الثلاثاء، 3 يونيو 2025

الأجر على الدعوة بالقرآن

الأجر على الدعوة بالقرآن
يدعى بعض الدجالين أو الغافلين عن القرآن :
أنه يجوز أخذ أجر على تعليم القرآن والقرآن هو الوحى المنزل على خاتم النبيين(ص) ومعنى تعليمه هو :
دعوة الناس إلى أتباع أحكامه
وهؤلاء يأخذون مالا أو متاعا مقابل أن يحفظوا الناس القرآن والتحفيظ غير التعليم وهو الدعوة ويأخذون مقابل رقية الناس به وهم يستندون إلى روايات متناقضة مخالفة للقرآن
ونجد فى كتاب الله عشرات الآيات تقول :
أن المعلمين وهم الرسل(ص) والدعاة لا يأخذوا أجر والمراد :
مالا أو متاعا مقابل تبليغ وهو تعليم الناس أحكام دين الله من خلال الوحى وهو :
القرآن أو أى كتاب أخر من كتب الوحى السابق
ومن تلك الآيات:
قوله تعالى :
"فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
وقوله تعالى :
"وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"
وقوله تعالى :
"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
وقوله تعالى :
" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين"
وقوله تعالى:
"إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)"
وقوله تعالى:
"كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)"
وقوله تعالى :
" إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)"
وقوله تعالى :
" إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ"
وقوله تعالى
" قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ"
وقوله تعالى:
"وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ"
وقوله تعالى :
" يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
ورغم كل تلك ألايات إلا أن القوم يصرون على أن يأخذوا مالا مقابل ما يدعون أنه تعليم للقرآن وما هو بتعليم وإنما هو تحفيظ النص وهو :
عمل أخر يقوم به المعلم ضمن ما يقوم به من تدريس أمور أخرى كالحساب وما شابه وهذه وظيفة لا تدخل ضمن تعليم القرآن بمعنى تعليم أحكام الله وإنما هى وظيفة لتعليم الأطفال فى الغالب القراءة والكتابة
ونجد أن الأحاديث متناقضة فهناك أحاديث تحرم أخذ الأجر على تحفيظ القرآن منها :
"من أخذ على تعليم القرآن قوساً، قلده الله قوساً من نار يوم القيامة.
عن عبادة بن الصامت قال:
علمت ناساً من أهل الصفة الكتاب والقرآن فأهدى إلي رجل منهم قوساً فقلت ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله عز وجل لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتيته فقلت: يا رسول الله رجل أهدى إلي قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن وليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله، قال: إن كنت تحب أن تطوق طوقاً من نار فاقبلها. رواه ابو داود
كما نجد أحاديث أخرى يصر الدجالون على أنها أجر مقابل القرآن ومنها :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ نَفَراً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ ، فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَقَالَ : هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ إنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلاً لَدِيغًا ؟ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ [أي : مجموعة من الغنم]، فَبَرَأَ ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَكَرِهُوا ذَلِكَ ، وَقَالُوا : أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْراً ؟ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْراً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ) رواه البخاري ( 5405 ) .
وأخرجه البخاري ( 2156 ) ومسلم ( 2201 ) من حديث أبي سعيد الخدري ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله."
بغض النظر عن أحاديث تحريم أخذ الأجر فإن أحاديث أو حديث التحليل ليس فيها أى دليل على تعليم القرآن فالرجل الذى زعموا أنه شفى اللديغ لم يعلمه القرآن ولم يحفظه شىء حتى يمكن الاستدلال به على جواز أخذ أجر على التعليم وإنما ما فعله وهو ما لم يحدث هو :
أن تلا آيات من القرآن بغرض شفاء اللديغ
ومن ثم لا يمكن الاستدلال بالحديث وأمثاله على جواز أخذ أجر على تعليم أو تحفيظ القرآن
الكارثة الأخرى هو مناقضة الحديث للقرآن فى أن القرآن ليس شفاء من أمراض الجسد أو متاعبه كسم الثعبان أو العقرب لأن الله حدد أنه شفاء للكفر والنفاق فى الصدور فقال :
" وشفاء لما فى الصدور "
وجتى لو فسرنا الصدور بأنها القفص الصدرى فى الجسم فاللديغ لم يكن ملدوغا فى الصدر ومن ثم بطل أى استدلال بهذا الحديث وكل رواياته على جواز أجر على تعليم القرآن
وأما تحفيظ القرآن من خلال تعليم القراءة والكتابة والحساب فهذا شان أخر لأنه هذه وظيفة اسمها التدريس وهى :
وظيفة كأى وظيفة يتم أخذ راتب عليها من الدولة وليس من الناس لقضاء حوائج المدرس أو المعلم

 

الاثنين، 2 يونيو 2025

الغباء في الإسلام

الغباء في الإسلام
الغباء في المعنى الشائع بين الناس هو :
عدم القدرة على فهم الأمور والأشياء
وفى الغالب يطلقه المعلمون على بعض الطلبة ممن لا يستجيبون لارشاداتهم وتوجيهاتهم بصورة متكررة
وفى كتب اللغة يطلق على قليل الفطنة الذى تخفى عليه الأمور
ونجد أن الكلمة وردت في حديث تراءى الهلال والرواية الأشهر فيه تقول :
إن غمى عليكم لأو غم عليكم
ومن الروايات فيه استعمال :
غبى عليكم بدلا من :
غمى أو غم
كما في الرواية :
عن عبد الله بن عمر :
سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ:
" إذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وإذَا رَأَيْتُمُوهُ فأفْطِرُوا، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَاقْدُرُوا له" رواه البخارى
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الْهِلَالَ فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ. رواه مسلم
وعلى معنى الكلمة في الرواية يكون معنى الغبى هو :
الذى غاب عقله
وغياب العقل يطلق على صنفين من الناس :
الأول من يدمنون أو يتعاطون الخمر تحت أى مسمى خمر أو مخدر أو مفقد للوعى
الثانى المجانين وهم :
من فقدوا العقل فلا يقدرون على التصرف الصحيح في مجال المال على وجه الخصوص وقد يكون عدم القدرة على فهم الأمور والتصرف فيها عامة
ومن الكلمات في معنى الغباء الحمق وفيها أتت قصيدة المتنبى لتبين صفات الغبى وهو الأحمق وهو المجنون :

لكلِ داءٍ دواءٌ يستطبُ بهِ...............إلا الحماقة أعيت من يداويها
وكم من كلام قد تضمن حكمةً... نال الكساد بسوق من لا يفهم ُ
لكل داء له دواء يستطب به... إلا الجهالة أعيت من يُداويها
أقول له : عمرا فيسمعه سعدا... ويكتبه حمدا وينطقه زيدا
عليّ نحت القوافي من معادنها... وما عليّ إذا لم تفهم البقر
ومنزلة الفقيه من السفيه... كمنزلة السفيه من الفقيه
فهذا زاهد في قرب هذا... وهذا فيه أزهد منه فيه
وإن عناء أن تفهم جاهلا... فيحسب جهلا أنه منك أفهم
متى يبلغ البنيان يوما تمامه... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
متى يرعوي عن سيء من أتى به... إذا لم يكن منه عليه تندم

