الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

الدمع فى الإسلام

الدمع فى الإسلام
الدمع في القرآن:
دمع النصارى الذين أسلموا:
وضح الله أن الرهبان وهم القسس أى العلماء إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول والمراد إذا علموا بالذى أوحى إلى محمد(ص)ترى أعينهم تفيض من الدمع والمراد تشاهد عيونهم تذرف الدموع والسبب ما عرفوا من الحق والمراد الذى علموا به من وحى الله وهم يقولون أمنا أى صدقنا بوحى محمد(ص)فاكتبنا مع الشاهدين أى فأدخلنا الجنة مع المقرين به ،وهذا يعنى أن النصارى المحبين للمسلمين هم الذين يعلنون إيمانهم بما نزل على محمد(ص)
وفى هذا قال تعالى:
"وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين"
دمع المسلمين الفقراء:
وضح الله لنبيه (ص)أن الحرج وهو العقاب ليس على الذين أتوه ليحملهم وهم الذين جاءوه ليركبهم أى ليجد لهم دواب يركبون عليها للسفر للجهاد قلت لهم :لا أجد ما أحملكم عليه والمراد لا ألقى ما أركبكم عليه وهذا يعنى أن دواب السفر كانت أقل من عدد من يريدون الذهاب للجهاد فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع والمراد فانصرفوا من المكان وأنظارهم تنزل من الدموع والسبب حزنا ألا يجدوا ما ينفقون والمراد غما ألا يلقوا الذى يعملون من أجل الجهاد أى الذين لا يلقون الذى يشاركون به فى الجهاد.
وفى هذا قال تعالى:
"ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون "
الدمع في الفقه :
الدامعة المفترض أنها من دمع العين ولكن لما كان اللفظ يعنى التقاطر وهو سيل السائل قطرات أطلق الفقهاء اسم الدامعة على :
شجة والمراد:
جرح تتقاطر منه نقاط الدم
ومن ثم المعنى بعيد عن المعروف
وقد اختلف الفقهاء في تسميتها فالبعض منهم سماها :
الدامعة والبازلة والدامية
البعض منهم اختلف في تعريف تلك التسميات
وعرفها بعض منهم فقالوا :
هِي الّتِي تُظْهِرُ الدّم ولا تُسِيلُهُ كالدّمْعِ فِي الْعيْنِ.
والبعض الأخر قال :
الّتِي تصْعقُ الْجِلْد فيرْشحُ مِنْهُ دمٌ، كالدّمْعِ مِنْ غيْرِ أنْ ينْشقّ الْجِلْدُ
وأما الحكم في تلك الشجة فقد تحدثوا فقالوا :
أولا الشجة المتعمدة :
قال بعضهم :
إِنْ كانتْ عمْدًا ففِيها الْقِصاصُ ..وإِنّما يجِبُ الْقِصاصُ لإِمْكانِ الْمُماثلةِ فِي الاِسْتِيفاءِ، ولِظاهِرِ قوْله تعالى:
{والْجُرُوح قِصاصٌ}
وقال بعض أخر :
لا قِصاص فِيها لِعدمِ إِمْكانِ الاِسْتِيفاءِ بِصِفةِ الْمُماثلةِ، وإِنّما فِيها حُكُومةُ عدْلٍ ، لأِنّهُ ليْس فِيها أرْشٌ مُقدّرٌ ولا يُمْكِنُ إِهْدارُها فتجِبُ الْحُكُومةُ، ورُوِي ذلِك عنِ النّخعِيِّ وعُمر بْنِ عبْدِ الْعزِيزِ.
ثانيا الشجة الخطأ:
قال بعضهم منهم:
وإِنْ كانتِ الدّامِعةُ خطأً ففِيها حُكُومةُ عدْلٍ، لأِنّهُ لمْ يرِدْ فِيها شيْءٌ مُقدّرٌ مِن الشّرْعِ، ولا يُمْكِنُ إِهْدارُها فوجب فِيها حُكُومةُ عدْلٍ.
وهذا إِذا لمْ تبْرأِ الشّجّةُ، أوْ برِئتْ على شيْنٍ، فإِذا برِئتْ دُون أثرٍ فلا شيْء فِيها عِنْد الْمالِكِيّةِ والْحنابِلةِ وأبِي حنِيفة، لأِنّ الأْرْش إِنّما يجِبُ بِالشّيْنِ الّذِي يلْحقُ الْمشْجُوج بِالأْثرِ، وقدْ زال فسقط الأْرْشُ.
وقال بعض أخر :
عليْهِ حُكُومةُ الأْلمِ لأِنّ الشّجّة قدْ تحقّقتْ ولا سبِيل إِلى إِهْدارِها، وقدْ تعذّر إِيجابُ أرْشِ الشّجّةِ، فيجِبُ أرْشُ الأْلمِ،
وقال بعض أخر :
يجِبُ قدْرُ ما أنْفق مِنْ أُجْرةِ الطّبِيبِ وثمنِ الدّواءِ.
وقال بعض أخر :
إِذا برِئتْ ولمْ تُنْقِصْ شيْئًا فوجْهانِ أحدُهُما: لا شيْء عليْهِ سِوى التّعْزِيرِ كما لوْ لطمهُ أوْ ضربهُ بِمُثْقِلٍ فزال الأْلمُ.
وقال بعض أخر :
يفْرِضُ الْقاضِي شيْئًا بِاجْتِهادِهِ
وقطعا القوم يتحدثون دون مراعاة إلى أن الناس والقاضى وسواهم القصاص ليس بيدهم ولا العفو وإنما مهمة القاضى في تلك القضايا هو :
الحكم بإذناب المتهم أو براءته
فإن حكم بالإذناب وهو ارتكاب الجريمة خير المجنى عليه بين القصاص والعفو سواء عفو بدية أو عفو بدون دية وفى حالة وجود عذر قاهر للقصاص يبينه القاضى للمجنى عليه والمجنى عليه هو من يختار الحكم
وفى هذا قال تعالى :
"كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ"
وقد وردت العديد من الأحاديث في الدموع منها :
-ارقبوا الميت عند ثلاث إذا رشح جبينه ودمعت عيناه ويبست شفتاه فهى من رحمة الله قد نزلت به وإذا غط غطيط المخنوق واحمر لونه وأربدت شفتاه فهو من عذاب الله قد نزل به "رواه الترمذى الحكيم فى نوادر الأصول والخطأ هنا هو أن علامات رحمة الميت رشح الجبين ودمع العينين ويبس الشفتين وعلامات عذابه غطيطه واحمرار لونه وارباد شفتيه وهو تخريف لأن الميت تتوقف كل أعضاء جسمه فكيف يرشح جبينه أو تدمع عينيه أو يغط أو تربد شفتيه ؟إن لا أحد يعرف فى الدنيا أن الميت مرحوم أو معذب لأن هذا من علم الغيب والنبى (ص)نفسه لا يعلم الغيب لقوله تعالى بسورة الأنعام "ولا أعلم الغيب "وحتى لا يدرى ما يفعل به أو بغيره وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم "
3530- حدّثنا أيُّوبُ بْنُ مُحمّدٍ الرّقِّيُّ، حدّثنا مُعمّرُ بْنُ سُليْمان، حدّثنا عبْدُ اللهِ بْنُ بِشْرٍ، عنِ الأعْمشِ، عنْ عمْرِو بْنِ مُرّة، عنْ يحْيى بْنِ الْجزّارِ، عنِ ابْنِ أُخْتِ زيْنب امْرأةِ عبْدِ اللهِ، عنْ زيْنب, قالتْ: كانتْ عجُوزٌ تدْخُلُ عليْنا ترْقِي مِن الْحُمْرةِ، وكان لنا سرِيرٌ طوِيلُ الْقوائِمِ، وكان عبْدُ اللهِ إِذا دخل تنحْنح وصوّت، فدخل يوْمًا, فلمّا سمِعتْ صوْتهُ احْتجبتْ مِنْهُ، فجاء, فجلس إِلى جانِبِي, فمسّنِي فوجد مسّ خيْطٍ, فقال: ما هذا؟ فقُلْتُ: رُقًى لِي فِيهِ مِن الْحُمْرةِ, فجذبهُ فقطعهُ فرمى بِهِ, وقال: لقدْ أصْبح آلُ عبْدِ اللهِ أغْنِياء عنِ الشِّرْكِ، سمِعْتُ رسُول اللهِ صلى الله عليهِ وسلم يقُولُ: إِنّ الرُّقى، والتّمائِم، والتِّولة شِرْكٌ.
قُلْتُ: فإِنِّي خرجْتُ يوْمًا فأبْصرنِي فُلانٌ، فدمعتْ عيْنِي الّتِي تلِيهِ، فإِذا رقيْتُها سكنتْ دمْعتُها، وإِذا تركْتُها دمعتْ، قال: ذاكِ الشّيْطانُ، إِذا أطعْتِيهِ ترككِ، وإِذا عصيْتِيهِ طعن بِإِصْبعِهِ فِي عيْنِكِ، ولكِنْ لوْ فعلْتِ كما فعل رسُولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلم كان خيْرًا لكِ، وأجْدر أنْ تُشْفيْن, تنْضحِين فِي عيْنِكِ الْماء وتقُولِين: أذْهِبِ الْبأْس, ربّ النّاسِ، اشْفِ أنْت الشّافِي، لا شِفاء إِلاّ شِفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سقمًا رواه ابن ماجة
الخطأ أن نضح الماء يعالج العين هو والدعاء وهو ما يخالف وجوب الذهاب للطبيب للعلاج لتقرير العلاج وليس كل واحد يفتى في المرض
والخطأ الثانى أن سبب المرض هو عين وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله "حسدا من عند أنفسهم"
8869 - أنبأ الحارث بن مسكين قراءة عليه عن بن وهب قال حدثني عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن شمير عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فسمعته يقول حرمت النار على عين دمعت من خشيت الله حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله ونسيت الثالثة وسمعت بعد أنه قال حرمت النار على عين غضت عن محارم الله رواه النسائى
الخطأ تحريم النار على ثلاثة عيون بينما التحريم هو لكل الرجل وليس للعيون
ونجد عيون أخرى المفروض تدخل الجنة كمن نظر عطف ليتيم أو نظر نظرة فى حلال لامرأته أو نظر للقرآن فقرأ
وتحرين العيون دون بقية الرجل على النار يناقض تحريم الرجل له في الحديث التالى :
4197- حدّثنا عبْدُ الرّحْمنِ بْنُ إِبْراهِيم الدِّمشْقِيُّ، وإِبْراهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قالا: حدّثنا ابْنُ أبِي فُديْكٍ, حدّثنِي حمّادُ بْنُ أبِي حُميْدٍ الزُّرقِيُّ، عنْ عوْنِ بْنِ عبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبة بْنِ مسْعُودٍ، عنْ أبِيهِ، عنْ عبْدِ اللهِ بْنِ مسْعُودٍ، قال: قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلم: ما مِنْ عبْدٍ مُؤْمِنٍ يخْرُجُ مِنْ عيْنيْهِ دُمُوعٌ، وإِنْ كان مِثْل رأْسِ الذُّبابِ، مِنْ خشْيةِ اللهِ، ثُمّ تُصِيبُ شيْئًا مِنْ حُرِّ وجْهِهِ، إِلاّ حرّمهُ اللهُ على النّار رواه ابن ماجة
1669 - حدثنا زِيادُ بْنُ أيُّوب, حدثنا يزِيدُ بْنُ هارُون, قال: أخبرنا الولِيدُ بْنُ جمِيلٍ عنِ القاسِمِ أبِي عبدِ الرّحمنِ, عنْ أبِي أُمامة, عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ليْس شيْءٌ أحبّ إِلى اللهِ مِنْ قطْرتيْنِ وأثريْنِ, قطْرةِ دُمُوعٍ من خشْيةِ اللهِ وقطْرةِ دمٍ تُهراقُ فِي سبِيلِ اللهِ, وأمّا الأثرانِ: فأثرٌ فِي سبِيلِ اللهِ, وأثرٌ فِي فرِيضةٍ مِنْ فرائِضِ اللهِ. رواه الترمذى
الخطأ أن أحب الأشياء لله قطرتين دمه ودم وأثرين جهاد وفريضة والحقيقة أن أثر الجهاد لا يساويه شىء أخر كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأنفسهم وأموالهم على القاعدين درجة "

