الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

الحلال في القرآن

الحلال في القرآن
النهى عن تحريم ما أحل الله:
خاطب الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا وحى الله ناهيا إياهم عن تحريم الطيبات التى أحل لهم والمراد ناهيا إياهم عن إصدار أحكام تمنع الذى أباحه من الأعمال الصالحة
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم "
خاطب الله النبى (ص)فسأله :
لم تحرم ما أحل الله لك والمراد لماذا تمنع على نفسك الذى أباح الله لك تبتغى مرضاة أزواجك أى تريد بالتحريم قبول وهو رضا نساءك عنك؟
والغرض من السؤال هو إخباره أن عليه ألا يحرم على نفسه ما أباح الله له
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك "
الأكل من الرزق:
خاطب الله الذين أمنوا فقال:
كلوا مما رزقكم حلالا طيبا والمراد اعملوا من الذى أوحى لكم عملا صالحا وفسر هذا بقوله:اتقوا الله أى "أطيعوا الله "كما بسورة التغابن والمراد أطيعوا حكم الله الذى أنتم به مؤمنون أى مصدقون.
وفى هذا قال تعالى:
"وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذى أنتم به مؤمنون "
تحليل الرفث فى ليل رمضان :
وفى هذا قال تعالى:
"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن "
بين الله للمؤمنين أن أحل أى أباح لهم الرفث للنساء والمراد مباشرة الزوجات أى جماعهن وبلفظ أوضح نيكهن والنساء لباس للرجال أى سكن يقضون فيه شهوتهم والرجال لباس للنساء أى سكن يقضون معه شهوتهن
احلال الله البيع وتحريم الربا:
بين الله لنا أن الذين يأكلون الربا وهم الذين يأخذون الزيادة على الدين جبرا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس والمراد لا يفعلون إلا كما يفعل الذى توجهه الشهوة وهى هوى النفس بالوسوسة والسبب أنهم قالوا :إنما البيع وهو التجارة مثل الربا وهو أخذ الزيادة على الدين جبرا لحاجة المدين فهم يحلون الربا باعتباره كالتجارة ونسوا أن التجارة تتم عن طريق التراضى بينما الربا يتم عن طريق الجبر الذى يرضاه المستدين غصبا عنه لحاجته وبين الله لنا أنه أحل البيع والمراد أباح التجارة وحرم الربا أى وأبطل الزيادة على الدين
وفى هذا قال تعالى:
"الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا "
تحليل زواج النساء غير المحرمات :
بين الله للمؤمنين أنه حرم عليهم المحصنات من النساء والمراد منع عليهم الزواج من الإناث المتزوجات سواء المدخول بهن أو غير المدخول بهن واستثنى الله من النساء المتزوجات ما ملكت أيمانهم أى ما تصرفت فيهن أنفس الرجال وهن زوجاتهم وليس ملك اليمين لأن لو كان المراد ملك اليمين وهن الإماء لكان جنونا لأن بعضهن متزوجات ولا يبيح الله زواجهن أبدا للمالك وهن متزوجات من غيره ويبين الله لهم أنه أحل لهم ما وراء ذلك والمراد أباح لهم زواج أى امرأة من غير المحرمات بشرط أن يبتغوا بأموالهم محصنين غير مسافحين والمراد بشرط أن يطلبوا زواج النساء بأموالهم كى يكونوا عفيفين غير زانين ويبين لهم أن ما استمتعوا به من النساء والمراد أن ما تلذذوا به من الزوجات لابد أن يكونوا قبله قد أتوهن أجورهن والمراد قد أعطوهن مهورهن قبل التلذذ بهن وهو فريضة أى حكم ملزم يجب عمله ويبين لهم أن لا جناح أى لا عقاب عليهم في ما تراضوا به من بعد الفريضة والمراد فى الذى اتفقوا عليه من بعد دفع المهر وهو تنازل المرأة عن بعض المهر الذى مقداره قنطار
وفى هذا قال تعالى:
"والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة "
تحليل الزوجات والقريبات والواهبة نفسها للنبى(ص):
بين الله للنبى (ص)أنه أحل والمراد أباح له جماع أزواجه وهن نسائه اللاتى أتى أجورهن والمراد اللاتى سلم لهن مهورهن وهو أنفسهن ما ملكت يمينه وهو ما تحكمت نفسه فيهن من النساء مما أفاء أى أنعم الله عليه بهن وأباح له جماع كل من بالزواج منهن بنات أعمامه وعماته وأخواله وخالاته اللاتى هاجرن معه وهن اللاتى انتقلن معه للمدينة مسلمات وليس لهن أزواج أو راغبين فى زواجهن لأنه مسئول عن الإنفاق عليهن وأباح له امرأة مؤمنة أى فتاة مصدقة إن وهبت نفسها للنبى (ص)والمراد إن عرضت زواجها منه عليه إن أراد النبى (ص)أن يستنكحها والمراد إن أحب الرسول (ص) أن يتزوجها وهى خالصة له أى خاصة به من دون المؤمنين وهم المصدقين وهذا يعنى أنه أباح له زواج أى امرأة مسلمة تعرض عليه أن يتزوجها إن أحب زواجها ،ويبين الله له أنه قد علم أى عرف ما فرض عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم والمراد عرف الذى أوجب لرجال المسلمين من عدد نساءهم والذى تحكمت أنفسهم فيهن من النساء غير المتزوجات فقد أباح لهم جماعهن ويبين له أنه أباح له زواج كل من سبق ذكرهن كى لا يكون عليه حرج أى كى لا يكون عليه لوم أى أذى من كلام من الناس بعد معرفتهم بما أباح الله
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حر عدم تحليل المؤمنات للكفار :
خاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول:إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن والمراد إذا أتتكم المصدقات بحكم الله منتقلات لدولتكم فاختبروهن حتى تتأكدوا من صدق إيمانهن أو عدمه لأن بعض النساء تعلن إيمانها هروبا من زوجها حتى تتركه ويبين لهم إنهم إن علمونهن مؤمنات والمراد إن عرفوا أنهن مصدقات عن طريق مراقبة أفعالهن وأقوالهن حقا فالواجب عليهم هو ألا يرجعوهن للكفار والمراد ألا يعيدوهن لدول أزواجهن المكذبين بحكم الله والسبب هو أنهم ليسوا حل لهم والمراد ليست المؤمنات حلال للكفار ولا هم يحلون لهم والمراد ولا الكفار يباح زواجهم للمؤمنات وأتوهم ما أنفقوا والمراد وأعطوا الأزواج الكفار ما أمهروا وهذا يعنى أن على المؤمنة رد المهر لزوجها الكافر
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وأتوهم ما أنفقوا "
الأمر بأكل الحلال :
طلب الله من الناس أن يأكلوا مما فى الأرض الحلال الطيب والمراد أن يتناولوا الطعام المباح النافع لهم الموجود فى بلاد الأرض من نبات أو حيوان
وفى هذا قال تعالى:
"يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا "
تحليل الطيبات من طعام ونساء أهل الكتاب:
بين الله للمؤمنين أن اليوم وهو يوم نزول الآية قد أحل لكم الطيبات والمراد قد أبيح لهم الأطعمة النافعة وهى بهيمة الأنعام لقوله بسورة الأنعام "أحلت لكم بهيمة الأنعام"وصيد البر والبحر لقوله"أحل لكم صيد البحر وطعامه حل لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرم"وأباح لهم طعام وهو أكل الذين أوتوا الكتاب وهم الذين أعطوا الوحى من اليهود والنصارى وطعامنا وهو أكلنا حل لهم أى مباح أكله لهم وأباح للمؤمنين زواج المحصنات من المؤمنات وهن العفيفات من المصدقات بوحى الله والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وهن العفيفات من الذين أعطوا الوحى من قبل المؤمنين فى عهد محمد(ص)وشروط الزواج هو أن يؤتوهن أجورهن والمراد أن يسلموهن مهورهن لهن وأن يكونوا محصنين غير مسافحين أى وأن يكونوا عفيفيين غير زناة وفسر هذا بأنهم ليسوا متخذى أخدان أى نائكى عشيقات أو عشاق
وفى هذا قال تعالى :
"اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان "
وبين الله لنبيه(ص)أن المسلمين يسألونه والمراد يستفهمون منه :ماذا أحل لهم والمراد ماذا أبيح لهم من الأطعمة ؟ويطلب منه أن يقول لهم :أحل لكم الطيبات والمراد أبيح لكم النافعات من الطعام والصيد الذى يمسكه الحيوان المدرب بشرطين :
-أن يكون ممسوك للمعلم أى مصطاد للمعلم وليس لأكل الحيوان المدرب فإذا أكل الحيوان المدرب منه فهو ليس حلالا للمعلم .
-أن يذكر اسم الله عليه والمراد أن يردد المعلم حكم الله وهو الوحى عند إرساله الحيوان المدرب .
ومن هنا نعلم أن الله أباح للإنسان تعليم الحيوانات الصيد من خلال العلم الذى علمه الله للناس فى الوحى
وفى هذا قال تعالى:
"يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه "
تحليل صيد البحر للحجاج والعمار والسيارة:
بين الله للمؤمنين المقيمين فى بلادهم وللسيارة وهم المسافرين للحج والعمرة وغيره أنه أحل لهم صيد البحر وطعامه والمراد أباح لهم قتل حيوان الماء وطعامه أى وأكل ما فى الماء من الأصناف الأخرى وحرم عليهم صيد البر ما دمتم حرما والمراد ومنع عليكم قتل حيوان اليابس ما ظللتم زائرين للكعبة
وفى هذا قال تعالى:
"أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما "
تحليل وتحريم الكفار :
طلب الله من الناس ألا يقولوا لما تصف ألسنتهم الكذب والمراد ألا يقولوا للذى تقول أفواههم من الباطل هذا حلال وهذا حرام والمراد هذا مباح وهذا ممنوع وهذا يعنى أنهم يشرعون لأنفسهم المباح والممنوع والسبب فى ذلك هو أن يفتروا على الله الكذب والمراد أن ينسبوا إلى الله الباطل وهذا يعنى أنهم يقولون على الله الذى لا يعلمون أنه من عنده
وفى هذا قال تعالى:
"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب "
تحريم الكفار وتحليلهم النسىء:
بين الله للمؤمنين أن النسىء وهو تبديل شهر حرام مكان شهر غير حرام هو زيادة فى الكفر والمراد هو استمرار فى التكذيب لحكم الله ،يضل به الذين كفروا أى يبعد به الذين كذبوا والمراد يعاقب به الذين جحدوا حكم الله ،يحلونه عاما ويحرمونه عاما أى يبيحون التبديل سنة ويمنعون سنة تالية والسبب ليواطئوا عدة ما حرم الله والمراد ليتموا عدد ما منع الله أى حتى يكملوا عدد الشهور الحرام التى حرمها الله
وفى هذا قال تعالى:
"إنما النسىء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله "
حلول غضب الله:
بين الله لنبيه(ص)أنه خاطب القوم فقال:يا بنى إسرائيل أى يا أولاد يعقوب :قد أنجيناكم من عدوكم والمراد قد أنقذناكم من عذاب كارهكم مصداق لقوله بسورة الدخان"ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين"وواعدناكم الطور الأيمن أى وواقتناكم ناحية الجبل الأيمن وهذا يعنى أنه حدد لكلامهم ناحية جبل الطور الأيمن ،ونزلنا عليكم المن أى وأعطينا لكم السلوى وهى طائر لحمه لذيذ عند بعض الناس ،كلوا من طيبات ما رزقناكم أى اعملوا من أحاسن ما أوحينا لكم والمراد أطيعوا أفضل أحكام الوحى ولا تطغوا فيه أى ولا تخالفوا الوحى متبعين خطوات الشيطان مصداق لقوله بسورة الأنعام"كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان "فيحل عليكم غضبى أى فينزل بكم سخطى أى يكون نصيبكم عقابى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى أى ومن ينزل به سخطى فقد خسر مصداق لقوله بسورة النساء"فقد خسر خسرانا مبينا "وإنى لغفار لمن تاب والمراد وإنى نافع لمن عاد لدينى أى أمن أى صدق وحيى وعمل صالحا أى وفعل حسنا وفسر هذا بقوله اهتدى أى رشد أى فعل الحق .
وفى هذا قال تعالى:
"يا بنى إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى وإنى لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
حل عقدة اللسان
بين الله لأن موسى (ص)دعا الله فقال :رب أى خالقى :اشرح لى صدرى أى نور لى قلبى ويسر لى أمرى والمراد وأصلح لى نفسى ،وقال واحلل عقدة من لسانى أى وافكك ربطة فى فمى يفقهوا قولى أى يفهموا حديثى ،وهذا يعنى أن لسانه كان فيه عقدة أى مرض يمنعه من الحديث السليم وهو يطلب حل والمراد إزالة العقدة حتى يفهم الناس حديثه الداعى إلى الإسلام
وفى هذا قال تعالى:
"قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى "
تحليل عيسى(ص) للمحرم بأمر الله :
بين الله لنا أن عيسى (ص)بين لبنى إسرائيل أنه مصدق بما بين يديه من التوراة والمراد مؤمن بالذى يحفظه فى نفسه من التوراة والمراد مؤمن بكل ما فى التوراة الإلهية وبين لهم أنه جاء ليحل لهم بعض الذى حرم عليهم والمراد ليبيح لهم بعض الذى منعه الله عليهم بوحى من الله بسبب ظلمهم وهو الأحكام الثقيلة التى طلبوا تكلفتهم بها ومنها تحريم الطعام الذى حرمه إسرائيل (ص)على نفسه .
وفى هذا قال تعالى:
"ومصدقا لما بين يدى من التوراة ولأحل لكم بعض الذى حرم عليكم "

