الأربعاء، 23 أبريل 2025

الأوزاغ فى الإسلام

الأوزاغ فى الإسلام
الوزغ هو من الدواب التى تزحف على بطنها كما يقال ويطلق عليه أسماء متعددة كثل :
سام أبرص وأبو بريص والضاطور وبعرصى والشفشحة والحرباء
وأنواع الأوزاغ او الأبراص متعددة وهى تنتمى فى علم الأحياء إلى الحرشفيات وهى تنقسم إلى مئات الأنواع وتعيش فى البيئات المختلفة والميزة الفريدة فيها :
ان جلدها يتلون بلون البيئة التى تعيش فيها وهى تصدر أصواتا فى المساكن تقلق راحة سكانها كما أنها تختبأ غالبا فى المطابخ فى البيوت وفى الفقه نجد الفقهاء بنوا أحكاما متعددة على الروايات التى قيلت فى الأوزاغ ليس قطعا من قبل الرسول(ص) ولكن من قبل من وضعوا تلك الأحاديث ومنها :
الأول وجوب قتل الأوزاغ فى أى مكان تتواجد فيه وتجد ذلك فى أحاديث مثل :
وللبخاري : « أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بقتل الأوْزاغ ، قال : وكان ينفخ على إِبراهيم».
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُالْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ * (رواه البخاري)
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ مُوسَى أَوِ ابْنُ سَلَامٍ عَنْهُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِالْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ - رضي الله عنهم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَقَالَ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام * (رواه البخاري)
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرُونَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَمَرَ * (رواه مسلم)
- وحدثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ح وحدثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ح وحدثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَتْلِ الْوِزْغَانِ فَأَمَرَ بِقَتْلِهَا وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ اتَّفَقَ لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي خَلَفٍ وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَحَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ قَرِيبٌ مِنْهُ * (رواه مسلم)
- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ قَالَتْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ * (رواه النسائي)
- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ * (رواه ابن ماجه) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ وَابْنُ بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَرَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اسْتَأْمَرَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي قَتْلِ الْوَزَغَاتِ فَأَمَرَهَا بِقَتْلِ الْوَزَغَاتِ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ وَرَوْحٌ وَأُمُّ شَرِيكٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ * (رواه أحمد)
- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ * (رواه البخاري)
- أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ * (رواه الدارمي) - حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا * (رواه مسلم)
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا * (رواه أبو داود)
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا * (رواه أحمد)
1596 - (خ، م) - حدثنا حمد بن أحمد بن عمر، قال: أنا أبو عبد الله، قال: أنا محمد بن الحسين القطان، قال: ثنا علي بن الحسن ابن أبي عيسى، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب:
عن أم شريك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ، وقال: ((إنه كان ينفخ على إبراهيم)). أشك في الكلمة الأخيرة
7757- (م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : « أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بقتل الوزَغ ، وسماه : فويسقا ». أخرجه مسلم، وأبو داود. 7759- (خ م س) أم شريك - رضي الله عنها - : « أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أمرها بقتل الأوزاغ » ، وفي رواية : « أَمَرَ » أخرجه البخاري، ومسلم ، والنسائي.
وفي رواية للنسائي : « أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عُكّاز ، فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوَزَغ ؛ لأن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا : أنه لم يكن شيء إِلا يُطفئ على إبراهيم عليه السلام ، إِلا هذه الدابة ، فأمرَنا بقتلها ، ونَهَى عن قتل الجِنَّانِ ، إِلا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر ، فإنهما يَطْمِسان البصر ، ويُسْقِطان ما في بُطون النساء».
ونجد أن هناك أحاديث مضادة تقول أن الرسول (ص) لم يأمر بقتل الأوزاغ كما فى الأحاديث التالية :
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ قَالَتْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ * (رواه أحمد)
[774/ 1831]- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنهم - زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ قَالَ أبو عَبْد اللَّهِ إِنَّمَا أَرَدْنَا بِهَذَا أَنَّ مِنًى مِنَ الْحَرَمِ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا بِقَتْلِ الْحَيَّةِ بَأْسًا * (رواه البخاري)
- وحدثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ قَالَا أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ الْفُوَيْسِقُ زَادَ حَرْمَلَةُ قَالَتْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ * (رواه مسلم)
- حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ * (رواه أحمد)
- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا لَيْثٌ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمْرَ بِقَتْلِهِ * (رواه أحمد) 1595 - (م) - حدثنا عبد الملك بن عبد الله، قال: ثنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: أنا أحمد بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الوزغ فويسق))، ولم أسمعه أمر بقتله.
وفى حديث نجد رواية عدم القتل والقتل مجتمعتين فى حديث واحد وهو :
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنهم - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ الْفُوَيْسِقُ وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَزَعَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِهِ * (رواه البخاري)
وهو ما يعنى أن الرسول(ص) لم يقل ذلك الحكم سواء بالقتل أو عدم القتل لأن الحكم هو :
هو قتل أى شىء يقلق الراحة فى السكن فإنما سمى سكن لأن الراحة مطلوبة فيه ووجود الأوزاغ والحيات والذباب وغير هذا من المقلقات ممنوع ومن ثم يجب قتلها فى البيوت وأما خارج البيوت فى الغابات والصحارى وغير فى يجب قتل شىء منها ما دام بعيدا عن الناس
ونجد فى الأحاديث موضوع قتل الوزغ من ضربة أو أكثر مثل :
- وحدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً لِدُونِ الْأُولَى وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً لِدُونِ الثَّانِيَةِ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح وحدثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ح وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّاءَ
ح وحدثنا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ كُلُّهُمْ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَعْنَى حَدِيثِ خَالِدٍ عَنْ سُهَيْلٍ إِلَّا جَرِيرًا وَحْدَهُ فَإِنَّ فِي حَدِيثِهِ مَنْ قَتَلَ وَزَغًا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَفِي الثَّانِيَةِ دُونَ ذَلِكَ
رواه مسلم والترمذى وأبو داود وابن ماجة
والخطأ هنا هو اختلاف عدد الحسنات باختلاف مرة ضرب الوزغ وهو ما يخالف أن أى عمل صالح أى حسنة لا يختلف ثوابه بسب اختلاف مراته والسبب هو أن الله حدد الأجر بعشر حسنات لغير الأعمال المالية بقوله بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ".
كما نجد موضوع نفخ الوزغ النار على إبراهيم وهو أكذوبة من الأكاذيب ومن أحاديثه :
إن نبى الله أخبرنا أن إبراهيم لما ألقى فى النار لم تكن فى الأرض دابة إلا أطفأت النار غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر رسول الله بقتله "رواه ابن ماجة وللبخاري : « أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بقتل الأوْزاغ ، قال : وكان ينفخ على إِبراهيم».
وفي رواية للنسائي : « أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عُكّاز ، فقالت: ما هذا؟ فقالت: لهذه الوَزَغ ؛ لأن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا : أنه لم يكن شيء إِلا يُطفئ على إبراهيم عليه السلام ، إِلا هذه الدابة ، فأمرَنا بقتلها ، ونَهَى عن قتل الجِنَّانِ ، إِلا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر ، فإنهما يَطْمِسان البصر ، ويُسْقِطان ما في بُطون النساء».لأمر بقتل الوزغ (الفويسق)
والخطأ هنا أن الوزغ كان ينفخ على إبراهيم (ص)وهو فى البنيان المسمى المحرقة والخطأ ظاهر هنا وهو أن الوزغ كان قريب من النار وهذا ما لم يحدث لأنه لو كان قريبا من النار لشوى أو أصيب بالحروق من جراء هذا الحريق الكبير الذى كان على الأقل لابد من البعد عنه أكثر من ثلاثة أمتار من آثاره ثم إن دواب الأرض لم تطفىء النار كما يزعم القول لأن الله أمر النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم (ص)مما يعنى أن النار هى التى أنقذت إبراهيم (ص)وليس غيرها .
والموضوع ألأخير تسمية الوزغ فويسق كما فى الأحاديث التالية :
- حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الْوَزَغُ فُوَيْسِقٌ * (رواه أحمد)
- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَيُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الْوَزَغُ الْفُوَيْسِقُ * (رواه النسائي)
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِلْوَزَغِ الْفُوَيْسِقَةُ * (رواه ابن ماجه)
قطعا الخطأ تسميته باسم من اسماء الكفار لا يجوز تسميته باسم يدل على الكفر لأن كل مخلوقات الله عدا كفار ناس مسلمين كما قال تعالى :
" وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"

 

الثلاثاء، 22 أبريل 2025

الواقع الأليم فى استمرار المصريين فى الاحتفال بشم النسيم

 

الواقع الأليم فى استمرار المصريين فى الاحتفال بشم النسيم
ما زال الناس فى البلد المسمى بمصر حاليا يحتفلون فى يوم الاثنين التالى ليوم عيد القيامة عند نصارى مصر بما يسمى :
عيد شم النسيم
والذى يتندر عليه بعض السلفية بتسميته :
عيد شم البرسيم
وهو سخرية من تحول الشعب عندهم لمجموعة من الحمير التى تعصى الله فى هذا اليوم بالاحتفال إن لم يكن بعيد من أعياد الوثنية إلى الاحتفال بعيد خاص بأهل دين أخر وهو النصرانية
لا تجد أناس يشاركون غيرهم الاحتفال بأعيادهم الوثنية والتى تنتمى إلى أديان أخرى إلا من يتسمون بالمسلمين وبعض نادر من الأخرين والإسلام من احتفالاتهم برىء وهذا ليس وليد هذا العصر ولكن تجده فى أشعار القدامى مثل البحترى الذى يقول فى عيد النيروز متباهيا بمعصية الله بشرب الخمر وسماع الألحان الفاجرة:
أتَاكَ الرّبيعُ الطّلقُ يَختالُ ضَاحِكاً
منَ الحُسنِ حتّى كادَ أنْ يَتَكَلّمَا
وَقَد نَبّهَ النّوْرُوزُ في غَلَسِ الدّجَى
أوائِلَ وَرْدٍ كُنّ بالأمْسِ نُوَّمَا
يُفَتّقُهَا بَرْدُ النّدَى، فكَأنّهُ
يَنِثُّ حَديثاً كانَ قَبلُ مُكَتَّمَا
وَمِنْ شَجَرٍ رَدّ الرّبيعُ لِبَاسَهُ
عَلَيْهِ، كَمَا نَشَّرْتَ وَشْياً مُنَمْنَما
أحَلَّ، فأبْدَى لِلْعُيونِ بَشَاشَةً،
وَكَانَ قَذًى لِلْعَينِ، إذْ كانَ مُحْرِما
وَرَقّ نَسيمُ الرّيحِ، حتّى حَسِبْتُهُ
يَجىءُ بأنْفَاسِ الأحِبّةِ، نُعَّمَا
فَما يَحبِسُ الرّاحَ التي أنتَ خِلُّهَا،
وَمَا يَمْنَعُ الأوْتَارَ أنْ تَتَرَنّما
وَمَا زِلْتَ خِلاًّ للنّدَامى إذا انتَشُوا،
وَرَاحُوا بُدوراً يَستَحِثّونَ أنْجُمَا
تَكَرّمتَ من قَبلِ الكؤوسِ عَلَيهِمِ،
فَما اسطَعنَ أنْ يُحدِثنَ فيكَ تَكَرُّمَا
ونجد ابن الرومى يقول محتفلا به مسميا إياه لهوا وبالأضحى:
أسْعدْ بعيدِ أخي نـُسْكٍ وإسلامِ وعيدِ لهوٍ طليق الوجهِ بســــــام
عيدان أضحى ونيروزٌ كأنهما يومًا فعالكَ من بؤس وإنعـــــامِ
من ناضحٍ بالذي تحيى النفوسُ به وحائلٍ بينَ أرواحٍ وأجسامِ
كذاكَ يوماكَ يومٌ سيبهُ ديمٌ على العفاةِ ويومٌ سيـــــــــــــفهُ دامِ
رأيتُ أشرافَ خلقِ اللهِ قد جعلوا للناسِ هامًا وأنتمْ أعينُ الهامِ
أنتم نجومُ سماءٍ لا أفولَ لها وتلكَ أشرفُ من نيرانِ أعــــلامِ
وخافكمْ كلُّ شيءٍ فاكتسى نفقًا كأنه في حشاهُ حرفُ إدغــــامِ
ويقول المتنبى متفاخرا بنيروز الفرس الكفرة :
جاءَ نَيروزُنا وَأَنتَ مُرادُه :::وَوَرَت بِالَّذي أَرادَ زِنــــــــــــــــــــــ ـــادُه
هَذِهِ النَظرَةُ الَّتي نالَها مِن :::ـكَ إِلى مِثلِها مِنَ الحَـــــــــــــــولِ زادُه
يَنثَني عَنكَ آخِرَ اليَومِ مِنهُ :::ناظِرٌ أَنتَ طَرفُهُ وَرُقــــــــــــــــــــ ـــاده
نَــــــحنُ في أَرضِ فارِسٍ في سُرورٍ :::ذا الصَباحُ الَّذي نَرى ميلادُه
عَظَّمَتهُ مَمالِكُ الفُرسِ حَتّى :::كُلُّ أَيّامِ عامِهِ حُسّـــــــــــــــــــــ ــــادُه
ما لَبِسنا فيهِ الأَكاليلَ حَتّى :::لَبِسَتها تِلاعُهُ وَوِهــــــــــــــــــــ ـــــادُه
عِندَ مَن لا يُقاسُ كِسرى أَبو سا :::سانَ مُلكًـــــــــــــــا بِهِ وَلا أَولادُه
عَرَبِيٌّ لِسانُهُ فَلسَفِيٌّ :::رَأيُهُ فارِسِيَّــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــةٌ أَعياده
كُلَّما قالَ نائِلٌ أَنا مِنهُ :::سَرَفٌ قالَ آخَــــــــــــرٌ ذا اِقتِصـــــــــــــتادُه
ونعود إلى شم النسيم أو قل فى الحقيقة :
اثنين الفصح فى مصر
من خلال كتب التاريخ لا يمكن الوصول لحقيقة هذا العيد هل هو عيد من أعياد مصر الوثنية قبل النصرانية أم أن من ابتدعه النصارى وهم نسبوه لقدامى مصر الحالية للتنصل من كونهم أرادوا من خلف تشريعه أكل الطعام الذى حرم عليهم طوال فترة الصوم الخمسينى أو قل طول فترة خمسة وخمسين يوما ؟
كتب التاريخ الفرعونى المزورة تقول :
أن عيد شمو أصله فى الحكايات :
أن أحد أولاد ملك مصر مرض أو بالأحرى دخل فى غيبوبة طويلة لسبب ما وأن الأطباء وهم فى ذلك العصر كانوا الكهنة لم يقدروا على افاقته من غيبوبته حتى أتى كاهن أحد آلهتهم المزعومة يدعى سكر من النوبة وكان معه بصلة فدخل على المغمى عليه ووضع البصلة عند أنفه فأفاق الولد وفرح أهل البلدة بذلك فقاموا بعمل عقود من البصل حول رقابهم وطافوا بمعبد الإله المزعوم سكر ووافق ذلك يوم الاثنين بعد اكتمال القمر فى الاعتدال الربيعى بأسبوع فظلوا يحتفلون به كل سنة
وفى خرافة ثانية :
أن امرأة النيل كانت تستيقظ فى يوم الاثنين بعد كون القمر بدرا فى الاعتدال الربيعى وتقوم بدخول البيوت وتخطف الأطفال وتغرقهم فى النيل وأن الشىء الوحيد الذى كان يمنع دخولها البيوت كان تعليق البصل على جدران البيت
خرافات لا أصل لها وحسب الحكايات يمكن استنتاج أن الغرض منها ترويج تجار البصل لتجارته خاصة أن موسم جمعه يكون فى تلك الفترة ويكون كثيرا وحتى لا يفسد تم اختراع العيد المزعوم من قبلهم للتخلص من أكبر كمية منه سواء كانت من المحصول القديم أو المحصول الجديد
قطعا لا يمكن استبعاد شىء من هذه الاستنتاجات خاصة فى أديان الكهنة المرتبطة بالزراعة وهذا ملاحظ فى ديانة الهندوس وغيرها من الديانات المرتبطة بالمحاصيل والحيوانات الداجنة والتى يختلفون بها فى أعياد كثيرة
فى شم النسيم نجد مظاهر العيد هى :
أكل البصل والخس والملانة
أكل السمك المملح خاصة الفسيخ والسردين
الخروج للحدايق والغيطان
تلوين البيض
ومن الأمور المعتادة فى هذا الوقت من كل عام فى مصر هو إثارة قضية الأسماك المملحة فى وسائل الإعلام ونجد الوسائل تستضيف الأطباء وأخيرا رجال من يسمونهم رجال الدين وهى تسمية خاطئة وهم الفقهاء والدعاة والكل يحذر من أكل هذه الأسماك .
زمع هذا الخمور المحرمة لا تجد أحد يتحدث عنها فى وسائل الإعلام إلا نادرا مع أن النصوص فى تحريم شربها وصناعتها واضحة قاطعة ومع هذا يتحدثون عن شىء غير محرم ويريدون الوصول به لدرجة التحريم من خلال قاعدة لا ضرر ولا ضرار وهى قاعدة لا تستخدم عند البعض فى بلادنا إلا حسب الهوى
قاعدة لا ضرر ولا ضرار تسرى على كل الأطعمة المحللة فهى تصبح محرمة على من يريد أكلها إذا ثبت أنها غير صالحة للاستهلاك الآدمى وليس فى حالة الفسيخ والسردين والرنجة فقط .
السؤال الذى يطرح نفسه :
كم إنسان فى هذا اليوم المعروف بشم النسيم يصاب بالتسمم من أكل تلك الأسماك ؟
قل ألف أو عشرة آلاف من بين مائة مليون يتناولون تلك الأسماك وهذه نسبة لا تتعدى 001و%
إذا الخطأ ليس فى هذه الأسماك لأنها لو كانت فاسدة لأصيب الكل ولكن لما كانت النسبة لا تتعدى واحد من كل عشرة آلاف وهى نسبة مبالغ فيها جدا من عندى فإن هذه النسبة تكون ناتجة من سوء التخزين أو سوء الصناعة ويحدث يوميا أنه توجد حالات تسمم بأكلات أخرى
ومن ثم فمن يتحدثون عن الأمر من ناحية التحليل والتحريم غفلوا عن وجود حكم فى الإسلام يحرم أكل أى شىء فاسد إلا عند الاضطرار وهو قوله سبحانه :
" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"

ويبدو أن هناك حركة جديدة تريد وضع أحكام جديدة فى الإسلام بعد توقف روايات الحديث الشفوية حيث قام البعض تجارا أو غير تجار بوضع أحاديث تروج لبعض الأطعمة مثل الحلبة "لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا" ومثل الجرجير "لو علم الناس ما فى الجرجير لزرعوه تحت السرير"ومثل الهريسة " أمرنى جبريل بأكل الهريسة لأشد بها ظهرى"
قطعا تجار يريدون مكسب تجار أخرين وكأن الدين مطية للتجارة
يرحمكم الله توقفوا عن الحديث عن خطورة الأسماك المملحة وانتبهوا لما يراد بكم وهو شغلكم عن المحرمات التى أصبحت محللات فى مجتمعنا الخمور والأدخنة ولحم الخنزير .
وتلوين البيض فى هذا اليوم يكون باللون الأحمر عند النصارى كما زعمت احدى الفتاوى وهو رمز إلى دم المسيح الجارى على الصليب والرجل لم يصلب مصداق لقوله تعالى :
" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
وتلك هى الفتوى الأشهر والتى اعتقد البعض أنها تبيح الاحتفال مع النصارى بشم النسيم ولكنها فى الحقيقة تحرم هذا الاحتفال وتتكلم كلاما معقولا وهى فتوى عطيه صقر
والعلاقة التى يمكن أن تربط بين شم النسيم وبين القرآن هى يوم الزينة فقد كان هذا يوم يخرج فيه فرعون وقومه متزينين بالزينات ويزينون فيما يبدو شوارعهم وكان هذا يوم معروفا لبنى إسرائيل ومنهم موسى (ص) ولذا حدده موسى(ص) ليكون يوما للمباراة مع السحرة حتى يكون يوما يرى المجتمع كله البرهان على صدق رسالته
وفى هذا قال تعالى :
"قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى"
بالطبع مصر القرآنية لا تمت بصلة لمصر الحالية فالمكان بعيد عن بعضه تماما ولكن الكفار الذين حرفوا التاريخ والجغرافيا ربطوا بينهم ببعض المعتقدات والآثار
قطعا لا توجد حرمة فى الأطعمة التى يأكلها الناس فى هذا اليوم ومن كان يأكلها متعودا عليها فى مواسمها فهو ليس بآثم كما قال تعالى :
"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق"
وإنما الآثم هو :
من يشارك فى احتفال وثنى شركى لا أساس له باعتباره رمزا لوحدة الوطن أو عيدا قوميا ويأكل تلك الأطعمة احتفالا باليوم فتلك الأمور عصيان لأمر الله بعدم وجود عيد فى ذلك اليوم