 

الاثنين، 29 سبتمبر 2025

الحمام في الإسلام

الحمام في الإسلام
الحمام هو الغائط وهو المكان الذى يختفى فيه الإنسان للتبول أو التبرز أو الاستحمام وقد غلب استعمال كلمة الحمام بديلا لكلمة الغائط والكنيف والكبنيه وما شابه فالمفروض أن الحمام هو مكان الاستحمام وهو الاغتسال
ولم يذكر الحمام بمعنى البناء المخصص للاغتسال في القرآن وإنما ذكرت كلمة الغائط كمكان جامع لقضاء الحاجة في قوله تعالى :
" أو جاء أحد منكم من الغائط "
وقد تحدث الفقهاء عن مسائل مختلفة في الحمامات منها :
الأول :
بناء الحمامات للرجال والنساء والمراد بها الحمامات العامة والحق أنه لا يجوز بناء تلك الحمامات العامة حيث يتجمع الرجال عراة مع بعضهم وحيث تتجمع النساء عاريات مع بعضهم فلا يجوز انكشاف العورة كاملة حتى بين الصنف الواحد والدليل هو :
قيام الأبوين بتغطية نفسيهما في الجنة عندما تعروا عرى كامل ومن ثم قطعوا من ورق شجر الجنة لتغطية نفسيهما مع أنهما زوجين
وفى هذا قال تعالى :
" فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ"
وقد أفتى جمهور الفقهاء بإباحة تلك الحمامات والقلة منهم أفتت بحرمتها بناء على حديث :
"عن عمارة بن عقبة أنه قال: قدمت على عثمان بن عفان فسألني عن مالي فأخبرته أن لي غلمانا وحماما له غلة: فكره له غلة الحجامين، وغلة الحمام، وقال: إنه بيت الشياطين، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم شر بيت "
وأما بناء حمام داخل كل بيت فهو أمر واجب فرض وحبذا لوكان فيه اثنين واحد في مقدمة البيت للضيوف مع حجرة جلوسهم وحجرة نومهم وممن يتضايقون في الشارع من الاحتقان فيستئذنوا لدخوله وواحد في مؤخره لأهل البيت
الشفعة في الحمام:
المراد هو أن الحمام الذى لا يقبل القسمة ليس هناك شفعة لبيعه وأما يقبل القسمة عندهم فتجوز الشفعة فيه والكلام هنا عن الحمامات العامة وأما حمام البيت فلا يقسم ولا يباع إلا من خلال بيع البيت ككل
قسمة الحمام:
أباج الجمهور قسمة الحمامات العامة بين الورثة أو الشركاء وكما سبق الحديث لا يجوز عمل الحمامات العامة للاستحمام وأما الحمامات العامة الحالية في المؤسسات العامة أو في الشوارع بمعنى :
أماكن التبول والتبرز فهى جائزة ولكنها محرمة بالشكل المستورد فيما يسمى المباول حيث تنكشف عورات الرجال الأمامية المغلظة أمام بعضهم البعض
دخول الحمام مشروع للرجال والنساء:
أباح القوم دخول الحمامات العانة بناء على أحاديث مروية مثل :
دخل خالد بن الوليد حمام حمص، ودخل ابن عباس حمام الجحفة. وكان الحسن وابن سيرين يدخلان الحمام.
وقيد الجمهور دخول الحمامات بشروط :
إذا كان الداخل رجلا فيباح له دخوله إذا أمن وقوع محرم وبرهانهم على الإباحة :
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. قال: قلت: يا رسول الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها. قال: قلت: يا رسول الله. إذا كان أحدنا خاليا. قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس.
والحديث مكذوب فكيف حرم القائل تعرى الإنسان خاليا عند الاستحمام أو تبديل الملابس أو ما شابه ولو أخذنا به لكان الجماع محرم لأن لابد فيه من شىء مكشوف من الجسم
دخول الحمام بإزار :
حرم القوم دخول الحمام العام دون إزار يلبسه الفرد وبرهانهم هو :
حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام.
والحديث مكذوب فما يباح للرجل يباح للمرأة لأن العمل واحد وهو الاستحمام
طهارة ماء الحمام:
جعل البعض من الفقهاء ماء حوض الحمام كالماء الجارى وأنه لذلك صالح للوضوء والاغتسال
وتحدثوا عن أن ذلك الماء متحرك جارى لأن الأنابيب تغيره عندما تفتح الصنابير وتصرفه من مكانه عند كشف غطاء البالوعات في الحوض
والبعض الأخر أفتى بانه لا يصلح للوضوء والاغتسال لأن المستحم قد يتبول فيه أو يدخله وهو جنب أو يكون جسمه عليه نجاسة
السلام في الحمام:
السلام المراد به :
إلقاء التحية
وقد اختلف الفقهاء فمنهم من أباح رد السلام تصديقا منه لحديث :
"أفشوا السلام بينكم"
والبعض الأخر حرم الرد لأن أحواله لا تناسب ذلك
قطعا المقصود هنا هو الحمامات العامة وهى محرم إقامتها في بلاد المسلمين والسبب هو :
أنها أماكن تساعد على انتشار الفاحشة وهى زنى الرجال مع بعضهم البعض وعلى انتشار زنى النساء مع بعضهن نتيجة انكشاف الأجسام تماما
قراءة القرآن والذكر في الحمام:
قال البعض :
قراءة القرآن في الحمام تكره، لأنه محل لكشف العورة، ويفعل فيه ما لا يحسن في غيره، فيصان القرآن عنه.
وقال البعض:
عدم كراهية قراءة القرآن في الحمام
والحق ان القرآن لا يقرأ إلا في المساجد سواء العامة أو في داخل البيوت كما قال تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه "
وقال :
" إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
وقال :
" ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد"
وأما الذكر والتسبيح الترديدى فأباحوه للمستتر وبرهانهم :
أن أبا هريرة رضي الله عنه دخل الحمام فقال: لا إله إلا الله.
عن النبي أنه كان يذكر الله على كل أحيانه."
بالطبع الدعاء جائز لفك الضيق والحصر وأما الترديد والذكر الترديدى فهو ليس مطوبا
الصلاة في الحمام وعليه وإليه:
أباح البعض الصلاة في الحمام إذا كان أرضيته طاهرة وبرهانهم
"جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا "
وفي لفظ: أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد.
وحرم البعض الصلاة فيه وبرهانهم :
"الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة"
واختلفوا أيضا في الصلاة على سطح الحمام،واختلفوا في الصلاة إلى الحمام
والحق أنه يجب البعد عن الحمامات قدر الإمكان عند الصلاة لامكانية أن من يدخله قد حمل نجاسة في نعله فلوث به الأرض داخله أو خارجه
قطع من سرق من حمام:
اختلف القوم أيضا في سارق الحمام والمراد الحمام العام فبعضهم أوجب قطعه وبعضهم لم يوجب على حسب الظروف والأحوال
والحق أن السارق المتعمد بدون سبب للسرقة يقطع