 

الاثنين، 30 ديسمبر 2024

الاحتلام فى الإسلام

الاحتلام فى الإسلام
الاحتلام فى العرف العام هو رؤية الفرد فى منامه أنه يجامع أحد من النساء أو حتى من غيرهم أو رؤية الأنثى أنها تجامع رجل أو أحد أخر فى الحلم ومن ثم يقومون بإنزال المنى فى معظم الأحوال والبعض لا ينزل
والكلمة لم ترد فى القرآن بهذا المعنى والموجود هو :
الجنابة والتى تحدث من طرق :
أولهما الجماع الواقعى والثانى الجماع الحلمى فى المنام وثالثهما الاستمناء
ولذا قال تعالى مجملا الكل :
"وإن كنتم جنبا فاطهروا"
والمقصود وإن تلذذتم فاغتسلوا
وقد أوردت الموسوعة الفقهية الكويتية المعنى اللغوى والفقهى فقالت:
"التعريف:
1 - من معاني الاحتلام في اللغة رؤيا المباشرة في المنام ويطلق في اللغة أيضا على الإدراك والبلوغ ومثله الحلم وهو عند الفقهاء اسم لما يراه النائم من المباشرة، فيحدث معه إنزال المني غالبا
وذكرت الموسوعة الكلمات التى تستعمل بنفس المعنى تقريبا فقالت :
"الألفاظ ذات الصلة:
2 - أ - الإمناء: يذكر الاحتلام ويراد به الإمناء، إلا أن الإمناء أعم منه، إذ لا يقال لمن أمنى في اليقظة محتلم .
ب - الجنابة: أعم من وجه من الاحتلام فقد تكون من الاحتلام، وقد تكون من غيره كالتقاء الختانين كما أن الاحتلام قد يكون بلا إنزال فلا تحصل الجنابة. ممن يكون الاحتلام؟
3 - الاحتلام كما يكون من الرجل يكون من المرأة، فقد روى مسلم والبخاري أن أم سليم حدثت أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء."
وتحدثت الموسوعة عن احتلام المرأة فذكرت ثلاث أراء عن إنزال المرأة فالبعض قال أنه يتم بخروج المنى خارج المهبل والبعض قال أنه يتم بنزول المنى داخل المهبل والبعض قال أنه يتم بنزوله فى الرحم وفى الموضوع قالت الموسوعة :
"بم يتحقق احتلام المرأة؟ .
4 - للفقهاء في حصول الاحتلام من المرأة ثلاثة آراء:
أ - حصول الاحتلام بوصول المني إلى ظاهر الفرج. وهو قول الحنابلة، وظاهر الرواية عند الحنفية، وهو قول الشافعية بالنسبة للثيب. والمراد بظاهر الفرج: ما يظهر عند قضاء الحاجة، أو عند الجلوس عند القدمين.
ب - حصول الاحتلام بوصول المني خارج الفرج، وهو قول المالكية مطلقا، وقول الشافعية بالنسبة للبكر؛ لأن داخل فرجها كباطن الجسم.
ح - حصول الاحتلام بمجرد إنزال المرأة في رحمها وإن لم يخرج المني إلى ظاهر الفرج؛ لأن مني المرأة عادة ينعكس داخل الرحم ليتخلق منه الولد، وهو قول محمد بن الحسن من الحنفية"
وكل رأى من هذه الأراء لا يستند لا إلى نص ولا إلى الواقع والواقع هو المنى يخرج خارج المهبل مثل الرجل حيث يخرج من القضيب
وتحدثت الموسوعة عن أثر احتلام الكافر الذى أسلم يوم أو ليلة اسلامه وهو أمر ممكن وقوعه ولكنه نادر جدا فقالت:
"أثر الاحتلام في الغسل؟
5 - إن كان المحتلم كافرا ثم أسلم فللعلماء في ذلك رأيان:
الأول: وجوب الغسل من الجنابة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة والأصح عند الحنفية، وهو قول للمالكية، لبقاء صفة الجنابة بعد الاحتلام، ولا يجوز أداء الصلاة ونحوها إلا بزوال الجنابة .
الثاني: ندب الغسل، وهو قول ابن القاسم والقاضي إسماعيل من المالكية، ومقابل الأصح عند الحنفية؛ لأن الكافر وقت الاحتلام لم يكن مكلفا بفروع الشريعة "
قطعا الكافر الذى أسلم إذا كان يعلم أحكام الإسلام فلابد أن يغتسل لأن قوله تعالى :
" وإن كنتم جنبا فاطهروا "
ينطبق على حالته وأما إذا كان جاهل بالحكم ولم يسأل أحد فهو معفو عن خطئه حتى يعلم الحكم كما قال تعالى "
" وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
وتعرضت الموسوعة للاحتلام بلا إنزال فقالت :
"الاحتلام بلا إنزال:
6 - من احتلم ولم يجد منيا فلا غسل عليه. قال ابن المنذر: أجمع على هذا كل من أحفظ عنه من أهل العلم . ولو استيقظ ووجد المني ولم يذكر احتلاما فعليه الغسل، لما روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يجد البلل ولا يذكر الاحتلام، قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنهاحتلم ولا يجد البلل قال: لا غسل عليه. ولا يوجد من يقول غير ذلك، إلا وجها شاذا للشافعية، وقولا للمالكية
7 - وإذا رأى المني في فراش ينام فيه مع غيره ممن يمكن أن يمني، ونسبه كل منهما لصاحبه، فالغسل مستحب لكل واحد منهما عند الشافعية والحنابلة، ولا يلزم، ولا يجوز أن يصلي أحدهما خلف الآخر قبل الاغتسال، للشك، وهو لا يرتفع به اليقين . وقال الحنفية بوجوب الغسل على كل منهما.
وفصل المالكية فقالوا: إنه إن كانا زوجين وجب على الزوج وحده؛ لأن الغالب خروج المني من الزوج وحده، ويعيد الصلاة من آخر نومة، ويجب عليهما معا الغسل إن كانا غير زوجين ولا فرق بين الزوجين وغيرهما عند بقية المذاهب.
8 - والثوب الذي ينام فيه هو وغيره كالفراش عند الشافعية والحنابلة، ويعيد كل صلاة لا يحتمل خلوها عن الإمناء قبلها عند الشافعية ومن آخر نومة عند الحنابلة ما لم تظهر أمارة على أنه حدث قبلها . وقال المالكية يستحب الغسل
9 - ولو استيقظ فوجد شيئا وشك في كونه منيا أو غيره (والشك: استواء الطرفين دون ترجيح أحدهما على الآخر) فللفقهاء في ذلك عدة آراء:
أ - وجوب الغسل، وهو قول الحنفية والمالكية والحنابلة، إلا أن الحنفية أوجبوا الغسل إن تذكر الاحتلام وشك في كونه منيا أو مذيا، أو منيا أو وديا، وكذا إن شك في كونه مذيا أو وديا؛ لأن المني قد يرق لعارض كالهواء، لوجود القرينة، وهي تذكر الاحتلام. فإن لم يتذكر الاحتلام فالحكم كذلك عند أبي حنيفة ومحمد، أخذا بالحديث في جوابه صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولم يذكر احتلاما قال: يغتسل . للإطلاق في كلمة " البلل ". وقال أبو يوسف: لا يجب، وهو القياس؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، وهذا كله مقيد عند الحنفية والحنابلة بألا يسبقه انتشار قبل النوم، فإن سبقه انتشار ترجح أنهمذي . وزاد الحنابلة: أو كانت بها إبردة؛ لاحتمال أن يكون مذيا، وقد وجد سببه ويجب منه حينئذ الوضوء، وقصر المالكية وجوب الغسل على ما إذا كان الشك بين أمرين أحدهما مني. فإن شك في كونه واحدا من ثلاثة فلا يجب الغسل ، لضعف الشك بالنسبة للمني، لتعدد مقابله.
ب - عدم وجوب الغسل، وهو وجه للشافعية، وقول مجاهد وقتادة؛ لأن اليقين لا يزول بالشك. والأولى الاغتسال لإزالة الشك. وأوجبوا من ذلك الوضوء مرتبا.
ج - التخيير في اعتباره واحدا مما اشتبه فيه، وهو مشهور مذهب الشافعية، وذلك لاشتغال ذمته بطهارة غير معينة.
د - وللشافعية وجه آخر وهو لزوم مقتضى الجميع. أي الغسل والوضوء، للاحتياط"
قطعا لا غسل بلا إنزال فى الاحتلام وعلامات الإنزال معروفة وهى بقع فى التبان وهو ما يسمى اللباس الداخلى أو حتى القميص الداخلى أو حتى على المراتب أو الملايات أو لزوجة تكون على طرف العضو أو جزء من الجلد المخيط بالعضو
وتحدثت الموسوعة عن أثر الاحتلام فى الصوم والحج حيث قالت :
"أثر الاحتلام في الصوم والحج:
10 - لا أثر للاحتلام في الصوم، ولا يبطل به باتفاق، لقوله عليه الصلاة والسلام: ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة، والقيء، والاحتلام ولأن فيه حرجا، لعدم إمكان التحرز عنه إلا بترك النوم، والنوم مباح، وتركه غير مستطاع. ولأنه لم توجد صورة الجماع، ولا معناه وهو الإنزال عن شهوة بمباشرة ولا أثر له كذلك في الحج باتفاق "
قطعا الاحتلام سواء فى ليلة الصوم أو فى نهار الصوم لا يفطر الصائم لأن الاحتلام فعل ليس بإرادة الإنسان وهو تعمد الفعل وإنما دون إرادته
وكذلك الاحتلام فى الحج لا يفسده لأنه يقع دون إرادة الإنسان كما تحدثت عن أثر الاحتلام على الاعتكاف فقالت:
"أثر الاحتلام في الاعتكاف:
11 - يتفق الفقهاء على أن الاعتكاف لا يبطل بالاحتلام، ولا يفسد إن خرج المعتكف للاغتسال خارج المسجد، إلا في حالة واحدة ذكرها الحنفية وهي إن أمكنه الاغتسال في المسجد، ولم يخش تلويثه فإن خيف تلويثه منع؛ لأن تنظيف المسجد واجب.
وبقية الفقهاء منهم من يجيز الخروج للاغتسال ولو مع أمن المسجد في التلوث، ومنهم من يوجب الخروج ويحرم الاغتسال في المسجد مطلقا، فإن تعذر الخروج فعليه تيمم أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا والخروج لا يقطع التتابع باتفاق ما لم يطل.
12 - وفي اعتبار زمن الجنابة من الاعتكاف خلاف بين الفقهاء. فالشافعية لا يعدون زمن الجنابة من الاعتكاف إن اتفق المكث معها لعذر أو غيره؛ لمنافاة ذلك للاحتلام، وهو قول الحنفية والمالكية، ويحسب عند الحنابلة، فقد صرحوا بعدم قضائه لكونه معتادا، ولا كفارة فيه "
وكلام الفقهاء عن الاعتكاف فى المساجد العامة يناقض القرآن فى كونه اعتكاف فى مسجد حجرة الزوجية والتى نسميها حجرة النوم وهى المكان الوحيد الصالح لمباشرة الزوجة فمن غير الممكن أن يجامعها فى مسجد الله وأمام الناس وإنما المكان الوحيد الصالح هو حجرة الزوجية فالنهى عن المباشرة لا يكون فى المسجد الجامع وإنما فى المكان الصالح للجماع وهو حجرة الزوجين
وتحدثت الموسوعة هم البلوغ بالاحتلام فقالت :
"البلوغ بالاحتلام:
13 - يتفق الفقهاء على أن البلوغ يحصل بالاحتلام مع الإنزال، وينقطع به اليتم لما روي عن علي رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل."
قطعا الاحتلام من علامات البلوغ لأن له علامات أخرى فى الذكر كنبت شعر اللحية والشارب والعانة وتحت الإبط وعلامات أخرى فى الأنثى كنبت الشعر فى العانة وتحت الإبط وتكوير الأثداء

السبت، 28 ديسمبر 2024

الإخبار فى الأحكام

الاخبار فى الإسلام
وردت مادة خبر فى كتاب الله مرات كثيرة من خلال كلمة خبير وكلمات أخرى من جذر خبر قليلة ولأن الكثرة هى كلمة خبير والخبير اقتصرنا على اثنين منها لأنها كلها تؤدى نفس المعنى
السؤال للخبير وهى :
قال تعالى :
"الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش فسئل به خبيرا "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى خلق أى أنشأ وما بينهما وهو الجو الذى بين السموات والأرض فى مدة قدرها ستة أيام أى ستة آلاف عام بحساب البشر ثم استوى على العرش والمراد وقد أوحى إلى الكون وقت خلقه له أنه ملك الكون الواجب طاعته وطلب منه أن يسأل عنه خبيرا والمراد إن يستفهم عن الله عالما بوحيه
الخبير بما يفعل الناس
قال تعالى
" إنه خبير بما تفعلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أنه خبير بما تفعلون والمراد أنه عليم بما تعملون فى الدنيا مصداق لقوله بسورة المؤمنون "إنى بما تعملون خبير "
عدم الإحاطة بالخبر
قال تعالى:
"قال إنك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا "
هنا وضح الله لنبيه(ص)أن العبد الصالح(ص)قال موسى (ص)إنك لن تستطيع معى صبرا والمراد إنك لن تقدر معى على التحمل أى لن تقدر معى على طاعتى وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا والمراد كيف تتحمل الذى لم تعرف به علما ؟وهذا يعنى أن الإنسان لا يقدر على التحمل وهو عدم وجود رد فعل له على الحدث إذا كان جاهلا بحقيقة الأمر
الإحاطة بالخبر
قال تعالى
"ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا "
هنا وضح الله لنا على لسان نبيه(ص)أن ذا القرنين (ص)أتبع سببا أى أطاع حكم الله بالجهاد فسار فى الأرض حتى إذا بلغ مطلع الشمس والمراد حتى إذا وصل مكانا وقت شروق الشمس وهو بداية النهار وجدها تطلع على قوم لم نجعل من دونها سترا والمراد لقاها تشرق على ناس لم يخلق لهم من قبلها لباسا وهذا يعنى أن القوم كانوا يعيشون عرايا دون أى لباس يوارى عورتهم سواء رجال أو نساء ،ويبين لنا أن كذلك والمراد أن ذا القرنين (ص)تصرف مع القوم حسبما قال مع القوم السابقين وهو عقاب من يكفر وإثابة من يسلم ،وقد أحاط الله بما لديه خبرا والمراد أن الله عرف بما فعله معرفة تامة لا نقص فيها
الإتيان بالخبر
قال تعالى
"إذ قال موسى لأهله إنى آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو أتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لأهله وهم أسرته من زوجة وأولاد :إنى آنست نارا والمراد إنى شاهدت وقودا مشتعلا سأتيكم منه بخبر أى سأجيئكم منه بنبأ والمراد خبر يجعلنا نبيت فى مكان آمن أو آتيكم بشهاب قبس أى جذوة من نار وهى قطعة نار لعلكم تصطلون أى تستدفئون بها مصداق لقوله بسورة القصص "لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "وهذا يعنى أنه يريد إما أن يبيتهم عند أصحاب النار أو يجلب لهم نار للدفء فى البرد
إتيان موسى(ص) بالخبر
قال تعالى
"فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله أنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إنى أنست نارا لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)لما قضى الأجل والمراد لما أمضى المدة وهى العشر سنوات من كرمه سار بأهله والمراد رحل بعائلته من مدين حتى وصل سيناء قرب جبل الطور فأنس من جانب الطور نارا والمراد فرأى من جوار جبل الطور لهبا مشتعلا فقال لأهله وهم عائلته وهو زوجته وعياله :امكثوا إنى أنست نارا والمراد ابقوا مكانكم هنا إنى رأيت لهبا مشتعلا وهذا يعنى فى ظنه وجود ناس عند النار وقال لعلى أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون والمراد لعلى أجيئكم من عندها بنبأ أى هدى أى خبر يسركم من الناس أو قطعة أى قبس من الوقود لعلكم تستدفئون مصداق لقوله تعالى بسورة طه"لعلى أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى "وهذا يعنى أنه سيذهب إما لجلب قطعة نار للإستدفاء وإما ليقول لهم خبر سار بالمبيت عند أهل النار كما يعنى أن رب العائلة مسئول عنها فى المهام الصعبة فى السفر مثل الاستطلاع وتقصى حقائق المكان
إنباء الله المسلمين أخبار المنافقين
قال تعالى
"يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا قد نبأنا الله من أخباركم "
هنا وضح الله للمؤمنين أن المنافقين الأغنياء يعتذرون لهم أى يتبررون أمامهم إذا رجعوا إليهم أى إذا عادوا إليهم فى المدينة والمراد يقولون لهم أسباب واهية ليرضوهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :لا تعتذروا أى لا تتبرروا والمراد لا تقولوا لنا كذبكم ،قد نبأنا الله من أخباركم والمراد قد عرفنا الله من حكاياتكم وهذا يعنى أن الله أنزل وحى أخبر فيه المسلمين بما فعله الأغنياء فى غيابهم
بلو الأخبار
قال تعالى
"ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم "
هنا وضح الله للمؤمنين أنه يبلوهم والمراد أنه يمتحنهم بحكمه حتى يعلم أى يميز المجاهدين وفسرهم بأنهم الصابرين وهم المطيعين لحكم الله من المخالفين لحكمه ويبين لهم أنه يبلوا أخبارهم والمراد أنه يعلم أعمالهم ويحاسبهم عليه
حديث أخبار القيامة
قال تعالى
"إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها "
هنا وضح الله لنبيه (ص)أن إذا زلزلت الأرض زلزالها أى إذا رجت الأرض رجا والمراد إذا اهتزت الأرض اهتزازا وأخرجت الأرض أثقالها أى وألقت أحمالها وهى المخلوقات التى فيها وقال الإنسان وهو الكافر مالها أى ماذا حدث لها ؟ عند ذلك تحدث أخبارها والمراد تتكلم مخلوقات الأرض بأن ربك أوحى لها أى بأن خالقك أمرها بذلك
والخبر هو قول يحدثنا بشىء ما وهو بحسب الموضوع وقد بينت الموسوعة الفقهية الكويتية أن الفقهاء قسموه إلى أقسام كثيرة وهو ما يشير إليه التعريف التالى :
"التَّعْريفُ:
1 - الإْخْبَارُ في اللُّغَة مَصْدَرُ، أَخْبَرَهُ بكَذَا أَيْ نَبَّأَهُ وَالاسْمُ منْهُ الْخَبَرُ، وَهُوَ مَا يَحْتَمل الصّدْقَ وَالْكَذبَ لذَاته، مثْل: الْعلْمُ نُورٌ وَيُقَابلُهُ الإْنْشَاءُ، وَهُوَ الْكَلاَمُ الَّذي لاَ يَحْتَمل الصّدْقَ وَالْكَذبَ لذَاته، كَاتَّق اللَّهَ وَالإْخْبَارُ لَهُ أَسْمَاءٌ مُخْتَلفَةٌ باعْتبَارَاتٍ مُتَعَدّدَةٍ:
فَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ حَقٍّ للْمُخْبر عَلَى الْغَيْر أَمَامَ الْقَضَاء فَيُسَمَّى: " دَعْوَى "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بحَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْمُخْبر نَفْسه فَهُوَ " إقْرَارٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بحَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْغَيْر أَمَامَ الْقَضَاء فَهُوَ " شَهَادَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا بثُبُوت حَقٍّ للْغَيْر عَلَى الْغَيْر منَ الْقَاضي عَلَى سَبيل الإْلْزَام فَهُوَ " قَضَاءٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ قَوْلٍ أَوْ فعْلٍ أَوْ صفَةٍ أَوْ تَقْرير مَنْسُوبٍ إلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ فَهُوَ:
" روَايَةٌ " أَوْ " حَديثٌ " أَوْ " أَثَرٌ " أَوْ " سُنَّةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ مَسَاوئ الشَّخْص فَهُوَ " غيبَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ كَلاَم الصَّديق لصَديقه الآْخَر عَلَى وَجْه الإْفْسَاد بَيْنَهُمَا فَهُوَ " نَميمَةٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَنْ سرٍّ فَهُوَ " إفْشَاءٌ "
وَإنْ كَانَ إخْبَارًا عَمَّا يَضُرُّ بالْمُسْلمينَ فَهُوَ " خيَانَةٌ " وَهَكَذَا"
فى القرآن طالبنا بالقول بشىء واحد يشمل الكل وهو :
وجوب العدل فى القول وهو السداد وهو البلاغ
وفى هذا قال تعالى :
" وإذا قلتم فاعدلوا "
وهذا فى القائل وهو المخبر وأما من يخبرهم فقد طالبهم الله بالتالى :
التثبت وهو تبين صحة القول من عدمه حتى لا يندموا على رد فعلهم على القول فقال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"
كما قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
والمخبر وهو قائل الخبر إن ترتب على قوله شىء ولو كان الخبر صادق وفى الغالب عند النميمة يعاقب مع من ارتكبوا الجريمة فهو واحد منهم فإن قتلوا أحد قتل معهم وإن جرحوا جرح معهم وإن كان الخبر كاذب وترتب عليه ارتكاب جريمة فيعاقب أولا بعقوبة شهادة الزور ثم يعاقب بالعقوبة الثانية التى يعاقب بها النادمون
وقد تحدثت الموسوعة عن قبول الخبر من العدل الواحد ورفضه من الفاسق فقالت :
"الْحُكْمُ الإْجْمَاليُّ:
2 - إذَا أَخْبَرَ الْعَدْل بخَبَرٍ وَجَبَ قَبُول خَبَره وَقَدْ يُكْتَفَى بالْعَدْل الْوَاحد، كَمَا في الإْخْبَار بالنَّجَاسَة، وَقَدْ يُشْتَرَطُ التَّعَدُّدُ كَمَا في الشَّهَادَة أَمَّا الْفَاسقُ إذَا أَخْبَرَ بخَبَرٍ فَلاَ يُقْبَل خَبَرُهُ في الدّيَانَات، فَإنْ كَانَ إخْبَارُهُ في الطَّهَارَات وَالْمُعَامَلاَت وَنَحْوهَا لَمْ يُقْبَل خَبَرُهُ أَيْضًا إلاَّ إنْ وَقَعَ في الْقَلْب صدْقُهُ"
الخبر يقبل من العدل الواحد ومن الفاسق إذا تاب من ذنب شهادة الزور لأنه بالتوبة يعود عدلا كما قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
وأما قبول الخبر من واحد أو أى عدد فهذا منوط بما نص الله عليه فى الشهادات ففى الرمى بالزنى لابد من اربعة ولا يقبل خبر الواحد والاثنين والثلاثة كما قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً"
وفى الدين اثنين كما قال تعالى :
"وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى"
فالعملية ليست متروكة للناس يقبلون الخبر أو يرفضون من عدد معين طالما ارتبطت الأخبار بجرائم أو حقوق
وذكرت الموسوعة الأماكن التى تناول فيها الفقهاء وأهل الحديث الخبر فقالت :
"مَوَاطنُ الْبَحْث:
3 - يَفْصل الأْصُوليُّونَ أَحْكَامَ الإْخْبَار وَأَحْوَالَهُ في بَابٍ مُسْتَقلٍّ هُوَ بَابُ الإْخْبَار، أَوْ في بَحْث السُّنَّة وَيَتَعَرَّضُونَ لحُكْم روَايَة الْكَافر وَالْفَاسق وَخَبَر الآْحَاد إلَى غَيْر ذَلكَ أَمَّا الْفُقَهَاءُ فَيَتَعَرَّضُونَ لأحْكَام الإْخْبَار في الطَّهَارَات بمُنَاسَبَة مَا إذَا أَخْبَرَ الشَّخْصُ بنَجَاسَة الْمَاء أَو الإْنَاء وَفي اسْتقْبَال الْقبْلَة إذَا أَخْبَرَ بهَا، وَفي الشُّفْعَة حينَ الْكَلاَم عَلَى تَأْخير طَلَبهَا إذَا أَخْبَرَهُ بالْبَيْع فَاسقٌ، وَفي الذَّبَائح إذَا أَخْبَرَ الْفَاسقُ عَمَّنْ قَامَ بالذَّبْح، وَفي النّكَاح فيمَا إذَا أَخْبَرَ الْفَاسقُ برضَا الْمَرْأَة بالزَّوَاج، وَفي الْحَظْر وَالإْبَاحَة فيمَا إذَا أَخْبَرَ الصَّبيُّ عَن الْهَديَّة أَنَّهَا هَديَّةٌ، أَوْ أَخْبَرَ عَنْ إذْن صَاحب الْبَيْت وَبمَا أَنَّ الإْخْبَارَ تَتَنَوَّعُ أَحْكَامُهُ بحَسَب مَا يُضَافُ إلَيْه فَيُرْجَعُ في كُل بَحْثٍ إلَى مَوْضعه الْخَاصّ به "
وكما سبق القول الخبر مرتبط فى الجرائم بالعدد الذى حدده الله وكذلك فى الحقوق ومن ثم ما يقال عن خبر الواحد سواء فى الأحاديث المروية أو غيرها لا يتم قبوله فمن المصيبة حقا أن تقضى على حياة إنسان بخبر واحد كما هو الحال فى رجم الزناة من فئة الثيب فكلها أحاديث آحاد بينما الله أمر بأربعة شهود لاثبات الحكم فكيف يثبتون العقوبة بقول واحد فقط ؟
وكذلك الحال فى قطع السراق أو جرح الناس لا يمكن إثبات تلك العقوبات إلا بشهود متعددين وإلا كل من يكره واحد أو يريد أخذ مال منه يتهمه ويستشهد بنفسه أو بصديق له

 

الجمعة، 27 ديسمبر 2024

الاتكاء فى الإسلام

الاتكاء فى الإسلام
الاتكاء ذكر فى القرآن مرات قليلة تتمثل فى التالى :
قال تعالى فى اعداد امرأة العزيز لمتكأ النسوة:
"فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهم متكئا وأتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
هنا بين الله أن امرأة العزيز لما سمعت بمكرهن والمراد لما علمت بقولهن السيىء فيها من خدمها أرسلت لهن والمراد بعثت لهن الخدم يدعونهن للطعام واعتدت لهم متكئا والمراد وجهزت لهن مائدة أى طاولة عليها الطعام وأتت أى وسلمت كل واحدة منهن سكينا أى مدية وكان الغرض منها فى الظاهر تقطيع الطعام وفى الباطن لها هدف أخر تحقق ،ثم قالت ليوسف(ص)اخرج عليهن والمراد اظهر لهن فخرج يوسف (ص)فلما رأينه أى شاهدنه أكبرنه والمراد عظمنه والمراد أعطينه مكانة أعلى من مكانته الحقيقية فقطعن أيديهن أى فجرحن أكفهن الممسكة بالطعام بالسكاكين من دهشتهن العظيمة لجماله ثم قلن حاشا لله أى الصدق لله ما هذا بشر أى إنسان إن هذا إلا ملك كريم أى ملاك كبير وبهذا القول تحقق الهدف الذى أرادته المرأة وهو أن تبين لهن أن سبب وقوعها فى الخطيئة لا يقاوم كما أنهن لم يستطعن أن يحسسن بجرح أيديهن .
وقال تعالى في اتكاء موسى على عصاه :
"وما تلك بيمينك يا موسى قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى قال ألقها فألقاها فإذا هى حية تسعى قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى "
هنا بين الله أنه سأل موسى (ص)وما تلك بيمينك يا موسى والمراد ماذا يوجد فى يدك اليمنى يا موسى (ص)؟والغرض من السؤال ليس العلم بما فى يد موسى (ص)ووظائفه وإنما الغرض تنبيه موسى(ص) إلى أهمية ما فى يده ،فأجاب موسى (ص)فقال:هى عصاى أى منسأتى أتوكؤا عليها والمراد اعتمد عليها فى السير وأهش بها على غنمى أى وأشير بها إلى غنمى كى تتجمع ولى فيها مآرب أخرى والمراد ولى فيها استعمالات غير ذلك كحمل الطعام على طرفها والتأديب بها ،فقال الله لموسى (ص)ألقها أى ارمى العصا ،فنفذ موسى (ص)الأمر فألقاها أى فرماها على الأرض فإذا هى حية تسعى والمراد فإذا هى تتحول إلى ثعبان يتحرك وعند ذلك جرى موسى (ص)خوفا فأمره الله بالرجوع وقال له:خذها أى أمسك الحية ولا تخف أى ولا تخشى أذى منها سنعيدها سيرتها الأولى والمراد سنرجعها طبيعتها السابقة
وذكر القرآن كون المسلمين متكئين في الجنة في العديد من الآيات وهى :
قال تعالى
" وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب "
هنا بين الله أن المتقين لهم حسن مآب والمراد وإن المطيعين لله أى المؤمنين العاملين للصالحات لهم حسن مسكن أى طوبى مصداق لقوله بسورة الرعد"الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم"وفسرها الله بأنها جنات عدن أى حدائق دائمة الوجود وهم متكئين فيها أى متلاقين على الأسرة مصداق لقوله بسورة الصافات"على سرر متقابلين"يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب والمراد يمدون فى الجنة بطعام مستمر ورواء وهو السوائل اللذيذة
وقال تعالى :
"إن المتقين فى جنات ونعيم فاكهين بما أتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين "
هنا بين الله أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات أى حدائق وفسرها بأنها نعيم أى متاع مقيم وهم فاكهين بما أتاهم ربهم والمراد متمتعين أى فرحين بما أعطاهم الرب من فضله مصداق لقوله بسورة آل عمران "فرحين بما أتاهم ربهم من فضله" ووقاهم ربهم عذاب الجحيم والمراد ومنع عنهم عقاب السموم وهو النار مصداق لقوله بسورة الطور"ووقانا عذاب السموم"وتقول لهم الملائكة :كلوا واشربوا والمراد اطعموا وارتووا هنيئا بما كنتم تعملون ثوابا لما كنتم تطيعون حكم الله ،وهم متكئين على سرر مرفوعة والمراد وهم مستريحين على فرش مرفوعة مرصوصة وزوجناهم بحور عين والمراد وأعطيناهم قاصرات الطرف وهذا يعنى أن الله وهبهم نساء طاهرات مصداق لقوله بسورة البقرة "ولهم فيها أزواجا مطهرة ".
وقال تعالى :
"متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين "
هنا بين الله للناس أن المسلمين متكئين على فرش بطائنها من استبرق والمراد مستريحين راقدين على أسرة حشاياها وهى المراتب والمخدات من حرير له بريق وجنى الجنتين دان والمراد وثمر وهو قطوف الأشجار ذليل أى قريب مصداق لقوله بسورة الإنسان"وذللت قطوفها تذليلا"
وقال تعالى :
"متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان "
هنا بين الله للناس أن من دون الجنتين جنتان والمراد أن من بعد الحديقتين حديقتان أقل درجة منهما المسلمين فيها متكئين على رفرف خضر والمراد وهم راقدين على فرش من حرير أخضر اللون وعلى عبقرى حسان والمراد وعلى وسائد جميلات الشكل
وقال تعالى :
"على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين "
هنا بين الله لنبيه(ص)أن المقربين فى الجنة على أسرة موضونة أى على فرش مرفوعة عن الأرض أى مصفوفة مصداق لقوله بسورة الغاشية "فيها سرر مرفوعة"وهم متكئين عليها متقابلين والمراد راقدين على الفرش متلاقين
وقال تعالى :
"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا "
هنا بين الله أن الأبرار جزاهم الله بما صبروا أى أثابهم بما تبعوا حكمه جنة أى حديقة وحريرا أى ولباسهم فى الجنة من الحرير وهم متكئين فيها على الأرائك والمراد وهم راقدين فيها على الفرش وهى الأسرة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا والمراد لا يعلمون فيها حرارة ولا بردا وإنما جوها دائما معتدل جميل لا يشتكون منه ودانية عليهم ظلالها والمراد وواقعة على أجسامهم خيالات أشجار الجنة وذللت قطوفها تذليلا والمراد وأعطيت لهم ثمار الجنة اعطاء مستمرا
وقال تعالى :
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك "
هنا بين الله للناس أن الذين آمنوا أى صدقوا بوحى الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات لهم جنات عدن والمراد لهم نعيم مقيم تجرى من تحتهم الأنهار والمراد تسير فى أسفل أرضهم العيون ذات الأشربة اللذيذة وهم يحلون فيها من أساور من ذهب والمراد يزينون فى الجنة من حلى من ذهب وهم يلبسون ثيابا خضرا والمراد يرتدون ملابسا خضراء اللون من سندس أى حرير ناعم واستبرق وهو نسيج له بريق وهم متكئين فيها على الأرائك والمراد راقدين متقابلين فى الجنة على الأسرة مصداق لقوله بسورة الصافات"فى جنات النعيم على سرر متقابلين"
وأما فى الفقه فنفس المعانى كما قالت الموسوعة الفقهية الكويتية :
"التَّعْريفُ:
1 - منْ مَعَاني الاتّكَاء في اللُّغَة: الاعْتمَادُ عَلَى شَيْءٍ، وَمنْهُ قَوْله تَعَالَى حكَايَةً عَنْ مُوسَى عَلَيْه السَّلَامُ: {هيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} وَمنْ مَعَانيه أَيْضًا: الْمَيْل في الْقُعُود عَلَى أَحَد الشّقَّيْن
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتعْمَال الْفُقَهَاء عَن الْمَعْنَيَيْن الْمَذْكُورَيْن "
وأما الألفاظ التى تعنى نفس المعنى فعنها قالت الموسوعة :
"الأْلْفَاظُ ذَاتُ الصّلَة:
2 - الاسْتنَادُ: في اللُّغَة يَأْتي بمَعْنَى الاتّكَاء بالظَّهْر لاَ غَيْرُ، فَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الاتّكَاء بالْمَعْنَى اللُّغَويّ الأَْوَّل عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مُطْلَقٌ. وَأَمَّا بالْمَعْنَى الثَّاني فَبَيْنَهُمَا تَبَايُنٌ."
وقد تحدث الفقهاء عن أنواع من الاتكاء منها :
"الْحُكْمُ الإْجْمَاليُّ:
3 - يَخْتَلفُ الْحُكْمُ تَبَعًا للاسْتعْمَالاَت الْفقْهيَّة، فَالاتّكَاءُ في الصَّلاَة مُطْلَقًا اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى جَوَازه، بمَعْنَيَيْه لأهْل الأْعْذَار.
أَمَّا لغَيْر أَهْل الأْعْذَار فَهُوَ مَكْرُوهٌ في الْفَريضَة، وَيَجُوزُ في النَّافلَة "
قطعا لا يجوز الاتكاء فى الصلاة إلا لصاحب مرض وهو غالبا فى المقعدة لأن الألم يزداد بالقعود فى الصلاة على المقعدة وأحيانا يكون ألإنسان إذا ارتكز على المقعدة شعر بوجع فى جهة ما من جسمه
وقالت الموسوعة :
"وَالاتّكَاءُ عَلَى الْقَبْر كَالْجُلُوس عَلَيْه، وَاخْتَلَفُوا في حُكْمه، فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ مَكْرُوهٌ وَخَالَفَ في ذَلكَ الْمَالكيَّةُ فَقَالُوا بجَوَازه "
وهذا الكلام يخالف ان الواجب القيام عند القبر وليس الجلوس إلا لمضطر كمريض كما قال تعالى :
" ولا تقم على قبره"
وتحدثوا عن الاتكاء فى الأكل فحرموه
كما تحدثوا عن الاتكاء فى المسجد والمساجد لا يجوز فيها سوى الصلاة وهى ذكر الله كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه "
كما تحدثوا عن الأشياء التى يحرم الاتكاء عليها فحرموا المخدات إذا كانت عليها صور أو من حرير والله لم يحرم المخدات ولا الحرير وإنما الصور المحرمة هى صور العرى وصور الرجال والنساء وصور الجماع وما شابه
وكذلك تحدثوا عن الاتكاء فى وليمة العرس وهو جائز إن لم يكن عند الأكل كما تحدثوا عن حرمة الاتكاء فى الأكل وهو أمر مطلوب لأنه يؤثر على الصحة حيث لا يسير الطعام فى مجراه العادى ويتجمع فى نقطع معينة ومن ثم قد يحدث للآكل قىء أو احساس بأن الأكل وقف لا يتحرك وإنه لم يشرب ماء فسوف يصاب بضرر أو يموت وهو أمر أحيانا يحدث من وضعية القعود إذا مال الإنسان على النقطة عند عظمة القص فترة
وأما الأحاديث التى ورد فيها ذكر الاتكاء فمعظمها بها أخطاء ومناقضات لكتاب الله مثل :
"ألا أحدثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين قال وجلس وكان متكئا قال وشهادة الزور "رواه الترمذى وأبو داود
5670 اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ وَتَحْتَهُ مُرَافِقٌ مِنْ حَرِيرٍ ، فَأَمَرَ بِهَا فَرُفِعَتْ , فَدَخَلَ وَعَلَيْهِ مُطْرَفٌ مِنْ خَزٍّ ، فَقَالَ لَهُ : اسْتَأْذَنْتَ عَلَيَّ وَتَحْتِي مُرَافِقٌ مِنْ حَرِيرٍ فَأَمَرْتُ بِهَا فَرُفِعَتْ , فَقَالَ لَهُ : نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا ابْنَ عَامِرٍ إِنْ لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ { أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا } وَاللَّهِ لَئَنْ أَضْطَجِعَ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَضْطَجِعَ عَلَيْهَا . رواه البيهقى والحاكم
13- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ رواه ابن ماجه
3653 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي تَعْنِي الدَّاخِلَ بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَتَكَهُ فَجَعَلْتُ مِنْهُ مَنْبُوذَتَيْنِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا رواه ابن ماجه
4006 - عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا وَقَعَ فِيهِمْ النَّقْصُ كَانَ الرَّجُلُ يَرَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ فَيَنْهَاهُ عَنْهُ فَإِذَا كَانَ الْغَدُ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَخَلِيطَهُ فَضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَنَزَلَ فِيهِمْ الْقُرْآنُ فَقَالَ { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَتَّى بَلَغَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ } قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ وَقَالَ لَا حَتَّى تَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ فَتَأْطِرُوهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا رواه ابن ماجة
3068 - عن مسروق قال : كنت متكئا عند عائشة فقالت [ يا أبا ] عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله والله يقول { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } وكنت متكئا فجلست فقلت يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجليني أليس يقول الله { ولقد رآه نزلة أخرى } { ولقد رآه بالأفق المبين } ...رواه الترمذى
3254 - عن مسروق قال جاء رجل إلى عبد الله فقال : إن قاصا يقص يقول إنه يخرج من الأرض الدخان فيأخذ بمسامع الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الزكام قال فغضب وكان متكئا فجلس ثم قال إذا سئل أحدكم عما يعلم فليقل به رواه الترمذى
5399- عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ لاَ آكُلُ وَأَنَا مُتَّكِئٌ. رواه البخارى
6216- عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عُودٌ يَضْرِبُ بِهِ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَفْتِحُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَإِذَا عُمَرُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ آخَرُ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ افْتَحْ { لَهُ } وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ ، أَوْ تَكُونُ فَذَهَبْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَفَتَحْتُ لَهُ وَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَ : قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.
6999- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَرَأَيْتُ رَجُلاً آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ قَدْ رَجَّلَهَا تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ ، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ - يَطُوفُ بِالْبَيْتِ رواه البخارى
4598- [49-...] أنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسٍ ، حَدَّثَهُ ، قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَجِئْتُهُ حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ ، قَالَ : فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِهِ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ مُفْضِيًا إِلَى رُمَالِهِ ، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ لِي : يَا مَالُ ، إِنَّهُ قَدْ دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ قَوْمِكَ ، وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ بِرَضْخٍ ، فَخُذْهُ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ ، ...رواه مسلم
15- باب في قتال الرومِ
7384- [37-2899] عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلاَّ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ ، قَالَ : فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ ، حَتَّى لاَ يُقْسَمَ مِيرَاثٌ ، وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ، ثُمَّ قَالَ : بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ ، فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلاَمِ ، قُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ،...رواه مسلم
وكل الأحاديث السابقة ما يستفاد منها هو :
أن القوم كانت جلساتهم كلها اتكاء أمام بعضهم البعض وليس جلوسا عاديا حتى أن أحدهم كان يتكىء فى بيت امرأة وهى حاضرة وهو كلام لا يقوله المسلمون
قطعا الاتكاء يحدث عندما يكون حالة من الانفراج بين الناس كالأقارب والأصحاب وليس بين كل الناس
حرمة الاتكاء عند الأكل
حرمة الاتكاء على مخدات بها صور أو من حرير
ولكن الأحاديث كل منها لها أخطاء مناقضة للقرآن أو حتى لأحاديث أخرى



 

الخميس، 26 ديسمبر 2024

الاختيار فى الإسلام

الاختيار فى الإسلام
الاختيار فى الإسلام معناه :
اعطاء الفرد الحق فى عمل أمر من أمرين أو أكثر وقد وردت الخيرة فى بعض الآيات كقوله تعالى :
وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون "
والآية معناها هو :
أن رب النبى(ص) وهو ربنا يخلق ما يشاء والمراد أن خالقه يبدع ما يريد من الأفراد وهو يختار أى يصطفى منهم من يريد رسولا ،وسبحان أى تعالى الله عما يشركون والمراد أن طاعة الله فضلت أى علت على طاعة الذى يطيعون وهو الآلهة المزعومة فهو من يجب طاعته لكونه الإله الوحيد
كما ذكرت في قول المولى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "
هنا بين الله للمؤمنين أن ما كان لمؤمن أى مصدق بحكم الله ولا مؤمنة أى مصدقة بحكم الله إذا قضى والمراد حكم أى شرع الله ورسوله (ص)أمرا أى حكما أن يكون لهم الخيرة من أمرهم والمراد أن يكون لهم حق المفاضلة بين حكم الله ونبيه (ص)وحكم أخر فى قضيتهم وهذا يعنى وجوب طاعة الله وحده وأما من يعص أى يخالف أى يشاقق حكم الله ورسوله(ص)فقد ضل ضلالا مبينا أى خسرا خسرانا كبير والمراد دخل النار مصداق لقوله بسورة التوبة"أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم"
والخيار الأول للبشرية كما بين الله ولكن بدون لفظ الخيرة أو الاختيار هو اعطاهم حق عمل الكفر أو الإسلام وهو الإيمان متحملا الجزاء أو آخذا الثواب كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وقد عرفه أهل اللغة والفقه فقالوا فى الموسوعة الفقهية الكويتية :
"التَّعْريفُ:
1 - الاخْتيَارُ لُغَةً: تَفْضيل الشَّيْء عَلَى غَيْره . وَاصْطلاَحًا: الْقَصْدُ إلَى أَمْرٍ مُتَرَدّدٍ بَيْنَ الْوُجُود وَالْعَدَم دَاخلٍ في قُدْرَة الْفَاعل بتَرْجيح أَحَد الْجَانبَيْن عَلَى الآْخَر ."
واما الكلمات المتعلقة بالاختيار فقد أوردت الموسوعة الاتى :
الأْلْفَاظُ ذَاتُ الصّلَة:
أ - الْخيَارُ:
2 - الْخيَارُ حَقٌّ يَنْشَأُ بتَخْويلٍ منَ الشَّارع، كَخيَار الْبُلُوغ، أَوْ منَ الْعَاقد، كَخيَار الشَّرْط فَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الاخْتيَار أَنَّ بَيْنَهُمَا عُمُومًا وَخُصُوصًا مُطْلَقًا، فَكُل خيَارٍ يَعْقُبُهُ اخْتيَارٌ، وَلَيْسَ كُل اخْتيَارٍ يَكُونُ مَبْنيًّا عَلَى خيَارٍ.
ب - الإْرَادَةُ:
3 - الإْرَادَةُ لُغَةً: الْمَشيئَةُ، وَفي اسْتعْمَال الْفُقَهَاء هيَ " الْقَصْدُ "، أَي اعْتزَامُ الْفعْل وَالاتّجَاهُ إلَيْه، فَيَقُولُونَ في طَلاَق الْكنَايَة مَثَلاً: إنْ أَرَادَ به الطَّلاَقَ وَقَعَ طَلاَقًا، وَإنْ لَمْ يُردْ به طَلاَقًا لَمْ يَقَعْ طَلاَقًا. وَيَقُولُونَ في الْعُقُود: يُشْتَرَطُ لصحَّتهَا تَلاَقي الإْرَادَتَيْن. وَيَقُولُونَ في الأَْيْمَان: يُسْأَل الْحَالفُ عَنْ مُرَاده. . . وَهَكَذَا. وَمنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ كُل اخْتيَارٍ لاَ بُدَّ أَنْ يَشْتَمل عَلَى إرَادَةٍ، وَلَيْسَ منَ الضَّرُوريّ أَنْ يَكُونَ في كُل إرَادَةٍ اخْتيَارٌ.
ج - الرّضَا:
4 - يُفَرّقُ الْحَنَفيَّةُ دُونَ غَيْرهمْ بَيْنَ الاخْتيَار وَالرّضَا وَإذَا كَانَ الاخْتيَارُ كَمَا تَقَدَّمَ تَرْجيحُ أَحَد الْجَانبَيْن عَلَى الآْخَر، فَإنَّ الرّضَا هُوَ الانْشرَاحُ النَّفْسيُّ، وَلاَ تَلاَزُمَ بَيْنَهُمَا بوَجْهٍ عَامٍّ ، فَقَدْ يَخْتَارُ الْمَرْءُ أَمْرًا لاَ يَرْضَاهُ. وَيَظْهَرُ هَذَا التَّفْريقُ عنْدَهُمْ - أَي الْحَنَفيَّة - في مَسَائل الإْكْرَاه، فَالإْكْرَاهُ غَيْرُ الْمُلْجئ - كَالضَّرْب الْمُحْتَمَل، وَالْقَيْد، وَنَحْوهمَا - يُفْسدُ الرّضَا وَلَكنَّهُ لاَ يُفْسدُ الاخْتيَارَ، أَمَّا الإْكْرَاهُ الْمُلْجئُ فَإنَّهُ يُعْدمُ الرّضَا وَيُفْسدُ الاخْتيَارَ "
والكلمات السابقة لها صلة بالموضوع وتحدثت الموسوعة عن شروط الاختيار وأولها أن يكون المختار مكلفا لا اجبار له من أحد وإنما يختار بإرادته ومن ثم خرج الأطفال الصغار والمجانين من الاختيار والمقصود به هنا الاختيار بين الإسلام والكفر لأن الأطفال وحتى المجانين يختارون أمورا كأصناف الأكل فقالت :
"شُرُوطُ الاخْتيَار:
5 - لكَيْ يَكُونَ الاخْتيَارُ صَحيحًا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَنْ لَهُ الاخْتيَارُ مُكَلَّفًا، وَأَنْ يَكُونَ في قَصْده مُسْتَبدًّا أَيْ لاَ سُلْطَانَ لأحَدٍ عَلَيْه وَعَلَى هَذَا فَإنَّ الاخْتيَارَ يَكُونُ فَاسدًا إذَا اخْتَل شَرْطٌ منْ شُرُوط التَّكْليف، بأَنْ كَانَ مَنْ لَهُ الاخْتيَارُ مَجْنُونًا، أَوْ صَغيرًا غَيْرَ مُمَيّزٍ، أَوْ كَانَ اخْتيَارُهُ مَبْنيًّا عَلَى اخْتيَار غَيْره، فَإذَا اضْطُرَّ إلَى مُبَاشَرَة أَمْرٍ بالإْكْرَاه الْمُلْجئ، كَانَ قَصْدُهُ بالْمُبَاشَرَة دَفْعَ الإْكْرَاه حَقيقَةً، فَيَصيرُ الاخْتيَارُ فَاسدًا؛ لابْتنَائه عَلَى اخْتيَار الْمُكْره - بالْكَسْر - وَإنْ لَمْ يَنْعَدمْ أَصْلاً "
وتحدثت عن تعارض الاختيار الصحيح من الاختيار الفاسد فقالت :
"تَعَارُضُ الاخْتيَار الصَّحيح مَعَ الاخْتيَار الْفَاسد:
6 - إذَا تَعَارَضَ الاخْتيَارُ الْفَاسدُ وَالاخْتيَارُ الصَّحيحُ، وَجَبَ تَرْجيحُ الاخْتيَار الصَّحيح عَلَى الاخْتيَار الْفَاسد إنْ أَمْكَنَ نسْبَةُ الْفعْل إلَى الاخْتيَار الصَّحيح وَإنْ لَمْ يُمْكنْ نسْبَتُهُ إلَى الاخْتيَار الصَّحيح بَقيَ مَنْسُوبًا إلَى الاخْتيَار الْفَاسد، كَمَا هُوَ الْحَال في الإْكْرَاه عَلَى الأْقْوَال وَعَلَى الأْفْعَال الَّتي لاَ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ فيهَا الإْنْسَانُ آلَةً لغَيْره، كَالأْكْل وَالْوَطْء وَنَحْوهمَا "
قطعا الله أوجب على المسلم اختيار الله وهو الاختيار الصحيح كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
ومن ضمن هذا الاختيار أنه ممكن أن يختار الاختيار المحرم وهو الاختيار الفاسد إذا كان مضطرا مثل أكل الميتة المحرمة ولحم الخنزير كما قال تعالى :
"وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه"
وأيضا يحرم ما أوجبه الله كالصلاة خوفا من فتنة وهى تعذيب الكفار له كما قال تعالى:
" وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
وتحدثت الموسوعة عن الاختيارات الحلال بمعنى أن المسلم يكون مخيرا بين عدة أمور كلها مباح مثل الأكل من أى صنف حلال من الأكل أو اختيار زوجة من بين النساء المباحات أو اختيار صاحب المنصب من بين العديد من الأشخاص فقالت:
"الْمُخَيَّرُ:
7 - التَّخْييرُ إمَّا أَنْ يَكُونَ صَادرًا عَن الشَّارع، كَتَخْيير الْمُسْتَنْجي بَيْنَ اسْتعْمَال الْمَاء أَو الْحجَارَة وَنَحْوهَا للاسْتنْجَاء، وَتَخْيير الْحَانث في التَّكْفير عَنْ يَمينه بَيْنَ مَا تَضَمَّنَتْهُ الآْيَةُ منْ خصَالٍ. وَإمَّا أَنْ يَكُونَ صَادرًا عَنْ غَيْره كَتَخْيير الشَّريك شَريكَهُ بَيْنَ شرَاء حصَّته منَ الدُّكَّان أَوْ بَيْع حصَّته لَهُ، أَوْ بَيْع الدُّكَّان كَاملاً لشَخْصٍ ثَالثٍ.
وَلاَ يَمْلكُ التَّخْييرَ إلاَّ صَاحبُ الْحَقّ أَوْ مَنْ يَنُوبُ عَنْهُ شَرْعًا "
وتحدثت الموسوعة عن كون العبد ليس مختارا فى الأحكام التكليفية ومخير فى أحكام العباد فقالت :
مَا يَردُ عَلَيْه الاخْتيَارُ:
8 - أ - الْحُقُوقُ عَلَى نَوْعَيْن، حُقُوقُ اللَّه تَعَالَى، وَحُقُوقُ الْعبَاد.
أَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بحُقُوق اللَّه تَعَالَى منَ الْوَاجب الْمُعَيَّن كَالصَّلاَة وَمنَ الْمُحَرَّم كَالزّنَى، فَلاَ اخْتيَارَ للْعَبْد فيهَا منَ النَّاحيَة التَّكْليفيَّة أَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بحُقُوق الْعبَاد كَالدَّيْن، وَالْهبَة، وَالرَّدّ بالْعَيْب، وَالأْخْذ بالشُّفْعَة، وَنَحْو ذَلكَ، فَإنَّ لَهُ فيه اخْتيَارًا. قَال الشَّاطبيُّ: " مَا كَانَ منْ حُقُوق اللَّه فَلاَ خيَرَةَ فيه للْمُكَلَّف عَلَى حَالٍ، وَأَمَّا مَا كَانَ منْ حَقّ الْعَبْد في نَفْسه فَلَهُ فيه الْخيَرَةُ " منْ حَيْثُ جَعَل اللَّهُ لَهُ ذَلكَ لاَ منْ جهَة أَنَّهُ مُسْتَقلٌّ بالاخْتيَار "
وضرب المثل بالصلاة وكل عبادة أمر بها الله أو نهى الله عنها فيها خيار إذا كان المسلم فى أرض العدو فله أن يختار اقامتها ويتحمل العذاب والقتل وله أن يمتنع عن الواجبات ويرتكب المحرمات حتى لا يعذب أو يقتل كما قال تعالى :
"وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"
فهذا خيار الاكراه وهو مأمور به من الله
وحقوق العباد هو من الله هى الأخرى وليست منفصلة عن حق الله ولكنه تقسيم خاطىء وما أمر الله به وما نهى فى حقوق العباد لا خيار فيه هو الأخر إلا ما استثناه الله وجعله حكما هو الأخر مثل :
حرمان الأقارب الأعداء من دية أخيهم المسلم كما قال تعالى :
"وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله"
فهنا جعل العقوبة فى القوم الأعداء عتق رقبة أو صيام شهرين ولم يعطها لأقاربه الكفار المحاربين كما فى المعاهدين
وتحدثن الموسوعة عن التخيير بين مباحات متعددة فقالت :
"ب - وَالتَّخْييرُ قَدْ يَردُ عَلَى شَيْئَيْن كلاَهُمَا حَلاَلٌ، وَفي هَذه الْحَالَة يَجُوزُ أَنْ يَردَ الاخْتيَارُ عَلَى أَيّ الشَّيْئَيْن يُريدُهُ الْمُخَيّرُ (بكَسْر الْيَاء) .
وَقَدْ يَردُ عَلَى شَيْئَيْن كلاَهُمَا مُحَرَّمٌ، فَإذَا مَا أُكْرهَ الْمُخَيَّرُ (بفَتْح الْيَاء) عَلَى اخْتيَار وَاحدٍ منْهُمَا لَزمَهُ اخْتيَارُ مَا كَانَ أَخَفَّ ضَرَرًا؛ لأنَّهُ يَرْتَكبُ أَخَفَّ الضَّرَرَيْن لاتّقَاء أَشَدّهمَا . وَقَدْ يَردُ عَلَى شَيْئَيْن أَحَدُهُمَا حَلاَلٌ وَالآْخَرُ حَرَامٌ، وَفي هَذه الْحَالَة لاَ يَجُوزُ أَنْ يَردَ الاخْتيَارُ عَلَى غَيْر الْحَلاَل الآْخرَة، وَهُوَ شَرْطٌ لتَرَتُّب الْعُقُوبَة عَلَى الْفعْل في الدُّنْيَا"
قطعا تحديد المباحات والمحرمات بشيئين تحديد خاطىء لأن المباحات قد تكون أكثر من اثنين كما فى أصناف الأكل فهى بالآلاف وكلها مباحة وفى اختيارها قال تعالى:
" ونفضل بعضها على بعض فى الأكل "
وكذلك الأمر بين الأصناف المحرمة من الأكل فهى كثيرة أكثر من اثنين كالميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به كما قال تعالى :
" قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم"
ونجد أن كفارات الذنوب قد تكون خيارا من ثلاث كاطعام المساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة كما قال تعالى :
"لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته عشرة مساكين من أوسط مما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم"
وتحدثت الموسوعة عن سبب تشريع الاختيار وهو مصلحة العباد فقالت :
"حكْمَةُ مَشْرُوعيَّة الاخْتيَار:
10 - شُرعَ الاخْتيَارُ لتَحْقيق مَصَالح الْعبَاد الَّتي هيَ غَايَةٌ منْ غَايَات الشَّريعَة، وَهَذه الْمَصْلَحَةُ قَدْ تَكُونُ مَصْلَحَةً فَرْديَّةً للْمُخْتَار نَفْسه أَوْ غَيْره عنْدَمَا يَكُونُ مَحَل الاخْتيَار قَاصرًا عَلَيْه لاَ يَتَعَدَّاهُ إلَى غَيْره. وَقَدْ تَكُونُ الْمَصْلَحَةُ الَّتي يَجبُ تَوَخّيهَا في الاخْتيَار مَصْلَحَةً جَمَاعيَّةً."
قطعا مصلحة الكفار ليست من ضمن غاية الاختيار لأنهم سيدخلون النار ولكن يمكن القول أن الغرض من أحكام الله التى تخير الإنسان بين أمور متعددة غاياتها مصلحة المسلم
وتحدثت الموسوعة عن أمثلة من الاختيارات فقالت :
مَوَاطنُ الْبَحْث:
11 - اخْتيَارُ الْمُسْتَنْجي بَيْنَ اسْتعْمَال الْمَاء وَغَيْره منْ أَدَوَات التَّطْهير، ذَكَرَهُ الْفُقَهَاءُ في كتَاب الطَّهَارَة، بَاب الاسْتنْجَاء."
قطعا المستنجى وهو متطهر ليس له خيار لأن الله بين أن المطهر وهو الماء واجب إلا أن ينعدم وساعتها يحل الصعيد الطيب سواء حجارة مفتتة وهى التراب أو حجرة قطع أو شىء مما يصنع من التراب
وقالت:
"وَاخْتيَارُ الْمُنْفَرد بَيْنَ الْجَهْر وَالإْسْرَار في الصَّلَوَات الْجَهْريَّة، ذَكَرَهُ الْفُقَهَاءُ في كتَاب الصَّلاَة."
قطعا لا وجود لهذا الخيار فالله اختار فى الصلاة صوت لا جهرى ولا سرى وإنما وسط بينهما كما قال تعالى :
" ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