الأحد، 20 أبريل 2025

البرز فى الإسلام

البرز فى الإسلام
البرز فى القرآن :
بروز طالوت وجنوده لطالوت وجنوده :
وضح الله أن طالوت(ص)وجنوده برزوا أى خرجوا لمحاربة جالوت وجنوده وهم عسكره فقالوا داعين الله :ربنا أفرغ علينا صبرا والمراد إلهنا أعطنا منك قوة وفسروا هذا بأن يثبت أقدامهم أى يقوى أنفسهم على الحرب وفسروا هذا بأن ينصرهم على القوم الكافرين أى يعينهم على حرب القوم المكذبين بدين الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين"
البروز من عند النبى (ص):
بين الله لرسوله(ص)أن الفريق المنافق يقول له:طاعة أى سننفذ ما تقول ،فإذا برزوا من عندك والمراد فإذا خرجوا من مكان إقامتك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والمراد نوت جماعة منهم عمل غير الذى طلبت منهم والله يكتب ما يبيتون والمراد والله يسجل الذى ينوون عمله من الشر فى كتبهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذى تقول والله يكتب ما يبيتون"
إبراز الجحيم :
بين الله أن إذا جاءت الطامة الكبرى والمراد إذا وقعت الصاخة وهى الغاشية العظيمة يوم يتذكر الإنسان ما سعى والمراد يوم يرى الفرد ما عمل من خير أو شر وفى هذا اليوم برزت الجحيم لمن يرى والمراد وسعرت أى ظهرت أى جهزت النار لمن يشاهد مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا الجحيم سعرت" وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات :
"فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى"
بروز الكفار لله فى القيامة :
بين الله أن الكفار برزوا لله جميعا والمراد اداركوا أى دخلوا النار كلهم فقال الضعفاء وهم الصغار أى الأتباع للذين استكبروا وهم الذين استعظموا وهم السادة :إنا كنا لكم تبعا أى طائعين لحكمكم فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شىء والمراد فهل أنتم متحملون عنا نصيبا من نار الله من بعض وهذا يعنى أنهم يطلبون من السادة أن يتحملوا بعض العذاب عنهم كما أنهم أطاعوهم فى الدنيا ،فرد المستكبرون :
لو هدانا الله لهديناكم والمراد لو أرشدنا الله لأرشدناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص والمراد سيان لدينا أفزعنا أم تحملنا ما لنا من مهرب وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شىء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص"
بروز الكل لله :
بين الله أنه فى ذلك اليوم يوم البعث يبرز الجميع لله أى يحشر الكل فى كون الله الجديد مصداق لقوله بسورة الكهف"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"وهو الواحد أى الأحد الذى لا شريك له القهار وهو الغالب على أمره وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" وبرزوا لله الواحد القهار "
الكفار بارزون يوم البعث :
بين الله لنبيه (ص)أن الله رفيع الدرجات والمراد مزيد العطايا لمن يريد مصداق لقوله بسورة يوسف"نرفع درجات من نشاء"ذو العرش أى صاحب الملك وهو يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده والمراد ينزل الملائكة بالوحى من عنده إلى من يريد من خلقه وهم الرسل(ص) والسبب أن ينذر يوم التلاق أى أن يخبر الناس عن طريق الرسل(ص)يوم التقابل وهو يوم القيامة يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شىء والمراد يوم هم ظاهرون أى حاضرون لا يغيب عن علم الله منهم غائب أى خافية مصداق لقوله بسورة الحاقة"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية "وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
" رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم"
البرز فى الفقه:
غالب استعمال الفقهاء هو فى البراز وهو فضلات الغذاء التى تخرج من فتحة الإست
ويقال أن البراز لا يعنى الفضلات أو الخراء وإنما اسم للفضاء الواسع وسموه الخلاء أو مكان قضاء الحاجة وهو ما عبر الله عنه باسم :
الغائط
وفيه قال تعالى :
" أو جاء أحد منكم من الغائط "
والغائط يشمل البول والراز والطمث والريح
ويمكن ارجاع الإسم إلى بروز فعلى من فتحة الإست حيث يبرز الخراء من الفتحة كما أن رائحته تبرز أى تطغى على الروائح الأخرى فى المكان
وقد سماه الفقهاء هو والبول وغيرهم نجاسة وهى اسم لم يسم الله به تلك الفضلات أو السوائل كالدم والخمر والشىء الوحيد الذى أطلق عليخ اللفظ هو :
الكفار
وفيه قال تعالى :
" إنما المشركون نجس "
وقد اعتبر الفقهاء البراز من ضمن النجاسة الحكمية التى تبطل الوضوء والصلاة
وقد تناولوه بالكلام فى مبطلات الوضوء والصلاة حيث أوجبوا تطهير كل من :
المكان والثياب والجسم منه
وتطهيره يكون بالماء أو بالصعيد الطيب أو أى شىء جاف يطهر موضع فتحة الإست وما فى جوارها
وفى تطهير الماء قال تعالى :
" وأنزلنا لكم ماء طهورا "
وقد اختلف الفقهاء فى مسألة المقدار المعفو عنه من البراز والحقيقة أنه لا يوجد عفو فيه طالما عرف مكانه أو موضعه فيجب تطهيره والمعفو عنه هو الذى لم يراه الإنسان أو لم يشمه فهو داخل فى حكم الجهل بالشىء
كما اختلفوا فى بيع البراز وهو الخراء حيث أن البعض يستخدمه كوقود كروث البهائم أو يستخدمه كسماد
ويمنع استخدامه كسلعة إلا بعد جفافه والتأكد من موت ما فيه من جراثيم وديدان كما يمنع صرفه فى المياه نهائيا وتقوم مؤسسات المجتمع المتخصصة بالتصرف فيه صحيا وإعادة تدويره بعد جفافه
ومن مسائله المعروفة :
تحليل البراز حيث يأخذ المحللون الطبيون عينات منه على شرائح من الإنسان المشكوك فى مرضه بمرض ما وغالبا هى أمراض الديدان وذلك لفحصه والتعرف على نوعية الديدان وذلك لكى يكتب الطبيب العلاج للمصاب
ونجد من مسائل البراز ما يسمى ببروزات المبانى التى يسمونها الشرفات أو السلالم أو غيرها والحكم فيها يكون بناء على الحفاظ على سلامة المرور والحركة فى الطريق وبناء على كشف عورات بيوت الناس فإن أضرته المرور أو الجيران فهى محرمة وإن لم تضرهم فهى مباحة

 

السبت، 19 أبريل 2025

الظئر فى الإسلام

 

الظئر فى الإسلام
الظئر كلمة لا وجود لها حاليا فى استعمالنا اليومى للكلمات وإن كانت فى كتب الفقه شائعة ومعناها هو :
المرضعة المستأجرة
والكلمة فى كتب اللغة تطلق على المرأة المرضعة وعلى زوجها
وفى القرآن نجد أن الرضاعة بالأجر موجودة كالتالى :
فى حالة رفض المطلقة ارضاع طفلها ولدا أو بنتا وهو ما أسماه الله :
التعاسر وهو :
عدم الاتفاق بين المطلق والمطلقة
فواجب المطلق هو :
استئجار ظئر والمراد :
مرضعة حيث يدقع لها أجر نظير رعايتها لطفله وبالطبع هى لا تأخذ الطفل وتعيده كلما أرضعته مرة وإنما تبقيه فى بيتها وتقوم بارضاعه ونظافته وتغيير ملابسه وتدريبه على الحركة والسير والتحكم فى بوله وبرازه ومن ثم ما أسموه أجر الرضاعة معناه :
أجر التربية أو الرعاية الكاملة
وفى هذا قال تعالى :
"اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وائتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"
وقال أيضا :
"وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف"
قطعا الرضاعة لا تقتصر على حالة التعاسر بين المطلق ومطلقته وإنما هناك حالة فقد الأم سواء بالموت أو للتخلص من آثار جريمة الزنى أو لانقاذ الابن كما فى قصة أم موسى(ص) حيث أمرها بوضعه فى التابوت ووضعه على سطح الماء لانقاذه من القتل
ونجد أن الله حرم عليه الرضاعة من كل المرضعات التى أحضرهن قوم فرعون كى يعيده إلى أمه كما أخبرها وفى هذا قال تعالى :
"وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون"
ومن ثم استئجار ظئر يكون فى الحالات الاضطرارية جميعا فقط
وأما ما يروى فى التاريخ ومعظمه كذب وزور عن أن قريش كانت تعطى أطفالها للمرضعات فى البادية مثل ما يروى عن حليمة السعدية وارضاعها لخاتم النبيين(ص) فهو كلام لا نلاحظ وجود مثله فى المجتمعات الحالية إلا فى حالات الغنيات المترفات اللاتى يتخلين عن ارضاع أطفالهن من أجل الرشاقة والجمال كما يزعمن
والحقيقة أن أى امرأة تقوم بهذا الفعل المحرم تضر نفسها كما تضر ولدها فما يخرج من الجسد أيا كان هو :
فضلات الجسد وبقاءها داخل الجسم فترة ما يضر أعضاء الجسم متسببا فى أمراض جسدية
وفى عصرنا الحالى ظهرت أقوال تحولت إلى أعمال والمتعلق منها بموضوعنا هو :
مصارف اللبن والمقصود بها :
شراء المؤسسة لبن ثدى الوالدات وتحويله إلى لبن جاف يباع للأمهات العاملات التاركات الرضع فى البيوت أو الأمهات الغنيات لكى يضعن عليه ماء ويرضعن أولادهن
وقد يكون هذا الفعل المشين موجود على هيئة لبن طازج يعبأ فى زجاجات ويباع فى الدكاكين كلبن الأنعام
وهذا العمل لم أسمع به ولكن الواجب التعرض به لأن الوساوس الشيطانية من الممكن أن تحوله لواقع
قطعا هذه الأعمال حرمها الإسلام لأنها تعمل على اشاعة زواج الأقارب من الرضاعة حيث أنها لا تراعى اخبار الزبون أو الزبونة باسم من باعوا لهن اللبن لكى يحرموا تلك الزيجات المحرمة بقوله تعالى :
"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتى أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة "
ومن ثم لا يمكن تنفيذ هذا العمل بتلك الصور فى بلاد المسلمين لحرمته حيث يشيع الزيجات المحرمة
ومن ضمن وظيفة القضاء فى دولة المسلمين :
تسجيل كل حالات الارضاع من غير الأمهات الوالدات وذلك لأن هذه السجلات تستخدم فيما بعد فى بيان تحريم زواج رجل من امرأة إن كان بينهما قرابة من الرضاعة
وفى تلك الحالات يجب على الأسرة سواء الرجل أو المرأة الذهاب للقاضى وتسجيل الأمر وكذلك على المرضعة وهى الظئر المستأجر أن تقوم بإخبار القاضى بأسماء من ترضعهم وأسماء أهاليهم
فتلك الكتابة واجبة لأن الاسترضاع عقد وهو عقد يجب كتابته ما بين الطرفين ويسجل عند القاضى وهو عقد مالى وقد طالبنا بتسجيل العقود المالية حيث قال :
" ولا تسئموا أن تكتبوه كبيرا أو صغيرا "
وعقد الرضاعة أو الظئر يجب فيه التالى :
كتابة أسماء المتعاقدين المرضعة وزوجها أو أزواجها من قبل وكذلك المستأجر وأولاده
وكذلك كتابة كل من قامت المرأة بارضاعهم من قبل
المطلوب وهو تربية الطفل المدة الباقية حتى السنتين من الرضاعة
تقدير نفقة الطفل من حيث الطعام والكساء ومواد التنظيف والسكن والأثاث .. تقديرا عادلا
تسليم المرضعة النفقة أولا بأول دون تأخير
كيفية مشاهدة الطفل فتحدد المرضعة وزوجها للرجل طريقة مشاهدة ابنه هل يوميا أو أسبوعيا وذلك حتى يعرف الطفل أباه ولا تحدث له صدمة لأنه لا يراه عندما ينتقل إلى بيته بعد فترة
وأما فسخ عقد الظئر فمباح فى حالات الاضطرار مثل :
سفر الأب لبلدة أخرى للاقامة فيها
اهمال الظئر للطفل من خلال عدم تنظيفه أو الباسه ملابس قديمة أو مقطعة توفيرا للنفقة
تخلى الأب عن ارسال النفقة المقررة إلى الظئر كل شهر
غلاء الأسعار وعدم كفاية النفقة المتفق عليها بين الرجل والظئر وعدم رفع الرجل مقدار النفقة مراعاة للغلاء
قطعا يجب على الرجل الذى استأجر مرضعة وانتهى العقد ألا يمنع الطفل من زيارة أمه واباه واخوته من الرضاعة وإنما يجعله يديم العلاقة بينهم لأن قطع العلاقة ينسى الأطراف القرابة ومن ثم قد يحدث ما لا تحمد عقباه فى المستقبل وهو زواج الأقارب المحرمين بالرضاعة

الجمعة، 18 أبريل 2025

الدبر في القرآن

الدبر في القرآن
المدبر هو الله:
بين الله للناس أن ربهم وهو إلههم أى خالقهم هو الله الذى خلق أى أنشأ والمراد "فطر السموات والأرض "كما قال بسورة الأنعام وقد خلقهم فى ستة أيام والمراد ستة آلاف عام بحساب البشر مصداق لقوله بسورة الحج"وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "وبين لنا أنه استوى على العرش والمراد أن الله أوحى إلى الكون عند خلقه للسموات والأرض أنه ملك المخلوقات كلها والله يدبر الأمر والمراد يحفظ الحكم أى يصون الكون بأحكامه التى يصدرها وفى هذا قال تعالى :
"إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر "
وطلب الله من رسوله(ص)أن يسأل الناس من يدبر الأمر والمراد من يحفظ حكم الكون؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الله هو مدبر الكون بحكمه وسيجد جواب القوم عن كل سؤال هو الله وفى هذا قال تعالى :
" ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون "
من أين يدبر الله الأمر وإلى أين ؟
بين الله للناس أن الأمر وهو الحكم يدبره أى ينزله من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه أى يعود إلى السماء مرة أخرى فى مدة قدرها ألف سنة مما تعدون أى ألف عام من الذى تحسبون وهذا يعنى أن نزول الأمر وصعوده يستغرق ألف سنة بحساب البشر وفى هذا قال تعالى :
"يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"
لماذا يدبر الله الأمر ؟
بين الله للناس أن الله هو الذى يدبر الأمر أى يحفظ الحكم والمراد يحفظ السموات والأرض مصداق لقوله بسورة البقرة "ولا يؤدوه حفظهما وهو يفصل الآيات والمراد بين الأحكام وفى هذا قال تعالى :
"يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون "
تدبر الوحى :
سأل الله أفلا يتدبرون القرآن أى أفلا يتبعون حكم الله؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الناس لا يطيعون حكم الله ،وبين للجميع أن القرآن لو كان من عند غيره والمراد لو كان مصدره غير الله لوجدوا فيه اختلافا عظيما والمراد لعلموا به تناقضا كبيرا يظهر أن مصدره ليس هو الله وهذا يعنى أن دليل كون القرآن من عند الله هو خلوه من التناقض وهو الاختلاف غير المنصوص عليه وهو الناسخ والمنسوخ وفى هذا قال تعالى :
"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
وسأل الله أفلا يتدبرون القرآن والمراد أفلا يطيعون الوحى أم على قلوب أقفالها والمراد أم على نفوس حواجزها ؟ والغرض من الأسئلة هو إخبارنا أن المنافقين لا يطيعون القرآن والسبب أقفال القلوب وهى شهوات النفوس التى تمنعها من الطاعة للقرآن وفى هذا قال تعالى :
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها "
وسأل الله أفلم يدبروا القول أى هل لم يفهموا الوحى ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن القوم لم يطيعوا القرآن مصداق لقوله بسورة محمد"أفلا يتدبرون القرآن "ويسأل أم جاءهم ما لم يأت آباءهم والمراد هل أتاهم الذى لم يجىء آباءهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الوحى عبر العصور كان واحدا فما أتى الأباء أتى لهم ويسأل أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون والمراد هل لم يعرفوا نبيهم (ص)فهم به جاهلون والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار كانوا يعرفون الرسول (ص)معرفة شخصية ويعرفون أنه عاقل وليس مجنونا ويسأل أم يقولون به جنة أى سفاهة وهذا يعنى أنهم يتهمون النبى (ص)بالجنون وهو ما ليس فيه وفى هذا قال تعالى :
"أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت أباءهم أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنة "
وبين الله لنبيه (ص)أنه أنزل له كتاب مبارك والمراد أنه أوحى له ذكر أى حكم مستمر الوجود فى الكعبة مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وهذا ذكر مبارك أنزلناه"والسبب أن يدبروا آياته أى أن يطيعوا أحكامه وفسر هذا بأن يتذكر أولوا الألباب والمراد أن يتبع الحكم أهل العقول وفى هذا قال تعالى :
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "
دابر الكفار
بين الله لنبيه(ص) أنه قطع دابر القوم الذين ظلموا أى أهلك أى عذاب كل الناس الذين كذبوا بآيات الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا " وفى هذا قال تعالى :
"فقطع دابر القوم الذين ظلموا "
بين الله أنه أنجى والمراد أنقذ هود(ص)والذين معه وهم الذين أمنوا برسالته مصداق لقوله بسورة هود"نجينا هودا والذين أمنوا معه" والسبب رحمة أى أمر الله بإنقاذهم وقطع الله دابر الذين كذبوا بآياته والمراد وأهلك الله كل الذين كفروا بأحكام وحيه وفسرهم بأنهم ما كانوا مؤمنين أى ليسوا مصدقين لحكم الله وفى هذا قال تعالى :
"فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين"
كما بين الله للمؤمنين أنه وعدهم أن إحدى الطائفتين والمراد أنه أخبرهم أن إحدى الحسنيين لهم مصداق لقوله بسورة التوبة "هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين"والأولى هى الانتصار بلا قتال والثانية الانتصار فى القتال مع وجود قتلى وجرحى وغنائم وبين لهم أنهم يودون أن غير ذات الشوكة تكون لهم والمراد أنهم يتمنون أن سوى صاحبة الضرر وهى الانتصار بلا قتال تحدث لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته والمراد ويحب الرب أن ينصر العدل وهو الإسلام بجنوده مصداق لقوله بسورة غافر"إنا لننصر رسلنا والذين أمنوا فى الدنيا "ويقطع دابر الكافرين والمراد ويعاقب جميع المكذبين بآيات الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا" وفى هذا قال تعالى :
"إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين"
وبين الله أنه قضى إلى لوط(ص)الأمر والمراد أوحى إليه الحكم التالى أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين والمراد أن أصل هؤلاء مدمر مشرقين وهذا يعنى أن الله أخبره أنه سيهلك القوم فى الصباح مصداق لقوله بسورة هود"إن موعدهم الصبح"وفى هذا قال تعالى :
"وقضينا إليه الأمر ذلك أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين"
دبر يوسف(ص):
بين الله لنبيه (ص)أن يوسف (ص)استبق الباب والمراد جرى نحو منفذ الخروج فجرت المرأة خلفه وقدت قميصه من دبر والمراد وقطعت ثوبه من الخلف وهى تحاول الإمساك به ليزنى بها فألفيا سيدها لدا الباب والمراد فوجدا زوجها عند المنفذ وهو يفتحه ووصف الله للزوج بالسيادة يعنى أن للرجل حكم المرأة فى المعروف ،فلما وجدت المرأة نفسها فى وضع مريب حيث التعرى والتجمل قررت أن تبرر الموقف بكذبة كبرى فقالت له:ما جزاء من أراد بأهلك سوءا والمراد ما عقاب من أحب بزوجك منكرا ؟ولم تكتف بالسؤال وإنما سألت سؤالا أخر تخير فيه الزوج بين تنفيذ عقاب من عقابين فقالت إلا أن يسجن أى يحبس فى المحبس أو عذاب أليم أى عقاب مهين له ؟فهى هنا جعلت نفسها الخصم والحكم وفى هذا قال تعالى :
"واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء إلا أن يسجن أو عذاب أليم "
كما بين الله لنبيه(ص)أن يوسف(ص)لما وجد نفسه وهو البرىء متهما لم يسكت وإنما قال :هى راودتنى عن نفسى والمراد هى من حدثتنى عن شهوتى أى هى التى طلبت منى الزنى ،وكان مع الزوج رجل من أهل الزوجة فشهد هذا الشاهد والمراد فحكم هذا الحاضر للموقف فقال إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين والمراد إن كان ثوب الفتى قطع من الأمام فعدلت المرأة بقولها وهو من الظالمين وهذا يعنى أن الرجل حكم بهذا لأن الراغب لو كان يوسف(ص) فهو يريد المهبل ومن ثم لابد أن يواجهها بوجهه و من ثم ستقطع الثوب وهى تدافع عن نفسها وقال وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين والمراد وإن كان ثوبه قطع من الخلف فافترت المرأة وهو من العادلين بقوله وهذا يعنى أن الشاهد بنى حكمه على أن الهارب يجرى خلفه الراغب ومن ثم يجذبه من الخلف لأنه أول ما يقابله منه ومن ثم سيقطع الثوب من الخلف وفى هذا قال تعالى :
"قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين "
كما بين الله لنبيه(ص)أن الشاهد لما رأى قميصه والمراد لما شاهد ثوب يوسف(ص)قد من دبر والمراد قطع من الخلف قال لها :إنه من كيدكن أى مكركن إن كيدكن عظيم والمراد إن مكركن وهو تدبيركن كبير وهذا يعنى فى رأيه أن المرأة خططت للجريمة مسبقا فقال الرجل ليوسف (ص)يوسف أعرض عن هذا والمراد انسى هذا الأمر ولا تتكلم فيه مع أحد ثم قال للمرأة استغفرى لذنبك أى استعفى لجرمكم والمراد اطلبى ترك العقاب عنك إنك كنت من الخاطئين أى المجرمين وهذا يعنى أن سبب طلب العفو هو كونها أجرمت بفعلها لتلك الفاحشة وفى هذا قال تعالى :
"فلما رأ قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين "
تولية الأدبار عند القتال:
سأل الله الناس : سأل أم لكم براءة فى الزبر والمراد هل لكم عهد فى الكتاب؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار بأن الله لم يعطهم عهد بعدم عقابهم فى الوحى ،ويسأل أم يقولون نحن جميع منتصر أى هل نحن كل غالب ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم مهزومون ولذا يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر والمراد سيقهر الكفار ويعطون الظهر والمراد يهربون من المعركة وهذا إخبار للمسلمين بانتصارهم على الكفار مستقبلا وفى هذا قال تعالى :
" أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر "
وخاطب الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا حكمه فيقول :إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار والمراد إذا حاربتم الذين كذبوا حربا فلا تمكنوهم من النصر عليكم أى اثبتوا مصداق لقوله بسورة الأنفال"إذا لقيتم فئة فاثبتوا "ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة والمراد ومن يمكنهم يومذاك هزيمته إلا هاربا من حرب أو مناصرا لجماعة الكفار وهذا يعنى أن من يترك حرب الكفار فى الميدان يكون إما هارب خوفا من الموت أو الجرح وإما مناصر للكفار خاذل للمؤمنين وتولية الأدبار ليس معناها أن يعطيهم المقاتل ظهره ويجرى لأن الحرب ليست كلها مواجهة وإنما التخطيط للحرب يستلزم أحيانا إعطاء العدو صورة مغايرة للحقيقة مثل الهرب من الميدان للإيقاع به فى كمائن يجرها إليه الهاربون حتى يمكنوا أصحابهم منهم وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "
وبين الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم هنا اليهود لن يضروهم إلا أذى والمراد لن يؤذوهم سوى بالكلام ولو فرض وقاتلوهم أى وحاربوهم فالنتيجة هى أن يولوهم الأدبار والمراد أن يهربوا حيث يعطوا ظهورهم للحرب فيتركونها ومن ثم لا ينصرون أى لا يغلبون المسلمين وإنما ينهزمون وفى هذا قال تعالى :
"لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون "
وبين الله للمؤمنين أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله لو قاتلوهم أى لو حاربوهم لولوا الأدبار أى لأعطوهم الظهور وهذا معناه أن ينهزموا وهم لا يجدون وليا ولا نصير والمراد لا يلقون ناصرا أى منقذا من الهزيمة وهذه هى سنة الله التى قد خلت من قبل والمراد وهذا حكم الرب الذى قد مضى أى تحقق من قبل فى الكفار السابقين وفى هذا قال تعالى :
"ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا سنة الله التى قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا"
وبين الله لنبيه (ص)أن أهل الكتاب إن أخرجوا أى طردوا من مساكنهم على يد المسلمين فالمنافقين لا يخرجون معهم أى لا يسافرون معهم تاركين مساكنهم وإن قوتلوا لا ينصرونهم والمراد وإن حوربوا لا يعاونوهم على حرب الناس لهم وإن نصروهم ليولن الأدبار والمراد وإن عاونوهم فى الحرب ليعطون الظهور والمراد ليهربون من ميدان المعركة وهذا يعنى أنهم لا ينصرونهم فى الحرب ولو نصروهم فسيكون هذا لمدة قليلة جدا ثم يهربون تاركين إياهم للعدو وهم لا ينصرون أى لا يعاونون أحدا وفى هذا قال تعالى :
"لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون "
تولية الدبر عند سماع القرآن:
بين الله لنا أنه صرف فى القرآن والمراد قال أى ضرب فى الوحى من كل مثل أى حكم مصداق لقوله بسورة الروم"ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل" والسبب فى قول الأحكام فى القرآن هو أن يذكروا أى يطيع الناس الأحكام وبين لنا أن النتيجة أن أحكام القرآن ما تزيدهم إلا نفورا أى ما تمدهم سوى طغيانا مصداق لقوله بسورة الإسراء"فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا"والمراد أنهم يستمرون فى كفرهم وفى هذا قال تعالى :
"ولقد صرفنا فى هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا"
وبين الله لنبيه (ص)أنه لا يسمع الموتى والمراد لا يبلغ الكفار الوحى وفسر هذا بأنه لا يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين والمراد لا يبلغ الكفار الوحى إذا أعرضوا مكذبين الوحى وفسر هذا بأنه ليس هاد العمى عن ضلالتهم والمراد ليس بباعد الكفار عن كفرهم بالوحى وفى هذا قال تعالى :
"فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين "
ضرب الأدبار:
بين الله لنبيه (ص)أنه لو يرى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة والمراد أنه لو يشاهد وقت تنقل الملائكة الذين كذبوا حكم الله من الدنيا لحياة البرزخ لشاهد الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم والمراد يعذبون الكفار من مقدمات أجسامهم ومن خلفيات أجسامهم وهذا يعنى أنهم ينزل العذاب بكل منطقة فى جسمهم وتقول الملائكة لهم :ذوقوا عذاب الحريق أى اعلموا عقاب النار ذلك وهو العقاب بما قدمت أيديكم أى بما كفرت أى بما عملت أنفسكم مصداق لقوله بسورة البقرة "وما تقدموا لأنفسكم "وأن الله ليس بظلام للعبيد والمراد وأن الرب ليس بمنقص حق الخلق ،وهذا يعنى أنه لا يجور على حق أحد من عباده مهما قل أو كثر وفى هذا قال تعالى :
"ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم "
وسأل الله فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم والمراد فكيف يمنعون إذا أماتتهم الملائكة يعذبون مقدمات أجسامهم وخلفياتهم هذا العذاب ؟والغرض من السؤال إخبارنا بعدم قدرتهم على منع العذاب،وبين له أن ذلك وهو العذاب سببه أنهم اتبعوا ما أسخط الله والمراد أطاعوا ما أغضب الله وهو الشيطان أى الباطل وكرهوا رضوانه والمراد وبغضوا حكمه الموصل لرحمته فأحبط أعمالهم والمراد فأخسر أجور أفعالهم حيث أدخلهم النار وفى هذا قال تعالى :
" فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعماله "
الارتداد على الأدبار:
بين الله أن موسى(ص)قال لهم:يا قوم أى يا شعب ادخلوا الأرض المقدسة والمراد اسكنوا القرية المباركة مكة مصداق لقوله تعالى بسورة الأعراف"اسكنوا هذه القرية"التى كتب الله لكم والمراد التى فرض الله لكم وهذا يعنى أنه أوجب عليهم سكن مكة المباركة فى التوراة ولا ترتدوا على أدباركم والمراد ولا تعودوا إلى كفركم والمراد لا تخالفوا أمر الله فتنقلبوا خاسرين أى خائبين مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران"فتنقلبوا خائبين"والمراد فتعودوا معذبين وفى هذا قال تعالى :
"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"
ادبار الوقت
أقسم الله بالقمر والليل إذا أدبر أى زال والصبح وهو النهار إذا أسفر أى أنار على أن كلا وهى الحق أن النار هى إحدى الكبر أى إحدى الآيات العظام وهى نذير للبشر أى وعيد للخلق فى الدنيا لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر والمراد لمن أراد منهم أن يثاب أى يدخل الجنة أو يعاقب أى يدخل النار وفى هذا قال تعالى :
"كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر "
وطلب الله من نبيه (ص)أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يعمل بأمر خالقه وفسر هذا بأنه يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل بحكم خالقه حين يقوم من الليل أى وقت يستيقظ فى الليل وإدبار النجوم أى وعقب اختفاء الكواكب من السماء وهو النهار وبين له أنه بأعين الله والمراد فى رعاية وهى حماية الله وفى هذا قال تعالى :
"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا وسبح بحمد ربك حين تقوم من الليل فسبحه وإدبار النجوم"
وطلب الله من نبيه (ص)أن يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل باسم وهو حكم خالقه مصداق لقوله بسورة الواقعة "فسبح باسم ربك العظيم" والعمل يكون قبل طلوع الشمس أى قبل ظهور الشمس وهو ما فسره بالليل وقبل الغروب وقبل غياب الشمس وهو النهار الذى فسره بأنه أدبار السجود أى خلف النجوم والمراد الوقت الذى يلى غياب النجوم وفى هذا قال تعالى :
" وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود"
الرد على الأدبار:
خاطب الله الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى سابقا وهم اليهود والنصارى فيطلب منهم التالى:
أن يؤمنوا بما نزل مصدق لما معهم والمراد أن يصدقوا بالذى أوحى إلى محمد(ص)مطابق للكتب التى عندهم ،وبين الله لهم أنهم إذا لم يؤمنوا فإنه سيفعل بهم أحد أمرين :
الأول:أن يطمس وجوههم بردها على أدبارها والمراد أن يبدل وجوههم بإرجاعها إلى أقفيتهم وبألفاظ أخرى أن يجعل الوجه مكان القفا والقفا مكان الوجه وباقى الجسم كما هو فيكون القفا مع البطن والوجه مع الظهر . وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت "
اتباع الأدبار:
بين الله لنا أن المرسلون وهم الملائكة المبعوثون لما جاءوا آل لوط قالوا له فأسر بأهلك بقطع من الليل والمراد فاخرج من البلدة بأسرتك بعد مرور بعض من الليل وهذا يعنى أنهم لم يريدوا أن يعلم الكفار بتحركهم حتى لا يمنعوهم من الخروج ،واتبع أدبارهم والمراد وامش خلفهم وهذا يعنى أنهم طلبوا من لوط(ص)أن يسير خلف أسرته باعتباره حاميهم ولا يلتفت منكم أحد والمراد ولا يرجع منكم فرد إلا امرأتك مصداق لقوله بسورة هود"ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك "وامضوا حيث تؤمرون والمراد وسيروا حيث توصون وهذا يعنى أنهم كانوا ذاهبين لبلدة حددها الله لهم.
وفى هذا قال تعالى :
" فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون "
دعوة النار من أدبر:
بين الله لنبيه (ص)أن كلا والمراد حقا هو جزاء الكفار هو لظى نزاعة للشوى والمراد نار محبة للكوى وهى الحرق وهى تدعوا من أدبر والمراد تعذب من كفر وفسره بأنه تولى أى كذب بالحق وفسره بأنه جمع فأوعى والمراد لم متاع الدنيا فتمتع به وفى هذا قال تعالى :
"كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى "
يوم التولى ادبارا:
بين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه:ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد والمراد ويا أهلى إنى أخشى عليكم عذاب يوم الدعاء يوم تولون مدبرين والمراد يوم تركضون هاربين من العذاب ما لكم من الله من عاصم أى منقذ وفى هذا قال تعالى :
"ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم "
ادبار الكافر:
بين الله لنبيه (ص)أنه سيرهق الوحيد صعودا والمراد سيدخل الوحيد نارا والسبب هو أنه فكر أى قدر والمراد فهم الوحى ومع ذلك قتل أى لعن كيف قدر أى عقل وكرر الله ذلك فقتل كيف قدر أى فلعن كيف فهم وهذا يعنى أن لعنة وهى عقاب الله أصابته رغم أنه فهم الوحى فلم يصدق به ولم يعمل به وبين له أن الوحيد نظر أى فكر والمراد عقل الأمر ومع ذلك عبس أى بسر والمراد قطب أى أظهر الغضب وفسر الله هذا بأنه أدبر أى تولى عن الحق الذى فهمه وفسر الله ذلك بأنه استكبر أى استعظم على طاعة حكم الله الذى فهمه فقال عن الوحى :إن هذا إلا سحر يؤثر أى إن هذا سوى مكر يخدع ،إن هذا إلا قول أى حديث البشر وهذا يعنى أنه اتهم الرسول (ص)بأنه ساحر وبأنه مؤلف الوحى لأنه من البشر وفى هذا قال تعالى :
"سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر "
ادبار فرعون:
سأل الله نبيه (ص)هل أتاك حديث موسى (ص)والمراد هل أوحيت لك قصة موسى (ص)والغرض من السؤال هو إخباره بقصة موسى (ص) إذ نادى ربه والمراد حين كلم خالقه فى الواد المقدس وهو المكان المبارك الطاهر طوى فقال الله له اذهب إلى فرعون إنه طغى والمراد سافر لمقابلة فرعون إنه ظلم أى كفر بى فقل له :هل لك أن تزكى والمراد هل لك أن تتطهر من ذنوبك بالإسلام؟وفسر سؤاله بقوله هل أهديك إلى ربك فتخشى أى هل أعلمك دين خالقك فتتبع دينه؟والغرض من السؤال هو أن يطلب فرعون تطهيره أى تعليمه الإسلام ليطيعه وأراه موسى (ص)الآية الكبرى والمراد وأشهده البراهين العظيمة الدالة على صدقه مصداق لقوله بسورة طه"ولقد أريناه آياتنا كلها"فكانت النتيجة هى أنه كذب أى عصى أى أبى الإسلام والمراد كفر مصداق لقوله بسورة طه"فكذب وأبى "ثم أدبر يسعى والمراد ثم ذهب يكيد وهو جمع السحرة فحشر فنادى والمراد فجمع الناس فخطب فيهم فقال أنا ربكم الأعلى والمراد أنا خالقكم العظيم وفى هذا قال تعالى :
"ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى "

ادبار موسى(ص)
بين الله لنبيه (ص)أن الله قال لموسى (ص)ألق أى ارم عصاك على الأرض فلما رماها رآها تهتز كأنها جان والمراد شاهدها تتحرك كأنها ثعبان أى حية مصداق لقوله بسورة طه"فألقاها فإذا هى حية تسعى "فولى مدبرا والمراد جرى موسى (ص)هاربا ولم يعقب أى ولم يلتفت والمراد ولم يرجع مرة أخرى فقال الله له:لا تخف أى لا تخشى أذى منها فأقبل إنى لا يخاف لدى المرسلون والمراد لا يخشى عندى الأنبياء(ص)إلا من ظلم أى كفر والمراد أساء ثم بدل حسنا بعد سوء والمراد ثم صنع صالحا بعد فساد وهو يقصد بالسوء قتله للرجل من قوم فرعون،وهذا يعنى أن الخوف يدخل القلب من عمل الكفر،وقال له فإنى غفور رحيم أى عفو مفيد لمن يتوب من سوءه وفى هذا قال تعالى :
"وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إنى لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإنى غفور رحيم "
بين الله لنبيه (ص)أن الله قال لموسى (ص):ألق أى ارم عصاك فرماها على الأرض فتحركت فلما رآها تهتز كأنها جان والمراد فلما شاهدها تتحرك كأنها حية مصداق لقوله بسورة طه"فإذا هى حية تسعى "ولى مدبرا ولم يعقب والمراد جرى هاربا ولم يرجع وهذا يعنى أنه خاف من أذى الحية فجرى ولم ينظر خلفه فقال له الله يا موسى (ص)أقبل أى عد لمكان العصا إنك من الآمنين والمراد إنك من السالمين وهم المعصومين من الأذى وفى هذا قال تعالى :
"وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين "
ادبار قوم ابراهيم(ص)
بين الله لنا أن إبراهيم (ص)لما وجد كلامه لا يأتى بفائدة قال لنفسه:وتا لله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين والمراد والله لأحطمن أوثانكم بعد أن تذهبوا منصرفين ،وهذا يعنى أنه أقسم أنه يكسر الأوثان بعد أن يخرج القوم من معبدهم وقد نفذ كلامه فجعل الأصنام جذاذا أى حطاما سوى كبير لهم والمراد سوى صنم عظيم لهم والسبب فى إبقاءه عليه هو أن يرجعوا أى يعودوا له وكان الهدف من كل ذلك إخبارهم أن آلهتهم لا تقدر على حماية نفسها ولا تقدر على الكلام الذى يشرع الأحكام لكونها ميتة وفى هذا قال تعالى :
"وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم إليه يرجعون "
وبين الله لنبيه (ص)أن إبراهيم (ص)نظر نظرة فى النجوم والمراد أبصر الكواكب ذات مرة فقال لها إنى سقيم والمراد إنى مريض فاشفونى فكانت النتيجة هى أنهم تولوا عنه مدبرين والمراد أعرضوا عنه غائبين وهذا يعنى أنهم لم يستجيبوا لدعوته واختفوا وبهذا أثبت لنفسه أنهم ليسوا آلهة وفى هذا قال تعالى :
"فنظر نظرة فى النجوم فقال إنى سقيم فتولوا عنه مدبرين "
المدبرات:
بين الله أن البعث زجرة واحدة والمراد أن الحياة تعود عن طريق نفخة أى دعوة أى نداء واحد فإذا هم بالساهرة وهى أرض المحشر حيث يقف الخلق كلهم قبل دخول الجنة والنار،ويقسم الله بالنازعات غرقا وهى الشادات شدا والمراد فرق الجيش المفارقات لثباتها وسكونها ،ويقسم بالناشطات نشطا أى المتحركات حركة والمراد فرق الجيش التى تتجهز استعدادا للمسير للعدو ،ويقسم بالسابحات سبحا وهى فرق الجيش السائرات سيرا لحرب العدو ،ويقسم بالسابقات سبقا وهى فرق الجيش المقتربة اقترابا من العدو ،ويقسم بالمدبرات أمرا وهى فرق الجيش المنفذات خطة الحرب وفى هذا قال تعالى :
" والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة "
التولى مدبرين بعد ضيق الأرض:
بين الله للمؤمنين أن الله نصرهم فى مواطن كثيرة والمراد أن الرب أيدهم فى مواقع عديدة فى الحرب ومنها يوم حنين وهو اسم مكان وقعت به معركة مع الكفار إذ أعجبتكم كثرتكم والمراد وقت غركم عددكم وهذا يعنى أن المؤمنين ساعتها خدعهم عددهم الكبير حيث ظنوا أنهم لا يهزمون بسبب كثرة العدد ،فلم تغن عنكم شيئا والمراد فلم تمنع كثرتكم عنكم الهزيمة وضاقت عليكم الأرض بما رحبت والمراد وصغرت أمامكم البلاد بما وسعت وهذا يعنى أن الهزيمة جعلت الأرض أمامهم صغيرة لا يستطيعون الهرب منها من العدو ثم وليتم مدبرين أى ثم تحركتم هاربين وهذا يعنى أن المؤمنين هربوا من ميدان المعركة خوفا من العدو وهو ما لا يجب حدوثه منهم وفى هذا قال تعالى :
"ولقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين "

 

الخميس، 17 أبريل 2025

الطيور في الإسلام

الطيور في الإسلام
الطير
الطير أمم أمثالنا
بين الله للناس أن كل دابة أى كل نوع من المخلوقات فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه والمراد ولا طائر يرفرف بيديه هم أمم أمثال الناس والمراد هم أقوام أشباه أقوام الناس لهم حكم يسيرون عليه
وفى هذا قال تعالى :
" وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "
الطير مسخرات بجو السماء:
سأل الله ألم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله والمراد هل لم يعرفوا أن الطير مهيئات لجو السماء ما يبقيهم طائرات إلا الله ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس بقدرة الله وحده على إعطاء الطيور القدرة على البقاء فى جو السماء أى فترة وفى بقاء الطير فى الجو آيات أى براهين دالة على قدرة الله ووجوب عبادته وحده لقوم يؤمنون أى لناس يعقلون وفى هذا قال تعالى :
"ألم يروا إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون"
تسبيح الطير
بين الله أنه سخر مع داود (ص)الجبال يسبحن والطير والمراد أمر كل من الرواسى والطير أن يذكرن أى يرددن ذكر الله الكلامى مع داود(ص)وكان لذلك فاعل أى صانع والمراد محقق وفى هذا قال تعالى :
"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير "
وبين الله لنبيه(ص)أنه أتى والمراد أعطى داود(ص)منه فضلا أى رزقا عظيما منه أنه أمر الجبال بالتسبيح معه والطيور فقال :يا جبال أى يا رواسى أوبى معه والطير والمراد يا رواسى رددى معه التسبيح أنت والطيور وفى هذا قال تعالى :
"ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير "
طلب الله من نبيه (ص) واذكر عبدنا داود(ص)والمراد واحكى لهم قصة داود(ص)ذا الأيد أى صاحب القوة وهى الصبر على طاعة الله إنه أواب أى مسبح ويبين له أنه سخر له الجبال يسبحن معه والطير محشورة والمراد أنه أمر الرواسى أن يرددن معه الألفاظ الممجدة لله والطير مصفوفة تردد معه التسبيح بالعشى وهو الليل والإشراق وهو النهار والكل له أواب والمراد والجميع مع داود(ص) مسبح وفى هذا قال تعالى :
" واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب "
الطير صافات:
سأل الله أو لم يعلموا إلى الطير فوقهم صافات والمراد ألم يدروا بالطير أعلاهم مجموعات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن والمراد ويطرن فى الجو ما يبقيهن فى الجو إلا قدرة النافع ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الكفار عرفوا أن الله هو الذى أعطى الطير القدرة على البقاء فى جو السماء مدد متفاوتة ومع هذا لم يعرفوا من هذا وجوب طاعة حكمه وحده ويبين لنا أنه بكل شىء بصير وفى هذا قال تعالى :
"أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شىء بصير "
سأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله يسبح أى يسجد له مصداق لقوله بسورة الرعد"ولله يسجد من فى السموات والأرض "والمراد يطيعه من فى الكون والطير صافات أى مسبحات أى مطيعات ؟والغرض من السؤال إخباره أن المخلوقات تطيع حكمه ويبين له أن كل قد علم صلاته أى تسبيحه والمراد كل مخلوق قد عرف دينه وهو أحكام شرع الله ويبين له أنه عليم بما يفعلون أى أنه خبير بالذى يصنعون فى الدنيا وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله يسبح له من فى السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون "
تخطف الطير للساقط
بين الله أن من يشرك بالله أى من يكفر بآيات الله مصداق لقوله بسورة قال تعالى بسورة آل عمران"ومن يكفر بآيات الله"والمراد من يعصى حكم الله فكأنما خر من السماء أى وقع من الجو العالى فكانت نتيجة سقوطه هى أحد أمرين :
-تخطف الطير له والمراد أكل الطيور لجثته بعد تحطمه وموته .
-أن تهوى به الريح فى مكان سحيق والمراد أن يقذف به الهواء المتحرك فى موضع بعيد يهلك فيه وبهذا يرينا الله أن مصير المشرك هو الهلاك فى كل الأحوال وفى هذا قال تعالى :" ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق"
أربعة من الطير
بين الله لرسوله(ص)أن عليه أن يأخذ العبرة من قصة إبراهيم(ص) حين قال لله :رب أرنى كيف تحى الموتى ؟والمراد إلهى عرفنى كيف تبعث المتوفين؟ فهو يريد أن يشاهد عملية الإحياء فسأله الله أو لم تؤمن ؟أى هل لم تصدق بقدرتى على الإحياء؟والغرض من السؤال هو سؤاله عن سبب طلبه فقال:بلى أى صدقت بقدرتك ولكن ليطمئن قلبى أى لتسكن نفسى وهذا يعنى أن سبب الطلب هو إرادته أن تسكن هواجس وشكوك نفسه للأبد فقال الله له:خذ أى أمسك أربعة من الطير فصرهن إليك والمراد فاذبحهن بعد أن تعرفهم معرفة جيدة بنفسك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا والمراد فاذبحهن ثم ضع على كل مرتفع حولك منهن بعضا ثم ادعهن أى نادى عليهن تعالين لى يأتينك سعيا أى يحضرن لك مشيا وهم أحياء واعلم أن الله عزيز حكيم والمراد واعرف أن الله ناصر من ينصره قاضى يحكم بالعدل وفى هذا قال تعالى :
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"
أكل الطير:
بين الله لنبيه(ص) أن القوم والمراد العزيز ومن يريد منع الفضيحة من الأهل بدا لهم من بعد الآيات والمراد ظهر له من بعد البراهين وهى إصرار زوجته على ارتكاب الزنى ومعرفته بكل ما قالته أن أفضل حل هو أن يسجن أى يحبس قال تعالى بسورة يوسف(ص)حتى حين والمراد حتى موعد هو نسيان المرأة لأمر قال تعالى بسورة يوسف (ص)ودخل معه السجن والمراد وسكن معه فى محبسه فتيان أى رجلان فحلما حلمين فقال أولهما :إنى أرانى أعصر خمرا والمراد لقد شاهدت نفسى فى المنام تصنع عصيرا مسكرا وقال الثانى إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه والمراد إنى شاهدت نفسى فى المنام أرفع على دماغى خبزا تطعم الطيور منه ،وقالا نبئنا بتأويله والمراد أخبرنا بتفسير الحلمين إنا نراك من الصالحين والمراد إنا نظنك من الصالحين وهذا يعنى أنهما يريدان تفسير حلم كل منهما والسبب أنهما يريان فيه رجلا صالحا وفى هذا قال تعالى :
"ثم بدا لهم من بعد الآيات ليسجننه حتى حين ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إنى أرانى أعصر خمرا وقال الآخر إنى أرانى أحمل فوق رأسى خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين "
وبين الله لنبيه(ص)أن قال تعالى بسورة يوسف(ص)بعد أن دعا الرجلين إلى الإسلام وأثبت لهما بإخبارهم بأصناف الطعام أنه صادق عاد إلى الإجابة عن سؤالهم السابق :يا صاحبى السجن أى يا صديقى الحبس أما أحدكما ف يسقى ربه خمرا والمراد أما أولكما فيروى ملكه عصيرا وهذا يعنى أنه يعود لعمله ساقيا للخمر للملك ،وقال وأما الآخر وهو الثانى فيصلب فتأكل الطير من رأسه والمراد فيقتل فتطعم الطيور من دماغه وهذا يعنى أنه يقتل ويعلق على المصلبة ويترك حتى تطعم الطيور دماغه ،وقال قضى الأمر الذى فيه تستفتيان والمراد انتهى التفسير الذى عنه تسألان وهذا يعنى أنه أنهى تفسير الحلمين اللذين طلبا تفسيرهما،ونلاحظ هنا أن الحلم الأول فسر العصر بأنه يعنى العودة لوظيفة السقاية والخمر إشارة لوظيفة السقاية عند الملك وفى الحلم الثانى كان الخبز رمز للرأس المأكول والحمل هو الصلب وفى هذا قال تعالى :
"يا صاحبى السجن أما أحدكما ف يسقى ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الأمر الذى فيه تستفيان "
خلق عيسى(ص) كهيئة الطير
بين الله أن جبريل(ص)أخبر مريم(ص)أن ولدها سيعلمه أى سيوحى إليه الله الكتاب وهو الحكمة أى حكم الله ممثلا فى التوراة والإنجيل وهذا خبر بالغيب الممثل فى نزول وحى على ع يسى(ص)فى المستقبل اسمه الإنجيل ،وقال ورسولا إلى بنى إسرائيل والمراد أن ع يسى(ص)سيكون مبعوثا لأولاد يعقوب(ص)برسالة الله ،فلما بعثه الله لهم قال لهم :أنى قد جئتكم بآية من ربكم والمراد أنى قد أتيتكم بعلامات من إلهكم تدل على أن رسالتى من عند الله وهى:أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير والمراد أنى أصنع لكم من التراب المعجون بالماء كشكل الطيور فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله والمراد فأنفث فيه بفمى فتصبح الأشكال الطينية طيورا حية بأمر الله ونسبة الإحياء لله تدل على أنه لا يقدر على عمل ذلك من نفسه وهذه العلامة الأولى وفى هذا قال تعالى :"ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله "
وبين الله أنه قال لعيسى:يا عيسى ابن أى ولد مريم(ص)اذكر نعمتى عليك والمراد اعرف رحمتى بك وعلى والدتك أى ورحمتى لأمك إذ أيدتك بروح القدس والمراد حين نصرتك بجبريل(ص) فأقدرك على أن تكلم الناس فى المهد وكهلا والمراد أن تتحدث مع الخلق فى الرضاع وكبيرا وإذ علمتك الكتاب أى الحكمة والمراد الوحى وهو حكم الله المنزل فى التوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير والمراد وحين تصنع من مزج التراب بالماء كشكل الطيور فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذنى أى فتنفث فيه بريح فمك فيصبح طيورا بأمر الله وفى هذا قال تعالى :
"إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذنى "
منطق الطير
بين الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)ورث أى خلف أبيه داود(ص)فى الحكم فقال :يا أيها الناس وهم الخلق علمنا منطق الطير والمراد عرفنا كلام وهو لغات الطير وهذا يعنى أن الله عرفه لغات الطيور ،وأوتينا من كل شىء والمراد وأوحى لنا كل حكم فى كل قضية وهذا يعنى أن الوحى المنزل عليه كان فيه حكم لكل قضية،إن هذا لهو الفضل المبين أى العطاء العظيم وفى هذا قال تعالى :
"وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شىء إن هذا لهو الفضل المبين "
تجنيد الطير:
بين الله لنبيه (ص)أن سليمان (ص)حشر له جنوده والمراد تجمع عنده عسكره من الجن والإنس وهم البشر والطير وهذا يعنى تكون الجيش من جن وبشر وطير وهم يوزعون أى يسيرون حسب الأمر من سليمان(ص) وفى هذا قال تعالى :
" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون "
وبين الله لنبيه (ص)أن سليمان(ص)تفقد أى فتش على الطير ليعلم استعدادهم فلم يرى الهدهد موجودا فقال :مالى لا أرى الهدهد والمراد ما السبب فى أنى لا أشاهد الهدهد ؟أم كان من الغائبين والمراد هل كان من التاركين مكانهم وهذا يعنى أنه ترك مكانه دون إذن من القائد وهو أمر محرم لأنه قد يتسبب فى هزيمة بسبب تركه مكانه ،وقال لأعذبنه عذابا شديدا أى لأعاقبنه عقابا أليما وهذا يعنى أنه سيضربه أو لا أذبحنه والمراد ولأقتلنه بعد ضربه أو ليأتينى بسلطان مبين أى أو ليحضر لى عذر عظيم على غيابه ،وهذا يعنى وجوب عقاب الجندى التارك موضعه دون إذن من القائد بالقتل إلا فى حالة واحدة هى أن يحضر سلطان أى عذر حربى يزيل العقاب عنه ول يس عذرا مثل موت أحد أقاربه وفى هذا قال تعالى :
" وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لا أذبحنه أو ليأتينى بسلطان مبين "
لحم الطير:
بين الله لنبيه(ص)أن المقربين فى الجنة على أسرة موضونة أى على فرش مرفوعة عن الأرض أى مصفوفة مصداق لقوله بسورة الغاشية "فيها سرر مرفوعة"وهم متكئين عليها متقابلين والمراد راقدين على الفرش متلاقين ويطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدور عليهم غلمان مقيمون فى الجنة بأكواب أى كئوس أى أباريق أى كأس أى كوب من معين وهو الخمر اللذة مصداق لقوله بسورة الطور"يطوف عليهم غلمان لهم" وهم لا يصدعون عنها ولا ينزفون والمراد لا ينتهون عن شربها أى لا ينقطعون عن تناولها ،ويدورون عليهم بفاكهة مما يتخيرون أى من الذى يشتهون ويدورون عليهم بلحم طير مما يشتهون أى من الذى يحبون
وفى هذا قال تعالى :
"على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم مما يشتهون "
الطير الابابيل
سأل الله نبيه (ص)ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل والمراد ألم تدرى كيف صنع إلهك بأهل الفيل؟ويجيب على السؤال بسؤال الغرض منه إعلامه بفعل الله مع أصحاب الفيل :ألم يجعل كيدهم فى تضليل والمراد ألم يجعل تدبيرهم فى تدمير ،وبين له أن اسم الله الرحمن الرحيم أى أن حكم الرب النافع المفيد هو أنه أرسل عليهم طيرا أبابيل والمراد بعث على أصحاب الفيل طيورا أفرادا ترميهم بحجارة من سجيل والمراد تقذفهم بصخر مهلك من طين فكانت نتيجة القذف أن جعلهم كعصف مأكول أى كورق محطم ممضوغ مهشم
وفى هذا قال تعالى :
" ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "
الطيور فى الفقه :
تحدث الفقهاء عن عدة موضوعات فى الطيور منها :
أ - بَيْعُ الطُّيُورِ:
اختلفوا فيما يباع فالبعض أباح بيع المأكول لحمه أو ما يصاد به أو ينتفع بريشه أو صوته والبعض قصره على المأكول والصائد والبعض أباج بيع الكل بغض النظر عن أى شىء وأجمعوا على عدم بيع الطيور في الجو وهو الهواء
ب - الاِصْطِيَادُ بِالطُّيُورِ:
أباح الفقهاء تدريب بعض أنواع الطيور على صيد حيوانات أو طيور من أجل منفعة الإنسان أو الطائر نفسه مثل
الْبَازِي وَالصَّقْرِ وَالْعُقَابِ وَالشَّاهِينِ
واختلفوا في شرو تعليم الطير الصيد
ج - اصْطِيَادُ الطُّيُورِ وَذَبْحُهَا:
اتفق الفقهاء على ذبح الطيور لأكلها وفى حالة تعذر الذبح من العنق أباحوا عقرها بأى وسيلة في جسمها واختلفوا في ذلك
وبيع الطيور مباح عن طريق تنظيم المجتمع لتربيتها وأما ابقاءها في البيوت لسماع صوتها أو مشاهدة ألوانها فأمر محرم لأن البيوت جعلت سكن والمراد مكان اراحة الناس كما قال تعالى :
" والله جعل لكم من بيوتكم سكنا "
وأما تعليم بعض الطيور فمباح ولكن من باب تنظيم المجتمع لصيده وليس لغير هذا باعتبار ان كل الطير مسخر لكل الناس وليس لمن يحسن الصيد فقط
وأما الذبح وهو الذكاة فالجائز هو الذبح العادى فإن تعذر فيجوز للجائع فقط تزكيته بقتله بشىء يخرج دمه فإن لم يخرج منه دم فلا يجوز أكله وإن ضرب بشىء

 

الأربعاء، 16 أبريل 2025

الحنث في الإسلام

الحنث في الإسلام
الحنث فى القرآن:
اصرار الكفار على الحنث العظيم:
بين الله أن الناس فى النار كانوا فى حياتهم الدنيا يصرون على الحنث والمراد يثبتون على الكفر المستمر وهذا يعنى موت الكفار على الكفر

وفى هذا قال تعالى :
"وكانوا يصرون على الحنث العظيم"
عدم الحنث فى الحلف
بين الله أنه قال لأيوب(ص):
خذ بيدك ضغثا ولا تحنث والمراد أمسك يا أيوب (ص)بيدك حزمة من العيدان فاضرب به والمراد فاجلد به ولا تنقض قسمك وكان قد أقسم على ضرب امرأته عدد كبير من الجلدات بسبب ما ولما كانت مطيعة لله فقد جعل لها مخرجا من هذا وهو ضربها بالعيدان الرفيعة الكبيرة العدد مرة واحدة فضربها
وفى هذا قال تعالى :
"خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث "

وبناء على ما سبق نجد الحنث بمعنيين :
الأول الكفر وهو التكذيب بوحى الله
الثانى مخالفة القسم
والمعنى الشائع فى حياتنا للحنث هو :
مخالفة اليمين وهو القسم أو الحلف الذى حلفه الإنسان
وهو ما نهت عن أقوال مثل:
قوله تعالى:
"ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها"
الحنث في الفقه :
الحنث في اليمين هو معصية لأن الله أمر بحفظ الأيمان عندما قال :
" واحفظوا أيمانكم "
قطعا اليمين أمر لم يأمر به الله الناس مع أنه أباحه ولكن الناس يفرضونه على أنفسهم من أنفسهم
وهو ما يسمى النذر
وهو ليس كما يظن الناس وإنما المراد به أى حلف متعمد
والحنث في اليمين ينقسم إلى نوعين :
الأول الحنث في الحق وهو مذموم وهو اليمين على عمل طاعة من الطاعات أو ترك معصية من المعاصى
الثانى الحنث في الحرام وهو القسم على ارتكاب معصية من معاصى الله أو القسم على ترك طاعة من طاعات الله
ومن أمثلته قول الناس :
على الحرام من دينى
على الطلاق
والحنث في هذه الأيمان حلال ومع كونه حلال فإنه يوجب الكفارة كالحنث في اليمين المباح
والكفارة هى :
اختيار عمل من الأعمال التالية لعمله:
الأول :إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم والمراد إحضار أكل لعشرة محتاجين للمال من الأكل العادل الذى يحضره المقسمون لأسرهم
الثانى كسوة والمراد شراء ملابس للعشرة مساكين
الثالث وهو تحرير رقبة أى عتق عبد أو أمة
فمن لم يجد أى لم يلق مالا لفعل إحدى هذه العقوبات فالواجب عليه هو:
صيام ثلاثة أيام والمراد الامتناع عن الأكل والشرب والجماع ثلاثة نهارات
وفى هذا قال تعالى :
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط مما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم"
والحنث لا يقع إلا في اليمين المعقودة وهى :
التى تعمدها قلب الحالف لقوله تعالى :
"ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان"
ومعظم حلفانات الناس هى :
حلفانات غير متعمدة ولكنها أقوال تجرى على اللسان بحسب التعود خاصة الحلفانات في الأسواق والتى يقولها التجار للحصول على الربح من المشترين
وهذه الحلفانات التى تعود عليها اللسان هى ذنوب غير متعمدة ويجب الاستغفار منها لكونها كذب
وعدم الاستغفار منها معناه تعود الفرد على الكذب باستمرار في كلامه وهو ما يجب عليه التقليل منه إلى أدنى مستوى ممكن
وتنقسم الأيمان المحنوث بها إلى نوعين زمنيا :
الأول :
اليمين المستقبلى المتعمد على فعل أو عدم فعل
الثانى :
اليمين الماضوى المتعمد وهو غالبا إن لم يكن دوما هو اليمين على شهادة تتعلق بحادثة في الماضى
وكفارة اليمين المستقبلى هى :
الكفارة التى ذكرناها
وأما كفارة اليمين الماضوى وهو الكذب في الشهادة فعلى حسب ما يترتب على تلك الشهادة
والمراد أن اليمين إن كانت في الاصلاح بين الناس أو ابعاد أذى الكفار فلا كفارة له لأن الله أحل الكذب في الاصلاح بين الناس فقال :
"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس"
وأما إن كانت يمين في محكمة قضائية فهى شهادة زور وشهادة الزور تتطلب تكفيرا خاصا :
أوله التوبة من الشهادة المزورة
ثانيه الاعتراف بالتزوير في المحكمة لرد الحق لأصحابه واقامة العقوبات على المزور وهى جلده ثمانين جلدة أولا وثانيا إن قطعت يدا أحد بناء على الشهادة وجب قطع يديى شاهد الزور وتعويض من قطعت يديه وإن كان قتل أحد بناء على الشهادة فلابد من قتل شاهد الزور إلا ان يعفو أهله وإن كان جلد أحد بناء على الشهادة يجلد مثله ويعوض من مال شاهد الزور عن كان له مال وهكذا في كل جريمة ضاع حق صاحبها أو صنعت عقوبة في المتهم وهو برىء
ولا يجوز التكفير قبل الحنث باليمين لأن الكفارة معقودة على المخالفة وهى الحنث فإن وقع الحنث وجبت الكفارة وإن لم يقع الحنث فلا كفارة ومن قالوا بالكفارة قبل الحنث يفتحون بابا لا يقدرون على سده وهو :
فتح باب عمل الجرائم شرط التكفير عنها قبل عملها
وقطعا لا كفارة على المكره على الحنث ولا كفارة على الناسى إذا حنث لقوله تعالى :
" لا إكراه في الدين "
وقوله :
" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا "