السبت، 31 مايو 2025

الصبرة فى الإسلام

الصبرة فى الإسلام
لم ترد الكلمة فيما بين أيدينا من المصحف والمعنى المعروف لها :
كومة من الطعام
وقد اختلف القوم فى تعريفها إلى تعريفين أو أكثر ومنهم :
الأول كومة الطعام مجهولة القدر أو معلومة
الثانى كومة الطعام المجموعة دون معرفة الحجم أو الوزن
وقد وردت اللفظة فى بعض الروايات المنسوبة للنبى(ص)ومنها :
197- [102] وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَابْنُ حُجْرٍ ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ : مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي
3846- [42-1530] حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ ، لاَ يُعْلَمُ مَكِيلَتُهَا ، بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ التَّمْرِ.
3847- [...] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ : مِنَ التَّمْرِ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ.
ونجد الفقهاء تناقشوا عدة موضوعات فى الصبرة منها :
الأول بيع الصبرة جزافا:
أباح القوم بيعها دون معرفة وزنها أو كيلها والملاحظ أن ذلك يناقض حديث :
3846- [42-1530] حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ ، لاَ يُعْلَمُ مَكِيلَتُهَا ، بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ التَّمْرِ."
والحق أن بيع الجزاف محرم لأنه ظلم لأحد الطرفين البائع أو المشترى وقد حرم الله الظلم فقال :
"وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا"
الغريب فى أمر الفقهاء أنهم وضعوا شروطا لاباحة بيع الصبرة دون معرفة مقدارها فقالوا كما تقول الموسوعة الفقهية :
"شروط جواز بيع الصبرة جزافا:
4 - يشترط في جواز بيع الصبرة جزافا ما يلي:
أ - أن لا يغش بائع الصبرة، بأن يجعلها على دكة أو ربوة، أو يجعل الرديء منها أو المبلول في باطنها، لحديث: من غشنا فليس منا فإذا وجد ذلك؛ فإن علم أحد العاقدين ذلك بطل العقد؛ لمنع ذلك تخمين القدر فيكثر الغرر، هذا إذا لم ير قبل الوضع فيه، فإن رأى الصبرة قبل الوضع صح البيع لحصول التخمين، وإن جهل كل منهما ذلك: بأن ظن أن المحل مستو فظهر خلافه خير من لحقه النقص، بين الفسخ، والإمضاء .
ب - أن تكون متساوية الأجزاء فإن اختلفت أجزاؤها لم يصح البيع.
ج - أن يرى المبيع جزافا حال العقد، أو قبله إذا استمر على حاله إلى وقت العقد دون تغير.
د - أن يجهل المتبايعان معا قدر الكيل أو الوزن، فإن كان أحدهما يعلم القدر دون الآخر فلا يصح.
هـ - أن تستوي الأرض التي يوضع عليها المبيع، فإن لم تكن مستوية ففيها التفصيل السابق "
وكلها تصورات تقوم على إباحة الظلم الذى قد يكون بينا ظاهرا لأحد الطرفين
الثانى :
الاستثناء فى بيع الصبرة :
المراد أن يقول البائع للمشترى بعتك الكومة عدا الصاع أو القفيز الفلانى أو يقوا بعتك نصفها أو ثلثها أو ما شابه
وهنا نجد أن هذا البيع قد يكون مجهولا أو معلوما فاستثناء صاع قد يكون معناه معرفة عدد الصاعات وقد يكون المعلوم فقط هو هو المستثنى وفى الحال الثانى وهو الجهل الناتج عنه الظلم يحرم البيع
والغريب أن الفقهاء حرموا هذا البيع إذا كان مجهولا للغرر وهو نفسه السبب فى وجوب تحريم الجزاف حيث أباحوا فى الجزاف وحرموا فى الصبرة المستثنى منه جزء وهى غير معلومة القدر
الثالث :
بيع صبرة بشرط أن يزيده صاعا أو ينقصه:
وقد حرم القوم البيع فى كلا الحالين بسبب الجهل ولادخال عقد على عقد كما يقولون
الرابع :
بيع صبرة وذكر جملتها:
المراد:
" إذا باع صبرة وسمى جملتها، بأن قال: بعتك هذه الصبرة على أنها مائة قفيز بمائة درهم، ثم وجدها ناقصة، أو زائدة"
وقد اختلف القوم إلى آراء هى :
الأول :
" لا يصح العقد إن زادت على القدر المسمى أو نقصت منه؛ لتعذر الجمع بين جملة الثمن وتفصيله، فكأنه قال: بعتك قفيزا وشيئا لا يعلمان قدره بدرهم لجهلهما كمية قفزانها "
الثانى:
" إن كانت ناقصة يأخذ الموجود بحصته، وإن شاء فسخ العقد لتفرق الصفقة وإن زادت على القدر المسمى فالزيادة للبائع؛ لأنها من المقدرات فيتعلق العقد بقدرها "
الثالث:
إن باعا الصبرة وحزراها، أو وكلا من يحزرها (أي يخمنها) فإن ظهر أنها كذلك فبها، وإلا فالخيار لمن لزمه الضرر"
نفس الأمر هنا هو جهالة القدر وهو ما يؤدى للظلم وهو ما يجعل البيعة محرمة
زد على هذا :
أن الصبرة وهى الكومة تحتوى على الجيد والوسط والردىء من الثمار أو من الصنف وأيضا قد يكون الطعام ظاهريا صالح ولكن من داخله فاسد ومن ثم يجب عزل الصالح من الفاسد لقوله تعالى :
" ولا تيمموا الخبيث منهم تنفقون "

 

