الاثنين، 31 مايو 2021

نقد كتاب صلاة الكسوف ، أحكام ومسائل

نقد كتاب صلاة الكسوف ، أحكام ومسائل
الكتاب تأليف إحسان بن محمد بن عايش العتيبي وهو يدور حول صلاة ليست فى وحى الله ولا يوجد حتى إشارة إليها فى كتاب الله وهى ما يسمونه صلاة الكسوف وفى مقدمته قال العتيبى:
" فبعد أيام قلائل يأتي على الناس حدث عظيم ، وأمر مهول ، وهو "كسوف الشمس" ، وليس الأمر كما يظن كثير من الناس أنه حدث فلكي ، أو منظر طبيعي يتسلى الناس برؤيته ، والاستمتاع بمشاهدته!! ، كلا والله إن الأمر جد خطير ، وأصبح هم الناس ما قد يصيب أعينهم من النظر إلى الشمس في كسوفها ، وأصبح التحذير للناس لما قد يسببه النظر من أمراض – وهذا لا يجزم به – وكأنه يجوز لهم في غير هذه الحالة النظر والاستمتاع!! ، ولعلنا لا نبالغ إذا فلنا إننا نتوقع أن يأتي على الناس زمان ينظرون فيه إلى خروج الشمس من مغربها على أنها حادثة فلكية غريبة!! والدليل على توقعنا هذا ما نراه الآن من التعامل مع الكسوف والخسوف اللذين جعلهما الله تعالى آيتين يخوف بهما عباده ، يتعاملون معهما على أنهما ظواهر كونية مجردة عن الوعظ والتخويف! ولقد غفل الناس عن أحكام هذه الصلاة، وتسمى صلاة الآيات كما قال شيخ الإسلام في "النبوات" (ص 190) ومعانيها ، ومسائلها،وضاعت مع ما ضيع من الفرائض الكثيرة."
الرجل هنا يتحدث بقوة وصرامة وكأن هذه الصلاة واجبة ولو وجبت لناقضت كل أحاديث وجوب الصلوات الخمس فقط لأنه فى احدى الروايات لما سأل الصحابى هل على غيرها قال لا والغريب أنه ينقل عن ابن تيمية والذى أظهر بكلامه تناقض الروايات فى الموضوع واستهل العتيبى كلامه بالحديث عن كون الكسوف والخسوف من آيات الله فقال:
"الكسوف والخسوف من آيات الله:
كثيرة هي آيات الله عز وجل ، وهي مخلوقة للتفكر والاعتبار ، لكن الناس عن هذا في غفلة ، ومنه في بعد ، قال الله تعالى { وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون }!!.
وقال النبي (ص)" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله" رواه البخاري (1044) و مسلم (901)."

وهو كلام لا ريب فيه ثم حدثنا عن كون الظاهرتين ليس لهما ارتباط بموت أو ولادة أحد فقال:
"لا ارتباط بين الكسوف وموت أو حياة أحد من الناس:
ويعتقد بعض الناس أن الشمس تكسف ، والقمر يخسف لحياة أو موت أحد من العظماء أو الزعماء ، وهو اعتقاد موروث من أهل الجاهلية ، قال النبي (ص)"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته" متفق عليه – وهو تتمة الحديث السابق - ، وقد ظن بعضهم ذلك أول الأمر لما كسفت الشمس يوم وفاة إبراهيم – ابن النبي (ص)- ، فعن المغيرة بن شعبة قال : "كسفت الشمس على عهد رسول الله (ص)يوم مات إبراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله (ص)إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته" رواه البخاري (1043) ، ومسلم (915) ، وتاما -كرواية البخاري - (915) من حديث جابر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية وقوله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته رد لما كان قد توهمه بعض الناس من أن كسوف الشمس كان لأجل موت إبراهيم ابن النبي (ص)وكان قد مات وكسفت الشمس فتوهم بعض الجهال من المسلمين أن الكسوف كان لأجل هذا فبين لهم النبي (ص)أن الكسوف لا يكون سببه موت أحد من أهل الأرض ونفى بذلك أن يكون الكسوف معلولا عن ذلك وظنوا أن هذا من جنس اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما ثبت ذلك في الصحيح فنفى النبي (ص)ذلك وبين أن ذلك من آيات الله التي يخوف بها عباده "الرد على المنطقيين" (ص 271)."

والكلام كان صحيحا حتى ذكر الرجل حديث اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ الذى لا علاقة له بالموضوع والخطأ هو إهتزاز العرش لموت سعد وهذا تخريف لأن العرش لا يهتز بسبب أى شىء بدليل أن قول الكفار أن لله ولدا لا يجعل ملك السموات والأرض يتهدم ويتشقق رغم سوءه رغم أن السموات والأرض والجبال تريد ذلك إنتقاما لله وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا"
ثم ذكر كون الظاهرتين هما للتخويف فقط فقال :
"الكسوف والخسوف للتخويف لا للتسلية:
وقد اعتاد الناس في كل عام في العالم كله تجهيز مناظيرهم ، واختيار أفضل الأماكن للسفر إليها لمشاهدة الكسوف أو الخسوف!! وهو من تغيير أحكام الشرع ، ومن مخالفة السبب الذي أوجد الله له هذه الآيات : وهو تخويف عباده ‍‍‍، عن أبي بكرة قال : قال رسول الله (ص)"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله تعالى يخوف بها عباده " رواه البخاري (1048) .
ولا يمنع أن يكون ذلك معروفا بالحساب ، قال ابن دقيق العيد : ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله " يخوف الله بهما عباده " وليس بشيء لأن لله أفعالا على حسب العادة ، وأفعالا خارجة عن ذلك ، وقدرته حاكمة على كل سبب ، فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض ، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد ، وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقها ؛ وحاصله : أن الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقا في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفا لعباد الله تعالى " فتح الباري " (2/683) .

وعلق على كلام ابن دقيق العيد الشيخ عبد العزيز بن باز ، فقال : ما قاله ابن دقيق العيد هنا تحقيق جيد ، وقد ذكر كثير من المحققين – كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – ما يوافق ذلك ، وأن الله سبحانه قد أجرى العادة بخسوف الشمس والقمر لأسباب معلومة يعقلها أهل الحساب ، والواقع شاهد بذلك ولكن لا يلزم من ذلك أن يصيب أهل الحساب في كل ما يقولون ، بل قد يخطئون في حسابهم ، فلا ينبغي أن يصدقوا ولا أن يكذبوا ، والتخويف بذلك حاصل على كل تقدير لمن يؤمن بالله واليوم الآخر . والله أعلم . أ.هـ هامش " فتح الباري" – الموضع السابق - .
وقال شيخ الإسلام: والتخويف إنما يكون بما يكون سببا للشر قال تعالى {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} فلو كان الكسوف وجوده كعدمه بالنسبة إلى الحوادث لم يكن سببا لشر وهو خلاف نص الرسول"

وكلام ابن تيمية عن كون الظاهرتين من الآيات المخوفة هو مناقض لمنطوق الأية
"وما منعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وأتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا"
فالآيات المذكورة هنا هى المعجزات فهى التى تم منعها وهى كانت لتخويف الأقوام كناقة صالح(ص)والظاهرات ليست من المعجزات لتكرارهما عدة مرات فى كل عام فى مناطق مختلفة من الأرض بينما المعجزة لا تتكرر
والظاهرات الكونية المتكررة تكون تخويفا وترهيبا فى نفس الوقت كما فى الرعد والبرق وفيهما قال تعالى :
"ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا"
ثم قال العتيبى:
"وأيضا : في السير أن النبي (ص)نظر إلى القمر وقال لعائشة : "يا عائشة تعوذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب" - رواه الترمذي (3366) وصححه ، وأحمد (23802) -، والاستعاذة إنما تكون مما يحدث عنه شر."
وقطعا هذه الرواية هناك رواية مناقضة لها مذكورة فى تفسير الطبرى وهى:
حدثنا به نصر بن عليّ، قال: ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام، قال: ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) قال: " النجم الغاسق "
وقطعا لا يمكن أن يفسر قول واحد بتفسيرين متناقضين ومن ثم لا تصح رواية فيهما
ثم بين العتيبى أن ما يدفع تلك الأشياء الصلاة ، والدعاء ، والذكر ، والاستغفار ، والتوبة ، والإحسان بالصدقة ، والعتاقة وهو كلام خاطىء وهو قوله:
"وأمر (ص)عند انعقاد أسباب الشر بما يدفع موجبها بمشيئة الله تعالى وقدرته من الصلاة ، والدعاء ، والذكر ، والاستغفار ، والتوبة ، والإحسان بالصدقة ، والعتاقة ، فإن هذه الأعمال الصالحة تعارض الشر الذي انعقد سببه …. ، وهذا كما لو جاء عدو فإنه يدفع بالدعاء وفعل الخير وبالجهاد له وإذا هجم البرد يدفع باتخاذ الدفء فكذلك الأعمال الصالحة والدعاء ، وهذا ما اتفق عليه الملل . أ.هـ "الرد على المنطقيين" (ص 271-272).
ما ينبغي فعله وقت الكسوف والخسوف
( 1 ) الصلاة والأظهر أنها واجبة ، لأمر النبي (ص)بها – كما سيأتي -:

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخبر عن النبي (ص)"إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا" رواه البخاري (1402) ومسلم (914)."
الصلاة لا يمكن أن يقصد بها الصلاة ذوات الركوعات والسجودات وإنما هى الدعاء فالإنسان يدعو غذا مسه شر أو توقع أن بمسه الضر كما قال تعالى :
"وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض"ثم قال:
"( 2 ) الصدقة:
عن عائشة أنها قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله (ص)فصلى رسول الله (ص)بالناس فقام فأطال القيام …. ثم قال : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك … وصلوا وتصدقوا" رواه البخاري (1044) ومسلم (901)
( 3 ) الدعاء
عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم فقال رسول الله (ص): "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي" رواه البخاري (1061) ومسلم (915)."

الرواية الثانية ليس فيها تصدق ومن ثم الاستدلال بها خاطىء كما أن التصدق يكون له سبب وهو حاجات الناس وليس سببه الظواهر الكونية لأن الإنسان كلما شاهد ظاهرة تخيفه سيتصدق فإنه سيتصدق يوميا بسبب الظلام والريح والمطر والحر والبرد ثم قال:
"( 4 ) ذكر الله والاستغفار

عن أبي موسى قال خسفت الشمس فقام النبي (ص)فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله وقال هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله به عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره" رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
قال الحافظ ابن حجر : وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء .أ. هـ "فتح الباري" (2/695)."

الرواية التى استدل بها متناقضة فالرجل ذكر صلاته ومع هذا فالرواية لم تذكر الصلاة فى الأمور التى ترفع ذلك ثم قال:
"( 5 ) العتق:
وإذا لم يكن في هذا الزمان رقاب تعتق ، فيعمل بالأولى وهو عتق النفس من الإثم ، ومن النار ، والإنسان عبد لربه فليسارع ليحرر نفسه من عبودية الهوى والشيطان ، ولعل هذه المناسبة أن تعيد العقول إلى أصحابها فيتخلون عن قتل الأبرياء ، وظلم الأتقياء ، وتلويث عرض الأنقياء ، وهضم حقوق الأخفياء عن أسماء قالت : "لقد أمر النبي (ص)بالعتاقة في كسوف الشمس" . رواه البخاري (1054) ."
قطعا الخطأ هو العتق عند الكسوف ومن المعروف أن العتق يكون بسبب ذنوب أو بسبب الإحسان لإنسان مسلم بعتقه وليس بسبب ظواهر كونية ثم قال:
"( 6 ) التعوذ بالله من عذاب القبر
عن عائشة زوج النبي (ص)..فسألت عائشة رسول الله (ص)أيعذب الناس.. ثم ركب رسول الله (ص)ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله (ص)بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه فقام قياما طويلا ….وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر" .رواه البخاري (1050) ومسلم (903) - من غير الأمر بالتعوذ ، لكن فيه أنه كان يستعيذ بعده من عذاب القبر – "
الخطأ وجود عذاب فى القبر وهو ما يخالف أن النار فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود وهو الجنة والنار فى السماء
وبعد ذلك ذكر نصوصا فى الصلاة المزعومة للكسوف فقال :
" هذا ما تيسر ذكره مما يفعل وقت الكسوف ، وأما الصلاة فيه فله أحكام كثيرة نوجزها فيما يأتي :عددها ركعتان عن أبي بكرة قال : "انكسفت الشمس على عهد رسول الله (ص)فصلى ركعتين" .رواه البخاري (1062)
القراة فيها جهرية وسواء كانت الصلاة في الليل أو في النهار.
عن عائشة رضي الله عنها : "جهر النبي (ص)في صلاة الخسوف بقراءته" . رواه البخاري (1066) ومسلم (901).
ج. كيفيتها
وهي ركعتان ، في كل ركعة : قراءتان وركوعان وسجدتان عن عائشة رضي الله عنها : "جهر النبي (ص)في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من قراءته كبر فركع وإذا رفع من الركعة قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات" . متفق عليه – الموضع السابق - .
د. إطالة الصلاة
عن أبي موسى قال : "خسفت الشمس فقام النبي (ص)فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله" . رواه البخاري (1059) ومسلم (912).
هـ. الركعة الأولى أطول من الثانية
عن عائشة أن يهودية …. فكسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله (ص)بين ظهراني الحجر ثم قام فصلى وقام الناس وراءه فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد سجودا طويلا ثم قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد وهو دون السجود الأول ثم انصرف" . متفق عليه – وقد سبق قريبا -.

