الأحد، 31 أغسطس 2025

الصف فى الإسلام

الصف فى الإسلام
الصف فى القرآن:
قتال المسلمين يجب أن يكون صفا واحدا :
لا يعنى قتال المسلمين أن يكونوا مشاة أو راكبين فى صف واحد على الأرض وإنما معناه توحد المقاتلين المسلمين على تنفيذ هدف واحد هو النصر كأنهم بنيان مرصوص والمراد كأنهم قوة واحدة لا يخرج منها شىء على البعض الأخر وفى هذا قال تعالى:
"إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "
إتيان السحرة صفا :
قال السحرة لبعضهم :فأجمعوا كيدكم أى فوحدوا سحركم ثم ائتوا صفا أى ثم جيئوا وحدة واحدة أى متحدين فى هدف الفوز على موسى(ص) وقد أفلح اليوم من استعلى والمراد وقد فاز اليوم من استكبر ،وهذا يعنى أن السحرة وحدوا عملهم وسيأتون لأرض المباراة وهم متحدين وهم يبغون الفوز بها وفى هذا قال تعالى:
" فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى"
الصافات صفا :
يقسم الله بالصافات صفا وهى فرق الجيش المجموعة تجميعا مخطط له والزاجرات زجرا وهى فرق الجيش السائرات سيرا محددا،وبالتاليات ذكرا وهى القائلات أمرا وهى فرق الجيش المنفذة للحكم الصادر لها من القيادة وهو يقسم بهذا على أن إلههم واحد والمراد أن خالقهم واحد هو رب أى خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما وهو الجو وهو رب المشارق أى خالق المنيرات وهى الكون الذى هو مشارق ومغارب وفى هذا قال تعالى:
" والصافات صفا والزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق"
الطير صافات ؟
معنى الطير صافات هو الطير مطيعات حكم الله بنظام أى مسبحات له بنظام أى مصليات له فى وحدة وفى هذا قال تعالى:
" والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه"
اصطفاف الطير فوق الناس:
يسأل الله أو لم يعلموا إلى الطير فوقهم صافات والمراد ألم يدروا بالطير أعلاهم مجموعات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن والمراد ويطرن فى الجو ما يبقيهن فى الجو إلا قدرة النافع ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الكفار عرفوا أن الله هو الذى أعطى الطير القدرة على البقاء فى جو السماء مدد متفاوتة وهن صافات أى فى مجموعات منظمة للصلاة وفى هذا قال تعالى:
"أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن"
الملائكة الصافون :
بين الله أن الملائكة تقول وما منا إلا له مقام معلوم أى وضع معروف والمراد وظيفة محددة وإنا لنحن الصافون أى الواقفون صفا أى المنتظمون فى مجموعات لطاعة الله وإنا لنحن المسبحون أى المطيعون لحكم الله وفى هذا قال تعالى:
"وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون "
الأنعام صواف فى الحج :
إن البدن وهى الأنعام جعلها أى خلقها الله لنا من شعائر وهى ذبائح الله التى أباح ذبحها ولنا فيها خير أى نفع ،وطلب الله منا أن نذكر اسم الله عليها صواف والمراد أن نطيع حكم الله بذبحها فى صفوف وهذا يعنى أن ذبح البدن يتم بطريقة منظمة حيث توقف فى صفوف ويتم ذبحها فى وقت معلوم فإذا وجبت جنوبها أى فإذا سقطت أجسامها والمراد فإذا توقفت أجسادها عن الحركة فيجب علينا أن نأكل أى نطعم منها ونطعم أى ونعطى اللحم منها القانع وهو المعتر وهو المحتاج العاجز أى البائس الفقير وفى هذا قال تعالى:
"والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر "
إتيان الملائكة صفا:
إتيان الله واتيان الملائكة صفا لا يعنى الوقوف فى طابور جلوسا أو وقوفا وإنما يعنى أنهم متحدين فى الهدف وهو أداء ما امرهم الله به فالله ليس في مكان وليس بجسم حتى يقف في صف مع الملائكة
وفى هذا قال تعالى:
"وجاء ربك والملك صفا صفا "
قيام الروح والملائكة صفا :
يوم القيامة يقوم الروح والملائكة صفا والمراد ويوم يقف جبريل(ص)والملائكة جميعا فى شكل منظم لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن والمراد لا يتحدثون أى لا يشفعون إلا من سمح له النافع وهو الذى قال صوابا أى حقا أى من قال ما يرضى الله وفى هذا قال تعالى:
" يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا"
عرض الكفار صفا :
معنى وعرضوا على ربك صفا هو وادخلوا نار إلهك طابورا وهذا يعنى أنهم يدخلون النار فى سورة زمر أى مجموعات منظمة مصداق لقوله "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"
وفى هذا قال تعالى:
" وعرضوا على ربك صفا"
السرر المصفوفة :
معنى أن سرر الجنة مصفوفة أنها موضوعة بنظام مريح يسر النفوس والعيون وفى هذا قال تعالى:
"متكئين على سرر مصفوفة "
النمارق المصفوفة :
النمارق هى الوسائد الموضوعة بنظام مريح يسر النفوس والعيون وفى هذا قال تعالى:
" ونمارق مصفوفة "
الصف فى الفقه :
تسْويةُ الصّفّ في صلاة الْجماعة:
تسوية الصفوف تكون فى صلاة الجمعة ومعناها :
أن يكون الناس بجوار بعضهم البعض دون تقدم أو تأخر عن اولهم من جهة اليمين أو من جهة اليسار
وفى الفقه نجد أن الفقهاء رتبوا الصفوف كالتالى :
صفوف الرجال فى المقدمة
صفوف الأطفال بعد الرجل
صفوف النساء بعد الأطفال
وفى روايات صفوف النساء تلى صفوف الرجال
وهذا مخالف للقرآن فلا يوجد فى المساجد سوى الرجال فمحرم دخول الأطفال والنساء كما قال تعالى :
"لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
وقال تعالى :
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ"
فضْل الصّفّ الأْوّل:
اتّفق الْفُقهاءُ على أنّ أفْضل صُفُوف الرّجال هُو الصّفُّ الأْوّل، ثُمّ الّذي يليه، ثُمّ الأْقْربُ فالأْقْربُ، وكذا أفْضل صُفُوف النّساء إذا لمْ يكُنْ معهُنّ رجالٌ. أمّا النّساءُ مع الرّجال فأفْضل صُفُوفهنّ آخرُها
وهو كلام مخالف لكتاب الله فلا يوجد فضل لصف على صف لأن الثواب واحد وهو :
عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
الْفرارُ من الصّفّ في الْقتال مع الْكُفّار:
قطعا توهم الفقهاء أن الحرب لا تتم إلا فى صفوف متراصة وهو وهم ليس له أساس فالحرب تقوم على وحدة الهدف من خلال تنفيذ قتل وجرح وتدمير العدو وهو الانتصار وليس على التراص المكانى ومن ثم فى الحرب يقوم الفرد بالقتال من وجهة نظره وأما ما يسمى الفرار من الصف فلا وجود له وإنما الفرار يكون من ميدان القتال كله فمن كمن فى مكان لهجوم على العدو ليس هاربا ومن تظاهر بالاستسلام أو الفرار وعاد من مكان أخر ليس فارا
الفار هو :
من يترك القتال كليا إما بالابتعاد عن القتال وإما بالانضمام للكفار فهذا الفار المدبر كما قال تعالى
"ومنْ يُولّهمْ يوْمئذٍ دُبُرهُ إلاّ مُتحرّفًا لقتالٍ أوْ مُتحيّزًا إلى فئةٍ فقدْ باء بغضبٍ من اللّه ومأْواهُ جهنّمُ وبئْس الْمصيرُ"
الصّفُّ في صلاة الْجنازة:
أوجب الله الصلاة على الميت وهى :
الاستغفار له والترحم عليه وهى الدعاء من خلال قوله تعالى :
"ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
وأما وجود صفوف فلم يقل الله بوجود صفوف إلا أن يكون القبر له جهة واحدة خالية فقط فإن تواجدت جهات حوله قاموا حول القبر كما قال الله فدعوا الله كما يريدون له بالرحمة والاستغفار

 

السبت، 30 أغسطس 2025

الرد على مقال الفرقان في أعظم سحر مر على الإنسان

الرد على مقال الفرقان في أعظم سحر مر على الإنسان
صاحب المقال محمد صالح الطويل وهو رجل يعتقد ان البيت الحرام هو الهرم الأكبر وأن الجيزة الحالية هى مكة ...
يستهل الرجل مقاله بان الإنسان مسحور بسحر متوارث في منى الرجال وهو يولد معك في النفس والبدن فيقول:
"سحـر العائلة :يـأجوج و مـأجوج:
أنت لا ترى لأنك مسحور بسحر عظيم اسمه سحر العائلة ، وهو عظيم في شره وفي خطورته لأنه لا يقتصر على حياة الفرد الواحد بل يمتد للأجيال من بعده ، حيث أنه مبني على الوراثة فهو مزروء ومزروع في مني الرجال ، وعظمته أيضا لا تأتي من ذلك فحسب بل هناك الأشد من ذلك وهو أنه يتوارث في الجانبين الباطني والمادي معا (النفس والبدن)"
وهو خطأ واضح يكذب القرآن فالإنسان لا يرث أى شىء نفسيا ولا حتى بدنيا وهو جنين ولا حتى عند ولادته لأنه يولد بلا أى علم بأى شىء كما قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
وحدثنا عمن السحرة الذين وضعوا السحر في منى الرجال كما يزعم فقال :
"من المسئول عن هذا السحر ؟ ، وبصيغة أخرى : من هو الساحر الذي يقوم بالسحر ؟ هل هو من عالم النفس الباطني الغيبي أم هو من عالم البدن المادي الظاهري ؟ بمعنى أدق : هل هو إنس أم جن؟
إنهـم الجِنّـة وهم يخلقونه للوجود بواسطة الناس فالمسئول الأول عن هذا السحر هم الجنة والمسئول الثاني عنه هم الناس .
هذا السحر يتم فيه زرع الشرور والأضرار في النفس والبدن ، فشره مادي ومعنوي ، فالمعتقدات والعادات والمقلدات والأفكار والأمراض الباطنية وكل ما يخص النفس يتوارث عبره ، وكذلك الأمراض البدنية المزمنة والعلل الجسدية تتوارث أيضا عبر هذا السحر حيث كل ذلك يسري عبر الأجيال المتلاحقة عن طريق مني الرجال ."
هنا الرجل يقول أن المسئولين عن السحر هم الجنة وهو كلام يكذب أن الجنة والناس يوسوس لهم معا وفى هذا قال تعالى :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"
فهنا الموسوس واحد وهو الشيطان وهو نفس الإنسان أى هواه كما قال تعالى :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه "
ومن ثم لا وجود لعمال السحر المزعومين حيث انم الجن أنفسهم موسوس لهم كالبشر ومنهم من هم كفرة ومنهم من هو مسلم
وحدثنا عن الفرق مبعوثون ولمبعوثون فقال :
"تعالوا لنتعرف أكثر عن هؤلاء السحرة .
مقدمة : ما الفرق بين مبعوثون و لمبعوثون
عندما أحدثك الآن وأقول لك إنك مبعوث من بعد الموت : فهذا معناه أنك كنت ميت وتم إحيائك وأنت الآن مبعوث للدنيا من بعد الموت ، أما إن حدثتك الآن وقلت لك إنك لمبعوث من بعد الموت : فهذا معناه أنك ستموت في حياتك الحالية وأنك ستبعث للدنيا مرة أخرى فيما بعد موتك من هذه الحياة .
لماذا أتكلم معك في هذا الجانب ؟
لأنك ستجد في حديث لسان القرآن هاذين الخطابين وأود أن أفرق لك بين الخطابين لكي تفهم القرآن فهما صحيحا لكي لا يكون لك حجة على الله أن تقول ما جائني من مبين ليبين لي ما في الكتاب ولكي أكون قد أوصلت لك ما كلفني الله به من كلمات وعلم .
ذكر الله لفظ (مبعوثون) بكلام في أولها وبدون لام في القرآن حوالي سبع مرات وهم على عدد السماوات السبع ، أما لفظ (مبعوثين) فقد ذكره الله مرتين فقط والمرتين بدون لام .
وجود اللفظين (لمبعوثون) و (مبعوثون) في القرآن يعني أن لسان هذا القرآن يتحدث عن وإلى أمتين في وقت واحد وليس عن أو إلى أمة واحدة ، فهو يتحدث إلى أمة حية حاضرة ويقول لها أنكي مبعوثة من بعد الموت لكي يتم حسابكي على أمر الدين ، وفي نفس الوقت يتحدث أيضا عن أمة ماضية كانت تحيا من قبل على هذه الأرض وكان نفس اللسان يحدثها ويقول لها أنكي ستموتي وإنكي لمبعوثة لهذه الحياة مرة أخرى من بعد هذا الموت لكي تحيي حياة جديدة وذلك لكي تتحاسبي على أمر الدين ."
وكلام الرجل عن تحدث القرآن عن وإلى أمتين في وقت واحد وليس عن أو إلى أمة واحدة هو كذب فالكلام بعضه كان في عهد الرسول الخاتم(ص) وهو :
"وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ
"وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ"
"انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)"
وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا
وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80) بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50)
بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18
وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ
وكل ألايات السابقة تتحدث عن كلام الكفار في عهد النبى الخاتم(ص) وليس عن أنن مختلف ولذا تجد في كل مجموعة تقريبا كلمة قل للنبى أو كلمة قلت للنبى(ص)والموضع الوحيد الذى يتحدث عن عن كل رسول قيل له نفس الأمر من قبل الناس هى :
" فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)"
ومع هذا المعنى واحد وهو البعث بعد الموت ألأخير وليس بعثا دنيويا
ويدخلنا الطويل في متاهة فيقول :
"نأخذ أولا الأمة الحية وهي نحن ، فنحن العتيد المسئول الأول عن تنفيذ القرارات ، أما الأمة الميتة فهي القرين وهي المسئول الثاني عن نفس القرار وهي ليست في عفو من سؤال الله لأنها مشتركة في التفكير في وضع القرار وتصويره داخل أذهان العتيد ."
بالطبع القرين موجود في كل العصور وهو الصاحب يأتيان معا من الحياة إلى الموت كما قال تعالى :
""حتى إذا جاءنا قال يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون"
ويحاول الطويل تفسير آيات المبعوثين أو المبعوثون على هواه فيقول :
ينقسم الذكر لكلمة مبعوثون خلال السبع مرات إلى قسمين أموات وأحياء كما ذكرت من قبل ، فاستمعي أيتها الأمة الحاضرة الحية ماذا يقول الله لنا في حديثه الواحد القرآن الكريم :
(١) الأولى على لسان رسول الآخرين لنا نحن التابعين لهود :
﴿وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَاۤءِ لِیَبۡلُوَكُمۡ أَیُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۗ وَلَىِٕن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَیَقُولَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ﴾ [هود ٧]"
هود(ص) ليس في الكلام لا قبل الآية ولا بعدها وإنما هو خطاب لأحياء وليس لموتى كما يتوهم الطويل وقال :
(٢) والثانية على لسان الله لنا نحن المطففين حيث يقول :
﴿أَلَا یَظُنُّ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ﴾ [المطففين ٤]"
الخطاب بناس كانوا أحياء في عهد محمد(ص) وهم ألان موتى فالخطاب ليس لنا مباشرة وهو يتكرر في أمثالهم في كل عصر
ثم قال :
أما القسم الثاني من الذكر فهو خاص بالأمة الميتة وهو يشتمل جميعه على لفظ (لمبعوثون) حيث القرآن فيه يقص عليهم ما كان ينبأهم به من قبل خلال حياتهم الأولى حيث يقول الله :
(٣) ﴿وَقَالُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِیدࣰا﴾ [الإسراء ٤٩]
(٤) ﴿ذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤؤُهُم بِأَنَّهُمۡ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَقَالُوۤا۟ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا وَرُفَـٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقࣰا جَدِیدًا﴾ [الإسراء ٩٨]
(٥) ﴿قَالُوۤا۟ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [المؤمنون ٨٢]
(٦) ﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الصافات ١٦]
(٧) ﴿وَكَانُوا۟ یَقُولُونَ أَىِٕذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰا وَعِظَـٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الواقعة ٤٧]
أي حد بيفهم ولديه عقل سليم سيفهم كلامي السابق جيدا لأنه واضح ومبين ومفصل ، كما أنه يحمل دلائل من القرآن ، لذلك فأنا أتحداك أن تستطيع اختراقه أو خرقه بغرض إبطاله أو النيل منه سواء كنت إنس أو جن .
أنتم أمة ميتة تم بعثكم للحياة مرة أخرى في خلق جديد ، ﴿أَفَعَیِینَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِی لَبۡسࣲ مِّنۡ خَلۡقࣲ جَدِیدࣲ﴾ [ق ١٥]"
والسؤال كيف يكون هؤلاء موتى والآيات تقول للنبى الخاتم(ص) قل لهم كذا مثل :
"وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18"
"وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) "
" بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
في الآيات مطلوب من النبى الخاتم (ص) أن يقول لهم الرد فكيف يكونون أموات وفى التالية يقول الله انظر كيف قالوا لك وهو قوله :
"انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)"
ويتهم الرجل الآمتين بعدم العقل والفهم فيقول:
"والآن دعني أقدم لك رد الأمتين على حديث الله لها بخصوص البعث سواء كانت الأمة الميتة أو الأمة الحية فهل هم يصدقون أم يكذبون بحديث الله :
أحب اطمن حضرتك وحضرتكي أن الأمتين لا يحملون عقول أو قلوب تفقه حديث الله لها فالأمتين كذبوا بحديث الله لهم حيث الأولى قالت :
﴿وَقَالُوۤا۟ إِنۡ هِیَ إِلَّا حَیَاتُنَا ٱلدُّنۡیَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِینَ﴾ [الأنعام ٢٩]
فهم ينفون بالكلية العودة للحياة الدنيا مرة أخرى .
أما الأمة الأخيرة فيردون على الله في كتبهم السحرية المسطورة حيث لسان حالهم يقول :
﴿إِنۡ هِیَ إِلَّا حَیَاتُنَا ٱلدُّنۡیَا نَمُوتُ وَنَحۡیَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِینَ﴾ [المؤمنون ٣٧]
فهم ينفون أنهم مبعوثون من بعد الموت ويقولون أننا سنموت وسنحيا من أجل دخول الجنة أو النار فقط ."
ويختم الرجل مقاله بتكرار نفس مقولة الأمتين فيقول :
"الأمتين المجموعتين الحاليين سواء الميتة وهي القرين أو الحية وهي العتيد زعيمهم واحد وهو إبليس الدجال الملعون ."

 

الجمعة، 29 أغسطس 2025

السورة في الإسلام

السورة في الإسلام
السورة فى القرآن:
السورة المفروضة :
وضح الله للمؤمنين أن الله حكمه قد صدر بأن سورة النور هى سورة أى آيات والمراد مجموعة أحكام أنزلها أى أوحاها الله لنبيه (ص)وفرضها أى وأوجب طاعتها على المؤمنين وفسر هذا بأنه أنزل فيها آيات بينات والمراد أوحى فيها أحكام مفهومات والسبب لعلهم يذكرون أى يطيعون أى يعقلون وفى هذا قال تعالى:
" سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون"
مطلوب سورة من مثل القرآن :
قوله وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا "يفسره قوله بسورة يونس"إن كنتم فى شك من دينى "فالريب هو الشك والمنزل على العبد هو الدين والمعنى وإن كنتم فى تكذيب لما أوحينا إلى رسولنا "فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم إن كنتم صادقين "يفسره قوله بسورة يونس"قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله"فشهداء الكفار هم من استطاع الكفار دعوتهم ويفسره قوله "فليأتوا بحديث من مثله"فالسورة هى الحديث ويفسره قوله "إن كنتم مؤمنين"فالصادقين هم المؤمنين بحكم الله هم العادلين
والمعنى فهاتوا حديث من مصدر القرآن وهو الله ونادوا آلهتكم المزعومة من غير الله لتساعدكم إن كنتم عادلين فى تكذيبكم ومعنى الآية وإن كنتم فى كفر بما أوحينا إلى مملوكنا فهاتوا حديث شبيه من مصدر الوحى وادعوا آلهتكم من سوى الله إن كنتم عادلين
وفى هذا قال تعالى :
"وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "
على من يزعمون افتراه أن يأتوا بسورة من مثله :
سأل الله أم يقولون افتراه والمراد هل يقول الكفار اختلق محمد القرآن من عند نفسه؟
والغرض من السؤال هو إخبارنا بقولهم هذا وطلب الله من نبيه أن يرد عليهم قائلا :فأتوا بسورة من مثله والمراد فهاتوا مجموعة آيات من مصدر القرآن وادعوا من استطعتم من دون الله والمراد واستعينوا بمن عبدتم من سوى الله لتأتوا به من الله إن كنتم صادقين أى مؤمنين وهذا الطلب يعنى أنهم لا يقدرون على المجىء بسورة من مصدر الوحى وهو الله لأن مصدره وهو الله لن يعطيهم هذه السورة حتى لا يكذب نفسه فى القرآن حتى ولو تحايلت عليه الآلهة المزعومة وأكثر الكفار الدعاء لطلب هذا وفى هذا قال تعالى:
"أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "
الحذر من نزول سورة :
وضح الله أن المنافقون وهم المذبذبون بين الإسلام والكفر يحذروا أن تنزل عليهم سورة والمراد يخافوا أن توحى فيهم مجموعة آيات تنبئهم بما فى قلوبهم والمراد تخبرهم بالذى فى نفوسهم وهو الأضغان للمؤمنين وطلب منه أن يقول لهم :استهزءوا أى اسخروا منا أى كذبونا إن الله مخرج ما تحذرون والمراد إن الرب مظهر الذى تخافون ظهوره وهو الأضغان التى كتموها وهذا يعنى أن الله أوحى فى المنافقين مجموعة آيات توضح ما فى قلوبهم تجاه المسلمين وفى هذا قال تعالى:
"يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما فى قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون"
سورة تطلب الجهاد :
وضح الله للمؤمنين أن إذا أنزلت سورة والمراد إذا أوحى قول يقول:أمنوا بالله والمراد صدقوا بحكم الرب وجاهدوا مع رسوله (ص)والمراد وقاتلوا مع نبيه (ص) كان رد فعل المنافقين هو أن يستئذن أولوا الطول منهم والمراد أن يطلب السماح بالقعود أهل الغنى منهم حيث قالوا :ذرنا نكن مع القاعدين والمراد اتركنا نقيم مع المقيمين فى المدينة وهم بهذا رضوا أن يكونوا من الخوالف والمراد أحبوا أن يصبحوا من القاعدين وفى هذا قال تعالى:
"وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين"
نزول السورة يزيد إيمان المؤمنين :
وضح الله للنبى(ص) أن إذا ما أنزلت سورة والمراد أذا أوحيت مجموعة آيات فمن المنافقين من يسأل :أيكم زادته هذه إيمانا والمراد أيكم أضافت الآيات تصديقا لتصديقهم السابق بأخواتها ؟والغرض من السؤال هو أنهم يختبرون الناس من معهم ومن ليس معهم من خلال الإجابة ،وبين لهم أن الذين آمنوا وهم الذين صدقوا حكم الله فزادتهم إيمانا أى فأضافت الآيات تصديقا لما سبق نزوله من آيات الله وهم يستبشرون أى يفرحون بها أى يؤمنون بها وفى هذا قال تعالى:
"وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون"
نظر المنافقين لبعضهم عند نزول سورة :
وضح الله للمؤمنين أن إذا أنزلت سورة والمراد إذا ما أوحيت مجموعة آيات فيهم وقرأت وهم موجودين نظر بعضهم إلى بعض والمراد رنا كل واحد منهم ببصره تجاه أصحابه وهو يقول فى نفسه:هل يراكم من أحد أى هل يعرف بأشخاصكم أحد ؟وهذا السؤال يعنى أنهم يظنون أن الله لا يعلمهم ولا يعلم بهم المؤمنون ثم انصرفوا أى ابتعدوا عن مكان المسلمين صرف الله قلوبهم أى أبعد الله نفوسهم عن الإيمان والسبب أنهم قوم لا يفقهون أى ناس لا يعقلون وفى هذا قال تعالى:
"وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون"
نزول السورة المحكمة بالقتال :
وضح الله أن الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله قالوا لولا نزلت سورة والمراد هلا أوحيت آيات وهذا يعنى أنهم يطلبون نزول بعض الوحى لهم فإذا نزلت سورة محكمة والمراد فإذا أوحيت مجموعة آيات مفروضة طاعتها عليهم وذكر فيها القتال والمراد وطلب فيها الجهاد منهم وبين له أنه يرى الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت والمراد أنه يشاهد الذى فى نفوسهم علة هى النفاق يتوجهون ببصرهم إليه كتوجه المغمى عليه من الوفاة وهذا يعنى أن عيونهم تشخص عند ذكر الجهاد كشخوص عيون المغمى عليه من الموت التى تنظر فى اتجاه واحد فقط ،وبين له أن الأولى وهو الواجب عليهم هو الطاعة وهى اتباع حكم الله وقول معروف أى وأن يتكلموا كلاما طيبا ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم والمراد ولو أطاعوا أى فعلوا موعظة أى حكم الله لكان أفضل لهم أجرا مصداق لقوله "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم "وفى هذا قال تعالى:
"يقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت"
العشر السور المطلوبات من الكفار :
وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار يقولون افتراه أى اختلقه محمد(ص)والمراد تقوله من عنده وطلب منه أن يقول لهم فأتوا بعشر سور مثله مفتريات والمراد فهاتوا عشر مجموعات من مصدره مقولات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين والمراد واستعينوا بمن قدرتم من سوى الله إن كنتم عادلين فى قولكم أنه افتراه وهذا يعنى أنه يطلب من الكفار المجىء بعشر سور كسور القرآن مع الإستعانة بالآلهة المزعومة لجلب السور من عند الله وفى هذا قال تعالى:
"أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين"
السورة في الفقه :
عرف بغض الفقهاء السورة :
طائفة متميزة من آيات القرآن ذات مطلع وخاتمة.
وعرفها بعض أخر فقال :
السورة تمام جملة من المسموع تحيط بمعنى تام بمنزلة إحاطة السور بالمدينة.
وهى في الحقيقة مجموعة من الآيات تتناول موضوعا محددا
وقد تحدث الفقهاء في بعض المسائل في السور ومن تلك المسائل :
تنكيس السور عند القراءة:
ذهب الفقهاء لوجوب قراءة القرآن مرتبا بنفس ترتيبه وأما تنكيسه وهو يطلق على أمرين :
الأول قراءة سورة ترتيبها في المصحف بعد سورة قبلها وهم كرهوا ذلك وحرموا وهذا جائز
الثانى تنكيس السورة بمعنى قراءتها من أخرها والانتهاء بأولها وهو أمر محرم
حكم قراءة السور في الصلاة:
اجتمع القوم على وجوب قراءة الفاتحة في كل صلاة عدة مرات بينما الواجب بالفعل هو قراءة بعض من القرآن دون تحديد في قوله تعالى :
" فاقرءوا ما تيسر منه "
ولا يجب تكرار الشىء لأن الهدف هو قراءة القرآن كاملا في مدة معينة قد تكون أيام الشهر أو أقل

 

