الأحد، 29 يونيو 2025

الزرْع فى الإسلام

الزرْع فى الإسلام
الزرع فى القرآن :
حق الزرع وبقية النبات:
بين الله للمؤمنين أنه هو الذى أنشأ أى خلق كل من الجنات المعروشات والمراد الحدائق المسكونات وهى التى ينظمها أى يزرعها الإنسان والجنات غير المعروشات وهى الحدائق غير المسكونات وهى الغابات ،والنخل والزرع والزيتون والرمان التى منها المتشابه أى المتماثل فى صنف المحصول وغير المتشابه وهو غير المتماثل فى صنف المحصول لوجود عدة أصناف فى النوع الواحد وكل هذه المخلوقات مختلف أكله والمراد متنوع طعمه ويطلب الله منا أن نأكل من ثمره إذا أثمر والمراد أن نطعم من ثمار أى منافع النباتات إذا نضجت وهذا يعنى حرمة الأكل من النبات قبل نضجه ويطلب منا أن نؤتى حقه يوم حصاده والمراد أن نعطى زكاة النبات يوم جمع المحصول.
وفى هذا قال تعالى :
"وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وأتوا حقه يوم حصاده "
الحفاظ على الزرع بتركه في سنبله:
وفى هذا قال تعالى :
"قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون "
بين الله لنبيه(ص)أن يوسف (ص)بين للرجل أنهم يزرعون سبع سنين دأبا والمراد يفلحون الأرض سبع سنوات متتابعات وهذا يعنى أن السبع بقرات والسبع سنبلات الخضر هى رمز لسبع سنوات خصب ،كما بين لهم حل المشكلة وهو أن ما يحصدوه أى ما يجمعوه من المحاصيل عليهم أن يذروه فى سنبله والمراد أن يتركوه فى غلافه وهو ورقه المحيط به الذى خلق الله له لحمايته من الآفات ويستثنى من ذلك القليل الذى يأكلون وهو الذى يستخدمون فى طعامهم .
وفى هذا قال تعالى :
"قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه فى سنبله إلا قليلا مما تأكلون "
للزرع قطع أرض هو فيها وأطعمة مختلفة:
بين الله للناس أن فى الأرض قطع متجاورات والمراد أن فى اليابس تضاريس متلاصقة وفيها جنات أى حدائق من الأعناب والزرع وهو المحاصيل الحقلية والنخيل الصنوان وهو النخل المتشابه ومنه النخيل غير الصنوان أى غير المتشابه وهو المختلف وهذا يعنى النخل ذو الصنف الواحد والنخل ذو الأصناف المختلفة وكلاهما يسقى بماء واحد والمراد يروى بماء واحد المكونات ومع هذا يحدث التالى أن يفضل الناس فى الأكل بعضها على بعض والمراد أن يميز الناس عند الطعام بعض الأصناف على بعض فيحب بعضا ويكره بعضا وهذا يعنى أن المزروعات طعمها يختلف من نوع لأخر ومن ثم يختلف الناس فيما يفضلون من الأطعمة وفيما سبق ذكره آيات أى براهين تدل على وجوب طاعة حكم الله وحده وهى لقوم يعقلون أى يفكرون أى يطيعون حكم الله والخطاب حتى ماء واحد للناس وهو جزء من آية حذف بعضها وما بعده هو جزء من آية أخرى لأنه يحكى قول الناس عن تفضيل بعضهم لبعض الأكلات على بعض
وفى هذا قال تعالى :
"وفى الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضهما على بعض فى الأكل إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون "
وادى الكعبة لا يزرع :
بين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله .
وفى هذا قال تعالى :
"ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
الزرع ينبت بالماء:
بين الله للناس أنه ينبت أى يخرج بالماء لكم التالى :الزرع وهو المحاصيل ،والزيتون ،والنخيل وهو النخل،الأعناب ،ومن كل الثمرات وهى أنواع النبات كلها وفى إخراج هذه النباتات آية والمراد برهان على أن الله واحد يستحق العبادة وحده لقوم يتفكرون أى "لقوم يذكرون "كما قال بسورة النحل وهم من يفهمون .
وفى هذا قال تعالى :
"ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
الزرع في الجنات :
طلب الله من رسوله(ص)أن يضرب للناس مثلا والمراد أن يقص على الناس قصة رجلين جعل أى أعطى الله أحدهما جنتين أى حديقتين نباتهما الرئيسى هو الأعناب وقد حفهما بنخل والمراد وقد جعل حول الحديقتين سور من أشجار النخيل لحمايتهم وجعل بين شجر العنب وأشجار النخيل زرع وهذا يعنى أن الحديقتين تنتجان ثلاث محاصيل العنب والنخل والزرع .
وفى هذا قال تعالى :
" واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا "
الزرع طعام للناس والأنعام :
سأل الله :أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز والمراد هل لم يعرفوا أنا ننزل المطر على الأرض الميتة فنخرج به زرعا والمراد فننبت به نباتا تأكل والمراد تطعم منه أنعامهم وهى حيواناتهم وأنفسهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار علموا أن الله هو الذى يعيد الحياة للأرض الميتة بالماء ويسأل أفلا يبصرون أى "أفلا يسمعون "كما قال بنفس السورة والمراد أنهم لا يؤمنون بحكم الله
وفى هذا قال تعالى :
"أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون "
مراحل وجود الزرع:
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس مصداق لقوله بسورة المؤمنون"وأنزلنا من السماء ماء فأسكناه فى الأرض "وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ويبين أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول مصداق لقوله بسورة آل عمران"إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار"
وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولى الألباب "
وبين الله للناس أن محمد(ص)رسول أى مبعوث الله لإبلاغ الوحى للناس والذين معه وهم المؤمنين برسالته أشداء على الكفار أى غليظين فى معاملة المكذبين لحكم الله أى "أعزة على الكافرين "كما قال بسورة المائدة رحماء بينهم أى أذلاء لبعضهم البعض كما قال بسورة المائدة"أذلة على المؤمنين"والمراد خدم لبعضهم البعض،ويبين للإنسان أنه يراهم ركعا سجدا أى يعلمهم مطيعين متبعين لحكم الله يبتغون فضلا من الله والمراد يريدون رحمة من الرب فسرها بأنها رضوان أى ثواب أى الجنة سيماهم فى وجوههم من أثر السجود والمراد أفراحهم وهى نضرة النعيم ظاهرة على نفوسهم من نتيجة الطاعة لحكم الله مصداق لقوله بسورة المطففين "تعرف فى وجوههم نضرة النعيم"وذلك وهو ما سبق ذكره مثلهم فى التوراة أى وصفهم فى التوراة المنزلة على موسى (ص) وهذا يعنى أن الله قال فى التوراة عن محمد (ص)ومن معه "ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود"وأما مثلهم وهو وصفهم فى الإنجيل وهو الكتاب المنزل على عيسى (ص)فهو أنهم كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه والمراد يشبهون نبات أطلع ثمره فقواه والمراد أمده بالغذاء فاستقوى أى أصبح ناضجا أى فاستقر على جذوره وهذا يعنى أن المسلمين أخرجوا الأعمال الصالحة فأمدهم الله بالقوة حتى تكثر الأعمال الصالحة حتى أصبحت الأعمال الصالحة هى قوة المسلمين ويبين أن هذا النبات يعجب الزراع والمراد أن هذا النبات يرضى الخالق له حتى يغيظ بهم الكفار والمراد حتى يهزم بهم المكذبين للدين
وفى هذا قال تعالى :
"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار "
الله هو الزارع :
سأل الله الناس أفرأيتم ما تحرثون والمراد أعرفتم الذى تضعون فى التراب أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون والمراد هل تنبتونه أم نحن المنبتون؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن ما يضعونه فى التراب من بذور وأنوية للنباتات لا يقدرون على إنباته أى خلقه وإخراجه والله وحده هو المنبت المخرج له ،لو نشاء لجعلناه حطاما والمراد لو نريد لجعلنا النبات مدمرا فظلتم تفكهون والمراد فاستمررتم تقولون بعد تدميره :إنا لمغرمون أى لمثقلون أى لمتعبون بل نحن ممنوعون والمراد إنما نحن جائعون
وفى هذا قال تعالى :
"أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون"
ترك الكفار نعم الله ومنها الزرع:
بين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)قال للقوم :أتتركون ما ها هنا آمنين والمراد هل تذرون الذى هاهنا وهو بيوتكم فيها آمنين أى مطمئنين فى جنات أى حدائق وعيون أى أنهار وزروع أى ومحاصيل وفيرة ونخل طلعها هضيم أى ونخيل ثمره طيب وتبنون من الجبال بيوتا فارهين والمراد وتقيمون من صخر الرواسى مساكنا آمنين مصداق لقوله بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين "وهذا يعنى أنهم تركوا بيوتهم العادية بما فيها من منافع وجلبوا من حجارة الجبال حجارة ليبنوا بها بيوتا أخرى والسبب أن هذه البيوت ستجعلهم آمنين من عذاب الله من وجهة نظرهم ولذا يحذرهم صالح (ص)من هذا البناء
وفى هذا قال تعالى :
"أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين "
سأل الله كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين والمراد كم خلفوا بعدهم من حدائق وأنهار ونباتات وبيت عظيم أى متاع كانوا به فرحين ؟والغرض من السؤال هو إخبار أن القوم تركوا كل هذه النعم الإلهية بسبب كفرهم ،كذلك أى بتلك الطريقة وهى هلاكهم أورثها قوما أخرين والمراد ملكها لناس أخرين من بعدهم فما بكت عليهم والمراد فما حزنت السماء والأرض على قوم فرعون وما كانوا منظرين والمراد وما كانوا مرحومين أى منتصرين مصداق لقوله بسورة الذاريات"وما كانوا منتصرين"
وفى هذا قال تعالى :
"كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما أخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين "
الزرع في الفقه :
الزرع طبقا لآيات القرآن هو النبات الذى يقوم الإنسان بنثر بذوره في الأرض أو وضعها تحت التراب لتنتج محاصيل أرضية وهو ما يسمونه في الزراعة الحالية المحاصيل الحقلية
وقد تحدثوا عن التالى فيه :
إحْياء الْموات:
اتفقوا على أن الأرض الميتة سبيل جعلها حية بذر البذور وهو الزرع فيها أو غرس الشجر فيها وسقيهم
زكاة الزّروع:
الصدقات وهى الزكاة واجبة فى الزرع فى كل يوم حصاد شرط أن تغطى الثمار الناتجة منه كلفة الزرع وكلفة ضروريات أسرة الفلاح طوال موسم الزرع
بيْع الزّروع:
فرق الفقهاء فى بيع الزرع بين بيعين :
الأول بيع الزرع وهو المحصول وحده جملة أو تجزئة
الثانى بيع الزرع والأرض التى هو فيها معا
وكلاهما عند الفقهاء مباح
بيْع الْمحاقلة:
المحاقلة عند الفقهاء بيع القمح فى سنبله بقمح مثله دون مراعاة للكيل أو الوزن حيث تباع جزافا أى دون معرفة حقيقية للمقدار وهو نوع من البيوع المحرمة لأنه يظلم طرف من الأطراف
بيْع ما يكْمن في الأْرْض:
المراد بيع الزروع التى فى باطن الأرض ولا تظهر إلا بحرث الأرض كالبطاطا والبصل والثوم
وقد جرم البعض منهم هذا البيع وهو الصحيح والبعض الأخر أباحه رغم أن بيع لما فى علم الغيب فلا أحد يدرى كمية الثمار فى داخل وهو باطن الأرض
إتْلاف الزّرْع:
اختلف القوم فى المسألة بين الاتلاف نهارا والاتلاف ليلا ففى الليل يضمن صاحب الحيوانات ثمن الزرع وفى النهار لا يضمن لأن على صاحب الزرع حماية زرعه
والحق أن فى كل الأحوال صاحب الحيوانات وهى الدواب يجب أن يصلح ما أتلفته دوابه لأن من المحال أن يحمى صاحب الزرع جوانبه الأربعة خاصة عندما تكون الأرض واسعة فيأخذ وقتا للجرى نحو الدواب لطردها ففى تلك الدقيقة أو الدقيقتين يمكن لقطيع الدواب اتلاف عدة قراريط
وقصة الحرث والغنم ليس فيها أى توقيت لا ليل ولا نهار ومن ثم وجب اصلاح التالف فى كل الأحوال

 

السبت، 28 يونيو 2025

النبهرجة في الإسلام

النبهرجة في الإسلام
النبهرجة لفظ فيما يبدو أنه ما نطلق عليه :
البهرجة
وهو لفظ يعنى اللمعان والبريق الخادع وفى كتب اللغة نجد أن اللفظ معرب وأصله فيما يبدو فارسى
ويطلق على :
الدراهم المزيفة أو قل مال نسميه حاليا :
تزييف الفلووس أو النقود
والتزييف القديم كان يعتمد على وضع معادن مكان معادن مع طليها بمادة لها لمعان مثل لمعان الذهب والفضة
وأما التزييف الحالى فيعتمد على التزييف الورقى حيث تتم طباعة العملات على ورق وألوان تكاد تشابه ما تتم طباعته في دار سك النقود أو فيما يسمونه :
المصرف المركزى
وقد عرفه الفقهاء بالتالى :
النقود التى تسك في غير دار سك نقود الدولة
وقد قسموا النقود إلى نوعين :
الأول :
الجياد وهى الدراهم والدنانير الأصلية وتكون من المعادن الأصلية بنسب محددة وهى :
الفضة والذهب
وهى النقود التى يستعملها أفراد الدولة فيما بينهم في معاملاتهم المالية وبالقطع التاريخ الذى نعرفه حاليا هو تاريخ مزور لأنه يقول :
ان المسلمين ظلوا يتعاملون بدنانير ودراهم الدول الأخرى كالفرس والروم مدة طويلة إلى أن جاء أحدهم وهو عبد الملك بن مروان وأنشأ دار لسك نقود الدولة ألأموية وليس الإسلامية
الثانى :
الزيوف وهى :
النقود غير الأصلية مثل :
النبهرجة وهى نقود المادة الأصلية فيها قليلة بالاضافة إإلى مواد أخرى قريبة لها في اللون واللمعة
الستوقة وهى :
دراهم صفر مموهة بالفضة نحاسها أكثر من فضتها.
وفى تعريف أخر :
ما غلب عليه غشه من الدراهم
وكان هذا التزييف للمعادن يبقى لها قيمة ما مالية هى قيمة المعادن وأما التزييف الحالى فلا يبقى أى قيمة للعملة الورقية التى ثبت زيفها
وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل في النبهرجة منها :
التعامل بالنبهرجة:
فرق الفقهاء بين النقود المزيفة فقسموها إلى نوعين :
الأول :
ما غلب معدن الفضة على المعدن المزيف في المقدار وقد اعتبروها كالفلوس الأصلية تستعمل دون أدنى اعتبار لما فيها من تقليل نسبة الفضة عن الحد المعروف
وقد أوجبوا الزكاة في هذا النوع من الدراهم ومن المؤكد أنهم قالوا نفس الكلام في الدنانير الذهبية
الثانى :
ما غلب المعدن الأخر على الفضة فيه فذهبوا إلى جواز استعمالها في المعاملات طالما عرفت نسبة الفضة فيها ما دام الناس يستعملونها في التجارة
وقد أوجبوا الزكاة فيها بنسب الفضة فبدلا من أن تكون في عدد مائتى درهم تكون مثلا في ثلاثمائة أو أربعمائة أو أكثر بحيث تجمع الفضة في العدد وترد إلى رقم المائتى درهم الأصلية
وحكم الله في تلك النقود :
أنها نقود باطلة إلا أن تعرف نسبة الفضة بالضبط فيها وتستعمل كأجزاء من الدرهم بنسب الفضة فيها
والأفضل هو:
جمع تلك النقود لاعادة سكها في دار سك النقود حرصا على عدم أكل أموال الناس بالباطل
وفى هذا قال تعالى :
" ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل "
ويستوى في ذلك الدراهم الفضية والدنانير الذهبية أو حتى المعادن الغالية كالماس أو الماس الذى وحدته حاليا القيراط
ويجب على مؤسسات المجتمع معرفة مصادر إنتاج النقود المزيفة أيا كان نوعها للقضاء على هذا المصادر والقبض على من قام بعملها ويخاكم بكونهمفسد في الأرض لأنه يرتكب جرائم متعددة :
جريمة سرقة أموال الناس
جريمة خداع الناس
جريمة تهديد اقتصاد المجتمع
جريمة سك عملة بدون أن يكون له حق في ذلك
وهؤلاء عقوباتهم:
القتل إما القتل المعروف في المجتمع كالشنق أو اطلاق النار أو تقطيع أطرافه وتعليقه على المصلبة أو الصليب أو نفيه من الأرض وهو اغراقه في الماء ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم فلا يقدم أحد على ارتكاب مثل تلك الجريمة
وفى هذا قال تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
بيع المزيف بالجيد:
هذه المسألة كان رأى الفقهاء فيها هو :
حرمة بيع النبهرج بالجيد والعكس طالما أن النبهرج مجهول الكن في كل درهم أو دينار
وأباحوا هذا البيع إذا عرفت مقدار المادة الأصلية في النبهرج حتى يجمع ويوضع في مقابل مثله من الجياد
والحقيقة :
أنه لا يمكن معرفة مقدار المعدن الأصلى الذهب أو الفضة إلا عن طريق عملية الاسالة أو الحل وأما معرفة المقدار في واحدة فقط والقياس عليها فلا يمكن أن يعد ذلك معرفة لمقدار المعدن في تلك النقود خاصة أن المزيفيين يكونون على عجلة من أمرهم فلا يضعون وزنا محددا للتزييف وإنما نتيجة الخوف يضعون أى مقدار يغطى الجريمة أمام الناس العاديين
وعليه يجب القضاء على تزييف النقود أو غيرها من خلال تطبيق حكم الافساد في الأرض وهى الحرابة على المزيفيين

