الصرف في الإسلام
الصرف في القرآن :
الصرف في القرآن:
بين
الله لنبيه (ص)أن كذلك أى بإنزال الوحى يصرف الله الآيات والمراد يبين
الله الأحكام للناس مصداق لقوله "وكذلك يبين الله لكم الآيات"والكفار
يقولون للنبى (ص)درست أى تعلمت من بشر أخر كما قالوا "ولقد نعلم أنهم
يقولون إنما يعلمه بشر"وبين له أنه يبين الوحى لقوم يعلمون والمراد أنه
يفصل أى يوضح حدود الله لناس يؤمنون به مصداق لقوله "قد فصلنا الآيات لقوم
يفقهون " وفى هذا قال تعالى:
"وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون "
وبين
الله لنا أنه صرف فى القرآن والمراد قال أى ضرب فى الوحى من كل مثل أى حكم
مصداق لقوله بسورة الروم"ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل"
والسبب فى قول الأحكام فى القرآن هو أن يذكروا أى يطيع الناس الأحكام ويبين
لنا أن النتيجة أن أحكام القرآن ما تزيدهم إلا نفورا أى ما تمدهم سوى
طغيانا والمراد أنهم يستمرون فى كفرهم وفى هذا قال تعالى:
"ولقد صرفنا فى هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا"
وبين
الله للنبى(ص) أنه صرف أى قال أى ضرب للناس وهم الخلق فى القرآن وهو الوحى
من كل مثل والمراد من كل حكم فى كل القضايا مصداق لقوله "ولقد ضربنا للناس
فى هذا القرآن"فكانت نتيجة القول هى أن أبى أكثر الناس إلا كفورا والمراد
أن رفض معظم الخلق وهم الظالمون إلا تكذيب للوحى مصداق لقوله "فأبى
الظالمون إلا كفورا"
وفى هذا قال تعالى :"ولقد صرفنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا"
وبين
الله للنبى(ص) أنه صرف أى قال والمراد ضرب فى القرآن وهو كتاب الله للناس
وهم الخلق من كل مثل أى من كل حكم مصداق لقوله "ولقد ضربنا للناس فى هذا
القرآن"وهذا يعنى أنه قال فى القرآن حكم كل قضية وفى هذا قال تعالى:
ولقد صرفنا فى هذا القرآن للناس من كل مثل "
وبين
الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى وسيلة نزول الوحى أنزلنا أى
أوحينا الوحى قرآنا عربيا أى حكما واضحا مصداق لقوله بسورة الرعد "وكذلك
أنزلناه حكما عربيا"وبين له أنه صرف فيه من الوعيد أى قال فيه من آيات
التخويف والسبب لعلهم يتقون أى يطيعون الحكم أو يحدث لهم ذكرا أى يبقيهم
عبرة للناس بعقابهم وفى هذا قال تعالى:"كذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا
فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا"
وبين
الله أنه صرف القرآن بينهم والمراد ضرب أى بين فى القرآن من كل حكم مصداق
لقوله "ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل"والسبب ليذكروا أى
"ليدبروا آياته"كما قال والمراد ليطيعوا أحكامه فكانت النتيجة أن أبى أكثر
الناس إلا كفورا والمراد فرفض أغلب الخلق إلا تكذيبا أى عصيانا له وفى هذا
قال تعالى:
"ولقد صرفنا بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا "
صرف الله الآيات :
طلب
الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم
والمراد عرفونى إن حال الله بينكم وبين قلوبكم أى أنفسكم وفسر هذا بقوله
وختم على قلوبكم أى طبع على أنفسكم والمراد حال بينكم وبين عقولكم فلم
تعقلوا مصداق لقوله "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"من إله غير الله
يأتيكم به والمراد من رب سوى الله يجيئكم بعقولكم ؟ونلاحظ هنا أن الله
أشار إلى السمع والأبصار والقلوب بكلمة به وهذا يعنى أن كلها تعنى معنى
واحد والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الله يعيد لهم عقولهم إن شاء لو