الجمعة، 30 مايو 2025

الصفى فى الإسلام

الصفى فى الإسلام
الصفى وينطق الصافى فى عصرنا معناه :
الخالص أو السليم الذى لا يخالطه غيره
وفى كتب اللغة :
أن الصفى تشريع من تشريعات الكفار فى عهد النبى الخاتم (ص) وقبله حيث كان زعيم القبيلة أو زعيم القوم يقوم قبل قسمة الغنيمة على المحاربين باختيار ما يريد من الغنائم التى كانت تتضمن الخيل والسبايا والسلاح والأمتعة وغير هذا
ويستشهد أهل اللغة فى الغالب بقول منسوب لأحد الشعراء ويسمى :
عبد الله بن عنمة حيث يخاطب بسطام بن قيس فيقول :
لك المرباع فيها والصفايا
وحكمك والنشيطة والفضول
الكارثة فى الفقه هى :
ان الفقهاء شرعوا بناء على الأحاديث الكاذبة تشريع هو :
أن الصفى كان سهم للرسول (ص) الخاتم وحده دون غيره فكان عندهم كزعماء الكفر يختار ما يحب ويشتهى ومن ذلك أنه اختار صفية بنت حيى من سبايا خيبر بعد أن ذكر بعضهم جمالها وأنها لا تليق إلا به
ومن تلك الأحاديث التى ذكرت هذا الخبل:
2993 - حدثنا محمود بن خالد السلمي ثنا عمر يعني ابن عبد الواحد عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا كان له سهم صاف يأخذه من حيث شاءه فكانت صفية من ذلك السهم وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمه ولم يخير رواه أبو داود
2995 - حدثنا سعيد بن نصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال
: قدمنا خيبر فلما فتح الله تعالى الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها رواه أبو داود
2996 - حدثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : صارت صفية لدحية الكلبي ثم صارت لرسول الله صلى الله عليه و سلم . رواه أبو داود
2994 - حدثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت صفية من الصفي رواه أبو داود
الخطأ المشترك بين تلك الأحاديث احلال جماع السبايا بلا زواج وهو استحياء النساء وهو ما يخالف أن لا سبى فى الإسلام لأنه سوء تعذيب ومصيبة عظيمة كما قال تعالى :
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
كما يتناقض مع وجوب اطلاق سراح الأسرى بمقابل وبدون مقابل كما تعالى :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
بالقطع النبى (ص) لم يتزوج صفية بتلك الطريقة ففضلا عن تناقضات الروايات نجد التناقض مع القرآن فى التالى :
-عدة صفية التى كانت عروسا وقتل زوجها فالمفروض أن تكون أربعة أشهر وعشرا وليس بمجرد أن حاضت بعد يوم أو يومين من الغزوة وفى هذا قال تعالى "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
-وجود ما يسمى السبى فى الإسلام فلا سبى فى الإسلام لأن السبى هو من أفعال الكفار كما فعل فرعون بنساء بنى إسرائيل والموجود هو الأسرى وهم رجال أو نساء وهن نادرا مقاتلات وهؤلاء لا يحل فيهم سوى حكمين
إطلاق سراحهم بمقابل مادى هو الفدية
إطلاق سراحهم بلا مقابل وهو المن
ويكون هذا بعد انتهاء الحرب كما قال تعالى بسورة محمد"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها "
-تركيز الروايات على حكاية جمال صفية وتركيز الناس على أنها لا تليق إلا بالنبى(ص) واستجابة النبى(ص) لهم مع أن الله طالبه ألا يتزوج بعدما تزوج نساءه حتى ولو أعجبه حسن المرأة فقال بسورة الأحزاب "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
-الروايات تجعل النبى (ص)مجرد أحمق همه هو شهوته فهو لا يقيم للثأر وزنا فى مجتمع ثأرى فالمرأة قتل زوجها وأبوها وأخيها فى خيبر ومع هذا بعد أيام لا تتعدى ثلاثة دخل بها وهو غير خائف من أن تقوم بقتله
بالقطع لا يمكن أن يكون النبى(ص) جبارا لهذه الدرجة فالرجل المعروف بالرحمة واللين لا يمكن ألا يدع فرصة للمرأة للحزن على أقرب الناس لها
إن ما يروى هو عملية اغتصاب من قبل جبار متوحش همه شهوته والغريب أن الصحابة الذى أنكروا على خالد فى حروب الردة زواج مثل هذا لم يتكلموا فى هذا الزواج
بالقطع لأن تلك الطريقة لم يتزوج بها النبى (ص) صفية لكون رجلا عادلا مطيعا لأحكام الله
-أن المهر فى الإسلام مال وليس عتق كما قال تعالى بسورة النساء"إن أتيتم احداهن قنطارا "
إذا لا يمكن أن يكون النبى(ص) المعروف بلينه ورحمته قد تزوج صفية بتلك الطريقة
وكارثة الصفى وهى اعطاء القائد ميزة على الرعية موجودة فى الأحاديث ومنها :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى بني زهير بن أقيش: إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأديتم الخمس من المغنم، وسهم النبي صلى الله عليه وسلم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله " رواه أبو داود
2991 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن مطرف عن عامر الشعبي قال كان للنبي صلى الله عليه و سلم سهم يدعى الصفي إن شاء عبدا وإن شاء أمة وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس رواه ابو داود
2999 - حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة قال سمعت يزيد بن عبد الله قال كنا بالمربد فجاء رجل أشعث الرأس بيده قطعة أديم أحمر فقلنا كأنك من أهل البادية فقال أجل قلنا ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك فناولناها فقرأناها فإذا فيها " من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني زهير بن أقيش ( بضم الهمزة وفتح القاف ثم ياء مثناة ساكنة وآخره شين معجمه وهم حي من بني عكل ) إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم الخمس من المغنم وسهم النبي صلى الله عليه و سلم وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله " فقلنا من كتب لك هذا الكتاب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه ابو داود
4156 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَقَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفِيِّهِ فَقَالَ أَمَّا سَهْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَهْمِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا سَهْمُ الصَّفِيِّ فَغُرَّةٌ تُخْتَارُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ شَاءَ رواه النسائى
وكل هذه الأحاديث ليس عليها دليل من القرآن وهى تناقض قوله تعالى :
"واعلموا إنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم أمنتم بالله"
فهذا تشريع الغنيمة ليس فيه شىء اسمه الصفى خاص بالنبى الخاتم(ص) وإنما هو واحد من بقية الأصناف التى توزع عليها خمس الغنيمة كواحد من الناس
إن تشريع الصفى كارثة لأنه يظلم حتى المجاهدين حيث يختار القائد ما يشتهى وهو لم يشارك فى الجهاد والحقيقة أن الغنيمة تقسم بالسوية والمراد أن يأخذ كل واحد من المجاهدين مثل الأخر وأن يأخذ كل واحد من المقتسمين للخمس مثل الأخر وهو ما طالب الله به فى قوله :
" وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "
وليس هناك عدل فى أن يأخذ أحدهم -والرسول(ص)لم يأخذ شىء خاص أبدا من الغنيمة- بعض مما يشتهى ثم يعود فيأخذ نصيبه بعد أخذه لما اشتهى
ونلاحظ أن بعض الأحاديث شرعت تشريعا أخر وهو أن الصدقة لابد أن تكون صافية وهى الخالية من العيوب كما فى الروايات التالية:
