الخميس، 31 يوليو 2025

الحشفة في الإسلام

الحشفة في الإسلام
الحشفة في الفقه ما تحت الجلدة المقطوعة من قضيب الذكر في الختان ويطلق عليها الكمرة
وفى الفقه نجد ألفقهاء تحدثوا عن أحكام كثيرة للحشفة فذكر ابن جزى مثلا خمسين حكما والسيوطى ذكر مائة وخمسين حكما وبعضهم قال أنها ستين حكما
وهو كلام مبالغ فيه
من تلك المسائل :
إيلاج الحشفة كاملة في الجماع ومن المعروف أن الجماع على نوعين :
حلال وحرام والحرام متعدد فقد يكون جماع أنثى او جماع ذكر لذكر أو جماع ذكر لحيوان ...
وقد أجمع الفقهاء على وجوب اغتسال المجامع في الحلال أو في الحرام طالما دخلت الخشفة في خرم ما أمامى او خلفى
وقد اعتمدوا في كلامهم على أحاديث مثل :
إذا التقى الختانان، وتوارت الحشفة فقد وجب الغسل .
نسب لعلي:
توجبون فيه الحد، ولا توجبون فيه صاعا من ماء؟
والحديث المتحدث عن الختان لم يتفوه به النبى (ص)لأنه يبيح ما حرم الله وهو تغيير خلقة الله بالختان وهو طاعة لقول الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
إيلاج بعض الحشفة :
ادخال بعض الحشفة عند بعض الفقهاء لا يوجب اغتسال صاحبها المجامع حتى إن أنزل وهو كلام لا يعقل فمجرد التقبيل والأحضان والشهوانية توجب الغسل فما بالنا بدخول بعض القضيب في الخرم وإنزاله
إيلاج الحشفة البهيمة والميتة :
اختلف القوم في المترتب على جماع الحيوان أو الميتة فالبعض أوجب الغسل مشيرا إلى أنه لا فرق بين آدمية وبهيمة، ولا بين حية وميتة.
والبعض لم يوجب الغسل إلا في حالة الإنزال
والقوم يتكلمون في تلك المسائل كأنهم يتكلمون في مضمضة أو استنشاق مع أن جماع الحيوان زنى وجماع الميتة حتى ولو كان جماع الزوجة جريمة كبرى
لف خرقة على الحشفة :
اختلف القوم في لف الخرقة عند ادخال فالبعض أوجب الغسل إذا اللفة خفيفة
والبعض أوجب الغسل في كل الأحوال
قطعا الكلام يجب أن يكون عن توبة الزناة بدلا من الكلام عن الغسل فاغتسال الزانى لا يطهره من ذنبه وإنما التوبة وهى الاستغفار والنية على عدم الرجوع للذنب هى من توجب الغسل بعدها كما قال تعالى :
" فاستغفروه لذنوبهم "
الحشفة والصوم:
اتفق الفقهاء على أن تغييب الحشفة في أحد السبيلين في صوم رمضان مفسد للصوم إذا كان عامدا، ويلزمه القضاء والكفارة، ولا يشترط الإنزال
وقد بنوا حكمهم على حديث لأعرابى :
واقعت أهلي نهار رمضان متعمدا
قال اعتق رقبة "
وهو حديث مخالف للقرآن فالمفطر المتعمد عليه عقوبتين :
الأولى :
اكمال العدة بصوم يوم مكان يوم الفطر وهو قوله تعالى :
" ولتكملوا العدة "
وقوله :
"فعدة من أيام أخر"
الثانية :
اطعام المسكين يوما كما قال تعالى :
" وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين "
وأما جماع النسيان فاختلفوا فيه فمنهم من قال :
لا قضاء ولا كفارة
ومنهم من قال :
يجب القضاء دون الكفارة.
الجنون هو أن الفقهاء لم يفرقوا في الجماع بين آدمية وبهيمة، ولا بين حية وميتة ولم يتحدثوا عن الزنى وانتهاك حرمة الموت وكأن الزنى شىء عادى يجعل الصوم وغيره غير مقبول أبدا حتى التوبة
فساد الحج:
اتفق الفقهاء على أن تغييب الحشفة في الفرج قبل الوقوف بعرفة مفسد للحج.
وبنوا حكمهم على حديث ابن عمر:
أن رجلا سأله، فقال: إني واقعت امرأتي ونحن محرمان، فقال: أفسدت حجك
وقد اختلف كلامهم فمنهم من لم يفرق بين الجماع قبل الوقوف أو بعده
وبعض منهم قال :
إن جامع قبل الوقوف فسد حجه وعليه شاة، ويمضي في حجه ويقضيه، وإذا جامع بعد الوقوف لم يفسد حجه وعليه بدنة، وأما بعد الحلق فعليه شاة لبقاء الإحرام في حق النساء.
الكارثة هى استمرار كلامهم عن الزنى وجماع الميتة في الحج وكأن الله لا يعاقب من نوى فقط أى أراد ذنبا لأن لا أحد يقدر على ارتكاب ذنب في الكعبة كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب اليم "
قطعا الحج يفسد بالجماع في أى وقت منه لقوله تعالى :
" فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج "
وجوب كمال الصداق:
اتفق الفقهاء على أن إيلاج الحشفة في قبل المرأة الحية، يوجب كمال الصداق إذا كانا بالغين، أو كان الزوج بالغا، والمرأة ممن يوطأ مثلها.
وتفرقوا في اكمال الصداق بإيلاج الحشفة في دبر الزوجة فذهب معظمهم إلى إيجاب كمال الصداق ولو كان الإيلاج في الدبر، لأنه قد وجد استيفاء المقصود باستقرار العوض.
وذهب البعض أنه لا يلزمه كمال المهر بالوطء في الدبر لأنه ليس بمحل النسل
وهو كلام كله يخالف القرآن فلا دخول إلا بعد دفع المهر مرة واحدة كما قال تعالى :
" وأتوا النساء صدقاتهن نحلة "
وإباحة التكميل هو اباحة للفاحشة في المجتمع فما دام هذا مباح بلا عقاب فمن حق أى خطيب أن يجامع خطيبته وبعد هذا يستكمل المهر
التحليل للزوج الأول:
اتفق القوم على أن تحليل المطلقة ثلاثا لا يحصل إلا بشروط: منها إيلاج الحشفة في قبل امرأة بلا حائل يمنع الحرارة واللذة.
ثم اختلفوا في اشتراط الإنزال مع الإيلاج: فذهب الجمهور إلى عدم اشتراطه، لأن الشرط الذوق لا الشبع.
ويرى البعض اشتراطه.

وبنوا حكمهم على حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم علق الحل على ذوق العسيلة منهما ، ولا يحصل إلا بالوطء في الفرج، وأدناه تغييب الحشفة أو قدرها من مقطوعها، لأن أحكام الوطء تتعلق به.
ولو أولج الحشفة من غير انتشار لم تحل له، لأن الحكم يتعلق بذوق العسيلة، ولا تحصل من غير انتشار
الغريب في أمر وجوب جماع الزوج لزوجته قبل طلاقها يخالف أن الله سمى الطلاق دون دخول طلاقا فقال :
"لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة"
ومن ثم لا يشترط في الطلاق وجود دخول وجماع ولكن المحرم هو زواج أحدهم من المرأة بغرض تطليقها لتحل لزوجها الذى طلقها ثلاثا فوجه الحرمة أن النية ليست زواجا وإنما طلاقا ولا يجوز أن تكون نية الزواج الطلاق ومن ثم يكون عقدا باطلا
تحصين الزوجين:
اتفق القوم على أنه يثبت الإحصان بغيبوبة الحشفة في القبل على وجه يوجب الغسل سواء أنزل أم لم ينزل بشرط الحرية والتكليف وغيرهما من الشروط المذكورة في موضعها. والظاهر أنه لا يحصل تحصين الزوجين بتغييبها ملفوفا عليها حائل كثيف، وفي الخفيف خلاف .
والحق أن التحصين يحدث بالدخول بالمرأة سواء كان فيه ادخال أم لا فالمهم هو الجماع الكامل او الجماع غير الكامل
وجوب الحد:
اتفق القوم على لا من شروط وجوب الحد في الزنى تغييب حشفة أصلية أو قدرها من مقطوعها في فرج أصلي ولو لم ينزل. فإن لم يغيب أو غيب بعضها فلا حد. لأن ذلك لا يسمى زنى، إذ الوطء لا يتم بدون تغييب جميع الحشفة، لأنه القدر الذي تثبت به أحكام الوطء، ولذا لم يجب الغسل ولم يفسد الحج.
واختلفوا في إيلاجها في الدبر من ذكر أو أنثى - مع حرمته -: فذهب الجمهور إلى أنه لا فرق بين القبل والدبر في وجوب الحد بتغييب الحشفة، ويرى أبو حنيفة أنه لا بد من إيلاج الحشفة في القبل.
وإن لف عليها خرقة كثيفة فذهب الحنفية في الأصح والمالكية، والحنابلة إلى عدم وجوب الحد قياسا على مسألة الغسل بل أولى.
وأما بحائل خفيف لا يمنع اللذة فيجب الحد، وفي قول عند المالكية لا يجب، لأن الحدود تدرأ بالشبهات."
والحق أى أى عمل من أعمال الجماع حتى ولو قبلة فهو زنى ولو تحسيس فهو زنى فالزنى هو عمل أفعال الجماع كاملة أو غير كاملة وما قاله الفقهاء يبيح للناس الزنى دون ادخال القضيب في المهبل فادخاله في الدبر ليس زنى عندهم مع أن الله جعل ادخال الرجل قضيبه في دبر رجل زنى
ومن ثم الزنى هو عمل أى شىء بشهوة
قطع الحشفة:
من تعمد قطع الحشفة عليه قطع حشفته ومن قطع بعضا منها فعليه قطع بعض منها لقوله تعالى "
"والجروح قصاص"
وفى حالة عفو المقطوع يكون له الدية عند القوم وهى دية كاملة إلا إذا قطع جزء فيقسم المبلغ على عدد الأجزاء ويكون الدية والدية في القرآن هى على الجانى الغنى حسب غناه وفى حالة فقره يصوم شهرين متتابعين
وفى هذا قال تعالى :
"وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما"

 

الأربعاء، 30 يوليو 2025

الرد على مقال مكان البيت

الرد على مقال مكان البيت
صاحب المقال على حنيف وقد استهل مقاله بآية بيان الله مكان الكعبة لإبراهيم (ص) مؤكدا أن البيت المراد به :
دين الله وليس مكان مما يمشى فيه ويصلى فيه
قال على حنيف :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود﴾
كلمة مكان لها معنى وهذا المعنى يأتي في الايات كمعنى معنوي ويأتي كمعنى مادي ....
وحتى المقصد المادي اخذ الاسم اعتمادا على المعنى المعنوي ...
كلمة مكان لها مشتقات حالها كحال كل الكلمات .
ومنها التمكين والمكانة وتشتق منها الافعال والتصريفات الاخرى ...
لذا فمقصد الكلمة هو التمكين ..
﴿ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾
هذا العلم من تأويل وعلوم بعض ما في الارض الذي تعلمه يوسف بفضل من الله هو المكانة التي مكنه الله فيها ....
وعندما نقول مكان في جملة ما فهذا يدل على ان هذا المكان فيه الامكانيات الخاصة به ...
وحتى بكلامنا العامي نقول مكان تعليم او مكان تدريب او مكان سياحة وغيرها فكل مكان هو في الامكانيات الخاصة به ...
ابراهيم بوأه الله مكان البيت ..
والبيت كما بينا في منشورات سابقة اتى بمعنى دين الله الحاوي لتعاليم الله ...
الله بؤاه واصطفاه ان اتاه الكتاب والحكمة او دينه الحنيف ...
وقد بين الله في اياته ان ابراهيم ومن معه كانوا امة قد خلت ، ولكم القدوة والعبر من ذكرهم وليس المهم هو المكان الجغرافي ...
المهم هو مقامه عند ربه وكيف كان مخلصا لله ..."
وهو كلام من لا يعقل الآية لأن معنى الآية على حسب فهمه هو :
ان دين الله كان والعياذ بالله قبيحا مذموما وأن إبراهيم(ص) هومن طهره من القباحة والبطلان
الغريب أيضا أن الآية ألأخرى تقول :
أن إسماعيل اشترك في عملية تطهير أخرى لدين الله حسب فهم على حنيف فهل فسد دين الله في عهد إبراهيم(ص) مرة ثانية واصلحه إبراهيم(ص) وإسماعيل(ص) ؟
كلام لا يمكن أن يكون على حنيف قد فهمه
الدين دين الله وهو ثابت لا يقدر أحد على تحريفه في الكعبة التى هى مكان حفظ الوحى الإلهى كما بين الله أن الكعبة الحساب فيها على إرادة الذنب والعقاب فيها فورى مهلك ومن ثم لا يقدر أحد على ارتكاب أى ذنب داخل الكهبة أو ضدها ومن ضمنها تحريف كلام الله وفى هذا قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وما حدث من التطهير هو :
التنظيف وهو كنس أرضية الكعبة من التراب والغبار لتكون صالحة للحج والصلاة
والتنظيف يتكرر مرارا وتكرارا
وكرر على حنيف كلامه عن أن المقصود الدين وليس المكان الجغرافى فقال :
"ابراهيم اذن في الحج للناس اي اذن او سمح لهم ان يأتوه ليقيم لهم الصلوة ليبلغ لهم ما انزل اليهم من ربهم ...
وهذا هو اساس الموضوع وليس مكانه الجغرافي ...
ولا احد يستطيع ان يفتري الكذب في مكانه الجغرافي لان الله لم يقل ذلك ولان ذلك ليس هو صلب الموضوع وليس له اي اهمية ....
وهذا ايضا ما فعله الرسول كان يبلغ رسالة الله للناس مثل ما فعل ابراهيم وكل الرسل ...
كلهم بوأهم مكان البيت وامرهم ان لا يشركوا به شيئا وان يطهروا دينه من الشرك والكفر الذي دائما يصتنه الناس كما صنعه الناس اليوم ...
فتلك الاية مقصدها ان الله مكنه في علم الكتاب وعلمه الدين الحنيف والمتمثل بكلمة البيت ..."
قطعا لم يسأل على حنيف نفسه :
وكيف يحج الناس من كل مكان بعيد إلى غير مكان مشاة على ألرجل أو ركوبا على الضامر فلو كان المراد دين وليس مكان فالدين موجود في تلك البلاد البعيدة والقريبة ومن ثم لا يحتاج مشيا ولا ركوبا في تلك الحال ؟
السؤال لماذا اذا يسافرون ويأتون مشاة أو رجالا طالما الوحى وهو الدين وصلهم عن طريق سفر إبراهيم(ص) أو أحد سفرائه المؤمنين ؟
وفى هذا قال تعالى :
"وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"
ولم يسأل على حنيف نفسه :
لماذا يقص الناس شعورهم طالما بهم أذى في الحج ؟
لماذا يدفعون كفارة نسك يذبح في البيت الحرام وهو الكعبة كما قالا تعالى :
"حتى يبلغ الهدى محله "
وقوله :
" ثم محلها إلى البيت العتيق "
إذا لماذا الذبائح تهدى للكعبة طالما أنها ليست مكانا وهى الدين فهل ستعطهم أوراق كتاب الدين اللحوم وكيف نذبحها للكتاب ؟
وكيف يصوم الحاج ثلاثة أيام في الكعبة ثم يصوم سبعة إذا رجع لبلده ؟
كيف سيطبقها إن كان لا وجود للكعبة
وفيها قال تعالى :
" فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام"
وكيف يطبق الحاج الأمر بذكر الله يومين في الكعبة إذا كان لا وجود لها وفى وجودها قال تعالى :
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله"
ويصر على حنيف على المضى قدما في تفسير الآية بعيدا عن كل آيات الحج والعمرة لأنها لن تساعدة على الوصول إلى بيان تفسيره الخاطىء فيخترع أكذوبة أخرى وهى :
أن البيت يعنى البيت الإبراهيمى وهم أتباع الرسالة فيقول :
"وقد سمي ابراهيم هو وعائلته باهل البيت ...
واهل البيت اي اهل لدين الله ولانهم يتبعون رسالته التي اوحاها لشخص منهم ومن يشرك ويكفر لا يكون من اهل البيت...."
السؤال لعلى وكيف تتهرب من كون الملائكة خاطبت زوجة إبراهيم بكونها أهل البيت في قوله تعالى :
"وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"
فهل البيت امرأة أم كتاب ؟
إذا صدقنا على فالمعنى أن الكتاب هو المرأة التى ولدت إسحق (ص)
هل ترى يا على إلأى ماذا أوصلتنا ؟
أوصلتنا إلى مرحلة جنون الصوفية والتفسير الباطنى الذى لم يجدوه يوافق مرادهم ومن ثم خلصوا أنفسهم بأن الكفار والمسلمين سيان في العمل والجزاء وأن دين الله هو نفسه أديان الشيطان
ويوصلنا على حنيف إلى درجة الجنون فيزعم أن البشر طهروا دين الله فيقول :
"لان الله قال لابراهيم لا ينال عهدي الظالمين ...
﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾
يرفعون ما اقعده الشيطان والذي قال لاقعدن لهم صراطك المستقيم ...
وطهروا دين الله الاصل ، الاساس، الكعبة ، فالكعبة تعني الاساس ذلك الدين الذي جعله الله مثابة وامنا للناس ومن دخله كان امنا من العذاب ، ذلك الدين الذي فطر الناس عليه منذ ان خلقهم وذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون "
السؤال :
هل وصلنا إلى درجة أن يصلح المخلوق عمل الخالق ؟
هذا هو مفاد كلامك يا على أن البشر صلحوا دين الله الخاطىء بتطهيرهم له
ثم قال مصرا على الهبل والجنون :
"المشركين اخترعوا مكعب وجعلوه بيت الله ، وارى ان ذلك هو قمة الجهل والسفه وعدم تقدير لله الواحد القهار ...
وخرقوا للرسول اسماء اقارب وسموهم اهل البيت ليضلوا عن سبيله وكل ذلك شركا وزورا ...
ليس للناس على الله حجة من بعد ان انزل اليهم الكتاب والبينات وبين لهم ما يتقون ...
هؤلاء الملايين قد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا...
لكن الحكم لله وحده ولا نقول الا كما قال عيسى ابن مريم
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
والحمد لله الذي طهرنا وجعل لنا نورا نهتدي به من ظلمات اكثر من في الارض"
وأنا معك في كون المكعب الحجرى وما يتصل به لا يمكن أن يكون بيت الله المحفوظ فيه الذكر الذى يعاقب فيه الله على إرادة الذنب وهى النية عقابا فوريا مهلكا والذى أمر الله المسلمين بقراءته في يومين أو أكثر لمن تأخر
وأما تحريف كون أهل البيت بشر وهن زوجاته فهذا تكذيب صريح لآيات الكتاب :
"يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيم يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا "وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس آل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا "

 

الثلاثاء، 29 يوليو 2025

الطواف في القرآن

الطواف في القرآن
الطائف الالهى
بين الله لنبيه (ص)أن الجنة طاف عليها طائف من ربه وهم نائمون والمراد نزل عليها أى أصابها هلاك من عند خالقه وأصحابها ناعسون ليلا فأصبحت كالصريم وهو النبات المقطوع الذى بلا ثمر
وفى هذا قال تعالى :
"فطاف عليهم طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم "
الطائف الشيطانى
بين الله أن الذين اتقوا أى أطاعوا حكم الله إذا مسهم طائف من الشيطان أى إذا أصابهم وسواس من الشهوات والمراد إذا فعلوا ظلما بسبب تمكن وسواس الشهوات منهم تذكروا أى علموا الحق فإذا هم مبصرون أى مستغفرون مصداق لقوله بسورة قال تعالى "الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم"وهذا يعنى أنهم يتوبون فيعودون لطاعة الحق ويبين الله له أن إخوانهم وهم أصحاب المسلمين من الكفار يمدونهم فى الغى والمراد يزيدونهم أى يوحون لهم عمل الكفر وهم لا يقصرون أى لا يألون جهدا فى إضلالهم عن الحق .
وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم فى الغى ثم لا يقصرون"
الطواف على الأزواج:
خاطب الله الذين آمنوا وهم الذين صدقوا بحكم الله موضحا لهم أن عليهم أن يعلموا كل من الذين ملكت أيمانهم وهم العبيد والإماء الذين تصرفت فيهم أنفسهم والذين لم يبلغوا الحلم وهم الذين لم يصلوا سن البلوغ الجنسى من الأطفال أن يستئذنوا أى يطلبوا السماح لهم بالدخول عليهم فى حجرات النوم ثلاثة مرات مرة قبل صلاة الفجر وهى الصبح ومرة حين تضعون ثيابكم من الظهيرة والمراد ومرة وقت تخلعون ملابسكم عند القيلولة وهو وسط النهار ومرة بعد صلاة العشاء وهى صلاة الليل وهى ثلاث عورات أى مرات ليس على المؤمنين ولا على ملك اليمين والذين لم يبلغوا الحلم جناح أى ذنب يلزم العقاب وفى غير هذه الأوقات طوافون بعضكم على بعض والمراد داخلون بعضكم على بعض ويبين الله أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى إنزال الوحى وهو قول الحكم يبين الله لهم الآيات أى يوضح لهم الأحكام ليطيعوها
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم "
الطواف بالكعبة
أمر الله الحجاج والعمار وليطوفوا بالبيت العتيق والمراد وليدخلوا البيت الأول أى ليتواجدوا فى كل مكان فى المسجد الحرام
وفى هذا قال تعالى :
" وليطوفوا بالبيت العتيق"
الطواف بالصفا والمروة:
بين الله أن الطواف بالصفا والمروة وهو السير بين مكانة الصفا والمروة وهو التواجد في المكان بينهما من حرمات الله فمن قصد البيت فى أيام أو من قصد البيت فى الأشهر الحرام فلا ذنب عليه أن يطوف والمراد يتواجد بينهما
وفى هذا قال تعالى :
"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما "
الطائفين بالكعبة:
بين الله لنا أنه بوأ أى أظهر لإبراهيم (ص) مكان البيت أى قواعد أى أسس الكعبة وقال له أن لا تشرك بى شيئا أى أن لا تعبد معى أحدا وطهر بيتى أى وابن مسجدى للطائفين وهم الزائرين أى الداخلين للتواجد في الكعبة لذكر الله بمكة والقائمين وهم المقيمين بمكة
وفى هذا قال تعالى :
"وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بى شيئا وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"
بين الله لنا أنه عهد أى أوحى لإبراهيم (ص)وإسماعيل (ص)ابنه أن يطهرا البيت أى يرفعا أى يجهزا الكعبة من أجل الطائفين وهم الزائرين من الحجيج والعمار والعاكفين وهم المقيمين فى جوار المسجد والركع السجود وهم المصلين المتجهين للكعبة فى الصلاة
وفى هذا قال تعالى :
"وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
الطواف فى الجنة
بين الله أن المسلمين يتنازعون فيها كأسا والمراد يتداولون خمرا بكوب لا لغو فيها والمراد لا غول أى تأثيم أى لا أذى ينتج عن شربها مصداق لقوله "بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول "وهم يطوف عليهم غلمان لهم والمراد ويدخل عليهم بالشراب والطعام في ألوانى ولدان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون أى در مخفى أى منثور مصداق لقوله "ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا".
وفى هذا قال تعالى :
" يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون "
وبين الله أن المسلمين فى الجنة يطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدخل عليهم غلمان مقيمون فى أماكن تواجدهم بالجنة بأكواب أى كئوس أى أباريق أى كأس أى كوب من معين وهو الخمر اللذة مصداق لقوله "يطوف عليهم غلمان لهم" وهم لا يصدعون عنها ولا ينزفون والمراد لا ينتهون عن شربها أى لا ينقطعون عن تناولها ،ويدورون عليهم بفاكهة مما يتخيرون أى من الذى يشتهون ويدورون عليهم بلحم طير مما يشتهون أى من الذى يحبون
وبين الله أن المسلمين في الجنات يطاف عليهم بكأس من معين والمراد ويدخل عليهم الغلمان بكوب من خمر بيضاء وهى لذة أى متعة للشاربين وهم الذائقين وهى ليس فيها غول أى أذى أى ضرر يغيب العقل أو يضر الجسم وهم عنها لا ينزفون أى لا ينقطعون والمراد يستمرون فى شربها ولا يملونها
وفى هذا قال تعالى :
"يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ"
وفى هذا قال تعالى :
"ويطاف عليهم بكأس من معين"
وبين الله لنبيه (ص)أن المتقين هم الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله وكانوا مسلمين أى مطيعين لحكم الله وتقول لهم الملائكة :ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون والمراد اسكنوا الحديقة أنتم ونساؤكم تفرحون ولما سكنوها يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب والمراد يدخل عليهم عند الطلب غلمان بأطباق وكئوس من الذهب فيها الطعام والشراب
وفى هذا قال تعالى :
"الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب "
وبين الله أن المسلمين من القاعدين يطاف عليهم بآنية من فضة والمراد ويدخل عليهم عند طلب الطعام والشراب غلمان بصحاف من فضة وأكواب أى كئوس من فضة كانت قواريرا قواريرا من فضة والمراد كانت زجاجات زجاجات أى شفافات شفافات من فضة قدروها تقديرا أى صنعوها صناعة متقنة
وفى هذا قال تعالى :
" وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا "
الطواف فى النار
بين الله للناس أن فى يوم القيامة يعرف المجرمون بسيماهم ويقال للمسلمين هذه جهنم أى النار التى يكذب بها المجرمون والمراد التى يكفر بها الكافرون يطوفون بينها وبين حميم آن والمراد يسيرون فى النار وفى الغساق المحرق لهم .
وفى هذا قال تعالى :
" يطوفون بينها وبين حميم آن "
 

