الأربعاء، 31 أغسطس 2022

قراءة فى مخطوطة آيات الرقية والحرز

قراءة فى مخطوطة آيات الرقية والحرز ومخطوطة الجهر بالقرآن.
المؤلف أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن الجوري النيسابوري والجزءان عبارة عن ذكر عدد قليل من الأحاديث والمخطوط الأول قال فيه الجورى:
"جزء في آيات الرقية والحرز
1 - وفيما أجاز لنا عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ وكتبته من أصل سماعه بخطه أن أبا الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج الحافظ أخبرهم قال أخبرنا مكحول محمد بن عبد الله بن عبد السلام، أن محمد بن عبيد الله حدثهم قال حدثني أبي عن سابق بن عبد الله عن أبي جناب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال إني لجالس عند رسول الله فجاءه أعرابي فقال إن لي أخا وجعا فقال ما وجع أخيك قال به لمم قال فاذهب فجيء به قال فجاء به فجلس بين يديه قال فسمعته عوذه بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وآيتين من وسطها وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم خلق السموات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش وآية في سورة المؤمنين فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو وآية من سورة الجن تعالى جد ربنا وعشر آيات من أول والصافات وثلاث آيات من أخر الحشر وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس قال فقام الأعرابي كأنه لم يصبه مرض قط ولا بأس."
الحديث باطل فالجنون وهو اللمم لا يشفى بقراءة آيات من القرآن لأن القرآن شفاء لما فى الصدور كما قال تعالى:
" وشفاء لما فى الصدور"
الصدور سواء عنت القفص الصدرى لا علاقة لها بالجنون
ومن المعروف أن اللمم وهو الجنون لا يشفى إطلاقا فالمجنون يظل مجنونا حتى يموت
والشفاء بالقراءة إنما هو آية معجزة وقد منع الله الآيات وهى المعجزات عن الناس فى عهد النبى(ص) فقال :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
2 - قرأت في "جزء العاشر من فوائد" أبي حامد أحمد بن محمد بن سالم - وعليه سماع: محمد بن عبد الله بن دينار - حدثنا عبد الله بن الرماح، قال: حدثنا عبدة عن أبي جناب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى قال كنت جالسا عند النبي (ص) إذ جاءه أعرابي فقال إن لي أخا وجعا فقال ما وجع أخيك قال به لمم قال اذهب فأتني به فجاءه به فأجلسه نبي الله صلى الله عليه بين يديه فسمعته عوذه فاتحة القرآن وأربع أيات من أول البقرة وآيتين من وسطها وإلههم إله واحد وآية الكرسي وثلاث آيات من خاتمتها وأية من أول آل عمران أحسبه أشهد أن لا إله إلا هو وآية من الأعراف إن ربك الله الذي وآية من المؤمنين ومن يدع مع الله إلها أخر لا برهان له به وآية من الجن وأنه تعالى جد ربنا وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من أخر الحشر وقل هو الله أحد والمعوذتين فقام الأعرابي قد برأ ليس به باس.
والرواية السابقة وألولى بينهما خلاف وتناقض ففى الثانية 11 آية من سورة البقرة وفى ألأولى 7 فلم يذكر الكرسى وثلاث آيات الخواتم
وقال :
رقية أخرى
3 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة - قراءة عليه – قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عصمة حدثنا سوار بن عمارة أبو عمارة، قال حدثنا السري بن يحيى قال حدثني المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن الحسن عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال ينفع بإذن الله من البرص والجذام والبطن والسل والحمى والنفس أن يكتب بزعفران أو بعسل أو بمشق أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والعامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر أبي قترة وما ولد ثلاثة وثلاثين من الملائكة فقالوا ومن وصب بأرضنا قال خذوا تربة من أرضكم فامسحوا نواصيكم رقية محمد صلى الله عليه لا أفلح من كتمها أبدا أو أخذ عليها صفرا ثم يكتب فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول البقرة والآية التي فيها تصريف الرياح وآية الكرسي والآيتين اللتين من بعدها وخواتيم سورة البقرة من موضع لله ما في السموات وما في الأرض إلى أخرها وعشر آيات من أول آل عمران وعشر من أخرها وأول آية من النساء وأول آية من المائدة وأول أية من الأنعام وأول أية من الأعراف والآية التي في الأعراف التي في يونس من موضع قال موسى ... السحر إن الله سيبطله أن الله لا يصلح عمل المفسدين والآية التي في قوله ألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى وعشر آيات من أو والصافات وقل هو الله أحد والمعوذتين تكتب في إناء نظيف ثم تغسله ثلاث مرات بماء نظيف ثم تحسوا منه الوجع ثلاث حسوات ثم يتوضأ منه كوضوء الصلاة ويتوضأ قبله وضوء الصلاة حتى يكون على طهره ثم يصبه على رأسه منه وصدره وظهره ولا يستنجي بها ثم يصلي ركعتين يصنع ذلك ثلاثة أيام يكتب في كل يوم كتابا.
فقد أخرجه الدارقطني في "المدبج" كما في "التفسير" (10/ 316)، و"التذكار" للقرطبي (ص303)، وابن منده في "مجالسه" (35ق/ب/م 35 الظاهرية) – ومن طريقه أبو منصور الديلمي – كما في الغرائب الملتقطة" لابن حجر (8937/هامش الفردوس) – من طريق السري بن يحيى، بهذا الإسناد. ولفظ ابن منده مختصرا.
قال ابن منده: غريب من حديث السري بن يحيى.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (187) وأبو يعلى (2416 و2417) عن عبد الأعلى بن حماد، والبزار (4716)، من طريق العباس بن الوليد، والطبراني في "الأوسط" (6093) من طريق علي بن الحسين، جميعا عن المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن أبي فزارة، عن سعيد بن جبير، أو مقسم عن ابن عباس، وقال معتمر: مرة عن ليث، عن أبي فزارة، عن مقسم، عن ابن عباس، يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هذه الكلمات دواء من كل داء أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والهامة وشر العين اللامة، ومن شر حاسد إذا حسد، ومن شر أبي قترة وما ولد، ثلاث وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم فقالوا: وصب وصب بأرضنا فقال: خذوا تربة من أرضكم وامسحوا بوصبكم رقية محمد صلى الله عليه وسلم من أخذ عليها صفدا أو كتمها أحدا فلا أفلح أبدا.
قلت: مداره على ليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط جدا و لم يتميز حديثه فترك، وقد اضطرب في سنده ومتنه كما تقدم وقد خولف في متنه، فهو عند البخاري في "صحيحه" " (3371) وغيره، من طريق المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
في فوائد أبي طاهر رحمه الله بانتخاب أبي بكر الجرجاني عليه."
الحديث باطل يتعارض مع أحاديث الأخذ بالأسباب كالتداوى كما يتعارض مع قوله تعالى :
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"
فمن باب إعداد القوة علاج المرض وإيجاد الأدوية
وتتعارض أيضا مع أن النبى (ص) نفسه كما يحكون مرض كثيرا فلماذا لم يشف نفسه بتلك الرقية ؟
كما أن التجربة خير برهان كما يقال وعلى من يعتقد قى صدق هذه الخرافة إذا مرض أن يضع على نفسه تراب من الأرض التى يعيش فيها ليرى عل يذهب كيده ما يغيظه؟
ثم قال :
"رقية لمن تعسر عليه الولادة من النساء أو عيدهن وهي معجزة لعيسى عليه السلام
4 - أخبرنا الأستاذ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد - رضي الله عنه - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني - قراءة عليه في مسجده أو داره بنيسابور – قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا أبي: بشر بن سلم بن المسيب، عن فطر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مر عيسى بن مريم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها فقالت يا كلمة الله أدع الله أن يخلصني مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس ويا مخلص النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس خلصها فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمه قال إذا عسر علي المرأة ولدها فاكتبه على مكيال ثم تخطاه. "
الحكاية لا علاقة لها بولادة الناس لأنها تتحدث عن ولادة بقرة والشافى حسب الحكاية هو دعاء
والحكاية تتناقض مع أن المسيح(ص) لا يشفى بقر وإنما يشفى الناس الأكمه والأبرص كما قال تعالى :
"وأبرأ ألأكمه والأبرص بإذن الله"
وقال :
حرز:
دعاء مروي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه من طريق أبي حفص بن عمر ومن رواية بن فراس ومن رواية أبي محمد الدهان أما رواية أبي حفص.
5 - فأخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر - بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى – إملاء – قال: أخبرنا أبو محمد زنجويه بن محمد بن الحسن اللباد، حدثنا أبو نصر الليث بن الجنيد النيسابوري - كان يكتب عن النضر بن شميل وعبدان – قال: حدثنا عبد الله بن مسلم الدمشقي، قال: حدثنا عبد الملك بن خصاف، عن عمه: خصيف، عن أنس بن مالك، قال: قدمت على الحجاج في حاجة لي فأقمت أيا ما أختلفت إليه فلا يأذن لي قال فجئت يوما فوقفت على بابه فصحت أنس بن مالك أنس بن مالك فسمع صوتي فإدخلني فإذا به يعرض خيلا له وإذا كراسي بموضعه فأشار بي إلى كرسي منها فجلست عليه فما استقررت جالسا حتى قال لي يا أنس أين هذه الخيل من خيل رسول الله صلى الله عليه قال أنس فانتشر منخراي وارتفعت قصبة أنفي من شدة الغضب فقلت له يا حجاج وابن أم حجاج ما ذكرك خيل رسول الله صلى الاله عليه كان يعدها لله وللجهاد في سبيله مع خيلك هذه التي أعددتها للرياء والسمعة فقال والله لقد هممت أن أمد من يأخذ برجلك فيسحبك ظهر البطن حتى يأتي بك إلى الحش فقلت والله ما قدرك الله على ذلك ولقد علمني رسول الله صلى الله عليه كلمات إذا أنا قلتهن أمنت بإذن الله من شر الجن والإنس والهوام ولقد قلتهن في يومي هذا فما جعل الله لك علي من سبيل ثم نهضت وتركت حاجتي فأتيت منزلي فما استقررت فيه جالسا إلا وإنسان يدق الباب فقلت لابني انظر من هذا الذي يدق الباب قال فخرج ثم رجع إلي فقال هذا محمد بن الحجاج فقلت أدخله قال فدخل ومعه ثلاثون ألف درهم يحمل فقال لي ابن أبي وإن كان قد قال لك ما قال فإنه راجع إلى ما تحب خذ هذه الثلاثين ألف درهم فانتفع بها وعلمني الكلمات فقلت له أما الدراهم فلا حاجة لي بها وأما الكلمات فوالله ما أنت ولا أبوك لهن بأهل والكلمات الله أكبر الله أكبر الله أكبر بسم الله على نفسي وديني بسم الله على قلبي ويدي ومالي بسم الله على كل شيء أعطاني ربي بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء بسم الله الذي في جميع أسمائه الشفاء بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم الله الله الله ربي لا شريك له الله أعظم وأجل وأعز، مما أخاف وأحذر، الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم اللهم إني أسالك بخيرك من خيرك الذي لا يملكه غيرك عز جارك أجعلني في عبادك وجوارك من كل سيء ومن الشيطان الرجيم اللهم إني أحترز بك من جميع ما خلقت وأحترس بك منهم وأقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثم يقول إذا فرغ من قرائتهن وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك ومن فوقي مثل ذلك ومن تحتي مثل ذلك. "

حكاية باطلة لا أصل لها فلا يمكن أن يكون أمثال الحجاج ولاة على أصحاب النبى(ص) خاصة المجاهدين منهم كأنس لأن الله جعل أصحاب المناصب وحدهم من المجاهدين فقال :
" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
كما أن الدولة العادلة وهى الدولة المسلمة لا يمكن أن تسقط والمؤمنون من الصحابة أحياء وإنما تسقط فى عهد الخلف وهم أولاد اولادهم ومن بعدهم كما قال تعالى :
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
ثم قال :
6 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس المكي، بها - حرسها الله –قال: حدثنا أبو جعفر بن إبراهيم بن عبد الله الديبلى - إملاءا – قال: حدثنا أبو يحيى عبد الحميد بن صبيح العنزي قال حدثنا عمرو بن الأزهر الواسطي، قال: حدثنا أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال بينما الحجاج يعرض خيلا له وأنس عنده جالس فقال له الحجاج يا أنس ارفع رأسك فإنظر ما أعطانا الله تعالى من بعد نبينا صلى الله عليه هذه خير أم التي مع رسول الله صلى الاله عليه قال بل تلك خير من هذه لأن هذه أعدت للرياء والباطل وتلك أعدت كما قال الله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال فغضب الحجاج فقال لولا كتاب عبد الملك بن مروان لفعلت وفعلت قال كلا إنك لن تقدر على ذلك إن رسول الله صلى الله عليه علمني كلمات أحترز بهن من كل شيطان رجيم ومن طل جبار عنيد قال فضحك الحجاج وقال علمنيهن يا عم قال كلا إنك لست لها بأهل قال فأرسل إليه ابنه محمد فلم يعلمه قال أبان فعلمني إياهن بسم الله الله على نفسي ودينى بسم الله على أهلي ومالي بسمه على ما أعطاني الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله أكبر ثلاث مرات الله أعز وأجل مما أخاف وأحذر عز جارك وجل ثناؤك ثلاث مرات يا لا إله إلا أنت أعذني من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد أن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
الروايتين غير متطابقتين ففى الأولى ذكر أن أنس ظل أياما يريد الدخول على الحجاج فلم يتمكن ولا ذكر لهذا فى الرواية الثانية والرواية الأولى تقول أنه علم ابن الحجاج الكلمات" فوالله ما أنت ولا أبوك لهن بأهل والكلمات الله أكبر الله أكبر الله أكبر بسم الله" والثانية تقول أنه لم يعلمها له " فأرسل إليه ابنه محمد فلم يعلمه قال أبان فعلمني"
والكلمات المعلمة مختلفة بين الروايتين ففى الأولى :
"الله أكبر الله أكبر الله أكبر بسم الله على نفسي وديني بسم الله على قلبي ويدي ومالي بسم الله على كل شيء أعطاني ربي بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء بسم الله الذي في جميع أسمائه الشفاء بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم الله الله الله ربي لا شريك له الله أعظم وأجل وأعز، مما أخاف وأحذر، الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم اللهم إني أسالك بخيرك من خيرك الذي لا يملكه غيرك عز جارك أجعلني في عبادك وجوارك من كل سيء ومن الشيطان الرجيم اللهم إني أحترز بك من جميع ما خلقت وأحترس بك منهم وأقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثم يقول إذا فرغ من قرائتهن وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك ومن فوقي مثل ذلك ومن تحتي مثل ذلك"
وفى الثانية:
"أعطاني الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا الله أكبر ثلاث مرات الله أعز وأجل مما أخاف وأحذر عز جارك وجل ثناؤك ثلاث مرات يا لا إله إلا أنت أعذني من كل شيطان رجيم ومن كل جبار عنيد أن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "
فكم الكلمات أكبر فى ألولى عن الثانية بكثير بأكثر من الضعف
وقال :
حرز أخر
7 - أخبرنا الأستاذ العالم الزاهد أبو محمد حامد بن أحمد - رضي الله عنه – قال: أخبرنا الشيخ الأديب أبو علي الحسين بن أحمد رزغيل الزوزني بها قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الخالق الزوزني، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي - قراءة عليه – قال: أخبرنا أحمد بن منصور زاج، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة، عن الحارث بن سويد، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول - لا أدري رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه أم لا – قال: إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه وظلمه فليقل اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان ومن اتباعه من خلقك ومن شر الجن والإنس أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك وجل ثناؤك فإنه لا يصل إليه منه شيء.
وقد جاء مرفوعا من طريقين أخرين بنحوه.
الأول: أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1047)، والطبراني في "الدعاء" (1057) – ومن طريقهما ابن حجر في "نتائج الأفكار" (4/ 106 ـ 107) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد، عن عبد ربه بن سعيد، وإسحاق بن أبي فروة، كلاهما عن يونس بن عبد الله -هو ابن أبي فروة- عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تخوفت من أحد شيئا فقل اللهم رب السموات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل كن لي جارا من عبدك فلان وأشياعه أن يطغوا علي وأن يطرقوا علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك."
الروايات باطلة فلا يوجد كلمة تحمى أحد من أحدج وإنما ما يحمى هو ما قدره الله سواء كانت اسبابا بشرية كحمل السلاح والحراسة أو أسباب أخرى قدرها الله كإمراض المعتدى أو إهلاكه
ثم قال:
حرز لمن خرج إلى سفر
8 - أخبرنا الأستاذ أبو محمد حامد، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني - قراءة عليه بنيسابور في مسجد من سكة أبي ذر من باب معمر – قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن محمش الطريثيثي، أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف، حدثنا أبو أيوب سليمان بن الحكم بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن داود المخراقي، عن سليمان بن بلال عن أبي الحسين عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أن محمد بن سعيد بن جبير بن مطعم حدثه أنه سمع جبير بن مطعم يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه يا جبير أتحب أن تكون إذا خرجت سفرا أن تكون من أمثل أصحابك هبة وأكثرهم زادا قال فقلت نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال فاقرأ بهذه السور الخمس قال يا أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم واختتم ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير فكنت غير كثير المال فأخرج مع من شاء الله أن أخرج معه في السفر فأكون من أبذئهم هيئة وأقلهم زادا فما زلت منذ علمنيهن رسول الله عليه السلام وقرأتهن أكون من أحسن أصحابي هيئة وأكثرهم زادا في سفري وفي إقامتي حتى ما كان من أصحابي أكثر شيئا مني"
الحديث يناقض كتاب الله فلم يخص الله سور بالقراء وإنما قال :
"فاقرءوا ما تيسر منه"

كما أنه يخالف القرآن نفسه فالبسملة هى فى بدايات السور وليست فى البدايات والنهايات كما تقول الروايات
ثم قال :
قال الشيخ الفقيه أبو عمرو محمد بن يحيى رضي الله عنه:
9 - قرأت بخط أبي طاهر بن مهرويه الفارسي - المحدث نزيل مرو - أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد السرخسي - بسمرقند – قال: حدنثا أبو إبراهيم يعني إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا زيد بن حباب، حدثنا سفيان الثوري، عن رجل، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رجلا قال لرسول الله: إنه يصيبني الأفات؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه: إذا أصبحت فقل بسم الله على نفسي وأهلي ومالي فإنه لا يذهب لك شيء"
الخطأ أن قول بسم الله على نفسي وأهلي ومالي فإنه لا يذهب لك شيء يحمى من الآفات وهى الأضرار وهو ما يتعارض مع كون الشر وهو الضرر لابد أن يصيب الكل كابتلاء من الله كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
ولو كان هذا الكلام صحيحا فلماذا حارب الرسول (ص) والمسلمون متعبين أنفسهم طالما أنه يقدر على أن يهزم الكفار بتلك المقولة التى لا تحمى أحد
ثم قال :
10 - أخبرنا أبو بكر الجوزقي، قال: أخبرنا محمد بن معاذ بن نصرويه، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: من أحب الله أحب القرآن ومن أحب القرآن فقد أحبني ومن أحبني أحب قرابتي وأصحابي ومن أحب الله وأحب القرآن وأحب قرابتي ,وأصحابي أحب المساجد فإنها أفنية الله تعالى وأبنيته أذن في رفعها وبارك فيها مباركة أهلها محفوظة ميمونة ميمون أهلها وهم في مساجدهم والله تعالى في حوائجهم وهم في ذكر ربهم والله تعالى يحوط من ورائهم ويتكفل بأرزاقهم."
الخطأ حفظ الله المصلين فى المساجد وهو كلام يتعارض مع الأحداث المعروفة كقتل سبعين ألفا فى مسجد القدس من قبل الصليبين وكقتل الهندوس للمسلمين فى المسجد البابرى ومقتل المئات والآلاف فى مساجد فلسطين وغيرها من قبل اليهود والهندوس وغيرها 

الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

قراءة فى كتاب الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت

قراءة فى كتاب الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت
المؤلف أبو علي الحسن بن أحمد بن عبدالله بن البناء الفقيه المقرىء والرسالة هى رسالة لأحد الناس سأله أن ينصحه بما فيه الخير فقال:
"وبعد أحسن الله عونك وتوفيك وصونك وتحقيقك فإنك سألت تعجيل رسالة تنفعك في أولاك وأخراك وتجمع لك سلامة دينك ودنياك فأتيتك بها مختصرة يستدل بأبوابها على مفهوم خطابها نفعنا الله وإياك بها وجميع المسلمين إن شاء الله تعالى "
والكتاب عبارة عن أحاديث وأقوال مروية عن الصحابة فى الصمت وأوله ما قاله هو :
باب نجاة الإنسان بالصمت وحفظ اللسان
1 - حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبى الفوارس الحافظ إملاء أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال حدثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبى رضي الله عنه حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنى ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبى عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صمت نجا "
الخطأ أن من صمت نجا فالحديث باطل لأن بعض الصامتين يدخلون النار مثل من كتموا الشهادة وفى هذا قال تعالى :
" ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"
وكيف ينجو القائل وهو ليس النبى(ص) إذا لم يبلغ الرسالة كما أمره الله فى قوله :
" بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
وقال :
2 - حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران السكري المعدل أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
الحديث صحيح المعنى فالواجب قوله قول الخير أو السكوت
3 - أخبرنا عبدالله بن يحيى بن عبدالجبار السكري أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا أبوعاصم عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
4 - أخبرنا أبو الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن سليمان الفقيه النجاد قال حدثنا بشر بن موسى حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن عنبس بن عقبة قال قال عبدالله رضي الله عنه والذي لا إله إلا هو ما على وجه الأرض أحوج إلى طول سجن من لسان "
الخطأ أن اللسان هو الأحق بالسجن المستمر وهو ما يخالف وجوب الكلام الحسن أى العادل فى قوله تعالى:
"وقولوا للناس حسنا"
وقوله:
"وإذا قلتم فاعدلوا"
وقال :
5 - أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه البزاز أخبرنا إسماعيل ابن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا [ عمروبن ] عبدالله النخعي قال حدثنا أبو عمرو الشيباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أنؤاخذ بكل ما نتكلم به فقال ثكلتك أمك ابن جبل وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم "
الحديث لم يقله النبى (ص) لأنه قصر سبب دخول النار على اللسان أى الأقوال بينما يدخل الناس النار بالعمل قولا وفعلا كما قال تعالى :
"وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون"
6 - أخبرنا أبو طاهر عبدالغفار بن محمد بن جعفر بن زيد المؤدب أخبرنا أبو علي بن الصواف قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ويونس ابن عبيد وحميد عن أنس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "
الحديث باطل فلو قال من سلم منه المسلمون لكان صحيح المعنى ولكن التحديد للسان واليد يعنى إباحة عدم السلام من نظرات العينين وهو ما حرمه بفولهتعالى:
"قل للمؤمنين يفضوا من أبصارهم" و"قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
وإباحة عدم السلامة من الفرج والرجلين يناقض تحريم الزنى ويناقض إباحة عدم ضرب النساء بالرجل كما قال تعالى :
" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"

7 - أخبرنا أبو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله السمسار الحرفي أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد أخبرنا هلال بن العلاء قال حدثنا عمر [ و ] بن عثمان حدثنا موسى بن أعين عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة "
الحديث باطل لأنه يبيح النظرات المحرمة فما فوق فقميه كما يبيح التجسس بالأذنين مع قوله تعالى :
" ولا تجسسوا"
8 - أخبرنا أبو منصور محمد بن رامش قدم علينا الحج أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن شيبان المعدل أخبرنا محمد بن إسحاق قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال قال الليث بن سعد
مروا مردا براهب فنادوه فلم يجبهم ثم عادوا فنادوه فلم يجبهم فقالوا له لم لا تكلمنا فاطلع عليهم وقال :
يا هؤلاء إن لساني سبع وإني أخاف أن أرسله فيأكلني "
حكاية من الممكن أن تصدق
9 - وأنشدونا في معناه ... إحفظ لسانك إيها الإنسان ... لا يقتلنك إنه ثعبان ... كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الفرسان ... "
الخطأ وصف اللسان بكونه صعبان فهو مخالف للحقيقة
10 - أنشدنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر الشافعي البندنيجي بها أنشدنا أبو النعمان عبد الأعلى بن أحمد النجلي أنشدنا الحسين بن أحمد بن بسطام لأبي نواس ...
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام
... ربما استفتح بالقو ... ل مغاليق الحمام
... رب قول ساق آجا ... ل قيام وفئام
... إنما السالم من أل ... جم فاه بلجام ... "
القول الخطأ وجوب الصمت وعدم الكلام وهو معصية لقوله تعالى :
"وقولوا للناس حسنا"

11 - وأنشدنا أيضا ... أنت من الصمت آمن الزلل ... ومن كثير الكلام في وجل ... لا تقل القول ثم تتبعه ... يا ليت ما كنت قلت لم أقل ... "
والقول خاطىء فالصامت قد يذهب للنار إذا كتم الشهادة أو كتم وحى الله
12 - وأنشدنا أيضا ... أستر العي ما استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت ... واجعل الصمت إن عييت جوابا ... رب قول جوابه في السكوت ... "
نفس الخطأ المتكرر وهو أن الصمت منحى أى وسيلة للراحة بينما هو قد يكون مهوة للنار عند كتم الشهادة وكتم الوحى
13 - وقالت الحكماء مثل الكلمة كالسهم لا يمكن رده وإنما جعل للإنسان لسان واحد وأذنان حتى يكون ما يسمع أكثر مما يتكلم وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قد قال
14 - وأنشدنا أيضا ... يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرجل ... فعثرته من فيه تذهب نفسه ... وعثرته بالرجل تبرى على مهل "
هذا القول على حسب المعنى فى بطن وهى نفس الشاعر فالعثرة هنا قد تكون العثرة مع الملوك والسلاطين وليس العثرة مع الله فهى تهلك بمعنى تبقى فى النار
وذكر التالى فى باب لزوم البيت فقال :
"باب السكوت ولزوم البيوت
15 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا عبدالله بن محمد حدثنا داود بن عمرو بن زهير الضبي حدثنا عبدالله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم عن أبي أمامة قال قال عقبة بن عامر قلت يا رسول الله ما النجاة قال املك عليك لسانك وليسعك بيتك وأبك على خطيئتك"
والخطأ الجلوس فى البيت عند الفتنة وهو ما يخالف وجوب التعاون مع الناس فى الخير فى قوله تعالى :
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
كما يخالف وجوب الإصلاح بين المتقاتلين كما قال تعالى :
"فأصلحوا بين أخويكم"
ويخالف وجوب قتال الفئة الباغية فى قوله :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
16 - أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا جعفر بن محمد الخياط حدثنا عبدالصمد بن يزيد الصائغ قال سمعت الفضيل بن عياض يقول في آخر الزمان عليكم بالصوامع قلنا وما الصوامع قال البيوت فإنه ليس ينجو من شر ذلك الزمان إلا صفوته من خلقه
17 - وكان يقول ليس هذا زمان الكلام هذا زمان السكوت ولزم البيوت
18 - وقال أيضا ليكن شغلك في نفسك ولا يكن شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد مكر به
والأحاديث السابقة فيها نفس الخطأ وهو ترك المسلمين يتقاتلون ويتحولون لكفرة بحجة السكوت ولزوم البيت التى تعارض كتاب الله وهو تمكين للحكام الظلمة من أن يحكموا فى هدوء ودون مقاومة من أحد

19 - أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثن سفيان الثوري عن أبي عبدالله الأغر عن وهب بن منبه قال في حكمة آل داود حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات ساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يناجي فيها ربه وساعة يخلو فيها إلى أخوانه الذين يخبرونه بعيوب نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين شهواتها التي لا قوام له إلا بها مما يحل ويحسن فإن في هذه الساعة عونا له على الساعات الأخر وحق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شانه وحق على العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم"
وبالقطع ليس هذه من الحكمة لأنه تضييع لبقية ساعات النهار والليل حيث أربع ساعات لأربع أمور بينما الأساس فى كل الساعات هو طاعة الله فى أى أمر كان
20 - أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس أخبرنا أبو علي ابن الصواف حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني ابي حدثنا ابو المغيرة الحمصى حدثنا صفوان بن عمرو حدثنى قيس بن عمرو السكوني حدثني عاصم بن حميد قال سمعت معاذا يقول إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة ولن يزداد الأمر إلا شدة ولن تروا من الأمراء إلا غلطة ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حقره بعد ما هو أشد منه قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه اللهم رضنا مرتين "
الحديث لا يصح لكونه يتحدث عن غيب لا يعلمه معاذ ولا غيره كما قال تعالى :
" قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
21 - وأنشد علي بن أبي طالب في معنى هذا الحديث ... عجبا للزمان في حالتيه ... ولأمر دفعت منه إليه ... رب يوم بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه
لا علاقة للشعر بالباب الثانى ولا بالباب الأول وكذلك الأشعار التالية :
22 - وانشد أيضا بعض أهل العلم معناه ... إذا ما الدهر أورثني انتقاصا ... حنوت له غماصا لا انتكاصا ... وقلت له نعمنا فيك حينا ... وهذا الفعل منك لنا قصاصا ... فطورا شاكرا ما كان منه ... وطورا صابرا أرجو الخلاصا ...
23 - واجتمع أربعة من العباد فقال بعضهم لبعض ليقل كل واحد منكم في زمنه شيئا فأنشأ الأول يقول ... إن دام ذا الدهر لم يحزن على أحد ... ممن يموت ولم يفرح بمولود
وأنشأ الثاني يقول ... هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود ... وأنشأ الثالث يقول ... أعمى أصم من الأزمان ملتبس ... وفيه للنفس تصويب [ بتصعيد ] ... وأنشأ الرابع يقول ... فاطلب لنفسك منجاة ومدخلا ... لا بد منه ولو في قعر ملحود ...
24 - وقال بعض الحكماء الزمان لا عيب له ولا ذم لأن الله تعالى يصرف أقداره فيه
25 - وأنشد ... نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا ... وقد نهجو الزمان بغير جرم ... ولو نطق الزمان به هجانا ... ديانتنا التخادع والترائي ... فنحن له نخادع من يرانا
26 - وأنشد أيضا ... أرى حللا تصان على رجال ... وأعراضا تذل فلا تصان ... يقولون الزمان به فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان "
وكل ما سبق لا علاقة له بلزوم البيوت وترك الفتنة وإنما هو شعر فى الزمان
وفى الباب الثالث وهو ما يجب عمله عند الفتن قال :
باب ما يجب عند ظهور الفتن من طلب السلامة ولزوم الوطن
27 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ رحمه الله أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا محمد ابن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا عاصم عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقول على المنبر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن بين أيديكم فتنا تقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشى فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم
28 - أخبرنا أبو القاسم عبدالملك بن محمد بن بشران الواعظ الزاهد أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من يستشرف لها تستشرف له ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به
29 - حدثنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال
لما وقعت فتنة عثمان رضي الله عنه قال رجل من العرب لأهله إني قد جننت فقيدوني فلما زالت الفتنة قال لهم حلوا قيدي الحمد لله الذي عافاني من الجنون وعافاني من فتنة عثمان "
الأحاديث السابقة كلها الخطأ فيها أنها تطلب من المسلم لزوم بيته فى الفتنة مع أن الله أمره فيها بأن يصلح بين أخويه فقال :
"فأصلحوا بين أخويكم"

وأمره أن يقاتل مع المظلوم الظالم فقال :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
ولو فعل كل واحد ما قيل فى هذه الأحاديث لمكن للكفار أن يحتلوا بلاد المسلمين دون مقاومة لأن كل واحد ترك سلاحه وقعد فى بيته ومن ثم يدخلون ويحتلونها بسلاحهم ومن ثم لا يقول تلك الأحاديث إلا كفار يخدعون المسلمين
ثم قال :
30 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر البزاز أخبرنا أبو عبدالله الهروي أخبرنا أبو إسحاق حدثنا أبو عبدالله السمرقندي قال سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول
إلهي أدعوك بلسان نعمك فاجبني بلسان كرمك إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك ونطق لساني بتحميدك ودلني القرآن على فواضل جودك ويشفع لي محمد خير عبيدك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك
31 - وكان يحيى كثيرا يطلب الخلوة والتفرد من الناس فدخل عليه أخوه ذات يوم فقال له يا أخي كم تترك من الناس إن كنت من الناس فلا بد من الناس قال فنظر إليه يحيى ثم قال إن كنت من الناس فلا بد من الله ثم أنشأ يحيى يقول ... دعوا بالله تعذالي ... فما أن تفهموا حالي ... دعوني وأخرجوا عني ... رجال القيل والقال ... فيا شوقي إلى شخص ... إلى الرحمن ميال ... وفي سر من الأسر ... ار حطاط ورحال ...
32 - وأنشد إبراهيم بن عبدالملك ... من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذم من يحمد ... وصار بالوحدة مستأنسا ... يوحشه الأقرب والأبعد ...
33 - وأنشد الحسين بن عبدالرحمن ... طب من الأمة نفسا ... وأرض بالوحدة أنسا ... ما رأينا أحدا يسوى ... على الخبرة فلسا ...
34 - وأنشد أبو بكر بن مسلم ... توحش من الإخوان لا تبغ مؤنسا ... ولا تتخذ خلا ولا تبغ صاحبا ... وكن سامري الفعل من نسل آدم ... وكن أو حديا ما حييت مجانبا ... فقد فسد الإخوان والحب والهوى ... فلست ترى إلا صدوقا وكاذبا ... فوالله لولا أن يقال مدهده ... وتنكر أحوالي لقد صرت راهبا ط
وكل هذه الأشعار قالها الكفار وليس المسلمين فهى تمكين للكفار أن يحتلوا بلاد المسلمين بحجة أن الله فى البيت ,اى كفر أعظم من ان تعصى قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوة"
فأى تعاون سيحدث عند البقاء فى البيت ؟
وكيف سيصل الوحى للناس طاعة لقوله تعالى :
" وقولوا للناس حسنا"
ونحن نحبوسون فى البيوت"
وكيف سيأكل ألأغبياء إذا بقوا فى بيوتهم ولم يزرعوا او يصنعوا أو يعملوا فى شىء
إن هذا الأحاديث والأشعار لا يقولها إلا كل من يريد القضاء على المسلمين تماما
وفى الباب التالى تناول ترك الخوض فيما لا يعنى المسلم فقال :
"باب الإشتغال بما يغني وترك الخوض فيما لا يعني
35 - أخبرنا أبوعلي الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري حدثنا أبو عبدالله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة حدثنا أبو علي إسحاق بن إبراهيم الحلواني حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن دينار البغدادي حدثنا يزيد بن عبدربه حدثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
36 - وأخبرنا أبو علي أخبرنا أبو عبد الله حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أحمد بن ملاعب حدثنا سعد بن عبدالحميد حدثنا عصام بن طليق عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه
37 - أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار أخبرنا ابن الصواف حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبى حدثنا حسين بن محمد حدثنا المسعودي عن عون ان إمرأة قالت قد أوجبت قد بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وما عملت كبيرة
فأريت في المنام فقيل لها يا فلانة أنت القائلة كذا وكذا وأنت تنطقين فيما لا يعنيك وتمنعين مالا يضرك "
هذه الأحاديث عن الكلام فيما لا يعنى المسلم باطلة لأنها لم تحدد شيئا وهى تعارض حديث :
" من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
إن الحديث لكى صحيحا فى المسألة لابد أن يحدد ما لا يعنى المسلم فيقول مثلا :
لا تتحدث عما يحدث بين جارك وزوجته مثلا فى حجرة النوم ( المخدع)
لا تتحدث طالبا كشف سر بين اثنين
وطالما لم يحدد شىء فكل شىء عرضة لأن يكون حلل أو حراما دون ان يعرف المسلم
وقال:
38 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أخبرنا ابوعمرو عثمان بن أحمد السماك حدثنا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي حدثنا حجاج بن نصير قال قال عيسى بن مريم (ص) ختم الملك الخير في ثلاث في المنطق والصمت والنظر فما كان من منطق في غير ذكر فهو لغو وما كان من صمت في غير تفكر فهو سهو وما كان من منظر في غير عبرة فهو لهو "
والقول فالخير هو كل ما أمر الله به وهو ليس شرطا أن يكون نطقا أو صمت أو نظرا فقد يكون سمعا للقرآن وقد يكون جماعا للزوج أو للزوجة وقد يكون فى التعاون بين المسلمين فى عمل بر أى تقوى
39 - أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار أخبرنا عمر بن أحمد حدثنا عبيد الله حدثنا زكريا حدثنا الأصمعي حدثنا سفيان بن عيينة قال قال زيد بن علي لابنه يا بني أطلب ما يعنيك بترك مالا يعنيك فإن في ترك مالا يعنيك دركا لما يعنيك واعلم أنك تقدم على ما قدمت ولست تقدم على ما أخرت فآثر ما تلقاه غدا على مالا تراه أبدا "
كلام باطل لعد تحديد ما لا يعنى المسلم
والأشعار التالية ليست فيما لا يعنى وهى :
40 - وفي معناه ... إغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلته ...
41 - وأنشد آخر ... إعمل وأنت من الدنيا على حذر ... واعلم بأنك بعد الموت مبعوث ... واعلم بأنك ما قدمت من عمل ... يحصى عليك وما جمعت موروث ...
42 - وأنشد آخر ... إعمل لئلا تسقم ... فعمرك اليوم مغنم ... فجد به لا له ... وسيد لا يطعم ... وإن رأيت فتورا ... فقل له فستنعم ... بقرب رب جليل ... ومن خدم فسيخدم ... واعلم يقينا بفهم ... فأنت عندي مقدم ... من لم يقدم فعالا ... فسوف يوما يندم ... "
والأشعار التالية هى فيهما دون تحديد لما لا يعنى :
43 - أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا محمد بن عمر بن بهته حدثنا عبدالله بن الهيثم حدثنا سليمان بن الربيع قال قال أعرابي
طلبت الراحة لنفسي فلم أر شيئا أروح لها من ترك مالا يعنيها
44 - وكان الحسن يقول من علامة إعراض الله عن عبده أن يجعل شغله فيما لا يعنيه "
والأقوال التالية فى غير موضوع الباب وهى :
45 - وقال غيره هلاك الناس في خصلتين فضول مال وفضول مقال
46 - وقال شميط بن عجلان إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المطيعين به "

الاثنين، 29 أغسطس 2022

نقد كتاب اقرأ مصيرك قبل أن تُفَجِّر

نقد كتاب اقرأ مصيرك قبل أن تُفَجِّر
المؤلف خالد بن علي بن محمد العنبري والكتاب فيما يبدو هو حرب الدولة الإرهابية ضد صناعتها فالعنبرى يدافع عن الأنظمة الحاكمة راميا كل التهم على الإرهابيين المفجرين أنفسهم وغيرهم وكعادة علماء السلطة فهم لا يقيمون لكتاب الله وزنا فالرجل لم يناقش من هو الإرهابى حسب كتاب الله
فكل المسلمين المشاركين فى إعداد القوة التى ترهب العدو أصبحوا عند العنبرى إرهابيين رغم أن الله من أمرهم أن يعدوا القوة لإرهاب الأعداء فقال :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
أصبح كل المسلمين بسبب العنبرى وأمثاله إرهابيين لطاعتهم أمر الله بسبب طاعته للنظام الحاكم
كلمة الإرهابى لا تطلق على من يعتدى على الناس فالإرهابى فى الآية هو من يعد القوة ولا يستخدمها لأن وجود القوة كافى فى كف أذى المعتدين ومن ثم فكل المسلمين لابد أن يكونوا إرهابيين عند الله
وأما الكلمة التى من المفروض أن تطلق على مفجر نفسه وغيره فإما أن تكون هى المعتدى المحارب لله أو المظلوم الذى يحقق بعض العدالة على حسب نيته وما حدث له أو لغيره
وتحدث العنبرى فى بداية كتابه عن تعريف الآرهاب المزعوم فقال :
"إننا نعيش في زمان عصفت بالأمة ريح عاتية من فتن التكفير والإرهاب والغلو والتطرف، وشغلت قضية الإرهاب العالم أجمع، وعقدت كثرة من المؤتمرات والندوات لدراسة قضاياه والبحث عن جذوره وتجفيف منابعه، وشهدت هذه المؤتمرات خلافات حول تعريف الإرهاب، وسبل مكافحته.
مختلف تعريفات الإرهاب تكاد تتفق على أنه يتضمن عناصرة عدة، أخطرها التهديد والترويع، وسفك الدماء وقتل الأبرياء، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المرافق والمنشآت، وأمثال ذلك مما اتفق المسلمون على تحريمه، وتجريم مرتكبيه، وعدهم من المفسدين في الأرض."
وبنى العنبرى مقولته فى الإرهاب على أن سببها هو التكفير فقال :
"ولا يخفى أن الإرهاب هو الابن الشرعي للفكر التكفيري كما أثبتت ذلك وقائع الإرهاب واعترافات المتورطين فيه، فجرائم الإرهاب التي رأيناها في كثير من البلاد ما هي إلا ثمرات سنوات سمان من الأفكار التكفيرية التي ما فتئنا نحذر منها ليلا ونهارا في كتب ومقالات وأحاديث مسجلة وغير مسجلة."
الغريب فى الأمر أن العنبرى لا يذكر أن حكامنا يسجنون ويعدمون كل من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحاربون دين الله وهم من يروعون أسر الدعاة والآمرين بالمعروف ليلا ويدخلون بيوتهم منتهكين الحرمات وهم يظلمون الناس حين يوزعون دخل البلاد على بعضهم البعض جاعلين شعوبهم فقراء ومحتاجين ويمنون عليهم من نقود الشعب أحيانا بالتخلى عن ديون البعض
لا يذكر العنبرى ظلم الحكام فى مقابل التفجير مع أن التفجيرات معظمها فى بلاد المنطقة تم بمعرقة مخابراتها والمخابرات الغربية ولا يذكر أن القاعدة وداعش وغيرها إنما هى تنظيمات أنشأتها المخابرات بقيادة أبناء من الآباء الموالين للأنظمة الحاكمة أسامة بن لادن واحد من أبناء واحد من أغنى أغنياء السعودية موالى للنظام أيمن الظواهرى ابن شيخ ممن ترأسوا مشيخة الأزهر ومن المعروف أن شيوخ الأزهر هم من ضمن النظام الحاكم
كل ما يجرى فى قيادة تلك الجماعات التى تظهر كمجاهدة هو تمثيل علينا فابن لادن والظواهرى والبغدادى وغيرهم هم ضباط مخابرات يقومون بتنفيذ ما تملى عليهم المخابرات
هل نضحك على أنفسنا أبناء الأغنياء يصبحون فجأة مسلمين ومجاهدين مع قوله تعالى المكذب لذلك:
"كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"
وتحدث الرجل عن التكفير فقال :
"ومع أن الأمر الذي لا اختلاف فيه بين العلماء: أن الأصل في المسلم بقاء إسلامه حتى يتحقق زواله عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ومن ثم كان -لزاما- على هؤلاء المكفرين ترك التساهل في تكفير المسلمين، لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: الوقوع في الوعيد الشديد؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله))، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك)) رواهما البخاري.
الثاني: افتراء الكذب على الله -تعالى-، لأن التكفير حكم شرعي، فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وبعبارة أخرى: لا يكفر إلا من قام على تكفيره دليل لا معارض له من الكتاب أو السنة.
رغم ذلك، فإن الغلاة لم يكتفوا بتكفير عموم المسلمين، بل زادوا الطين بلة، فانطلقوا في عمايتهم يكفرون الحكام والدول والمجتمعات!! فاصطدمت الأمة -واصطلت- بنيران فتنة التكفير، وما أعقبها من نتائج خطيرة، وآثار مدمرة.
وما كان ليخطر ببال أحد -في يوم من الأيام- أن تتحول حياة كثير من المسلمين -بفضل هذه الفتنة- إلى كابوس كئيب، أحال أوضاعهم إلى جحيم لا يعرفون منه خلاصا.
وبات أصحاب هذه الفتنة شؤما على الأمة بحق؛ إذ شابهوا إخوانهم الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية -بحق- أنهم: ((لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم: لا اليهود ولا النصارى، فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم وبدعتهم المضللة))."
وبالقطع التكفير من ابتدعه وأظهر علينا فى عصرنا هم أبناء الأنظمة ففى مصر مثلا صالح سرية ضابط من ضباط القوات المسلحة وتنظيم الفنية العسكرية ومن زعموا أنهم اغتالوا السادات كانوا ضباطا فى الجيش المصرى ومعظم من ارتكب جرائم سميت بالإرهابية كانوا فى الغالب ذو توجه عسكرى موالين للنظام
ونقل الرجل من بطون الكتب كلام السلف فى عدم التكفير فقال:
"فلا جرم أن يمضي العلماء من السلف والخلف يحذرون من العجلة في الحكم بالردة أو التكفير؛ حماية لأعراض المسلمين حكاما ومحكومين أن تنتهك، وصيانة لدمائهم أن تسفك!
قال ابن أبي العز الحنفي: (( إنه لمن أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه، بل يخلده في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت)).
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي: ((من كفر أحدا من أهل القبلة؛ فإن كان مستبيحا ذلك: فقد كفر، وإلا فهو فاسق يجب على الحاكم إذا رفع أمره إليه أن يؤدبه ويعزره بما يكون رادعا لأمثاله، فإن ترك مع القدرة عليه فهو آثم)).
وقال أبو حامد الغزالي الشافعي: ((والذي ينبغي الاحتراز منه: ((التكفير))، ما وجد إليه سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة، المصرحين بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله: خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم لمسلم))
ووأد فتنة التكفير فريضة دينية، وضرورة اجتماعية، ولن يكون ذلك إلا عبر تفنيد شبهات أصحاب الفكر التكفيري المنحرف، وإزالة ما علق في أذهانهم، وأشرب في قلوبهم من انحرافات الفهم لنصوص القرآن والسنة ونصوص أهل العلم...
لم يكتف الإسلام في حربه على الإرهاب بالتحذير من الغلو في التكفير الذي هو أسه وأساسه، بل حرم كل الأسباب والطرق المؤدية إليه من الترويع ولو على سبيل المزاح، والإشارة بالسلاح، بل حرم مجرد الخدش ولو من غير قصد! فكيف بالقتل بغير حق؟!"
التكفير هو أمر من الله يقوده الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فكل من ارتكب ذنبا كافرا حتى يتوب منه ويظل صاحبه كافر طالما أصر على الذنب وبدلا من أن يحدثنا العنبرى لماذا انحدرت الأمة إلى ما هى فيه من ظلم وهزائم متوالية من كل حدب وصوب حدثنا عن التكفير وعدم التكفير هو الذى تسبب فى ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو من جعلنا ننحدر وسنظل فى الانحدار طالما ننصر الحكام الظلمة على الناس طالما نجعل الضحايا غالبا هم الإرهابيين بمعنى المعتدين بينما المعتدين ندعو لهم على المنابر بالنصر والرحمة بدلا من ان ندعو عليهم
الرجل فى بقية البحث ينقل روايات لنصرة من يدافع عنهم فالمفجرون كلهم عنده سواء فهم فى النار وأما الظلمة الفجرة وهم الحكام ففى الجنة وفى هذا قال :
"((كان الصحابة يسيرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال ما يضحككم فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما )) رواه أحمد وأبو داود. وقال الشوكاني(في الحديث دليل على أنه لا يجوز ترويع المسلم ولو بما صورته صورة المزح))
وفي حديث أبي هريرة المتفق على صحته: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)).
قال ابن حجر: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وان لم يكن المحذور محققا سواء كان ذلك في جد أو هزل .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - ) من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)).
وفي حديث جابر المتفق على صحته( أن رجلا مر بأسهم في المسجد قد أبدى نصولها فأمر أن يأخذ بنصولها كي لا يخدش مسلما )).
فإذا كان لا يجوز الترويع ولو مزاحا، والخدش ولو بدون قصد، فكيف بسفك دماء الأبرياء بغير حق، فلا عجب أن يقف الشارع الإسلامي موقفا صارما من الإرهابي، لا سيما وقد ارتكب كثرة كاثرة من الخطايا العظيمة والجرائم الكبيرة، من الخروج على الحكام، ونقض العهد و البيعة، والغدر والخيانة ، وقتل المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، وتشويه صورة الإسلام، وصد الناس عن الدخول فيه!! ولا محيص أن نقف عند بعض المواقف الشرعية والعقوبات الإلهية التي توعد بها إسلامنا هؤلاء الإرهابيين، لعلهم ينتهون أو يتذكرون! وليهلك من يهلك منهم عن بينة!، وليكف الذين في قلوبهم مرض ممن يرمون ديننا بالإرهاب والوحشية!
الإرهابي ليس منا نحن المسلمين
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من حمل علينا السلاح فليس منا)) متفق عليه.
وعن ابن مسعود، قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) متفق عليه
وعن الحارث الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع)) أخرجه الترمذي.
قال الخطابي : الربقة ما يجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلا تشرد ، يقول من خرج من طاعة إمام الجماعة أو فارقهم في الأمر المجتمع عليه، فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها، فإنها لا يؤمن عليها عند ذلك الهلاك والضياع انتهى ."
مما لاشك فيه أن القاضى قبل أن يصدر حكما لابد له أن يدرس كل جوانب المسألة فالمظلوم الذى يفجر نفسه لأنه ابنه أو قريبه قتله النظام أو لا يقدر على الانفاق على عائلته أو لأن المسئول يريد الزنى مع زوجته أو قريبته ليس معتديا وإنما المعتدى هو من ظلمه
ابحث أولا عمن ارتكب الظلم الأول فهذا هو المعتدى ولذا قال تعالى :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
وقد استثنى الله كل المظلومين من عقاب سبهم لظالميهم فقال :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
بالقطع الإسلام لا يقر التخريب والتدمير وقتل غير المعتدين وهم الظالمين ولكنه قرر أن لكل مظلوم حق يجب أن يعطى له فإن لم يوجد من ينصره ويعطيه له فمن حقه أن يبحث عن طريق يستعيد به بعض حقه أو كرامته
وقال :
الإرهابي تلبس بإحدى الموبقات
عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات (يعني المهلكات) قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) متفق عليه."
بالقطع الحديث باطل لأن الشرك اسم جامع لكل الذنوب التى أطاع فيها المشرك غير الله كما أن الموبقات كثيرة جدا منها حرب الله ورسوله(ص)ومنها الربا والاستمرار فى العمل به
وقال :
"الإرهابي في ورطة لا مخرج منها
عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - )) لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)) قال ابن عمر( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)) رواه البخاري.
قوله: (في فسحة): أي في سعة منشرح الصدر، فإذا قتل نفسا بغير حق صار منحصرا ضيقا لما أوعد الله عليه ما لم يوعد على غيره، يعني:أنه يضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمدا بغير حق. والورطة في قول ابن عمر: هي الهلكة، وكل أمر تعسر النجاة منه."
الرجل هنا يفترض أن الإرهابى المزعوم يسفك دم فى غير حله وبالقطع المظلوم الذى لا يذكره العنبرى هنا لن يكون فى جهنم إذا كان يدافع عن نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله كما تقول رواية أخرى
وقال :
زوال الدنيا أهون عند الله مما يفعله الإرهابي
روى النسائي عن بريدة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
)) قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).
ما يفعله الإرهابي أشد حرمة من انتهاك الكعبة
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو، قال:
((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا))"
وأى حرمة لأناس يحكمون بغير حكم الله فيقتلون الناس وينتهكون أعراضهم وينهبون أموالهم هل يمكن أن يكونوا مسلمين وهم يشركون بالله
وقال :
"الإرهابي عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال: (( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) متفق عليه.
المراد بالذمة: الأمان. ومعنى الحديث: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه أحد المسلمين حرم على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، ويقتضي الأمان ثبوت الأمن والطمأنينة للمستأمنين من غير المسلمين فيحرم قتلهم، وسبي نسائهم، واغتنام أموالهم."
وقال :
الإرهابي يحمل لواء غدر يوم القيامة
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان )) متفق عليه.
اللواء : الراية أو العلم والمراد أنه يعرف بعلامة مميزة!
وعن عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
(( من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة )) أخرجه أحمد وابن ماجه وهذا لفظه.
يقول ابن تيمية في الصارم المسلول: (1 /91): (( ومن المعلوم أن من أظهر لكافر أمانا لم يجز قتله بعد ذلك لأجل الكفر، بل لو اعتقد الكافر الحربي أن المسلم آمنه و كلمه على ذلك صار مستأمنا )).
كما أوضح في منهاج السنة: (6/425) ما ينبغي أن تكون عليه علاقة المسلم بغير المسلمين من بر وإحسان إذا أقام بينهم فقال: (( لأن الإيمان الذي في قلبه يوجب أن يعاملهم بالصدق والأمانة والنصح وإرادة الخير بهم، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم، كما كان يوسف الصديق يسير في أهل مصر وكانوا كفارا ))!"
وبالقطع لا وجود للواء المزعوم فى الروايات لأن الناس يأتون ليس معهم أى شىء كما قال تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة"

فالناس يبعثون كما خلقوا فى أول مرة كما قال تعالى :
" كما بدأكم تعودون"
ثم قال :
"هل يغفر للإرهابي؟
عن معاوية، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول(كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا))رواه أبو داود والحاكم.
وكأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يغفر بلا سبق عقوبة، وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا، ...ثم لا بد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا، كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل.(السندي)
هل تقبل توبة الإرهابي؟
عن ابن عباس،أنه سأله سائل، فقال: يا أبا العباس، هل للقاتل من توبة؟ فقال ابن عباس كالمتعجب من شأنه: ماذا تقول؟ فأعاد عليه المسألة، فقال له: ماذا تقول؟ مرتين أو ثلاثا، ثم قال ابن عباس: أنى له التوبة؟ سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ، يقول: يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه، متلببا قاتله بيده الأخرى يشخب أوداجه دما، حتى يأتي به العرش، فيقول المقتول لله: رب هذا قتلني، فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، ويذهب به إلى النار.)).رواه الترمذي والطبراني."
الرجل هنا يحرم الغفران والتوبة على الله الإرهابى المزعوم مع قوله تعالى :
" لإن الله يغفر الذنوب جميعا"
وما أدراك أن الإرهابى المزعوم هو عند الله معتدى بدون حق ما أدراك أنه ليس هو المظلوم وأن من تدافع عنه هو مستحق النار لأنه من ظلمه وأصر على الاستمرار فى ظلمه
وحدثنا بحديث من احاديث مشايخ السلطة فقال :
"الإرهابي يموت ميتة جاهلية
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،أنه قال: ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)) رواه مسلم.
الإرهابي يلقى الله ولا حجة له
عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم."
وبالقطع لو كان كل خارج عن جماعة فى النار لكان معظم رسل الله(ص) فى النار لأنهم خرجوا على طاعة حكامهم
هذه الروايات ابتدعها الحكام لابقاء الظلم واسكات الناس على الظلم دون أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر دون إنكار للمنكر
وقال :
"الإرهابي أول من يقضى عليه يوم القيامة لجرم فعله وشدة غضب الله عليه!
عن ابن مسعود ،قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء )) متفق عليه."
بالقطع الله لا يحكم بين الناس حكم قطاعى ذنب ذنب فيحاكم على كل ذنب وإنما حكمه حكم عام يصدر بإعطاء الكتاب فى اليد اليمنى أو اليسرى ومن ثم لا يوجد شىء أول ,اخر فى ف=قضاء الله
وقال :
الإرهابي لا يقبل الله منه نافلة ولا فريضة
"عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) رواه أبو داود، والصرف: النافلة، والعدل: الفريضة، وقيل غير ذلك."
هل ذكرت الرواية الارهابى المزعوم أم ذكرت القاتل ؟
وقال
"الإرهابي يحول إرهابه بينه وبين دخول الجنة
عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
((من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة، كلما تعرض لباب من أبواب الجنة، حال الله بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل، فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه)) رواه الطبراني والبيهقي "
نفس المقولة الحديث يذكر القاتل وليس الارهابى المزعوم
ثم قال :
"الإرهابي لن يشم رائحة الجنة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما)). رواه البخاري واللفظ له، والنسائي إلا أنه قال: ((من قتل قتيلا من أهل الذمة))."
نفس الكلمة والحديث باطل فريح الجنة لا يقاس بمقياس زمنى لأنها حاليا فى السماء ونحن فى الأرض ومن ثم فالمقياس سيكون مكانيا وليس زمنيا
ثم قال :
"الإرهابي يكبه الله في النار
عن أبي سعيد و أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار)) رواه الترمذي
للإرهابي في النار أشد العذاب
عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ،قال( يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير حق فينطوي عليهم فيقذفهم في حمراء جهنم)) رواه أحمد والبزار."
الأحاديث فى القاتل المتعمد القتل بدون وجه حق وليس فى الإرهابى المزعوم
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية تحرم عليه الجنة
عن جندب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدر عبدي بنفسه، فحرمت عليه الجنة)) متفق عليه"
الحديث يتكلم عن رجل قتل نفسه ولم يقتل غيره فأى شبه بينه وبين الإرهابى المزعوم الذى يقتل نفسه وغيره؟
ثم قال :
"إرهابي العملية الانتحارية يتردى في نار جهنم
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم، يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم، خالدا مخلدا فيها أبدا)). متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)) رواه البخاري.:"
الرجل يستدل بمن قتلوا أنفسهم دون ان يقتلوا غيرهم على الإرهابى قاتل غيره فهل هذا استدلال صحيح
وأنهى الرجل كتابه بالمقولة التالية:
"هذا الذي سبق من وعيد شديد ينتظر الإرهابي الذي يسفك ويقتل ويدمر ويخرب ثم يزهق نفسه في عملية انتحارية، فيوقع البلاء والفتن والمحن في المجتمعات، ويتسبب في التنفير من الإسلام، والصد عن سبيل الرحمن، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا."
وقبل أن ننهى النقد أقول :
نحن لا نحيا فى مجتمع مسلم حتى نحكم بحكم الله فى المسألة فالمعتدى أولا هو من يعاقب فى الإسلام كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
والغالب إن لم يكن دوما هو أن من يعتدون هم الحكام
المفجرون على نوعين :
النوع الأول المظلومون الذين ضاقت بهم السبل فلم يعد أمامهم طريق إلا قتل أنفسهم وبعض الظلمة معهم أو قتل بعض الظلمة أو ضربهم كما حدث من موسى(ص) عندما ضرب الرجل من قوم فرعون فقتله وأراد قتل الثانى إلا أنه بين له الحقيقة وهو أنه مخلوق للإصلاح وليس للإفساد فى الأرض
النوع الثانى هو من لا يكون مظلوما ولكنه ينفذ الأوامر الصادرة له من القيادة دون بحث أى تمحيص وهذا النوع مثله مثل الجنود الذين ينفذون أوامر القيادة دون بحث أو تمحيص فهو نوع موجود عند الجماعات المعتدية وعند النظام الحاكم
وقد ناقش فيلم البرىء المصرى تلك القضية منذ أربعين سنة فعندما طلب من العسكرى سبع الليل تعذيب الإرهابى عدو الوطن والنظام فوجىء الجندى أن العدو هو الرجل الذى علمه الحق والخير الرجل الذى لم يعرف أنه ظلم أحد أو اعتدى على أحد ومن ثم كانت نهاية الفيلم أن الجندى قتل قادته لأنه يعرف الحقيقة وهى النهاية التى لم تعرض عند عرض الفيلم فى دور العرض واستعيض عنها بنهاية أخرى تتفق مع مصلحة النظام
على كل من يتحدث فى القضية أن يسكت إن لم يكن يظهر الحق والحقيقة ولا يناصر الظالمين الفجرة

الأحد، 28 أغسطس 2022

قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي

قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
المؤلف سالم العجمي والأم التى يتحدث عنها هى أم المؤمنين عائشة وقد استهلها بمقدمة إنشائية من قرأها سيظن من خلال لفظ أن حياتها أساطير أن الكتاب هجوم عليها وليس دفاعا عنها وفيها قال :
"وبعد00
أماه عذرا..فماذا أكتب عنك..؟
فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال؛لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء
هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟!
أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟
حاولت أن أكتب فيك شعرا.. فطأطأ الرأس وقام معتذرا، وحق له أن يعتذر،فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل ؟
ومن أين يأتي بالمعاني؛وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك..
أماه عذرا إذا ما الشعر قام على
سوق الكساد ينادي من يواسيني
مالي أراه إذا ما جئت أكتبه
ناح القصيد ونوح الشعر يشجيني
حاولت أكتب بيتا في محبتكم
يا قمة الطهر يا من حبكم ديني
فأطرق الشعر نحوي رأسه خجلا
وأسبل الدمع من عينيه في حين
وقال عذرا فإني مسني خور
شح القصيد وقام البيت يرثيني"
بالقطع هذه المقدمة مقدمة من يكتبها هم من يهولون الأمور ويعطونها أكبر من حقها فاللغة لا تعجز عن شىء وإنما العاجز هو من يكتب
وتساءل المؤلف عمن هى أمه وأجاب فقال :
"أتدرون من أمي..؟
هي أم المؤمنين .. عائشة بنت أبي بكر الصديق .. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين؛ قال تعالى: " وأزواجه أمهاتكم"0
أما يكفي أن النساء أمهات لمجموعة قليلة من البشر وهي ( أم المؤمنين).
فكم لها من الفضائل..فأيها أبدأ..؟!
وكم لها من المنازل العظيمة.. فكيف أصفها؟..
أليست هي التي يقول عنها صلى الله عليه وسلم :"فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"0"
والرواية المذكورة عن فضلها لم يقلها النبى(ص)لأنها تأجيج لنيران الكراهية بين الزوجات ولو قالها فسيقولها لها فى السر
وأى فضل للثريد وهو خبز بمرق على سائر الطعام وإنما فى روايات أخرى أنه كان يحب اللحم ؟
وتحدث عن حب المسلمين لها فقال :
"إن القلب حين يفيض محبة لأمه ؛فهذا دليل نقائه، وعندما يمتلئ غلا لها فهذا دليل حقده وزندقته ونفاقه0
ولأنها أمي وأمكم ؛سأذكر جوانب من سيرتها؛وهذا حق الأم على الأبناء البررة0 فلماذا يفخر الفجار بالكفار ؟؛ والزنادقة بالملحدين؟ ولا نفخر بأساس الطهارة؛ وعنوان العفة؛ المبرأة من فوق سبع سماوات مما رماها به المنافقون وورثتهم إلى عصرنا الحالي0
كانت أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فحين سئل:"من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قالوا: من الرجال؟ قال: أبوها"؛وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليحب إلا طيبا."
وهذا الكلام عن فضائل الرجال أو النساء لم يقله النبى(ص) لأنه يعمل على تكريه المسلمين والمسلمات فى بعضهم وأقصى ما يستطيع النبى(ص) أن يقوله عن أى مسلم أو مسلمة هو ما قاله الله :
"رضى الله عنهم"

وأما حب الرسول(ص) للطيب وهو المسلم فيتعارض مع حبه لبعض الكفار كما قال تعالى:
"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وحدثنا عن حب المسلمين لها وأنهم كانوا يختصونها بالهدايا دون زوجاته الأخريات فقال :
"وكان خبر حبه صلى الله عليه وسلم لها أمرا مستفيضا؛حيث إن الناس كانوا يتحرون بهداياهم للنبي صلى الله عليه وسلم يوم عائشة من بين نسائه تقربا إلى مرضاته؛فقد جاء في الحديث الصحيح: " كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة؛فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان. فذكرت أم سلمة له ذلك؛ فسكت فلم يرد عليها؛فعادت الثانية؛فلم يرد عليها؛فلما كانت الثالثة قال: "يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة،فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وهذا الجواب دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي،وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها"
وهذه الرواية لا تصح وغير مقبولة فلم تكن الهدايا لعائشة وإنما للرسول(ص) إن وجدت كما أن القول بنزول جبريل (ص) وعائشة أم المؤمنين نائمة مع الرسول(ص) فى لحاف غير ممكن لأن جبريل(ص) لن يطلع على عورة زوجة رسول مهما كان والحديث التالى ينفى هذه الحادثة لأن السلام من جبريل(ص) كان وهى غير موجودة مع النبى(ً9 فى الحديث الذى رواه العجمى فقال :
"وهي التي أقرأها جبريل عليه السلام؛السلام؛قال صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة: هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام0قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى مالا نرى يا رسول الله"؛ فهل يسلم جبريل إلا على من يستحق السلام؟؛وهل يسلم إلا على مطهرة نقية؛اختارها الله زوجة لنبيه؟ فهل من متفكر؟!"
وتحدث العجمى عن شدة حب النبى(ص) لها وهو كلام حتى لو كان حقيقيا فلن يظهره النبى(ص) من باب طاعته لقوله تعالى :
"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل "
فإظهار المحبة لواحدة دون الباقياتهو عصيان لأمر الله وطاعة للظلم
وتحدث العجمى عن علو صوتها على النبى(ص) وحجزه لأبيها عن ضربها دليل على تفضيله لها فقال:
"لقد تبوأت أمنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنها مكانة عالية في قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت أحب نسائه إليه..وكان بها لطيفا رحيما على عادته صلوات ربي وسلامه عليه ؛"استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم،فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ؟".
ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما،فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما"."
وهو كلام لا يستنبط منه ذلك لأن كل نساء النبى(ص) كن يصنعن معه مشاكل وصنع المشاكل كعلو الصوت ليس دليل حب وإنما دليل على أن الرجل يريد حل المشاكل بسرعة حتى لا تؤثر على بقية أعماله كحاكم للمسلمين وفى هذا قال تعالى :
"ترجى من تشاء منهن وتؤى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما أتيتهن كلهن"
ثم روى أحاديث باطلة عن تقبيل النبى(ص) لها وحدها وهو صائم فقال:
وقال أبو قيس مولى عمرو: بعثني عبد الله إلى أم سلمة: وقال :سلها أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم؟ فإن قالت : لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبلها وهو صائم، فقالت: لعله لم يكن يتمالك عنها حبا"."
وهذا ما يخالف حرمة فعل أى فعل من أفعال الجماع فى نهار رمضان
ثم قال :
وقالت عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرقه، ثم كان يأخذه ،فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي"
وهذه الأحاديث لو قسناها بناء على حديث عدم افشاء أسرار الحياة الشهوانية فالرسول(ص) لم يقلها فلا يصح أن تقول امرأة ذلك حتى ولو كانت أم المؤمنين لأحد
ثم قال :
"وكان صلى الله عليه وسلم يستأنس إليها في الحديث ويسر بقربها ويعرف رضاها من سخطها؛فقد قال صلى الله عليه وسلم لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية ،وإذا كنت علي غضبى0قالت: وكيف يا رسول الله؟قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد؛وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؛ قالت: أجل والله ما أهجر إلا اسمك"."
ثم قال :
"وكان يحملها على ظهره لترى لعب أهل الحبشة بالحراب في المسجد ويطيل حملها ويسألها.. أسئمت.. فتقول لا.. وليس بها حب النظر إلى اللعب؛ولكن لتعرف مكانتها عنده صلوات ربي وسلامه عليه0"
والحديث لم يحدث فلا مجال للعب فى المساجد التى أمر الله ببنائها لذكره وليس للعب فيها كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
وحدثنا عن وجوب احترام أمهات المؤمنين وهو واجب على المسلمين فقال :
"فهذه النصوص الصحيحة من صميم ديننا لا يكذب بها إلا المبطلون ومن في قلوبهم مرض والذين ارتابوا؛أما نحن معاشر المسلمين الذين نوقر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نحب من أحبه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم –لا سيما عائشة –أحب أزواجه إليه؛رأس الفضيلة.. ونبراس التقوى.. وقمة الورع0
فلو كان النساء كمن ذكرن
لفضلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
وما التذكير فخر للهلال"
وحدثنا العجمى عن الحكاية الأشهر وهى حكاية الإفك فقال :
"هذا ومن عقيدتنا أن عائشة مطهرة ؛ومن قول أهل الكذب والبهتان مبرأة؛ولا نشك بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يجعل تحت نبيه إلا مطهرة عفيفة مصونة0
هذا من صميم عقيدتنا..ومن زعم في عائشة غير هذا مما رماها به أهل البهتان؛كرأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول ووارثيه إلى هذا الزمان؛كرميهم لها بالفاحشة؛فهذا كافر بإجماع المسلمين؛"وغدا عند ربهم يجتمعون؛فيقتص المظلوم ممن ظلمه؛فيا ويح من كان خصمه محمد صلى الله عليه وسلم.."0فالله الموعد..
اللهم إني أشهدك أني أحب عائشة رضي الله عنها؛وأتقرب إليك بهذا الحب؛وأعده أرجأ أعمالي؛وأسألك حسن الجزاء الذي يليق بك0
كانت عائشة رضي الله عنها امرأة مباركة؛ما وقعت في ضيقة إلا جعل الله تعالى بسبب ذلك فرجا وتخفيفا للمسلمين؛ تقول رضي الله عنها:"خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، انقطع عقدي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء؛ فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه، فقالوا: ما تدري ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس؛وليسوا على ماء؛وليس معهم ماء!.
قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول،وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان النبي صلى الله عليه وسلم على فخذي؛فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم؛ فتيمموا0
فقال أسيد بن حضير : ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر!؛قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته ؛فقال لها أبو بكر حين جاء من الله رخصة للمسلمين: والله الذي علمت يا بنية أنك مباركة، ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر""
وحادثة الإفك فى القرآن عكس ما فى الروايات فهى لا تتحدث عن اتهام زوجة من زوجات النبى(ص) بالزنى ولا يوجد فيها ذكر للنبى (ص)ولا لإحدى زوجاته وإنما الاتهام فى القرآن هو لمجموعة من المسلمين والمسلمات بالزنى من خلال ما يسمونه تبادل الزوجات حاليا فلو كان هناك اتهام لامرأة واحدة ورجل واحد ما قال الله :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
وتحدث الرجل عن علمها وتفضيل الصحابة لها فى العطاء فقال :
"وكانت رضي الله عنها من أعلم الصحابة..
قال أبو موسى رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت موقرة من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنزلتها بين الناس؛نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر؛فقال له عمار: أغرب مقبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛وقال عمار:" إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"
أشهد بالله إنها لزوجته.
وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات.
وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها؛ من أحسن الناس رأيا في العامة؛ قال الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
وقال مصعب بن سعد: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما بال أقوام عميت أعينهم..وطمست قلوبهم أن يعرفوا لها قدرها؛فهل مثلها تخفى شمائله وطيب خصاله؟
وهل من شهد له هؤلاء النفر الأخيار بالعلم والتقى ؛تبقى في قلوبنا ريبة نحوه؛ولا نستشعر حبه؟!
أما إنه لا ينكر فضلها؛وزنة عقلها؛وطهارة قلبها؛وأنها حطت في الجنة رحلها؛لا ينكر ذلك إلا منافق مطموس القلب.. يمشي كالبهيمة العجماء.." أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"0
وحين أكتب عن ورع أم المؤمنين – عائشة رضي الله عنها – وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذ المعاني خجلا أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها..
لقد كانت رضي الله عنها رمزا في الكرم،وغاية في العظمة وسخاء النفس،كيف لا وقد تعلمتها ممن كان أصل الكرم والوفاء؛ ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟
بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم؛فما أمست حتى فرقتها، فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنا منها بدرهم لحما؟ فقالت: ألا قلت لي.
وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
وقال عروة –ابن أختها-:إن عائشة تصدقت بسبعين ألفا،وإنها لترقع جانب درعها0 رضي الله عنها...
تجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أغلى غاية الجود
"وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق؛فجعلت تقسم في الناس،فلما أمست؛ قالت: هاتي يا جارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت"
وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئا- وهي من هي –وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تود سماعه مخافة الفتنة..
"جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في الموت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن؛فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن،قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته،فقال عبد الله: يا أمه..إن ابن عباس من صالحي بنيك، يودعك ويسلم عليك.
قالت: فأذن له إن شئت ؛قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة؛إلا أن تفارق روحك جسدك0
كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء ،وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها؛ فأصبح الناس ليس معهم ماء ، فأنزل الله :" فتيمموا صعيدا طيبا"؛فكان ذلك من سببك،وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة ؛ ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد يذكر فيه اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار؛قالت: دعني يا ابن عباس فو الله وددت أني كنت نسيا منسيا".
وقال ابن أبي مليكة: إن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة فقالت: أخشى أن يثني علي ،فقيل: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له؛ فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتقيت، قال: فأنت بخير إن شاء الله،زوجة رسول الله ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء ؛فلما جاء ابن الزبير ،قالت: جاء ابن عباس وأثنى علي وودت أني كنت نسيا منسيا"
وكل هذا الحديث معظمه كلام روايات لا يصح معظمه فإما علمها فهو نتاج معاشرتها النبى(ص) سنوات طويلة وسماعها لما يقوله للناس خاصة مع قرب البيت من مدرسة التعليم فى جوار المنزل وأما التفضيل فى العطاء المالى فهو خروج على نص قرآنى لم يفعله الصحابة
أقصى ما يمكن قوله فيها وفى كل نساء النبى(ص) هو رضا الله عنهم وتطهيره لهن وتحدث عن حرمة ما يفعله البعض من اتهامها بالفجور فقال :
"رضي الله عنها قمة التواضع؛ ومنتهى الذلة لله؛وهي تعلم أنها من أهل الجنة؛ المحبوبة لخالقها سبحانه.
فالواجب علينا كمسلمين اعتقاد هذه العقيدة دون النظر لأقاويل المرجفين الدخلاء على ديننا وشرعنا ،فمن لم تكن أمه عائشة فلا أم له.
ويكفي أن الله سماها أم المؤمنين، هي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فمن لم تكن عائشة أمه فليس بمؤمن ،ومن تبرأ منها فحري به أن يحال بينه وبين جنان الخلد.
فإذا اعتقدت موالاتها ومحبتها؛ فاعلم أنك عملت عملا عظيما تستحق عليه الأجر من الكريم الذي لا يضيع أجر من احسن عملا..
واعلم أنه لا يحزن على عائشة إلا من كانت هي أمه؛وأما أولئك السقط المتهافتون وراء الإفك، الصادون عن الحق؛ الطاعنون في خير الخلق؛فإياك وإياهم؛واحذر طريقهم؛فإنهم يقودون إلى الهاوية؛والتبرأ من خير البشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وموالاة كل كافر وفاجر0
فقم أيها القارئ واقرأ سيرة سلفك الأطهار؛ وعش معهم ؛ وهل الدمع على الدين الذي كانوا ينعمون به،والأخلاق التي يتصفون بها؛لعل ذلك أن يكون سبب رحمة الله لك0
فإذا طويت الصفحات.فتذكر قول القائل:
الله يشهد ما قلبت سيرتهم
يوما..وأخطأ دمع العين مجراه"
وبالقطع كل من يتهم أم المؤمنين بذلك الاتهام الخطير لا يدرى أنه يتهم الرسول(ص) اتهاما خطيرا بالدياثة ولا يدرى أنه يتهم الله نفسه بالغفلة والجهل عندما ترك تلك المرأة فى عصمة النبى(ص) ومن ثم لا شك فى أن كل من يجرحها بهذا الاتهام هو كافر أيا كان