2629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نِعْمَ الْمَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ نِعْمَ الصَّدَقَة رواه البخارى
ُ 5608 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِآخَرَ رواه البخارى
والحق أن الصدقة تؤخذ من كل المال :
الخالى من العيوب ومن المعيوب على حسب نسب تواجده فى المقدار لأن هذا هو العدل وأما أخذ الصدقة كلها من الخالى من العيوب فهو ظلم واضح حيث يتم ترك المال المعيوب لصاحب المال

 

الخميس، 29 مايو 2025

الحراسة فى الإسلام

 

الحراسة فى الإسلام
الحراسة تعنى فى المعنى المعلوم بين الناس :
القيام بمنع الأخرين من الاعتداء على مكان الحراسة سواء كان منعهم من الاستيلاء على المكان بما فيه أو أخذ شىء منه وهو السرقة أو السطو مع ترك المكان
وللفقهاء واللغويين تعريفات وإطلاقات كالتالى :
حفظ الشىء حفظا مستمرا عن طريق صرف الآفات عن الشيء قبل أن تصيبه صرفا مستمرا، فإذا أصابته فصرفها عنه سمي تخليصا أو استعادة
ويقال أن معنى الجذر حرس هو :
دهر فالحرس هو الدهر
وفى كتب اللغويين تطلق الكلمة على الحفظ والسرقة معها فيقال مثلا عن الشاة المفقودة بسرقة ونحوها :
حريسة والمراد :
مسروقة
وفى التقسيم الضال نجد أن الحراسة تنقسم إلى نوعين :
الأول :
حراسة الحدود وهو ما يقوم به المجاهدون حيث يخصص معظم المجاهدين للقعود على الحدود لرصد تحركات الأعداء
وفى هذا قال سبحانه :
"واقعدوا لهم كل مرصد "
وسمى الحراسة من العدو :
الحذر فقال تعالى :
" هم العدو فاحذرهم "
وقد وردت العديد من الروايات فى كموضوع الحراسة باسم الرباط ومنها :
روى سلمان قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان "
وروى :
"عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من حرس من وراء المسلمين متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم"
والأحاديث فى الموضوع رغم صحة ان أجر الرباط وهو الحراسة عظيم لكونه صورة من صور الجهاد إلا أنها تخالف القرآن فمثلا الحديث الأول :
الخطأ الأول فيه هو أخذ المرابط الميت أجرا بعد موته وهو لم يعمل شىء والمراد لم يسع والثواب يكون على السعى وليس بعد الموت سعى
وفى هذا قال تعالى :
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
وقال :
"وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ"
والخطأ الثانى الأمان من الفتان ولا أحد آمن الفتان الدنيوى كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والخطأ أن العيون هى الأمن من النار بينما الآمنون منها هم الأشخاص بما فيهم جسدهم وفيه العيون
وأيضا أن هناك من بات يحرس فى سبيل الله وغل من ضمن من غل من الغنائم وهذا يدخل جهنم يوم القيامة كما قال تعالى :
"وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
والخطأ فى الحديث الثالث دخول المسلمين النار قم خروجهم منها وهو ما يناقض أن لا أحد يخرج من النار بعد دخولها وفى هذا قال :
"وما هم بخارجين من النار "
وقوله :
"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ".
ونجد فى كتاب الله حراسة الحراس وهم المجاهدين لبعضهم حيث يقوم بعض من المجاهدين بحماية من سيصلون وهم بعض منهم فإن صلوا ذهب المحروسين لحماية من حرسوهم كى يصلوا مثلهم وفى هذا قال تعالى :
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ".
الثانى الحراسة الداخلية وهى :
تخصيص مؤسسات الدولة أو الأفراد أشخاص من أجل حمايتها أو حمايتهم وهو تشريع لم يشرعه الله
المؤسسات العامة وهى البيوت غير المعدة للسكن فى داخل دولة المسلمين المفروض أنها كلها مفتوحة لكل الناس فى الدولة فى كل وقت لقضاء حاجاتهم وهم يدخلونها دون إذن أو استئذان
وفى هذا قال تعالى :
" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ"
ومن ثم لا يوجد حراسة عليها وكذلك لا وجود لحراسة الأفراد أيا كان منصبهم أو صفتهم ومن ثم لا نجد أن الله عين أحد لحماية النبى (ص) أو أن النبى (ص)عين أحد لحماية صاحب منصب
والله لم يشرع ذلك لسبب وهو :
ألا يتواجد الحاكم الظالم لأن الحراسة هى التى تساعده على الاستمرار فى الظلم
فترك أصحاب المناصب بلا حراسة واجب حتى يقدر الناس على تغيير ظلمهم ومن ثم أول علامات الظلم هو :
اتخاذ حارس لصاحب منصب
ومن أجل هذا شرع الله الاختلاف مع أصحاب المناصب وهم أولى المر مع الاحتكام فى النهاية لله والمقصود لكتاب الله وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
وفى الفقه نجد أن القوم ابتكروا أنواع من الحراسة مثل :
حراسة الحمى والحمى كما يقولون :
بقعة موات تترك لرعى النعم وهى الأنعام سواء كانت أنعام الصدقة وهى الزكاة أو أنعام الجزية
وقد استدلوا على هذا الحكم بالتالى :
جناية النقيع لخيل المسلمين فى عهد النبى(ص)
حماية عمر بن الخطاب للشرف والربذة
والحرس المعين يقوم بمنع بقية أنعام الناس أو خيولهم من دخول تلك المنطقة
وهى أحاديث كاذبة لكون الأرض ملكية مشتركة للمسلمين جميعا كما قال تعالى :
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
ومن ثم لا يوجد حمى من الإمام أو من غيره من الناس لأى مكان داخل الدولة وإنما المجتمع ينظم كل شىء حسب أحكام الله فمثلا أنعام الصدقة والزكاة تذبح وتباع وتوزع أثمانها على المستحقين وأنعام الجزية تذبح وتباع وتورد أثمانها وتوزع على المستحقين لها من أهل العهد
وأباح الفقهاء الحراسة الداخلية لحراسة الثمار والأسواق عن طريق تأجير بعض الناس للقيام بحراستها ليل نهار
وهو أمر يتعارض مع ما يؤمن به الفقهاء من الأحاديث مثل :
"ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة"
فلو كانت هناك حراسة على المزروعات والنباتات فكيف يأكل الناس والأنعام منه وعليه الحراسة المزعومة ؟
وفى دولة الإسلام لوجود لملكية خاصة غير ملكية البيوت المسكونة حفاظا على العورات وبقية الأرض بما عليها ملكية مشتركة يعمل الكل فيها ويقتسمونها بالتساوى كما قال تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
قطعا لا تجوز لا حراسة الماكن ولا حراسة الناس فى داخل الدولة وإنما الحراسة الجائزة هى لحدود الدولة من قبل المجاهدين الذين يقعدون لرصد ألعداء للرد عليها عند أى عدوان على المسلمين
وأباح الفقهاء استخدام الكلاب ما شابهها لحراسة الماشية وذلك بناء على على بعض الأحاديث مثل :
حديث أبي هريرة مرفوعا :
"من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط "
الخطأ فى الحديث أن وجود الكلب مع المسلم ينقص أجره وهو يخالف أن الله لم يذكر أى نقص للأجور فى العمل وإنما جعله ثابتا فى كل الأحوال فقال "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
والخطأ الأخر هو أن وحدة الأجر هى القيراط وهى فى القرآن الحسنة كما بسورة الأنعام .
بالطبع لم يقل النبى(ص) شىء من ذلك
وقد اختلف الفقهاء فى ضمان الحارس ما بين من يدفعه ثمن المسروقات وهو ديدن الحكومات الحالية وبين من قال لا ضمان عليه
والحقيقة أنه لا ضمان عليه لأن الحارس لا يملك أن ينظر من أربع جهات فى وقت واحد وحتى نظام عيون المراقبة والتى تسمى الكاميرات أو القمرات يمكن اختراقه وتعطيله فلا يرى الحارس الجالس أمام شاشات العرض شىء