ز. ينادى لها "الصلاة جامعة" بلا أذان ولا إقامة
عن عبد الله بن عمرو أنه قال : "لما كسفت الشمس على عهد رسول الله (ص)نودي إن الصلاة جامعة فركع النبي (ص)ركعتين في سجدة ثم قام فركع ركعتين في سجدة ثم جلس ثم جلي عن الشمس قال وقالت عائشة رضي الله عنها ما سجدت سجودا قط كان أطول منها". رواه البخاري (1051) ومسلم (910).قلت : ومعنى " سجدة " : ركعة .
= وعن عائشة أن الشمس خسفت على عهد رسول الله (ص)فبعث مناديا الصلاة جامعة فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات" . رواه مسلم (901).
ح. صلاة الكسوف جماعة في المسجد
= وفيه بعض الأحاديث السابقة – ولا مانع من أن يصليها الناس في بيوتهم فرادى ، وإن كان الأولى أن تكون في المسجد وجماعة - ، وأيضا : عن عائشة زوج النبي (ص)قالت خسفت الشمس في حياة النبي (ص)فخرج إلى المسجد فصف الناس وراءه فكبر فاقترأ رسول الله (ص)قراءة طويلة …". رواه البخاري (1046).
قلت : وهذا لا يتعارض مع الندب لأداء النوافل في البيت ، فإن هذه الصلاة مما تشرع فيه الجماعة ، فصار أداؤها في المسجد خير من أدائها في البيت .

قال شيخ الإسلام وأما قوله أي: النبي (ص)"أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" فالمراد بذلك ما لم تشرع له الجماعة ؛ وأما ما شرعت له الجماعة كصلاة الكسوف ففعلها في المسجد أفضل بسنة رسول الله (ص)المتواترة واتفاق العلماء"منهاج السنة النبوية" (8/309).
ط. صلاة النساء في المسجد
ويسن حضور النساء إلى المساجد لأداء الصلاة ، ويجب التخلي عن الطيب والزينة في كل خروج لهن ، ويتأكد الأمر ها هنا لما فيه من الفزع والتخويف بهذه الآية .
عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة زوج النبي (ص)حين خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان الله فقلت آية؟ فأشارت أي نعم قالت فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب فوق رأسي الماء فلما انصرف رسول الله (ص)حمد الله وأثنى عليه … " . رواه البخاري (1053) ومسلم (905).
ي. رفع اليدين في الدعاء

عن عبد الرحمن بن سمرة قال : بينما أنا أرمي بأسهمي في حياة رسول الله (ص)إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله (ص)في انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلي عن الشمس فقرأ سورتين وركع ركعتين" . رواه مسلم (913).
ك. الخطبة بعد الصلاة
ويسن الإمام بعد الصلاة أن يخطب بالناس – والأصح أنها خطبة واحدة ، وهو مذهب الشافعي- ، يذكرهم باليوم الآخر ، ويرهبهم من الحشر والقيامة ، ويعلمهم بحالهم في القبور وسؤال الملكين، وكل هذا من هديه (ص)، وإليكم نماذج من خطبه (ص):

= عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله قلت آية؟ فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي (ص)وأثنى عليه ثم قال : ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب – لا أدري أي ذلك قالت أسماء – من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن – لا أدري بأيهما قالت أسماء – فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به ، وأما المنافق أو المرتاب – لا أدري أي ذلك قالت أسماء – فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " رواه البخاري (86) ومسلم (905) _ ، وسبق موضع آخر في البخاري .
= عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن النبي (ص)صلى صلاة الكسوف فقام فأطال القيام …. ثم انصرف فقال : "قد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها ودنت مني النار حتى قلت أي رب وأنا معهم فإذا امرأة حسبت أنه قال تخدشها هرة قلت ما شأن هذه قالوا حبستها حتى ماتت جوعا لا أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض" . رواه البخاري (745).
= عن عائشة أنها قالت خسفت الشمس في عهد رسول الله (ص)فصلى رسول الله (ص)بالناس فقام فأطال القيام …. ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا ثم قال يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" . رواه البخاري (1044) ومسلم (901).

= عن جابر قال : انكسفت الشمس في عهد رسول الله (ص)يوم مات إبراهيم ابن رسول الله (ص)فقال الناس إنما انكسفت لموت إبراهيم فقام النبي (ص)فصلى بالناس … ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا - وقال أبو بكر حتى انتهى إلى النساء - ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس فقال يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس وقال أبو بكر لموت بشر فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه" . رواه مسلم (904).
ل. يجوز أداء الصلاة ولو في وقت الكراهة
المعلوم أن النبي (ص)نهى عن صلاة التنفل بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، وقبل الزوال – أي: الظهر - ، وبعد العصر إلى غروب الشمس – وهذا ثابت في الصحيحين - ، لكن إذا كان لهذه النوافل أسباب : فالصحيح أنه يجوز أداؤها ، ويبقى النهي عن الصلاة لغير ذوات الأسباب
قال شيخ الإسلام ونهى النبي (ص)عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لأن المشركين يسجدون للشمس حينئذ والشيطان يقارنها وإن كان المسلم المصلي لا يقصد السجود لها لكن سد الذريعة لئلا يتشبه بالمشركين في بعض الأمور التي يختصون بها فيفضي إلى ما هو شرك ، ولهذا نهى عن تحري الصلاة في هذين الوقتين هذا لفظ ابن عمر الذي في الصحيحين فقصد الصلاة فيها منهي عنه وأما إذا حدث سبب تشرع الصلاة لأجله مثل تحية المسجد ، وصلاة الكسوف ، وسجود التلاوة ، وركعتي الطواف ، وإعادة الصلاة مع إمام الحي ، ونحو ذلك فهذه فيها نزاع مشهور بين العلماء والأظهر جواز ذلك واستحبابه فإنه خير لا شر فيه وهو يفوت إذا ترك وإنما نهي عن قصد الصلاة وتحريها في ذلك الوقت لما فيه من مشابهة الكفار بقصد السجود ذلك الوقت فما لا سبب له قد قصد فعله في ذلك الوقت وإن لم يقصد الوقت بخلاف ذي السبب فإنه فعل لأجل السبب فلا تأثير فيه للوقت بحال . أ.هـ "مجموع الفتاوى" (17/502).
م. بداية الصلاة ونهايتها
ويسن أن يبدأ الناس بالصلاة أول وقت الكسوف ، ويستمر الوقت إلى نهاية الكسوف ، فإذا انتهى الوقت لم يشرع أداء الصلاة لانتهاء السبب وخروج الوقت عن عائشة زوج النبي (ص)قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله (ص)فخرج رسول الله (ص)إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله (ص)قراءة طويلة.. ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة وقال أيضا فصلوا حتى يفرج الله عنكم …" رواه مسلم (901) ، والبخاري (1401) – بدون الجملة الأخيرة - .
وعن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله (ص)فانكسفت الشمس فقام النبي (ص)يجر رداءه حتى دخل المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال (ص)"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم" رواه البخاري (1040) ، ومسلم (911) من حديث أبي مسعود الأنصاري.

قال شيخ الإسلام (ص): والمقصود أن تكون الصلاة وقت الكسوف إلى أن يتجلى فإن فرغ من الصلاة قبل التجلي ذكر الله ودعاه إلى أن يتجلى ، والكسوف يطول زمانه تارة ويقصر أخرى بحسب ما يكسف منها فقد تكسف كلها وقد يكسف نصفها أو ثلثها فإذا عظم الكسوف طول الصلاة حتى يقرأ بالبقرة ونحوها في أول ركعة وبعد الركوع الثاني يقرأ بدون ذلك وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي (ص)بما ذكرناه كله. أ.هـ "مجموع الفتاوى" (24/260).
فوائد :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية والصواب أنه لم يصل - أي: النبي (ص)- إلا بركوعين ، وأنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم وقد بين ذلك الشافعي وهو قول البخاري وأحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه والأحاديث التي فيها الثلاث والأربع فيها أنه صلاها يوم مات إبراهيم ، ومعلوم أنه لم يمت في يومي كسوف ولا كان له إبراهيمان .أ.هـ "مجموع الفتاوى" (1/256).
قال شيخ الإسلام (ص): ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير في سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله ، وذكره والاستغفار ، والصلاة ، والصدقة ، ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهي دين المشركين والنصارى.أ.هـ "مجموع الفتاوى" (27/89-90). وكلامه عن دعاء غير الله عز وجل."

والأخطاء فيما سبق هى :
الأول التناقض فى عدد الركوعات والسجودات وفى صلاتها عدة مرات ومن ثم ذكر العتيبى قول ابن تيمية فى ذلك" والصواب أنه لم يصل - أي: النبي (ص)- إلا بركوعين ، وأنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم"
الثانى الجهر فى الصلاة وهو ما يناقض عدم جواز الجهر فى الصلاة كما قال تعالى :
"ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
الثالث رفع اليدين فى الدعاء وهو ما يخالف أن الله ليس له جهة ومن ثم فرع اليدين إلى السماء خطأ ولو كان الله فى جهة السماء لأشبه خلقه فى كونه له جهة مثلهم وهو ما يتنافى مع قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
الرابع استمرار الصلاة مدد طويلة حتى زوال الظاهرة وهذا معناه أن يترك الناس أعمالهم وطاعاتهم الأخرى لله لتلك الصلاة التى لا تزيل شيئا لأن تلك الظاهرة لها أوقات معروفة لكونها تتكرر فى أوقات وأماكن معينة وكل صلاة لها وقت محدد بحيث لا يتعب الإنسان منها ثم قال : "3-قال شيخ الإسلام الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر ، وذلك من آيات الله تعالى كما قال تعالى { وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} ، وقال تعالى {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق} ، وقال تعالى {والشمس والقمر بحسبان} ……وكما أن العادة التي أجراها الله تعالى أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط فكذلك أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها ، لكن العلم بالعادة في الهلال علم عام يشترك فيه جميع الناس وأما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك من باب علم الغيب ، ولا من باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم من صدقه ، فإن ذلك قول بلا علم ثابت وبناء على غير أصل صحيح .أ.هـ "مجموع الفتاوى" (24/254-256).
4. قال شيخ الإسلام والعلم بوقت الكسوف والخسوف وإن كان ممكنا لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالما بذلك وقد لا يكون ، وقد يكون ثقة في خبره وقد لا يكون، وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبه موقوف ، ولو أخبر مخبر بوقت الصلاة وهو مجهول لم يقبل خبره لكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك وإذا جوز الإنسان صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثا من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته فان الصلاة عند الكسوف متفق عليها بين المسلمين وقد تواترت بها السنن عن النبي (ص)ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد من وجوه كثيرة واستفاض عنه أنه صلى بالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم "مجموع الفتاوى"(24/258).
5. اختلف أهل العلم فيا تدرك به صلاة الكسوف ، والأظهر – والله أعلم – أنها تدرك بالركوع الأول من الركعة الأولى ، وعليه : فمن فاته الركوع الأول فعليه قضاء الركعة"

وما نقله الرجل لو عقله هو غيره لوجب عليه أن يخترع صلوات للظواهر المشابهة مثل المد والجزر وظهور الشهب والمذنبات فلها أوقات تقع فيها كما يقع الخسوف والكسوف والسؤال لماذا الخسوف والكسوف وليس للمذنبات صلوات؟
لو أن الله فرض تلك الصلاة لفرض لكل الظواهر صلوات ولكن الله لم يفرض شىء سوى الصلوات المكتوبة فقط 

الأحد، 30 مايو 2021

نقد كتاب القلوب

نقد كتاب القلوب
الكتاب هو محاضرة ألقاها صالح بن عواد المغامسي وهو يدور حول القلوب وفى مقدمته قال :
"أما بعد...فيا أيها المؤمنون ما أصلح الإنسان من نفسه شيئا أعظم من قلبه ، ولا التمس طريقا اجل من رضوان ربه ، ولا التمس كتابا اصدق من كتاب الله ولا هديا ابلغ من هدي محمد (ص)..."
وفى الوقفة الأولى معرفة الخالق بين المغامسى أن الدعوة بنيت على أساس التفرقة بين الله وبين آلهة الكفار المزعومة ومن ثم المسلم يملأ قلبه بالله والكافر يملأ قلبه بغير الله و هو ما قاله المغامسى هنا:
"الوقفة الأولى:- معرفة الخالق - جل جلاله -
أيها المؤمنون يقوم القرآن على قاعدة عظيمة يراد إيصالها لمن يقرؤه ألا وهي أن النبي (ص)خاصمه الملأ من قريش فيما أنزل إليه وفي دعواه للنبوة ، وفي أنهم كانت لهم آلهة يعبدونها من دون الرب -تبارك وتعالى- يفيئون إليها ويعكفون عليها وهذه القاعدة التي تبناها القرآن أن الفصل بيننا وبينكم أي بين من ينتسبون إلى القرآن وبين هؤلاء الوثنيين من اثبت أن هناك خالقا غير الله فليعبده ، هذا من قواطع الدين لا احد يخلق إلا الرب -تبارك وتعالى- قال الله : {هل من خالق غير الله، وقال - جل جلاله - : {فتبارك الله أحسن الخالقين}، وقال : {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}وهذا المبدأ العظيم يبدأ الإنسان به حياته كلها وهو يسير على نهج صراط الله المستقيم ، ذلك أن المرء إذا استقر في قلبه وذهنه أن الله هو خالقه ، هو رازقه ، هو المنعم عليه ، لم يقع في قلبه -إن كان على الفطرة- أن يصرف عبادة أو طاعة أو أمرا أمره الله أن لا يصرف إلا له -تبارك وتعالى- ، ومن هنا يأتي مسألة إن القلوب أوعية ، إما أن تملأ بحب الله وتعظيمه وإجلاله -تبارك وتعالى- ؛ لأنه هو الخلاق العظيم ، وإما أن تملأ بغيره ، ولن تملأ بهذه الأمر حتى يستقر في القلوب يستقر في العقول أن الله وحده هو الخلاق ، والمؤمن إذا أراد أن يقرأ القرآن فليقرأ تلك الآيات التي يثني الله -تبارك وتعالى- فيها على نفسه ويمجد الله - جل جلاله - فيها على ذاته العلية ، يقرأ تلك الآيات التي تنطق بشواهد الوحدانية ودلائل الربوبية ، إن الإنسان لا يمكن أن يأتي طاعة ولا أن يحجم عن معصية ولن يقع في قلبه تعظيم الله بل إن الطاعة لا يكون لها اثر والبعد عن المعصية لا يكون له اثر إن لم يقع في القلب تعظيم الرب –تبارك وتعالى- ، الله ما أراد من عباده شيئا أعظم من أن يعظموه ، وما أنزل القران وما بعث الرسل إلا لشيء واحد كل شيء يندرج فيه ألا وهو أن يعرف بالرب -تبارك وتعالى- ، وأعظم التعريف برب العالمين - جل جلاله - توحيده -تبارك وتعالى- فما توحيده إلا ناجم عن المعرفة الحقة به ولهذا قال الأخيار من قبلنا :- (من كان بالله اعرف كان من الله أخوف) ، ولما أراد النبي (ص)أن يملي في سؤاله لأبي:- ((أي آية في القران أعظم)) ، قال أبي:- {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}قال (ص):- ((ليهنك العلم يا أبا المنذر)) لأن هذه الآية فيها شواهد الربوبية ودلائل الوحدانية وكمال الأسماء والصفات لرب العالمين -جل جلاله- ، الله عظيم ولا احد أعظم من الله ، والله رحيم ولا احد ارحم من الله ، والله معط ولا يمنع احد ما أعطاه الله ، والله يمنع ولا يعطي احد ما منعه الله "
والخطأ الأول فى السطور الأخيرة هو أن أعظم التعريف برب العالمين توحيده وقطعا الله ذات واحدة لا يمكن أن تعرف بالتوحيد فقط وإنما بكل كمال قاله الله عه نفسه
والثانى أن ما يسمونها آية الكرٍى أعظم آيات القرآن والقرآن كله عظيم كما قال تعالى " ولقد أتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم" كما أن ألاية تكررت بألفاظ أخرى فى سور أخرى وبنفس اللفظ فى الرواية تكررن فى أول سورة آل عمران وفى آيات مثل:
"الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى" و"الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم" و"وهو الله لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون"
ثم قال المغامسى:
" ولن يصل احد إلى ما عند الله من النعيم والفضل حتى يستقر في قلبه أولا انه لا احد أعظم من الله بل لا احد مثله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}صدر الله آية الكرسي بقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}لفظ الجلالة {الله} علم على الرب -تبارك و تعالى- حتى من نازعوا الله في ربوبيته ، وجادلوا الله في إلوهيته ، لم يجرؤ احد منهم صرف بقدرة الله أن يتسمى بهذا الاسم فهو علم الأعلام على الملك العلام - جل جلاله - قال الله يذكر أدب ملائكته ويختم بقوله: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا - رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا وهذا استفهام في مقام الإنكار أي لا احد مثل الله أبدا ، ولن تعبد الله حق العبودية حتى يستقر في قلبك أولا أنه لا أحد مثل الرب -تبارك وتعالى- قال الله: {هل تعلم له سميا} ، ثم ذكر الله { الله لا إله إلا هو الحي القيوم، وهو الحي حين لا حي ، والحي يحيي الموتى ، وهو -تبارك وتعالى- حي حياة لم يسبقها زوال ولا يلحقها عدم ، وكل أحد غيره حياته سبقها زوال و بعضها يلحقها العدم إلا من كتب الله له الخلود ، فحياة ربنا حياة تليق بجلاله وعظمته لم يسبقها زوال ولم يلحقها عدم ،وحتى يستقر هذا المفهوم الذي حررناه من دلائل معرفة الله أن ترى النقص في نفسك وفي الخلق يدلك على الكمال في الخالق ، وهذا من أعظم ما دل عليه القرآن ودلت عليه السنة ، النقص في الخلق يدل على الكمال في الخالق ، نبينا (ص)كان نور النبوة يملأ وجهه (ص)في يوم أحد شج رأسه ، وكسرت رباعيته ودخل المغفر في وجنتيه سال الدم على وجهه والله قادر على أن يحفظ نبيه من كل هذا لكن الناس إذا رأوا النقص في وجه سيد الخلق تبين لهم أن الكمال لا يكون إلا في وجه الخالق ، فالله وحده له الاسم الأعظم وله الوجه الأكرم وله العطية الجزلى قال الله يثني على ذاته العلية: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} ،ليبين الله كمال قوته "
والأخطاء فى السطور الأخيرة هى :
ألأول أن النقص فى الخلق يدل على الكمال في الخالق وهو اتهام لله لعدم لإتقان عمله وهو ما يناقض قوله تعالى :
" صنع الله الذى أتقن كل شىء"
وقال فى إحسانه الخلق :
"الذى أحسن كل شىء خلقه"
الثانى وصول الأذى لجسم النبى(ص) وهو ما يخالف عصمته من أذى الناس كما قل تعالى " والله يعصمك من الناس" ثم قال :
"ولما ساوى القرشيون الأوثان بربهم عابهم الله بقوله: {ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز}وحتى يتأكد هذا المفهوم العظيم في نفس كل مؤمن ، جاءت بعض آيات القرآن تعرف بالرحيم الرحمن - جل جلاله - تدلل على كمال ربوبيته وعظيم وحدانيته ، يأتي الملأ من عباده يدخلون البحر وقد خلفوا في معابدهم أوثانا وأصناما كانوا ذات يوم يعكفون عليها ، فإذا مسهم الضر في البحر نسوا تلك الآلهة ولجأوا إلى الله ، فلما نجاهم بلطفه ورحمته إلى البر نسوا ربهم وعادوا إلى ألهتهم ، فخاطبهم الله بقوله إن قلوبهم بين يديه فالله قادر على أن يخسف بهم جانب البر لأن خرجهم من البحر خروج من الغرق لكنه ليس خروجا من سلطان الله فله البر والبحر ، ثم يبين الله عظيم قدرته ، الله قادر على أن يقنعهم يملي في قلوبهم أن يعودوا إلى البحر مرة أخرى ، فإذا عادوا للبحر مرة أخرى نكل الله بهم: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا - أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا - أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا" هذه الآيات يقرأها المؤمن وهو يتأمل عظيم وجلال ربه -تبارك وتعالى- ، يخسف القمر وأنا لا أريد أن أحدث حديث ترتيب ولا حديث بيان ولا بلاغة ولا فصاحة كل لفظة تؤدي إلى أن تعرف عظمة الله أنعم بها من لفظة ، وكل لفظ لا يؤدي إلى أن نعرف عظمة الله فلا أنطقنا الله به ، فنقول إن الإنسان يرى في خسوف القمر كمال وحدانية ربه وجلال قدرته ، فالناس إذا ضربت الجمال ضربته بالقمر فيخسف ليبين الله لك النقص في مخلوقاته حتى يتبين لك عظيم قدرة وجلال صنعته وانه وحده -تبارك وتعالى- مالك الملك قال الله -تبارك وتعالى- : {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا - وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} ثم قال الله :- {ونخوفهم} وبهذه الآية يخاطب كل احد ، فمن وجد في آيات الله ما يخوفه فقد فاز وساد وأما بعدها فأن الله يقول {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا}"
فى الوقفة الثانية طالب المغامسى مستمعيه بتدبر آيات الله ومعرفة قدرته فقال:
"الوقفة الثانية : التدبر في آيات الله وقدرته

ثم قال -جل قدره- : {والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر، فما الشمس والقمر إلا آيات من آيات الله ، تجري بقضائه وقدره تجري لحكمة اقتضتها مشيئته وحكمته وإرادته قال سبحانه يبين إذعانها لأمره وانقيادها لمشيئته قال -جل ذكره- : {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم - لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} ، وقبله ما قال : {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم} ثم يبين بعد ذكر هذه الآيات قال –سبحانه- : {ألا له الخلق والأمر} واللام هنا لام الملك :الملك المطلق الذي لا يكون إلا لله ثم قال : {الخلق والأمر} ، ففصل بينهما بواو العطف والواو في اللغة الأصل إنها تقتضي المغايرة فالخلق غير الأمر ، فالخلق المراد بها جميع المخلوقات ، وأمره كلامه -تبارك وتعالى- قال -جل ذكره- : {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا}صدقا في أخباره وعدلا في أوامره ونواهيه ، وبهذه الآية احتج الإمام احمد على المعتزلة على إن القران كلام الله منزل وغير مخلوق بقول الله : {ألا له الخلق والأمر} ، فان الله فرق ما بين الخلق وبين الأمر فالقران كلام الله وهو أمره -تبارك وتعالى- ثم قال -سبحانه- خاتما هذه الآية التي عرف فيها بذاته وأثنى فيها على ذاته قال: {تبارك الله رب العالمين}والفعل تبارك لا يأتي منه مضارع ولا أمر يسميه علماء النحو فعل جامد أي غير متصرف ولا يقال إلا للرب -تبارك وتعالى- ، فلا يقال لأحد غير الله تبارك لأنه وحده الذي تعاظم وتقدس ومنه البركات ومنه الخير العميم كما جاء في الحديث (( والخير كله بيديك والشر ليس إليك تباركت ربنا وتعاليت )) هذه آية واحدة أخذناها ودرسناها على عجل تبين ما لله من نعوت الجلال وصفات الكمال وانه سبحانه وبحمده هو الرب الواحد الكبير المتعال ، وإلا الآيات التي بين الله فيها ما له -تبارك وتعالى- من جليل العظمة وعظيم الصفات آيات كثر عدة منثورة في القران العظيم ، كأول سورة الحديد ، وخواتيم سورة الحشر ، وأية الكرسي ، وغيرها كما في الفرقان ، وغيرها من السور "
المغامسى هنا أدخل الأمور فى بعضها فهو يتحدث عن آيات الله الدالة على قدرته وفجأة خرج عن الموضوع ليكلمنا على موضوع خلق القرآن والمفترض أن يسير على نهج كلامه فى آيات القدرة لأن هذا يشوش على المستمع أو القارىء فينشغل بالموضوع الثانى عن الأول ثم قال:
"والمقصود من هذا جملة انه حتى توجل القلوب من الله لابد أن يكون هناك علم بالله ولهذا قال السلف: (من كان بالله اعرف كان من الله أخوف) وقال (ص)((مررت ليلة أعرج بي وجبريل كالحلس البالي من خشية الله)) والذي جعل جبريل بهذا المقام او بهذه الحالة علم جبريل بربه -تبارك وتعالى- ، والإنسان كلما ازداد علما بالله وبأسمائه وصفاته كان أكثر وجلا وأعظم رجاءا واشد محبة لله ، قال سبحانه: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } وجاء في الحديث (حديث داود) انه كان يقول: ((اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك)) والمقصود جملة إن معرفة الرب -تبارك وتعالى- لها على العبد من الآثار الحميدة والخصال المطلوبة والمرغوبة شرعا ما الله به عليم ، ولقد كان سلف الأمة نبينا (ص)وأصحابه لهم في هذا ارفع المقامات واجل العطايا ألحقنا الله بهم ورزقنا وإياهم حسن إتباعه ."
والفقرة الأخيرة لا دخل لها بتدير آيات الله وقدرته فهى تتحدث عن الخوف من الله نتيجة المعرفة به وليس عن قدرة الله وآياته ثم قال :
"الوقفة الثالثة :- (تحقيق التوحيد الخالص )
ثمة أمور يجعلها الإنسان وفق مداركه وهو يتعبد الله -تبارك وتعالى- ، أولها : أن تعلم إن التوفيق للطاعة أمر بيد الرب وحده قال الله : {يهدي الله لنوره من يشاء} فالتماس التوفيق في الأعمال الصالحة وفي غيرها من مطالب الدنيا المباحة إنما يكون من عند الرب -تبارك وتعالى- ، والإنسان لو وكل إلى اجتهاده وقدراته لهلك ولكن الهادي والموفق هو الرب .وأكثر ذكره في الأرض دأبا لتذكر في السماء إذا ذكرت او سل من ربك التوفيق فيها واخلص في السؤال إذا سالتا ونادي إذا سجدت به اعترافا كما ناداه ذي النون بن متى فالمقصود أن يعلم العبد في أول الأمر انه لا خير يجلب ولا شر يدفع إلا بالله ، قال العز بن عبد السلام : (والله لن يصلوا إلى شيء يبتغونه بغير الله فكيف يوصل إلى الله بغير الله) ، فإذا كان ما لا يتعلق به أجر لا ينال إلا بالله ، فكيف ما علق الله عليه الأجر ووعد الله عليه الحسنى وذكر عليه الجنان والعطايا والهبات هذا لا ينال من باب أولى إلا بتوفيق الرب -تبارك وتعالى- ، من ما يعينك على أن تستثمر الباقيات الصالحات وتأتيها أن تتذكر أحاديث للنبي (ص)أن تتذكر المحرمات على النار ، والممنوعين من دخول الجنة فما الجنة والنار؟ خلقان من مخلوقات الله يدخل الله فيهما من يشاء فإذا تذكرت من حرم الله على النار كان ذلك باعثا حثيثا في نفسك أن تأتي الأعمال الصالحة ، وإذا تذكرت من حرمه الله على الجنة أو منعه الجنة كان ذلك باعثا حثيثا في نفسك ان تبتعد عن تلك الأعمال ، قال (ص): ((إن الله حرم على النار أعضاء السجود)) ، فلو أن العبد وهو يسجد تذكر أن هذه الأعضاء إذا أخلصت لله وكان سجودها موافقا لشرع محمد (ص)فإنها محرمة بأمر الله على النار ، أن تتذكر قوله (ص): ((عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله))
فأما الأولى فإنها رقة القلب ولين الفؤاد واقشعرار الجلد وذروف الدمع ، ذلك من مناقب أولياء الله الصالحين ، خاصة إذا كان الأمر في الخلاء في معزل عن الناس كان ذلك إلى الله اقرب ، ومن قدر له أن يستبطن أقوال العلماء من المفسرين يجد والله ما من كلمة قالها أهل العلم من المفسرين أشد على من يقرأها من قول سفيان ابن عيينة وهو يفسر قول الله {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} ، قال (العدل أن تستوي العلانية والسريرة ، والإحسان أن تكون سريرة المرء أعظم من علانيته) ، ودون ذلك خرط القتاد ، وانه ليسير على من يسره الله ، عليه فأمثال هذه الثلاثة أحاديث من أعظم البواعث على الأعمال الصالحة يقابلها قوله (ص)((لا يدخل الجنة عاق)) ، ((لا يدخل الجنة قاطع)) أي: قاطع رحم ، ((لا يدخل الجنة مدمن)) أي مدمن خمر ، ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)) ،فهذه الأربع إذا تذكرها العبد قبل أن يأتيها ويعلم أنها ستحول بينه وبين الجنان ، لجأ إلى الله يستعصم به ويسأله -تبارك وتعالى- من هديه ونوره وانعكف على الأعمال الصالحة يتقرب بها إلى الله ودرأ عن نفسه كل ما يحول بينه وبين عذاب ربه مما يعين العبد على الأعمال الصالحة أن يعلم إن المقام يوم القيامة مقام تغابن بين العباد ولهذا قال سبحانه: {يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن} وقد قال الخليل إبراهيم (ص) يلجأ إلى ربه ويسأله ويتضرع إليه قال {ولا تخزني يوم يبعثون - يوم لا ينفع مال ولا بنون} فتذكر الخوف من الخزي الأعظم وذل الفضيحة بين يدي الله ، من أعظم ما يعين المرء ان يأتي الأعمال الصالحة التي نعتها الله بقوله في وصفه إياها: {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} خير ثوابا من غيرها من المباحات وخير أملا أي أعظم ما يكون ذخرا للعبد يوم يلقى الله ما قدمه من عمل صالح يلقى الله به ."
العنوان الذى عنونبه الوقفة وهو التوحيد لم يذكر المغامسى عنه شىء فى كلامه كله وهو كلام دار حول التوفيق الإلهى وبعض الطاعات والخوف من الله ثم بعد ذلك تحدث عن الأعمال التى تحيا بها القلوب فقال:
"أعمال تحيى بها القلوب :-

من أعظمها الانكسار بين يدي الله في مكان لا يراك فيه احد ، هذا من أعظم ما يحيي القلوب ، الإنسان حياته البرزخية صورة مثلى لحياته في السرائر ، أو بتعبير أصح حياة السرائر صورة للحياة البرزخية ، الإنسان إذا كان في السريرة يسجد ويدعوا الله أو يقوم في مكان لا يراه فيه احد يذكر الله يعظم الله في ظلمة غرفة ، أو في ظلمة سفر ، أو في ظلمة جماعة ، أو في بيته ، أو بين أبنائه ، أو في أي مكان يعظم الله جدا في السرائر ويخشاه ويخافه ويرى في نفسه ، وذروف عين ودمع هذا غالبا منعم في قبره ، أما الذي -نسأل الله العافية- في السرائر مسرف على نفسه فهذه صورة لحياته في قبره ، إن الإنسان يبحث عن طرائق عديدة لان تحيي قلبه ، من أعظمها عدم احتقار الناس ، وأكثر من يتأمل الناس يجد فيهم حفظه فقهاء منفقين لكن -والعياذ بالله- يجد في نفسه علوا على الغير ، هذا العلو قد هو لا يصرح به ، ويقول التواضع ويذكر أمثالا وأشعارا فيه لكن الحياة اليومية في مخالطة الناس يظهر منه ، يوجد إنسان قد يركب سيارة توافق ثراه فارهة جدا لكن قلبه منكسر ، ويوجد إنسان يمشي على قدميه وفي قلبه كبر والعتو ما الله به عليم ، ومن قدر له أن يكثر من السفر والترحال ومخالطة الناس سيرى أمورا عجبا في أحوال الناس والله لا تخطر له ببال ، أنا كنت ذات يوما في فندق قبل أسبوعين في الرياض ، وفي الفندق احد الذين يحرسون الفنادق وهو يلبس بنطال ، ومصفف شعره ، وحليق اللحية ، لو قيل لك: تزكيه طرفة عين في هيئته؟ لا تزكيه ، فتأخرت في النزول لصلاة الفجر في ذلك اليوم في مصلى الفندق ، فلما نزلت وجدت بعض من نزل من أهل الفندق قد سبقني إلى الصلاة ولله الحمد وأقاموا الصلاة وصلوا وكان أكثرهم الذين نزلوا غير سعوديين ، فقدموا هذا لأنه سعودي فوالله كان يقرأ قراءة صحيحة ويغالي في البكاء ، ثم سلم فلولا إنك رأيت هذا بعينك لا تكاد تصدق ، فقد يكون ثمة عوائق حالت بينه وبين أن يصلح مظهره ، وما زال باقيا على إصلاح جوهره ، وثمة أناس قد يعانون على إصلاح الظاهر ولم يعانوا بعد على إصلاح الباطن ، والله لما ذكر يوم القيامة قال: {يوم تبلى السرائر} فالمحك عند الله وحده سريرة الإنسان ولذلك الناس تبالغ في مدح زيد أو عمر ، فلان بكاء فلان واعظ فلان فقيه فلان تالي فلان قارئ فلان ... فلان خطيب فلان مفوه فلان يرقق فلان ... فلان ولا يعلمون شيئا عن سريرته ، وقد يوجد إنسان لم ير الناس يوما دمعته وهو إذا خلا بالله في ظلمات الليل اظهر لله الرقة والانكسار والخوف والوجل والحياء من الله في كل موطن ، فلا يمكن أن يستويان عند الله لكن المقصود كما قلت عن سفيان أن العدل صلاح السريرة والعلانية والإحسان أن تكون سريرة الإنسان خير من علانيته ."
وكلام الرجل هنا ليس موافقا للعنوان وقطعا كل عمل صالح يحيى قلب صاحبه وليس الانكسار الذى طلبه المغامسى خاصة فى السر وتحدث عنه فما يحيى القلب هو الطاعة فى السر والعلن ثم حدثنا عما سماه الداء والدواء فقال:
"الداء والدواء :-
وإن من درر القول وجميل الكلام ما قال الإمام ابن القيم حتى تعلموا أن القضية قضية قلبية قبل أن تكون قضية مسلكية قال : (إن في القلوب وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله ، وفي القلوب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفي القلوب نيران حسرة لا يطفئها إلا الرضا بأمر الله وقدره و قضائه ، والتزام الصبر على ذلك إلى يوم لقائه) هذه القواعد التي ذكرها الإمام ابن القيم إنما استنبطها من كتاب الله وسنة نبيه (ص)، فالقلوب كما قال فيها من نيران الحسرة تريد أن ترى تريد أن تروى ظمأها فيها من الشعث تتمنى أن تجتمع فيها من الحسرة على فوات المطلوب وعلى ذهاب المرغوب ، فيها من الوحشة تريد أن تقر أعينها وتحاول هنا وهناك ، يجلس الرجل يجلس الشاب تجلس الفتاة الساعات الطوال أمام القنوات تقلبها من قناة إلى قناة ومن عرض إلى آخر فيرى وترى مرارا وتكرارا لكنه لا يشعر بان روحه قد ملئت وان قلبه قد اطمأن فيزداد ويزداد والزيادة في الشيء دليل على عدم الوصول إلى النهاية قال (ص)((ولا يملأ فم ابن آدم إلا التراب))
لكن المقبل على الله ما إن يضع جبهته على الأرض ويمكنها من التراب ، ويضع يديه ، وقدماه تنتصب ثم يدخل في التسبيح (سبحان ربي الأعلى) ، ثم يأخذ في الحمد لله -تبارك وتعالى- ويثني على الله بما هو أهله ويتذكر انه عبد لله وان الله -تبارك وتعالى- ولي نعمته وملاذه عند كربته ، ويأخذ يدعو ويناجي ويستغفر ربه إلا ويشعر بالسكينة والطمأنينة والرضا ما لو دفع إليه مال الدنيا لم يقبل به ثمنا ، فينبغي على المؤمن أن يسعى أول الأمر وآخره في إصلاح قلبه ، قال الله وان من درر القول: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم} وهذه القلوب أعظم أسباب أن تفيء إلى ربها أن تكون عارفة بالله فان العبد كلما كان بالله أعرف كان من الله -تبارك وتعالى- أخوف فاقرأوا القرآن كثيرا ، قفوا عند الآيات التي يعظم الله فيها ذاته العلية ويرشد فيها إلى ما له -تبارك وتعالى- من جلال الصفات وكمال النعوت قفوا عند الآيات التي فيها من توحيد الربوبية ما فيها يقول -سبحانه وتعالى- : {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا}، ويقول –سبحانه- : {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا - ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا - وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا - وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا - لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا - ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا - ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا - فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا - وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا - وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا} فلما عدد آلاءه ذكر أصول الناس {ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا} إلى أن قال -سبحانه وجل- ذكره: {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا - قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا} ثم لما علم الناس من ربهم أرشدهم إلى أمرين أن يعبدوه ويتوكلوا عليه {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا} فهذا ربكم يعرف بذاته العلية في قرآنه ، إذا وقف المؤمن عند هذه الآيات وهي كثيرة في القرآن عندما تقوم الليل رددها بعد مرة اعد قراءتها الفينة بعد الفينة ولو تنظر في المصحف حتى يقع في قلبك أن لا اله إلا الله حقا ، فتخرج من مكانك وتقوم من مقامك وليس هناك احد أحب إليك من الله فإذا خرجت إلى أهل الدنيا علمت أن ما عند الله -تبارك وتعالى- خير وأبقى من عند أهل الدنيا تسمع كلمة الضر فلا تلقي لها بالا ، وتسمع كلمات النفع فلا تتعلق بها لأنك تعلم أن لا اله إلا الله حقا ."
ركز المغامسى هنا على أن القضية قضية قلبية قبل أن تكون قضية مسلكية والحقيقة أن القضية قلبية ومسلكية فى نفس الوقت فلا ينفع إيمان بلا سلوك صالح كما لا ينفع سلوك صالح بلا إيمان قلبى ولذا ربط الله بين الاثنين ربطا لا ينفك حتى لام المؤمنين على عدم السلوك مع القول وهو الإيمان فقال :
"لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
ثم حدثنا عن الشوق والحنين فتحدث عن حكاية من الحكايات التى تروى عن الرسل(ص) فقال :
"شوق وحنين :-
مما لا ارتياب فيه في سنن الله في خلقه أن الأمور يذكر بعضها ببعض فان يعقوب - عليه السلام - لما فقد بنيامين تذكر يوسف ، لما اخبره أبناؤه بأن بنيامين فقد تذكر يوسف ، وهذا أمر لا أظن أحدا يعارض فيه ومقصود الحديث هنا الغاية من إيراد هذا أن تعلم أن ثمة أمور وقعت في الأيام النضرة والسيرة العطرة لرسونا (ص)يذكر بعضها ببعض ثم سنحورها إلى تذكرة الآخرة ، أما ما ورد في السنة فان نبينا (ص)مر على قبر ثم اخذ يبكي فسأله الصحابة لماذا بكيت ؟ قال: ((هذا قبر أمي آمنة بن وهب وإنني استأذنت ربي أن أزورها فأذن لي واستأذنته أن استغفر لها فلم يأذن لي)) ، فلما زار قبرها (ص) تذكر رقة أمه أيام طفولته الأولى عليه
وذو الشوق القديم وان تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا وهذا أمر يوافق الفطرة تذكر (ص)أيام رقة أمه عليه وهو صبي صغير يدرج في بيتها فأدركته الرقة عليها فبكى (ص) ، هذا كله كما بينت مما لا اختلاف بين الناس فيه ، لكن ما علاقة هذا بالآخرة ؟ علاقة هذا انه ما من شوق في القلوب أعظم من الشوق إلى لقاء الله -تبارك وتعالى- والنبي (ص)في آخر حياته أو في اللحظات الأخيرة قبل حلول اجله خير ما بين الخلد في الدنيا ثم الجنة ، وما بين لقاء الله ثم الجنة ، فاختار لقاء الله ثم الجنة فسمعته عائشة وهو يقول: {مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} "

فى الفقرة أخطاء عدة هى:
الوا كون اسم أخو يوسف(ص) الشقيق بنيامين وهو ما لم يرد فى الوحى
الثانى حكاية زيارة النبى(ص) لقبر أمه وهو كلام ليس معقور فالمعروف أن الرجل لم يزر مكة سوى فى عمرة القضاء وفى فتح مكة ولم يرد أنه زار أحد فيهما فمتى زار القبر فى مكة وهو لم يزرها إلا مرتين بعد هجرته؟
الثالث تخيير النبى(ص) بين الخلد في الدنيا ثم الجنة ، وما بين لقاء الله ثم الجنة فالموت لا تخيير فيه لأحد وقد لام الله نبيه (ص) على حديثه نفسه عن الخلد الدنيوى فقال"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"
ثم قال :
"المؤمن تمر به في حياته أشياء كثيرة في مدرج حياته اليومية ينبغي عليه كلما عظم إيمانه وكمل يقينه أن يربطها بالآخرة ، فالمؤمن كلما رأى ازدحاما على أبواب سواء على أبواب مساجد أو أبواب غيرها يتذكر ازدحام المؤمنين على أبواب الجنة فيسال الله أن يكون ممن يتنافس على ذلك الزحام ، فان النبي (ص)أخبر أن ما بين مصراعي باب الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليها يوم وهي كضيض من الزحام"
والخطأ أن مصاريع الجنة مسيرة 40 سنة وهو يخالف أن المسافة لا تقاس بالزمن وإنما تقاس بالأطوال المكانية كالميل والذراع والفرسخ كما أن مسيرة الأربعين تختلف من وسيلة لأخرى فالسير على الأقدام سرعته أقل من سرعة الخيل المركوبة وهى غير سرعة الحمير غير البغال كما أن ليس هناك سنين فى الأخرة لعدم وجود ليل أو نهار ووجود سنين متعددة منها السنة الإلهية والسنة الأرضية فأيها تحدث عنه القائل ؟
ثم قال :
"المؤمن كلما صام يوما وافطر وفرح أن الله أعانه على انه أكمل ذلك اليوم حتى غابت الشمس وافطر تذكر فرحه أن الله يثبته على دينه حتى تغيب شمسه هو ، وتفنى أيامه وتقضى أعوامه وتقوض خيامه ويلقى الله ، قال (ص)((للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)) .
المؤمن كلما حياه احد بتحية الإسلام تذكر الكلمة التي ترقبها أسماع المؤمنين قال الله -تبارك وتعالى- : {ادخلوها بسلام آمنين، وقال : {سلام قولا من رب رحيم} ، فهي كلمة لا تحن أسماع المؤمنين إلى شيء أعظم منها بلغنا الله وإياكم ."

وفى أخر الوقفات حدثنا عن عرض القلب على القرآن فقال:
"الوقفة الأخيرة :- اعرض قلبك على القران .
قيل إن أبا حازم سأله احد خلفاء بني أمية عن حاله فقال: يا أمير المؤمنين اعرض نفسك على القران، قال وأين أجد هذا، قال: في قول الله: { إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم } ، يقول عمر : (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) ، ويقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل) والسير إلى الله سير كادح ذو مشقة قال الله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وقال وهو اصدق القائلين: {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} فالوقوف بين يدي أمر وحتم لازم لا محيد عنه ، والسير على طريق الله يحتاج في أول الأمر ومنتهاه إلى توفيق من الرب -تبارك وتعالى- "
والحكايات لا تفيد فى الدين طالما من خارج الوحى فالمعروض هو العمل على كلام الله ومن ضمن العمل ما يدور فى القلوب وبعد ذلك أوصانا المغامسى بوصايا هى:
"وهذه بعض الوصايا فيما يعينك على أن تصل إلى ربك على النحو الذي أراد والوجه الذي أتم :-
1- الأمر الأول: لا تقدم على رضوان الله رضوان احد كائن من كان فالله { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} .

2- الأمر الثاني: كل شيء أمر بالمسابقة إليه فسابق إليه ، فان الله لا يدلك إلا على الخير ولا يحثك إلا على ما يقربك اليه ، لكن افعله وأنت محتسب لما تصنع ، وأنت تسير الخطوات إلى المسجد تذكر يوم يسير الخلق إلى ربهم ، وأنت تمشي في الظلمات تذكر يوم تعطى النور التام برحمة الله يوم القيامة ، وأنت تقف بين يدي الله في المسجد تأكد أن هناك ساعة ويوما ستقف بين يدي الله يوم العرض الأكبر ، وأنت تركع لربك وتسجد المنة لله عليك أن جعلك تركع له وتسجد وليست لك المنة على الله ، واعلم يا أخي انه كم من لله من عبد صالح في السموات والأرض خاضع لربه وليس لك وأنت راكع أو ساجد احد يجيرك ولا يعينك ولا يهديك إلا ربك -تبارك وتعالى- ، قل في سجودك وأنت تسجد اللهم كم من عبد لك صالح في السماء والأرض يسجد لك ويرجوك ويعبدك وليس لي رب غيرك ولا إله سواك اسأله وارجوه ، فإذا أظهرت لله فقرك وحاجتك وإلحاحك على ربك رأيت من الله فضلا كبيرا .
3- الوصية الثالثة: كل من استدام على أمر في الغالب انه يموت عليه ، كل من استدام على طاعة في الغالب انه يموت عليها ، وهذا ما يسمى بحسن الخواتيم ، والناس إذا رأوا زيدا أو عمرا من الناس على طاعة ظنوا به خيرا ، وإذا رأوه على معصية ظنوا به سوءا والله وحده من يعلم ما في سريرة هذا العبد والله لا يظلم أحدا مثقال ذرة فيكافئه بان يميته على نحو -إن كانت سريرته حسنة- يكون حسن اللقاء لربه فيقبل على الله -تبارك وتعالى- في لحظات يكون فيها قريبا من ربه ، من كره لقاء الله كره الله لقاءه ، على الإنسان يحتاط لنفسه وهو يرى خواتيم الخلق ، فإنك لا تدري ولو رأيت ظاهر الأمر انه حسن ، أو ظاهر الأمر انه سيء تبقى شهادتك معلقة بما ترى ، أما السرائر فأمرها إلى الله ، وسأذكر لك خبرا افتراضيا في أن السرائر ولو انتهت بالخواتيم لا يعلمها إلا الله وفي بعض أحوال الناس التي تقع ولو كانت أمورا قد يأنف منها أهل العلم والبلاغة لكن قد يكون هيها إظهارا لما يمكن أن يطوى عن الإنسان من خبر ، أعرف رجلا خرج ذات مرة مع قرابة له منهم بعض الأيتام فوصل إلى منطقة سياحية في بلادنا فيها ما يسمى بـ(التلفريك) ، وهو يأنف أن يركبه أو أن يحمل عليه لكن من حوله من الصغار أصروا عليه أن يكون معهم فأراد أن يجبر لهم كسرا فركب معهم ، فركب معهم وهو أصلا لا يحب المواطن العالية ، وفي نفس الوقت أراد أن يتعبد الله في هذا المكان ، فصلى ركعتين منذ أن ركب إلى أن نزل ، أين موضع الشاهد في القصة ؟ الرجل لم يمت اعرفه إلى الآن حي يرزق ، أين موضع الشاهد في القصة ؟ هذا يعلمك ويؤدبك أن كنت تعقل ، وأنت تعقل ، كيف يؤدبك ويعلمك هذا الرجل عندما ركب إلى أن نزل وهو يصلي ، فلو قدرنا فرضا أن هذا المركب سقط ، وغالب الظن أن من يسقط من هذا العلو يموت ، بالله عليك ماذا سيقول الناس ؟ سيقولون أن فلانا مات في حديقة ملهى ،سقط من مركب كذا وكذا ومات ، لان أحدا من الناس لا يعلم ولا يدري انه كان يصلي ، الآن تأمل كم من عبد صالح مات وأنت تسيء به الظن وهو عند الله حسن ، وهذا يعلمك أن العبرة كل العبرة بسريرتك مع الله لهذا قال الله: {يوم تبلى السرائر} ومن هنا تعلم إن من رحمة الله أن الله لم يجعل الجنة بيد أحد من خلقه ، وعلى هذا أيها المبارك وهذا تيسير لمفاهيم الدين إذا عملت واجتهدت كثيرا أن يكون لله فلا تبال بأي احد من الخلق علمه أو لم يعلمه لأن الذي وحده يقدر على أن يكافئك علمه وكفى بعلم الله علما وكفى بثواب الله ثوابا ، فبالله عليك رجل صلى ركعتين فعلم الله منه صدق نيته واعد الله له ذلك نزلا عظيما في جنته ما الذي سينفعه الناس لو علموا عنه ذلك ؟ لن ينفعوه بشيء فخير له أن لا يعلم الناس عنه ، لكن المثل الذي قلته في الأول أردت به شيئا واحدا ، أن لا يكون في لسانك مسارعة إلى القدح في الناس على أي حال رايتها ، إنما ترجوا لمن غلبت عليه الطاعة الجنة ، ولمن غلبت عليه المعصية تخش عليه من النار ، أما الخلق فسرائرهم إلى رب العزة والجلال {إن إلينا إيابهم - ثم إن علينا حسابهم} الله وحده يتولى محاسبة خلقه وهو القيوم عليهم تبارك وتعالى ، وكلهم فقراء إليه ، فحسبك أيها المبارك أن توطن نفسك على أن تكثر من أعمال السرائر التي هي خافية على الناس وهي عند الله بواد ظاهرة فالله لا رب غيره ولا إله سواه ، القلوب له مفضية والسرائر عنده علانية ، وحده -تبارك وتعالى- يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله ، وحتى تكون هناك أعمال سرائر في الخلاء ، لابد أن يكون في القلب تعظيم لرب العزة والجلال لا بدان يكون هناك علم بالله وهذا ينجم عن تدبر القران وتلاوة آياته ، الله يقول: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد - ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم } فكلها تذكر الإنسان سعة رحمة الله ازداد أملا في دخول جنته ، وكلما تذكر الإنسان عظيم قدرة الله وان له مواطن سخط وغضب خاف من ناره ، فإذا تذكر ما لله من صفات الجلال والجمال والكمال زاد حبا لربه -تبارك وتعالى- ومن جمع هذه الثلاث: حب الله ، والخوف منه ، والرجاء فيما عنده ، وقف على صراط مستقيم ."
قطعا الكلام عن الخواتيم وحسنها هو كلام يوجد فيه فهم خطأ من الناس فحسن الخاتمة هو أن تموت وأنت تعمل صالحا مخلصا فيه لله وليس أن تموت ميتة سيئة فلو كان ألأمر كذلك لدخل الشهداء كلهم النار لأنهم يموتون ميتة سيئة حيث تقطع أجسادهم أو تضرب بالنار أو تحرق أو غير هذا

ميتة السوء هى وأنت تموت على معصية متعمدا لها ومن ثم حسن الخاتمة أى الميتة الحسنة أن تموت وأنت طائع مخلص لله ولو كنت محروقا أو مدوهسا تحت سيارة أو غير ذلك مما يصفه الناس بأنه ميتة سوء أو ميتة شنيعة

السبت، 29 مايو 2021

نقد كتاب إعلام الساجد بحكم البيع والشراء في المساجد

نقد كتاب إعلام الساجد بحكم البيع والشراء في المساجد
الكتيب من تأليف أبي عبد الله محمد بن محمد المصطفى الأنصاري والكتيب هوامشه أكبر من متنه وقد قمت كالعادة بحذف الهوامش لعدم أهميتها للقارىء
استهل محمد ألنصارى الكتيب بمقدمة عن التفقد فى الدين قال فيها:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - القائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) والقائل: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) أخرجه مسلم وأبو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد وابن حبان وأبو عوانة وأبو نعيم في المستخرج والبغوي في شرح السنة والبيهقي في السنن الكبرى من حديث عائشة رضي الله عنها."
وقد اختصر الرجل وقته ووقتنا فبين اختلاف الفقهاء فى البيع والشراء فى المساجد وذكر الرأيين فقال:
"اختلف العلماء في البيع والشراء في المسجد على قولين بين الحرمة ... والجواز مع الكراهة، ويصح البيع إن وقع بالإجماع،
القول الأول: أنه يحرم،
وهو مذهب أحمد في رواية، وإسحاق
القول الثاني: أنه جائز مع الكراهة،
وهو مذهب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد في رواية"

وبعد أن بين حكم كل فريق اتجه لذكر أدلة كل فريق فقال:
"- استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
الدليل الأول: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا رد الله عليك قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن غريب والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا البيع والشراء في المسجد وهو قول أحمد وإسحاق وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد
- وقد كره قوم من أهل العلم البيع والشراء في المسجد"

الدليل الثاني: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - أن النبي - نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة وعن الشراء والبيع في المسجد،
- وجه الدلالة
إن هذين الحديثين دلا على أن البيع في المسجد لا يجوز، والأصل في النهي التحريم إلا إذا صرفه صارف، ولأن المساجد لم تبن لهذا ورأى عمران القصير رجلا يبيع في المسجد فقال هذه سوق الآخرة فإن أردت التجارة فاخرج إلى سوق الدنيا، "

وما ذكره هو أدلة الفريق المحرم للبيع والشراء فى المساجد وهى أدلة ليست صحيحة فالنبى(ص) لو حرم ذلك لن يكتفى بالقول لا أربح الله تجارتك وإنما سيخرج الباعة والشراة من المسجد كما نسبوا إلى المسيح (ص)فى العهد الجديد أنه قلب موائد الباعة فى المسجد وقال لهم :
"إنه بيت للصلاة يدعى أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص "
وقدر وردت الحكاية فى سفر مرقص والنص هو:
"وجاءوا إلى أورشليم ولما دخل المسيح الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام ولم يدع أحد يجتاز الهيكل بمتاع وكان يعلم قائلا لهم:
أليس مكتوبا بيتى بيت الصلاة يدعى لجميع ألأمم وأنت جعلتموه مغارة لصوص"(11-17:15)
ثم ذكر محمد الأنصارى أدلة القول الثانى فقال:
"- واستدل أصحاب القول الثاني بما يأتي
- الدليل الأول: أن النهي محمول على الكراهة،
- الدليل الثاني: قال العراقي وقد أجمع العلماء على أن ما عقد من البيع في المسجد لا يجوز نقضه،
- الدليل الثالث: لأن البيع قد تم بأركانه وشروطه ولم يثبت وجود مفسد له وكراهة ذلك لا توجب الفساد،
- الدليل الرابع قال البخاري: رحمه الله في صحيحه: باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد، وذكر حديث عائشة رضي الله عنها في قصة بريرة في اشتراط الولاء ..."

ولا يوجد دليل فالدليل فى حكاية بريرة غير صحيح ومعظم روايات الحديث تقول أن كلامه (ص) مع عائشة كان فى بيتهم وليس على الملأ فى المسجد
الغريب كما هى العادة أن الفقهاء تركوا كتاب الله تماما وألغوه من الأدلة مع وضوح الأدلة فيه وضوحا تاما وهو ما سنبينه فى نهاية النقد
وقام محمد الأنصارى بالترجيح بين القولين فقال:
"المناقشة والترجيح:
بعد النظر في أدلة أصحاب القولين تبين لي ما يأتي
أولا: أن ما استدل به أصحاب القول الأول صريح وهو نص في محل النزاع،
ثانيا: أن ما استدل به أصحاب القول الثاني لا ينتهض للاحتجاج قال الشوكاني: رحمه الله حمل النهي على الكراهة يحتاج إلى قرينة صارفة عن المعنى الحقيقي الذي هو التحريم عند القائلين بأن النهي حقيقة في التحريم وهو الحق وإجماعهم على عدم جواز النقض وصحة العقد لا منافاة بينه وبين التحريم فلا يصح جعله قرينة لحمل النهي على الكراهة وذهب بعض أصحاب الشافعي إلى أنه لا يكره البيع والشراء في المسجد والأحاديث ترد عليه، وفرق أصحاب أبي حنيفة بين أن يغلب ذلك ويكثر فيكره أو يقل فلا كراهة وهو فرق لا دليل عليه،
وبهذا يتبين لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الأول من عدم جواز البيع والشراء في المسجد للأدلة الصحيحة الصريحة التي استدلوا بها والله تعالى أعلم"

وقطعا لو نظروا فى كتاب الله ما كانوا لابحاجة لترجيه انتهى فيه الأنصارى فى النهاية إلى نفس ما جاء فى كتاب الله وهو :
المساجد بنيت للصلاة وهى ذكر الله وحده كما قال تعالى :

"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
أن التجارة لا يمكن أن تكون فى المساجد لأن المصلون يتركون التجارة كما قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"
والمراد "وذروا البيع"
وقال أيضا:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
والمراد "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
وقد انتقد الله من يحرصون على التجارة ويتركون طاعة النبى(ص) فقال تعالى :
"وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين"
ومن ثم ما فعله الفقهاء القدامى من إباحة عمل الدكاكين فى أسوار المساجد الخارجية هو من ضمن الخبل الذى شرعوه من أنفسهم بدون دليل وكأنهم كانوا يريدون إدارة تجاراتهم ومصالحهم من داخل المساجد حتى أصبحت الأسواق تقام حول المساجد وهذا ظاهر جدا فى المساجد التى يطلقون عليهم مساجد أولياء الله الصالحين فمسجد السيد البدوى محاط بالدكاكين من كل جانب وحتى فى داخل سوره الداخلى والخارجى باعة ودكاكين ومن المؤكد أن ذلك موجودة فى مساجد الحسين وزينب ونفيسة وكل من تقام لهم الموالد

الجمعة، 28 مايو 2021

نقد كتاب الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول رب العالمين

نقد كتاب الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول رب العالمين
الكتاب المفرغ هو محاضرة ألقاها عثمان بن محمد الخميس والكتاب هو فى إطار حرب معلنة وغير معلنة بين السنة والشيعة ارتكب فيها الفريقان الكثير من الآثام فكل منهم أدخل فى الإسلام ما ليس منه فالإسلام هى وحى الله وليس أشخاص كالصديق والفاروق وعلى وعثمان والحسن والحسين ومعاوية وفاطمة وعائشة ومن ثم نجد أن معظم الكتب الدفاعية والهجومية تدور ليس حول وحى الله وإنما تدور دفاعا أو هجوما على أشخاص
كلامى هذا هو لإظهار الحقيقة فكل زوجات النبى(ص) طاهرات مطهرات رضى الله عنهن والذين آمنوا مع النبى(ص) جميعا رضى الله عنهم جميعا بلا استثناء لأحد ومن ثم يجب أن يفهم النقد التالى فى هذا الإطار
السؤال الذى يطرح نفسه:
من هؤلاء أصحاب الأسماء حتى يكونوا هم الإسلام ولا يوجد اسم منهم فى كتاب الله يدل على أنه كان موجودا فى عهد النبى(ص)؟
وحتى لو كانوا موجودين فقد ماتوا منذ ألاف السنوات فما ذنب من بعدهم حتى يتقاتلوا على ما حدث وهو لم يحدث ؟لأنهم لا ذنب لهم
نقول افتراضا خلاف وانتهى بموت أصحابه لماذا يجدد الناس هذا الخلاف وهم أبرياء منه كما قال سبحانه:
" ولا تزر وازرة وزر أخرى"
قامت المعارك الكلامية والقتال على أسماء وحكايات لا يمكن أن يكون لها وجود كالمذكور فى كتب التاريخ المعروفة لو درسنا كتاب الله لوجدناه ينفى كل هذا التاريخ الخلافى وما ترتب عليه من دول بنى أمية وبنو العباس وبنو فاطمة
كتاب الله نفى أن يحدث الخلاف وهو إضاعة الدين وإتباع الشهوات إلا فى عهد الخلف وهم الأجيال التالية لجيل المؤمنين بالنبى(ص) والذى يطلق عليه الصحابة خطأ فى كتب التاريخ وإنما هم المؤمنون مع محمد(ص) كما قال تعالى " محمد رسول والله والذين معه" وفى هذا قال تعالى:
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا"فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
إذا الخلاف وهو تحول المسلمين من الإسلام للكفر يحدث فى عهد الجيل الثانى على أعظم تقدير ولكن الخلاف فى كتب التاريخ حدث ومعظم الذين مع النبى(ص) أحياء من بداية العقد الثالث ومن ثم فلا وجود لهذا التاريخ لا وجود لمقتل الخلفاء ولا حروبهم الداخلية ولا وجود لمقتل الحسن والحسين وغير ذلك مما يسمونه مظالم أهل البيت
كل ذلك طبقا لكتاب الله كذب فى كذب
الغريب أن الكل يقرئون أن الله قال فى الذين أمنوا مع النبى(ص)" رضى الله عنهم ورضوا عنه" فهل يرضى الله عن القتلة وناهبى المال ومنتهكى الأعراض وحرمات البيوت ومشوهى الجثث ومعذبى الناس ؟
قطعا لا يمكن أن يقوموا بأى شىء مما فى التاريخ الكاذب من تلك الحروب نعم يحدث بينهم خلاف بسيط ولكنه لن يتطور أبدا لقتال
استهل الخميس محاضرته بالحديث عن عائشة زوجة النبى(ص) معددا مميزاتها فقال:
"إخواني وأخواتي حديثنا معكم في هذه الليلة إخواني وأخواتي عن
الصديقة بنت الصديق، عن حبيبة رسول رب العالمين
عن إلفه القريب، الطيبة، المبرأة من فوق سبع سماوات، اختارها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد (ص) كما قال جل وعلا: " والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات "لم يتزوج رسول الله (ص) بكرا غيرها، هي بكره الوحيدة ولم ينزل عليه الوحي في لحاف امرأة سواها، أحب أزواج رسول الله (ص) إلى قلبه، بل أحب الناس إليه كما في حديث عمرو بن العاص لا يعلم في الدنيا كلها أبدا أعلم من أم المؤمنين عائشة وأرضاها، أعلم امرأة على وجه الأرض بشريعة الله تبارك وتعالى هذه المرأة حبها إيمان بغضها ضلال سبها فجور قذفها كفر بالله تبارك وتعالى من رضيها أما له فهو مؤمن، ومن لم يرضها أما فهو كافر قال الله تبارك وتعالى عن نبيه محمد (ص) "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فهي أم المؤمنين، ومن لم يرضها أما له فليس من المؤمنين "

المعلومات الواردة هنا هى معلومات تاريخية الله أعلم بصحتها من بطلانها فحكاية كونها البكر الوحيدة ونزول الوحى فى لحافها كلها أمور لا ذكر لها فى كتاب الله بل إن قوله تعالى ""عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا"
يكذب حكاية كونها البكر الوحيدة وهناك آية تقول أن معظم زوجاته كن من ناحية القرابة العم والخال والعمات والخالات وهى :
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
ومع هذا فالروايات التاريخية تقول أن زوجاته كلهن لم يكن أقارب له عدا ابنة عمته وهى روايات تكذب كتاب الله الذى يقول أن أقل عدد تزوجه منهن هو أربعة ابنة عم وابنة خال وبنت عمة وبنت خالة
إذا نحن أمام تاريخ كاذب
بعد ذلك حدثنا الخميس عن نسبها فقال:
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية القرشية، كنيتها أم عبد الله، لم يكن لها أولاد ولكن كنيت بابن أختها عبد الله بن الزبير؛ فكان يقال لها أم عبد الله، وذلك أنها كانت تحبه كثيرا وعنها أمها أم رومان بنت عامر الكنانية ولدت عائشة بعد البعثة بخمس سنين وأبو بكر كان أول من أسلم من الرجال، فلم تعرف الشرك ولم تعرف الأصنام وإنما ولدت على الفطرة وعاشت موحدة وقبل مهاجر النبي (ص) خطبها من أبي بكر وهي بنت ست فقال أبو بكر للنبي (ص) لما طلب يد ابنته؛ قال: أو تحل لك يا رسول الله؟؟!!قال: نعم فقال أبو بكر للنبي (ص): أو لست أخي؟؟قال: بلى في الإسلام، وهي حلال لي فتزوجها (ص) "
لا أدرى كيف يصدق الناس رواية كهذه رجل يطلب يد طفلة لم تبلغ وهو يعلم أن الله أن هناك سن للنكاح والحلم كما قال تعالى "وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح" وقال""وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم"
ومن ثم فالله لا يجيز زواج أطفال ولا طفلات لعدم بلوغ سن النكاح أو الحلم فالصالحة للزواج لابد أن تكون بالغة عاقلة ثم كيف يتم أخذ رأيها وهى غير عاقلة ؟
كلام يجعل الكفار يضحكون علينا ويتهمون ديننا بالتخلف مع أن المتخلفين هم من وضعوا الروايات ومن صدقوها بلا تفكير ولا عرض على كتاب الله
ثم روى الخميس الرواية التالية:
*- قال لعائشة يوما (ص): " أريتك في المنام ثلاث مرات، يأتي بك الملك إلي في سرقة من حرير - أي في قطعة من حرير - فيقول لي: هذه زوجتك، فأكشف فإذا أنت " ثلاث مرات يراها النبي (ص)!!قال: " فقلت إن يكن هذا من عند الله يمضه "وفعلا أمضاه الله تبارك وتعالى، وتزوج النبي (ص) عائشة"
قطعا هذه الرواية لا يوجد فيها ما يدل على بطلانها أو صحتها وهى مقبولة المعنى وأما الرواية التالية حسب تفسير الخميس لها على كونها البكر الوحيدة التى تزوجها محمد(ص)فلا تصح مع الكلام الذى قلناه فى البداية:
"- قالت يوما للنبي (ص): يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا وفيه - أي في الوادي - شجرة قد أكل الناس منها وشجر لم يأكل منه الناس؛ في أي الشجر ترتع بعيرك؟ فقال (ص): " في الشجر الذي لم يأكل منه الناس "فضحكت ، لأنها تريد نفسها أنها بكر هي الوحيدة التي تزوجها النبي (ص) وهي بكر وأرضاها كل أزواج النبي (ص) تزوجن غيره قبله إلا عائشة ما عرفت إلا رسول الله، وما دخل عليها غير رسول الله (ص)"

ثم ذكر بعض روايات الفضائل فقال:
لها من الفضائل الشيء الكثير، وما جلسنا في هذا المجلس معكم لذكر فضائلها فقط وإنما قصدنا أن نتكلم بشكل عام عن حياة أمنا رضي الله تبارك وتعالى عنها وأرضاها، ومالا يدرك جله لا يترك كله، فننوه على بعض فضائلها وأرضاها
*- سأل عمرو بن العاص، لما أراد النبي أن يرسله إلى ذات السلاسل سأل النبي (ص): من أحب الناس إليك؟قال (ص): " عائشة "قال: ومن الرجال؟قال (ص): " أبوها " فقدمها على كل الناس "

قطعا النبى(ص) حتى لو كان يفضل رجل أو امرأة قلبيا فلن يعلن هذا لأحد غيرهم لأنه لو أعلن هذا فسيجعل الكل يكرهونهم كما سيجعل البعض يكسل عن العمل لأنه مهما فعل من طاعات وحسنات فلن يبلغ تلك المنزلة ومن ثم كل أحاديث الفضائل بلا استثناء هى أحاديث كاذبة لم يقلها النبى(ص) لأنه تورث الضغائن والأحقاد بل تنفر الناس من الإسلام وهى متعارضة حتى مع مبدأ المفروض اتباعه وهو عدم التفرقة بين الرسل(ص) كما قال تعالى على لسان المسلمين" لا نفرق بين أحد من رسله" ومن ثم الرسول(ص) لن يفرق بين المؤمنين أو المؤمنات ثم قال:
"- ويقول أنس عن النبي (ص): " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "اختلف أهل العلم أيهما أفضل: عائشة أو خديجة؟عائشة أو فاطمة؟مع اتفاقهم جميعا على أن عائشة وخديجة وفاطمة أفضل النساء على الإطلاق ولكن اختلفوا أي هذه الثلاث أفضل، ن جميعا؟؟؟ويكفينا أنهن من أهل الجنة وأنهن في الفردوس الأعلى ن وأرضاهن "
كما قلت سابقا لا يمكن للرسول(ص) أن يعلن أفضلية فلانة على باقى زوجاته لأنه بهذا يجلب لنفسه المشاكل داخل البيت وهى مشاكل ليست يوما واحدا وإنما طوال العمروالنبى0ص) فى غنى أساسا عن المشاكل لأنها تقابله يوميا من لحظة صحوه حتى نومه ومن ثم فهو من المؤكد أنه حريص على ألا يكون فى جو مشحون بالكراهية والشجار
نعم قد يعلن هذا للمفضلة فى السر ولكنه لن يعلن ذلك على الملأ ثم قال"
"*- جاء في فضلها أنها سألت النبي (ص) يوما: أي أزواجك معك في الجنة؟فقال النبي (ص): " ألا إنك منهن " يعني أنت معي في الجنة
*- قال لها يوما (ص): " هذا جبريل يقرئك السلام فقالت وأرضاها: عليك وعلى جبريل السلام "

وقطعا هذه الرواية لا تصح لأنهن كلهن فى الجنة كما قال تعالى :
"وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما "
ثم قال:
"*- قال لها (ص) يوما: " إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى" قالت: من أين تعرف ذلك؟فقال: " أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم "قالت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ورب محمد ورب إبراهيم (ص) "
هذا الرواية من الممكن أن تكون صحيحة المعنى وقعت
ثم كرر الخميس بعض ما سبق وذكر زيادة عليه فقال:
"عائشة لها خصوصيات، يعني لم يشاركها أحد فيها، من هذه الخصوصية:
*- أنها البكر الوحيدة التي تزوجها النبي (ص)، هذه خصوصية
*- من خصوصياتها كذلك أن النبي (ص) كان يقسم لجميع نسائه ليلة ليلة وجعل لعائشة ليلتين، وهي ليلتها وليلة سودة أهدتها لعائشة، فعندما يمر النبي (ص) على زينب وعلى أم سلمة وحفصة وأم حبيبة وجويرية وميمونة وغيرهن من أمهات المؤمنين يمر على كل واحدة ليلة ويمر على عائشة ليلتين وكذلك من خصوصياتها أن النبي (ص) علم أنها ستكون زوجة له قبل أن يتزوجها، وكانت تعرض عليه كما ذكرنا، عرضها عليه الملك ثلاث مرات في سرقة من حرير، وهذه في رؤية منام (ص)"

هذه الرواية عن تنازل زوجة عن ليلتها لأخرى لا تتفق مع كتاب الله لأن الله جعل تنازل المرأة المعرض عنها زوجها مالية ومن ثم ذكر الشح فقال "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح"
كما أن النبى(ص) يعلم أن المرأة مهما كانت نفسيتها لا تستغنى عن الجماع كما أن امتناع الرجل عنها امتناعا كاملا يجعلها تفكر فى الزنى ومن ثم لا يمكن أن يكون ما يروى هذا قد حدث ثم قال:
"من خصوصيات هذه المرأة - أعني عائشة - أنها أعلم النساء على الإطلاق ومن خصوصياتها أنها أكثر من روى عن النبي (ص) من النساء بل قال بعض أهل العلم: لو جمعت جميع مرويات أمهات المؤمنين وباقي النساء اللاتي روين عن النبي (ص) لكانت رواياتهن كلهن أقل من رواية عائشة عن النبي (ص) "
الإسلام ليس روايات وإنما وحى من الله والوحى لا علاقة له برجال أو نساء لأنه لابد أن يبلغ كاملا للناس كما قال تعالى " بلغ ما أنزل إليك من ربك"
وعائشة وتلك النساء كلهن كن فى مكانه واحد وهو من يعلمهن ومن ثم لن يخص واحدة بالبلاغ ولا يبلغ الأخريات خاصة أن الأحكام تطبق على الكل وليس على واحدة ثم قال:
"من خصوصياتها أن النبي (ص) مرض في بيتها وتوفي في بيتها (ص)، ومات على صدرها بين سحرها ونحرها من خصوصياتها أنها أحب الناس إلى رسول الله (ص) من خصوصياتها أن آخر ما خالط ريق النبي (ص) هو ريقها، وذلك لما كان النبي (ص) يعاني سكرات الموت في بيتها، دخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أخوها ومعه سواك، فنظر النبي (ص) إلى السواك قالت: فعلمت أنه يريده فقلت له: تريده يا رسول الله؟فأشار برأسه أن نعم تقول: فأخذته من عبد الرحمن، ثم قضمته وطيبته، ثم أعطيته النبي (ص) فاستن أحسن ما يستن، (ص) فقضمته بفمها، فآخر ما مس ريق النبي (ص) ريق عائشة"
هذه الروايات لا تعنى أى شىء فى الإسلام والله أعلم بصحة وقوعها من عدمه ثم حدثنا الخميس عن علمها المتفوق على علم الرجال فقال:
"هذه المرأة - أعني أمكم وأمي - كانت كما قلت أعلم الناس في وقتها وخصوصا النساء يقول أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا - أصحاب نبي الله (ص) - أمر أو حديث فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما
ويقول مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد الأكابر يسألونها في الفرائض (أي في المواريث)ويقول عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة
ويقول عطاء: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة
ويقول الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي (ص) وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وهذا الأحنف بن قيس يقول: سمعت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا ومن جاء بعدهم فما سمعت خطيبا أفصح ولا أحسن حديثا من عائشة "

وهذا الكلام يدخلنا فى متاهة لا أدرى هل يجهلها الخميس أنه لا يعرف وهو أن النبى(ص) لم يبلغ الرسالة كاملة للناس وأبلغها لعائشة كاملة وهو كلام نعوذ بالله منه فالوحى بلغ المسلمين جميعا والكفار أيام كان يعيش بينهم الوحى كاملا
ثم حدثنا عن صلاتها وصومها وصدقاتها فقال:
"*- كانت عابدة، اشتهرت بالعبادة وأرضاها؛ إذ كانت تسرد الصوم ولا تكاد تفطر إلا قليلا، وكانت تتصدق كثيرا حتى قال عروة: كانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله، وكانت تأتيها السبعين ألف درهم فتنفقها ولا يبقى منها شيء وإنها لترقع درعها (الدرع) ثوبها ترقعه، لا تشتري ثوبا جديدا، وتتصدق بسبعين ألف درهم!!! وأرضاها بل أعطيت يوما مئة ألف درهم فما أتى العصر حتى أنفقتها كلها وكانت صائمة!!
فقالت لها جاريتها (خادمتها): لو أبقيت درهما نشتري فيه لحما لإفطارك؟!كانت صائمة لو أبقيت درهما نشتري فيه لحما لإفطارك؟قالت : لو ذكرتني لفعلت نسيت نفسها!!كل مالها تصدقت به؟؟أين تربت؟؟تربت في بيت رجل لما أمر النبي (ص) بالصدقة جاءه بماله كله!!تربت في بيت محمد (ص)، لما أعطاها شاة يوما ثم جاءها بعد فقال لها: " ما بقي من الشاة؟ "فقالت: ذهبت كلها إلا الذراع أي تصدقت بها جميعا ما عدا الذراع أبقيته لك يا رسول الله فيقول لها النبي (ص): " بل بقيت كلها إلا الذراع "تعلمت في هذا البيت وأرضاها ومن طرائف الأمور وليس بطريف أن هذه الصدقة التي كانت تتصدق بها عائشة أغضبت ابن أختها عبد الله بن الزبير، فلما بلغه كثرة إنفاقها بهذه الطريقة؛ المئة ألف درهم تأتيها الآن بعد ساعة ذهبت سبعون ألفا أي مبلغ يأتيها يذهب مباشرة!!!قال عبد الله بن الزبير: لنحجرن عليها كلمة خرجت منه فلما بلغت هذه الكلمة عائشة غضبت من ابن أختها كيف يتكلم عنها بهذه الطريقة؟؟!!فقالت : والله لا أكلمه أبدا
بلغ الأمر عبد الله بن الزبير وأن خالته حلفت ألا تكلمه فصار يتودد يرسل الشفعاء، وهي رافضة لا تكلمه واستمر على هذا فترة من الزمن مع أنها تحبه، وقلنا تكنت باسمه، ومع هذا لم تشفع له ولم تقبل شفاعات الناس، عندها جاء يوما بخدعة، جاء إلى أخيها من الرضاعة فقال له: أريد أن أدخل معك على عائشة؟؟قال له: ولكنها لا تأذن لك!!!
قال: أدخلني في عباءتك - أي في بشتك - داخل العباءة ما تراني، وأنا أتصرف، لكن أدخلني في عباءتك فجاء يستأذن على عائشة قالت: من؟قال: فلان قالت: ادخل قال: أدخل كلي؟(لأن معه عبد الله بن الزبير داخل عباءته) قالت: نعم ادخل كلك!!فدخل فلما دخل عليها خرج عبد الله بن الزبير من العباءة و ضمها وصار يبكي بين يديها فبكت ، وطلب منها أن تسامحه فسامحته ثم بعد ذلك أعتقت أربعين رقبة تكفيرا لحلفها الذي حلفت أربعين رقبة أعتقتها لوجه الله تبارك وتعالى"

قطعا هذه الروايات لا تصح فمن أين أتتها كل تلك الأموال والنبى(ص) كما فى روايات التاريخ الكاذبة مات مديونا ليهودى ووالدها أنفق كل ماله على المسلمين؟
قطعا هذه روايات كاذبة فمثلا لو كان دخلها70 ألف فما بالك بعشر نسوة أخريات700000 درهم فقط لنساء النبى(ص) فكم كان دخل المسلمين وهم بمئات الآلاف هل أخذ كل منهم -للتذكرة حسب التاريخ كان عدد المجاهدين فى فتح مكة عشرة آلاف -هذا المبلغ فكيف يكون هناك فقراء وعلى من تتصدق تفرق على المسلمين وكل هذه المبالغ بافتراض عدد المجاهدين ومستحقى الخمس عشرين ألفا=70000×20000 =1400000000 درهم ؟
مليار و400 مليون درهم والدرهم ليست عملة هينة نتكلم عن عشرين ألف مسلم بينما فى حجة الوداع كما يقول التاريخ كان هناك مائة ألف
كلام لا يمكن أن يصدقه إلا الحمقى
ثم حكى لنا الخميس التالى فقال:
وكلنا يعرف قصتها المشهورة في زمن النبي (ص) لما اشترت بريرة وأرادت أن تعتقها فاشترطوا عليها - أي أهل بريرة الذين كانوا يملكونها -قالت: أريد أن أعتقها قالوا: نعم تعتقينها والولاء لنا فقالت: أسال النبي (ص) فلما سألت النبي (ص) عن هذا الأمر وأنها تريد أن تشتري بريرة وتعتقها ولكنهم اشترطوا الولاء لهم فقال النبي (ص): قولي تم اشترطي لهم الولاء، إنما الولاء لمن أعتق يعني هذا الشرط لا قيمة له لأن الولاء لمن أعتق، وأنت التي أعتقت هم باعوها وأخذوا ثمنها كيف يريدون الولاء لهم؟؟!!فقال: اشترطي لهم ثم قام وقال (ص): ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تبارك وتعالى؟ إنما الولاء لمن أعتق وأعتقتها في زمن النبي (ص)"

رواية بريرة معقولة بهذا المعنى وإن كان فى النفس منها شيئا فمن أين أتت عائشة تلك الأموال وزوجها لو فرق درهم على امرأة لفرق مثله على بقية الزوجات وكما قلنا التاريخ يقول أن والدها أنفق كل ماله على الدعوة ؟
قطعا لا يمكن أن نصدق كل ما يقال إلا أن نفهم وما أفهمه هو أن تكون اشترت بريرة من مهرها فهذا هو الشىء الوحيد الذى كانت تملكه نساء النبى(ص)
ثم حدثنا عن أمر يثير الضغائن والأحقاد والمشاكل عن كثرة اهداء المؤمنات لها فقال:
"كان الناس يهدون لرسول الله (ص) كثيرا، وأكثر هذه الهدايا تكون في يوم عائشة!!لماذا؟لأنهم يعلمون أن النبي (ص) في هذا اليوم؛ لا قول في قمة السعادة ولكن سعيد (ص) يرتاح إذا جاء يوم عائشة لأنه يحبها كثيرا (ص)، وكان الناس يعلمون ذلك يعلمون حب النبي لعائشة، بل النبي (ص) يصرح بذلك كما في حديث عمرو بن العاص : من أحب الناس إليك؟قال: " عائشة " فهو يعلن ذلك (ص)، فكان الناس يهدون للنبي (ص) في يوم عائشة ما لا يهدون له في غيره من الأيام فشعرت نساء النبي (ص) بشيء من الضيق!!لماذا يهدي الناس للنبي (ص) أكثر يوم في يوم عائشة؟؟!!لماذا لا يهدون له في كل يوم؟؟!!فأرسلن إلى أم سلمة زوج النبي (ص) فقلن لها: إذا جاءك النبي (ص) في ليلتك فقولي له أن يأمر الناس أن يهدوا له في كل يوم فقالت: نعم فلما جاءها النبي في ليلتها قالت له ذلك الكلام فلم يرد عليه (ص)، سمع وسكت فلما أصبحت النساء جئن إلى أم سلمة: ماذا قال لك؟قالت: ما رد علي شيئا فقلن لها: إن جاءك في ليلتك القادمة - يعني بعد تسعة أيام - فأعيدي عليه الكلام قالت: أفعل فلما جاءها النبي (ص) في ليلتها أعادت عليه الكلام وأعاد السكوت (ص)، لم يرد عليها بشيء فسألنها في الصباح؟؟فقالت: ما قال لي شيئا فقلن لها: كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها: لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة فقالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله فذهبن إلى فاطمة بنت النبي (ص) ورضي عنها، فجاءت فاطمة إلى النبي (ص) وهو مع عائشة، فدخلت عليه فاطمة ومعه عائشة فقالت فاطمة للنبي (ص) - وعائشة تسمع -: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة؟
وفاطمة أكبر من عائشة بعشر سنوات تقريبا، يعني من حيث السن فقالت: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة
وليس المقصود أن النبي لا يعدل ولكن المقصود كما قلت قبل قليل قضية الهدايا، هدايا الناس، أن يأمر الناس أن يهدوا في كل وقت لأن هذا أحزن نساء النبي (ص)
فكان جواب النبي لفاطمة : يا فاطمة أتحبين من أحب؟قالت: نعم
قال: فأحبي هذه أي أحبي عائشة هكذا يعلم النبي (ص) ابنته، فرجعت فاطمة إلى النساء فقلن لها: ماذا قال لك؟قالت: قال لي كيت و كيت فقلن لها: ما صنعت شيئا فأرسلن زينب بنت جحش - انظروا بارك الله فيكم إلى الغيرة - وهؤلاء النساء يغرن، وهذا أمر طبيعي في النساء فأرسلن زينب بنت جحش، فدخلت زينب على النبي (ص) ومعه عائشة فقالت زينب كما قالت فاطمة: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة؟
ثم تكلمت في عائشة أمام النبي (ص) انظروا كيف يتعامل النبي (ص) مع نسائه، يعني لو كان واحد منا الآن وتخاصمت النساء أمامه الله العالم ماذا يصنع؟؟ كثير من الناس يرى أن من الرجولة أن يضرب هذه ويضرب هذه وأن يسكت هذه ويسكت هذه!!لكن تعالوا ننظر كيف صنع النبي (ص) سكت ولا تكلم ولا كلمة تقول عائشة: فسكت- يعني احتراما للنبي (ص) -فنظرت إليه هل يأذن لي أن أرد عليها أو لا يأذن؟فنظرت إليه فإذا هو ساكت فعلمت أنه يرضى أن أرد تقول: فرددت عليها حتى أسكتها تقول: فضحك النبي صلى الله عيه وسلم وقال لزينب: " إنها ابنة أبي قحافة " هكذا كان يتعامل النبي (ص) مع مثل هذه الأمور التي تقع من النساء من الغيرة وغيرها "

هذه الحكاية الطويلة العريضة إن كانت حدثن فالنبى(ص) لن يعالجها بما يزيد المشاكل بين الزوجات كما هو الحادث فى تلك الرواية الكاذبة وبالتالى سيعانى هو أولا من كل تلك المشاكل فى وقت هو بحاجة لعلاج مشاكل المسلمين وقضاياهم ويريد هو ألخر أن يرتاح وإنما سيعالجها بأن يقسم الهدايا على الكل قسمة العدل خاصة أن من يهدين أو يهدوا كانوا يهدون للرسول (ص) وليس لعائشة
ثم حدثنا الخميس عن حادثة الإفك فقال:
"في زمن عائشة وقعت أحداث لن نفصل القول في كلها لأن الوقت لا يتسع، وكذلك ليس مناسبا أن نتكلم في كل هذه الأشياء، و لذلك سنتكلم بكلمات خفيفة يسيرة بقدر ما يتيح الوقت وبقدر ما يحتمل الناس، لأن بعض الناس عندما يسمع كلاما كثيرا يمل، ولذلك أريد أن أختصر بقدر ما ييسر الله تبارك وتعالى
من أهم ما وقع في زمن عائشة حادثة يقال لها حادثة الإفك، وهي في السنة الرابعة أو الخامسة من الهجرة عندما خرج النبي (ص) لغزو بني المصطلق، وكان يقرع بين نسائه - يعمل قرعة - فخرجت القرعة على عائشة ، فأخذها معه (ص)، وفي طريق عودتهم حدث أمر، وذلك أنهم في سفرهم هذا، حيث إن السفر كان يأخذ أياما، فكان من عادتهم أنهم يمشون في الليل لأن الأرض تطوى في الليل، وهو أخف على الإبل وأخف على الناس من حرارة الشمس، فكانوا يسيرون في الليل ويرتاحون في النهار، يعني يشرعون في المشي بعد المغرب أو قريب من المغرب إلى الفجر، يجمعون المغرب والعشاء مقدم ثم يمشون لصلاة الفجر ويظلون واقفين حتى يكون العصر وهكذا

في يوم من الأيام أثناء عودتهم جلسوا فلما كان آخر العصر - قريب من المغرب - أعلنوا أن الرحيل بعد قليل، من أراد أن يقضي حاجة، يرتب أغراضه وكذا سنمشي بعد قليل تقول عائشة: فذهبت أقضي حاجتي ثم رجعت وركبت الهودج، على أساس تحمل مع النساء، قدر الله تبارك وتعالى لما ركبت الهودج وإذا عقدها قد سقط منها في الطريق أثناء قضاء الحاجة المهم سقط عقدها فرجعت تبحث عنه، وأثناء بحثها أعلن الرحيل، وهي بعيدة عنهم - لأنها ذهبت تقضي حاجة تبعد عن الناس - فرحلوا الهودج، رفعوه على البعير، وكانت تقول: كنت خفيفة، لم أحمل اللحم، فحملوا الهوذج على البعير وانطلقوا، وهي تبحث عن العقد لا تدري حتى وجدت العقد، وطال البحث لأن الوقت قريب من الظلام ولا تعرف أين، المهم وجدت العقد ولم تجد الناس!!!فلما رجعت فإذا لا يوجد أحد!!أين ذهبوا؟؟لا تدري لأنها لا تعرف الطريق في أي جهة اتجهوا؟؟وهي صغيرة في ذلك الوقت، قيل لها من العمر اثنتا عشرة سنة، وقيل ثلاث عشرة سنة ما تزيد فظلت في مكانها، قالت: إذا افتقدوني يرجعون إلي لأنه لا تدري أين تذهب وظلت في مكانها حتى غلبها النوم فنامت في مكانها وقدر الله أن رجلا يقال له صفوان بن المعطل كان قد تأخر عن الجيش و لكنه يعرف الطريق إلى المدينة
فلما جاء على طريقهم وصل قريبا من الفجر بدأ يبدأ النور فرأى كأن سوادا من بعيد، فاقترب فإذا إنسان نائم فاقترب فإذا هي عائشة وكانت مكشوفة الوجه وهي نائمة
تقول عائشة: وكان قد رآني قبل الحجاب تقول: فلم يزد على أن استرجع أي قال: إنا لله وإنا إليه راجعون تقول: فلما استرجع انتبهت فخمرت وجهي تقول: والله ما زاد على قوله ذلك
الذي هو: إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أناخ لي البعير فركبت - أي على البعير - ثم صار يقود البعير أي هو على رجله وهي على البعير، حتى أتى بها النبي (ص)، لأنهم كما قلنا يمشون إلى الفجر ثم يرتاحون النهار كله، فلما وصلت إليهم في نحر الظهيرة - يعني آخر الضحى - فتكلم البعض من الخبثاء في عائشة وصفوان ما؛ يعني لعلها تأخرت متعمدة أو هربت معه أو ما شابه ذلك من الكلام والعياذ بالله، وظل هذا الكلام بين الناس شهرا كاملا - ولن أتكلم بالتفصيل عن الإفك - حتى أنزل الله تعالى براءتها في قوله جل وعلا: " إن الذين جاءوا بالإفك " فسماه إفكا، وهو عظيم الافتراء وأنزل الله براءتها جل وعلا ثم ختم بقوله سبحانه وتعالى: " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " أي أن محمدا طيب ولا يكون له إلا الطيب، فهي طيبة تزوجت طيبا، وبرأها الله تبارك وتعالى، وأعلن هذا في القرآن سبحانه وتعالى وفيها يقول حسان بن ثابت :
رأيتك وليغفر لك الله حرة *** من المحصنات غير ذات غوائل
حصان رزان ما تزن بريبة *** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
وإن الذي قد قيل ليس بلائق *** بك الدهر بل قيل امرئ متماحل
مهذبة قد طيب الله خيمها *** وطهرها من كل سوء و باطل
مع أن حسان بن ثابت كان ممن وقع في عائشة ونقل الإفك الذي سمعه من الناس، ولكنه تاب وأعلن توبته، وقال هذه الأبيات ينزه فيها عائشة من أن يكون وقع منها شيء "

الغريب فى حادثة الإفك أن رواياتها كلها تتعارض مع كلام الله عنها فى القرآن فالحادثة لا علاقة لها لا بعائشة ولا أى زوجة للنبى(ص) ولا للنبى(ص) نفسه ومن آيات سورة النور نفهم أن الإفك هو أمر حدث فى المجتمع المسلم بالمدينة ولا علاقة له بالنبى (ص) ولا بزوجته وإنما هم جماعة اتهموا عدة نساء من المسلمات مع عدة رجال بتهمة باطلة وانتشرت الاشاعة فى المجتمع فعالجها الله بإنزال حكم الرمى وقنن أمر الرمى بوجود الشهود وحرم على المسلمين الكلام فيما لم يشاهدوا
الإفك كإتهام لزوجة النبى (ص) بالزنى مع أحد الصحابة ينفيه ما يلى فى القرآن :
قوله تعالى بسورة النور " لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا" فلو كان الأمر متعلقا بالنبى(ص) وزوجته لذكر الله أن الظن الخير يكون من النبى (ص)وزوجته أو بالأحرى من الزوج المتهمة زوجته والذى لابد أن الشيطان وسوس له ولو لدقيقة بأن المرأة ارتكبت الجريمة بدلا من ظن الكل
قوله تعالى بسورة النور" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ" وقوله " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ" فالجمل تتحدث عن جمع من النساء المرميات بالزنى وليس عن امرأة والمفترض فى حالة كونها امرأة واحدة أن يقال والذين يرمون محصنة أو إن الذين يرمون المحصنة الغافلة فالرمى لا يكون جماعيا ما لم ينص على هذا فإنما تتهم الواحدة ومن النادر اتهام جمع من النساء
قوله تعالى بسورة النور" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا" فشيوع الفاحشة فى المجتمع لا يتعلق بامرأة واحدة فالشيوع يتطلب وجود كثيرات فامرأة واحدة مهما كانت لا تملك أن تشيع الفاحشة فى مجتمع
قوله تعالى بسورة الأحزاب " وقرن فى بيوتكن "فالأمر هو لنساء النبى(ص) ومن ثم فهن لم يكن يخرجن فى عمليات الجهاد لأن الأمر صدر لهن بالبقاء فى بيوت الزوجية
قوله تعالى بسورة النساء " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "فالجهاد هنا للرجال فلم يذكر الله المجاهدات
قوله تعالى بسورة المزمل"علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يقاتلون فى سبيل الله " فمنكم وأخرون تدلان على الذكور
ثم حدثنا حديثا مقتضبا عن واقعة الجمل فقال:
واستمرت حياتها بعد ذلك إلى أن توفي النبي (ص) وجاءت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، حتى جاءت خلافة علي ووقعت في آخر أيامها وقعة الجمل، حيث إن الناس طلبوا منها أن تخرج معهم لتصلح بين الناس، و يقبل الناس قولها ، ثم ندمت على خروجها ذلك رضي عنها وأرضاها
ولما بلغت الثالثة والستين من عمرها كعمر النبي (ص) مرضت ، وجاءتها سكرات الموت، وكان عندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فجاء ابن عباس يستأذن ليدخل عليها فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: هذا ابن عباس يستأذن في الدخول؟ فقالت : دعني من ابن عباس أي لا تريد أن ترى أحدا فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: يا أماه، إن ابن عباس من صالح بنيك، يسلم عليك ويدعو لك؟فقالت: ائذن له إن شئت فدخل عليها عبد الله بن عباس ما فلما جلس قال لها: أبشري فقالت: بماذا؟فقال لها ابن عباس: ما بينك وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وتلقي محمدا والأحبة، وكنت أحب نساء رسول الله (ص) ولم يكن رسول الله يحب إلا الطيب (ص)، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله (ص) وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك (أي في سفرة أخرى مع النبي (ص) لما نزلت آية التيمم)وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات، جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار قالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسيا منسيا هكذا الإنسان يدخل على الناس يحسن ظنهم بالله كما صنع ابن عباس مع أمنا عائشة والآخر هي عائشة ، الإنسان دائما يستحضر ذنوبه ويستحضر تقصيره ويخاف من الله تبارك وتعالى ثم توفيت وأرضاها سنة سبع وستين من الهجرة عن عمر يناهز الثالثة والستين، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت ليلا في البقيع"

قطعا لا وجود لواقعة الجمل فهى من ضمن التاريخ المكذوب الذى تحدثنا عنه فى البداية ثم ذكر الخميس قصيدة طويلة اكتفيت بذكر بعض منها فقال:
"هذه هي أمنا عائشة وأرضاها، ولقد أنشد ابن بهيج الأندلسي موسى أبو عمران رحمه الله تبارك وتعالى قصيدة في حق أمنا عائشة أحببت أن أقرأها عليكم، يتكلم فيها بلسان عائشة
يقول ابن بهيج:
ما شان أم المؤمنين وشاني *** هدي المحب لها وضل الشاني
إني أقول مبينا عن فضلها *** ومترجما عن قولها بلساني