الاثنين، 13 يونيو 2011

تركيا ودستور جديد

تركيا ودستور جديد
أظهرت الانتخابات التركية رغبة الناخبين فى استقرار الوضع السياسى فقد فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم بالانتخابات للمرة الثالثة على التوالى بنصف المقاعد وهى ظاهرة لم تتكرر فى تاريخ الجمهورية التركية ولكن الهدف الأساسى لحزب العدالة والتنمية من هذه الانتخابات وهو تغيير الدستور الحالى الذى وضع سنة1980 يبدو أنه سيواجه صعوبات لعدم حصول الحزب على العدد اللازم لإجراء التغيير ومن ثم فلابد أن يقوم أردوغان بالمحاورة والمناورة مع باقى الأحزاب حتى يتم تغيير الدستور وهى مهمة محفوفة بالمخاطر لأن تلك الأحزاب جذورها علمانية ومن ثم فهى لن تفرط فى هذا الدستور الحالى بسهولة لأنه يضمن لها فى النهاية بقاء مظاهر العلمانية كما يضمن حفاظ الجيش على العلمانية المعادية للإسلام فى كثير من مظاهره خاصة الحجاب .
ويبدو أن أردوغان بحاجة للأكراد فهم الأقرب لمبادىء حزبه من ناحية الإسلام ولكن سياسته تجاههم طوال فترة حكمه تجعله فى حكم العدو مثله مثل باقى الأحزاب التى حكمت تركيا وتعاملت بقسوة  وعنف معهم ولكن الأكراد لو فكروا فى أن الدستور الجديد  سيدفع تركيا نحو مزيد من الحريات حتى تدخل الاتحاد الأوربى وسيكون هذا فى صالحهم حيث سيتم الاعتراف بلغتهم وهويتهم وحمايتهم من العنف والقسوة كما سيساعدهم على حكم مناطقهم بأنفسهم فإنهم سيكونون الورقة الرابحة التى ستغير الدستور ولكن على أردوغان الذى ينسب لحزبه التوجه الإسلامى أن يتعامل مع الأكراد حسب قوله تعالى "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم "  بدلا من أن يتعامل معهم من ناحية الجنس واللغة وهو تعامل خاطىء لا يساعد على استقرار الأوضاع أبدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق