اظهار عورات المرشحين عيب ديمقراطى
من عيوب الديمقراطية التى صدعنا البعض بها أن من يعملون بالسياسة يقومون بإظهار عورات أو عيوب بعضهم البعض من خلال الفرق التى تعمل معهم فى حملات الترشح
مثلا فى السباق الديمقراطى الرئاسى المصرى وجدنا أن من يظهر زيارات أحمد زويل لاسرائيل وقبوله للجوائز منها وزيارات البرداعى لها ووجدنا من يظهر موافقة عمرو موسى على صفقة الغاز لاسرائيل ووجدنا من يظهر عمر سليمان عميلا أمريكيا اسرائيليا معذبا وتتوالى فيما بعد المصائب .
إن الديمقراطية تتصف كثيرا بأنها تخرق مبادىء الأخلاق فالمبدأ الأخلاقى القائم على عدم التجسس كما قال تعالى "ولا تجسسوا " يتم خرقه وهكذا رأينا فى كثير من الانتخابات من يقوم بنشر صور أو أفلام فاضحة لبعض المرشحين أو يقوم بعمل أحاديث صحفية مع إحدى العاهرات التى كان للمرشح علاقة زنى يوما ما والمبدأ الأخلاقى القائم على عدم التنابز بالألقاب واللمز يتم خرقه من خلال الاتهامات بالخيانة والعمالة .
السبب فى كل هذه الخروقات هو أن الديمقراطية عملية تنافسية فهى ليست هادفة أساسا لصالح الدولة وإنما لصالح المرشحين وأى عملية تنافسية لابد أن يشوبها خروقات أخلاقية لأن الغرض فى النهاية من التنافس فوز أحدهم وخسارة الأخرين مع أن الهدف من الانتخابات هو أن تفوز الدولة بأصلح الناس لإدارتها وليس أقدر الناس على إظهار عورات الأخرين .
الفارق بين نظام الشورى فى الإسلام والنظام الديمقراطى هو أن نظام الشورى قائم على رغبة الناس فلا يصح أن يرشح أحد نفسه لأى منصب لأن هذا تزكية للنفس وقد حرم الله تزكية النفس فقال "ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" ومن ثم فالناس هم من يرشحون أصحاب المناصب من خلال اختيارهم لأشخاص يتوفر فيهم شرطى العلم الواسع والصحة الجسمية كما قال تعالى "وزاده بسطة فى العلم والجسم " وأما النظام الديمقراطى فيقوم على تزكية الشخص لنفسه وعمله على فوزها ومن ثم يقوم بعمل الخروقات الأخلاقية .
والسؤال الذى يطرح نفسه :
كيف يستأمن الناس رئيسا استعمل التجسس على غيره على أنفسهم ؟
إن من يفعل هذا الخرق ليس مستغربا فيما بعد أن يتجسس على الشعب ويقوم بتعذيب أو سجن أو قتل من يعارضه ؟
والسؤال التالى:
كيف يستأمن الناس على أنفسهم رئيسا أو صاحب منصب لم يظهر جرائم الأخرين إلا عندما تعلق الأمر بالمناصب وظل ساكتا عليها قبل ترشيح نفسه أليس الساكت عن الحق شيطان؟
كيف يستأمن الناس خائنا فى نظر الأخلاق والقانون ؟