الأجر على الدعوة بالقرآن
يدعى بعض الدجالين أو الغافلين عن القرآن :
أنه يجوز أخذ أجر على تعليم القرآن والقرآن هو الوحى المنزل على خاتم النبيين(ص) ومعنى تعليمه هو :
دعوة الناس إلى أتباع أحكامه
وهؤلاء يأخذون مالا أو متاعا مقابل أن يحفظوا الناس القرآن والتحفيظ غير
التعليم وهو الدعوة ويأخذون مقابل رقية الناس به وهم يستندون إلى روايات
متناقضة مخالفة للقرآن
ونجد فى كتاب الله عشرات الآيات تقول :
أن المعلمين وهم الرسل(ص) والدعاة لا يأخذوا أجر والمراد :
مالا أو متاعا مقابل تبليغ وهو تعليم الناس أحكام دين الله من خلال الوحى وهو :
القرآن أو أى كتاب أخر من كتب الوحى السابق
ومن تلك الآيات:
قوله تعالى :
"فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
وقوله تعالى :
"وَيَا
قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى
اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو
رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"
وقوله تعالى :
"وَإِلَى
عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ
لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي
فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
وقوله تعالى :
"
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِين"
وقوله تعالى:
"إِذْ
قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (127)"
وقوله تعالى:
"كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ
صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)"
وقوله تعالى :
"
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ (164)"
وقوله تعالى :
"
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ
أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"
وقوله تعالى
"
قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا
عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ لَا
أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ"
وقوله تعالى:
"وَيَاقَوْمِ
لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ
وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"
وقوله تعالى :
" يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
ورغم كل تلك ألايات إلا أن القوم يصرون على أن يأخذوا مالا مقابل ما يدعون أنه تعليم للقرآن وما هو بتعليم وإنما هو تحفيظ النص وهو :
عمل
أخر يقوم به المعلم ضمن ما يقوم به من تدريس أمور أخرى كالحساب وما شابه
وهذه وظيفة لا تدخل ضمن تعليم القرآن بمعنى تعليم أحكام الله وإنما هى
وظيفة لتعليم الأطفال فى الغالب القراءة والكتابة
ونجد أن الأحاديث متناقضة فهناك أحاديث تحرم أخذ الأجر على تحفيظ القرآن منها :
"من أخذ على تعليم القرآن قوساً، قلده الله قوساً من نار يوم القيامة.
عن عبادة بن الصامت قال:
علمت
ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوساً فقلت ليست
بمال وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلأسألنه فأتيته فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إلي قوساً ممن كنت أعلمه
الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله، قال: إن كنت تحب أن
تطوق طوقاً من نار فاقبلها. رواه ابو داود
كما نجد أحاديث أخرى يصر الدجالون على أنها أجر مقابل القرآن ومنها :
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ ، فَعَرَضَ لَهُمْ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ إنَّ فِي
الْمَاءِ رَجُلاً لَدِيغًا ؟ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ
بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ [أي : مجموعة من الغنم]، فَبَرَأَ ،
فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ ، وَقَالُوا :
أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْراً ؟ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْراً ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَحَقَّ مَا
أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ) رواه البخاري ( 5405 ) .
وأخرجه
البخاري ( 2156 ) ومسلم ( 2201 ) من حديث أبي سعيد الخدري ما رواه البخاري
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل
فيكم من راق؟ إن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً، فانطلق رجل منهم فقرأ
بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، وقالوا:
أخذت على كتاب الله أجراً، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله أخذ
على كتاب الله أجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم
عليه أجراً كتاب الله."
بغض
النظر عن أحاديث تحريم أخذ الأجر فإن أحاديث أو حديث التحليل ليس فيها أى
دليل على تعليم القرآن فالرجل الذى زعموا أنه شفى اللديغ لم يعلمه القرآن
ولم يحفظه شىء حتى يمكن الاستدلال به على جواز أخذ أجر على التعليم وإنما
ما فعله وهو ما لم يحدث هو :
أن تلا آيات من القرآن بغرض شفاء اللديغ
ومن ثم لا يمكن الاستدلال بالحديث وأمثاله على جواز أخذ أجر على تعليم أو تحفيظ القرآن
الكارثة الأخرى هو مناقضة الحديث للقرآن فى أن القرآن ليس شفاء من أمراض
الجسد أو متاعبه كسم الثعبان أو العقرب لأن الله حدد أنه شفاء للكفر
والنفاق فى الصدور فقال :
" وشفاء لما فى الصدور "
وجتى لو فسرنا الصدور بأنها القفص الصدرى فى الجسم فاللديغ لم يكن ملدوغا
فى الصدر ومن ثم بطل أى استدلال بهذا الحديث وكل رواياته على جواز أجر على
تعليم القرآن
وأما تحفيظ القرآن من خلال تعليم القراءة والكتابة والحساب فهذا شان أخر لأنه هذه وظيفة اسمها التدريس وهى :
وظيفة كأى وظيفة يتم أخذ راتب عليها من الدولة وليس من الناس لقضاء حوائج المدرس أو المعلم