والقصيدة بالطبع لا تصف كل المجانين وإنما تصف صنف من الناس من دعاة الفهم وهم لا يفهمون لاصرارهم على الخطأ مهما كانت الظروف والأحوال
وفى القصيدة أخطاء مخالفة للوحى كوصف الكفار هنا بالبقر والبقر مسلم والكفار هم من يصرون على الذنوب وهى الخطايا كما قال تعالى :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
ومن ثم القصيدة تتحدث عن الحماقة بمعنى الجنون وهو الكفر وليس الغباء المتعارف عليه مع أن الغباء وهو الجنون لا يمكن علاجه بأطباء النفس ولا بأطباء العقل فالمجنون يظل على حاله حتى موته وكل أطباء النفس الذين يزعمون قدرتهم علاج مرضى العقل وهم أنفسهم مرضى النفس مجرد دجالين أو منصوب عليهم تصنعهم شركات الدواء لكى تظل تجرب أدوية لا فائدة منها
والملاحظ أن الثلاثى الذين أنشأ علم النفس الحديث هم يهود وقد يكون منهم يهودى تنصر وهم :
فرويد وأدلر ويونج
وعلى دراساتهم قامت شركات تعذيب المجانين من خلال إنتاج آلات الكهربة وغيرها أو من خلال إنتاج أدوية تسبب إدمان القوم والغرض من كل العملية هو :
الربح التجارى المستمر
وقد تحدث الفقهاء عن الأغبياء في العديد من المسائل ومنها :
الأول :
الزكاة للغبى :
الغريب أن كلامهم ليس عن الغبى وإنما عن الطالب النجيب وفى ذلك قالت الموسوعة الفقهية الكويتية في حديثها عن زكاة الغبى :
" نص بعض الفقهاء على أن الزكاة تصرف للفقير القادر على الكسب إذا منعه اشتغاله بطلب العلم عن الكسب، بشرط أن يكون نجيبا يرجى تفقهه ونفع المسلمين بعلمه، وذلك كأن تكون فيه قوة بحيث إذا راجع الكلام فهم كل مسائله، أو بعضها، وإلا فلا يستحق الزكاة؛ لأن نفعه حينئذ قاصر عليه فلا فائدة في اشتغاله بطلب العلم إلا حصول الثواب له فيكون كنوافل العبادات "
قطعا الله لم ينس الأغبياء وهم المجانين في الزكاة فقد تحدث عنهم باسم :
المؤلفة قلوبهم وهم :
المركبة أنفسهم تركيبا مخالفا لتركيب باقى الناس
وأما ما قاله المفسرون من كونهم المسلمون الجدد الذى يخاف من ارتدادهم عن الدين فيقوى إسلامهم باعطائهم المال فهو خطأ فادح يناقض القرآن لأن الله بين لنبيه(ص) أن المال لا يمكن أن يؤلف القلوب على الإسلام وهو الإيمان حتى ولو أعطى هذا الفرد كل مال الدنيا
وفى هذا قال تعالى :
"وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم"
ومن ثم لا يمكن أن يكون المؤلفة قلوبهم سوى المجانين لأنهم لا يقدرون على العمل وليس لديهم مصدر دخل ينفقون منه ومن ثم سهم المؤلفة قلوبهم هو :
للمجانين وهم الأغبياء
الثانى :
محاكمة الغبى على جريمة :
قطعا لا يجوز محاكمة الغبى ولا سؤاله ولا الشرح من قبل القاضى كما نقلت الموسوعة الفقهية في نفس مادة عباء التالى :
" نص الشافعية على أن المدعى عليه إذا سكت عن الجواب لدهشة أو غباوة وجب على القاضي أن يشرح له الحال، وكذا لو نكل ولم يعرف ما يترتب على النكول يجب الشرح له، ثم يحكم عليه بعد ذلك"
الغبى مجنون والمجانين لا يعاقبون على جرائم ارتكبوها لعدم العقل وإنما يقوم بيت المال بدفع الديات عن الجرائم التى ارتكبوها وكذا دفع ثمن التلفيات التى يحدثونها في أموال الغير .

 