الخميس، 28 أغسطس 2025

الفطر فى الإسلام

الفطر فى الإسلام
الفطر فى القرآن:
الله فاطر السموات والأرض:
طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل :أغير الله أتخذ وليا أى "قل أغير الله أبغى ربا"كما قال هل سوى الله أعبد إلها؟
والغرض من السؤال هو استنكار عبادة غير الله وهو فاطر السموات والأرض أى"الله خالق كل شىء "كما قال بسورة الرعد والمراد وهو خالق السموات والأرض والذى فيهما كل المخلوقات وهو يطعم أى يعطى العباد الرزق ولا يطعم أى ولا يعطيه أحد رزق لأنه غير محتاج مصداق لقوله "ما أريد منهم من رزق"
وفى هذا قال تعالى :
"قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم "
وبين الله لنبيه(ص)أن يوسف (ص)قال لله رب قد أتيتنى من الملك والمراد إلهى قد أعطيتنى من الحكم مصداق لقوله بنفس السورة "أتيناه حكما "وهذا يعنى عمله كعزيز لمصر وعلمتنى من تأويل الأحاديث والمراد وعرفتنى من تفسير الأحلام كما قيل بنفس السورة "بتأويل الأحلام" فاطر أى خالق السموات والأرض مصداق لقوله "الله خالق كل شىء"أنت ولى فى الدنيا والآخرة والمراد أنت ناصرى فى الحياة الأولى وفى القيامة المشهودة مصداق لقوله "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"توفنى مسلما والمراد أمتنى مطيعا لحكمك أى ألحقنى بالصالحين أى أدخلنى مع المسلمين الجنة والمراد أسكنى الجنة مع الأبرار مصداق لقوله بسورة "وتوفنا مع الأبرار".
وفى هذا قال تعالى :
"رب قد أتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى فى الدنيا والآخرة توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين "
وبين الله لنبيه(ص)أن الرسل(ص)قالت للأقوام أفى الله شك والمراد أبدين الله باطل ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن دين الله ليس به باطل أى ظلم أى كذب فهو فاطر السموات والأرض أى "خالق كل شىء "مصداق لقوله بسورة الرعد ،يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم أى يناديكم ليترك عقابكم على سيئاتكم وهذا يعنى أن الله يريد أن يطهرهم ليدخلهم الجنة مصداق لقوله "والله يدعوا للجنة والمغفرة "ويؤخركم إلى أجل مسمى والمراد ويبقيكم حتى موعد محدد وهذا يعنى أنه يبقى على حياتهم الدنيا حتى موعد موتهم فقالت الأقوام إن أنتم إلا بشر مثلنا أى إن أنتم إلا ناس شبهنا وهذا يعنى أنهم لا يتميزون عنهم بشىء حتى يطلبوا منهم عبادة الله وقالوا :تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا والمراد تحبون أن تبعدونا عن الذى كان يطيع آباؤنا وهذا يعنى أن هدف الرسل(ص)فى رأى الكفار هو إبعادهم عن دين الأباء وقالوا فأتونا بسلطان مبين أى فجيئونا ببرهان واضح وهذا يعنى أنهم يطلبون من الرسل(ص)إحضار معجزة ليثبتوا صدق رسوليتهم
وفى هذا قال تعالى :
"قالت رسلهم أفى الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين "
وبين الله أنه فاطر أى خالق السموات والأرض مصداق لقوله بسورة الأحقاف"الذى خلق السموات والأرض "
وفى هذا قال تعالى :
" الحمد لله فاطر السموات والأرض "
وطلب الله من نبيه (ص)أن يقول اللهم أى يا الله فاطر السموات والأرض أى "خالق كل شىء "كما قال بسورة الرعد أى خالق السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أى عارف الخفى والظاهر فى الكون أنت تحكم بين عبادك أى أنت تقضى أى تفصل بين خلقك مصداق لقوله بسورة السجدة"إن ربك يفصل بينهم "وقوله بسورة يونس"إن ربك يقضى بينهم"فيما كانوا فيه يختلفون أى فى الذى كانوا به يكذبون وهو حكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون "
بين الله للناس أن الله فاطر وهو خالق السموات والأرض
وفى هذا قال تعالى :
"فاطر السموات والأرض "
وبين الله للنبى(ص)أن إبراهيم (ص)قال لقومه :لقد كنتم وأباؤكم فى ضلال مبين أى كفر واضح أى جنون ظاهر وهذا يعنى أنه يتهمهم بالكفر والبعد عن دين الله وهم الأباء فقالوا له :أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين والمراد هل أتيتنا بالعدل أم أنت من اللاهين ؟والغرض من السؤال هو الإستفهام عن هدف إبراهيم (ص)من قوله هل هو الحق أم اللهو معهم وقال لهم إبراهيم (ص)بل ربكم رب أى إن إلهكم إله السموات والأرض الذى فطرهن أى خلقهن وأنا على ذلكم من الشاهدين أى المقرين وهذا يعنى أنه أخبرهم أن ربهم هو الله الخالق لكل شىء وأما غيره فليسوا آلهة
وفى هذا قال تعالى :
"قال لقد كنتم وأباؤكم فى ضلال مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين "
وبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)قال لقومه :إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض والمراد إنى أسلمت نفسى للذى "خلق السموات والأرض"كما قال بسورة الأنعام حنيفا أى مسلما والمراد مستمر الإسلام له وما أنا من المشركين أى الكافرين بدين الله
وفى هذا قال تعالى :
"إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين "
فطرة الله:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقيم وجهه للدين حنيفا والمراد أن يسلم نفسه للإسلام مصدقا به مصداق لقوله بسورة لقمان"ومن يسلم وجهه إلى الله"والمراد أن يطيع حكم الإسلام وهو مصدق به ،ويبين له أن الإسلام هو فطرة أى دين الله أى "صبغة الله"كما قال وهى التى فطر الناس عليها والمراد وهو الدين الذى كلف الخلق به منذ أولهم آدم(ص)،وبين له أن لا تبديل لخلق الله والمراد لا تغيير لدين وهو كلمات الله مصداق لقوله "لا تبديل لكلمات الله "والإسلام هو الدين القيم وهو الحكم العدل ولكن أكثر الناس لا يعلمون والمراد ولكن معظم الخلق لا يطيعون الإسلام أى لا يشكرون الله مصداق لقوله "ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
وفى هذا قال تعالى :
"فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
الذى فطرنا :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار كونوا حجارة أى صخور أو حديدا أو خلقا مما يكبر ما فى صدوركم أى مخلوقا من التى تعظم فى قلوبكم فستبعثون مرة أخرى ويبين الله بهذا للكفار أن تحول الكفار بعد الموت لعظام ورفات أو حتى حجارة أو حديد أو مخلوق مما يعظم فى نفوسهم لا يمنعه من إعادتهم مرة أخرى كما كانوا فى الدنيا وليسوا كما زعموا أنهم سيكونون خلق جديد والمراد خلق أخر غير أنفسهم التى كانت فى الدنيا ،ويبين له أنهم سيقولون له من يعيدنا أى يبعثنا أى يحيينا مرة أخرى ؟
وطلب الله من نبيه(ص)أن يجيب عليهم بقوله :الذى فطركم أى "خلقكم أول مرة "كما قال
وبين له أنهم سينغضون إليه رءوسهم والمراد سيهزون له أدمغتهم سخرية ويقولون :متى هو أى "متى هذا الوعد"أى البعث كما قال ويطلب منه أن يقول لهم عسى أن يكون قريبا والمراد عسى أن يصبح واقعا وهذا يعنى أن البعث يحدث
وفى هذا قال تعالى :
"قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر فى صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذى فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو عسى أن يكون قريبا "
وبين الله لنبيه(ص)أن السحرة قالوا لفرعون:لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والمراد لن نختار دينك على الذى أتانا من البراهين وهى أحكام الله وهو دين الله ،وهذا يعنى أنهم فضلوا دين الله على دين فرعون،وقالوا فاقض ما أنت قاض أى فافعل الذى أنت فاعل ،وهذا يعنى أنهم مستعدون لأى عقوبة ينزلها بهم وقالوا إنما تقضى هذه الحياة الدنيا أى إنما تحكم فى هذه المعيشة الأولى ،وهذا يعنى أنهم يقولون له أن عذابه لهم فى الدنيا وحدها وأما الأخرة فسيسعدون فيها
وفى هذا قال تعالى :
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا "
وبين الله لنبيه (ص)أن هود(ص)قال لقومه يا قوم لا أسألكم عليه أجرا والمراد يا أهلى لا أطلب منكم مالا مقابل إبلاغ الوحى مصداق لقوله بسورة هود" ويا قوم لا أسألكم عليه مالا "إن أجرى إلا على الذى فطرنى والمراد إن ثوابى إلا من الذى خلقنى وهذا يعنى أنه يأخذ ثوابه من الله وليس يأخذ مالا منهم ،
أفلا تعقلون أى "أفلا تذكرون "كما قال بسورة الجاثية وهذا يعنى أنه يقول لهم أنهم مجانين باتباعهم دين أباءهم
وفى هذا قال تعالى :
" يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذى فطرنى أفلا تعقلون "
وبين الرسول(ص)للناس أن رجل وهو إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى والمراد أتى من أبعد حى فى البلدة يسير قاصدا القوم فقال للناس:يا قوم أى يا ناس اتبعوا المرسلين أى أطيعوا حكم المبعوثين اتبعوا أى أطيعوا حكم من لا يسألكم أجرا والمراد من لا يطلب منكم مالا مقابل التبليغ مصداق لقوله "ولا أسألكم عليه مالا" وهم مهتدون أى عقلاء،ومالى لا أعبد الذى فطرنى والمراد ولما لا أطيع حكم الذى خلقنى كما قال "الذى خلقنى"وإليه ترجعون أى"وإليه تقلبون"كما قال والمراد وإلى جزاء الرب تعودون .
