الجمعة، 31 يناير 2025

الأذن في الإسلام

 الأذن في الإسلام
الأذن في القرآن :
الأذن هى سماعة الأصوات وفى هذا قال تعالى:
"أو آذان يسمعون بها "
قطع الأذن بالأذن:
حكم الله هو قطع من قطعت أذنه لأذن من قطع أذنه وفى هذا قال تعالى:
"والأذن بالأذن"
وظيفة الحاكم لكلام المسلمين :
يجب أن يكون الحاكم أذن للمسلمين والمراد سماع لكلام المسلمين سواء كان شكوى أو نصيحة أو أى كلام وهو بهذا السماع يكون رحمة لهم وفى هذا قال تعالى:
"ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم"
وضع الأصابع في الآذان:
بين الله أن شبه المنافقين كشبه ماء من السحاب به سوادات وصوت قوى ونار وأصل الشبه أن قلوب المنافقين فيها أكنة تمنعها من الإيمان كما أن الظلمات فى السحاب تمنع الرؤية وألسنة المنافقين لها كلام قوى فى الإيمان مع أنهم لا يفيدون أنفسهم به كما أن الرعد صوت قوى ومع هذا لا فائدة منه للناس سوى التخويف وأما البرق فيشبهه إيمان المنافقين بعض الوقت فنور الإيمان يشبه نور البرق فى أنه يجعل البشر يرون طريقهم لفترة قصيرة وفى إيمان المنافقين القصير قال تعالى "ذلك بأنهم أمنوا ثم كفروا "ومن هذا القول نعلم أن السحاب يأتى بالظلمات وهى موانع الرؤية البصرية السليمة وفيه رعد ناتج من الإحتكاك بين السحب وبعضها أو بين طبقاتها وهو صوت قوى وفيه برق أى نار تتولد نتيجة احتكاك السحب مع بعضها واحتكاك طبقات السحب مع بعضها،وقوله"يجعلون أصابعهم فى آذانهم حذر الموت"يبين لنا أن المنافقين يشبهون البشر الذين يتركون أنفسهم عرضة للهلاك النازل بهم من الصاعقة بوضعهم أناملهم فى مسامعهم ولا يتحصنون ضده بالإختفاء وراء جدران واقية منه فى أنهم يتركون حماية أنفسهم من عذاب الله بتركهم جدار الوقاية الممثل فى طاعة حكم الله ،والمعنى يضعون أناملهم فى مسامعهم من المهلكات خوفا من الهلاك
وفى هذا قال تعالى :
"أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم فى آذانهم حذر الموت "
تبتيك آذان ألأنعام:
بين الله للمؤمنين أن الشيطان قال :
ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام والمراد ولأطالبنهم فليقطعن أذان الحيوانات أى البهائم ولأمرنهم فليغيرن خلق الله والمراد فلأطالبنهم فليبدلن مخلوقات الله ،وهذا يعنى أن أى تغيير لهيئات الأنعام وهيئات خلق الله محرم ما لم ينص الله على تغييره لأنه أمر شيطانى

وفى هذا قال تعالى :
" ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله "
الوقر في آذان الكفار :
بين الله لنبيه (ص)أن من الناس من يستمع إليه والمراد من ينصت لحديثه وقد جعل الله فى قولهم أكنة والمراد وقد خلق الله فى أنفسهم حواجز أى موانع أى شهوات أن يفقهوه والمراد حتى لا يطيعوا حديثك وفسر هذا بأنه جعل فى أذانهم وقر أى خلق فى قلوبهم ثقل يمنعهم من سمع الإيمان مصداق "ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون"
وفى هذا قال تعالى :
"ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى أذانهم وقر "

وبين الله لنبيه(ص)أن الحجاب المستور هو أكنة على قلوب الكفار والمراد حواجز خلقها فى نفوس الكفار وهى الأهواء وفسر هذا بأن فى آذانهم وهى قلوبهم وقر أى كفر
وفى هذا قال تعالى :
"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى أذانهم وقرا "
وبين الله لنبيه(ص) أن من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها والمراد أن ليس أكفر من الذى أبلغ أحكام خالقه فكذب بها أى صدف عنها مصداق لقوله "فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها"ونسى ما قدمت يداه والمراد ترك الذى عملت نفسه فلم يذكره ويبين له أنه جعل على قلوب الكفار أكنة والمراد أنه خلق فى نفوس الكفار حواجز هى الشهوات أن يفقهوه أى حتى لا يعقلوه أى حتى لا يطيعوا الوحى وفسر هذا بأنه جعل فى أذانهم وقر أى خلق فى قلوبهم حاجز هو الشهوات يمنعهم من طاعة وحى الله وفسر هذا لنبيه(ص)أنه إن يدعهم إلى الهدى والمراد إن يناديهم إلى اتباع الحق فلن يهتدوا أى فلن يؤمنوا إذا أبدا أى دوما وهذا يعنى أنهم لن يؤمنوا حتى يموتوا
وفى هذا قال تعالى :
"ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفى أذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا "
وبين الله أن الكفار قالوا للرسول(ص)قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه والمراد نفوسنا بها حواجز تمنعها من طاعة الذى تنادوننا لطاعته وفسروا هذا بقولهم وفى آذاننا وقر والمراد وفى أسماعنا مانع يمنعها من سماع كلامكم وفسروا هذا بقولهم ومن بيننا وبينك حجاب والمراد ومن بيننا وبين كلامك حاجز يمنعنا من طاعته فاعمل إننا عاملون والمراد فحافظ على دينك إننا محافظون على ديننا .
وفى هذا قال تعالى :
"وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه وفى أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون "

آذان الكفار لا تسمع :
بين الله لنبيه(ص)أنه ذرأ لجهنم كثير من الجن والإنس والمراد أنه ساق لدخول النار كثير من الجن والناس مصداق لقوله "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"والسبب أن لهم قلوب وفسرها بأنها أعين وفسرها بأنها أذان والمراد عقول لا يفقهون بها وفسرها بأنهم لا يبصرون بها وفسرها بأنهم لا يسمعون بها والمراد أنهم لا يفهمون بعقولهم حكم الله فيطيعونه وشبههم الله بالأنعام والمراد يشبههم فى التمتع و الأكل
وفى هذا قال تعالى :
"ولقد ذرأنا لجهنم كثير من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام "

وفى هذا قال تعالى :
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور "
سأل الله أفلم يسيروا فى الأرض والمراد هل لم ينتقلوا فى البلاد فتكون لهم قلوب يعقلون بها أى أذان يسمعون بها والمراد عقول يفهمون بها ما حدث لمن سبقوهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الناس علموا ما حدث لمن سبقوهم ومع ذلك لم يتعظوا ،ويبين الله أن الدنيا لا تعمى الأبصار والمراد لا تخدع العيون التى تتم المشاهدة بها ولكن الدنيا تعمى القلوب التى فى الصدور أى تضل العقول التى فى النفوس والمراد أن متاع الدنيا يلغى البصائر من النفوس فتقود الشهوات النفس بدلا من العقل مصداق لقوله بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى عقل
آلهة الكفار المزعومة آذانها لا تسمع عابديها:
سأل الله ألهم أرجل يمشون بها والمراد هل لهم قوة يعملون بها وفسر هذا بقوله أم لهم أيد يبطشون بها أى هل لهم قوة يحكمون بها والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الشركاء ليس لهم قوة يحركون بها هذا الكون ويسأل أم لهم أعين يبصرون أى هل لهم نفوس يعلمون بها وفسر هذا بقوله أم لهم أذان يسمعون بها أى هل لهم قلوب يعلمون بها والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الشركاء جهلة لا يعلمون بكل شىء فى الكون
وفى هذا قال تعالى :
"ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم أذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون"

الضرب على آذان أهل الكهف :
بين الله لنبيه(ص)أنه ضرب على آذانهم فى الكهف سنين عددا والمراد أمسك وصول الكلام إلى نفوسهم فى الغار سنوات كثيرة حتى لا يستيقظوا من نومهم
وفى هذا قال تعالى :
"فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا "

القرآن وقر في آذان الكفار
بين الله لنبيه (ص)أنه لو جعل أى أنزل الوحى قرآنا أعجميا أى كلاما غامضا غير مفهوم المراد منه أى حمال وجوه ومعانى لقال الكفار :لولا فصلت آياته أعجمى وعربى والمراد لولا أنزلت أحكامه غامضة وواضحة وهذا يعنى أنهم يريدون بعض الأحكام غامضة غير محدد المراد منها وبعضها واضح مفهوم وذلك حتى يفسروا الغامضة على أهوائهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول هو أى القرآن للذين آمنوا أى صدقوا به هدى أى شفاء والمراد نافع أى فائدة حيث يدخلهم الجنة والذين لا يؤمنون وهم الذين لا يصدقون بالقرآن فى أذانهم وقر والمراد فى قلوبهم كفر أى هو عليهم عمى والمراد هو لهم ضرر حيث يدخلهم عصيانه النار
وفى هذا قال تعالى :
"ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمى وعربى قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون فى أذانهم وقر وهو عليهم عمى "

وضع قوم نوح(ص)أصابعهم في آذانهم
بين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ليلا ونهار بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى وفسر هذا بقوله وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم والمراد وإنى كلما أبلغتهم الوحى ليطيعوه حتى ترحمهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم أى وضعوا أناملهم فى مسامعهم والمراد سمعوا وكأنهم لم يسمعوا وفسر هذا بأنهم استغشوا ثيابهم أى منعوا أنفسهم من الإيمان وفسر هذا بقوله أصروا أى قرروا الكفر وفسر هذا بأنهم استكبروا استكبارا والمراد وكفروا كفرا .
وفى هذا قال تعالى :
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا وإنى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم فى أذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا "

الأذن في الفقه :
رتب الفقهاء على الأحاديث ومعظمها كاذب المعنى مناقض للقرآن أمورا منها :
الأول الأْذان في أذن الْموْلود الْيمْنى، والإْقامة في أذنه الْيسْرى
وهو عمل باطل لأن المولود لا يعى ولا يعلم شىء عندما يخرج من بطن أمه ومن ثم لن يفهم الآذان أو الاقامة كما قال تعالى :
" والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
الثانى عدم إباحة سماع الْمنْكر وهم يستدلون على ذلك بأحاديث مثل :
روى نافعٌ قال: إنّ ابْن عمر سمع صوْت مزْمار راعٍ فوضع أصْبعيْه في أذنيْه وعدل راحلته عن الطّريق وهو يقول: يا نافع أتسْمع؟ فأقول: نعمْ، فيمْضي، حتّى قلْت: لا، فرفع يده وعدل راحلته إلى الطّريق وقال: رأيْت رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم سمع زمّارة راعٍ فصنع مثْل هذا ."
والحديث لا بصح فهو اعتماد لسياسة دفن النعامة رأسها في الرمل والخطر قادم عليها وكأنه يمنع المنكر وإنما القادر على تغيير المنكر سيذهب إلى صاحب المنكر ويسكته
وما في القرآن هو أن عند سماع الكفر بالوحى من المنافقين أو الكفار في مجلس على المسلمين الانصراف من المجلس وفى هذا ثال تعالى :
"وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا"
وأما سماع المنكر من المسلمين العصاة وقت القول فهذا أمر يستوجب الرفع للقضاء لتطبيق عقوبة جرائم الشتم والرمى وغيرها
الثالث الْجناية على الأْذن الْواحدة توجب الْقصاص في الْعمْد، ونصْف الدّية في الْخطأ حتّى ولوْ بقي السّمْع سليمًا. فإنْ ذهب السّمْع أيْضًا مع الأْذن بجنايةٍ واحدةٍ لمْ يجبْ أكْثر منْ نصْف الدّية.
والخطأ في هذا الكلام هو وجوب الدية أو نصفها في ألذن وهو ما يناقض أن الدية تدفع عند وجود مال لدى الجانى وأما إذا لم يوجد معه مال فعليه أن يصوم بدلا من دفع الدية كما في القتل الخطأ
وقد اختلف الفقهاء في عدة مسائل في الأذن وهى :
الأولى :اعتبار الأذنان من الرأس أم لا والحق أنهما سواء كانت من الوجه أم من الرأس وهو الشعر ففى كل الأحوال لابد أن يمسهما الماء في الوضوء ولكن ليس بالصب لأن في دخول الماء إلى داخلهما أذى
الثانية اعتبار داخل الأذنان من الجوف أو لا والحق أنهما ليست من الجوف فلا اتصال بينهما وبين داخل الفم ومن ثم لو افترضنا وصول ماء منهما إلى داخل الفم وهو أمر محال فإنه لا يفطر
الثالثة اعتبار الأذن من العورة عورة المرأة أم لا والحقيقة أنها جزء من الرأس
كما تحدثوا عن مسائل أخرى منها :
عدم التضحية والاهداء بالأنعام مقطوعة الأذن ولم يذكر الله شروطا في الهدى سوى كونه أنعام كما قال :
"ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"
وضع المؤذن أصابعه داخل أذنيه عند ندائه للصلاة وهو كلام بلا أساس وليس فيه وحى وإنما هى عادة من عادات الناس
رفع اليدين حتى الأذنين في التكبير ولا يوجد في الصلاة سوى ذكر الله وهو قراءة بعض القرآن كما قال تعالى :
" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
اباحة وسم الحيوانات في آذانها وهو ما يؤذى الحيوان ويغير خلقته التى خلقها الله طاعة للشيطان الذى قال :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
سوائل الأذن المريضة تنقض الوضوء وهو ما يخالف أن ذلك لم يذكر في أسباب الوضوء في قوله تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه"
ولو كان الأمر صحيحا فصلاة من لديه قيح في أى مكان من جسمه باطلة لأن السوائل تتجمع حتى في الفم في صورة خراجات اللثة وصورة ادماء اللثة

الخميس، 30 يناير 2025

الاسهام فى الإسلام

الاسهام فى الإسلام
الإسهام هو جعل سهم لمن دخل القسمة فى موضوع ما والسهم يكون بمعنى النصيب أو الجزء المقسوم له
وقد ذكرت المساهمة وهى الإسهام فى قصة يونس (ص) عندما ركب فى السفينة ونظرا لأن السفينة كانت ستغرق تطلب الأمر إجراء اسهام والمراد قرعة ليرمى البعض منهم نفسه خارج السفينة لأن الوزن زائد عليها
وقد بين الله التالى:
أن يونس (ص)من المرسلين وهم المبلغين لحكم الله إذ أبق إلى الفلك المشحون والمراد لما ركب فى السفينة المليئة بالركاب فساهم فكان من المدحضين والمراد فاقترع والمراد فاشترك فى القرعة التى أجريت ليرمى بعض الركاب أنفسهم فى الماء لينجى الباقون فكان من الخاسرين فى القرعة حيث خرجت عليه فرمى نفسه فى البحر فالتقمه أى فابتلعه الحوت وهو مليم أى معاقب لنفسه بعد ركوبه بعد ظنه أن الله لن يقدر عليه فلولا أنه كان من المسبحين وهم المطيعين لحكم الله للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون والمراد لبقى فى جوف الحوت حتى يوم يرجعون للحياة وهو يوم القيامة ولذا نبذه بالعراء والمراد أخرجه الله من جوف الحوت إلى الخلاء على شاطىء البحر وكان سقيم أى مريض بسبب بقاءه مدة فى بطن الحوت وأنبت الله عليه شجرة من يقطين والمراد أخرج له نبتة هى كما يقول الناس القرع حتى يستظل بها ويأكل من ثمارها وتحميه أوراقها من الحشرات وبعد أن شفاه الله أرسله أى بعثه إلى قرية أهلها يبلغون مائة ألف أو يزيدون والمراد أن عددهم فوق المائة ألف فآمنوا أى فصدقوا برسالته وهذه هى القرية الوحيدة التى آمنت عبر العصور فمتعهم الله إلى حين والمراد فأعطاهم الله النفع حتى موعد موتهم
وفى هذا قال تعالى :
"وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين "
وقد بين الله أن الاقتسام أو القرعة بعضها يكون ضيزى أى باطل ومن ذلك :
تقسيم الذكور للآلهة المزعومة اللات والعزى ومناة ومنح البنات لله فى تلك القسمة فقال :
"أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى"
ومن ثم يشترط فى الاسهام فى الخير القسمة العدل وقد تحدث الله عن أنواع من الاسهام الباطل وهى :
الاستقسام بالأزلام
فيقال حسب التفسير المأثور أنها قرعة فيها خاسرون وكاسبون دون سبب لكونها نوع من الميسر حيث يدفع البعض ماله فى الأنعام للأخرين دون عمل حلال كبيع أو شراء أو استدانة أو استعادة أمانة أو هبة وهم يأخذونه لهم
وفى حرمته قال تعالى:
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام"
وفى الفقه توجد مسائل فى الاسهام منها :
المساهمة فى شركة عن طريق دفع أسهم وهو ما يسمونه حاليا شراء أسهم
المساهمة فى شراء عبد أو أمة وهى صورة معروف الفقه حيث أوجبت العديد من الروايات على أمن حر من العبد بعضا عليه أن يحرر بقيته إنا بدفع ثمنه للشركاء أو بتوسطه وهو سؤاله لهم أن يعتقوا بقيته
المساهمة فى الميراث وهو أن يقوم القاضى فى اجتماع الطعام بعد دفن الميت بتوزيع الميراث فى شكل أسهم على الورثة لكل سهم مقداره فى القرآن
المساهمة فى السقى وهو ما يسمى المناوبة حيث يحدد لكل فلاح موعد لسقى زراعته قبل أو بعد أخر
المساهمة فى النفقة فنفقة الوالدين واجبة على أولادهم البنين ومن ثم يتم قسمتها فيما بينهم حسب غناهم وفقرهم
المساهمة فى الغنيمة والفىء حيث يتم قسمة الأموال على عدد الأفراد المستحقين لها بالعدل
المساهمة فى الهدى وهو شراء بهيمة كبيرةحيث يدفع كل حاج ما قرره فى شراء البهيمة
ومن ألأمور التى أخطأ فيها فالفقهاء فى المساهممة :
المساهمة فى الدية لمن اشتركوا فى القتل الخطـأ والحقيقة أن الدية هى على قدر مال كل واحد من القتلة ف‘ن كان لواحد مال كثير فعليه الدية وإن كان الأخر بلا مال وجب عليه صيام شهرين متتابعين كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله"
اسهام العاقلة فى دية القتل وهو ما يعارض النص السابق ان الدية على من معه كال فإن لم يكن صام شهرين متتابعين
والعاقلة لم ترتكب جرما حتى يتم عقابها عليه كما منع الله ذلك بقوله :
" ولا تزر وزارة وزر أخرى"

