الأربعاء، 31 يوليو 2024

حديث عن الأولمبياد

حديث عن الأولمبياد
الأولمبياد حدث يتكرر كل أربع سنوات وهم يقسمونه لنوعين:
ألأول الأولمبياد صيفى
الثانى الأولمبياد الشتوى
وكل منها يأتى خلف الأخر بعامين
أصل الأولمبياد:
لا يوجد اصل معروف ومتيقن منه لتلك الألعاب ولكن يحكى فى أصلها التالى :
أن الرب المزعوم هرقل اليونانى أراد تكريم والده زيوس كبير الآلهة المزعومين فأقام له معبد يسمونه الاستاديون وهو الاستاد وهى الكلمة التى تطلق على الملعب على جبل الأولمب
قطعا الظاهر :
أن المسألة دينية وليست رياضية
لأن اليونانيون كانوا يحجون إلى المعبد على الجبل فى وقت معين كل أربع سنوات
وككل الأديان الضالة ربط الكهنة بينن الدين وبين المهرجانات لاقامة نشاط رياضى كنوع من تسلية الناس وعدم انفضاضهم عن الدين من خلال اقامة مسابقة فى بعض ألعاب الرياضية وكانت كما يقال هى :
ألعاب القوى :
جرى قفز رمى قذف
ومن يلاحظ ما يحدث حاليا فى المهرجانات الدينية فى انحاء العالم يجد أنها لا تخلو من الألعاب فمثلا :
مهرجانات الموالد عند الصوفية تجد فيه ألعاب ضرب النار أو ضرب البمب بالبندقية أو دفع الثقل كما تجد فيها تحديات كرفع الأثقال
وتجد الكثير من مهرجانات ألديان الضالة لا تخلو من الرقص سواء رقص نساء جماعيا أو فرديا أو رجاليا
ولا تستغرب أن تقام داخل المعابد حتى لو سميت مساجد رقص وقفز وغيره من قبل الرجال باعتبار هذا الجنون عبادة وطاعة لله
تاريخ الأولمبياد المعروف :
ظلت تلك ألأعاب كما تقول كتب التاريخ والأساطير تقام فى اليونان فقط قرون كما يزعمون ونتيجة انتشار النصرانية فى بلاد أوربا اصدر الامبراطور قرارا بمنع تلك الأعاب باعتباترها عيدا وثنيا لا يصح اقامته فى بلاد النصرانية ومن ثم توقفت تلك الألعاب قرونا طويلة باعتبارها مخالفة للدين النصرانى أو المسيحى
فى العصر الذى يسمونه الحديث ظهر فرنسى يدعى دى كوبير تان دعا الأوربيين من خلال العلمانية التى انتشرت فى بلاد اوربا إلى اعادة تلك الألعاب الأولمبية إلى الوجود وأقيمت أول أولمبياد حديثة من 128 سنة فى أثينا باليونان وتم الاتفاق على أن تقام كل أربعة سنوات فى بلد مختلف
الغريب أن طيلة 128 سنة لم تحظ أى دولة من دول أفريقيا أو آسيا أو أمريكا الجنوبية باقامة الأولمبياد إلا فى أربع دول هى الصين واليابان وكوريا الجنوبية والبرازيل وكل البطولات أقيمت فى أوربا والولايات المتحدة
وظلت العنصرية البيضاء ظاهرة فى مسابقات كئوس العالم لكرة القدم وغيرها فحتى ما قبل نصف قرن أقيمت كلها فى أوربا والولايات المتحدة ودول حلف وارسو السابقة
حكم اقامة الأولمبياد :
لا يجوز اقامة تلك ألعاب فى أى بلد من المسلمين لتضمها عصيانات لأحكام الله التالية :
النظر المحرم من الرجال للنساء فالمشاهدين يتفرجون وحتى من يشاركون كلاعبين يتفرجون على بعضهم او بعضهن
وفى هذا قال تعالى :
"قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم "
النظر المحرم من النساء للرجال فاللاعبات يتفرجن على اللاعبين والمشاهدات يتفرجن على الرجال وفى هذا قال تعالى :
" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
اللباس المبين للعورات فكل اللاعبون واللاعبات يرتدون ملابس فوق الركب وألذرع والصدور عارية وهناك ما ه, أكثر فى مسابقات السباحة التوةقيقية والجمباز الايقاعى وغيرها من ألعاب
وهو ما يعد عصيانا لقوله تعالى :
" وليضربن بخمرهن على جيوبهن "
وقال :
"يدنين عليهن من جلابيبهن "
فالتعرى لا يجوز إلا أمام رجال معينيين كما قال تعالى :
"وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
الاسراف فى انفاق المال على امور لا يستفيد منها الناس وهى تعد بالمليارات لتجهيز كلاعب أو لاعداد اللاعبين أو غير هذا مما لا يستفيد منه الشعب وفى هذا قال تعالى :
" ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا اخوانا الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "

الظلم فى التقسيم فما زالت أوربا تشارك بأكبر عدد ممكن من الدول فى الألعاب الجماعية بينما بقية دول العالم وهى ثلاثة أرباع دول الأرض قد تساويها او أقل منها بقليل
وما زالت تلك الدول تلجأ لتجنيس اللاعبين واللاعبات من دول أخرى وتشارك بها فى منتخباتها كى تفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات دون حرص على أنهم شىء وهى شىء أخر

 