شاءوا هم الإسلام مصداق لقوله "وما تشاءون إلا أن يشاء الله"،وطلب الله من
رسوله (ص)أن ينظر كيف يصرف الآيات والمراد أن يعلم كيف يبين الأحكام للناس
مصداق لقوله "انظر كيف نبين لهم الآيات"ثم هم يصدفون أى يعرضون والمراد
يكذبون بالآيات وفى هذا قال تعالى:
"قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون"
وطلب
الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار:الله هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من
فوقكم والمراد الله هو المستطيع أن ينزل عليكم عقابا من أعلاكم مثل الريح
والحجارة التى ترميها الطير ،أو من تحت أرجلكم والمراد أو من أسفل أقدامكم
مثل الزلازل ،أو يلبسكم شيعا والمراد أو يخلقكم فرقا بعد أن كنتم متحدين
وفسر هذا بقوله أو يذيق بعضكم بأس بعض والمراد ويسوم بعضكم أذى بعض وهذا
يعنى أن الشيع نتيجة معاداة بعضها تحارب بعضها دفاعا عن اعتقادها وهو
دينها،وطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف يصرف الآيات والمراد أن يعلم كيف
يبين الأحكام مصداق "انظر كيف نبين لهم الآيات"والسبب لعلهم يفقهون أى
لعلهم يتذكرون مصداق لقوله "ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون "أى لعلهم
يطيعون الأحكام وطلب النظر من الرسول(ص)غرضه أن يعرف كفر القوم رغم وضوح
الحق وفى هذا قال تعالى:
"قل
هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم
شيعا أو يذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون "
وبين
الله لنا أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم
بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى
وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها
لا يعملون إلا عملا فاسدا،وبين لهم أنه كذلك أى بتلك الطريقة وهى المقارنة
بين الطيب والخبيث يصرف الآيات أى يبين الأحكام لناس يشكرون أى يعقلون
فيطيعون وفى هذا قال تعالى:
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون"
وبين
الله للناس أنه أهلك ما حولهم من القرى والمراد دمر أى قصم الذى يحيطون
بهم من أهل البلاد الكفار مصداق لقوله "وكم قصمنا من قرية "وبين
للنبى(ص)أنه صرف الآيات والمراد بين الأحكام مصداق لقوله "قد بينا الآيات
"والسبب لعلهم يرجعون والمراد لعلهم يتوبون أى يطيعونها وفى هذا قال تعالى:
"ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون "
صرف الكفار عن الآيات:
بين
الله لنا أنه سيصرف عن آياته والمراد سيبعد عن طاعة أحكامه الذين يتكبرون
فى الأرض بغير الحق أى يبغون مصداق لقوله "والذين يبغون فى الأرض بغير
الحق"أى يحكمون فى البلاد بسوى العدل وفى هذا قال تعالى:
"سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق "
صرف الجن لسماع القرآن:
بين
الله لنبيه (ص)أنه صرف إليه نفر من الجن والمراد أنه وجه إلى مكان وجود
النبى (ص)جمع من الجن حتى يستمعوا للقرآن والمراد حتى يعلموا بوحى الله
فلما حضروه والمراد فلما سمعوا القرآن قالوا لبعضهم :أنصتوا أى اسمعوا
والمراد اعلموا لتطيعوه ،وهذا يعنى أن النبى (ص)لم يعرف بحضور الجن لسماع
القرآن إلا بعد أن انصرفوا من عنده بمدة ،فلما قضى والمراد ولما أنهى النبى
(ص)قراءة القرآن ولوا إلى قومهم منذرين والمراد ذهبوا إلى شعبهم وهو الجن
مخبرين بوحى الله وفى هذا قال تعالى:
"وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين "
صرف المؤمنين لابتلاءهم :
بين
الله للمؤمنين أن الله صدقهم وعده والمراد أن الله نفذ لهم قوله إذ