مساهمة الزوج بين زوجاته عند الخروج للسفر وهى الاقتراع بينهن وهو ما لا دليل عليه فالمسافر يسافر وحده وليس معه زوجة ضمانا للعدل فالقرعة تلك ليست عدلا إذا قام بأخذ واحدة أيام السفر فهى ظلم لها لأن السفر متعب وظلم لهن بسبب جماعه إياها فى السفر
المساهمة فى قسمة البيوت فى الميراث والبيوت فى الإسلام الحق ليست من ضمن الميراث لأن المجتمع مسئول كله عن إيجاد مسكن لكل واحد يكون ملكه ملكية منقعة تنتهى بموته ويمتلكها أخر سواء من أقاربه أو من غيرهم
المساهمة فى الطلاق وضربوا مثال بزوج الأربعة والثلاثة والاثنين عندما يقول أنت طالق دون أن يحدد اسم المطلقة وبعض الفقهاء يجرون قرعة لتطليق واحدة وهو ما يخالف القرآن فالطلاق لابد أن تسبقه مشاورات ومداولات وهى تنفيذ عقوبات النشوز منه ثم استدعاء حكم من أهله وحكم م، اهلها إن لم ينفع الحل الأول ومن ثم لا يمكن الطلاق بدون تعيين لأنه يكون معينا وطلاق الفقهاء المعروف باطل فليس من قال لزوجته بدون شهود أنت طالق يعنى وقوع الطلاق فالطلاق لابد من مروره بمراحل ووقوعه أمام شهود منا قال تعالى :
" وأشهدوا ذوى عدل منكم"
ومن صور المساهمة فى عصرنا :
مساهمة الحج وهى :
اجراء المؤسسة المسئولة عن سفر الحجاج قرعة لاختيار العدد المطلوب من أهل البلد
وهو اجراء باطل لأن الحج بالشكل الحالى هو :
حج من معه مال وحرمان من ليس معه مال بينما الله جعل للفقير حق الحج ماشيا كما أباح للغنى الركوب فقال :
" وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر "
فالرجال هم المشاة على الأقدام
وهو باطل لأنه قسمة غيرعادلة فعندما تنشأ دولة العدل سيكون الحج منظم حيث تختار الدولة مواليد سنة كذا فى كل الدولة ليحجوا معا دون ارجاع أيا منهم وهذه عملية تنظيمية لا تمنع من وجود حجاج من مواليد سنة غيرها إذا كانت الكعبة تتسع لما أراد الحج وأما إذا كانت لا تتسع فيتم اختيار مواليد نصف ألأول هذا العام والنصف الثانى فى العام بعده

 

الأربعاء، 29 يناير 2025

مقارنة بين كتابى قس ونبى والقرآن حسب التسلسل التاريخى

مقارنة بين كتابى قس ونبى والقرآن حسب التسلسل التاريخى
كتاب قس ونبى نشر منذ 47 سنة لأبى موسى الحريرى وهو يدور حول إثبات أن القرآن ليس وحيا وإنما هو ترجمة القس ورقة بن نوفل لكتاب متى الآرامى الذى يسمونه بأسماء مختلفة مثل إنجيل العبرانيين وإنجيل الرسل الاثنى عشر وإنجيل الأبيونيين وأن تلميذ ورقة النصرانى هو محمد(ص) النصرانى الذى صاغ الكتاب فى صورة القرآن
وأبو موسى الحريرى لا يعرف أحد من هو رغم أنه لا يمكن لدار نشر أن تنشر كتابا دون معرفة صاحبه الذى دفع لها إليها الأوراق المكتوبة للنشر ولكن يبدو أن الخوف كان الدافع وراء تسمى مؤلفه بهذا الاسم خاصة مع تعاصر ذلك مع الثورة الخومينية فى إيران فسنة النشر هى نفسها سنة قيام الثورة
وأما كتاب القرآن حسب التسلسل التاريخى فمؤلفه سامى عوض الديب أبو ساحلية وهو يدور حول اعادة ترتيب المصحف تاريخيا فبدلا من ابتداء المصحف بالسور المدنية قلبه أبو ساحلية فبدأ حسب كتب أسباب النزول بترتيب سوره المكية أولا وأنهاها بالسور المدنية
المهم فى الموضوع أن المقدمة والفصول ألأولى لكتاب القرآن حسب التسلسل التاريخى التى كتبها أبو ساحلية تتطابق فى المعنى وأحيانا الألفاظ مع ما فى كتاب قس ونبى مما يجعل مؤلفهما واحد
وسوف نقارن بين فقرات من هذا وفقرات من ذلك لتبيين أن الكاتب للكتابين واحد
القرآن المقلوب :
كرر الحريرى وهو نفسه أبو ساحلية فى الكتابين مقولة أن القرآن مقلوب فأوله هو أخره وأخره هو أوله فقال فى كتاب قس ونبى:
"إن القرآن وصل إلينا فى مصحف عثمان بن عفان يتحدى معطيات الواقع التاريخى ويقرأ حوادث التاريخ بالمقلوب فالسور الأولى هى فى أخره والسور الأخيرة هى فى أوله وبذلك قيست الحقيقة بطول السورة وبقصرها فلكى نقرأ كتاب النبى قراءة صحيحة علينا أن نقرأ مصحف عثمان بدء من أخره "ص 10
وذكر الحريرى مقولة لا يمكن إلا أن تصدر ممن يعمل على كتاب القرآن حسب التسلسل التاريخى فقال :
"ويعمل الباحثون اليوم فى ترتيب القرآن ورد سوره وآياته إلى وضعها التاريخى كما عمل من قبل مسلمون عديدون فى وضع كتب فى أسباب النزول ولكن دون جدوى بسبب فرض عثمان مصحفه على الناس فرضا وحرق ما سواه "ص164
فهل كان الحريرى يعلم بما يصنعه سامى أم أنهما نفس الشخص ؟وفى عمله قال فى مقدمة القرآن حسب التسلسل التاريخى :
"رغم تحبيذ بعض المؤلفين المُسلِمين نشر القُرآن بالتسلسل التاريخي، كما سنرى لاحقًا فقمنا بعمل هذه الطبعة بدلًا منهم لخدمة المُسلِمين وغير المُسلِمين المهتمين بالقُرآن"ص14 ط24
تعلم محمد(ص) من ورقة :
فى كتاب قس ونبى نجد أن القس هو صاحب الوحى الذى علم النبى محمد(ص) وهو من علمه وزوجه كما فى الأقوال التالية من الكتاب:
" ولكل من القس والنبى فى الدين الجديد دور الأول أوحى وعلم ودرب وأرسى الدعائم والثانى سمع وتعلم ودرس وشيد البنيان "ص7
" بين أن النبى استطاع أن يتفوق على القس ويستقل عنه شانه شأن أى تلميذ بارع يتخطى بذكائه قدرات معلمه "ص8
" نفهم من هذه الأقوال أن ورقة كان رئيسا على كنيسة مكة النصرانية فى زمن عبد المطلب وفى فترة من حياة محمد وكان له فيها دور روحى وزمنى "ص26
" ومن جملة من عنده علم من الكتاب وشهد شهادة حق فى القرآن ونبيه هو القس ورقة بن نوفل أقرب المقربين إليه وإلى زوجته وقد شهدت عائشة بدور ورقة فى قولها ولم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحى "ص43
ونجد نفس المعنى فى قول سامى :
"وطوائف مسيحية منها من كان يؤمن بألوهية المسيح كأهل نجران، أو من كان يرى فيه نبيًا بشريًا. وينتمي لهذه الطائفة الأخيرة القس ورقة بن نوفل الذي عقد زواج النبي محمد على ابنة عمه خديجة بحسب ديانته والقُرآن يسمي جميع الطوائف المسيحية (نصارى)، ولا يذكر بتاتًا كلمة المسيحيين رغم استعماله لكلمة المسيح 11 مرَّة. أنظر حول هذين المفهومين الفقرة المعنونة ص14 من القرآن حسب التسلسل التاريخى ط 24
محمد (ص) كان نصرانيا من فرقة الأبيونيين :
أقر الحريرى بأن القس ورقة وتلميذ كمحمد كانا من فرقة ألبيونيين وكلاهما كان فسا فى الكنيسة فقال فى مواضع متعددة :
" إن ما ظهر من أبيونية القس ورقة فى حياته وممارساته الروحية وتعاليمه يدل على انتمائه الأكيد إليها "ص20
" جل ما فى الأمر أن القس له خليفة على كنيسة مكة النصرانية فكان محمد بن عبد الله يتيم قريش قسا على مكة المكرمة"ص52
وقال سامى الذى هو نفسه الحريرى فى كتاب القرآن حسب التسلسل التاريخى:
"وهو أمر لا ذكر له في كتب السيرة أو التاريخ الإسلامي ولنفرض أن المعلومات تنقصنا حول هذا الحدث المهم، أو تم تغييبها لسبب أو لآخر، فهذا يعني أن الذكر كان إما يهوديًا أو راهبًا ينتمي إلى إحدى الطوائف النصرانية قبل أن يقرر إنتاج دين جديد " ص13
وقال مكررا نفس ما قاله فى قس ونبى :
"هذا ويرى البعض أن محمد قد يكون نصرانيا من خلال عدة دلائل، وخاصة أن أمه آمنة بنت وهب كانت من قبائل النصارى العرب وماتت على نصرانيتها، وقد عقد زواجه الأول من خديجة بنت خويلد ابن عمها القس ورقة، وكلاهما ينتميان إلى قبيلة أسد النصرانية والقس ما كان ليقبل إتمام مراسم الزواج إلا إذا كان العريس نصرانيا أو تنصر قبل زواجه ويوم فتح مكة دخل محمد الكعبة فأمر بمحو كل الصور إلا صورة يسوع وأمه غير أننا نرجح أن يكون مؤلف القرآن يهوديًا نظراً للكم الهائل من المعلومات اليهودية التي تضمنها، كما سنرى لاحقا" ص13
وقال :
"وإذا أخذنا بالحسبان كل المراجع التي نقل عنها القُرآن يمكن القول بأن مؤلفه كان ذا ثقافة دينية يهودية واسعة، وقد يكون عالمًا يهوديًا ممن ينتمون إلى فرقة الأبيونيين (الفقراء) ويطلق عليهم أيضًا لقب "النصارى". ونشير هنا إلى أن القُرآن ذكر كلمة نصراني بالمفرد مرَّة واحدة، وكلمة النصارى 14 مرَّة كلها في آيات مدنِيَّة، ولم يذكر ولا مرَّة المسيحيين رغم أنه يذكر كلمة "المسيح" 11 مرة. ص29 من القرآن
مما سبق، يمكن القول بإن مؤلف القُرآن كان يهوديًا متنصرًا"ص60من القرآن
القرآن والمصحف العثمانى :
ركز الحريرى على أن أن عثمان حرف القرآن وحرق بقية المصاحف ليصيع الحقيقة فى العيد من الأقوال منها :
" بين كتاب القس والنبى وكتاب القرآنيين تدور كل حكاية التاريخ لا هؤلاء خادوا عن طمأنيتهم ولا عثمان بن عفان ترك لنا مجالا لمعرفة الحقيقة "ص171
ومنها قول :
"وبعد ذلكرد عثمان النسخة إلى حفصة وأرسل النسخ إلى الأمصار وأمر بما سواها أن تحرق، مما يعني أن قرآنه كان مختلفًا عما سواه، وإلا لما احتاج لحرقه" ص7
وهو ما كرره باسم سامى الذيب أبو ساحلية فقال فى القرآن حسب التسلسل التاريخى :
"وجمع مرَّة ثانية في عَهْد عثمان (توفي عام 656) وكان الدافع له الخوف من اختِلاف المُسلِمين حول قِراءة القُرآن. فقرر عثمان أن يكتب القُرآن في نسخة موحدة تحمل حتى الآن اسم مُصْحَف عثمان، وأمر بإتلاف المصاحف الأخرى حرقًا أو غليًا في الماء. ويبلغ عدد المصاحف المتلفة 22 مُصْحَفا وفقًا للسجستاني. ويتألف مُصْحَف عثمان من 114 سُورَة" ص 19
وقال :
"ثم كانت عند حفصة زوج النبي فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليَرُدَّنَّها إليها، فبعثت بها إليه فنسخها عثمان في هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها حتى أرسل مروان فأخذها فحرقها"ص20 من القرآن حسب
القرآن تأليف بشرى:
يقول الحريرى أن وراء القرآن غير الله وهم البشر فى قوله فى قس ونبى:
" لقد عظم على المتدينيين أن يروا وراء النبى غير الله أما الحق فيقضى على بأن أعطى للتاريخ دوره وبأن أرى الله يستعملا البشر واسطة بعضهم لبعض للوصول إليه ولن أكون بذلك أقل إيمان منهم "ص 9
وهو نفس ما قفاله سامى فى القرآن حسب التسلسل التاريخى وهو :
"والقول بأن القرآن أو غيره من الكتب المقدسة منزلة من عند الله يدخل في خانة المعتقدات الغيبية والباحث لا يقبل مثل هذا القول، ولكن عليه أن يأخذه بعين الحسبان كظاهرة بشرية تمامًا كما يفعل مع أساطير الإغريق ص14
وكرره في قوله :
وإذا كان اليهود والمسيحيون يستعملون كثيرًا عبارة "كلام الله" عندما يتكلمون عن كتبهم المُقدَّسة، إلا أن التيار الغالب يرى أن هذه الكتب التي لم تكتب بلغة واحدة، ليست كلامًا أوحى به الله حرفيًا، بل إن مؤلفيها كانوا تحت تأثير إلهام إلهي. فهم يفرقون بين الوحي (بالفرنسية révélation) والإلهام (بالفرنسية inspiration). فعلى سبيل المثال هناك أربعة أناجيل تختلف في الطول والتفاصيل، ولكنها تُعتبر كلها من إلهام الروح القدس. ولتقريب فهم هذا الاختِلاف بين الوحي والإلهام بالنسبة للمُسلِمين، نقول: يعتبر المُسلِمون القُرآن موحى به من عند الله، بلفظه ومعناه، ويعتبرون الحديث موحى به من عند الله معنى دون لفظ، ويسلمون بأن اللفظ من عند محمد. وبذلك يمكن أن نصف القُرآن بأنه موحى، وأن الحديث مُلهَم .ص22
وقال :
"وخلافًا للكتب المُقدَّسة عند اليهود والمسيحيين فالقُرآن مُكوَّن من كتاب واحد. وهو، وفقًا للمُسلِمين، ليس من تأليف بشر، بل يُنسب لله، وقد مر جمعه في مراحل مُخْتَلِفة. والباحث الأكاديمي غير المُسلِم يعتبر القُرآن نصا لغويا مكتوبا، وأنه من تأليف بشرص24
قطعا الأدلة كثيرة فى الكتابين فالمقولة المسيطرة على الكتابين هى :
الكنيسة السريانية ومؤلفاتها وتشابهاتها مع القرآن
ونجد نفس الموضوعات تتكرر عن التشابهات بين المصادر اليهودية والنصرانية والوثنية وأشعار الجاهلية المزعومة ومن خلال الكثير من المصادر
كما أن نفس أسلوب الرجوع إلى سور القرآن فى الهوامش نجده نفس الأسلوب
وأما الاختلافات بين الكتابين فهى هينة ومرجعها إلى اختلاف زمن كتابة الكتابين حيث أن كتاب القرآن التسلسل التاريخى مع قدمه إلا أن الكاتب يغير فيه وأخر طبعاته هى طبعة العام الماضى
وفى النهاية من المؤكد لدى أن أبو موسى الحريرى هو نفسه سامى عوض الذيب أبو ساحلية الذى يلقب نفسه حاليا بلقب نبى

 

الثلاثاء، 28 يناير 2025

الاستواء فى الإسلام

الاستواء فى الإسلام
الاستواء فى القرآن :
استخدمت الكلمات المأخوذة من جذر سوى كثيرا وقد اقتصرنا فى الموضوع هنا على الاستواء الإلهى وعدم استواء الكفار بالمسلمين وعدم استواء المسلمين ببعضهم
القاعدون والمجاهدون لا يستوون :
وضح الله أن القاعدين من المؤمنين وهم المتخلفون عن الجهاد من المصدقين بحكم الله لا يتساوون فى الثواب مع المجاهدين فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وهم المحاربين لنصر دين الله بالتبرع بأملاكهم وذواتهم ويستثنى الله من القاعدين أولى الضرر وهم أصحاب العجز أى العاهات التى تمنعهم من الجهاد ، وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون فى سبيل الله بأموالهم "
الخبيث والطيب لا يتساوون:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لا يستوى الخبيث والطيب أى الخبيث وهو الكافر أى صاحب النار لا يتشابه فى الأجر مع الطيب وهو المسلم صاحب الجنة ،ويبين له أنهم لا يتساوون حتى لو أعجبته أى استحسنت نفسه كثرة الخبيث والمراد كثرة عدد الكفار لأن العدد لا يدل على الفريق الفائز وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث"
الأعمى والبصير لا يتساوون:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس هل يستوى الأعمى والبصير والمراد لا يتساوى فى الجزاء الخبيث وهو الكافر أى الأعمى الذى يعمى عن البصائر والطيب وهو المسلم أى البصير الذى يستخدم بصيرته وهى عقله فيبصر البصائر من الرب لنفسه مصداق لقوله بسورة الأنعام "قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون"
الظلمات والنور لا يتساوون:
طلب الله من نبيه(ص)أن يسأل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور والمراد هل يتساوى فى الجزاء المسلم والكافر ؟أم هل يقبل الله الجهالات والإسلام ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن المسلم وهو البصير لا يتساوى بكافر وهو الأعمى فى الجزاء كما أن الله لا يقبل الظلمات وهى الجهالات ويقبل النور وهو الإسلام ، وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
" قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور"
البحران لا يتساوون:
وضح الله أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج"
الأحياء والأموات لا يتساوون:
وضح الله أن ما يستوى أى ما يتماثل أى ما يتطابق كل من الأعمى وهو الضرير الذى لا يرى والبصير وهو الرائى للأشياء ،الظلمات وهى السوادات والنور وهو الضياء،والظل وهو المكان غير المشمس أى الذى له خيال والحرور وهو المكان القائظ المشمس،ومن ثم فلا يستوى الأحياء ولا الأموات والمراد وما يتماثل فى الجزاء العائشون وهم المسلمون والهلكى وهم الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات"
لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون:
سأل الله هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون والمراد هل يتساوى الذين يطيعون حكم الله والذين لا يطيعونه فى الجزاء؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن المسلمين فى الجنة والكفار فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :
"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون "
لا يستوى الذين آمنوا و المسيىء:
وضح الله للناس أن الأعمى وهو الضرير ويقصد به الكافر وهو المسيىء أى مرتكب الخطأ والبصير وهو الرائى ويقصد به المسلمون وهم الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات ما يستوون أى لا يتساوون فى الجزاء وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
"وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيىء"
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح بمن بعده :
وضح للمؤمنين أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل وهو الذى عمل أى صرف ماله وجهده من قبل النصر فى مكة وجاهد العدو لا يستوى أى لا يتساوى مع من أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا وهم من عملوا للإسلام بعد نصر مكة وجاهدوا العدو وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد:
لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة:
وضح الله للمؤمنين أن أصحاب النار وهم سكان الجحيم لا يستوون أى لا يجازون نفس جزاء أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة لأن أصحاب الجنة وهى الحديقة هم الفائزون أى المفلحون أى المرحومون وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر:
"لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون"
الاستواء للسماء :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات"وهو ما فسره بقوله بسورة فصلت"فقضاهن سبع سموات "وقوله بسورة النبأ"وبنينا فوقكم سبعا شدادا"فسواهن هو قضاهن هو بنينا سبع طبقات والمعنى وملك السماء فبناهن سبع طبقات وهذا يبين أن السماء كانت طبقة واحدة فوسعها وزادها إلى سبع سموات
الاستواء على العرش :
وضح الله أن ربنا وهو خالقنا أى إلهنا هو الله الذى خلق أى فطر السموات والأرض والمراد هو الذى أنشأهما ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون أنه مالكه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام:
"إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الاستواء للتدبير :
بين الله للناس أنه ربهم وهو إلههم أى خالقهم الذى خلق أى أنشأ والمراد فطر السموات والأرض وقد خلقهم فى ستة أيام والمراد ستة آلاف عام بحساب البشر وبين أنه استوى على العرش والمراد أن الله أوحى إلى الكون عند خلقه للسموات والأرض أنه ملك المخلوقات كلها يدبر الأمر أى يحفظ حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر"
معنى الاستواء على العرش :
وضح الله أنه هو الذى رفع السموات بغير عمد يرونها والمراد حمل السموات على الأرض بغير أعمدة يشاهدونها وهذا يعنى وجود أعمدة خفية تحمل السموات فوق الأرض ،وبين لهم أنه استوى على العرش والمراد أوحى إلى الملك وهو الكون أنه مالكه الواجب الطاعة وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد :
"الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش"
الرحمن استوى :
وضح الله أنه هو الرحمن أى النافع استوى على العرش أى أوحى إلى الملك والمراد نزل على الكون الوحى وفى هذا قال تعالى بسورة طه :
"الرحمن على العرش استوى"
الاستواء والستة أيام :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ أى فطر السموات والأرض وما بينهما وهو الجو الذى بين السموات والأرض فى مدة قدرها ستة أيام أى ستة آلاف عام بحساب البشر ثم استوى على العرش والمراد وقد أوحى إلى الكون وقت خلقه له أنه ملك الكون الواجب طاعته وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الخلق والاستواء :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ أى فطر السموات والأرض وما بينهما وهو الجو وسطهما وكانت مدة الخلق ستة أيام ثم استوى على العرش والمراد أى أوحى إلى الملك وهو الكون أنه مالكه واجب الطاعة وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة :
"الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
الاستواء للسماء وهى دخان :
وضح الله للناس أن الله استوى إلى السماء والمراد أن الله قال للسماء وهى دخان أى على شكل بخار متصاعد فقال لها وللأرض :ائتيا طوعا أو كرها والمراد أطيعا حكمى رغبة أو جبرا فكان ردهما :أتينا طائعين والمراد أطعنا راغبين فى طاعتك وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت :
"ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين"
خلق السموات والأرض والاستواء على العرش :
وضح الله أنه الذى خلق أى أنشأ والمراد فطر السموات والأرض فى ستة أيام والمراد فى مدة قدرها ستة أيام إلهية أى ستة آلاف سنة بحساب البشر ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون والمراد قال للمخلوقات أنا ملك الخلق وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد :
"هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش"
وعند الفقهاء استخدموه في الاستواء قفلا لبميراث بمعنى :
أن يرث كل واحد مقدار مماثل للأخر كالبنتين والأخين والأختين والعمتين والعمين
كما استخدموه في الاستواء في حركات الصلاة كما في حديث :
"إِذَا رَفَعَ الْمُصَلِّي رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ اسْتَوَى قَائِمًا"