 

الأحد، 28 سبتمبر 2025

الرد على مقال ما هو الإفساد الأول والثاني لبني اسرائيل الذي ذكر في القرآن

الرد على مقال ما هو الإفساد الأول والثاني لبني اسرائيل الذي ذكر في القرآن
المقال يقوم على أن العرب وبقية أقوام ما يسمى بالشرق الأوسط هم من نسل بنى إسرائيل وأن الإفساد الأول فى الأرض كان بعد زمان موسى(ص)وهو قول الرجل :
الإفساد الأول :
قام به العبرانيون من قوم موسى بعد أن أورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها كما ذكر القرآن ، فاغتروا بعد زمن من موت موسى وفسقوا وحولوا دين السلام إلى دين الاجرام "
وفى الإفساد الثانى أدخل الأمور في بعضها فذكر حكم قريش 800 عام حكم دموى بعد وفاة النبى محمد (ص) فقال :
"الإفساد الثاني :
قريش مثلها في القرآن كمثل فرعون ، فأمر الله موسى : إذهب إلى فرعون إنه طغى ، وامر محمد : وانذر عشيرتك الأقربين
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَونَ رَسُولًا
فقل له قولا" لينا" = لإيلاف قريش إيلافهم .....
قريش هم من قال الله فيهم : سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، وقريش حكمت ثمانمئة سنة دموية اجرامية"
وهو كلام رجم بالغيب فلا دليل على هذه المدة ولا ما حدث فيها والتى تخالف أن من يفسد هم الخلف و هم الأجيال التالية و أقل شىء من العدل يكون قرنين من الزمان إن كانت ألعمار متوسطها سبعون وأما إن كانت الأعمار كعمر قوم نوح(ص) فهذا أمر أخر فقد تطول لآلاف من السنوات وفى عدم إفساد الأجيال الأولى قال تعالى :
"أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا"
وتحدث عن الإفساد الثانى مبينا أنه إفساد بنى أمية وبنو العباس فقال :
"الإفساد الثاني لبني اسرائيل في الأرض ، بدأ بموت الرسول مباشرة وبدأ يتوسع بالدولة الأموية ، وانتهى بالدولة العباسية التي استمرت خمسمئة سنة ، فبعث عليها الله المغول بدو لا يحسب لهم حساب أبادوا أكبر امبراطورية في ذلك العصر ، رجال أولي بأس شديد ، جاسوا في الديار لا يريدون فقط القرشيين يذبحونهم "
قطعا كلام لا أصل له فالعرب ليسوا من بنى إسرائيل وإنما بنو إسرائيل من الأعراب وهم البدو لقول يوسف (ص) لأبيه إسرائيل (ص)واخوته :
" وجاء بكم من البدو "
والأعراب إن كانوا هم العرب ككلمة فبنو إسرائيل قبيلة من ضمن قبائلهم وذرية إبراهيم(ص) كان ذرية إسماعيل(ص) وإسحاق(ص) فإن كانوا هم من أنجبوا تلك الذرية فبنو إسرائيل بعض من تلك الذرية التى سميت بالأعراب والتى تعرف في التاريخ باسم العرب لأن الكلمة ليس في كتاب الله
وحكى الرجل كيفية إفساد القوم في البلاد فقال :
"كيف كان حكم بنو اسرائيل بقيادة قريش :
بدأ بنو اسرائيل بالهجوم على الدول التي فيها خيرات للاستيلاء على أموالهم و نهبها ، و كانوا يختارون الدول الغنية فقط ، والتي نساؤها جميلة ، لكي يسبوا النساء ، و يبيعونها في أسواق النخاسة التي ملأت بلاد بني اسرائيل ، تعرض النساء عاريات في الأسواق ، و من أراد أن يشتري ، يجربها أمام الناس ، يجرب شفايفها ، و نهودها بيديه ، و يلعب بوركها ، و كل ذلك امام الناس ، فإن اشتراها واغتصبها ، أصبح يقدمها للضيوف في بيته ، فإن ملوها باعوها ، واشتروا غيرها ، وكل ذلك مروي في كتب الحديث ، نص الحديث :
أنَّ عبدالله ابنَ عمرَ إذا أراد أن يشتري جارية ،كان يضعُ يدَهُ بيْنَ ثَديَيها ( يعنى الجاريةَ ) وعلى عُجُزِها من فوقِ الثيابِ ويكَشفُ عن ساقِها
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أوالرقم : 1792 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
حديث آخر عن فجورهم :
جواري عمر بن الخطاب ، يعرضها على ضيوفه وأثداؤها تتدلى ، لا يغطيها إلا شعر رؤسهن ، شالحات فوق الصرة :
كنَّ إماءُ عمرَ رضيَ اللهُ عنه يخدُمْنَنا كاشفاتٍ عن شعورهنَّ تضطربُ ثُدِيُّهُنَّ .
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | الصفحة أوالرقم : 45 | خلاصة حكم المحدث :صحيح إسناده جيد | التخريج : أخرجه البيهقي (3347
وانتشر بيع الأطفال في بلادهم ، يفعلون بهم ما يشاؤون ، عراة يحرم عليهم اللباس كي يعتادوا على الاغتصاب من قبل بني اسرائيل، حرموا عليهن واطفالهن دخول الاسلام ، وحرموا عليهم اللباس ، الاطفال عراة بالكامل ، والنساء نصفها العلوي عاري بالكامل ، عبيد أطفال ، يفعلون معهم كل القذارات من لواطة و سواها ، كما روى البخاري في كتابه :
من يلعب بالصبي إن أدخله فيه ، فلا يتزوجن أمه
واما الرجال فيباعون كعبيد يعملون بدون أجر ، وكانوا ينهبون أموال الناس في بقاع الأرض كلها ، ويدمرون حياتهم ، و يجبرونهم على دفع جزية إلى الأبد ، لكي لا يقتلوا ، فاستعبدوا كل أهل الأرض ، حتى أرسل الله عليهم المغول وانهوا إفسادهم الثاني ، الذي لم يشهد التاريخ البشري مثله من قبل "
قطعا الكاتب يبدو أنه شيعى ومن ثم يهاجم عمر وقريش باعتبارهم الفسدة من بنى إسرائيل
ودليل الرجل على كون بنى إسرائيل هم العرب هو ما قاله في الفقرة التالية:
قال تعالى :
إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
والقرآن يقص للعرب و يخاطب العرب ، والعرب هم آخر أمة من بني اسرائيل لم يبعث فيها نبي منهم ، منذ زمن ابراهيم"
وهو ما ينافى أن القرآن يبين أى يقص على منكرى البعث واليهود لا ينكرونه ما يختلفون فيه في قوله تعالى :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ"
وهوما ينافى أن القص وهو إصدار الحكم يكون بين كل العباد في قوله تعالى:
"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ"
ويستمر الكاتب في فريته ذاكرا اقوالا ليس فيها أى ذكر لبنى إسرائيل مدعيا أنها فيهم فيقول :
"قال تعالى :
لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
الكتاب كله ذكر بني اسرائيل ، حتى ليحسبه من لا يعلمه أنه التوراة لشدة ذكر بني اسرائيل فيه"
والذكر هو الحكم الإلهى وليس مجرد حكايات القوم
ويستمر في تقديم أدلة عن الماضى على أنها في عصر النبى(ص) فيقول :
"قال تعالى:
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وهُدًى ورَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ واتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
الآيات تتكلم عن قوم موسى ، أي بني اسرائيل ، و تنتهي بآخر أمة من بني اسرائيل ليس لديهم كتاب بلغتهم "
والدليل ضد ما يقول فالأمتين هما اليهود والنصارى والكثير منهم من بنى إسرائيل خاصة اليهود الذين هم بنو إسرائيل كما يقال فقريش كانت تعرف أن التوراة نزلت على اليهود والإنجيل نزل على النصارى وهو كلام واضح لا لبس فيه
ويستمر في أدلته التاريخية في عصر عيسى (ص) وليس في عصر محمد(ص)فيقول:
"قال تعالى:
إِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ ومُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
كل الخطاب لبني اسرائيل وكل الضمائر تعود على بني اسرائيل ، والبشرى بأحمد كانت لبني اسرائيل "
وقد تغافل الرجل عن أن البشرى موجودة في كتبل كل الأمم حيث نزلت على كل الرسل وأخذ العهد عليهم أن ينصروا خاتم النبيين إن بعث وهم أحياء وهو قوله تعالى :
"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ"
ويستمر في قلب الحقيقة فالكلام عن عيسى(ص) وهو كلام مخالف لعقائد بنى إسرائيل التى تجعل التوحيد عادتها حتى ولو كان في شكل ثالوث نجد أن قريش وهم ايسوا بنو إسرائيل عندهم عقيدة تعدد الآلهة وأنهم جعلوا آلهتهم أفضل من عيسى كما زعموا وهو يقول عن ذلك :
"قال تعالى :
ولَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَومُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُو ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَومٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوالَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ
الله جعل عيسى مثلا لبني اسرائيل في المستقبل ، وضربه مثلا للعرب في أول الآية ، فهو لم يضرب مثلا بعيسى لأحد غير العرب
فالذين بعث لهم ، بعث كرسول و ليس مثل"
وأخيرا يخبرنا الرجل أن بنو إسرائيل 12 أمة منهم العرب فقال:
"قال تعالى:
وقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ
بنواسرائيل هم اثنا عشر أمة ، و ليسوا قوم معينين
وأمة العرب هي أمة من أمم بني اسرائيل
فالعرب والعبرانييون والآراميون والسريانيون ، والآشورييون والكنعانيون والكلدانيون ، هم أمم بني اسرائيل ، أي بني اسرائيل هم كل سكان الشرق الأوسط"
والغريب أنه ذكر عدد 12 وعندما عدد الأم قال سبعة فقط بينما العملية ظاهرة في في القرآن في كونهم أبناء إسرائيل الأحد عشر ويوسف (ص) هو الثانى عشر كما قال تعالى :
"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"
وحتى ولو لم يذكر المصحف أسماء الأحد عشر أمة فأمة يوسف(ص) وهم اليوسفية ليسوا موجودين فيمن ذكرهم

