحرام من الميقات عن واحد ثم أتى بالأركان عنه فكيف يتسنى أن يحرم عن آخر وآخر وآخر قبل التحلل من الإحرام الأول. ولا يكون التحلل إلا برمي جمرة العقبة الأولى ثم الذبح فالحلق الذي يكون به التحلل وهذا قطعا يكون بعد طلوع فجر يوم النحر وبعد شروق الشمس على ما هو الراجع من أقوال الفقهاء.
وإذا أحرم قبل التحلل يكون رافضا للإحرام الأول كما إذا كان محرما بالعمرة ثم نوى الحج يكون رافضا للعمرة ولابد للإحرام لأهل مكة ومن في حكمهم للحج من الحرم أي أنه يجب عليه أن يترك عرفات ويخرج إلى الحرم الذي حده التنعيم ثم يعود مرة أخرى إلى عرفات فيقف بها ثم يعود مرة أخرى ليحرم عن الآخر وهكذا يكون حجا مكوكيا لا إخلاص فيه ولا تفرغ فيه للدعاء وكل همه أن يحصل الإحرام عمن قبض منهم الذين يزيدون في بعض الأحيان على العشرة كما أخبرني السائل بذلك.
ثم إن الدماء التي تجب عليه لمجاوزة الميقات وهو ميقات أهل اليمن بالنسبة للهند وسنغافوره وهو (يلملم) ودم لتركه الوقوف بعرفات والإفاضة قبل الغروب على من تجب ؟ إنها تجب على النائب لأنه هو الذي تسبب في ذلك.
فليتق الله من يفتي بجواز الحج والاستنابة عن أكثر من واحد في عام واحد حيث لا دليل له لا من كتاب ولا من سنة ولا إجماع ولا قياس صحيح أو فاسد. ولا يقال إنه اجتهاد منه، لأنه لا اجتهاد مع النص كما قرر ذلك العلماء.
وما يفعله إنما هو أكل لأموال الناس بالباطل وتضليل للسذج من عوام المسلمين وتغرير بهم.
اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه."
وروايات الاستنابة عن الحج كلها باطلة لمخالفتها نص الآية وهو :
"من استطاع إليه سبيلا"

فمن أفتوا بجواز استنابة العاجز والمريض بمرض لا يرجى شفاؤه خرجوا على مقتضى سياق الآية وهو:
أن هؤلاء لا يقدران أى لا يستطيعان الوصول بأنفسهم ومن ثم سقط عنهم الحج
إذا شرط الاستطاعة ساقط فى الحالتين وهم العجز عن الحركة والمرض الذى يمنع من الحركة أو المرض الذى يؤذى المسافر
والاستنابة لا تجوز فى أى عمل من الأعمال الفرضية لقوله تعالى :
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
فالسعى وهو عمل الغير ليس هو عمل غير المستطيع ومن ثم لا يثاب فاعل الأمر ولا حتى دافع المال
وفى حالة وجود دولة المسلمين وسيطرتها على مكة سيكون من السهل نقل العجزة والمرضى للحج بالطائرات من أماكن وجودهم ولكن حاليا لا وجود لتلك الدولة ومن ثم فمن يحج هم الأغنياء فقط مع أن الله لم يفرضه إلا المستطيعين سواء كان معهم مال كثير أو قليل
ومثلا حديث الخثعمية لا يتفق مع الاستطاعة ومن ثم لا حج عن والدها المزعوم فى الرواية كما أنه باطل من وجهة أخرى وهو أنها وابن عم الرسول (ص) ارتكبا ما يوجب عقوبة عليهما وهو النظر للزواج أو النظر للتشهى وهو ما يوجب عقوبة صدقة أو صيام أو ذبيحة وهو شىء يظهر النبى(ص) بمظهر الجاهل بأحكام الله فلم يقل لهما أن عليهما عقاب واكتفى بتحويل نظر الفضل مع قوله تعالى :
" فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج"

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

قراءة فى جزء فيه من روى عن النبي (ص) من الصحابة في الكبائر

قراءة فى جزء فيه من روى عن النبي (ص) من الصحابة في الكبائر
المتحدث وهو قائل الكتاب وهو القاسم المشترك بين كل الروايات هو أبي بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي وهو يدور حول جمع بعض الأحاديث الواردة فى ما أسموه الكبائر على أساس وجود صغائر فى الذنوب والحق أنه لا يوجد صغائر فكل الذنوب كبائر وسميت كبيرة لأنها تكبر على طاعة حكم الله بطاعة النفس والتى يطلق عليها الشيطان أو الشهوات او الهوى الضال أو رأى النفس...
وأما الأحاديث المروية فعن 11 من الصحابة كما قال البرديجى :
طرق أحاديث الكبائر
أخبرنا أبو القاسم عبدالواحد بن القاسم بن الفضل بن عبدالواحد بقراءتي عليه، أخبرنا أبو علي الحداد إجازة، أخبرنا أبو نعيم، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف - رحمه الله - البغدادي، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي يقول: روى أحد عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر ، وهو مما يدخل في التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم.
1- منهم عبدالله بن مسعود:
وهو ما حدثنا الحسن بن علي بن عفان، حدثنا عبدالله بن نمير، عن الأعمش عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر، فقال: "أن تشرك بالله وهو خلقك، وأن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، وأن تزني بحليلة جارك". ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} الآيات.
لم يرو هذا إلا ابن نمير على لفظ: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر.
ورواه الثوري، وجرير: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكبائر أعظم ."هنا الكبائر ثلاثة وهو ما يناقض رابعة فى الحديث التالي:
2- وابن عباس رضي الله عنه:
وهو ما حدثناه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديث الكبائر.
وقال فيه: "والفرار من الزحف" .
وأما الحديث التالى فقد مسح الزنى والفرار من الزحف ووضع مكانهما عقوق الوالدين وهو تناقض وقد رواه كل من:
3- وعبدالله بن عمرو:
من طرق أصحها ما رواه فراس، عن الشعبي، عن عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما.
ورواه شعبة، وشيبان، عن فراس.
حدثناه الحسن بن علي بن عفان، حدثنا عبيدالله بن موسى [حدثنا شيبان] عن فراس.
وحدثنا أبو زرعة، حدثنا عبدالله بن معاذ، حدثنا أبي، عن شعبة، عن فراس عن الشعبي، عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما– أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين" ."
وأما الرواية التالية فقد زادت شهادة الزور وهى :

4- وأبو بكرة رضي الله عنه:
حدثنا محمدبن عبدالملك وغيره،حدثنا يزيد بن هارون،حدثنا الجريري عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين".
ثم احتفز فقال: "وشهادة الزور" ."
وكون الروايات السابقة أطبقت على أن الكبائر ثلاثة أو أربعة تناقض كونهم سبعة فى الحديث التالى:
5- وأبو هريرة من ثلاثة أوجه:
فأحسن ذلك ما حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا السبع الموبقات".
قلنا: وما هن؟.
قال: "الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والزنا، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وشهادة الزور، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
وليس في كل الحديث ذكر : "قذف المحصنات" إلا في هذا ."
والغريب فى رواية السبعة استبعاد عقوق الوالدين والتولى يوم الزحف من السبعة مع كونهم من الثلاث والأربع
وأما الرواية التالية فتحدثت عن أكبر الكبائر فقالت:
6- وأنس بن مالك رضي الله عنه:
حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو عتاب الدلال، حدثنا شعبةح.
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عبيدالله ابن أبي بكر بن أنس، عن أبيه – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكبر الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق" .
هذا الرواية أكبر الكبائر فيها الشرك والعقوق والقتل وهو ما يناف ى وجود أكبر الكبائر غيرهم وهو شهادة الزور فى الرواية التالية:
7- وعمران بن حصين رضي الله عنه:
حدثنا أبو زرعة، حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا الحكم بن عبدالملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تعدون الكبائر فيكم؟".
قلنا: الشرك بالله، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر.
قال: "هن كبائر، وفيهن عقوبات، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر".
قلنا: بلى. قال: "شهادة الزور" .
وكون شهادة الزور الأكبر تناقض أن الشرك وشهادة الزور معا هما أكبر الكبائر فى قولهم:
8- وخريم بن فاتك رضي الله عنه:
حدثنا سليمان بن سيف، ومحمد بن إسحاق: أبو بكر، قالا: حدثنا يعلى ابن عبيد، حدثنا سفيان العصفري، عن أبيه، عن حبيب بن النعمان، عن خريم ابن فاتك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم أصبح ذات يوم بعدما صلى الغداة فقال: "عدلت شهادة الزور الشرك بالله وعقوق الوالدين". ثم قرأ: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} ."
وعاد الرجل إلى رواية السبع الكبائر فقال :
9- وابن عمر رضي الله عنهما:
حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدثنا أيوب ابن عتبة، عن طيسلة، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الكبائر سبع، الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والزنا، والسحر، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم".
هكذا رواه مرفوعا.
وروى هذا الحديث عن طيسلة: يحيى بن أبي كثير، وزياد بن مخراق، عن طيسلة، عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا.
وهو طيسلة بن مياس، ومياس لقب، وهو طيسلة بن علي الحنفي ."
ونلاحظ أن العقوق والفرار اللذين لم يذكر فى رواية السبع الأولى ذكرا فى الرواية السابقة
وتحديد العدد بسبع يناقض كونهم خمسة فى الحديث التالى:
10- وأبو أيوب رضي الله عنه:
حدثنا يزيد بن عبدالملك، حدثنا يزيد بن عمرو السكوني، حدثنا بقية، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن محكول يرده إلى أبي أيوب – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين، ومنع ابن السبيل، والفرار من الزحف"
وناقض حديث الخمس حديث السبع التالى :
11- عبدالله بن أنيس رضي الله عنه:
حدثنا علي بن عبدالرحمن بن المغيرة، حدثنا عبدالله بن صالح، حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد. ح.
وحدثنا ابن سهل ، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبدالله، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن أبي أمامة الأنصاري، عن عبدالله بن أنيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الكبائر، فإنهن سبع: الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والزنا، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وعقوق الوالدين" .
وأحاديث الكبائر المذكورة كلها باطلة لأن الشرك هو أصل كل الكبائر وهى الذنوب فكل الكبائر سميت بهذا الاسم لأنها تكبر على طاعة الله وطاعة غيره وهو ما نفس تعريف الشرط وهو طاعة غير الله
أن تلك الأحاديث تناقض كتاب الله فى أن كل الروايات لم تذكر أكبر الكبائر المذكورة فى القرآن وهى إخراج الناس من البيت الحرام والتى سماها الله الفتنة فقال :
" والفتنة أشد من القتل"
وقال:
" والفتنة أكبر من القتل"

وهو ما فسره الله بقوله:
" والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله"

 

الاثنين، 26 سبتمبر 2022

نقد مقال البيان الوارد فى تقسيم الجآن إلى (جنى وعفريت ومارد)

نقد مقال البيان الوارد فى تقسيم الجآن إلى (جنى وعفريت ومارد)
المقال باسم ريحانة وقد تحدثت عن اختلاف أنواع الجن فقالت فى أول المقال:
"يختلف تقسيم الجآن من حيث النوع والرتبة من بلد إلى آخر أو من منطقة إلى آخر بحسب ما تواتر على ألسنة الناس وما عرفوه عن الجن وما تناقلوه من أخبار فيما بينهم.
إذا التقسيمات الواردة على ألسنة الناس أو ما كان منها فى بعض الكتب هى نتاج لما تعارف عليه الناس فيما بينهم تبعا للتوزيع الإقليمى لكل منهم."
ورغم أن الوحى ليس فيه تقسيم للجن ظاهر سوى انقسامهم لمسلمون وكفار وسوى أن الملائكة طائفة من الجن اصطفاهم الله كرسل يقومون بمهام معينة أوكلها إليهم إلا أن الكاتبة زعمت أن التقسيم الذى ستقوله هو تقسيم الجن أنفسهم وهو :
"والتقسيم الآتى ذكره هو تقسيم للجآن من حيث السلالة أو المنشأ أو الأصل الخلقى له وعمدتنا فى ذلك هو مانقل عن الجن أنفسهم وما تواتر ذكره عنهم.
" حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داوود عن عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود – رضي الله عنه – شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال: لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال:
فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال: أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن، قال:
فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علفت لدوابكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم "
(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة (150) - برقم 450).
قال النووي: (قوله " استطير أو اغتيل " معنى استطير طارت به الجن، ومعنى اغتيل قتل سرا، والغيلة هي القتل في خفية) (صحيح مسلم بشرح النووي – باختصار - 4، 5، 6/ 127)
فى الأثر السابق أن العرب كانوا يتناقلون أمر الجن ويعتمدون ما تواتر من أمرهم."

والرواية السابقة باطلة لم تحدث ينفيها أن النبى(ص) لم يعلم أن الجن سمعوا القرآن منه إلا بعد أن أوحى الله له ذلك فقال :
"قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن"
وقال :
"وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا"
ومن ثم فلا وجود لداعى الجن الذى دعاه ولا وجود لطعام أو نيران رآه الناس لأنه هذه آية معجزة وقد منع الله الآيات عن الناس فى عهد النبى(ص) فقال:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وتحدثت ريحانه عن سلالات الجن فقالت :
"سلالات الجن:
قبل أن نشرع فى ذكر سلالات الجن من حيث أصل الخلقة نود أن ننبه إلى أن كل سلالة تخضع للتقسيم من الآتى من حيث ..
اللون:
وقد تواتر ـ بلا خلاف ـ أن للجن سبعة ألوان:
أزرق وأحمر وأصفر وأبيض وأخضر وأسود ورمادى.
وقد استدل البعض على وجود هذه الألوان بقوله عز وجل [ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين] الروم 22.
يقول الإمام الطبرى فى تفسير هذه الآية ((يقول: واختلاف منطق ألسنتكم ولغاتها {وألوانكم} يقول: واختلاف ألوان أجسامكم)) اهـ.
قال الإمام القرطبى فى تفسيره لهذه الآية ((اللسان في الفم ; وفيه اختلاف اللغات: من العربية والعجمية والتركية والرومية. واختلاف الألوان في الصور: من البياض والسواد والحمرة ; فلا تكاد ترى أحدا إلا وأنت تفرق بينه وبين الآخر. وليس هذه الأشياء من فعل النطفة ولا من فعل الأبوين ; فلا بد من فاعل , فعلم أن الفاعل هو الله تعالى ; فهذا من أدل دليل على المدبر البارئ)) اهـ."

وهذا الكلام عن ألوان الجن صادق فهم مختلفو ألوان ولكن لم يرهم أحد حتى يحدد ألوانهم ومن ثم فهو كلام لا يمكن إثباته لعدم الرؤية وعدم ذكر الوجى لتلك الألوان
واستشهدت ريحانة على اختلاف الألوان بالتالى:
"وقوله تعالى [[وخلق الجان من مارج من نار]] الرحمن 15.
قال الطبرى رحمه الله فى تفسير الآية ((وقوله: {وخلق الجان من مارج من نار} يقول تعالى ذكره: وخلق الجان من مارج من نار , وهو ما اختلط بعضه ببعض , من بين أحمر وأصفر وأخضر , من قولهم: مرج أمر القوم: إذا اختلط , ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: " وكيف بك إذا كنت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم " وذلك هو لهب النار ولسانه)) اهـ.
قال القرطبى رحمه الله (( .. وعن ابن عباس أنه اللهب الذي يعلو النار فيختلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر , ونحوه عن مجاهد , وكله متقارب المعنى ... )) اهـ."

والمارج من نار هو نفسه نار السموم وهو لا يعنى اللهب لأنهم كانوا نارا لظهروا وما كانوا خفيين كما يدل اسمهم وإنما هم مخلوقون من التراب المتخلف من النار وهو ما يسمى الوقود والوقود يتحول بعد انتهائه
وتحدثت عن تقسيمهم من حيث كيفية التنقل فقالت:
"تقسيم من حيث كيفية التنقل إلى:
* جآن يطيرون ويسمونهم (الطيار) وهم أكثر الأنواع نسمة.
* جآن زاحف ويسمونهم (زحاف) بتشديد الحاء.
* جآن يحل ويظعن ويسمونهم (مشاى) بتشديد الشين.
يقول صلى الله عليه وسلم {الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون} الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365."

والخطأ هو تقسيم الجن والإنس كل لثلاثة أصناف ويخالف هذا أنهم صنفين مسلم مؤمن وكافر قاسط وفى هذا قال تعالى بسورة التغابن "هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن"وقالت الجن بسورة الجن "وإنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا "
وهو ما يناقض رواية أخرى تقول:
"خلق الله الجن ثلاثة أصناف صنف حيات وxxxxب وخشاش الأرض وصنف كالريح فى الهواء وصنف عليهم الثواب والعقاب" رواه ابن أبى الدنيا فى مكايد الشيطان
كما أن الحديث فيه أربعة أصناف 1-حيات2- كلاب3-لهم أجنحة4-يحلون ويظعنون ومن ثم فهناك تناقض بين قولهم ثلاث وذكرهم أربعة
وأما السلالة فقالت ريحانه عنها :
"نعود لتقسيم الجن من حيث السلالة فنقول:
1) الجن العادى:
يتبع تقسيم الألوان كما أسلفنا وتقسيم كيفية التنقل، وهو أضعف الجن من حيث القوة البدنية وأكثرهم عددا من حيث النسمة.
2) العفريت:

يتبع التقسيم السابق من حيث اللون وكيفية التنقل، من كان منه (طيار) فهو أسرع أنواع الجن وأكثرهم خفة عند الحركة وأكثرهم ذكاء ودهاء وإذا تقدم فى السن أطلق عليه (غول).
لذا لما كان المقام مقام سرعة لإحضار عرش بلقيس من اليمن تكلم العفريت [[قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك]] سورة النمل، الآية:39
بالإضافة أن له قوة بدنية عالية.
3) المارد:

يتبع التقسيم السابق أيضا، وهو أقوى الجآن من حيث القوة البدنية، وأقلهم ذكاء.
يتصف بصغر الرأس وضخامة الجسد وشدة العناد، وإذا تقدم فى السن أطلق عليه (مكبر).

4) قد يتشيطن أحد هذه الأنواع السابقة ويصبح شيطانا فى أفعاله وكفره وغيه لافى سلالته فيطلق عليه (شيطان مارد) ويقصد بمارد أى قوة فى الكفر والغى والضلال والخروج عن الحق، ويطلق أيضا على من كان من ذرية إبليس لعنة الله المنظرون إلى يوم البعث."
وهذا التقسيم لا دليل من الوحى فكلمة عفريت لا تعنى صنف من الجن مخصوص وإنما تعنى شخص أى فرد أى واحد وكلمة مارد تعنى عاص مخالف لله
وتحدثت عن مراحل القوة عند الجن فقالت:
"مراحل القوة عند الجن:
وهذه المراحل مكتسبة عن طريق التدريب وتنمية المهارات من الجن نفسه ومدى اتساع خبراته القتالية ولا علاقة لها بعامل السن، فلكما تقدم الجنى فى المراحل زادت قوته وبطشه.
1) الجنى العادى: يمر بأربعة مراحل يتدرج فيها من المرحلة الأولى وحتى الرابعة ولا يزيد عليها.
2) العفريت: يمر بعشرين مرحلة من التطور والقوة، من المرحلة الأولى وحتى المرحلة السادسة عشر يطلق عليه (عفريت صغير) ثم المراحل الأربعة الباقية يطلق عليه (عفريت كبير).
3) المارد: يمر باثنتى عشر مرحلة، من المرحلة الأولى وحتى الثامنة يطلق عليه (مارد صغير) والمراحل الأربعة الباقية يطلق عليه (مارد كبير)."

وكل هذه التقسيمات المرحلية بلا دليل من الوحى وإنما أقوال قيلت فقط ولا يمكن لقائليها اثباتها لعدم رؤية البشر للجن وعدم معايشتهم
وأنهت المقال بما أسمته فائدة فقالت:
"فائدة:
التزاوج بين الجن غير مقيد بسلالة أو بلون أو بنوع فقد يتزوج المارد الجنى العادى والعفريت المارد والأسود الأحمر والأزرق الأبيض وهكذا.
إذا اختلف سلالة الأب والأم كان المولود تابع لسلالة الأب، يعنى لو تزوج عفريت بمارد كان الولد عفريتا تبعا لأبيه.
وإذا اختلف اللون كان الولد من حيث اللون تابع لأمه وهذا فى الغالب"

وهذا الكلام مبنى على تزاوج إلإنس لعدم وجود نص فى الوحى الحالى يقول بذلك وإنما هم امم كأمم الناس كما قال تعالى :
"وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم"
فالجن مثلهم والخطأ أن الولد تابه لسلالة والده وهو تخريف لأن السلالة تكون من الذكر والأنثى معا وليس من واحد منهما
وقد قسم الله الجن على لسانهم إلى :
مسلمون وقاسطون أى كافرون فقال:
"وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا "
وأما قدراتهم فكلهم لهم القدرة على الطيران حتى السماء والقعود عندها كما قال تعالى على لسانهم:
"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"