كما استعملوه فى استواء الشمس والمراد :
وقوفها فى وسط السماء وطبقا للأحاديث من بين الأوقات التى تكره فيها الصلاة وقت الاستواء وما قرب منه فقد روع عن عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍق الحديث التالى :
" ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، وَأَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيل الشَّمْسُ، وَحِينَ تُضِيفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ "والخطأ هنا النهى عن الصلاة والدفن فى ثلاثة أوقات وهو يخالف أن الله لم يحدد وقتا للدفن أو لصلاة الجنازة فى قوله بسورة التوبة:
"ولا تصل على أحد مات منهم أبدا ولا تقم على قبره "
وهذا يعنى أن الصلاة والدفن يجوزان فى أى وقت
كما أن الثلاث ساعات المذكورة ليس فيها ما يعيبها أو يميزها عن غيرها من الساعات زد على هذا أن الله أقسم بالفجر والصبح والضحى وهو من المنهى عنه هنا فهل يقسم الله بما يكره ؟
وهو يناقض قولهم :
"أربع أحيان تكره فيها الصلاة " رواه زيد
فهنا أربعة وفى القول ثلاثة

 

الاثنين، 27 يناير 2025

ترجمة العلوم وتدريسها

ترجمة العلوم وتدريسها
ترجمة العلوم وهى تسمية خاطئة لنقل بعض فروع العلم المتصلة بالأرض والحياة عليها وما إلى ذلك مثل الأحياء والكيمياء والهندسة والطب وطبقات الأرض إلى اللغات المحلية موضوع لا يثار إلا فى مناطق معينة من العالم وغالبا هى :
المنطقة العربية وما حولها والتى يسمونها العالم الإسلامى وأفريقيا
فى منطقتنا يسمونها تعريب العلوم ويخصون بالذكر الطب أولا وثانيا الهندسة
لا تجد هذه المشكلة فى أيا كان من بلاد العالم التى احتلتها دول أوربا الغربية خاصة فرنسا وبريطانيا وأمريكا
كل دول العالم المحتلة عدا فى تلك المناطق تدرس العلوم كلها بلغاتها المحلية ما عدا المنطقة المنكوبة بحكامها وبكبارها وحتى بمن تعلموا فى الخارج أو على النظام المستورد من عندهم وهى دراسة الطب والهندسة بالانجليزية
لا تجد هذا التدريس بلغة أجنبية للعلوم فى بلد مثل اليابان التى احتلت من الحلفاء ولا فى ألمانيا التى احتلوها نفس الحلفاء ولا فى الصين التى احتلتها بريطانيا وأيضا اليابان بعضا من الوقت
وحتى بلاد أوربا الصغيرة التى لها لغات لا يتكلمها سوى عدة ملايين تجد التدريس فيها باللغة المحلية
التعريب فى بلاد العربية مغضوب عليه أولا من حكامها ووزراء التعليم فيها وثانيا من بعض المثقفين خاصة من يعيشون فى الخارج فى بلاد أجنبية ويتحدثون بلغتها
تجد الواحد حجته هى :
الانجليزية لغة العلم
من قال هذا ؟
إنهم بشر
بينما الله فى كتابه ساوى بين كل اللغات فقال :
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ "
كل اللغات هى لغات للعلم والأدب وأيا كان نوع التقسيم التى يقسمونها له
هؤلاء المثقفون أخذوا المقولة من الكتب المترجمة التى قالت :
أن لغة العلم كانت اللغة العربية فى القرون الوسطى وأن الأوربيين كانوا يرسلون أبناءهم إلى بلاد المسلمين ليتعلموا الطب باللغة العربية وأن جامعاتهم ظلت فترة ما تدرس الطب والعلوم المزعومة باللغة العربية وفيما بعد تحولوا إلى الدراسة باللغات المحلية
هذه ليست حجة ففى النهاية تركوا لغة العلم المزعومة إلى لغاتها عندما فرنجوها أو انجلزوها أو ....
الغريب أن من عندنا لم يذكروا حكاية تلك الدراسة باللغة العربية من قبل الأجانب فى كتبهم بينما من ذكرها الأوربيين
إن أى أمة تحترم نفسها لابد أن تكون لغة تعليمها هى :
لغتها المحلية
واللغات كما سبق القول متساوية فالله لم يخلق واحدة منها إلا لتعبر عن كل الأشياء كما قال تعالى :
"خلق الإنسان علمه البيان"
إن مرحلة التدريس بلغة أجنبية فى أمر معين تكون بسبب تخلى اللغويين أو علماء هذا الفرع أو ذاك من العلوم عن دورهم فى الترجمة أو عن دورهم فى ايجاد الألفاظ المناسبة للمصطلحات وهى موجودة فى كل اللغات ولكن أحيانا نتيجة قتل هؤلاء أو موتهم فى وباء أو قيام الاحتلال بتحريم التدريس باللغة المحلية تنتهى العلوم بتلك اللغة لأن الاحتلال ألغى وجود هؤلاء تماما وباستمرار هذا فترة يموت العلماء وتتلف الكتب وينسى الناس علمهم القديم لتلك الفروع
هذه المشكلة تظهر فى دول أفريقيا على وجه الخصوص حيث أنهى الاحتلال على العلم والعلوم فى تلك الدول نهائيا وحول أناسها إلى متخلفين فى كل شىء
وأما فى عالمنا الذى يسمى إسلاميا فقد نجح الاحتلال قبل خروجه تماما فى أن يجعل جيوش المنطقة كلها يقودها العملاء ويظلون يعملون على تولية خلفائهم من نفس العينة المناصب الرئاسية والوزارية وهم يعملون دوما على أن تكون متخلفة من خلال السياسات التى تتبع والتى تبدو فى ظاهرها عند تغير الزعيم مختلفة ولكنها تدور فى نفس الحلقة المفرغة ومنها تعريب العلوم أو تدريسها باللغة المحلية
لقد قضى الاحتلال فى أفريقية بالذات على معظم التراث الكتبى باللغات المحلية لمعظم البلاد وعلم الأجيال الجديدة أنه أجدادهم كانوا مجرد وثنيين وبدائيين ولم يكن لهم كتابة يكتبون بها والحقيقة غير هذا ومن ثم فقدوا تعلم وتدريس العلوم بلغاتهم المحلية
ولكن إذا وجد منهم من يجيد لغته فعلا فهو سيستعيد لهم دراسة كل العلوم بلغتهم طالما عرف كيف يكتشف الألفاظ المعبرة عن المصطلحات والتسميات فى لغته
الغريب أن لم يفعل هذا فى عالمنا المتخلف بحكامه وشعوبه المستكينة لهم فظلت العلوم إلى فترة قريبة تدرس باللغة العربية كما فى عهد محمد على وخلفائه فى مصر
وهناك تجربتين ناجحتين فى تدريس بعض فروع العلم باللغة العربية فى سوريا والعراق خاصة الطب ولم يقل أحد أن الطب السورى أو العراقى تخلف بسبب اللغة العربية وكما أن الأطباء المصريين الذين درسوا باللغة الانجليزية مشهورين هناك أيضا آلاف من السوريين والعراقيين مشهورين فى الغرب كأطباء
العلم والنبوغ فيه لا يعود إلى لغة التدريس وإنما يعود للفرد واجتهاده والسؤال :
إذا كانت الانجليزية لغة العلم الحالى فهل الفرنسيين متخلفين طبيا ؟هل الألمان متخلفين طبيا أو هندسيا ؟
ومن يعود بالذاكرة إلى التاريخ القريب سيجد أن العلماء الألمان كانوا قمة العلم الغربى أيام هتلر وقبله وسيجد أن الحلفاء عمل كل منهم على اختطاف أولئك العلماء إلى بلادهم وهم من شكلوا الأساس لما يسمى العلم الحالى
إذا اللغة كلغة ليس لها قيمة فى التقدم وإلا كان الإنجليز هم أفضل وأمهر أطباء العالم ولكن هذا غير ملاحظ فالمشهورون من الأطباء موجودين فى كل دول العالم ويتكلمون ويدرسون بلغات مختلفة
التقدم فى فروع العلم ليس سببه التعلم باللغة الانجليزية ولا قراءة الأبحاث بها
النبوغ سببه هو إرادة الإنسان نفسه الذى يريد التفوق ويريد أن يكون صاحب فائدة
ومع هذا ليس كل النبوغ العلمى مطلوبا فى الغرب فأى اكتشاف أو اختراع سيؤثر على غنى الأغنياء هناك مرفوض ومصير من يحاول نشره وتعميمه القتل أو الافقار أو شراء براءة الاختراع منه وعدم تنفيذها فى أى مكان
من يظن أن بلاد الانجليز كبريطانيا والولايات المتحدة وكندا هى بلاد التقدم واهم فهم يسرقون أو يختطفون بطرق مختلفة النابغين من كل أنحاء العالم ويجعلونهم عندهم يعملون
ومن يظن أن لديهم ألفاظ حقيقية تعبر عن مصطلحاتهم فى هذا العلم واهم فهم إما يسمون الأشياء بـأسماء مكتشفيها عندهم كالعناصر التى سموها جرمانيوم= ألمانيا وروثينيا =روسيا وفرنسيوم= فرنسا ....وفى الطب قناة استاكيوس وخلايا لا نغر هانس وإما اختصارا لجملة مثل الإيدز التى اختصار للحروف الأولى لجملة مرض نقص المناعة المكتسبة وكذلك معظم المختصرات فى علوم الحاسب وغيرها
وهذه التسميات تثبت فشلا لغويا على مستوى الغرب ولغة الإنجليز فالمفروض هو تسمية الأشياء لغويا لتعبر عن حقيقة الشىء وليس اختصارات وأسماء مكتشفين وبلاد لا يمكن فهمها إلا عن طريق شرح ما تدل عليه
ومن يراجع أعداد أساتذة الجامعات الغربية من دول غير غربية سيذهل للكم الكبير الذى تم استقطابه بالطرق المختلفة هناك
كمثال اختراع القنبلة الذرية راجعوا أسماء من شاركوا فى صناعتها إن كانت صنعت حقيقة كما يدعون ستجدون معظم أو كلهم ليسوا انجليزا أو أمريكان وإنما ألمان وطلاينة وروس وغيرهم
مثال أخر علم الطب النفسى المشهورين فرويد وأدلر ويونج لم يكن واحدا منهم انجليزيا ولا أمريكيا وإنما نمساويين وسويسرى وكلهم كان يتكلم الألمانية
مثال أخر راجعوا أسماء الأطباء الذين اخترعوا الأمصال واكتشفوا الأمراض فيما يسمى العصر الحديث هل كان كلهم انجليز تعلموا الإنجليزية أم من بلاد متعددة راجعوا أسماء بلهارس وكوخ وجينر ...
الدراسة بلغة معينة ليست دليل على أن اللغة وحدها لغة العلم فكل اللغات وهى الألسن واحدة
وعن تجربة مع بعض أولادى فى دراستهم بكلية الطب باللغة الانجليزية فى بلاد اللغة العربية هناك صعوبات فى الفهم لأن لا المدرسين ولا الطلبة سوى مجرد حفظة وقد حكى لى أولادى أن بعض المدرسين اعترف لهم أنه حافظ المنهج فقط باللغة الانجليزية وهو يعمل كآلة التسجيل وطلب البعض منهم عدم سؤالهم عن شىء لأنهم فاقدين للفهم لأنهم درسوا بلغة غير لغتهم ولم يكن أمامهم سوى حفظ المناهج
اللغة المحلية مفتاح الفهم المباشر وهى تقدر على جعل الطالب يسأل والمعلم يجيب بنفس اللغة المفهومة بينما الدراسة باللغة الأجنبية تجعل الأستاذ الذى حفظ الكلام من الكتاب باللغة الأجنبية لا يقدر على اجابتهم بنفس اللغة فى خارج المنهج حتى ولو كان له علاقة بالعلم الذى يدرسه لأنه يحتاج إلى تعلم مزيد من الكلمات الأجنبية وتعلم الترجمة حتى يقدر على توصيل المعلومة وفاقد الشىء لا يعطيه

 

الأحد، 26 يناير 2025

السبغ في الإسلام

السبغ في الإسلام
السبغ في القرآن :
لم يرد في المصحف بين أيدينا من الجذر سبغ سوى لفظة واحدة وهى :
أسبغ والمعنى :
أعطى فاسبغ عليكم تعنى :
أعطى الله لكم أو وهبكم أو منحكم
وقد سأل الله الناس :
ألم تروا أى هل لم تعلموا أن الله سخر أى خلق لكم ما وهو الذى فى السموات والأرض مصداق لقوله :
"وهو الذى خلق لكم الذى فى الأرض جميعا"
وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة والمراد وأعطى لكم منافعه معروفة لكم ومجهولة وهذا يعنى وجود نعم يعرفها الناس ونعم أخرى لا يعرفونها والغرض من السؤال هو إخبارنا :
أن الناس عرفوا أن الله خلق الكون لينتفع به الناس وأنه أعطاهم النعم المعروفة لهم والمجهولة التى لا يعلمون بها
كما بين أن من الناس وهم الخلق من يجادل فى الله والمراد من يحاجج بالباطل لمحو الحق الذى هو دين الله مصداق لقوله :
"ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق"
وهم يحاججون بغير علم أى هدى أى كتاب منير أى وحى هادى للحق
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تروا أن الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير"
وأما في الأحاديث فقد استعمل اللفظ في اسباغ الوضوء دون غيره ومن تلك الأحاديث:
508- [41-251] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ رواه مسلم
509- [] حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ جَمِيعًا عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّبَاطِ
وَفِي حَدِيثِ مَالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ رواه مسلم
والخطأ المسبغ للوضوء ترفع الدرجات له وتمحى الخطايا وكل هذا يخالف أجور العمل فالعمل غيرالمالى بعشر حسنات كما في قوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " والمالى بسبعمائة أو الضعف كما في قوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "فهنا أجر العمل الصالح إما 10أو 700أو1400حسنة كما أن المجاهدين هم أصحاب الدرجة العليا من درجتى الجنة مصداق لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "كما أن أى عمل صالح يدخل الجنة ويبعد عن النار وكل شىء مؤذى فى القيامة
ونفي الخطأ في الحديث التالى في أجر اسباغ الوضوء في البرد :
- من أسبغ الوضوء فى البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ومن أسبغ الوضوء فى الحر الشديد كان له من الأجر كفل تاريخ بغداد للخطيب
500- [34-246] حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْباغِ الْوُضُوءِ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُرواه مسلم
والخطأ هو أن أمة محمد (ص)غر من السجود محجلون من الوضوء ويخالف هذا أن كل الأقوام المسلمة عبر العصور كانت تتوضأ وتصلى مثلنا كما أن الله يبيض وجوه كل المسلمين عبر العصور فى يوم القيامة مصداق لقوله تعالى "وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون "
487- [25-240] حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، وَأَبُو الطَّاهِرِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَالِمٍ ، مَوْلَى شَدَّادٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ رواه مسلم
والخطأ هو تعذيب الأعقاب فقط بسبب عدم إسباغ الوضوء عليها والعذاب يكون للنفوس وليس لجزء من الجسم فقط لأن المذنب هو النفس وليس العضو مصداق لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى "
139 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول
: دفع رسول الله صلى الله عليه و سلم من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت الصلاة يا رسول الله فقال ( الصلاة أمامك ) فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فاسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلى ولم يصل بينهما
[ 179 ، 1584 ، 1586 ، 1588 ]رواه البخارى
الخطا القول الصلاة أمامك فالصلاة لا تكون أمام الإنسان لأنه هو من يصليها فلا تسبقه كما أن الصلاة لا توصف وقتيا بأمامك وإنما فيما بعد
280 - حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي حدثنا محمد بن شعيب بن شابور أخبرني معاوية بن سلام عن أخيه أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري
: - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله ملء الميزان والتسبيح والتكبير ملء السموات والأرض والصلاة نور والزكاة برهان والصبر ضياء والقآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه ابن ماجة
والخطأ الأول أن الوضوء نصف الإيمان وقطعا الوضوء ليس سوى جزء من الإيمان وليس شطر الإيمان وبفرض صحة تفسير الشطر بأنه طهارة الجسم فليست الصلاة طهارة النفس وحدها لأن طهارة النفس قائمة على كل الأعمال الصالحة ونلاحظ وجود تناقض بين قوله "إسباغ الوضوء شطر الإيمان "وبين قوله "الطهور شطر الإيمان "وبين قولهم النظافة شطر الإيمان فإسباغ الوضوء غير الطهور غير النظافة
407 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال
: - قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال ( أسبغ الوضوء وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما )رواه ابن ماجة
الخطأ المبالغة في الاستنشاق والمبالغة في استعمال الماء نوع من الإسراف المحرم
419 - حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي حدثني مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثني عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر قال
: - توضأ رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدة واحدة فقال ( هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلا به ) ثم توضأ ثنتين ثنتين فقال ( هذا وضوء القدر من الوضوء ) وتوضأ ثلاثا ثلاثا وقال ( هذا أسبغ الوضوء وهو وضوئي ووضوء خليل الله إبراهيم ومن توضأ هكذا ثم حدثنا عند فراغه أشهد أن ل إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتح له ثمانية أبوب الجنة يدخل من أيها شاء ) رواه أبو داود
الخطأ أن الجنة لها ثمانية أبواب مفتوحة كلها وهو ما يخالف أن الباب بينها وبين النار مغلق كما قال تعالى :
"يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"
ومن ثم كل أحاديث الوضوء لا يصح منها شىء والمعروف أن الوضوء لابد أن يكون كاملا سواء سمى سابغا أو غير هذا

 

السبت، 25 يناير 2025

نظرات فى كتاب يوم قبل وفاة محمد(ص)

نظرات فى كتاب يوم قبل وفاة محمد(ص)
المؤلف محمد حسان المنير أو بطرس عبد المسيح المنير والكتاب يبدو أنه من نوعية كتاب قس ونبى حيث يتخفى المؤلف الحقيقى خلف اسم غير حقيقى والكثير من الكتاب مبنى على نفس القول وهو أن محمد(ص) كان نصرانيا ولكن مع تحوير وتبديل وحتى الكثير من الكلام هنا منقول من هناك
المنير نعى على أبو موسى الحريرى تخفيه خلف اسم مجهول ومع هذا فهذا الكتاب هو من نفس النوعية فالرجل يدس السم فى العسل فقد ابتدأ بنقد الدينين الإسلام والنصرانية والتى يؤثر عليها اسم المسيحية طوال الكتاب فقال :
"أعترف إننى لما بدأت بوضع أبحاث هذا الكتاب قبل نحو عشر سنوات كأنما زال فى نفسى أثر التحدى الذى طالعنى فى كتاب قس ونبى فالمؤلف أبو موسى الحريرى أعلن أسفه لأنه ما من مسلم متدين استطاع الافراج عن الحقيقة وليس من جرىء مغامر هانت عليه حياته ليعلن ما يضمر وألان وقد اكتمل هذا الجهد وخبرت الحية الإسلامية والمسيحية بفاعلية أود أن أقدم هذا الكتاب بملاحظة قصيرة إلى الاخوة المسيحيين هى أن صاحب التحدى فى كتاب قس ونبى لم يجرؤ هو نفسه أن يوقع الكتاب باسمه الحقيقى عندما حاول أن ينوب عن المسلم الاقرار عن الحقيقة ص 4
ولكى يزيد فى اقناع المغفلين طالب الفريقين بالامتناع عن الدعوة والتى يسمونها التبشير فى النصرانية فقال :
"وإذا كان كتابى هذا يشرح للمسلمين لماذا أطالبهم بوقف نشاطات الدعوة فى كل مجالاتها ريثما تتسنى اعادة النظر فى موروثهم الدينى والثقافى فإننى استبق ذلك بدعوة مماثلة لهيئات التبشير المسيحى "ص 4
وامعانا فى التضليل هاجم قس من مصر بتفضيله الكيان الصهيونى على بقية الناس فقال :
" وها هو أحد اكبر قساوسة المصريين يكاد يعطى شرعية للاحتلال الاسرائيلى أو أعطاها فعلا لأن " تفضيل إسرائيل على العالم ما زال قائما حتى ألان لأن الله لا يغير عهده الذى قطعه على نفسه مهما تغير الناس" ص4
قطعا الوعد الإلهى لا يتغير مع أحد ويهود العالم الحالى ليس من نسل إسرائيل(ص) إلا النادر منهم فتجده فى أشكالهم التنوع السكانى الذى لا يمكن رده إلى واحد أو حتى اثنين من أولاد إسرائيل (ص) والوعد إنما للمسلمين منهم كما قال تعالى :
"يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
فوصية إسرائيل(ص) لم تكن اليهودية الموجودة أو المتعددة فى مختلف العصور
والوصية تنص على أن من لا يلتزم بها يكون خارجها فى جهنم وهو قوله تعالى :
"أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"
ويستمر المنير فى الهجوم على الدينين ناعيا على أهلهما التمسك بالماضى فقال:
" إن مثل هذه الكنيسة شأنه شأن الجامع أو المسجد لا يقرأ الحاضر الواقع بل يقرأ ما يقال عن الماضى ويبنى للمسيحى والمسلم واقعا مسحورا" ص5
كما يقول هاجما النصرانية ولكنه ليس هجوما لأنه يهاجم تلك الحقبة فقط وليس الدين فيقول :
" وما حير ذهن المسيحى في تلك الحقبة أن المسيح نفسه في تعاليمه وإنجيله ينطق مرة بلسان الأب ينطق ثانية بلسان الإنسان"ص37
وهو يخص الكتاب بوقف الدعوة الإسلامية دون النصرانية فيقول :
" أما مطالبتى بوقف الدعوة الإسلامية وهو موضوع هذا الكتاب فلأن المسلمين يواجهون عصرا لم يولدوا فيه حتى ألان وقد آن الأوان ليحل التاريخ محل المأثور ذلك أن محل البناء الذى انتهى إلى المسلمين بدأ يتآكل ص6
ويصر المنير على أن الإسلام دين شفهى تم نقله بالشفاه ولم يكن دينا مكتوبا فقال :
" لقد حرص نبى المسلمين على التناقل الشفهى للخطاب القرآنى من جهة ولأحاديثه من جهة ثانية "ص6
وهو كلام يناقض حفظه فى كتاب كما قال تعالى :
" وأنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون"