 

السبت، 27 سبتمبر 2025

الهجر فى الإسلام

الهجر فى الإسلام
الهجر فى المعنى الشائع بين الناس هو :
الخصام وهو:
مقاطعة الإنسان والإنسانة بالقول والفعل أو بالفعل والصغار وكنا منهم منذ عقود وكنا نقول :
شقفة شقفة لا أكلمك إلا يوم الوقفة
طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة
وأمثال هذا الكلام الذى بعضه أمثال شعبية
وعليه فالهجر معناه :
عدم تكليم الأخرين لمدة معينة وأحيانا يمتد عدم الكلام حتى موت أحدهم
وأما فى كتاب الله فالهجر له معانى مختلفة منها :
الأول: هجر الزوجات فى المضاجع وهو ترك حجرة الزوجية إلى حجرة أخرى أو ترك السرير إلى النوم إلى فراش أخر ككنبة أو على الأرض
وهنا الخصام هو خصام جسدى حيث يمتنع الزوج عن جماع زوجته الناشز مدة حتى تستجيب له فى طاعة الله فى الأمر الذى وعظها فيها ثم هجرها بعد الوعظ
وفى هذا قال تعالى :
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
الثانى هجر الرجز والمراد به هو:
البعد عن الكفر وبكلمات أخرى البعد عن طاعة أحكام دين الكفر
وفى هذا قال تعالى :
"والرجز فاهجر "
الثالث : هجر الكفار هجرا جميلا والمراد :
أن يبتعد عن تكرار دعوتهم لدين الله بعدا سليما بعد تكذيبهم لهم عدة مرات وفى هذا قال تعالى :
"واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا"
والهجر الجميل هو :
عدم التصدى لدعوتهم مرة أخرى وهو ما حذره الله منه فقال :
" وأما من استغنى فأنت له تصدى "
والتصدى هو الإصرار على تكرار الدعوة للكافر المكذب ظنا أن هذا الكافر سيفيد النبى (ص) والمسلمين بإسلامه
الرابع هجر بعض المسلمين كعقاب لهم والمراد :
عدم الحديث معهم حتى يشعروا بالضيق والكرب وهو عقاب نفسى مثاله فى كتاب الله هو :
الثلاثة المخلفين
وفى هذا قال تعالى :
" وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
الخامس هجر الناس وهو عدم الحديث معهم تجنبا للأذى النفسى وهو ما تمثل فى مطالبة الله مريم أن تقول للناس الذين تقابلهم :
إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا
وفى هذا قال تعالى :
" فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا"
وما سبق من أنواع الهجر هو هجر أمر الله به المسلمين وهناك أنواع نهى الله عنها منها :
هجر القرآن فقد بين الله لنبيه (ص)أن الكفار قلوبهم فى غمرة عن هذا والمراد أن الكفار نفوسهم فى غفلة عن طاعة القرآن مصداق لقوله "وهم فى غفلة معرضون "
ولذا لهم أعمال دون ذلك هم لها عاملون والمراد لذا لهم أفعال من غير القرآن هم لها فاعلون وهى أفعال الكفر حتى إذا أخذنا أى أنزلنا على مترفيهم وهم كفارهم العذاب وهو العقاب إذا هم يجأرون أى ينادون الله ليكشف العذاب فيقال لهم لا تجأروا اليوم أى لا تنادوا الآن لكشف العذاب إنكم منا لا تنصرون أى من عذابنا لا تنقذون وهذا يعنى أنه لا يستجيب لدعاء القوم لأنه أصدر حكمه بعدم نجاتهم من العذاب ويقال لهم أيضا قد كانت آياتى تتلى عليكم والمراد قد كانت أحكامى تبلغ لكم فكنتم على أعقابكم تنكصون والمراد فكنتم إلى أديانكم الضالة ترجعون لطاعتها مستكبرين أى مستعظمين على طاعة حكمى سامرا تهجرون أى حكما تكفرون به وهذا يعنى أن الوحى كان يبلغ للكفار فيرجعون إلى أعقابهم وهى أديانهم فى العمل ويرفضون طاعة حكم الله وقد جعلوا السامر وهو الوحى مهجورا أى متروكا لا يعمل به .
وفى هذا قال تعالى :
"بل قلوبهم فى غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب فإذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت آياتى تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون "
وقد بين الله لنا أن النبى (ص)أبلغه بهجر الكفار للقرآن طالبا عقاب إياهم حيث قال:
يا رب أى يا إلهى إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا والمراد إن ناسى جعلوا هذا الكتاب متروك الطاعة وهذا يعنى مخالفتهم للقرآن مخالفة تامة
وفى هذا قال تعالى :
"وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا "
مدة الهجر :
مدة الهجر وهو البعد عن حديث الأخرين لم ترد في الآيات القرآنية ولكن حسب ما ورد من أحاديث نجد أحاديث جعلت اٌصى مدة للهجر ثلاثة أيامكما في حديث :
6065 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ رواه البخارى
6618- [23-2559] حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ. رواه مسلم
والحديث يناقض خصام المسلمين للثلاثة المخلفين خمسين ليلة أو يوم في الحديث التالى :
4418 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ تَبُوكَ............. ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ قَالُوا نَعَمْ رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ فَقُلْتُ مَنْ هُمَا قَالُوا مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا أُسْوَةٌ فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ" رواه البخارى
والغريب أن الله لم يذكر شىء عن الخصام الكلامى وهو الهجر في قوله تعالى :
" وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
ومما سبق يتبين أنه لا يوجد مدة محددة وأن الله ترك المدة حتى يسكن غضب المخاصم ولكنه لا يجب أن يستمر مدة كالشهر مثلا فالشهر كفيل باطفاء نار الخصام طالما أنه في أمور هينة ويسيرة وليست أمور عسيرة كالقتل والجرح