الأربعاء، 28 مايو 2025

التحريش فى الإسلام

التحريش فى الإسلام
لم يرد اللفظ فى المصحف بين أيدينا لا هو ولا شىء من الجذر حرش ذكر فيه
واللفظ معناه :
التحريض وهو :
حث الناس على عمل شىء أو الامتناع عنه ومن ذلك أن الله أمر رسوله(ص) أن يحرض المسلمين وهم المؤمنين على القتال وهو :
الجهاد فى سبيله
وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ"
واللفظ التحرش أو التحريش يطلق فى عصرنا وما سبقه من عصور على موضوعات معينة منها :
التحريش بين الحيوانات :
المرلد بالتحريش إقامة مسابقات بين حيوانات من نوع واحد مثل :
الثيران
الطواويس
الديوك
بغرض أن يلحق واحد منهم الأذى بالثانى فيقتله أو يعميه أو يجعله غير قادر على الحركة
وكل محرش يقوم بتدريب حيوانه أو طائره على ذلك بأسلوبه الخاص
وهذه الألعاب القائمة على التحريش محرمة للتالى :
أولا :استعمال الحيوان فى غير ما خلقه الله عليه فالثور المفروض أن يعمل فى الحقل أو يسمن لكى يذبح ويتناول لحمه كطعام للناس والطائر المفروض تسمينه وأكل لحمه وهو ما يدخل تحت قول الشيطان فى تغيير خلق الله :
"وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ"
ثانيا : افساد المال فبدلا من التربح من بيع الحيوان أو الطائر أو لحمه يفقد أحد المتنافسين أو هما معا مالهما الممثل فى ثمن الحيوان أو الطائر وهو ما يدخل تحت عصيان أمر الله بعدم الافساد فى الأرض وهو قوله :
" ولا تفسدوا فى الأرض"
ثالثا : أن ضياع المال بالقتل والضرب نوع من أنواع التبذير الذى نهى الله عنها واعتبر صانعه من اخوان الشيطان والمراد :
كافر وفى هذا قال تعالى :
"وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا "
التحريش بين الناس :
التحريش بين الناس يقصد به:
الوقيعة بينهم
وقد سماه الله الوضع بين الناس بغرض الفتنة وهى وقوع القتال
"لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"
كما سماه ايقاد نار الحرب وهو اشعال الحروب بين الناس فقال :
"كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"
وهذا التحريش محرم بمعنى :
الايقاع بين الناس سواء كان وقيعة فى مجتمع داخلى أو بين مجتمعين والمراد دولتين من الدول
وأما التحريض على القتال فى الإسلام فهو مباح للتالى :
أنه حث وحض على الجهاد والجهاد لا يكون إلا بسبب مباح وهو :
العدوان على المسلمين أو غيرهم من رعايا المسلمين فى دولتهم العادلة وفى هذا قال تعالى :
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
وفى الفقه نجد الفقهاء حرموا ذلك تحت مسمى :
النميمة
واستدلوا بحديث :
قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَل مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟
قَالُوا: بَلَى.
قَال: صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ"
والحديث لا علاقة له بالنميمة وهو كلام لم يقله النبى(ص) ولا نطق به لأنه جعل صلاح ذات البين كعمل أفضل من الجهاد وغيره وهو ما يناقض كون الجهاد أفضل العمل كما قال تعالى :
" فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"
ولا يمكن وضع ذات البين وهى النفس فى مقارنة مع الأعمال لأنها ليست عمل لأنها مصدر كل الأعمال الخيرة والشريرة من الفرد
تحريش حيوان الصيد :
المراد بهذا هو :
تسليط الكلب أو الصقر وما شابههما من الجوارح على صيد حيوان ما ويسمون هذا الفعل :
اشلاء
وهو أمر مباح كما قال تعالى :
" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
التحرش :
يقصد بالتحرش :
قيام الفرد بمضايقة فرد أخر سواء أنثى أو ذكر أو حتى صغير وهو الطفل أو كبير بغرض :
الزنى معه
وهو معنى مستحدث فى هذا العصر وهو صورة من صور الفساد فى الأرض
وهناك فارق بين ما يسميه البعض المعاكسة من أجل الخطبة لأن الغرض ليس واحدا فالمعاكسة غرضها هنا الخطبة بينما غرض التحرش الزنى أو حتى الاغتصاب
بالقطع هذا الفعل من صور الافساد وإذا تكرر يعاقب صاحبه باعتباره محارب لله لأنه يري نشر الفاحشة فى البلاد كما قال تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"

 

الثلاثاء، 27 مايو 2025

الرد على مقال الراديونكس

الرد على مقال الراديونكس
الراديونكس تعبير يشير إلى العلاج عبر البث الاذاعى وقد عرفه صاحب المقال فقال :
"المعالجة بالراديونكس:
هو تقنية لتعزيز وتحسين الصحة لكل من الإنسان والحيوان باستخدام طاقات الطبيعة الدقيقة. وهي خالية من العقاقير الكيميائية، وآمنة."
إذا التقنية المذكورة هى عبارة عن الشد من أزر المريض بالكلام معه عبر البث الاذاعى المرسل والمستقبل
ولكن صاحب المقال وأمثاله يجدون هذا نوع من العلاج الذى تجاهله الطب التقليدى فيقول :
"ينشد ممارس العلاج بالراديونكس تعزيز القدرات الشفائية الذاتية للمريض مستخدماً توجيه قدرته الفطرية "الحدسية" الموجّهة بالبحث والتنبؤ، وبواسطة الشفاء عن بعد، كما أن العلاج الموجّه إلى المريض لا يستدعي تواجد المريض أمام المعالج غالباً. إن تأثيراته غير موجهة كثيراً إلى الجسم المادي المحسوس الكثيف ولكنها موجهة أكثر إلى حقول الطاقة الرقيقة " الأجسام الباطنية " التي تدعم الحياة ولا يمكن الوصول إليها بواسطة الوسائل التقليدية.
إن علم البيولوجيا برؤيته التقليدية أنكر وتجاهل هذه الحقول الطاقية لفترة طويلة والتي لا يمكن كشفها والتحري عنها بواسطة الحواس الطبيعية، وذلك بالرغم من دلائل وجودها المثبتة."
وهو كلام وهمى فالحديث المتبادل عبر موجات الاذاعة يعطى راحة نفسية ولكنه أبدا لا يعالج المرض الجسدى الذى يحتاج إلى أدوات ليست متواجدة لا مع المريض ولا مع المعالج المزعوم كأجهزة قياس الضغط والحرارة ولا يمكن من خلال رؤية العينين أو عينات من الجلد أو البول
تحدث الرجل عن كون التسمية قديمة لكونها علاج عن بعد فقال :
"اسم" الراديونكس" أُعطي من قبل روّاد هذه التقنية باكراً هذا العصر كنتيجة لعملهم على الشفاء عن بعد باستخدام آلات مساعدة."
ويدخلنا الرجل متاهة كون الآلات المساعدة للمعالجين مشحونة بشكل قوي بالطاقة المشتقة من التركيز على فكرة " النية "أو الصلاة (الدعاء) بقوله :
"يعتبر هؤلاء الروّاد أن هذه الآلات كانت مماثلة جدا لجهاز إرسال الراديو وتُعرف الآلات اليوم بأنها غير مشحونة بالطاقة الكهرومغناطيسية كما كنّا نفهمها سابقا، ولكنها (حسب فهمنا البسيط حالياً عنها) مشحونة بشكل قوي بالطاقة المشتقة من التركيز على فكرة " النية "أو الصلاة (الدعاء)."
قطعا هذا الكلام ليس حديثا وإنما قديم قدم ألديان الضالة وما أضيف لعلم الحديث من آلاف الروايات عن الشفاء بالدعاء وقراءة القرآن وحده أو على ماء أو غيره وكلها روايات تناقضات الوحى الإلهى الذى أمرنا بالأخذ بأسباب القوة حيث قال :
" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة "

ومن تلك القوى الذهاب لل"باء لعلاج المرضى فالدعاء لا يشفى ولا القرآ’ن يشفى الأمراض الجسدية فهو علاج للكفر والنفاق لمن أراد شفاء صدره وهو نفسه كما قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"

وتحدث الرجل عن مضمون المعالجة حيث قال :
"ماذا تتضمّن المعالجة بالراديونكس:
الراديونكس عبارة عن جزئين:1 - التحليل 2 - المعالجة
1 - التحليل: فيه يتناغم الممارس مع المريض، وهذا يجعل المعالج والمريض قادرين على الاتصال بانسجام مشترك عند مستوى الوعي الفائق بتحديد جواب سلسلة الأسئلة المطروحة عقلياً مستخدما البحث والتنبؤ \ dowsing \ والخرائط لكل من الجسم المادي ولما هو معروف بحقول الطاقة الغير مرئية " الأجسام الباطنية "؛ يحاول الممارس أن يكتشف ما الذي يسبب مشكلة المريض و ما هو مطلوب لحلها.
2 - المعالجة: قد تُعطى بواسطة العلاج عن بعد باستخدام الآلات، أو بواسطة دواء الراديونكس على شكل حبوب السكر النقي التي لا تحوي مواد طبية، والتي وضعت في آلة الراديونكس."
ومن الكلام السابق يتضح أن العلاج المذكور عبارة عن عملية إيحاء أو ايهام للمريض ولكنها لا تقدم علاجا حقيقيا لأن الآلات المتصلة لا يمكن أن تدخل إلى داخل الجسم وحتى ما يتم وصفه ليس إلا طعام يعطى إحساسا كاذبا بالانتعاش
وتحدث الرجل عن الأدوات المستخدمة في هذا الوهم فقال عن الرقاص وغيره :
"الأدوات المستخدمة:
يستخدم معظم الممارسين "" بندولاً "" للتحليل وكذلك أدوات أخرى متنوعة كثيرة تستخدم لكل من التشخيص والمعالجة بما فيها من تحضير علاجات بواسطة أجهزة بسيطة إلى أنظمة الكمبيوتر. قد تحتوي آلات الراديونيكس التقليدية وأشهرها الصندوق الأسود أجزاء مختلفة مثل الأسلاك أو الأدوات الالكترونية،"كل هذه الأشياء لا تعني شيئا للطب التقليدي".
طُوّرت هذه الآلات خلال الزمن باستخدام الفيزياء التقليدية والبحث والتجريب والخطأ.
يستغني بعض الممارسين عن هذه الآلات كلها ويستطيعون إجراء كامل العملية في عقولهم، ولكن معظمهم وجدوا أنهم حصلوا على نتائج أفضل باستخدامهم الآلات. وبطريقة لا يمكن شرحها لغاية الآن فإن آلات الراديونيكس يبدو أنها تساعد على تركيز " تكثيف" الطاقة المولّدة ذهنياً."
وكل هذا الكلام السابق هو عملية نصب ودجل فلا يوجد علاج يمكن بثه من الخارج إلى داخل الجسم عن بعد وأما عن قرب كما في عمليات الليزر وهى الشعاع المعالج فهو أمر مقبول وثابت
وتحدث عن طرق العلاج التى يتبعها المعالجون المزعومين فقال :
"طرق المعالجة:
تجرى المعالجة عادة بوضع شيفرات عددية (كود على بطاقة) تُعرف بالدرجات (أو النسب) لمفاهيم الطاقة التي يحتاج إليها المريض، توضع في الجهاز.
يفحص المرضى بانتظام والنسب تُستبدل عند الضرورة.
إن التواصل بين الممارس والمريض ضروري من أجل أن يُحافظ على سرعة الشفاء. أو بشكل بديل تنقل النسب المحتاج إليها إلى وسيط غير طبي مثل حبات السكر التي يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم.
تعمل معالجة الراديونكس بشكل جيد على الحيوان والأطفال مما يشير إلى أن هناك شيء أكثر من الإيحاء في تعليل تأثيراته.
يختبر المريض بشكل متكرر إثارة واضطرابات مؤقتة على حالته قبل أن يحدث تحسّن على حالته، مثل المعالجات الطبية الأخرى أو المعالجة بالأعشاب ..
هذا يدل أن التدخّل بالبداية حرّك شيئاً ما وأثاره، وهي ملاحظة جديرة بالاعتبار بالنسبة لأطباء وظائف الأعضاء لأن هذه الطرق في المعالجة أخذ مكانها وأصبحت معروفة."
وكل ما قاله هو مجرد كلام لا يمكن إثبات شىء منه سوى هو وجوب أن تكون علاقة المريض بالطبيب وثيقة لأن هذه العلاقة تسرع بعملية الشفاء وهى علاقة تشبه علاقة الشيخ بالمريد حيث يعتقد المريد أن شيحه ينفعه بينما الواقع أن النافع وهو الشافى هو الله من خلال الأخذ بالأسباب كما قال تعالى :
" وإذا مرضت فهو يشفين"
وتحدث عن طرق عمل العلاج بالبث عن بعد فقال :
"كيف يعمل الراديونكس:
ليس من الواضح حتى الآن كيف يعمل الراديونكس ولكن التطورات في الفيزياء الحديثة وعلم النفس تشير إلى أننا جميعاً متصلين على مستوى (حقل) دقيق خارج الزمان والمكان، ونقل الطاقة أيضاً مهما كانت طبيعتها قد تكون عن طريق هذه القناة. إنه اختبار شائع لممارسي الراديونيكس أن يستطيعوا إن يتصلوا مع المرضى بصرف النظر عن البعد الجغرافي بينهم.
على كل حال نعتقد أن الطاقة اللازمة من أجل الشفاء تأتي من مصدر خارج الممارس \المعالج\، وهو وراء إدراكنا. إن الطاقة تنتقل وتُعبّأ فقط عند الحاجة الحقيقية والعاطفة الحقيقية الخالية من التكلّف."
قطعا إذا كان أهل هذا العلم المزعوم لا يعرفون كيفية عمل البث عن بعد فكيف يمكن للإنسان أن يثق بهم وهم جهلة بعلمهم ؟
وتحدث عن الأمراض التى يعالجها العلم المزعوم فقال :
"لأي الحالات يفيد الراديونكس:
أثبت الراديونكس فائدته لحالات متنوعة وكثيرة لكل من الحالات الحادة والمزمنة ولكن تكون فائدتها واضحة فعالة إذا ما استخدم لفترة طويلة كنظام دعم. كثير من الناس أصحاب العمر يعزون صحتهم الجيدة في السنوات الأخيرة إلى المعالجة المنتظمة بالراديونيكس."
وهذا كلام عام لا يسمن ولا يغنى من جوع فلم يحدد مرضا واحدا جلب فيه العلم المزعوم نتيجة تشجع على الاقبال عليه
ويعترف الكاتب أن هذا العلاج لا يغنى عن الطبيب أبدا فقال :
"الراديونكس ليس استبدالاً للعناية الطبية التقليدية:
لا يستبدل الراديونكس العناية الطبية التقليدية والبيطرية دائماً راجع طبيبك أولاً إنْ كنت مريضاً وتسير حسب مشورته."
والسؤال إن هذا الاعتراف ينسف كل ما سبق عن دور العلم المزعوم في العلاج لأنه يعيد المريض إلى الطب المعروف
وحدثنا عن التاريخ الحديث للنصب من خلال تاريخ أمريكا وأوربا فقال :
"تاريخ الراديونكس:
كانت المهارات البشرية التي تُستغلّ في الراديونكس قليلة مع الزمن. إن أصل الراديونيكس كنظام شفاء حديث يُنسب إلى الطبيب الأميركي د. ألبرت آدمز \ 1924 - 1863 \ وطوّر لاحقاً بواسطة الطبيب الفيزيائي (روث درون). أحرز (أبرامز) نتائج مع آلات راديونيكس جلبت السخرية من قبل الأجهزة الطبية الكلاسيكية، وفي عام 1924 انعقدت لجنة برئاسة اللورد \هوردر\ للنظر في ادعاءات أبرامز وأتباعه.
بالرغم من البراهين الجيدة رفضت اللجنة عمله على أساس لا وجود أساس علمي لها وهي غير مبررة عقلياً ثم تبع ذلك مناقشة حامية وفي افتتاحيه صحفيه لصحيفة الطبيعة 1925 حيث علقت على أن القضية ليس لها مصداقية التحقيق العلمي.
تبع ذلك خلاف كبير في أميركا أدى إلى منع الراديونيكس بواسطة FDA ، لذلك انتقل التركيز على هذا الموضوع إلى بريطانيا 1942 حيث تأسست جمعية الراديونيكس في بريطانيا العظمى. ثم طّور المهندس دي لاورّ في أكسفورد مجموعة من أنواع جديدة من الآلات.
ثم طوّر مالكوم هذه الأدوات عام 1960.
حركة موازية نشأت في بريطانيا وسط بعض من ممارسي طب\ PSIONIC \ الذي يستخدم تقنيات حدسية بديهية لتشخيص الأمراض ووضع العلاجات.
طوّر ديفيد تانسلي وآخرون أفكار حول حقول الطاقة الافتراضية ثم انجرّوا إلى عمل عالم الانتروبولوجيا (رودولف شتاينر).
بالرغم من سخرية جماعات الطب التقليدي تابع الراديونكس تواجده وأصبح مطلوباً.
إن رؤية علماء البيولوجيا أن شريط DNA ليس هو المقرر الأولي الرئيسي للحياة، ولكنه فقط وسيلة لنقل التعبير عنها، قد تجلب أخيراً منافع الراديونكس وتقنيات العلاج المتعلقة به وتقدّمها على مجال أوسع للجميع."
وكل ما سبق يدل على أن العملية كلها قائمة على النصب الذى يعطى الأمل الخادع للمرضى خاصة مرضى الأمراض التى لا يعرف لها علاج حتى الآن فهى متاجرة بآلام المرضى يجب منعها

 

الاثنين، 26 مايو 2025

الرجم فى الإسلام

الرجم فى الإسلام

الرجم فى القرآن
عدم رجم شعيب(ص) بسبب قوة عائلته:
وضح الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا :يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول والمراد لا نفهم كثيرا من الذى تزعم وهذا يعنى أنهم لا يطيعون الكثير من أحكام الدين ،وإنا لنراك فينا ضعيفا والمراد وإنا لنعلمك فينا ذليلا وهذا يعنى أنه مهان ولولا رهطك لرجمناك والمراد ولولا أهلك لطردناك وهذا يعنى أنهم لم يطردوه بسبب قوة أهله وما أنت علينا بعزيز أى بقادر وهذا يعنى أنهم يقولون إنك لن تقدر على هزيمتنا .

وفى هذا قال تعالى :
"قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز "
رجم أهل الكهف:
وضح الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بأمر بعثهم أى أحياهم الله حتى يتساءلوا بينهم أى حتى يستخبروا بعضهم البعض فقال قائل أى واحد منهم:كم لبثتم أى كم نمتم ؟والسبب فى سؤاله هذا هو أنه رأى منظرهم غريبا لا يدل على النوم العادى فقالوا له :لبثنا أى نمنا يوما أو بعض أى جزء من اليوم وهؤلاء أجابوا الإجابة العادية لأنهم فى عاداتهم وعاداتنا أن الإنسان قد ينام يوما أو جزء من اليوم ،ووضح له أن الفتية لما رأوا مناظرهم عرفوا أنهم ناموا أكثر من المدة التى ذكروا بكثير فقالوا لبعضهم ربكم أعلم بما لبثتم أى إلهكم أعرف بالمدة التى نمتم ثم قال أحدهم :فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة والمراد فأرسلوا واحد منكم بنقودكم هذه إلى البلدة فلينظر أيها أزكى طعاما أى فليعرف أيها أحل أى أطيب أكلا فليأتكم برزق منه أى فليجيئكم ببعض منه وليتلطف أى وليتخفى ولا يشعرن بكم أحدا والمراد ولا يعلمن بكم إنسان وهذا يعنى أن الفتية كانوا محتاجين للطعام فأوصاهم أخاهم أن يذهب واحد منهم للمدينة لإحضار الطعام بعد شرائه بالمال ونلاحظ قوله "أزكى طعاما"أنهم يعرفون الطعام المحرم من الطعام الحلال ونلاحظ أنه يريد من الذاهب للمدينة التخفى والتنكر حتى لا يعرفه أحد ويريد منه ألا يخبر أحد فى المدينة بأمرهم وبين لهم الأخ:إنهم إن يظهروا عليكم أى إن يعلموا بكم والمراد إن يجدوكم يرجموكم أى يقتلوكم أو يعيدوكم فى ملتهم والمراد أو يرجعوكم إلى دينهم ولن تفلحوا أى ولن تنجحوا إذا دائما ،وهذا يعنى أن الأخ يبصر أصحابه بأن نتيجة تعرف القوم عليهم واحدة من اثنين :الأولى الرجم وهو القتل والثانية الإعادة إلى ملة القوم وهو الرجوع إلى دين الناس وهو الكفر ونتيجة العودة لدين الكفر هى أنهم لن يفلحوا أبدا أى لن يفوزوا برحمة الله دوما .
وفى هذا قال تعالى :
"وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا "
الرجم بالغيب
وضح الله لنبيه(ص)أن الناس سيقولون أى سيزعمون عن عدد أهل الكهف أقوال هى ثلاثة رابعهم كلبهم ،وخمسة سادسهم كلبهم وهى رجم بالغيب والمراد جهلا بالخفى وهذا يعنى أنها أقوال كاذبة ،ووضح له أن بعض الناس يقولون سبعة وثامنهم كلبهم وهذا هو القول الصحيح فلم يصفه الله بأنه جهل للغيب
وفى هذا قال تعالى:
"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "
آزر يهدد ابراهيم(ص) بالرجم:
وضح الله لنا أن آزر رد على ابنه إبراهيم (ص)فقال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم والمراد هل أنت تارك أنت أربابى يا إبراهيم أى أممتنع أنت عن عبادة أربابى يا إبراهيم؟
والغرض من السؤال هو التأكد من كفر إبراهيم (ص)بدين الأب ممثلا فى آلهته وقال لئن لم تنته لأرجمنك والمراد لئن لم ترجع لدينك القديم لأقتلنك وهذا يعنى أن الأب يخبر ابنه أنه سوف يطرده من حياته إن لم يترك دينه الجديد ويعود لدين الأباء القديم وقال واهجرنى مليا أى واعتزلنى دائما
وفى هذا قال تعالى :
"أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا "
الكفار يريدون رجم المسلمين:
وضح الرسول(ص)للناس أن الناس قالوا للرسل(ص)إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا والمراد إنا تضررنا بسبب وجودكم معنا ،لئن لن تنتهوا لنرجمنكم أى لئن لم تتركوا دينكم لنطردنكم من البلد وليمسنكم منا عذاب أليم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد وهذا يعنى أنهم يهددونهم بالطرد من البلدة إن لم يتركوا دين الله .
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "
استعاذة موسى(ص) بالله أن يرجمه قوم فرعون
وضح الله لنبيه (ص)أنه فتن أى اختبر قبلهم قوم وهم شعب فرعون حيث جاءهم رسول كريم أى مبعوث أمين هو موسى (ص)فقال :أن أدوا إلى عباد الله والمراد أن اتبعون خلق الرب وهذا يعنى أنه طلب منهم طاعة حكم الله المنزل عليه ،إنى لكم رسول أمين والمراد إنى لكم مبلغ مخلص للوحى وفسر طلبه بقول لا تعلوا على الله والمراد لا تتكبروا على طاعة حكم الله إنى أتيكم بسلطان مبين والمراد إنى أجيئكم بدليل صادق وهو المعجزات ،وإنى عذت بربى وربكم والمراد وإننى احتميت بربى وهو إلهى وربكم وهو إلهكم أن ترجمون والمراد تطردون وهذا يعنى أنه وضح لهم أنه محتمى من طردهم له بالله فهو الذى ينقذه منهم ،وإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون والمراد وإن لم توقنوا برسالتى فاتركون أعبد ربى دون إيذائى
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم أن أدوا إلى عباد الله إنى لكم رسول أمين وأن لا تعلوا على الله إنى أتيكم بسلطان مبين وإنى عذت بربى وربكم أن ترجمون وإن لم تؤمنوا لى فاعتزلون "
اعاذة مريم من الشيطان الرجيم وابنها:
وضح الله لنا أن زوجة عمران(ص)لما وضعتها أى ولدت البنت قالت:رب إنى وضعتها أنثى أى يا إلهى لقد أنجبت بنتا وهذا القول منها يعنى أنها كانت تظن أن ما فى بطنها كان ولدا ومن ثم فالنذر فى ظنها لا ينفع،ووضح لنا أنه أعلم بما وضعت أى والله أعرف بالذى ولدته وهذا يعنى أن النذر واجب التنفيذ لأن ظنها لا يفيد فى شىء ،وقالت:وليس الذكر كالأنثى والمراد وليس الولد كالبنت ،وهذا يعنى فى رأيها أن البنت لا تصلح لخدمة بيت الله مثل الولد،وقالت :وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم والمراد وإنى أطلقت عليها اسم مريم ويقولون أن معناه العابدة وأرى أنه يعنى المقصودة وإنى أحميها بحكمك من الكافر الملعون وهذا يعنى أنها تطلب من الله أن يحمى مريم(ص)ونسلها من وساوس الشهوات.
وفى هذا قال تعالى :
"فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم "
حفظ البروج من كل شيطان رجيم:
وضح الله لنبيه(ص)أنه جعل فى السماء بروج أى خلق فى السماء الدنيا كواكب أى مصابيح وفسر هذا بأنه زيناها للناظرين أى جملناها للرائين والمراد سخرها لمنفعة المشاهدين ،وقد حفظها من كل شيطان رجيم والمراد وقد حماها من كل جنى ملعون وهذا يعنى أن الجنى الذى يريد العلم بالغيب فيصعد للسماء لسماع أخباره تكون النتيجة هى أن يتبعه شهاب مبين أى أن تلحقه نار ثاقبة له والمراد تصل له نار ثاقبة مهلكة له مصداق لقوله بسورة الصافات"فأتبعه شهاب ثاقب".
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين "
خروج إبليس من الجنة رجيما:
وضح الله لنبيه(ص)أن الله سأل إبليس ولم يكن اسمه إبليس وإنما سمى بهذا لأنه معناه المعاقب المعذب :ما لك ألا تكون مع الساجدين والمراد ما منعك أن تصبح من المطيعين لأمرى بالسجود لأدم(ص)؟فرد قائلا :لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون والمراد لم أوجد لاعترف بأفضلية إنسان أبدعته من طين من تراب مخلوط وهذا يعنى أن إبليس يعتقد أن الله لم يوجده فى الكون لكى يسجد لإنسان مخلوق من الطين وإنما هو أفضل من ذلك فقال الله له:فاخرج منها والمراد ابتعد عن الجنة فإنك رجيم أى معاقب وهذا يعنى أن الله طلب منه أن يطلع من الجنة لأنه معذب وقال مفسرا وإن عليك اللعنة وهى الغضب إلى يوم الدين وهو يوم الحساب
وفى هذا قال تعالى :
"قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين "
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:
طلب الله من رسوله (ص)أن يستعذ به من الشيطان الرجيم والمراد أن يحتمى بطاعة حكم الله وهو سماعه أى الإنصات له من وسوسة الكافر الملعون مصداق لقوله بسورة الأعراف"فإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ".
وفى هذا قال تعالى :
"فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "
خروج إبليس من الجنة لكونه رجيم:
وضح الله لنبيه (ص)أن الله أوحى لإبليس فقال فاخرج منها أى فاترك الجنة فإنك رجيم أى معاقب والمراد معذب وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين والمراد وأن عليك غضبى إلى يوم الحساب وهذا يعنى أن مصير إبليس هو العذاب بمجرد خروجه من الجنة
وفى هذا قال تعالى :
"قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين "
القرآن ليس قول شيطان رجيم:
حلف الله بالخنس وهى النجوم الغائبات نهارا الجوار وهن النجوم السائرات والكنس وهن النجوم الدائرات فى المدارات وهذا يعنى قسمه بالنجوم وبالليل إذا عسعس أى يغشى أى يظلم والصبح وهو النهار إذا تنفس أى أنار أى تجلى مصداق لقوله بسورة الليل "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى "وهو يقسم على أن القرآن هو قول رسول كريم أى وحى مبلغ عظيم النجم"ذو مرة "لدى صاحب الكون وهو أمين أى مخلص فى عمله وأقسم على أن صاحب الكفار وهو صديقهم محمد(ص)فليس بمجنون أى سفيه "وهو ليس على الغيب بضنين أى ليس لأخبار المجهول وهو الوحى بمانع وليس القرآن قول شيطان رجيم أى ليس بحديث كافر ملعون
وفى هذا قال تعالى :
"فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ولقد رءاه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم "
تهديد نوح(ص) بالرجم:
وضح الله لنوح (ص)أن الكفار قالوا لنوح(ص)لئن لم تنته والمراد لئن لم تترك قولك بعبادة الله وحده يا نوح لتكونن من المرجومين أى لتصبحن من المطرودين ،وهذا تهديد له بالطرد من البلدة إذا استمر فى دعوته إياهم للإسلام
وفى هذا قال تعالى :
"قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين "
الرجم في الفقه :
بناء على الأحاديث الكاذبة وهى تعد بالعشرات في موضوع الرجم أفتى الفقهاء بوجوب رجم الزانى المحصن وهو المتزوج والزانية المحصنة وهى المتزوجة والرجم عندهم هو :
قذف الزناة المتزوجين بالحجارة حتى الموت
والرجم بالحجارة كعقاب للزناة من فئة الثيب يخالف القرآن في التالى :
أن حد الأمة هو نصف حد الحرة فإذا كان حد الحرة الموت فكيف نطبق نصف الموت على الأمة تنفيذا لقوله تعالى :
"فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب "؟
قطعا لا يوجد طريق لهذا
يخالف قوله تعالى :
"يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين "فهنا حد زوجة النبى (ص)هو 200جلدة ضعف 100المذكورة بسورة النور فكيف نطبق حد الرجم على زوجة النبى (ص)إذا زنت مرتين إذا كان الإنسان يموت مرة واحدة أليس هذا جنون ؟
ويخالف قوله تعالى :
"من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "
فهنا سببين للقتل قتل الغير والفساد فى الأرض وهو الردة وليس بينها الزنى
ويخالف قوله تعالى:
"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة لا ينكحها إلا زان أو مشرك "
فهنا أباح الله للزناة الزواج من بعضهم بعد إقامة الحد فكيف يتزوجون بعد الرجم أليس قولهم جنونا ؟ .
والملاحظ في ألأحاديث هو عقاب المعترف دون وجود اعتراف الطرف الثانى أو وجوده أو تلبسه مما يجعل الاعتراف جريمة هى شهادة الزور لأن الزنى لا ينفع فيه اعتراف الزانى فقط إلا إذا كان مع بهيمة أو شىء من الجمادات وإنما لابد فيه من اعتراف الطرفين أو الشهادة عليهما .

 

الأحد، 25 مايو 2025

الشعير فى الإسلام

الشعير فى الإسلام
الشعير أحد المحاصيل التى يتم زراعتها فى بلاد العالم المختلفة ويبدو أن القمح والشعير من المحاصيل المرتبطة ببعضها عند الناس ولكن الشعير مرتبط فى الغالب بكونه طعام للحيوانات بينما القمح مرتبط بكونه طعام للبشر مع أن كلاهما يتناوله البشر وكلاهما تتناوله الحيوانات
الشعير إذا كما يقال حاليا فى علم النبات :
"نوع نباتي عشبي حولي من الفصيلة النجيلية"
لم يذكر الشعير فى القرآن إلا ضمنا من خلال ذكر الحب وهو :
ما يسمونه فصيلة النباتات الحبوبية
وفيه قال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا"
وقال :
"وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ"
وقال :
"وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا"
وقال :
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا"
وقال :
" والحب ذو العصف "
ومن تلك الآيات يتضح أن فصيلة المحاصيل المنتجة للحبوب تتصف بكونها :
لها عصف أو روق أى غلاف وهو السنبلة كما قال تعالى :
" فذروه فى سنبله "
أن الحبوب تكون متراكبة والمراد مرتبة فوق بعضها أو بجانب بعضها
أن أول ما يكون نبات الحب هو عود أخضر
أن أفضل حماية للحب هو تركه فى سنبله وهو ما يعنى :
دراس الحبوب يكون أول بأول وليس مرة واحدة للحفاظ عليه من الآفات
وفى الفقه تحدث الفقهاء عن موضوعات متعددة عن الشعير أهمها ما يأتى :
الأول: ماء الشعير :
وهو ما يطلق عليه اسمه الجعة والاسم الأشهر بين محبى التخمر أو التخدر هو :
البيرة
قطعا الجعة في الغالي تناول كميات قليلة منها لا يؤدى إلى شىء مما حرمه الله ولكن شربها بكميات كبيرة يؤدى إلى حالة توهان للشارب وهو ما يدخلها في باب الخمر إن تاه أى سكر الشارب
وكما سبق القول شربها بكميات كبيرة يجعل الشارب يسكر
ومن ثم يتم تناولها كمشروب عادى زجاجة أو اثنين من الزجاجات الصغيرة
وماء الشعير يستخدم كوصفة علاجية لإدرار البول عند المصابين ببعض السوء في الجهاز البولى
زكاة الشعير :
أوجب الفقهاء الزكاة في محصول الشعير إذا بلغ النصاب والحقيقة أنه لا يوجد نصاب محدد في المحاصيل
وقد بنوا حكمهم على في وجوب الزكاة على قوله تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأْرْضِ"
وهى آية ليست في الزكاة التى يقصد بها الصدقات وإنما الاية أو الجملة التى تتحدث عن الزكاة هى :
قوله تعالى :
" وأتوا حقه يوم حصاده "
كما ينوا حكمهم على الأحاديث التالية :
"قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لاَ تَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ إِلاَّ مِنْ هَذِهِ الأْرْبَعَةِ:
الشَّعِيرِ وَالْحِنْطَةِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ"
والحديث يتناقض مع قوله تعالى :
" وآتوا حقه يوم حصاده "
فهنا كل النبات الذى يحصد فيه زكاة وليس أربعة فقط
كما بنوا حكمهم على الحديث التالى :
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ."
وهو حديث يناقض كلامهم عن وجود نصاب في المحصول لأن الزكاة هنا مقدارها بناء على طريقة سقى الزرع وليس بناء على مقدار المحصول
الحقيقة أن الزكاة تبنى على الربح من الزرع فإن وجد ربح بعد خصم التكاليف وخصم نفقات اسرة الفلاح طول الموسم فساعتها يكون هناك زكاة فهى مبنية على وجود ربح بعد خصم النفقات والتكاليف
وهذا الربح وهو المقدار الزائد يكون مناصفة بين الفلاح وبين مؤسسة الزكاة التى تقوم بأخذه وتوزيعه على المستحقين له
زكَاةُ الْفِطْرِ:
وقد تحدث الفقهاء عن نوع مخصوص من الزكاة لا وجود له في القرآن ولا يمكن أن يكون له وجود في الإسلام لأن كل أحاديثه دون استثناء حددت الدافعين بأنهم كل المجتمع الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأْنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ كما في حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
"كُنَّا نُعْطِيهَا - أَيْ زَكَاةَ الْفِطْرِ - فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ "
ومع هذا لم تحدد لنا تلك الأحاديث من يأخذ تلك الزكاة وهو ما يدل على أن تلك الأحاديث موضوعة
زد على ذلك مخالفتها أن رمضان ليس شهر حصاد كل المحصولات وإنما الحصاد يكون فى كل شهر تفريبا كما قال تعالى :
" ,اتوا حقع يوم حصاده "
فتحديد الزكاة بيوم الحصاد يعنى عدم وجدود ما يسمى بزكاة الفطر خاصة مع وجود أحاديث أخرى مناقضة تقول بعدم وجود فرضين فى شىء واحد منها ما رواه الترمذى :
"ليس في المال حق سوى الزكاة"
بيع الرض والشعير فيها :
قال القوم أن الأرض تباع وحدها دون الزرع والحق :
أن الأرض تباع بزرعها ويكون فى العقد ثمن الأرض بمفرده وثمن الزرع شعيرا أو غيره وحده
الرِّبَا في الشعير
حكم الفقهاء أن الشعير من الأموال الربوية التى يحرم بيعها إلا بمثلها والمراد بذلك :
أن تبادل الشعير يكون بشعير من نفس الصنف ونفس الوزن أو الكيل فإن اختلفت الأصناف وزيد في أحدها على الأخر وزنا أو كيلا فقد حرم البيع وهذا مبنى على أحاديث مثل :
"الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ مِثْلاً بِمِثْلٍ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ فَقَدْ أَرْبَى، بِيعُوا الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ كَيْفَ شِئْتُمْ يَدًا بِيَدٍ، وَبِيعُوا الْبُرَّ بِالتَّمْرِ كَيْفَ شِئْتُمْ يَدًا بِيَدٍ، وَبِيعُوا الشَّعِيرَ بِالتَّمْرِ كَيْفَ شِئْتُمْ يَدًا بِيَدٍ "
والحقيقة أن قوله تعالى :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ"
يبيح التجارة بالتراضى غير مشترط تساوى الأصناف المتبادلة أو غير هذا من الشروط فالشرط الوحيد هو رضا الطرفين

 

السبت، 24 مايو 2025

الرد على مقال الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني

الرد على مقال الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني
كتب يحيى شهوان مقالا بعنوان :
الوهم الخرافي في فهم "القَسَم" القرآني: إساءة تأويلية للذات الإلهية المنزهة"
وفى بداية المقال زعم أن ما جاء في أول بعض السور مثل الشمس والليل وسواهم ليس قسما من الله بمخلوقاته وإنما الخطأ في تفسير ذلك من قبل المفسرين فقال :
من أكبر الأخطاء التأويلية التي تسربت إلى الوعي الجمعي الإسلامي بفعل الموروث التفسيري، هي اعتقاد أن الله يقسم بمخلوقاته، كما هو ظاهر في سور مثل الفجر، الشمس، التين، البلد وغيرها. هذا الفهم التراثي لا يُسيء فقط إلى جوهر الخطاب القرآني، بل يُلصق بالذات الإلهية صفات بشرية، كمن يحاول أن يُقنعنا أن الله تعالى يحتاج إلى "الحلفان" ليؤكد ما يقول! وهذا من التقديس الزائف الذي يفضي إلى **تصورات خرافية تُجرد الله من كماله وتنزهه"
وهو كلام الهدف منه تنزيه الله عن الحاجة للحلفان كما قال وقطعا الله لا يحتاج لشىء كما معروف وهذا الهدف يكون سليما من قبل الكاتب لو أنه هناك دليل من القرآن يقول أنه بحاجة للحلفان ولكن الحلف ليس للحاجة وإنما الحلف يكون مقصودا به قول الحقيقة أو مقصودا به قضاء سؤال السائل أو حتى مقصودا به أهداف سوء كما في أقسام المنافقين
وقد قام يحيى شهوان بما ظن أنه برهنة على وجهة نظره فقال :
"نقض فرضية "القسم الإلهي":
هل يحتاج الله لأن يقسم؟
هل يُعقل أن يُشبَّه الله بالإنسان الذي يُقسم ليؤكّد كلامه خشية تكذيب الآخرين؟
هل القسم يُعزز الحقيقة عند العاقل أم أن الحقيقة قائمة بذاتها لا تحتاج دليلاً خارجها؟
إن العقل السليم، المستنير بروح القرآن، يُدرك أن:
الله لا يُقسم، بل يُقَسِّم يبيّن، يوزع، يُفرّق بين الأشياء، ويدعو العاقل إلى النظر في هذه التقسيمات الكونية والفكرية والوجدانية."
هذا كلام لا يستقيم مع نص كتاب الله فيحيى شهوان يفترض أن الله يقسم لحاجة عند المفسرين والحقيقة أن الله يقسم حقا بنص القرآن كما قال :
" فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه قسم لو تعلمون عظيم "
فهنا يؤكد الله على أنه يقسم
بالطبع كلمة لا ليست نفى وإنما لا الإثبات وهى التى استخدمتها النملة المحذرة في قوله تعالى:
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"
فلا هنا لا تنفى التحطيم وإنما تؤكده لأنهم لن يروا والمراد لن يشعروا بالنمل تحت أقدامهم
إذا الله أقسم بمخلوقاته ولكن لم يقسم لحاجة كما يتخيل يحيى أن المفسرين زعموا أنه يقسم لحاجة والمقصود لنقص عنده سبحانه وتعالى
الله يقسم من أجل نفع الناس
وقال في الدليل الثانى :
"الجذر "ق س م" لسانيًا:
* الجذر "ق س م" لا يعني الحلف أو اليمين بذاته، بل يدل على:
* التفريق المنظّم.
* التوزيع العادل.
* التمييز الدقيق بين عناصر مختلفة.
منه:
قسّم الشيء: فرّقه بأجزاء مدروسة.
القسمة**: توزيع الحصص.
قَسيم: من يتشارك في شيء مقسوم.
قسّام: من يُميز بين الحقوق وهذا ما ينسجم تمامًا مع السياقات القرآنية التي سُميت جهلا بـ"آيات القسم"."
هل يوجد أى دليل من القرآن على ما قاله شهوان في كلامه ؟
لا يوجد
وفى سبيل هذا الكلام اللغوى تناسى يحيى شهوان أن الله أثبت أن كلمة القسم بمعنى الحلف به فقال :
" تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ"
هنا الشهود يقسمان بالله والمراد يحلفان بالله وهو ما لم يذكره يحيى في تقسيمه اللغوى
وهو يناقض أن الله جعل قسم المنافقين المتكرر أيمان أى حلفانات فقال :
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"
ويناقض أن الله جعل قسم الكفار المتكرر أيمان فقال :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ"
وقال :
"وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ"
وقال :
" وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا"
وهذا إثبات لكون القسم بالله يمين أى حلف
الدليل الثالث في رأى يحيى شهوان هو تفسيره العميق في رأيه وفيه قال :
فَهم عميق للآيات المزعومة "قسمًا":
﴿وَالْفَجْرِ \* وَلَيَالٍ عَشْرٍ \* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ \* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ \* هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾ \[الفجر:1-5]
* هذه ليست أقسامًا، بل:
* عرض لتقسيمات كونية وزمانية: فجْر، ليل، وتر، شفع...
* دعوة للعقل المتحجّر ("ذِي حِجْرٍ") أن يتفكر في هذه السنن والانقسامات المنظّمة.
* "هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ": أي هل ترى في هذا العرض **تقسيماً واضحًا يدل على حكمة؟** وليس "حلفًا"!"
الرجل هنا يقول أن هذه تقسيمات زمانية وكونية فقسم تعنى توزيع الكون والزمن لأجزاء وهو ما يخالف أن التقسيم يكون في شىء واحد ويكون غير متكرر فلو اعتبرنا المذكور زمان فقد خرج منه الشفع والوتر ونجد أن الله تعالى عن ذلك قد كرر التقسيم بالليل مرتين ليال عشر والليل وهو أمر لن يكرره متعلم في سطر واحد لأنه سيكون في تلك الجال جاهل
وقال في تقسيره العميق :
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ \* وَطُورِ سِينِينَ \* وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ \[التين:1-3]
* ليست أقسامًا، بل **نماذج لتجارب بشرية متمايزة**:
* التين = لذة مؤقتة، نضوج سريع.
* الزيتون = استدامة ونور.
* وَطُورِ سِينِينَ = مراحل عقلية. تُعرض لتُشكل **حُجة عقلية** أمام الإنسان ليتفكر ويستنبط.
* البلد الأمين = مجتمع يتسم بالأمن الفكري.
الله لا يُقسم بها، بل **يستعرضها كأنماط من "التقسيمات النفسية والمعرفية"**، لتُدرك الحقيقة من خلال التنوع."
الرجل ينكر حتى التفسير القرآنى للزيتون وأنه شجر يخرج منه الدهن والصبغ للأكلين وهو قوله تعالى :
"وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ"
وحتى ينكر أن الطور مكان لها جوانب كما في قوله تعالى:
"وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا"
وحتى ينكر ان الطور مكان كان في أحد جوانبه نار كما في قوله تعالى :
"سَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا"
ونجده ابتعد عن أقسام سور الشمس والليل لأنه ستثبت أنه هو من يخرف فلن يستطيع تفسير الشمس بغير الشمس والقمر بغير القمر
وتابع يحيى شهوان براهينه التى ليست براهيم فذكر آيات تدل على القسم بمعنى التوزيع فقال :
" الجذر "ق س م" في سياقات قرآنية تدعم المعنى:
* ﴿أَنَّا قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ \[الزخرف: 32]
واضح أنه يعني "وزعنا"، لا "أقسمنا".
* ﴿وَإِذَا قُسِمَتْ نَسُوا حَظَّهُم﴾ \[الأعراف: 165]
أي حينما وُزعت الأدوار، لا "أُقسمت".
قطعا الرجل تغافل تماما عن آيات القسم جهد الأيمان والتى ذكرنا بعضا منها لأنه لا تساعده على ما ذهب إليه
وكما تحدث في أول المقال عن خطورة الفهم التراثى عاد فكرر نفس الكلام فقال :
خطورة الفهم التراثي:
1. إضفاء طابع بشري على الإله**: يجعل الله بحاجة للتوكيد والتعزيز، وهو الغني عن العالمين.
2. تحويل الآيات من دعوات للتفكر إلى شعائر شكلية تُتلى دون تدبر**.
3. تقديس المخلوقات بزعم أن الله "أقسم بها" مما فتح الباب للوثنيات المعنوية والرمزية. و تلك المخلوقات كانت تقدس من بعض الامم تاريخيا"
وهو نفس الفهم الخاطىء لنقد التراث فالتراث يكون خاطئا إذا كانت هناك أدلة حقيقية وليس لى أعناق الكلام ليتوافق مع الرأى
وعاد لقول نفس السبب عن سبب تأليف المقال وهو تنزيه الله كما قال أيضا في أول المقال فقال :
" لماذا ساد هذا الفهم الخاطئ؟
بسبب الخضوع للتراث الروائي والنقلي بدون تفكيرعلى حساب التأمل اللساني.
* **سذاجة لسانية** حالت دون النظر في دلالات الجذر الأصلية.
* **نقل مفاهيم الحلف البشري** إلى النص الإلهي دون تنزيه اي تجسيد الاله."
وكلامه عن اللسان أو عن اللغة كلام يتعارض مع حقيقة واقعة وهى أن الكتب اللغوية كتبت بعد نزول القرآن بقرون وليس قبله ومن ثم لا يمكن أن تكون دليلا يصلح الاستدلال به في تفسير القرآن وإنما القرآن يفسر بالقرآن وحده
المصيبة أن أول كتاب نحوى لغوى في اللغة العربية هو كتاب لم يكتبه عربى وإنما فارسى وهو كتاب الكتاب لسيبويه
قطعا هذا يتعارض مع المثل أهل مكة أدرى بشعابها ومع هذا صار الفارسى أدرى بالعربية من أهلها وصار إماما لنحاتها
وكرر في الخلاصة ما قاله في أول المقال عن أن الله لا يحلف فقال :
"الخلاصة:
ليس في القرآن "حلفان" من الله، بل فيه **تقسيمات عقلية وكونية**، تُعرض على الإنسان ليتفكر. الجذر "ق س م" لا يبرر أبدًا فرضية القسم، بل يُظهر نظامًا وتفريقًا دقيقًا في سنن الله.
حين نفهم القَسَم بمعناه الحقيقي، ننزه الله عن الحلف، ونعيد للقرآن هيبته كخطاب عقلي لا شعائري، تربوي لا تراثي، يُربي العقل لا يُغلفه بالخرافة."
قطعا أثبتا من القرآن خطأ ما ذهب إليه يحيى شهوان وأن القسم لا يقسم بالله لحاجة والمقصود لنقص عنده تعالى عن ذلك علوا كبيرا وإنما يقسم بمخلوقاته من أجل صالح وهو نفع البشر لعلهم يستمعون القول فيتبعونه