فالرسالات كلها كانت مكتوبة ومحفوظة فى بيت الله فى الأرض وما زالت ولكن البيت الحرام ألان مجهول المكان وسيتبين البشر عندما يكتشفون موضعه الحقيقى أن الرسالات كلها موجودة فيه
اسم الكتاب نابع من الحديث المعروف باسم رزية الخميس وليس هدف الرجل هو بيان الحقيقة لأن الحديث لم يحدث أصلا وعنه قال :
" قرب ظهيرة يوم الاثنين أول الربيعين فى السنة الحادية عشرة للهجرة أى فىالسابع من حزيران / يونيو عام 632 توف نبى الإسلام عليه السلام دون أن يتمكن من كتابة ما طلب أن يكتب وبدأ اللغظ حول الكتاب الذى منعه بعض صحابته من تدوينه والذى تناولته تخمينات شتى معظمها يتعلق بالخلافة وشئونها "ص4
من يفقه الحديث سيعلم أن الحديث اتهام للنبى(ص) بأنه ظل يكذب على الناس طوال فترة دعوته ,ان ضميره لم يصحو من هذا إلا قبل وفاته بيوم حيث كان يريد أن يكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا
السؤال وماذا عن القرآن الذى بلغهم إياه طوال عقود هل كان كله كذب وتضليل ؟
الحديث مصيبة من المصائب الكبرى التى لم تحدث فهو اثبات لكذب محمد(ص) على الناس طوال دعوته
بالطبع المنير هنا يتباكى على عدم كتابة الكتاب ويتهم المؤمنون بالرسالة فى عهد محمد(ص) بأنهم منعوا الحق والهدف هو تكذيب الإسلام لأن من نقلوه هم الكفار الذى منعوا الحق من الظهور وهو قوله فى أخر الكتاب :
"لقد وصلنا الإسلام بقرآنه وسنة رسوله عن طريق هؤلاء الصحابة المتمردين على رسولهم فهل نقبل بما وصلنا عن طريقهم وهم غير ثقاة أم نقبل بهم ونرفض سلوك نبى العرب ص 161"
وهنا تطفح الكراهية من المنير فهو يسمى النبى الخاتم (ص)نبى المسلمين وليس نبى الله واخيرا فى أخر الكتاب نبى العرب
ومن ثم ظهر هدف النصرانى المتخفى
خلف اسم مسلم وهو رفض الإسلام لأن من نقلوه كفرة عصاة متمردين فكيف نصدقه ؟
قطعا فات على المنير أن الرسالات لا ينقلها البشر وإنما هى محفوظة حفظها الله فى بيته الأرضى للعودة إليها ولهذا هو من جمع القرآن وليس البشر كما قال تعالى :
" إنا علينا جمعه وقرآنه "
ويستمر المتخفى فى الحديث عن تمرد الصحابة المزعوم حيث لم ينفذوا بعث أسامة فيقول :
"وكالعادة عند قراءة مثل هذه ألأحاث التى تمس كرامة كبار الصحابة يحاول المسلم تكذيب مثل هذه القضايا وتجاهلها ولكن لا يمكن تكذيب ما أجمع عليه المؤرخون والمحدثون من علماء السنة والشيعة معا" ص10 ويحدثنا المنير حديث الكاذب فيقول :
"إن تاريخ الإسلام يصور لنا صحابة رسول المسلمين وكأنهم ملائكة لا يخطئون ولا يذنبون لأن القرآن والحديث وصل عن طريقهم .....ولكنى وجدت فى تاريخ الإسلام شواهد أكيدة تدل على أن قتلة عثمان بالدرجة ألأولى هم من الصحابة أنفسهم وفى مقدمتهم أم المؤمنين عائشة "ص 10و11
والغرض من هذه الاتهامات هو القول بان الإسلام دين كاذب نقله المتمردون العصاة فلا يمكن الثقة به وهذا هو نوع من دس السم فى العسل
ويستمر الرجل فى الدس فيقول أن الإسلام هو من اختراع الفقهاء ويتهمه بكونه من اصل يهودى فيقول :
" وهنا يتعمق المأزق إلى أقصى الحدود فالإسلام الذى ظهر وكأنه رسالة لتحرير الدين من هيمنة السحر والكهنوت تحول على أيدى الفقهاء إلى رسالة مسخرة لخدمة مذهب صوفى يهودى فقائم على الإيمان بالعلم السرى وتعدد مراتب المعانى فى الكتب المقدسة "ص11
ويزيد المنير أو المظلم الطين بلة بأن الإسلام ينافى تعاليم العلم والنصرانية فيقول :
" المأساة كما أراها تكمن فى أن الإسلام يحول آراء ومعتقدات تشكل جزء أساسيا منه وتتناول نشوء الكون وتركيبه وطبيعته وتاريخ الإنسان وأصله والرسل والأنبياء ومسيرة حياة كل منهم وهذه الآراء والمعتقدات تناقض ما تعلمناه "ص17
وزيادة فى التضليل لا يفرق بين الدين واتباع الدين فيقول :
" ودعونا لا نفرق بين الإسلام القرآنى وإسلام الناس حرصا على المنهج الفكرى الإسلامى نفسه "ص20
الرجل هنا يريد منا أن نقتنع بانه يدافع عن الإسلام مع أنه يضربه فى الأساس
وامعانا فى التضليل يذكر نصوصا ليست من القرآن مثل " وخفف على داود القرآن" على أنها دليل على وحدة الرسالات فيقول :
"وكذلك ورد فى القرآن " وخفف على داود القرآن" وهذا يعنى أن الكتاب واحد سواء كان اسمه توراة أم إنجيلا أم زبورا أم قرآنا أم ذكرا إنه أم الكتاب تارة وهو اللوح المحفوظ تارة وهو الكتاب المبين أيضا وطالما أن القرآن نزل أزلا على داود فإن الذى تلاه محمد عليه السلام هو اعادة قراءة للكتاب الموحد إنما باللغة العربية وهذا معنى قوله " إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" وهكذا يكون القرآن نسخة عربية عن الكتاب ص 24
قطعا ما قاله هنا وإن كان الكلام صحيحا عن وحدة الرسالات ولكنه يخبرنا بنصوص ليست فى القرآن وقد كرر ذلك فى موضع أخر وهو :
" وقد خشى نبى الإسلام أن يسهم هو نفسه في توسيع رقعة الخلاف فحاء في البيان القرآنى قوله" إنى خشيت أن تقول مزقت بين بنى إسرائيل" ولكنه رفض أن يفرق بينها بل سعى لتوحيدها فجاء في البيان القرآنى " لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون "ص81
الرجل هنا يكذب فالنبى الخاتم (ص) ليس قائل الكلمة التى حرفها المنير إنى خشيت أن تقول مزقت بين بنى إسرائيل حيث ذكر مزقت بدلا من فرقت
ويستمر المنير فى الاصرار على شفاهية رسالة الإسلام مع أن الروايات التى يستدل بها تقول لا تكتبوا عنى إلا القرآن فيقول :
" وأما حفاظ القرآن فقد نقص عددهم إلى درجة خطيرة مما استدعى تدوينه فى الوقت الذى لم يأمر محمد عليه السلام أصحابه لقعل ذلك وكان نتية ذلك كله أن أصبح الاضطراب فى نقل الشريعة هو القاعدة العامة لدى المسلمين كما كان لدى اليهود "ص31
ومعظم الكتاب فى بقيته يقول أن الإسلام دين تمت صناعته بشريا من كتب اليهود ومن كتب النصارى ومن كتب الوثنيين ويحدد مواضع التشابهات ليس بين القرآن ولكن بين الروايات وبين كتب الأديان المختلفة وبين أشعار الشعراء
يقول عن التشابه بين كتب اليهود والإسلام بدلا من أن يقول الروايات:
" وتكاد قواعد الطهر والنظافة تكون واحدة فى الدينيي"ص35
" وجملة القول أن قوانين التلمود بوجه عام من وضع الرجال ولأنها لذلك تحابى الذكور ما بلة بلغ من قوتها أن بعثت فى نفوس أحبار اليهود الفزع من قوة المرأة وكيدها وصحيح أن الأحبار كانوا يرون فيها خفة العقل ولكن يقرون بأن لديها حكمة غزيزية لا وجود لها فى الرجل وهذا ما عبر عنه القرآن لدى المسلمين بالقول " إن كيدهن عظيم "ص38
وهنا الرجل يعتبر قول الرجل من مصر قولا قرآنيا وليس قول كافر" إن كيدكن عظيم " وهو يحرف قول القرآن
وينعى على اليهودية والإسلام حط مكانة المرأة فيقول :
" وفى الشريعتين نجد مركز المرأة منحطا من الوجهة القانونية "ص38
ويحدثنا عن الاسرائيليات وكتب اليهود فيقول :
"فالاسرائيليات التى يحذر منها فقهاء المسلمين من وجودها فى نصوصهم المقدسة لك يكن مصدرها التوراة بل المشنا والبسقيتا والمدرش وسفر زوهر وسفر يصيرا"ص4
ويقول :
"ومع ذلك فإن القصة عن الاسرائيليات كما هو واضح ولكن ابن كثير مع ذلك لا يأنف أن يعتمد فى تفسيره على روايات وهب بن منبه الصحابى الذى كانوه أبوه يهوديا فأسلما أو تظاهرا بالإسلام " ص48
ووهب بن منبه فى كتب التاريخ ليس صحابيا كما يحاول أن يوحى المنير لاثبات ما يريد
ويظل يتكلم عن التأثير اليهودى فيقول :
" ولعل سبب اكثاره منها أنه يهودى النزعة فهو من أتباع عبد الله بن سبأ قال ابن حيان " كان الكلبى سبئيا من أولئك الذين يقولون أن عليا لم يمت ...ص51
ويتحدث عن التشابهات بين كلام الشعراء النصارى فى رأيه وبين القرآن وبين الروايات فيقول :
"ولقد تبينت مبلغ حرج بعض الباحثين عند الخوض في شعر نصارى العرب في الجاهلية وذلك أن كثير من آيات القرآن الكريم جاءت مطابقة لبعض أبياتهم ومشابهة لها في النص غالبا والمرجح أن ابتعاد الباحثين عن ولوج هذا المدخل سببه الخوف من أن المقابلات والمقارنات ص66 بين القرآن والمصادر البشرية تقود إلى تقرير واقع ما وهذا الواقع بنر المتدينين قد يكون شتيمة وكفرا ص67
وينتهى المنير إلى نتيجة كون محمد(ص) نصرانى قبل اعلانه الإسلام فيقول :
"وفى كل الاحتمالات نجد انفسنا مجبرين على التأكيد بأن محمدا كتان نصرانيا عندما تزوج خديجة ولا يمكن ترجيح احتمال أخر "ص69
وهو كلام بلا دليل لأنه استنتج نصرانيته من كون ورقة كان قسا أو عالما بالنصرانية فقط وهو ليس دليل فهو مثل من يقول أن الساكن جوار نصرانى يكون نصرانى
ويؤكد أن الإسلام أخذ من فرق النصارى المختلفة البدع فيقول :
"ويكون بذلك مجموع ما أخذ به الإسلام من البدع المسيحية أن الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يتألم ولم يمت ولم يصلب وأن المسيح رسول كغيره من الرسل ...وأن العذراء مريم واجبة التكريم لكونها أم المسيح الذى هو كلمة الله وروحه"ص 82
وإصراره على استخدام أخذ البدع هو اتهام أخر بأنه أخذ اسوأ ما فى النصرانية ولم ياخذ النصرانية الصحيحة التى كان عليها بطرس عبد المسيح المنير
قطعا هذه عادة بشرية وليست نص فى الإسلام حتى يمكن نسبتها لها
وحاول أن يوحى لنا بتشابه الصلاة بين القرآن وبين الصلاة النصرانية المعروفة بالصلاة الربانية من خلال الكلام والعدد فقال :
"وردت الصلاة الربانية على الشكل التالى أبانا لا تعرضنا للتجربة اعف مما علينا كما أعفينا نحن غيرنا مما لنا عليه كذلك أوردها البشير لوقا على الشكل التالى " اغفر لنا خطايانا لأننا نغفر لمن أساء إلينا ولا تعرضنا للتجربة ونجد في الخطاب القرآنى أنه ورد ما يوافق هذه الصلاة وذلك في قوله " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا -اى اغفر لنا ولا تجعل علينا إثما- ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ( اى لا تعرضنا للتجربة* واعف عنا واغفر لنا "
كذلك أورد السيوطى حديثا رفعه إلى نبى المسلمين قال صلوا أيها الناس في بيوتكم فأفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة كذلك روى الشعرانى ما يلى إن الله أوحى لموسى هذه الآية كما روى كتاب الأخبار" اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه ومن كل شر من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء أبدا أبدا "ص108
بالطبع الكلام غير متشابه فكلام المسلمين الذى قصه القرآن ليس فيه " لأننا نغفر لمن أساء إلينا ولا تعرضنا للتجربة"
وكلام النصارى ليس فيه النسيان والإصر
وتفسيرات المنير هى على هواه وتحدث عن عدد الصلوات فقال :
" وقد فرض القرآن على المسلمين خمس صلوات فى اليوم فجاء ذلك موافقا لما كان شائعا بين الرهبان إذ كان هؤلاء يقيمون صلواتهم السبع في خمس ومات من النهار والليل"ص108
وهنا الصلوات سباعية وهى ليست خماسية كما فى الروايات والقرآن نفسه ذكر صلاتين فقال :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ"
ويحاول الرجل أن يجمع بين ألأديان فيقول :
" وعلى هذا الأساس يفترض أن تنتهى تعاليم اليهودية والمسيحية في وهو ما إلى ما آلت إله تعاليم الإسلام فإذا تقصينا عن آثار المسيحية أو النصرانية في النواحى الدينية الإسلامية فإن ذلك من باب التوفيق والجمع لا التلفيق بقصد المجاملة "ص 86
وحتى أديان الوثنية قال أن الإسلام أخذ منها فقال :
" قد يدهش الكثير من القراء عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشون الدينية الشعائرية من الحياة الوثنية ص138
إذا الغرض من الكتاب هو :
القول بان الإسلام دين بشرى جمعه أصحابه من كل الأديان بلا استثناء وهو ما يناقض قول المنير نفسه بأن الفقهاء وليس الصحابة من اخترعوه فى فقرة سابقة
والمنير فى كتابه يوحى لنا بأن الصليب وعليه صلب المسيح(ص) أر معترف به فى ألإسلام فيقول :
" ولم يكن الصليب في عهد من العهود و يعبد وحتى أصحاب البدع النصرانية التى كانت سائدة قبل إعلان الإسلام لم يعتبروا الصليب غير رمز لتذكير المسيحى بآلام الذى افتدى البشر"ص97
ويرجع المنير العادات البشرية فى مجتمعاتنا مثل جمع الطعام المرمى على الأرض وتقبيله ووضعه على الرأس هو بمثابة التصليب فيقول :
"فنحن نرى الكثير من الوقائع والتقاليد النصرانية ظلت ماثلة حية في صدور المسلمين برغم أن النصوص والمتون تسعى إلى نفيها قصدا وعمدا " ص106
قطعا تناول المنير مسائل كثيرة فى كتابه وكأنه جمع كل الشبهات التى قالها المعادون للإسلام ولكن الهدف هنا هو كشف عرضه الأساسى مكن الكتاب وليس تناولها لسبق تناولى لها فى كتب ومقالات مختلفة