وفى هذا قال تعالى :
"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"
وبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص) قال لأبيه وهو والده وقومه وهم شعبه :إننى براء مما تعبدون والمراد إننى معتزل لما تطيعون إلا الذى فطرنى أى خلقنى مصداق لقوله "وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعوا ربى " فهو سيهدين أى سيعرفنى الدين الحق وهذا يعنى أنه ترك طاعة أديانهم عدا دين الله الذى سيعلمه الله إياه ،وجعلها كلمة باقية فى عقبه والمراد جعلها قولة مستمرة فى نفسه وهذا يعنى أنه عمل بالكلمة طوال وقت وجودهم والسبب أن يرجعون والمراد أن يعودوا إلى دين الله ويتركوا دين الأباء
وفى هذا قال تعالى :
"وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إننى براء مما تعبدون إلا الذى فطرنى فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون "
لا فطور:
بين الله للإنسان أن الله هو الذى خلق أى أنشأ أى أبدع سبع سموات طباقا أى طرائق أى متتالية تحت بعضها ،ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت والمراد لا تشاهد فى إنشاء النافع من فطور أى اختلاف والمراد فساد أى انحراف ويطلب الله من الإنسان أن يرجع البصر هل يرى من فطور والمراد أن يعيد النظر وهو الفكر فى الكون هل يعلم من تباين أى فساد فيه؟وطلب منه أن يرجع البصر كرتين والمراد أن يعيد النظر وهو الفكر مرتين فى إنشاء الكون والسبب أن يعلم النتيجة التالية أن ينقلب البصر إليه خاسئا وهو حسير والمراد يعود الفكر له مقيما وهو كاشف للحقيقة أى مثبتا لنفس الحقيقة وهى أن لا فساد فى الكون .
وفى هذا قال تعالى :
"الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"
تفطر السموات :
بين الله لنبيه(ص) أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا أى اصطفى النافع ابنا وهذا يعنى أن الله فى رأيهم أنجب ابنا،ويرد الله عليهم فيقول لقد جئتم شيئا إدا والمراد لقد قلتم قولا منكرا وهذا يعنى نفيه وجود ابن له ،والسموات تكاد أى تهم أى تريد أن يتفطرن أى يتهدمن وتنشق أى وتتزلزل الأرض وتخر أى وتسقط الجبال وهى الرواسى من أنهم دعوا للرحمن ولدا والمراد أن اخترعوا للنافع ابنا ويبين له أن ما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا والمراد أن ما يحق للنافع أن ينجب ابنا وهذا يعنى أن الله فرض على نفسه ألا يكون له ابن لأن هذا لا يتفق مع جلال الألوهية ولعدم وجود آلهة تقف مع قدر المساواة مع الله
وفى هذا قال تعالى :
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"
وبين الله لنا أن كل نفس علمت ما قدمت وأخرت عند القيامة والمراد أن كل فرد عرف ما أحسن من عمل وما أساء من عمل وهو ما أحضر مصداق لقوله بسورة التكوير"علمت نفس ما أحضرت"ومن أحداث القيامة أن السماء انفطرت أى "إذا السماء انشقت"كما قال بسورة الإنشقاق والمراد أصبح لها فرج أى أبواب مفتوحة والكواكب انتثرت أى انكدرت أى تحطمت مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا النجوم انكدرت"والبحار فجرت والمراد أن المياه اشتعلت نارا أى سجرت مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا البحار سجرت" والقبور بعثرت والمراد والمدافن تفتحت لإخراج الموتى
وفى هذا قال تعالى :
" إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت "
وبين الله لنبيه (ص)أن السموات تكاد يتفطرن من فوقهن والمراد أن السموات تريد أن يتهدمن من أعلى الناس بسبب كفرهم ولكنها لا تفعل طاعة لأمر الله بالبقاء والملائكة يسبحون بحمد ربهم والمراد والملائكة يعملون بحكم إلههم ويستغفرون لمن فى الأرض والمراد ويستعفون لمن فى البلاد من الذين آمنوا مصداق لقوله بسورة غافر"ويستغفرون للذين آمنوا" وبين الله له أن الله هو الغفور أى العفو أى المفيد الرحيم وهو النافع للمؤمنين
وفى هذا قال تعالى :
" تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم "
وسأل الله الكفار :فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا والمراد فكيف تمنعون إن كذبتم الحق عذاب يوم يحول الأطفال عجائز ،السماء منفطر به أى السماء متشققة أى متفتحة بأمره مصداق لقوله "وفتحت السماء فكانت أبوابا"؟والغرض من السؤال إخبارهم أنهم لا يقدرون على منع عذاب الله لهم لأن وعده كان مفعولا والمراد لأن قوله كان متحققا
وفى هذا قال تعالى :
"فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به كان وعده مفعولا إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا "
الفطرة في الفقه :
الفطرة المشهورة عند الفقهاء هو :
وجود أمور يخلق الإنسان عليها وهو ما سموه :
الطبيعة أو الجبلة
والحقيقة أنه لا يوجد شىء يخلق عليه الإنسان لأنه يولد بلا أى معلومة كما قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
ومن ثم ما يسمى لأمور الفطرة الخمس او العشر ولو كان فيه أمور معلوماتية مخزنة لعرفها الناس في عدد واحد ومن ثم نجد الأحاديث متناقضة فمرة نجد أمور الفطرة خمسة في الأحاديث التالية :
"الْفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ: خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ - شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي -: الْخِتَانُ وَالاِسْتِحْدَادُ وَتَقْلِيمُ الأْظْفَارِ وَنَتْفُ الإْبْطِ وَقَصُّ الشَّارِبِ.
الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الاِخْتِتَانُ وَالاِسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأْظْفَارِ وَنَتْفُ الإْبْطِ. "
الْفِطْرَةُ خَمْسٌ، الْخِتَانُ وَالاِسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأْظْفَارِ
ومرة عشرة في الحديث التالى :
"عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ، قَصُّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ وَالسِّوَاكُ وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ وَقَصُّ الأْظْفَارِ وَغَسْل الْبَرَاجِمِ وَنَتْفُ الإْبْطِ وَحَلْقُ الْعَانَةِ وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ، وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ "
وهو تناقض ونلاحظ أن الفطرة منها أمر شيطانى في الحاديث وهو الختان فهو تغيير لخلقة الله التى خلق الناس عليها استجابة لقول الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
ونجد حديث أخر يخالف القرآن وهو :
مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَل تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ."
والخطأ ولادة المولود على الملة وهى الإسلام ويخالف هذا أن المولود يولد وهو لا يعرف أى شىء مصداق لقوله تعالى بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
ونجد الفطرة وهى زكاة الفطر بمعنى تطهير الأكل بعد رمضان وكأن المسلمون كانوا يعملون نجاسة وهى الصوم ويريدون تطهيرها ومن أمثله أحاديثها :
"شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر "والخطأ الأول هنا هو تعليق رمضان بين السماء والأرض والسؤال الآن كيف يتم تعليق الشهر فى مكان إذا كان هو زمان أليس هذا جنونا ؟من المعلوم أن المعلق لابد أن يكون له جسم ويشغل حيزا فأين الجسم والحيز لشهر رمضان ؟والخطأ الأخر هو رفع رمضان بزكاة الفطر ويخالف هذا أن الكلم الطيب هو الصاعد والعمل الصالح يرفعه بينما رمضان ليس كلم إذا كان المراد صيامه أو الشهر نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه"
"من أفطر يوما من رمضان فى الحضر فليهد بدنة "رواه الدار قطنى والخطأ أن كفارة المفطر يوم من رمضان فى الحضر هو إهداء بدنة ويخالف هذا أن كفارة الإفطار المتعمد هو طعام مسكين وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"
ولا يوجد فى الاسلام اسمه زكاة الفطر فمن المعروف أن الزكاة تفرض على الأغنياء ولكن زكاة الفطر مفروضة على كل المسلمين حسب الأحاديث الموضوعة وهو أمر جنونى لأنه إذا كنت صائما ولا أمتلك مالا لدفع تلك الزكاة المزعومة فهل أستدين لأدفعها ؟
هذا هو ما يناقض معنى الزكاة وكونها طهرة للمال فإذا لم يكن لدينا مال وهو حال كثير من الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر فكيف يتطهر المال وهو غير موجود ؟
زد على هذا الجنون الأخر وهو فرضها على العبيد والاماء وهم لا يملكون مالا من الأساس
والجنون الثالث فرضها على العيال كبيرهم وصغيرهم مع أن الصوم ليس مفروضا على الصغير فكيف يكون غير مكلف بالصيام ويكون مكلفا بدفع زكاته المزعومة ؟
ونجد المعنى الفقهى أيضا الفطر بمعنى الأكل في نهار رمضان وهو معنى غير قرآنى وحتى احاديثه مخالفة لكتاب كحديث كون البدنة كفارة الفطر السابق ذكره

