السبت، 30 سبتمبر 2023

نظرات فى جزء الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة

نظرات فى جزء الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة
الجزء من تصنيف الحافظ جلال الدين السيوطي(849 - 911)وقد استهله بالتسمية فقال :
"فهذا جزء سميته:
«الثغور الباسمة في مناقب سيدتنا فاطمة بنت سيدنا رسول الله (ص)»"

وقد ايتهلة بذكر روايات زواج على من فاطمة وهى كلها روايات كاذبة لأن على عمها أخو ابيها كما هو مشهور ومعروف ومن ثم لا يجوز لها زواجها لكونه عمها أو ابن عم أبيها وهو فى مستوى قرابى واحد والأحاديث المروية هى :
"أخبرني شيخي شيخ الإسلام والمسلمين تقي الدين الشمني بقراءتي عليه قال: أخبرنا الجمال عبد الله بن علي الحنبلي قال: أخبرنا أبو الحسن العرضي قال: أنبأتنا زينب بنت مكي، ح وأنبأنا عاليا أبو عبد الله محمد بن مقبل الحلبي، عن الصلاح بن أبي عمر المقدسي قال: أنبأنا أبو الحسن بن البخاري. قالا: أخبرنا أبو علي الرصافي قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي التميمي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد، أنبأنا عطاء بن السائب عن أبيه، عن علي رضي الله تعالى عنه:
«أن رسول الله (ص) لما زوجه فاطمة، بعث معه بـ: خميلة، ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحيين، وسقاء، وجرتين، فقال علي لفاطمة رضي الله عنهما ذات يوم: والله لقد سنوت حتى لقد اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: أنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي؛ فأتت النبي (ص) فقال: ما جاء بك أي بنية؟ فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله، ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتياه جميعا، فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة رضي الله عنها: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة، فأخدمنا. فقال رسول الله (ص): والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم. فرجعا، فأتاهما النبي (ص) وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله (ص). قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: نعم، ولا ليلة صفين».
هذا حديث صحيح مشهور، أخرجه الأئمة الستة وغيرهم من طرق كثيرة بألفاظ مختلفة مطولة ومختصرة.
فأخرجه البخاري في: الخمس، عن بدل بن المحبر، وفي فضل علي عن محمد بن بشار عن غندر، وفي النفقات عن مسدد عن

يحيى، وفي الدعوات عن سليمان بن حرب.
وأخرجه مسلم في: الدعوات عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار كلاهما عن محمد بن جعفر، وعن ابن أبي شيبة عن وكيع، وعن عبيد الله بن معاذ عن أبيه، وعن محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي.

وأخرجه أبو داود في: الأدب عن مسدد عن يحيى، وعن حفص بن عمر.
ثمانيتهم عن شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي.
وأخرجه البخاري أيضا في: النفقات عن الحميدي.

ومسلم: في الدعوات عن زهير بن حرب.
والنسائي عن: قتيبة.
ثلاثتهم عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى.
وأخرج مسلم أيضا في: الدعوات عن عبيد بن يعيش، ومحمد بن عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبد الله بن نمير، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن مجاهد به.
وأخرجه أبو داود أيضا: في الأدب عن عباس العنبري، عن عبد الملك بن عمرو، عن عبد العزيز بن محمد.

والنسائي: عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن عمر بن مالك المعافري وحيوة بن شريح.
ثلاثتهم عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، عن شبث بن ربعي، عن علي به.
وأخرجه أبو داود أيضا في الخراج: عن يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى. وعن مؤمل بن هشام، عن ابن علية.كلاهما عن سعيد الجريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن ابن أعبد، عن علي به.وأخرجه الترمذي في: الدعوات.والنسائي في: عشرة النساء.كلاهما عن أبي الخطاب زياد بن يحيى البصري، عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن علي به.

وأخرجه النسائي أيضا في: النكاح عن نصير بن الفرج، عن أبي أسامة عن زائدة.وابن ماجه في: الزهد عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل.
كلاهما عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي به.وأخرجه أحمد، عن أسود بن عامر وحسين وأبي أحمد الزبيري.ثلاثتهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن علي به.

وأخرجه الطبري في: «تهذيب الآثار»، من طريق القاسم مولى معاوية عن علي به. ومن طريق أبي أمامة، عن علي. ومن طريق عمارة ابن عبد، عن علي. ومن طريق محمد ابن الحنفية، عن علي. ومن طريق أبي مريم، عن علي.
وأخرجه مطين في: «مسند علي»، من طريق هانئ بن هانئ، عن علي.
وممن أخرجه أيضا: ابن حبان في «صحيحه»، وجعفر الفريابي في «الذكر»، ويوسف القاضي في «الذكر»، والدارقطني في «العلل»،والبيهقي. والبزار.وورد أيضا من حديث أبي هريرة، أخرجه مسلم.ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار».
وأصله في «سنن أبي داود» من حديث أم الحكم وضباعة بنت الزبير، أخرجه أبو داود.
ومن حديث أم سلمة، أخرجه الطبري في «تهذيبه».ومن مرسل علي بن الحسين، ومن مرسل عروة، أخرجهما جعفر في «الذكر»."

والحديث لا يصح للتالى :
الخطأ الأول أن النبى(ص) كان يسبى النساء وهو ما يخالف أنه لا سبى فى الإسلام لأن السبى وهو استحياء النساء هو عمل الكفار كقوم فرعون الكفار الذى قال الله فى عملهم :
وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
فالاستحياء وهو السبى عذاب فهل جاء الرسول(ص) لتعذيب الناس؟
قطعا لا لكونه رحيم ولأن الله أوجب إطلاق سراح الأسرى ولم يذكر أسيرات فقال تعالى :
فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك"
فلو كان هناك سبى ما أطلق سراحهم إطلاقا
والخطأ الثانى هو حدوث فتنة صفين وتقاتل المؤمنين مع بعضهم وهو ما يتعارض مع قوله تعالى " رضى الله عنهم" فالله لا يرضى عن قتلة بعضهم
ذكر الأحاديث الواردة في تزويج فاطمة رضي الله عنها
قال ابن منده في «المعرفة»: «تزوج علي فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وبنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت له: حسنا وحسينا ومحسنا وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى».

وفي «الطبقات» لابن سعد بسند مرسل: «تزوج علي فاطمة في رجب بعد مقدم النبي (ص) المدينة بخمسة أشهر، وبنى بها بعد مرجعه من بدر، وفاطمة يوم بنى بها علي بنت ثمان عشرة سنة».
وقال غيره: «تزوجها علي بعد وقعة أحد، وسنها يومئذ خمس عشرة سنة ونصف»."

الروايات متناقضة فى موعد الزواج فمرة بعد سنة من الهجرة ومرة فى السنة الثانية بعد بدر ومرة بعد أحد
والروايات متناقضة فى سنها حين تزوجت فمرة15 سنة ومرة18 سنة
وهذه التناقضات فى واقعة واحدة يدل على أنها لم تحدث
ثم قال :
أخرج البيهقي في الدلائل عن علي قال: «خطبت فاطمة إلى رسول الله (ص)، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله (ص)؟ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله (ص) فيزوجك؟ فقلت: أوعندي شيء أتزوج به! فقالت: إنك إن جئت رسول الله زوجك. فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله (ص)، وكان لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه، أفحمت! فوالله ما استطعت أن أتكلم، فقال رسول الله (ص): ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت! فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت! فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة! فقلت: نعم، فقال: وهل عندك من شيء تستحلها به؟ فقلت: لا والله يا رسول الله! فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفس علي بيده إنها لحطمية [ما ثمنها أربعة دراهم، فقلت: عندي]، فقال: قد زوجتك، فابعث بها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله (ص)».
وأخرج البزار بسند حسن عن بريدة قال: «قال نفر لعلي رضي الله عنه: لو خطبت فاطمة بنت رسول الله (ص). فأتى النبي (ص) فقال: ما حاجتك يا علي؟ قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله (ص). قال: مرحبا وأهلا. لم يزده عليهما، فخرج علي رضي الله عنه إلى أولئك الرهط وهم ينتظرون، قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا، قالوا: يكفيك من رسول الله (ص)، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب، قال: فلما كان بعد ما زوجه، قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة! فقال سعد: عندي كبش. وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا النبي (ص) بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي رضي الله عنه ثم قال: اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في نسلهما».
وأخرج أبو داود من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: «لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله (ص): أعطها شيئا، قال: ما عندي شيء، قال: أين درعك الحطمية؟».
وأخرجه ابن سعد عن عكرمة مرسلا وزاد: «فأصدقها إياها، وكان ثمنها أربعمائة درهم».
وأخرج ابن سعد عن علباء بن أحمر اليشكري: «أن عليا تزوج فاطمة، فباع بعيرا له بثمانين وأربع مائة درهم، فقال النبي (ص): اجعلوا ثلثين في الطيب، وثلثا في الثياب».
وأخرج عن حجر بن عنبس - وكان أدرك الجاهلية - قال: «خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبي (ص): هي لك يا علي، لست بدجال».

يعني لست بكذاب، وذلك أنه كان قد وعد عليا بها، قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر.
وأخرج عن عطاء قال: «خطب علي فاطمة، فقال لها رسول الله (ص): إن عليا يذكرك، فسكتت، فزوجها».
وأخرج عن عكرمة قال: «لما زوج رسول الله (ص) عليا فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط، ووسادة من أدم، وقربة. وقال لعلي: إذا أتيت بها فلا تقربنها حتى آتيك. وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن امرأته. فلما أتي بها قعدا حينا في ناحية البيت. ثم جاء رسول الله (ص) فدعا بماء فأتي به، فمج فيه ومسه بيده، ثم دعا عليا فنضح من ذلك الماء على كفيه [كتفيه] وصدره وذراعيه، ثم دعا فاطمة، فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله (ص)! ثم فعل بها مثل ذلك، ثم قال لها: يا فاطمة، إني ما آليت أن أنكحتك خير أهلي».
وأخرج نحوه موصولا من طريق سعيد بن المسيب عن أم أيمن.وأخرج ابن ماجه عن علي قال: «لقد أهديت ابنة رسول الله (ص) إلي، فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش».
وأخرجه ابن سعد بلفظ: «لقد تزوجت فاطمة، وما لي ولها فراش غير جلد كبش، ننام عليه بالليل، ونعلف عليه الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها».