الأحد، 1 يونيو 2025

العجب في الإسلام

العجب في الإسلام
العجب فى القرآن :
العجب على أنواع :
الأول :
العجب هو استغراب الشىء أو الفعل أو القول ومنه ما يكون تكذيب ومنه ما يكون تصديق
الثانى :
استحسان الشىء أو الفعل و القول أى :
تفضيل الشىء
والآن إلى آيات العجب والإعجاب فى القرآن :
1- العجب من الوحى والمنزل عليهم الوحى :
العجب من نزول الذكر على رجل من القوم :
وضح الله أن نوح(ص)قال لقومه:أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم والمراد هل دهشتم أن بلغكم وحى من إلهكم نزل على ذكر من خالقكم لينذركم أى ليخبركم به؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أنهم تعجبوا أى اندهشوا من نزول الوحى على بشر من وسطهم وهو شىء لا يدعو للدهشة لأن هذا ما حدث مع الأقوام السابقة وهو ما سيحدث مع الأقوام اللاحقة وفى هذا قال تعالى:
"أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم "
العجب من نزول الذكر على رجل من عاد :
وضح الله أن هود(ص)قال لقومه :أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم أى هل اندهشتم لما أتاكم حكم من خالقكم على إنسان منكم ليبلغكم به ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بسبب تكذيبهم له وهو تعجبهم من تمييز الله له بإنزال الوحى عليه وهو الذى أبلغه لهم وهو أمر ليس عجيب لأنه حدث من السابقين وسيحدث من اللاحقين وفى هذا قال تعالى:
"أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم "
العجب من نزول الوحى على واحد منهم :
سأل الله أكان عجبا للناس أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس والمراد هل كان غريبا للبشر أن أنزلنا الوحى إلى إنسان منهم أن أبلغ الخلق؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الناس جعلوا بعث الرسول من وسطهم يبلغ لهم الوحى أمر غريب لا يصدق وفى هذا قال تعالى:
"أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس "
العجب من مجىء المنذر :
وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار عجبوا أن جاءهم منذر منهم والمراد اندهشوا لما أتاهم مبلغ لحكم الله منهم وهذا يعنى أنهم اعتبروا بعث رسول من وسطهم أمر غريب وفى هذا قال تعالى:
"وعجبوا أن جاءهم منذر منهم "
الشىء العجيب :
نادى الله ق وهو نبيه (ص)مقسما بالقرآن المجيد والمراد والكتاب العظيم أن الناس عجبوا أن جاءهم منذر منهم والمراد أن الناس استغربوا أن أتاهم مبلغ أى مخبر منهم فقال الكافرون وهم المكذبون بحكم الله :هذا شىء عجيب والمراد هذا أمر غريب وفى هذا قال تعالى :
"ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شىء عجيب إأذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد "
العجب من القرآن
سأل الله الكفار:أفمن هذا الحديث وهو القرآن تعجبون وفسرها تضحكون والمراد تكذبون وفسرها بأنهم لا يبكون أى لا يؤمنون به وأنتم سامدون أى عاصون للقرآن ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن تكذيب القرآن وعصيان أحكامه محرم عليهم وفى هذا قال تعالى:
"أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون "
القرآن العجب :
وضح الله لنبيه (ص) أنه أوحى إليه والمراد أنه ألقى له أنه استمع نفر من الجن والمراد أنه أنصت جمع من الجن فقالوا :إنا سمعنا قرآنا عجبا والمراد إنا أنصتنا لكتاب عظيم يهدى إلى الرشد والمراد يرشد إلى العدل فآمنا به والمراد فصدقنا بالقرآن وفى هذا قال تعالى:
"قد أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به "
2- الإعجاب بالذكر والأنثى :
الإعجاب بالأمة :
طلب الله من رجال المسلمين ألا ينكحوا المشركات حتى ولو أعجبوهم والمراد ألا يتزوجوا الكافرات حتى ولو نلن رضاهم بسبب حسنهن وفى هذا قال تعالى:
"ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم "
الإعجاب بالعبد :
طلب من نساء المسلمين ألا يتزوجوا من رجال المشركين أى ألا ينكحوا الكافرين حتى ولو نالوا رضاهن بسبب أجسامهم وفى هذا قال تعالى:
" ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
حرمة إعجاب النبى (ص)بحسن النساء من غير ملك اليمين:
وضح الله أن النساء وهن الإناث العاقلات البالغات لا تحل له من بعد والمراد لا يباح له زواجهن من بعد ما تزوج من النساء المذكورات فى الآيات السابقة أو بعضهن حتى ولو أعجبه حسنهن أى حتى ولو أحب جمالهن والمراد حتى ولو نالت أجسام النساء استحسان نفسه ويستثنى من ذلك ما ملكت يمينه وهن ما أمرت نفسه وهن الإماء لديه فيحل له الزواج بهن وقد تزوجهن بالفعل بعد ذلك وفى هذا قال تعالى:
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك "
3- الإعجاب بالمنافقين :
الإعجاب بقول البعض فى الدنيا :
وضح الله لنبيه (ص)أن من الناس فريق يعجبه قوله فى الحياة الدنيا والمراد يرضيه حديثهم عن أنهم مؤمنون بحكم الله والقيامة فى الحياة الأولى ومع هذا فالله يشهد على أن ما فى قلوبهم هو ألد الخصام والمراد أن الله يعلم أن الذى فى نفوس المنافقين هو أكبر العداء للإسلام والغرض من القول هو إخبارنا ألا نصدق كل ما يقال لنا دون براهين تثبته وفى هذا قال تعالى:
"ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام "
الإعجاب بأجسام المنافقين :
وضح الله لنبيه (ص)أنه إذا رأى أى شاهد المنافقين يعجبه أجسامهم والمراد تسترعيه أى تنال استحسانه أجسادهم القوية الجميلة وإن يقولوا تسمع لقولهم والمراد وإن يتحدثوا تنصت لحديثهم من حلاوته الكاذبة وفى هذا قال تعالى:
"وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم "
4- الإعجاب بالزرع :
إعجاب الزراع بالزرع :
وضح الله للناس أن محمد(ص)رسول الله والذين معه مثلهم وهو وصفهم فى الإنجيل وهو الكتاب المنزل على عيسى (ص)فهو أنهم كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه والمراد يشبهون نبات أطلع ثمره فقواه والمراد أمده بالغذاء فاستقوى أى أصبح ناضجا أى فاستقر على جذوره وهذا يعنى أن المسلمين أخرجوا الأعمال الصالحة فأمدهم الله بالقوة حتى تكثر الأعمال الصالحة حتى أصبحت الأعمال الصالحة هى قوة المسلمين ووضح أن هذا النبات يعجب الزراع والمراد أن هذا النبات يرضى الخالق له حتى يغيظ بهم الكفار والمراد حتى يهزم بهم المكذبين للدين وفى هذا قال تعالى:
" ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار "
إعجاب الكفار بنبات الغيث :
طلب الله من الناس أن يعلموا والمراد أن يعرفوا أن قول أديانهم الباطلة على لسانهم أنما الحياة الدنيا لعب أى لهو أى زينة والمراد أن المعيشة الأولى عبث أى انشغال أى متاع وفسر هذا بأنه تفاخر بينهم أى تكابر بينهم فى الأشياء وفسر هذا بأنه تكاثر فى الأموال والأولاد والمراد تزايد فى الأملاك والعيال وهذا يعنى أن أديان الباطل تطالبهم باشباع شهواتهم من متاع الدنيا ،ووضح أن مثل الدنيا كمثل أى كشبه غيث أعجب الكفار نباته والمراد كشبه مطر أحب المكذبون لله زرعه الذى نبت بعد نزوله ثم يهيج أى ثم ينمو أى يكبر فتراه مصفرا والمراد ثم تشاهده ناضجا وبعد ذلك يكون حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن متاع الدنيا يشبه النبات الذى يكون له نفع وقت قصير هو وقت قوته وبعد ذلك يزول وفى هذا قال تعالى:
"اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما "
5-المعجزات العجب :
تعجب زوجة إبراهيم (ص)
وضح الله لنبيه(ص)أن الملائكة ردت على قولها فقالوا أتعجبين من أمر الله والمراد هل تستغربين من قدرة الله؟والغرض من السؤال هو إخبارها أن لا شىء يمتنع على قدرة الله ،رحمة الله أى نفع الله لكم أى بركاته عليكم والمراد أرزاق الله لكم أهل البيت أى سكان بيت إبراهيم(ص)إنه حميد أى شاكر لمن يطيعه مجيد أى عظيم وفى هذا قال تعالى:
"قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"
الآيات العجب :
وضح الله لنبيه(ص)لقد حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أى لقد علمت أن أهل الغار والعدد كانوا من علاماتنا اعجازا والغرض هو إخبار الرسول(ص)أن أصحاب الكهف وهو الغار فى الجبل والرقيم وهو العدد المختلف فيه كانوا من آيات الله العجيبة والمراد من معجزات الله الغريبة الإعجاز وفى هذا قال تعالى :
"أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا "
سبيل الحوت عجب:
وضح الله أن الفتى قال لموسى (ص)أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة والمراد أتذكر حين لجأنا إلى الحجر فإنى تركت السمكة ،وقال وما أنسانيه إلا الشيطان أن اذكره أى وما أتركنيه سوى الشهوة أن أردده حديثه مع موسى (ص)هو الشيطان وهو الشهوة التى شغلته ساعتها عن أمر الحوت وقال واتخذ سبيله فى البحر عجبا أى وسلك طريقه فى الماء غريبا،وهذا يعنى أن الحوت ترك فى الماء آثار تدل على الطريق الذى سار فيه وفى هذا قال تعالى:
"قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله فى البحر عجبا "
6-العجب بالكثرة :
الإعجاب بكثرة الخبيث محرم :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لا يستوى الخبيث والطيب أى الخبيث وهو الكافر أى صاحب النار لا يتشابه فى الأجر مع الطيب وهو المسلم صاحب الجنة ،ووضح له أنهم لا يتساوون حتى لو أعجبته أى استحسنت نفسه كثرة الخبيث والمراد كثرة عدد الكفار لأن العدد لا يدل على الفريق الفائز وفى هذا قال تعالى:
"قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث "
الإعجاب بكثرة المسلمين :
وضح الله للمؤمنين أن الله نصرهم فى مواطن كثيرة والمراد أن الرب أيدهم فى مواقع عديدة فى الحرب ومنها يوم حنين وهو اسم مكان وقعت به معركة مع الكفار إذ أعجبتكم كثرتكم والمراد وقت غركم عددكم وهذا يعنى أن المؤمنين ساعتها خدعهم عددهم الكبير حيث ظنوا أنهم لا يهزمون بسبب كثرة العدد ،فلم تغن عنكم شيئا والمراد فلم تمنع كثرتكم عنكم الهزيمة وفى هذا قال تعالى:
"ولقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا "
7-متفرقات :
حرمة الإعجاب بأموال وأولاد الكفار :
طلب الله من نبيه (ص)ألا تعجبه أموال المنافقين ولا أولادهم والمراد ألا تغره كثرة أملاك المنافقين وكثرة أولادهم والسبب أن الله يريد أن يعذبهم بها فى الحياة الدنيا والمراد أن الله يحب أن يذلهم بضياع أموالهم وإصابة عيالهم ويحب أن تزهق أنفسهم وهم كافرون والمراد ويريد أن تنتقل أنفسهم من الدنيا عند الموت للبرزخ وهم مكذبون بحكمه حتى يدخلهم النار وفى هذا قال تعالى:
"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون "
عجب النبى(ص) والسخرية :
وضح الله لنبيه (ص)أنه عجب والمراد أن الرسول (ص)استغرب أى اندهش بسبب تكذيب الكفار الذى يسخرون أى يستهزءون بالله ورسوله (ص)وآياته مصداق لقوله بسورة التوبة"قل أبالله ورسوله وآياته كنتم تستهزءون" وفى هذا قال تعالى:
"بل عجبت ويسخرون "
العجب من الخلق الجديد :
وضح الله للنبى (ص)أنه إن يعجب أى يستغرب فعليه أن يعجب أى يستغرب من قول الكفار "أإذا كنا ترابا أإنا لفى خلق جديد" والمراد هل إذا كنا عظاما ورفاتا لفى حياة حديثة والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار لا يؤمنون بالبعث وفى هذا قال تعالى:
"وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا إأنا لفى خلق جديد "
العجب في الأحاديث:
وردت مشتقات كلمة العجب في العديد من الأحاديث مثل :
-كان عمر بن الخطاب يقول عجبا للعمة تورث ولا ترث " مالك فى الموطأ
الخطأ هنا هو أن العمة تورث ولا ترث والحق أنها ترث وتورث ومن أمثلة حالات أخذها للميراث ما يلى :
-وفاة أخيها عن بنت دون أب أو أم أو إخوة فهنا تأخذ نصيبها حسب الشرع
-وفاة أخيها عن بنت وأب - وفاة أخيها عن بنت وأم .

43- بينما نحن مع رسول الله إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله من القائل كذا وكذا فقال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء"رواه مسلم والترمذى .
والخطأ الجهر في الصلاة وتفتيح السماء لمعصية الجهر في الصلاة التى حرمها الله فقال :
" ولا تجهر بصلاتك"
-إن رسول الله احتذى نعلين فلما نظر إليهما أعجبه حسنهما فسجد لله فقيل له فى ذلك خشيت أن يعرض عنى ربى فتواضعت له ....فاشترى له نعلان مخصوفتان "
والخطأ هنا هو الإعجاب بحسن النعلين يعرض القائل لإعراض الله ومقته وهو تخريف فالنبى لم يفعل هذا لأن من الإسلام حسن النعال واللباس وأن ينالوا إعجاب صاحبهم فهذا من زينة الله ومن الطيبات من الرزق التى لم يحرمها الله حيث قال بسورة الأعراف "قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق "
-قال رجل يا رسول الله إنى أعمل العمل فيطلع عليه فيعجبنى قال لك أجران أجر السر وأجر العلانية "رواه ابن ماجة
والخطأ هنا هو أن الرجل المذكور له على العمل الواحد أجرين هما أجر السر وأجر العلانية وهو يخالف أن العمل بعشر حسنات سواء فى السر أو فى العلانية ولا تكرار للأجر بسبب السر أو العلانية وفى هذا وفى هذا قال تعالى .بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "إلا أن يكون عمل إنفاقى فهو ب 7..أو 14..حسنة كما جاء بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
-ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه ....فإن العين حق وكان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين وفى رواية العين حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العين .."رواه الطبرانى فى الكبير ومسلم وأبو داود وابن السنى فى عمل اليوم والليلة وهو يناقض قوله "لا يرد القدر إلا الدعاء "فهنا الدعاء يرد القدر وفى القول نفى أن يكون هناك ما يرد القدر ولو كان شىء يرده لكان العين
والخطأ أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ".
- اقرءوا القرآن بلحون العرب ولا تقرءوه بلحون أهل الفسق فإنه سيأتى بعدى قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم "
الخطأ هنا هو علم النبى (ص)بالغيب مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "ولا أعلم الغيب "والخطأ الأخر هو وجوب قراءة القرآن بلحون العرب ولا تقرءوه بلحون أهل الفسق ،إن كلمة اللحن فى القرآن تعنى التحريف مصداق لقوله تعالى بسورة محمد "ولتعرفنهم فى لحن القول "ومن ثم فهى دعوة لقراءة القرآن بتحريفات العرب وليس بتحريفات الفاسقين وهو ما لا يقول به مسلم ،زد على هذا أن العرب وهم متكلمى العربية منهم كفار ومنهم مسلمون فبأى لحون تتم القراءة فإذا كانت بلحون الكفار فقد نهى عنها بقوله "ولا تقرءوه بلحون أهل الفسق "ومن ثم فلا معنى للأمر والنهى فى تلك الحال إلا معنى واحد هو التناقض .
-أن رسول الله سمع كلمة فأعجبته فقال أخذنا فألك من فيك وفى رواية ذكرت الطيرة عند النبى فقال أحسنها الفأل ولا ترد مسلما وفى رواية لا عدوى ولا طيرة ويعجبنى الفأل الصالح والفأل الصالح كلمة سيئة "مسلم وأبو داود والخطأ هنا هو وجود فأل صالح وفأل سيىء وهو تخريف لأن المسلم لا يسير حسب كلمات عشوائية صادرة دون قصد من صاحبها وإنما يسير حسب شرع الله أى يسير متبعا النبى (ص)مصداق لقوله بسورة آل عمران "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله "كما أن المسلم يأخذ بالأسباب كما أمره الله فى أكثر من سورة مثل سورة الأنفال حيث يقول تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "والكلمة الحسنة والسيئة الفأل ليست سببا ولو جعلها الإنسان يبنى عليها عمله فإنها تفسد عليه دنياه ومن ثم أخرته .
-لما أصيبت السرية التى فيها عاصم ومرثد قال رجلان من المنافقين يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا لا هم قعدوا فى أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله "ومن الناس من يعجبك قوله "ابن أبى حاتم والخطأ هو أن سبب نزول "ومن الناس من يعجبك قوله "هى قول المنافقين يا ويح ...وهو تخريف لأن قول المنافقين مخالف للآية فهذا القول لا يعجب النبى (ص)ولا أى مسلم ومع هذا تقول الآية "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا "وهو تناقض لا شك فيه لأن القول ذم فى الشهداء فهل يعجب ذم الشهداء النبى (ص)وأتباعه ؟قطعا لا .
-كنا مع النبى نتداول من قصعة من غدوة حتى الليل تقوم عشرة وتقعد 1. قلنا فما كانت تمد قال من أى شىء تعجب ما كانت تمد إلا من هاهنا وأشار بيد إلى السماء "الترمذى والخطأ حدوث معجزات إطعام الأعداد الكبيرة وهو ما يخالف أن الله منع الايات المعجزات فى عهد النبى (ص)فقال بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
-عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة فى السلاسل البخارى وأبو داود والخطأ الأول هو تعجب الله وهو لا يتعجب لأن التعجب استغراب للشىء للجهل به ولكن الله يعلم كل شىء ومن ثم فهو لا يتعجب والخطأ الثانى هو دخول البعض الجنة وهم فى السلاسل وسلسلة المسلم إفزاع له فى يوم القيامة وهو ما يخالف أن المسلمين كلهم آمنون من الفزع مصداق لقوله تعالى بسورة النمل "وهم من فزع آمنون "والكافر هو من يسلسل مصداق لقوله تعالى بسورة الحاقة"ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم "
-إن المرأة إذا أقبلت فى صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن معها مثل الذى معها الترمذى ومسلم وأبو داود والخطأ هو سير المرأة فى صورة شيطان وقطعا المرأة ليست شيطانا فى كل الحالات بمعنى أن بعض النساء شياطين والبعض مسلمات بدليل قوله بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن "كما أن النساء منهن صالحات مسلمات كما بقوله بسورة النور "والصالحين من عبادكم وإمائكم "
- عن نوفل بن مساحق قال رأيت شابا فى مسجد نجران فجعلت أنظر إليه وأتعجب من طوله وتمامه وجماله فقال مالك تنظر إلى فقلت أعجب من جمالك وكمالك فقال إن الله ليعجب منى فما زال ينقص وينقص حتى صار بطول الشبر فأخذه بعض قرابته فى كمه وذهب به ابن المنذر فى كتاب العجائب الغريبة
والخطأ حدوث المعجزات فى عهد النبى (ص)وبعده وهو ما يخالف منع الله الآيات المعجزات بقوله بسورة الإسراء "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون -يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة أحمد والخطأ هو تعجب الله وهو تخريف لأن الله ليس كخلقه يتعجب مصداق لقوله تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "فالتعجب استغراب بعد العلم بالشىء والله يعلم كل شىء فكيف يستغرب أى شىء أليس هذا جنونا ؟.
-عن عمر كان يأتى اليهود فيسمع من التوراة فيتعجب كيف تصدق ما فى القرآن فمر بهم النبى فقلت نشدتكم بالله أتعلمون أنه رسول الله فقال عالمهم نعم نعلم أنه رسول الله ...فقال عدونا جبريل لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك ...ميكائيل ينزل بالقطر والرحمة ...قلت وكيف منزلتهما من ربهما قالوا أحدهما عن يمينه والأخر عن الجانب الأخر ...ابن راهويه وابن أبى حاتم والخطأ هو نزول جبريل(ص)بالأذى وهو يخالف أنه ينزل بالرحمة والعقاب ككل الملائكة مصداق لقوله تعالى بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "فكل أمر يحتمل الرحمة أو العقاب
-لما نزلت "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم "تعجب المشركون وقالوا إلها واحدا لئن كان صادقا فليأتنا بآية فأنزل الله "إن فى خلق السموات والإرض إلى قوله لقوم يعقلون "البيهقى فى شعب الإيمان والخطأ هو أن الكفار طلبوا آية "فليأتنا بآية "فأنزل الله "إن فى خلق السموات والأرض "وهو تخريف لأن الكفار لا يطلبون آية بمعنى وحى وإنما يطلبون آية بمعنى معجزة كما بين الله على لسانهم عدة مرات كما بقوله بسورة الأنعام "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها "وقطعا إن الله يفهم كل شىء ومن ثم فلن يفهم طلب الكفار خطأ كما بين لنا القائل هنا ثم إن الآية المذكورة فى القرآن فى نهايتها "لآيات لقوم يعقلون "فهى تتحدث عن آيات وليس عن آية واحدة فهل أخطأ الله فى الفهم العددى أيضا ؟قطعا لا إن العبد ليحاسب فتبطل أعماله لدخول الآفة فيها -..يتوجب النار ثم ينشر لهم الأعمال الصالحة ما يستوجب الجنة به فيتعجب ويقول يا رب هذه أعمال ما عملتها قط فيقال هذه أعمال الذين اغتابوك وآذوك وظلموك الديلم
والخطأ إعطاء الأخر حسنات من إنسان أخطأ فى حقه أو تحميل المخطىء سيئات من أخطىء فى حقه وهو ما يناقض أن لا أحد يتحمل جزاء أحد ثوابا أو عقابا مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "وقوله بسورة النجم "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
- لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب البزار والخطأ هو التناقض بين قوله "لو لم تذنبوا "وقوله "لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب "والتناقض هو كون العجب ذنب وهنا سماه أكبر من الذنب وطبعا لا شىء بعد الذنب أعظم عقابا زد على هذا أن القول يشعرنا بوجوب أن نذنب والسبب عنده هو ألا نصاب بالعجب
-ليس شىء من الإنسان إلا يبلى إلا عظم واحد هو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة وفى رواية بين النفختين 4. ... ويبلى كل شىء من الإنسان إلا عجب ذنبه فيه يركب الخلق ابن ماجة وأبو داود والبخارى ومسلم والخطأ هو أن عظام عجب الذنب تبقى بعد موت الإنسان ويخالف هذا أن العظام كلها تصبح رميم أى تفنى كلها ولا يبقى منها شىء وفى هذا وفى هذا قال تعالى .بسورة يس "وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها أول مرة "كما أن العظام تجمع مما يعنى أنها كلها تفنى لأن ما يجمع لابد أن يكون متفرق متناثر لذرات وفى هذا وفى هذا قال تعالى .بسورة القيامة "أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه "

 

السبت، 31 مايو 2025

الصبرة فى الإسلام

الصبرة فى الإسلام
لم ترد الكلمة فيما بين أيدينا من المصحف والمعنى المعروف لها :
كومة من الطعام
وقد اختلف القوم فى تعريفها إلى تعريفين أو أكثر ومنهم :
الأول كومة الطعام مجهولة القدر أو معلومة
الثانى كومة الطعام المجموعة دون معرفة الحجم أو الوزن
وقد وردت اللفظة فى بعض الروايات المنسوبة للنبى(ص)ومنها :
197- [102] وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، وَقُتَيْبَةُ ، وَابْنُ حُجْرٍ ، جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا ، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ : مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي
3846- [42-1530] حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ ، لاَ يُعْلَمُ مَكِيلَتُهَا ، بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ التَّمْرِ.
3847- [...] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ : مِنَ التَّمْرِ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ.
ونجد الفقهاء تناقشوا عدة موضوعات فى الصبرة منها :
الأول بيع الصبرة جزافا:
أباح القوم بيعها دون معرفة وزنها أو كيلها والملاحظ أن ذلك يناقض حديث :
3846- [42-1530] حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ ، أَخْبَرَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ :
نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ ، لاَ يُعْلَمُ مَكِيلَتُهَا ، بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ التَّمْرِ."
والحق أن بيع الجزاف محرم لأنه ظلم لأحد الطرفين البائع أو المشترى وقد حرم الله الظلم فقال :
"وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا"
الغريب فى أمر الفقهاء أنهم وضعوا شروطا لاباحة بيع الصبرة دون معرفة مقدارها فقالوا كما تقول الموسوعة الفقهية :
"شروط جواز بيع الصبرة جزافا:
4 - يشترط في جواز بيع الصبرة جزافا ما يلي:
أ - أن لا يغش بائع الصبرة، بأن يجعلها على دكة أو ربوة، أو يجعل الرديء منها أو المبلول في باطنها، لحديث: من غشنا فليس منا فإذا وجد ذلك؛ فإن علم أحد العاقدين ذلك بطل العقد؛ لمنع ذلك تخمين القدر فيكثر الغرر، هذا إذا لم ير قبل الوضع فيه، فإن رأى الصبرة قبل الوضع صح البيع لحصول التخمين، وإن جهل كل منهما ذلك: بأن ظن أن المحل مستو فظهر خلافه خير من لحقه النقص، بين الفسخ، والإمضاء .
ب - أن تكون متساوية الأجزاء فإن اختلفت أجزاؤها لم يصح البيع.
ج - أن يرى المبيع جزافا حال العقد، أو قبله إذا استمر على حاله إلى وقت العقد دون تغير.
د - أن يجهل المتبايعان معا قدر الكيل أو الوزن، فإن كان أحدهما يعلم القدر دون الآخر فلا يصح.
هـ - أن تستوي الأرض التي يوضع عليها المبيع، فإن لم تكن مستوية ففيها التفصيل السابق "
وكلها تصورات تقوم على إباحة الظلم الذى قد يكون بينا ظاهرا لأحد الطرفين
الثانى :
الاستثناء فى بيع الصبرة :
المراد أن يقول البائع للمشترى بعتك الكومة عدا الصاع أو القفيز الفلانى أو يقوا بعتك نصفها أو ثلثها أو ما شابه
وهنا نجد أن هذا البيع قد يكون مجهولا أو معلوما فاستثناء صاع قد يكون معناه معرفة عدد الصاعات وقد يكون المعلوم فقط هو هو المستثنى وفى الحال الثانى وهو الجهل الناتج عنه الظلم يحرم البيع
والغريب أن الفقهاء حرموا هذا البيع إذا كان مجهولا للغرر وهو نفسه السبب فى وجوب تحريم الجزاف حيث أباحوا فى الجزاف وحرموا فى الصبرة المستثنى منه جزء وهى غير معلومة القدر
الثالث :
بيع صبرة بشرط أن يزيده صاعا أو ينقصه:
وقد حرم القوم البيع فى كلا الحالين بسبب الجهل ولادخال عقد على عقد كما يقولون
الرابع :
بيع صبرة وذكر جملتها:
المراد:
" إذا باع صبرة وسمى جملتها، بأن قال: بعتك هذه الصبرة على أنها مائة قفيز بمائة درهم، ثم وجدها ناقصة، أو زائدة"
وقد اختلف القوم إلى آراء هى :
الأول :
" لا يصح العقد إن زادت على القدر المسمى أو نقصت منه؛ لتعذر الجمع بين جملة الثمن وتفصيله، فكأنه قال: بعتك قفيزا وشيئا لا يعلمان قدره بدرهم لجهلهما كمية قفزانها "
الثانى:
" إن كانت ناقصة يأخذ الموجود بحصته، وإن شاء فسخ العقد لتفرق الصفقة وإن زادت على القدر المسمى فالزيادة للبائع؛ لأنها من المقدرات فيتعلق العقد بقدرها "
الثالث:
إن باعا الصبرة وحزراها، أو وكلا من يحزرها (أي يخمنها) فإن ظهر أنها كذلك فبها، وإلا فالخيار لمن لزمه الضرر"
نفس الأمر هنا هو جهالة القدر وهو ما يؤدى للظلم وهو ما يجعل البيعة محرمة
زد على هذا :
أن الصبرة وهى الكومة تحتوى على الجيد والوسط والردىء من الثمار أو من الصنف وأيضا قد يكون الطعام ظاهريا صالح ولكن من داخله فاسد ومن ثم يجب عزل الصالح من الفاسد لقوله تعالى :
" ولا تيمموا الخبيث منهم تنفقون "

 

الجمعة، 30 مايو 2025

الصفى فى الإسلام

الصفى فى الإسلام
الصفى وينطق الصافى فى عصرنا معناه :
الخالص أو السليم الذى لا يخالطه غيره
وفى كتب اللغة :
أن الصفى تشريع من تشريعات الكفار فى عهد النبى الخاتم (ص) وقبله حيث كان زعيم القبيلة أو زعيم القوم يقوم قبل قسمة الغنيمة على المحاربين باختيار ما يريد من الغنائم التى كانت تتضمن الخيل والسبايا والسلاح والأمتعة وغير هذا
ويستشهد أهل اللغة فى الغالب بقول منسوب لأحد الشعراء ويسمى :
عبد الله بن عنمة حيث يخاطب بسطام بن قيس فيقول :
لك المرباع فيها والصفايا
وحكمك والنشيطة والفضول
الكارثة فى الفقه هى :
ان الفقهاء شرعوا بناء على الأحاديث الكاذبة تشريع هو :
أن الصفى كان سهم للرسول (ص) الخاتم وحده دون غيره فكان عندهم كزعماء الكفر يختار ما يحب ويشتهى ومن ذلك أنه اختار صفية بنت حيى من سبايا خيبر بعد أن ذكر بعضهم جمالها وأنها لا تليق إلا به
ومن تلك الأحاديث التى ذكرت هذا الخبل:
2993 - حدثنا محمود بن خالد السلمي ثنا عمر يعني ابن عبد الواحد عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة قال
: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا كان له سهم صاف يأخذه من حيث شاءه فكانت صفية من ذلك السهم وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمه ولم يخير رواه أبو داود
2995 - حدثنا سعيد بن نصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال
: قدمنا خيبر فلما فتح الله تعالى الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها رواه أبو داود
2996 - حدثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : صارت صفية لدحية الكلبي ثم صارت لرسول الله صلى الله عليه و سلم . رواه أبو داود
2994 - حدثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد أخبرنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت صفية من الصفي رواه أبو داود
الخطأ المشترك بين تلك الأحاديث احلال جماع السبايا بلا زواج وهو استحياء النساء وهو ما يخالف أن لا سبى فى الإسلام لأنه سوء تعذيب ومصيبة عظيمة كما قال تعالى :
"وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
كما يتناقض مع وجوب اطلاق سراح الأسرى بمقابل وبدون مقابل كما تعالى :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
بالقطع النبى (ص) لم يتزوج صفية بتلك الطريقة ففضلا عن تناقضات الروايات نجد التناقض مع القرآن فى التالى :
-عدة صفية التى كانت عروسا وقتل زوجها فالمفروض أن تكون أربعة أشهر وعشرا وليس بمجرد أن حاضت بعد يوم أو يومين من الغزوة وفى هذا قال تعالى "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ "
-وجود ما يسمى السبى فى الإسلام فلا سبى فى الإسلام لأن السبى هو من أفعال الكفار كما فعل فرعون بنساء بنى إسرائيل والموجود هو الأسرى وهم رجال أو نساء وهن نادرا مقاتلات وهؤلاء لا يحل فيهم سوى حكمين
إطلاق سراحهم بمقابل مادى هو الفدية
إطلاق سراحهم بلا مقابل وهو المن
ويكون هذا بعد انتهاء الحرب كما قال تعالى بسورة محمد"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها "
-تركيز الروايات على حكاية جمال صفية وتركيز الناس على أنها لا تليق إلا بالنبى(ص) واستجابة النبى(ص) لهم مع أن الله طالبه ألا يتزوج بعدما تزوج نساءه حتى ولو أعجبه حسن المرأة فقال بسورة الأحزاب "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك"
-الروايات تجعل النبى (ص)مجرد أحمق همه هو شهوته فهو لا يقيم للثأر وزنا فى مجتمع ثأرى فالمرأة قتل زوجها وأبوها وأخيها فى خيبر ومع هذا بعد أيام لا تتعدى ثلاثة دخل بها وهو غير خائف من أن تقوم بقتله
بالقطع لا يمكن أن يكون النبى(ص) جبارا لهذه الدرجة فالرجل المعروف بالرحمة واللين لا يمكن ألا يدع فرصة للمرأة للحزن على أقرب الناس لها
إن ما يروى هو عملية اغتصاب من قبل جبار متوحش همه شهوته والغريب أن الصحابة الذى أنكروا على خالد فى حروب الردة زواج مثل هذا لم يتكلموا فى هذا الزواج
بالقطع لأن تلك الطريقة لم يتزوج بها النبى (ص) صفية لكون رجلا عادلا مطيعا لأحكام الله
-أن المهر فى الإسلام مال وليس عتق كما قال تعالى بسورة النساء"إن أتيتم احداهن قنطارا "
إذا لا يمكن أن يكون النبى(ص) المعروف بلينه ورحمته قد تزوج صفية بتلك الطريقة
وكارثة الصفى وهى اعطاء القائد ميزة على الرعية موجودة فى الأحاديث ومنها :
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى بني زهير بن أقيش: إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأديتم الخمس من المغنم، وسهم النبي صلى الله عليه وسلم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله " رواه أبو داود
2991 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن مطرف عن عامر الشعبي قال كان للنبي صلى الله عليه و سلم سهم يدعى الصفي إن شاء عبدا وإن شاء أمة وإن شاء فرسا يختاره قبل الخمس رواه ابو داود
2999 - حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة قال سمعت يزيد بن عبد الله قال كنا بالمربد فجاء رجل أشعث الرأس بيده قطعة أديم أحمر فقلنا كأنك من أهل البادية فقال أجل قلنا ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك فناولناها فقرأناها فإذا فيها " من محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني زهير بن أقيش ( بضم الهمزة وفتح القاف ثم ياء مثناة ساكنة وآخره شين معجمه وهم حي من بني عكل ) إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم الخمس من المغنم وسهم النبي صلى الله عليه و سلم وسهم الصفي أنتم آمنون بأمان الله ورسوله " فقلنا من كتب لك هذا الكتاب ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه ابو داود
4156 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَقَ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ سَهْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفِيِّهِ فَقَالَ أَمَّا سَهْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَهْمِ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا سَهْمُ الصَّفِيِّ فَغُرَّةٌ تُخْتَارُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ شَاءَ رواه النسائى
وكل هذه الأحاديث ليس عليها دليل من القرآن وهى تناقض قوله تعالى :
"واعلموا إنما غنمتم من شىء فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم أمنتم بالله"
فهذا تشريع الغنيمة ليس فيه شىء اسمه الصفى خاص بالنبى الخاتم(ص) وإنما هو واحد من بقية الأصناف التى توزع عليها خمس الغنيمة كواحد من الناس
إن تشريع الصفى كارثة لأنه يظلم حتى المجاهدين حيث يختار القائد ما يشتهى وهو لم يشارك فى الجهاد والحقيقة أن الغنيمة تقسم بالسوية والمراد أن يأخذ كل واحد من المجاهدين مثل الأخر وأن يأخذ كل واحد من المقتسمين للخمس مثل الأخر وهو ما طالب الله به فى قوله :
" وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "
وليس هناك عدل فى أن يأخذ أحدهم -والرسول(ص)لم يأخذ شىء خاص أبدا من الغنيمة- بعض مما يشتهى ثم يعود فيأخذ نصيبه بعد أخذه لما اشتهى
ونلاحظ أن بعض الأحاديث شرعت تشريعا أخر وهو أن الصدقة لابد أن تكون صافية وهى الخالية من العيوب كما فى الروايات التالية:
2629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نِعْمَ الْمَنِيحَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ نِعْمَ الصَّدَقَة رواه البخارى
ُ 5608 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِآخَرَ رواه البخارى
والحق أن الصدقة تؤخذ من كل المال :
الخالى من العيوب ومن المعيوب على حسب نسب تواجده فى المقدار لأن هذا هو العدل وأما أخذ الصدقة كلها من الخالى من العيوب فهو ظلم واضح حيث يتم ترك المال المعيوب لصاحب المال