تحسونهم بإذنه أى حين تقتلوهم بأمر الله والمراد أن الله حقق لهم قوله بقتل
الكفار فى بداية معركة أحد حتى اللحظة التى فشلوا أى تنازعوا فى الأمر أى
عصوا والمراد اللحظة التى خابوا فيها أى اختلفوا فى حكم الغنائم أيتركونها
أم يأخذونها فى وسط المعركة أى خالفوا أمر الرسول(ص)بالثبات من بعد ما
أراهم ما يحبون والمراد من بعد ما أشهدهم الذى يودون وهو قتل الكفار ،وبين
الله للمؤمنين أن ساعة الخلاف منهم من يريد الدنيا والمراد منهم من يطلب
متاع الأولى وهو هنا غنائم المعركة ومنهم من يريد الآخرة والمراد ومنهم من
يسعى لنيل ثواب القيامة ،وبين لهم أنه صرفهم أى شغلهم عن الكفار بالغنائم
والسبب أن يبتليهم أى يختبرهم بالضرر الذى أصابهم من الكفار ،ويبين لهم أنه
عفا عنهم أى تاب عليهم أى غفر لهم ذنب الخلاف ،وبين لهم أنه ذو فضل على
المؤمنين والمراد أنه صاحب رحمة بالمصدقين لحكم الله وفى هذا قال تعالى:
"ولقد
صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم فى الأمر وعصيتم
من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الأخرة ثم
صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين"
انصراف المنافقين:
بين
الله للمؤمنين أن إذا أنزلت سورة والمراد إذا ما أوحيت مجموعة آيات فيهم
وقرأت وهم موجودين نظر بعضهم إلى بعض والمراد رنا كل واحد منهم ببصره تجاه
أصحابه وهو يقول فى نفسه:هل يراكم من أحد أى هل يعرف بأشخاصكم أحد ؟وهذا
السؤال يعنى أنهم يظنون أن الله لا يعلمهم ولا يعلم بهم المؤمنون ثم
انصرفوا أى ابتعدوا عن مكان المسلمين صرف الله قلوبهم أى أبعد الله نفوسهم
عن الإيمان والسبب أنهم قوم لا يفقهون أى ناس لا يعقلون وفى هذا قال تعالى:
"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون "
أنى يصرف الكفار :
بين
الله للناس أن ذلكم وهو الخالق هو الله ربكم أى إلهكم لا إله إلا هو
والمراد لا رب سواه وسألهم الله فأنى تصرفون أى فكيف تكفرون أى"فأنى
تؤفكون"كما والغرض من السؤال هو إخبارهم بضرورة التراجع عن الكفر وفى هذا
قال تعالى:
" ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون "
وبين
الله لهم على لسان نبيه(ص)أن ذلكم والمراد فاعل كل ما سبق هو الله ربهم أى
إلههم الحق أى العدل ويسأل فماذا بعد الحق إلا الضلال والمراد ماذا بعد
العدل سوى الظلم والغرض من السؤال هو إخبارهم أن أى عبادة لغير الله ستكون
ضلال ويسأل فأنى تصرفون والمراد كيف تسحرون أى تكفرون مصداق لقوله "فأنى
تسحرون "والغرض إخبارهم بكفرهم بعد معرفتهم للحق وفى هذا قال تعالى:
"فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون "
صرف الفحشاء عن يوسف(ص):
بين
الله لنبيه (ص)أن المرأة همت به أى رغبت فى أن يمتعها يوسف (ص)وهم بها أى
ورغب يوسف (ص)أن يتمتع بها والهم هنا هو حديث النفس ولكن الهم زال من يوسف
(ص)لما رأى برهان ربه والمراد لما تذكر وحى إلهه وهو حكم الله فى الزناة
وبتلك الطريقة وهى تذكر حكم الله صرف أى أبعد الله عن يوسف (ص)السوء وفسره
بأنه الفحشاء وهى المنكر والسبب أنه من عباد الله المخلصين أى المؤمنين
المطيعين لحكمه وفى هذا قال تعالى:
"ولقد همت به وهم به لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين "
طلب صرف الكفار عن يوسف(ص) :
بين
الله لنبيه(ص)أن يوسف(ص)دعا الله لما وجد إصرار المرأة على أن يزنى معها
فقال :رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه والمراد إلهى الحبس أحسن لدى من
الذى يطالبونى به وهذا يعنى أنه يفضل الحبس على ارتكاب جريمة الزنى ،وإلا