 

الأربعاء، 27 أغسطس 2025

الكشف في الإسلام

الكشف في الإسلام
الكشف في القرآن:
كشف الله السوء:
سأل الله :أمن يجيب المضطر إذا دعاه والمراد هل من يسمع المجبر وهو المضرور إذا ناداه طالبا كشف الضرر ويكشف السوء أى ويزيل الضرر ويجعلكم خلفاء الأرض والمراد ويعينكم حكام البلاد أفضل أم من لا يزيل الضرر ولا يجعلكم حكاما للبلاد ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الله أفضل من الآلهة المزعومة وفى هذا قال تعالى :
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض "
كشف الله ما تدعون إليه:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :بل إياه تدعون والمراد إنما الله تنادون ليكشف الضرر فيكشف ما تدعون إليه إن شاء والمراد فيزيل الذى تطلبون منه إزالته إن أراد وهذا يعنى أن الله يزيل ما يشاء من العذاب ،وتنسون ما تشركون والمراد وتتركون دعوة ما تعبدون من غير الله وفى هذا قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون "
كشف الضر عن الإنسان :
وضح الله لنا أن الإنسان إذا مسه الضر والمراد إذا نزل عليه الأذى فعل التالى دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما والمراد نادانا وهو راقد على جانبه أو وهو جالس أو وهو واقف ثابت أو سائر طالبا إزالة الضرر فلما كشفنا عنه ضره والمراد فلما أبعدنا عنه الأذى مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه والمراد عاش حياته كأنه لم ينادينا إلى أذى أصابه من قبل وهذا يعنى أنه ينسى الله ولا يتذكره إلا وقت حاجته له وفى هذا قال تعالى :
"وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه "
ووضح الله للناس على لسان نبيه(ص) أن ما بهم من نعمة أى نفع أى حسنة مصدرها الله وإذا مسكم الضر والمراد إذا أصابكم أذى منه فإليه تجأرون والمراد فإليه تلجأون وهذا يعنى أنهم يدعون الله وحده ويتركون دعوة ما سواه ثم إذا كشف الضر عنكم والمراد ثم إذا أزال الأذى عنكم والمراد أعطاهم الرحمة إذا فريق منكم بربهم يشركون والمراد إذا جماعة منكم عن دين خالقهم يعرضون وفى هذا قال تعالى :
"وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون "
لا كاشف له إلا هو:
وضح الله أنه إن يمسسه بضر فلا كاشف له والمراد إن يرده بأذى فلا كاشف له إلا هو والمراد فلا مزيل للأذى سوى الله وإن يمسسه بخير والمراد وإن يرده برحمة وفى هذا قال تعالى :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو "
ووضح الله لنبيه (ص)أنه إن يمسسه الله بضر والمراد إن يصيبه بشر أى أذى فلا كاشف له إلا هو والمراد لا مزيل للشر سوى الله وإن يرده بخير والمراد إن يعطيه نفع فلا راد لفضله والمراد فلا ممسك لنفعه أى لا مانع لرحمة الله وهى خيره وهو يصيب به من يشاء من عباده والمراد يعطي رحمته لمن يريد من خلقه
وفى هذا قال تعالى :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"
هل هن كاشفات ضره؟
طلب الله من نبيه(ص) أن يقول :أفرأيتم ما تدعون من دون الله والمراد أعرفتم الذى تعبدون من دون الله إن أرادنى الله بضر والمراد إن مسنى الرب بأذى هل هن كاشفات ضره والمراد هل هن مزيلات أذاه أو أرادنى برحمة والمراد أو مسنى بخير هل هن ممسكات رحمته والمراد هل هن مانعات خيره ؟والغرض من القول هو إخبارهم أن لا أحد يقدر على منع أذى الله للناس ولا أحد يقدر على منع خيره للناس وفى هذا قال تعالى :
" قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادنى برحمة هل هن ممسكات رحمته "
إنا كاشفوا العذاب قليلا
وضح الله للناس أنه كاشف العذاب قليلا والمراد مبعد العقاب عن الناس وقتا قصيرا ،ويقول للناس إنكم عائدون أى راجعون إلى جزائنا بعد الموت يوم نبطش البطشة الكبرى والمراد يوم نعاقب العقاب الشديد إنا منتقمون أى منتصرون أى غالبون والمراد منفذون لعقابنا وهو غضبنا وفى هذا قال تعالى :
"إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "
الآلهة المزعومة لا تملك كشف الضر:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار ادعوا الذين زعمتم من دونه والمراد اطلبوا من الذين عبدتم من غيره فلا يملكون كشف الضر عنكم أى فلا يقدرون على إزالة الأذى عنكم أى تحويلا والمراد فلا يقدرون على تبديل أى تغيير الأذى وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تقدر على النفع أو الضرر وفى هذا قال تعالى :
"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا "
اللج بعد الكشف :
وضح الله لنبيه (ص)أنه لو رحم الكافرين والمراد لو نفع الكافرين وفسر هذا بأنه كشف ما بهم من ضر أى أزال الذى أصابهم من أذى لكانت النتيجة أن لجوا فى طغيانهم يعمهون والمراد لاستمروا فى كفرهم يسيرون وهذا يعنى استمرارهم فى الكفر وهو الشرك وفى هذا قال تعالى :
"ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا فى طغيانهم يعمهون "
كشف الرجز :
وضح الله لنا أن قوم فرعون لما وقع عليهم الرجز والمراد لما أذاهم العذاب الممثل فى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم قالوا لموسى(ص):يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك والمراد يا موسى(ص)نادى لنا إلهك بما قال لك فى مثل هذه الأحوال :لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك والمراد لئن أزلت عنا العذاب لنصدقن برسالتك ولنرسلن معك بنى إسرائيل والمراد ولنبعثن معك أولاد يعقوب(ص) وفى هذا قال تعالى :
"ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بنى إسرائيل "
ووضح الله أنه لما كشف الرجز والمراد لما أزال العذاب عن قوم فرعون مصداق لقوله بسورة الزخرف"فلما كشفنا عنهم العذاب"إلى أجل هم بالغوه والمراد إلى موعد هم عائشون عنده وهو يوم إزالة العذاب إذا هم ينكثون أى ينقضون عهدهم بالإيمان بموسى(ص)وترك بنى إسرائيل يذهبون معه حيث يريد وفى هذا قال تعالى :
"فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون "
كشف العذاب عن قوم فرعون :
وضح الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون قالوا لموسى (ص)يا أيه الساحر أى الماكر المخادع ادع لنا ربك والمراد اطلب لنا من إلهك يزيل الرجز وهو العذاب بما عهد عندك والمراد بما قال لك لإزالة العذاب إننا لمهتدون أى لمؤمنون برسالتك فدعا موسى (ص)فكشفنا عنهم العذاب والمراد فرفعنا عنهم العقاب فإذا هم ينكثون أى يخالفون قولهم بالإيمان برسالة موسى (ص) وفى هذا قال تعالى :
"وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون "
كشف ضر أيوب(ص):
وضح الله للنبى(ص)أن أيوب (ص)نادى ربه والمراد دعا إلهه فقال :ربى أنى مسنى الضر والمراد أنى أصابنى النصب وهو وأنت أرحم الراحمين أى وأنت أحسن النافعين فإكشفه ،ووضح لنا أنه استجاب له أى علم بمطالبه فكشف ما به من ضر والمراد فأزال الذى به من أذى والمراد محا منه المرض وفى هذا قال تعالى :
"وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر "
كشف العذاب عن قوم يونس (ص):
وضح الله أن كل أهالى القرى لم يؤمنوا بوحى الله عدا قرية واحدة هى قرية والمراد أهل بلدة يونس (ص) ولذا لما آمنوا أى صدقوا حكم الله كشف الله عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا والمراد أزال الله عنهم عقاب الهوان فى المعيشة الأولى ومتعهم إلى حين والمراد ولذذهم إلى موعد موتهم وفى هذا قال تعالى:
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين "
الكشف عن الساقين:
وضح الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)قال للمرأة :ادخلى الصرح والمراد اصعدى للمبنى فلما رأته والمراد لما شاهدت المبنى حسبته لجة والمراد ظنت أن المبنى بركة ماء لذا كشفت عن ساقيها والمراد حسرت ثيابها عن رجليها حتى لا تبتل الثياب فظهرت سيقانها فقال لها سليمان(ص)إنه صرح ممرد من قوارير والمراد إنه مبنى مصنوع من زجاجات وهذا يعنى أن المبنى ظهر كماء لأن المادة التى بنى منها هى الزجاج الشفاف وتحته الماء عند ذلك قالت المرأة رب أى إلهى إنى ظلمت نفسى أى إنى نقصت حق نفسى وأسلمت مع سليمان(ص)لله رب العالمين والمراد واتبعت مع سليمان(ص)حكم الرب خالق الكل وهذا يعنى أنها أعلنت إسلامها بسبب ما رأته من القدرة التى أعطاها الله لسليمان(ص) وفى هذا قال تعالى :
"قيل لها ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إنى ظلمت نفسى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين "
ربنا اكشف عنا العذاب
وضح الله لنبيه (ص)أن الناس فى شك يلعبون أى فى خوض أى كفر يتمتعون وطلب منه أن يرتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين والمراد أن ينتظر وقتا يجىء السحاب فيه ببخار عظيم يغشى الناس أى يغطى الخلق وهذا البخار يرفع الحرارة ويجعل التنفس صعب والحياة متعبة وهذا هو العذاب الأليم أى العقاب العظيم ،وقد نزل الدخان فى عهد النبى (ص)فقال الكفار ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون والمراد خالقنا أزل عنا العقاب إنا مصدقون بحكمك ،وهذا يعنى أنهم اشترطوا إزالة العقاب ليؤمنوا ومع ذلك لما زال العقاب لم يؤمنوا وفى هذا قال تعالى :
"فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "
كشف الغطاء:
وضح الله أنه يقال للفرد الكافر فى القيامة :لقد كنت فى غفلة من هذا والمراد لقد كنت فى تكذيب بالجزاء فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد والمراد فأزلنا عنك الآن غشاوة الكفر فنفسك اليوم حسيبة أى حاكمة عليك من كتابك مصداق لقوله بسورة الإسراء"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" وفى هذا قال تعالى :
"لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "
الكشف عن ساق:
وفى هذا قال تعالى :
"يوم يكشف عن ساق " وضح الله أن يوم يكشف عن ساق والمراد يوم يخبر كل واحد عن عمله فلا يخفى منه شىء عن طريق تسلمه كتاب عمله
أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة
وضح الله للناس أن الأزفة أزفت والمراد أن القيامة وقعت مصداق لقوله بسورة الواقعة "وقعت الواقعة "ليس لها من دون الله كاشفة والمراد ليس لها من غير الرب مانع وهذا يعنى أن لا أحد يقدر على منع وقوعها
وفى هذا قال تعالى :
"أزفت الأزفة ليس لها من دون الله كاشفة "
الكشف في الفقه :

كشْفُ الْعوْرة في الصّلاة:
ستْر الْعوْرة شرْطٌ لصحّة الصّلاة
كشْفُ الرّأْس والْوجْه حالة الإْحْرام:
في الفقه يجبُ على الرّجُل الْمُحْرم بحجٍّ أوْ عُمْرةٍ كشْفُ رأْسه، ويجبُ على الْمرْأة الْمُحْرمة بحجٍّ وعُمْرةٍ كشْفُ وجْهها، وكذلك الرّجُل عنْد بعْض الْفُقهاء.
كشْفُ الْعوْرة خارج الصّلاة:
يحْرُمُ على الْبالغ الْعاقل أنْ يكْشف عوْرتهُ أمام غيْره من غير من أباح الله الجلوس معهم مع كشف بعض العورة المعتادة كالأيدى والشعور داخل البيوت
ويُسْتثْنى منْ ذلك ما يلي:
كشف عورة الزوجين أمام بعضهما وحدهما داخل حجرة الزوجية وحالة الضرورة ككشف عورة الطفل لغس بوله وبرازه أو تحميمه وكذلك عورة غير أولى الإربة وهم المجانين من اهل البيت
كشْفُ الْعوْرة في الْخلْوة:
7 - اخْتلف الْفُقهاءُ في حُكْم كشْف الْعوْرة في الْخلْوة ما بين مبيح لسبب كالاستحرار أو وجود تسلخات وما بين محرم
ومعنى الكشف المشهور بين الناس هو :
الكشف الإلهى حيث ينظر الصوفى كما يزعمون لله عيانا وهو كلام يتناقض مع قوله تعالى :
" لا تدركه الأبصار "
وقوله :
" لن ترانى "

 

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

الرد على مقال مشاهد من حياة داود (ص)