الاثنين، 28 يوليو 2025

الرد على مقال دراسة تحليلية لدين العرب اليوم

الرد على مقال دراسة تحليلية لدين العرب اليوم وهل دينهم اليوم هو نفس دين القران (دين الاسلام) ؟وما هو الفارق ؟ وماذا يعبد العرب اليوم ؟
صاحب الدراسة هو يوسف الحشار وقد استهل دراسته بسؤال على ماذا بنى العرب دينهم الاسلامي ثم أجاب فقال :
"في البداية سندرس على ماذا بنى العرب دينهم الاسلامي ؟
سنجد انه بني الاسلام على خمس اركان وهي ( الشهادة ، الصلاة ، الصيام ، الزكاة ، الحج ) ويعتقدون انه من اقام هذه الاركان فقط فقد اقام الاسلام ومن اسقط ركنا واحداً فقد كفر او خرج من الاسلام ( كما يقول اهل المذاهب)"
ونجد الحشار يحاول تفنيد المقولة بانيا كلامه على وجود أركان أخرى فقال :
"وفي الحقيقة لقد وجدنا من خلال ابحاثنا في القران ان هذه الاركان ليست هي البناء الكامل للاسلام وانما هي اركان وهناك قواعد اساسية تحمل هذه الاركان الخمسة وبدون القواعد تصبح الاركان هشة وضعيفة ولا يقوم الدين الاسلامي بدون القواعد مهما طبق المسلمون الاركان الخمسة فما بالنا اذا اكتشفنا اننا اليوم انحرفنا عن فهم الاركان الخمسة ولم نطبقها بشكلها الصحيح "
ولم يوضح الرجل هنا أركانه التى تبنى عليها الأركان الخمسة المزعومة
والخطأ بناء الإسلام على خمس أو ست أو سبع أو ثلاثة .. ويخالف هذا أن الإسلام يتضمن آلاف الأحكام المفروضة مثل الزواج والجهاد والعمرة كما أن معنى بناء الإسلام على هذه الخمس أن من حقنا أن نترك العدو يدخل بلادنا فلا نجاهده ومن حقنا أن نزنى وأن نسرق وأن نقتل وأن نفعل ما حلا لنا من الذنوب لأنها ليست من أساسات الإسلام أليس هذا جنونا؟ولنا أن نتساءل كيف يبنى الإسلام على أشياء مباح للبعض تركها فالصلاة تتركها الحائض والزكاة لا يفعلها المحتاجون والفقراء وغيرهم والصوم لا يفعله المرضى والمسافرون والحج لا يفعله غير القادرون على الوصول للبيت ؟
وبين الرجل أن الزكاة لا تعنى الصدقات وحدها وأنها تعنى التزكية أيضا فقال :
"وسأذكر بعض امثلة عن بعض الاركان الخمسة للاسلام ، فمثلاً ركن الزكاة يعتقد المسلمون وجميع كتب جماعاتهم وطوائفهم ان الزكاة هي فقط اخذ اموال من الاغنياء الى الفقراء ،
بينما في القران وجدنا ان هذه جزء بسيط من مفهوم الزكاة حيث ان الزكاة تعني تقويم الاعوجاج ، كان يزكي الانسان نفسه من الاعوجاج الذي فيه ، فحين يطهر الانسان نفسه من الكذب فهذه زكاة وحين يطهر نفسه من اي فساد فتلك زكاة وعلى كل انسان ان يزكي نفسه ويزكي اسرته ويزكي مجتمعه ويزكي الادارة
واليكم الادلة القرانية : قال الله « ونفس وما سواها الهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها »
لاحظ هنا تزكية النفس وقال الله « وابعث لهم رسول منهم يتلوا عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم » وهذا دليل تزكية المجتمع
واما تزكية الادارة او الدولة فهي الايات التي اشارت عن موسى وفرعون قال الله « اذهب الى فرعون انه طغى فقل هلك الا ان تزكى ) فقد اراد موسى ان يجعل فرعون يطهر اعوجاج ادارته اي يتزكى ، لذلك فاننا نحن العرب اليوم لا نقيم هذا الركن كما ينبغي فنحن لا نطهر انفسنا من العيوب والاخطاء ولا نطهر انفسنا من الافكار والمعتقدات الفاسدة ولا نطهر مجتمعنا ايضاً من هذه العيوب والاخطاء ونزكي فكر المجتمع وتعاملات المجتمع ،
واما محاربة الفساد في الادارة فانه من تزكية الادارة وهو واجب على كل فرد مسلم ، وهذا واجب ديني وهو اليوم للأسف غير معلوم لدى الفرد المسلم ، وانما يعتقد المسلم ان الزكاة مجرد اخذ مال منه لتعطى للفقراء وبما ان الاغلب فقراء فقد سقط عنهم هذا الركن وفق وجهة نظرهم ونظر الجماعات الدينية ، بينما الزكاة وفقاً للقران فكما ذكرت اعلاه وهي تزكية وتطهير النفس وكذلك تزكية وتطهير الاسرة والمجتمع وكذلك تزكية وتطهير الادارة او الدولة ،وهي ايتاء وليس اقامة اي ايتاء بين حين واخر وليس اقامة كالصلواة ،فاقامة الزكاة باستمرار قد تؤلم النفس البشرية ، واهمية ان تكون بفعل الايتاء اي تؤتى بطرق صحيحة يتقبلها الطرف المراد تزكيته وبين حين واخر ليس اقامة مستمرة بل ايتاء اي بين حين واخر
هذا من حيث ركن الزكاة "
والكلام رغم صحة بعضه إلا أنه لم يضعف بهذه الطريقة ركن الزكاة المعروف
صحيح أن تزكية النفس مطلوبة بمعنى :
تطهيرها من الذنوب بالتوبة منها وطاعة أحكام الكتاب ولكن تزكية النفس بمعنى مدحها والتفاخر بها محرم كما قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "

وحاول مناقشة ركن الشهادة ذاكرة معنى الشهادة وأدخلنا على الآلهة الباطلة وأنواعها فقال :
"و بالنسبة للركن الاول للاسلام فهو ركن الشهادة
وللاسف لم يعرف المسلمون اليوم معنى الشهادة فابتعدوا عن الصواب كما فعلوا في ابتعادهم عن فهم ركن الزكاة ،
فالشهادة في اللغة العربية هي من ( علم فايقن فاخبر ) اي ان الشهادة هي القول والاخبار وهي ان تُعلم من حولك وتُعلم الاجيال من بعدك علم التوحيد والاخلاص وكل ما انزل الله فتكون انت ايها الانسان شاهداً لله عند الناس شاهدا بدينه وتعاليم دينه وما انزل الله وشاهداً بعلوم الله التي في الارض وبهذا تنتقل العلوم والمعارف من جيل الى جيل ومن مناطق الى مناطق ومن مجتمع الى مجتمع ومن فرد الى افراد وذلك بالقول والشهادة لله وليس لحزب او لجماعة او خدمة لعصبة او نحو ذلك بل الشهادة لله والاخبار والقول من اجل الله وقد قال الله قل هو الله احد الله الصمد ...........الاية )
فبداء بفعل الامر ( قل ) وشرط تحقيق الاخلاص لله هو تحقيق فعل الامر ( قل ) وهو الفعل الوحيد في سورة الاخلاص ، وبدون القول وبدون الشهادة يسقط تحقيق الاخلاص كاملاً مالم يعذر بعذر شرعي ، كالمرض او العجم او العجز او عدم القدرة او الخوف الشديد والخطر او نحو ذلك
اما موضوع تحقيق الاخلاص فان هذا امر في داخلك انت ايها الانسان فالاخلاص وتحقيقة ( اي تحقيق التوحيد لله ) فانه يخلصك من انواع الالهات الباطلة وهي اربع انواع
النوع الاول الهة العصبة والتسليم للعصبة ايا كانت فالاخلاص للعصبة شرك مع الله كالاخلاص للحزب والجماعة او الاخلاص للسلالة او الطاىفة اواو او اي عصبة كانت فلا يجوز التسليم للعصبة فهي اخطر انواع الالهات الباطلة كما حدث في عهد قوم عاد وثمود واصحاب الايكة اولائك هم الاحزاب
وقد قال الشاعر ان انا الا من غزية ان ضلت عزية اضل وان ترشد غزية ارشد ، وهذا يبين شركية واخلاص الشاعر لقبيلته غزية ان ضلت غزية يضل معها وان ترشد غزية يرشد معها .
كذلك فان قاعدة (فالضد يضهر محاسن ضده وبالضد تتبين الاشياء )نستخدمها ايضاً لمعرفة اللالهات الباطلة المضادة لصفات الله التي ذكرها الله في سورة الاخلاص
وقد وردت صفات الله في سورة الاخلاص اشارة الى الاخلاص له وحده والتخلص من اصحاب الصفات المضادة
لقد كانت الاية الاولى في سورة الاخلاص ( الله احد ) تنفي التعددية فالاخلاص لله وحده وليس لماهو متعدد اي عكس صفة الاحدية كالعصبة والحزب والجماعة والسلالة كما قال الشاعر الذي سلم واخلص لغزية ،
والالهة الثانية الهة الماديات التي لها صمود جزئي
فالله الصمد وهذا صمود كلي و( ال ) اشارة للكلية في الصمد ، بينما الماديات صمودها جزىي وما اكثر عباد الماديات والكماليات اليوم وكذلك عباد النجوم والكواكب وعباد الاوطان والجماد ووونحو ذلك
ثم ذكرت سورة الاخلاص ماهو مولد ويلد
بطريقة تنفي عن الله ذلك فقال لم يلد ولم يولد ومضاد ذلك هو كل ما هو مولد ويلد كعبادة الرسل والانبياء والاولياء والصالحون وعبادة الاباء والاجداد اوالام اوالزوجة اوعبادة البقر والحيوانات والنبات و جميع تلك مولودة وكذلك عبادة الطاقة والكهرباء والرياح وكل ما يتم توليده ،ولقد عبدت الرياح سابقاً كما يتم عبادة الطاقة اليوم ، وما اكثر عباد الرسل وعباد الانبياء وعباد الصحابة وعباد الاولياء والصالحون وعباد الرواة والمحدثين وعبادة الانا والابناء ونحو ذلك ، وما اكثرهم اليوم ،
الالهة الرابعة / هي الهة وعبادة الكفاءات فما اكثر عباد اصحاب الكفاءات كعباد الزعماء والملوك والقادة والرموز والشخصيات والجهات والكفاءات ونحوها كعبادة فرعون الذي جاء ذكره في القران ( لا اريكم الا ما ارى ولا اهديكم الا سبيل الرشاد ) وقول الله ( اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباب من دون الله ) وهذا اشارة الى عبادة العلماء واتخاذهم ارباب اي يربونهم ،
وما ذكرناه هنا يعود الى القاعدة الاساسية التي تحمل القواعد السبعة ثم الاركان الخمسة في هيكل الاسلام غير اننا ذكرناها هنا في بند ركن الشهادة ( ركن القول والاخبار )"
وما قاله الحشار من تقسيم الآلهة إلى :
ألهة التعصب للعائلة والحزب والجماعة
آلهة الماديات كعبادة النجوم والكواكب وعباد الاوطان والجماد
عبادة المتولدات مثل عبادة الرسل والانبياء والاولياء والصالحون
عبادة الكفاءات وهم اصحاب الكفاءات مثل الزعماء والملوك والقادة والرموز والشخصيات
وهو تقسيم خاطىء فالعائلة والحزب أفراد كالمتولدات الرسل والصالحين وأصحاب الكفاءات أفراد ففى النهاية كلهم أفرد وهم مجرد صورة يحتفى وراءها الإله المزعوم وهو هوى النفس كما قال تعالى :
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "
الغريب أن الجزء الثانى في الشهادة تركه تماما ولم يتحدث عنه ثم تحدث عن الصوم وأنه الناس أفقدوه المعنى وهو أنهم اصبحوا يأكلون أضعاف ما يأكلون في الشهور الأخرى فقال :
"بالنسبة لركن الصيام / فقد تحول شهر الصيام الى شهر طعام واصبح الاكل في رمضان اكثر من اي شهر اخر وباضعاف مضاعفة ، ومالا ياكله المسلم في غير رمضان فانه يجتمع لياكل كل شيء في رمضان فتغير شهر الصيام شهر تطهير الجسد وتنقيته من السموم والدهون والسكريات وما اتت من امراض في هذا الزمان بسبب الاطعمة والحلويات ونحوها فكان احد اهداف صيام رمضان هو تنقيه الجسد وتطهيره عبر الصيام الحقيقي وهو صيام كامل طوال النهار ثم اكل قليل جدا جدا في الليل بحيث لا يضهر الشبع « فكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ) اشارة الى مقدار الكمية وعدم ظهور الشبع ، لكننا للاسف نظهر التخمة والامتلاء للمعدة بشكل خطير على صحة الانسان فتمتلاء المعدة من جميع الماكولات وهذا ما ساق الناس اليوم الى امراض هذا العصر ، مرض السكر والدهون الثلاثية والكلوسترول وانسدادات الشرايين والضغط وغيرها ، فكان الصيام شهرا في السنة هو تطهير للجسم لما تحمله طوال العام ، وغير ذلك كثير من فؤائد الصيام الحقيقي والذي ابتعدنا عنه تماماً ، وعملنا عكسه تماماً فحولناه الى شهر ملذات وشهر طعام "
وتحدث عن صوم أخر لم يسمه الله صوما كصوم العين واللسان فقال : "ونسينا صيام اللسان من الكلام فيما يغضب الله وكل ما يمكن للسان فعله من سب وشتم وقدح وكذب ونفاق ووونحو ذلك ، كذلك فان للعين صيام من النظر في المحرمات ، ونحو ذلك ، فمفهوم الصيام واسع وعظيم"
وما ذكره هنا لا علاقة له بالركنية ولا بالصوم الذى طلبه الله ثم تحدث عن الحج وما فيه من أعمال أفلح في ذكر البعض وأخفق في البعض الأخر حيث تعلق بوثنية الحج كرمى الجمرات فقال :
"اما ركن الحج اليوم فهو مجرد تقليد اعمى دون معرفة عظمة وفؤاىد الوقوف بعرفات فالوقوف معناه احترام وتقدير وتبجيل واما عرفات فهي من عرف بوزن فعل والمفعلة هي المعرفة وفعلها عرف اي الوقوف للمعرفة ، فيوم الوقوف بعرفات هو اشارة الى الوقوف للعلم والمعرفة اي تبجيل وتقديس وتعظيم المعرفة فقد جعلنا الله نقدس ونعظم المعرفة ويقف الناس يوما كاملاً تقديسا وتعظيما للمعرفة ، فالوقوف بعرفات هو اعظم ايام السنة كلها في دين الاسلام ، والحديث يطول عن معنى ليلة مزدلفة ( الازدلاف التقرب لله دون حواجز او استخدام زلفى) وعن رمي الجمرات والتحرر من الافكار الفاسدة والشيطانية ووووو الخ وعن الطواف حول البيت والاقبال نحو الحجر السوداء اشارة الى العلوم الغامضة الغير معلومة والاقبال اليها اثناء كواف وبحث الانسان قي علوم الله في هذا الكون ، واما مقام ابراهيم اشارة الى اسلوب ابراهيم في البحث وملته اي طريقته ، كل هذه عبارة عن رموز لامور عظيمة يصعب ذكرها تفصيلاً الان هنا وكذلك السعي بين الصفاء والمروة "
وأخبرنا الرجل بأن مفهوم الناس للأركان الخمسة مخالف للقرآن وأن قبلها سبعة قواعد وقبل الكل الاخلاص وهو كلام للأسف بلا دليل ولكنه قال فيه :
الخلاصة ان هذه الاركان الخمسة ليست كما فهمناها من كتب الطوائف وليست موافقة للقران ، بل هي اعظم واهم كما هي في القران ويوجد قبلها قواعد سبعة هامه وقبلها الاخلاص"
والاخلاص عنده هو أساس كل شىء في قوله :
"فكان الاخلاص لله هو الاساس الذي يحمل القواعد السبعة للاسلام والتي تحمل الاركان الخمسة وكل ذلك وفق ملة ابونا ابراهيم فما هي الملة ؟ الجواب الملة تعني الطريقة والاسلوب ،فقد كانت ملة ابراهيم هي الشك الحسن والبحث عن الحقيقة وايجادها ثم التيقن ثم التسليم "
وتحدث الحشر عن القواعد السبعة فقال :
"وعند بحثنا عن القواعد التي هي اهم من الاركان الخمسة وجدنا انها سبع قواعد رىيسية
فكل ما هو اهم من الاركان الخمسة فهو قاعدة رىيسية ، فيكون البناء كالاتي
الاساس وهو الاخلاص لله (التوحيد) ثم قواعد الاسلام وهي سبعة قواعد ثم اركان الاسلام الخمسة هذه تبني الانسان المسلم بناء كما في القران
# قواعد الاسلام كالاتي:
(1) الحرية : وقد بدات كلمة الاخلاص كلمة لا اله الا الله بحرف النفي لا وهو شعار الحرية فالتحرر من الطاغوت والالهات الاربع الباطلة التي ذكرناها انفاً هو تحرر من الشركيات وتحرر لعقل وحياة هذا الانسان
ولا حياة الا بالحرية ( والحديث يطول عن موضوع الحرية ) وبدون الحرية يصعب الابداع والاختراع ويصعب ان يظهر الانسان ابداعات خلق الله فيه وفي عقله ، كما ان لا اكراه في الدين ،ومن شاء ان يؤمن فاليومن ومن شاء ان يكفر فان له حريته شريطة ان لا تمس حرية وسلامة الاخرين"
الحرية ليست من أحكام الإسلام فكل مسلم يجب أن يكون عبدا لا اختيار له إلا ما قضاه الله كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
ثم قال:
( 2) العقل ان اهتمام القران بالعقل وبناء العقل يجعل بناء العقل من اهم القواعد للاسلام وليس فقط من الاركان فالصلاة لا تصح بلا عقل والشهادة والزكاة والحج جميع الاركان بلا عقل وادراك هي غير مقبوله عند صحيح وسليم العقل صحياً فقد اسقط الاعقال رغم وجوده ولا تقبل العبادات بلا اعقال لها ولاهميتها ، وما اكثر ايات العقل في القران والامر بتفعيله فهي اكثر من اوامر الصلاة والصيام وغيرها ."
وأخبرنا بالقاعدة الثانية وهى العقل الذى هو في الإنسان وليس في القرآن هذا هو المطلوب وهذا العقل هو من سيفهم القرآن ويؤمن به
والقواعد الثالثة هى :
(3 ) «المحبة والصدق والعدل والامانة وتسوية النفس »
فبلا وجود هذه الامور لا يقبل اسلام الفرد و لا تقبل الاركان الخمسة ولا تقام بشكل صحيح
فلا تقبل الصلاة للخاىن والكذاب او الظالم او نحوه، فمن لا تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "
وتلك القواعد ليست بقواعد فهناك صدق مرفوض كصدق النميمة وهناك كذب مطلوب كما قال تعالى :
"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم"
والمحبة ليس امرا واجبا لأن الله جعل الكراهية تحدث بين المسلمين فقال تعالى :
"فإن كرهتموهن "
وقاعدته الرابعة الايمان بالغيب قال فيها :
(4) البحث عن الحقيقة ( الايمان بالغيب )
لقد وجدنا اوامر البحث والتدبر والتفكر والايمان بالغيب اول امر في القران قبل امر الصلواة وقبل اي امر قال الله الذين يؤمنون بالغيب وهذه في اول صفحتي القران ، في سورة البقر ة اية رقم ٢
وان اجمالي الآيات الامرات بالبحث عن الحقيقة اكثر من اوامر الصيام والزكاة والصلاة "
والبحث عن الحقيقة يفرق عن الإيمان بالغيب فالحقيقة قد تعرف ولكن الغيب لا يعرف كما قال تعالى :
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
والقاعدة الخامسة هى العلم والتعلم في قوله :
(5) العلم والتعلم ونقل العلوم :
ان اول ايه نزلت في القران هي قول الله اقراء
اقراء باسم ربك الذي خلق ، وكذلك فان الله قال فاعلم انه لا اله الا الله فامر بالعلم قبل كلمة لا اله الا الله اي ان التوحيد لا يكون الا بعلم ومعرفة وبحث
و هذا يطول شرحه والادلة كثيرة جداً "
والسادسة عنده اتباع ما أنزل الله في قوله :
(6) اتباع ما انزل الله
معرفة واتباع ما انزل الله على رسله كالقران الكريم والكتب السماوية الحقيقة
(الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون اولائك على هدى من ربهم واولائك هم المفلحون"
والقاعدة السابعة الاستخلاف في قوله :
(7) التخليف في الارض وعمل الاصلاحات
ان التخليف في الارض هو اول تكليف كلف الله الانسان به ، فنحن خلفاء لله في الارض ، وهناك حقوق للمخلف على المستخلف وحقوق للمستخلف على المخلف وحقوق لما تم الاستخلاف عليه "
وكل ما سبق ليس قواعد وإنما هى أحكام من ضمن أحكام الإسلام الكثيرة

 

الأحد، 27 يوليو 2025

الرد على مقال منظومة الصلاة من القرءان

الرد على مقال منظومة الصلاة من القرءان الغرض منها وكيفية تفعيلها
Soudi A Soudiصاحب المقال هو
المقال قائم على أن المقصود بالصلاة هو :
ابلاغ الوحى وأن الصلاة هى الصلة بين الله والخلق وهو يدلل على ذلك حيث قال :
الله تبارك وتعالى صلَّى علينا وعلى النبي عليه السلام معنا قال الله تبارك وتعالى
[[هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ ........]] الأحزاب:43
[[إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ .....]]الاحزاب:56
وكلمة ((عَلَيْكُمْ)) تشمل كل الناس والنبي عليه السلام منهم واللام في ((لِيُخْرِجَكُم)) لام التعليل فالغرض من الصلاة هو اخراج الناس التي تبلغهم الرسالة من الظلمات الى النور
بماذا يصلي الله علينا وعلى النبي عليه السلام ليخرجنا من الظلمات الى النور
[[الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ]] ابراهيم:١
[[هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ]] الحديد:٩
[[قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَن اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ. سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.]]المائدة:١٦
من هذا يتضح ان صلاة الله تبارك وتعالى على النبي وعلى الناس هي التواصل والصلة فنجد أن
- الله تبارك وتعالى انشأ صله بينه وبين نبيه عن طريق ملائكته فأنزل الكتاب على نبيه
- الله تبارك وتعالى انشأ صلة بينه وبين الناس وهي الكتاب الذي انزله على نبيه
- الله تبارك وتعالى أمر نبيه أن ينشأ صلة بينه وبين الناس ليبلغهم الكتاب الذي نزل عليه فقال تبارك وتعالى
[[....وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗوَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]] التوبة:103
- الله تبارك وتعالى أمر الناس أن يصلوا على النبي ويسلموا بما يقول
[[......يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا]]الاحزاب:56
فغرض الصلاة هو اخراج الناس من الظلمات إلى النور والوسيلة هي انزال الكتاب على النبي عليه السلام لاخراج الناس من الظلمات الى النور"
قطعا ما قاله سعودى عن كون عليكم تعنى جميع الناس في قوله :
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ ........]] الأحزاب:43
[[إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ .....]]الاحزاب:56
وكلمة ((عَلَيْكُمْ)) تشمل كل الناس والنبي عليه السلام منهم واللام في ((لِيُخْرِجَكُم)) لام التعليل فالغرض من الصلاة هو اخراج الناس التي تبلغهم الرسالة من الظلمات الى النور"
يناقض الخطاب في الآيات وهى أنها مستهلة بالذين آمنوا ومن ثم لا يمكن أن تكون في كل الناس وهى :
"يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما"
"إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
ومن بطل الاستدلال الأول وعليه بطل الاستدلال الثانى لأن الآيات التى ذكرها كدليل مذكور فيها الناس على عكس الآيات السابقة وهى :
[[الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ]] ابراهيم:١
وأما كونه الصلاة تعنى الصلة فهومعنى بعيد عما فسر الله به مراده فلو سلمنا بان الله أراد تبليغ الوحى بصلاته فالنصوص لا تساعدنا في صلاة الملائكة لأن من ينزل بالوحى واحد وهو الروح القدس وهو الروح ألامين وهو رسول واحد كما في قوله تعالى :
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء"
وقوله تعالى :
"نزل به الروح الأمين على قلبك"
وقوله تعالى :
" نزله روح القدس من ربك بالحق"
وصلاة الله على المؤمنين تعنى الرحمة وهى الخير وهى الأمن حيث فسر قوله تعالى :
"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"
" أولئك لهم الخيرات "
" اولئك لهم ألأمن "
وأما صلوات الملائكة فهى استغفارات الملائكة للمؤمنين كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم"
وقال :
" والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم"
وصلاة النبى (ص) على المؤمنين تعنى استغفار لهم كما قال تعالى :
" واستغفر للمؤمنين والمؤمنات "
وصلاة المؤمنين على النبى (ص) هى استغفارهم له باعتباره من السابقين للايمان كما قال تعالى :
"والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"
وقد بنى الرجل مقاله على كون الصلاة الصلة من خلال استدلالاته التى تخالف كتاب الله فقال :
" لذلك نجد
- أن الصلاة هي منظومة التواصل بين الله تبارك وتعالى ونبيه ... وبين الله تبارك وتعالى والناس ... وبين النبي عليه السلام والناس ... وبين الناس وبين النبي عليه السلام.
ثم وضع الله تبارك وتعالى لنبيه نظام يمكنه أن يحقق الغرض الالهي باخراج الناس من الظلمات الى النور
[[رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...]] الطلاق:11
[[يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ]]المائدة:67
فعلى الرسول التواصل مع الناس وتلاوة آيات الله لابلاغ الناس الرسالة التي انزلها الله اليه . "
فيما قاله الرجل لا يوجد دليل واحد على كون الصلاة هى الصلاة وهى ابلاغ الوحى مع وجود آيات تقول أن الصلاة هى الدين وهو الوحى الذى ينهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالخير والعدل كما قال تعالى :
" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
وحاول الرجل لأن يستدل بالآيات على كون الصلاة هى الصلة فقال :
ما هي وسيلة تحقيق الرسول لابلاغ للناس ... قال الله تبارك وتعالى لرسوله
1- [[أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)]]الاسراء
ونجد في هذه الآيات الخطاب للمفرد أي للنبي عليه السلام وحده فنجد
((أَقِمِ.. فَتَهَجَّدْ .. لَّكَ .. يَبْعَثَكَ .. رَبُّكَ .. وَقُل .. رَّبِّ .. أَدْخِلْنِي .. وَأَخْرِجْنِي .. وَاجْعَل لِّي.. وَقُلْ))
قد يقول أحد الإخوة أن الآيات موجهة للجميع أقول له عندما تقرأها قد تفهمها انها موجهة لك لكن لو أحدى النساء قرأت ((أَقِمِ وليس أَقِيِمِيِ.. يَبْعَثَكَ وليس يَبْعَثَكِ .. رَبُّكَ وليس رَبُّكِ .. وَقُلْ وليس قُوليِ)) مع مراعاة التشكيل لما بين القوسين ...
هل ستفهم أن هذا موجه لها ؟ .... أم أن القرءان موجه للرجال دون النساء ؟؟
2- [[وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ........]] هود:114
3- [[ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ............]]النساء:102
4- [[اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ...]] العنكبوت:45
فنجد أمر الله تبارك وتعالى واضحًا للنبي عليه السلام وحده فقط (أَقِمِ الصَّلَاةَ ... وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ... وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ... اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ .... )
والغرض من إقامة النبي للصلاة هو ابلاغ الناس ما أًنزل اليه من ربه ليخرجهم من الظلمات الى النور في وقتين محددين وبعد وفاة النبي لا أحد مكلف بأن يقوم بإقامة الصلاة التي كان يُقيمها النبي لأن الغرض منها انتهى بإنقطاع الوحي فالنبي فقط كان هو وحده المكلف بابلاغ الرسالة دون غيره"
قطعا الاستدلالات ليس في محلها فالصلاة لا تعنى الصلة بمعنى البلاغ وإنما تعنى اقامة الدين كما فسرها قوله تعالى :
. "فأقم وجهك للدين حنيفا"
وقد فسر أقيموا الصلاة بأقيموا الدين كما قال :
" واقيموا الصلاة "
وقال :
" أن أقيموا الدين "
واقامة الدين تعنى طاعة أحكامه في أوقات الصخو في النهار وفى الليل
وكما بين الله تبارك وتعالى للنبي كيفية ابلاغ الناس برسالة ربهم بيَّن للناس كيف يخرجوا من الظلمات الى النور قال الله تبارك وتعالى
بالقطع بين الرجل أن الغرض من الابلاغ هو اتباع الوحى فقال :
[[...."فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]]الاعراف:157
فالخروج من الظلمات الى النور هو غرض منظومة الصلاة كلها وهو اتباع النور الذي هو كتاب الله تبارك وتعالى وتطبيقه في الواقع
اذًا الخروج من الظلمات الى النور تكمن في اتباع هذا النور الذي هو كتاب الله فحدد الله تبارك وتعالى لنبيه وللناس طريقًا واضحًا لا لبس فيه كما في الآتي
قول الله تبارك وتعالى لرسوله في كتاب الله الذي هو النور الذي انزله الله تبارك وتعالى
1- [[اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ]]الأنعام:١٠٦
2- [[وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ]]يونس:109
3- [[وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا]]الأحزاب:2
وقول الرسول عليه السلام كما ورد في كتاب الله الذي هو النور الذي انزله الله تبارك وتعالى
4- [[إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ]]الأنعام:50
5- [[ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ]]يونس:15
6- [[وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا القرآن لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ ]]الانعام:19
وقول الله تبارك وتعالى لعباده في كتاب الله الذي هو النور الذي انزله الله تبارك وتعالى
7- [[اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ]]الاعراف:3
8- [[وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]]الأنعام:155
هل مازال موضوع الصلاة ملتبسًا ومازال هناك من يقول أن الصلاة غير مفصلة في القرءان ؟؟"
قطعا أراح الكاتب نفسه من الصلاة الحركية واستبعد كل الآيات التى ذكرت فيها صلاة تخالف ماذهب إليه كصلاة الجنازة وهى الصلاة على الميت والتى قال تعالى فيها :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
والصلاة هنا تعنى الاستغفار للمنافقين الموتى وقد نهاه عن الاستغفار لهم لأن استغفاره غير مقبول فقال :
"استغفر لهم أولا تستغفر إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدى القوم الفاسقين"
وهنا أذكر الصلاة الحركية بطريقتها القرآنية التى يتهرب منها البعض مكذبين آياتها التى تقول بوجود صلاة الفجر وصلاة العشاء وصلاة الجمعة التى هى صلاة فجر الجمعة وهى :
الصلاة الحركية :
1-القيام للصلاة يوجب التحرك لغسل اليدين والوجه ومسح الرأس والرجلين أو التطهر من الجنابة أو التيمم عند انعدام الماء كما قال تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه"
2- الجلوس للصلاة بحيث يكون الوجه جهة الكعبة كما قال تعالى:
"ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره"
3-الصلاة عند الاطمئنان تكون من وضع الجلوس وعند الخوف تكون من وضع الوقوف أو الركوب كما قال سبحانه:
"فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون"
4- الصلاة هى قول أى كلام كما قال تعالى :
"ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"
والقول هو ذكر الله أى ذكر اسمه وهو وحيه وفى هذا قال تعالى :
"فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون"
وقال:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
وبتفسير أكثر قراءة ما تيسر من القرآن
5- الصوت عند الذكر وهو قراءة القرآن يكون لا جهريا أى عاليا ولا خافتا أى سريا وإنما وسط بين الاثنين كما قال تعالى :
"ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

 

السبت، 26 يوليو 2025

الصديد في الإسلام

الصديد في الإسلام
الصديد في القرآن :
بين الله لنبيه (ص)أن الكفار استفتحوا والمراد استعجلوا العذاب وخاب كل جبار عنيد والمراد خسر كل متكبر مخالف لوحى الله من ورائه جهنم والمراد ومن خلف عذاب الدنيا للكافر عذابا دائما هو عذاب النار ويبين له أن الكافر يسقى من ماء صديد أى يروى من سائل كريه هو الغساق وهو يتجرعه أى يشربه على دفعات ولا يكاد يسيغه والمراد ولا يهم يقبله وهذا يعنى أن طعم هذا الماء كريه غير مقبول أبدا والكافر يأتيه الموت من كل مكان فى جهنم والمراد تجيئه أسباب الهلاك من كل جهة فتؤلمه ومع ذلك فليس بميت أى بمستريح من هذا الألم ومن وراء العذاب أى من بعد العقاب عذاب غليظ أى عقاب مؤلم آخر وهذا يعنى العذاب فى النار مستمر لا ينتهى

وفى هذا قال تعالى :
"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان بميت ومن ورائه عذاب غليظ "
الصديد في الفقه :
يقال في اللغة صديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلط بالدم قبل أن يغلظ فإن غلظ سمي مدة ويطلق عليه القيح
الصديد نجاسة :
اعتبر الفقهاء الصديد وهو سائل يتجمع في مناطق مضرورة من الجسم سائل نجس
والسبب عندهم :
أنهم من الخبائث
والحق أن الصديد لو كان نجاسة ما صلح أن يصلى صاحبه اطلاقا حتى زواله وهو ما لم يقله الفقهاء وهو تعارض في أدلتهم
الصديد ليس نجاسة مع كونه خبيث أى ضار بالإنسان أو الحيوان
انتقاض الوضوء به:
انقسم القوم في كون الصديد ناقض للوضوء ام لا عند خروجه من مكان التجمع فالبعض قال:
لا ينتقض الوضوء بخروج الصديد من الجرح
والسبب عندهم أنه ليس خارج من فتحتى البول والبراز
وقد ينوا حكمهم على حديث :
أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حرسا المسلمين في غزوة ذات الرقاع، فقام أحدهما يصلي، فرماه رجل من الكفار بسهم فنزعه وصلى ودمه يجري، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم به ولم ينكره ."
والحديث ليس فيه أى ذكر للصديد وإنما المذكور هو وجود نزيف دم
والصديد لا ينتج في ساعات جراء سهم رمى به الإنسان وإنما يحتاج تكوينه لأيام في الجسم حتى يظهر ويمكن اخراجه
والفريق الأخر قال :
ينتقض الوضوء بخروج النجس من الآدمي الحي، سواء كان من السبيلين أو من غير السبيلين
وقد بنوا حكمهم على حديث أبي أمامة الباهلي أنه قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية فقربت له عرقا فأكل فأتى المؤذن فقال: الوضوء الوضوء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما علينا الوضوء فيما يخرج وليس علينا فيما يدخل
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فلينصرف فليتوضأ، ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة بنت أبي حبيش لما استحيضت: توضئي فإنه دم عرق انفجر
وعن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الوضوء من كل دم سائل
وكل هذه الأحاديث لا علاقة لها بموضوع الصديد لعدم ذكره فيها في أى واحد منها كما أن الله لم يذكر أن الدم فيه صديد أو غير صديد من نواقض الوضوء فكل الأسباب لها علاقة بالتالى :
خروج من أحد السبيلين ريحا أو بولا أو برازا
لمس النساء
وفى هذا قال تعالى :
يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابرى سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا"
وقد تحدثوا عن سيل الصديد من مكان تجمعه أو تجمعه وبقائه فيه كلاما كثيرا منه :
" وعلى ذلك إن سال الصديد على رأس الجرح والقرح ينتقض الوضوء لوجود الحدث وخروج النجس، وهو انتقال النجس من الباطن إلى الظاهر، لكنه لا ينقض إلا إذا سال وهذا عند أبي حنيفة وصاحبيه، فلو ظهر الصديد على رأس الجرح ولم يسل لم يكن حدثا؛ لأنه إذا لم يسل كان في محله إلا أنه كان مستترا بالجلدة، وانشقاقها يوجب زوال السترة لا زوال الصديد عن محله، ولا حكم للنجس ما دام في محله، فإذا سال عن رأس الجرح فقد انتقل عن محله فيعطى له حكم النجاسة.
وعند زفر: ينتقض الوضوء سواء سال عن محله أم لم يسل؛ لأن الحدث الحقيقي عنده هو ظهور النجس من الآدمي الحي، وقد ظهر؛ ولأن ظهور النجس اعتبر حدثا في السبيلين، سال عن رأس المخرج أو لم يسل، فكذا في غير السبيلين والحنابلة كالحنفية في أن الأصل انتقاض الوضوء بخروج النجس من البدن، سواء كان من السبيلين أم من غير السبيلين، واستدلوا بما استدل به الحنفية، إلا أن الذي ينقض عندهم هو الكثير من ذلك دون اليسير، قال القاضي: اليسير لا ينقض رواية واحدة وهو المشهور عن الصحابة - رضي الله عنهم، قال ابن عباس في الدم: إذا كان فاحشا فعليه الإعادة، وابن أبي أوفى بزق دما ثم قام فصلى، وابن عمر عصر بثرة فخرج دم وصلى ولم يتوضأ، قال أحمد: عدة من الصحابة تكلموا فيه.
وحد الكثير الذي ينقض الوضوء في نص أحمد: هو ما فحش في نفس كل أحد بحسبه، واحتج بقول ابن عباس: الفاحش ما فحش في قلبك، قال الخلال: إنه الذي استقر عليه قوله، قال في الشرح: لأن اعتبار حال الإنسان بما يستفحشه غيره فيه حرج فيكون منفيا، وقال ابن عقيل: إنما يعتبر ما يفحش في نفوس أوساط الناس، ولو استخرج كثيره بقطنة نقض أيضا؛لأن الفرق بين ما خرج بنفسه أو بمعالجة لا أثر له في نقض الوضوء وعدمه، وقد نقل عن أحمد أنه سئل: كم الكثير؟ فقال: شبر في شبر، وفي موضع قال: قدر الكف فاحش، وفي موضع قال: الذي يوجب الوضوء من ذلك إذا كان مقدار ما يرفعه الإنسان بأصابعه الخمس من القيح والصديد والقيء فلا بأس به، فقيل له: إن كان مقدار عشرة أصابع؟ فرآه كثيرا "
وكل الكلام السابق في الدم غالبه
صلاة من تنجس ثوبه أو بدنه بالصديد:
أجمع القوم على ان سيلان الصديد على الجسم أو على الثياب أو مكان الصلاة معناه بطلان الصلاة لعدم الطهارة
واختلف الفقهاء في المقدار الذى يمكن ألا يفسد الطهارة ما بين قدر الدرهم أو أقل من الدرهم
وهذا الكلان عن مقدار العفو ينقض كلامهم عن عدم طهارة الجسد أو الثوب او المكان
والحقيقة :
ان الصديد لا يفسد الصلاة ولا الوضوء خاصة ان الإنسان لا يمكنه التحكم في خروجه خاصة في أماكن مثل الفم وهو ما نسميه :
خراريج الأسنان أو خراريج اللثة
وأما ما في الجلد الخارجى فيمكن لفه بخرقة أو ما شابه ويمكن التحكم في اخراجه إذا انفتح أو انفجر عن طريق الضغط عليه
وعلاجه الحالى ممكن بتجفيف الخراج عن طريق المضادات الحيوية ويمكن فتح الخراج الخارجى عن طريق وضع طماطمية فوق الجرح أو عن طريق وضع رقائق البصل والشيح وربطها لمدد معينة

 

الجمعة، 25 يوليو 2025

هل الله لا يعاقب الظالمين بالدنيا؟

هل الله لا يعاقب الظالمين بالدنيا؟
صاحب المقال هو
Ahmed Elhawary وقد استهل المقال بالسؤال عنوان المقال وأجاب فقال :·
"هل الله لا يعاقب الظالمون بالدنيا؟
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)ابراهيم
هذا قانون الله الثابت في محاسبه الظالمون (إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) واليوم عند الله ليس كيومنا ولكنه مرحله زمنيه "
هنا الرجل يجعل اليوم عند الله مرحلة زمنية وبيس يوما عاديا كأيامنا والحق أن الله قدر مقدار هذا اليوم وهو :
خمسين ألف سنة
فقال تعالى :
"سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذى المعارج تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"
وحاول الرجل افهامنا معنى الآية فقال :
"وحتي نفهم تشخص فيه الابصار ونفهم مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد اليهم طرفهم حسب فهمى مثال للتوضيح
عارف لما تصدم شخص ما بخبر عن حدث ما غير متوقع له فينظر اليك ويفتح عيونه علي اخرها مع ثباتها وعدم تحريكها ولا يستطيع اغلاقها من هول الصدمه والمفاجأه ولم يستطع الفؤاد التصديق او التكذيب للحدث لما سمع ورأى لانه خاص بالعواطف الفكريه والقلب خاص بتقليب الافكار وعقلانيتها والكل مركزه بالرأس (وافئدتهم هواء(
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) ابراهيم "
وما قاله الرجل عن الصدمة لا علاقة له بالآية والله يبين في الآية أن عليه ألا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون والمراد ألا يظن الله غائبا عن الذى يفعل الكافرون وهذا يعنى أن الله عالم بكل شىء يفعلونه وسيحاسبهم عليه ،ويبين له أنه إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار والمراد إنما يبقيهم بلا عقاب مستمر حتى يوم تقوم فيه الناس مصداق لقوله بسورة المطففين "يوم يقوم الناس "وهم فى هذا اليوم مهطعين أى مستجيبين لدعاء وهو نداء الله للبعث وفى هذا قال بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده "وقوله بسورة القمر"مهطعين إلى الداع"وهم مقنعى رءوسهم أى خافضى وجوههم أى ذليلى النفوس مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وهم لا يرتد إليهم طرفهم والمراد لا يعود إليهم بصرهم وهو عقلهم ومن ثم فهم يحشرون عميا أى كفارا مصداق لقوله بسورة طه"ونحشرهم يوم القيامة عميا " وأفئدتهم هواء والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال "
ونجد الكاتب يحدثنا عن أن اليوم المراد في الآية هو يوم دنيوى فقال :
"والانذار لكل الناس لان الأكثرية منهم مشركون وان الشرك لظلم عظيم بأنهم سيأتيهم العذاب وسيقول الذين ظلموا ربنا اخرنا الي اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل وهذا دليل عن ان عذاب هذا اليوم في الحياه الدنيا
وليس بالآخرة والا كيف سيتبعون الرسل بعد الموت وعند الحساب ثم يخبرهم سبحانه بما كانوا يقسموا بعدم زوالهم وانهم سكنوا في مساكن الذين ظلموا والسكن هنا ليس منازل للاقامة ولكن من لودهم وحبهم وتقليدهم للذين ظلموا انفسهم وتأييدهم وركونهم لهم مع انه قد تبين لهم كيف فعل الله في الظالمين وضرب لهم الامثال في ذلك للعبرة ولكنهم لم يعتبروا وهذا ينطبق علي الافراد وعلي الدول (وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ) (44) ابراهيم
( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ) (45) ابراهيم "
وهو كلام بلا دليل من القرآن فاليوم هو يوم الأجل المسمى كما قال تعالى :
"ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"
وهو يوم العذاب وهو يوم القيامة قال تعالى :
"ولو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب"
وهو يوم القيامة في قوله تعالى :
"إن فى ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد"
وتحدث الكاتب عن صفات الظالمين فقال كلاما محدودا وهو :
"صفات الظالمين في القرآن:
الشرك بالله:
وهو أعظم أنواع الظلم، حيث يجعل المشرك لله شريكاً في العبادة، قال تعالى: "إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ".
عدم الإيمان بالله ورسله:
والكفر بآياته، والتكذيب بالرسالات السماوية.
الظلم بأنواعه:
ظلم النفس:
وهو ارتكاب الذنوب والمعاصي، والتفريط في حقوق الله وحقوق النفس، قال تعالى:
"وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ".
ظلم الآخرين:
وهو الاعتداء على حقوقهم، والتعدي على أموالهم وأعراضهم، والاعتداء عليهم بالقول والفعل وينطبق علي الافراد وعلي الدول، قال تعالى:
"إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ". "
والكلام لا علاقة له بالآية موضوع المقال ولخص الرجل كلامه وهو:
وجود عقاب دنيوى قبل الأخروى فقال :
"الخلاصة:
نستنبط ونفهم من الآيات انه سبحانه وتعالي يمهل الذين ظلموا لعلهم يتوبوا ويردوا الحقوق لأصحابها وانه ليس بغافل عما يعمل الظالمون واذا لم يتوبوا سوف يعذبهم في الدنيا ولنا فى ذلك علي سبيل المثال وليس الحصر ما حدث تاريخيا مع نابليون وهتلر وستالين وصدام والقذافى ومبارك وبشار وعلى عبدالله صالح وغيرهم وكلهم خسروا وفقدوا ملكهم وسلطتهم ونفوذهم وماتوا شر موته باستثناء وقريبا سنرى هذا العذاب لدوله الكيان الصهيوني
والعذاب طال ايضا الشعوب ويقتلون بعضهم البعض علي الهويه والطائفيه ونري غلاء المعيشه والمشاكل الزوجيه والعائليه والاخوه والاقارب يكرهون الخير لبعضهم وهذا كله بسبب ركونهم وسكنهم للذين ظلموا ونرى ايضا كثره الفحشاء والمنكر من غش وتزوير وشهاده زور وكذب وتدليس وزنا المحارم وانتشار البغضاء والكراهية بينهم ويكأنهم يعيشون في جهنم وكل هذا بسبب ظلمهم بعضهم لبعض والقوي يأكل الضعيف ويظلمه بكل سهوله
اليس هذا بعذاب الله للناس لكثره ظلمهم؟
ثم تأتي الآيات من نفس سورة ابراهيم لتبين لنا عذاب الله للظالمين والمجرمين في الآخره من الآيه 46 الي الايه 52
(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )(52) ابراهيم "
قطعا الرجل لو عاد للقرآن لعلم أن المعنى الذى ذكره موجودة في آيات أخرى واضحة وظاهرة منها :
"ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"
ومنها :
"ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون
فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون"
ولكنه لجأ إلى آية بعيدة المعنى تماما عما يقصده فما يقع لنا من أمراض وأضرار في أى شىء هو نوع من العذاب لكى نرجع إلى دين الله وهو أسلوب إلهى في التعامل مه البشر وهو أنه :
يعاقب كل واحد منها عن طريق أشياء قد لا ينتبه البعض لها مثل :
وجود نمل أو براغيث أو ذباب في البيت
أن يكون الجو حار جدا أو بارد جدا
وهذه الأشياء إنما هى :
إنذارات من الله لنا كى نبعد عن عصيانه ونعود إلى طاعته وهو معنى قولهم :
لعلهم يرجعون
والذى فسره بلعلهم يتضرعون
وفى نهاية المقال أدرج الملاحظة التالية :
" ملحوظه
للناس التي تقول اين الله مما يحدث من احداث دموية وقتل وذبح للأطفال والشيوخ والنساء اعلموا ان الله له قوانين وسنن ثابته لا تتغير من اجل احد
واعلموا أن الله تعالى ليس بظالم، وأن الهلاك الذي يصيب الأمم الظالمة هو نتيجة أفعالهم السيئة وليس بسبب ظلم من الله. الله عادل في حكمه، وكل ما يصيب الناس من خير فهو من الله وكل ما يصيب الناس من شر هو بسبب أفعالهم وعليهم العودة لكتاب الله
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)"
ويبدو أن صاحب المقال كان يريد أن يرد على الملاحدة في زعمهم أن لا وجود لله وإلا تدخل لانقاذ المظلومين من أيدى الظالمين وهم في غفلة عن أن الله بين الحلول وهى :
عدم الركون للظلمة كما قال :
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "
قتال الظلمة كما قال :
"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"
فالله لا ينصر من ينصر نفسه وقد ننصر أنفسنا ومع هذا يستمر البلاء مدة طويلة تعد بالسنوات والعقود