وأخرج البزار عن جابر قال: «حضرنا عرس علي وفاطمة، فما رأينا عرسا كان أحسن منه، حشونا الفراش بالليف، وأتينا بتمر وزبيب، فأكلنا، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب كبش».
وأخرج ابن سعد عن أسماء قالت: «جهزت فاطمة إلى علي، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف، ولقد أولم علي على فاطمة، فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته؛ رهن درعه عند يهودي بشطر شعير».
وأخرج عن رجل أخواله الأنصار قال: «أخبرتني جدتي أنها كانت مع النسوة اللاتي أهدين فاطمة إلى علي، قالت: أهديت في بردين، عليهما دملوجان من فضة مصفران بزعفران، فدخلنا بيت علي فإذا إهاب شاة، ووسادة فيها ليف، وقربة، ومنخل، ومنشفة، وقدح».

وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن علي قال: «جهز رسول الله (ص) فاطمة رضوان الله عليها في خميل، وقربة، ووسادة من أدم حشوها ليف».
وأخرج عن علي قال: «ما كان لنا إلا إهاب كبش ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة رضي الله عنها على ناحيته»."

والأحاديث السابقة فيها تناقضات :
الأول المهر مرة كان الدرع الحطمية مرة 480 درهم باع بهم بعير وهو تناقض ظاهر وهو ما يثبت عدم وقوع هذا الزواج المحرم
الثانى أن جهازها كان إهاب كبش فى كثير من الروايات وفى روايات أخرى سرير مشروط ووسائد محشوة ليف وهو تناقض يثبن نفس الأمر
الثالث المولم فمرة الأنصار هم الذين أحضروا الطعام ومرة على ولا يمكن أن تقع كل هذه التناقضات فى حكاية واحدة وهو ما يدل على أنها لم تحدث
ثم قال السيوطى:
"ذكر خصائص فاطمة ومناقبها:
أخرج الشيخان من طرق عن المسور بن مخرمة قال: «سمعت النبي (ص) يقول وهو على المنبر: إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم»، «وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله (ص) وبنت عدو الله أبدا».
وفي رواية: «فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها»، «وأنا أتخوف أن تفتن في دينها».
وللحاكم عن سويد بن غفلة قال: «خطب علي بنت أبي جهل، فاستشار النبي (ص) فقال: أعن حسبها تسألني؟ فقال: لا، ولكن أتأمرني بها؟ قال: لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع، فقال علي: لا آتي شيئا تكرهه».

وأخرج البزار والطبراني: عن ابن عباس: أن عليا خطب بنت أبي جهل، فبلغ ذلك النبي (ص)، فبعث إليه رسولا: «إن كنت تؤذينا بها، فرد علينا ابنتنا».
قال ابن التين: «أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي (ص) حرم على علي أن يجمع بين ابنته وغيرها، لأن ذلك يؤذيه لكونه يؤذيها، وإيذاؤه (ص) حرام بالاتفاق».
وقال ابن حجر: «الذي يظهر أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي (ص) أن لا يتزوج على بناته، ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة رضي الله عنها»."

وكل هذا الكلام لم يحدث منه شىء للتناقضات وهى :
الأول كون البنت بن هاشم بن المغيرة ومرة كونها بنت أبى جهل وهو أبو الحكم بن هشام
الثانى أن المستأذن مرة فى الإذن بالزواج أولاد هاشم بن المغيرة ومرة على هو المستأذن
ثم قال :
"وأخرج الترمذي: عن بريدة وعائشة قالا: «كان أحب النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة».
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي: عن عائشة قالت: «ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله من ابنته فاطمة، في قيامها وقعودها، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، فلما مرض دخلت فأكبت عليه، ثم رفعت رأسها فبكت، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت، فسألتها عن ذلك، فقالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به، فضحكت».
وأخرج البخاري: عن عائشة أم المؤمنين قالت: «اجتمع نساء رسول الله (ص)، فجاءت فاطمة تمشي، ما تخطي مشيتها من مشية أبيها، فقال: مرحبا بابنتي، فأقعدها عن يمينه، فسارها بشيء فبكت، ثم سارها فضحكت، فقلت لها: أخبريني بم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله (ص) سره. فلما توفي قلت لها: أسألك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، سارني، قال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه قد عارضني العام مرتين، ولا أرى ذلك إلا اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف أنا لك، فبكيت، ثم سارني فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، فضحكت».
وأخرج الترمذي: عن أم سلمة قالت: «دعا رسول الله (ص) فاطمة عام الفتح، فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، فلما توفي سألتها، قالت: أخبرني أنه يموت فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت»."

والخطأ وجود سيادة فى الجنة فى الأخرة وهو يناقض أن الجنة ليس فيها سادة أو عبيد لأن الكل إخوة كما أن الله أذهب أسباب الغل بين المسلمين ومن هذا السيادة والعبودية وفى هذا قال تعالى "ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار "كما أن لا أحد يملك شيئا يومها حتى يكون سيدا وإنما السيادة وهى الملك لله وحده وفى هذا قال تعالى "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار "
والخطأ العلم بالغيب وهو موت الرسول(ص) قبلها وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه :
" ولا أعلم الغيب"

وأخرج عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي (ص) قال: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون».
وأخرج البزار: عن علي: «أن النبي (ص) قال لفاطمة: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، وابنيك سيدي شباب أهل الجنة».
وأخرج عن عمران بن حصين: «أن النبي (ص) عاد فاطمة وهي مريضة، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: إني وجعة، وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله، قال: يا بنية، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت: فأين مريم؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها».
وأخرج أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه: عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله (ص): فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران».

والخطأ المشترك بين الأحاديث السابقة وجود سيادة فى الجنة فى الأخرة وهو يناقض أن الجنة ليس فيها سادة أو عبيد لأن الكل إخوة كما أن الله أذهب أسباب الغل بين المسلمين ومن هذا السيادة والعبودية وفى هذا قال تعالى "ونزعنا ما فى صدورهم من غل تجرى من تحتهم الأنهار "كما أن لا أحد يملك شيئا يومها حتى يكون سيدا وإنما السيادة وهى الملك لله وحده وفى هذا قال تعالى "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار "
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة: عن عمران بن حصين قال: «كنت مع رسول الله (ص) إذ أقبلت فاطمة رضي الله عنها، فوقفت بين يديه، فنظر إليها وقد ذهب الدم من وجهها، وغلبت الصفرة عليها من شدة الجوع، فرفع يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة، وفرج بين أصابعه، ثم قال: اللهم مشبع الجاعة، ورافع الوضيعة، ارفع فاطمة بنت محمد. قال عمران: فسألتها بعد فقالت: ما جعت بعد يا عمران».

الخطأ حدوث معجزة عدم جوع فاطمة فى الدنيا وهو ما يخالف منع الله الآيات وهى المعجزات بقوله تعالى :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال :
"وأخرج الطبراني بسند حسن: عن علي قال: «قال رسول الله (ص) لفاطمة: إن الله يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك».
وأخرج البزار: عن ابن مسعود قال: «قال رسول الله (ص): إن فاطمة حصنت فرجها، فحرمها الله وذريتها على النار»."

الخطأ اعطاء فاطمة ما لم يعطه الله لإبراهيم(ص) وهو تحريم ذريته على النار وهو ما يعارض قوله تعالى :
"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين"
ثم قال :
"فصل في سنها ووفاتها
قال المدائني وغيره: كانت فاطمة أصغر بنات رسول الله (ص).
وقال ابن عبد البر: كانت هي وأم كلثوم أصغر بناته واختلف في الصغرى منهما. والصحيح: أن أولى بناته زينب، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة.

وذكر ابن إسحاق أن مولدها وقريش تبني الكعبة، وبنت قريش الكعبة قبل المبعث بسبع سنين ونصف، وقيل: ولدت عام المبعث، وقيل غير ذلك.
وكانت وفاتها: بعد رسول الله (ص) بستة أشهر، وقيل: بثمانية أشهر، وقيل: بثلاثة أشهر، وقيل: بسبعين يوما، وقيل: بشهرين. والصحيح الأول، قاله الواقدي وغيره.

وكانت وفاتها: ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة.
قال الذهبي: والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة، وقيل: إحدى وعشرون، وقيل: ست وعشرون، وقيل: سبع وعشرون، وقيل: ثمان وعشرون، وقيل: تسع وعشرون، وقيل: ثلاثون، وقيل: ثلاث وثلاثون، وقيل: خمس وثلاثون.

قال عبد الله بن الحارث: «فمكثت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر وهي تذوب»، قال غيره: وما رؤيت ضاحكة بعده.
قال جماعة: وغسلها زوجها علي، وصلى عليها، ودفنها ليلا. وقيل: صلى عليها العباس،

وقيل: أبو بكر. ونزل قبرها علي والعباس وابنه الفضل.
وقد ورد حديث أنها لم تغسل وأنها غسلت نفسها عند موتها: فأخرج ابن سعد في الطبقات وأحمد في مسنده: عن سلمى قالت: «اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوما وخرج علي لبعض حاجته، فقالت: يا أمه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت: يا أمه أعطيني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم قالت: يا أمه قدمي فرشي وسط البيت، فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها، وقالت: يا أمه إني مقبوضة وقد تطهرت فلا يكشفني أحد، فقبضت

مكانها، فجاء علي فأخبرته، فقال: لا والله، لا يكشفها أحد، فدفنها بغسلها ذلك».
هذا حديث غريب وإسناده جيد، إلا أن فيه ابن إسحاق وقد عنعنه، وله شاهد مرسل، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقبه ابن حجر في القول المسدد وأنكر عليه الحكم بوضعه، فإن صحت هذه القصة عد ذلك من خصائصها.
وأخرج عن أم جعفر أن فاطمة رضي الله عنها قالت لأسماء بنت عميس: «إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت: يا ابنة رسول الله (ص) ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة، فدعت بجرائد رطبة، فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد علي».

قال ابن عبد البر: «فهي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة، ثم بعدها زينب بنت جحش».
وقال ابن سعد: «أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن [علي عن أبيه عن] علي بن حسين عن ابن عباس قال: فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة»."

والأحاديث السابقة كلها متناقضة فى كونها ألأصغر أو أم كلثوم وفى تاريخ مولدها وتاريخ وفاتها وفى سنها وفيمن غسلها ودفنها
وساق السيوطى الهبل على الشيطنة فقال :
"فائدة: [بقاء نسب رسول الله (ص) من فاطمة]
قال العلماء: انقرض نسب رسول الله (ص) إلا من فاطمة! لأن أمامة بنت بنته زينب، تزوجت بعلي، ثم بعده بالمغيرة بن نوفل، وجاءها منهما أولاد، قال الزبير بن بكار: انقرض عقب زينب."

لا وجود لنسب الرسول(ص) لأن الذرية من الرجل للرجال وليست لأولاد البنات كما قال تعالى" أدعوهم لآباءهم " وأولادها حسب الروايات الكاذبة هم أولاد على وليسوا أولاد محمد (ص) لأن هذا اتهام مباشر للنبى (ص)ولها بزنى المحرمات والعياذ بالله
ثم ساق ما قيل أنها الروايات التى روتها فقال :
"فائدة: [روايات فاطمة بنت رسول الله (ص)]
جميع ما روته فاطمة من الحديث لا يبلغ عشرة أحاديث؛ لتقدم وفاتها.فمما روته:حديث: «المسارة» السابق. من رواية عائشة وأم سلمة عنها.
وحديث: «القول عند دخول المسجد». رواه الترمذي، وابن ماجه من رواية فاطمة الصغرى عنها مرسلا، وقد ثبت اتصاله من طريق آخر عن فاطمة عن أبيها الحسين عنها.

وحديث: «ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه، يبيت وفي يده ريح غمر». أخرجه ابن ماجه من رواية ابنها الحسين عنها مرسلا
وحديث: «ترك الوضوء مما مست النار». أخرجه أحمد من رواية الحسن بن الحسن عنها مرسلاوحديث:
«ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وإنها إذا تدلت الشمس للغروب». أخرجه البيهقي في الشعب.
وقد أخرج أحمد: عن محمد بن علي قال: «كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن انسخ إليه وصية فاطمة، فكان في وصيتها الستر الذي يزعم الناس أنها أحدثته، وأن رسول الله (ص) دخل عليها فلما رآه رجع».
وأخرج عن ابن أبي مليكة قال: «كانت فاطمة تنقز الحسن، وتقول:بأبي شبه النبي ... ليس شبيها بعلي

وأخرج الدارمي: من طريق أنس بن مالك عنها: أنها قالت له: «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله (ص)».
وأخرج ابن عساكر: عن حابس بن سعد قال: «أخبرتني فاطمة بنت رسول الله (ص) أنها رأت في منامها أنها أنكحت أبا بكر، ونكح علي أسماء بنت عميس، [وكانت بنت عميس تحت أبي بكر، فتوفي أبو بكر وتوفيت فاطمة، فنكح علي أسماء بنت عميس]»"

ومعظم الأحاديث مخالفة لكتاب الله
ثم ساق ما نسب لها من الشعر فقال :
"ما نسب لفاطمة من الشعر:
ومما ينسب لفاطمة من الشعر: قولها حين توفي أبوها (ص)، أورده ابن سيد الناس في سيرته:
اغبر آفاق السماء، وكورت ... شمس النهار، وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبي كئيبة ... أسفا عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها ... وليبكه مضر وكل يمان
وليبكه الطود المعظم جوه ... والبيت ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه ... صلى عليك منزل الفرقان

 

الجمعة، 29 سبتمبر 2023

الكيل في القرآن

الكيل في القرآن
الوفاء بالكيل
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول لهم أن من عبادة الله أوفوا الكيل والميزان بالقسط والمراد وأتموا العمل أى الفعل بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا العمل كما أراد الله أن يعمل بالعدل حتى يتقبله منهم وفسر هذا بأن بعهد الله أوفوا أى بعدل الله وهو عقد الله اعملوا
وفى هذا قال تعالى :
" وأوفوا الكيل والميزان بالقسط "
قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان
وضح الله أنه أرسل لمدين أخاهم وهو صاحبهم شعيب(ص)فقال لهم :يا قوم أى يا شعبى اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أى اتبعوا حكم الله ليس لكم من خالق سواه والغرض من القول هو إخبارهم بوجوب طاعة حكم الله وترك طاعة ما سواه من الأحكام وقال وقد جاءتكم بينة من ربكم والمراد وقد أتتكم آية معجزة دالة على صدقى وقال فأوفوا الكيل والميزان والمراد فأطيعوا العدل أى القسط وهو حكم الله
ألا ترون أنى أوفى الكيل
وفى هذا قال تعالى :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان"
وضح الله أن يوسف (ص)جهز اخوته بجهازهم والمراد حمل لاخوته الأحمال على رحالهم ثم قال لهم ائتونى بأخ لكم من أبيكم والمراد أحضروا لى أخ لكم من والدكم ألا ترون أنى أوفى الكيل وأنا خير المنزلين أى ألا تعلمون أنى أحسن الوزن وأنا أفضل الوازنين فإن لم تأتونى به فلا كيل لكم عندى ولا تقربون والمراد فإن لم تحضروه عندى فلا وزن لكم لدى أى لا تحضرون عندى وهذا القول غريب فالبيع والشراء لا يستلزم وجود الأخ ولكن الواضح أن هذه التجارة كانت بنظام البطاقات المكتوب فيها أسماء العائلة وحضورهم لاستلام هذا الطعام فاستغل يوسف(ص)هذه النقطة لتدبير مكيدة لاخوته حتى يعرفوا أن الله حق وهذا يعنى أنه اشترط لأخذ الكيل حضور الأخ حتى يحصلوا على وزنهم وعدم إحضارهم يعنى أنهم كاذبون فيما كتب فى بطاقتهم ومن ثم فالأفضل ألا يحضروا لأخذ الوزن
وفى هذا قال تعالى :
"ولما جهزهم بجهازهم قال ائتونى بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أنى أوفى الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتونى به فلا كيل لكم عندى ولا تقربون"
يا أبانا منع منا الكيل
وضح الله أن الأبناء لما رجعوا إلى أبيهم أى لما عادوا إلى مكان وجود والدهم قالوا له :يا أبانا أى يا والدنا منع منا الكيل والمراد حرمنا الوزير من الطعام فأرسل أى فابعث معنا أخانا لأنه اشترط حضوره معنا نكتل أى نأخذ وزن الطعام منه وإنا له لحافظون أى لحامون من كل خطر
وفى هذا قال تعالى :
"فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون "
أوف لنا الكيل
وضح الله أن الاخوة لما دخلوا عليه أى حضروا عند يوسف (ص)قالوا له يا أيها العزيز أى الوزير مسنا وأهلنا الضر والمراد أصابنا وأسرنا الجوع بسبب الأخ السارق وجئنا ببضاعة مزجاة والمراد وأحضرنا سلعا ممتازة فأوف لنا الكيل والمراد فأعطنا الوزن وهذا يعنى أنهم أتوا لمبادلة السلع بالطعام وأنهم يريدون العدل فى المبادلة وتصدق علينا والمراد وأحسن إلينا إن الله يحب المتصدقين والمراد إن الله يرحم المحسنين
وفى هذا قال تعالى :
"فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين "
أوفوا الكيل إذا كلتم
طلب الله منا نفس الطلب السابق وهو الوفاء بالعهد بقوله أوفوا الكيل إذا كلتم والمراد أطيعوا العهد إذا رضيتم به وفسر هذا بأن يزنوا بالقسطاس المستقيم والمراد أن يعملوا بالدين العدل والعمل بالدين خير أى أنفع وفسر هذا بأنه أحسن تأويلا والمراد أفضل مستقرا أى مقيلا حيث يدخل العامل بالدين الجنة
وفى هذا قال تعالى :
"وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا "
أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين
وضح الله أن شعيب (ص)قال لقومه :أوفوا الكيل أى احكموا بالعدل وفسر هذا بقوله لا تكونوا من المخسرين أى لا تصبحوا من المعذبين وفسر هذا بقوله وزنوا بالقسطاس المستقيم أى اعملوا بالدين العادل وفسر هذا بقوله لا تبخسوا الناس أشياءهم والمراد لا تظلموا الخلق حقوقهم
وفى هذا قال تعالى :
"أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم "
الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون
وضح الله أن الويل للمطففين والمراد العذاب للمكذبين مصداق لقوله بسورة الطور"فويل يومئذ للمكذبين"وفسرهم بأنهم إذا اكتالوا على الناس يستوفون أى إذا تعاملوا مع الخلق يستكملون والمراد إذا كان لهم حقوق عند الخلق أخذوها كاملة وإذا كالوهم وفسرها بأنها وزنوهم يخسرون والمراد وإذا عاملوا الناس يبخسون وهذا يعنى أن الآخرين إن كان لهم حقوق عند المطففين لم يعطوها لهم كاملة إنما يمنعونها عنهم
وفى هذا قال تعالى :
"ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون "
لا تنقصوا المكيال والميزان
وضح الله أنه أرسل إلى مدين أخاهم وهو صاحبهم شعيبا (ص)قال يا قوم أى يا أهلى اعبدوا الله أى فاتقوا الله ،ما لكم من إله غيره والمراد ليس لكم من رب سواه وفسر هذا بقوله :لا تنقصوا المكيال والميزان أى لا تتركوا العدل أى القسط وقال لهم إنى أراكم بخير والمراد إنى أظنكم على نفع وهذا القول منه استدراج منه لهم بوصفهم أنهم يرى فى نفوسهم الحق وإنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط والمراد وإنى أخشى عليكم عقاب يوم عظيم وهذا يعنى أنه حريص عليهم لأنه لا يبغى سوى مصلحتهم
وفى هذا قال تعالى :
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان "
أوفوا المكيال والميزان بالقسط
وضح الله أن شعيب (ص)قال للقوم :يا قوم أى يا شعبى أوفوا المكيال أى الميزان بالقسط والمراد افعلوا الحكم أى الفرض الإلهى بالعدل وهذا يعنى أن يعملوا حكم الله ونيتهم من العمل العدل وهو ثواب الله وليس غير هذا،وفسر هذا بألا يبخسوا الناس أشياءهم والمراد ألا ينقصوا الخلق حقوقهم وهذا يعنى أن يعطوا كل صاحب حق حقه وفسر هذا بقوله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين أى لا تسيروا فى البلاد ظالمين وهذا يعنى ألا يحكموا الأرض بحكم الكفر
وفى هذا قال تعالى :
"ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين "

 

الخميس، 28 سبتمبر 2023

قراءة في كتاب من يشفع لهم النبي (ص)

 قراءة في كتاب من يشفع لهم النبي (ص)

المؤلف أحمد مصطفى وقد استهل الرجل كتابه بتساؤلات عن طلب الحصول على الشفاعة من محمد(ص)وعندما أجاب بين أن الحصول على شفاعته (ص)ممكن بعمل ست أعمال والتساؤلات هى :
"أخي في الله .. هل تحب ربك الغني؟ .. هل ترغب في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ... هل ترجو في الجنة المكان العلي؟
إن كان ذلك كذلك .. فسأدلك على الطريق الزكي .. والعمل التقي .. بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - .. تنال المكان العلي .. ويحبك ربك الولي."
بالقطع شفاعة النبى(ص) هى للمؤمنين في عصره كما قال تعالى :
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"

وقال " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"
فالشهادة وهى الشفاعة هى مجرد قول حق في إيمان المؤمنين لا يغير شىء من حكم الله
ومن آمن بعد الرسول(ص) يكون الشفيع وهو الشهيد عليه هو واحد من عصره هو الأكثر تقوى عند الله فكيف يشفع الرجل على شىء لم يشاهده ؟
وإجابة احمد مصطفى هى مجرد أحاديث تتمثل في التالى:
"والآن مع ست خصال وأعمال .. إن عملت بها ابتغاء الكبير المتعال .. لتحققت لك الآمال:
1 - من مات موحدا لا يشرك بالله شيئا:
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة» (متفق عليه وانظر صحيح الجامع:2157)
قال القاضي عياض: "وفي هذا الحديث بيان كمال شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته ورأفته بهم واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة فأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا ففيه دلالة لمذهب أهل الحق أن كل من مات غير مشرك بالله تعالى لم يخلد في النار وإن كان مصرا على الكبائر وقد تقدمت دلائله وبيانه في مواضع كثيرة" (شرح النووي على مسلم:3/ 75)"
والخطأ هو أن لكل نبى دعوة ويخالف هذا أن القرآن ذكر أدعية كثيرة للنبى (ص)مثل قوله بسورة طه"وقل رب زدنى علما "وقوله بسورة الفرقان"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "فهنا دعوتان
ثم قال :
2 - الدعاء بالوسيلة للنبى بعد الأذان:
فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة». (رواه البخاري وانظر المشكاة: 659)
وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها مرتبة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة) (رواه مسلم وانظر الإرواء: 242).
(من قال حين يسمع النداء) يعني وفرغ المؤذن كما دل عليه الحديث السابق إذا فرغ المؤذن فإنك تصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم تقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته (اللهم رب هذه الدعوة التامة) هي الدعوة إلى الصلاة والفلاح لأن ذلك من أتم ما يكون من الدعوات (الصلاة القائمة) يعني الصلاة التي ستقام لأن النداء إعلام بدخول وقت الصلاة (آت محمدا الوسيلة والفضيلة) يعني أعطه الوسيلة وهي درجة في الجنة أعلى ما يكون من درجاتها وهي للنبي - صلى الله عليه وسلم - (والفضيلة) يعني الميزة والرتبة العالية وقد حصل له ذلك وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته وقد وعده الله ذلك في قوله (شرح رياض الصالحين: 5/ 40)
الخطأ ان الشفاعة لمن قال بعد الآذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته وهو ما يعارض أن الشفاعة لمن رضى الله عنه كما قال تعالى :
" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى"

ثم قال :
3 - كثرة الصلاة والسجود:
فعن ربيعة بن كعب - رضي الله عنه - قال: كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: «أو غير ذلك؟». قلت هو ذاك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود». (رواه مسلم وانظر المشكاة: 896)
قال المناوي: "وفيه أن مرافقة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في الجنة من الدرجات العالية التي لا مطمع في الوصول إليها إلا بحضور الزلفى عند الله في الدنيا بكثرة السجود انظر أيها المتأمل في هذه الشريطة وارتباط القرينتين لتقف على سر دقيق فإن من أراد مرافقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يناله إلا بالقرب من الله ومن رام قرب الله لم ينله إلا بقرب حبيبه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} أوقع متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين المحبتين وذلك أن محبة العبد منوطة بمتابعته ومحبة الله العبد متوقفة على متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - " (فتح القدير: 4/ 334)"
الخطأ بيات غريب في بيت النبى(ص) في حجرته وهو ما يعارض أن الرجل ينام مع زوجته وليس مع ضيفه لأنه بذلك يظلم زوجته التى كانت ليلتها تلك والغريب أن الضيف هو من يخدم المضيف والواجب هو العكس
ثم قال :"
4 - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرا حين يصبح وعشرا حين يمسي:
فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة" (حسن: صحيح الجامع:6357)
قال المناوي: "أي تدركه فيها شفاعة خاصة غير العامة وفي هذا الحديث وما قبله وبعده دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة الله وتكفير السيئات ورفع الدرجات " (فتح القدير: 6/ 169)"
الخطأ أن ثواب العمل الصالح الشفاعة وهو ما يخالف كونه عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

ثم قال :
5 - 6: من صبر على جهد المدينة أو مات فيها:
فعن سعد بن أبى وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني أحرم ما بين لابتي [ص:835] المدينة: أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها " وقال: «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة». (رواه مسلم وانظر المشكاة: 2729)
قال القاضي عياض: فاختصاص أهل المدينة بهذا مع ما جاء من عمومها وادخارها لجميع الأمة أن هذه شفاعة أخرى غير العامة التي هي لإخراج أمته من النار ومعافاة بعضهم منها بشفاعته - صلى الله عليه وسلم - في القيامة وتكون هذه الشفاعة لأهل المدينة بزيادة الدرجات أو تخفيف الحساب أو بما شاء الله من ذلك أو بإكرامهم يوم القيامة بأنواع من الكرامة كإيوائهم إلى ظل العرش أو كونهم في روح وعلى منابر أو الإسراع بهم إلى الجنة أو غير ذلك من خصوص الكرامات الواردة لبعضهم دون بعض والله أعلم" (شرح النووي علي مسلم:9/ 136)
وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بالمدينة فإني أشفع لمن مات بها) (صحيح: صحيح الجامع:6015)
قال المناوي: (فإني أشفع لمن يموت بها) "أي أخصه بشفاعة غير العامة زيادة في الكرامة وأخذ منه حجة الإسلام ندب الإقامة بها مع رعاية حرمتها وحرمة ساكنيها " (فتح القدير: 6/ 53)"
الخطأ هو الحض على الاقامة بالمدينة وهو كلام لا يقوله سوى عدو المسلمين وليس نبيهم(ص) لأنه بذلك يجعل بلاد المسلمين سهلة الوقوع في أيدى الكفار لعدم تواجد أحد فيها للجهاد أو الرباط لتواجدهم كلهم في مكان واحد لن يسعهم وهو بلدة
وانهى الرجل كلامه فقال :
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
لقد شوقتم إلى الفضائل فهل اشتقتم؟، وزجرتم عن الرذائل وكنتم في سكر الهوى فهل أفقتم؟، فلو حاسبتم أنفسكم وحققتم، لعلمتم أنكم بغير وثيق توثقتم، فاطلبوا الخلاص من أسر الهوى فقد جد الطالبون.
أيقظنا الله وإياكم لمصالحنا، وعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا، واستعمل في طاعته جميع جوارحنا، ولا جعلنا ممن يرضى بالدون.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023

الوصية في القرآن

الوصية في القرآن
إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين
وضح الله لنا أنه كتب أى فرض عليهم فى حالة حضور الموت وهو الوفاة إلى أحدهم الوصية وهى عطاء يهبه إن ترك خيرا والمقصود إن خلف متاعا من النقود والذهب والفضة وغيرهم من المعادن الثمينة لكل من:الوالدين وهم الأبوين والأقربين هم الأقارب من أولاد وزوجات وغيرهم والهبة تكون بالمعروف أى العدل وهذا حق على المتقين أى واجب على المسلمين
وفى هذا قال تعالى :
"كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين "
والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا
وضح الله أن الذين يتوفون أى يموتون لأى سبب من رجال المسلمين ويذرون أزواجا والمراد ويتركون زوجات عائشات بعد موتهم الواجب هو وصية أى فرض فى الميراث لأزواجهم أى زوجاتهم هو متاع إلى الحول أى نفقة مالية تكفي الزوجة سنة بشرط غير إخراج والمراد بشرط عدم طلوعهن من بيت الزوجية للزواج من أخر
وفى هذا قال تعالى :
"والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج "
يوصيكم الله فى أولادكم
وضح الله أن وصيته وهى حكمه فى الميراث هو أن للذكر مثل حظ الأنثيين والمراد أن للولد قدر نصيب البنتين فى مال الورث
وفى هذا قال تعالى :
"يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين "
من بعد وصية يوصى بها
وضح الله أن النساء وهن البنات إن كن فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك والمراد أن البنات لو كن هن الوارثات ليس معهن ولد وكان عددهن أكثر من اثنتين فنصيبهن فى الميراث هو الثلثان من الذى فات الميت وإن كانت واحدة أى بنت فقط فنصيبها هو نصف الورث ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك والمراد أن أب الميت له سدس الورث وأم الميت لها سدس الورث الذى فاته الميت وهذا التقسيم إن كان للميت ولد أى عيال بنات وأما إذا لم يكن له ولد أى عيال بنات أو بنين فلأمه وهى والدته ثلث الورث ولأبيه الثلثين فإن كان للميت اخوة فالأم لها السدس وللأب الثلث والباقى للاخوة وهو نصف الميراث و الميراث هو الذهب والفضة والنقود والمعادن الثمينة ولا يقسم إلا من بعد تنفيذ الوصية وهى القول الذى أوجبه فى الورث لمن أحب فى حياته لسبب مما شرع الله ويأتى قبل تنفيذ الوصية سداد الدين وهو السلف الذى أخذه من الآخرين فى حياته
وفى هذا قال تعالى :
"فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصى بها أو دين "
من بعد وصية يوصين بها
وضح الله أن الرجال لهم نصف ما تركت أى الذى فاتت الزوجات إذا لم يكن لهن ولد والمراد إذا لم يكن لديهن عيال بنات أو بنين فإن كان لهن ولد والمراد إن كان لديهن عيال فللزوج ربع مما تركن أى من الذى فتن من المال والزوج لا يأخذ ميراثه إلا من بعد وصية يوصين بها أو دين والمراد من بعد تنفيذ فرض فرضنه فى حياتهن أو سداد مال سلف أخذنه من الآخرين وأما الزوجات فلهن الربع مما ترك أى من الذى فات الأزواج الميتون إن لم يكن لهم ولد أى إذا لم يكن لديهم عيال يرثونهم ويقسم بينهن بالتساوى إن كن أكثر من واحدة وأما إذا كان لهم ولد أى عيال فللزوجات الثمن يقسم عليهن بالتساوى إن كن أكثر من واحدة وهذا ينفذ من بعد وصية يوصون بها أو دين والمراد من بعد تنفيذ فرض يفرضه الأزواج أو سداد مال السلف الذى أخذوه من الآخرين ،ووضح الله لنا أن الرجل وهو الذكر أو المرأة أى الأنثى إن كانوا كلالة أى ليس لهم عيال بنين وبنات وله أخ أو أخت فنصيب الواحد منهما مساوى لنصيب الأخر وهو السدس فإن كان الاخوة أكثر من ذلك والمراد إن كان عدد الاخوة أكبر من الاثنين فهم شركاء فى الثلث والمراد فهم متساوون فى الأنصبة التى يأخذونها من الثلث وهذا من بعد وصية يوصى بها أو دين والمراد من بعد تنفيذ فرض يفرضه العاقر أو سداد مال السلف الذى أخذه من الآخرين ويشترط فى الوصية أن تكون غير مضارة أى غير ظالمة للورثة وكل ما سبق هو وصية من الله أى حكم واجب التنفيذ من الله
وفى هذا قال تعالى :
"ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء فى الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله "
ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
وضح الله للمؤمنين أنه وصاهم أى أمرهم هم والذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى قبل عهد محمد(ص) أن اتقوا الله أى اعبدوا أى أطيعوا حكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله "
إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية
نادى الله الذين أمنوا طالبا منهم شهادة بينهم أى تنفيذ حكم الله عليهم إذا حضر أحدهم الموت والمراد إذا جاءت أحدهم الوفاة حين الوصية والمراد وقت الوصية وهى فرض مال لبعض الناس بعد الوفاة حضور اثنان ذوا عدل والمراد رجلان صاحبا قسط أى إسلام أى من المسلمين أو أخران من غيرهم والمراد رجلان من غير المسلمين وهذا فى حالة ضربهم فى الأرض أى سفرهم فى البلاد فإذا أصابتهم مصيبة الموت والمراد فإذا حدثت للموصى الوفاة فالواجب هو حبس الشهود بعد الصلاة والمراد استبقاء الشهود بعد صلاتهم إحدى الصلوات وبعد هذا يقسمان بالله والمراد يحلفان بالله فيقولان والله إن إرتبتم أى إن شككتم فى قولنا لا نشترى به ثمنا والمراد لا نأخذ بقولنا متاعا فانيا ولو كان ذا قربى أى صاحب قرابة لنا ولا نكتم شهادة الله والمراد ولا نخفى حكم الله الذى قاله الموصى إنا إذا من المجرمين،والمفهوم من هذا هو أن الشهادة لابد فيها من الطهارة والصلاة حتى يتذكر الشاهد عقاب الله فيقول الحق
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو أخران من غيركم إن أنتم ضربتم فى الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لا نشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الأثمين"
ووصينا الإنسان بوالديه حسنا
وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه حسنا والمراد أنه أمر الفرد بأبويه عدلا وهذا يعنى أن يعاملهما بالمعروف مصداق لقوله بسورة لقمان "وصاحبهما فى الدنيا معروفا"
وفى هذا قال تعالى :
"ووصينا الإنسان بوالديه حسنا "
ووصينا الإنسان بوالديه
وضح الله لنبيه (ص)أنه وصى الإنسان بوالديه والمراد أمر الفرد بالإحسان إلى أبويه مصداق لقوله بسورة النساء "وبالوالدين إحسانا"حملته أمه وهنا على وهن والمراد حبلت به ضعفا على ضعف ،وفصاله فى عامين أى وفطام الرضيع بعد سنتين
وفى هذا قال تعالى :
"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين "
فلا يستطيعون توصية
وضح الله أن الناس ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم والمراد ما يترقبون إلا أمر واحد من الله يهلكهم وهم يخصمون أى يكذبون حكم الله وعند العذاب لا يستطيعون توصية أى لا يقدرون على وصية والمراد لا يقولون أمرا ولا إلى أهلهم يرجعون أى ولا إلى أسرهم يعودون بعد الهلاك
وفى هذا قال تعالى :
"وما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون "
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
وضح الله للمؤمنين أنه شرع لهم من الدين والمراد وضع لهم من الحكم التالى ما وصى أى ما أمر به نوحا (ص)والذى أوحى إلى رسوله والمراد والذى ألقى إلى نبيه (ص)محمد وما وصى أى ما أمر به إبراهيم (ص)وموسى (ص)وعيسى (ص)وهو أن أقيموا الدين والمراد أن أطيعوا الإسلام ولا تتفرقوا فيه أى ولا تنازعوا والمراد ولا تكذبوا به
وفى هذا قال تعالى :
"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه "
ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا
وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه إحسانا والمراد أن أمر الفرد بأبويه برا والمراد أن يعاملهما بالعدل،حملته أمه كرها ووضعته كرها والمراد حبلت به جبرا وولدته جبرا وهذا يعنى أن الأم تحبل وتلد دون إرادتها فالله وحده هو الذى يريد
وفى هذا قال تعالى :
"ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها "
أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا
وضح الله أن باقى أفراد الأنعام هم من الإبل وهى الجمال اثنين أى فردين ذكر وأنثى ومن البقر اثنين أى فردين هما الذكر والأنثى ،ويطلب الله من رسوله(ص)أن يسأل الكفار:أالذكرين حرم أم الأنثيين والمراد هل منع الله الرجلين أم المرأتين؟ ويقول:أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أى أما احتوت على الذكر والأنثى بطون المرأتين؟ ،وسأل أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا والمراد هل كنتم حاضرين حين وصاكم أى أمركم الله فى الوحى المنزل عليكم كلكم بهذه الأحكام؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بكذبهم على الله حيث نسبوا له ما لم يقله
وفى هذا قال تعالى :
"ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا "
ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :تعالوا أى هلموا والمراد اجتمعوا اتل ما حرم ربكم عليكم والمراد أبلغ لكم الذى منع عليكم إلهكم ألا تشركوا به شيئا أى لا تعبدوا مع الله أحدا وفسر هذا بألا يقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن والمراد ألا يعملوا الذنوب الذى أعلن منها وهو ما ارتكب فى العلن وما خفى وهو ما ارتكب فى الخفاء بعيدا عن أعين الناس ومن عبادة الله بالوالدين إحسانا أى وبالأبوين برا وهذا يعنى التعامل معهم بالمعروف ومن عبادة الله ألا يقتلوا أولادهم من إملاق والمراد ألا يذبحوا عيالهم خوفا من الفقر والسبب أن الله يرزقهم وأولادهم والمراد يعطيهم العطايا من أكل وخلافه ومن عبادة الله ألا يقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق والمراد ألا يذبحوا الإنسان الذى منع الله قتله إلا بالعدل وهو ارتكابه جريمة قتل أو فساد فى الأرض،ووضح للناس أن كل ما سبق وصاهم الله به والمراد أمرهم الله به والسبب لعلهم يعقلون أى يفهمون فيطيعون أى يتقون
وفى هذا قال تعالى :
"قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون "
ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول لهم أن من عبادة الله أن بعهد الله أوفوا أى بعدل الله وهو عقد الله اعملوا ووضح لهم أن ذلكم وهو ما سبق من الأحكام وصاهم به أى أمرهم الله به والسبب لعلهم يذكرون أى يعقلون أى يطيعون الأحكام مصداق لقوله فى الآية السابقة"لعلكم تعقلون"
وفى هذا قال تعالى :
"وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون"
ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون
نادى الله الناس فيقول:وأن هذا أى وأن الإسلام دينى عادلا فأطيعوه والمراد أن هذا كتابى المنزل فأطيعوا ما فيه ولا تتبعوا السبل والمراد ولا تطيعوا أديان الشيطان وهى أديان الكفر فتفرق بكم عن سبيله والمراد فتبعدكم عن رحمته وهذا يعنى أن طاعة أديان الكفر يبعد المطيعين لها عن رحمة الله وهى جنته،ووضح لهم أن ذلكم وهو اتباع الإسلام وصاهم به أى أمرهم به والسبب لعلكم تتقون أى ترحمون باتباعكم له
وفى هذا قال تعالى :
"وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب
وضح الله أن إبراهيم (ص)نصح أولاده وكذلك نصح يعقوب (ص)أولاده بالنصيحة التالية أن الله اختار لهم الدين وهو الإسلام ومن ثم فواجبهم هو الموت وهم مطيعون لهذا الدين
وفى هذا قال تعالى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون "
فمن خاف من موص جنفا
وضح الله لنا أن المسلم الذى يحضر كلام الموصى وهو الواهب إذا عرف من كلام الموصى جنفا أى إثما أى ظلما أى جورا لواحد أو أكثر من أهله فعليه أن يصلح بينهما أى يوفق بين الموصى وهذا الواحد فيعدل الموصى كلامه فإن فعل المسلم الإصلاح فليس عليه إثم أى ذنب يستحق عليه العقاب من الله وإنما هو مأجور على إصلاحه
وفى هذا قال تعالى :
"فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه "
وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا
وضح الله أن القوم لما استحالوا أن يدافع الوليد عن أمه وهو فى الفراش وجدوا الوليد يقول لهم :إنى عبد الله أى إنى مملوك الله أى إنى مطيع حكم الله ،أتانى الكتاب وجعلنى نبيا أى أوحى لى الوحى واختارنى رسولا وجعلنى مباركا أينما كنت أى وخلقنى وجيها أى نافعا حيثما وجدت ،وأوصانى بالصلاة أى الزكاة والمراد وأمرنى بطاعة الدين أى اتباع الإسلام ما دمت حيا أى ما بقيت عائشا
وفى هذا قال تعالى :
"قال إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا "

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023

نظرات في مقال إبليس: الساقط من الملكوت

نظرات في مقال إبليس: الساقط من الملكوت
الكاتبان ياسمين عبد الكريم و كمال غزال والمقال عبارة عن تجميع للخرافات في الديانات خاصة اليهودية والنصرانية الحاليتين عن إبليس وقد استهل بذكر أن الرجل منحه الله امتيازات فتمرد على أوامره فيما بعد وفى هذا قال :
"بعد أن مُنح الإمتيازات ظن أن بإمكانه أن يكون بعظمة الرب فتمرد على ملكوته ورفض الإمتثال لأوامره فحوكم للأبد يائساً من رحمته فسقط منها، هذا هو إبليس (لوسيفر)."
قطعا لا وجود في القرآن عن منح الله امتيازات لإبليس فهو مجرد ملاك من الملائكة عصى أمر الله بالسجود لآدم(ص)كما قال تعالى :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"
وما في كتب الديانات عن كونه رئيس الملائكة هو تخريف لا أساس له وتحدث الكاتبان عن أن الديانات الضالة أجمعت على كون إبليس كيان خارق أراد مضاهاة الله فقالا:
"على مر تاريخ البشر ظل إبليس متواجداً في ذاكرتهم على إختلاف معتقداتهم ككيان خارق Supernatural Being شديد الذكاء ولا يموت إلا بفناء الكون، فذكروه بأسماء متعددة ورأوه بأشكال متعددة بعد أن علموا أنه بارع في تحوله الشكلي.
ونظروا إليه كزعيم متكبر لمملكة الظلام إذ بنى عرشه على الماء ليحاكي عرش الرب ويرضي غروره بطقوس تمجده ويقوم بها بعض الجن والإنس فتبذل فيها القرابين على شرفه وفي هذا أيضاً تقليد لبذل الأضاحي لوجه الله.
ويقود إبليس جيشه من الشياطين في مهمة أزلية ترمي إلى إختراق الأنفس وحرفها عن أوامر الله وبالتالي إلقاء أكبر عدد منهم في عذاب الجحيم التي وعده الله فيها وكل من يتبعه، ولأنه يعلم مسبقاً قدره المحتم في الجحيم أصبح خياره خيار شمشون:" علي وعلى أعدائي"، وبالطبع كان البشر ألد أعداءه ومايزالون."
وكل ما ذكر في الفقرة السابقة هو تخريف تام مناقض للقرآن فالرجل هو مخلوق عادى لا يملك أى قدرة على الإضلال
الغريب هو تصديق القوم لكلام كافر يكذب فالرجل لا يضل الناس ولا يقدر لأنه محبوس في جهنم منذ طرده من الجنة وكل ما يفعله الناس هو أنهم يقلدون فعل الكفر الذى فعله وهو عصيان كلام الله
وتحدث الكاتبان عن أم الوحى برسالاته أكد على مسئوليته عن الشوره فقالا:
"وتوالت الرسالات السماوية المتعاقبة وهي تحذر من خطر إغواء إبليس وإتباعه.
مسؤولية الشر
يوصف إبليس في الأديان والحضارات والثقافات العديدة كرمز يجسد قوى الشر، يشترك مجموعة من الناس من مختلفة الديانات بالاعتقاد بالشيطان وربطة بالشر فهناك من يعتقد بكيان خفي وخارقة للطبيعة وقادر على التشكل ولها عقل وفهم وقدرة، وهو خلاف الإنسان وهي سبب الشرور في الحياة، وهناك من يعتقد أن الشيطان لا يقتصر على كائن خفي فيعتقدون أن بعض البشر شياطين وهناك من يعتقد أن الشيطان هو شيطان العقل. وأيضا يعتبر إبليس أو الشيطان موقع الضد المعارض للإنسان وهي قوة التعطيل والإفساد والتشويه، وهو نقيض قوة الخلق والتكوين.
1 - المعتقد اليهودي
لم يكن لمفهوم الملاك الساقط وجود في اليهودية حيث لم يزدهر مفهوم إبليس إلا خلال فترة الهيكل الثاني إذ يذكر سفر التكوين أن سقوط الإنسان ووقوعه في المعصية كان بسبب الحية التي زينت للمرأة أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشر المنهي عنها فأكلت وأعطت آدم فأكل منها، ولما أكلا انفتحت أعينهما كما أخبرتهما الحية وبدت لهم سوآتهما واكتشفا أنهما عاريان فبدآ يصنعان لأنفسهما ثوباً من ورق التين ليسترا عوراتهما وكانت عاقبة تعديهما أن أخرجهما الله من الجنة إلى عالم الألم والشقاء والموت، ولا يوجد في اليهودية صلة بين خروج آدم من الجنة والشيطان حيث كان سبب خروجهما كما ذكر آنفاً.
- ويمثل إبليس (لوسيفر) في "أسفار الكتابات " وفي كتاب " ابو كريفا " اليهودي بأنه هو الذي جلب الموت إلى العالم، كما أنه يمثل بقبض الروح.
- وذكر في "أسفار الكتابات " وفي كتاب " اينوخ" أن الله اختار أحد الملائكة ليكون سبباً في إبتلاء إبراهيم من خلال التضحية بابنه إسحق (بحسب المعتقد التوراتي) ولهذا كانت صفات هذا الملاك مطابق لصفات إبليس (لوسيفر) التي ذكرت بالأديان الأخرى حيث أن "إبليس" باليهودية أو عزازيل يظهر كملاك تحت قيادة من الله.
- وترد كلمة "إبليس" الشيطان في التناخ باللغة العبرية بعدة معان فتأتي بمعنى "المقاوم" وترد بمعنى "الخصم" وتظهر كلمة "إبليس" كتمثيل لشيطان في العهد القديم في سفر أيوب وزكريا وسفر أخبار الأيام الأول كما أنه يظهر كملاك مهلك في سفر صموئيل.
- يعتقد بعض اليهود أن إبليس دائماً يكون تابع لكلمة الله وأن له دور في الخطة الإلهية وأن الملائكة لا تخرج عن أمر الله.
- ورفضت حاخامات اليهود في العصور الوسطى أعمالاً مبنية على الشريعة التوراتية لأنها تروج لمفهوم مفاده أن إبليس ملاك ساقط، فحاولت استئصال اعتقاد الملائكة الساقطة ورفضت أي اعتقاد في تمرد الملائكة وقالوا أن الشر عارض مجرد.
- وفي التصوف اليهودي و الكابالا يقدم" إبليس" وكيلاً تتمثل مهمته في إغواء أي شخص لفعل الخطيئة.
- يعتقد اليهود بضرورة تقديم عنزين في يوم" التكفير الإسرائيلي" أحدهما لله والآخر "لعزازيل" أو "لإبليس" مثل ما ورد عندهم في التوراة: " ويلقى هارون على التيسين قرعتين قرعة لرب وقرعة لعزازيل ويقرب هارون التيس الذي خرجت عليه قرعة لرب ويعمله ذبيحة خطية وأما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حياً. أمام الرب ليكفر عنه ليرسله إلى عزازيل إلى البرية " - (سفراللاويين - 16).
- وورد في بعض كتب اليهود مثل كتاب " الزوهر" وكتاب " التلمود البابلي" أن لإبليس زوجة أسمها " ليليث" كانت في السابق زوجة لآدم إلا أنها رفضت الخضوع لآدم لأنها لم خلقت كما خلق آدم خلقاً مستقل خلافاً لحواء التي خلقت من ضلعه، فتمردت ليليث على آدم وأصبحت تابعه لإبليس وكانت تنجب منه في اليوم 100 طفل.
2 - المعتقد المسيحي
يعتقد المسيحيون أن إبليس (لوسيفر) كائن روحي له سلطة على زمرة من الكائنات الروحية النجسة الخاضعة له وهم أتباعه من الشياطين وبحسب هذا المعتقد كان إبليس من ملائكة الله وبلغ مرتبة بين الملائكة وأصبح يوصف بـ "حامل النور" وهذا هو أصل اسم لوسيفر وهو من الأسماء الرئيسية لإبليس وقد ذكر في سفر أشيعاء 14 - 12:
" يعطي إبليس اسماً قبل السقوط وهو لوسيفر ".لكنه بسبب غروره وكبريائه سقط من المجد الذي كان فيه وتمرد هو ومجموعة من الملائكة الموالين له ثم تحولوا إلى أروح نجسة حيث اعتقد إبليس أنه يستطيع أن يصير مثل الإله كما ذكر في الكتاب المقدس أنه قال: " أصعد فوق السحاب أصير مثل العلي " (أشعيا 14:13 - 15)
- ويعتقد المسيحيون بقدرة تشكل " إبليس " حيث قال بولس الرسول الثاني في رسالة إلى أهل كورنثوس: " لا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إِلَى شبه ملاك نور "، وهنا يخبرنا بولس أن إبليس له قدرة على التشكل حتى لو كان على شكل ملاك أو كان صالح.
- ولا يعتقد المسيحيون أن إبليس كائن مختلف عن الملائكة كم في بعض الديانات الأخرى مستدلين على العهد الجديد حيث ورد فيه: " وكان الشيطان في الأصل من الملائكة ولكن بسبب غروره وكبريائه سقط من المجد الذي كان فيه جارا معه مجموعة من الملائكة الموالين له لتتحول إلى أرواح نجسة حيث اعتقد أن يستطيع أن يصير مثل الإله " (متى 9 - 34).
- يعتقد المسيحيون أنه بعد سقوطه لم يفقد القوة الملائكية التي كان يتمتع بها فقدراته أقوى بكثير من قدرات الإنسان العادي، ولديه ملكات عقلية كالإدراك والتمييز والتذكر وأحاسيس مختلفة كالخوف والألم و الاشتهاء كما أنه يمتلك القدرة على الاختيار.
- وكثيراً ما يوصف الشيطان بأنه الثعبان الذي أقنع حواء من الأكل من الشجرة المحرمة حيث أراد أن يوقع الإنسان بنفس خطيئة التمرد التي أسقطته، ولهذا كثيراً ما يصور الشيطان في شكل ثعبان رغم أنه لم يحدد الكتاب المقدس على وجه الخصوص إن كان الشيطان هو نفسه الثعبان الذي أغرى حواء ولا نجد ذلك إلا في " كتاب الوحي" أخر كتب العهد الجديد حيث قال الكتاب: " الذي يعرف على وجه التحديد الشيطان بأنها الثعبان " (رؤيا 2 - 20) - في سفر الرؤيا يشير مرتين إلى "التنين" الحية القديمة (كان الماء فقط وقبل خلق الكون)، الذي يفسره البعض بأنه" إبليس"، كما أن كتاب الوحي يشير إلى "المخادع الكبير" والذي يعتقد أن المقصود فيه إبليس الذي قام بخداع حواء وآدم لعمل الخطيئة الأولى.
- ووفقاً لمعظم المسيحيين المؤمنين بالآخرة يعتقدون بأن إبليس سيشن حرب ضد السيد المسيح، قبل أن يلقى في جهنم مستدلين بسفر الرؤيا الذي قال" ويل لساكني الأرض والبحر، لأن إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم، عالما أنه له زمانا قليلا " (الرويا 12 - 12)
- وهناك بعض آباء الكنيسة إلى وقت مبكر يصلون من أجل توبة إبليس في نهاية المطاف.
- ويعتقد أتباع السبتية أن المجيء التالي ليسوع ستكون ملازمة لإبليس لألف سنة ثم تحدث معركة "هرمجدون" المواجهة النهائية بين الخير والشر وسيتم فيها تدمير إبليس وأتباعه مره وإلى الأبد وستطهر الأرض من كل الشر وهناك سيكون سماء جديدة وأرض جديدة وتنتهي الخطيئة
- ويعتقد الكاثار أن هناك اثنين من الآلهة إحداهما من النور والآخر من الظلام و يعتقد أتباع هذه الطائفة أن إبليس هو الذي خلق العالم المادي وجعل المادة كلها شر بما في ذلك الصليب الذي مات عليه المسيح كما يزعمون.
- ويعتقد قديسو الأيام الأخيرة في المورمونية أن إبليس كائن حقيقي، وهو ابن روح الله الذي لدية سلطة ملائكية , ولكنه تمرد وسقط قبل خلق الأرض في حياة سابقة، كما أن إبليس يحاول امتلاك أنفس البشر لجعلهم بائسين كما هو حال إبليس."
وقطعا كل هذا المنقول من الأديان بمذاهبها هو تخريف تام فإبليس ليس مسئولا إلا عن فعله وهو عصيان أمر الله بالسجود لآدم(ص)كما قال تعالى :
" ولا تزر وزارة وزر أخرى"

والعملية كلها لا تزيد عن كونها نفى الشر عن الناس ونسبتها لمخلوق واحد لا وجود له في دنيا الناس الأرضية وهو إبليس وهو ما ينفى مسئولية البشر عن أعمالها ومن ثم ينفى قدرة على الاختيار التى قال الله فيها :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

ومن يتابع آيات القرآن سيجد أن كل أعمال التضليل تنسب للشيطان وليس لإبليس فإبليس كل ما فعله فقط هو في قصة آدم(ص) من حيث رفض السجود وهو ما يؤكد أن الشيطان هو هوى الإنسان في نفسه كما قال تعالى :
" ونعلم ما توسوس به نفسه"

الاثنين، 25 سبتمبر 2023

الوقت فى القرآن

الوقت فى القرآن
يوم الوقت المعلوم
وضح الله لنبيه(ص)أن إبليس قال :رب فانظرنى إلى يوم يبعثون والمراد إلهى أخرنى إلى يوم يعودون فقال الله له فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم والمراد فإنك من المؤخرين إلى يوم الموعد المحدد وهذا يعنى أن الله استجاب لطلبه لأنه كتب عمره من قبل هكذا ولكنه لا يعلم موعد موته بالدقيقة والساعة لأنه لا يعلم متى تحدث القيامة
وفى هذا قال تعالى:
"قال رب فانظرنى إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم "
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
وضح الله للمؤمنين أن الصلاة أى طاعة الدين كانت على المؤمنين أى المصدقين بحكم الله كتابا موقوتا أى فرضا مفروضا أى حكما واجبا
وفى هذا قال تعالى:
"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"
قل هى مواقيت للناس والحج
وضح الله أن المسلمين سألوا الرسول (ص)عن الأهلة وهى القمر فى أول الشهور ما سبب وجوده ؟فقال الله لهم يطلب الله من رسوله (ص) أن يعرف المسلمين أن الأهلة عبارة عن مواقيت أى محددات تحدد للخلق مواعيد حقوقهم كالديون وعدة المطلقة والأرملة ومحددات للحج وهو زيارة الكعبة فى الشهور الأربعة الحرم
وفى هذا قال تعالى:
"يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج "
فتم ميقات ربه أربعين ليلة
وضح الله لنا أنه واعد موسى(ص)والمراد وقت لموسى(ص)ثلاثين ليلة فى الجبل وأتمها أى وأكملها بعشر ليال فتم ميقات ربه والمراد فكمل بهم مدة إلهه أربعين ليلة لغرض أراده الله
وفى هذا قال تعالى:
"وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة "
ولما جاء موسى لميقاتنا
وضح الله أن موسى(ص)لما جاء ميقات ربه والمراد لما ذهب لموعد الله على الجبل وكلمه ربه أى وحدثه أى وأوحى له فقال رب أرنى أنظر إليك والمراد إلهى اجعلنى أشاهدك وهذا يعنى أنه أراد أن يشاهد الله عيانا فقال الله له "لن ترانى" أى لن تشاهد ذاتى عيانا وهذا يعنى استحالة رؤية الله
وفى هذا قال تعالى:
"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر إليك قال لن ترانى "
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا
وضح الله أن موسى(ص)اختار من قومه والمراد اصطفى من شعبه سبعين رجلا أى ذكرا والسبب ميقات أى الموعد الذى حدده الله لهم بناء على طلب الشعب رؤية الله بقولهم كما فى سورة البقرة"وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة "
وفى هذا قال تعالى:
"واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا "
فجمع السحرة لميقات يوم معلوم
وضح الله أن فرعون جمع السحرة لميقات يوم معلوم والمراد لم المخادعين من أجل المباراة فى موعد يوم معروف هو يوم الزينة
وفى هذا قال تعالى:
"فجمع السحرة لميقات يوم معلوم "
إن الأولين والأخرين لمجموعون إلى ميقات
طلب الله من نبيه (ص) أن يقول للكفار:إن الأولين وهم السابقين فى الزمن والأخرين وهم المتأخرين فى الزمن لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم والمراد لمبعوثون فى موعد يوم معروف لله وحده
وفى هذا قال تعالى:
" قل إن الأولين والأخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم "
إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين
وضح الله أن يوم الفصل وهو يوم الدين أى الحكم العادل ميقاتهم أجمعين أى موعد الناس كلهم
وفى هذا قال تعالى:
"إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين "
إن يوم الفصل كان ميقاتا
وضح الله للناس أن يوم الفصل وهو يوم الحكم وهو يوم الساعة كان ميقاتا أى موعدا محددا مصداق لقوله بسورة القمر "بل الساعة موعدهم"
وفى هذا قال تعالى:
"إن يوم الفصل كان ميقاتا "
وإذا الرسل أقتت
وضح الله أن إذا النجوم وهى الكواكب طمست أى انكدرت أى تحطمت وإذا السماء فرجت أى فتحت أى كشطت وإذ الجبال وهى الرواسى نسفت أى سيرت أى هدمت وإذا الرسل أقتت والمراد أى أجلت والمراد أخبرت بتأخير الحكم فى خلافهم مع الناس ويسأل لأى يوم أجلت والمراد لأى يوم أخرت الرسل للحكم؟ويجيب ليوم الفصل وهو يوم الحكم العادل وما أدراك ما يوم الفصل والمراد والذى عرفك ما يوم الحكم
وفى هذا قال تعالى:
"فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأى يوم أجلت ليوم الفصل "
لا يجليها لوقتها إلا هو
وضح الله لنبيه(ص) أن الكفار يسألونه عن الساعة والمراد يستفهمون منه عن موعد القيامة أيان مرساها أى متى وعد حدوثها مصداق لقوله بسورة الأنبياء"متى هذا الوعد "ويطلب الله من نبيه(ص)أن يقول لهم إنما علمها عند ربى والمراد إنما معرفة موعد حدوثها خاص بإلهى لا يجليها إلا لوقتها إلا هو والمراد لا يكشفها إلا حينها إلا هو وهذا يعنى أنه لا يظهر موعد حدوث القيامة إلا ساعة حدوثه
وفى هذا قال تعالى:
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو"