الرد على مقال مشاهد من حياة داود (ص)
صاحب المقال كامل محمد والمقال يحكى بعضا مما ورد فى التراث عن داود (ص) وأوله زواجه من بنت طالوت(ص)
" المشهد الأول :
بعد قتل داوود ل جالوت تزوج بنت طالوت(ملك بنى اسرائيل)"
في العهد القديم لا وجود لطالوت (ص) الذى ذكره القرآن ولم يذكر القرىن حكاية هذا الزواج بينما الموجود في العهد القديم أن الملك كان شاول وأنه عرض عليه ابنته الكبرى ميرب ثم نقض وعده ثم زوجه ابنته الصغرى ليس حبا فيه وإنما لكى يقتل أهل فلسطين كما في الحكاية التالية :
" عرض زواج
17 وقال شاول لداود: «إنني أبغي أن أزوجك من ابنتي الكبيرة ميرب، شريطة أن تكون بطلا وتحارب حروب الرب» فقد حدث شاول نفسه قائلا: «لا أحمل أنا جريرة قتله بل يقتله الفلسطينيون». 18 فأجاب داود: «من أنا وما هي حياتي؟ وما هي عائلتي وما هي مكانة عائلتي في إسرائيل حتى أصبح صهرا للملك؟» 19 وعندما اقترب موعد زفاف ميرب لداود، زوجها شاول من عدريئيل المحولي. زواج داود من ميكال
20 لكن ميكال ابنة شاول الصغرى أحبت داود، فعلم شاول بالأمر وحظي ذلك برضاه. 21 وقال شاول في نفسه: «أزوجه منها فتكون له فخا، وكذلك يسعى الفلسطينيون إلى قتله». وقال شاول لداود مرة ثانية: «يمكنك مصاهرتي اليوم». 22 وأمر شاول رجاله أن يسروا في أذن داود أن الملك يحبه، وأنه محل إعجاب الحاشية، وأن ينصحوه بمصاهرة الملك، 23 فراح عبيد شاول يسرون بهذا الحديث في مسامع داود. فأجاب داود: «أتظنون مصاهرة الملك أمرا تافها؟ أنا لست سوى رجل مسكين حقير». 24 فأخبر عبيد شاول سيدهم بحديث داود. 25 فقال شاول لهم: «هذا ما تقولونه لداود: إن الملك لا يطمع في مهر، بل في مئة غلفة من غلف الفلسطينيين، انتقاما من أعداء الملك». قال هذا ظنا منه أن يوقع داود في أسر الفلسطينيين. 26 فأبلغ عبيد شاول داود بمطلب الملك، فراقه الأمر، ولا سيما فكرة مصاهرة الملك. وقبل أن تنتهي المهلة المعطاة له، 27 انطلق مع رجاله وقتل مئتي رجل من الفلسطينيين، وأتى بغلفهم وقدمها كاملة لتكون مهرا لمصاهرة الملك. فزوجه شاول عندئذ من ابنته ميكال. 28 وأدرك شاول يقينا أن الرب مع داود، وأن ابنته ميكال تحبه. 29 فتزايد خوف شاول من داود، وأصبح عدوه اللدود طوال حياته."
وتحدث عن الزبور كونه كتاب حكم ومواعظ وليس أحكام فقال :
"ولما جمع النبوه والملك تاني أنزل الله عليه الزبور
إيه هو الزبور؟
(الزبور كتاب حكم ومواعظ ومفيهوش أحكام لحلال وحرام ونزل لإصلاح النفوس وتهذيبها)
علشان كده سيدنا داوود كان بيحكم بني إسرائيل وقتها بأحكام التوراه
(قبل تحريفها"
هذا الكلام ليس عليه دليل فكل الكتب التى نزلت هى كتاب واحد باسماء متعددة التى نزلت على الرسل (ص) كلها هى كتاب واحد يحكم به وفيه نفس الأحكام كما قال تعالى :
" كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
وأما حكاية أنه لم يحرف قبل عهد داود (ص) فكلام مخالف للقرآن الذى أثبت أن كل الكتب كانت تحرف ثم يعيدها الله لأصلها بعد تحريف الشيطان وهو الكافر وهو قوله :
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم (52) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد (53) وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم"
وفى المشهد الثانى كرر الرجل ما قاله التراث عن جمال صوت داود (ص) والذى يتجمع حوله المخلوقات فقال :
"المشهد الثاني
داوود كان صوته أجمل صوت علي وجه الكرة الأرضيه وكان يتلو الزبور بأكثر من ٧٠ طريقة ومن شدة جمال صوته كان أول ما يبدأ تلاوة تتجمع حواليه الطيور والوحوش والحيوانات للإستماع لتلاوته..
‏والطير تبدأ تصدر أصوات تسبيح..
(وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير)
مشهد أكبر من خيالك وخيالي،السما نفسها بتهتز وربنا يدي الأمر الإلهي ..
(يا جبال أوبي معه والطير)
يعني سبحوا لما يسبح واسكتوا لما يسكت كأنها أوركسترا من الخلائق.
(يسبحن بالعشي والإشراق)
العشي من بعد العصر لليل . والإشراق هو وقت الضحى .
(والطير محشورة)
تتزاحم للتسبيح.
(كل له أواب)‏
يعني‏ مطيعة متناغمة"
قطعا حكاية جمال الصوت تشبه حكاية جمال يوسف(ص) وكلها حكايات طفولية للضك بها على عقول الناس فلن يكن يسبح أى يقرأ وحى الله في صلاتى العشاء وصلاة الصبخ وهو الشروق سوى الجبال والطير ومن المحال أن تترك الجبال أماكنها في الأرض للتحرك وتتجمع في مكان داود وكذلك مليارات الطيور وإنما كان موعد الصلاة واحد وكله يصلى أى يسبح أى يقرأ الوحى وهو في مكانه العادى وفى هذا قال تعالى :
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
وتحدث في المشهد الثالث عن معجزة إلانة الحديد فقال :
المشهد الثالث
سيدنا داوود ربنا ألان له الحديد يشكله زي الصلصال بأيده من غير مطارق موهبه وقوة أعصاب في إيده
(وألنا له الحديد) !
ف صنع الدروع علشان حماية الجيش
(أن اعمل سابغات وقدر في السرد)
‏ سابغات يعني الدرع اللي بيغطي الصدر
أما..قدر في السرد؟
يعني إحسب قدر الحلقات اللي بيتحط فيها المسامير اللي هتتحط في الدرع ووصل مقدمة الدرع من الأمام بنهايتة من الخلف وأربطهم ودي تقنية علمها له الله"
قطعا السابغات تعنى الدرع الكامل وليس تغطية للصدور فقط وتقدير السرد هو :
تضييق الخروم إلى أدنى حد ممكن بحيث لا يدخل أى شىء منه
وحدثنا في المشهد الرابع عن حكمة داود في الحكم بين الخصوم فقال :
"المشهد الرابع
إشتهر سيدنا داوود خلال فترة حكمه بالعدل .
(وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)
يعني لو جاله إتنين متخاصمين،‏كان يملك من رجاحة العقل وقوة المنطق اللي يخليهم يرضوا بحكمه ويخرجوا مبسوطين وده اللي خللي بني إسرائيل تحبه بشده "
قطعا ضرب الله مثلا بأن داود (ص) مع رجاحة عقله أخطأ في الحكم الصحيح مع تحريه العدل في قضية الغنم والحرث وهو الزرع وكان حكمه خطأ بينما من حكم الحكم الصحيح كان ابنه سليمان(ص) وفى هذا قال تعالى :
"وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما"
وفى المشهد الخامس حكى لنا قضية الخصمين الذى علو المحراب ودخلوا على داود(ص) فقال :
"المشهد الخامس
بينما داوود يتعبد ليلا في محرابه لقي إتنين قفزوا من السور..
(وهل أتأك نبأ الخصم اذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا علي داوود ففزع منهم)
‏سيدنا داوود متكلمش، وظل مترقب لهم
(قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا علي بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط يعني متبعدش عن الحق ودي كلمة الغرض منها إستفزازه
(واهدنا الي سواء الصراط)
برضو إستفزاز تاني
تدارك داوود الموقف وتوقع إن الموضوع لا يحتمل التأجيل وبدأ واحد منهم يقول.
(إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفيلنيها وعزني في الخطاب)
( أكفلنيها)يعني تنازل عنها ليا أرعاها مع غنمي وعزني في الخطاب أقنعني إنها عندي وحيدة دون ونس وإني فقير مقدرش أصرف عليها
ولو زاد الخلاف بينا هيهددني يأخذها بالقوة
‏اتأثر سيدنا داوود وقال.
(قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نعاجه) في
هنا اختفى الرجلان...إتبخروا .
فعرف داوود انهم ملكان نزلوا في صورة بشر
‏علشان يعلموه إنه ميتسرعش في الحكم ويسمع الطرف التاني.
‏(وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم علي بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم)
لان أكل الحقوق ده الغالب عند الناس"
قطعا الخصوم لم يكونوا ملائكة وغنما كانوا بشرا لأن الملائكة تخاف من نزول الأرض ولا تطمئن كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وتحدث في المشهد السادس فن فتنةداود(ص) فقال :
"المشهد السادس
(وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب)‏
أناب يعني أسرع بالتوبة
‏اشمعني سيدنا داوود؟
أولا لأن سيدنا داوود هيورث ابنه سليمان الحكمة بعد كده .
ثانيا ربنا أراد بحكمته ليقول لنا إن أكتر شخص حكيم في الدنيا غلط ... علشان كده قال:
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده)
لأن أخطاء الأنبياء دروس لنا .
داوود لما سجد..
(فغفرنا له ذلك)
(وأن له عندنا لزلفى) يعني درجة شديدة من القرب وعلو المكانه و(حسن مآب) يعني
يوم القيامة هتندهش من عظمة مكافئته
‏داوود هو القدوة لكل نبي بعده ولكل ولي أمر وقاضي وكل حاكم..
‏(يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى..)
ودي رساله لداوود
(إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)
ودي رسالة ل من بعد. حتى قيام الساعة"
قطعا لم يورث داود (ص) ابنه الحكم في حياته لأنه من ورثه هو الله كما قال تعالى :
" وورث سليمان داود"
فالملك أى النبوة لا تورث بأمر من الناس وإنما بأمر الله نتيجة صلاح الولد كأبيه

 