 

الخميس، 29 مايو 2025

الحراسة فى الإسلام

 

الحراسة فى الإسلام
الحراسة تعنى فى المعنى المعلوم بين الناس :
القيام بمنع الأخرين من الاعتداء على مكان الحراسة سواء كان منعهم من الاستيلاء على المكان بما فيه أو أخذ شىء منه وهو السرقة أو السطو مع ترك المكان
وللفقهاء واللغويين تعريفات وإطلاقات كالتالى :
حفظ الشىء حفظا مستمرا عن طريق صرف الآفات عن الشيء قبل أن تصيبه صرفا مستمرا، فإذا أصابته فصرفها عنه سمي تخليصا أو استعادة
ويقال أن معنى الجذر حرس هو :
دهر فالحرس هو الدهر
وفى كتب اللغويين تطلق الكلمة على الحفظ والسرقة معها فيقال مثلا عن الشاة المفقودة بسرقة ونحوها :
حريسة والمراد :
مسروقة
وفى التقسيم الضال نجد أن الحراسة تنقسم إلى نوعين :
الأول :
حراسة الحدود وهو ما يقوم به المجاهدون حيث يخصص معظم المجاهدين للقعود على الحدود لرصد تحركات الأعداء
وفى هذا قال سبحانه :
"واقعدوا لهم كل مرصد "
وسمى الحراسة من العدو :
الحذر فقال تعالى :
" هم العدو فاحذرهم "
وقد وردت العديد من الروايات فى كموضوع الحراسة باسم الرباط ومنها :
روى سلمان قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه وأمن الفتان "
وروى :
"عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من حرس من وراء المسلمين متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم"
والأحاديث فى الموضوع رغم صحة ان أجر الرباط وهو الحراسة عظيم لكونه صورة من صور الجهاد إلا أنها تخالف القرآن فمثلا الحديث الأول :
الخطأ الأول فيه هو أخذ المرابط الميت أجرا بعد موته وهو لم يعمل شىء والمراد لم يسع والثواب يكون على السعى وليس بعد الموت سعى
وفى هذا قال تعالى :
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
وقال :
"وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ"
والخطأ الثانى الأمان من الفتان ولا أحد آمن الفتان الدنيوى كما قال تعالى :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والخطأ أن العيون هى الأمن من النار بينما الآمنون منها هم الأشخاص بما فيهم جسدهم وفيه العيون
وأيضا أن هناك من بات يحرس فى سبيل الله وغل من ضمن من غل من الغنائم وهذا يدخل جهنم يوم القيامة كما قال تعالى :
"وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
والخطأ فى الحديث الثالث دخول المسلمين النار قم خروجهم منها وهو ما يناقض أن لا أحد يخرج من النار بعد دخولها وفى هذا قال :
"وما هم بخارجين من النار "
وقوله :
"وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ".
ونجد فى كتاب الله حراسة الحراس وهم المجاهدين لبعضهم حيث يقوم بعض من المجاهدين بحماية من سيصلون وهم بعض منهم فإن صلوا ذهب المحروسين لحماية من حرسوهم كى يصلوا مثلهم وفى هذا قال تعالى :
"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ".
الثانى الحراسة الداخلية وهى :
تخصيص مؤسسات الدولة أو الأفراد أشخاص من أجل حمايتها أو حمايتهم وهو تشريع لم يشرعه الله
المؤسسات العامة وهى البيوت غير المعدة للسكن فى داخل دولة المسلمين المفروض أنها كلها مفتوحة لكل الناس فى الدولة فى كل وقت لقضاء حاجاتهم وهم يدخلونها دون إذن أو استئذان
وفى هذا قال تعالى :
" لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ"
ومن ثم لا يوجد حراسة عليها وكذلك لا وجود لحراسة الأفراد أيا كان منصبهم أو صفتهم ومن ثم لا نجد أن الله عين أحد لحماية النبى (ص) أو أن النبى (ص)عين أحد لحماية صاحب منصب
والله لم يشرع ذلك لسبب وهو :
ألا يتواجد الحاكم الظالم لأن الحراسة هى التى تساعده على الاستمرار فى الظلم
فترك أصحاب المناصب بلا حراسة واجب حتى يقدر الناس على تغيير ظلمهم ومن ثم أول علامات الظلم هو :
اتخاذ حارس لصاحب منصب
ومن أجل هذا شرع الله الاختلاف مع أصحاب المناصب وهم أولى المر مع الاحتكام فى النهاية لله والمقصود لكتاب الله وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
وفى الفقه نجد أن القوم ابتكروا أنواع من الحراسة مثل :
حراسة الحمى والحمى كما يقولون :
بقعة موات تترك لرعى النعم وهى الأنعام سواء كانت أنعام الصدقة وهى الزكاة أو أنعام الجزية
وقد استدلوا على هذا الحكم بالتالى :
جناية النقيع لخيل المسلمين فى عهد النبى(ص)
حماية عمر بن الخطاب للشرف والربذة
والحرس المعين يقوم بمنع بقية أنعام الناس أو خيولهم من دخول تلك المنطقة
وهى أحاديث كاذبة لكون الأرض ملكية مشتركة للمسلمين جميعا كما قال تعالى :
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ"
ومن ثم لا يوجد حمى من الإمام أو من غيره من الناس لأى مكان داخل الدولة وإنما المجتمع ينظم كل شىء حسب أحكام الله فمثلا أنعام الصدقة والزكاة تذبح وتباع وتوزع أثمانها على المستحقين وأنعام الجزية تذبح وتباع وتورد أثمانها وتوزع على المستحقين لها من أهل العهد
وأباح الفقهاء الحراسة الداخلية لحراسة الثمار والأسواق عن طريق تأجير بعض الناس للقيام بحراستها ليل نهار
وهو أمر يتعارض مع ما يؤمن به الفقهاء من الأحاديث مثل :
"ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة"
فلو كانت هناك حراسة على المزروعات والنباتات فكيف يأكل الناس والأنعام منه وعليه الحراسة المزعومة ؟
وفى دولة الإسلام لوجود لملكية خاصة غير ملكية البيوت المسكونة حفاظا على العورات وبقية الأرض بما عليها ملكية مشتركة يعمل الكل فيها ويقتسمونها بالتساوى كما قال تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
قطعا لا تجوز لا حراسة الماكن ولا حراسة الناس فى داخل الدولة وإنما الحراسة الجائزة هى لحدود الدولة من قبل المجاهدين الذين يقعدون لرصد ألعداء للرد عليها عند أى عدوان على المسلمين
وأباح الفقهاء استخدام الكلاب ما شابهها لحراسة الماشية وذلك بناء على على بعض الأحاديث مثل :
حديث أبي هريرة مرفوعا :
"من اتخذ كلبا إلا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط "
الخطأ فى الحديث أن وجود الكلب مع المسلم ينقص أجره وهو يخالف أن الله لم يذكر أى نقص للأجور فى العمل وإنما جعله ثابتا فى كل الأحوال فقال "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
والخطأ الأخر هو أن وحدة الأجر هى القيراط وهى فى القرآن الحسنة كما بسورة الأنعام .
بالطبع لم يقل النبى(ص) شىء من ذلك
وقد اختلف الفقهاء فى ضمان الحارس ما بين من يدفعه ثمن المسروقات وهو ديدن الحكومات الحالية وبين من قال لا ضمان عليه
والحقيقة أنه لا ضمان عليه لأن الحارس لا يملك أن ينظر من أربع جهات فى وقت واحد وحتى نظام عيون المراقبة والتى تسمى الكاميرات أو القمرات يمكن اختراقه وتعطيله فلا يرى الحارس الجالس أمام شاشات العرض شىء