الأحد، 24 سبتمبر 2023

الويل في القرآن

الويل في القرآن
الويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم:
قال الله "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله "وهو ما فسره قوله بسورة آل عمران"وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب "وقوله بسورة المائدة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه"فكتابة الكتاب هى لى الألسن بالكتاب حتى نحسبه كلام الله هى تحريف الكلام من بعد مواضعه والمعنى فالعذاب للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا وحى الله
وفى هذا قال تعالى
"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله
الويل للكتبة المفترين مما كسبت أيديهم:
قال الله"فويل لهم مما كسبت أيديهم "وهو ما فسره قوله بعده"وويل لهم مما يكسبون"فما كتبت الأيدى هو ما كسبت النفوس والمعنى فعذاب الله لهم بسبب ما عملت أنفسهم أى عقاب الله لهم بما يفعلون من السيئات
وفى هذا قال تعالى
"فويل لهم مما كسبت أيديهم"
الأخ القاتل يقول:يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب
وضح الله لنبيه(ص)أنه بعث أى أرسل غرابا يبحث فى الأرض والمراد يحفر بأرجله فى التراب والسبب ليريه كيف يوارى سوءة أخيه أى ليعلمه كيف يدفن جثة أخيه فقال القاتل:يا ويلتى أى يا عذابى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى والمراد هل فشلت أن أصبح شبه هذا الغراب فأخفى جثة أخى فى التراب ، وأصبح من النادمين أى الخاسرين وهم المعذبين فى النار
وفى هذا قال تعالى
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخى فأصبح من النادمين
قول امرأة إبراهيم(ص):يا ويلتى أألد وأنا عجوز
وضح الله أن امرأة أى زوجة إبراهيم (ص)كانت قائمة أى موجودة لخدمة الضيوف فضحكت أى فقهقهت بسبب الموقف فبشرتها الملائكة والمراد فأخبرتها الملائكة بخبر سعيد هو ولادتها لإسحاق(ص)ومن وراء إسحاق يعقوب والمراد ومن بعد ولادة إسحاق ينجب إسحاق(ص)يعقوب(ص)فقالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز والمراد يا خيبتى هل أنجب وأنا شيخة وهذا بعلى شيخا أى وهذا زوجى عجوز إن هذا لشىء عجيب والمراد إن هذا أمر غريب؟
وفى هذا قال تعالى
"وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب"
الويل للكافرين من عذاب شديد
وضح الله أن الويل وهو الألم نصيب الكافرين أى الظالمين من العذاب الشديد وهو العقاب الأليم مصداق لقوله بسورة الزخرف"فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم "والكفار يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة أى يفضلون متاع المعيشة الأولى على متاع القيامة أى يفضلون الكفر على الإيمان
وفى هذا قال تعالى
"وويل للكافرين من عذاب شديد الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة "
قول المجرمين يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها:
وضح الله لنبيه(ص)أنه يحدث فى القيامة أن يوضع الكتاب أى يسلم أى يؤتى سجل الأعمال لكل واحد وترى المجرمين مشفقين مما فيه والمراد وتشاهد الكافرين خائفين من الموجود فى سجل كل واحد منهم فيقولون :يا ويلنا أى يا عذابنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها والمراد ما يترك من قليل ولا كثير إلا سجله
وفى هذا قال تعالى
"ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "
الويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم
وضح الله أن الويل العظيم وهو الألم الكبير للذين كفروا أى ظلموا من مشهد يوم عظيم أى من عذاب يوم أليم
وفى هذا قال تعالى
"فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
قول الظالمين :قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين
سأل الله وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة أى وكم أهلكنا من قرن كانوا كافرين ووضح للناس أنه أنشأ من بعدهم قوما أخرين والمراد أنه أتى أى خلق من بعد هلاكهم ناسا جدد ووضح لنا أنهم لما أحسوا بأس الله والمراد لما شاهدوا عذاب الله إذا هم منها يركضون أى يهربون من القرية فقيل لهم لا تركضوا أى لا تهربوا فلا فائدة إنكم هالكون وارجعوا إلى ما أترفتم فيه والمراد وعودوا إلى الذى تمتعتم فيه وهو مساكنكم أى منازلكم وهى أراضيكم التى عشتم فيها لعلكم تسئلون أى لعلكم تحاسبون والمراد لعلكم تعاقبون على ما فعلتم ،فقال الكفار يا ويلنا أى يا عذابنا إنا كنا ظالمين أى كافرين بآيات الله ،فما زالت تلك دعواهم أى فما برحت تلك دعوتهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين أى حتى حولناهم موتى جاثمين أى راقدين
وفى هذا قال تعالى
"وكم قصمنا من قرية وأنشأنا من بعدهم قوما أخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين "
الويل للكفار مما يصفون
وضح الله للكفار أنه يقذف بالحق على الباطل والمراد يأتى بالعدل وهو آيات الله لينسخ أى ليمحو به الظلم وهو الكذب فتكون النتيجة أن يدمغه فإذا هو زاهق أى يزيله من نفس الخلق فإذا هو زائل والمراد لا وجود له،ووضح لهم أن الويل وهو العذاب لهم والسبب ما يصفون أى ما يكسبون وهو ما يعملون
وفى هذا قال تعالى
"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون "
قول الظالمين يا ويلنا إنا كنا ظالمين
وضح الله أن الكفار إن مستهم نفحة من عذاب الرب والمراد إن نزل بهم بعض من عقاب الله فيقول الكفار :يا ويلنا أى يا عذابنا إنا كنا ظالمين أى وهذا يعنى أنهم لا يعترفون بكفرهم إلا ساعة نزول العذاب عليه
وفى هذا قال تعالى
"ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين "
قول الظالمين يا ويلنا قد كنا فى غفلة من هذا
وضح الله أن الوعد الحق وهو الخبر الصادق قد اقترب أى وقع فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا والمراد فإذا هى مذلولة نفوس الذين كذبوا يقولون يا ويلنا أى يا عذابنا قد كنا فى غفلة أى سهوة أى غمرة من هذا والمراد قد كنا فى تكذيب بالقيامة بل كنا ظالمين أى كافرين أى ضالين وهذا اعتراف منهم بكفرهم فى الدنيا
وفى هذا قال تعالى
"واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا فى غفلة من هذا بل كنا ظالمين "
قول الظالم يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا
وضح الله أن يوم القيامة يعض الظالم على يديه أى يضغط الكافر بأسنانه على لحم كفيه من الندم فيقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا والمراد يا ليتنى اتبعت مع النبى إسلاما ويقول يا ويلتى أى يا عذابى أى يا خسارتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا والمراد ليتنى لم أطع فلانا صاحبا وهو يقصد الشيطان لقد أضلنى بعد إذ جاءنى الذكر والمراد لقد أبعدنى بعد إذ أتانى الحق وهذا يعنى أنه يلقى المسئولية على غيره وهو الفلان الخليل
وفى هذا قال تعالى
"ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى "
قول العقلاء ويلكم ثواب الله خير لمن أمن
وضح الله أن الذين أوتوا العلم وهم الذين أعطوا الكتاب وهو الوحى قالوا للمتمنين:ويلكم والمراد العذاب نصيبكم ،ثواب الله خير والمراد الدار الآخرة وهى الجنة أفضل لمن آمن أى صدق الوحى وعمل صالحا أى وفعل حسنا وهم المتقون وفسروا هذا بقولهم ولا يلقاها إلا الصابرون والمراد ولا يدخل الجنة إلا المطيعون وهم ذوو الحظ العظيم
وفى هذا قال تعالى
"وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن أمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون "
قول المكذبين للبعث:يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا
وضح الله لنبيه (ص)أن الصور إذا نفخ فيه والمراد أن البوق وهو الناقور إذا نقر فيه والمراد نودى فيه وهو الصيحة إذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون والمراد إذا هم من القبور إلى أرض خالقهم يخرجون فقالوا يا ويلنا أى العذاب لنا من بعثنا من مرقدنا هذا والمراد من أخرجنا من قبورنا هذه أى من أحيانا من مدافننا هذه ؟ثم يجيبون على أنفسهم :هذا ما وعد الرحمن أى هذا ما أخبرنا النافع فى الدنيا وصدق المرسلون أى وعدل الأنبياء (ص)فى إبلاغ الوحى
وفى هذا قال تعالى
"ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون "
قول المكذبين للبعث: يا ويلنا هذا يوم الدين
وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما والمراد هل إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما أو آباؤنا الأولون وهم السابقون ؟ وطلب الله من نبيه (ص)أن يجيب على سؤالهم نعم وأنتم داخرون أى مبعوثون أى راجعون للحياة ويقول الله له فإنما هى زجرة واحدة أى نفخة واحدة فإذا هم ينظرون أى يخرجون أحياء وقالوا يا ويلنا أى يا عذابنا هذا يوم الدين والمراد هذا يوم الحساب أى البعث إن هذا يوم الفصل أى الحكم بالجنة أو النار الذى كنتم به تكذبون أى الذى كنتم به تكفرون فى الدنيا
وفى هذا قال تعالى
"قل نعم وأنتم داخرون فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين إن هذا يوم الفصل الذى كنتم به تكذبون "
الويل للذين كفروا من النار
وضح الله أنه ما خلق أى ما أبدع السموات والأرض وما بينهما وهو الجو الذى وسطهما باطلا أى عبثا أى ظلما فالكون خلق للعدل وليس للعبث واللهو وذلك وهو كون الكون مخلوق عبث هو ظن أى رأى الذين كفروا أى كذبوا حكم الله ووضح له أن الويل للذين كفروا من النار والمراد أن الألم وهو الوجع المستمر للذين كذبوا حكم الله من الجحيم
وفى هذا قال تعالى
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار "
الويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله
سأل الله أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه والمراد هل من أخلص نفسه لطاعة حكم الحق فهو على هدى أى دين من إلهه كمن عصى دين ربه فى الجزاء؟والجواب لا يستوون ،ووضح له أن الويل وهو العذاب هو للقاسية قلوبهم من ذكر الله والمراد للمكذبة نفوسهم حكم الرب وفسر هذا بأنهم فى ضلال مبين أى عذاب بعيد أى مستمر
وفى هذا قال تعالى
"أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين "
الويل للمشركين
وضح الله أن الويل للمشركين والمراد والعذاب للمكذبين لدين الله مصداق لقوله "ويل يومئذ للمكذبين"
وفى هذا قال تعالى
"وويل للمشركين "
الويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم
وضح الله أن الويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم والمراد فالألم للذين كفروا من مشهد أى عقاب يوم عظيم
وفى هذا قال تعالى
"فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم "
الويل لكل أفاك أثيم
وضح الله أن الويل وهو العذاب هو نصيب كل أفاك أثيم أى مفترى ظالم مصداق لقوله "فويل للذين ظلموا "
وفى هذا قال تعالى
"ويل لكل أفاك أثيم"
فويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون
وضح الله أن الويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون والمراد فالألم للذين ظلموا من عذاب يومهم الذى يخبرون به فى الوحى
وفى هذا قال تعالى
" فويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون "
الويل يومئذ للمكذبين الذين هم فى خوض يلعبون
وضح الله أن الويل وهو العذاب يومئذ للمكذبين وهم الكافرين وهم الذين هم فى خوض يلعبون والمراد وهم الذين فى كفر بآياتنا يمضون وهذا يعنى أنهم فى الكفر مستمرون
وفى هذا قال تعالى
"فويل يومئذ للمكذبين الذين هم فى خوض يلعبون "
وضح الله لنبيه (ص)أن إذا النجوم وهى الكواكب طمست أى انكدرت أى تحطمت وإذا السماء فرجت أى فتحت أى كشطت مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا السماء كشطت"وإذ الجبال وهى الرواسى نسفت أى سيرت أى هدمت وإذا الرسل أقتت والمراد أى أجلت والمراد أخبرت بتأخير الحكم فى خلافهم مع الناس ويسأل لأى يوم أجلت والمراد لأى يوم أخرت الرسل للحكم؟ويجيب ليوم الفصل وهو يوم الحكم العادل وما أدراك ما يوم الفصل والمراد والذى عرفك ما يوم الحكم،ويل يومئذ للمكذبين أى العذاب يومذاك للكافرين بحكم الله
وفى هذا قال تعالى
"وإذا الرسل أقتت لأى يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل ويل يومئذ للمكذبين "
سأل الله ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الأخرين والمراد ألم نعذب السابقين ثم نلحق بهم الباقين ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن كذلك أى بالعذاب نفعل بالمجرمين والمراد بالويل يجازى الكافرين وويل يومئذ للمكذبين أى والعذاب يومذاك للكافرين بحكم الله
وفى هذا قال تعالى
"ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الأخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين"
وضح الله أن الويل وهو العذاب فى يوم القيامة للمكذبين وهم الكافرين بحكم الله ويقال للمسلمين عن الكفار:هذا يوم لا ينطقون والمراد هذا يوم لا يتحدثون فهم لا يقدرون على الكلام والسبب أنهم لا يؤذن لهم فيعتذرون والمراد ولا يسمح لهم بالكلام فيبررون كفرهم لله لأن كلامهم كعدمه لا ينفعهم بشىء
وفى هذا قال تعالى
"ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين "
وضح الله أنه يقول للكفار على لسان الملائكة:هذا يوم الفصل أى الحكم العادل جمعناكم والأولين والمراد أحييناكم والسابقين فإن كان لكم كيد أى تدبير تمنعون به عذابى فكيدون أى فافعلوا التدبير لمنع العذاب عنكم،ووضح له أن الويل وهو العذاب يوم القيامة هو للمكذبين وهم الكافرين بحكم الله
وفى هذا قال تعالى
"هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين"
الويل للمطففين
" وضح الله لنا أن ن الويل للمطففين والمراد العذاب للمكذبين مصداق لقوله بسورة الطور"فويل يومئذ للمكذبين
وفى هذا قال تعالى
"ويل للمطففين"
الويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين
وضح الله أن الويل وهو العذاب يومئذ للمكذبين وهم المطففين مصداق لقوله"ويل للمطففين"وهم الذين يكذبون بيوم الدين وهم الذين يكفرون بيوم الحساب
وفى هذا قال تعالى
"ويل يومئذ للمكذبين الذين يكذبون بيوم الدين "
الويل لكل همزة لمزة
وضح الله أن الويل وهو العذاب لكل همزة لمزة أى موسوس كافر الذى جمع مالا وعدده والمراد الذى لم ملكا وأحصاه ،أيحسب أن ماله أخلده والمراد أيظن أن ملكه أبقاه؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن المال لا يبقى على حياة صاحبه
وفى هذا قال تعالى
"ويل لكل همزة لمزة الذى جمع مالا وعدده أيحسب أن ماله أخلده "
الويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون
وضح الله أن الويل وهو العقاب هو نصيب المصلين أى المنافقين الذين هم عن صلاتهم ساهون والمراد الذين هم بإسلامهم مكذبون الذين هم يراءون أى يتظاهرون بالإسلام ويمنعون الماعون أى ويحجزون الخير عن الناس
وفى هذا قال تعالى
"فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون"