الجمعة، 31 يوليو 2020

نظرات فى كتاب صلاة أبي بكر

نظرات فى كتاب صلاة أبي بكر
مؤلف الكتاب مرتضى العسكري وهو من اصدارات مركز الأبحاث العقائدية برعاية السيستانى وموضوع الكتاب كما قال:
"فقد كثر منا التساؤل أخيرا عن صلاة أبي بكر في مرض وفاة الرسول (ص) و هل صحت ؟و كيف كانت ؟وماذا يستنتج منها ؟فرأينا ان نستل هذا البحث من بحوثنا في السقيفة وأحاديث أم المؤمنين عائشة وننشره على حدة ليكون جوابا عن تلك الاسئلة"
والعادة فى إصدارات الكتب التى تتناول الخلافات بين الشيعة والسنة والخارجة من مركز الأبحاث العقائدية هى أن المؤلفين الشيعة يحاولون إثبات أنهم على حق من خلال النصوص فى كتب السنة والغريب أن معظم موضوعات الخلافات بين الفريقين هى خارج الإسلام بمعنى أنها أحداث تاريخية ليس فيها وحى من عند الله ومن ثم فهى لا تمت لدين الله بصلة
الغرض من الكتاب هو إثبات أن الروايات عن صلاة أبى بكر بالمؤمنين أثناء مرض النبى (ص) الأخير لا تثبت أن النبى(ص) عهد له بالخلافة من بعده
وبالقطع كل استدلالات السنة والشيعة على أحقية فلان أو علان للخلافة من خلال أفعال او اقوال نسبت للنبى(ص) هى ضرب من الخبل لا يفعله النبى(ص) ولا يقوله لأنه فى تلك الحال يكون قد عصى نصوص القرآن " وأمرهم شورى بينهم" فولاة الأمر يختارهم المسلمون جميعا وليس فرد واحد منهم حتى لو كان النبى(ص) لأن الله أمره بهذا فقال "وشاورهم فى الأمر"وقوله تعالى" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا" حدد ولاة الأمر بكونهم المجاهدون فى سبيل الله قبل فتح مكة ومن ثم فقد حدد الله الولاة بأنهم يختارون من المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد اسما لا أبو بكر ولا على ولا عمر ولا عثمان ولا أيا كان
قال مرتضى العسكرى:
" فنقول في صحيح البخاري و مسلم : عن أم المؤمنين عائشة قالت : لما ثقل رسول الله (ص ), واشتد به وجعه استاذن أزواجه ان يمرض في بيتي فأذن له وفي صحيح مسلم :عن أم المؤمنين عائشة قالت : أول ما اشتكى رسول الله (ص) في بيت ميمونة فاستاذن أزواجه ان يمرض في بيتها, فأذن له وفي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان رسول الله (ص) كان يسال في مرضه الذي مات فيه : أين أنا غدا؟أين أنا غدا ؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه
وفي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان كان رسول الله (ص) ليتفقد يقول : أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة و في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
لما كان في مرض موته جعل يدور في نسائه و يقول : أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة , فلما كان يومي سكن و في سنن ابن ماجة ومسند أحمد عن ابن عباس قال :لما مرض رسول الله (ص) كان في بيت عائشة , فقال : ادعوا لي عليا قالت عائشة : يا رسول الله ندعو لك أبا بكر ؟
قال : ادعوه وقالت حفصة : يا رسول الله ندعو لك عمر ؟قال : ادعوه قالت أم الفضل : أندعو لك العباس ؟قال : ادعوه فلما اجتمعوا, رفع رسول الله رأسه , فنظر فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله
ثم جاء بلال يؤذنه للصلاة , فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق حصر ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون , فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج ابو بكر, فصلى
وفي صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف و اللفظ للأول عن عائشة قالت :لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبا بكران يصلي بالناس فقلت : يا رسول الله ان أبا بكر رجل اسيف , وأنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس , فلو أمرت عمر قال : انكن أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ان يصلي بالناس
وفي صحيح البخاري ومسلم و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وانساب الاشراف للبلاذري وغيرها واللفظ للأول ,قالت عائشة : لما اشتد برسول الله (ص) وجعه , قيل له في الصلاة ,فقال : (مروا أبا بكر فليصل بالناس )قالت عائشة : ان أبا بكر رجل رقيق اذا قرا غلبه البكاءقال : (مروه فيصلي ) فعاودته قال : (مروه فيصلي انكن صواحب يوسف ) وقالت : لقد راجعت رسول الله (ص) في ذلك , وما حملني على كثرة مراجعته , إلا أنه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا قام مقامه ابدا, وكنت ارى أنه لن يقوم احد مقامه الا تشاءم الناس به , فأردت ان يعدل ذلك رسول الله (ص) عن أبي بكر وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن الدارمي ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد واللفظ للأول عن عائشة قالت : ثقل النبي (ص) فقال : أصلى الناس ؟
قلنا: لا, هم ينتظرونك قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت : ففعلنا, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال (ص ): أصلى الناس ؟قلنا : لا, هم ينتظرونك يا رسول الله قال : ضعوا لي ماء في المخضب
قالت : فقعد, فاغتسل , ثم ذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال :أصلى الناس ؟قلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله فقال : ضعوا لي ماء في المخضب فقعد, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق , فقال :أصلى الناس ؟فقلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي (ص) لصلاة العشاء الاخرة فأرسل النبي (ص) الى أبي بكر بان يصلي بالناس , فآتاه الرسول ,فقال : ان رسول الله (ص) يأمرك ان تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر صل بالناس فقال له عمر: أنت احق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام
وفي صحيح البخاري و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول عن عائشة , قالت : ان رسول الله (ص) قال في مرضه : مروا ابابكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر, فليصل بالناس , فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي له : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر,فليصل للناس , ففعلت حفصة , فقال رسول الله (ص ): مه انكن لأنتن صواحب يوسف , مروا أبا بكر فليصل بالناس , فقالت حفصة لعائشة :ما كنت لاصيب منك خيرا وفي سنن أبي داود - باب استخلاف أبي بكر - ومسند أحمد وسيرة ابن هشأم وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عبد الله بن زمعة لما استعز برسول الله (ص) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال الى الصلاة , فقال : مروا من يصلي للناس فخرج عبد الله بن زمعة , فاذا عمر في الناس , وكان أبو بكر غائبا,فقلت : يا عمر قم فصل بالناس , فكبر, فلما سمع رسول الله (ص )صوته , وكان عمر رجلا مجهرا, قال : فأين أبو بكر يابى الله ذلك والمسلمون , يابى الله ذلك والمسلمون فبعث الى أبي بكر, فجاء بعد ان صلى عمر تلك الصلاة , فصلى بالناس وفي رواية بعدها :لما سمع النبي (ص) صوت عمر خرج النبي (ص) حتى رأسه من حجرته , ثم قال : لا, لا, لا, ليصل للناس ابن أبي قحافة قال تلك مغضبا وفي مسند أحمد بعده :قال عبد الله بن زمعة : قال لي عمر: ويحك ألا إن رسول الله (ص) أمرك بذلك ,ولولا ذلك ما صليت بالناس قال : قلت له والله ما أمرني رسول الله (ص ), ولكني حين لم ار أبا بكر, رايتك احق من حضر بالصلاة وفي سنن ابن ماجة :
عن سالم بن عبيد قال : أغمي على رسول الله (ص) فى مرضه , ثم افاق , فقال : احضرت الصلاة ؟قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : احضرت الصلاة ؟
قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : ان أبي رجل اسيف , فاذا قام ذلك المقام يبكي ,لا يستطيع , فلو أمرت غيره ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : مروا بلالا فليؤذن , و مروا أبا بكر,فليصل بالناس , فإنكن صواحب يوسف او صويحبات يوسف قال : فأمر بلال فأذن , و أمر أبو بكر فصلى بالناس
وفي مسند أحمد عن انس قال :لما مرض رسول الله مرضه الذي توفي فيه آتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين : يا بلال , قد بلغت فمن شاء فليصل , ومن شاء فليدع فرجع اليه بلال فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يصلي بالناس قال : مر أبا بكر فليصل بالناس
فلما تقدم ابو بكر, رفعت عن رسول الله (ص) الحديث

صلاة النبي (ص) خلف أبي بكر:
في مسند أحمد عن عائشة قالت :قال رسول الله (ص) في مرضه الذي مات فيه : مروا أبا بكر فليصل بالناس فصلى ابو بكر, وصلى النبي (ص) خلفه قاعدا وفي مسند أحمد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عائشة قالت :صلى رسول الله (ص) خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم و مسند أبي عوانة واللفظ للأول عن الزهري قال :اخبرني انس بن مالك الأنصاري , وكان تبع النبي (ص) وخدمه وصحبه : ان أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي (ص) الذي توفي فيه اذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة , فكشف النبي (ص) ستر الحجرة ينظر الينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف , ثم يضحك فهممنا ان نفتن من الفرح برؤية النبي (ص ), فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف , وظن ان النبي (ص) خارج الى الصلاة , فأشار النبي (ص) أن أتموا الصلاة وأرخى الستر, فتوفي من يومه وروى البخاري وابو عوانة وأحمد والبلاذري عن انس واللفظ للأول قال لم يخرج الينا نبي الله (ص) ثلاثا, فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم فقال نبي الله (ص) بالحجاب فرفعه الحديث وروى البخاري وأحمد وابن سعد واللفظ للأول عن انس قال :ان المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم الحديث
اعتمدنا في ما أوردنا في المتن من حديث على ألفاظ صحيح البخاري عدا خمسة احاديث اخذنا واحدا منها من صحيح أبي داود, و حديثين من سنن ابن ماجة , و اثنين من مسند أحمد "
انتهت نقول العسكرى من بطون متون كتب الحديث وقبل التعرض لاستنتاجاته نلاحظ عدة تناقضات بين الروايات أولها الرجلان اللذان خرج بينهما الرسول (ص)ففى رواية العباس وعلى " فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ" وفى رواية لا يوجد العباس وإنما ابنه الفضل " فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ"وهو تناقض وثانيها فيمن أمر النبى (ص)أن يقول لأبى بكر أن يصلى بالناس فمرة عائشة " فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لاَ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَقَالَ « مُرِى أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" ومرة أمر بلال وهو رسوله لأبى بكر وهو قولهم "جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ »وقولهم"فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَبِى بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّىَ بِالنَّاسِ"
بالقطع هذه التناقضات بعض من كل وقد لاحظتها فى دراستى للحديث فى صحيح مسلم ولاحظن التالى فى أثناء دراسته فى صحيح البخارى:
والتناقض الأول هو أن الأمر "مروا "خطاب لمن فى البيت كلهم فى 3385 بينما "مرى "خطاب لواحدة هى عائشة فى 3384 والتناقض الثانى أنه قال مروا ثلاثا فى 3385 وقالها "الرابعة "فى 3384
وأيضا:
والتناقض الأول فى معرفة أبو بكر بالنبى ففى 683 وأمثالها رأى النبى (ص)وفى 713 "سمع أبو بكر حسه "فهنا سماع للنبى (ص)والتناقض الثانى فى قول عائشة فمرة فى 712"فلا يقدر على القراءة "وهذا يعنى أنه لم يقرأ إطلاقا وهو نفسه "لم يستطع أن يصلى بالناس "فى 678 ومرة "لم يسمع الناس من البكاء فى 679 "وهذا يعنى أنه يقرأ ويبكى
ثم نقل العسكرى نقولا عن أهل السنة يستدلون بتلك الروايات على أحقية أبو بكر بالخلافة فقال :
"وقد استدلوا بما رووا من تلكم الاحاديث على صحة خلافة أبي بكر قال الحسن - المعروف بالبصري - :أمر رسول الله (ص) أبا بكر وهو مريض ان يصلي بالناس ثم قال الحسن - البصري - ليعلمهم والله من صاحبهم بعده و بعث عمر بن عبد العزيز اليه يساله : هل كان رسول الله استخلف أبا بكر ؟ فقال الحسن : أو في شك صاحبك ؟ الناس ولهو كان اتقى لله من ان يتوثب عليها"
"وقال ابو عوانة (ت : 316) بعد نقل بعض تلكم الاحاديث في مسنده :
(ان هذه الاحاديث بيان خلافة أبي بكر لقول النبي (ص) ليؤمكم اقراكم , وقد كان في اصحابه من هو اقرا منه و فيهم من هو ارفع وأبين صوتا منه للقراءة وقد قيل للنبي (ص) غير مرة : مر غيره يصلي بالناس , فأنه لا يستطيع , وأنه اسيف , وأنه رقيق , وأنه يبكي في صلاته , فلم يأمر غيره , ولم يرض بغيره فدل قوله في خبر أبي مسعود حيث قال : ولا يؤمن رجل في سلطانه أنه الخليفة عليهم بعده ) وقال ابن كثير بعد ايراد قسم كبير من تلكم الاحاديث في تاريخه و محاولته الجمع بين متناقضاته :
والمقصود ان رسول الله (ص) قدم أبا بكر الصديق إماما للصحابة كلهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية قال الشيخ أبو الحسن الاشعري : وتقديمه له أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام قال : وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم مما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله (ص )قال : يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله , فان كانوا في القراءة سواء,فأعلمهم بالسنة , فان كانوا بالسنة سواء, فأكبرهم سنا, فان كانوا في السن سواء, فأقدمهم مسلما قلت وهذا من كلام الاشعري ينبغي ان يكتب بماء الذهب , ثم قد اجتمعت كلها في الصديق "

هنا العسكرى ينقل النقول مصدقا إياها من بطون كتب القوم وهو لا يصدق النقول التالية التى نقلها من نفس كتب القوم عن على الذى أعلن احقية أبو بكر بالخلافة وهى:
"ومما يضحك الثكلى في الباب أنهم رووا عن الإمام علي ما يلي :
عن الحسن - و اراه البصري - عن علي بن أبي طالب : (ان رسول الله (ص) لم يمت فجأة كان يأتيه بلال في مرضه , فيؤذنه بالصلاة ,فيقول : فهاتوا أبا بكر ان يصلي بالناس وهو يرى مكاني فلما قبض نظر المسلمون , فرأوا أن رسول الله (ص) قد ولاه أمر دينهم , فولوه أمر دنياهم ) وفي رواية اخرى قال :قال علي : لما قبض رسول الله (ص) نظرنا في أمرنا, فوجدنا النبي (ص) قد قدم أبا بكر في الصلاة , فرضينا لدنيانا من رضي به رسول الله (ص) لديننا فقدمنا أبا بكر وعن أنس قال : قال علي : مرض رسول الله (ص) فأمر أبا بكر بالصلاة وهو يرى مكاني , فلما قبض اختار المسلمون لدنياهم من رضيه رسول الله (ص) لدينهم فولوا أبا بكر وكان والله له أهلا, وماذا كان يؤخره عن مقام أقامه رسول الله (ص) فيه وليس من الغريب بعد هذا أن يرووا ما يلي :
عن زر بن حبيش عن عبد الله قال :لما قبض رسول الله (ص) قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير قال : فآتاهم عمر فقال : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر ان يصلي بالناس ؟قالوا : بلى قال فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم أبا بكر ؟قالوا: نعوذ بالله ان نتقدم أبا بكر؟"

لكى يكون الإنسان عادلا عليه أن يرفض كلام الكل طبقا لكلام الله
ثم يقول العسكرى كلاما صحيحا وهو أن إمامة أبو بكر للصلاة لا تعطيه الحق فى الخلافة لأن عشرات الصحابة المؤمنين سبق أن أموا المسلمين فى الصلاة ومع هذا لم يقل أحد أنهم استحقوا الخلافة بتلك الإمامة ونص كلامه هو :
"لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء ما رواه البخاري في صحيحه :أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولين و أصحاب النبي (ص) في مسجد قباء فيهم أبو بكر و عمر ) وما رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من ان النبي (ص )استخلف ابن أم مكتوم على المدينة وفي مسند أحمد : يصلي بهم وهو اعمى
وفي مغازي الواقدي (ت : 207) و طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام : أن رسول الله استخلفه على المدينة في غزوة بدر واحد وبني النظير والأحزاب وبني قريظة والفتح وغيرها و روى الواقدي و ابن سعد :
أنه كان يجمع بهم و يخطب الى جنب المنبر - يجعل المنبر على يساره لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء الاثبات ما قاله البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة قال :باب إمامة العبد و المولى - وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف - وولد البغي والاعرابي والغلام الذي لم يميز و روى في باب فتح مكة عن عمرو بن سلمة أن قومه قدموه في الصلاة لأنه كان أكثرهم قرأنا قال : فقد قدموني بين ايديهم و أنا ابن ست او سبع سنين , وكانت علي شملة كنت اذا سجدت تقلصت عني , فقالت امرأة من الحي : ألا تغطوا إست قارئكم ؟فاشتروا فقطعوا لي قميصا, فما فرحت بشي ء فرحي بذلك القميص وفي لفظ أبي داود :فكنت اؤمهم في بردة موصلة فيها فتق فكنت اذا صليت خرجت استي وفي رواية اخرى :
فكنت اؤمهم وعلي بردة صغيرة صفراء فكنت اذا سجدت تكشفت عني فقالت امرأة من النساء : واروا عنا عورة قارئكم فاشتروا لي قميصا عمانيا الحديث وما قاله البخاري - أيضا - في باب إمامة المفتون والمبتدع :وقال الحسن صل - اي صل خلفه - وعليه بدعته و روى في الباب ان الزهري قال :لا نرى ان يصلي المخنث إلا لضرورة لابد منها
و ما رواه الصحابي الراوية ابو هريرة قال :قال رسول الله (ص ): الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان او فاجرا وان عمل الكبائر
لست ادري كيف نسي العلماء هذه الكلمات , واستنتجوا مما رووا في إمامة أبي بكر في مرض وفاة النبي (ص) ما استنتجوا "

ويطرح العسكرى أسئلة عن تناقض الروايات فى كتب أهل السنة فيقول:
"ثم كيف خفي عليهم التناقض البين بين تلك الأحاديث الواردة في كتب الصحاح وتهافتها فهل استأذن النبي (ص) أزواجه ان يمرض في بيت عائشة فأذن له فحول الى بيت عائشة في غير يومها ؟او كان يدور على نسائه , ويقول : أين أنا غدا حرصا على يوم عائشة فلما كان يومها سكن ولم يحول اليها في غير يومها وماذا جرى في بيت عائشة آنذاك ؟وماذا طلب النبي (ص) ؟هل طلب عليا, فذكروا له أبا بكر و عمر و العباس , فوافق فلما حضر أبو بكر أمره ان يصلي بالناس ؟ أم كان يغمى عليه , فاذا افاق , اغتسل , و يريد ان ينوء, فيغمى عليه ,فقال : مروا أبا بكر يصلي او غير ذلك من الحوار المذكور في الاحاديث ؟وهل جاءه بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : يا بلال : بلغت فمن شاء,فليصل ومن شاء فليدع ؟ أم هو الذي أمر بلالا ان يؤذن بالصلاة ؟وهل قال : مروا من يصلي للناس فذهب ابن زمعة الى عمر وأخبره أن يصلي بالناس فلما سمع النبي (ص) صوته قال : لا, يأبى الله ذلك ؟أم أمر أبا بكر ان يصلي بالناس , فراجعته عائشة مرة بعد اخرى ان يعين عمر, فأبى وقال : انكن صويحبات يوسف ؟ومن المخاطبة بهذه الكلمة عائشة أم حفصة ؟ومن الذي أنتدب عمر للصلاة ؟ أنتدبه أبو بكر, فابى , وقال : أنت احق بها؟أم ابن زمعة , فقبل , و صلى , فغضب الرسول (ص) من ذلك ؟وهل كان آخر رؤيتهم للنبي عندما صلى خلف أبا بكر قاعدا او عندما رفع ستر بيت عائشة وهم صفوف خلف أبي بكر ؟"
الغريب فى موقف العسكرى هو أن كتب الحديث أى الأخبار الشيعية فيها نفس الروايات تقريبا ومن ثم كان عليه ان ينتقد تناقضاتها هى الأخرى
وينقل العسكرى حجة أخرى فى تناقض الروايات وهى أن ابا بكر كان ضمن جيش أسامة الذى عسكر خارج المدينة قبل وفاة النبى(ص) بأيام ومن ثم لا يمكن أن يكون أبا بكر قد قاد الصلاة فى تلك الفترة
ورغم صحة الحجة فإن العسكرى لم يقل أن هذا الكلام ينطبق على عمر وعلى فقد كان الاثنين خارج المدينة فى جيش أسامة ومن ثم فكل ما روى عن المرض والوفاة كاذب وحضور على وأبو بكر وعمر لهم كذب وفى هذا قال :
"هذا اذا اقتصرنا على الروايات الواردة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتبرة عن علماء مدرسة الخلفاء وإذا رجعنا الى اوثق المصادر التاريخية عندهم وجدنا اضافة الى ما ذكرنا في أنساب الاشراف قالت عائشة :ان رسول الله (ص) قال : انقلوني الى بيت عائشة قالت : فلما سمعت ذلك قمت , و لم تكن لي خادم , فكنست بيتي ,وفرشت له فراشا, ووسدته وسادة كان حشوها اذخر, فلما حضرت الصلاة قال : أرسلي الى أبي بكر, فليؤم الناس قالت : فأرسلت اليه , فأرسل الي اني شيخ كبير ضعيف عن ان اقوم في مقام رسول الله (ص ), ولكن اشيرى على رسول الله بعمر, واستعيني عليه بحفصة , ففعلت , فقال : انكن صواحب يوسف , أرسلي الى أبي بكر وفي طبقات ابن سعد :قال رسول الله (ص) وهو مريض لأبي بكر : صل بالناس فوجد رسول الله (ص) خفة فخرج و أبو بكر يصلي بالناس , فلم يشعر حتى وضع رسول الله (ص) يده بين كتفيه , فنكص ابو بكر, و جلس النبي (ص) عن يمينه فصلى ابو بكر, و صلى رسول الله (ص) بصلاته ,فلما انصرف قال : لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته و نجد في طبقات ابن سعد و انساب الاشراف للبلاذري :عن الفضل بن عمرو الفقيمي قال : صلى أبو بكر بالناس ثلاثا في حياة النبي (ص )و نظيره ما رويا عن عكرمة وفي رواية : أنه صلى بهم سبع عشرة صلاة و روى البلاذري عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة عن علي قال : أمر رسول الله (ص) أبا بكر على صلاة المؤمنين , فصلى بهم في حياة النبي (ص) تسعة أيام ثم قبض و روى ابن سعد عن محمد بن قيس قال :اشتكى رسول الله (ص) ثلاثة عشر يوما فكان اذا وجد خفة صلى واذا ثقل صلى أبو بكر
هذه الاحاديث الكثيرة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتمدة ,والسير والتواريخ المعتبرة عند علماء مدرسة الخلفاء التي حوت قصصا وصفية رائعة لم يصدق شي ء منها, كما لم يصدق شي ء مما استنتجوا منها واطمأنوا اليه ان رسول الله (ص) كان قد أنتدب وقتذاك أبا بكر وعمر مع غيرهما من المهاجرين والأنصار لغزو الروم بقيادة مولاه أسامة , فكيف يعين - والحالة هذه - احدهما للصلاة ؟ وقد اكد مرة بعد اخرى تنفيذ جيش أسامة ولعن من تخلف عنها كما يأتي :
قالوا : لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة من مهاجر رسول الله (ص) أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم , فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد, فقال : سر الى موضع مقتل أبيك فـوطئهم الخيل , فقد وليتك هذا الجيش - الى قوله – فلما كان يوم الأربعاء, بدئ برسول الله (ص) فحم و صدع , فلما أصبح يوم الخميس عقد لواء بيده , ثم قال : اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقودا, فدفعه الى بريدة بن الحصيب الاسلمي ,وعسكر بالجرف , فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار, الا أنتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان و سلمة بن اسلم فتكلم قوم , وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ,فغضب رسول الله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة , فصعد المنبر, وقال في خطبته : فما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري أسامة , ولئن طعنتم في أمارتي أسامة لقد طعنتم في أمارتي اباه ثم نزل , فدخل بيته , وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله (ص ),ويمضون الى العسكر بالجرف , وثقل رسول الله (ص) فجعل يقول :انفذوا بعث أسامة و رجع أسامة الى معسكره يوم الاثنين وأصبح رسول الله مفيقا, فقال له : اغد على بركة الله , فودعه أسامة , وخرج الى معسكره , فأمر الناس بالرحيل , فبينا هو يريد الركوب اذا رسول أمه أم ايمن قد جاءه يقول :ان رسول الله يموت فأقبل واقبل معه عمر وأبو عبيدة , فانتهوا الى رسول الله (ص) وهو يموت , فتوفي (ص) حين زاغت الشمس , و دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف الى المدينة , ودخل بريدة بلواء أسامة معقودا, حتى اتى به باب رسول الله (ص ), فغرزه عنده وفي رواية الجوهري ـن أسامة طلب من رسول الله ان يتاخر كي يطمئن من صحة رسول الله (ص ), فقال له : انفذ لما أمرتك
ثم أغمي على رسول الله (ص) وقام أسامة , فتجهز للخروج , فلما افاق رسول الله (ص) سال عن أسامة والبعث , فاخبر أنهم يتجهزون , فجعل يقول : انفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك , فخرج أسامة واللواء معقود على رأسه والصحابة بين يديه , حتى اذا كانبالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار اسيد بن حضير و بشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ,فجاء رسول أم ايمن يقول له : ارجع فان رسول الله يموت , فدخل المدينة واللواء معه - الى قوله - فما كان أبو بكر و عمر يخاطبان أسامة إلى أن مات ولما استخلف ابو بكر, أمر أسامة بن زيد ان ينفذ في جيشه , وساله أن يترك عمر يستعين به على أمره , فقال : فما تقول في نفسك , فقال : يا ابن اخي فعل الناس ما ترى , فدع لي عمر, وانفذ لوجهك اذا كان النبي (ص) قد أنتدب أبا بكر و عمر مولاه أسامة لغزو الروم ووكد ذلك مرة بعد اخرى ولعن من تخلف عنه ولا يصح مع ذلك ان ينتدب احدهما لإمامة المصلين بمسجده "

ثم تعهد العسكرى بكشف حقيقة صلاة أبو بكر فقال:

"حقيقة إمامة أبي بكر في تلك الآونة:

نرجع الى الاحاديث الواردة في كتب الصحاح والمسانيد الحديثية لعل واقع الأمر يكشف لنا عنه :
في صحيح البخاري باب الرجل يأتم بالإمام , وياتم الناس بالمأموم ويذكر عن النبي (ص) ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم , من كتاب الصلاة وصحيح مسلم وابن ماجة ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول : عن أم المؤمنين عائشة , قالت : لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت : فلما دخل وجد رسول الله من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين و رجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد, فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأوما اليه رسول الله (ص) فجاء رسول الله (ص) حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله (ص) يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة النبي (ص) ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر و ورد في باب (من اسمع الناس تكبير الإمام ) من كتاب الصلاة في صحيح البخاري و مسند أبي عوانة واللفظ للأول : فتأخر أبو بكر وقعد النبي (ص) الى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير وفي باب (حد المريض ان يشهد الجماعة ) من كتاب الاذان :
قالت عائشة : لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس - الى قولها- فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني انظر رجليه تخطان الارض من الوجع - وفي آخر الحديث -فأتي به واجلس الى جنب أبي بكر وفي مسند أبي عوانة ومسند أحمد عن عائشة وفي انساب الاشراف عن ابن عباس وعائشة واللفظ للأولين :ان رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه فكان رسول الله (ص) بين يدي أبي بكر يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس و الناس خلفه وفي باب (من قام الى جنب الإمام لعلة ) من كتاب الصلاة بصحيح البخاري و صحيح مسلم و ابن ماجة ومسند أبي عوانة و موطا مالك واللفظ للأول :فجلس رسول الله (ص) حذاء أبي بكر الى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله (ص) والناس يصلون بصلاة أبي بكر
في شرح صحيح البخاري يهادى : أي يعتمد على الرجلين من شدة الضعف و يخطان في الارض , أي : لم يكن يقدر على تمكينهما من الأرض وفي شرح صحيح مسلم تخطان في الارض , أي : تجعلان فيها خطا لكونه عليه الصلاة يجرهما ولا يعتمد عليهما بسبب ضعفه
واضافة الى ما أوردنا من كتب الصحاح و المسانيد الحديثية
اذا فقد ثقل رسول الله في مرض موته فأذن بالصلاة , قالت عائشة :فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول الله من نفسه خفة , فخرج رسول الله يحمله اثنان و رجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف هكذا حمل صلى الله عليه و آله و أتي به الى المحراب وأجلس أمام أبي بكر فصلى بالناس من جلوس , وائتم به أبو بكر
قال الشافعي وكان أبو بكر فيها إماما, فصار مأموما يسمع الناس التكبير
و هاهنا ترد الاسئلة الاتية :

كيف أمر رسول الله (ص) أبا بكر ان يصلي بالناس فلما شرع بها خرج النبي (ص) على تلك الحالة من المرض , لينحيه عنها, ويصلي هو بالناس من جلوس ؟ و أليس تقدمه لأمامتهم يدل على أنهم قطعوا صلاتهم التي كانوا يصلونها خلف أبي بكر, و استانفوا الصلاة خلف النبي (ص) ؟ وكيف كانت حالته (ص) حين أمر أبا بكر بالصلاة - حسب قول أم المؤمنين عائشة - كيف كانت حالته عند ذاك لتصدق على حالته وهو يحمل ورجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف خفة إلا أن يكون في حالة الاغماء وتكون الخفة أن يفيق من الاغماء و اذا كان كذلك فمن الذي اخبر بلالا أن رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس حين كان رسول الله (ص) في بيت أم المؤمنين عائشة نجد جواب هذه الاسئلة في ما رواه ابن أبي الحديد عن شيخه عن الإمام علي بن أبي طالب :ان عائشة أمرت بلالا مولى أبيها أن يأمره فليصل بالناس فقال رسول الله (ص) لها انكن لصويحبات يوسف انكارا لهذه الحال وغضب منها لأنها وحفصة تبادرتا الى تعيين أبويهما, وان النبي (ص) استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ولا علق الأمر الواقع الا بها, فدعا عليها في خلواته وبين خواصه و تظلم الى الله منها وجرى له في تخلفه عن البيعة ما هو مشهور وقد بايع قال ابن أبي الحديد: فقلت له افتقول أنت : ان عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله لم يعينه ؟فقال : أما أنا, فلا اقول ذلك , ولكن عليا كان يقوله , و تكليفي غير تكليفه كان حاضرا ولم أكن حاضرا, فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي وهي تتضمن تعيين النبي (ص) لأبي بكر في الصلاة وهو محجوج بما كان قد علمه , او يغلب على ظنه من الحال التي حضرها ويتفق محتوى اخبار السير والحديث عند اتباع مدرسة أهل البيت مع ما ورد عن الإمام علي:ففي الارشاد للشيخ المفيد و اعلام الورى للطبرسي واللفظ للأول :
وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة , فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة اليها تسألها ان تنقله الى بيتها, لتتولى تعليله , و سألت أزواج النبي (ص) في ذلك , فأذن له فأنتقل (ص) الى البيت الذي تسكنه عائشة واستمر به المرض فيه أياما, وثقل , فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول الله (ص) مغمور بالمرض , فنادى الصلاة رحمكم الله و في خصائص الائمة لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه فأذن بالصلاة الحديث قال المفيد : فقالت عائشة : مروا أبا بكر وقالت حفصة : مروا عمر فقال رسول الله (ص) حين سمع كلامهما و رأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتنانهما بذلك ورسول الله (ص) حي : اكففن فإنكن كصويحبات يوسف ثم قام مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين وقد كان أمرهما بالخروج مع أسامة , ولم يك عنده شك أنهما قد تخلفا فلما سمع عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متاخران عن أمره , فبدر لكف الفتنة و ازالة الشبهة فقام (ص) وأنه لا يستقل على الارض من الضعف فأخذ بيده علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب فأوما إليه بيده أن تأخر عنه , فتأخر أبو بكر, وقام رسول الله (ص) مقامه , فكبر وابتدا الصلاة التي كان قد ابتداها أبو بكر, ولم يبن على ما مضى من فعاله فلما سلم انصرف الى منزله ,واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال : ألم أمركم ان تنفذوا جيش أسامة ؟فقالوا: بلى يا رسول الله قال : فلم تأخرتم عن أمري قال أبو بكر: اني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا وقال عمر : يا رسول الله اني لم أخرج , لأني لم أحب أن اسأل عنك الركب فقال النبي (ص ): نفذوا جيش أسامة نفذوا جيش أسامة , يكررها ثلاث مرات , ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف الذي ملكه "
الأسئلة التى طرحها العسكرى مشروعة فى الروايات السنية ولكن كان عليه ليكون عادلا ان ينقل من كتب الشيعة الروايات فى الموضوع ولكنه نقل رواية واحدة حتى لا يتضح أن الروايات الشيعية كالسنية متناقضة فإذا كانت الرواية التى تقلها تقول ان عائشة هى التى أمرت أن يكون والدها هو الإمام فى الصلاة تناقض الرواية الشيعية التالية التى تقول أنها أمرت عمر أن يؤم الصلاة فأخبرها أن والدها أحق ونادى بذلك كما أن فى رواية العسكرى حمل النبى(ص) على والفضل بن العباس وهو ما يناقض كونهما على والعباس فى الرواية التالية وهى:
"جاء في (خصائص الأئمّة للشريف الرضي، و(الطُرف) لابن طاووس، والنصّ منه، عن الإمام موسى الكاظم يرويه عيسى الضرير:
قال عيسى: وسألته: قلت: ما تقول فإنّ الناس قد أكثروا في أنّ النبيّ(ص) أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، ثمّ عمر
فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال: ليس كما ذكروا، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور وليس ترضى عنها إلاّ بكشفها فقلت: بأبي أنت وأُمّي، إنّما أسأل منها عمّا انتفع به في ديني، وأتفقّه، مخافة أن أضلّ، وأنا لا أدري، ولكن متى أجد مثلك أحداً يكشفها لي؟فقال: إنّ النبيّ(ص) لمّا ثقل في مرضه، دعا عليّاً فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأُذن بها، فخرجت عائشة فقالت: يا عمر! اخرج فصلّ بالناس، فقال: أبوك أولى بها فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن وأكره أن يواثبه القوم، فصلّ أنت فقال لها عمر: بل يصلّي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرّك مع أنّ محمّداً مغمى عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يريد عليّاً- فبادر بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليّاً بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: (الصلاة الصلاة قال: فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فأنكر القوم ذلك، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول الله(ص)، فلم يكبّر حتّى أفاق(ص)، وقال: (ادعوا إليَّ العبّاس)، فدعي، فحملاه هو وعليّ فأخرجاه حتّى صلّى بالناس وإنّه لقاعد، ثمّ حُمل فوضع على منبره، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتّى برزن العواتق من خدورهنّ، فبين باكٍ وصائح وصارخ ومسترجع، والنبيّ(ص) يخطب ساعة، ويسكت ساعة "
إذا نحن أمام نقد على الهوى فالرجل يذكر الدليل غير كامل وهذا هو ديدن أهل كل مذهب أن ينتصروا لرأيهم وليس للحق فلو فكر الكل لوجدوا أنهم يتعاركون من قرون على أشياء لا أصل لها ولا يمكن أن تكون من الإسلام يتعاركون على أحداث فى كتب التاريخ لم يقع معظمها
وتحت عنوان الخلاصة ذكر ما سبق أن قاله من حجج ناقصة دون ذكر للروايات ومن ثم لن نعيد تكراره هنا والسؤال الوحيد الذى طرحه فى الخلاصة ولم يسبق أن قاله فى الكتاب هو :
"ويبقى بعد كل ما ذكرناه سؤال آخر وهو :اذا كان الأمر كما أوضحناه فكيف انتشر كل تلكم الاحاديث في جميع كتب الصحاح والسنن والمسانيد الحديثية وكتب السير والتواريخ الموثوق بها عند علماء مدرسة الخلفاء"
وأجاب الرجل :
"الجواب : ان سياسة اقامة الخلافة الراشدة للمسلمين كانت تقتضي نشر أمثال تلكم الاحاديث ومن بعد الراشدين كانت تتوقف شرعية حكم الخلفاء من أمويين وعباسيين وعثمانيين على نشر أمثالها لهذا نشرت السياسة أمثال تلكم الاحاديث زهاء اربعة عشر قرنا وروجتها و أيدت محدثيها, ووثقت الكتب التي حوتها و حثت الناس على ذلك وتقبلوها بقبول حسن جيلا بعد جيل بحسن ظن واقبال عجيب , ولم يشعروا بحاجة الى البحث والتحقيق وشاء الله - تعالى -ان نقدم الى ما عملوا فنجعله هباء منثورا"
وهو كلام يدل على أن العسكرى ككل أهل المذاهب لم يفهم الغرض الصحيح من نشر الضلال تحت مسمى الحديث أو تحت مسمى الأخبار وهو إحداث الفرقة بين من كانوا مسلمين حتى يظلوا أزمانا طوال فى حروبهم القتالية ومعاركهم الكلامية ولعن الله من اضل الناس ولعن قادة الضلال من كل الفرق الذين يقودون حرب المذاهب وكلهم للأسف لن تجد منهم فقيرا وإنما كلهم من اصحاب الأموال وارتداء لباس الكهنة فى أديان الكفر فالدين هو وسيلة الغنى عندهم كما كان حال الكهنة الذين يساندون الحكام فى كل العصور

الخميس، 30 يوليو 2020

نقد كتاب أسطورة العبوسة

نقد كتاب أسطورة العبوسة
يبدو أن الكتاب كان محاضرة او كلام ألقى فى مجلس حديث من قبل
أحمد الماحوزى وهو أحد علماء الشيعة فقام بإعداد وتدوين المحاضرة بعض السامعين وهما محمد الرضوي ومصطفى المزيدي

وقد استهل الماحوزى الحديث برواية فى كتب الشيعة وهى:قال رسول الله (ص) :« إن الله يبغض المعبس في إخوانه »
مستدرك الوسائل ج 8/ 321 فردوس الخطاب ج 1/153 كشف الخفاء ج 1/289"

ومعنى الرواية صحيح ثم ذكر الرجل الجزء الأول من سورة عبس فقال:
( عبس وتولى * أن جآءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جآءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى )

ثم تناول الرجل ما ذكر فى الكتب من أسباب نزول الآيات فقال:
"سبب نزول السورة:

ذهب المفسرون من العامة إلى أن هذه الآيات الكريمة نزلت في الرسول الأكرم (ص) لما عبس في وجه عبدالله بن أم مكتوم حينما جاءه وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل فرعون قريش والوليد بن المغيرة العتل الزنيم وغيرهم من صناديد قريش ليقنعهم بالإسلام ويستميل قلوبهم ، فقال ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، أقرأني وعلمني مما علمك الله ، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم ، فكره رسول الله (ص) قطعه لكلامه وقال في نفسه : الآن يقولون هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد ، فعبس في وجهه وأعرض عنه وأقبل على القوم
فنزلت الآية عتابا على الرسول (ص) بما فعله في حق المسكين ابن أم مكتوم ، فكان (ص) حينما يرى ابن أم مكتوم يقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي فيكرمه حتى يستحي ابن مكتوم من كثرة إكرامه له "

"وفي رواية عن الخاصة أن هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان وابن أم مكتوم من كثرة إكرامه له قال علي بن ابراهيم : كان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله (ص) وكان أعمى ، فجاء إلى رسول الله (ص) وعنده أصحابه ، وعثمان عنده ، فقدمه رسول الله (ص) على عثمان ، فعبس عثمان في وجهه وتولى عنه ، فأنزل الله ( عبس وتولى ) يعني عثمان ( أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى ) أي يكون طاهرا زكيا ( أو يذكر ) قال : يذكره رسول الله (ص) ( فتنفعه الذكرى ) ثم خاطب عثمان فقال ( أما من استغنى * فأنت له تصدى ) قال : أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه ( وما عليك ألا يزكى ) أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي ،إذا كان غنيا ( وأما من جاءك يسعى ) يعني ابن أم مكتوم ( وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) أي تلهو ولا تلتفت "
العامة يقصد بهم أهل السنة والخاصة يقصد بهم الشيعة ولا يمكن أن يكون هناك سببان للنزول فهو سبب واحد وبالقطع ليس بالضرورة ان يكون واحد من الروايتين لأن معظم الروايات عند الفريقين أكثرها مفترى
ورواية الخاصة يردها ان مصاحف الشيعة تقول ان الآيات مكية بينما الرواية تقول أنها وقعت المدينة لآن الآذان كان فى المدينة
والقرآن لم يحدد الأعمى كونه ابن أم مكتوم لأنه كان هناك مجموعة من العميان آمنوا بالنبى (ص) فى مكة
وقام الماحوزى بالبحث من طريقين القرآن والرواية وبدأ بالقرآن فقال :
"المقام الأول : البحث القرآني:

السورة المباركة جاءت مستنكرة الموقف والحالة التي حدثت مع الأعمى الذي عبس في وجهه وأعرض عنه ، فوصفت ذلك المعاتب الذي تولى عن الأعمى وتشاغل عنه بأمور : العبس ، والتولي ، والتصدي للأغنياء ، والتلهي عن الفقراء والمؤمنين ، فقوله تعالى ( عبس وتولى ) إشارة إلى الأولين ، وقوله ( فأنت له تصدى فأنت عنه تلهى ) إشارة إلى الثالث والرابع ، فليس المتصدي لفئة معينة والمتلهي عن فئة أخرى شخص آخر غير العابس ، فظاهر سياق الآيات صريح في اتحاد العابس مع المتصدي والمتلهي بل منشأ العبس والتولي ليس إلا بسبب الاتصاف بالتصدي والتلهي ، وكأن هاتين الصفتين عادة متبعة وملكة راسخة لدى العابس ، لا أنها موقف وانتهى ، والشاهد على ذلك الاتيان بصيغة الفعل المضارع « تصدى » أي تتصدى « تلهى » أي تتلهى ، الصريح على الاستمرارية والتكرار ، ففرق بين قولنا « عثمان عبس في وجوه المؤمنين » وقولنا « عثمان يعبس في وجوه المؤمنين » ، إذ الجملة الأولى لا تفيد إلا تحقق ذلك في الماضي ، ولا تدل على أن ذلك عادة متبعة أم لا ، بخلاف الجملة الثانية فإنها تدل بصراحة على استمرارية العبس في الوجوه وأن ذلك عادة متبعة وملكة راسخة في عثمان ، فتدبر
فغرض السورة كما أفاد العلامة الطباطبائي عتاب على من يقدم الأغنياء والمترفين على الضعفاء والمساكين من المؤمنين فيرفع أهل الدنيا ويضع أهل الآخرة"

الماحوزى هنا يقرر عكس ما يستشهد به فيقول أن لفظ عبس" دل بل منشأ العبس والتولي ليس إلا بسبب الاتصاف بالتصدي والتلهي ، وكأن هاتين الصفتين عادة متبعة وملكة راسخة لدى العابس"
العبوس عنده عادة وملكة متكررة دائمة هنا وهو ما يخالف قوله" ففرق بين قولنا « عثمان عبس في وجوه المؤمنين » وقولنا « عثمان يعبس في وجوه المؤمنين » ، إذ الجملة الأولى لا تفيد إلا تحقق ذلك في الماضي ، ولا تدل على أن ذلك عادة متبعة أم لا"
إذا عبس لا تفيد تكرار واستمرارية العبس ويبدو الغرض من التفسير هو الذم فى عثمان
والسورة لم تحدد العابس كونه عثمان فحتى لو اعتبرناه هو الغنى فلن يكون هو العابس ولكنه سيكون من تلهى لأن الأغنياء هم الذين يلهون فثبت بهذا ان الرواية عند الشيعة مخالفة للقرآن
ثم تعرض الرجل لتفسير الآية فقال:
"تفسير الآية:
وكون الأعمى لا يشعر بالعبوس لا يعني عدم قبحه ، فعدم معرفة الانسان من اغتابه لا تجعل الغيبة من المباحات ، مع أنا لا نسلم أن ابن أم مكتوم لم يشعر بعملية العبس من قبل العابس ، إذ لم يقتصر هذا العابس بالعبس بل أعرض وتولى ، فإن كان المعبوس في وجهه أعمى لم ير العبس فإن تولى العابس عنه مما لا يخفى عليه كما أن رؤية الحاضرين عملية العبس كافية في الحكم بقبحها شعر بذلك المعبوس في وجهه أم لا
فالعتاب في الآية أولا وبالذات على تلك النفسية التي تتنفر من الفقراء والمؤمنين وتتحبب إلى الأغنياء مهما كانوا عبس المضايقة لا الاحتقار والقول : بأن هذا العبس ليس عبس احتقار ، بل هو أقرب إلى عبس المضايقة النفسية التي توجد تقلصا في الوجه عندما يقطع أحد على الانسان حديث لا يستلزم رفع القبح من هذه العملية ، ولو كان هذا التفصي والهروب من الإشكال صحيحا لكانت الغيبة وبقية الصفات المذمومة أيضا كذلك ، فنقسم الغيبة إلى غيبة منشؤها الحقد والحسد ، وغيبة منشؤها الضيق النفسي بأفعال الآخرين "

والخطأ فى الفقرة هو شعور الأعمى بالعبس بقوله" مع أنا لا نسلم أن ابن أم مكتوم لم يشعر بعملية العبس من قبل العابس"
فالعبوس عملية تحدث فى الوجه وال‘مى لا يرى الوجه أو غيره ومن ثم لن يشعر بالعبوس وإنما سيشعر بالتولى وهو عدم الرد عليه وهو الإعراض
ثم اكمل تفسيره فقال:
* ( وتولى ) أي أعرض بوجهه ، كقوله تعالى ( إلا من تولى وكفر ) وقوله ( فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) والذي يقتضيه سياق الآيات أيضا أن التولي في المقام فعل سلبي آخر صدر من العابس ، فهو على غرار قوله تعالى ( ثم عبس وبسر )
* ( أن جاءه الأعمى ) أي عبس وتولى بسبب مجيء الأعمى ، والأعمى في المصطلح القرآني عادة ما يكون بمعنى أعمى القلب وفاقد الايمان المشار إليه في قوله تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقوله ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) وقوله ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) وعليه فالأعمى هنا ليس بالضرورة أن يكون أعمى البصر وفاقد العينين ، بل يمكن أن يكون المقصود منه أعمى القلب والايمان ، وتتبع موارد استعمال هذه الكلمة في سائر آيات الذكر الحكيم لعله يرجح كون المراد من الأعمى في هذه السورة هو أعمى القلب ، إذ هو الأطار العام لاستعمال هذه اللفظة
إن قلت : إن بقية آيات السورة قرينة على أن المراد من العمى هو العمى الظاهري ، مضافا إلى أن السياق العام للآية كاشف عن واقعة حصلت فنزلت هذه السورة
قلت : بل العكس هو الصحيح ، إذ قوله ( وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى ) قرينة على أن هذا الأعمى إنما جاء طلبا للتزكية ـ وهو الإيمان والإسلام ـ أو التذكرة ، والانسان لا يطلب الشيء إلا بعد فقده ، وفقد ذلك هو العمى باصطلاح القرآن فلو خلينا والظهور القرآني لا يمكن أن نجزم بكون الأعمى من كان فاقدا للبصر الظاهري ، بل هو أعم من ذلك ومن العمى القلبي ، فتخصيص أو تقييد الآية بالعمى الظاهري بحاجة الى دليل ، وترجيح أن العمى القلبي هو المقصود من الآية له وجه وجيه ولا مجازفة فيه ومن جزم بكون الأعمى هو أعمى البصر فلمكان الروايات المصرحة بنزولها في ابن أم مكتوم وبحثنا الأن في ما هو مقتضى الظهور القرآني وتفسير القرآن بالقرآن ، وسيأتي البحث في
الظهور ومقتضى البحث الروائي وانسجامه مع ما استظهرناه من كتاب الله أو عدم انسجامه "

الرجل نفى أن يكون العمى هنا هو أعمى العين وأيقن أنه اعمى القلب فاقد الإيمان وهو تخريف ما بعده تخريف فلو انه أعمى القلب ما كان لقوله تعالى " أما من استغنى فأنت له تصدى"معنى فالمستغنى هو الأخر أعمى البصيرة فاقد الإيمان ومن ثم لن يستقيم المعنى أنه أعرض عن واحد فاقد الإيمان وجلس مع فاقد إيمان أخر وإنما يستقيم ان يكون المعرض عنه مضاد للمتصدى له
وأما ما استشهد به من آيات فنلاحظ أن الأعمى فيها نكرة بينما الأعمى فى آياتنا معرف فدل على أن المعنى المعروف وهو عمى العين
ثم اكمل التفسير فقال:
* ( وما يدريك لعله يزكى ) أي لا تدري لعل هذا الأعمى يتزكى ويتطهر بالعمل الصالح ، والتزكية هي التخلية والاقتلاع عن الآثام والمعاصي وعلى رأسها الكفر والشرك بالله تعالى ( أو يذكر فتنفعه الذكرى ) بأن يتحلى بالطاعات والأعمال الصالحة والصفات الحسنة إن كان زكيا مؤمنا ولم يرتكب الموبقات ، فالآيتان تشيران إلى حالتي التخلية والتحلية ، والمقصود من الأولى التخلية والاقتلاع عن المعاصي والموبقات المسمات في الذكر الحكيم بـ« التزكية » ، والثانية هو التحلي والاتصاف بالسمات الحسنة والأعمال الصالحة حتى تكون نفسه صالحة
( أما من استغنى ) أي من كان ذا ثروة وغنى ، وقيل أي من استغنى عن الايمان وعما عندك من العلوم والمعارف التي ينطوي عليها القرآن واكتفى بماله
* ( فأنت له تصدى ) أي تتصدى وتتعرض بالإقبال عليه والاهتمام به ، وعن ابن عباس : تصدى تقبل عليه بوجهك ، فالتصدي هو إقبال الانسان على الشيء بكله قلبا وقالبا
* ( وما عليك ألا يزكى ) ذهب مشهور المفسرين من العامة أن معنى الآية : أن وظيفتك الإبلاغ سواء آمن السامع أم لم يؤمن فلا يلزمك شيء من عدم تطهره وإيمانه وذهب علي بن ابراهيم القمي في تفسيره أن معنى الآية هكذا : أي لا تبالي زكيا كان أغير زكي إذا كان غنيا"

الماحوزى فى تفسيره السابق ينفى كون الآيات فى النبى(ص)وهو مع ذلك استشهد ببعض تفاسير الشيعة والمحسوبين عليهم فنقل التالى :
"قال العلامة الطباطبائي : قيل : ما نافية ، والمعنى ليس عليك بأس أن لا يتزكى حتى يبعثك الحرص على إسلامه إلى الأعراض والتلهي عمن أسلم والإقبال عليه ، وقيل : ما للاستفهام الإنكاري ، والمعنى وأي شيء يلزمك أن لم يتطهر من الكفر والفجور فإنما أنت رسول ليس عليك إلا البلاغ ، وقيل : المعنى ولا تبالي بعدم تطهره من دنس الكفر والفجور "
الطباطبائى هنا يقول أن الخطاب للنبى(ص) بقوله فى الفقرة "فإنما أنت رسول ليس عليك إلا البلاغ"
ويفترض الماحوزى افتراضات فيقول عن بعض التفاسير:
"والذي أجبره على هذا « الاستيحاء » هو دخوله في تفسير الآيات بعقلية أنها نزلت في الرسول الأكرم (ص) ، ولو افترضنا محالا أنها نزلت فيه (ص) لكان ما قاله هو الحق الذي يجب أن يتبع "
وهو يحرف المعنى فيفترض الافتراض التالى:

"وإن قلنا تنزلا أنها نازلة في الرسول الأكرم (ص) وأنه هو المعني بها ، إذا التصدي للأغنياء والمترفين في الآية يقابله التلهي عن الفقراء والمعدمين ، فلوجه المقابلة نعرف أن التصدي هو الاهتمام والتقدير والاحترام للأغنياء ، ويقابله التلهي عن الفقراء وعليه فلا بد أن يكون معنى التصدي في الآية بمعنى التعرض والاهتمام والاحترام ، والتلهي بمعنى التشاغل وعدم المبالاة ، فالآية تدعو إلى المساواة في الدعوة إلى الإسلام ، إذ هو الواجب الملقى على عاتق الرساليين ، وهداية الناس وعدمها بيد الله تعالى المشار إليه في قوله ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) ، فليس الآية فقط في مقام توبيخ العابس بل حتى لو لم يتحقق العبس لا بد من المساواة في الدعوة والتبليغ
عتاب وتوبيخ"

حرف المعنى من الأعمى والكفار إلى الفقراء والأغنياء فالأعمى قد يكون غنيا وقد يكون فقيرا ومن ثم لا تصلح الآيات لتكون بين فقراء وأغنياء
وقد بين على لسان الطباطبائى أن الآيات الأولى تتكلم عن غائب بينما الآيات من أول الثالثة آيات خطاب تخاطب حاضرا فقال :
"قال العلامة الطباطبائي : وفي الآيات الأربع عتاب شديد ويزيد شدة باتيان الآيتين الأوليين في سياق الغيبة ـ ضمير الغائب ـ لما فيه من الإعراض عن المشافهة والدلالة على تشديد الإنكار وإتيان الآيتين الأخيرتين في سياق الخطاب لما فيه من تشديد التوبيخ وإلزام الحجة بسبب المواجهة بعد الإعراض والتقريع من غير واسطة
قال : وفي التعبير عن الجائي بالأعمى مزيد توبيخ لما أن المحتاج الساعي في حاجته إذا كان أعمى فاقدا للبصر وكانت حاجته في دينه دعته إلى السعي فيها خشية الله كان من الحري أن يرحم ويخص بمزيد الإقبال والعطف لا أن ينقبض ويعرض عنه "

ومن ثم كان الأولى أن يفترض أن الآيتين الأوليين قصة وما بعدهما قصة اخرى وما بينهما تم حذف باقى القصة الأولى وأول القصة الثانية أو وهو الصحيح ان الآيتين الأوليين من القرآن وباقى الآيات هى تفسير الذكر وهو تفسير الله المنزل على النبى(ص) لبعض تلك القصة وأن من جمعوا المصحف هم من حذفوا التكملتين وأدخلوا الكلام فى بعضه
ونقل عن ابن زيد أن المراد من الآيات هو ذم المشركين فقال :
"وقال ابن زيد لو أن رسول الله (ص) كتم من الوحي شيئا كتم هذا عن نفسه ومن كل ما مر تعرف وهن من قال : أن الآيات لا لوم فيها ولا عتاب على النبي ولا على الأعمى وإنما هي في واقعها تحقير وتوبيخ للمشركين الذين أقبل عليهم النبي (ص) بقصد أن يستعملهم ويرغبهم في الإسلام "
وقد رد الماحوزى عليه فقال :قلت : أما الأعمى فكما قال ، وأما العابس فالقول بعدم توجه العتاب واللوم إليه سد لحجية ظواهر القرآن بل صريحه ، وأما المشركين فلا تعرض لهم في الآية من قريب ولا من بعيد ، ومنشأ تصريحه بذلك ـ هو كما قلنا في غيره ـ دخوله في تفسير الآية بعقلية أنها نازلة في الرسول الأكرم (ص)"
وتحت عنوان سياق الآيات وتحديد العابس عاد الماحوزى لنفى كون العابس هو النبى(ص) فقال :
"هذا فيما يرتبط بصفات العابس ، أما من هو العابس ، فسياق الآيات لا يدل على أن العابس هو الرسول الأكرم (ص) ، إذ قوله « عبس وتولى » فعلان ماضيان والضمير « هو » لغائب ، فلو كان العابس هو الرسول (ص) لقال تعالى « يا أيها النبي لم عبست وتوليت أن جاءك الأعمى وما يدرك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى » ولا إخلال بالبلاغة والفصاحة حينما يأتى بضمير المخاطب كما لا يخفى إن قلت : إنما لم يأت بضمير المخاطب إجلالا للرسول الأكرم (ص) ، إذ العبوس مما لا ينبغي أن يصدر عنه قلت : قوله تعالى «أما من استغنى فأنت له تصدى فأنت عنه تلهى ) أشد تقريعا وعتابا وتوبيخا فلم جيئ فيها بضمير المخاطب ، فمن باب إجلال النبي (ص) كان ينبغي أن يأتي بها بضمير الغائب كعبس وتولى ضمير المخاطب ودعوى : أن قوله تعالى ( فأنت له تصدى فأنت عنه تلهى ) المخاطب به هو الرسول الأكرم (ص) ، فالمقصود من « أنت » أي أنت يا رسول الله ، وبما أن المتصدي للأغنياء والمتلهي عن الفقراء متحد مع الذي عبس وتولى لا شخص آخر ينتج أن الرسول الأكرم (ص) هو الذي عبس وتولى "
وحجة الماحوزى هو ان القرآن نزل على قول الشاعر :
" بإياك أعني واسمعي يا جارة "
فيقول ناقلا من بطون كتب الروايات وغيرها أن كل ما كان فى القرآن من ذم فليس به المراد النبى(ص) وإنما غيره وفى هذا قال :
" وذلك لأن القرآن كله خطاب للرسول الأكرم لا يعني بالضرورة أن يكون هو المقصود من الآية ، فلا بد من التفريق بين كونه خطابا له وبين كونه المقصود من الخطاب وفيه نزلت الآية وعن محمد بن سعيد الأذخري وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن علي الرضا أن موسى أخبره أن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل فيها ، وأخبرني عن قول الله عز وجل ( فإن كنت في شك مما نزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ) من المخاطب بالآية فإنك أن المخاطب النبي (ص) أليس قد شك فيما أنزل الله عز وجل إليه ، فإن كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا أنزل الكتاب قال موسى : فسألت أخي علي بن محمد الهادي عن ذلك قال : أما قوله ( فإن كنت في شك ) فإن المخاطب بذلك رسول الله (ص) ولم يكون في شك مما أنزل الله عز وجل
وفي صحيحة ابراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله عز وجل لنبيه (ص) ( فإن كنت ) قال : قال رسول الله (ص) : لا أشك ولا أسئل
فمن حيث السياق لا يمكن الجزم ـ بل الظن ـ بكونها نازلة في الرسول الأكرم (ص) ، إذ القرآن مليء بالآيات النازلة بنحو « إياك اعني واسمعي يا جارة » ، "

كلام الرجل ودفاعه المستميت هو ناتج من عقيدة ينفيها عن اهل السنة ومع هذا هى موجودة عند السنة والشيعة وهى عصمة النبى(ص) وهى عقيدة فاسدة فالنبى(ص) بشر كما قال تعالى " قل إنما أنا بشر مثلكم" وأى بشرى معرض لارتكاب الذنوب
الرجل يقول أن قول كقوله تعالى "واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات"هو فى غير النبى(ًص) وهو كلام خبل فلو كان المراد غيره لذكر فقط "واستغفر لذنبك" ولكنه هنا فضل نفسه والمؤمنين والمؤمنين فلا يمكن أن يكون المراد لذنبك
كما لا يمكن ما يسمونه اللوم والعتاب فى قوله تعالى "وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا"
فاللوم والعتاب هنا فى النبى(ص) دون غيره لأنه من تزوج طليقة زيد
إذا هناك آيات لا يمكن أن توجه للأخرين ولا يوجد عصمة لأحد من الخلق فالعصمة تكون فى حالة واحدة وهى غير موجودة وهى ألا يوجد وحى فيكون النبى نفسه هو الوحى من خلال أقواله وأفعاله وأما والوحى موجود فلا يمكن أن توجد عصمة لمخلوق
ثم عاد وتحدث عن العابس من خلال السياق فقال:
"معنى الآيات وتحديد العابس:
هذا كله من حيث سياق الآيات وقد عرفت أنها لا تدل على أن المقصود هو الرسول الأكرم (ص) ، أما من حيث المعنى فلا شك في كون العابس والمتولي والمتصدي والمتلهي غيره (ص) لأمور :
الأول : أن العبس وهو التقطيب في الوجه صفة ذميمة ـ كما تقدم ـ وصف بها في القرآن الكريم العتل الزنيم المشرك الكافرالوليد بن المغيرة في قوله ( ثم عبس وبسر ) فلا يمكن أن يتلبس بها الرسول الأكرم (ص) ولو لمرة واحدة ، كيف !! وهو الذي قال عنه القرآن ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وقوله ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
وسئلت عائشة عن خلقه فقالت : كان خلقه القرآن ، فمن يكون خلقه عظيما لا يمكن أن يتلبس بالضيق القلبي والعبس والتقطيب في وجوه المؤمنين ، وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) والرحمة والتعبيس والتقطيب لا يجتمعان دوما وأبدا كما يتنافى مع قوله (ص) في الحديث المعروف عند الخاصة والعامة « أدبني ربي فأحسن تأديبي » وقول الصادق « إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) "

نفى العبوس والتقطيب عن النبى(ص) نهائيا يخالف أمر الله بالغلظة على الكفار فى قوله تعالى "واغلظ عليهم" كما ينافى نهى الله له عن بخع نفسه وهو التحسر والحزن كما قال تعالى " لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا"
والحزن وما يتبعه من علامات يحدث للرسل(ص) كما حدث مع يعقوب(ص) وفيه قال تعالى "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"
وأما قوله:
"الثاني : أن العابس كما تقدم هو المتصف بكونه متصديا للأغنياء ولاهيا عن الفقراء والمؤمنين ، والرسول الأكرم يجل أن كون خلقه كذلك ، فلا فرق عنده بين العبد والسيد والعربي والأعجمي"
النبى(ص) كما قلنا بشر يحدث منه ما يحدث منهم وقد كاد أن يضل بطاعته للكفار فيما يطلبون وفى هذا قال تعالى "وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا"
وقال:
"الثالث : أن الرسول مأمور بخفض الجناح للمؤمنين ( واخفض جناحك للمؤمنين ) ، ومأمور بالإعراض عن المشركين ( فاصدع بما تأمر وأعرض عن المشركين ) وكلا الآيتين من سورة الحجر وقد نزلت قبل سورة عبس ، فالالتزام بكون الآية نازلة في الرسول معناه أن الرسول (ص) أعرض عن المؤمنين وخفض الجناح للمشركين "
وأما قوله أن الإعراض يكون عن الكفار فقط فهو يناقض وجود إعراض عن بعض المؤمنين كما قال تعالى "و إذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض "
وقال فى التائبين من الزنى الرجالى بعد عقابهما :
"واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما"
وقال :

"الرابع : كان بإمكان الرسول (ص) أن يلفت انتباه ابن أم مكتوم أنه مشغول مع القوم وأن يأتي له في وقت آخر حتى يكون بخدمته ، لا أن يعبس في وجهه ويعرض عنه ، ولو كان هكذا لما توانى ابن أبي مكتوم في تلبية طلب الرسول (ص) ، لأنه يرجو من كل قلبه أن يسلم صناديد قريش كما أن كل من له حظا من الأخلاق الحسنة إذا كان مشغولا مع قوم في حديث مهم ودخل عليه من يقطع كلامه مع القوم يلتفت إلى المعترض ويقول له بأدب ولطف : لو سمحت دعني والقوم ، وأجل حديثك إلى وقت آخر ، فكيف بالموصوف في القرآن بأنه خلقه عظيم وأنه شفوق وعطوف ورؤوف بالمؤمنين "
الماحوزى هنا لو كان صاحب الرسالة لعلم أن نفس النبى(ص) تكون متضايقة جدا عندما لا يجد مؤمنين به خاصة من كان يصدقونه من الكبار قبل البعثة ومن ثم فنفسيته قد تكون فى تلك اللحظات فى حالة يرثى لها
وقال :
"الخامس : لو كان المقصود من الآيات هو النبي (ص) فكيف نلائم بين قوله تعالى مدحا للرسول ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وبين قوله ( وما عليك ألا يزكى ) ، إذ هو (ص) مخاطب ومقصود بتزكية الناس جميعا فكيف يخاطب في هذه السورة بأنه ليس مسؤولا عن تزكية قومه ، فيتعين ما ذهب إليه القمي قدس سره من كون معنى الآية : لا تبالي أزكي كان الغني أم لم يكن ، واذا تعين هذا التفسير ـ وهو كذلك ـ فالقول بأن المقصود منه هو الرسول الأكرم (ص) جرأة وإنكار لما هو ضروري
قال السيد المرتضى : وكيف يقول له ( وما عليك ألا يزكى ) وهو (ص) مبعوث للدعاء والتنبيه ، وكيف لا يكون عليه ذلك "

ما قاله الماحوزى هنا ضرب من الخبل فالكلمة فى القرآن تأتى بعدة معانى فالتزكية فى أية الأميين لا تزيد عنه كونها التعليم أى إبلاغ الرسالة والتزكية فى أية عبس اعنى يسلم فليس من مسئولية النبى(ص) أو غيره ان يسلم غيره فكل ما عليه هو إبلاغه الرسالة فقط كما قال تعالى :
"إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل"
فمن يسلم يسلم لنفسه ومن يضل فهو يسيىء لنفسه
ويأتينا الرجل بوجهة نظر غريبة من كتب البعض وهى أن المذنب فى المر هو الأعمى فيقول:
"إن قلت : أن ما فعله ابن أم مكتوم كان نوعا من اساءة الأدب ، فيحسن تأديبه بالإعراض عنه والعبوس قلت : لو كان ذلك صحيحا إذن فلم هذا العتاب من قبل الله عز وجل على أمر يستحقه ابن أم مكتوم ، أضف إلى أن العتاب متوجه بصورة مؤكدة على من يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء ، فمنشأ الإعراض عن ابن أم مكتوم لكونه من فئة الفقراء والمحتاجين ، فلهذا تأكد العتاب والتوبيخ وتغلظ
ومنه تعرف جواب ما في تفسير « من وحي القرآن » من قوله : أن « العبوس » لن يكن عبوس احتقار ، وإنما كان عبوس مضايقة بسبب قطع ابن أم مكتوم لكلامه مع صناديد قريش ، إذ لو كان كذلك يأتي نفس الجواب لم هذا العتاب الشديد على عبوس منشأه المضايقة لا الاحتقار ، وما الربط بين العبوس المضايقي والتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء والمؤمنين ؟!!
وحدة الحال
وقوله : إن دراستنا لعلاقة النبي (ص) بهذا الأعمى تدل على أن هناك صلة وثيقة بينهما بحيث كان يدخل على النبي (ص) وهو جالس بين زوجاته ، وقد اشتهرت الرواية التي تتضمن دخوله عليه وعنده عائشة وأم سلمة ، فقال لهما : احتجبا فقالتا : إنه أعمى ، فقال : أنتما ؟ بالإضافة الى استخلافه عليها عند خروجه إلى الغزو فإنه يدل على عمق الصلة منذ البداية أن ذلك كله قد يوحي بوحدة الحال بينه وبين النبي (ص) بحيث يغيب عن العلاقة أي طابع رسمي ، مما يجعل أعراض النبي (ص) اعتمادا على ما بينه وبينه من الصلة التي تسمح له بتأخير الحديث معه إلى فرصة أخرى من دون أن يترك أي أثر سلبي في نفسه لا سيما إذا كان ذلك لمصلحة الدين التي تهم أي مسلم في زمن الدعوة الأول أن يحصل النبي على إيمان أي شخص من كفار قريش الوجهاء في مجتمعهم باعتبار أن ذلك يخفف العذاب والحصار على المسلمين المستضعفين ومنهم ابن أم مكتوم ، وبذلك يكون أعرض النبي (ص) عنه كإعراضه عن أحد أفراد أصحابه أو عائلته اتكالا على ما بينه وبينه
ففيه : أولا أنا لا نسلم بهذه الوحدة إذ شأن ابن أم مكتوم كشأن بقية الصحابة ، ولكونه أعمى لا تحرز من دخوله بيوت النبي (ص) ، وما ذكره من روايات منقولة عن العامة وأهل الحشو إن سلمنا بصحتها فقاصرة عن اثبات وحدة الحال ، واستخلافه على المدينة مرتين لا يلازم ذلك أضف إلى أن وحدة الحال والتي بمعنى غياب الطابع الرسمي ، بين الرسول (ص) وبين ابن أم مكتوم ـ إن سلمنا بها ـ لا يعني الخروج عن الآداب الشرعية والعبس في وجوه الأهل والأصدقاء ، فرفع التكلف مع الأصدقاء لا يعني التجرأ عليهم واستحقارهم وعدم الاهتمام بهم وقلة الأدب معهم ، فالمرفوع مع الأهل والأصدقاء هو التكلف لا الأدب ، فما في القول المشهور « بين الأحباب تسقط الآداب » معناه تسقط الكلفة والرسميات ، وفي هذا قال ضرار واصفا لأمير المؤمنين « كان فينا كأحدنا » أضف أن الآخرين قد لمسوا منه نفوره من ابن أم مكتوم وهذا كاف في الحكم بالقبح ، بتقريب أنه سوف يتبادر للحاضرين ان الذي يدعوهم إنما يدعوهم لكونهم أغنياء ، وإنه لو كان ابن أم مكتوم من الأغنياء لما عامله هذه المعاملة "

من تحدث بهذا الكلام ى يدرى الإنسان من اين أتى بكون المعبوس فى وجهه المتلهى عنه هو المذنب والآيات كلها تعاتب العابس المتلهى عنه
وقد نقل الرجل من بطون الكتب ما يلى:

"كلمات بعض الأعلام في نزول الآية:

قال الفيض الكاشاني : وأما ما اشتهر من تنزيل هذه الآيات في النبي (ص) دون عثمان فيأباه سياق مثل هذه المعاتبات الغير اللائقة بمنصبه وكذا ما ظهر بعدها إلى آخر السورة كما لا يخفى على المتأمل بأساليب الكلام ، ويشبه أن يكون مختلقات أهل النفاق والحشوية الذي من عادتهم الافتراء على الأنبياء ونسبة السوء إليهم في بعض الأمور
وبهذا وما تقدمه يظهر الجداب عما قيل : إن الله سبحانه لم ينهه (ص) عن هذا الفعل إلا في هذا الوقت فلا يكون معصية منه إلا بعده وأما قبل النهي فلا وذلك أن دعوى أنه تعالى لم ينهه إلا في هذا الوقت تحكم ممنوع ، لو سلم فالعقل حاكم بقبحه ومعه ينافي صدوره كريم الخلق وقد عظم الله خلقه صلى الله وآله قبل ذلك إذ قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وأطلق القول والخلق ملكة لا تتخلف عن الفعل المناسب لها
وقال الشيخ مكارم الشيرازي : إن المشهور بين المفسرين في شأن النزول هو نزولها في شخص النبي (ص) ، ولكن ليس في الآية ما يدل بصراحة على هذا المعنى"

وقد سبق مناقشة أن الآيات نزلت فى غير النبى(ص) وأن من وجهوا الآيات لغير وجهتها سبب فعلهم هذا هو اعتقادهم عصمة الرسل (ص) من الذنوب
وفى الجزء الثانى من البحث استعرض ما جاء فى الروايات فقال:
"المقام الثاني : البحث الروائي:
وفي هذا المقام لا توجد إلا روايتان مرسلتان :
الأولى : صرحت أن العابس هو عثمان بن عفان
والثانية : ربما يستفاد منها أن العابس هو الرسول الأكرم (ص) ذكرهما الطبرسي في مجمع البيان

قال : روي عن الصادق أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (ص) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه
* وقال : وروي عن الصادق أنه قال : كان رسول الله (ص) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم ، قال : مرحبا ، والله لا يعاتبني الله فيك أبدا ، وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي (ص) مما يفعل به وبما أن الروايتين مرسلتان فلا يمكن الاعتماد عليهما وترجيح أحدهما على الأخرى ، إذ الترجيح فرع الحجية ، ولا حجية لهما للإرسال ، والفاصلة بين الطبرسي والإمام الصادق كبيرة جدا ، فلو كان المرسل هو الكليني في الكافي ، أو الصدوق في كل كتبه وبالخصوص في كتابه « من لا يحضره الفقيه » أو علي بن ابراهيم في كتابه التفسير لأمكن اعتبار هذا الإرسال "

الروايات هنا انتقدها الماحوزى وأكمل النقد فقال :
"* ومع عدم التسليم بذلك هناك مرجحات أخرى للرواية الأولى وهي :
الأول : أن الرواية الثانية مخالفة للقرآن الكريم الواصفة للرسول الأكرم (ص) بأنه ذو خلق عظيم وأنه رؤوف بالمؤمنين عطوف عليهم ، وقد أمر الأئمة عليهم السلام أصحابهم بعرض الأحاديث على كتاب الله فإن وافقت كتاب الله فهي ، وإلا ضربت عرض الحائط"

ثم بين سبب قبوله لرواياته مذهبه فقال :
"فإن قيل : أن العبس من ترك الأولى فلا ينافي العصمة وخلقه العظيم وكونه بالمؤمنين رؤوف رحيم ففيه :
1/ أن العبس لو سلمنا أنه من ترك الأولى فهو مقبول في حق بقية الأنبياء دون النبي الخاتم (ص)
2/ كما يمكن القول بأن ترك الأولى إن كان متصورا في بقية الأنبياء والمرسلين لكن ذلك فيما كان قبل النبوة والاجتباء لا ما كان بعد الاجتباء فصحيح أن العبس لا ينافي العصمة من الذنوب والمحرمات لكنه ينافي الأخلاق العادية فضلا عن الأخلاق العالية العظيمة ، فلا يمكن القول به في حق الرسول الأكرم (ص)

الثاني : أن الرواية الثانية موافقة للعامة ورواياتهم ، وقد استفاضت الأخبار عن طريق أهل البيت عليهم السلام أنه إذا اختلفت الأخبار عنهم يؤخذ بما خالف العامة ويترك ما وافقهم ففي صحيحة الحسن بن جهم قال : قلت للعبد الصالح : هل يسعنا فيما ورد علينا منكم إلا التسليم لكم ؟ فقال : لا والله لا يسعكم إلا التسليم لنا ، فقلت : فيروى عن أبي عبد الله شيء ، ويروى عنه خلافه ، فبأيهما نأخذ ؟ فقال : خذ بما خالف القوم ، وما وافق القوم فاجتنبه
الثالث : أن الآيات في مقام عتاب وتأنيب وتوبيخ للعابس المتولي وقد ورد عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله قال : ما عاتب الله نبيه فهو يعني به من قد مضى في القرآن مثل قوله ( لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) عني بذلك غيره
الرابع : وهو ضابطة كلية شاملة لكل آيات الذكر الحكيم وهي قول الباقر لمحمد بن مسلم « يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الأمة بخير ، فهم نحن ، وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى ، فهم عدونا » ومن الواضح أن التعبيس والتولي والتصدي للأغنياء لغناهم والتلهي عن الفقراء قول سوء"

وبين ـأن روايات السنة ضعيفة ومتناقضة فقال :
"وروايات العامة في سبب نزول الآية كلها مرددة بين ضعف السند والإرسال فيه ، لأنها تنتهي إلى كل من أنس بن مالك وابن عباس وعائشة ، أما الأول فإنه مدني لم يكن بمكة وقت نزول الآية وكان صغيرا أيضا ، وأما الثاني وعائشة فإما أن يكونا رضعين أو لم يولدا
هذا مع اختلاف الروايات في تحديد من كان الرسول (ص) يناجيه ، ففي بعضها أنه عتبة وشيبة ، وفي أخرى أنه جمع من وجوه قريش منهم أبو جهل وعتبة بن ربيعة ، وفي رواية ثالثة أنه عتبة والعباس وأبو جهل ، وفي رابعة أنه العباس وأمية وصفوان ،وقد قيل بأن ابن أم مكتوم لم يجتمع مع المذكورين في مكة
قال ابن العربي الفقيه : أما قول علمائنا أنه الوليد بن المغيرة فقد قال آخرون أنه أمية بن خلف والعباس ، وهكذا كله باطل وجهل من المفسرين الذين لم يتحققوا الدين"
والرجل يدافع دفاعا مستميتا بأمور ليست من الدين فكلام الأئمة ليس وحيا فالقرآن هو الوحى هو والذكر أى تفسير الله ومع هذا يطالب حسب ما قيل فى المذهب لمخالفة مذاهب المخالفين حتى لو كان عليها أدلة
ومن ثم بنى الحكم التالى :

"ولا أحد يشك بأن الرسول الأكرم (ص) هو الإنسان الكامل فلو كان هو العابس والمتولي لما كان هو المصداق الأتم للإنسان الكمال وللخلق الإنساني "
قطعا لا يوجد كامل من المخلوقين وإنما الكمال للخالق وحده وإلا أشبه الله فى أنه لا يضل كما قال تعالى على لسان موسى(ص) " لا يضل ربى ولا ينسى"
الغريب أن الشيعة يعترفون فى كتبهم كما فى كتاب ميزان الحكمة للريشهرى ج1 ص338برواية " كل ابن آدم خطاء"
وكرر الرجل مسألة أخرى سبق وأن تناولها كحجة فى نفى الذنوب فقال:
"عتاب الرسول على أخطاء أمته:
هذا كله : على فرض استفادة أن العابس هو رسول الله (ص) من الرواية الثانية ، واستفادة ذلك محل إشكال ، إذ القول المنسوب له على لسان الرسول الأكرم (ص) « والله لا يعاتبني الله فيك أبدا » لا يستلزم كون العابس هو بأبي وأمي وأهلي ومالي وأسرتي
ففي صحيحة عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله : قول الله في كتابه ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) قال : ما كان له ذنب ، ولا هم بذنب ، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له "
الرجل يحاول جعل النبى(ص) مشابه لله هو والأئمة بنفى ارتكاب الذنوب عنه وعنهم رغم أن النصوص واضحة لا يمكن أن ينفيها والسؤال إذا من هو الضال فى قوله تعالى " ووجدك ضالا فهدى"؟
ومن هو الغافل فى قوله تعالى "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين"
فهل القرآن نزل على الناس أم عليه ؟
وقد تناول الماحوزى فى كتابه هذا ما جاء فى تفسير من وحى القرآن وكرر الكلام عدة مرات منها قوله:
"وما في : تفسير « من وحي القرآن » من تعين كون العابس هو الرسول الأكرم (ص) وترجح الرواية الثانية على الأولى بدعوى أن الحديث عن رجل من بني أمية لا تتناسب مع أجواء الآيات لأن الظاهر من مضمونها أن صاحب القضية يمتلك دورا رساليا ويتحمل مسؤولية تزكية الناس ، حتى يفرض توجيه الخطاب إليه للحديث معه عن الفئة التي تحمل مسؤولية تزكيتها غير صحيح لأمور :
الأول : كون العابس له دورا رساليا لا يلزم منه وليس بالضرورة أن يكون هو الرسول الأكرم (ص) ، إذ كل المسلمين آنذاك مطالبون بنشر الرسالة وبث الهداية في المجتمع المكي وغيره
الثاني : استفادة أن العابس له دور رسالي أول الكلام ، إذ ليس بالضرورة أن يكون العابس له ذلك ، إذ الموقف كان بحضرة الرسول الأكرم (ص) ، وكان هم هذا العابس إسلام أصحاب رؤوس الأموال والمترفين من صناديد قريش لما يترتب على إسلامهم من قوة وعزة للإسلام

الثالث : أن منشأ ذهابه إلى كون العابس له دور رسالي قوله تعالى ( وأما من جاءك يسعى وهو يخشى ) فلو لم يكن له دور رسالي لم يأت له من يخشى طلبا للهداية والتزكية ، ونحن قد أجبنا على مثل هذا وقولنا بأن هذا الخطاب من قبيل « إياك أعني واسمعي يا جارة »
وهناك أمر رابع سيأتي ذكره في ما بعد ، مستند إلى القراءة التي نسبت إلى الإمام الباقر من قراءته قوله تعالى « تصدى ، تلهى » بضم التاء على هيئة الفعل المبني للمجهول وليعلم : أنا في مقام نفي كون العابس والمتولى هو الرسول الأكرم (ص) ، أما كونه عثمانا أو رجلا آخر من بني أمية ، أو أن الأعمى هو ابن أم مكتوم أو غيره فلا يهمنا ذلك بعد نفي كون الآيات نازلة في الرسول الأكرم (ص) ، فليكن العابس عثمان أو غيره لا يهم "
وقد سبق مناقشة هذا الكلام فعقيدة العصمة أيا كان نوعها ناقصة كما عند السنة أو كاملة عند الشيعة ليس له معنى سوى تكذيب نصوص القرآن والقرآن لا يكذب والكاذب هو غيره وهذه العقيدة خاصة التامة تجعل المخلوق مثل الخالق وهو ما لا يقوله مسلم

الأربعاء، 29 يوليو 2020

نقد كتاب أحاديث وردت في فتنة الدجال

نقد كتاب أحاديث وردت في فتنة الدجال(من صحيح الجامع الصغير)للشيخ الألباني
الكتاب من إعداد أبو أحمد معتز أحمد عبد الفتاح والكتاب عبارة عن اختيار الروايات الواردة فى كتاب الجامع الصغير للألبانى فى موضوع الدجال وفى هذا قال المعد فى مقدمته:
"هذا بحث صغير عن الدجال وهو أحد علامات الساعة الكبرى وإنه لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وقد امرنا النبي (ص)أن نتعوذ من شر فتنة الدجال بعد التشهد وسيقتل عيسى ابن مريم (ص) الدجال بباب لد بالشام وقد نقلت من صحيح الجامع الصغير للشيخ الألباني الأحاديث التي تذكر الدجال وطريقتي أن أذكر الحديث(ذكرت 65 حديث) وقد أذكر جزءا من شرحه وأقتصر على تحقيق الشيخ الالبانى والشرح من فتح القدير للمناوى (وليس لي إلا الانتقاء والترتيب مع النقل الحرفي للحديث وشرحه)"
وقد قمت بحذف الشرح لأن الغرض من النقد هو بيان الأخطاء والتناقضات فى الروايات وبيان صحتها
والآن لتناول الروايات :
الأحاديث:
1ــ في أمتي كذابون و دجالون سبعة و عشرون منهم أربع نسوة و إني خاتم النبيين لا نبي بعدي تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 4258 في صحيح الجامع"

هنا عدد الدجالين حتى القيامة27 منهم4 نساء وهو ما يناقض كونهم كلهم رجال قريبا من الثلاثين أى 29 فى الرواية التالية:
2ــ لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة و لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7417 في صحيح الجامع"
والروايتان السابقتان تناقضات الرواية التالية التى لم تحدد عددا وهى:
3ــ يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا آباؤكم فإياكم و إياهم لا يضلونكم و لا يفتنونكم تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 8151 في صحيح الجامع"
الروايات الثلاث السابقة لم تذكر وجود الدجال الأوحد ومن ثم فهى تناقض وجودة كما فى الرواية التالية:
4ــ غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة المضلون تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 4165 في صحيح الجامع"
هنا أخوف ما يخيف النبى(ص) على الأمة الآئمة المضلون وهو ما يناقض كون المخيف هو الشرك الخفى فى قولهم:
5 ــ ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل تحقيق الألباني(حسن) انظر حديث رقم: 267 في صحيح الجامع"
6ــ إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات : الدخان و الدجال و الدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونزول عيسى وفتح يأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا و تقيل معهم حيث قالوا تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 1635 في صحيح الجامع"

الخطأ أن الدخان من علامات القيامة ويخالف هذا أن الدخان حدث فى عهد النبى (ص)بدليل أن الله طلب منه أن يرتقبه وينتظره وفى هذا قال تعالى "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين"
وكون الآيات عشرة يخالف كونهن ثلاث قى الرواية التالية:
7ــ ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 323 في صحيح الجامع"
8ــ يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني و الله ما جمعتكم لرغبة و لا لرهبة و لكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و أسلم و حدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ; حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم ارفئوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قالوا : و ما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا و أشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ما يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قلنا و ما الجساسة ؟ قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا و فرقنا منها و لم نأمن أن تكون شيطانة قال : أخبروني عن نخل بيسان قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم قال : أما إنها يوشك أن لا تثمر قال : أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء قال : إن ماءها يوشك أن يذهب قال : أخبروني عن عين ذعر قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ و هل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء و أهلها يزرعون من مائها قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة و نزل يثرب قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم قال : كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب و أطاعوه قال : قد كان ذلك ! قلنا : نعم قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه و إني أخبركم عني أنا المسيح و إني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة و طيبة هما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها و إن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ألا أخبركم ؟ هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه و عن المدينة و مكة ألا إنه في بحر الشام أو في بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7889 في صحيح الجامع"
الأخطاء عدة نكتفى منها بكون الملائكة فى الأرض تحرس مكة والمدينة وهو ما يناقض كون الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها والملائكة فى السموات وحدها مصداق لقوله تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "وقوله "وكم من ملك فى السموات"
وأيضا علم الجساسة بالغيب الذى لا يعلمه إلا الله وحده ممثلا فى أخبار بيسان وزغر وطبرية وفى هذا قال تعالى " لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
9ــ ينشو نشو يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج قرن قطع كلما خرج قرن قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال تحقيق الألباني(حسن) انظر حديث رقم: 8171 في صحيح الجامع"

11ــ أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته و سأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور و إن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن ; و أما فتنة القبر فبي تفتنون و عني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ثم يقال له : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : هذا مقعدك منها و يقال له : على اليقين كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله و إذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا فيقال له : ما كنت تقول ؟ فيقول : لا أدري فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة من قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا و يقال: هذا مقعدك منها على الشك كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب "تحقيق الألباني(حسن) انظر حديث رقم: 1361 في صحيح الجامع"
الخطأ أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور وهو جنون لأن من المعروف أن الله لا يحل فى أماكن فكيف نظن حلوله فى الأماكن وهل يظن القائل أن الله يحل فى بلاد الأرض ؟
الخطأ الثانى وجود فتنة فى القبر بعد الموت وهو ما يناقض ان الفتنة تكون فى الحياة الدنيا كما قال تعالى "ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
الخطأ الثالث المسلم يموت فى قبره لأنه يبعث فيما بعد ولا ينعم والكافر يظل حيا فى قبره يعذب وهو ما يناقض كونه فى نعيم كما قال تعالى"ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"
12ــ ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال يؤتى أحدكم فيقال له : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات و الهدى فأجبنا و آمنا و اتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال له : نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5722 في صحيح الجامع"
الجنون هو القول" ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا" فرؤية كل شىء تتطلب أن يكون عمر الرائى قدر أعمار كل من رآهم ولكن رؤية كل شىء فى مجلس واحد قد يكون ساعة أو اكثر غير ممكن
13ــ ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5588 في صحيح الجامع"

هنا ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال وهو ما يناقض كون الدجال أكبر الفتن فى رواية 48ــ يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال"
14ـ ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قبلي قومه؟إنه أعور يجيء معه تمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2591 في صحيح الجامع"
17-إني لأنذركموه - يعني الدجال - و ما من نبي إلا قد أنذره قومه و لقد أنذره نوح قومه و لكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه : إنه أعور وإن الله ليس بأعور تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2495 في صحيح الجامع"
الجنون هو القولين " ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قبلي قومه" فهنا المتكلم يقول قولا فى الدجال لم يقله نبى من قبله ومع هذا يقول لأنه يبلغهم نفس ما قاله نوح(ص) لقوله فى القول وهو " وإني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه"
15ــ إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة و لا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور و أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2459 في صحيح الجامع"
الجنون هنا أن الدجال هنا أعور أى أنه يرى رؤية ضعيفة ومع هذا فهو مطموس العين أى انه أعمى لا يرى شىء
وطمس العين وكونها ليست ناتئة يخالف أنها ناتئة كالعنبة الطافية فى القول التالى:
16ـ ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما ترى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين و هو بينهما يطوف بالبيت ; فقلت : من هذا ؟ فقالوا : المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت : من هذا ؟ فقالوا : المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2636 في صحيح الجامع"
والخبل هنا ان الدجال يطوف بالكعبة والكعبة للمسلمين فكيف يكون دجالا والله يقول "ومن دخله كان آمنا"؟
فى الرواية السابقة العور فى العين اليمنى وهو ما يناقض كونها فى العين اليسرى فى الروايات التالية:
18-إن الدجال ممسوح العين اليسرى عليها ظفرة مكتوب بين عينيه كافر
تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 166 في صحيح الجامع
19ــ الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة و نار فناره جنة و جنته نار تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 34 في صحيح الجامع"

وتأتينا الرواية التالية بخبر جديد وهى كون عين الدجال خضراء فتقول:
20ــ الدجال عينه خضراء تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 341 في صحيح الجامع
21ــ الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مسلم تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 342 في صحيح الجامع"
الخبل هو كون العين العوراء ممسوحة أى أنه ليست عوراء لأن الممسوحة تكون عمياء تماما
22ــ ما بعث الله من نبي إلا أنذر أمته الدجال أنذره نوح و النبيون من بعده و إنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم أن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ألا إن الله حرم عليكم دماءكم و أموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت : اللهم اشهد ثلاثا ويحكم ! انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5577 في صحيح الجامع"
24ــ ما بعث الله من نبي إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور الكذاب ألا و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5578 في صحيح الجامع"
والخطأ أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور وهو جنون لأن من المعروف أن الله لا يحل فى أماكن فكيف نظن حلوله فى الأماكن وهل يظن القائل أن الله يحل فى بلاد الأرض ؟
25ــ لأنا أعلم بما مع الدجال من الدجال معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركهن واحد منكم فليأت النهر الذي يراه نارا ثم ليغمس ثم ليطأطئ رأسه فيشرب فإنه ماء بارد و إن الدجال ممسوح العين اليسرى عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب و غير كاتب تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 551 في صحيح الجامع"
هنا الدجال معه نهران وهو ما يناقض كونه نهر واحد ونار فى الرواية 10 وهى:
10 ــ يخرج الدجال و معه نهر و نار فمن دخل نهره وجب وزره وحط أجره ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره ثم إنما هي قيام الساعة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم 849 في صحيح الجامع"
26ــ بينما أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر بين رجلين ينطف رأسه ماء فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا ابن مريم ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور العين كأن عينه عنبة طافية قلت : من هذا ؟ قالوا : الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2868 في صحيح الجامع"29ـ أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا ؟ فقيل لي : المسيح ابن مريم ثم إذا أنا برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت من هذا ؟ فقيل لي : المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 869 في صحيح الجامع"

هنا الدجال رجل جسيم أى طويل ضخم وهو ما يخالف كونه رجل قصير فى الرواية 15ــ إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور"
الرؤية هنا كانت رؤية فى المنام وهو ما يخالف كونه رؤية يقظة فى الرواية التالية:
27ــ رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 3477 في صحيح الجامع"
28ــ دحية الكلبي يشبه جبريل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 3362 في صحيح الجامع"
الرواية تناقض فى التشبيه رواية أخرى فالدجال يشبه عبد العزى وفى الأخرى يشبه بن قطن:
رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن "
ومن المعروف أنه لا يوجد مسلم يسمى عبد العزى وهو علم تاريخى على أبى لهب
30ــ إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 238 في صحيح الجامع"
الجنون هو أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها وهذا يعنى أنه خلق نفسه من الغضب وهو ما يعنى أنه لم يكن موجودا ومع هذا هرج اى ولد من غضبة غضبها على من لا نعرف
31 ــ يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 816 في صحيح الجامع"

هنا الدجال يخرج من اصبهان وهو يخالف خروجه من خراسان فى الروايات التالية:
32ـ الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 344 في صحيح الجامع
33ـ إن الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال لها : خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 167 في صحيح الجامع"
والكل يناقض خروجه بين العراق والشام فى الرواية 48ــ يا أيها الناس ! ..هو خارج فيكم لا محالة ..وإنه يخرج من خلة بين الشام و العراق"
34ــ ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة و المدينة و ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة حافين تحرسها فينزل بالسبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر و منافق تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 543 في صحيح الجامع

36ــ يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال و لا الطاعون إن شاء الله تعالى تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7991 في صحيح الجامع
37 ــ يجيء الدجال فيطأ الأرض إلا مكة و المدينة فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق و منافقة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 828 في صحيح الجامع
38ــ يأتي الدجال و هو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي بالمدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله (ص)حديثه فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ؟ هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون: لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه :و الله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7992 في صحيح الجامع

39ــ لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7678 في صحيح الجامع
40ــ الدجال لا يولد له و لا يدخل المدينة و لا مكة تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 343 في صحيح الجامع
41ــ على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون و لا الدجال
تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 429 في صحيح الجامع"

والخطأ المشترك بين الروايات وجود الملائكة تحرس المدينة ومكة فى الأرض وهو ما يخالف عدم نزولها الأرض وبقائها فى السماء لعدم اطمئنانها فى الأرض وفى هذا قال تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ووجود الناس فى مكة والمدينة يناقض فرارهم إلى الجبال فى الرواية التالية:
35 ــ ليفرن الناس من الدجال في الجبال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5461 في صحيح الجامع"
42ــ سمعتم بمدينة جانب منها في البر و جانب في البحر ؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم قالوا : لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر ثم يقول الثانية : لا إله إلا الله و الله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقول الثالثة : لا إله إلا الله و الله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال : إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء و يرجعون تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 3638 في صحيح الجامع"

الخبل هو أن المدينة جانب منها فى البحر ومن المعروف أن المدن تكون على البر والخبل الأخر هو أنهم غزوا ومع هذا لم يحاربوا أى لم يقاتلوا بأى سلاح
43ــ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7294 في صحيح الجامع
وجود دجال واحد هنا يناقض الروايات الثلاث الأولى التى تقول بوجود كثرة من الدجالين مثل1ــ في أمتي كذابون و دجالون سبعة و عشرون منهم أربع نسوة"
44-عمران بيت المقدس خراب يثرب و خراب يثرب خروج الملحمة و خروج الملحمة فتح القسطنطينية و فتح القسطنطينية خروج الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 496 في صحيح الجامع"
والخطأ الخاص هو التناقض بين قوله "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال فى سبعة أشهر "وبين فتح "فتح القسطنطينية مع قيام الساعة "فالسبعة أشهر يحدث فيهم الثلاث بينما الفتح يحدث مع قيام الساعة وهو يوم واحد والخطأ هو العلم بالغيب الممثل فى الدجال وفتح القسطنطينية وخراب يثرب وهو ما يخالف أن الله طالبه أن يعلن "ولا أعلم الغيب "
45ــ غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج و أنا فيكم فأنا حجيجه دونكم و إن يخرج و لست فيكم فامرؤ حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط إحدى عينيه كأنها عنبة طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام و العراق فعاث يمينا و عاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا قالوا : يا رسول الله ما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما يوم كسنة و يوم كشهر و يوم كجمعة و سائر أيامه كأيامكم قالوا : يا رسول الله ! فذلك اليوم كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا اقدروا له قالوا : و ما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به و يستجيبون له فيأمر السماء فتمطر و الأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت درا و أشبعه ضروعا و أمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم و يمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل و يتهلل وجهه و يضحك ; فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذ طأطأ رأسه قطر و إذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات و نفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم و يحدثهم بدرجاتهم في الجنة ; فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني أخرجت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور و يبعث الله يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها و يمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ! ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر و هو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما ; و يحصر نبي الله عيسى و أصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى و أصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ; ثم يهبط نبي الله عيسى و أصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم و نتنهم فيرغب نبي الله عيسى و أصحابه إلى الله عز و جل فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله قطرا لا يكن منه بيت مدر و لا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض : انبتي ثمرتك و دري بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة و يستظلون بقحفها و يبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس ; و اللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس و اللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ; فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن و كل مسلم و يبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 4166 في صحيح الجامع":

الخطأ بعث عيسى (ص)بعد موته فى الدنيا لقتل الدجال وهو يخالف منع الله البعث وهو الرجوع للدنيا بقوله "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ولو كان عيسى (ص)يبعث قبل القيامة لوجب بعث يحيى (ص)لأن القول "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "فى عيسى (ص)قيل فى يحيى (ص)"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "ولا ذكر ليحيى (ص)ومن ثم فهى كاذبة
46 ــ فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني و ليس مني و إنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتطروا الدجال من يومه أو غده تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم 4194 في صحيح الجامع"

الخطأ وجود رجل من أهل بيت النبى(ص) وهو ما يخالف أن أهل البيت نساء كما أن ذريته انتهت لعدم وجود ابن له كما قال تعالى " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "
47ــ ليس بيني و بين عيسى نبي و إنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة و البياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه يقطر و إن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام و يهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5389 في صحيح الجامع"
هنا يعيش 40 سنة وفى رواية 40 يوما وهو تناقض
48ــ يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال و أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم و هو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج و أنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم و إن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم وإنه يخرج من خلة بين الشام و العراق فيعيث يمينا و شمالا يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي ( إنه يبدأ فيقول : أنا نبي و لا نبي بعدي ثم يثني فـ ) يقول : أنا ربكم و لا ترون ربكم حتى تموتوا و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور و إنه مكتوب بين عينيه : كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب ; و إن من فتنته أن معه جنة و نارا فناره جنة و جنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله و ليقرأ فواتح الكهف ( فتكون بردا و سلاما كما كانت النار على إبراهيم ) و إن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه و أمه فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك و إن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول : انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله و يقول له الخبيث : من ربك ؟ فيقول : ربي الله و أنت عدو الله أنت الدجال و الله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم ; و إن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت و أعظمه و أمده خواصر و أدره ضروعا ; و إنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه و ظهر عليه إلا مكة و المدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق و لا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص قيل : فأين العرب يومئذ ؟ قال : هم يومئذ قليل ( وجلهم ببيت المقدس ) ; و إمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى : افتحوا الباب فيفتحون و وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; وينطلق هاربا ( ويقول عيسى : إن لي فيك ضربة لن تسبقني ) فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز و جل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر و لا شجر و لا حائط و لا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال : يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا و إماما مقسطا يدق الصليب و يذبح الخنزير ويضع الجزية و يترك الصدقة فلا يسعى على شاة و لا بعير و ترفع الشحناء و التباغض و تنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره و تضر الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها و تسلب قريش ملكها و تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم و يكون الثور بكذا و كذا من المال و يكون الفرس بالدريهمات ( قالوا : يا رسول الله و ما يرخص الفرس ؟ قال : لا تركب لحرب أبدا قيل : فما يغلي الثور قال : تحرث الأرض كلها ) و إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها و يأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها و يأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة و يأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف التهليل و التكبير و التحميد و يجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام تحقيق الألباني (صحيح) وانظر حديث رقم: 7875 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6384"

هناك أخطاء عديدة فى القول بعضها تم ذكره من قبل كبعث عيسى(ص) للدجال ووجود الملائكة فى أرض المدينة ومن الأخطاء:
وجود شجر يهودى ويخالف هذا أن الشجر كله ساجد لله وهذا يعنى أنه مسلم أى مطيع لله مصداق لقوله تعالى "والنجم والشجر يسجدان"
49ــ يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس في خفة الطير و أحلام السباع لا يعرفون معروفا و لا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : بم تأمرنا ؟فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها و هم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا و رفع ليتا و أول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق و يصعق الناس ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فينبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم ؟ يقال : يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم { وقفوهم إنهم مسئولون } ثم يقال : أخرجوا بعث النار فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون فذلك يوم يجعل الولدان شيبا و ذلك يوم يكشف عن ساق تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 847 في صحيح الجامع"
والخطأ خروج ناس من النار بعد دخولهم إياها وهو يخالف قوله تعالى "وما هم بخارجين من النار "وقوله "وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم تكذبون "فهنا لا أحد يخرج من النار بعد دخوله لها كما أن المسلمين لا يدخلون النار لأنهم لا يصيبهم أى فزع يوم القيامة مصداق لقوله تعالى "وهم من فزع يومئذ آمنون "وقوله تعالى "لا يحزنهم الفزع الأكبر ".
5ــ يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فيلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له : أين تعمد ؟ فيقول : أعمد إلى هذا الذي خرج فيقولون له : أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول : ما بربنا خفاء فيقولون : اقتلوه فيقول بعضهم لبعض : أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحد دونه ؟ فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال : يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله (ص)فيأمر الدجال به فيشبح فيقول : خذوه وشجوه فيوسع بطنه و ظهره ضربا فيقول : أما تؤمن بي ؟ فيقول : أنت المسيح الكذاب فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له : قم فيستوى قائما ثم يقول له : أتؤمن بي ؟ فيقول : ما ازددت فيك إلا بصيرة ثم يقول : يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس فيأخذه الدجال فيذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ بيديه و رجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه في النار و إنما ألقي في الجنة هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 848 في صحيح الجامع"
الخطأ قدرة الدجال على إحياء الموتى ويخالف هذا أن الله قرر أن من يموت لا يرجع للحياة الدنيا مرة أخرى وسمى الله ذلك تحريما وفى هذا قال تعالى "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "
51ــ ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 5462 في صحيح الجامع
52ــ يقتل ابن مريم الدجال بباب لد تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 8126 في صحيح الجامع"

الخطأ المشترك بين الروايتين عودة المسيح (ص)قبل يوم القيامة ويخالف هذا أن الله حرم عودة أى مخلوق هلك أى مات قبل القيامة فقال "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ولو كان معنى قوله تعالى "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "وبعث عيسى (ص)قبل القيامة لوجب عليه بعث يحيى (ص)لأنه قال فيه نفس القول فى نفس السورة"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "وما دام هذا لا يبعث فالأخر لا يبعث لأن المراد بالبعث هو البعث يوم القيامة .
53ــ تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحها الله تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2969 في صحيح الجامع"
الخبل هو غزو القوم الدجال فما داموا يغزونه أى يقتلونه فما الحاجة لعيسى(ص) وغيره فى باقى الروايات؟
54 ــ بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها و الدخان و دابة الأرض و الدجال و خويصة أحدكم و أمر العامة تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 2813 في صحيح الجامع"

الخطأ أن الدخان من علامات القيامة ويخالف هذا أن الدخان حدث فى عهد النبى (ص)بدليل أنه طلب منه أن يرتقبه وينتظره وفى هذا قال تعالى "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم "كما أن الله كشف عذاب الدخان قليلا وفى هذا قال تعالى "إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون"
55ـ إن مع الدجال إذا خرج ماء و نارا فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد و أما الذي يرى الناس أنها ماء بارد فنار تحرق فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2196 في صحيح الجامع"

56 ــ إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه تعوذوا بالله من عذاب النار تعوذوا بالله من عذاب القبر تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن تعوذوا بالله من فتنة الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 2262 في صحيح الجامع
57ــ إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع : من عذاب جهنم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و من شر المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 432 في صحيح الجامع
58ــ إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع يقول:اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و من عذاب القبر و من فتنة المحيا و الممات و من شر فتنة المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 699 في صحيح الجامع
59ــ إذا فرغ أحدكم من صلاته فليدع بأربع ثم ليدع بعد بما شاء : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و فتنة المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 7 في صحيح الجامع
6ــ استعيذوا بالله من عذاب القبر استعيذوا بالله من عذاب جهنم استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال استعيذوا بالله من فتنة المحيا و الممات تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 941 في صحيح الجامع
61ــاللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و عذاب القبر و فتنة الدجال اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و من دعوة لا يستجاب لها تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 1286 في صحيح الجامع
62ــ اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم و المأثم و المغرم و من فتنة القبر و عذاب القبر و من فتنة النار و عذاب النار و من شر فتنة الغنى و أعوذ بك من فتنة الفقر و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل عني خطاياي بالماء و الثلج و البرد و نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 1288 في صحيح الجامع

63 ــ اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر و أعوذ بك من عذاب النار و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 1294 في صحيح الجامع
64ــ عوذوا بالله من عذاب القبر عوذوا بالله من عذاب النار عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال عوذوا بالله من فتنة المحيا و الممات تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 411 في صحيح الجامع"

الخطأ المشترك بين الروايات السابقة وجود عذاب فى القبر وهو ما يخالف أن النار فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود وهو الجنة والنار فى السماء
65ــ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال تحقيق الألباني(صحيح) انظر حديث رقم: 621 في صحيح الجامع"

الخطأ أن قراءة الآيات من سورة الكهف يعصمن الدجال ،دعونا نتساءل ولماذا هذه الآيات وحدها أليس القرآن كله واحد إن عصم منه جزء عصم كل جزء أخر فيه ؟زد على هذا أن المعانى الواردة فى الآيات الثلاث وردت فى الكثير من السور الأخرى فلماذا تؤخذ هذه وتترك تلك أليس هذا عجيبا ؟ثم إن ليس هناك شىء اسمه المسيخ الدجال لسبب هو أن قاتله وهو المسيح (ص)لن يبعث مرة أخرى فى الدنيا لقوله تعالى "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "فهنا لا يمكن رجوع أحد للحياة الدنيا لتجريم الله هذا ونلاحظ هنا تناقضا بين رواية ثلاث وعشر