 

الجمعة، 27 يونيو 2025

اللوْنٌ فى الإسلام

اللوْنٌ فى الإسلام
الألوان فى القرآن:
الألوان :
مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله تعالى:
"فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "
وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها "
والأخضر بقوله تعالى:
"الشجر الأخضر "
والأبيض والأحمر والأسود بقوله تعالى:
"ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".
بقرة صفراء فاقع لونها:
وضح الله أن بنى إسرائيل قالوا لموسى(ص) اطلب لنا من إلهك يظهر لنا ما دهانها قال إنها بقرة صفراء فاتح جلدها تفرح الرائين ،وهذا يعنى أنهم لم يقتنعوا بذبح أى بقرة حيث لم يحدد الله أى شىء فيها ومن ثم طلبوا منه أن يوضح لهم لونها أى جلدها أى دهانها فأجاب موسى (ص)أن البقرة المطلوبة هى بقرة لونها أى جلدها أى دهانها أصفر يسر الناظرين أى يفرح من يشاهدها وفى هذا قال تعالى :
" قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"
وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه:
وضح الله للناس أنه ذرأ والمراد خلق لهم فى الأرض من المخلوقات مختلفا ألوانه أى متنوعا دهانات جلوده وهذا يعنى أن كل مخلوقات الأرض مخلوقة لمنفعة الناس وفى ذلك آية وهى المخلوقات لقوم يذكرون أى برهان لناس يفهمون فيتبعون الوحى وفى هذا قال تعالى :
"وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون "
يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه:
وضح الله أنه طلب من النحل فى الوحى الخاص بها الأكل من كل الثمرات والمراد استخدام كل ثمار النباتات كطعام وهذا يعنى أن النحل يأكل كل ما نعتبره حلو أو مر أو حامض أو غير ذلك كما طلب منها سلوك سبل الرب الذلل وهو السير فى طرق الله السهلة والمراد طاعة أحكام الله الممهدة التى ليس بها صعوبة والله يخرج من بطون النحل والمراد يطلع من أجواف النحل شراب أى سائل مختلف ألوانه أى متنوع ألوانه وهى مرئياته وهذا يعنى تعدد الأشكال الدهانية للعسل الذى فيه شفاء للناس وهم البشر وفيما سبق ذكره عن النحل آية أى برهان يدل على قدرة الله لقوم يتفكرون أى لناس يفهمون فيطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى :
"ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
واختلاف ألسنتكم وألوانكم:
وضح الله للناس أن من آياته وهى علاماته الدالة على قدرته خلق وهو إنشاء السموات والأرض واختلاف وهو تعدد ألسنتكم وهى لغات الناس وألوانهم وهى طلاءات جلودهم الإلهية وفى خلق الكون وتعدد ألسنة الناس وألوانهم آيات أى براهين للعالمين وهم العارفين أى أصحاب النهى وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين "
فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها
سأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها والمراد فأنبتنا بماء المطر منافع متعدد طلاء جلودها ومن الجبال وهى الرواسى جدد أى قطع بيضاء وحمراء مختلف ألوانها أى متعددة درجات طلاء جلودها وغرابيب سود والمراد وقطع سمراء والقطع هى النباتات الخضراء وخلق من الماء الناس وهم البشر والجن والدواب وهى الحيوانات والأنعام مختلف ألوانه أى متعدد طلاؤها وهو دهان جلودها وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ووضح أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما "
اللون فى الفقه
اللون فى اللغة هيئة من ضمن هيئات الشىء وعند الفقهاء صفة للشىء واللون هو اختلافات فى ظاهر جلد الجسم أو فى باطن الجسم إذا ظهر
وقد تحدث الفقهاء فى مسائل فى اللون منها
أثر تغيّر لوْن الْماء في الطّهارة:
اتفق الفقهاء على أن تغير لون الماء بنجاسة يجعله غير صالح للوضوء والتطهر بناء على حديث :
"الْماء لا ينجّسه شيْءٌ إلاّ ما غلب على ريحه وطعْمه ولوْنه "
ومجرد التغير اللونى قد لا ينجس الماء بسبب ما يضاف للماء من مواد وإنما ما يغير طعمه ورائحته إلى رائحة البول والبراز هو ما يجعله غير طاهر
ورووا حديث :
أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم: توضّأ منْ بئْرٍ كأنّ ماءه نقاعة الْحنّاء "
فهنا تغير اللون فى الحديث ولم يحكم بنجاسة الماء
حكْم إزالة لوْن النّجاسة:
اعتبر الفقهاء الدم نجاسة يجب إزالتها من الماء والدم أساسا ليس نجاسة لأنه لو كان نجاسة لكنا جميعا نجسين لأنه يسير فى عروقنا ومن ثم يجب تصفيته وهو كلام لا يقوله إلا من لا يعقلون ولذا طلبوا غسله وإن بقى أثره طبقا لحديث أبي هريرة أنّ خوْلة بنْت يسارٍ قالتْ: يا رسول اللّه إنّه ليْس لي إلاّ ثوْبٌ واحدٌ وأنا أحيض فيه، قال: إذا طهرْت فاغْسليه ثمّ صلّي فيه قالتْ: فإنْ لمْ يخْرج الدّم؟ قال: يكْفيك غسْل الدّم ولا يضرّك أثره ."
وما ينزل من النساء ليس دما وإنما هو سوائل مختلطة ومن ثم يظهر على بعض الملابس السواد وبعضها الحمار وبعضها الصفار
تلوين الثياب :
التلوين يقصد به صباغة الثياب ولا أدرى من أين جاء الفقهاء بأن بعض الأصباغ نجسة لأنها ليست بولا أو برازا والتلوين مباح وعامة يتم غسل الملابس وجفافها وهو ما يؤدى إلى زوال أى شىء متعلق بها من البول او البراز إن وجدا وهم غير موجودين إلا نادرا
اللون والأسنان والأظافر والشعر والجلد :
تحدث الفقهاء عن تحول اللون نتيجة الضرب من جانب أخر عن سيرته وهى عادته وهى ما نسميه اللون الأصلى كبياض الأسنان إذا تحول لصفار أو سواد أو الشعر الأسود تحول لأبيض أو تحول لون الجلد نتيجة طعام معين او ضرب بشىء معين وقالوا كلاما مختلفا عن دفع الدية أو الأرش أو حكومة عدل
وقد جعلوا هذا التحول عقوبته تلك الأمور والحق هو :
الحكم الأول هو القصاص فمن ضرب وجه أحدهم وتغير سنه بسبب ذلك يجب أولا ضرب المجنى عليه للجانى فإن تنازل عن القصاص فله دية على حسب قدرة الجانى المالية وإلا رضا بعدم القصاص وعدم الدية فى حالة فقر الجانى ويجب على الجانى غير القادر ماليا صوم عدة أيام
وأما فى حالة الطبيخ الذى أكله الرجل وحول لونه ولا أدرى أى طعام هذا الذى يحول لون الجلد من لون للون أخر بعد أكلة واحدة فالأكل ليس جناية حتى يتم العقاب عليه ولا وجود لهذا الطعام المحول للون الجلد
وأما تحويل لون الشعر فهو جريمة ممن غير اللون إن كان حلاقا أو صباغا طاعة لقوله الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
وهذا يدخل ضمن جريمة الإفساد فى الأرض
تلْوين الْغاصب الْمغْصوب بلوْنٍ منْ عنْده:
المراد بالمسألة استعارة ثوب او ما شابه وتلوينه بلون مخالف للونه الأصلى ثم رده لصاحبه وقد اختلف الفقهاء فى الأمر والحق هو :
أن المستعير عليه حل من الحلول التالية :
شراء شىء مماثل لما غير لونه واعطائه للمستعار منه
اعادة صباغة الشىء باللون المماثل للأصلى واعطائه للمستعار منه
دفع ثمن الشىء المستعار لمن استعاره منه
وأما المستعار منه فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو :
التصدق بالمستعار منه على من استعاره
تلوين الحيوانات:
يحرم تغيير ألوان الحيوانات لأنه استجابة لقول الشيطان :
" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "
ونجد أن من يستعمل ذلك هم السارقون حيث يلونون الحيوانات ليخفونها عن أصحابها ويبيعونها وهو أمر مشهور بين سراق الحمير فى مصر وأيضا المهرجين فى السيرك قد يلونون الحيوانات
أثر اخْتلاف اللّوْن في ضمان الأْجير:
المسألة هى :
ان تتفق مع صباغ للملابس على أن يلون لك الثوب بلون كذا فيخطىء أو يسهو فيلونه بلون أخر وقد اختلف القوم فى المسألة وهى أشبه بمسألة الاستعارة فالحلول واحدة وهى :
شراء شىء مماثل لما بدل لونه واعطائه لصاحبه مع بيع الصباغ له
اعادة صباغة الشىء باللون المطلوب واعطائه للمستعار منه
دفع ثمن الشىء لصاحبه لشترى واحد أخر
وأما صاحب الثوب فله أن يقبل حلا من تلك الحلول وعنده حل رابع وهو :
التصدق بالثوب على صاحب محل الصباغة