الأربعاء، 28 مايو 2025

التحريش فى الإسلام

التحريش فى الإسلام
لم يرد اللفظ فى المصحف بين أيدينا لا هو ولا شىء من الجذر حرش ذكر فيه
واللفظ معناه :
التحريض وهو :
حث الناس على عمل شىء أو الامتناع عنه ومن ذلك أن الله أمر رسوله(ص) أن يحرض المسلمين وهم المؤمنين على القتال وهو :
الجهاد فى سبيله
وفى هذا قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ"
واللفظ التحرش أو التحريش يطلق فى عصرنا وما سبقه من عصور على موضوعات معينة منها :
التحريش بين الحيوانات :
المرلد بالتحريش إقامة مسابقات بين حيوانات من نوع واحد مثل :
الثيران
الطواويس
الديوك
بغرض أن يلحق واحد منهم الأذى بالثانى فيقتله أو يعميه أو يجعله غير قادر على الحركة
وكل محرش يقوم بتدريب حيوانه أو طائره على ذلك بأسلوبه الخاص
وهذه الألعاب القائمة على التحريش محرمة للتالى :
أولا :استعمال الحيوان فى غير ما خلقه الله عليه فالثور المفروض أن يعمل فى الحقل أو يسمن لكى يذبح ويتناول لحمه كطعام للناس والطائر المفروض تسمينه وأكل لحمه وهو ما يدخل تحت قول الشيطان فى تغيير خلق الله :
"وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ"
ثانيا : افساد المال فبدلا من التربح من بيع الحيوان أو الطائر أو لحمه يفقد أحد المتنافسين أو هما معا مالهما الممثل فى ثمن الحيوان أو الطائر وهو ما يدخل تحت عصيان أمر الله بعدم الافساد فى الأرض وهو قوله :
" ولا تفسدوا فى الأرض"
ثالثا : أن ضياع المال بالقتل والضرب نوع من أنواع التبذير الذى نهى الله عنها واعتبر صانعه من اخوان الشيطان والمراد :
كافر وفى هذا قال تعالى :
"وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا "
التحريش بين الناس :
التحريش بين الناس يقصد به:
الوقيعة بينهم
وقد سماه الله الوضع بين الناس بغرض الفتنة وهى وقوع القتال
"لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ"
كما سماه ايقاد نار الحرب وهو اشعال الحروب بين الناس فقال :
"كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"
وهذا التحريش محرم بمعنى :
الايقاع بين الناس سواء كان وقيعة فى مجتمع داخلى أو بين مجتمعين والمراد دولتين من الدول
وأما التحريض على القتال فى الإسلام فهو مباح للتالى :
أنه حث وحض على الجهاد والجهاد لا يكون إلا بسبب مباح وهو :
العدوان على المسلمين أو غيرهم من رعايا المسلمين فى دولتهم العادلة وفى هذا قال تعالى :
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"
وفى الفقه نجد الفقهاء حرموا ذلك تحت مسمى :
النميمة
واستدلوا بحديث :
قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَل مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاَةِ وَالصَّدَقَةِ؟
قَالُوا: بَلَى.
قَال: صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ"
والحديث لا علاقة له بالنميمة وهو كلام لم يقله النبى(ص) ولا نطق به لأنه جعل صلاح ذات البين كعمل أفضل من الجهاد وغيره وهو ما يناقض كون الجهاد أفضل العمل كما قال تعالى :
" فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"
ولا يمكن وضع ذات البين وهى النفس فى مقارنة مع الأعمال لأنها ليست عمل لأنها مصدر كل الأعمال الخيرة والشريرة من الفرد
تحريش حيوان الصيد :
المراد بهذا هو :
تسليط الكلب أو الصقر وما شابههما من الجوارح على صيد حيوان ما ويسمون هذا الفعل :
اشلاء
وهو أمر مباح كما قال تعالى :
" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
التحرش :
يقصد بالتحرش :
قيام الفرد بمضايقة فرد أخر سواء أنثى أو ذكر أو حتى صغير وهو الطفل أو كبير بغرض :
الزنى معه
وهو معنى مستحدث فى هذا العصر وهو صورة من صور الفساد فى الأرض
وهناك فارق بين ما يسميه البعض المعاكسة من أجل الخطبة لأن الغرض ليس واحدا فالمعاكسة غرضها هنا الخطبة بينما غرض التحرش الزنى أو حتى الاغتصاب
بالقطع هذا الفعل من صور الافساد وإذا تكرر يعاقب صاحبه باعتباره محارب لله لأنه يري نشر الفاحشة فى البلاد كما قال تعالى :
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"