 

الجمعة، 26 سبتمبر 2025

الأشهر الحرام فى الإسلام

الأشهر الحرام فى الإسلام
الأشهر الحرام هى أربعة أشهر تم تشريعها لزيارة البيت الحرام فى يوم خلق السموات والأرض ومن ثم لا يزار المسجد الحرام إلا فى تلك الشهور الأربعة المتوالية
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "
ومعنى زيارة البيت الحرام هو الحج وهو الحج الأكبر وهو ما نسميه الحج كما قال تعالى " يوم الحج الأكبر "وهو عدد قليل من الأيام كما قال تعالى :
"فاذكروا الله فى أيام معدودات"
وهو ما يتم فى شهر ذو الحجة وأما الحج الأصغر وهو العمرة ففى أى يوم من الأربعة أشهر
وبين الله للمؤمنين أن عدة وهى عدد الشهور فى السنة عند الله أى لدى الله فى كتابه أى حكمه هو اثنا عشر شهرا يوم خلق أى "فطر السموات والأرض"كما قال بسورة الأنعام والمراد فى يوم أنشأ السموات والأرض من الإثنا عشر شهرا أربعة حرم أى أربعة آمنة يتم فيها الحج والعمرة ،ذلك وهو حكم الله هو الدين القيم أى الحكم العادل فلا تظلموا فيهن أنفسكم والمراد فلا تنقصوا فيهن ذواتكم وهذا يعنى ألا يفعلوا المحرم فى الأشهر الحرام وطلب الله من المؤمنين أن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوهم كافة والمراد أن يحاربوا الكافرين كلهم كما يحاربونهم جميعا فى الشهور الحرام وفى غيرها وهذا يعنى وجوب وحدة المسلمين فى حرب الكفار وطلب منهم أن يعلموا أن الله مع المتقين والمراد أن يعرفوا أن الرب ناصر المطيعين لحكمه
وفى هذا قال تعالى :
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة "
وقد بين الله للمؤمنين أن الشهر الحرام بالشهر الحرام والمراد أن وقوع الاعتداء على المسلمين فى الشهر الأمن يبيح لهم رد الاعتداء فى الشهر الحرام سواء نفس الشهر أو غيره ،وفسره لهم أن الحرمات قصاص والمراد أن انتهاك حرمة أى شىء محرم بالاعتداء لابد للمسلمين فيه من القصاص وهو رد العدوان ،وفسر هذا بأن عليهم الاعتداء على من اعتدى عليهم أى عليهم إيذاء المعتدين كما أذوهم بالمثل وهو نفس العمل سواء كان مساويا فى المقدار أو أكثر حتى يطلب الكفار السلام
وفى هذا قال تعالى :
"الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم "
كما بين الله لرسوله(ص)أن المسلمين يسألونه عن القتال فى الشهر الحرام والمراد يستفهمون منه عن جواز الحرب فى الشهر الأمن ومن ثم طلب منه أن يقول لهم "قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به" والمعنى إن القتال وهو الحرب فى الشهر الحرام أى الأمن كبيرة أى جريمة وفسر هذا بأنه صد عن سبيل الله أى ارتداد عن دين الله وفسره بأنه كفر بالله أى تكذيب بدين الله ، والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والمراد أن المسجد الحرام وهو البيت الآمن فى مكة إخراج أهله منه والمراد طرد قاصدى بيت الله منه أكبر عند الله أى أعظم ذنبا من القتال فيه عند أى فى كتاب الله ، والفتنة أكبر من القتل"يفسره قوله بنفس السورة "والفتنة أشد من القتل"وهنا بين الله لرسوله(ص)أن الفتنة وهى طرد السكان من البيوت أكبر من القتل أى أعظم جرما فى كتاب الله من الحرب بمكة
وفى هذا قال تعالى :
"يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل "
وقد خاطب الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله ناهيا إياهم عن استباحة الأشياء التالية:
-شعائر الله وهى حرمات الله والمراد أماكن الحج والعمرة المقدسة.
-الشهر الحرام وهو الأربعة شهور التى حرمها الله حتى تزار فيها الكعبة.
-الهدى وهو الأنعام التى تسمى الأضاحى والتى تذبح فى الكعبة .
-القلائد وهى مقابل حيوانات الصيد فى البر والتى يصيدها زوار الكعبة وقت الزيارة من الأنعام.
-آمين البيت الحرام وهم زوار المسجد الحرام للحج أو العمرة وهم يبتغون أى يريدون فضلا أى رضوانا والمراد رحمة أى رزقا من الله ،والإستباحة تعنى انتهاك الحرمة بتدنيس مكان البيت أو بالقتال فى الشهر الحرام أو بأخذ الهدى ونهبه أو منعه أو بالصيد وقت الإحرام أو بإيذاء زوار البيت
كما بين الله للمؤمنين أن عليهم ألا يجرمنهم والمراد ألا يدفعنهم شنئان قوم والمراد كراهية ناس قاموا بصدهم عن المسجد الحرام والمراد قاموا بمنعهم من زيارة البيت الحرام إلى أن يعتدوا أى يؤذوهم ما دام هناك عهد سلام معهم
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا "
وقد بين الله لنا أنه جعل أى حدد كل من:
الكعبة وهى البيت الحرام ،والشهر الحرام وهو الأربعة أشهر الممنوع فيها القتال التى تزار فيها الكعبة،والهدى وهى الأنعام المهداة للكعبة ،والقلائد وهى الأنعام التى هى عقاب للصائدين من زوار الكعبة قياما للناس والمراد نفع للبشر حيث لا قتال وطعام للمحتاجين وفرصة لحيوانات البر للتكاثر وكل هذا ينفع الناس
وفى هذا قال تعالى :
"جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدى والقلائد "
كما بين الله للمؤمنين أنه سيقول براءة من الله ورسوله (ص) والمراد سيقول بلاغ أى أذان من الرب ونبيه مصداق لقوله بسورة التوبة "وأذان من الله ورسوله إلى الناس "وهم الذين عاهدوا من المشركين وهم الذين واثقوا من الكافرين على السلام بينهم وبينهم .
وبين الله للمؤمنين أن البراءة التى يجب أن يقولوها للمعاهدين :سيحوا فى الأرض والمراد سيروا فى بلاد الأرض أربعة أشهر فى أمان وهى الأشهر الحرام ،واعلموا أنكم غير معجزى الله والمراد واعرفوا أنكم غير قاهرى الرب وهذا يعنى أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله لهم وأن الله مخزى الكافرين والمراد وأن الرب مذل المكذبين أى موهن كيد المكذبين
وفى هذا قال تعالى :
"براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزى الله وأن الله مخزى الكافرين "
وفى هذا قال تعالى :
"إنما النسىء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين "
وقد بين الله للمؤمنين ما يفعله الكفار بالشهور الحرام وهو تبديلها بشهور غير محرمة لكى يبيحوا لأنفسهم القتال الذى حرمه فيها فقال :
أن النسىء وهو تبديل شهر حرام مكان شهر غير حرام هو زيادة فى الكفر والمراد هو استمرار فى التكذيب لحكم الله ،يضل به الذين كفروا أى يبعد به الذين كذبوا والمراد يعاقب به الذين جحدوا حكم الله ،يحلونه عاما ويحرمونه عاما أى يبيحون التبديل سنة ويمنعون سنة تالية والسبب ليواطئوا عدة ما حرم الله والمراد ليتموا عدد ما منع الله أى حتى يكملوا عدد الشهور الحرام التى حرمها الله ،ويبين لهم أنه زين لهم سوء أعمالهم والمراد حسن لهم قبح أفعالهم وهذا يعنى أنهم ظنوا أن سيئاتهم حسنات والله لا يهدى القوم الكافرين والمراد والرب لا يرحم أى لا يحب الناس المكذبين بحكمه وهم الظالمين
وقد بين الله للمؤمنين أن من فرض أى نوى الحج وهو زيارة الكعبة فالواجب عليه هو عدم الرفث أى عدم جماع الزوج والفسوق وهو العيب أى اللمز فى الآخرين والجدال وهو المراء والحجاج فى الموضوعات المختلفة
وفى هذا قال تعالى :
"الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج "
وأشهر الحج الأربعة هى الأشهر الحرام
بالطبع الكفار الذين ألفوا الكثير من الأحاديث غيروا مواعيد الحج فصرنا نسمع عن العمر في رمضان ورجب وهى شهور ليست من الشهور الحرام ومن تلك الأحاديث الحديث الأشهر وقد ورد في كتاب مستدرك الوسائل للطوسى الشيعى فقال :
[8531] 2 - وعن أبي خالد الواسطي قال: أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان، فإذا مائدة موضوعة، وهو يأكل، ونحن نريد أن نسأله، فقال: «ادنوا الغداء، إذا كان مثل هذا اليوم ولم يحكم فيه سبب ترونه، فلا تصوموا - ثم قال - حدثني أبي علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين: أن رسول الله (ص)لما ثقل في مرضه، قال: أيها الناس، إن السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو العقدة، وذو الحجة، والمحرم، ثلاث متواليات، الا وهذا الشهر المفروض رمضان، فصوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، فإذا خفي الشهر فاتموا العدة شعبان ثلاثين، وصوموا الواحد والثلاثين» الخبر.
وورد فى كتب السنة ككتاب البخارى وفيه قال :
4406 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا "، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ ذُو الحِجَّةِ»، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ، - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلاَ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضُلَّالًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ ". فَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا ذَكَرَهُ يَقُولُ: صَدَقَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ» مَرَّتَيْنِ"
والروايات متعارضة ففى الرواية الشيعية الحديث ثيب في المدينة في مرض النبى(ص) قبل وفاته وهو قول الحديث" أن رسول الله (ص)لما ثقل في مرضه، قال: أيها الناس، إن السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم"
بينما في الرواية السنية قيل في الحج في مكة في القول" قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ». قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: «فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا». قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ»
والروايتان تصران على أن الأشهر الحرام ثلاث متوالية مع أنه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى ذلك وإنما هى أربعة متوالية كما قال "فسيحوا في الأرض أربعة أشهر " و" منها أربعة حرم "
والخطأ فى الروايات القول "الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ" والزمان لا يستدير لأن الزمان متقدم لا يرجع للخلف أبدا فهو يتقدم ولا يتراجع ومن قالوا تلك المقولة يسخرون من عقول الناس فالقائل وهو ليس النبى(ص) يقول لنا أن الزمان ولد مرة ثانية كما يقال فى ذلك اليوم
والخطأ هو تحريم الدماء وألأموال والأعراض على المسلمين كلها فى القول " فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ" وعليه فكل زوجات المسلمين أعراضها محرمة على أزواجها وهو ما لم يقله النبى(ص) وعليه أيضا فمال الأغنياء محرم على أصحاب المصارف الثمانية ومال الأبناء محرم على الآباء بالنفقة الواجبة على الوالدين فى الكير " قل ما ،فقتم من خير فللوالدين " ومال الآباء محرم على الأبناء بالورث" للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا" وأيضا أنفس القتلة محرم ازهاقها عقابا لهم"كتب عليكم القصاص فى القتلى "
ونجد أحاديث متعددة عن إباحة العمر فى غير الأشهر الحرم كرمضان وشوال مثل:
-عمرة فى رمضان تعدل حجة و"عمرة فى رمضان كحجة معى و"إن فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمرى فى رمضان فإنها كحجة "وإنها تعدل حجة معى يعنى عمرة فى رمضان و"عمرة فى رمضان تجزىء حجة البخارى والكبير للطبرانى والترمذى وأبو داود ومسلم
- أن عمر بن أبى سلمة المخزومى استأذن عمر بن الخطاب أن يعتمر فى شوال فأذن له عمر فاعتمر فى شوال ثم قفل إلى أهله ولم يحج مالك فى الموطأ 22- فى كل شهر عمرة رواه الشافعى
-من اعتمر فى أشهر الحج فى شوال أو ذى الحجة فقد استمتع ووجب عليه الهدى أو الصيام إن لم يجد هديا رواه مالك
-عن النبى لم يعتمر إلا ثلاث عمر أحداهن فى شوال والإثنتين فى ذى القعدة مالك
- سمعت عبد الله بن عمر يسمى أشهر الحج فقال نعم كان يسمى شوال وذو القعدة وذو الحجة رواه الشافعى
والخطأ المشترك وجود عمرة فى غير أشهر الحج كشوال ورمضان وهو تخريف لأن العمرة لا تتم إلا فى أشهر الحج أى زيارة مكة وهى الأشهر الحرم ولذا قال تعالى بسورة البقرة:
"الحج أشهر معلومات "
ومن المعروف أن الحج الكبير ليس له أشهر وإنما أيام معلومة ومن ثم فالعمرة لا تتم إلا فى الأشهر الحرم مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "منها أربعة حرم "

 

الخميس، 25 سبتمبر 2025

الشَفَةٌ في الإسلام

الشَفَةٌ في الإسلام
الشفة في القرآن :
سأل الله :
أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا والمراد أيظن أن لن ينتصر عليه أحد يقول دمرت متاعا كثيرا ؟
أيحسب أن لم يره أحد أى أيعتقد أن لم يعلم بعمله أحد؟
ألم نجعل له أى ألم نخلق له عينين أى بصرين ولسانا وشفتين والمراد طبقى الفم وهديناه النجدين أى وعلمناه الطريقين طريق الحق ليتبع وطريق الباطل ليبتعد عنه؟
والغرض من الأسئلة هو:
إخبار الرسول(ص)أن الله قادر على الانتقام من الكافر المهلك للمال وهو يعلم بكل ما يعمله وسيعاقبه عليه وهو قد أنعم عليه بنعم منها خلق العينين واللسان والشفتين وتعريفه طريق الخير وطريق الشر .
وفى هذا قال تعالى :
"أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين "
الشفاه في الفقه :
الشفاه ويراد بها الشفتين يقال في اللغة أنهما طبقا الفم والمراد :
ما يغطيا الأسنان واللسان وكل ما بداخل الفم عند زمهما
ويقولون وهو قول خطأ :
أن الشفاه تطلق على طبقى فم الإنسان وحدهما بينما يطلق على شفاه الحيوانات أسماء أخرى مثل :
الْمِشْفَرِ لِذِي الْخُفِّ، وَالْجَحْفَلَةِ لِذِي الْحَافِرِ، وَالْمِنْسَرِ وَالْمِنْقَارِ لِذِي الْجَنَاحِ
وفى الفقه يطلق الكلمة على أمرين :
الأول :طبقا الفم وقد اختلف الفقهاء في ماهيتها فبعضهم قال أنها إلى عرض الوجه إلى الشدقين وبعضهم قال أنها ما يرتفع عند انطباق الفم وطولا ما يستر اللثة
الثانى شرب الناس والبهائم بالفم من خلال فتح الشفتين والمص أو العب
وقد تحدث الفقهاء عن مسائل مختلفة في الشفه منها :
الأول:
الْحُكْمُ الإْجْمَالِيُّ:
غَسْل الشَّفَتَيْنِ حِينَ الْوُضُوءِ وَالْغُسْل:
اتفق الفقهاء على غسل الشفتين من الخارج كجزء من غسل الوجه لظهورهما في الوجه تصديقا لقوله تعالى :
" فاغسلوا وجوهكم "
وأما الجزء الداخلى منها فهو من داخل الفم وليس من الوجه ولكن من خلال المضمضة يكون غسل هو الأخر
وقد اختلف الفقهاء فبعضهم أوجب غسل داخل الفم كواجب وبعضهم قال أنه مستحب والبعض الأخر قال :
إن الفم كله من الوجه وكذلك الأنف فيجب غسلهما باعتبارهم جزء من الوجه
والحق هو :
أن داخل العضو ليس ظاهر في الوجه وإنما خفى ولو كان غسل الدواخل واجب لكان واجبا في الأربعة العيون والآذان والأنوف والأفواه ولكن القوم يفرقون بينهما فيوجبون غسل اثنين ويتركان داخل العين والأذن مع أن الأربعة كل منهما ندخل فيه الأتربة وتتكون فيهم مواد يجب اخراجها وإلا تسببت في الأذى
الْجِنَايَةُ عَلَى الشَّفَتَيْنِ:
أى قطع للشفتين عمدا أو جرحهما يوجب القصاص كما قال تعالى :
" والجروح قصاص "
وأما الخطأ وهو وارد نتيجة أى احتكاك بين رأس الإنسان من الخلف والفم أو نتيجة قذف شىء ما فهو يجب أحد الأمور التالية :
الأول العفو مع عدم أخذ شىء
الثانى الدية وهو ثمن علاج القطع أو التهتك أو الجرح
الثالث الصوم في حالة عدم وجود مال مع المخطىء
وأما في الفقه فأوجب القوم :
دية كاملة
وبرهانهم هو :
حديث عمرة بن حزم:
وَفِي الشَّفَتَيْنِ الدِّيَةُ
وقى قطع واحدة منهما نصف الدية
وفى رأى أخر :
يَجِبُ فِي الشَّفَةِ الْعُلْيَا ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَفِي السُّفْلَى الثُّلُثَانِ.
وقالوا أن ما ينطبق على القطع ينطبق على شل الشفتين أو تصغيرهما أو تطويلهما
الثالث :
استعمال ملون الشفاه
وهذه المسألة لم يناقشها القوم مناقشة سليمة حيث أحلوا ما حرم الله من وضع اللون على الشفاه من باب الزينة وهو تغيير لخلقة الله طاعة لقول الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
الرابع :
استعمال ملين الشفاه :
وهذا الاستعمال هو أمر طبى حيث يصف الأطباء شىء يعمل على علاج تشققات الفم الناتجة من أمور متعددة كالبرد وهو أمر مباح من باب قوله تعالى :
"وإذا مرضت فهو يشفين "
فالملين هو علاج لشفاء المرض أو العرض
الخامس :
مياه الشرب
قسم الفقهاء مياه الشرب لعامة وخاصة والحق أنه في دولة المسلمين لا يوجد ماء خاص كامتلاك بئر أو عين وما شابه لأن مياه الأرض متداخلة من فوق بالمطر والفيضانات ومن تحت بالتجمع من أماكن بعيدة عن البئر أو العين
فلو كان هناك إنسان يمنع التداخل لكان من حقه الاحتفاظ بما في ملكه من ماء ولكن هذا أمر محال
وقد بين الله أن كل أرض المسلمين ملكية عامة لهم لا تخص أحد دون أحد وحتى إن أطلقنا عليها ملكية فلان أو علان فهى ملكية انتفاع لا تجوز إلا في البيوت وفى هذا قال تعالى :
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادى الصالحون "
ومن ثم لا يحق لأحد أن يمنع عطشان من الشرب من عنده ولو مات العطشان فهى جريمة قتل متعمدة يجب قتل المانع بسببها ولا يمكن اعتبارها قتل خطأ لأن العطشان أخبره بحاجته للماء ورفض وأباح الفقهاء مقاتلة مانع الماء عن العطشان من قبل العطشان لأنه حق له سواء بالسلاح أو بغيره فإن قتل المانع فلا دية له ولا قصاص لأنه في تلك الحال مات كافرا لأنه منع الماعون عن الإنسان سواء مسلم أو كافر
السادس:
تجميل الشفاه :
هو القيام بنفخ الشفتين للامتلاء أو تصغيرهما أو تطويلهما وهو أمر محرم إلا أن يكون علاج لعيب من عيوب الفم في النطق أو في عرض الفم أكثر من المعروف بين الناس أو صغره عن المعروف بين الناس وتعتبر تلك العمليات لغير علاج عيب طاعة لقوله الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

الشؤم فى الإسلام

الشؤم فى الإسلام
الشؤم فى القرآن:
أصحاب المشئمة:
بين الله لنبيه(ص) أنهم فى يوم القيامة ثلاثة فرق هى أصحاب الميمنة وهم سكان الجنة وهم أصحاب الميمنة وهم ملاك الجنة وأصحاب المشئمة وهم سكان الشمال وهم أصحاب المشئمة والمراد أهل النار والمقربون المقربون وهم السابقون إلى الخيرات هم المقربون أى الأعلون فى جنات النعيم أى فى حدائق المتاع وهم ثلة من الأولين أى قليل من السابقين زمنيا وقليل من الأخرين أى قليل من المتأخرين فى الزمن والجنة مقسمة لطبقتين أى درجتين درجة للمجاهدين وهم المقربون ودرجة للقاعدين وهم أصحاب اليمين مصداق لقوله بسورة النساء:
"فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة "
وفى هذا قال تعالى :
"وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين "
وبين الله لنبيه (ص)إن الذين كفروا بآياتنا والمراد الذين كذبوا بأحكام الله مصداق لقوله بسورة الأنعام:
"والذين كذبوا بآياتنا"أولئك أصحاب المشئمة أى سكان النار مصداق لقوله بسورة يونس:
"أولئك أصحاب النار"
عليهم نار مؤصدة والمراد لهم نار موجهة أى ألم مسلط عليه وهم مربوطون فى العمد الممددة مصداق لقوله بسورة الهمزة
"إنها عليهم مؤصدة فى عمد ممددة "
وفى هذا قال تعالى :
"والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة عليهم نار مؤصدة "
الشؤم في الأحاديث :
بعض الأحاديث تؤكد على وجود الشؤم في ثلاثة أشياء :
الدار وهى المسكن
المرأة
الفرس
ومن تلك الأحاديث :
3922 - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ، وَسَالِمٍ، ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، وَأَنَا شَاهِدٌ أَخْبَرَكَ ابْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ «الشُّؤْمِ فِي الْفَرَسِ، وَالدَّارِ» قَالَ: كَمْ مِنْ دَارٍ سَكَنَهَا نَاسٌ فَهَلَكُوا، ثُمَّ سَكَنَهَا آخَرُونَ فَهَلَكُوا، فَهَذَا تَفْسِيرُهُ فِيمَا نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «حَصِيرٌ فِي الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنَ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ» رواه أبوداود
2824 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ، فِي الْمَرْأَةِ، وَالمَسْكَنِ، وَالدَّابَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَبَعْضُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ لاَ يَذْكُرُونَ فِيهِ عَنْ حَمْزَةَ إِنَّمَا يَقُولُونَ: عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى مَالِكٌ بن أنس هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِمَا, وَهَكَذَا رَوَى لَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، هَذَا الحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ، وَرِوَايَةُ سَعِيدٍ أَصَحُّ، لأَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَالحُمَيْدِيَّ رَوَيَا عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَذَكَرَا عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لَمْ يَرْوِ لَنَا الزُّهْرِيُّ هَذَا الحَدِيثَ إِلاَّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَرَوَى مَالِكٌ، هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ: عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِمَا.
وَفِي الْبَابِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَنَسٍ. رواه الترمذى.
2858 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الفَرَسِ، وَالمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " رواه البخارى
وبعض الأحاديث تشك في وجود الشؤم في الثلاثة من عدمه فهى لا تؤكد وجود الشؤم ومنها :
1994 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنْ كَانَ فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْمَسْكَنِ» ، يَعْنِي الشُّؤْمَ رواه ابن ماجة
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالدَّابَّةِ وَالمَسْكَنِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ اليُمْنُ فِي الدَّارِ وَالمَرْأَةِ وَالفَرَسِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا رواه الترمذى.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالدَّابَّةِ وَالمَسْكَنِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ اليُمْنُ فِي الدَّارِ وَالمَرْأَةِ وَالفَرَسِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا5094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْقَلاَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ، وَالمَرْأَةِ، وَالفَرَسِ» رواه البخارى
118 - (2225) وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَسْكَنِ، وَالْمَرْأَةِ»رواه مسلم
117 - (2225) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنْ يَكُنْ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ، فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ»رواه مسلم
وفى كتاب سنن الترمذى ذكر حديث يقول :
لا شؤم وإنما قد يكون اليمن في الثلاثة وهى :
الدار والمسكن والفرس وهو:
"وَقَدْ رُوِيَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ اليُمْنُ فِي الدَّارِ وَالمَرْأَةِ وَالفَرَسِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا."
قطعا الأحاديث متناقضة مع بعضها ومتناقضة مع أحاديث تثبت أن الأفراس جمع فرس وهى الخيل هى سبب الخير مثل :
3645 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ»رواه البخارى
وتتناقض مع أحاديث تثبت أن المرأة سبب للسعادة كما في الحديث الذى رواه الحاكم وأبو نعيم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء . وأربع من الشقاء : المرأة السوء ، والجار السوء ، والمركب السوء ، والمسكن الضيق "
وتتناقض مع حديث أن السعادة في المسكن الواسع الذى رواه أحمد (15409) عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ : الْجَارُ الصَّالِحُ ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ"
التشاؤم والتفاؤل عملان محرمان لأنهما نسبة الفعل إلى غير فاعله ولأنهما يبعدان المسلم عن الأخذ بالأسباب التى أمر الله تعالى بها .

 

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

التحية في الإسلام

التحية فى الإسلام
التحية فى القرآن :
رد التحية بمثلها أو أحسن منها :
بين الله للمؤمنين أن الناس إذا حيوهم بتحية والمراد إذا قالوا لهم سلام مثل السلام عليكم وصباح الخير وأسعد الله مساءك وسميت التحية بهذا لأنها تطلب الحياة وهى الخير للناس فالواجب على المؤمنين أن يحيوهم بأحسن منها أو يردوها والمراد أن يقولوا لهم قولا يزيد عليها فى طلب الخير أو يكرروا ما قاله الأخرون لهم ويبين الله لهم أنه حسيب أى مجازى على كل شىء أى على كل عمل
وفى هذا قال تعالى :
"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شىء حسيبا"
السلام هو تحية من الله على بعضنا:
بين الله للمؤمنين أن ليس عليهم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا والمراد أن ليس عليهم عقاب أن يطعموا كلهم مع بعض أو أفرادا كل واحد بمفرده ويبين لهم أنهم إذا دخلوا بيوتا والمراد إذا أرادوا أن يلجوا مساكنا فعليهم أن يسلموا على أنفسهم والمراد فعليهم أن يقولوا لبعضهم تحية مباركة طيبة أى سلام دائم مفيد والتحية هى أى قول يطلب الخير لأهل البيت وكذلك وهو بإنزال الوحى يبين لهم الآيات أى يفصل لهم الأحكام لعلهم يعقلون أى يفهمون أى يطيعونها
وفى هذا قال تعالى :
" ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون "
حرمة التحية بغير ما أمر الله:
سأل الله نبيه (ص) ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودوا لما قالوا والمراد هل لم تدرى بالذين منعوا من الحديث الخافت ثم يرجعون لما منعوا منه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول والمراد ويتحدثون بالباطل أى الظلم أى مخالفة حكم النبى (ص)؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)أن المنافقين يتحدثون حديثا خافتا عن الإثم وهو العدوان وهو عصيان حكم النبى (ص)وهو ما حرمه الله من النجوى،ويبين له أنهم إذا جاءوه حيوه بما لم يحييه به الله والمراد إذا قابلوه قالوا له الذى لم يبيحه الله وهو دعاء محرم عليهم بدلا من دعاء الخير له مثل السلام عليك أو صباح الخير وهم يقولون فى أنفسهم وهى قلوبهم لولا يعذبنا أى هل يعاقبنا الله بما نقول أى بالذى نتحدث به من الباطل ؟وهم يعرفون أنه يعاقبهم فحسبهم جهنم أى مأواهم النار يصلونها والمراد يدخلونها فبئس المصير والمراد فقبح أى فساء المستقر وهو المقام
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون فى أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير "
التحية في الجنة :
بين الله أن عباد الرحمن يجزون الغرفة بما صبروا والمراد يدخلون الجنة بما أطاعوا حكم الله مصداق لقوله بسورة الإنسان "وجزاهم بما صبروا جنة "وهم يلقون فيها تحية أى سلاما والمراد يجدون فيها خيرا أى نفعا لهم وهى قد حسنت مستقرا أى مقاما والمراد وهى قد حببت لهم مسكنا أى مقاما أى ثوابا أى مرتفقا مصداق لقوله بسورة الكهف "نعم الثواب وحسنت مرتفقا ".
وفى هذا قال تعالى :
"أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما "
التحية في الفقه :
بناء على الأحاديث أصبحت التحية الرسمية في الإسلام هى :
السلام عليكم
والرد عليها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهو ما جاء في حديث :
"خلق اللهُ آدمَ على صُورتِه ، وطُولُه سِتُّونَ ذِراعًا ، ثُم قال : اذْهبْ فَسَلِّم على أُولئِكَ النَّفَرِ – وهُم نَفَرٌ من الملائِكةِ جُلُوسٌ – فاسْتمِعْ ما يُحَيُّونَك ؛ فإِنَّها تَحَيَّتُك وتَحيةُ ذُرِّيَّتِكَ ، فذَهبَ فقال : السَّلامُ عليكم ، فقالُوا : السَّلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ ، فزَادُوهُ ( ورَحمةُ اللهِ ) فكُلُّ مَن يَدخلُ الجنةَ على صورةِ آدمَ في طُولِه سِتُّونَ ذِراعًا ، فلمْ تَزلْ الخَلْقُ تَنقُصُ بعدَه حتى الآنَ
رواه مسلم
"خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ. رواه البخارى
والخطأ في الأحاديث أن طول آدم(ص) ستون ذراعا وهو كلام لا يعقل لأن ذلك يجعله يحتاج إلى بيت طوله وعرضه عشرة آلاف ذراع على الأقل لكى يرتاح فيه فهل هناك بيت طوله ثلاثة أيام وكيف تكون أدواته وكيف يكون سريره ولا يوجد خشب في الأرض ستون متر حتى يمكن صناعة سريرة أو غيره منه وهو كلام للضحك على الناس
والخطأ الثانى أن ما حدث بعد خلقه لم يكن الذهاب للملائكة بتعلم التحية وإنما كان أمر الملائكة بالسجود له وهو الاقرار بأنه أفضل منهم بعلمه وفى هذا قال تعالى :
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلامُ عليكم فردَّ عليه السلامَ ثم جلس فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم عشْرٌ. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، فردَّ عليه، فجلس، فقال: عشرون. ثم جاء آخرُ فقال: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فردَّ عليه، فجلس، فقال: ثلاثون. رواه أبوداود
والخطأ أنأجر الكلمة عشر حسنات ومن ثم رد السلام بقول وعليسكم السلام ورحمة الله وبركاته بأربعين حسنة وهو ما يخالف أن العمل الصالح كله غير المالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
و700أو 1400للعمل المالى مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "
وفى الفقه نجد أمورا غريبة مثل :
عدم بدء الكفار المعاهدين بالسلام واضطرهم لأضيق الطريق اصديقا لحديث : لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم فى الطريق فاضطروه إلى أضيقه "رواه الترمذى وأبو داود ومسلم
والخطأ اضطرار اليهود والنصارى لأضيق الطريق وهو يخالف وجوب الإحسان لأهل الذمة بالبر والقسط وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
والخطأ عدم البدء بالسلام وهو التحية وهو ما يخالف أن المسلمون يقولون لهم سلاما في الخطاب وهو الكلام كما قال تعالى :
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
ومن الغرائب وجوب إلقاء السلام وهو التحية على المعروفين عندنا وغير المعروفين وهو حديث :
"أن رجلا سأل النبى أى الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف "رواه البخارى ومسلم وابن ماجة وأبو داود والخطأ أن أفضل أحكام الإسلام ثوابا إطعام الطعام وإقراء السلام وهو يخالف أن أفضل الأعمال ثوابا هو الجهاد فقد رفع فاعليه فوق غيرهم فقال بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
وهو كلام لا ينفع في المدن والقرى الكبرى خاصة وقت خروج الموظفين والعمال من المؤسسات فالفرد سيقابل عدة مئات أو آلاف في طريقه ولن يسكت وهو يقول السلامات وهو عندما يقول كلمة السلام عليكم يتجاوزه عدد من الناس ومن ثم لن يسمع ردا فالسلام يكون للمعروفين أولا وعند قلة المقابلين يكون على غيرهم