الاثنين، 25 أغسطس 2025

التحرر من خرافات القطيع

التحرر من خرافات القطيع
صاحب المقال هو الباحث عن الحقيقة المنسية وفى بداية كلامه طالبنا أن نتحرر من خرافات القطيع فقال :
"علينا أن نتحرر من خرافات القطيع، ومن كل من يزعمون أنهم "باحثون" وهم في الحقيقة يكررون الأكاذيب وينشرون الوهم باسم القداسة."
والخرافة الأولى التى أوجب علينا التحرر منها هو أن نعتقد أن الوحى هو قول الرسول وليس قول الله وهو قوله :
"فكل ما في المصحف هو قول الرسول الذي أُرسل إلينا بلسان قومه، والفاعل في النص هو الرسول لا الله مباشرة. نحن لم نسمع الله يتكلم، بل سمعنا الرسول يتلو تعاليم الله. فكلام الله ليس أصواتًا أو موجات، بل هدايات ومعانٍ . وما اعتاد الناس أن يرددوه من عبارات مثل "قال تعالى" ليس إلا اصطلاحًا تراثيًّا رسّخ أوهامًا وازدواجيات في فهم الوحي."
وكرر الباحث عن الحقيقة المنسية كلامه فقال :
"فالقول في المصحف قول الرسول، لكنه في الوقت نفسه كلام الله بالمعنى الشرعي: أي ان ما يقوله الرسول هو قول الرسول بينما الكلام ليس كلام الرسول بل تعاليم الله وعندما نقول كلام الله لا يعني أن الله هو من تلفض ونطق بذالك من فمه بل الرسول من نقل لنا ذالك فالوجود بأكمله ملي بالرسل وعلينا أن نقرأ كل شي يوحى إلينا مفاهيم ونتدبرها لأنها كلام الله وكلمات الله أي تعاليم الله فممكن حشرة توحي لك مفاهيم وعلوم لم تسمعها من عالم كبير لأن تعاليم الله في الوجود بأكمله وحي الله."
ولمناقشة الكلام نقول :
أولا الوحى كله كلام رسول وحيد وليس رسل متعددين وهو:
جبريل فهو من أوحى للرسل(ص) الكتاب بصوته هو حسب لغة كل رسول بشرى كما قال تعالى :
" إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم آمين"
ثانيا :
أثبت الله أن الوحى قوله ولكنه لم يقل أن قوله أصوات أو ترددات أو غير هذا فقال مثلا :
" ومن أصدق من الله حديثا "
وقال :
" ومن أصدق من الله قيلا "
وقال :
" ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون "
وقال :
" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون "
ومن ثم لا مجال لنفى أن الوحى قول أى حديث أى كلام الله ولكن بمعنى :
مراد الله وهو :
حكمه
كلام الله :
أ-كيف يكلم الله خلقه ؟
يكلم الله خلقه بطريقين هما :
-الوحى وهو أن يوصل المراد للمخلوق عبر وسيط لا يتكلم دوما أمام الخلق وسمى الله هذا الكلام من وراء حجاب ومن ذلك كلامه لموسى (ص) عبر الشجرة التى لا تتكلم بكلام الناس أمامهم أبدا حيث قال بسورة النساء "وكلم موسى تكليما "وسمى كلامه لموسى (ص)وحيا فقال بسورة طه "وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى " وفى تكلم الشجرة قال بسورة القصص"فلما أتاها نودى من شاطىء الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى أنا رب العالمين "والنداء هنا من مكان هو شاطىء الواد الأيمن من الشجرة والله لا يحل فى مكان ومن ثم فالمتكلم هو الشجرة التى لا تتكلم لغات الناس التى يسمعونها.
ولو اعتبرنا قولهم وهو أن الله كلم موسى(ص)والنبى(ص)فقط مباشرة صادقا فنحن نكذب القرآن الذى يقول أنه نادى آدم (ص)وزوجته بقوله فى سورة الأعراف "فناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة "وإبراهيم(ص)فى قوله "وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا "وغيرهم ونداء الله هنا مثل نداء موسى(ص)"نودى " و"وناديناه من جانب الطور "
وأما احتجاجهم بأن اللقاء لا يكون إلا مواجهة كلاما بكلام ولا يوجد فى آيات تكليم موسى(ص)ما يدل على لقاء الله وإنما يدل على الميقات وهو الموعد المحدد الأربعين يوما مصداق لقوله تعالى بسورة الأعراف "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة "
زد على هذا أن الله يكلم الكفار أى يناديهم مصداق لقوله تعالى بسورة القصص "ويوم يناديهم فيقول أين شركائى الذين كنتم تزعمون "
-إرسال رسول للمخلوق كى يعلم ما يريد الله منه كإرسال جبريل (ص)للرسل (ص)وفى الطريقين قال بسورة الشورى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء ".
ب-كلام الله لا ينفد :
إن كلام الله وهو مرادات الله لا تنتهى على الإطلاق فلو أن ما فى الأرض من شجر تحول لأقلام للكتابة وتحولت مياه البحر لمداد أى حبر أى مظهر لكتابة كلام الله ومن بعد البحر تحولت مياه سبعة أبحر – والرقم سبعة رمز لأى عدد أكبر- لمداد لنفد المداد وفنت الأقلام وما انتهى كلام الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله "وقال بسورة الكهف "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ".
ج-ثبات كلام الله :
كلام وهو مرادات الله تتميز بأنها ثابتة لا يقدر أحد على تبديلها وتغييرها والدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "ولا مبدل لكلمات الله "وقوله بسورة الإسراء "فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ".
د- ماهية كلام الله :
كلام الله هو مرادات الله هى أحكام الله وهو ليس ألفاظ تنطق لأن الله ليس مثل الخلق ينطق ألفاظ والقرآن هو كلام الله بمعنى أحكام الله أى مرادات الله ولكنه ليس ألفاظ نطقها الله –لأن الله لا ينطق مثل الخلق- وإنما هو ألفاظ نطقها الروح الأمين جبريل(ص)مصداق لقوله بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذى مرة فاستوى "وقوله بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين"
هـ-القرآن كلام الله :
القرآن هو كلام أى حكم الله المنزل وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "و"والظالمون "و "والفاسقون "و"ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "إذا فالقرآن هو حكم الله أى مراد الله وإرادات الله هى نفسه ومن ثم فالقرآن كإرادة ليس مخلوق وأما ألفاظ القرآن بمعنى كلماته المنطوقة أو الملفوظة أو المكتوبة فهى مخلوقة لأن قائلها هو جبريل لقوله بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين "وقوله بسورة النحل "قل نزله روح القدس من ربك بالحق "وما دام جبريل (ص)مخلوق فكلامه ومنه القرآن مخلوق والخالق هو الله فالله خلقه وخلق عمله الذى هو هنا القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "والله خلقكم وما تعملون "والقرآن بمعنى الألفاظ المنطوقة أو المكتوبة هناك أدلة كثيرة على أنه مخلوق منها :
- أنه نطق لقوله تعالى بسورة النجم "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "والنطق من الخلق مخلوق .
-أنه نزل على عدة مرات زمنية مصداق لقوله تعالى "وقرآنا فرقناه على مكث "فتفريقه على أزمان فى النزول يعنى أنه مخلوق لأن الخالق لا يتجزأ مكانيا أو زمانيا .
-أنه نزل فى زمن هو شهر رمضان فى ليلة القدر مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن " وقوله بسورة القدر "إنا أنزلناه فى ليلة القدر "
-أن الله سمى القرآن منزل والخالق وهو الله لا ينزل ولو كان القرآن الملفوظ أو المكتوب غير مخلوق ما نزل لأن الله لا ينزل فى الأماكن
-أن القرآن مسطور أى مكتوب والمكتوب مخلوق لأن له ساطر أى كاتب وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "كان ذلك فى الكتاب مسطورا"
-أن الوحى نزل فى أزمان مختلفة فمنه القرآن نزل فى عهد النبى(ص)والكتب الأخرى نزلت قبله مصداق لقوله بسورة النساء "والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل "وقوله بسورة القصص "الذين أتيناهم الكتاب من قبله "وقوله بسورة الأحقاف "قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى "وقوله بسورة هود"ومن قبله كتاب موسى"ونزولهم فى أزمان مختلفة يعنى كونهم مخلوقين بألفاظ جبريل (ص)والرسل(ص)لأن الخالق لا يتواجد فى أزمان دون أزمان .
-أن الناس يتصرفون فى القرآن والذى يتصرف فيه الناس ليس خالق وإنما مخلوق لأن الخالق هو المتصرف فمن تصرفات الناس فيه التلاوة مصداق لقوله تعالى بسورة "وأنتم تتلون الكتاب"والكتم والإخفاء مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب "وقوله بسورة المائدة "مما كنتم تخفون من الكتاب "والوراثة مصداق لقوله بسورة فاطر "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا "والتحريف مصداق لقوله بسورة المائدة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه "
-أن الله سمى القرآن حديث أى ألفاظ لها معنى فقال بسورة الزمر "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها "
- أن القرآن منزل بلسان الرسول (ص)مصداق لقوله تعال بسورة "فإنما يسرناه بلسانك "وهو كان يحرك لسانه به مصداق لقوله بسورة القيامة"لا تحرك به لسانك لتعجل به "فالحركة باللسان مخلوقة وكذا كل الرسل (ص) مصداق لقوله بسورة إبراهيم "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه "فالوحى هو بلسان الأقوام وهم الناس ومن ثم فهو مخلوق لأن الألسنة مخلوقة مصداق لقوله تعالى بسورة الروم "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم "
-أن القرآن مكون من أجزاء بدليل كلمات منه ومن القرآن فى قوله تعالى بسورة يونس "وما تتلو منه من قرآن "وقوله بسورة المزمل "فاقرءوا ما تيسر منه "
-أن القرآن موجود فى مكان هو مكان الكتاب المكنون أى اللوح المحفوظ والموجود فى مكان لابد أن يكون مخلوق مصداق لقوله تعالى بسورة الواقعة "إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون "وقوله بسورة البروج "بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ " وقوله بسورة الزخرف "وإنه فى أم الكتاب "
-أن القرآن فيه حكاية كلام الكفار مثل كلام فرعون وملك مصر فى عهد يوسف (ص)فهل كلامهم غير مخلوق ؟قطعا مخلوق لأنه لو كان غير مخلوق ففرعون وغيره من الكفار هم الله وهو ما لا يقوله عاقل
-أن القرآن مذكور فى زبر وهى كتب الأولين ومن ثم فهو مخلوق لأنه موجود فى كتب سابقة وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "وإنه لفى زبر الأولين "
وقد ناقض الباحث فوله عن كون الرسول هو الكتاب في قوله :
"لقد صنع التراث صورة لوحيَين: وحيًا لله في المصحف، ووحيًا آخر منسوبًا للرسول في كتب الحديث. وهكذا انقسمت الطاعة بين "قال تعالى" و"قال الرسول". لكن لو قرأنا النص بوعي لوجدنا أن الرسول نفسه هو "الكتاب" الذي أُرسل إلينا، وأن القول في المصحف قوله، بإذن الله، لا قول جبريل ولا الملأ الأعلى.
فالآيات صريحة:
﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولࣲ كَرِیمࣲ﴾ [الحاقة: 40]
﴿وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرࣲۚ قَلِیلࣰا مَّا تُؤۡمِنُونَ﴾ [الحاقة: 41]
﴿وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنࣲۚ قَلِیلࣰا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الحاقة: 42]."
وعاد فقد أن الرسول هو التالى للوحى الناطق به حيث قال :
#فالرسول هو الذي يتلو الوحي، وهو الذي ينطق النصوص. وهو الذي لاينطق عن الهوى لانه وحي يوحى الينا مفاهيم وليس النبي الذي لا ينطق عن الهوى فالنبي ليس وحي من السماء نزل بل يوحى إليه والرسول هو صاحبنا أي نحن في صحبته بشكل مستمر "
والكتاب أساسا لا ينطق ولا يتلوا فكيف يكون هو نفسه الرسول؟
ويكرر نفس الخطأ فيقول:
"لكن لو فهمنا النصوص على حقيقتها وآمنا بأن الرسول نفسه هو الكتاب الذي أُرسل إلينا، لعلمنا أنّ القول في هذا المصحف هو قول الرسول نفسه الذي أُرسل إلينا بلسان قومه، وليس بلسان عربي مبين وليس قول جبريل ولا قول الملأ الأعلى، وتلك مجرد خرافات. "
وهنا يخرف الباحث نافيا كون الكتاب قول جبريل(ص) مع إثبات الله ذلك في قوله :
"ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إنه هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى"
وقوله :
" إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رءاه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم"
فهنا لا يمكن نفى تعليم جبريل لمحمد(ص) ولا اقترابه منه حتى كان بينه وبينه قدر شبرأو أقل ولا يمكن نفى رؤية محمد(ص) لجبريل(ص)
ما أثبته الله في كتابه لا يمكن نفيه وإنما يمكن التعبير عنه بتعبيرات غير ما اخترع البشر فقول الله هو مراده أى حكمه دون أن يكون صوتا أو ترددا وقول جبريل (ص) صاحب الوحى فهو الصوت الذى سمعه كل الرسل كخاتم النبيين(ص) وردده خلفه حتى نهاه الله عن التسميع خلفه فقال :
"لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه"