السبت، 18 مايو 2024

الميسر والقمار فى القرآن

الميسر والقمار فى القرآن
موضوعنا الميسر وهو القمار وقد زعم أحدهم أنه من الموضوعات التى لم يتكلم فيه الفقهاء بالتفصيل فقال فى إحدى محاضراته :
"هذا الموضوع ألا وهو الميسر والقمار -وسيأتيك الفرق ما بين القمار والميسر إن شاء الله تعالى- هذا الموضوع نادر من كَتَبَ فيه من علماء الشريعة وكَتَبَ فيه كتابات محررة، بل تجد أن الكلام الشرعي فيه متفرق بين كتب كثيرة، ولا تكاد تجمع صورا واضحة جدا إلا بمزيد تحقيق ونظر؛ وذلك لغموض هذه المسألة بعض الشيء على كثير ممن كتب، لهذا نقول أن المؤلفات في الربا تجد أنها عشرات، ولكن المؤلفات في الميسر والقمار تجد أنها نوادر، حتى لا تكاد تجد منها ما هو بعدد أصابع اليد الواحدة مما فيه تحقيق أو تحرير"
ولا يمكن فى ظل الجهل النوعى بكل كتب التراث الموافقة على تلك القلة فقد تكون هناك كتب لا نعرفها وقد قرأت بعض من الكتب التى جمعت فيها روايات عن الميسر والقمار
وزعم المحاضر أن تحريم الميسر مثله مثل الخمر كان تدريجيا فقال فى تلك المحاضرة :
"الميسر -وهو موضوع هذه المحاضرة- والقمار جاء في القرآن تحريمه متدرجا؛ فنُهي عنه في أول الأمر ونُبِّه على بشاعته، ثم بعد ذلك نزل تحريمه، قال جل وعلا في سورة البقرة { يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } [البقرة:219]، وقال جل وعلا في سورة المائدة { إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ } [المائدة:90-91]، ففي الآية الأولى بين جل وعلا فيها نفع، ولكن إثمها كبير (فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) فيها منفعة؛ فيها منفعة اقتصادية بعض الشيء لمن يكسب، فيها منافع في إدارة المال من غير تعب ولا كد، في الميسر منافع فيما يكون من إفادة بعض المحتاجين في بعض صوره التي كانت في الجاهلية، نعم فيها منافع للفقراء؛ لأن بعض صور الميسر كانت لنفع الفقراء عند أهل الجاهلية؛ لكن إِثْمُهَا (أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما)، فإثم الميسر أكبر لما؟ لأن الميسر فيه قعود عن العمل، والشريعة جاءت بحثّ الناس على العمل، وعلى الانتشاط، وعلى تقوية الأمة، وأما الميسر فهو انتقال للمال من غير كد ولا تعب؛ يعني في بعض صوره، أو نقول القمار انتقال للمال من غير كد ولا تعب، وذلك لا يهيئ ما تطلبه الشريعة من تقوية الأمة وانتشار الناس وتنمية أنواع الصناعات، وتقوية الأمة بما فيه إعداد للقوة، كذلك فيهما إثم لأن مبنى الميسر على أكل أموال الناس بالباطل، والشريعة جاءت بحفظ المال، وجاءت بدفع الظلم، والله جل علا أمر بالقسط، وحرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما، وكل مسألة فيها ظلم فهي محرمة في الشريعة، ثم قال جل وعلا في سورة المائدة (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ) رجس يعني خبيث، يعني أن هذه خبيثة فالميسر من ضمنها فهو خبيث، ثم وصفه بوصف ثاني فقال (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ) وكونه من عمل الشيطان هذا مما يوجب على المؤمن أن يبتعد عنه؛ لأجل أنه وصف بكونه من عمل الشيطان، لهذا قال العلماء دلت آية المائدة على تحريم ما ذكر فيها من الخمر والميسر بعدة أوجه من التحريم منها:
أنه وصفه بأنه رجس.
والثاني وصفه بأنه من عمل الشيطان.
والثالث أمر باجتنابه فقال (فَاجْتَنِبُوهُ) هذا أمر، ثم قال في آخرها (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) يعني انتهوا في قول كثير من أهل التفسير، وقال بعضهم قوله (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ) أورده مورد السؤال لأنه أبلغ من الأمر المباشر، كما هي القاعدة المقررة عند اللغويين والبلاغيين في الفرق ما بين التعبير في الأمر ما بين الخبر و ما بين الأمر المباشر؛ فالخبر والاستفهام فيه بما يراد به الأمر إذا عُدل عن الأمر إليه فإنه يدل على أنه أبلغ وأشد في الأمر به."
قطعا أسطورة التدرج فى تحريم الخمر والميسر تتناقض فى كون الإثم محرم ومن ثم فالآية الأولى بقولها :
"وإثمهما أكبر من نفعهما " حرمت على الفور الاثنين لأن الله حرم الآثم أو الآثام كلها فقال :
" وذروا ظاهر الإثم وباطنه "
فطلب الذرو وهو الترك يعنى الحرمة من البداية
وفرق المحاضر بين الميسر والقمار حيث اعتبر القمار بعض من صور الميسر فقال :
"ما الفرق بين الميسر والقمار؟
هذه كلمة تعمل كثيرا ميسر ومن القمار، العلماء اختلفوا في ذلك اختلافا كبيرا، والحاصل أن لهم قولين في ذلك:
1. الأول: أنّ الميسر والقمار مترادفان؛ فكما أن الميسر يكون في المعاوضات المالية، وغير المعاوضات المالية، فكذلك القمار يكون عن عوض المال، وعن غير عوض المال.
2. وقال آخرون: لا؛ الميسر ثَم فرق بينه وبين القمار في نوعه:
? فإن القمار: مغالبة ومخاطرة -كما سيأتي تفصيل المعنى- مغالبة ومخاطرة فيها المال. وأما الميسر: فإنه يشمل كل أنواع المخاطرة بالتعريف الذي سيأتي، مما يكون معاوضة، أو يكون رِهانا، أو يكون معاملة، ولهذا -كما ذكرت لك- قد يكون في الميسر مقابلة المال، وقد لا يكون، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله تبعا لشيخ الإسلام ابن تيمية قال: "السلف كانوا يعبِّرون بالميسر عن كل ما فيه مخاطرة محرمة، ولم يشترطوا المال في الميسر"، وهذا كما قال الإمام مالك الميسر نوعان: ميسر لهو وميسر مال.
إذا تبين لك ذلك، يظهر أن الميْسر يختلف عن القمار -كما ذكرت لك- من أن القمار ما فيه مخاطرة وغرر المال وأما الميسر فأعم من ذلك.
فإذن الميسر عام والقمار بعض صوره أو أحد شقيه عند أكثر أهل العلم."
وما يهمنا هو أن الكلمتان تستعملان بمعنى واحد حاليا ومن ثم لن نفرق بينهما وأما معنى الميسر وهو القمار فهو :
لعب يكون فيه خاسر وكاسب أو خاسر وكاسبون أو خاسرون وكاسبون على حسب بدون سبب مباح للكسب أو للخسارة
واللعب كلها محرمة لأنها أخذ لأموال الناس بالباطل وقد تحدث المحاضر عن احلال بعض اللعب كالرهان على شىء مستدلا برواية لم تحدث وهى :
"لما نزل قول الله جل وعلا { الم غُلِبَتْ الرُّومُ في أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ } [الروم:1-4]، فكان المسلمون يفرحون بنصرة الروم على الفُرس، وكان المشركون بنصرة الفُرس على الروم، فلما نزلت الآية وكانت الدائرة للفرس، تراهن أبو بكر مع أحد المشركين، فقال أحد المشركين ستغلب فارس أو غلبت فارس. فقال أبو بكر - رضي الله عنه - بل الروم ستغلب. وراهنه على مال، وكسب المالَ أبو بكر - رضي الله عنه –"
كما أجازوا الرهان فى الخف والنصل والحافر برواية :
«لا سَبَقَ إلاّ في خُف أوْ نَصْلٍ أوْ حَافِرٍ»
ولا يوجد استثناء فى الآية لأى شىء من الميسر وهو الخسارة والمكسب بدون سبب أباحه الله
وتحدث المحاضر عن أمور اعتبرها جديدة مثل:
تبرع التاجر بسلعة ما أو مال ما لمن اشترى قدرا معين أو لمن اختير فى القرعة وهذه الصور ليست من القمار أو الميسر فهى عملية ترويج للسلع وغالبا التاجر لا يدقع شىء من جيبه كتبرع لأنه تلك التبرعات مدفوعة من جيوب الزبائن وهم الشراة كمكسب والتبرع وهو الهبة مباح على عكس الميسر الذى يكون فيه الطرفان أو الأطراف كلهم يظنون المكسب كما يظنون الخسارة فهم لا يتبرعون من أنفسهم بينما التاجر متبرع من نفسه
وأما الآيات التى ورد فيها ذكر الميسر فى القرآن فهى:
"يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون"
يبين الله لرسوله(ص)أن المسلمين يسألونه عن الخمر والميسر والمراد يستفهمون منه عن حكم الخمر وهى كل مادة تغيب العقل يتناولها الإنسان بأى طريقة وحكم الميسر وهو القمار أى اللعب على مال بحيث يكون فيه كاسب وخاسر،ويطلب الله من رسوله(ص) أن يجيب فيقول فيهما إثم كبير أى فى تناول الخمر ولعب الميسر ذنب عظيم وهذا يعنى حرمة تناول الخمر وحرمة لعب الميسر ،وإثمهما أكبر من نفعهما أى ومضارهما وهى إيقاع العداوة بين الناس والبعد عن ذكر الله مصداق لقوله تعالى بسورة المائدة "إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة"أعظم من نفعهما وهو المال لصناع الخمر ومديرى أماكن الميسر ومن ثم فعملهما حرام ،ويبين الله لرسوله(ص)أن المسلمين يسألونه ماذا ينفقون أى ماذا يعملون فى حياتهم ؟ويطلب منه أن يجيب قائلا :العفو وهو ترك الكفر وطاعة الإسلام ،ويبين لنا أنه يبين لنا الآيات وهى أحكام الوحى والسبب لعلنا نفكر أى لعلنا نفهم فنطيع هذه الأحكام
"يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"
يبين الله للذين أمنوا أى صدقوا بوحى الله أن الأشياء التالية رجس من عمل الشيطان أى شر من عمل الكافر ولذا هى محرمة عليهم:
-الخمر وهى المغيبات التى تجعل الإنسان لا يدرى ما يقول أو يفعل .
-الميسر وهو المال الناتج من طريق اللعب بأى شىء فيكون هناك كاسب وخاسر.
-الأنصاب وهى الأصنام.
-الأزلام وهى التقسيمات المعتمدة على الحظ فيكون فيها كاسب وخاسر.
ومن ثم يطلب منهم أن يجتنبوها أى أن ينتهوا عنها والمراد ألا يعملوها والسبب حتى يفلحوا أى يفوزوا برحمة الله.
"إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون"
يبين الله للمؤمنين أن الشيطان وهو الشهوة فى نفس الإنسان أى الكافر تريد أن توقع العداوة أى البغضاء بينهم والمراد تحب أن تصنع بينهم الكراهية وهى المقت فى الخمر والميسر والمراد تضع الخلاف بينهم بسبب المخدر المغيب للعقل والقمار وأيضا تصدهم عن ذكر الله والمراد وتبعدهم عن طاعة آيات الله مصداق لقوله بسورة القصص"ولا يصدنك عن آيات الله" وفسر الله الذكر بأنه الصلاة وهى الدين فشارب الخمر أو لاعب الميسر منشغلين عن الطاعة أولهما لأن عقله ليس موجودا والثانى منشغل بما كسبه أو خسره ومن ثم لا يطيعان الأحكام الواجبة عليهما ،ويسألهم الله فهل أنتم منتهون أى فهل أنتم مبتعدون عنهم ؟والغرض من السؤال إخبارنا بوجوب تجنب شرب الخمر ولعب الميسر الأخرى معها من ميسر وغيره هى فسق أى كفر بالإسلام

 

الجمعة، 17 مايو 2024

قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا

قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا
صاحب المقال منال عبد الحميد وهو يدور حول امرأة أو مخلوقة لم يعرف القوم فى أبخازيا لغتها فادعوا أنها ليست بشرية وفى مستهل مثاله تحدث الباحث عن مجموعة من العلوم السيئة السمعة ومنها علم الخيمياء وهى علوم تتعلق بقدرات ومعجزات لا وجود لها منذ زمن طويل فقال :
"من ضمن قائمة العلوم توجد مجموعة تُعرف بأنها (علوم مثيرة للجدل)، أو(سيئة السمعة)، أو بمعني آخر لا تؤخذ على محمل الجد .. ببساطة تعتبر علوما زائفة، ومجرد ترهات وأساطير متسترة بثياب العلمية والمنهجية!
من ضمن هذه القائمة كان علم (الخيمياء) قديما، والذي أنحرف إلي البحث في خرافات ممجوجة، في نظر العلم، كالبحث عن حجر الفلاسفة (أو أكسير الخلود) وتحويل المعادن الرخيصة إلي ذهب، وفي عصرنا الحاضر تدرج علوم مثل: التنجيم، اليسينكووية، الجرافولوجي، الطب البديل، الزينوغلوسي (التعجم) ضمن قائمة العلوم الزائفة التي تعني ببساطة (علوم تقدم فروض معينة دون أن تقدم، في المقابل، أية أدلة يمكن فحصها بالوسائل العلمية المنهجية التقليدية أو المحدثة وتثبت وضمن هذا العالم الغامض يقع علم مثير للجدل، مثلما هو شيق ومنشط للخيال، وهو علم (الكريبتوزولوجي) وهو مصطلح يشير باختصار إلي الجهود المبذولة للعثور على الكائنات الخفية!
الكريبتوزولوجي: المخلوقات التي لا نراها لكننا نؤمن بوجودها!
كريبتوزولوجي: علم البحث عن الكائنات التي لا دليل على وجودها!"
وتلك العلوم التى تحدث عنها الباحث ليست سوى أضاليل وجهل ينشره أهله لخداع الناس والحصول على أموالهم وللحصول على الشهرة لأنها كلها تتعلق بآيات والمراد معجزات وقد منع الله إرسالها من زمن أخر الأنبياء(ص) فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"

وعرف الرجل الجهل فقال :
"يتألف اسم الكريبتوزولوجي من مقطعين يونانيين (crypto kryptos) وتعني خفي أو غير منظور، و zoology وتعني علم الحيوان، فيكون المعني العام للمصطلح هو(دراسة الحيوانات الخفية) أو غير المنظورة أو المعروفة.
هذا العلم، الذي يعتبره العلماء المنهجيون علما زائفا يشبه الخرافات والأساطير، يحاول أن يجيب على السؤال التقليدي:
هل توجد مخلوقات على الأرض لا يعرفها الإنسان ولم يكتشفها بعد؟!"
قطعا دراسة ما لا يرى كما قال الرجل هو جنون فكيف ندرس حيوانات لا نراها ولا يمكن لنا أن نحس بها بأى وسيلة من الوسائل ؟
فلكى تدرس أى شىء لابد من الاحساس به من خلال أى حاسة جسدية وهنا لا توجد أى حاسة تحس بهذا الحيوان الخفى
وفرق الرجل بين دراسة المجهول الذى له وجود غير معروف ولكن يتم العثور عليه وبين هذا الخفى فقال :
"وهنا يجب أن نفرق بين الكريبتوزولوجي بمعناه الواسع، وفكرة البحث عن فصائل وأنواع جديدة من الحيوانات والطيور والحشرات والأسماك وخلافه، فهذا المعني الأخير يعتبر علما منهجيا سليما ويذهب كل جزء فيه ويندرج ضمن قائمة علوم (محترمة) يعترف بها الجميع"
وتحدث الرجل عن أن موضوع المقال هو المخلوقات الغامضة ذاكرا بعضها فقال :
" أما موضوعنا اليوم فهو يخص المخلوقات السحرية أو الغامضة، التي يرفض العلم وجودها ويعتبره خرافة مثل: ذو القدم الكبيرة، وتشوباكابرا، وأشباه الإنسان (التي يفترض تطورها وانقراضها بالكامل) والديناصورات الناجية كعلم، له أصوله، برغم عدم الاعتراف به"
وتحدث عن أحدهم وهو برنارد هو فلمانز وضع أسس علم الحيوانات الخفية فقال :
" تخلصت الكريبتوزولوجيا من ضباب الأساطير، ووضعت لها قواعد مبدئية على يد " برنارد هوفلمانز "، الفرنسي البلجيكي، وهو بحق مؤسس علم الكريبتوزولوجي، ورائده الأول، وله كتاب شهير يحمل اسم (على مسار المخلوقات المجهولة) والذي صدرت طبعته الأولي الفرنسية عام 1955 م بعنوان (Sur la Piste des Bêtes Ignorées) ، ثم لم تلبث أن وجدت نجاحا كبيرا، وتمت ترجمة الكتاب وإعادة طباعته عدة مرات بعد ذلك، أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه وضع مؤلفه في مكانة عليا جعلته يحصل دون منازع، على لقب (والد علم الكريبتوزولوجي).
برنارد هوفلمانز: أول من أعتبر البحث عن المخلوقات الخفية علما ووضع له أصول ولكن كتاب " هوفلمانز " لم يضمن لعلمه الوليد اعترافا من قبل العلماء التقليديين، لأن هذا العلم ظل، حتى الآن، يفتقد لذلك الأمر المطلوب بشدة: دليل علمي ملموس!
وبغض النظر عن الجدالات العلمية والفلسفية بين علماء (المخلوقات الخفية) والعلماء المنهجيين التقليديين، ذوي القواعد الصارمة، فإن أساطير وحكايات معظم الشعوب، إن لم يكن كلها، قد تضمنت إشارات لمخلوقات وأجناس من الطير والحيوان غير تقليدية، وتكاد تكون نادرة بشدة، وتقريبا كل الشعوب لديها (مخلوقاتها الخفية) الخاصة بها."
السؤال على الفقرة السابقة للباحث :
أى علم هذا الذى يضع أسس لِأشياء لم يراها؟
فلكى تضع علما لابد أن تدرسه بحواسك وفكرك وهنا لا حواس ولا فكر وإنما أوهام
وحدثنا عن مخلوق لم يراه أحد ولا يمكن العثور عليه يدعى الألماس فقال :
"الألماس شبيه البشر / شبيه القرد!
هو مخلوق ينتمي لفصيلة اشباه البشر إذا ارتحلنا شرقا، مخترقين آسيا القارة الجبارة بمساحاتها الشاسعة وغاباتها وأقاليمها الموسمية الواسعة الامتداد، ويممنا صوب العالم التركي / المغولي، لوجدنا إشارة إلي مخلوق غريب يسمونه مخلوق الألماس (Almas / Alb?s) ، وهو مخلوق ينتمي لفصيلة (أشباه البشر)، ويصنف ضمن قائمة (إنسان الوحش)، الفصيلة الخيالية المشكوك في وجودها بشدة، والتي تضم أيضا الياتي وذو القدم الكبيرة Bigfoot وغيرها، والألماس مخلوق صغير الحجم نسبيا، وأقرب في صفاته إلي البشر، المفروض أنه ينتشر في وسط وغرب آسيا من منغوليا وحتى القوقاز.
ووفقا للشهادات المسجلة، لمن أدعوا أنهم ألتقوا بمخلوقات ألماس، فإن هذا الكائن وسط في صفاته الجسمانية بين الإنسان والقرد، منتصب القامة، يغطي الشعر جسده، عدا الوجه والكفين، وهو مخلوق نباتي في غالب الحالات، وإن كان بإمكانه تناول أي شيء متي أعوزه الحصول على الطعام.
الألماس مخلوق شبه بشري محير وملغز واول الشهادات المسجلة حول رؤية مخلوق الألماس جاءت من طرف البافاري يوهان شيلتبيرجر Johann (Hans) Schiltberger ، الذي خدم في جيش ملك هنغاريا " سيجسموند "، وحارب معه ضد العثمانيين في موقعة نيكوبوليس Nicopolis ، التي جرت عام 1396 م، ولكنه أصيب وتم أسره من قبل الأتراك، الذين اصطحبوه معهم إلي أجزاء من وسط آسيا، وهناك سجل الرجل الألماني مشاهدته لمخلوقات نصف بشرية لها فراء بني مائل للاحمرار وأنوف مسطحة وجبهات بارزة، وكما يفترض فإن هذه المخلوقات مألوفة تماما لسكان بامير والقوقاز وجبال ألتاي، وحتى أن ثمة علاقات تبادل تجاري بين السكان المحليين وكائنات الألماس التي تسكن فيما يشبه القري بعيدا في الأدغال .. ووفقا للشهادات فإن هذا المخلوق له رسوم تسجل وتؤكد وجوده في مؤلفات وكتب طبية تبتية، توثق صفاته، بجانب مخلوقات أخرى حقيقية تماما، ولا تزال تتجول في تلك الأنحاء، فلماذا تعتبر سائر المخلوقات الأخرى حقيقية بينما الألماس وحده يعتبر مخلوقا أسطوريا؟!
تعددت مشاهدات كائنات الألماس من قبل عدة أشخاص متفرقين، وفي مناسبات مختلفة، منهم مشاهدة " درودجي مايرن " 1937 م، والروسي " إيفان إيفلوف "، التي جرت في جبال ألتاي، 1963 م.
أما أكثر المشاهدات غرابة فهي التي كان عدد الشهود فيها كبيرا بعدد جنود فرقة عسكرية بأكملها! حدث هذا 1925 حينما قام القائد الروسي ميخائيل ستيفانوفيتش توبيلسكي Mikhail Stephanovitch Topilski وجنوده بمطاردة بقايا المناوئين للثورة البلشفية، والذين أتخذوا من جبال البامير وكرا لهم، حيث هاجمتهم مخلوقات شبيهة بالبشر والقرود في نفس الوقت، وفي أحد الكهوف، التي تم نبش الركام فيها، وجدت جثة مخلوق يصفها صاحب الشأن نفسه قائلا أنه، أي المخلوق، كان مغطي بالشعر، برغم أنه لم يكن قردا، فلا توجد قرود في تلك المنطقة، وأنه كان ذكرا بطول 5 أقدام ونصف، وقد بدا أنه مسن لانتشار الشعر الأبيض على جسده، وقد قام الطبيب المرافق للحملة بقياس وفحص الجثة وتأكد من كونها لمخلوق غير بشري، لكنه في نفس الوقت لا ينتمي إلي أية فصيلة معروفة من القرود أو أشباه القرود!
(ملحوظة: القصة المنتشرة على الإنترنت، بمحتواها الإنجليزي والعربي، ملتبسة جدا، وتبدو كلها منقولة نقلا حرفيا عن مصدر واحد، ولذلك تبدو بعض المعلومات فيها غير موثقة، وعند البحث عن اسم القائد الروسي المذكور، بالإنجليزية والروسية، لا نصل إلي معلومات تؤكد هذه القصة من أساسها، وأقرب شخصية للاسم المذكور في تلك القصة Mikhail Stephanovitch Topilski ، لا يوجد في تاريخها شيء يخص حملة في البامير، وشخصية أخري لعالم بيولوجي توفي عام 1903 م أي قبل حدوث القصة المزعومة بأكثر من عشرين عاما!).
وقد تكررت هذه المشاهدات المتنوعة، وارتبطت غالبا برحالة أو مغامرين أوربيين، وإن كانت كافة تلك المشاهدات تجمعها كلها صفة واحدة أنه لم تسجل صورة أو وثيقة واحدة تؤكد حدوثها فعلا!"
قطعا لم يعثر على جثة الألماس كما قال الرجل وكل ما يقال عبارة عن أضاليل وباعتراف صاحب البحث أن الروسى المذكور لا وجود له فى السجلات الرسمية هو ولا حملته العسكرية
وتحدث عن زانا وهى امرأة بشرية سوداء لم يعرفوا لغتها ولا هى فهمت لغتهم واستغلها بعضهم فى الجماع فأنجبت منهم أولاد بشريين والبشر لا يمكن لهم أن يولدوا إلا من بشر كما قال تعالى :
"انكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم "
وقال :
" الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها"

وحكى الباحث الحكاية فقال :
"الزوجة المتوحشة للرجل الثري: أم القبيلة شبيهة الإنسان!
أشهر قصة من قصص كائنات الألماس هي قصة زانا zana ، وهي أنثي من مخلوقات الألماس يتداول سكان قرية تخينا الواقعة على ضفة نهر موكفي، بأبخازيا، قصة أسرها من قبل السكان المحليين في منطقة أوتشامشير Ochamchir شرق ساحل البحر الأسود، وقد كانت برية تماما، بساقين وذراعين مفتولة العضلات، وجسد قوي مغطي بالشعر وأضخم من قياسات الإنسان العادي، وقدرة كبيرة على مقاومة البرد، وقد أتي بها صيادوها إلي أحد أعيان تخينا، المسمى إديجي جينابا، والذي وفقا للأسطورة، أبقاها في رعايته لمدة ثلاث سنوات، حيث ظلت تعيش في زريبة يحيطها سياج من الأشجار، وكان يتم إلقاء الطعام لها، حتى هدأت طباعها الوحشية، وبدأت تتعلم بعض المهارات البسيطة مثل طحن الذرة وحمل الماء، كما أنها أدمنت شراب نبيذ الكرمة،، ومن ثم تُركت لها بعض الحرية، التي انتهت بأن أنجبت زانا أطفالا من شخص مجهول في القرية، ربما كان مالكها " جينابا " فقط، أو هو ومعه آخرون، وقد ولدت زانا أطفالها، ولكنها بالطبع لم تكن قادرة على رعايتهم، وقد تسبب مسلكها الفطري الغريزي، في تغطيس الصغار فور ميلادهم في النهر في موت أربعة منهم، ولم يتبقى من أطفال " زانا " الثمانية سوي أربعة فقط، ولدان وبنتين، وأشهرهما الابن والابنة اللذين قيل أنها ابن مالك " زانا "، " خويت "، " خفيت "، وغاماسا "، واللذين ربتهما زوجة أبيهما، المفترض، لكنهما لم يحملا اسم العائلة، اما الطفلين الآخرين فقد نشئا في منزل شخص آخر.
بورشنيف: بحث عن زانا فوجد ابنها وقد تميز أطفال زانا ببشرة داكنة وقوة جسدية غير اعتيادية، مع طبيعة حادة نزقة عصبية، ولكن بقيت زانا، التي تلقب بالغولة، بقية عمرها غير قادرة على تطوير مهارة الكلام، بعكس أبنائها، وتوفيت وفقا لشهادات عجائز القرية في عام 1890 م. بقيت ذكري قصة " زانا " حية، يتداولها سكان قرية من كبار السن، وهم أنفسهم من أدلوا بتلك المعلومات، كما وصفوا الجنازة التي أقيمت للمخلوقة المتوحشة، حين توفيت في أواخر القرن التاسع عشر، وكافة هذه المعلومات المثيرة قيلت للباحث الروسي " بوريس بورشنيف " Boris Porshnev ، الذي كان مؤرخا ومتخصصا في العلوم الاجتماعية ومهتما بأصول الإنسان.
هذه المعلومات أذكت حماس العالم السوفيتي الذي حاول العثور على قبر " زانا " بمساعدة بعض سكان القرية ممن يعرفون مكان القبر على وجه التقريب، لكنهم، وبديلا عن قبر الأم، وجدوا قبر ابنها المسمى " خويت " Khwit" الذي توفي عام 1954 م وهو في السبعين من العمر.
وساعد نبش بقايا ابن زانا على إثبات بعض الصفات غير المنتشرة في بقية السلالات التي تعيش في تلك المنطقة، إلا أنها لا تزال بعيدة جدا عن وصفها بأنها صفات حيوانية أو شبه بشرية، أو كما قال فريق البحث بالضبط (إنها جمجمة كائن نصفه بشري ونصفه الآخر غير معروف النوع)!.
وقد ألتقي " بورشنيف " بأحفاد زانا، حيث لاحظ القوة الاستثنائية التي يتمتعون بها، حتى أن حفيدها المسمى " شاليكولا " Shalikula ، بلغ من قوة فكيه أنه كان قادرا على أن يرفع بهما مقعد بالرجل الجالس عليه!
وقد اعتبرت " زانا " واحدة من مخلوقات البيج فوت، أو الياتي، الأسطورية، التي تنتشر قصصها كثيرا في تلك الأصقاع من وسط وغرب آسيا، كما ظن البعض أنها يمكن أن تكون نسخة حية نادرة من إنسان نياندرتال Neanderthal المنقرض بيد أن البعض الآخر يري أن الأمر قد ذهب أبعد مما يمكن الوصول إليه، وأن بشرة أحفاد " زانا " الداكنة قد تحمل تفسيرا آخر، أقرب وأكثر منهجية، لقصة الغولة " زانا "، وهكذا فقد قدموا البديل الذي يبدو أكثر إقناعا وأقرب للتصديق.
هل زانا ليست إلا امرأة أفريقية؟!
قصة " زانا " نالت اهتماما كبيرا على مدى فترة زمنية طويلة، ولم يكن بروفيسور " بورشنيف " آخر من أولى عنايته إلي تلك القصة الغامضة وأنكب على دراستها، ومحاولة إيجاد تفسير مقبول وعقلاني، حتى وإن كان مخالف لقناعات العلم المنهجي، لها، عوملت " زانا " دائما كواحدة من مخلوقات شبه بشرية، كامرأة متوحشة تنتمي لجنس فيه من صفات الحيوانية والبرية أكثر مما فيه من صفات بشرية وإنسانية .. لكن هل كل هذا صحيح فعلا؟!
هل " زانا " مخلوق غير / نصف بشري؟!
الإجابة شغلت عقل البروفيسور الشهير " برايان سايكس " Bryan Sykes ، أستاذ الوراثة البشرية في أكسفورد والخبير العالمي في مجاله، وصاحب مجموعة مؤلفات شهيرة ومتفردة مثل كتابه (سبع بنات لحواء) 2002، و(لعنة آدم: مستقبل بدون رجال) 2003 م، وكتاب (دماء الجزر)، 2006 م، وأخيرا مؤلفه الذي يعنينا في موضوعنا اليوم، وهو كتاب (طبيعة الوحش) والذي صدر في عام 2015 م
برايان سايكس: استهوته قصة زانا فجد في البحث خلف أصل ذلك اللغز كمؤلف مثير للجدل، مثلما هو متمكن وموسوعي تماما في تخصصه الذي كرس له حياته، قرر " سايكس " أن أسطورة (الغولة زانا) جديرة باهتمامه، ولسابق خبرته في فحص الحمض النووي لبقايا الأسرة القيصرية الروسية (أسرة القيصر نيكولاي رومانوف التي أغتالها البلاشفة)، فقد عكف البروفيسور المرموق على استجلاء هذا اللغز الجديد، وبعد متابعة من تبقي من ذرية (الغولة) في أصقاع آسيا، تمكن " سايكس " من الاتصال بستة ممن يعدون من سلالتها وقام بالحصول على عينات من لعابهم لتحليليها، وكذا قام بمطابقة أسنان من أحد أبنائها المتوفين، وهكذا حصل على نتيجة مبهرة وهي أن " زانا " تنتمي إلي غرب أفريقيا.
أي أنها يمكن أن تكون امرأة أفريقية سمراء، مجرد امرأة إفريقية وربما تم أسرها أو اختطافها، بوسيلة ما، وإحضارها إلي هذه المناطق النائية، وربما كانت ضحية لنوع من تجارة الرقيق السرية غير المشروعة، تلك كانت مجموعة فروض قائمة ومحتملة للنقاش بشدة .. لكن لحظة واحدة!.
فبحث " برايان سايكس " لم يحل اللغز كما نتصور، بل زاده تعقيدا، فجينات " زانا " نعم مائة بالمائة تنتمي إلي غرب إفريقيا، لكنها في نفس الوقت لا تخص السلالات البشرية التي تعمر تلك النواحي الآن!!
وبمعني آخر فإن المرأة الأسطورية ليست من سلالة البشر الهوموسابيان، التي ينتمي إليها جميع البشر منتصبي القامة الحديثين، بل هي من سلالة أخري (شاذة) أو(نادرة) أو(غير معروفة)!!
نتائج البحث الغريبة تتصدر الصحف: هل يمكن أن تكون " زانا " كائن غير بشري أصلا؟!
إذن فلم يتم فك الطلسم بعد، ولا زال لغز " زانا " قائما يبحث عمن يقدم له حلا نهائية مدعما بأدلة لا يمكن دحضها .. أو ليست محاطة بالشك والغموض والبهتان!
من أين أتت " زانا " إذن: فإن كانت من سلاسة سكان منطقة غرب ووسط آسيا فكيف تختلف صفاتها، وصفات نسلها الوراثية، عن بقية الأشخاص والأجناس التي لا تزال تعيش هناك الآن؟!
وإن كانت حقا، وتبعا لنتائج دراسات بروفيسور " سايكس "، من أصل غرب إفريقي، فكيف جيء بها من هناك، وما هي السلالة أو المجموعة البشرية التي تنتمي إليها .. هل يمكن أن تكون " زانا " امرأة من شعب صغير مجهول له صفات وراثية مختلفة عن بقية سكان إفريقيا؟
سارة " سارتجي " بارتمان: هل يمكن أن تكون زانا ضحية صفات جسمانية مختلفة مثلها؟
ولعلنا هنا نتذكر مأساة أخرى ارتبطت بصفات بشرية غير شائعة، وهي قصة المرأة الإفريقية المسكينة " سارتجي بارتمان " Saartjie Baartma ، والتي تعرضت لأسوأ انواع المعاملة والمتاجرة بها، بسبب اختلاف صفات جسدها التشريحية وتمتعها بشكل معين منتشر في قبيلتها (خوي خوي)، فيما هو معروف بدولة جنوب إفريقيا الآن، وكيف تعرضت للامتهان وجري عرضها للعامة في السيرك، كحيوان غريب، لمجرد كونها تمتلك مؤخرة أكبر مما يجب!
وبالمثل إن كانت " زانا " فعلا ليست من أجناس البشر المعتادة، وكانت تنتمي لسلالة بشرية غير معروفة فمن أين جاءت إذن، وهل يمكن أن تكون من بقايا أشباه البشر الذين يفترض العلم المنهجي التقليدي أنهم قد انقرضوا وأبيدوا إلي الأبد؟!
لغز " زانا " عموما ليس أكثر إثارة للفكر من لغز أيقونة القديس " جورج " وهو يحارب التنين .. أقصد ديناصور الباريونيكس تحديدا! "
قطعا لا وجود لغير البشر وزانا وسارة وغيرهم هم بشر ولكن اختلاف الهيئة والحجم جعل بعض من البشر يعتبرونهم حيوانات غير بشرية والعملية لا تعدو أن تكون استغلال بعض البشر للبشر كما يفعل المجتمع ببعض من أولى الضرر وهم المعاقين فيصفهم بالجنون مع أنهم ليسوا مجانين والسبب هو اختلاف أشكالهم عن بقية الموجودين فى القرية أو الحى وهو ما اصطلح عليه باسم عبيط القرية أو مجنون الحى وهو شخص عاقل ولكن لطيبته وعدم مشاكسته للناس يحولون تلك الطيبة إلى رمى بالجنون
والعجيب فى الموضوع هو أن أحد لم يتساءل عن اسم مثل شاليكولا وهو اسم أفريقى فمن سماه بهذا الاسم سوى أمه ؟
امرأة خطفت أو جلبت من أفريقية ووضعت فى روسيا فى زمن الجهالة بأفريقية ولغاتها وأهلها جعلت من المرأة أكذوبة وخرافة ابتدعها القوم

 

الخميس، 16 مايو 2024

المعية الإلهية فى القرآن

 

المعية الإلهية فى القرآن
المعية الإلهية تتعدد معانيها باعتبار الآية التى وردت فيها فإن كانت الآيات تتحدث عن العلم فمعناها علم الله بأقوال وأعمال العباد وإن كانت الآيات تتحدث عن الحاجة إلى الله فمعناها رحمة الله وهى نصر الله أو قدرة الله على نصر العباد
من آيات المعية النصرية :
قال تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " يفسره قوله تعالى بسورة الأعراف "استعينوا بالله واصبروا "وقوله بسورة البقرة "واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين "فالإستعانة بالله هى تقوى الله هى الصبر والصابرين هم المتقين وهنا يبين الله للمؤمنين أى الواجب عليهم هو الاستعانة بالصبر أى الانتصار على الشيطان بطاعة حكم الله وفسر هذا بأنه الاستعانة بالصلاة أى الانتصار بإتباع حكم الله على الشيطان ،ويبين الله أنه مع الصابرين أى ناصر المطيعين لله
قال تعالى :
"لقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم إثنى عشر نقيبا وقال الله إنى معكم لئن أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وأمنتم برسلى وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل"
يبين الله لنا أنه أخذ ميثاق بنى إسرائيل والمراد فرض على أولاد يعقوب(ص)العهد وهو عبادة الله مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة:
"وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله"
ويبين لنا أنه بعث منهم إثنى عشر نقيبا والمراد وعين لهم إثنى عشر رئيسا لكل أسرة من الإثنى عشر أسرة رئيس وقال الله لهم:
إنى معكم والمراد إنى ناصركم أى إنى راحمكم لئن أقمتم الصلاة أى إن اتبعتم دين الله وفسر هذا بقوله وأتيتم الزكاة أى وأطعتم حكم الله وفسر هذا بقوله وأمنتم برسلى وعزرتموهم والمراد وصدقتم بمبعوثى وأطعتموهم وفسر هذا بقوله وأقرضتم الله قرضا حسنا والمراد واتبعتم حكم الله إتباع صالح ،فهنا ربط الله نصره للقوم بطاعتهم الصالحة لحكم الله وفسر الله نصره أى معيته لهم بقوله لأكفرن عنكم سيئاتكم أى لأمحون عنكم ذنوبكم أى يتجاوز عن جرائمهم مصداق لقوله بسورة الأعراف:
"ونتجاوز عن سيئاتهم"
وفسر هذا بقوله ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار والمراد لأسكنكم حدائق تسير فى أرضها العيون ذات السوائل اللذيذة ،ويبين الله لبنى إسرائيل أن من كفر أى كذب بعد ذلك أى بعد نزول العهد فقد ضل سواء السبيل أى فقد استحق عذاب الكفر
قال تعالى :
"قالا لا تخافا إننى معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى "
يبين الله لنبيه(ص)أن الله قال لموسى (ص)وهارون(ص):لا تخافا أى لا تخشيا أذى فرعون ،إننى معكما أسمع أى أرى والمراد:
إننى حاميكما أعلم أى أعرف وهذا يعنى أنه جعل لهما حامى هو السلطان فلا يصلون بأذى لهما مصداق لقوله بسورة القصص:
"ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا"
وقال فأتياه أى فجيئا فرعون فقولا :إنا رسولا ربك أى إنا مبعوثا خالقك فأرسل معنا بنى إسرائيل أى فابعث معنا أولاد يعقوب ولا تعذبهم أى ولا تؤذيهم ،وهذا يعنى أن الهدف من إرسال موسى (ص)وهارون(ص)هو أخذ بنى إسرائيل من مصر فى سلام وأمن ،وقال قد جئناك بآية من ربك أى وقد أتيناك بمعجزة من إلهك والمراد أن الرسولين(ص)أحضرا المعجزات أى الأشياء المبينة الدالة على صدق حديثهما مصداق لقوله بسورة الشعراء:
"أو لو جئتك بشىء مبين"
وقال السلام على من اتبع الهدى والمراد الثواب لمن أطاع الوحى .
قال تعالى :
"فأتبعوهم مشرقين فلما ترءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معى ربى سيهدين فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين "
يبين الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون أتبعوهم مشرقين والمراد طاردوا بنى إسرائيل مصبحين أى فى النهار فلما ترءا الجمعان والمراد فلما أصبح الفريقان كل منهما أمام بصر الأخر عن بعد قال أصحاب وهم أصدقاء موسى (ص)إنا لمدركون أى لملحقون والمراد إن قوم فرعون واصلون إلينا لا محالة فقال لهم موسى (ص)كلا أى لا لن يصلوا إن معى ربى سيهدين والمراد:
إن ناصرى خالقى سيرشدنى لطريق النجاة منهم
فأوحينا لموسى (ص)فألقينا له :اضرب بعصاك البحر والمراد ضع عصاك على ماء البحر فوضع العصا عليه فانفلق أى فانشق الماء إلى فرقين فكان كل فرق أى جانب كالطود العظيم وهو الجبل الكبير وفى وسطهما طريق ممهد وأزلفنا ثم الآخرين والمراد وأمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون
قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم "
يبين الله للمؤمنين التالى :
إلا تنصروه والمراد إن لم تؤيدوا النبى (ص)فقد نصره أى فقد أيده الله بقوته إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار والمراد وقت طارده الذين كذبوا ثانى فردين وقت هما فى الكهف إذ يقول لصاحبه والمراد وقت يقول لصديقه:
لا تحزن أى لا تخف من أذى الكفار إن الله معنا والمراد :
إن الرب ناصرنا على الكفار وهذا يعنى أن الصاحب كان خائفا من أذى الكفار فأنزل الله سكينته عليه والمراد فأوحى الرب خبره له المطمئن لهما وأيده بجنود لم تروها والمراد ونصره بعسكر لم تشاهدوها
وهذا يعنى أن الله صرف الكفار عن الغار بوسائل غير مرئية لأحد من البشر وجعل كلمة الذين كفروا السفلى والمراد وجعل حكم الذين كذبوا حكم الله الذليل وهو المهزوم وجعل كلمة الله هى العليا والمراد وجعل حكم الرب هو المنتصر أى الحادث والله عزيز حكيم والمراد والرب ناصر لمطيعيه قاضى بالحق
من آيات المعية العلمية :
قال تعالى
"هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير"
يبين الله على لسان النبى (ص)للناس أن الله هو الذى خلق أى أنشأ والمراد:
"فطر السموات والأرض"كما قال بسورة الأنعام فى ستة أيام والمراد فى مدة قدرها ستة أيام إلهية أى ستة آلاف سنة بحساب البشر ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون والمراد قال للمخلوقات أنا ملك الخلق وهو يعلم ما يلج فى الأرض وهو ما يدخل فى جوف الأرض وما يخرج منها والمراد وما يصعد من الأرض وما ينزل وهو ما يسقط من السماء وما يعرج فيها والمراد وما يصعد إلى جوفها من أشياء وهو معكم أين ما كنتم والمراد وهو عالم بكم أينما وجدتم والله بما تعملون بصير والمراد والرب بالذى تفعلون عليم مصداق لقوله بسورة النور
"والله عليم بما يفعلون "
قال تعالى :
"يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا"
يبين الله لنبيه(ص)أن الخائنين يستخفون من الناس والمراد يخافون من المسلمين فيقولون فى السر ما لا يرضى الله من القول وهو الذى يرفضه الله من الحديث وهم لا يستخفون من الله والمراد وهم لا يخافون من عذاب الله الذى هو معهم إذ يبيتون قولهم والمراد الذى هو عالم بهم حين ينوون فعل ما قالوه فى حديثهم ،ويبين له أنه محيط بما يعملون والمراد خبير بالذى يفعلون وسيحاسبهم عليهم
قال تعالى :
"ألم تر أن الله يعلم ما فى السموات وما فى الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شىء عليم "
يسأل الله نبيه (ص)ألم تر أن الله يعلم والمراد هل لم تدرى أن الرب يعرف ما أى الذى فى السموات وما أى والذى فى الأرض ؟
والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن الله يعرف كل أمور الكون
ويبين له أن ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم والمراد ما يحدث من كلام خافت بين ثلاثة إلا هو عالم بهم ولا خمسة إلا هو سادسهم أى عالم بهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر والمراد ولا أقل عددا من ثلاثة ولا أكبر من خمسة إلا هو معهم أى عالم بهم أين ما كانوا والمراد فى أى مكان وجدوا فيه ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة والمراد ثم يبين لهم الذى فعلوا فى يوم البعث مصداق لقوله بسورة النحل:
"وليبينن لكم يوم القيامة "
إن الله بكل شىء عليم والمراد إن الرب بكل أمر محيط خبير مصداق لقوله بسورة فصلت :
"ألا إنه بكل شىء عليم"
قطعا المعية تكون حسب سياق الجمل التى وردت فيها وبناء على ما سبق من آيات نجد التالى :
المعية لا يمكن أن تكون معية مكانية للتالى :
الأول :
أن الله كان قبل وجود المكان وهو معنى المقولة الشهيرة :
" كان الله ولا مكان "
الثانى :
أن الله لا يشبه خلقه في وجودهم في مكان فهو لا يحل في مكان كما نفى ذلك بقوله تعالى :
" ليس كمثله شىء "
الثالث :
أن المعية المكانية معناها امكانية رؤية الله لأن ما يحل في المكان لابد أن يكون متجسد وله حدود وهيئة وجهة وهو ما يتنافى مع جملة :
" ليس كمثله شىء"

الأربعاء، 15 مايو 2024

نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم

نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
صاحب الرد وهو الرسالة أحمد بن زين الدين الاحسائي المعروف بالشيخ ألأوحد مؤسس المذهب الأوحدى الشيعى وقد سأله أحد اتباعه عن ما حاجة المكلفين الي عصمة المعصوم فكانت الاجابة هى الرسالة التى استهلها بسؤال شريف فقال :
"إنه قد أنهي اليّ السيد العفيف والسند المنيف السيد شريف بن الطاهر الفاخر المرحوم السيد جابر احسن اللّه اليه وازلف درجته لديه مسئلة نقلت اليه قد تعصّبت علي الافكار وتمنعت علي اولي الابصار طلب من محبه الجواب عنها لأنها من مهمات الدين وركن من اركان اليقين فكتبت ما سنح علي البال المتشوش بالحل والارتحال وذكرت ما يتفرع عليها من السؤال بشهادة الحال تتميماً للمقال وحسماً للداء العضال ليأتي الجواب مبيناً لاولي الالباب وهي :
ما حاجة المكلفين الي عصمة المعصوم ويتفرع عليه انه ان كانت الحاجة الي ذلك للاأمن من الخطأ في التبليغ الي المكلفين ليعبدوا ربّهم باليقين لأنه لا يعبد بالشك والتخمين لأنه اذا امكن عبادته بالصِرف ولا يقبلها علي حرف لزم عدم جواز خلو الزمان في كل آنٍ من معصوم ظاهر يتلقون عنه النواهي والاوامر لأن ذلك لطف في التكليف ورأفة عند التعريف ولزم عدم جواز الأخذ عن غير المعصوم للعلة المذكورة وهذا خلاف الواقع في هذا الزمان ووقوع ذلك مع اعتقاد انه تعالي لا يخل بواجب في الحكمة دليل علي عدم احتياجهم الي متّصفٍ بالعصمة وثبوت ذلك دليل علي جواز الخطاء والغفلة علي الوسائط بين اللّه وبين خلقه المستلزم لهدم بنيان مثبتيها وتزعزع اركان مدّعيها ."
وكان الجواب من الإحسائى أن العصمة واجبة فى التبليغ فقال :
"الجواب اعلم ان جواب هذه المسئلة المشكلة مع جميع ما يتفرع عليها يتوقف علي تقديم اشارة الي كلمات ينكشف بها لأولي الالباب صريح الجواب ، فأقول ومن اللّه اِلهام الصواب واليه المرجع والمأب اعلم ان اللّه سبحانه لما كان كنهه تفريقاً بينه وبين خلقه وغيوره تحديداً لما سواه كان لا يعلم احدٌ كيف هو في سرّ ولا علانية الّا بما دلّ علي ذاته بذاته ولا يعرفه احد الّا بما تعرّف به إليه فهو الدليل والمدلول عليه وكل ما وصلت اليه الافهام وحامت حوله الاَوْهام فهو مثلها مردود عليها وحيث احبّ من عباده ان يعرفوه وطلب منهم أن يعبدوه تأصيلاً للرحمة واسباغاً للنعمة وكانوا لا يعرفون ما يليق بعز جلاله وانما يعرفون ما يليق بهم وجب في الحكمة أن يبعث اليهم روحاً خميصةً من أمره وأن يلبسه قالباً من بشريّتهم ليجانسهم ويؤانسهم بظاهره كاملاً قويا في باطنه يقدر علي التلقي والتعريف الالهي تاماً قوياً في ظاهره يقدر علي ترجمة التعريف بلسانهم قال تعالي ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلاً وقال تعالي وما أرسلنا من رسول الّا بلسان قومه ليبين لهم والمراد بوجوب ذلك في الحكمة وجوبه في عالم الامكان والحدوث ومعناه انه لا يجري الامكان الّا علي مقتضي الحكمة ولا يخرج الموجود الحادث في كل رتبة من تطوراته الّا مبيّناً مشروحاً علي اكمل وجه في البيان في كل رتبة بحسبها فما بطن خفي ظاهراً بيانه وما ظهر استعلن برهانه وحيث كان ذلك التعريف الذي هو مبدأ التكليف سبباً وسبيلاً بين مختلفين في كل جهة من كل جهة لما لوّحنا لك ان الوجوب بخلاف الحدوث ولا نريد انه بعكسه فيعرف بضده اذ لا ضدّ له فان الحرارة تعرف بالبرودة والرطوبة باليبوسة علي انه لوكان كذلك لم يكن عنه شيء منه بل نريد انها ليست كمثله اذ لا ند له فيكون في عزه وغناه مشاركاً وفي ذاته وصفاته وافعاله مماثلاً سبحن ربك رب العزة عما يصفون وكان الترجمان الواسطة بين المختلفين موافقاً بجهته العليا للتكليف ومبدئه وتلقيه وبجهته السفلي للتبليغ والتعريف وكان ذلك التكليف عِلل مَا هم عليه ومذكورون به في المشيّة فجري هناك بذكرهم علي ما لا يعرفونه من انفسهم هنا لأنه في الحقيقة ثناء علي من لا يعرفونه الّا بما وصف لهم نفسه علي لسان الترجمان وجب في الحكمة ان تعتبر عصمة الترجمان في التبليغ اذ لو جاز عليه الخطأ لجاز ان يكون فيما بلّغ غير ما أمر به وهو غير ما يراد منهم فلا يجب قبول شيء من قوله لأنه اذا جاز في مسئلة جاز في أخري فامّا أن يلزم من ذلك قول البراهمة او يَرتفع التكليف اذ لا فرق حينئذ بينهم وبينه وقد ثبت بطلان مذهب البراهمة وثبت بقاء التكليف وبه دار الفلك فثبتت الحاجة الي عصمة الترجمان عن اللّه تعالي ثم لمّا كان مقتضي القدر والقضاء الالهيين الجاريين علي مقتضي الحكمة في ايجاد الموجودات عدم بقاء هذا الترجمان الي انقضاء وقت التكليف لسبب يطول ببيانه الكلام وكانت الاوامر والنواهي المتعلِّقَانِ بأفعال المكلفين غير محصورة لكثرتها لتجدد الحوادث والوقائع ما دام التكليف باقياً وجب في الحكمة أن يكون لها حافظٌ عن التغيير والتبديل والتلف بسهو او نسيانٍ او جهلٍ او موتٍ او غير ذلك ومن كان كذلك وجب ان يعتبر فيه ما يعتبر في الترجمان من الحفظ والفهم وقوّة الباطن في التحمل والتلقي عنه لأنه يأخُذُ عنه بالجهة التي اخذ بها الترجمان عن اللّه تعالي وقوّة الظاهر في الاداء والعصمة للأمن من الخطأ والاخلال بالواجب كما ذكر في الترجمان وذلك لأن الترجمان لمّا وجب عليه ان يلقيها الي الحافظ لئلا يضيّع من في الاصلاب والارحام ويرتفع التكليف وكانَتْ لا تنحصر بالعدّ ولا يضبطها حدّ وجب عليه ان يلقيها اصولاً وقواعد كما اُلقِيت اليه كذلك في جوامع الكلم الي الحافظ وقد فعل "
قطعا لا وجود للعصمة فى التبليغ سواء لرسول (ص) أو لإمام مزعوم لأن الله جعل التبليغ اختيارى بقوله :
" فإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
وقد بين الله احتمال قيام الرسول(ص) أو الإمام بالكذب فى التبليغ ومن ثم توعده بالعقاب والأخذ باليمين وهو شل اللسان وقطع الوتين وهو منع نزول الوحى عليه باعتباره كاذب باختياره فقال :
"ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين"
إذا لا وجود للعصمة فالتقول وهو الكذب واقع من الذى يظنه الإحسائى ومن معه معصوم
واستدل الاحسائى بروايات شيعية على صحة ما ذهب إليه فقال :
"ولهذا قال الحافظ لمّا سئل عمّا اوعز اليه حين ناجاه طويلاً قال علمني الف باب من العلم ينفتح لي من كل بابٍ الفُ بابٍ وكذلك ما اشتمل عليه الجفر والجامعة والغابر والمزبور ومصحف فاطمة ونور ليلة القدر والعمود النور والاسم الاكبر والرجم وغير ذلك مما كتب عنه باملائه وكلّها اصول وضوابط تنطبق علي افراد من المسائل لا تكاد تتناهَي واخراجها من اكمام غيوب الضوابط والكليات علي طبق الواقع لا يمكن الّا بتلك القوة الالهيّة مع العصمة وتسديد الملك المحدث والّا جاز عليه التغيير والتبديل فلا يكون حافظاً ولا يجب الاخذ عنه كما مر في الترجمان حرفاً بحرف لأن تفصيل تلك الجمل علي طبق مراد اللّه الذي هو حكم اللّه في نفس الامر ليس في وسع البشر ليستغني عن الكشف الربّاني الملابس للعصمة وهكذا حكم كل مستحفظ بعد مستحفظ وهذه سنة اللّه التي قد خلت في عباده ولن تجد لسنة اللّه تبديلاً ولن تجد لسنة اللّه تحويلاً وفيما رواه ابو ليث الواقدي عن النبي في غزوة اوطاس قال (ص ) لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل حتي لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه الحديث ، وكانت الأنبياء مع اوصيائهم علي هذا السنن منذ اهبط اللّه آدم الي زمن نبينا (ص ) فكان كذلك حتي امره اللّه ان يخبر عن نفسه بجريه علي ذلك السنن فقال قل ماكنتُ بدعاً من الرسل فكانت الحجة للّه علي عباده قائمة من العقول والرسل قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق "
الخطأ فى السابق هو وجود وصى مع كل نبى ولم يذكر الله أى أوصياء فى كتابه وإنما ذكر أن مع كا واحد منهم كتاب محفوظ يثبته وبمحو التحريف عنه كما قال:
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته "
والخطأ المترتب على السابق هو وجود غوث أى وصى معصوم يحفظ الدين فى قول الرسالة:
"اذ في كل وقتٍ لا يخلو العالم من غوثٍ هو محل نظر اللّه من العالم وهو المستحفظ المشار اليه وامّا في هذا الزمان فانا انما لم نشترط العصمة في كل واحد من العلماء الذين هم وسائط بين الرعية والداعين كما اشار اليه تعالي بقوله وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة والقري الظاهرة هم العلماء علي احد التأويلين لأنهم لا يرادُ منهم التلقي عن اللّهِ وتفصيل الجمل علي طبق مراد اللّه في نفس الامر كما في الترجمان والحافظ وانما يراد منهم نقل ما فصّل لهم وحمل ما وصل اليهم وان كانوا يستنبطون الاحكام من كلام الترجمان والحافظ المنقول اليهم بالنقل المعتبر لأن افهامهم تدور مدار مرادهما وتحوم حول كلامهما لتحصيل ما قصداه فافهامهم محبوسة علي ما هو مرادهما بحسب ما يفهمون لم يطلبوا غير ما ارادا بكل ما يقدرون عليه قد قصروا نظرهم في اتّباعهما فاغني وجود العصمة في المتبوع والاصل عن وجودها في التابع والفرع فان ذلك اذا كان محفوظاً مفصّلاً عند المتبوع لا يضرّ تجويز خطأ التّابع لأنه اذا اخطأ واحد منهم لم يخط غيره فلم يخرج الحق عن مستقره نعم نشترط حصول اثرها اعني اصابة الواقع في المجموع وهو قطعي الحصول لأنهم قد حصروا بعقولهم جميع ما يحتمله كلامهما علي ما ضبطاه لهم من الاصول فلم يخرج مرادهما عن اقوالهم وقد نص الترجمان (ص ) علي هذا بقوله لاتزال طائفة من امّتي علي الحق حتّي تقوم السَّاعةُ كما نشترط حصولَها في المستحفظ لاتّحادِهِ والاصل في ذلك اعني الاكتفاءَ بالتَّكْليف المنقول المفصّل من دون اعتبار العصْمَةِ في هذا الحامل انّه وان كانَ مُفَصِّلاً ومُفَرِّعاً الّا انّه طالب لمراد المُسْتَحْفَظِ من الجهة الجامعة بينهما وهي الجهة البشريّة الَّتي قُلْنا انها جهة المجانسة والموانسة لأنهم يعرفون احكامها بخلاف الجهة العُلْيا من المستَحْفَظِ التي لا يعرفون احكامها فان شرط قبول التكليف بما لا يعرفون وجود العصمة ليلتزموا باأحْكامها فلما قرّرنا اشترطنا وجود العصمة في التلقي من جهة الوحي لئلا يجوز عليه تلقّي ما لا يفهم وما لا يراد منه وفي الاداء والتبليغ لئلا يجوز عليه تبليغ ما لا يراد منه من تفصيل تلك الجُمَل اذ لا يعرف تفصيلها غيره فيريدُ غير المراد ولوكنا نعرف تفصيلها لم نشترط فيه لها العصمة لأنا نقوّمه اذا اعوجّ ونسدّده اذا زاغ ولم نشترط ذلك في تلقّي ما فصّله الحافظ لما قلنا من انا نعرف احكام جهتنا وهوانما فصّلها لنا علي ما نفهم ولأنه مسدّد لنا كما قال الصادق ان الارض لاتخلو من حجة كيما ان زاد المؤمنون ردّهم وان نقّصوا اتمّه لهم ه‍، هذا مع حفظ اصله علي ان الدليل القاطع قد قام علي وجود المستحفظ في هذا الزمان لما قلنا ان العالم لا يجوز ان يخلو عن قُطبٍ وغَوْثٍ هو محلّ نظر اللّه من العالم وللأخبار المتواترة مَعْنيً بِذلكَ واِنْ كان مُسْتَتِراً بِعَيْنِه عنهم فان نور وجوده في قلوبهم"
والرجل فى رسالته يناقض نفسه فهو يفسر الأوصياء مرة بالعلماء ومرة بالأئمة المزعومين لأن الأئمة اختفوا أو مختفين وهو ما حاول أن يرتق الثقب فى ثوب الكلام بالتحدث عن أن ضوء شمس الإمام الغائب موجودة رغم غيابها فقال :
" ولقد ورد في الاثر المعتبَر انهم ينتفعون في غيبته بوجودِه كما يَنتفع الناسُ بضوء الشمس اذا غيّبها السحاب يعني انّه في غيبته كالشمس اذا غيّبها السحاب فان النهار موجود لوجود ضيائها ولولم تكن موجودة لم يوجد ضياء النهار عادة فعلي هذا لم يستغن عن العصمة امّا بعينها وضيائها كما في الترجمان والمستحفظ وامّا بضيائها كما في العلماء الاخذين عنه ولو فقدت اصلاً فقد الادراك المجزي لعدم النور اصلاً ومن لم يجعل اللّه له نوراً فما له من نور ."
قطعا لا يمكن أن يغيب شىء ويكون ضوئه المزعوم موجود
المذاهب الشيعية اخترعت العصمة للتغطية على مصيبة أخذ العلماء المزعومين النصيب المزعوم للإمام الغائب بحجة أنه وكلاء عنه والعصمة فى القرآن لمحمد(ص) كانت عصمة من أذى الناس ولم تكن عصمة تبليغ كما قال تعالى :
" والله يعصمك من الناس"
ثم ما حاجة الناس إلى عصمة الإمام والرسالة وهى القرآن محفوظة كما قال تعالى :
" بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ"

وقال :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"

 

الثلاثاء، 14 مايو 2024

نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم

نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم
صاحب المقال حسين سعد الحمداني وهو يدور حول بعض الرموز فى بعض الثقافات المتعددة وهو يركز بشكل خاص على ثلاثة من الرموز وهم :
النجمة الخماسية والمنجل والصليب المعقوف
استهل الحمدانى مقاله بان هناك الكثير من الرموز فى حياتنا والقليل منه نعرف معناه والكثير لا نعرف معانيه فقال :
"الكثير من الرموز نراها ولا نعرف معناها وما تشير إليه ..
في حياتنا اليومية نرى ونشاهد رموزا لا نفهم ما معناها وأيضا البعض منا يرتديها كتميمة معلقا إياها في سلسلة إلى رقبته أو على الملابس التي نرديها جميعا وتحمل شعارات ورموز ورسومات قد تكون جميلة لأنها ملفته لكننا نجهل المعنى الحقيقي منها .."
وضرب لنا أمثلة أولها النجمة الخماسية فقال:
"ولنأخذ بعض هذه الرموز واسعة الانتشار كعينة ونحاول فهم معناها والمغزى منها:
النجمة الخماسية
النجمة الخماسية .. في الاعلى كرمز لعبدة الشيطان وفي الاسفل كجزء من العلم الوطني لدولة توغو
النجمة الخماسية يرمز لها الآن كرمز لعبدة الشيطان وأنها المثلث الشيطاني المميز لهذه الطائفة .. لكن في الحقيقة النجمة الخماسية تعني جمالية الشكل.
لو عدنا بالتاريخ إلى الخلف نرى أنها ذات أصول إغريقية .. تحديدا لآلهة الجمال "فينوس" .. التجسيد الأنثوي لكل ما هو رائع عند الإغريق القدماء.
استخدمت النجمة الخماسية للمرة الأولى في القرون الوسطى كشعار لجماعة من العلماء تحمل اسم المستنيرون. ولقي هذا الشعار ردة فعل قاسية من قبل بعض التيارات المتطرفة التي كانت سائدة في أوربا آنذاك، فأعتبر مخالفا لأحكام الرب، وتم تصوير حاملوه على أنهم من عبدة الشيطان.
وللنجمة الخماسية معاني مختلفة في تاريخ الأديان والمعتقدات:
- عند اليهود كانت ترمز إلى خمس كتب من أسفار النبي موسى المقدسة.
- في المسيحية كانت ترمز إلى جروح السيد المسيح الخمسة.
- عند الوثنيين كانت رمزا للكمال والجمال والذكاء."
وقطعا النجمة الخماسية تعتبر حاليا عند سكان منطقتنا أنها رمز للمسلمين فتوضع فوق المآذن والقباب وتزين بعض أعلام دول المنطقة وفيما يبدو والله أعلم فهى رمز من رموز الملحدين الشهوانية فالمئذنة أو البرج أو الباجودا أو غيرها من الأسماء تمثل قضيب الرجل كما تمثل القبة المجاورة الصفن الذى يحتوى الخصيتين
والإسلام ليس فيه رموز تتخذ كشعارات
وتحدث عن رمزية المنجل فى الثقافات الشعبية فقال :
"المنجل الكبير
في الأعلى صورة قابض الارواح ممسكا بالمنجل .. وفي الاسفل الفلاحون البولنديون يصلون قبل بدء المعركة مع الروس وهم لا يحملون سوى المناجل .. كتعريف عام هو عبارة عن آلة حصاد كبيرة ذات رأس منحني وحاد مصنوع من الحديد يستعمل لجز الأعشاب الكبيرة والمحاصيل الصيفية.
هو رمز للعطاء والخير الوفير و لكنه أيضا رمز للموت والشر المستطير و لمئات السنين حمله المزارعون معهم متى ما أرغمهم أسيادهم النبلاء على المشاركة في الحروب ففي العصور الغابرة لم تكن هناك جيوش نظامية كما هو الحال عليه اليوم و كانت هناك كتائب مدرعة من الفرسان تتألف في مجملها من النبلاء وأما الرماة فكانوا تابعين للملك مباشرة في حين كان المشاة وأولئك الذين يرسلون كموجات بشرية في بداية المعركة وكانوا من الفلاحين والعبيد الفقراء ويجمعونهم قسرا من الحقول ويساقون إلى ساحة الحرب هؤلاء لم يكونوا يحملون سيوفا أو رماحا بل أدوات الزرع والحصاد و وعلى رأسها المنجل.
أما كرمز فيعتبر المنجل من أشهر آلات القتل المعروفة في أفلام الرعب قديمها وحديثها دائما ما نرى الهيكل العظمى ذو الرداء الأسود وهو يغطي رأسه ويحمل المنجل الضخم ويأتي للضحية في هيئة خاطف أو قابض الأرواح الذي يعرف بالانجليزية بأسم " The Grim Reaper " .
بحسب المعتقدات الشعبية فأن قابض الأرواح وعلى العكس مما تعودنا رؤيته في السينما و لا يستعمل منجله إلا مع أرواح الطالحين وأما الصالحين فيستل أرواحهم بلطف عن طريق لمسة خفيفة من يده."
قطعا ما حكاه الرجل عن الحروب وعدم نظاميتها إنما هو ناتج من التاريخ الكاذب الذى يروى وحكاية الدفع بالفلاحين والفقراء إلى الصفوف الأولى فى الحرب ليتلقوا الضربات الأولى كما يقال مشكوك فيها لأن كل من يبغى القوة لابد أن يكون له رجال مدربون على القتل والقتال وإلا فإنه سيفقد قوته فى أول معركة
ومما سبق نجد :
أن المنجل كان رمزا صالحا للحصاد ورمزا صالحا للقضاء على الفاسدين والضالين من الأفراد ولكنه تحول بفعل الثقافة الضالة إلى رمز للشيطان والجمعيات المشبوهة الخفية والتى تدفع الناس للإلحاد والكفر فى شتى الأمور
وأما الرمز الثالث فهو الصليب المعقوف النازى وهو يقول أنه رمز هندوسى جعله هتلر ومن معه رمزا للعرق الآرى المزعوم فقال:
"الصليب المعقوف أو الصليب النازي
.. ظهر في بدايات تأسيس الحزب الاشتراكي النازي بقيادة أدولف هتلر الذي جر العالم لحرب غيرت وجه العالم.
يرمز الصليب المعقوف إلى العرق الآري المجهول المصدر بسبب عدم ثبوت مصدر ظهوره الأول وهناك روايات تقول أن بدايته كانت في الصين وآخرون يقولون انه رمز هندوسي قديم يرجع إلى ما قبل الميلاد الخ ..
من الأقاويل التي تسرد حول هذا الرمز لكن في الحقيقة هو هندوسي الأصل والهندوسية هي الديانة التي تنتشر في الهند وشرق الصين لم يكن في البداية يرمز لآي عرق على وجه الكرة الأرضية بل كان يرمز إلى كون الشخص محظوظ وميمون النقيبة و ذو محبة عاليه.
يقال بأن هتلر رآه أول مرة في صغره عند زيارته لأحد الأديرة القديمة وسأل عنه فقيل له بأنه يرمز لعرق مميز في الأرض ألا وهو العرق الآري الذي ينحدر منه البيض ذوي الشعر الأشقر والأجسام القوية الطويلة والأنوف المستقيمة الرفيعة وهؤلاء هم من سيحكمون العالم بلا شك ولكن قبل هذا يجب عليهم التفاني والتضحية من اجل خلق جنس جديد من البشر.
هذه الكلمات أشعلت الحماسة في وجدان هتلر الصغير وزرعت في نفسه الحس القومي المتطرف فقرر أن يجعل ألمانيا إمبراطورية عالمية تحتل نصف مساحة الكرة الأرضية.
ومع ظهور النازية ارتبط الصليب المعقوف ذو السمعة المشوهة بكواليس الحرب العالمية الثانية وبعد الحرب نبذ هذه الرمز وبات ملازما على انه من بقايا نظام هتلر.
طبعا الصليب المعقوف و الذي يعرف باسم سواستيكا و كان معروفا في أوربا منذ القرن العاشر للميلاد.
العديد من الكنائس والأديرة الأوربية القديمة حملت هذا الشعار على جدرانها لكنه لم يكن يرمز أو يشير للجنس الآري لا من بعيد أو قريب و ولم تكن له أية علاقة بالأفكار والنظريات القومية. كان في الحقيقة نسخة محورة عن الصليب المسيحي المعروف للجميع و وكان يرمز لانتصار السيد المسيح على الموت.
في الواقع فإن رجل الأعمال والآثاري الألماني الشهير هاينريش شليمان والذي ينسب إليه الفضل في اكتشاف بقايا مدينة طروادة القديمة في تركيا وكان هو الرجل الذي تنسب إليه فكرة الصليب المعقوف الآري والرجل عثر على الرمز منقوشا على جدران خرائب المدينة وربطه فورا مع الهجرات الهندو - أوربية القديمة التي تنسب إليها معظم الشعوب الأوربية ولاحقا تبنى هذه الفكرة كبار المنظرين القوميين الألمان وخصوصا الفيرد روسنبيرغ وليتحول الصليب المعقوف إلى رمز للجنس الآري بشكل عام وللنازية بشكل خاص"
قطعا الرموز تتحول معانيها من معنى إلى معنى أخر ويبدو أن الصليب من الرموز المنتشرة فى معظم الثقافات ولكن بمعانى مختلفة وليس معنى واحد
وحكاية هتلر مع الصليب المحكية فى المقال يبدو أنها تتعارض مع كتاب كفاحى لهتلر فالرجل لم يكن أسوأ البشر فى أوربا وإنما كان الأسوأ هم من انتصروا عليه فى النهاية ففعلوا ما لم يفعله هو بأوروبا وغيرها
ومن ثم تعمدوا تشويه شخصيته وجعلوه رمزا للجنون والسفاهة مع أنهم كانوا أكثر منهم جنونا وسفاهة
الرجل أراد لشعبه ما فعلوه هم لشعوبهم وهو الحصول على ثروات البلاد المحتلة المختلفة ولكنهم حاربوه حتى لا يأخذ هو وشعبه ما هم يقومون بنهبه وسرقته من الشعوب الأخرى
أوروبا لم تكن سوى مجموعة من القتلة واللصوص اختلفوا حول الغنيمة العالمية وتوزيعها غير العادل فى رأى ألمانيا وإيطاليا واليابان ومن ثم قاموا بتلك الحروب من أجل ألا تحصل تلك الدول على نصيبها من الكعكة العالمية الممثلة فى آسيا وأفريقيا
دول اللصوصية الكبرى فرضوا فى النهاية قوتهم وحرموا دول المحور من نصيبها الحرام كأنصبتهم الحرام بل زادوا على ذلك أنهم دمروا ألمانيا واليابان تماما فى الحروب العالمية

 

الاثنين، 13 مايو 2024

قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟

قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
صاحب المقال فرح عبد المجيد وهو يدور حول العثور على آثار من أزمنة بعيدة عن ما يسمى بعصر معرفة الإنسان للكتابة والمعادن كما تقول نظرية التطور التاريخية المأخوذة من نظرية التطور الاحيائية وقد استهل المقال بتعريف التاريخ فقال :
"التاريخ هو دراسة الماضي بالتركيز على الأنشطة الإنسانية، وكل ما يمكن تذكره من الماضي أوتم الحفاظ عليه بصورة ما يعد سجلا تاريخيا. والآثار هي البقايا المادية التي خلفها الإنسان والتي يقوم التاريخ بدراستها لفهم كيف عاش الناس في الماضي والاستفادة من تجاربهم لصناعة المستقبل."
وتحدث عن مناسبة آثار كل حقبة لها ولكن وجود آثار لا تتناسب مع الحقبة شىء غريب فقال :
"هنالك آثار تبدو مناسبة لحقبة معينة وتتم ارشفتها وتدقيقها من قبل علماء التاريخ ولكن .. بين الفينة والأخرى تطل علينا أثار واستكشافات لا يجب وفق العلم التقليدي أن تتواجد أصلا ولكن تم إيجادها هذه الاكتشافات النادرة جدا تثير حماسة العلماء حول أصولها وكيف توصل الإنسان القديم الى صناعتها."
وحكى عبد المجيد حكايات عن آثار غريبة موجودة لا تتناسب مع علوم الناس فى تلك الأزمنة الغابرة فقال :
"دعونا نلقي نظرة على أكثر الآثار الغامضة والمثيرة للجدل التي حيرت العلماء لردح طويل من الزمن ولا تزال.
برغي عمره أكثر من 300 مليون عام؟؟
برغي في صخرة تعود لعصور ما قبل التاريخ!
قد تكون صورة البراغي مألوفة لدينا وهي ليست وليدة الحاضر إذ تم إيجاد آثار لاستعمال البرغي في القرن الثاني قبل الميلاد لكن البرغي الذي نتحدث عنه هنا والذي لا يتجاوز طوله السنتيمتر الواحد لا يعد مألوفا بكل المقاييس ذلك أن هذا البرغي المتحجر في الصخر يعود عمره إلى أكثر من 300 مليون سنة وفق التحليلات العديدة التي أجريت عليه فيا ترى من ترك لنا هذا البرغي؟ أهي حضارة بشرية غائرة في القدم أم مخلوقات فضائية هبطت على الأرض قبل مئات الملايين من السنين أم لعل الديناصورات هي من قامت بصنعه؟!!.
مجسم نامبا: الدليل الذي تحدى نظرية التطور!!!
في شهر تموز من عام 1880 في منطقة نامبا / ايداهو في الولايات المتحدة الأمريكية تم العثور على مجسم بشري صغير الحجم أثناء عملية حفر للآبار في عمق 320 قدما (97 متراً) هذا قد يعد أمرا عاديا لكن ما حير العلماء هوان هذا التمثال أو المجسم الصغير الذي لا يتجاوز طوله الـ (4) سنتيمترات يعود عمره لأكثر من مليوني عام.
من يستطيع صنع هكذا مجسم غير البشر؟
لا يوجد مخلوق آخر في التاريخ الطبيعي قادر على صنع أي شيء حسنا لكن وفق نظرية دارون للتطور فأن البشر العاقل لم يظهر للوجود إلا قبل حوالي 200000 عام ..
لكن الدراسات التي أجريت على المجسم أكدت أن عمره تجاوز المليوني عام!.
يا ترى من كان هؤلاء الذين سكنوا أمريكا قبل مليوني عام؟ وأين آثارهم؟ وكيف كانوا يعيشون؟ لا جواب لدينا بل لا دليل إلا هذا المجسم الغامض.
ما قبل طوفان نوح: مكعب سلازبورغ الصغير لا يزال يحير العلماء
من الفولاذ الخاص .. يعود تاريخه إلى حقبة لم يكن فيها بشر .. فمن صنعه؟!
في عام 1885 في احد مصاهر الحديد التابعة لايسادور براون في النمسا تم اكتشاف قطعة من الحديد على شكل مكعب في احد الكتل الصخرية التي ترجع إلى ما يعرف بالعصر الثالث وهي حقبة جيولوجية استمرت ما بين 2.6 مليون إلى 65 مليون عام مضت.
إن عمر هذا المكعب الغامض يدل على استعماله من قبل حضارة متطورة كانت متواجدة في هذه المنطقة في تلك الفترة السحيقة القدم. ولا شك أنهم كانوا على درجة عالية من الحرفية والذكاء في مجال المعادن فهل يا ترى كانوا من سكان هذه المنطقة أم من خارج نطاق الأرض؟
تم اخذ هذا المكعب الغامض إلى متحف سلاسبرغ وأجريت عليه فحوصات عديدة تبين من خلالها ان المكعب متكون من الفولاذ المصبوب وحوافه مستقيمة ومحددة بدقة وكان هنالك شق في وسط هذا المكعب.
مما لا شك فيه أن هذا المكعب قد تم عمله بواسطة آلة ما وانه كان جزءا من آلة اكبر .. لكن من أين جاء هذا الحجر؟ من قام بصنعه؟ ولأي غرض؟.
لغز مزهرية معدنية على شكل جرس
أيعقل أن الإنسان قد تطور بفترة أقدم مما كنا نعتقد؟
في السابع من حزيران من سنة 1851 ظهر إلى الوجود اكتشاف مثير جدا حيث تم اكتشاف غرض يشبه المزهرية مزين بأغصان من الفضة وعلى شكل جرس على عمق أكثر من 15 قدما من الصخور الرسوبية ويعود عمر هذه المزهرية (أو ما يعتقد أنها مزهرية) وفق عمر الصخور التي وجدت فيها إلى ملايين السنين.
هذا الاكتشاف المثير يدل على أن الإنسان القديم ليس نصف قرد - نصف بشري ويتخذ من الكهوف منزلا له ويرتدي فراء الحيوانات ولا يملك القدرة على الكلام لا بد أنهم كانوا أكثر تعقيدا وأكثر تطورا مما ظننا لسنين طويلة. قد لا تكون مزهرية ولكن يبدو أنها من صنع حضارة قديمة أخرى منسية. ولكن كيف انتهى بها المطاف تحت 15 قدما من الصخور الرسوبية؟؟؟
قطعة ألمنيوم عمرها آلاف السنين!
في بداية عام 1974 تم العثور على غرض غريب أثناء عمليات حفر في رومانيا. تم العثور على هذا الغرض على عمق 10 أمتار في ترسبات أحد الأنهار. وجاء هذا الاكتشاف مع مجموعة من العظام القديمة جدا الراجعة لحيوان الماستدون وهوجنس من الفيلة المنقرضة انقرضت قبل حوالي 10000 إلى 12000 عام قبل الميلاد.
هذا الاكتشاف الغريب أثار استفسارات أكثر مما أعطى أجوبة ..
في البداية ظن الجميع أنه عبارة عن حجر داكن اللون ولكن بعد إزالة طبقة سميكة من القشرة الرملية من على سطحه ظهر غرض معدني ذوأصول مجهولة طوله حوالي 20 سم.
هل كان هذا الشيء جزءا من آلة ما؟ ما الغرض منه؟
أسئلة لا حل ولا جواب لها.
قبعت هذه القطعة الأثرية في احد المتاحف لمدة 21 عام من دون أن ينتبه إليها أحد إلى أن تم إعادة اكتشافها عام 1995 حين تم فحصها وتحليلها بشكل دقيق. نتيجة التحليلات كانت غريبة وصادمة إذ تبين بأن هذه القطعة تتكون مما نسبته 90% من الالمنيوم ..
طيب أين الغرابة في ذلك؟ ..
الغرابة هي أن عنصر الالمنيوم لم يتم اكتشافه إلا في سنة 1825 ولم يتم إنتاجه على مستوى صناعي إلا في سنة 1854 .. فكيف تمكن صناع ذلك الغرض القديم من صناعته قبل عشرات آلاف السنين من اكتشاف الألمنيوم!!
مطرقة عمرها 400 مليون عام؟؟؟
مطرقة عمرها 400 مليون عام اخرجوها من داخل صخرة! مطرقة حديدية ومقبض من الخشب تم إيجادها داخل صخرة يعود عمرها إلى 400 مليون سنة (وفق علماء الآثار) أي منذ زمن الديناصورات قبل أن يسير البشر على هذه الأرض بملايين السنين.
تم العثور على المطرقة من قبل زوجين في مدينة لندن بولاية تكساس الأمريكية عام 1936. وهي تكاد تكون مصنوعة من الحديد الخالص ولم يصبها الصدأ منذ اكتشافها.
المطرقة معروضة اليوم داخل احد المتاحف وهناك جدل كبير حولها.
حجر يحتوي على وصلة الكترونية
مقبس كهرباء داخل صخرة عمرها مئة الف عام!
تم إيجاد هذا الاكتشاف الأثري عن طريق الصدفة من قبل مهندس كهرباء (جون ويليامز) سنة 1998 ووجد مدفونا في قطعة غرانيت صغيرة وعلى عكس المطرقة الأنفة الذكر فأن هذا الحجر متاح لأي شخص يرغب بدراسته ومع ذلك نجد القليل ممن يرغب بعمل دراسة مفصلة عنه يا ترى مم نخاف؟ ه
ل نخاف مما قد نكتشفه والذي يمكن أن يغير العديد من المعلومات التي كنا نعرفها ونعتبرها من البديهيات عن تاريخ الإنسان الطبيعي؟
هذا الاكتشاف حاله حال العديد من الاكتشافات التي تظهر لنا بين الحين والآخر قد يشكل دليلا على أن حضارة متطورة قد استعملت تكنولوجيا متطورة كانت موجودة قبل أن تظهر الحضارات القديمة للوجود.
بناء على بعض التحليلات والأبحاث الكهربائية والجيولوجية يظهر لنا ان هذا الغرض ذو تركيب الكتروني هو في الحقيقة أشبه ما يكون بمقبس الكهرباء ذو ثلاث رؤوس.
الأجزاء البارزة ليست مصنوعة من الخشب أو البلاستيك أو غيرها من المواد المعروفة ويبدو من خلال الأشعة السينية أن هذا الشيء يمتد ليتصل ببنية داخلية غامضة داخل الحجر نفسه.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تم وضع هذه الوصلات داخل الحجر؟ ما الغرض منه؟
قدر العلماء الجيولوجيين عمر هذا الغرض بـ 100000 عام.
حجر ازرق ذو أصول مجهولة آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
تم اكتشاف هذا الحجر المثير للاهتمام والغامض في عام 1990 في جنوب أفريقيا حجر ازرق صغير لكنه قد يحمل أسرارا كثيرة.
تم إجراء العديد من الاختبارات والبحوث على هذا الحجر في مختبرات جامعة جينيف وجامعة روما وجامعة طوكيو وألمانيا وغيرها ولقد اتفق الجميع على أمر واحد غريب بالفعل: وهو أن هذا الحجر الأزرق لا يمكن أن يكون له وجود لأنه متكون من نوع من الصخور غير معروف في الطبيعة أو بالأحرى على كوكب الأرض!!!!
من أين أتى أذن؟
النتيجة أن هذا الحجر الذي أطلق عليه اسم (حجر الجنة) لا يمكن إلا أن يكون نتاجا صناعيا فلقد وجدوا في تركيبته 77% أوكسجين مع آثار من الكربون والسليكون والكالسيوم والصوديوم أن تركيبة حجر الجنة يجعله اقرب للكونكريت من ناحية ويبدوانه تم تلوينه صناعيا.
ما يثير الدهشة ان السكان الأصليين في المنطقة التي وجد فيها الحجر لم يتفاجئوا به بل على العكس كانوا يعلمون بوجوده مسبقا ذلك لأنهم كانوا يعثرون على أمثاله عند حفرهم في الأرض.
هنالك لغر آخر يحيط بهذا الحجر هوانه تم ايجاده دائما في طبقات تربة يعود تاريخها لأكثر من 12000 عام قبل الميلاد. إذن هذا الحجر ما هو إلا نتاج حضارة قديمة منسية ومتطورة جدا عفا عليها الزمن.
سيدة أتلانتيس أو سيدة إيلكس
من تكون هذه السيدة يا ترى؟
وفق لبعض التقارير تم اكتشاف هذه التحفة قرب مدينة اليكانت في اسبانيا سنة 1897 ولقد أصبح موضوعها مثارا للجدل والنقاش والدراسة. يعود تاريخها إلى الحقبة الهيلينية (323 - 31 قبل الميلاد) أوالرومانية.
العديد من العلماء اتفقوا على ان التمثال والذي يمكن ان يمثل كاهنة ما او ملكة او امرأة نبيلة ما هوإلا نتاج غامض وليسوا متأكدين من عمره الحقيقي. وقد يكون يمثل شخصية مهمة ويمكن الرجوع بأصله إلى قارة اطلانطيس الأسطورية. ولكن كيف؟ هل جاءت هذه المرأة من تلك القارة الغامضة؟ هل تنحدر من مدينة تارتيسيوم الغامضة المفقودة قبل 2500 عام قبل الميلاد؟؟؟ هذه المدينة التي ممكن انها كانت مستعمرة اطلانطيسية وتعتبر واحدة من الغاز التاريخ الغير محلولة حالها حال التمثال هذا.
هنالك رسم صغير على قاعدة التمثال يمثل الشمس ويذكرنا بأن عبادة الشمس كانت الديانة السائدة في اطلانطيس وغيرها من حضارات العالم القديم.
القرص الجيني .. قرص عجيب يمكن أن يعيد كتابة تاريخنا القديم
آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
القرص الجيني .. يحمل نقوش لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر!
اكتشاف غريب ومثير قرص لا يتجاوز قطره الـ 27 سم ووزنه حوالي 2 كغم ولكن ما على سطحه يحمل سراً غامضا ولا يمكن رؤيته إلا باستعمال الميكروسكوب.
تم اكتشافه في الأصل في كولومبيا من قبل البروفيسور (جيمي كويرتيز). هذا الاكتشاف لم يبد انه راجع لأي حضارة من الحضارات الكولومبية المعروفة وقد تم تقدير عمره بأكثر من 6000 عام وتم صناعته من قبل حضارة قديمة بأستعمال تقنية غامضة ومجهولة.
في الحقيقة لا نملك أي فكرة عن سبب عمل هذه النحت أو لماذا تم عملها في وقت كان البشر فيه لا يملكون أدنى فكرة عن التقنية المجهرية. ان القرص الجيني يحمل نحتاً بيولوجيا للانسان ولا يمكن ان يرى الا بالمجهر وعلى احد الجانبين يوجد نحوتات تمثل مراحل نمو الطفل من النطفة والبويضة والجنين وعلى الجهة الاخرى مراحل نمو الجنين لغاية تكون الطفل. وعلى أطراف القرص هنالك نحت لأفعى."
وكل تلك الحكايات عن الآثار تثبت شىء واحد وهو أن نظرية التطور هى نظرية فاشلة تماما فكل ما بنوه عليه هذه الآثار إن كانت موجودة قضت عليه تماما
وتفسير الأمر هو :
أن آدم(ص) وهو الإنسان الأول تعلم قراءة وكتابة كل الأسماء وهى الكلمات ومن ثم كان يعلم كل شىء من المعانى سواء علمه الناس من بعده أم لا وفى هذا قال تعالى "
" وعلم آدم الأسماء كلها "
ومن ثم علم أولاده العلوم ومن ثم كانوا يعرفون أمورا لا نعرفها نحن حتى فيما يسمونه عصر التقدم العلمى
وأنهى عبد المجيد حديثه بأن هذه الآثار إما خدع وإما دليل على أن ما بنى على نظرية التطور كله خطا فقال :
"في الختام .. لم يتوصل احد إلى قرار في تحديد إذا ما كانت هذه الآثار هي خدع متقنة أم حقيقة أو دليل على الحضارات سبقت حضارتنا هذه في رأيي أن هنالك الكثير في هذا العالم لا يزال مجهولا لنا ولا زلنا نكتشف أمورا كنا نعتبرها أساطيرا فيما مضى الم نعتبر طروادة اسطورة الى ان تم ايجادها قبل عدة سنوات بعد بحث طويل؟ الم تكن مدينة بومباي التي دفنها البركان منسية حتى قاد الحظ علماء الاثار الى اكتشاف هذه المدينة المنكوبة؟ والم يتم العثور على عظام الملك ريتشارد الثالث اثناء عملية بناء في موقف للسيارات؟ قادت الصدف البحتة مع بعض الحظ العلماء الى الكشف عن اثار عفا عليها الزمن ربما في يوم من الايام سنجد اكتشافا يغير كتب التاريخ كما نعرفها. "
قطعا النظرية وما بنى عليها هى الخطأ فالناس قبل عصر محمد(ص)تقدموا على من فى عصره حتى أن أهل عصره لم يصلوا إلى عشر معارفهم وثرواتهم كما قال تعالى :
" وما بلغوا معشار ما أتيناهم"

 

الأحد، 12 مايو 2024

خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو

خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
صاحب المقال مصطفى سيد مصطفى ويدور المقال حول مقولة رؤية الأشياء من قبل حدوثها أو وجودها وفى مستهل مقاله يتساءل مصطفى :
”ألم تمر من قبل بموقف معين وشعرت بعد ذلك انك رأيت هذا الموقف من قبل وقد تستعجب من هذا الشعور الغريب فتشعر بأن هناك شيء غير طبيعي!؟"
ويقول مصطفى أن هذا يمثل ظاهرة علمية وأن أصل التسمية فرنسى فقال :
".. لا تستعجب يا صديقي فهذا الشعور هو ظاهرة علمية تسمى وهم سبق الرؤية أودَيْ چافو (Déjà vu).
أما أصل التسمية فإن "ديجافو" هي كلمة فرنسية تعني (لقد شوهد هذا من قبل) وأول من أطلق هذه التسمية هو العالم الفرنسي إميل بواراك (ة mile Boirac) في كتابه مستقبل علم النفس."
وعاد الرجل لشعور الإنسان بأنه رأى الشىء من قبل فقال :
"أما الذين مروا بهذا الشعور فيصفونه بأنه شعور غامر بالألفة لشيء لم يكن مألوفا لهم من قبل فعلي سبيل المثال فإنك قد تسافر لبلد ما لأول مرة وتقوم بجولة في أحد الشوارع وفجأة تشعر بأنك رأيت هذا المكان من قبل بالرغم من انها زيارتك الأولى إليه.
أو ربما كنت تتناول العشاء مع بعض الأصدقاء وتتناقشون في موضوع معين فتشعر انك مررت بهذا الموقف من قبل: نفس الأصدقاء نفس العشاء نفس الموضوع! .. "
وتحدث عن شيوع هذا الشعور لدى نسبة كبيرة من البشر فقال :
"يتوقع بعض العلماء أن 70% من البشر يمرون بهذه الظاهرة مرة واحدة في حياتهم على الأقل وتزيد فرص حدوث هذه الظاهرة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 25 عام أكثر من الفئات العمرية الأخرى."
وتحدث عن قيام العلماء بدراسة تلك الظاهرة فقال مقدما نظريات تفسيرها فقال :
"في السنوات الأخيرة بدء العديد من العلماء بدراسة هذه الظاهرة وبزيادة عدد الدارسين للظاهرة ظهرت العديد من النظريات فالبعض يرجع سبب الظاهرة إلى خلل في دماغ الإنسان والبعض الأخر يرجعها لأسباب نفسية وآخرون يقولون أن حدوث الظاهرة يرجع للآثار الجانبية لبعض الأدوية بل أن هناك بعض المؤمنين بالماورائيات يرجعون سببها للأكوان الموازية ... وسوف نتطرق لأشهر النظريات بشيء من التفصيل*"
1 - نظرية عين ترى أسرع من العين الأخرى
كما يتضح من العنوان فإن هذا التفسير يتعلق بحاسة النظر فيقول مناصرو هذه النظرية أن إحدى العينين ترى المناظر أسرع من العين الأخرى بفارق لا يكاد يذكر أي ببساطة عندما تكون في مكان ما فأن إحدى عينيك ترسل إحداثيات وتفاصيل هذا المكان إلى الدماغ قبل العين الأخرى لنفترض بأنك دخلت شارع في القاهرة هذا الشارع لم تزره ولم تره في حياتك مطلقا لكن ما سيحدث هو أن إحدى عينيك ولنفترض بأنها العين اليمنى ستقوم بإرسال تفاصيل الشارع إلى الدماغ أولا وسيقوم الدماغ بتخزين هذه المعلومات ولاحقا - بفارق جزء من الثانية - سترسل العين اليسرى نفس التفاصيل للدماغ وطبعا سيجد الدماغ بأن هذه المعلومات موجودة ومخزونة لديه أصلا وهذا سيبعث في النفس شعورا كاذبا بالألفة مع المكان والإحساس بأنه كان متواجدا فيه من قبل."
قطعا النظرية فاشلة فهى تعيدها لكون عين من العينين تسبق فى النظر الأخرى وقد عرض الرجل أسباب رفض البعض للنظرية فقال :
"الرافضون لهذه النظرية يرون أنها لم تذكر تدخل الحواس الأخرى في الحادثة كالسمع واللمس فقد تشعر أن شخصاً ما لمس يدك من قبل أو تسمع أغنية وتذكر إنك سمعتها من قبل أو حتى قد تشم عطر تعيدك رائحته إلى ذكرى معينة. أيضا قال الرافضون للنظرية أن (دَيْ چافو ) حدثت لبعض الأشخاص الذين لا يرون إلا بعين واحدة فقط (أعور) وكذلك فأن هذه الظاهرة لا تحدث دائما أي أن هذا الإحساس بالألفة لا يداهمك في كل مكان جديد تزوره لكنه يحدث بشكل متقطع من حين لآخر."
والنظرية الثانية تعيد الظاهرة لخلل نفسى فى الذاكرة أو نتيجة تناول أدوية ما فتقول :
2 - نظرية الاضطراب النفسي والعقلي
هذه النظرية قديمة كان الأطباء في السابق يعتقدون بأن الظاهرة مرتبطة بأمراض نفسية مثل الفصام واضطراب الشخصية وأيضا عند الناس الذين يعانون من نوبات صرع خفيفة. كذلك يقول العلماء أن سبب ظاهرة (دَيْ چافو ) هو خلل في تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ فالكثير من الناس يشعر برعشة قبل النوم بلحظات وهذه الرعشة يرجّح بأنها تحدث أثناء الـ (دَيْ چافو ) مما تسبب شعور خاطئ في الذاكرة. الذين يشعرون بهذه الرعشات على الدوام يعانون من تكرار حالة (دَيْ چافو ) ولكن أغلبها يكون صوتي أي يشعر بإنه سمع هذا الصوت من قبل.
هناك أيضا اعتقاد بأن الظاهرة سببها تأثير بعض العقاقير على عمل الدماغ يقول العلماء أن ****ي الـ (أمانتادين) و(فَنيلبروبانولامين) لعلاج أعراض انفلونزا هما السبب في ظاهرة الـ (دَيْ چافو ) حيث أن الدوبامين يؤثر على بعض خلايا الفص الصدغي في المخ وقد ظهر هذا التفسير عام 2002 عندما قام عالمان بملاحظة رجل تناول العقاقير سابقة الذكر وظهرت لديه اعراض الـ (دَيْ چافو ) ولكن الرجل أحبّ هذا الشعور وبدأ يزور طبيبه النفسي لتسجيل ما يشعر به."
قطعا النظرية مرفوضة لأنها تحدث لكميات هائلة من البشر ومن المحال أن يكونوا كلهم مجانين أو حمقى
والنظرية الثالثة هى نظرية الأكوان الموازية وقد تحدث منتقدا إياها مبينا أنها لا تصدق ولا يثبتها سوى معادلات وهمية وفيها قال :
3 - نظرية الأكوان المتوازية
الاكوان المتوازية هي نظرية غريبة بكل معنى الكلمة يصعب على العقل تصديقها لكن المشكلة أن المعادلات الرياضية والفيزياء الحديثة تثبت وجودها - نظريا على الأقل - وبحسب هذه النظرية فأنه ليس هناك كون واحد بل عدد لا متناهي من الاكوان وكل واحد منا يعيش بشخصية مختلفة في كل من هذه الأكوان على حدة والغريب أن جميع هذه الأكوان ممكن أن تكون مجتمعة ومتداخلة في نفس المكان كحجرة نومك مثلا اوفي الشارع الذي تسير فيه لكنك لا تستطيع أن تشعر سوى بوقائع وحقائق حياتك في الكون الذي تعيش فيه يعني مثلا في حياتك الحالية أنت لم تزر لندن مطلقا لكن في حياة أخرى أو بالأحرى نسخة أخرى منك في كون مواز آخر سبق أن زرت لندن مرات عديدة! ..
نظرية صعبة الهضم أليس كذلك؟ ..
عموما ولكي لا نخوض في معمعة الفيزياء والرياضيات سنقتصر على ما يهمنا من هذه النظرية أي علاقتها بموضوع بحثنا .. فبحسب البرفسور ستيف وينبرج عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل هناك عدة حقائق متواجدة معا داخل أكون متوازية في نفس البقعة والمكان وأحيانا يحدث تداخل بين هذه الاكوان لسبب أو لآخر مما يتيح لنا الاطلاع على حقائق لا تخصنا وليس لنا اطلاع سابق عليها لكنها تخص نسخة أخرى منا تعيش في كون منفصل موازي! .. وهذا ما يفسر حدوث الديجافو."
النظرية مرفوضة لأنها تقوم على أساس وجود الإنسان فى عدة أماكن فى نفس الوقت وهو ما يفسد الحساب الإلهى العادل فهل يحاسب إنسان واحدا أم عدة أشخاص ؟
قطعا الله يحاسب كل فرد على عمله كما قال تعالى :
" فلا تزر وازرة وزر أخرى"
ومن ثم لا يمكن أن تتواجد النفس الواحدة فى عدة أجساد فى ازمنة مختلفأو أماكن مختلفة حيث نفى الله وجود خاتم النبياء(ص) فى عصر مريم(ص) فقال :
" وما كنت لديهم إذ يختصمون"

ونفى وجود فى مدين أيان موسى(ص) فقال :
" وما كنت ثاويا فى أهل مدين "
ونفى وجوده فى عصر نوح(ص) فقال :
" تلك من أنباء الغيب ما كنت تعلمها ولا قومك من قبل"

والنظرية التالية هى نظرية كنا نعلم ونسينا وفيها قال :
4 - نظرية الذاكرة (معلومات كنا نعرفها وتم نسيانها مع الوقت)
يقول العلماء بأن الـ (دَيْ چافو ) ما هي إلا نتيجة معلومات قد تعلمناها منذ زمن ولكن نسيناها لسبب أو لآخر والآن استطعنا استرجاعها فيُخيّل لنا بأننا رأينا الموقف من قبل فالمخ البشري لا يمسح أي معلومة سجلها وإن تم نسيانها. أيضا وبحسب العلماء فأن الأمور قد تختلط على دماغنا أحيانا لأنك قد تزور مكانا لأول مرة ويصدف أن هذا المكان يتشابه من حيث تصميمه وشكله وألوانه مع أماكن أخرى كنت قد زرتها سابقا واحتفظ دماغك بتفاصيلها وإحداثياتها في الذاكرة وهذا يؤدي إلى شعور وهمي بأنك رأيت المكان سابقا. الأمر أشبه برؤية شخص ذو ملامح شبيهة بملامح بأحد أصدقائك فرؤيتك لهذا الشخص تذكرك حتما بصديقك الذي تعرفه أوحتى قد يخيل إليك أنه هو."
قطعا هذه النظرية فيها بعض من الحقيقة فالحقيقة أننا نرى فى الأحلام أشياء مستقبلية ننساها فى الغالب وهذا هو تفسير تلك الظاهرة وأما كونها معلومات واقعية حقيقية نسيناها فهذا كذب واضح فما نراه ليست سوى أشياء رأيناها فى أحلام من قبل
والنظرية التالية هى نظرية مشابهة للأكوان المتوازية وهى تناسخ الأرواح وفيها قال :
5 - نظرية تناسخ الأرواح
في بعض الديانات كالبوذية والهندوسية والديانات الوثنية الشرق أوسطية القديمة ولدى بعض الطوائف يوجد إيمان راسخ بتناسخ الأرواح وهي فكرة ضاربة في القدم مفادها أن الناس بعد موتهم يولدون مجددا في أجساد جديدة أي أن أرواحهم تنتقل من جسد إلى آخر وتستمر هذه الدورة إلا ما لا نهاية أوإلى أن تصل الروح إلى مرحلة من السمو بأفعالها وزهدها وصلاحها بحيث تتحرر من دورة التناسخ نهائيا وتنتقل لتعيش في الجنة.
لتبسيط الفكرة فأن التناسخ معناه بأن الإنسان بعد موته ينتهي جسده فقط لكن روحه لا تموت بل تنتقل إلى جسد آخر وتولد مجددا في كنف عائلة جديدة وليس مستبعدا أن يولد الرجل في هيئة امرأة في حياته الجديدة أو تولد الامرأة رجلا أويولد الإنسان في هيئة حيوان أو شجرة أو أي شيء آخر يملك روح ويتحدد ذلك بحسب الـ "كارما" الخاصة بالإنسان أي الأعمال في الحياة السابقة فإذا كان صالحا في حياته السابقة فأنه يولد مجددا في هيئة جميلة وفي كنف عائلة جيدة أما إذا كانت أعماله سيئة فلا يستبعد أن يولد في كنف عوائل سيئة ومفككة أويولد حتى بهيئة خنزير أو كلب أو ضفدع! .. جدير بالذكر أن التيار العام والنصوص الواضحة في الكتب المقدسة للأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام لا توافق على فكرة التناسخ وترفضها تماما وتؤمن بأن الإنسان يعيش حياة واحدة فقط ويحاسب وينال جزاءه على أعماله خلال تلك الحياة فقط. كما أن هناك انتقادات فلسفية وعلمية كثيرة لفكرة التناسخ لا مجال لطرحها في هذه العجالة."
وهذه النظرية كاذبة فلا وجود لتناسخ الأرواح فى ناس وحيوانات ونباتات وجمادات لأن الروج لا ترجع مرة أخرى للدنيا كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أنهم لا يرجعون"
وأما الحقيقة فقد سماها نظرية الأحلام فقال :
6 - نظرية الأحلام
بحسب هذه النظرية فأن عالم الأحلام قد يختلط أحيانا مع الواقع مثلا أنت رأيت نفسك في الحلم تمشي في شارع معين وعندما استيقظت نسيت الحلم لكن بعد مدة صادف مرورك في شارع يشبه من حيث الشكل أو الإضاءة أو اللون ذلك الشارع الذي رأيته في حلمك ولأن الاحلام محفوظة في الذاكرة فإن روية ذلك الشارع ستستعيد من دماغك التفاصيل المشابهة للحلم المنسي فيخيل إليك بأنك زرت المكان من قبل طبعا أغلب الناس يراودهم شعور من حين لآخر بأنهم رأوا مكانا أو حادثة أو موقف ما في أحلامهم سابقا."
هذه هى الحقيقة وهى أن ما نراه ونقول أننا رأيناه من قبل كان فى حلم حدث من مدة طويلة أو قصيرة لأن كل الأحلام عبارة عن أحداث المستقبل التى تأتى فى الغالب فى صور مخالفة وأحيانا تأتى كما هى فنجد مثلا رؤية الذبح وقعت مستقبلا ولكن المذبوح لم يكن الإنسان وإنما كان الذبح العظيم ومثلا رؤية انتصار بدر كانت العكس فأعداد الكفار الكثيرة تمت رؤيتها قليلة فى المنام وهكذا