تصرف عنى كيدهن أصب إليهن والمراد وإلا تبعد عنى مكرهن أستجب لهن وهذا يعنى
أن الله إن لم يبعده عن مكان وجود المرأة فسوف يستجيب لها نتيجة إلحاحها
المستمر ،وأكن من الجاهلين أى وأصبح فى حالة زناى بها من الكافرين ،فاستجاب
له ربه والمراد فحقق له إلهه طلبه وهو السجن حيث صرف عنه كيدهن والمراد
حيث أبعد عنه مكر النسوة بأن سجنه العزيز ليبعده عن المرأة وليوقف الشائعات
والحكايات عن زوجته ،إنه هو السميع العليم أى المجيب الخبير بكل شىء
وفى هذا قال تعالى:
"قال
رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من
الجاهلين فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم "
صرف المطر عن الناس:
سأل
الله نبيه (ص) ألم تر أى تعرف أن الله يزجى سحابا أى يدفع بخارا ثم يؤلف
أى يوحد بينه ثم يجعله ركاما أى طبقات فترى الودق يخرج من خلاله أى فتشهد
المطر ينزل من خرومه وينزل من السماء أى ويسقط من السحاب من جبال أى
مرتفعات فيها من برد أى ثلج فيصيب به من يشاء أى فينزله على من يريد ويصرفه
عن من يريد والمراد ويبعده عن من يحب ويكاد سنا برقه يذهب بالأبصار أى
يريد ضوء ناره أن يخطف نور العيون والغرض من السؤال هو إخبار النبى
(ص)بالتالى أن الله يكون السحاب وينهيه فى المراحل التالية :إزجاء السحاب
وهو دفع بخار الماء لأعالى الجو ،التأليف أى التوحيد بين ذرات البخار
،الركام وهو ضم الذرات المتوحدة بعضها إلى بعض ،بعد ذلك الودق يخرج من خلال
السحاب والمراد تنزل قطرات الماء من خروم مصفاة السحاب وفى حالة أخرى يصبح
السحاب جبال أى مرتفعات عظيمة العلو والحجم فينزل الله منها البرد وهو
الثلج الصغير وهذا المطر والبرد يصيب الله به من يشاء أى ينزله على من يريد
من الخلق ويصرفه عن من يشاء أى ويمنعه عن من يريد من الخلق ،وسنا برق
السحاب وهو ضوء نار السحاب يفعل التالى يكاد يذهب بالأبصار أى يهم يخطف
العيون أى يريد إزالة قدرة العيون على الإبصار وفى هذا قال تعالى:
"ألم
تر أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من
خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من
يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار "
صرف العذاب :
طلب
الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم
والمراد إنى أخشى إن خالفت وحى خالقى عقاب"يوم كبير"كما قال وهذا يعنى أن
سبب طاعته لله هى خوفه من العذاب ،من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه والمراد من
يزحزح عن العذاب وهو النار فقد نفعه أى فاز بالجنة مصداق لقوله "فمن زحزح
عن النار وأدخل الجنة فقد فاز"وذلك وهو دخول الجنة الفوز المبين أى النصر
الكبير مصداق لقوله "ذلك الفوز الكبير" وفى هذا قال تعالى:
"قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين "
وبين
الله للنبى(ص) أن المجرمون وهم الظالمون لما رأوا أى شاهدوا النار وهى
العذاب مصداق لقوله "وإذا رأى الذين ظلموا العذاب" ظنوا أنهم مواقعوها
والمراد علموا أنهم داخلوها ودخلوها ولم يجدوا عنها مصرفا والمراد ولم
يلقوا عن النار محيصا أى مبعدا ينقذهم منها مصداق لقوله "ولا يجدون عنها
محيصا " وفى هذا قال تعالى:
" ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا"
وبين
الله أن عباد الرحمن هم الذين يقولون أى يدعون :ربنا اصرف عنا عذاب جهنم
والمراد ابعد عنا أى قنا عذاب النار مصداق لقوله بسورة البقرة "وقنا عذاب
النار "إن عذابها كان غراما والمراد إن عقابها كان ثقيلا أى مستمرا مصداق
لقوله بسورة الإنسان "ويذرون وراءهم يوما ثقيلا "أى طويلا ،إنها ساءت أى
بغضت مستقرا أى مقاما أى مكانا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "وساءت
مرتفقا "فهى مكان مكروه
وفى هذا قال تعالى:
"والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما "
وسأل
الله ألم تر إلى الذين يجادلون فى آيات الله أنى يصرفون والمراد ألم تعرف
بالذين يكذبون بأحكام الرب أنى يصرفون أى كيف يهربون من عذابه ؟والغرض من
السؤال هو إخباره أن الكفار لا ينجون من عذاب الله وفى هذا قال تعالى:
"ألم تر إلى الذين يجادلون فى آيات الله أنى يصرفون "
الكفار لا يستطيعون صرف العذاب عن أنفسهم :
بين
الله لنبيه (ص)أنه يوم يحشرهم أى يبعثهم مرة ثانية للحياة وما يعبدون أى
"ما يدعون من دونه "كما قال بسورة الحج والمراد وما يزعمون أنهم يطيعونهم
من غير الله فيقول للمعبودين بالزعم أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا
السبيل والمراد هل أنتم أبعدتم خلقى هؤلاء عن الحق أم هم بعدوا من أنفسهم
عن الحق؟والغرض من السؤال إظهار كذب الكفار فى زعمهم عبادة المذكورين هنا
فقالوا سبحانك أى الطاعة لحكمك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء
والمراد ما كان يحق لنا أن نعبد من غيرك من آلهة مزعومة وهذا يعنى أنهم
يعلنون عبادتهم لله فكيف يعبدونه وفى الوقت نفسه يدعون لعبادتهم وقالوا
ولكن متعتهم وآباؤهم حتى نسوا الذكر ولكن أعطيتهم وآباؤهم الرزق حتى تركوا
طاعة الإسلام وكانوا قوما بورا أى وكانوا ناسا خاسرين وهذا اتهام للكفار
بأنهم السبب فى ضلال أنفسهم فيقال للكفار فقد كذبوكم بما تقولون والمراد
فقد جحدوكم بالذى تزعمون فلا تستطيعون صرفا أى نصرا والمراد فلا تقدرون على
عمل أى إنقاذ وفى هذا قال تعالى:
"ويوم
يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادى هؤلاء أم هم ضلوا
السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغى لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن
متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا فقد كذبوكم بما تقولون فلا
تستطيعون صرفا ولا نصرا "
صرف الأبصار على الأعراف :
بين
الله لنا أن أهل الأعراف إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار والمراد إذا
ذهبت عيونهم ناحية سكان جهنم قالوا :ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين
والمراد إلهنا لا تدخلنا مع الناس الكافرين فهم يطلبون إبعادهم عن جهنم
وفى هذا قال تعالى:
"وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين"
الصرف فى الفقه :
استعمل الصرف فى الفقه بناء على الروايات فى معنى مالى بعيد عما جاء فى القرآن وهو:
بيع الصنف الواحد والمراد :
تبادل سلعة كالذهب من نفس العيار مع اختلاف الأشكال مثل خاتم وحلق وأسورة فالمهم تساوى المقدار
بيع الصنفين ببعضهما كالذهب بالفضة
بيع الصنف بنقود كشراء ذهب بنقود من المعروفة حاليا أو سابقا
والحق :
أن كل بيع جائز طالما تراضى الطرفان وهم يعلمان بكل شىء عن السلع المباعة واثمانها
ويطلق الصرف على النقود ذاتها فى عصرنا ومن هنا جاءت تسمية محلات الصرافة
والصرافة الحالية محرمة حيث يبيع ورقة ملونة بورقة ملونة وهى لا تساوى
أساسا سوى ثمن الورق وطباعته ولكنها لا تساوى غير ذلك حتى ولو اصطلح الناس
على هذا الأمر فهو من ضمن الجنون الذى اخترعه الكفار لسرقة أموال الناس
والتحكم فى المعادن الثمينة لتضييع أموال الناس فى أى وقت من خلال تغيير
العملة أو الغاءها