 

الخميس، 26 يونيو 2025

اللمز في الإسلام

اللمز في الإسلام
اللمز في القرآن :
النهى عن لمز الأنفس:
نادى الله الذين آمنوا :
لا تلمزوا أنفسكم والمراد ألا تنتقصوا من بعضكم البعض أى :
ولا تعيبوا على بعضكم البعض
وفى هذا قال تعالى :
"ولا تلمزوا أنفسكم "
لمز النبى(ص) في الصدقات :
وضح الله لنبيه (ص):
أن من المنافقين من يلمزك فى الصدقات والمراد منهم من يذمه بسبب توزيعه العادل للأموال فإن أعطوا منها والمراد فإن سلموا من الأموال بعضا رضوا أى فرحوا بما سلموا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون والمراد وإن لم يسلموا بعضا من الأموال إذا هم يغضبون أى يثورون
وفى هذا قال تعالى :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
لمز المطوعين من المؤمنين فى الصدقات:
وضح الله أن المنافقين :
هم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم والمراد هم الذين يذمون أى يعيبون على المتبرعين من المصدقين بحكم الله بالأموال للجهاد ويعيبون على الذين لا يلقون سوى عملهم بأنفسهم دون دفع مال لحاجتهم وفسر الله يلمزون بأنهم يسخرون منهم أى يستهزءون أى يضحكون عليهم فلا هم يعجبهم الدافع أو الذى لا يدفع والله سخر منهم أى استهزى بالمنافقين أى عاقبهم وفسر هذا بأن لهم عذاب أليم أى عقاب مهين
وفى هذا قال تعالى :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم "
الويل لكل همزة لمزة
وضح الله أن الويل وهو العذاب أى العقاب لكل همزة لمزة أى موسوس عياب والمراد :
لكل مزين للسواء مستنقص من غيره
وفى هذا قال تعالى :
"ويل لكل همزة لمزة "
اللمز فى الفقه:
اللمز في اللغة هو :
العيب في الإنسان في الخفاء
ويقال أن أصله هو:
الإشارة بالعين والرأس والشفة مع كلام خفي.
وفى قول أخر اللمز هو:
العيب في الوجه والوقوع في الناس
وفى القرآن نجد أن المعنى هو:
الاستنقاص من عمل الأخر
وفى تفسير به نفس المعنى :
القدح في عمل الفرد الصالح ففى الآيات القرآنية السابقة نجد المنافقين عابوا على النبى(ص) العدل في التوزيع لأنه أعطى الفقراء والمحتاجين ولم يعط الأغنياء في قوله :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
كما نجد أنهم عابوا على المؤمنين التبرع بمال وعابوا على من لم يتبرع إلا بجهده وهو عمله الجسدى في معاونة أو مساعدة الغير وهو قوله :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم"
وهو ما يعنى أن من أعطى عشرة استنقصوه لأنه لم يتبرع بمائة ومن عمل بنفسه عابوا عليه أن لم يدفع
وعليه اللمز هو:
الاستنقاص من العمل الصالح ذما لأصحابه
والغيبة أعم من اللمز لأن اللمز من أقسام الغيبة.
وقد اعتبر الفقهاء اللمز من المحرمات وهو :
كبار الذنوب
ومن براهينهم على قولهم :
"قال قتادة: وذلك أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنصف ماله وكان له ثمانية آلاف فتصدق منها بأربعة آلاف فقال قوم: ما أعظم رياءه فأنزل الله: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات}
وقال ابن حجر الهيتمي:
" وغاير بين صفتي: تلمزوا، وتنابزوا - {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا} ، لأن الملموز قد لا يقدر في الحال على عيب يلمز به لامزه فيحتاج إلى تتبع أحواله حتى يظفر ببعض عيوبه بخلاف النبز فإن من لقب بما يكره قادر على تلقيب الآخر بنظير ذلك حالا فوقع التفاعل ثم قال: ومعنى:
{بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}
أن من فعل إحدى الثلاثة استحق اسم الفسق وهو غاية النقص بعد أن كان كاملا بالإيمان وضم تعالى إلى هذا الوعيد الشديد في نفس الآية قوله
{ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} للإشارة إلى عظمة إثم كل واحد من تلك الثلاثة، وقال: وقدمت السخرية، لأنها أبلغ الثلاثة في الأذية لاستدعائها تنقيص المرء في حضرته، ثم اللمز لأنه العيب بما في الإنسان، وهذا دون الأول ثم النبز وهذا نداؤه بلقبه وهو دون الثاني إذ لا يلزم مطابقة معناه للقبه فقد يلقب الحسن بالقبيح وعكسه"
وقد فسر القرطبى اللمز بالقتل فقال :
"{ولا تلمزوا أنفسكم} وهذه الآية مثل قوله تعالى:
{ولا تقتلوا أنفسكم}
أي لا يقتل بعضكم بعضا لأن المؤمنين كنفس واحدة فكأنه بقتل أخيه قاتل نفسه"
وهو معنى بعيد لا يمكن تصديقه لأن ظاهر آيات اللمز هو:
كون اللمز لا يقتل ولكنه عيب في الآخرين
بالطبع يتضح مما سبق :
أن اللمز هو استنقاص عمل الفرد الصالح لغرض ما كإرادة أخذ مال كمن أخذوا كما فى قوله تعالى :
"ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون "
والمثال الثانى كان الغرض من استنقاص العمل فيه هو:
السخرية وهى :
الاستهزاء بمن ليس لديهم مال أو عندهم قليل
وفى هذا قال تعالى :
"الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين فى الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم"
وعليه المعنى :
الذم فى عمل الفرد الحسن لغرض ما فى نفس من ذمه

 

الأربعاء، 25 يونيو 2025

الغرق فى الإسلام

الغرق فى الإسلام
الغرق فى القرآن:
غرق
إدراك الغرق فرعون :
وضح الله أنه جاوز ببنى إسرائيل البحر والمراد عبر بأولاد يعقوب (ص)اليم وهو الماء سالمين فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا أى عدوا والمراد فخرج فرعون وعسكره خلفهم ظلما أى رغبة فى قتلهم دون حق حتى إذا أدرك فرعون الغرق والمراد ولما غطى فرعون الماء حتى فمه قال :آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل والمراد صدقت أنه لا رب سوى الذى صدقت به أولاد يعقوب(ص)وأنا من المسلمين أى المطيعين لحكم الله ،وهذا يعنى أنه حقق لموسى (ص) دعوته بهلاكهم وهم كفار وفى هذا قال تعالى:
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "
الموج المغرق :
وضح الله أن ابن نوح قال لنوح(ص)سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء والمراد سأصعد على مرتفع يحمينى من الغرق وهذا يعنى أنه ظن أن ارتفاع الجبل سيحميه من الغرق فى الماء فقال له نوح(ص)لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم والمراد لا مانع اليوم من عقاب الله إلا من نفعه الله وهذا يعنى أنه أخبره أن الله يمنع العذاب عن من آمن ،وهنا وضح أن الموج وهو الماء المرتفع حال بينهما أى حجز بينهما فكان الولد من الغارقين أى الهالكين فى الماء وفى هذا قال تعالى:
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين "
خرق السفينة يعنى غرقها
وضح الله أن موسى والعبد الصالح(ص)انطلقا أى تحركا فى الأرض حتى إذا وصلا لميناء ركبا سفينة أى دخلا فلكا سار فى البحر وعند ذلك خرقها أى خرمها العبد الصالح (ص)فلم يصبر موسى (ص)على هذا الفعل الذى فى ظاهره شر فقال أخرقتها أى أخرمتها لتغرق أهلها أى لتهلك ركابها ،وهذا يعنى أن السبب الذى جعل العبد الصالح(ص)يخرم السفينة هو أنه يريد إغراق ركابها ،وقال لقد جئت شيئا أمرا أى لقد ارتكبت عملا منكرا والمراد لقد ارتكبت جرما سيئا وفى هذا قال تعالى:
"فانطلقا حتى إذا ركبا سفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا "
إغراق الباقين :
وضح الله أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة وفى هذا قال تعالى:
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
إغراق المكذبين :
وضح الله أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله ووصفهم بأنهم كانوا قوما عمين أى ناسا سيئين والمراد كافرين بحكم الله وفى هذا قال تعالى:
"فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين"
إغراق آل فرعون :
وضح الله لبنى إسرائيل أنه أغرق آل فرعون وهم يرونهم وبكلام أخر وأهلكنا قوم فرعون وأنتم تشاهدون هلاكهم وفى هذا قال تعالى:
" وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون"
إغراق قوم فرعون الظالمين :
وضح الله أن الناس فى عهده فعلوا كدأب أى كفعل آل وهم قوم فرعون والذين من قبلهم وهم الأقوام التى سبقتهم زمنيا كذبوا أى كفروا بآيات وهى أحكام الله فكانت النتيجة أن أهلكناهم بذنوبهم أى أن عذبناهم بسيئاتهم أى أخذناهم بكفرهم ومنهم آل وهم قوم فرعون أغرقناهم أى دمرناهم فى الماء وكل كانوا ظالمين والمراد وجميع الأقوام قبل آل فرعون كانوا مكذبين للرسل(ص) وفى هذا قال تعالى:
"كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين "
عاقبة المكذبين الغرق :
وضح الله أن القوم كذبوا نوح(ص) فنجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا والمراد وأهلكنا الذين كفروا بأحكامنا فى الماء وطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف كان عاقبة المنذرين والمراد أن يعلم كيف كان جزاء المبلغين بالوحى الكافرين به وهم المجرمين وفى هذا قال تعالى:
" فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك وجعلناهم خلائف و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين"
إغراق الآخرين :
وضح الله أن قوم فرعون طاردوا بنى إسرائيل مصبحين فأوحينا لموسى (ص)أى فألقينا له :اضرب بعصاك البحر والمراد ضع عصاك على ماء البحر فوضع العصا عليه فانفلق أى فانشق الماء إلى فرقين فكان كل فرق أى جانب كالطود العظيم وهو الجبل الكبير وفى وسطهما طريق ممهد وأزلفنا ثم الآخرين والمراد وأمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون وفى هذا قال تعالى:
"فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين "
من طرق الهلاك الإغراق :
وضح الله أن كل الأقوام الكفار أخذهم الله بذنبهم والمراد أهلكهم الله بسبب كفرهم فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا والمراد ومنهم من بعثنا عليه حجارة أى رجزا من السماء وهم قوم لوط(ص)ومنهم من أخذته الصيحة وهى الرياح الشديدة وهم عاد ومنهم من خسفنا به الأرض والمراد ومنهم من زلزلنا به اليابس وهو قارون ومنهم من أغرقنا أى أهلكنا فى الماء وهو فرعون وهامان وفى هذا قال تعالى:
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا "
إغراق قوم نوح(ص)
وضح الله لنبيه (ص) أنه ترك على نوح(ص)فى الآخرين سلام والمراد أنه ذكر نوح(ص)فى الوحى المعطى للقادمين بعد وفاته بخير والمذكور عليه هو سلام على نوح أى خير لنوح (ص)فى العالمين وهم الناس وهنا وضح أن كذلك وهو نصر الرسول يجزى الله المحسنين أى يثيب الله الشاكرين والسبب إنه من عبادنا المؤمنين أى المصدقين أى المخلصين وأغرق الباقين أى وأهلك الكافرين عن طريق الطوفان وفى هذا قال تعالى :
"سلام على نوح فى العالمين إنا كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الأخرين "
الإغراق فى اليم :
وضح الله أنه انتقم من قوم فرعون والمراد غضب عليهم فأغرقهم فى اليم والمراد أهلكهم فى البحر والسبب أنهم كذبوا بآيات الله والمراد بأنهم كفروا بأحكام الله وفسر هذا بأنهم كانوا عنها غافلين أى كانوا عاصين لأحكام الله وفى هذا قال تعالى:
"فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"
إغراق قوم السوء :
وضح الله أن نوح (ص)قد نادى أى دعا الله من قبل أن ينتصر له من الكفار فاستجاب أى فاستمع الله والمراد فحقق له ما أراد حيث نجاه وأهله من الكرب العظيم والمراد حيث أنقذه وشيعته المؤمنين من الطوفان الكبير وفسر الله هذا بأنه نصره من القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد أنه نجاه من أهل القرية الذين كفروا بأحكامنا وهنا وضح أنهم كانوا قوم سوء أى كافرين أى شعب خصمون فكانت النتيجة أنه أغرقهم جميعا أى أهلكهم كلهم بالطوفان وفى هذا قال تعالى:
"ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين "
آية المغرقين :
وضح الله أن قوم أى شعب نوح(ص)لما كذبوا الرسل والمراد لما كفروا بالآيات التى مع النبى (ص)أغرقهم أى أهلكهم الله بالماء وجعلهم للناس آية والمراد وعينهم للخلق عظة وفى هذا قال تعالى
"وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية "
إغراق قوم فرعون مثل للآخرين :
وضح الله أن فرعون استخف قومه والمراد أضل شعبه فكانت النتيجة أن أطاعوه أى اتبعوا حكمه إنهم كانوا قوما فاسقين أى كانوا شعبا مجرمين فلما أسفونا والمراد فلما أغضبوا الله انتقم منهم أى انتصر عليهم أى أغرقهم أى أهلكهم جميعا فى الماء وجعلهم سلفا أى مثلا أى عبرة أى قصة بها العظة للأخرين وهم الأتين فى المستقبل بعدهم وفى هذا قال تعالى
"فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهما سلفا ومثلا للآخرين "
لا منقذ من غرق الله :
وضح الله أنه إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفى هذا قال تعالى :
"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا "
الريح المغرق :
سأل الله الناس :أم أمنتم أى هل استحلتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى أى أن يرجعكم فى البحر مرة ثانية فيرسل أى فيبعث عليكم قاصفا من الريح أى ضارا من الهواء المتحرك فيغرقكم بما كفرتم أى فيهلككم بما كذبتم ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن استبعادهم أى استحالتهم أن يرجعهم الله للبحر مرة ثانية حتى يغرقهم بسبب كفرهم عن طريق القاصف من الريح هو أمر خاطىء لأن الإنسان عليه ألا يأمن مكر الله فى حالة كفره وفى هذا قال تعالى:
"أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم "
سبب الغرق الخطايا:
وضح الله أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فأسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم وفى هذا قال تعالى بسورة نوح :
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "
النازعات غرقا :
أقسم الله بالنازعات غرقا وهى الشادات شدا والمراد فرق الجيش المفارقات لثباتها وسكونها ،ويقسم بالناشطات نشطا أى المتحركات حركة والمراد فرق الجيش التى تتجهز استعدادا للمسير للعدو ،ويقسم بالسابحات سبحا وهى فرق الجيش السائرات سيرا لحرب العدو ،ويقسم بالسابقات سبقا وهى فرق الجيش المقتربة اقترابا من العدو ،ويقسم بالمدبرات أمرا وهى فرق الجيش المنفذات خطة الحرب وهو يقسم على أن يوم ترجف الراجفة والمراد يوم تتزلزل الأرض تتبعها الرادفة أى تليها التابعة وهى السماء قلوب يومئذ واجفة والمراد نفوس يومذاك خائفة مرتعبة أبصارها خاشعة وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات
"والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة "
عدم المخاطبة فى المغرقين :
وضح الله أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله وطلب منه ألا يخاطبه فى الذين ظلموا والمراد ألا يحدثه فى رحمة الذين كفروا بحكمه والسبب أنهم مغرقون أى هالكون أى معذبون وفى هذا قال تعالى:
"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون"
ووضح الله أنه قال لنوح(ص)لا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له وفى هذا قال تعالى :
" ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "
الجند المغرقون:
وضح الله أن موسى (ص)دعا ربه والمراد نادى خالقه فقال :أن هؤلاء قوم مجرمون أى مفسدون فأنقذنا منهم وانتقم منهم فقال الله له أسر بعبادى ليلا والمراد اخرج من البلد مع خلقى فى الليل إنكم متبعون أى مطاردون وهذا يعنى أن فرعون سيلاحق القوم بجيشه ،واترك البحر رهوا والمراد ودع الماء ساكنا والمراد وهذا يعنى ألا يعيد البحر واحدا بعد تجاوزهم له إنهم جند مغرقون أى إنهم عسكر مهلكون فى الماء وفى هذا قال تعالى:
"فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون "
الغرق فى الفقه:
الغرق هو الرسوب فى الماء وهو السقوط لقاع الماء ثم قذف البحر بعد ذلك بأيام الجثة وهوما نسميه أحيانا طفو الجثة ومن المسائل الفقهية التى تحدثوا عنها :
اعتبار الغرق من أسباب الشهادة:
اعتبر الفقهاء الغريق شهيدا وهوكلام ليس عليه أى دليل من القرآن وقد بنوا حكمهم على روايات مثل :
الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله
وفى رواية مناقضة سبعة والشهيد واحد هو :
المقتول فى سبيل الله
قتال الأعداء بإغراقهم:
أجاز الفقهاء اغراق مقاتلى العدو فى الحرب بالماء سواء كان ذلك باغراق شفنهم أو بفتح وهدم سد أو بوابة تجرفهم أمامها لماء أخر يغرفون فيه
القتل بالإغراق:
أوجب الفقهاء القصاص فى القتل بالاغراق إلا أن يكون القاتل معروف بالسباحة حيث يلقى فى الماء حتى يموت كما مات القتيل
والقاتل السباح يتم ربطه بالحبال ويلقى قى الماء ليغرق كما أغرق القتيل
قطع الصلاة لإنقاذ غريق:
يجب على من وجد من يغرق أو سمعه يستغيث وهو يصلى ترك صلاته والعمل على انقاذه سواء بالنزول للبحر إن كان يجيد السباحة أو رمى حبل أو عوامة أو ما شابه لانقاذه بها
حكم ترك إنقاذ الغريق:
انقاذ الغريق واجب على من سمعه يستغيث ولكن لا يجبل على من لا يجيد السباحة لأنه بدلا من أن يموت واحد سيموت اثنين ومن يحاكم فى ترك الغريق هو:
المعروف عنه أنه يسبح
والحكم عليه باحدى عقوبات القتل الخطأ
إرث الغرقى:
يوزع الإرث الموتى بالغرق معا كالعادى إلا إذا شهد البعض ممن شهدوا غرقهم أن واحد غرق قبل الأخر فساعتها إن كان من ورثته ورث فى الميت أولا وورث الأخرون ما ورثه الغريق الثانى من الغريق الأول وهو أمر نادى الحدوث

 

الثلاثاء، 24 يونيو 2025

السم في الإسلام

السم في الإسلام
السموم في القرآن :
خلق الجان من نار السموم:
بين الله لنبيه(ص)أنه خلق الإنسان وهو آدم(ص)من صلصال من حمأ مسنون والمراد أنشأ أدم(ص) من طين من تراب مخلوط بالماء مصداق لقوله بسورة السجدة "وبدأ خلق الإنسان من طين"وقوله بسورة فاطر"والله خلقكم من تراب"وأما الجان وهو أبو الجن فقد خلقناه من قبل وهذا يعنى أنه أنشأ الجان قبل إنشاء آدم(ص)بزمن وتم خلقه من نار السموم وهى المارج من النار مصداق لقوله بسورة الرحمن"وخلق الجان من مارج من نار"والمراد خلقه من وقود النار وهو التراب المتخلف عن النار بعد انطفائها

وفى هذا قال تعالى:
"ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم"
الوقاية من عذاب السموم :
بين الله أن المؤمنين أقبل والمراد جاء بعضهم إلى بعض يتساءلون والمراد يستفهمون فقالوا :إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين والمراد إنا كنا فى الدنيا فى عائلاتنا خائفين من عذاب ربنا مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون"فمن الله علينا والمراد فرحمنا الرب ووقانا عذاب السموم والمراد ومنع عنا عقاب الجحيم مصداق لقوله بسورة الطور"ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" إنا كنا من قبل والمراد إنا كنا فى الدنيا ندعوه أى نتبع حكمه إنه هو البر الرحيم والمراد إنه هو النافع المفيد للمطيعين لحكمه .
وفى هذا قال تعالى:
"وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "

أصحاب الشمال فى سموم:
بين الله لنبيه(ص) أن أصحاب الشمال وهم سكان المشئمة وهى النار هم أصحاب الشمال أى أهل الألم كما قال بالسورة "وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة "وهم يسكنون فى سموم أى نيران،وحميم وهو غساق أى سائل الشرب والغسل وهو سائل حارق ،ظل من يحموم لا بارد ولا كريم والمراد خيال من شرر لا مغنى أى لا مانع من اللهب مصداق لقوله بسورة المرسلات"انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب"وهذا يعنى أن الظل يصب عليهم النار من فوقهم فلا يمنع عنهم لهب،والسبب فى معيشتهم هذه أنهم كانوا قبل ذلك مترفين والمراد أنهم كانوا قبل الآخرة فى الدنيا متمتعين بمتاعها وكانوا يصرون على الحنث العظيم والمراد وكانوا يثبتون على الكفر المستمر وهذا يعنى موتهم على الكفر .
وفى هذا قال تعالى:
"وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم "
السم في الفقه:
السموالسموم في المعنى المعروف :
مواد قاتلة للإنسان والحيوان
وقد تحدث الفقهاء عن عدة موضوعات في السم منها :
تناول السم:
اتفق الفقهاء على حرمة تناول الإنسان السم لكونه مادة قاتلة فهومحرم من باب قوله تعالى :
" ولا تقتلوا أنفسكم"
طهارة السم أو نجاسته:
اختلف الفقهاء في السم إلى فرق :
الأول قال :
السم أيا كان هو مادة نجسة لا فرق بين جامد او سائل ولا فرق بين كون مصدره نباتى أوحيوانى
الثانى :
السم طاهر
بطلان الصلاة بالسم :
قال بعض الفقهاء :
تبطل الصلاة بلسعة الحية؛ لأن سمها تظهر على محل اللسعة وأما لعاب العقرب فلا تبطل به الصلاة لأن إبرتها تغوص في باطن اللحم ويمج السم فيه، وهو لا يجب غسله
والحق أن كل مصلى لدغ أو لسع يجب لأن يترك الصلاة على الفور ويتوجه لأقرب طبيب أو مشفى به مضادات السموم التى تسمى :
الترياق
وقولهم بالبطلان ليس على أساس العلاج ولكن على أساس نجاسة السم وهو كلام يتغافل عن كون المطلوب العلاج وليس كون السم نجس أو ظاهر
بيع السم:
قطعا لا يجوز بيع السموم إلا السموم المصرح بها للاستخدام كعلاج لبعض لأمراض أو آفات المحاصيل الزراعية أو مخلوقات تفسد المحصول أو تفسد المسكن كالفئران
ويجب على الباعة التأكد من شخصيات من كون من يشترون السموم عندهم أرض زراعية بالاتصال بالجمعيات الزراعية ومن التأكد من بقية الأسرة أن عندهم فئران أو ما شابه في البيت وذلك منعا لانتحار البعض من خلال تناوله
التداوي بالسم:
في العام لا يجوز التداوى بسموم إلا إذا ثبت طبيا أن تناول جرعة ضئيلة جدا منها لا تقتل ويداوى مرض ما من الأمراض
ويبنى أن هذه المسألة مبنية على الطب القديم الخرافى والذى يتم فيه التداوى بلحوم الآفاعى وما شابه
القتل بالسم:
يحرم القتل بكل أنواعه لغير سبب شرعى كالقتل أو الفساد فى الأرض ومن ثم كل من أقدم على جريمة قتل بالسم يتم قتله بالسم كما قال تعالى :
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
وقال :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
ومن المسائل في القتل طرحوا الصورة التالية :
أن هناك إنسان صنع طعاما مسموما وأخبر من حوله بأن الطعام مسموم وأن عليهم ألا يتناولوه ثم أقدم أحدهم على الأكل منه
وقد اتفق الفقهاء على التالى :
لا قصاص ولا دية لأن الآكل هو من قتل نفسه
وطرحوا بصورة أخرى وهى أن الآكل أكل دون أن يعرف أن الطعام مسموم وافترقوا إلى قائل :
لا يجب القصاص بل تجب دية لشبه العمد لتناوله له باختياره فلم يؤثر تغريره
وقائل : يجب القصاص لتغريره كالإكراه .
وقائل: يجب القصاص عليه؛ لأنه يقتل غالبا، ويتخذ طريقا إلى القتل كثيرا فأوجب القصاص.
قطعا من صنع طعاما كهذا يجب عليه التخلص منه على الفور ولا يدعه موجودا لأنه بصناعته طعام كهذا يقتل يكون لديه نية سوء فإن لم يتخلص منه بعد صناعته يعتبر قاتلا قاصدا حيث يتركه في طريق من يريد قتله ويستوى عند ذلك أن يكون المقتول به هو من أراده القاتل أم لا

 

الاثنين، 23 يونيو 2025

الطرفٌ في الإسلام

الطرفٌ في الإسلام
الطرف في القرآن:
قاصرات الطرف
بين الله أن المسلمين عندهم قاصرات الطرف عين والمراد أن فى بيوت المسلمين فى الجنة غضيضات البصر حسان والمراد نساء جميلات يشبهن البيض المكنون أى البيض الخفى وهذا يعنى أنهم يوجدون فى مكان يخفيهن عن أنظار الأخرين عدا رجلهن وفى هذا قال تعالى :
"وعندهم قاصرات الطرف عين"
بين الله أن المسلمين عندهم قاصرات الطرف أتراب والمراد ولديهم فى المساكن غضيضات البصر متساويات فى الحسن والجمال وفى هذا قال تعالى :
" وعندهم قاصرات الطرف أتراب"
وفى هذا قال تعالى :
"متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "
بين الله للناس أن المسلمين متكئين على فرش بطائنها من استبرق والمراد راقدين على أسرة حشاياها وهى المراتب والمخدات من حرير له بريق وجنى الجنتين دان والمراد وثمر وهو قطوف الأشجار ذليل أى قريب مصداق لقوله بسورة الإنسان"وذللت قطوفها تذليلا"وفى الحدائق قاصرات الطرف وهن غضيضات البصر لم يطمثهن أى لم يجامعهن إنس من قبلهم ولا جان وهذا يعنى أن هذه قال تعالى بسورة النساء ل يست نساء الدنيا وهن يشبهن الياقوت والمرجان فى تعدد أشكالهن وألوانهن
وفى هذا قال تعالى :
"متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "
الطرف الخفى
بين الله لنبيه (ص)أنه يراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل والمراد أنه يشهدهم يعاقبون فى النار مستسلمين بسبب الهوان وهم ينظرون من طرف خفى والمراد وهم يرون من جانب باطن وهذا يعنى أن رؤيتهم تكون دائما من أسفل وفى هذا قال تعالى :
"وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف "
طرف سليمان
بين الله لرسوله (ص)أن الذى عنده علم من الكتاب وهو الذى لديه معرفة ببعض الوحى الإلهى وهو جبريل(ص)قال أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك والمراد أنا أحضره لك قبل أن يعود إليك بصرك وهذا يعنى أن جبريل(ص)أحضره فى زمن أقل من الزمن الذى يغمض فيه الإنسان عينه ثم يفتحها مرة أخرى وهى سرعة قياسية لا نعرف لها مثيلا حاليا وفى هذا قال تعالى :
"قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك "
الطرف لا يرتد:
بين الله لنبيه (ص)أن عليه ألا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون والمراد ألا يظن الله غائبا عن الذى يفعل الكافرون وهذا يعنى أن الله عالم بكل شىء يفعلونه وسيحاسبهم عليه ،ويبين له أنه إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار والمراد إنما يبقيهم بلا عقاب حتى يوم تقوم فيه الناس مصداق لقوله بسورة المطففين "يوم يقوم الناس "وهم فى هذا اليوم مهطعين أى مستجيبين لدعاء وهو نداء الله للبعث وفى هذا قال بسورة الإسراء"يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده "وقوله بسورة القمر"مهطعين إلى الداع"وهم مقنعى رءوسهم أى خافضى وجوههم أى ذليلى النفوس مصداق لقوله بسورة المعارج"ترهقهم ذلة "وهم لا يرتد إليهم طرفهم والمراد لا يعود إليهم بصرهم وهو عقلهم ومن ثم فهم يحشرون عميا أى كفارا مصداق لقوله بسورة طه"ونحشرهم يوم القيامة عميا " وأفئدتهم هواء والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال "
وفى هذا قال تعالى :
"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء"
طرف الكفار
بين الله للمؤمنين أن المدد جعله الله بشرى لهم والمراد أرسله الله رحمة بهم والسبب الأول للمدد أن تطمئن قلوبهم أى أن يسكن الخوف من كثرة الكفار به فى نفوسهم،وبين لهم أن النصر يكون من عنده والمراد أن العز يكون بسبب من لديه وهو حكمه الذى يطيعه المسلمون ودفاعه عنهم والله هو العزيز أى القوى الذى يعز من يريد بقوته وهو الحكيم أى القاضى بالحق والسبب الثانى هو أن يقطع طرف من الذين كفروا وفسره بأنه يكبتهم والمراد أن يقهر بعض من الذين كذبوا وهم المقاتلين أى يهزمهم حتى ينقلبوا خائبين والمراد حتى يرجعوا ديارهم خاسرين
وفى هذا قال تعالى :
"وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين
أطراف الأرض
سأل الله أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والمراد هل لم يعلموا أنا نجىء الأرض نقللها من نواحيها والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الأرض منقوصة الأطراف أى على شكل كرة مدورة وفى هذا قال تعالى :
"أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها "
سأل الله أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والمراد أفلا يعرفون أنا نجىء الأرض نقللها من جهاتها ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الأرض على شكل كرة منقوصة الجهات والمراد مدورة النواحى وفى هذا قال تعالى :
" أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم
طرفى النهار
طلب الله من نبيه(ص)أن يقيم الصلاة والمراد أن يطيع دين الإسلام مصداق لقوله بسورة الشورى "أن اقيموا الدين "والطاعة تكون طرفى النهار وهى نصفى النهار وزلفا من الليل أى وبعضا من الليل وهو وقت الصحو ليلا وهذا يعنى أن يطيع دين الله طوال وقت يقظته ،
وفى هذا قال تعالى :
" وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل "
أطراف النهار:
طلب الله من نبيه(ص) أن يسبح بحمد الرب أناء الليل وهو أجزاء الليل التى يصحو فيها وأطراف النهار وهى أجزاء النهار وعليه أن يسبحه أى يطيع حكمه ويبين الله له أن عليه أن يرضى أى يقبل بهذا الحكم
وفى هذا قال تعالى :
" ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى"
الطرف في الفقه:
الطرف يطلق على اليدين والرجلين كما يطلق على العين ويطلق على في الحالى أيضا على العضو
وقد تحدث الفقهاء عن عدة مسائل منها :
الْجِنايةُ على الطّرفِ:
اختلف القوم في أعضاء الذكر والأنثى عند القصاص نظرا لاختلافها التكوينى والأطراف يقول الفقهاء أن فيها الدية كاملة إذا قطعت الأصابع كاملة والدية في القرآن هى حسب غنى الجانى وليس لها مقدار محدد ومن ليس معه يصوم كما قال تعالى :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ "
بيْعُ أطْرافِ الآْدمِيِّ:
حرم الفقهاء بيع أعضاء الإنسان حيث أنه إضرار بالنفس وهو داخل في باب قوله تعالى :
"لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"
الاِنْتِفاعُ بِأطْرافِ الْميِّتِ:
اختلف القوم في الأمر فبعضهم حرم الانتفاع بالأعضاء المقطعة وأعضاء الموتى وبعضهم أجاز ذلك في أكل الميتة ولبن الأنثى
والحق أنه يجوز الانتفاع بتلك الأعضاء لضرورة كتركيب الأطراف لمن قطعت أطرافهم في الجهاد أو فى حوادث إن وجدت وسيلة طبية لذلك

 