الثلاثاء، 30 يوليو 2024

نظرات في رسالة من العالم الآخر

نظرات في رسالة من العالم الآخر
صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول ما يحدث بعد الموت كمات زعم الزاعمون
استهل العطار مقاله بسؤال هو :
ماذا يحدث بعد الموت؟
واعتبره أعظم سؤال فقال :
" هذا هو أعظم سؤال في تاريخ البشرية"
واعتبر ذلك لغزا لم يحل فقال :
"اللغز الذي أعيا العلماء والعباقرة والفلاسفة طبعا أغلب الناس وبوحي من معتقداتهم الدينية يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت , لكن الواقع يقول بأن أحدا لم يذهب إلى الطرف الآخر وعاد ليخبرنا بما حصل معه بالضبط لذلك ومن اجل فك طلاسم هذا اللغز , لجأ البعض إلى البحث عن دلائل وإشارات يمكن أن تقود إلى معرفة ما يجري للبشر بعد الموت , وتم التركيز بشكل خاص على ما يسمى بتجارب الاقتراب من الموت التي حدثت لأناس فارقوا الحياة مؤقتا لأسباب شتى , مما أتاح لهم قضاء دقائق قليلة في عالم الأموات شاهدوا خلالها أمورا تتفق بشكل أو آخر مع تصوراتنا المسبقة عن العالم الآخر كرؤية نور ساطع يغشى الأبصار مع شعور لا يوصف بالسكينة والراحة وأحيانا رؤية الأهل والأقارب الميتون وغيرها من الأمور لكن رغم كل الشهادات والقصص الموثقة فأن بعض العلماء والأطباء لديهم شكوكهم , إذ يرى هؤلاء بأن كل تلك التجارب هي في الحقيقة انعكاس للهلوسة الذهنية التي تصيب الدماغ المحتضر في لحظاته الأخيرة قبل أن يقوم بإطفاء نفسه"
وتحدث عن ان الناس لم يتوقفوا عن الايمان بالعالم الأخر فقال:
"لكن بغض النظر عما يقوله العلماء الماديين فأن معظم الناس لم يتوقفوا يوما عن الإيمان بوجود ذلك العالم المنشود الذي تذهب أرواحهم إليه لتعيش الخلود الأبدي ولم يتورع بعضهم عن خوض تجارب في غاية الغرابة لتعضيد إيمانهم وهو بالضبط ما سنتطرق إليه في هذا المقال أي أكثر التجارب غرابة وجنونا لإثبات وجود العالم الآخر في مساء السادس من شباط / فبراير عام 1921 جلس المهندس الكهربائي توماس لين برادفورد ليتناول عشاءه بمفرده كما أعتاد أن يفعل كل مساء , وبعد أن أكمل تناول طعامه جلس على أريكته ليدخن السيجار ويرتشف قهوته بهدوء , وما أن انتهى من ذلك حتى قام فأشعل الموقد النفطي ثم كسر الأنبوب الذي يسحب الدخان من الموقد إلى الخارج الشقة , ثم أغلق جميع الأبواب والنوافذ بأحكام شديد , وعاد فتمدد على أريكته في غرفة الجلوس حتى غلبه النعاس فغط في نوم طويل لم يصحو منه أبدا
جثة السيد برادفورد اكتشفت في اليوم التالي في شقته بمدينة ديترويت الأمريكية , وقد عثرت الشرطة على رسالة فوق آلته الطابعة تشرح أسباب انتحاره , وهذه الأسباب تتلخص في سعيه لإثبات وجود حياة أخرى بعد الموت كيف؟
هذا هو السؤال الذي سعى المحققون للعثور على إجابة له حتى توصلوا إلى أن السيد برادفورد كان يبدي اهتماما بالغا بالمسائل الروحية , وقد نشر إعلانا مقتضبا في إحدى الجرائد قبل واقعة انتحاره بأربعة أسابيع يبحث فيه عن شخص: " تكون لديه اهتمامات بالعلوم الروحانية "
وبعد عدة أيام على نشر الإعلان تلقى السيد برادفورد برقية من سيدة تدعى روث دوران تعرض التعاون معه في الحقيقة السيدة دوران لم تكن لها أية ميول روحانية لكن ردها على الإعلان كان بحسب ما قالته لاحقا: "مجرد نزوة"
السيد برادفورد والسيدة دوران التقيا عدة مرات , وبحسب ما قالته السيدة دوران للشرطة فأنها لم تكن تعلم أبدا بأن السيد برادفورد سيقتل نفسه , ولم يخبرها هو بأي شيء عن الانتحار , كل ما علمته منه بأن هناك تجربة روحية عظيمة على وشك البدء , وبأنه سيتصل بها قريبا ليعطيها تعليمات حول دورها في التجربة في الحقيقة السيدة دوران لم تعلم بطبيعة تلك التجربة والتعليمات إلا من الشرطة التي أطلعتها على رسالة الانتحار التي تركها السيد برادفورد وراءه والتي كتب فيها بأن كشف لغز الموت يحتاج لعقلين متناغمين , يبقى أحدهم على الأرض فيما يذهب الثاني إلى العالم الآخر , ومن هناك يجري اتصالا بصاحبه على الأرض ليخبره بتفاصيل وأسرار ما يحدث بعد الموت"
الرجل انتحر من أجل يثبت لنفسه ولأخرين وجود عالم أخر وفى هذا قال العطار :
" يا لها من فكرة مجنونة والعجيب أن السيد برادفورد وضعها موضع التنفيذ فعلا فقتل نفسه لكي يتصل لاحقا بالسيدة دوران من العالم الآخر فيثبت للجميع بأنه هناك فعلا حياة بعد الموت
ورغم أن السيدة دوران أبعدت عن نفسها كل شبهة تواطؤ أو تحريض للسيد برادفورد على قتل نفسه , لكنها كانت مؤمنة بأن تجربته ستنجح , وبأن روحه ستتصل بها من العالم الآخر , حتى أنها قالت للصحفيين: " أنا صديقته وفي حالة عادت روحه إلى الأرض فأنا أؤمن بأنه سيأتي إلي أولا "لكن يبدو أن حدس السيدة دوران لم يكن في محله , فروح السيد برادفورد لم تأتي إليها أولا , بل ذهبت لسيدة أخرى تدعى لولو ماك كانت مهتمة بالروحانيات أيضا السيدة لولو أخبرت الصحفيين بأنها تمكنت من الاتصال بروح السيد برادفورد أثناء إحدى جلسات تحضير الأرواح التي كانت تعقدها في منزلها من حين لآخر قالت بأن روح السيد برادفورد لم تتحدث كثيرا خلال تلك الجلسة , كان صوته ضعيفا ومتعبا , ولم يردد سوى عبارة واحدة:
"أنا توماس برادفورد"
قصة اتصال السيدة لولو بروح السيد برادفورد تصدرت عناوين الصحف المحلية في ديترويت , وقد بعث هذا بشيء من الغيرة في نفس السيدة دوران التي قررت هي أيضا أن تعقد جلسات لتحضير الأرواح في منزلها , علها تتمكن من التواصل مع روح صديقها الذي أصبح حديث الناس في المدينة
وبالفعل عقدت السيدة دوران جلسة تحضير أرواح في منزلها بعد مرور أسبوع على انتحار السيد برادفورد , وبدت واثقة خلالها من أنها ستتمكن من الاتصال بروح صديقها الراحل
الجلسة بدأت في ساعة متأخرة من الليل حيث السكون يساعد في تقوية الذبذبات الروحية تم إطفاء الأنوار ما خلا ضوء خافت مصدره شمعة يتيمة , وتحلق الجميع حول طاولة خشبية مدورة وهم يمسكون بأيدي بعض ساد صمت ثقيل لبضعة دقائق , ثم فجأة دخلت السيدة دوران حالة جلاء روحي وزعمت بأنها تسمع أصواتا وطلبت من احد الحضور أن يسجل ما تقوله , وكانت كلماتها كالآتي:
الارواح تحتفظ بأشكالها بعد الموت صورة مشهورة لشبح مقبرة باجلور جروف تم التقاطها عام 1991 شبح امراة تستريح على شاهد القبر
" أنا الأستاذ أتحدث إليكم من العالم الآخر , لقد مررت من خلال الحجب , أرشدتني أصواتكم على الوصول إليكم
أنا ببساطة شعرت بالنعاس ونمت , ثم استيقظت ولم أدرك بالبداية أني فارقت الحياة لم أشعر بأي تغيرات واضحة وكبيرة كنت أعتقد بأن الأمر سيكون مختلفا بشكل كبير , لكنه ليس كذلك , الإنسان يحتفظ بالخطوط العريضة لشكله بعد الموت لكنه يفتقد وجوده المادي
أنا لم أرحل أو أسافر بعيدا بعد , أنا ما زلت في الظلمة , أشاهد الكثير من أرواح الناس , وجميعهم يبدون طبيعيين
هنا لا توجد مسؤوليات كما في الحياة , يشعر المرء بالنشوة والسعادة , يلتقي ويجتمع ذوي الطبيعة الواحدة مع بعضهم , لقد اجتمعت هنا مع باحثين مثلي أنا غير نادم على ما فعلته لا زلت في المستوى الأولى من العالم الآخر , هناك سلسلة مستويات أخرى أقوم حاليا بأجراء بحوث عنها , فنحن سكان المستوى الأول جاهلون بما يوجد في المستويات الأخرى , تماما كما يجهل البشر ما ينتظرهم بعد الموت "
إلى هنا انتهت رسالة روح السيد برادفرود وما أن أتمت السيدة دوران نطق آخر كلماتها حتى فقدت وعيها , وحين أفاقت مجددا سألها رفاقها فيما إذا كانت متأكدة من أن الكلمات التي رددتها هي كلمات السيد برادفورد بالفعل فأجابت السيدة دوران قائلة: "أنا مقتنعة تماما , أنا لم أسمع صوت روح من قبل , كان هذا صوت الأستاذ , من دون أدنى شك "
ولاحقا زعمت السيدة دوران أنها أجرت عدة جلسات أخرى تواصلت من خلالها مجددا مع السيد برادفورد , حتى أنه تجلى لها في إحدى تلك الجلسات
لكن يبقى العيب الرئيسي في قصة السيد برادفورد , على الرغم من غرابتها , هو أنها غير قابلة للإثبات فمن قال بأن السيدة دوران تقول الحقيقة؟ وكيف يمكن التأكد من ذلك؟ وهل يعقل أن تكون الحياة الأخرى بهذه الصورة؟ أرواح تسير على غير هدى وتفعل ما يحلو لها في عالم يعيش الجميع فيه بنشوة وسعادة حتى أحمق مثل السيد برادفورد قام بقتل نفسه يعيش بسعادة هناك ويجري المزيد من البحوث ومن يدري ربما ينتحر هناك مرة أخرى ليذهب إلى المستوى التالي!!
على العموم وعلى الرغم من غباوة الوصف فأنا أتمنى فعلا أن تكون الحياة الأخرى بهذه الصورة"
وتحدث العطار عن ان البعض كرر تجربة انتحار براد فورد لكى يثبت لنفسه ولأخرين فقال :
"لكن تجربة السيد برادفورد , على الرغم من عيوبها , أوحت لأشخاص آخرين بفكرة تكرار نفس التجربة لكن بطريقة أكثر ذكاء وكان بطل التجربة التالية هو عالم فيزياء يشار له بالبنان , أسمه اوليفر لودج وهو رئيس جامعة بريمنغهام الانجليزية إلى جانب كونه عالما كان السيد لودج متدينا ومؤمنا بشدة بالروحانيات لهذا قام بوضع خطة محكمة لإثبات وجود الحياة الأخرى حيث كتب رسالة سرية قبل وفاته عام 1940 وقام بوضعها داخل سبعة مغلفات , في كل مغلف هناك لغز رياضي معقد يقود حله إلى السؤال في المغلف التالي وهكذا وصولا إلى الرسالة في المغلف الأخير , وبحسب وصية السيد لودج يجب أن تعرض المغلفات بعد موته على أربعة وسطاء روحيون يجتمعون في مكان واحد ويشرف عليهم مجموعة من الأساتذة الأكاديميين على هؤلاء الوسطاء أن يتصلوا بروح السيد لودج في العالم الآخر ليحصلوا على إجابات الأسئلة في المغلفات من روح السيد لودج , لأنه الوحيد القادر على حلها حصولهم على الإجابات الصحيحة سيثبت بأنهم لا يكذبون , وبأنهم تمكنوا حقا من تحضير روح السيد لودج , وبالتالي فالحياة الأخرى حقيقة لا يمكن إنكارها
مشكلة اختبار السيد لودنج هو أن الأسئلة التي وضعها داخل مغلفاته كانت صعبة ومعقدة إلى درجة أنه حتى الأساتذة الأكاديميين الذين أشرفوا على الاختبار لم يكن باستطاعتهم التأكد من أن الجواب الذي حصل عليه الوسطاء من روح السيد لودنج هوالجواب الصحيح وهكذا فأنه بعد عدة جلسات مل الجميع فأوقفوا الاختبار ثم قاموا بفتح المغلف الأخير لعلهم يعثرون فيه على الأجوبة , لكن لشدة دهشتهم لم تكن هناك سوى ورقة بيضاء مكتوب عليها نوتات موسيقية! ولا أحد يعلم لحد اليوم هل كان السيد لودنج أحمقا أصيب بالخرف في أواخر حياته , أم أن الأمر برمته كان مجرد مزحة سمجة"
والتجربة الثالثة بعد براد فورد ولودنج هى تجربة ثو ليس فيها قال:
بعد رحيل السيد لودنج بعدة عقود قام شخص آخر بإجراء تجربة مماثلة لإثبات وجود الحياة ما بعد الموت أسمه السيد روبرت هنري ثوليس , وهو عالم نفس بريطاني مهتم بعلم ما وراء النفس (باراسيكولجي) , وكان أيضا من هواة التشفير السيد ثوليس كتب قبل موته رسالتين مشفرتين كان متأكدا بأن أحدا سواه لن يتمكن من فك تشفيرهما وطلب في وصيته أن يتبارى الوسطاء الروحيين للاتصال بروحه بعد موته من اجل أن يأخذوا مفتاح التشفير منه ,وأي واحد منهم ينجح في فك التشفير سيثبت بما لا يقبل الشك بأنه قد تمكن من الاتصال بروح السيد ثوليس وبالتالي فأن الحياة الأخرى موجودة
كانت خطة محكمة وذكية عيبها الوحيد هو أنه منذ موت السيد ثوليس عام 1984 ولحد يومنا هذا لم يتمكن أحد من الحصول على مفتاح التشفير أكثر من مئة وسيط روحي حاولوا الاتصال بروح السيد ثوليس , لكن جميع المحاولات لم تفضي لشيء أطرف تلك المحاولات نفذها ثمانية وسطاء روحيين مجتمعين , بذلوا كل جهودهم وألاعيبهم ليغروا روح السيد ثوليس بالحضور , وبعد جهد كبير نجحوا في تحضير روحه , لكن الطريف في الأمر هو أن روح السيد ثوليس عجزت عن تذكر مفتاح التشفير , ربما نسيتها نتيجة الأهوال التي كابدتها بعد الموت!! "
وتحدث عن تجربة رابعة هى تجربة ماكدوغال فقال :
"وبما أننا نتكلم عن التجارب الغريبة لإثبات حياة ما بعد الموت , فلا ضير من ذكر تجربة أخرى في غاية الغرابة أجراها طبيب أمريكي يدعى دانكن ماكدوغال عام 1907 , وقد تطرقنا لقصته بالتفصيل في أحد مقالاتنا تجربة الطبيب ماكدوغال كانت تقوم على فكرة بسيطة , وهي أن يقوم بوزن الجسد البشري قبل وبعد الموت , والفرق سيمثل وزن الروح البشرية! وبالفعل أحضر السيد دانكن بضعة مرضى مصابين بالسل وقام بالعناية بهم - السل في ذلك الزمان كان مرض قاتل كالسرطان - ودأب على قياس أوزانهم بواسطة ميزان دقيق جدا صنعه خصيصا لتجربته , ثم قاس أوزانهم مرة أخرى مباشرة بعد موتهم , وكان دائما هناك نقص في الوزن , مما قاده إلى استنتاج غريبة , وهوأن وزن الروح البشرية يبلغ 21 غرام! ورغم استهزاء الأوساط الأكاديمية بتجربة الطبيب ماكدوغال إلا أنه كان مصرا على نجاحها , ومنذ ذلك الحين أصبحت عبارة 21 غرام متداولة بين الناس في أمريكا للإشارة إلى الروح البشرية"
واختتم العطار مقاله بأن تلك التجارب قليل من كثير من تجارب البعض للوصول لحقيقة ما بعد الموت فقال
"طبعا هذه التجارب التي ذكرناها هنا ليست سوى عينة عن التجارب الكثيرة التي أجراها البشر للوصول إلى حقيقة ما يجري بعد الموت وفي المقال القادم الذي ننوي كتابته سنتطرق إلى ظاهرة عجيبة ترتبط بالموت ويعتبرها البعض دليلا على وجود الحياة الأخرى هذه الظاهرة تتمثل في ظهور أصوات غامضة ومجهولة تنسب عادة للأشباح والأرواح على أسطوانات وأشرطة التسجيل الصوتي حتما جميعنا شاهدنا هذه الظاهرة في أفلام الرعب , وربما اعتقدنا بأنها مجرد خيال , لكنها في الواقع ظاهرة حقيقية ومعروفة منذ فترة طويلة"
بالطبع هؤلاء المجربون مجانين بالفعل لأنهم انتحروا ولمكنهم وجدوا العالم ألأخر ولم يجدوا طريقة تواصل مع العالم الدنيوى لأن من مات لا يرجع لحياتنا الأرضية مرة أخرى كما قال تعالى :
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ"
كما لا يمكن لأحد من الأحياء أن يسمع أصوات وهى ركز الموتى ولا ان يحس ويشعر بهم كما قال تعالى :
"وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا"

 

الاثنين، 29 يوليو 2024

نظرات في مقال الكفر الذي لا يعذر صاحبه بالجهل

نظرات في مقال الكفر الذي لا يعذر صاحبه بالجهل
صاحب الكتاب عبد الله بن عبد الرحمن بن أبا بطين وهو يدور حول ان هناك أمور يكفر المرء بها حتى ولو كان جاهل
وقد استهل مقاله بكلام المستفتى عن كلام قيام الحجة في كلام تقى الدين ردا على ابن البكرى فقال :
"قال الشيخ تقي الدين في رده على ابن البكري: فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي، فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله، لأن الزنا والكذب حرام لحق الله تعالى، وكذلك التكفير حق لله تعالى فلا نكفر إلا من كفره الله ورسوله وأيضا فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها، وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر إلى أن قال: ولهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذين ينفون أن يكون تعالى فوق العرش: أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر، وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال إلخ
أفتونا: ما معنى قيام الحجة أثابكم الله بمنه وكرمه؟ "
وكان الجواب أن كلام تقى الدين فيه قضيتين فقال :
"الجواب: الحمد لله رب العالمين، تضمن كلام الشيخ رحمه الله مسألتين:
إحداهما: عدم تكفيرنا لمن كفرنا وظاهر كلامه أنه سواء كان متأولا أم لا، وقد صرح طائفة من العلماء أنه إذا قال ذلك متأولا لا يكفر ونقل ابن حجر الهيثمي عن طائفة من الشافعية أنهم صرحوا بكفره إذا لم يتأول، فنقل عن المتولي أنه قال: إذا قال لمسلم يا كافر بلا تأويل كفر، قال وتبعه على ذلك جماعة واحتجوا بقوله (ص)(إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) والذي رماه به مسلم فيكون كافرا قالوا: لأنه سمى الإسلام كفرا، وتعقب بعضهم هذا التعليل فقال: هذا المعنى لا يفهم من لفظه ولا هو مراده إنما مراده ومعنى لفظه: إنك لست على دين الإسلام الذي هو حق، وإنما أنت كافر دينك غير الإسلام وأنا على دين الإسلام وهذا مراده بلا شك لأنه إنما وصف بالكفر الشخص لا دين الإسلام فنفى عنه كونه على دين الإسلام، فلا يكفر بهذا القول وإنما يعزر بهذا السب الفاحش بما يليق به، ويلزم على ما قالوه أن من قال لعبد: يا فاسق كفر لأنه سمى العبادة فسقا، ولا أحسب أحدا يقوله، وإنما يريد أنك تفسق وتفعل مع عبادتك ما هو فسق لا أن عبادتك فسق "
وظاهر كلام النووي في شرح مسلم يوافق ذلك، فإنه لما ذكر الحديث قال: وهذا مما عده العلماء من المشكلات فإن مذهب أهل الحق أن المسلم لا يكفر بالمعاصي، كالقتل والزنا وكذا قوله لأخيه يا كافر من غير اعتقاد بطلان دين الإسلام ثم حكى في تأويل الأحاديث وجوها:
الأول: أنه محمول على المستحل، ومعنى (باء بها) بكلمة الكفر وكذا (حارت عليه) في رواية أي رجعت عليه كلمة الكفر فباء وحار ورجع بمعنى واحد
الثاني: رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره
الثالث: أنه محمول على الخوارج المكفرين للمؤمنين، وهذا نقله القاضي عياض عن مالك وهو ضعيف لأن المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع
الرابع: معناه أنه يؤول إلى الكفر فإن المعاصي ـ كما قالوا ـ بريد الكفر، ويخاف على المكثر منها أن يكون عاقبة شؤمها المصير إلى الكفر ويؤيده رواية أبى عوانة في مستخرجه على مسلم (فإن كان كما قال وإلا فقد باء بالكفر)
الخامس: فقد رجع بكفره، وليس الراجع حقيقة الكفر بل التكفير كونه جعل أخاه المؤمن كافرا، فكأنه كفر نفسه، إما لأنه كفر من مثله وإما لأنه كفر من لا يكفره إلا كافر يعتقد بطلان الإسلام انتهى
وقال ابن دقيق العيد في قوله (ص)(ومن دعى رجلا بالكفر وليس كذلك إلا حار عليه) أي رجع عليه وهذا وعيد عظيم لمن كفر أحدا من المسلمين، وليس هو كذلك , وهي ورطة عظيمة وقع فيها خلق من العلماء اختلفوا في العقائد وحكموا بكفر بعضهم بعضا
ثم نقل عن الأستاذ أبي إسحاق الاسفرائيني أنه قال: لا أكفر إلا من كفرني، قال وربما خفي هذا القول على بعض الناس وحمله على غير محمله الصحيح
والذي ينبغي أن يحمل عليه أنه لمح هذا الحديث الذي يقتضي أن من دعى رجلا بالكفر وليس كذلك رجع عليه الكفر،وكذلك قوله (ص)(من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)
وكان هذا المتكلم أي أبو إسحاق يقول: الحديث دل على أنه يحصل الكفر لأحد الشخصين إما المكفر وإما المكفر فإذا كفرني بعض الناس فالكفر واقع بأحدنا وأنا قاطع أني لست بكافر، فالكفر راجع إليه انتهى
وظاهر كلام أبي إسحاق أنه لا فرق بين المتأول وغيره والله أعلم وما نقله القاضي عن مالك من حمله الحديث على الخوارج موافق لإحدى الروايتين عن أحمد في تكفير الخوارج، اختارها طائفة من الأصحاب وغيرهم لأنهم كفروا كثيرا من الصحابة واستحلوا دماءهم وأموالهم متقربين بذلك إلى الله تعالى، فلم يعذروهم بالتأويل الباطل، لكن أكثر الفقهاء على عدم كفرهم لتأويلهم وقالوا من استحل قتل المعصومين وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل كفر وإن كان استحلاله ذلك بتأويل كالخوارج لم يكفر والله أعلم وأحكم"
قطعا الحق ،ن المكفر لمسلم عليه أن يأتى بالبينة على كفره والبينة هى :
ارتكاب من كفره ذنب لم يتب منه وأصر عليه كما قال تعالى :
"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
والبينة تكون إما بإقرار المكفر بكفره وإما بوجود شهود على هذا الكفر وعدم التوبة منه
وتحدث عن القضية الثانية وهى أن التكفير وعقابه القتل متوقف على معرفة مرتكب الذنب أنه حرام
قال ابو بطين:
"المسألة الثانية: إن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها إلخ
يشمل كلامه من لم تبلغه الدعوة وقد صرح بذلك في موضع آخر ونقل عقيل عن الأصحاب أنه لا يعاقب وقال إن عفو الله عن الذي كان يعامل لأنه لم تبلغه الدعوة وعمل بخصلة من الخير، واستدل لذلك بما في صحيح مسلم مرفوعا: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ـ يهودي أو نصراني ـ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) قال في شرح مسلم: خص اليهود والنصارى لأن لهم كتابا، قال: وفي مفهومه أن من لم تبلغه دعوة الإسلام فهو معذور قال: وهذا جار على ما تقرر في الأصول (لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح) انتهى
وقال القاضي أبو يعلى في قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} في هذا دليل على أن معرفة الله تعالى لا تجب عقلا، وإنما تجب بالشرع وهو بعثة الرسل وأنه لو مات الإنسان قبل ذلك لم يقطع عليه بالنار انتهى
وفيمن لم تبلغه الدعوة قول آخر أنه يعاقب اختاره ابن حامد واحتج بقوله تعالى {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} والله أعلم
فمن بلغته رسالة محمد (ص) وبلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة فلا يعذر بعدم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فلا عذر له بعد ذلك بالجهل، وقد أخبر الله سبحانه بجهل كثير من الكفار مع تصريحه بكفرهم ووصف النصارى بالجهل مع أنه لا يشك مسلم في كفرهم، ونقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم جهال مقلدون، ونعتقد كفرهم وكفر من شك في كفرهم
وقد دل القرآن على أن الشك في أصول الدين كفر، والشك هو التردد بين شيئين كالذي لا يجزم بصدق الرسول ولا كذبه، ولا يجزم بوقوع البعث ولا عدم وقوعه ونحو ذلك كالذي لا يعتقد وجوب الصلاة ولا عدم وجوبها، أو لا يعتقد تحريم الزنا أوعدم تحريمه، وهذا كفر بإجماع العلماء، ولا عذر لمن كان حاله هكذا بكونه لم يفهم حجج الله وبيناته لأنه لا عذر له بعد بلوغها له وإن لم يفهمها، وقد أخبر الله عن الكفار إنهم لم يفهموا فقال: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} وقال: {انهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون}
فبين سبحانه أنهم لم يفقهوا فلم يعذرهم لكونهم لم يفهموا بل صرح القرآن بكفر هذا الجنس من الكفار كما في قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}
قال الشيخ أبو محمد موفق الدين ابن قدامة ـ لما أنجز كلامه في مسألة: هل كل مجتهد مصيب أم لا؟
ورجح أنه ليس كل مجتهد مصيب بل الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين، قال: وزعم الجاحظ أن مخالف ملة الإسلام إذا نظر فعجز عن درك الحق فهو معذور غير آثم إلى أن قال ـ وأما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا وكفر بالله تعالى ورد عليه وعلى رسوله، فإنا نعلم قطعا أن النبي (ص)أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه، وذمهم على إصرارهم وقاتل جميعهم، يقتل البالغ منهم ونعلم أن المعاند العارف ممن يقل، وإنما الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا ولم يعرفوا معجزة الرسول (ص)وصدقه والآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة كقوله تعالى: {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} {إن هم إلا يظنون} وقوله: {ويحسبون أنهم على شيء} {ويحسبون أنهم مهتدون} {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} وفي الجملة ذم المكذبين لرسول الله (ص)لا ينحصر في الكتاب والسنة انتهى
فبين أنا لو لم نكفر إلا المعاند العارف لزمنا الحكم بإسلام أكثر اليهود والنصارى، وهذا من أظهر الباطل
فقول الشيخ تقي الدين:
إن التكفير والقتل موقوف على بلوغ الحجة يدل كلامه على أن هذين الأمرين وهما التكفير والقتل ليسا موقوفين على فهم الحجة مطلقا بل على بلوغها ففهمها شيء وبلوغها شيء آخر، فلو كان هذا الحكم موقوفا على فهم الحجة لم نكفر ونقتل إلا من علمنا أنه معاند خاصة، وهذا بين البطلان بل آخر كلامه رحمه الله يدل على أنه يعتبر فهم الحجة في الأمور التي تخفى على كثير من الناس، وليس فيها مناقضة للتوحيد والرسالة، كالجهل ببعض الصفات
وأما الأمور التي هي مناقضة للتوحيد والإيمان بالرسالة فقد صرح في مواضع كثيرة بكفر أصحابها وقتلهم بعد الاستتابة، ولم يعذرهم بالجهل مع أنا نتحقق أن سبب وقوعهم في تلك الأمور إنما هو الجهل بحقيقتها فلو علموا أنها كفر تخرج عن الإسلام لم يفعلوها، وهذا في كلام الشيخ كثير كقوله في بعض كتبه: فكل من غلا بنبي أو رجل صالح وجعل فيه نوع من الإلهية مثل أن يدعوه من دون الله، نحو أن يقول: يا فلان أغثني أو اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو اجبرني أو توكلت عليك وأنا في حسبك وأنت حسبي، ونحو هذه الأقوال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل
وقال أيضا: فمن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم، كفر إجماعا
وقال: من اعتقد أن زيارة أهل الذمة في كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد، وإن جهل أن ذلك محرم، عرف ذلك فإن أصر صار مرتدا
وقال: من سب الصحابة أو واحدا منهم أو اقترن بسبه دعوى أن(عليا إله أو نبي أو أن جبريل غلط فلا شك في كفر هذا بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره
وقال أيضا: من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله (ص)إلا نفر قليلا لا يبلغون بضعة عشر أو أنهم فسقوا فلا ريب في كفر قائل ذلك بل من شك في كفره فهو كافر انتهى
فانظر كيف كفر الشاك، والشاك جاهل فلم ير الجهل عذرا في مثل هذه الأمور
وقال رحمه الله في أثناء كلام له: ولهذا قالوا من عصى مستكبرا كإبليس كفر بالاتفاق ومن عصى مشتبها لم يكفر عند أهل السنة، ومن فعل المحارم مستحلا فهو كافر بالاتفاق، قال: والاستحلال اعتقاد أنها حلال وذلك يكون تارة باعتقاد أن الله لم يحرمها وتارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها، وهذا يكون لخلل في الإيمان بالربوبية أو الرسالة ويكون جحدا محضا غير مبني على مقدمة، وتارة يعلم أن الله حرمها ثم يمتنع من التزام هذا التحريم ويعاند فهذا أشد كفرا ممن قبله انتهى
وكلامه في مثل هذا كثير فلم يخص التكفير بالمعاند مع القطع بأن أكثر هؤلاء جهال لم يعلموا أن ما قالوه أو فعلوه كفر، فلم يعذروا بالجهل في مثل هذه الأشياء لأن منها ماهو مناقض للتوحيد الذي هو أعظم الواجبات، ومنها ما هو متضمن معارضة الرسالة ورد نصوص الكتاب والسنة الظاهرة المجمع عليها بين علماء السلف
وقد نص السلف والأئمة على تكفير أناس بأقوال صدرت منهم مع العلم أنهم غير معاندين ولهذا قال الفقهاء: من جحد وجوب عبادة من العبادات الخمس أو جحد حل الخبز ونحوه أو جحد تحريم الخمر ونحوه أو شك في ذلك، ومثله لا يجهله كفر، وإن كان مثله يجهله عرف ذلك، فإن أصر بعد التعريف كفر وقتل ولم يخصوا الحكم بالمعاند وذكروا في باب حكم المرتد أشياء كثيرة ـ أقوالا وأفعالا ـ يكون صاحبها بها مرتدا ولم يقيدوا الحكم بالمعاند
وقال الشيخ أيضا: لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين الخمر كقدامة وأصحابه وظنوا أنها تباح لمن آمن وعمل صالحا على ما فهموه من آية المائدة قال تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون، فإن أصروا على الاستحلال كفروا، وإن أقروا به جلدوا، فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة حتى يبين لهم الحق فإن أصروا كفروا
وقال أيضا: ونحن نعلم بالضرورة أن رسول الله (ص)لم يشرع لأمته أن يدعوا أحدا من الأحياء والأموات ـ لا الأنبياء ولا غيرهم ـ لا بلفظ الاستغاثة ولا بلفظ الاستعانة ولا بغيرهما، كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت ولا إلى ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن ذلك كله وأنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول انتهى
فانظر إلى قوله لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول، ولم يقل حتى يتبين لهم وتتحقق منهم المعاندة بعد المعرفة
وقال أيضا ـ لما أنجز كلامه في ذكر ما عليه كثير من الناس من الكفر والخروج عن الإسلام ـ قال: وهذا كثير غالب لا سيما في الأعصار والأمصار التي تغلب فيها الجاهلية والكفر والنفاق، فلهؤلاء من عجائب الجهل والظلم والكذب والكفر والنفاق والضلال مالا يتسع لذكره المقال
وإذا كان في المقالات الخفية فقد يقال أنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أنها من دين الإسلام بل اليهود والنصارى والمشركون يعلمون أن محمدا (ص)بعث بها وكفر من خالفها مثل أمره بعبادة الله وحده لا شريك له ونهيه عن عبادة أحد سوى الله من الملائكة والنبيين أو غيرهم، فإن هذا أظهر شعائر الإسلام، ومثل معاداة اليهود والنصارى والمشركين، ومثل تحريم الفواحش والربا والخمر والميسر ونحو ذلك، ثم تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا في هذه الأنواع فكانوا مرتدين، وإن كانوا قد يتوبون من ذلك أو يعودون ـ إلى أن قال: وبلغ من ذلك أن منهم يصنفون في دين المشركين والردة عن الإسلام كما صنف الرازي كتابه في عبادة الكواكب وأقام الأدلة على حسن ذلك ومنفعته ورغب فيه، وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين وإن كان قد تاب عنه وعاد إلى الإسلام انتهى
فانظر إلى تفريقه بين المقالات الخفية والأمور الظاهرة فقال في المقالات الخفية التي هي كفر: قد يقال أنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها ولم يقل ذلك في الأمور الظاهرة
فكلامه ظاهر في الفرق بين الأمور الظاهرة والخفية فيكفر بالأمور الظاهر حكمها مطلقا، وبما يصدر منها من مسلم جهلا، كاستحلال محرم أو فعل أو قول شركي بعد تعريف، ولا يكفر بالأمور الخفية جهلا كالجهل في بعض الصفات فلا يكفر الجاهل بها مطلقا وإن كان داعية، كقوله للجهمية: أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال وقوله (عندي) يبين أن عدم تكفيرهم ليس أمرا مجمعا عليه لكنه اختياره
وقوله في هذه المسألة خلاف المشهور في المذهب فإن الصحيح من المذهب تكفير المجتهد الداعي إلى القول بخلق القرآن أو نفي الرؤيا أو الرفض ونحو ذلك وتفسيق المقلد
قال المجد ابن تيمية : الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها، كمن يقول بخلق القرآن أو أن علم الله مخلوق، أو أن أسماءه مخلوقة أو أنه لا يرى في الآخرة، أو يسب الصحابة تدينا، أو أن الإيمان مجرد الاعتقاد، وما أشبه ذلك، فمن كان عالما في شيء من هذه البدع يدعو إليه ويناظر عليه فهو محكوم بكفره نص أحمد على ذلك في مواضع فانظر كيف حكموا بكفرهم مع جهلهم، والشيخ يختار عدم كفرهم ويفسقون عنده
ونحوه قول ابن القيم فإنه قال: وفسق الاعتقاد كفسق أهل البدع الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر ويحرمون ما حرم الله، ويوجبون ما أوجب الله ولكن ينفون كثيرا مما أثبت الله ورسوله جهلا وتأويلا وتقليدا للشيوخ، ويثبتون مالم يثبته الله ورسوله كذلك، وهؤلاء كالخوارج المارقة وكثير من الروافض والقدرية والمعتزلة وكثير من الجهمية الذين ليسوا غلاة في التجهم
وأما غلاة الجهمية فكغلاة الرافضة ليس للطائفتين في الإسلام نصيب، ولذلك أخرجهم جماعة من السلف من الثنتين والسبعين فرقة، وقالوا: هم مباينون للملة انتهى
وبالجملة فيجب على من نصح نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه واستحسان عقله فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه أعظم أمور الدين، وقد كفينا بيان هذه المسألة كغيرها بل حكمها في الجملة أظهر أحكام الدين
فالواجب علينا الاتباع وترك الابتداع كما قال ابن مسعود رضي الله عنه (اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم) وأيضا فما تنازع العلماء في كونه كفرا فالاحتياط للدين التوقف وعدم الاقدام مالم يكن في المسألة نص
صريح عن المعصوم (ص)
وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة فقصر بطائفة فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والاجماع على كفره، وتعدى بآخرين فكفروا من حكم الكتاب والسنة مع الاجماع بأنه مسلم ومن العجب أن أحد هؤلاء لو سئل عن مسألة في الطهارة أو البيع لم يفتي بمجرد فهمه واستحسان عقله، بل يبحث عن كلام العلماء ويفتي بما قالوه فكيف يعتمد في هذا الأمر العظيم الذي هو أعظم أمور الدين وأشد خطرا على مجرد فهمه واستحسانه؟ ، فيا مصيبة الإسلام من هاتين الطائفتين، ومنحته من تينك البليتين"
بالقطع التكفير لا يكون عن جهل إطلاقا كما قال تعالى :
"وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ"
وإنما التكفير لابد فيه من العلم وهو البينة بالحرمة أو الحل واصرار على إنكار الحرمة أو الإصرار على إنكار الاحلال كما قال تعالى :
"لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ"
فلا تكفير مع جهل وإنما التكفير على بينة أى علم وهو سبب هلاك الأمم وهو اصرارها على الكفر بعد أن نزل العلم وأبلغ لها وهو البينة
"وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ"
وقال مفسرا:
"وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"

 

الأحد، 28 يوليو 2024

قراءة فى كتاب الكنز المرصود فى قواعد التلمود

قراءة فى كتاب الكنز المرصود فى قواعد التلمود
الكاتب مر على إصداره قرن وربع وهو كتاب ترجمه أحد نصارى مصر يوسف نصر الله عن كتابين صدرا فى فرنسا قال عنهما المترجم :
"أحدهما (اليهودي على حسب التلمود) الذي ألفه الدكتور (روهلنج) والثاني (تاريخ سوريا لسنة 1840) الذي ألفه المؤرخ (إشيل لوران)، انتهزت الفرصة وترجمتهما إلى اللغة العربية"
وأعلن نصر الله أن الهدف من الكتاب ليس حظر الدين اليهودى وإنما بيان سوء الكثير من أهله ووجوب الحذر منهم ومن تلمودهم فقال :
"فلا يتوهمن القارئ حينئذ أن مرادنا ظلم الأمة اليهودية، أو طلب استعمال القسوة معها، أو تحريم ديانتها، أو منعها من إقامة شعائر دينها، كلا ثم كلا، فإنا نعلم أن الديانة الإسرائيلية أصل الديانات المنزلة، وكل إنسان حرٌّ أن يعتنق الدين الذي يعتقد أنه الحقيقي، فإن الله خول له ذلك حيث لم تتعلق إرادته تعالى بجعل الناس أمة واحدة { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ - وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ } (يونس:99-100)"
ونصر الله من المثقفين النصارى القلائل الذين درسوا القرآن وحفظه ولذا نجده فى الفقرة السابقة يستشهد به وفى العديد من فقرات الكتاب
وبين نصر الله هدف حاخامات اليهود من تأليف التلمود فقال :
" واستبدت الحاخامات فلا شريعة لهم سوى مرادهم، ولا قانون يردعهم سوى هواهم، فأمروا بسوء معاملة باقي الشعوب، وقتل أولادهم، واستنزاف دمهم وثروتهم، واعتبارهم بصفة حيوانات غير متفكرة. وبالجملة فكانوا يتصرفون فيهم تصرف المالك في ملكه، وسموهم: الأجانب، والوثنيين."
وفى بدايات الكتاب تحدث نصر الله عن أن اليهود يعشقون دماء الأطهار لعمل فطير الفصح به ثم ذكر أن ملك فرنسا وملكتها اجتمعوا للبحث فى ذلك ووصلوا إلى رأى اليهود فى النصارى من خلال التلمود فقال :
(أن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم بين الزفت والنار، وأن أمه أتت به من العسكري (باندارا) بمباشرة الزنى، وأن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات، وأن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها، وأن العهد مع مسيحي لا يكون عهداً صحيحاً يلتزم اليهودي القيام به، وأنه من الواجب ديناً أن يلعن ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة ضد بني إسرائيل).
ثم ذكر حوادث متأخرة حدثت فى سوريا فقد اختطفوا الطفل هنرى بن عبد النور من دمشق وذبحوه وشربوه دمه وخلطوه بالفطير وكذلك القس توما الكبوشى والغريب أن محمد على حاكم مصر نقض حكم المحكمة بقتل اليهود المشاركين فى تلك الجريمة لأن اليهود طلبوا منه ذلك حيث أصدر عفوا عنهم ومع هذا لم يعجبهم العفو لأنه يثبت انهم ارتكبوا الجريمة وطلبوا تبرئتهم من دم الكبوشى وهو ما يبين أن اليهود موجودين فى مراكز الحكم فى الكثير من بلاد العالم
ونقل نصر الله عن الكتب المترجمة كيفية نشأة التلمود فقال :
" أخذ الربيون والحاخامات تعاليمهم ومبادئهم عن الفرّيسيين الذين كانوا متسلطين على الشعب أيام المسيح، يحضونه على اتباع ظواهر شريعة موسى، ويحفظون لأنفسهم تفسير التقليدات المتصلة إليهم.
وبعد المسيح بمائة وخمسين سنة خاف أحد الحاخامات المسمى (يوضاس) أن تلعب أيدي الضياع بهذه التعاليم، فجمعها في كتاب أسماه (المشنا).
وكلمة مشنا ، معناها الشريعة المكررة لأن شريعة موسى المرصودة في الخمسة كتب التي كتبها مكررة في هذا الكتاب. أما الغرض من المشنا فهو إيضاح وتفسير ما التبس في شريعة موسى، وتكملة الشريعة على حسب ما يدعون.
وقد زيد في القرون التالية على كتاب المشنا الأصلي شروحات أخرى صار تأليفها في مدارس فلسطين وبابل.
ثم علق علماء يهود على المشنا حواشي كثيرة، وشروحات مسهبة دعوها باسم (غاماراة). فالمشنا المشروحة على هذه الصورة مع الغاماراة كونت التلمود فكلمة التلمود معناها: كتاب تعليم ديانة وآداب اليهود.
وهذه الشروحات مأخوذة عن مصدرين أصليين:
(أحدهما) المسمى بتلمود أورشليم، وهو الذي كان موجوداً في فلسطين سنة /230/.
(وثانيهما) تلمود بابل، وهو الذي كان موجوداً فيها سنة /500/ بعد المسيح ولا يحتوي على أقل من أربع عشرة ملزمة. وهو تارة يكون بمفرده وأخرى مضافاً مع المشنا وتلمود بابل. وهو المتداول بين اليهود والمراد عند الإطلاق"
وذكر أن طبعات التلمود المتأخرة حذف منها الشتائم والسباب بخصوص النصارى وغيرهم وفى هذا قفال:
" ويوجد في نسخ كثيرة من التلمود المطبوع في المائة سنة الأخيرة (أي في القرن التاسع عشر) بياض أو رسم دائرة بدلاً عن ألفاظ سب في حق المسيح والعذراء والرسل (عليهم الصلاة والسلام أجمعين) كانت مذكورة في النسخ الأصلية. ومع ذلك لم تخل من طعن في المسيحيين. فإنه يستفاد من الشروحات أن كل ما جاء في التلمود بخصوص باقي الأمم غير اليهودية كلفظ (أميين، أو أجانب، أو وثنيين) المراد منها المسيحيون."
وقد نقل أن اليهود يعتبرون أقوال الحاخامات افضل من التوراة وأنها لا تعصى بينما التوراة تعصى وتحتقر فقال :
التلمود عند اليهود أفضل من التوراة ـ عصمة الحاخامات عن الخطأ ـ كل ما قالوه يعتبر كأقوال إلهية ـ حمار الحاخامات.
يعتبر اليهود التلمود من قديم الزمان كتاباً منزلاً مثل التوراة، ما عدا بعض المعاندين، فإنه لا يعتقد ذلك بالطبع. ولكن إذا أمعن الإنسان نظره في اعتقاداتهم يتحقق أنهم يعتبرونه أعظم من التوراة ! كيف لا وجاء في صحيفة من التلمود:
(إن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن درس (المشنا) فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها، ومن درس (الغامارة) فعل أعظم فضيلة).
وجاء في كتاب (شاغيجا):
(من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت، دون من احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى).
واعتبر الحاخامات أنهم أفضل من الله لأنهم يستشيرهم فى القضايا تعالى عن ذلك فقال نقلا عن أحدهم :
" اليهود يعتقدون أن لكل الحاخامات سلطة إلهية، وكل ما قالوه يعتبر أنه صادر من الله.
يقول الرابي مناحم، كباقي الحاخامات:
(إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء)"
واعتبروا الحاخامات مساوين لله وأن تناقضهم من عند الله تعالى عن ذلك فقال نقلا من كتبهم :
" وقال أحد علماء اليهود المسمى (ميمانود) المتوفي في أوائل القرن الثالث عشر (مخافة الحاخامات هي مخافة الله).
وقد جاءت العبارات الآتية في التلمود، وهي:
(من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ، وكأنه جادل العزة الإلهية)!!
وقال الحاخام مناحم في أقوال الحاخامات المتناقضة لبعضها :
(إنها كلام الله مهما وجد فيها من التناقض! فمن لم يعتبرها، أو قال إنها ليست أقوال الله فقد أخطأ في حقه تعالى).
وذكر في كثير من كتب اليهود :
(إن أقوال الحاخامات المناقضة لبعضها منزلة من السماء، ومن يحتقرها فمثواه جهنم وبئس المصير)."
وفى التلمود نجدهم ينسبون لله أفعال الخلق فيجعلونه يجلس لدراسة التوراة ومن ضمن من يجلس معهم رئيس الشياطين وأنهم يلعب مع كبير الحيتان ومما نقله التالى :
قال التلمود:
(إن النهار اثنتا عشرة ساعة: في الثلاث الأولى منها يجلس الله ويطالع الشريعة. وفي الثلاث الثانية يحكم. وفي الثلاث الثالثة يطعم العالم. وفي الثلاث الأخيرة يجلس ويلعب مع الحوت ملك الأسماك).
وقال مناحم:
(إنه لا شغل لله في الليل غير تعلمه التلمود مع الملائكة ومع (اسموديه) ملك الشياطين في مدرسة في السماء ثم ينصرف (اسموديه) منها بعد صعوده إليها كل يوم).
ومما نسبوه لله أن يخطىء ويحنث فى اليمين وهم من يخرجونه من الحنث وهو جنون فنقل التالى :
" ( إن الله إذا حلف يميناً غير قانونية احتاج إلى من يحله من يمينه وقد سمع أحد العقلاء من الإسرائيليين الله تعالى يقول: من يحللني من اليمين التي أقسمت بها ؟ ولما علم باقي الحاخامات أنه لم يحلله منها اعتبروه حماراً، لأنه لم يحلل الله من يمينه ولذلك نصبوا ملكاً بين السماء والأرض اسمه (مي) لتحليل الله من أيمانه ونذوره عند اللزوم)!!"
ومن الجنون الذى حكاه نصر الله أن أن آدم (ص) زنى مع ليليث 130 سنة وأن حواء زنت مع ذكور الشياطين مدة طويلة هى الخرى والعياذ بالله وهو قول الكتاب :
"أن آدم كان يأتي شيطانة مهمة اسمها (ليليت) مدة 130 سنة فولد منها شياطين.
وكانت حواء لا تلد في هذه المدة إلا شياطين بسبب نكاحها من ذكور الشياطين. والشياطين على حسب التلمود يتناسلون ويأكلون ويشربون ويموتون مثله."
وتحدث عن قدرة الحاخامات على الخلق والقتل فنقل التالى :
جاء في التلمود (سنهدرين ص / 2 ما): إن أحد مؤسسي ديانة التلمود كان في إمكانه أن يخلق رجلاً بعد أن يقتل آخر. وكان يخلق كل ليلة عجلاً عمره ثلاث سنوات بمساعدة حاخام آخر وكانا يأكلان منه معاً وكان أحد الحاخامات أيضاً يحيل القرع والشمام إلى غزلان ومعيز (سنهدرين ص/ 70)."
وتحدث عن اليهود يعودون لحكم العالم بعودة المسيح المنتظر فقال :
" (لما يأتي المسيح تطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف وقمحاً حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة. وفي ذلك الزمن ترجع السلطة لليهود، كل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له. وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه، وثلاثمائة وعشرة أعوان تحت سلطته!! ولكن لا يأتي المسيح إلا بعد انقضاء حكم الأشرار (الخارجين عن دين بني إسرائيل)."
واعتبروا أن اليهود جزء من الله تعالى عن ذلك فقال نقلا عن التلمود :
"أن الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة. فإذا ضرب أميٌّ إسرائيلياً فكأنما ضرب العزة الإلهية.
ويعتقد اليهود ما سطره لهم حاخاماتهم من أن اليهودي جزء من الله، كما أن الابن جزء من أبيه، { كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِم } ، ولذلك ذكر في التلمود أنه: إذا ضرب أمي إسرائيلياً فالأمي يستحق الموت (سنهدرين ص 2 و 58)، وأنه لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض، ولما خلقت الأمطار والشمس، ولما أمكن باقي المخلوقات أن تعيش."
ونقل أنهم يعتبرون بقية الناس كلاب وحمير وغيرها من الحيوانات وأنهم نجاسة فقال :
" وقال الحاخام (اباربانيل):
[الشعب المختار (أي اليهود) فقط يستحق الحياة الأبدية وأما باقي الشعوب فمثلهم مثل الحمير].
ولا قرابة بين الأمم الخارجة عن دين اليهود، لأنهم أشبه بالحمير، ويعتبر اليهود بيوت باقي الأمم نظير زرائب للحيوانات.
ولما قدم بختنصر ابنته إلى ابن (سيرا) ليتزوجها قال له هذا الأخير: إني من بني آدم ولست من الحيوانات.
وقال الرابي مناحم:
(أيها اليهود إنكم من بني البشر لأن أرواحكم مصدرها روح الله. وأما باقي الأمم فليست كذلك، لأن أرواحهم مصدرها الروح النجسة)."\ وبين أن التلمود يبيح لليهود ارتكاب الجرائم فى حق بقية الناس فقال :
" وقال (ممياند) مفسراً لقوله تعالى (أي في الوصايا) (لا تسرق): إن السرقة غير جائزة من الإنسان أي من اليهود، أما الخارجون عن دين اليهود فسرقتهم جائزة‍‍ "
قال التلمود: (مسموح غش الأميّ، وأخذ ماله بواسطة الربا الفاحش، لكن إذا بعت أو اشتريت من أخيك اليهودي شيئاً فلا تخدعه ولا تغشه)!!
إذا جاء أجنبي وإسرائيلي أمامك بدعوى فإذا أمكنك أن تجعل الإسرائيلي رابحاً فافعل وقل للأجنبي هكذا تقضي شريعتنا (إذا حصل ذلك في مدينة يحكم فيها اليهود). وإذا أمكنك ذلك وفقاً لشريعة الأجنبي فاجعل الإسرائيلي رابحاً، وقل للأجنبي هكذا تقضي شريعتك. فإذا لم تتمكن من كلا الحالين (بأن كان اليهود لا يحكمون البلد، والشريعة الأجنبية لا تعطي الحق لليهودي فاستعمل الغش والخداع في حق هذا الأجنبي حتى تجعل الحق لليهودي)"
وجاء في التلمود:
(غير مصرح لليهودي أن يقرض الأجنبي إلا بالربا) وقرر ذلك أيضاً الحاخام (ليفي بن جرسون) وجملة من الحاخامات. ومع علم اليهود علم اليقين أن موسى لم يصرح إلا بالفوائد القانونية المناسبة للأحوال، فقد حرفوا أقواله وغيروها!!! وقرر العالم بشاي المشهور: (أن الحاخامات لا يصرحون بأخذ فوائد غير قانونية من اليهودي حتى يتمكن من المعيشة)."
ويقول التلمود:
(اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرَّم على اليهودي أن ينجّي أحداً من باقي الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين).
وجاء في صحيفة أخرى:
(إذا وقع أحد الوثنيين في حفرة يلزمك أن تسدها بحجر)."
وقال (ميمانود) أن لليهود الحق في اغتصاب النساء غير المؤمنات، أي غير اليهوديات!!
وقال الحاخام (تام) الذي كان في الجيل الثالث عشر بفرنسا: (إن الزنا بغير اليهود ذكوراً كانوا أو إناثاً لا عقاب عليه، لأن الأجانب من نسل الحيوانات.) ولذلك صرح الحاخام المذكور ليهودية أن تتزوج بمسيحي تهوَّد مع أنها كانت رفيقة له غير شرعية قبل الزواج، فاعتبر العلاقات الأصلية كأنها لم تكن لأنها أشبه شيء بنكاح الحيوانات!!)"
وجاء في التلمود: (أن من رأى أنه يجامع والدته فسيؤتى الحكمة، بدليل ما جاء في كتاب الأمثال (213):
أن الحكمة تدعى (والدة). ومن رأى أنه جامع خطيبته فهو محافظ على الشريعة. ومن يرى أنه جامع أخته فمن نصيبه نور العقل. ومن رأى أنه جامع امرأة قريبه فله الحياة الأبدية.)
وتحدث عن تكفير النصارى وقتلهم فنقل التالى :
" ووصف التلمود المسيح بأنه: (كافر لا يعرف الله) فيستنتج من ذلك أن المسيحيين كفرة مثله.
وقد سبق أنه من المقرر عندهم أن يقتل اليهودي الوثني إذا قدر، فعليه حينئذ قتل المسيحي لأنه من ضمن الوثنيين.
وقال الحاخام (رشي) صراحة اقتل الصالح من المسيحيين.
وجاء في التلمود: (المسيحيون من عابدي الأصنام، غير أنه جائز أن يتعامل الإنسان معهم في أول يوم من الأسبوع الذي هو يوم عيد عندهم). وجاء بخصوص القداس والقسيسين والشموع والكؤوس: (إن كل ذلك من عبادة الأصنام)."
وما سبق هو الجزء الأول من كتاب روهلنج المترجم وهو خاص بالتلمود وأما الجزء التالى فهو واقعة قتل الأب توما الكبوشى فى سوريا وهو مترجم من كتاب شارل لوران فى حادثة قتل الأب توما وخادمه ابراهيم عمار نقلا عن تقارير القنصلية الفرنسية فى سوريا والتى تابعت القضية حيث تم الاختطاف الأب وخادمه وتم تصفية دم توما لكونه طاهر كما يقولون ونقى وتم عمل فطير الفصح به والذى أكلوه
والقضية حكمت فيها المحكمة يقتل المتهمين الرئيسيين ولكن إبراهيم بن محمد على أحال الحكم النهائى لوالده محمد على الذى عفا عن القتل رغم بشاعة الجريمة وهو ما يثبت أن هناك صلات خفية بين الحكام وبين اليهود فالقتلة قالوا أنهم لا يريدون العفو وإنما إصدار حكم ببراءتهم وهو أمر غريب مثله مثل عدم تنفيذ احكام الاعدام بخصوص العديد من جواسيس إسرائيل فى عصرنا

السبت، 27 يوليو 2024

نظرات في بحث العرفاء ونظرية المعاينة في فهم النص الديني

نظرات في بحث العرفاء ونظرية المعاينة في فهم النص الديني
صاحب البحث يحيى محمد وهو يدور حول ما سماه بنظريتى المشاكلة والمعاينة وقطعا من يقرأ أى بحث فلسفى لابد أن يتوه فيه لأن تلك المعلومات تتطاير هناك وهناك فينسيك أولها أخرها واخرها أولها
النظريتان في الأساس نظريات لغوية في موضوع واحد وهى الألفاظ التى تطلق على الله تعالى
الأولى تقول أن الألفاظ التى تطلق على الله في الوحى هى ألفاظ تطابق الواقع بمعنى :
أن إذا جعلت لله يد فهذا معناه أنعها يد حقيقية كيد الناس وإذا جعلت لله وجه فهذا معناه أن لله وجه جسدى كوجه الناس
الثانى تقول أن الألفاظ المطلقة على الله في الوحى والتى تعنى في كتب اللغة أعضاء جسدية أو أفعال جسدية ليست ألفاظ حقيقية وإنما تلك الألفاظ لها معانى مختلفة في الله
قطعا من أوقع هذا الجدال هى الفهم الخطأ لكتب اللغة فكلمة يد في الكتب مثلا تطلق على اليد بمعنى الكف أو الكف ومعه الذراع أو تطلق على المعروف أى الجميل كما تطلق على القوة ..
ومع هذا تجد من فهموا خطأ أو انشأوا المشكلة يتركون كل المعانى ويتشبثون بالمعنى الجسدى
بالطبع تلك الكلمات وضعها له معيار واحد وهو قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء "
ومن ثم لا يجوز تشبيه الخالق بالخلق ولا الخلق بالخالق
وأما العرفاء فهو مصطلح يطلقه الشيعة على الصوفية وهو موجود عند السنة في كلمة العارف بالله فلان أو علان وبالقطع هم من أبعد الخلق عن معرفة دين الله
هذا هو خلاصة البحث قبل الحديث عن تفاصيله والتى سوف يتوه بعضنا فيها
وقد شرح يحيى محمد نظرية المشاكلة بأنها تشبه نور الشمس الذى يقوى ويضعف حسب البعد كما يقال فالضعف والقوة فالحقيقة واحدة ذات دلالات متعددة وهو قوله :
"يمكن اعتبار ابن عربي ابرز من يمثل نظرية المعاينة وسط العرفاء. والتعرف على طريقته يعود بنا الى التذكير في طبيعة الاختلاف الذي ساد بين الفلاسفة والعرفاء حول فهم التنزل الحاصل في الوجود. اذ تعتمد الطريقة الفلسفية في تصوير علاقة المبدأ الحق بغيره على الوسائط من الرتب الوجودية، مثل تنزلات نور الشمس وضعفه شيئاً فشيئاً عندما يصطدم بعدد من الحواجز كالقمر والمرآة والجدار وغير ذلك، فرغم ان حقيقة النور واحدة الا ان لها مراتب مختلفة من الشدة والضعف، وكذا هو الحال في علاقة المبدأ الاول بغيره من الموجودات، حيث الحقيقة المشتركة بين الجميع واحدة الا انها تختلف من مرتبة لاخرى.
وهذا الاشتراك في الحقيقة الواحدة هو ما أكدت عليه نظرية المشاكلة، فرأت ان ما ينطق به النص من الفاظ له حقيقة واحدة ذات دلالات متعددة ومتفاوتة، على غرار ما في الوجود من المراتب المتعددة رغم وحدة الحقيقة فيما بينها. فوحدة الدلالة لظاهر النص مستمدة من وحدة الحقيقة الوجودية، وتعدد مراتب الدلالة وكيفياتها مستمد من تعدد مراتب الوجود وكيفياته، وبالتالي فان ظاهر النص والفاظه قد جاءت على شاكلة ما عليه الوجود الخارجي، مما يتسق ومنطق السنخية. "
بالقطع تشبيه الدلالات بنور الشمس الضعيف والقوى لا يعبر عن الحقيقة بدلالات مختلفة
وأما النظرية الثانية وهى المعاينة فهى تقصد أن الخلق هم الله والله هو الخلق وهو ما يسمونه وحدة الوجود والرجل يشببها بأن النور يرى من خلال ألوان الزجاج مختلف ولكنه واجد فقال :
"أما الطريقة العرفانية فأمرها مختلف، فهي تعتبر العلاقة بين المبدأ الحق وتنزلاته الوجودية ليست علاقة غيرية كالذي تبديه الطريقة الفلسفية، رغم تقارب النظريتين، اذ لا تعترف بوجود غير الحق، وان علاقته بما يطلق عليه الغير تمثل نسباً اعتبارية، وتقيدات تعينية تفرضها قوابل الاعيان الثابتة او الماهيات التي هي من حيث ذاتها ليست موجودة ولا شمت رائحة الوجود. فالحقيقة هنا واحدة، أما التعدد فهو يأتي بحسب التعينات واختلاف القوابل او الماهيات، مثلما يتضح في علاقة النور الملقى على زجاجات مختلفة الالوان، فلولا النور ما ظهر منها شيء، وان اختلاف الوانها هو بحسب ما هي عليه من طبائع مختلفة، لكنها تظل معدومة لا تظهر الا بالنور.
وكذا تظهر الاشياء بالحق وهو يختفي فيها، مع ان حقيقة الموجود هو ذاته لا غير، فكان الظاهر هو الخلق، والباطن هو الحق او مثلما يتضح في علاقة الفحم المجاور للنار، حيث يكتسب صفاتها عند المجاورة، وكذا هو الحال في تنور الخلق بنور الحق وحمل صفاته، وبالتالي فما من شيء يظهر الا وهو يحمل صفات الحق، فيكون بهذا الاعتبار حقاً متعيناً ومقيداً بقيده الخاص، فالحق هو الظاهر في الاعيان، وهو ذاته الذي اخفاها. او مثلما يتضح الحال في ظهور الصورة الواحدة في المرايا المتعددة المختلفة، حيث الصورة واحدة مع انها تظهر بمظاهر مختلفة تبعاً لاختلاف المرايا، وكذا ان الوجود واحد لكنه يتعين بتعينات مختلفة تبعاً للقابليات.
وسواء تتبع الطريقة العرفانية النسق الذي يبرزه مثال النور والزجاجات الملونة، او مثال الفحم المجاور للنار، او مثال الصورة في المرايا المختلفة، فالأمر هو هو من حيث ان للحق مظاهر وتعينات كلها تدل على ما له من حقيقة وجودية لها علاقة بتلك الاعيان التي لسان حالها طلب الظهور بحسب ما عليه قابلياتها واستعداداتها من غير زيادة ولا نقصان. وقد انعكس هذا التصور على فهم النص وطبيعة التعامل مع الظاهر تبعاً لما اطلقنا عليه المعاينة. اذ تصبح الفاظ النص حاكية لكل ما تصفه من الوجود وتعيناته ومراتبه وشؤونه الذاتية واسمائه وصفاته، سواء كانت حسية او غير حسية، وسواء كانت تشبيهية او تنزيهية، حيث الوجود يسع الكل، فهو المطلق الذي يتعين بالتعينات بلا حصر ولا حدود، وهو المشهود في كل مشهود، كما انه الغيب بحسب الذات المقدسة واسمائها ولوازمها من الاعيان الثابتة. فهذا هو الوجود، وذلك هو النص الذي يصور ما عليه الوجود في كافة مراتبه وتعيناته تصويراً عينياً ومطابقاً من غير تحريف."
ومن هنا جاء الخلاف بين الفلاسفة والعرفاء فالأوائل يجعلون الألفاظ المطلقة على الله جسديا في الوحى لا تعبر عن الحقيقة والأواخر يرونها عين الحقيقة وفى هذا قال :
"هكذا فانه اذا كان الفلاسفة يعولون في التنزل على المراتب الوجودية باعتبارها تشاكلات فيما بينها دون ان تمثل عين الحق، وعليها تأسست نظرية المشاكلة في التفسير والفهم، فان العرفاء اعتبروا هذه التنزلات تمثل الحق تبعاً لوحدة الوجود الشخصية التي تظهر بالوان واشكال مختلفة بحسب ما عليه الاعيان الثابتة من جهة، وبحسب ما عليه الحق الظاهر فيها، باعتباره يمثل عين الظهور الذي تظهر به.
فالمعاينة هي العين الظاهر في الوجود للحق، كما انها عين الاشياء من حيث ماهياتها واعيانها الثابتة، فليس في الوجود غير هذه العين الواحدة التي تطوي في جنبها تلك الاعيان. ومع اننا لا نجد تنظيراً لهذه النظرية وسط العرفاء، خلافاً لما لاحظناه في نظرية المشاكلة التي نظّر اليها الغزالي ومن بعده صدر المتألهين، لكنا مع ذلك نصادف الكثير من الشواهد التطبيقية الدالة عليها، لا سيما لدى ابن عربي مع الاخذ بعين الاعتبار انه سواء بخصوص الغزالي وصدر المتألهين، او ابن عربي وسائر العرفاء، فان كلاً من الجماعتين لم يلتزم بحدود الانضباط كما دلت عليه هاتان النظريتان، فقد ظهرت لديهما افاق اخرى من التفاسير المتعددة التي يغلب عليها انعدام الضابط ويلاحظ ايضاً ان صدر المتألهين قد لجأ - في بعض الاحيان - الى الطريقة التي دلّ عليها ابن عربي في نظرية المعاينة، فهو كلجوء الفلاسفة وانزلاقهم نحو النظرية العرفانية في وحدة الوجود احياناً.
وبحسب نظرية المعاينة فان للنص مرجعيته المعرفية المؤكدة، وان كل ما يظهر على الالفاظ في تصوير الوجود هو حق مطابق لا اختلاف فيه. فالنص عندما يضفي على الصفات الالهية صفات حسية فانما يعني هذا الجانب الحسي لا غير، وكذا عندما يبدي نفيه لهذا الامر انما يعني هذا النفي، بل وعندما يبدي الجمع بين المتضادين فانه يعني التضاد، وهو بالتالي يحكي ما هو الوجود ويصوره على ما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان. وهذه هي المطابقة بين الالفاظ والوجود، كما هذه هي المحاكاة العينية بينهما.
فالنص بحسب هذه النظرية يتحدث عن المعنى الخاص الذي يصور فيه ما عليه الوجود إن كان حسياً او غير حسي. وبعبارة اخرى ان نظرية المعاينة ترى ان اللفظ بدلالته الحرفية الخاصة يعبر تعبيراً عينياً ومطابقاً للوجود الموضوعي. "
وذكر أمثلة من المنهج العرفانى الذى جعل الله تعالى عن ذلك هو نفسه المخلوق فقال :
وهناك الكثير من الشواهد التي توضح هذه الطريقة من الفهم بحسب الجمع بين الظاهر وما عليه القبلية الوجودية، خاصة فيما يرتبط بالاشارات التي لها علاقة بوحدة الوجود والاعيان الثابتة، ومن ذلك ما قام به ابن عربي في (الفتوحات المكية) من تفسير قوله تعالى: {يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله} فاطر/15، اذ اعتبر الفقراء هم الذين يفتقرون الى صور الاسباب التي هي عين الله، او انه المتجلي فيها فهم اذن يفتقرون الى الله في كل شيء، وليس الى غيره حيث لا وجود للغير، طالما ان الله ظاهر في كل شيء او يمكن القول طالما ان الناس يفتقرون الى صور الاسباب ومنها الاسباب الطبيعية، وكذا طالما ان النص القرآني صريح بأن الناس يفتقرون الى الله، فعليه تكون النتيجة ان الناس في كل ما يفتقرون اليه هو مسمى الله.
كذلك اعتبر ابن عربي في (فصوص الحكم) ان معنى قوله تعالى: {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى} الانفال/17؛ له دلالة على ان الله رمى بصورة محمدية فهذه الصورة هي عين الله في احد تجلياته وهذا الاستظهار يثبت الرمية لله وللنبي كما هو ظاهر في النص، لكن حيث ان صاحب الرمية بالحس هو النبي لا غير، لذا فأمامنا ثلاثة فروض، وهي ان الرمية إما تكون معلقة بكليهما على سبيل التفكيك والاستقلالية؛ كإن يكون الرامي من حيث الحس هو النبي ومن حيث الغيب غيره او الله، او انها تكون عائدة الى واحد منهما مع ابطال الاخر، اي إما ان الحس صادق فتعود الرمية الى النبي فحسب، او انه كاذب فتعود الى الله فقط. أما الفرض الاخير فهو ان الرمية تتعلق بهما على سبيل التوحيد من غير تفكيك واستقلالية، وهو الفرض الذي تقره القبلية العرفانية، فتكون النتيجة من حيث الباطن هي ان الله رمى بصورة محمد كأحد التجليات الالهية، استناداً الى وحدة الوجود.
ولا يختلف الامر مع نصوص قرآنية اخرى تربط بين علاقة الشيء بالنبي وعلاقته بالله، ومن ذلك قوله تعالى: {ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله} الفتح/10، وقوله: {من يطع الرسول فقد اطاع الله} النساء/80، حيث المآل واحد وهو ان الله متعين بحسب الصورة المحمدية. بل كان من الميسور ان يُستظهر المعنى الحرفي للحديث النبوي القائل: من رآني فقد رأى الحق فبحسب هذا النمط من الاستظهار تكون رؤية النبي هي عين رؤية الله، ومن حيث ان هذا الاخير متعين بالصورة المحمدية مثلما انه متعين بغيرها من الصور، فهو عين النبي، لذلك فمن رآه فقد رأى الله."
بالقطع القوم فسروا اللفاظ على هواهم لأن هناك آية تفسر كل هذه الأمور وهى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
فعمل الإنسان حدث في نفس الوقت الذى خلقه فيه فمثلا يبين الله للمؤمنين أنهم لم يقتلوهم أى أنهم قد ذبحوا الكفار وفسر هذا بلكن الله قتلهم أى إن الرب ذبح الكفار فقد حدث القتل من المؤمنين فى الوقت الذى شاءه الله والمقصود خلقه الله مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله" ،ويبين الله لنبيه (ص)أنه ما رمى إذ رمى والمراد أنه قد قذف بسلاحه الكفار وقت خلق الله للقذف وفسر هذا بأن الله رمى والمراد بأن الله قذف أى خلق القذف فى نفس الوقت مصداق لقوله بسورة الإنسان"وما تشاءون إلا أن يشاء الله"
وتحدث عن اختلاف الفريقين ضاربا مثال بأن الفلاسفة قالوا أن العرفاء رأوا أو صورة الشىء في المرآة هى حقيقته وليس مجرد خيال فقط فقال :
"مع ان هذا الحديث قد وجد تفسيراً اخر بحسب نظرية المشاكلة بعيداً عن وحدة الوجود الخاصة لابن عربي، تبعاً لمشاكلات الوجود، كالذي يبديه صدر المتألهين ومن قبله الغزالي، والمعنى بحسب هذا التفسير هو كون النبي (ص) عبارة عن مظهر من مظاهر الذات الالهية، حيث انه مثالها الاعظم، ولذلك فمن رآه فقد رآى الحق استناداً لهذا النوع من المشاكلة، فمثله كمثل الذي يرى الصورة في المرآة ويظنها حقيقة الشخص لا صورته ونفس الشيء يمكن قوله حول ما ذكرنا من النصوص القرآنية."
وحدثنا عن قضية لغوية وصل منها ابن عربى لكون الصورة هى نفس الحقيقة فقال :
" ويصل ابن عربي في (الفتوحات المكية) الى نفس هذه النتيجة، وذلك من خلال ما يستعرضه من قضية البدل.
ففي الصنعة العربية هناك ما يطلق عليه بدل الاشتمال مثل ان تقول: اعجبني الجارية حسنها، واعجبني زيد علمه، حيث ان الحسن بدل من الجارية، والعلم بدل من زيد كما هناك بدل الشيء من الشيء وهما لعين واحدة، مثل ان تقول: رأيت اخاك زيداً، فزيد اخوك واخوك زيد ومنه يفهم بدل الشيء من الشيء، وقد يكون هذا البدل بصورة التبعيض، كما في الاية {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى} المشار اليها سلفاً، اي بدل البعض من الكل، مثلما يقال: أكلتُ الرغيف ثلثيه والمعنى واضح من حيث ان الحق لا يتجلى في تلك الصورة المحمدية في رميها فحسب، بل له الاطلاق. وعلى هذه الشاكلة يفهم معنى قوله تعالى: {تجري بأعيننا} القمر/14، حيث ان مدير السفينة يحفظها، والمقدم يحفظها، وكذا كل من له تدبير في السفينة يحفظها، فهي بالتالي تجري باعين الحق وما ثم الا هؤلاء الذين يقومون بحفظ السفينة، فالحق مجموع الخلق في الحفظ. ومثل ذلك ما جاء في الحديث النبوي: .. كنت سمعه وبصره .. ، حيث ان الكل من عند الله {قل كل من عند الله} النساء/786 ومثله ما جاء في الحديث القدسي: جعتُ فلم تطعمني، مرضتُ فلم تعدني، ظمئتُ فلم تسقني
وهذا الاستظهار يمكن التعبير عنه بصورة من صور الاستدلال المنطقي المعتمد على الحس، وهو ان ظاهر النص القرآني مأخوذ به، حيث تجري السفينة بأعين الله، لكن تفسير ذلك يعتمد على القبلية الوجودية من خلال الاستعانة بالحس، فهذا الاخير يطلعنا على ان السفينة تجري وفق قبطانها ومن على شاكلتهم من الاسباب التي تهيء لها السير، وحيث ان الحس لا يمدنا بأكثر من ذلك، لهذا فمن حيث الباطن ان هؤلاء هم المقصودون بأعين الله، فهم يشكلون بعضاً من تجليات الحق في الوجود. ومن ذلك استظهار قوله تعالى: {كل شيء هالك الا وجهه} القصص/88، حيث لا وجود لغيره ازلاً وابداً، مثلما قيل: الباقي باقٍ في الازل والفاني فانٍ لم يزل 8. وقريب من ذلك قوله تعالى: {كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام} الرحمن/26، حيث وجه الشيء هو حقيقته وذاته."
بالقطع المسألة ليست لغوية ولا يمكن الوصول إليها عبر علم النحو الذى نشأ بعد نزول الوحى بقرون ولم يتفقوا فيه حتى ألان وحكاية أن لا وجود لسوى الله يتنافى مع قضية الخلق فلا وجود لخالق دون مخلوق تالى له في الوجود ولا وجود لرازق دون مرزوق تالى له في الوجود
كما أننا نجد تناقض عظيم في الوحى إذا فهمنا أن الخالق هو المخلوق فمثلا الخالق لا ينام " كما قال " لا تأخذه سنة ونوم "بينما المخلوق فى الوحى ينام كما قال " ومن آياته منامكم بالليل والنهار" فكيف يتم التوفيق بين نومه وعدم نومه إذا كان الاثنان واحد
ومثلا إذا كان الخالق لا يطعم بمعنى لا يأكل كما قال " يطعم ولا يطعم"فكيف يتفق عدم أكله مع أمره للخلق بالكل وهو الطعام" كلوا من ثمره "
إذا لا يمكن أن بيكون الوحى صادقا في حالة وحدة الوجود لأنه يضرب بعضها بعضا
وقارن بين النظريتان فقال :
"مقارنة بين نظرية المشاكلة والمعاينة:
لا شك ان باستطاعة نظرية المعاينة ان تعول على ظاهر النص الذي يتحدث عن اعيان الوجود بأشكاله وعلاقاته المختلفة دون حاجة للتأويل، وان تفسيرها لهذا الظاهر يقوم على الباطن المتمثل بالقبلية الوجودية. فهي تتقبل الظاهر قبولاً تاماً، وتعترف ان ما تريده من تفسير يتطابق مع دلالة الظاهر من غير مخالفة. لكن التفسير لدى المعاينة هو غير التفسير لدى المشاكلة، فهذه الاخيرة تعتبر الظاهر الحرفي هو روح المعنى العام المشترك، حيث به تفسّر النص بعيداً عن الفهم الحسي حينما يتعلق الامر بالعالم الغيبي والالهي، في حين ان الامر مع المعاينة لا يحتاج الى مثل هذا التحويل، لانه يمكن التعويل على الفهم الحسي حتى عندما يتضمن النص ذكر صفات الحق وعلاقاته بخلقه فالفهم لدى المشاكلة يقوم على الظاهر العام غير المتعين، بينما الفهم لدى المعاينة قائم على الظاهر المنزل تنزيلاً بحسب ما عليه التعينات ومنها التعين الحسي. او يمكن القول ان الفهم لدى كل منهما لا بد ان يختلف عن الاخر بحكم ما تحدده قبلياتهما، فاذا كان الظاهر عندهما يدور حول المعنى الحقيقي للنص، سواء كان عاماً كما لدى المشاكلة او مشخصاً كما لدى المعاينة، فان الباطن المتمثل بهذه القبلية مختلف، فالباطن لدى نظرية المشاكلة يعبر عن قبلية المشاكلات بين المراتب الوجودية، بينما هو لدى المعاينة يعبر عن قبلية وحدة الوجود الشخصية والعلاقة بين الحق والاعيان الثابتة في الغالب. وانه اذا كانت نظرية المشاكلة منتزعة عن مشاكلات الوجود من جهة، وعن مشاكلات اللفظ الحرفي الظاهر من جهة ثانية، وبالتالي حقّ علينا ان نطلق عليها هذه التسمية، فانه قبال ذلك نجد نظرية المعاينة تستند - في الغالب - الى العينية الوجودية التي تفرزها نظرية وحدة الوجود الشخصية، سواء كانت هذه العينية تتمثل بعينية الحق في كل شيء، او انها عينية الاعيان الثابتة، كما وتستند الى حرفية اللفظ الذي له علاقة عينية مطابقة لما عليه الوجود، ومنه الوجود الحسي، الامر الذي دعانا الى ان نصك لها تلك التسمية.
ولايضاح الاختلاف في طريقة التفسير بين النظريتين نعود الى فكرة الصفات الالهية المذكورة في عدد من النصوص القرآنية والنبوية، والتي هي موضع اتفاقهما من حيث انها دالة على الجمع بين هيئتي التنزيه والتشبيه، ويمكن تلخيصها بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى/11 .. فاذا كان التنزيه متفقاً عليه بين النظريتين، كالذي يبدو من المقطع الاول للاية، الا ان التشبيه هو موضع الاختلاف بينهما. فبحسب نظرية المشاكلة ان المقصود من التشبيه هو ان لله صفاته التشبيهية المذكورة لكنها مجردة بحسب تشاكلات الوجود ومراتبه، فيد الله وعينه هي ليست كهذه الايدي والاعين الطبيعية، لكنها في الوقت ذاته غير منفية عنه، وانما لها من المرتبة الوجودية ما يجعلها ذات مكانة مقدسة علوية تنزلت عنها مراتب الايدي والاعين ومنها تلك التي نشهدها في الحس. وكذا يمكن القول ذاته في سائر الصفات، ومنها السمع والبصر والمجيء والهرولة والضحك والتعجب وغير ذلك من الصفات المنصوص عليها في القرآن والحديث. وهذا ما ذهب اليه صدر المتألهين، حيث جمع بين التنزيه والتشبيه ليوافق من سبقه من الاشراقيين وبعض العرفاء كالغزالي. وان كان يستخدم لهذا الغرض احياناً نصوص ابن عربي، حتى دون الاشارة اليه
أما المقصود من التشبيه لدى ابن عربي واتباعه فهو يعود بنا الى وحدة الوجود الشخصية عبر مرآتي الحق والخلق. فهناك ثلاثة محاور لهذه العلاقة، هي الحق والاعيان الثابتة والخلق، وبين هذه المحاور الثلاثة مسانخات بعضها يتضمن البعض الاخر، او ان بعضها يكون مرآة للبعض الاخر، فالاعيان الثابتة هي صور الحق، وهي من هذه الناحية تمثل ذات الحق من غير اختلاف، كما ان الخلق يمثل الاعيان عند ظهورها وتجليها، فالخلق مُشاكل لما عليه الاعيان، كما ان الخلق لا يظهر الا من حيث تجلي الحق، وبالتالي فالخلق يعبر عن صور تفاصيل الحق المتمثلة بالاعيان، لذلك فبالتجلي يكون الخلق حقاً، وكذا فان الحق خلق، مثلما هو الحال في العلاقة بين الحق والاعيان، حيث الحق هو الاعيان، والاعيان هي الحق.
وبحسب هذه التقابلات فان الحق عند التجلي قد اختفى في الخلق واظهره، كالمرآة التي تظهر الصورة وتختفي بسببها، مع ان كل ما يظهر من صور الخلق فانما هو الحق في تعيناته وشؤونه؛ كالذي تشير اليه الاية الكريمة: {كل يوم هو في شأن} الرحمن/29. او كما يقول ابن عربي انه اذا كان الحق هو الظاهر فالخلق مستور فيه، فاذا كان متجلياً في مرايا الاعيان لا يكون الظاهر الا هو، والاعيان باقية في الغيب على حالها من العدم الخارجي، وبذلك يكون الخلق جميع اسماء الحق كالسمع والبصر وجميع نسبه وادراكاته. أما إن كان الخلق هو الظاهر فالحق مستور باطن فيه، كالصورة الظاهرة التي تستر المرآة، وبذلك فان الحق يكون سمع الخلق وبصره ويده ورجله وجميع قواه وله في ذلك بيت من الشعر يقول فيه:
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقاً بذاك الوجه فادّكروا مما يعني ان الحق خلق حيث يظهر في المظاهر الخلقية ويختفي بها، مع ان المشهود غيباً وشهادة هو الحق الصرف لا غير، فالحق المنزه بهذا الاعتبار هو الخلق المشبّه، أما كونه ليس خلقاً فهو انه منزه عن الصفات الخلقية ومختف بحجاب عزته باق في غيبته لا يُشهد ولا يُرى، فكل ما يُشهد ويُرى انما هو خلق. أما اعتبار الحق مشبهاً بالخلق فهو لأن اطلاق الصفات يصح عليهما معاًً، فكما يصح ان يقال عن الخلق او العبد انه يسمع ويرى، فكذا يصح ان يقال عن الحق نفس القول، وهذا هو معنى التشبيه الذي جاء حول الاية الكريمة: {وهو السميع البصير}.
فكل صفات المحدثات والخلق حق للحق، مثلما ان كل صفات الحق حق ثابت للخلق، اذ الخلق يظهر بصفات الحق من اولها الى اخرها، خاصة الانسان الكامل او الحقيقة المحمدية مثلما يشير الى ذلك قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني ادم} الاسراء/70، وقوله: {وعلم ادم الاسماء كلها} البقرة/31، وكذا ما جاء في الحديث: خلق الله ادم على صورته
اذن ان من ابرز مظاهر التشبيه التي اكدها ابن عربي هو التشبيه الذي يعبر عن الرتبة الخلقية التي يظهر فيها الحق بمختلف اشكال الصور، فيظهر بصور الايدي والاعين والسمع والبصر والكلام وغير ذلك، حيث ظهور الحق بصفات المحدثات والنقص والذم، واليه الاشارة في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} الرحمن/29
فللاية دلالة على ظهور الحق بمظاهر المحدثات والنقص، وهي تعني ان من المحال ان تبقى الاشياء في العالم على حالة واحدة زمانين، بل تتغير عليها الاحوال والاعراض في كل لحظة، فهذه هي شؤون الحق لا غيراو ان الحق يظهر بصفات الفقر والحاجة كالذي يشير اليه قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً} البقرة/245، او ما جاء في الحديث القدسي: جعتُ فلم تطعمني، مرضتُ فلم تعدني، ظمئتُ فلم تسقني مهما يكن فان استظهار النصوص التي تتعلق بالصفات الالهية لدى كل من نظرية المشاكلة والمعاينة؛ انما يدل على تعددية التفسير لظاهر النص الواحد. مع ان كلا النظريتين استهدفتا هدفاً واحداً مشتركاً هو التوفيق بين العينتين الدينية والوجودية، حيث الدينية بحسب الظاهر، والوجودية بحسب التفسير والباطن."
وبعد ذكر الفروق والخلافات انتهى الرجل إلى أن الفريقين اضطروا لممارسة التلفيق والتحريف لتغطية النقص عند كل منهم فقال :
"وعلى العموم ان اسلوب الجمع والتوفيق الذي لجأ اليه اصحاب نظريتي المشاكلة والمعاينة انما تمّ تبعاً لمبرر مبدأ الاعتبار، لكنه ادى في الكثير من الاحيان الى ان يكون اداة لممارسة التلفيق والاستغراق في المباطنة. كما تحول في احيان اخرى الى صيغة من صيغ استخدام التأويل وتحريف الآيات رغم الجهد الذي قدمه اولئك الاصحاب في ذم التأويل والانكار الشديد على المتأولين، ولزوم التمسك بالنص وترجيحه على الكشف عند التعارض"

 

الجمعة، 26 يوليو 2024

نظرات في مقال أغرب عمليات التجميل واكثرها جنونا

نظرات في مقال أغرب عمليات التجميل واكثرها جنونا
الكاتبة سوسو علي والمقال يدور حول عمليات التجميل التى شاعت في عصرنا بعد أن كانت قديما نادرة
وقد تحدث في البداية عن كونها كانت عمليات ترقيع بسيطة فقال :
"|يعود تاريخ عمليات التجميل إلى عصور قديمة، لكن حتى وقت قريب كانت هذه العمليات تقتصر ترقيع الجلد وإصلاح بعض الأضرار البسيطة. "
وتحدث عن أن الحروب العملية هى التى أدت إلى انتشار عمليات التجميل وتقدمها نتيجة التشوهات التى عانى منها ملايين الجنود من المصابين فقال :
"ولعل الحروب الطاحنة التي خاضها البشر كانت من أهم اسباب الاهتمام بهذا المجال، خصوصا في العصر الحديث، حيث بدأت تشهد اقبالا واسعا بعد الحرب العالمية الأولى عندما عاد مئات الجنود من جبهات القتال بتشوهات وندوب عميقة في الوجه، وكان الدكتور هارلود جيليس ( Harold Gillies) الذي يعد من اوائل اطباء التجميل، ويلقب بأبو الجراحة التجميلية ,حيث اجرى اول عملية لترقيع وترميم الوجه لأحد الجنود المصابين بإصابات بالغة جراء الحرب. "
وأما في الزمن الحالى فأكثر من تجرى عمليات التجميل لهن النساء الغنيات بعذر وبدون عذر من التشريع الإلهى والبعض ممن لا يجدن المال يسرقن أو يقتلن للحصول على المال لاجراء تلك العمليات
وفى هذا قال :
"اليوم ينتشر هوس عمليات التجميل حول العالم بشكل مهول، حتى وصل الأمر بالبعض إلى إنفاق اموال طائلة على هذه العمليات، ولم يعد الامر يقتصر على النساء، بل أصبح الرجال يسبقون النساء في هذا المضمار"
وتحدث عن وجود سبب مقبول لعملية التجميل وهو تحسين الشكل فقال :
" طبعا ليس من العيب ان يجري انسان ما عملية تجميل لتحسين شكله، فالشكل يلعب دور كبير في بناء شخصية الانسان وتوطيد علاقاته الاجتماعية"
قطعا المباح في الشرع هو :
أن العمليات التجميلية تجرى لنوعين من الناس :
الأول المصابون بمرض جسدى يجعل عضو ما زائد عن الطبيعى أو عضو ناقص عن الطبيعى
الثانى المشوهون نتيجة حوادث كالحرق أو القطع أو ما شاكل
وهؤلاء أباح الله لهم تغيير التشوهات من باب قوله تعالى :
" " وما جعل عليكم في الدين من حرج "
وحدثنا عن بعض ممن أجروا عمليات تجميل رغم جمالهن عند الناس فأدت إلى نتائج أسوأ فقال :
" لكن العيب هو أن تخرج هذه العمليات عن اطار المقبول والمعقول فتتحول الى محض جنون .. كما هو الحال مع ابطال مقالنا الذين ذهبوا بهوسهم بعيدا ..
هانج ميوكو.. تحولت من حسناء رائعة الى مسخ مرعب
هانج ميوكو، فتاة كورية ادمنت حقن وجهها بالسليكون. تقول هانج ان اول مرة قامت بحقن وجهها كانت في 28 من العمر .. وسرعان ما اصبح هذا الأمر هوسا وإدمانا عندها , إذ استمرت بالحقن فترة طويلة، إلى ان وصل الأمر بالأطباء ان يرفضوا إعطاءها مزيدا من السليكون ونصحوها بالتوقف فورا , لكن هانج لم تقتنع وقررت الاعتماد على نفسها حيث قامت بشراء زجاجة سيليكون من السوق السوداء وبدأت بحقن وجهها بنفسها ولم تتوقف عند هذا الحد بل خطر على بالها فكرة غريبة, وهي حقن وجهها بزيت الطبخ! .. إلى ان بدأ وجهها ورقبتها بالتضخم بشكل مخيف لدرجة ان عائلتها لم تعد تتعرف عليها.
وقد نشرت الصحف قصتها وظهرت على شاشة التلفزيون الكوري حيث تعاطف معها الناس وتبرعوا لها بآلاف الدولارات لتتمكن من اجراء جراحة لإزالة المواد المحقونة في وجهها .. هانج اصبحت الأن في 48 من عمرها , وعلى الرغم من الجراحات الكثيرة التي اجرتها إلا انها مشوهة تماما ولم تتمكن من استعادة شكلها القديم.
ميكاييلا روماني:
كانت تخطف الابصار بجمالها قبل ان تجري عمليات تجميل في الحقيقة الافراط في عمليات التجميل، وأحيانا الاخطاء التي تحدث خلال هذه العمليات، قد تؤدي إلى نتائج عكسية مدمرة، فبدلا من ان يصبح الشخص اكثر جمالا، تراه يتحول إلى هيئة مخيفة بشعة .. ولعل الناشطة الايطالية ميكايلا روماني خير مثال على هذا الأمر، فهذه المرأة التي كانت توصف بالحسناء تحولت نتيجة الافراط في عمليات التجميل وحقن الشفاه إلى امرأة في غاية الدمامة، كأنها ساحرة شريرة.
المرأة القط ..
أما جوسلين ويلدنستين 74 عاما , وهي ارملة الملياردير اليك ويلدنستين فلقد لقبت بالمرأة القط نظرا لشكلها الذي يشبه القطط بشكل كبير وقد انفقت جوسلين ملايين الدولارات لتحصل على هذه النتيجة , حيث اجرت عشرات الجراحات التجميلية وقد صرحت انها فعلت هذا في محاولة منها لإرضاء زوجها حيث انه كان يعشق القطط بشكل كبير! .. لكن لاحقا تم الانفصال بينهما بعد ان ضبطته وهو يخونها مع إحدى عارضات الأزياء.
ماكس المهووس :
الهوس بثقافة أو هيئة معينة قد يدفع المرء لفعل امور مجنونة لتقمص هذه الهيئة، فمؤخرا نرى اهتماما كبيرا، حتى في مجتمعاتنا العربية، بالثقافة الكورية، خصوصا لدى المراهقين والشباب، وذلك بتأثير من المسلسلات الكورية التي تنال اعجاب الكثيرين حول العالم، هذا الهوس دفع بشاب برازيلي اشقر إلى أن يخضع لعشرات الجراحات التجميلية لا لشيء سوى أن تصبح ملامحه مثل الكوريين! .. هو شاب في 25 من عمره يدعى ماكس , بدأ شغفه بالثقافة الكورية بعد ان ذهب للدراسة في إحدى الجامعات الكورية، ويقول ماكس ان هوسه زاد حين بدأ بمتابعة الدراما والأغاني الكورية. وقرر بعدها ان يخضع للتجميل ليغير ملامح وجهه تماما , ويقول ماكس انه على الرغم من بعض الصعوبات التي واجهها مع عائلته حيث ان والدته لم تكن مقتنعة بقراره إلا انه سعيد جدا بملامحه الجديدة. عشقه لشخصية سوبرمان دفعته لاجراء 23 عملية جراحية
وهناك رجل فلبيني أكثر جنونا من ماكس البرازيلي، فهذا الرجل واسمه هربرت شافيز - 37 عاما - أجرى 23 عملية تجميلية ليحصل على ملامح الرجل الخارق (سوبر مان).
يقول شافيز انه منذ طفولته كان مغرما بشخصية سوبر مان. حيث يمتلئ منزله بكل ما يخص شخصية سوبر مان من ملابس وتماثيل وصور وملصقات وقد انفق شافيز الاف الدولارات على الجراحات التجميلية حيث خضع لتبييض البشرة وشفط الدهون ونحت الفك وتجميل الأنف وجراحات اخرى كثيرة .. شافيز يعمل مصمم ازياء ومدرب مسابقات , وبعد انتهائه من عمله يبدأ بتقمص شخصية سوبر مان والتجول في الشوارع.
هنري دامون :
أما الأكثر جنونا فهو رجل بتر أنفه ليصبح مثل شخصيته الكارتونية المفضلة!. انه الفنزويلي هنري دامون 37 عاما، كان هنري مغرما منذ صغره بالقصص المصورة , وكانت شخصيته المفضلة هي الجمجمة الحمراء "ريد سكل"، كان مهووسا بها لحد الجنون, حتى قاده هوسه على الأقدام على خطوة مجنونة حين قرر ان يخضع لتغيير جذري في وجهه. حيث قام بإجراء عملية جراحية لبتر انفه وقام بزرع قطع من من السليكون داخل جبهته لتبدو مثل الجمجمة .. وقام ايضا بوشم وجهه باللون الأحمر.
عاشق كيم كرداشيان!
أما جوردان جيمس بارك، وهو شاب يعمل خبير مكياج، فقد خضع لعشرات العمليات التجميلية ليصبح شبيها بنجمته المفضل كيم كارديشيان, يقول جوردان انه مولع بكيم ويراها إمرأة مثالية. وهو يقلدها في كل شيء حتى في طريقة ملابسها وحركاتها , وقد انفق الاف الدولارات وخضع للعديد من العمليات في انحاء وجهه خصوصا شفتيه حيث تبدو متضخمة بشكل غريب وينوي ايضا اجراء حقن لمؤخرته ليصبح تماما مثل نجمته المفضلة.
اجروا عمليات تجميلية ليتحلوا الى مصاصة دماء وشيطان! أحيانا الهوس بالعمليات التجميلية يتجاوز الجنون ويصل إلى مستوى الحماقة، صحيح أن كل انسان حر بشكله، لكن أن يقوم شخص عاقل بتحويل نفسه إلى مسخ مرعب فهذا امر لا يمكن وصفه سوى بالحماقة. مثال على ذلك ما قامت به المكسيكية ماريا خوزيه التي خضعت لعمليات تجميلية متعددة وملئت جسدها بالوشوم لكي تتحول إلى مصاصة دماء بشعة، ويكون لديها قرون! .. وبالمثل من ذلك فقد قام كيم مورتيس باجراء العديد من عمليات التجميل لكي يصبح كالشيطان! .. وقد نجح في ذلك فعلا لدرجة ان الناس الذين يرونه في الشارع يصدمون ويفزعون من شكله."
وأنهت الكاتبة مقالها لأن التجميل ليس عيبا لضرورة فقالت:
"أخيرا .. أعود وأقول .. الجراحة التجميلية ليست امرا معيبا اذا كانت في حدود المقبول، بل احيانا تكون ضرورة، خصوصا في حالة التشوهات الخلقية، لكن المبالغة في اجراء هذه العمليات، والهوس بتقمص اشكال وهيئات غريبة، هو الأمر الغير مقبول، مجتمعيا على الأقل، والذي يثير الدهشة والكثير من التقزز والنفور."
قطعا أى تغيير في الخلقة الجسدية إلا لضرورة مرضية هو طاعة للشيطان الذى أمر بها الناس فقال :
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"