وقالت :
"وَاخْتيَارُ مَنْ رُخّصَ لَهُ في الْجَمْع بَيْنَ الصَّلاَتَيْن بَيْنَ الْجَمْع وَعَدَمه ذَكَرَهُ الْفُقَهَاءُ في كتَاب الصَّلاَة، بَاب صَلاَة الْمُسَافر."
ولا وجود لما يسمى جمع بين الصلاتين إلا فى حالة الجهاد والمرض إلا إذا امتد القتال أو الألم لوقت يستغرق الليل والنهار معا لأن المسلم فى تلك الحالات يكون مضطرا
وقالت :
"وَاخْتيَارُ الَّذي قَرَأَ آيَةَ السَّجْدَة في الصَّلاَة بَيْنَ السُّجُود حَالاً وَالإْرْجَاء، ذَكَرَهُ الْفُقَهَاءُ في كتَاب الصَّلاَة بَاب سُجُود التّلاَوَة."
ولا وجود لما يسمى بآيات السجود فليس فيها حديث مباشر من النبى(ص) وإنما كلها حكايات من الرواة وينسفها أن مشتقات كلمة سجد بالعشرات فى القرآن تم اختيار عدد قليل منها أقل من عشرين وفى القول الأشهر14 وترك الباقى حتى أنهم أخذوا كلمة واحدة سجدتين وتركوها نفسها فى موضعين وهى يسجدون والأغرب أن تكون آية مذكور فيها الركوع " فخر راكعا وأناب " سجدة وليس فيها لفظة من السجود
وقالت :
"وَاخْتيَارُ الْحَاجّ بَيْنَ الإْفْرَاد وَالتَّمَتُّع وَالْقرَان، وَاخْتيَارُهُ في فدْيَة حَلْق الشَّعْر بَيْنَ الصّيَام وَالصَّدَقَة وَالنُّسُك، وَاخْتيَارُهُ بَيْنَ الْحَلْق وَالتَّقْصير في التَّحَلُّل منَ الإْحْرَام، وَاخْتيَارُهُ بَيْنَ التَّعَجُّل في يَوْمَيْن – منْ أَيَّام منًى - وَبَيْنَ التَّأَخُّر، ذَكَرَ الْفُقَهَاءُ ذَلكَ كُلَّهُ في كتَاب الْحَجّ.
وَاخْتيَارُ دَافع الزَّكَاة - عنْدَ الْبَعْض - إنْ لَمْ يَجد السّنَّ الْمَطْلُوبَةَ في زَكَاة الإْبل أَنْ يَدْفَعَ السّنَّ الأْدْنَى مَعَ دَفْع الْفَرْق - وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهمَ - أَوْ يَدْفَعُ السّنَّ الأْعْلَى مَعَ أَخْذ الْفَرْق. كَمَا نَصُّوا عَلَى ذَلكَ في كتَاب الزَّكَاة.
وَاخْتيَارُ الْمُسَافر بَيْنَ الصَّوْم وَالْفطْر، عنْدَ الْبَعْض، كَمَا ذَكَرُوا ذَلكَ في كتَاب الصّيَام. - وَاخْتيَارُ الْحَانث بَيْنَ الإْعْتَاق وَالْكسْوَة وَالإْطْعَام في الْكَفَّارَة كَمَا نَصُّوا عَلَى ذَلكَ في كتَاب الأْيْمَان."
والخطأ هو اختيارالمسافر بين الصوم والفطر وهو غير مختار لأن الله أوجب الفطرفقال " فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من ايام أخر"
وقالت:
"وَاخْتيَارُ الزَّوْج في الطَّلاَق الرَّجْعيّ بَيْنَ إرْجَاع زَوْجَته أَوْ بَتّ طَلاَقهَا، وَاخْتيَارُ الزَّوْجَة الَّتي خُيّرَتْ بَيْنَ إيقَاع الطَّلاَق وَعَدَمه كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْه في كتَاب الطَّلاَق منْ كُتُب الْفقْه.
وَاخْتيَارُ الصَّغير عنْدَ انْتهَاء مُدَّة الْحَضَانَة أَحَدَ وَالدَيْه ليَكُونَ مَعَهُ - عنْدَ الْبَعْض - كَمَا هُوَ مَنْصُوصٌ عَلَيْه في كتَاب الْحَضَانَة منْ كُتُب الْفقْه."
والصغير ليس مخير بين أمه وابيه فى الحضانة فالحضانة للوالد حق أصيل إلا أن يتنازل عنه بدليل أن المرأة لها ألا ترضعه كما قال تعالى " وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى" هنا المرضع له هو الوالد وليس الوالد وهو ما يعنى أن الحضانة حقه وحده ولو كانت لها الحضانة لكان واجبا عليها إرضاعه دون غيرها
وقالت :
"وَاخْتيَارُ صَاحب الْحَقّ بَيْنَ مُطَالَبَة الأْصيل أَو الْوَكيل، أَوْ مُطَالَبَة أَيّ الْكَفيلَيْن شَاءَ كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في كتَاب الْوَكَالَة، وَفي كتَاب الْكَفَالَة منْ كُتُب الْفقْه.
وَاخْتيَارُ الصَّغيرَة الْمُتَزَوّجَة حينَ بُلُوغهَا بَيْنَ الْبَقَاء عَلَى النّكَاح أَوْ فَسْخه، كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في خيَار الْبُلُوغ منْ كُتُب الْفقْه."
وأساسا الطفلة لا تزوج فى طفولتها ولا تخطب لأن الزواج للعاقلين والعاقلات وهم المسلمون والمسلمات أى الطيبون والطيبات بينما سمى الله الأطفال سفهاء أى مجانين فقال " ولا تؤتوا السقهاء أموالكم "
وقالت :
"وَاخْتيَارُ الأْمَة الْمُتَزَوّجَة إذَا عَتَقَتْ بَيْنَ الْبَقَاء عَلَى النّكَاح أَوْ فَسْخه كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في خيَار الْعتْق منْ كُتُب الْفقْه. وَالاخْتيَارُ يُبْحَثُ أَيْضًا " في الْعَيْب وَفي تَفَرُّق الصَّفْقَة وَغَيْرهَا منَ الْخيَارَات الْعَقْديَّة."
والأمة ليس لها حق الاختيار بعد تحررها لأن حق الطلاق لزوجها ولو كان عبدا وليس لها ولذا تبدا آيات الطلاق بأقوال مثل " واذا طلقتم "
وقالت :
وَاخْتيَارُ مَنْ لَهُ الشُّفْعَةُ بَيْنَ الأْخْذ بالشُّفْعَة وَالتَّرْك كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في كتَاب الشُّفْعَة منْ كُتُب الْفقْه.
وَاخْتيَارُ الإْمَام في الأْرَاضي الْمَفْتُوحَة عَنْوَةً بَيْنَ قسْمَتهَا وَوَقْفهَا كَمَا ذَكَرَ ذَلكَ الْفُقَهَاءُ في كتَاب الْجهَاد بَاب الْغَنَائم.
وَاخْتيَارُ الإْمَام بَيْنَ التَّنْفيل وَعَدَمه في الْجهَاد كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في بَابه.
وَاخْتيَارُ الإْمَام بَيْنَ الإْجَابَة إلَى الْهُدْنَة وَعَدَمهَا كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في كتَاب الْجهَاد منْ كُتُب الْفقْه."
وتلك الاختيارات ليست اختيارات لوجود النصوص فقد أوقف الله قسمة الأرض بقوله تعالى : ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون"
ولا وجود للنفل فقد حلت محله الغنيمة وتقسيمها فلا يجوز اعطاء أحد فوق حقه المساوى للمجاهدين الأخرين وإلا استحال القتال إلى عملية بلطجة وقساوة قلب وسلب ونهب للحصول على أكبر كم من الغنائم
وقالت :
"وَاخْتيَارُ الْقَاضي الْعُقُوبَةَ الرَّادعَةَ في التَّعْزير كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ في بَاب التَّعْزير منْ كُتُب الْفقْه. "
ولا وجود للتعزير فى كتاب الله فكل الجرائم محدد عقوباتها فى القرآن وما ليس له عقوبة كما يزعمون فلا يمكن اختراع عقوبة من عند البشر لأنها هذا اشراك للنفس مع الله فى التشريع

 

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

البطل فى الإسلام

البطل فى الإسلام
مادة بطل في القرآن ورد عنها الكثير وهى تدور حول معنى الكفر والكذب والإزالة وقد ورد عنها ما يأتى:
المدعوون سوى الله باطل
بين الله أن ذلك وهو قدرته على تغيير الليل والنهار وعلمه بأن الله وهو الرب هو الحق أى الإله الموجود وحده وأما ما يدعون من دونه فهو الباطل والمراد أن ما يطيعون من سواه فهو الكذب فليس هناك آلهة سوى الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان:
"ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل"
خلق الكون ليس باطلا :
وضح الله أنه ما خلق أى ما أبدع السموات والأرض وما بينهما وهو الجو الذى وسطهما باطلا أى عبثا أى ظلما فالكون خلق للعدل وليس للعبث واللهو وذلك وهو كون الكون مخلوق عبث مصداق لقوله بسورة المؤمنون"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا"هو ظن أى رأى الذين كفروا أى كذبوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة ص:
"وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا"
المسلمون يقرون أن الكون لم يخلق للباطل :
بين الله أن أولى الألباب هم الذين يذكرون أى يطيعون حكم الله وهم قيام أى وقوف على أرجلهم مشاة أو مستمرين فى الوقوف أو قعودا أى جلوسا بأى طريقة وعلى أجنابهم والمراد ورقودا على أى جزء من جسمهم ،وهم يتفكرون فى خلق السموات والأرض والمراد وهم ينظرون أى يبحثون فى إبداع الله للسموات والأرض ومخلوقاتهم وبهذا يعنى أنهم يطلبون العلم بمخلوقات الله فيصلون للحقيقة التالية :ربنا ما خلقت هذا باطلا والمراد إلهنا ما صنعت الكون عبثا وإنما للحق أى العدل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران
"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا"
الكفار يتبعون الباطل :
بين الله للمؤمنين أن ذلك وهو عقاب الكفار وإثابة المسلمين سببه أن الذين كفروا اتبعوا الباطل والمراد أن الذين كذبوا حكم الله أطاعوا الهوى وهو الكفر وهو الشهوات مصداق لقوله بسورة القمر"واتبعوا أهواءهم "ومصداق لقوله بسورة مريم"واتبعوا الشهوات " وفى هذا قال تعالى بسورة محمد :
"ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل"
حرمة إلباس الحق بالباطل :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ولا تلبسوا الحق بالباطل "
وهو ما فسره بقوله بسورة الأنعام "وليلبسوا عليهم دينهم "فالحق هو الدين الذى يتم إلباسه ثوب الباطل ويفسره قوله بعده "ولا تكتموا الحق"فكتم الحق هو إلباس الحق ثوب الباطل حتى لا يعلمه الناس والمعنى ولا تخلطوا العدل بالظلم أى لا تسروا العدل عن الناس
حرمة أكل أموال الناس بالباطل :
نهى الله المؤمنين عن أخذ أموال وهى أملاك أى أمتعة بعضهم بالباطل وهو الحرام عن طريق أن يدلوا بها للحكام والمراد عن طريق -التوسل ببعض المال أو غيره من متاع الدنيا وهو- دفع الرشوة للحكام وهم الآمرين سواء كانوا قضاة محاكم أو ولاة على وظيفة ما من أجل التالى أكل فريق من أموال الناس بالإثم والمراد أخذ بعض من أملاك وهى حقوق الآخرين بالظلم وهؤلاء الفاعلين الرشوة يعلمون الحق وهو حرمة الرشوة وأخذ أموال الناس بالباطل ووجوب عقاب المشتركين فى هذه الجريمة" وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريق من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون "
الباطل المحلل بالتراضى :
نهى الله المؤمنين عن أكل أموالهم بينهم بالباطل والمراد عن أخذ بعضهم لأموال البعض الأخر بالحرام وهو الكفر واستثنى من الحرام التجارة وهى البيع الذى يشترط لكى يكون مباحا تراضى أطرافه والمراد اتفاق أصحابه اتفاق يقبله كل منهم ولا يصبح فى نفسه منه شيئا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم"
أكل أموال الناس بالباطل سبب تحريم الطيبات على اليهود :
بين الله لنبيه(ص)أن بسبب ظلم أى كفر الذين هادوا ومنه صدهم عن سبيل الله كثيرا والمراد وردهم الناس عن دين الله دوما ومن كفرهم أخذهم الربا أى واستباحتهم أخذ الزيادة على الدين وقد نهوا عنه أى وقد زجروا عن أخذه ومن كفرهم أكلهم أموال الناس بالباطل والمراد أخذهم أملاك البشر بالزور حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم والمراد منعنا عليهم نافعات أبيحت لهم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
""فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل
الأحبار والرهبان يأكلون الأموال بالباطل :
نادى الله الذين آمنوا وهم الذين صدقوا حكم الله فقال:إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل والمراد إن عديدا من العلماء أى الخوافين ليأخذون أملاك الخلق بالزور والمراد يأخذون السحت مصداق لقوله بسورة المائدة "أكالون للسحت"وهذا يعنى أنهم يفرضون دفع أموال دون أن ينزل الله بدفعها حكم ويصدون عن سبيل الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة:
"يا أيها الذين أمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل
إيمان الكفار بالباطل :
سأل الله نبيه(ص) أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون والمراد هل بالكفر يصدقون وبوحى الله هم يجحدون مصداق لقوله بسورة النحل"أفبنعمة الله يجحدون"؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب الكفر بالباطل والتصديق بالحق وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون "
الكفار يجادلون بالباطل :
وضح الله للنبى(ص) أنه يرسل المرسلين أى يبعث الأنبياء(ص)مبشرين أى منذرين والمراد مبلغين لوحيه الكريم،ويبين لهم أن الذين كفروا أى كذبوا وحى الله يجادلوا بالباطل والمراد يتحدثوا بالكذب وهو الزور حتى يدحضوا به الحق والمراد حتى يدمروا به العدل وهو الوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف :
"وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق"
المؤمنون بالباطل خاسرون :
بين الله أن الذين آمنوا بالباطل أى والذين صدقوا بالجبت أى الطاغوت وهو الكفر مصداق النساء"يؤمنون بالجبت والطاغوت"وفسر هذا بأنهم كفروا بالله أى كذبوا بنعمة وهى حكم الله مصداق لقوله بسورة النحل"وبنعمة الله هم يكفرون"أولئك هم الخاسرون أى المعذبون وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون"
سبب جدال الكفار بالباطل هزيمة الحق:
وضح الله أن قوم وهم شعب نوح(ص)والأحزاب وهم الأقوام من بعد هلاكهم كذبوا أى كفروا بحكم الله وهمت كل أمة برسولها والمراد واجتمعت كل جماعة على نبيهم والسبب ليأخذوه أى ليقتلوه وجادلوا بالباطل والمراد وتحدثوا بالكذب والسبب أن يدحضوا به الحق والمراد أن يزيلوا أى أن يطفئوا به الحق وهو نور الله فكانت النتيجة أن أخذتهم أى أهلكتهم بذنوبهم فكيف كان عقاب أى"فكيف كان نكير"كما قال بسورة الملك والمراد خذوا العظة من العذاب الذى نزل بهم، وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولها ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب"
إبطال الله السحر :
بين الله أن السحرة ألقوا أى عملوا سحرهم فقال لهم موسى (ص)ما جئتم به السحر والمراد الذى فعلتم هو الخداع إن الله سيبطله والمراد إن الله سيزيله من الوجود إن الله لا يصلح عمل المفسدين والمراد إن الله لا ينصر فعل الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين"
بطلان عمل السحرة :
بين الله أنه أوحى أى ألقى أى قال لموسى(ص)"ألق عصاك والمراد ارم خشبتك على الأرض تلقف ما يأفكون أى تبتلع ما يصنعون فرمى موسى العصا فوقع الحق والمراد فثبت الصدق وهو العصا وأما ما كانوا يعملون فقد بطل والمراد أما ما كانوا يصنعون من السحر فقد زال أى اختفى وبقت العصا وحدها رمز الإعجاز وليس السحر وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هى تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون
باطل عمل الأصنام :
وضح الله لنبيه(ص)أنه جاوز أى عبر ببنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب(ص)البحر وهو اليم أى الماء فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم والمراد مروا فى طريقهم للأرض المقدسة على ناس يعبدون أوثان لهم فقالوا لموسى:اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والمراد اصنع لنا وثنا كما لهم أوثان وهذا يعنى أنهم يريدون إلها متجسدا فى صورة صنم فقال لهم موسى(ص)إنكم قوما تجهلون والمراد إنكم ناسا تكفرون بحكم الله وهذا اتهام لهم بتناسى حكم الله الذى منع عليهم عبادة أى وثن ،وقال إن هؤلاء متبر ما هم فيه والمراد إن عابدى الأوثان مدمر الذى هم فيه وقال أنه باطل ما كانوا يعملون أى محرم الذى كانوا يفعلون وهذا يعنى أن أوثان الكفار سيدمرها الله وأما أعمالهم وهى عبادة الأوثان فهى محرمة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون"
بطلان عمل الكفار فى الأخرة :
بين الله أن ليس لطالبى الدنيا فى الآخرة وهى القيامة إلا النار وهى جهنم ويبين له أنه حبط ما صنعوا فيها والمراد خسر الذى عملوا فى الدنيا أى حبط وفسر هذا بأنه باطل ما كانوا يعملون والمراد زائل أجر الذى كانوا يفعلون لأنهم أخذوا أجرهم وهو طيباتهم فى الدنيا مصداق لقوله بسورة الأحقاف "أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا" وفى هذا قال تعالى بسورة هود :
"أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط عنهم ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
سبب عدم ارتياب مبطلى قريش فى رسالة محمد (ص):
بين الله لنبيه(ص)أنه ما كان يفعل التالى :يتلوا من كتاب من قبله والمراد ما كان يقرأ صحيفة من قبل القرآن ولا يخطه بيمينه والمراد ولا يكتب كتاب بيده ويبين له أنه لو كان يقرأ الصحف ويكتبها قبل نزول القرآن لأصبح لدى المبطلين وهم المكذبين سبب يجعلهم يرتابون أى يشكون فى صحة القرآن ولكنهم يعرفون أنه من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون"
الكفار يقولون عن المسلمون مبطلون لو أتوهم بالآيات :
بين الله لنبيه(ص)أنه لو جاء الكفار بآية والمراد لو أتاهم بمعجزة لكانت النتيجة أن يقول الذين كفروا أى كذبوا الوحى إن أنتم إلا مبطلون أى مخادعون أى ساحرون وهذا يعنى أنهم يتهمونه بممارسة السحر وفى هذا قال تعالى بسورة الروم:
" ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون"
موعد خسران المبطلين :
بين الله أنه إذا جاء أمر الله والمراد إذا أتى عذاب الرب قضى بالحق أى حكم الله بالعدل فينجى المؤمنين وخسر هنالك المبطلون أى وهلك أى وعذب عند ذلك الكافرون مصداق لقوله بنفس السورة "وخسر هنالك الكافرون وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون
وبين الله أن يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون والمراد يوم تحدث القيامة يومذاك يبلس أى يعذب المجرمون مصداق لقوله بسورة الروم"ويوم تقوم الساعة يومئذ يبلس المجرمون وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية :
"ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ".
الذرية لا تريد هلاكا بما فعل المبطلون السابقون :
بين الله أنه أخذ من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم والمراد أنه فرض على أولاد آدم(ص)على أنفسهم ميثاقهم وهذا يعنى أن الله واثق كل إنسان على ذرية أى ميثاق هو عبادة الله وحده وقد أخذ الميثاق من ظهر أى نفس كل إنسان عن طريق إبلاغه الوحى الإلهى فى عصره عن طريق رسله وكتبه وأشهد الله الناس على أنفسهم والمراد وأقر الله الناس لما سألهم ألست بربكم أى ألست بإلهكم فأجابوا بلى شهدنا أى أقررنا أنك إلهنا والسبب فى أخذ الميثاق على الناس هو ألا يقولوا يوم القيامة أى البعث: إنا كنا عن هذا غافلين أى جاهلين والمراد لم يخبرنا أحد بوجوب عبادة الله وحتى لا يقولوا إنما أشرك أى كفر آباؤنا وكنا ذرية أى نسل من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون والمراد هل تعذبنا بالذى عمل الكافرون؟وهذا يعنى أنه سد على الكفار منافذ الحجة وهى وصول الوحى والإعتذار بالغير وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون"
إبطال ثواب الصدقات :
طلب الله من الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله ألا يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى والمراد ألا يحبطوا عطاياهم بالفخر على الأخذين وإلحاق الضرر بالأخذين وهذا يعنى أن ثواب العطايا يزول بسبب المن والأذى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"يا أيها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"
إبطال الباطل :
بين الله للمؤمنين أنه ينصرهم ويعاقب الكافرين ليحق الحق أى ليحكم أهل العدل بالعدل فى الدنيا ويبطل الباطل والمراد ويمحو الكفر مصداق لقوله بسورة الشورى "ويمح الله الباطل"وهذا يعنى أنه يهزم أهل الكفر ولو كره المجرمون والمراد ولو مقت أى ولو بغض الكافرون وهم المشركون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال :
"ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون"
وقد استخدم الفقهاء مشتقات الكلمة خاصة الابطال بمعانى :
الْفسْخ، والإْفْساد، والإْزالة، والنّقْض، والإْسْقاط
وقد قال أغلب الفقهاء بعدم صحة إبطال العبادة بعد الانتهاء منها والبعض قال بصحة إبطالها كما تقول الموسوعة الفقهية الكويتية:
"5 - جُمْهُورُ الْفُقهاء على أنّهُ لا يصحُّ إبْطال الْعبادة بعْد الْفراغ منْها وفي رأْيٍ للْمالكيّة أنّ نيّة إبْطال الْعبادة بعْد الْفراغ منْها صحيحةً تُبْطلُها.
ويحْرُمُ إبْطال الْفرْض بعْد التّلبُّس به دُون عُذْرٍ شرْعيٍّ، وكذلك النّفل عنْد الْحنفيّة والْمالكيّة ويجبُ إعادتُهُ، لقوْل اللّه سُبْحانهُ {ولا تُبْطلُوا أعْمالكُمْ} .
ويُكْرهُ عنْد الشّافعيّة والْحنابلة إبْطال النّافلة بعْد الشُّرُوع فيها، عدا الْحجّ والْعُمْرة. أمّا فيهما فيحْرُمُ الإْبْطال عنْد الشّافعيّة، وهُو روايةٌ عنْ أحْمد. والرّوايةُ الثّانيةُ أنّهُما كسائر التّطوُّعات. ومثْل الْحجّ والْعُمْرة عنْد الشّافعيّة الْجهادُ في سبيل اللّه.
أمّا التّصرُّفاتُ اللاّزمةُ فلا يردُ عليْها الإْبْطال بعْد نفاذها إلاّ برضا الْعاقديْن، كما في الإْقالة.
وفي الْعُقُود غيْر اللاّزمة من الْجانبيْن لكُلٍّ من الْعاقديْن إبْطالُها متى شاء. وفي الْعُقُود اللاّزمة منْ جانبٍ دُون آخر، يصحُّ الإْبْطال ممّن الْعقْدُ غيْرُ لازمٍ في حقّه. والْمُرادُ هُنا الإْبْطال بمعْنى الْفسْخ."
وإبطال العبادة بعد عملها راجع فى الإسلام إلى الله فهو من يبطلها بسبب نقص فيها أو بسبب عدم خلوص النية وأما إبطال الفرد لعبادة ما فرض من الله فهو ارتداد
وأما كل حكم خير الله الإنسان فيه فى أمور عدة فللفرد أن يبطل اختياراته كاختيار زوجة أو زوج أو بيع وعدم بيع للشىء أو اظهار للنفقة أو إبطانها
فالحكم الاختيارى يمكن ابطاله