الأحد، 22 يونيو 2025

الحجب في الإسلام

الحجب في الإسلام
الحجاب في القرآن:
الحجاب بين أهل الجنة وأهل النار:
بين الله أن أصحاب الجنة وهم سكان الحديقة نادوا أى قالوا لأصحاب النار وهم سكان الجحيم:أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا والمراد لقد لقينا الذى أخبرنا إلهنا صدقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا أى فهل لقيتم الذى أخبركم إلهكم صدقا ؟فقالوا لهم نعم لقد صدقنا وعده فأذن مؤذن بينهم والمراد فنادى ملاك بينهم أن لعنة الله على الظالمين أى غضب الله على الكافرين مصداق لقوله بسورة البقرة"فلعنة الله على الكافرين"وقوله بسورة النحل"فعليهم غضب من الله"وقالوا مفسرين من هم الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله والمراد الذين يردون عن دين الله ويبغونها عوجا والمراد ويريدون الدنيا منحرفة أى ظالمة والمراد تحكم بالظلم وهم بالأخرة كافرون أى وهم بالقيامة مكذبون والمراد أنهم لا يؤمنون بها مصداق لقوله بسورة النحل"فالذين لا يؤمنون بالآخرة".
وبين الله لنا أن بين أهل الجنة وأهل النار حجاب أى حاجز أى سور مصداق لقوله بسورة الحديد"فضرب بينهم بسور"وعلى الأعراف وهى الأسوار الممتدة بين الجنة والنار رجال والمراد ذكور من المسلمين يعرفون كلا بسيماهم والمراد يعلمون كل من الفريق الكافر والفريق المسلم بصفاتهم وهى أعمالهم فنادوا أصحاب الجنة والمراد فخاطبوا أهل الحديقة :أن سلام عليكم أى أن الرحمة لكم ،ولم يدخلوها والمراد ولم يسكن أهل الأسوار الجنة وهم يطمعون أى يتمنون دخولها .
وفى هذا قال تعالى :
"ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون"وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون "
الحجاب المستور بين النبى(ص) والكفار :
بين الله لنبيه(ص)أنه إذا قرأ القرآن والمراد إذا تلا الوحى أمام الناس جعل أى خلق بينه وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة وهم الذين لا يصدقون بالقيامة حجابا مستورا أى حاجزا عظيما وهو كفرهم بالقرآن وهذا الكفر شاءه الكفار والله فى نفس الوقت مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله
وفى هذا قال تعالى :
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا "
حجاب مريم :
طلب الله من نبيه(ص)أن يذكر فى الكتاب مريم (ص)والمراد أن يقص فى الوحى المسجل فى الصحف فى الكعبة قصة مريم (ص)إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا والمراد إذا ابتعدت عن مكان سكن أسرتها إلى مكان شرقى أى يقع إلى الشرق من مسكن أسرتها فاتخذت من دونهم حجابا أى فصنعت من أمامهم ساترا والمراد فبنت بينها وبينهم سور وهذا يعنى أنها بنت مسكن لها بجوار مسكن أسرتها وصنعت بينهما سور فأرسل لها روحه وهو رسوله (ص)جبريل فتمثل لها بشرا سويا أى فتشبه لها بإنسان سليم والمراد ذهب إليها إنسانا كاملا
وفى هذا قال تعالى :
"واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "
سؤال نساء النبى(ص) من وراء حجاب :
خاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله فيقول لهم :لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه والمراد لا تلجوا حجرات الرسول(ص)إلا أن يسمح لكم بأكل غير مترقبين نضجه وهذا يعنى أنه ينهاهم عن دخول منازل النبى (ص)دون إذن منه لهم بالأكل وهذا يعنى أنهم كانوا يدخلون بيوته بعد إذنه ثم يجلسون منتظرين نضج الطعام الذى يطبخه أهله ثم يأكلون منه دون أن يكون هناك استعداد منه ومن أهله لإطعامهم ويبين لهم أنهم إذا دعوا فعليهم أن يدخلوا والمراد إذا ناداهم الرسول(ص) لأكل الطعام عليهم أن يلجوا البيوت للأكل ويبين لهم أنهم إذا طعموا أى تناولوا الأكل فالواجب عليهم هو الإنتشار أى الإنصراف من بيوت النبى (ص)على الفور وأما استئنساهم للحديث وهو استحبابهم أى قعودهم للكلام بعد الأكل فى بيوت النبى (ص)فهو أمر محرم عليهم ،ويبين لهم أن ذلكم وهو القعود للحديث بعد الأكل وانتظار نضج الطعام كان يؤذى أى يضر الرسول(ص)ضررا نفسيا وماليا فكان يستحى منهم أى كان يخجل من أن يقول لهم أن هذه الأعمال تؤذينى ويبين لهم أنه لا يستحى من الحق أى لا يخاف من قول العدل لهم حتى يمنع الضرر عن النبى (ص)ويبين لهم أن عليهم إذا سألوا نساء النبى (ص)متاعا والمراد إذا طلبوا من زوجات النبى (ص)وإمائه طعاما فالواجب أن يسألوهن من وراء حجاب والمراد أن يكلمونهن من خلف حاجز وهو أى شىء يمنع النظر كالجدار والنسيج والسبب أن ذلكم وهو الحجاب أزكى لقلوبكم وقلوبهم أى أطهر لنفوسكم ونفوسهن والمراد أمنع من دخول الوسوسة فى نفوس الكل ويبين لهم أنه ما كان لهم أن يؤذوا النبى (ص)والمراد لا يحق لهم أن يضروا الرسول (ص)بعمل ما حرمه الله فى الآية ولا يحق لهم أن ينكحوا أزواجه من بعده والمراد ولا يحق لهم أن يتزوجوا نساء النبى (ص)من بعد وفاته وهذا يعنى أن الله حرم على نساء النبى (ص)الحيات بعد وفاته الزواج من أى رجل مهما كان ويبين لهم أن الأذى وزواج نساء النبى (ص)من بعد وفاته عند الله عظيم أى فى كتاب الله ذنب كبير
وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما "
توارى الخيل وراء الحجاب:
بين الله لنبيه (ص)أنه وهب أى أعطى داود(ص)ابنه سليمان (ص)وهو نعم العبد أى حسن المملوك وهو المطيع لحكم الله إنه أواب أى عواد لدين الله إذ عرض عليه بالعشى والمراد ومنه حين فوتت أى مررت أمامه فى الليل الصافنات الجياد وهو الخيل الجميلة فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى والمراد إنى فضلت ود القوة عن تسبيح إلهى وهذا يعنى أنه فضل الجهاد على الذكر الكلامى الممجد لله وظل يقول هذا حتى توارت بالحجاب أى حتى اختفت وراء الحاجز المظلم فقال لمن معه ردوها على أى أعيدوا عرضها أمامى فلما أعادوها طفق مسحا بالسوق والأعناق والمراد ذهب للخيل فظل ماسا لسيقان الخيل ورقابها
وفى هذا قال تعالى :
"ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال إنى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق "
الحجاب بين النبى(ص) وبين الكفار :
بين الله أن الكفار قالوا للرسول(ص)قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه والمراد نفوسنا بها حواجز تمنعها من طاعة الذى تنادوننا لطاعته وفسروا هذا بقولهم وفى آذاننا وقر والمراد وفى أسماعنا مانع يمنعها من سماع كلامكم وفسروا هذا بقولهم ومن بيننا وبينك حجاب والمراد ومن بيننا وبين كلامك حاجز يمنعنا من طاعته فإعمل إننا عاملون والمراد فحافظ على دينك إننا محافظون على ديننا .
وفى هذا قال تعالى :
"وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه وفى أذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فإعمل إننا عاملون "
الكلام من وراء حجاب:
بين الله لنبيه (ص)أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه ،ويبين له أنه على أى عظيم أى صاحب الكبرياء وهو العلو وهو الحكيم أى القاضى بالحق .
وفى هذا قال تعالى :
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم"
الحجب في الفقه :
استعمل الفقهاء الحجب وهو المنع في عدد من الأمور :
الأول :
الحجاب المعروف في سورة الأحزاب وهو:
وجود مانع بين الضيوف وبين نساء البيت يمنع الرجال من رؤيتهن ويسمح بتسليمهم المتاع وهو الطعام وأدواته وهو الباب الذى يفتح لوضع الطعام والشراب وأدواتهم لهم ثم يقفل على النساء لكى لا يراهن الرجال الأغراب
الثانى :
حجاب الحضانة أو الولاية والمراد به :
"منع الشخص من دونه من ذلك الحق كما يقال: الأم تحجب كل حاضنة سواها، ما لم تتزوج بمحرم من الصغير"
وهو حكم بلا دليل من القرآن فالحضانة للوالد وليست للوالدة ما لم تكن مرضعا رضيت أن ترضعه بدليل أن الأم من حقها رفض ارضاع طفلها أو طفلتها عند الطلاق والحاضنة تكون امرأة غريبة يستأجرها المطلق لكى ترضع الطفل أو الطفلة وبدليل أن النفقة على المطلقة الحامل نهايتها الحمل وفى هذا قال تعالى :
"وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى"
والمعروف أن الحاضنة تستحق النفقة ولكن المطلقة الحاملة لو كانت تستحق النفقة عليها وعلى أولادها ما كانت نهاية نفقتها وضع الحمل
وحجاب الولاية معناه الولي الأقرب يحجب الولي الأبعد وهو كلام بلا دليل من القرآن بدليل أن ولاية وهى كفالة مريم (ص) كانت مشكلة حيث أراد الكثيرون كفالتها وهو الانفاق عليها من حيث الطعام والشراب والكساء والعلاج وما شابه ولم يكونوا أقارب لها واختصموا في ذلك حتى كفلها الله زكريا(ص) ولا يوجد دليل في القرآن على وجود صلة قرابة بينهم وفى هذا قال تعالى :
"ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ"
الثالث :
الحجب في الميراث:
وقد قسموه لنوعين :
حجب حرمان وهو أن يسقط الوارث غيره بالكلية.
حجب نقصان وهو حجب عن نصيب أكثر إلى نصيب أقل.
والحجب في الورث هو مصطلح من مصطلحات الفقه وليس موجودا في كتاب الله والملاحظ أن الورثة الأساسيين :
الأولاد والأزواج والأباء والأمهات
وفى حالة عدم وجود الأولاد يرث اخوة وأخوات الميت
ولا يخرج الميراث عن هؤلاء في القرآن